القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية قلوب تائهة الفصل السابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون والحادى والثلاثون الأخير بقلم سهام صادق

 رواية قلوب تائهة الفصل السابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون والحادى والثلاثون الأخير  بقلم سهام صادق 



رواية قلوب تائهة الفصل السابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون والحادى والثلاثون الأخير  بقلم سهام صادق 


الــــفـــصــل الــســابــع والـــعــشــرون


لحظه قد تجمع فيهاا الخوف ، ليعلن عن أنتهاء حياة في عالم قد نسي المرء تماما انه فاني ، حياة تمر سريعاا أمام أعينا في شريط واحد وكانهاا تقول بصوت عالي : انظر أيها الانسان ، هل حصدت ما جنيته ، هل رأيت لحظة ضعفك وانت ترجو من الله أن يقف هذا الشريط للحظات ، لتبدء صفحه جديده بشريط جديد ، هل نفعك غرورك ، هل حصد كرهك شئ ، لتنظر النفس بحسره وهي لا تري شئ غير الخوف ... لتقول برهبه : لقد أصبحت خائفه من حياه تنتظرني! ...

لتضحك الحياه بصوت عالي : الان قد خفت ، بعد أن انتهي كل شئ .. فيالك من أحمق .. تذكرت خوفك في لحظه ضعفك ............ ليقف كل هذا علي صوت واحد

النبض ضعيف اووي يادكتور

لينظر الطبيب بخوف وهو يقول : أعملوا صدمات الكهربه بسرعه !....

كان لا يري شئ أمامه ، ولا يفكر في شئ سواا بمن أنجبه وليس من رباه ، فمهم حدث سيظل هو اباهه وسيظل هو الابن ... لم يكن يتوقع انه عندما عزم علي المواجهه ، سبقه القدر وانهي كل شئ ، كل شئ اصبح الان في عداد النهايه المنتظره ...

وقف أدهم أمام أحمد بغضب وهو يقول : محدش خرج لحد دلوقتي يطمنا ، انا هنقوله من المستشفي ديه ... 

لينظر له احمد بألم وهو يقول : اهدي شويه يا أدهم ، ادعيله هو مش محتاج دلوقتي غير دعائنا 

ليجلس أدهم علي احد المقاعد بدموع مثل الاطفال وهو يقول : اهدي ازاي ، قولي يا أحمد ... انا مش عايز حاجه غيرهه ، قوله يجي يتخانق معايا ، يضربني يعمل أي حاجه بس يفضل وسطنا .. ليبكي بحرقه ليقول : انا ليه بعدت عنه سنين عمري ونسيته ، مع أنه هو ليه حق علياا ... ليتنهد بضيق : بقاله قد أيه جوهه 

لينظر أحمد في ساعته ليقول بأسف : 5 ساعات ، وقبل أن يتحدث أدهم بشئ .. كان الطبيب يخرج وهو ينظر أمامه بتعب ليقول : احنا عمالنا الي علينا والباقي علي ربنا 

ليقف أمامه أدهم بغضب وهو يقول : اتصرفوا ، فاهم أتصرف يا أمجد اعمل اي حاجه

أمجد بتفهم : صدقني يا ادهم ، كل حاجه بين أيد ربنا ، ومش بأدينا غير أننا ندعيله .. أدعيله يا أدهم 

ويرحل الطبيب وعلي وجهه علامات الأسي ، وهو يري صديق عمرهه أمامه بهذا الانهيار 

.................................................. .............

لحظات من الصمت بدأت تدوم ، لتترك سماعة الهاتف من يديهاا ، وهي لا تتذكر له سوا الاشياء الجميله التي أسعدها بها حتي لو كانت قليله ، لتهبط دموعهاا هاربه عليه ، حتي لو كانوا تفرقوا منذ زمن ، فمهما حصل فهو كان زوجهاا في يوم من الايام ، لتنهض بألم من علي الاريكه وهي تأمر خادمتهاا أن تبلغ السائق بالأستعداد للذهاب الي المشفي 

اما هي أين من كل ذلك ، وكيف ستكون فالحال يسأل علي من لديه أدميته ، اما هي فمجرد أله فقط أله تخزن وتصرف منهاا الاموال ... لتنتبه علي صوت صديقتهاا في ذلك المكان الصخب وهي تقول : أنتي ولا علي بالك يا نانسي ، وجوزك بين الحياه والموت

لتقف نانسي بصدمه : عزت مات!

سمرصديقتها : ههههه ، لسا ياحببتي ، بس بيودع أه 

لتجلس نانسي علي اقرب مقعد وهي تتمتم ببعض الكلامات وتقول : مكنتش فاكره خططتي هتتنفذ ومن غير ما يكون ليا يد في حاجه ، والقدر لعب لعبته وريحني من الخوف الي أنا فيه قبل ما يرميني .... ياااا ياعزت أخيرا هتمتع في خيرك ، واقف قدام أبنك زي الشوكه في ضهرهه 

لتهتف سمر بصوت عالي علي صديقتها : انتي هتفضلي هنا ، أحنا لازم نرجع القاهره حالاا .. انتي عايزاهم يقولوا أيه مراته بتتفسح في عين السخنه ولا علي بالهااا 

لتتطلع اليهاا نانسي بشرود .. وهي غائبه بين أفكارها الطامعه ..بدون أن تفكر للحظه في زوجهاا وكأن الامر لا يفرق معاهاا ، فمماته سيحقق لها كل ماتريد 

.................................................. ...........

لحظات كان الصمت هو سيدهاا ، ولكن العين كانت تتحدث بكل شئ ولكن بأعين المخاطب وليس من تخاطبه ، لتنفر الأعين هاربه ، من أمل بدأت تفقدهه ، من أمل باتت تحلم به ولكن كيف الامل يحدث وهي مازالت تعشقه ، ولن تحب أحد غيرهه 

ليأتي بجانبهاا جلال بأبتسامه عذبه ليقول : انا مش عارف أشكرك أزاي يامريم انك جيتي الحفله ، شايفه مروان بقي مبسوط ازاي اول ما شافك

لتبتسم مريم بأعين متسلطه علي مروان : ربنا يخليهولك وميحرمكاش منه .. لتتذكر ماكان في رحمهاا .. ليتأمل هو معالم وجهها ليقول : متعرفيش الخير فين يامريم

لتنظر له مريم بتسأل: مش فاهمه حضرتك ، يعني ايه

ليبتسم لها جلال ليقول : ايه حضرتك ديه ، علي فكره احنا مش في الشركه ، وانا عمال أقولك يا مريم عادي .. وانتي برضوه عادي لما تقولي ياجلال

لتنظر له مريم بشرود من تصرفاته التي اصبحت غريبه : يبقي هقول يا استاذ جلال

جلال بتنهد : ايه استاذ جلال ديه علي فكره انا مش كبير اوي .. ليضحك وهو يقول : يعني اكبر منك بيجي 15 سنه وبس

لتبتسم مريم أبتسامه بسيطه ، وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه ، لتتأمل في أعين الأطفال ... وتستأذن منه كي تعطي هديتهاا لمروان وترحل 

ليتطلع هو اليهاا وهو يراهاا تحضن أبنه ليتنهد بأسي ، وهو ينهر نفسه ، لما لم يخبرهاا اليوم بطلبه .. فهو كان قد اوشك علي مصارحتهاا ولكن ... لم يري في أعينهاا التشجيع لكي يعرض طلبه ، وكيف ستشجعه وفي قلبهاا رجلا أخر قد أمتلكه من أول يوم قد رئته فيه 

.................................................. ...........

دموعاً قد تحجرت في أعينه ، وضعفاً قد عصف بقوته ، وصرخه قويه اراد أن يصرخ بها لكي يخرج كل ما يشعر به لعله يستريح لو قليلاا ، ودعائا قد اطلق به لسانه ، وسجدة خاشعه بدموعا قد ارتوت بهاا الارض، ليرفع يدهه الي السماء وهو يقول بصوت باكي : يـــــــــــــــاربــــــــــــــ 

أقتربت منه ألهام بألم وهي تقول : صليت ودعتله ياحبيبي ، ايوه كده خليك قوي ، ومافيش أقوي من المؤمن مهما ربنا بيبتليه بيفضل ، يحمدهه وصابر وهو عارف رحمة ربناا به ، وانه عمرهه ماهيديله حاجه ازيد من طاقته عشان يتحملهاا 

لينظر الي ألهام بتعب وهو يقول : هو أحمد فين

ألهام وهي تتطلع الي من أمامهاا ، ليلتف هو بوجهه ليري من تتطلع عليه، ليشيح بوجهه سريعاا وهويشعر بالاختناق عند رؤيتهاا ...

لتأتي هي اليهم بأعين باكيه مخادعه ، لتمثل دور الزوجه الحزينه التي سيقتلها الحزن اذا فارق زوجهاا الحياه .. لتقترب من ادهم بأعين باكيه : عزت ماله يا أدهم ، قولي .. اوعي تقولي انه حصله حاجه 

لتجلس علي الارض بدموعهااا الكاذبه ، وهي تتنهد بألم

لتقترب منها ألهام بأشفاق ، وقد ظنت حقاا انهاا حزينه بالفعل لتربط علي كتفيها وتنهضها لتقول : ادعيله ياحببتي 

ليظل يتطلع اليهاا ادهم بأعين كالصقر وكأنه يتهمها بكل شئ ، فمنذ أن دخلت حياتهم وتعقد كل شئ بينهم بالاكثر ... 

لتخرج الممرضه سريعا من أمام اعينهم ، وبعد ثواني معدوده كان خلفهاا الطبيب الذي خرج بعد دقائق ليربط علي أحد كتفيه ليقول : عزت باشا عايزك يا أدهم ...

لحظه قد توقف فيهاا الزمن لثواني ، ليسمع ضحكت والدهه ويشعر بأنفاس حضنه عندما كان يلاعبه أحيانا وهو طفلا صغير ، لتسير كل اللحظات الجميله أمام أعينه ... ليتمني أمنيه واحده فقط لو أن تلك اللحظات قد ظلت هكذا وظل والدهم أبا يعيشوا في كنفه طيلة شبابهم ...

ليدخل علي والدهه وهو يراهه بوجه متألم ليقول عزت : الحمدلله ان ربنا زود في عمري دقايق عشان أقدر اقولك سامحني يا ابني ، انا عارف اني مكنتش أب كويس ليك لا انت ولا اخوك ، ولا حتي زوج واخ ، ولا ابن بار بأبوه ، أبويا كان عندهه حق لما حب عبدالله أكتر مني ، حتي امك ، لان انا كنت مجرد شيطان ماشي علي الارض ، اهم حاجه نفسي وبس ، حتي الخير القليل الي كان جوايا ضاع مع شري وبقيت مجرد انسان من غير قلب ولا روح .. 

ليتطلع عليه ادهم بتعب ليقول : أوعي تزعل أنت مني ، والله انا بحبك زي ما بحبهاا ، انتوا الاتنين اغلي من روحي اوعي تسبني كمان ، انا محتاجك جنبي انا واياد اوعي تتخلي عني ، طب مش عايز تشوف أدهم الصغير ده أياد بيقول انه شبهك

ليتطلع اليه عزت بتعب : ياا يا أدهم مكنتش اعرف انك بتحبني لدرجادي ، كنت فاكر انك بتحبهاا هي وبس .. ليبتسم بحزن وهو يقول : أمك فعلا أنسانه كانت تستاهل الحب ، كانت أنسانه طيبه وبريئه .. ليتطلع الي ملامح وجهه بألم ليقول : عشان كده انتوا مطلعتوش زي ، نبتت الخير برضوه بتفضل ، وليلي كانت البذره الوحيده الي صح زرعتهاا عشان تجيبكم للدنيا ياولادي .... ليتطلع الي كل شئ حوله وهو يقول : ابقي سلملي علي اخوك ، واقوله يسامحني هو كمان انا مكنتش ليه فعلا الاب الي اي ابن بيتمناه ، ليبتسم بألم : ومريم خليهاا تسامحني .. كان نفسي عبدالله هو كان يسامحني بس خلاص انا ريحله ، والسماح الي في دنيا خلاص انتهي .. اقول لمريم يا أدهم : ان عبدالله عرف يربي كويس ، واوعي تفرط في مريم .. اوعي يا ادهم تخسرهاا واول ابن ليكم سموهه عبدالله عشان عايز عبدالله يشاركني بأسمي .. زي ماكان مشاركني في دمي بس للاسف عمري ما حسيت ولا حسيسته انه اخوياا .. كنت طفل اناني لما كنت اشوف امي ماسكه صورهه وبتعيط ، اكرهه اكتر عشان مشاركني في حبهاا مع ان انا الي كنت متمتع بحنانها واهتمامهاا وهو بس مجرد حنين ولحظات قليله بتجمعهم لما بتزورهه ، ولما كانت بتفارق الحياه فضلت تطلب من جدك انه يخلي باله منه ، بس للاسف كرهته برضوه اكتر بأنانيتي وانا شايف امي حتي في لحظة موتها بتفكر فيه ..ومفكرتش لحظه انها بتطلب كده عشان عارفه ان انا معايا اب هياخد باله مني وعايش حياه محدش عايشها اما هو كان فين في كل ده ، وحتي لما جدك حبه وفضله عليا مع انه قالهالي قبل مايموت .. الكرهه الي جواك ياعزت من اخوك هو الي مخليك غبي ، حد يكرهه ابنه الي من صلبه يابني ، انا كنت بس بحاول اقربكم من بعض عشان تفضلوا اخوات طول العمر في ايد بعض ..... لينظر عزت لابنه بتعب : كان عندهه حق جدك ، الكرهه الي سيطر علياا من الغيره والانانيه خلوني انسان غبي معندهوش قلب ولا رحمه ..

ادهم بدموع : كفايه يابابا !

عزت بفرحه : يااا اخيرا نطقتهااا ، ليقول بصوت مُجهد : كل حاجه املكها مكتوبه بأسمك انت ، عارف انك مش هتظلم اخوك للحظه ولا مريم بنت عمك يا ادهم بنت اخويا عبدالله .. وقبل ان يلطقت انفاسه الاخيره : نانسي لاء لاء ياأدهم.. ليتنهد لحظات بأقتضاب وهو يقول : يارب ارحمني !

ليتوقف كل شئ ، ولا يبقي سواا هذا الصوت الذي يعلن عن رحيله ، ودموع تتساقط بغزاره علي فراق قد كسر بظهرهه ، ليتأمل معالم وجه اباهه بألم وهو يقول : والله كنت بحبك اووي يابابا ، بسبب حبي ليك كنت بعاقبك وبأسي قلبي عليك قدامك .. بس كنت بحبك صدقني ولو كنت طلبت عمري مكنتش هتأخر لحظه وهدهولك .....

.................................................. ...........

لحظات من الهدوء بدأت تسري ، وكأن العاصفه تأتي اولاا وبعدهاا يعم هدوئهاا ولكن بعدماا أدت مهمتهاا ، جلست بجانبه وهي تحمل طفلهاا لتقول بصوت مضطرب : أياد في ايه طمني ، في حاجه حصلت

ليتأملهاا طويلاا ،وهو لايري شيئا أمامه وكأنه يبحث عن احد ، ليضع وجهه بين كفيه ليقول : بابا مات ياشاهي ، عزت باشا مات 

لترتفع صوت شهقات شاهي وهي تقول : ان لله وان اليه راجعون 

أياد: جهزي نفسك بسرعه عشان مسافرين في اول طياره دلوقتي وحالاا 

لتنظر له شاهي بصمت ، وهي تري دموعه التي تحجرت امامهاا لتقول بصوت هادئ : حاضر

لترحل هي ، وتبدء دموعه بالتساقط وكأنها تحجرت قليلاا قبل ان تنفجر الاعين باكيه 

.................................................. ............

لحظات من الصدمه قد تجمعت أمام أعينهاا وهي تري ذلك الخبر في أحد الجرائد وكأنهاا أصبحت غريبه عنهم ، ولكن لماذا لا تشعر بالألم ، هل لأنهاا كانت أخر من تعلم بكل شئ حتي تري هذا الخبر الماثل أمامهاا وتصبح علي علم بكل ماحدث معه، ولماذا تحزن وهو قد أخبرهاا بأنه قد طلقهاا وأن قليلاا من الوقت وستري ورقة طلاقهاا أمام أعينها كما قال أخر مره قد أتي اليهاا فيهاا ، لتنهض من علي كرسي مكتبهااا وتأخذ حقيبتهاا ، وتغادر الشركه بدون أن تفكر أين سيكون مقر العزاء ، وما من لحظات قليله كانت تقف أمام القصر الذي أتت اليه باكيه ، ورحلت منه بقلب لا يُقال عنه سوا بالجبل الذي مازال صامدا ... علمت من الحارس بعد أن رحب بهاا بأن العزاء سيكون في قصرهم الاخر ، لتذهب الي هناك وهي لا تفكر في شئ سوا ان تراهه ، سوا أن تمسح بيديهاا دموعه ، سوا ان تقول له أصمد ياحبيبي 

لتدخل القصر بخوف شديد ، فهي قد أصبحت تخشي من تلك الحياه ، من حياة القصور التي لا تكون سوا سجنا يدخله المرء ليفني في حياة لا يبصر فيهاا بسوا الألم .. كما أصبحت تظن 

لتقترب منها ألهام بدموع وهي تحتضنهاا : ياحببتي يامريم ، وحشتيني معلش معرفتش اتصل بيكي وأقولك ، غصب عني لتحتضنهاا مريم بحب وهي تقول : ربنا يصبركم ويصبر أدهم 

ألهام بألم : أدهم لحد دلوقتي منهار،ربنا معاه ويصبرهه 

مريم بأسي : احساس الفقد صعب اووي ، وبالذات الاهل ، ربنا يصبرهه 

ألهام : يارب يامريم 

مريم بتسأل : هو فين دلوقتي 

ألهام : بيشوف الحادثه كانت من فعل فاعل ولا لاء ، لان البوليس شاكك في الموضوع ، ومستنين أياد عشان طلب أن محدش يدفن أبوهه غير لما يكون موجود 

لتتطلع مريم بألم اليهاا ، وهي تتنهد بحزن ، لتمسك الهام يدها وتجلسهاا علي أحد الارائك وهي تقول : تعالي اقعدي يابنتي ، أنتي شكلك تعبانه 

.................................................. ..............

وتري القبور أمام عينيك ، لتتأملهاا وانت تري أين نهايتك ، نهايتك التي تصبح غافل عنهاا ، حتي يأتي الدور ، لتفيق علي أصواتهم وهم يودعوك ، ويتركوك بمفردك ، ولا يبقي لك شئ لا مال ولا بنون ولا قصور ولا أي شئ غير عملك الذي قضيت طيله حياتك تجنيه .. ليأتي يوم الحصاد لتفارق الروح الجسد ولا يبقي شئ حولك غير التراب والظلام

لحظات من الحزن قد أعتلت قلوبهم ، وهم يودعوهه بألم ، وهم لا يظنون للحظه أنه قد فارقهم 

ليقترب أياد بدموع من أخيه الاكبر ليحتضنه وهو يقول : خلاص يا أدهم ، راح ابوك راح وسبنا ، أنا حاسس أنكم بتضحكوا علياا ...

ليحتضنه اخاهه بشده وبصوت ضعيف : أياد خليك قوي ، أدعيله يا أياد

أياد بألم : كنا ديما بُعاد عنه ، بس هو الي أختار كده .. وقرر أنه يسيبناا نعيش حياتنا بالفلوس ، الفلوس الي مكنتش غير نقمه ومش نعمه علي حياتنا ، الفلوس الي مش بتعمل الحنان ولا بتعمل الاسره ، طول عمرنا كنا اسره مشتته كل واحد في حياته ، مبنجمعش لغير في الحفلات والمناسبات او في المشاكل وبس ... 

ليتمالك أدهم دموعه التي قد أوشكت علي أن تخونه ليصرخ ويقول : خلاص ياأياد ، ارجوك ...

ليقترب أحمد منهم بألم : أياد يلاا ، وسيب ادهم شويه لوحدهه

لينظر لهم أياد بألم ، ويغادر احمد واياد المدفن ليبقي أدهم فقط ، ليظل يتأمل ذلك المكان بدموع قد خانته الان وبدأت تسقط ليقول بصوت باكي : مبقتش قوي خلاص ، فاكر لما كنت بتقولي اني بفكرك بشبابك وقوتك ، وان محدش كان يقدر يقف قدامك مهما كان... خلاص القوه اتهدمت الي كنت بأخدهاا منك ، ليبكي بحرقه ليقول : عزت باشا ، قصدي يا بابا ، كنت ببقي كارهه نفسي وانا مش بنطقهاا ، مهما كبرت وبقيت حاجه كنت بشتاق اوي لنطقهاا ، فاكر وانا صغير لما قولتلي ان اول كلمه نطقتهاا هي ديه ، بقيت تقولي مكنتش فاكر ان اول كلمه هتنطقهاا هتبقي اول كلمه هتكرهه انك تقولهاا .. سامحني 

ليذهب ويتركه ، وهو يجفف دموعه، ليرتدي نظارته وهو يخفي عيناهه ، ليصبح القلب وحدهه من يشعر بضعف صاحبه

.................................................. ..............

يوما طويلاا قد قضوه من الألم ، ألم سوف يطيب مع الوقت ، وينسي مع الزمن ... ليرحل اخر ونودعه بنفس الطريقه ليعود ألينا النسيان محملا لنا حتي تستمر الحياه ، ولو نظرناا سنجد ان كل مناا يرحل بعمله فقط وطيبته التي يزرعها في دنياهه ، ليبقي أثر خيرهه هو فقط الموجود 

بدء الناس بالأنصراف ، وبدأت لحظات الصمت تعُم المكان لتبدء دموع نانسي المزيفه بالهبوط بأحترافيه لتقول : محدش حاسس بيا ،ولا حد حاسس بالوجع الي جواياا ، لتتطلع الي أعين شاهي ومريم وهي تقول : كل واحده فيكم مع جوزهاا الا انا ، اترملت في عز شبابي .. لتظل تبكي بألم مخادع

لتظل نظرات مريم وشاهي لبعض ، لتنهض شاهي لكي تطمئن علي طفلها النائم ، وتنهض مريم لتقترب منها وهي تقول : ربنا يصبرك يامدام نانسي ... وتلتلف بوجهها بعيدا كي ترحل 

لتقترب منهاا ألهام : رايحه فين يامريم 

مريم : هروح ، وهبقي أجي بكره ان شاء الله عشان أعزي أدهم وأطمن عليه 

لتقترب منها الهام بأشفاق : علي فكره هو في مكتبه تعالي أدخليله 

لتتابعهاا مريم ، وأعين نانسي مسلطه عليهم لتنهض من مكانهاا وهي تنفث دخان غضبهاا لتغادر المكان بأكمله فهي لن تتحمل أكثر من ذلك في تمثيل دور الزوجه المخلصه

وما من دقائق كانت تخرج فيهاا صوتهاا بصعوبه وهي تقف خلفه وهو يدخن سيجاره تلو الاخري ، لتقترب منه بخطوات بطيئه وبصوت هادئ : البقاء لله يا ادهم 

ليلتف اليهاا بهدوء وهو يتطلع الي معالم وجهها : ونعم بالله

مريم بحب : انا حبيت اطمن عليك قبل ما امشي واعزيك 

أدهم بجمود : تمشي تروحي فين !

مريم : هروح بيتي ! 

أدهم بصرامه : وعلي أساس أن ده بيت مين، مش عايز أسمع موضوع بيتي وبيتك ده تاني فاهمه ، انا مش هسيبك عايشه لوحدك أكتر من كده ، قولتي تبعدي شويه قولت مش مهم ، قولتي اعيش لوحدي قولت هنفذلك رغبتك ، منعتيني أن اكون جنبك أستحملت وقولت مادام هي حابه كده انا هنفذلهاا رغبتهاا ... بس بعد كده هتسمعي الكلام سامعه 

مريم بألم : أنت ناسي اننا خلاص اطلقنا

أدهم : ومين قالك أني طلقتك ، انا قولتلك كده عشان أريحك من وجودي الي بقيتي خلاص رفضاهه في حياتك 

مريم : يعني أيه احنا مطلقناش ! 

أدهم بشرود : لاء ، وانتي لسا مراتي يا مريم 

ليظل يتأملهاا قليلا وكأنه يخاطب كل جزء فيهاا بأنه قد أشتاق اليهاا كثيراا ، ليشيح بوجهه سريعاا وهو يندهه علي أحد الخدم بعد أن غادر مكتبه ليقول : طلعي الهانم أوضتي ، عشان ترتاح ... ويتركهاا ويغادر القصر بأكمله وأعين ألهام ومريم عليه ، ليصطدم به أحمد ويخرج خلفه مُنادياً

لتقف الكلمات عاجزه، وتتوالي نظرات الاعين باحثه عما تفقدهه ، ويبقي صوت واحد يأن بين الدموع وهو صوت القلب .... ليخبرنا بضعفه وأنينه... 


يتبع بأذن الله

********


الـــفــــصـــل الــثـــامــن والـــعــشـــرون


لحظات أستكان بها الزمن ، بعد أن بدء بتصفية حسابته ليعلن بداخل كل صفحات الماضي حياه قد حيت في قلوبنا بعدما أصبح القلب يبحث عن نفسه من جديد ، ليتأمل حاله بعد زمناً طويلاا قد طال ....ليجد أنه قد كان ضائع وسط سراب اهوائه .. ليفيق علي ذكريات الشوق والحنين ليصبح نادما علي لحظات قد أهدرهاا بين طيات الزمن وسط الأمال الزائفه

لحظات من الشرود قضاها وهو يطيل النظر الي الفراغ الذي امامه وكأنه يبحث وسط الظلام علي شعاع نور يضوي بداخله ، ليتنهد طويلاا وهو يستنشق بعض نسمات الهواء العليله .. وهو سارحاا في عالمه هو فقط 

أحمد بألم : اول مره اشوفك ضعيف كده يا أدهم !

ليلتف اليه بأعين هاربه وهو يقول : ومين فينا مش ضعيف من جواهه ، عارف يا أحمد انا دلوقتي أكتشفت أني عامل زي القشايه او الريشه الي الهواا ممكن يطيرهاا فأي مكان .. من غير أي مقاومه ، قوتي كانت أطار بداري بيه ضعفي .. 

أحمد بتنهد : بس أنت عمرك ماهتبقي ضعيف يا أدهم ، عشان أنت لو ضعفت مش هتبقي أدهم الي كلنا عارفينه

ليضحك أدهم بسخريه : ماهو عشان كلكم عارفيني بأدهم القوي والصارم ، عمر ماحد تخيل ان جوه أدهم ده حد ضعيف اووي ، عامل زي الطفل ممكن يفرح بأي حاجه حتي لو لمسة أيد .. ليبتسم بأسي : مريم الوحيده الي قدرت تخرجه ببرائتهاا وطيبتها وضعفهاا قصادي 

احمد بحنان :طيب مادام أنت محتاج لمريم دلوقتي ، ليه متروحش ليهاا وترمي نفسك في حضنهااا ، ولا أدهم الضعيف مش عايز يظهر دلوقتي ، ويظهر أحتياجه

ليظل يجول بنظرهه في كل أرجاء المكان وهو شارد بخفقان قلبه

.................................................. ............

لم يكن خفقان قلبهاا بكاذب ، ولا حنينها الذي اصبح يسيطر عليهاا مجرد فقط لشئ مضي لا اكثر ، حتي ذلك الصوت الذي أصبح يتردد في أذنيهاا لم تستطع يوماا أخمادهه

فكلما تردد لم تجد شئ تجادله به حتي لا تصبح حجتهاا مجرد حنين وشوق لا أكثر ... ليتردد ذلك الصوت في أذنيهاا ليقول : لماذا مازلتي تحبيه ، وتخشي عليه حتي من حزنه .. لما كل هذا 

ليخمدهه قلبهاا ليقول : لا أعلم وكفي ، وجعاا بي ، فأتركني وشأني 

لتخمد هي كل شئ بداخلهاا ، وهي تسمع صوت طرقات الباب ، وتنهض من مكانهاا لتري من الطارق

لتقف ألهام أمامها مبتسمه لتقول : جيت أطمن عليكي ياحببتي، واجيبلك حاجه تلبسيهاا بدل ما انتي قاعده بهدومك كده 

لتنظر لهاا مريم بحب : تعبتي نفسك ليه ، انا كنت هروح الصبح بيتي

ألهام بحب : وده يعني مش بيتك يامريم ، ده بيتك وبيت جوزك ، ولازم تقفي جنبه وتفضلي معاه في الفتره ديه

لتقترب منهاا الهام وتربط علي أحد كتفايها وهي تقول : ادهم بقي محتاجلك أووي يامريم ، محتاجلك أنتي أكتر واحده ، عارفه انه ظلمك وعذبك بس صدقيني كان بيعذب نفسه الاول ، لتجلس الهام علي أحد المقاعد وتقربهاا منها وهي تقول :ادهم عمرهه مكان كده ، كان زي اي شاب في عمرهه ليه طموح وبيتمني يلاقي انسانه يحبهاا وتحبه ويعملوا أسره صغيره وجميله ، كان نفسه يأسس حياته زي ما كان بيتمني يلاقيهاا هو ويعيشهاا ، يمكن أنا الوحيده الي كنت ديماا بحسسه بالدفئ والحنان الي محتاجه عشان كده فضلت انا الوحيده الي بيقدر يشكيلهاا حتي من ضعفه ، ادهم أتغير اوي ، لتصمت ألهام قليلاا لتقول : من ساعة لما عزت الله يرحمه كشفله الحقيقه المخادعه الي كانت السبب في جواز امه وعيشه في وهم ظلم أبوكي لأمه ، طبعا كان صعب عليه اووي أنه يستحمل كده وأترسخت جواه فكرة الانتقام من باباكي الي فضل يدور عليه ، وبالصدفه أكتشف ان الي حبهاا وأتجوزها هي بنته ، وكأن القدر كان عايز يزرع الحب بفكرة الانتقام ،انتوا الاتنين يامريم عيشتوا لعبه الكرهه والانتقام الي زرعها عزت بسبب كرهه لأبوكي 

لتصمت ألهام ، وتظل نظرات مريم مسلطه عليهاا ، لتضمها اليها الهام بحب وهي تقول : هو محتاجلك دلوقتي خليكي جنبه ، وبعدين وقت العتاب هيجي ، بس هو دلوقتي محتاج مراته مش مريم الي بقيت عنيده

لتضحك مريم بدون أن تشعر لتقول : هو الي خلاني ابقي عنيده ، انا عمري ماكنت كده

ألهام بحب : ربنا يهديكم ياولادي !

.................................................. ...........

لحظات من الشرود قد قضاهاا ، ليظل يفكر في كل شئ لم يستطع عقله أن يصدقه ، وكيف يصدقه وكل شئ قد قص إليه لا يعتبر سواا حكايا من قصص الاساطير 

ليمسك بهاتفه وبعد ثواني معدوده : أنت فين ياأحمد !

وما من لحظات ظلت فيها نظرات أعينهم تجول بينهم ، ليظل كل منهما شارد في عالمه

ليتحدث اياد وهو يقول بصوت مضطرب : يعني مريم تبقي بنت عمي ، يعني بعد السنين ديه كلهاا يبقالي عم اول مره اسمع عنه .. ليتابع بنظراته وهو يتطلع الي وجه ادهم الشارد وهو يقول : انا دلوقتي عرفت ليه كان جوايا حاجه بتشدني ناحيتهاا ، ليصمت قليلا ليقول : فعلاا الدم بيحن 

ليقترب اياد من اخاهه : اكيد مريم لسا معرفتش الحقيقه صح

احمد بأسف : للاسف كلنا كنا اخر من يعلم بحقيقه عمرهاا ما كانت تخطر علي بالنا ، بس الحقيقه لسا فاضل واحد بس معرفهاش 

لتتابعهم نظرات أدهم بشرود ، ليتركهم ويرحل وتظل نظراتهم مصوبه عليه

أياد بأسي : اول مره اشوف ادهم كده يا أحمد ، أنا خايف عليه اووي 

احمد :متخافش علي ادهم ، الصدمات ديماا بتقوي فيه وبتخليه اقوي

أياد بحزن : وتفتكر هيفضل طول عمره كده ،يقدر يتحمل ويواجه اي حاجه لوحدهه ، ده لو جبل كان زمانه اتهد من زمان .. ليصمت بشرود وهو يقول : حتي الانسانه الوحيده الي كنت فاكر هتكون مصدر لسعادته طلعت للاسف الحاجه الي ديما بتعذبوه بسبب حبه ليه

ليربط احمد علي كتفه وهو يقول : متظلمش مريم يا أياد ، حتي مريم كانت لعبه دخلها القدر وسطكم عشان تنكشف كل حاجه ، بس للأسف هي اكتر واحده اتظلمت من غير ماتعرف ليه وعشان ايه ... مريم كانت بتحب ادهم ولحد دلوقتي بتحبه بس للاسف الماضي لساا سايب وهيسيب وجع فيهم .. بس أنا واثق ان حبهم أقوي ... وحاسس ان زي ما كل حاجه انكشفت مره واحده .. كل حاجه برضوه هتتغير مره واحده

لينظرله أياد بشرود: ياريت يا أحمد ياريت !

.................................................. ...........

لحظات من السكون كانت تعم المكان، وهو يراهاا نائمه ليظل شاردا ببسمة حزينه ظهرت علي شفتيه وهو يتذكر لحظات قربهم القليله التي جمعتهم ، ليتذكر تلك الوجه البرئي الذي عشقه وتلك البسمه الصافيه التي لا تحمل عبئ شئ ، و تلك الملامح التي دوما كانت يملئهاا الحزن بسبب ألام وأوجاع صاحبتهاا ،لتمتد يديه برفق علي وجهها ليتحسسه برفق، ويجلس علي مقربة منهاا ليظل يتأملها وهو يتحسس وجهها بحنان حتي نام بجانبهاا بدون ان يشعر بذلك النعاس الذي داعب جفونه بدون ان يشعر...

لتظل هي مستمتعه بدفئ أنفاسه ولمساته ،ليئنبها عقلها بذلك الغفران الذي تمنحه له ، ليتألم القلب بصمت بعد ان علم بأن غبائه هوالسبب في تلك الأوجاع .. ليصدر انينه بصمت وكأنه يريد ان يسمعهُ هو فقط بأوجاعه حتي يعيد له حجته بسبب حباً اصبح تحت بند الانتقام ،الانتقام وفقط ، لتنهض من جوارهه وتظل شارده في ملامح وجهه الحزينه وهي تتأمله بحزن ،لتشيح بوجهها سريعاا وهي تبتعد عنه

لتسبقهاا لمسات يديه وهو يجذبها اليه وبصوت حاني 

ادهم : خليكي يامريم ، انا هخرج من الاوضه

لتظل نظراته مصوبه نحوهاا ، لتبتعد بنظراتها عنه وهي تقول : انت شكلك تعبان ، ارتاح شويه ، انا اصلا مش جيلي نوم .. 

لينهض هو دون ان ينتظر ردهاا ليقول :بكره هنروح نجيب حاجتك من بيت اهلك ، عشان كفايه عِند لحد كده ، عايزه تعاندي معاياا فعِندي هنا وانتي تحت عيني .. ليتركهاا وتظل هي شارده في حياتها مع ذلك السجان الذي تعشقه 

.................................................. ........

وما من لحظات كان يقضيها وهو يودع كل شئ حوله ، يودع ماضي قد أنهي الكثير من عمرهه لينتهي به المطاف الي الرحيل لكي يهرب من عالم قد صنعه لنفسه بسبب حب قد أمتلك قلبه حتي جعله يكرهه ذلك الانسان الذي اصبح هو عليه الأن

ليفيق من شرودهه لينهض كي يتابع بعض أجرائات سفرهه قبل رحيله، لبدء رحلته التي لا يعلم متي ستنتهي وهل سيعود ثانية اما سيظل غريبا طيله حياته في بلدا غريب... ليسير بخطوات بطيئه وهو يلقي بنظرهه علي كل شئ حوله ، حتي يسمع صوتهاا وهي تقول : شادي !

ليلتف اليهاا بعد أن ترك لأذنيه ان تسمع صوتهاا الذي اصبح يبغضه .. 

نانسي : عزت مات ياشادي ، وانا خلاص هورث وهبقي معايا فلوس كتير .. ونقدر نتجوز ، اوعي تسافر وتسبني ياشادي

ليظل يتأمل معالم وجهها بسخريه ليقول : مزعلتيش علي جوزك مجرد يومين ، وجايه لحبيبك عشان تتمتعه سوا بفلوسه ، ليظل ينظر لهاا بألم ليقول : تفتكري لو اتجوزنا وجيه اليوم الي هتودعيني فيه لما اموت.. تفتكري دموعك هتنزل عليا ولا لاء يانانسي .. ليضحك بسخريه وهو يقول : مظنش أصل انا معيش فلوس عشان تقدري تمثلي لساعات انك زعلانه علي فراقي ، انتي مريضه اووي يانانسي 

نانسي : انا ياشادي ، انا لو مكنتش بحبك مكنتش انت اول حد أفكر فيه ، وجتلك جري عشان نبدء حياتنا الي اتهدمت ياحبيبي وكنت زعلت منك بسبب أخر مره عاملتني فيهاا وحش واتهمتني بحاجات أي ست متقدرش تستحملهاا ، لتقترب منه وهي تقول : احنا دلوقتي هيبقي معانا فلوس كتير ونقدر نعيش واحنا فوق مش تحت

شادي : تصدقي أنا صعبان علياا فعلا جوزك الي مات بسبب واحده زيك ، واني ندمان اني كشفتله خيانتك وكنت سبب في موته ، بس اكيد جوزك يستحق ان حياته تنتهي علي ايد واحده زيك 

نانسي بصدمه : انت بتقول ايه ، عزت عرف قبل ما يموت بخيانتي 

شادي بشرود : للاسف اه ، وللاسف طلعتي محظوظه وملحقش يطردك ويرميك في الشارع الي تستحقيه يانانسي

نانسي بغضب : انت ياشادي تعمل فيا كده ..لتهدء قليلاا وهي تتطلع أليه لتقول : انت فعلا متستحقش أني أفكر فيك للحظه ، انا مش عايزه اشوف وشك تاني

شادي بضحك : ومين قالك انك هتشوفيني تاني يانانسي ، انا خلاص سايب البلد كلهاا ومسافر ولا انتي مش واخده بالك انك في المطار .. ولا انتي خلاص غرورك بقي عاميكي مش عايزه تعترفي انك نقمه في حياة اي حد ، وبقي وجودك غير مرغوب فيه 

لتظل تنظر اليه وهي تبحث عن شادي الذي أحبهاا بكل مافيهاا من عيوب ، ولكن كان لا بد لحبه لها نهايه 

ليبتسم لهاا وبصوت يخلو من كل شئ : سلام يانانسي هانم ...

ويلتف بظهرهه مودعاا كل شئ ، ليذهب الي ارضاً بعيده يبحث فيها عن شادي اخر ، وليس شادي الذي صنعته نانسي ليكون لها فقط 

لتظل هي تتابعه بنظرات أعينهاا ، لينديهاا صوتاً بداخلها ليقول :لستي انتي الخاسره ، فهو وحده الخاسر 

.................................................. ............

لحظات من الصمت قضوها وهم يجلسون سويا علي مائده الافطار ، ليظل كلا منهم يتابع تناول طعامه بصمت 

لتقترب منهم تلك السيده الطيبه ، فاطمه لتقول بصوت حاني : يااا من زمان وانا نفسي اشوفكم متجمعين كده ، مكنش نفسي لما تتحقق أمنيتي ديه يكون في وقت الحزن 

ألهام بحب : الحمدلله علي كل حال ، تعالي يلا أفطري معانا عشان نكمل اللمه سوا

فاطمه : لا ياست ألهام ، ميصحش برضوه

ألهام بطيبه : انا هسيب اياد هو الي يتكلم بقي عشان عارفه انتي بتحبيه قد ايه .. لتنظر الي شاهي بحب وهي تقول : علي فكره فاطمه هي الي مربيه جوزك

شاهي بطيبه : أياد حكالي عنك ياداده كتيير، وحكالي عن كل المقالب الي كان بيعملهاا فيكي ، انا خايفه أدهم يطلع زيه

ليبتسم أياد بشرود : يلاا بقي يابطوط اقعدي أفطري ولا أنا موحشتكيش

فاطمه بحب : ده انت وحشتني اووي ياحبيبي ، وكان نفسي اشوف أبنك والحمدلله رجعتوا لينا بالسلامه وهربيه زي ماربيتك

ايادبحب : ربنا يخليكي لينا ياداده ، ليتابع بالحديث ليقول : أدهم ومريم مش هينزلوا يفطروا معانا

ألهام : ادهم راح مع مريم عشان تجيب كل حاجتها من بيتها القديم 

لتنظر لهم شاهي وهي تحمل طفلهاا : مريم شكلهاا طيبه اووي ، انا مبسوطه اوي ان هيكون ليا اخت زيهاا وانتي برضوه ياطنط الهام حضرتك طيبه كمان 

لتتابعها نظرات زوجهاا والهام بحب وهم يسمعوا حديثهاا

.................................................. .............

ظلت تجول بأعينها في كل أرجاء البيت ،حتي وقفت بأعينهاا علي أحد الصور وهي تتأملهاا ، ليتابعها هو بأعينه ويقترب منها وبصوت هادئ: ده باباكي يامريم !

مريم بألم : اه ، ده بابا والي جنبه ماما،لتضحك بألم لتقول : وانا الي في النص 

أدهم بحب : انتي شبه مامتك اووي... ليصمت قليلاا ويلتف اليهاا بعد ان امسكها برفق من أحد كتفيها ليقول :سامحيني يامريم عشان للحظه فكرت أظلمك فيهاا ، بس الي لازم تتأكدي منه أني عمري ماخدعتك في مشاعري صدقيني ، ليتنهد قليلاا وهو يعاود النظر الي تلك الصوره التي امامه : ياريت ياعمي عبدالله تسامحني ، عشان مقدرتش احافظ علي بنتك ولا احميهاا من نفسي ، ليلتف بأعينه الي مريم ليقول بأسي : النهارده لازم تعرفي الحقيقه كلهاا ، عشان اللعبه خلاص انتهت وخلصت وانتي مبقتيش دلوقتي لعبه يامريم بين عالم انا الي دخلت فيه بأيدي .. بس للاسف كان لازم تدخليه عشان الحقيقه كلهاا تبان

ليصمت أدهم بشرود ليظل يدور بنظرهه في كل شئ امامه ، ليبدء يقص لهاا كل شئ ... حتي انتهي علي اخر جمله وهي تتابعه بأعين شارده لتنطق بكلمه واحده بعد أن جلست علي احد الارائك وهي تقول : انا مش فاهمه حاجه !!

ليظل هو يسير يمينا ويساراا ... حتي جلس بجانبهاا بتعب : للاسف هي ديه الحقيقه يامريم ، الي كانت غايبه عني سنين وانا جوايا بس فكره واحده اني انتقم من عمي الي مكنتش اعرف بوجوده غير انه شخص غريب ، اذي اقرب انسانه ليا

لتنظر له مريم بألم :طب فضل يكره بابا ليه ،حتي لما عرف انه مات ليه فضل يكرهه ، وكرهني انا كمان عشان انا بنته طب ليه .. لتصمت قليلاا لتقول: عشان كده بابا عمرهه ماحكي عنه عشان عارف انه بيكرهه ، واكتر حد مبيتمناش وجوده في حياته 

ليقترب منها أدهم بحب : الكره كان مسيطر اوي علي بابا يامريم ، سامحيه أرجوكي .. كان نفسي عمي يكون موجود عشان يسامحه وعشان اعتذر منه كمان عشان محفظتش عليكي 

مريم بشرود: ادهم احنا حبنا بقي مليان وجع وكرهه وحاجات كتير اووي ، مش هي ديه الحياه الي حلمت اعيشهاا مع الانسان الي اتمنته ، عارف يا ادهم كان كل حلمي بيت صغير وجميل وولد وبنت ، شبهي انا وبابهم ، نربيهم صح ونحفظهم القرأن ونعلمهم دينهم كويس واول حاجه نعلمهلهم التسامح والحب والخير ، حاجات كتير كنت بحلم بيها في دنيا بقيت متحكمه فينا .. ونستنا انها في وقت هتنتهي بعد ما احنا هنكون خلاص انتهينا !

عارف يا ادهم ، احيانا كنت بلوم نفسي علي طيبتي الزياده عشان هي سبب غبائي .. بس دلوقتي عرفت ان الغباء ساعات بيكون راحه ، عن حياه انت مش شايف فيهاا حاجه وسط حاجات كتيير بتحاول تهدم وتكسر فيك .. لتضحك بأسي : انا كنت ضاحيه زي والدتك .. للاسف انت كمان عاملت نسخه تانيه من أمك .. بسبب الكرهه والانتقام الي للأسف ملهوش مبرر ولا عذر حتي قدام نفسك

ليقترب منهاا وهو يمد يديه ليمسح دموعهاا التي بدأت تنساب .. ليكون رد فعلهاا بأن تشيح بوجهها سريعاا وهي تنهض من جانبه لتقول بصوت هادئ : انا هروح اجهز حاجتي 

ليبتسم هو.. ويظل شاردا في كل شئ امامه ، حتي يقف امام صورة لوالدها ويظل يتأمل ملامح ذلك الرجل الذي احبته امه ولم يفرقهم سوا اباهه

لتقف هي خلفه وهي تتأمله ، وبعد لحظات من الصمت قضتها وهي تتابعه بأعينها : انا خلاص خلصت ، ممكن نمشي دلوقتي 

ادهم بشرود: تفتكري ليه محكاش ليكي انتي ووالدتك عن الحقيقه

مريم : مشكله بابا الله يرحمه كان شخص مسالم جدا وممكن يتخلي عن اي حاجه مادام هيلاقي الي حوليه سعدا واقدر يحققلهم الي بيتمنه حتي لو هيتخلي عن سنين حبه وفرحته ويفضل طول عمرهه وحيد ، كان اهم حاجه عنده انه يعيش حياه ديما كان بيصورهالي بقلبه قبل عقله ، حياه تقدر تشوف فيهاا العين كل حاجه ممكن تتمني وجودهاا في عالم مزيف ، عالم تقريبا مش بنلاقيه غير في الاحلام ، وللأسف من كتر ما عشت معاه العالم ده نسيت الحقيقه الي احنا عايشين فيهاا ..

لتصمت قليلاا ..حتي تبتسم بعفويه لتقول :بس بابا قدر يلاقي الانسانه الي هي شبهه ويكمل معاها باقي عمره ويعمل الاسره الي بيتمناها صحيح حلمه الاولاني مات ، بس قدر يعمل حلم تاني ليه ويعيشه ومهما كانت بتقبله من صعوبات كان ديماا بيبقي راضي بأي حاجه ... لتشرد قليلاا لتقول بصوت شارد وهي تتأمل ملامح والدهاا في تلك الصوره :كنت طفله صغيره نفسها في لعب ولبس كتير وجديد ، مكنتش فاهمه حاجه 

وفي يوم فضلت اعيط عشان يجبلي فستان جديد وجذمه جديده، ولما قالي هجيبلك ياحببتي ان شاء الله وعد بس لما بابا يبقي معاه فلوس

فضلت اطنطت واعيط واقوله ، لاء انا عايزه دلوقتي هو انت ليه مش هتجبلي هو عشان احنا فقره

ضحكلي وخدني في حضني وقالي : الفقر يابنتي مش في الفلوس ، الفقر فقر النفوس .. 

لتتنهد قليلا لتقول : مكنتش عارفه يعني ايه فقر النفوس ، بس لما كبرت فهمت 

لتضحك بحزن وهي تتذكر احد لحظاتها مع والديهاا لتقول :وماما عملتي الفستان الي كان نفسي فيه لانها كانت خياطه شاطره ، وهو اشترالي الجذمه الي نفسي فيها .. بس انا الي في الاخر مرضتش البسهم عشان محستش بفرحتهم .. عشان نفسي مكنتش فرحانه وحسيتها انها فعلاا بقيت فقيره ، بس عشان بابا يفرحني ويخليني البسه خدني يفسحني وقالي مش هفسحك لغير بشرط يامريم ، انك تلبسي الفستان الجديد 

حياتي كانت بسيطه وجميله ،عمر بساطتها ماحرمتني من جمالهاا .. ولو سألوني تتمني ايه دلوقتي!!

هتمني لحظه واحده بس ارجع فيها وسطهم واشوف نظرة عينيهم الي كانت بتمثلي ديما دنيا جميله ، وناس أجمل

ليقترب منهاا ادهم بحب، وبدون ان يشعر وجد نفسه يضمهاا إليه بشده ليهمس في احد اذنيهاا ليقول : انا اسف يامريم علي كل لحظه حرمتك فيها انك تعيش الحياه الي اتمنتيهاا 

لتبتعد هي من حضنه لتقول : عايز ترتاح يا ادهم وتحس انك فرحان وراضي عن حياتك ، اعمل صدقه لوالدك بجد هي الي تقدر تنفعه وصدقني هتنسيك حزنك عليه حتي لو بمقدار بسيط ، وعلي فكره هو كان بيحبك اوووي انا صح مشفتهوش غير مرتين بس .. بس حسيت انه ديما بيشوفك انت الاب وهو الابن .... لتتنهد قليلا لتقول : عمو عزت كان طيب بس للاسف الطيبه اختفت ورا الكرهه لان الكرهه كان خلاص انتصر عليها .. وبقي ضايع وسط دنيا هو رسمها لنفسه ،وللاسف تاهه وسطها حتي والدتك الي كانت ممكن تغيرهه هي كانت سبب ان يفضل شايف ان كرهه وانتقامه ده صح ، لانها فضلت تحب بابا حتي لما صورلها انه انسان وحش فضلت برضوه مش قادره تصدق ...فشاف ان حتي الكرهه الي فضل يزرعه في قلبها مأثرش علي حبها ليه ، وبقي الكرهه والحب بالنسباله شئ واحد

أدهم بتنهد: للأسف حاجات كتير ظهرت متأخر 

لتمد هي يدهاا له بتلك الورقه لتقول: ده عقد بيع مزرعة والدتك لبابا ، انا اول مره اشوف الورقه ديه .. بس لقيتهاا بالصدفه وانا بحاول أدور علي اي حاجه تثبتلي حتي لوجزء من الحقيقه ، وديه صوره كانت بتجمع ست وراجل وطفلين ، لتشير علي احد الاشخاص ، اظن ده بابا .. وديه جدتي

ليبتسم أدهم بحب : ده شوكت باشا ، وديه سميه جديتنا ، ليبتسم بأسف وهو يقول : وده بابا وده عمي عبدالله

بس أنتي لقيتي الحاجات ديه امتا ؟؟

مريم : لما رجعت اعيش في مملكتي الصغيره ديه تاني ، بعد ما وافقت انك تطلقني 

ليضع أنامله علي فمهاا ليقول بصوت حاني : وانتي صدقتي للحظه اني ممكن أطلقك يامريم...

لتبتعد عن نظرات اعينه لتقول بصوت مضطرب : ديه مزرعة والدتك وانت احق بيها ، وصدقني انا اتفجأت بالعقد ده لو كنت اعرف كنت من زمان اتنزلتلك عنهاا

ليصمت ادهم قليلاا ليقول : ديه ملكك انتي يامريم ، وفي حاجات كتير برضوه هتبقي ملكك .. حق والدك انتي الي هتاخديه لان جدي الله يرحمه كان موصي ان والدك يورث مع بابا .. وبابا قبل مايموت وصاني بكده برضوه ، زي ماوصاني ان اطلب منك تسامحيه وتدعليه

مريم بطيبه : صدقني أنا مش عايزه حاجه ، وانا مسامحه من غير اي مقابل مهما كان ده عمي .. ومفتكرش ان بابا قبل ما يموت كان لسا زعلان منه ومسمحهوش .. انا هرجع أعيش معاكم عشان عايزه يكونلي عيله وبس يا ادهم وسط ولاد عمي

ادهم : ولاد عمك ، ده علي اساس انك مش متجوزه من واحد فيهم ومراته .. 

لتتطلع الي ملامح وجهه بشرود : لازم بعد كل اللي حصل ده ندي نفسنا فرصه نراجع فيهاا كل حاجه عشان لو بدأنا صفحه جديده نبدئهاا من غير ماضي ممكن في يوم يفرقنا

.................................................. ............


يتبع بأذن الله

********


الـــفـــصــل الـــتـــاســـع والـــعـــشـــرون


لحظات باتت فيها جميع أحلامهاا مجرد رمادا ، قد جانته هي في النهايه بعد أن ظنت بأن لكل الاحلام نهاية علي اهوائنا ، وأن للطمع حياة تنبت لينعم المرء بكل مايتمني بعد ماحصد 

جلست امامه وهي تبتسم أبتسامتهاا التي لا توحي سوا بأفعي ماثله علي هيئه بشر،لتضع ساقا علي ساق وهي تتمدد في جلستهاا لتتأمل كل شئ حولها بأعين رابحه تتمتع بالفوز لتقول بصوت هادئ : اظن ان المفروض الوصيه تتفتح يا ادهم ، ولا انت عايز كل حاجه تبقي ليك

ليظل يتأمل معالم وجهها قليلاا ،حتي يشيح بوجهه سريعاا عنهاا ليتطلع الي الاوراق الماثله امامه ليقول بصوته المعتاد : وياتري سهراتك وخروجك الكتير نسيتك ان الراجل الي جايه تتطلبي بحقك منه مكملش شهر علي وفاته ، تفتكري ان ده يديكي الحق انك تتمتعي في خيرهه 

لتنظر له بأستهزاء وهي تقول : أظن ديه حياتي وانا حره فيها ، ومحدش واصي علي حد ، والمفروض كمان تلزم حدودك معايا .. ولا عشان خلاص الي كان بيني وبينك مات هتقفلي ، لاا اوعي تفتكر انك تقدر تحاسبني يا ادهم

ليتطلع لها ضاحكا وبصوت هادئ : خير يا مدام نانسي !

نانسي ببرود : عايزه حقي يا ادهم ولا انت فاكر ان الاملاك ديه كلها ملكك انت وبس

ليتنهد قليلاا وهو يتطلع الي الاوراق التي امامه ثانيه ، ليعاود الحديث معها بصوت جاد :طيب لو قولتلك انك ملقيش حق في الورث يانانسي ، وان حقك بس هي الفيله الي عايشه فيهاا والفلوس الي بأسمك في البنك 

لتتطلع اليه بصدمه ، حتي تتلاشي الصدمه سريعا وتقول بصوت غاضب : انت بتقول ايه ، لا انت اكيد اتجننت يا ادهم وعايز كل حاجه ليك طول عمرك طماع ، بس انا مش هسكت عن حقي فاهم وحقي هاخده ، أنا مفضلش مستحمله العيشه مع راجل عجوز وفي الاخر اطلع بره وانتوا تتمتعوا بكل حاجه 

ليقف امامهاا ببرود وهو يقول : دلوقتي بقي راجل عجوز ، طول عمرك انسانه زباله .. وكان اكبر غلطه عمالهاا ابويا الله يرحمه انه اتجوزك ، بس هقول ايه كان نصيبه ان حياته تنتهي وهو معاشر افعي زيك

لتقترب منه بأعين ثاقبه يمتلكهاا الغضب لتقول :وانت فاكر نفسك بقي الملاك ، لتتنهد قليلا وهي تقول : بص يا ادهم حقي هخدهه فاهم ، وده حقي الشرعي ولا هطلعني في الاخر بلا مولد بلا حمص 

ليظل يتأملهاا قليلاا وهو يشعل دخان سيجارته وبصوت جامد : ما انا قولتلك حقك يانانسي الفيله الي انتي عايشه فيهاا والفلوس الي بأسمك في البنك وبتهيألي ان 2 مليون في حسابك في البنك مش قليل غير الفيله طبعاا ... ولا الطماع لساا مشبعش

لتظل نظرات اعينها تحاوطه ، حتي يخرجهاا من كل هذا ليقول : بصي يانانسي ، كنتي ممكن تورثي فعلاا زي ما بتقولي وتاخدي حقك بس ده لو مكانتش كل الاملاك بأسمي انا ،بالتوكيل الي معمولي يعني محدش من حقه حاجه غيري ، والكلام ده تقدري تعرفيه من المحامي 

لتجلس هي علي اقرب مقعد : والاسهم الي ليا في المجموعه ، ولا انت كمان هضمها لاملاكك

ادهم : ما انا قولتلك يانانسي حقك هي الفيله الي بأسمك ، والفلوس الي في البنك وبس .. غير كده مافيش 

لتصمت قليلاا وهي تري ان كل ماعصفت به من اجل تلك الغنيمه لم يبقي لهاا سوا هذه الاشياء وكأنهم يتصدقوا عليها 

ادهم بتنهد : انا مش ظالم يانانسي ولا هظلمك ، وبدل ماهيكون في حسابك 2 مليون هيكون 5 مليون وبكده تقدري تعيشي الحياه الي انتي عايزاهاا

لتنهض امام نصب اعينه لتقول ساخره : 5 مليون في ثروه بمليارات ، انت بتتصدق عليا يا ادهم وبترميلي ملليم

ليتطلع اليهاا قليلاا ، وهو يتنهد ليقول : تقدري تقعدي مع المحامي وهو هيخلص معاكي كل الاجرائات وكل حاجه انتي حابه تتأكدي منها ، شرفتي يا مدام نانسي


.................................................. ..............


منذ زمن بعيد وهي تحبه ، كان عشق طفولتها ومراهقتهاا وشبابها أحبته بصمت حتي جاء اليوم الذي اعلن فيه عن زواجه بأخري ، لم تستقبل هذا الخبر سوا بدموعهاا التي احرقتهاا من كثرة ذلك العشق الذي حرمهاا من حياه تحياهاا بدونه ، ولكن ظل دائما عشقها له سرا أخفتهاا عن الجميع حتي نهروها عن حياه قد اضاعتها في العمل فقط حتي هو كان كثيرا ينهرهاا علي تلك الحياه .. فهو ينظر لها دائما بأبنة العم الصغري التي لا بد ان يرعاهاا وفقط .. حتي انه لم يلاحظ يوما ان ابنة عمه قد كبرت واصبحت امرأه ناضجه في منتصف العشرون 

جلست امامه وهي تطلعه علي بعض التصميمات الهندسيه وبصوت هادئ : ده تصميم الي حضرتك طلبته

ليتطلع اليها جلال مبتسما : مش مصدق انك كبرتي يا ايمان وبقيتي مهندسه شاطره 

لتبتسم له بخجلهاا المعتاد، ليقول ضاحكا : وكمان لسا بتتكثفي ،لسا متغيرتيش 

لتتطلع اليه قليلا وبصوت حزين : لسا ديما شايفني البنت الصغير مع ان البنت الصغير كبرت خلاص وبقي عندها 26 سنه

ليضحك جلال بشده : خلاص متزعليش ياستي ، كبرتي وبقيتي عروسه والمفروض نخلص منك بقي ، اشرف لسا مكلمني من البلد وبيسألني عن رئيك في العريس 

لتصمت بألم وهي لا تري في اعينه اي شئ جديد سوا تلك النظره التي اعتادت عليها : ممكن منتكلمش في الموضوع ده تاني ، انا جيت من البلد عشان اشتغل وبس .. اما فكرة الجواز ديه انا مبفكرش فيها

لينظر لهاا جلال مستفهما : لو في حد في حياتك يا ايمان ، تقدري تثقي فيا وتحكيلي ، وتأكدي اني هسمعك من غير اي اعتراض .. انا عارف تربية عمي صعبه شويه غير التقاليد الي لسا متمسكين بيهاا ان البنت ملهاش رئي ولا ينفع تتكلم عن الحب ... ليضحك قليلاا ليقول : بس انتي يا بشمهندسه مش زي اي حد انتي كسرتي القاعده مع عمي .. واه وافق تيجي القاهره وتشتغلي وتعيشي هناا مع عبدالله ومراته 

لتتطلع اليه قليلاا وهي تتأمل معالم وجهه التي طالما عشقتها : صحيح عبدالله عزمك انت ومروان علي العشا .. هو قالي هيتصل بيك بس انا قولت اقولك برضوه

ليضحك جلال قليلاا : لاء متقلقيش اخوكي البخيل أتصل وعزمني ..

لتبتسم له كالمعتاد وبصوت هادئ : هروح اكمل انا شغلي بدل ما يقولي وسطه بقي وكده ، عن اذنك..

ليتطلع اليهاا مبتسماا ليقول : اتفضلي! 

حتي يُعاود الاطلاع الي التصميمات التي امامه ، ليشرد قليلاا بهاا ،لينهض من علي كرسي مكتبه ويخرج لسكرتيرته الخاصه : ساره ممكن تناديلي استاذه مريم !!

.................................................. ......


ولأول مره يشعر بأن الحديث عليه اصبح ضاحكا .. ليظل يتطلع الي فنجان القهوه الذي امامه ليقول بجديه : خلاص يا احمد ، انت ما صدقت تستلمني النهارده وتعمل عليا حفله

لينظر له احمد قليلاا ومازالت ضحكاته مستمره : ماهو بصراحه يا ادهم ، حاجه تضحك اووي انا اعرف فتره الخطوبه قبل الجواز اما بعد الجواز بصراحه مسمعتش ، بس مع ادهم ومريم مافيش حاجه مستحيله

لتتابعه نظرات ادهم بضيق وهو يقول : انا غلطان اني حكتلك ، روح لخطيبتك يا احمد روح 

احمد : خلاص هتكلم جد شويه ، يعني انتوا الفتره الي فاتت كلها وانتوا بتتعملوا علي الاساس ده

ادهم بتنهد : ايوه ياسيدي ، حتي الشغل صممت تروحه تقولي لما ابقي مراتك ابقي اتحكم فيا .. ساعتها كان هاين علياا اشدهاا من شعرها واحط وشهاا جوا قسيمة الجواز وقولهاا اومال ايه ده ياهانم ... انا قربت اتجنن ،انا تعبت بجد لولا ان الشركه الفتره ديه في مشاكل كان زماني ارتكبت جنايه 

لينظر الي صديقه .. الذي وجدهه يتتطلع اليه ضاحكا 

ادهم بضيق : شكلي علي أخر الزمن بقيت فرجه قدام الي يسوا وميسواش .. اقول عليكي ايه يامريم!

احمد ضاحكا : حقها والله تعمل فيك كل حاجه ، وكمان بقي من حقها بصراحه فترة الخطوبه برضوه هتعرفك علي حقيقتك وهتقول اريد خلعاا ... ليتنهد احمد قليلاا ، بعدما رئي ان كل هذا لا يزيد علي صديقه سوا غضباا 

ليقول بصوت جاد : مش انت وعدتهاا انك هتصبر عليها وهتستحمل ، وكمان متنساش الي مريم مرت بيه كان صعب ومن حقهاا تعيش كل ده وتتدلل عليك كمان ومتقلقش ياسيدي حاسس ان قريب اووي كل الامور هترجع لطبيعتهاا 

لينظر له ادهم بتنهد ليقول : نظرات جلال واهتمامه مش مريحني ، حاسس ان في حاجه من ناحيته 

احمد : طيب ماتخليها تستقيل ، وترجع تشتغل معانا تاني

ادهم : وتفتكر انا معرضتش عليهاا كده ، بس الهانم برضوه رفضت ...وقالت انها مرتاحه في شغلهاا ، بس شكلي مش هصبر كتير عليها 

احمد ضاحكا : فعلاا الحب ياما بيبهدل ناس ، واولهم انت يا بوس 

لينظر له ادهم مشمئزا وهو ينفث دخان سيجارته بغضب .. يكاد يفتك بكل شئ امامه 

.................................................. .........


لحظات من الصمت قد قضوها وكلا منهم سارح في عالمه الخاص ، عالم لا يوجد فيه شئ سوا الطمع والرغبه ، لتصبح الرغبه عند احدهما ، والطمع عند الاخر ، لتتلاقي الاعين كما تلاقت النوايا 

جلست أمامه ، وهي لا تفكر بشئ سواا في كل ماخططت من اجله وفي النهايه اصبح لاشئ 

لتظل نظراته مصوبه نحوهاا وهو يقول بصوت هادئ: وانتي زعلانه ليه يا نانسي ، ولا انتي كنتي فاكره انك في الاخر هتطلعي من الجوازه ديه كسبانه ، تبقي كنتي مغفله ، وكويس اووي انك طلعتي منهم ب 5 مليون غير العربيه والفيله 

لتقابله نظرات نانسي الهاربه : انت بتقول ايه يافهمي !

فهمي بهدوء: بصي يا نانسي ما انتي لازم تكوني فاهمه حاجه واحده ، انتي مكنتيش متجوزه عزت بس ، متنسيش ولاده وبالاخص أدهم ، يعني المفروض تكوني عارفه انك مش هتاخدي الي انتي عايزاه 

ليتنهد فهمي قليلاا : ايه رئيك تشاركيني في المجله ونعمل بيزنس سواا 

لتظل نظرات نانسي تتابعه بتفكير : مجله ، مافتكرش هو ده المشروع الي هيفدني وهيخليني انتقم منه وافضل وقفاله زي الشوكه في كل حاجه 

فهمي بهدوء: ومين قالك أنك لما تبقي صاحبة المجله ، مش هتقدري تقفيله بالمرصاد ، وكل خبر هيأثر علي سمعته في السوق... فكري كويس في عرضي وانتي حره

لتبدء هي في أشعال سيجارتهاا بشرود ، حتي يقترب هو منها بخبث ليقول : أنا عازمك علي سهره هتنسيكي كل حاجه ، ايه رئيك تقبلي عزومتي ، وتأكدي انك مش هتكوني خسرانه

لتبتعد هي قليلاا عن نظراته : انت متعرفش حاجه عن شادي بعد ماسافر يافهمي

ليضحك وهو يقترب منها ثانيه : تصدقي احلي حاجه عاملها الواد شادي انه عرفنه علي بعض ... لتصبح انفاسه قريبه جداا منهاا ..ليقطع عنهم تلك اللحظات دخول سكرتيرته الخاصه بعد ان اذن لها بالدخول

.................................................. .............


من يراهم من بعيد يظن بأنها اسره قد تكونت منذ زمن ،حتي جدران المنزل اصبح يظن انه يضم اشخاص اخرين ، ليسوا من سكانه ، وان كل هذا ليس سواا حلما سيفيق منه علي جدرانه الخاليه ثانية 

جلسوا يتسامرون في بعض الاحاديث بينهم ، لتقترب منهم الهام بحب لتقول : صحيح يا مريم ليه مفكرتيش انتي وشاهي تعملوا مشروع سواا وكل واحده فيكم بمجالهاا وتقريباا مجالكم واحد 

لتتابعهم نظرات اياد الذي عاد من الخارج علي تلك الجمله ليقول بمرح : حرام عليكي يالولو انا ماصدقت اقنعها انها تتفرغ ليا انا وادهم وبس 

لتنهض شاهي بطفوله وهي تتحدث : ياسلام ياسي اياد ، أنت عايز تحبسني ولا ايه ، انا عايزه أشتغل زي مريم

لتضحك مريم قليلاا : بلاش مريم ، اتصرفوا بعيد عن مريم 

ليقترب أياد بحب من زوجته : انا مش عايز احبسك ولا افرض رئي عليكي ، بس أنا بجد عايزك ليا انا وبس ليضحك أياد قليلا ليقول : ولأدهم برضوه عشان متقوليش اني اناني 

لتبتسم الهام ومريم ، حتي تتابعهم نظرات شاهي لتقول : شوفتوا مش قولتلكم اه ده أياد ، وانتي ياطنط الهام ، قولتيلي مش معقول يطلع ده من اياد ، وانه العقليه ديه عقليه ادهم .. شكل الاتنين نسخه واحده وابني هيبقي النسخه التالته ،

لتبتسم مريم بهدوء لتقول بضحك : مالكيش دعوه بجوزي ياست شاهي لو سامحتي ...

ليأتي هو علي تلك الكلمه ، وكأن أذناه أبت ان تسمع شئ الا هي حتي تسقط علي مسمعه لتوحي كلمه واحده بمعاني جميله

ليقترب منهم مبتسماا حتي يقول : انا سامع أسمي ، هنا

أياد بضحك : شكلهم هيعملوا عليناا عصابه ، ولولو شكلها هتنضم ليهم وهتتخلي عننا يا أدهم 

ليقترب هو منهاا ليميل علي أحد أذنيهاا هامسا : شوفتي حتي لسانك قال جوزك ،بس تصدقي اجمل كلمه سمعتهاا النهارده ، ليتنهد قليلا وبصوت حاني : بعشقك ،ووحشتيني اووي ياطفلتي !!

لتظل نظراتهاا تجول بينهم بخجل 

حتي يخرجها هو من هذا الارتباك ليقول : أياد عايزاك في المكتب !!

لتقف تتابعه بأعينها في صمت وهي شارده ،حتي تقترب منها الهام بحب لتقول :روحتي فين ،علي فكره دخل من بدري المكتب ومادام انتي مش بتقدري علي قربه كده ليه بتعذبيه وبتعذبي نفسك

لتهرب هي من نظرات اعين الهام لتقول :هي شاهي راحت فين

لتضحك الهام بحب وهي تتأملهاا :شاهي راحت تطمن علي ادهم الصغير ياستي !!

اما هو جلس بتعب امام اخيه ،ليظل يحادثه عن كل شئ حدث من زوجة ابيهم ، ليتنهد بتعب هو الاخر ليقول : كويس انك اتصرفت كده يا ادهم ، مهما كان هي كانت ذكري من ابونا الله يرحمه ، صحيح هي ذكري الواحد مبيحبش يفتكرهاا بس نانسي امر واقع في حياتنا ، وتصرفاتها دلوقتي بقيت محسوبه علينا اكتر 

ليظل هو شاردا في عالم اخر ،في عالمها هي فقط ليفيق علي صوت اخاهه وهو يقول : بقالي ساعه بنادي عليك روحت فين يابوس

ليبتسم ادهم بعفويه : في حاجه يالمض 

اياد بحب : ياا من زمان اووي مقولتليش الكلمه ديه ،تصدق كل حاجه وحشتني ،المهم انا طالع اطمن علي ادهم واشوف شاهي الي عايزه تشتغل زي مريم ديه 

ليضحك ادهم بشده : عايزه تبقي زي مريم ربنا يستر!!

.................................................. ...............


لم يكن بعدهه عنهاا سواا بكبرياء أراد ان لا يعصف به تحت بند العشق ولكن هذا ،العشق الذي جعله مازال يحبهاا حتي الغفران قد اعطاه لها عندما راجع حسابته للحظات ، نعم فقد كان مثلهاا تماما، احتاج اليهاا كثيرا بعد وفاة زوجته فسلك مثلها ذلك الطريق ، طريق الاحتياج الذي لا يؤدي لشئ غير رغباتنا ، رغبات قد انهكت كل منا ولكن يبقي الحب انقي واطهر من تلك اللحظات التي نسرقهاا من عمرنا ولا تجلب لنا غير الندم علي ذكريات لو عادت الينا لتمنينا الاا تصبح لنا ذكري خالده في اذهاننا 

لتجلس امام أعينه ، لتتابعه بعتاب حتي رفض كبريائها اكثر من ذلك فرفع صوته عاليا لتقول هي : ليه افتكرتيني دلوقتي يامازن ، مش ده نفس المكان الي تخليت عني فيه وسبتني 

انا صحيح الاول كنت ضعيفه وتايه بس دلوقتي لاء ، ومتفتكرش اني بقيت محتاجاك او محتاجه لحد .. بالعكس انا مبقتش محتاجه لغير صافي القديمه الي هداوي جروحهاا وألامهاا لوحدهاا 

ليظل هو قابعاا امامها يتأملها في صمت حتي يعلن الصمت عصيانه وبصوت هادئ: عشان حاسيبت نفسي ياصافي ، عشان لو كنت حفظت علي قلبي ليكي كنتي انتي برضوه حفظتي علي كل حاجه ليا ، انا خونتك برضوه وضعفت تحت مبررنا القذر الي بنسميه احتياج ، وللاسف ده اسوء احتياج ممكن الانسان يرمي نفسه تحته ويقول اصل انا كنت محتاج لحد جنبي ... بس انا دلوقتي مش جاي اتكلم في الي راح عشان مش عايز افتكر اي حاجه من الماضي الي ديما بحاول اهرب منه ، انا عايز نعمل صفحه جديده ياصافي مش صفحه بس كتاب يجمع كل لحظتنا الحلوه مع بعض بس مش تحت بند الاحتياج لاء تحت الرباط الاقوي والاعظم ، رباط الموده والرحمه 

لتتطلع اليه صافي بألم : بس انت لو سامحتني انا مش هقدر اسامح نفسي ،لان بسبب ضعفها هي الي وصلتني لكده 

مازن بحب : لاء هننسي ياصافي ، هننسي بحبنا بولادنا ، هننسي مع كل ذكري جديده في حياتنا .. هننسي واحنا مع بعض زي ما تمنينا زمان .. فاكره زمان ياصافي 

فاكره امنيتنا 

لتتطلع اليه صافي بحب لتقول بحنين وهي تتذكر الماضي !!

نفسي اقرب من ربنا اووي ، وتكون ايدينا سوا عشان نبقي مع بعض في حياتنا التانيه وميفرقناش حتي الموت

لتتنهد بدموع وهي تقول : احلام كتير ماتت جوايا ، مع اول لحظه كنت بين ايديه وانا حاسه اني روحي بتتطلع ، وانا في حضن غيرك وبفكر فيك .. نسيت كل حاجه وبقاش جوايا غير الذكريات الي كانت بتموتني مع كل لحظه حنين

ليبتسم لها بحب وهو يقول : والزمن رجع بين أيدينا تاني ، وصافي ومازن اتغيروا ومبقوش المراهقين بتوع زمان الي بيحلموا وبس .. ليصمت قليلاا ليقول بحب : بعد السنين ديه كلها تقبلي تشاركيني حياتي انا وبنتي ياصافي 

لتبتسم له بعفويه من بين دموعهاا لتبقي نظرت عيناهاا فقط هي من تنطق بكل شئ ، ويصبح اللسان عاجز عن النطق 

.................................................. ..............


ليأتي الليل ويأتي الحنين معه ، وتبقي همساته ونظرات اعينه الحانيه هي فقط التي تراودهاا ، ليصبح الحنين قاسي جدا علي قلب قد انهكه ذلك الحب الذي حرمت منه نفسهاا من اجل الصمود أمامه ، حتي لا تشعر يوما بأن حبها هذا هو من قضي علي كبريائهاا ، ولكن كيف للكبرياء وجود مع الحب ، فالحب يلغي معه كل شئ ولكن احيانا يبقي للقلب رغبه ان يشعر بكرامته للحظات امام توبيخ العقل له 

لتتنهد قليلاا بألم وهي تمسك أحد صوره وتظل تتأمل في ملامح وجهه حتي بكت عيناها من كثره الحنين والاحتياج لحبه 

لتتوقف عن البكاء عندما سمعت صوته خلف الباب وهو يسألهاا هل مازالت مستيقظه ام لا!!

أدهم بحب : لسا منمتيش يامريم

لتشيح بوجهها سريعا حتي لا يعلم من احمرار أعينها انها قد كانت تبكي علي حنين قد أنهكهاا لتقول بصوت ضعيف : هنام بس بعد ما اقرء الورد بتاعي

ليبتسم لهاا بحب وهويقول : طيب ما تيجي نقرا سوا ، ولا انتي مش عايزاني أشاركك في الثواب

لتتطلع اليه وهي تبتسم بعفويه وتهز له رأسهاا بحب

ادهم بدعابه :هروح اتوضي واجيلك ،بس اوعي تبدئي قبل ما اجي سامعه 

وقبل ان يلتف ويغادر حجرتهاا ظل ينظرلها طويلا وهي تتطلع الي ملامح وجهها حتي اقترب منهاا وضمها بين أحضانه بشوق ليقول : اوعي تعيطي تاني يامريم ،دموعك ديه غاليه عليا اووي ، وممكن اعاقب نفسي لو انا سببهاا 

ليخرجها من بين ضلوعه ويترك الغرفه سريعاا قبل ان يخونه شوقه ، ويعصف بكل الوعود

لتظل نظراتهاا تتابعه بحب ،وهي تتنهد بألم :دموعي بسبب حبك يا ادهم ، الي ساعات كتير بيخليني اسعد ست في الدنيا ، وساعات تانيه بيجني علياا 

ويظل الحنين بين قلوب قد عصف بهاا الحب يوما ، ليظن القلب ان الراحه في الحب ... ليعاتبه الزمن علي سذاجته ويبقي الحب هو ألذ ألم تُصيب به القلوب 


يتبع بأذن الله

*********


الـــفـــصـــل الـــثـــلاثـــون


تمر الايام ببطئها المعتاد ليصبح الغد مثل اليوم لا يفرقه شئ ، كما أعتادنا وبين هذا وذاك يبقي لكل منا حياه مع ايامه ، فمنَ منَ يُحي الحياه ومنَ من تحيه الحياه .. ليصبح كل شئ بين أيدينا وما علينا سوا الاختيار،فهل نريد ان نحيا وكأن لا وجود لنا ، اما نحيا حياه تسعدنا .. لتستمر تلك الدوامه بنا وتصبح للحياه كما يقولون يوماً لك ويوماًعليك 

حاله من الهدوء أصبحت بينهم ، بعد أخر شئ قد حدث ليظل القلب يُعاتب ويبقي العقل كدفاع 

جلس كما أعتاد يقرء في احد المجلات التي اصبحت لاتتفرغ لشئ سواه ، وكأن المجتمع لا يوجد به أحداً غيره ، ليظل يتطلع الي ذلك الخبر حتي يفقد صوابه ويقذف بالمجله بعيداا ،ليتنهد بضيق وهويهاتف سكيرتيرته لكي تردف اليه

أدهم بعصبيه : ازاي لحد دلوقتي ياهنا ، معرفتيش مين صاحب المجله ديه ، عايز اعرف اسم صاحب المجله ديه حالا سامعه

لتتطلع اليه هي بأرتباك لتتحدث بصوت منخفض : حاضر يافندم ، اتفضل اوراق الصفقه الجديده

ليتنهد هو بضيق وبصوت جامد : اطلبيلي البشمهندس احمد

لتخرج سكيرتيرته وهي تتمتم ببعض الكلمات ، حتي تقف فجأه امام نظرات احمد الثاقبه : مالك يا هنا ، شكل أدهم رجع لعصبيته تاني

هنا بأرتباك: اظاهر كده يا بشمهندس ، انا قولت خلاص هترحم من العصبيه والشخط ، بس للاسف رجعتلي تاني

احمد بضحك : المفروض تكوني اتعودتي خلاص علي كده ياهنا ، انا داخل لأدهم

هنا : اتفضل يا بشمهندس ، هو اصلا كان طالب حضرتك واكيد في أنتظارك 

ليدخل عليه أحمد بقلق وهو يقول : مالك يا أدهم مش طايق حد كده ليه

أدهم بتنهد وهو ينفث دخان سيجارته الذي اصبح اعتاد عليهاا يومياا بل وكل دقيقه : هتجنن يا أدهم ، مين الي مصمم انه يشوه صورتنا في السوق ، حتي اسرار حياتنا بقيت معروفه ، وكأن مافيش حد في البلد غيرنا

أحمد بهدوء : وانت لسا معرفتش مين الي ورا كل ده ، ده انت طول عمرك ذكي حتي .. ليتنهد احمد قليلا وبصوت هادئ : انا لما لقيت الموضوع زاد عن حده ، ملقتش حل غير ان اروح لرئيس الجريده ، بس للأسف طلع مجرد صوره والشريك الاساسي فيهاا طلع للأسف .. هي نانسي!!

ليتطلع اليه أدهم بجمود : مافيش حاجه بعيده عنهاا ، فعلا عمرهاا ما هتتغير ، الي زي ديه مبيتغيرش لانها مريضه بالكرهه

ليظل احمد صامتاا وبصوت هادئ : متشغلش بالك ، طول ما احنا ماشين صح فمافيش حاجه هضرنا ، اما بالنسبه للأمور العائليه مافيش حد مش معرض لكده 

ليتتطلع اليه أدهم بضيق : بس ديه وصلت لمراتي كمان ، انت نسيت الصور الي كان ليهاا مع جلال ، كانت مجرد صور عاديه وطلع عليهاا اقذر كلام ممكن حد يتخيله

احمد بتنهد : انتوا لسا زعلانين بسبب كده ، ماجلال جيه ووضحلك كل حاجه ، ونفي صحة الصور ديه

أدهم بجمود :مش عارف هتفضل لحد امتا شوكه في ضهري ، نانسي ديه وباء من ساعة مادخلت حياتنا وهي مصممه انها تدمرها ، وبالاخص انا

ليتنهد احمد قليلاا وهو يقول : المهم اننا بقين عارفين الضربه جايلنا منين ومن مين ؟؟


.................................................. ..............


بعد وقتا طويلا قضوهه في البحث عما يريدون ، جلسوا ثلاثتهم بتعب حتي يستطيعوا اكمال جولتهم

لتتنهد مريم بتعب : انا خلاص مبقتش قادره يا هبه ، حرام عليكي 

لتبتسم شاهي بتعب : أنا هقوم اتصل بطنط ألهام عشان أطمن علي ادهم

لتقترب هبه من مريم وبصوت هادئ: لسا برضوه موضوع الصور مضايقك ، وزعلانين من بعض

مريم بألم : ده كان فاكر ان بيني وبين جلال حاجه ، مع ان والله ياهبه كنا في أجتماع بره الشركه ، بس ربنا يسامح الي صورنا وكأن انا الوحيده الي في البلد ديه 

هبه بحب : أي حد مكان أدهم كان هيضايق يامريم ، يعني لما يلاقي مراته ساندهاا راجل غيرهه وقريبين اوي من بعض تفتكري هيفكر أزاي

مريم بشرود وهي تتذكر ذلك اليوم !!

مقولتليش ايه رئيك في الاجتماع يامريم

لتسير هي بجانبه وبصوت هادئ: بس الشرط الجزائي مش كبير يعني علي مده العقد 

جلال مبتسما : لاء مش كبير ولا حاجه ، ومادام هنفضل ملتزمين بالعقود يبقي مافيش حاجه هضرنا ولا هتضرهم ،وبالمناسبه ديه ياستي انا عازمك علي الغدا وياريت متقبليش طلبي بالرفض ممكن

لتصمت هي قليلاا حتي تقول : ماينفعش لان ادهم هيرفض 

لتتحول ملامح جلال الي الجمود وبصوت جامد : الي يريحك ، يلا عشان اوصلك وبرضوه هتصممي تروحي في تاكسي ، زي ما جيتي برضوه في تاكسي

لتظل هي شارده في معالم وجهه التي تغيرت فجأه وصوته الذي أصبح صارم ، لتتطلع اليه قليلا وبصوت هادئ :لاء هروح زي ماجيت عن اذنك ... وماهي لحظات حتي كادت ان تسقط امامه ، ليلحق بهاا سريعا وبصوت خائق : انتي كويسه يامريم

مريم بألم : رجلي بس مش قادره احركهاا 

جلال بخوف وهو يمسك بهاا : تعالي اوديكي للدكتور

لتتطلع اليه بألم وهي تقول : لاء انا كويسه صدقني 

جلال بغضب : يعني تعبانه ومش عارفه تمشي ، وبرضوه عانيده ، يلا عشان اوصلك .. ليفتح لها باب سيارته وهو ممسك بهاا .. يلا اركبي

مريم بأرتباك : لو سامحت يامستر جلال ، وقفلي تاكسي ارجوك ،ومتقلقش صدقني انا كويسه

ليظل يتطلع اليهاا بغضب ،وقبل ان تزداد عصبيته ، تنهد بألم وهو يقول :حاضر يامريم !!

لتتطلع اليهاا هبه وهي تقول : مش عارفه ليه حاسه ان جلال ده بيحبك

مريم بضحك : هو يعني عشان حد بيعملك بلطف يبقي بيحبك 

هبه : صدقيني يامريم جلال بيحبك او يعني ممكن نقول معجب بيكي ، وإلا مكنش ادهم غار لدرجادي منه وهو عارف ان مافيش حاجه بينكم غير انه مديرك بس في الشركه ، الراجل بيفهم نظرات الراجل الي زيه

مريم بشرود : تفتكري ياهبه ، بس ده عارف اني بحب ادهم واني لسا علي ذمته

هبه :بس لسا حياتكم مرجعتش طبيعيه من تاني ، وده في حد ذاته يديله امل ، خلي بالك يامريم ، لان ساعة الامل بيعيشنا في اوهام بنكون فاكرينها حقيقه 

لتظل هي شارده من حقيقه ، قد كذبتهاا حتي لا تظن ان كل مايفعله من أجلهاا ليس سوا مجرد أهتمام لا غير


.................................................. .........


عالم لا تري فيه سوا النفوس المريضه ، نفوس لا تبحث سوا عن الانتقام ، تبحث عن المتعه وهي تري غيرهاا يسقط أمام أعينها حتي تتمتع في ذلك المشاهد ، وكأن العين قد شغفت بهذا ليصبح كل ما تحب أن تبصر به لا تجدهه سوا في ذلك المرض البغيض 

جلست بجانبه وهي تتمايل من كثرة السكر ، لتضحك بشده وهي تري ذلك الخبر الذي نشترته ، ليقترب هو منهاا برغبه ليقول : مش قولتلك هتتمتعي وانتي كل يوم بتشوفيه ، مش وراه حاجه لغير الاعلام والصحافه ، والاسهم بتاعته بتهتز في السوق ، عشان تعرفي بس ان فهمي الوحيد الي بيعرف يلعبها صح

نانسي بسكر : تعجبني دماغك يافهمي بجد ، طلعت جامد اووي

ليضحك هو بشده علي طريقتهاا ويقول بصوت هامس : هنفضل طول الليل كده ، مش ورانا غير أدهم ..

نانسي بتمايل : لا يافهمي ، احنا اصدقاء وبس ياحبيبي واحنا خلاص خلصنا حفلتنا علي أدهم واحتفلنا في بيتك زي ما طلبت ، انا همشي بقي 

لتقف هي بسكر وبصوت ضعيف : تصبح علي خير يافهمي

ليقف فهمي بجانبهاا وهو يتلذذ في معالم جسدهاا ، ليقترب منهاا بخبث ، حتي تبتعد هي عنه قليلاا ، لتسبقها لمسات يديه حتي يجذبهاا اليه برغبه ، فتقع بين نظرات اعينه ليتلذذ بها كما كان يرغب منذ البدايه


.................................................. ...........


لم يصبح القرب سوا ألماً يتلذذ في تعذيبهم ،وكيف لا يكون عذابا والحنين لا يُعرف سوا بالموت البطئ، فنعدما تتلاقي الاعين يعلن القلب عن هزيمته وتصبح العين مرسال بكل الاشواق حتي يفتضح القلب سرهه ويصبح السر سراباً

جلسوا جميعهم يتناولون وجبة العشا فقد اصبح الشعاء والافطار هما وجبة التلاقي بينهم 

ليبتسم أياد ضاحكا وهويقول : فاكره نفسك العروسه ياشاهي ، شهر عسل مين ، انتي هتغيري من احمد وهبه

لتضحك شاهي بحب :كده يا اياد ، طيب مش هديك البدله الي انا اشترتهالك 

ليصمت اياد قليلاا وبصوت طفولي : شوفت يااستاذ ادهم ، اه ديه اخرة الجواز ، ليت الشباب يعود يوما

ليضحك ادهم بحب علي تصرفات اخيه: واحشتك السرمحه ولا ايه يا اياد ، ده انت بالذات استمعت بالشباب وأخدت حقك كمان 

ليتذكر اياد نفسه منذ عاما ليبتسم : ياااا ايام ، بس انا كده الحمدلله ، لينظر الي وجه زوجته وهو يمسك يدها ليقبلهاا :ولا ايه ياحببتي

لتتلاقي اعينهم وتنظر اليه شاهي بحب وهي صامته

لتضحك الهام قائله :بتحبوا في بعض قدامنا ، وبالنسبه لادهم الصغير خلاص مريم شكلهاا الي هتتبناه وناسينه

لترفع مريم وجهه بعيدا عن ادهم الصغير ، لتري نظرات زوجهاا اليهاا ، حتي تبتعد بأعينها هاربه من حنينهاا وحبها قائله : لاء انا مبسوطه كده ، وكمان ادهم هادي ومش متعب خالص

ليضحك اياد :بلاش يامريم تقولي كده ، شاهي هتستغلك وهتفضل سيبهولك انا بقولك اه

شاهي بطفوله : انا يا اياد ، طب مش هتاكل وهات الطبق الي عماله من الصبح احطلك فيه اكلك 

ليتطلع اليهم ادهم مبتسماا حتي ينهض بعد ان انهي طعامه الذي اصبح لا يزيدهه سوا وجعاا من وجودهاا امامه ، فهي مثل البعيد والقريب في ذلك الوقت ... بعيده عنه بأعينهاا التي تمنعها من النظر اليه وقريبة من اعينه التي لا تسقط علي شئ سواهاا

لتتطلع اليهم الهام بحزن ، حتي تلتف الي المريم الجالسه بجانبه ، وتتطلع الي وجهها وهي تري عيناهاا مازالت عليه ، لتربط الهام علي احد ايديهاا وبصوت هامس : بضيعوا احلي ايام عمركم في العِند انتوا الاتنين 

لتشرد هي اخر شئ حدث بينهم وتبتسم بمراره عندما تتذكر نظرة اعينه لها عندما ظن للحظه بأن يوجد شئ بينهاا وبين جلال 


.................................................. .................


لم يستطع ان يخفي عليهاا اكثر من ذلك ، لتبقي الليله التي تسبق موعد زفافهم ، هي ليلة الاعتراف بكل شئ .. ليظل هو شاردا في ماضيه وهو يتذكرهه معاها حتي يقول بصوت هادئ : وديه حكايتي مع ندي ياستي ، وصدقيني الماضي كله انتهي من اول يوم وعدتك اني هفضل احبك طول حياتي وعمري ماهخلي ست تشاركك فيا ، وزي ما انتي وهبتيلي قلبك ، قلبي عمرهه ماهيكون غير ليكي ياهبه

لتبتسم له بحب قائله : ربنا يقدرني واقدر أسعدك يا أحمد ، عشان انت بجد تستاهل السعاده 

ليضحك أحمد بحب : ياسيدي ياسيدي علي الكلام ، مبقيناش نتكثف خلاص 

لتصمت هبه قليلاا وبصوت مرتبك : سلملي علي نيره، وقولهاا الفستان جميل اووي بجد عجبني

أحمد بخبث : والعروسه برضوه عجباها اوي ، ونفسها بكره يجي بسرعه عشان تاخدهاا في حضنهاا وتقولها كلام كتير اووي

لترتبك هبه أكثر قائله : هي مين ديه 

أحمد بضحك : نيره ياحببتي ، بتمووت فيكي ...ليقول بصوت هامس : شكلك هتتعبيني اووي معاكي 

هبه بأرتباك : مش هتروح تنام ، وتسيبني انا كمان انام

احمد ضاحكا : زهقتي مني ، علي فكره ديه اخر مكالمه هتكون بينا أه بنودع العزوبيه ، وبعد كده كله هيكون وجها لوجه

لينهوا الاثنان حديثهم ، وهم يحلمون بليلة عمرهم التي ستجمعهم سويا ليبث كل منهما شوقه وحبه للأخر


.................................................. ...............


سنون تمضي ، وأحلاما ترحل وتبقي القلوب تائه بين طيات الماضي ونسمات الحنين ، ليعصف بنا الزمن بعهدا أخر يحيِ بيه قلوبنا ... لتعود الاحلام ثانيه وكأن للأحلام عهدا ، فيالها حقا من أحلام تتحقق ، نعم قد تحققت بعد زمنا ، ولكن في النهايه قد شاء الله لهاا بأن تتحقق ، لتصبح الامنيات حقيقه نحيا بهاا من جديد

جلست بجانبه ، ليضمهاا هو طويلاا حتي يقول : انا مش مصدق نفسي ياصافي ، انا حلمنا اتحقق بعد سنين طويله ، انا كنت هبقي غبي لو كنت ضيعتك من أيدي تاني

لتبتسم صافي بحب قائله :مش انت قولت هننسي الماضي خلاص ، خلينا دلوقتي في الحاضر الي هنعيشه سوا مع ولادنا

ليبتسم لها مازن ليقول بصوت هامس : مازن ورهف ناموا

لتتطلع اليه بخجل ، حتي تشيح بوجهها سريعاا عنه ، ليقترب منهاا ويضمهاا ثانيه وبصوت حاني : بحبك 

لتسقط الكلمه علي القلب فيتراقص فرحا ، ويعلن العقل بأن للحياه أسرار كثيره لا نعلم متي واين سيأتي اليوم الذي كنا نتمني ان نحياهه، ولكن تبقي القلوب تنتظرحياه واحده قد حلمت بها ، ليفاجأها القدر بحياة قد رغبت بها ولكن لم يكن الوقت قد حان لتتحقق فيه أمنيتها، ليتركنا الزمن نحيا حياه اخري حتي يعود ثانية بما تمنينا ، ولكل منا حياه سوف يعيشها 


.................................................. ............


وقفت أمامه ، وهي لا تعلم كيف ستبدء بالحديث معه ، لتُنهي أملاً قد وضعته القلوب بسبب ضعف أصحابهاا، فأحيانا كثيرا يخطئ القلب حتي ينتبه له العقل ويقف أمامه ليواجه بحقيقه قد نسيها تماماً ، نسيهاا مع قلبه التائه في عالم أصبح يضع نفسه فيه ، كما صنعه بنفسه

مريم : ديه أستقالتي يا أستاذ جلال ، واتمني انك تقبلهاا

ليتتطلع اليها جلال بحده وبصوت حاد: أستقالت ايه ، اتفضلي يا أستاذه علي شغلك أستقلتك مرفوضه ، ولو علي موضوع الصور أظن ان انا كذبت ده كله ، فبلاش الحساسيه الي بقيتي فرضاهاا ما بينا الايام ديه

لتتنهد مريم قليلاا حتي تقول : بس أنا كنت مقرره اني اسيب الشغل من بدري، وموضوع الصور ملهوش دخل بحاجه ، لاني مش هخاف من حاجه ملهاش وجود

ليتطلع لها جلال بحيره : ومادام مافيش حاجه ، ليه عايزه تستقيلي يامريم ممكن تفهميني ... حتي يصمت قليلا ليقول : أدهم ضغط عليكي في الموضوع

لتبتسم مريم بألم قائله : بالعكس أدهم بقي سايبني اعمل كل حاجه بمزاجي ، وحتي اعتراضه علي اي حاجه مبقاش موجود 

ليقف امامها جلال بحب : مريم انا .. حتي يعجز اللسان عن نطقهاا 

لتتطلع اليه بفهم قائله : بتحبني يا أستاذ جلال ، هو ده سر أهتمامك بيا ، اليِ للأسف أكتشافته متأخر ... بس أنا عايزه اقولك حاجه ، انت مابتحبنيش أنت ممكن تكون لاقي معايا الراحه ، لاقي معايا الاسره الي نفسك تكونها ، بس مش حب صدقني

ليتطلع اليها جلال بشرود : لاء يامريم انا بحبك ، بس انتي اليِ بتحبي أدهم ، وكل ما الامل بيتولد قدامي انك ممكن تكوني ليا ، فجأه بلاقيكي بتبعدي وتروحيله هو ، عارف انه جوزك بس الحياه ما بينكم بقيت مش موجوده 

لتبتسم مريم وهي تتطلع الي معالم وجهه وبصوت هادئ : للاسف انت بتقنع قلبك مش نفسك يا أستاذ جلال ، انت لو فكرت بجد هتلاقي ان مش انا الحب الي انت عايزه ، في حب تاني انت مدورتش عليه وهو قدامك بس للأسف ديما القلب بيدور علي المستحيل عشان يصور لنفسه الحب دايما بعيد عننا ، مع انه بيكون قدام عنينا بس احنا الي مبندورش عليه ، احنا بس بندور علي رغباتنا ... ودايما رغباتنا تايه وسط العقل والقلب

ليجلس جلال امامها بشرود : مريم انتي بتقولي ايه ، مريم انت الست الوحيده الي فكرت تشاركني حياتي بعد ماكنت مقرر ان حياتي هوقفها علي ابني وبس

لتبتسم له قائله :انا يمكن تكون لقيت فيا حاجات كنت بدور عليهاا وسط الحياه ، ولما لقيت ده اديت لقلبك فرصه انه يفتكر ان ده حب مع انه شئ عادي 

جلال بألم : عمري مافكرت أحب ، جوازي من مراتي كان مجرد صفقه وبس لان هي بنت الحسب والنسب وبينا مصالح انا واهلها ، وبعد سنه جواز كنا خلفنا مروان .. ليتنهد جلال بوجع : اكتشفت انها علي العلاقه بأعز اصدقائي لياا ، حتي تفر دمعه من عينيه قائلا : تخيلي لما أشوف مراتي في حضن راجل غيري ، كان نفسي انتقم منهم هما الاتنين بس للاسف .. القدر انتقملي منهم في اليوم الي عرفت فيه أني كنت مغفل ... كانت اكبرصدمه ممكن أي حد يتحملها بالبند العريض في المجلات (رجل الاعمال يري زوجته وهي في حضن اخر وقد توفوا بعد جُرعات كبيره من المخدرات ليلاقي كل منهما مصرعه )..

ليبتسم جلال بمراره قائلا : وسافرت وسيبت البلد كلها ، ولما رجعت شوفت فيكي الصوره الي خلتني احس ان مش كل البشر كده ، في ناس لساا بتدي للحياه حياه بوجودها فيها 

لتتنهد مريم بألم وبصوت هادئ : شوفت ، اه انت لوحدك قولت ، اني كنت النور الي بدور عليه لِنفسك عشان تخرج من السراب الي كنت عايش فيه ، فعلا لسا في الحياه حياه ممكن نعيشها واكيد هنعيشها بحلوها ومرها ، بالحب والكرهه ، بالخير والشر ، بالناس الطيبين والناس الي نسيت قلوبهم الرحمه 

ليتطلع اليها جلال مبتسما : انتي انسانه جميله يامريم ، ومش هكون اناني واحرمك من حياتك ، ادهم بيحبك وبيحبك اوي كمان ، علي فكره ادهم لغي الصفقه الي بينا بسببك انتي ، عشان هددني لو مبعدتش عنك هيلغي كل الاتفاقات الي بينا الي أضطرته يدفع الشرط الجزائي من غير ما يتردد ، بصراحه انا مكنتش متخيل انه ممكن يعمل كده ، بس الي بيحب دايما بيخاف علي الي بيحبه حتي من نظرة حد ليه ، بيكون عايز يخبيه من عيون العالم كله ، هو أسلوب أناني .. ليصمت جلال قليلا وبصوت هادئ : بس ديه طبيعة الرجل الشرقي ، هتفضل حاجه بتتورث ، وعمرنا ما هنفهم ولا هنلغي أنانيتا، استقلتك مقبوله يامريم .. بس هفضل ليكي طول عمري اخ ، ولو احتاجتيني هتلاقيني ديما جانبك يامريم

لتتطلع اليه هي مبتسمه لتقول : دور كويس حواليك هتلاقي الي انت عايزه ، من غير ماتتعب كمان

حتي تخرج من امامه لتتابعها نظرات أعينه ، حتي تصطدم هي بشخصا لتبتسم له وترحل وهي تاركه لعينه هو شخصا رغم معرفتها القليله به ولكن تعلم بأنه يحمل له اسرار حبه التي لا تصبح سرا امام نظرات العين

لتدخل اليه ايمان مبتسمه : كانت فسحه حلوه اوي ياجلال ومروان اتبسط اووي 

ليتطلع اليها جلال ولاول مره لا ينظر لها بأيمان التي دائما يراهاا أبنه عمه وفقط .. ولكن اليوم اكتشف شيئا اخر سيعلنه الزمن ولكن فلنتمهل ونترك الدور له


.................................................. ................


حلما جميلا قد بات حقيقه ، لتأتي اليهم الحياه محمله معاها نسمات رياحها الهادئه ، لتتطلع عليهاا عيناهه بحب وهو يراهاا في أبهي صوره بفستانهاا الابيض ،لتتلاقي قلوبهم قبل عيناهم ، ليقترب منهاا بحب لكي يقبل جبينها وبصوت حنون : ماشاء الله ، الحمدلله أن ربنا رزقني بيكي ياهبه في النهايه ، وبقيتي فرحة قلبي وحياتي كلها !!

لتتطلع اليه هبه بحب شديد وبصوت هامس : انا بحبك اووي يا أحمد ، انت الحلم الي اتمنيته انه يتحقق وفعلا أتحقق

ليمسك هو يدها بحب ليقبلهاا ، وتتشبث هي بين ذراعه بحب ، لتنزل معه بخطوات بطيئه علي درجات السُلم ، امام نظرات المدعوين ... لتبدء حفل زفافهم ورحلة دربهم سوياا لسيروا معا في حياه تبقي القلوب فيهاا واحده 


.................................................. ................ 


تتلاقي الأعين ، والقلوب ايضا ومع تلك النظرات التي تجمعت علي العروسين ، التف ينظر الي نظراتها بألم فقد حرمها من حبه دائما حتي يوم ان اعلن عن حبه هذا ، كانت الصاعقه الكبري ، اخبرها بأن كل هذا من باب الانتقام ومن شروط لعبته .. فكان الجرح اعظم واكبر وكيف تداوي القلوب جرحهاا ومازال الألم موجود .. وهل مع الألم حياه اخري 

أقترب منها ادهم بحب وبصوت هامس : الفستان حلو ، بس ضيق شويه يامريم ، وبلاش تضحكي تاني سامعه 

لتنظر اليه مريم بعناد طفله : انا كنت بتكلم مع شاهي والهام ، وكمان احنا في فرح 

ادهم بغيظ : عارف اننا في فرح ياحببتي ، عشان كده بقول نقول حاضر وبس 

لتلتف بوجهها بعيدا عنه وهي تنظر لأحمد وهبه بحب قائلا : حلوين اووي صح 

ليقترب هو منها بحب و يضمها اليه بشوق: تحبي اعملك فرح ونبقي عريس وعروسه من تاني

لتلتف الي عيناهه بألم قائله :عريس وعروسه !!

حتي تتذكر بعض اللحظات التي قضوها سويا في الغردقه ، لتأتي ذكري حملها وهي تتذكر يوم انا دمرهاا بدون رحمه ، لتبتلع ريقها بصعوبه قائله : ايه رئيك لو عملنا زي احمد وهبه ، احمد هياخد هبه وهيعملوا عمره الاول وبعدين ، هيقضوا شهر العسل 

أدهم بحب : بحبك يا اجمل حاجه في حياتي ، ياطفلتي ويا ملاكي وياابنه عمي 

لتنظر له مريم بحده قائله : بنت عمك !!

ادهم ضاحكاا: ومراتي كمان ، بس كنت عايز اوريكي ازاي كنتي بتعملي فياا ايه ، وانتي ناسيه انك مراتي 

لتتلاقي اعينهم بحب ، ويظل اياد يتطلع اليهم باسما حتي تقترب منه شاهي وبصوت مداعب : المكان ده مش بيفكر بحاجه يا أياد

ليتطلع اليها أياد ضاحكا : انتي لسا فاكره ، ده انتي قلبك اسود ، ليقترب منهاا بحب ويضمها اليه وهو ينظر الي طفله الذي تحمله الهام ليقول : وعشان اصلحك ياستي هاخد اجازه ونقضي احلي يومين سوا ، وكفايه يومين عشان ادهم ميموتنيش انا واحمد !!

لتتأمله شاهي بحب وبصوت حاني : انا بحبك اوي يا أياد 

ليضمها اليه ثانيه : وانا اسعد راجل عشان اتجوزت أحن واجمل وأرق ست في الدنيا ، وجبتلي احلي طفل في الوجود

لتبقي القلوب بين حنين وذكريات وأشواق أصاحبهاا ...


يتبع بأذن الله

*********

الـــفـــصـــل الـــواحـــد والـــثـــلاثـــــون وقبل الاخيــر


أنتهت حفل الزفاف ، وبدأت القلوب تعلن عن دقاتهاا وسرحت العين بين الخيال والواقع ، وأستوقف العقل نفسه ليترك كل شئ بين رغبات القلب ، لتبدأ الهدنه وتبدأ الحياه باحثه عن الحاضر معلنه سطوتهاا علي ذكريات قد مضت ، تاركه لنا ذكريات اخري ولكن لم تصنع بعد

اجتمع قلبان قد بدأت لعبتهم من القدر ، أعلن رغبته بالزواج منهاا وهو يظن ان عقله هو من أراد هذا من دافع الهجران ، نعم هجران ماضي قد نال منه ما أراد ... لتكشف اللعبه لنا أرواقهاا لتخبرهه الي متي سيظل يدفن الحقيقه خلف مشاعرهه .. ليدرك بأن كل هذا كان من حباً قد وضع عليه الماضي غبارهه ، ولكن قد نسيا ان للغبار وقتا تزيله الرياح .. لترينا هل ما نظنه لا يكون سوا ظنا ، اما حقيقه قد أدركهاا عقلنا بفطنته ... ولكن للقلب شئ أخر قد أعلنه ... ليثبت له ان كل ماحدث كان هو يريدهه وليس للقلب والعقل دورا غير الأرشاد ... لتكون هي قصة قربهم التي صنعتها الحياه لتخبرهم بأن قلوبهم كانت تائه .. ولكن اليوم قد عادت لرشدهاا .... 

وقف أحمد يضم زوجته بحب وهو يتذكر يوم أن ظن بأن ما تفوه به لسانه ليس اكثر من هروب ، ولكن اليوم قد ضحك علي غبائه نعم فقد كان هروبا ولكن هروبا من السراب الي النور 

احمد بحب : اوعدك ان كل الحب الي جوايا مش هيكون غير ليكي انتي وبس ، انا النهارده اول مره أندم بجد علي كل لحظه أفتكرت فيها ان الحب مجرد كلمه وبس ، الحب الي بجد الي شوفته في عيونك ياهبه

لتبتسم هبه بخجل قائله : احمد انا حاسه انك كتير عليا اووي ، انا مكنتش فاكره أن الاحلام ممكن في يوم تكون حقيقه ، انا حاسه ان كل لحظه حلمت بيها واتمنتهاا .. اتحققت ، عارف بقي أنا دلوقتي اول مره اندم علي ايه

لينظر لها أحمد متأملاا .. حتي تقول هي : ندمانه علي كل مره سيبت شيطاني يصورلي ، ان الحب ممكن يجي بالتصنع ، بالتغيِر من شكلنا ، من الاهتمام بنفسك عشان تلفت نظر الي قدامك ، ندمانه علي كل لحظه أفتكرت ان فارس الاحلام مش هيجي غير لما أنسي ان زينتي هي عفافي وحيائي وان نصيبي هيجي سوا كان عاجلا ام اجلا .. 

ليجذبهاا احمد الي حضنه ثانيه وبصوت هامس : كنتي بتضيقيني اووي ، في كل مره أشوفك في الشركه بتحولي تقلديهم، كان بيبقي هاين عليا اجي اصرخ فيكي واقولك افضلي زي ما انتي ، انتي كده احسن بجمالك البسيط ..

لتخرج هي من بين أحضانه : لما اتخطبنا وقولتلي أنك كنت مستغرب من تغيري وفكري الي أتغير بسبب حبي للمظاهر ، بس يوم ما قولتلي كده أتضيقت وفرحت ، عارف فرحت وأتضيقت ليه

ليتطلع اليها احمد متسألا .. لتقول هي : أتضيقت عشان الانسان الي اتمنيته وحبيت الفت نظرهه بكل حاجه جميله ، واكون ديما جميله قدامه ، مكنتش بزود قربه مني سوا البعد ، وفرحت عشان رجعتني هبه القديمه الي كل حاجه فيها كانت بسيطه من غير تكلف زي ما أتربيت قبل ما أطلع لعالم كل حاجه فيه مظاهر كدابه ، والقوي فين الي ميتأثرش غير بلي يرضي ربه ونفسه ودينه 

ليمسك أحمد يدهاا بحب : طب يلا عشان نصلي سوا ، ونرتاح شويه قبل ما نسافر ..

لتبتسم له هبه بعفويه ،وتقترب منه وتضع قبله حانيه علي أحد وجنتيه 


.................................................. ...............


اما هما الاثنان ، كانت قصة قربهم الاغرب ، مجرد لعبه بدأت من أجل رغبات قلبه التائه الذي لا يعرف عن الحب سوا نزوه يتخدها الانسان لتسير حياته ، ويصبح كل شئ أمامه مجرد وقت وسينتهي بعد أن يحصل علي كل مايريد ، لتمل العين وتبحث عن شئاً اخر.. لتسير بهم الايام وينقلب كل شئ بين أريد ولا أريد ، بين الانانيه وبين البحث عن النفس ، بين الواجب والمفروض .. حتي تصل بيهم الي زيجه تمت من أجل طفلهم ... وتبدء رحله الحياه معهم حين تكشف لهم أوراقها وكل منهم منهمك في البحث عن نفسه بين طيات حياته الماضيه التي لم تصنع منه سوا شخص تائه في عالم قد نفرهه القلب منذ الزمن ولكن أصبح قد أعتاد عليه ، ام العقل قد تأقلم تاركاً كل شئ ليوم سوف يصبح التغير حدثاً في حياتهم 

ابتسمت شاهي بحب وهي تنظر في عين زوجهاا وهو يداعب طفلهم لتقول بصوت حاني : أدهم بيعاندك يا أياد ، كنت عمال تقولي نيمي الولد وتعاليلي .. دلوقتي هو الي شكله هينيمك

ليبتسم لها اياد بحب وهو يداعب طفله قائلا : شوفت يا استاذ ادهم ، اه انت بوظت السهره ليغمز لشاهي ويقول : وضيعت عليناا ليله ولا من الف ليله وليله يلاا امري لله 

لتقترب منهم شاهي لتلاعب طفلهاا ،لتتخلل ايديهاا الصغيره بيديه حتي يقترب هو منها ويقبلهاا قبله طويلة بعث فيها الزمن كل شئ ، حتي يبتعدوا ضاحكين وعيناهم تتطلع الي طفلهم الذي بدء يداعبهم بقدميه الصغيره .. وكأنه يريد ان يقول لهم .. لست وحدكم ايهاا العاشقين


.................................................. ................


جلست بجانبه وهي غاضبه كالطفل الصغير ، لتتأمل المكان حولهاا لتقول : يا أدهم أنت واخدني علي فين ، بقالك ساعه سايق العربيه ومش راضي تقولي أحنا رايحين فين ، انا تعبانه وعايزه اروح 

ليتطلع ادهم الي ساعة يدهه بأبتسامة خبيثه قائلا : فاضل ساعه وهتعرفي

لتضم هي ايديهاا كالأطفال قائله : ماهو أنا لازم أعرف أحنا رايحين فين ، وليه الهام مرضتش تركب معانا العربيه 

ليتأملها أدهم قليلا حتي يضحك : عشان هي عارفه الي فيهاا ، اصل انا قولتلها يالولو ياحببتي ، انا هخطف مريم يومين وانتي ظبطيلي الموضوع 

لتدير هي وجهها له بغضب : أممممممم ، عشان كده كانت بتضحك هي وشاهي ، عشان عارفين ان انا المغفله الوحيده

ليضحك أدهم : ما أنتي لازم تبقي مغفله في القاعده ديه ، عشان اعرف أخطفك وانتي بكامل أرادتك

لتتكئ هي بظهرهاا للخلف كي تسترخي قليلاا وتغمض عيناها وهي تاركه كل شئ حولهاا ، ليتطلع هو الي هدوئها الذي يعشقه ويبتسم 


.................................................. ...............


اما هما الاثنان ، كانوا يقضون أحد ليلاتهم المحرمه بعقول غائبه ، لتنهض نانسي من جانبه كي تغطي جسدهاا قائله : أنت هتسافر بكره

ليتطلع اليهاا وهو يدخن سيجارته بشرود : بتقولي ايه ياحياتي

لتقترب منه ثانية قائله : هو انت مسافر باريس ليه يافهمي

فهمي بأرتباك : عادي يانانسي ، مجرد رحله علاجيه ، عايز اطمن علي صحتي

نانسي بشك : ليه هو انت تعبان ياحياتي

فهمي : مش ملاحظه ان أسألتك كتير النهادره يانانسي

لتصمت هي قليلاا ، ليجذبهاا اليه ثانية ويذهبوا معا في عالمهم الذي سيظل دائماا زائف بسبب قلوب أصحابه


.................................................. .........


بعد وقتا ليس طويلاا ، وقفت السياره أمام أحد المزارع الكبري ، ليتطلع هو اليها ليجدهاا نائمه ، وبعد أن أردف اليه الحارس سريعاً قائلا : اهلا أدهم بيه نورت المزرعه يا باشا 

لتستيقظ هي علي صوتهم قائله : احنا وصلناا .. لتظل عيناها تجول في المكان لتجده مكان هادئ يبدو انها في أحد القري الريفيه .. لتتطلع امامها لتجد منزلا يشبه القصور القديمه 

أدهم بحب : يلاا ياحببتي ، احنا وصلنا

لتتأمله قليلا وهي قابعها في مكانها : احنا فين يا ادهم 

ادهم بحب : في مزرعتنا ، قصدي في مزرعتك

مريم بشرود : مزرعتي !

ليجذبها ادهم من يدها برفق : يلاا بينا يا أميرتي 

لتسير هي بجانبه حتي تردف بقدميهاا لدخل هذا المكان الجميل ، لتتطلع لكل شيء حولها قائله : جميل اوي المكان ياأدهم

أدهم بحب : انا عاملت فيه شويه تعديلات ، عشان لما تيجي يعجبك المكان

مريم بشرود : ده البيت الي اتولدت فيه مامتك صح 

ادهم بصوت حاني : والي هيتولد فيه حبنا من جديد ان شاء الله ياحببتي

مريم بدموع : حبنا انت الي حطيت فيه حواجز يا ادهم ، يوم ما اخدتني بذنب مش ذنبي ، يوم ما أكتشفت انك اتجوزتني عشان خايف علي اخوك مني لأبوظ صفقاتكم ، يوم ما وهبتلك نفسي مع انك كنت ساجني في سجنك بس اديتك كل حاجه حلوه في حياتي، وللاسف دمرتني في أجمل يوم في حياتي وانا مستنياك عشان اقولك خبر حملي في أبننا 

ليبكي أدهم امامها : وانا مُت صدقيني مع كل لحظه من دول ،حياتي كانت فاضيه ومفيهاش حاجه لحد ماجيتي انتي خليتي ليها معني ، حبي ليكي قبل ما كان بيعذبك كان بيقتلني

لتقترب منه مريم قليلا : الحقيقه كانت أكبر صدمه لينا كلنا ، انا مش قادره انسي بحاول بس للأسف مش عارفه كل حاجه ديما بفتكرهاا ..

ادهم بضعف : وانا بطلب منك انك تديني فرصه يامريم ، خلي مريم الطفله الي حبتني هي الي ترد 

لتبتسم هي بعفويه : زي ادهم الانسان كده !

ادهم بحب : أدهم مبقاش فعلا أنسان ، لغير بوجودك انتي ، عايزه بقي تسبيه وتتخلي عنه بعد ما رجعتيه لنفسه من تاني 

لتصمت هي قليلا وبصوت هادئ: انا عمري ماحبيت حد ، ويوم مافكرت احبك لقيت نفسي دخلت في سراب ماضي ، مكنش ليا ذنب فيه

ليقترب هو منها ويحتضنها بحب : مش كفايه بُعد بقي ، هتفضل لحد أمتا حياتنا كده ؟؟

لتبتعد هي عنه قائله : لازم أعذبك شويه يا أدهم

ليضحك هو علي صراحتهاا : طب قولي لقلبك ، هاهون عليه يعمل فيا أكتر من كده

مريم بطفوله : اه ، وهيحاول كمان ميضعفش .. يلا روحني بقي 

ليقترب هو منها ثانية : الطفله الي جواكي ، هي الي رجعتني ادهم من تاني ، جواكي كل حاجه جميله يامريم زي الاطفال 

لتتطلع هي اليه قليلاا وبصوت هادئ : والطفله ديه انت حبستهاا ووجعتها ، وبقيت تخاف منك ، تفتكر هتقدر ترجعها ليك من تاني

أدهم بحب : أوعدك اني هحافظ علي طفلتي ، عشان حياتي من غيرهاا ملهاش معني .. عارفه احلي حاجه في حياتنا ايه

لتنظر له مريم بتسأل .. ليقول هو : انك مهما بيحصل وبتحاولي تتصنعي انك اتغيرتي ، بتفضلي مريم الي لسا فيها كل حاجه جميله مضاعتش مع الزمن

لتسير هي بجانبه بخطوات بطيئه وتقف أمام أحد الصور قائله : ديه صورة ماما ليلي صح

أدهم بحب : انتي شبها أوي يامريم ، حتي حياتكم زي بعض بحس فيكي بروحها ، وعارف أني كنت ظالم زي بابا وبندم علي كل لحظه وجعتك وجرحتك فيها ، ولو فضلت حياتي كلها أحاول اسعدك برضوه مش هقدر أعوضك

لتتطلع هي الي ملامحه المرهقه وبصوت حاني : مريم الطفله سامحتك ، مش انت طلبت منها هي الي تسامحك خلاص قالتلك مسامحاك .. بس مريم البنت الكبيره هتفضل موجوده ولو زعلتهاا ....

أدهم بضحك : عمري ما هزعلهاا اوعدك .. وسيبي مريم التانيه ديه ملناش دعوه بيهاا

لتتطلع اليه بخوف : هتبقي حنين وعمرك ماهتزعلني ولا هتقسي عليا تاني

ليقترب منها ليضمهاا اليه بحب : هفضل ليكي طول العمر الاب مش الزوج

لتتأمل عينيه قليلاا حتي يقول هو : عشان حب الاب ديما بيكون عفوي ، وانا عايز حبي ليكي يكون كده ، افضل ادي من غير ما أطلب مقابل ... 

لتبتسم اليه بحب وبصوت هامس : حاولت كتير ابعد واكرهك .. بس للأسف أتحكم عليا افضل طول عمري بحبك

ليضمهاا اليه بشده : ربنا يخليكي ليا ، وتفضلي الهديه الي ديما بحمد ربنا انه وهبها ليا

لتتلاقي القلوب بعد هجراناً لم يدم طويلاا ، ولكن لكل قلب حكاياا ... ويبقي الحب دائماا هو من يسيطر علينا مانعاً اي شئ يقف عاقباً له .. ولنقل بأن لكل حكايه قصه تختلف 


.................................................. ...........


وعلي نسمات الهواء العليله وصوت الطيور وجمال الخُضرا التي تبهر العين ، وقف يضمهاا اليه بشده وبصوت هامس : صباح الخير يا احلي ورده في الكون

لتلتف اليه باسمه : اممممم ، ادهم الشاعر رجع من تاني شكله

ادهم ضاحكا : ومش هكون شاعر غير ليكي ومجنون غير بيكي انتي وبس 

لتضحك هي حتي تدمع عيناها قائله : لاا انت اكيد فيك حاجه يا ادهم

ادهم بحب : طول ما انتي جنبي بيكون فيا حاجات مش حاجه واحده

لتتطلع اليه باسمه : طيب يلا ياشاعري العزيز ، نفطر وبعدين تاخدني تفسحني في المزرعه كلهاا


.................................................. ..............


جلس بشرود امام طبيبه المختص ليقول بصوت ضعيف : يعني ايه مافيش امل اني اخف ، ازاي

الطبيب : مستر فهمي ، للاسف لحد دلوقتي الطب مش قادر يوصل لعلاج لمرضك ، وانتوا كمجتمع شرقي المرض ده بالنسبه ليكوا للاسف مش زي اي مرض .. حياتكم بتتوقف عليه .. مع ان عندنا المرض ده عادي وبنقدر نتعايش معه ومش بيسبب لينا اي مشكله

فهمي بألم : بقالي سنين بتعالج ، وبرضوه التأثير سلبي ،انا هفضل كده لحد امتا 

لينظر له الطبيب بأشفاق : ربنا معاك مستر فهمي !!


.................................................. ..........


وقفت تتطلع الي الرجل الذي امامهاا بألم ، لتمنع دموعهاا من الفرار حتي لا تشعرهه بشفقتها عليه

ليقترب ذلك الرجل وهو يجلس علي كرسيه المتحرك وبصوت باكي : لما عرفت انك في البلد جيت اشوفك يابنت اخوي

لتقترب هي منه : عمي منصور !

منصور بألم : مستغربه ان عمك الي مكنش في حد بصحته بقي كده ، سامحيني يابنت اخوي

مريم بألم : مال عمي يابكر

لينظر لها بكر : عمك حصلتله حادثه يامريم من 4 شهور ، وبعدها صمم يرجع يعيش في البلد هنا 

منصور بأسي : جوزك ربنا يباركلك فيه رجعلنا بيتنا الي هنا ، ابقي تعالي زوري عمك يامريم اوعي تنسيه 

لتقترب هي منه لتقبل يدهه : انت الي مش تنساني ياعمي ، ولو كنت اعرف انك رجعت تعيش هنا من تاني ،كنت جيت ازورك سامحني ياعمي

منصور بدموع : مين ياسامح مين يابنت أخوي ، انتي الي سامحيني ، لينظر الي ابنه يلا ياولدي روحني البيت

لتتطلع هي الي عمها حتي يقترب منها ادهم بحب : كنت هاخدك ونروحله ، بس هو صمم يجيلك بنفسه

لتبكي هي قائله : انا قولت بس ربنا يسامحه ، مدعتش عليه مكنتش فاكره ان عمي الي ديما بشوفه بهبته وقوته هيبقي كده ، صعبان عليا اووي يا ادهم

ليضمها اليه بحب : خلاص امسحي دموعك بقي ، عشان خاطري 

مريم بحب : حاضر !! 


.................................................. .............


مرت ايام طويله ، كان لكل شخص حياته يعيش فيهاا لتسير بهم الحياه ، حتي تنتهي بهم رحلتهم .. ولكن للرحله أيضا مايعكر صفوها ، لم تكف نانسي للحظه عن ماتفعله لتدمير سمعتهم ، لتبدء أسهمهم تهتز في السوق ولكن ظل أسمهم يتصدي أي خبر كاذب ، حتي انهاا حكت عن بعض حياتهاا مع زوجها السابق عزت ، واتهمت ادهم بالطامع الذي أحتد علي ثروت والدهه وكان ايضا سبباً في موته الذي لم يكن أحد سببه سواهاا هي !!

وقفت تتأمل منظر المياه بشرود ، ليأتي هو من خلفهاا يضمهاا بحب وبصوت حاني : حبيبي سرحان في ايه

مريم بشرود : في حياتنا ياحبيبي ، تفتكر هتفضل جميله كده ، وهنفضل ديما مع بعض

أدهم بحب : ونسيتي الي مرينا بيه قبل كده ، هي الحياه كده ياحببتي ، شويه فرح وشويه حزن واه الحياه بتمشي

لتضحك هي قائله : فكرتني بماما 

ليتطلع اليهاا أدهم قليلا وبصوت طفولي : وماما بقي قالت ايه ياست مريم

مريم بضحك : كانت ديما تقولي ، عمر الحياه ماهتكون كلها فرح ، لازم هتقابلنا حاجات ممكن تعمل منا ناس اول مره نشوفهم ، وممكن تهد حيلنا ومنقدرش نقوم من تاني ، والشاطر فينا الي هيعرف ان هي الدنيا كده يوم هيبقي ليك ويوم عليك .. بس الي بيتقي ربنا في كل حاجه بيعملها ، عمر ربنا ماهيخذله أبدا وديما ربنا هيجعله من كل ضيق يسرا 

أدهم بحب :عارفه يامريم أنا دلوقتي أفتكرت ايه 

لتتطلع اليه مريم بتسأل حتي يقول هو : كان ليا صديق أيام الجامعه كنت ساعات اروح اذاكر معاه ، كانت والدته ست طيبه اووي ، كانت بتضحك لوحدهاا كنت ديما اقول لصاحبي يابختك بيهاا ، عارفه كانت لما تيجي تدعيلي كانت ديما تقولي ربنا يرزقك ببنت الحلال الي تكون ليك خير متاع الدنيا 

كنت انا وصاحبي نضحك ، كنت أستغرب اشمعنا الدعوه ديه ، مع ان ممكن تدعيلي بأي حاجه تانيه .. كان صاحبي يقولي ، ماهي عارفه حياتكم والوسط الي عايشين فيه ، اكيد انت محتاج الدعوه ديه أكتر ... وفعلاا الدعوه اتحققت ، لو أم صاحبي فضلت عايشه لحد النهارده ، كنت روحت شكرتها وقولتلها اهي دعوتك اتحققت 

لتقترب منه مريم بحب ، حتي تمسك أحد كفوفه وبصوت هادئ : وانا بحمد ربنا أني حبيتك انت واتجوزتك انت ، وكل الايام الي مرينا بيها هفضل أشوفهاا انها كانت أختبار واقدرنا ننجح فيه

ليجذبهاا هو اليه بحب : عندي ليكي مفاجأه حلوه

مريم بدعابه : أممممممم ، مفاجأه واحنا في الغردقه ونفس المكان ، اكيد انا عرفت المفاجأه 

أدهم بحب : ما انا حابب نعيد ذكرياتنا الحلوه سوا ، ونزودها كمان لحد ما نعمل لينا قصه نحكيها لولادنا واحفادنا

لتبتسم هي له بحب .. حتي يحاوطها بين ذراعيه ليسيروا سوياا علي مياه الشاطئ 


.................................................. ..........


وكما أعتادت كل يوم ،جلست تتطلع الي بعض الاخبار التي ستعلنها مجلتهاا اليوم ، لتبتسم عند رؤية ذلك الخبر معلنه فيه بالتشكيك في بعض منتاجات مصانعهم ، لتظل تجول بكرسي مكتبها وهي تضحك عندما تتخيله يقف امامهاا ينهرهاا كما جاء اليهاا سابقا لتتلذذ وهي تراهه يفقد صوابه امام اعينهاا ... لتردف سكرتيرتها اليها لتعطيها أحد الظروف المقفله قائله : الظرف ده لاستاذ فهمي بس هو مش موجود في مكتبه وانا جيبته لحضرتك 

لتنظر نانسي لذلك المظروف ، وهي تري ختم أحد المستشفيات ، لتتطلع الي ما بداخله : اما نشوف يافهمي انت سافرت فرنسا ليه ، والتحاليل ديه بتاعت ايه

لتظل تقرء حتي تسقط بعينيهاا علي شئ ، لتقف تائه وسط صادمه وهي تردد : فهمي مريض ، بالأيدز

لتغلق ذلك المظروف بشرود وهي غير مصدقه ، حتي تخرج سريعا من مكتبهاا لتصطدم به ليقول : نانسي فين الظرف الي جالك

نانسي بألم : فهمي انت عندك ..

ليجذبهاا فهمي للداخل وبصوت مُرتبك : أنا هقولك كل حاجه يانانسي

نانسي بغضب : هتقولي أيه ، هتقولي انك مريض ، هتقولي ليه لحد دلوقتي أنت متجوزتش .. 

فهمي :وانا فيا ايه غير اي راجل ، ما انا بصحيتي ومافيش حاجه تعيبني ، ولا انت تنكري

لتتطلع اليه بضيق قائله : انا بقيت زيك يافهمي صح

فهمي بشرود: معرفش !!

لتصرخ هي في وجهه : متعرفش أزاي ، هاا أزاي .. يعني انا بقي عندي الأيدز ، لاء انا مش مصدقه 

فهمي :يانانسي هنعيش سوا ، وهنتجوز كمان ايه رئيك

لتضحك هي بسخريه : ونجيب أطفال ، عندهم نفس المرض ، ويبقوا منبوذين من المجتمع زينا، عايز تقولي ان مرضك ده مكنش عاقبه ليك أنك تتجوز من زمان ويبقالك حياتك

لينظر لها بألم :انتي ليه مكبره الموضوع

لتقف أمامه بهستريه من الغضب : انت حقير يافهمي ، انت احقر انسان شوفته في حياتي

فهمي بسخريه : مابلاش انتي بقي تتكلمي عن الحقاره يانانسي ، كنتي عايزه ابن جوزك ولما ملقتيش فايده منه اتجوزتي ابوهه وخونتيه مع حبيبك الأولاني .. ولا الحقاره ليها ناس وناس ، وكمان انا بمارس حياتي الطبيعيه ومحدش ضربك علي ايدك ..

لتظل تجول ببصرها في كل مكان : انا ممكن اكون سليمه صح 

ليتطلع اليها بأسف قائلا : للاسف لاء ، المرض زمانه أنتشر في دمك 

لتظل تضحك بهسترياا وبصوت باكي : منك لله ياشيخ ..

حتي ترحل من أمامه وهي لا تعلم أين ستذهب 

لتقف بسيارتهاا امام احد البنايات ، وبعد وقتا طويلاا 

نظر اليها الطبيب بأشفاق : للأسف يامدام ، انتي بقيتي مصابه وده بسبب...

لتنظر للطبيب .. بدموع حتي يتوقف عن الحديث : طيب انا مينفعش أتعالج

الطبيب بأشفاق : العلاج بطئ ، وبيكون صعب ، ومرحلتك أتقدمت اووي ، المرض انتشر في دمك .. بس ممكن تكملي حياتك وتعيشيهاا عادي ، بس انا شاكك في حاجه

ليتطلع الي وجهها بشك : انتي بتشربي كحولات

نانسي بشرود : ايوه

الطبيب بأشفاق : ممكن تعمليلي التحاليل ديه

نانسي بخوف : ليه ، هو انا عندي حاجه تانيه

الطبيب بأسف : انا شاكك ان عند حضرتك كانسر في الدم

لتقف هي أمامه.. وبصوت ضاحك : من ساعه كنت بضحك ، وانا بشمت فيه دلوقتي هو الي هيشمت فياا ، انت أكيد كداب .. انا مش عيانه 

ليتطلع اليها الطبيب بألم : مدام نانسي ، انتي كويسه!!

لتظل هي تجول بنظرهاا علي كل ركن في أنحاء الغرفه حتي تسقط علي الأرض لتبكي علي حالهاا ، لتنطق بكلمه واحده قائله : هو انتي كنتي فاكره ايه ، ولا انتي نسيتي كل حاجه عملتيهاا ،لتتذكر وجه والدتهاا المريضه وهي تقول لها : اوعي تنسي اخرت الشر والطمع يابنتي 

لتكون نهاية شرهاا وطمعها المرض 

ولكل منا نهايه ، سيحصدهاا ولا نعلم كيف ومتي ستكون النهايه ، فالنتذكر دائما تلك النهايه حتي نتقن زرعتنا قبل الحصاد ...........


يتبع بأذن الله 


********

الــــفـــصـــل الأخــــيـــــر


تسير بنا الحياه .. لنسير معاها وسط سراباً لا ندركه إلا عندما نفيق علي صرخه تضوي بين أعماقنا .. وكأنها صرخة الصحوه .. ولكن ليست الصحوه دائماً تأتي كالأنذار ولكن احيانا تأتي وكأنها تريد ان تخبرنا بأن لا وقتاً أمامُنا .. فالوقت قد أذن بالرحيل وأعلنت الحياه صافرتهاا وهي تُودعنا ولكل منٌا وداع .. وفي النهايه نحن من نختار كيف يكون وداعُنا ... لترحل النفس وترحل معاها القلوب، متأمله كل شئ حولهاا لتبقي العبرة في النهايه .. والعبره لا تُصنع بدوننا .. فاليختار كل منٌا عبرته كما يشاء.. ولتتورث دروس عبرتنا لغيرنا .... 

كانت تسير مثل الغريب الذي قد ضل طريقه ، لتشرد في سنين عمرهاا القادمه .. وقد نسيت ما مضي وكأن الحياه لا تُريد لهاا للحظه بأن تصحو من غفلتهاا .. فالنهاية قد صنعتها هي بأعمالهاا وقرر الزمن بأن يُكافئهاا بها حتي ترحل لعالم لا ينفع فيه مالا ولا بنون .. عالم سنسأل فيه عن حياتنا فيما قد فنيناها ، أحست بأن عيناها لا تستطيع الرؤيه لتبقي الصوره مشوشه امامها .. لتتشبث في موقد سيارتهاا وهي تضغط علي فراملهاا وكأنها تضغط علي زر النهايه .. حتي تفقد صوابها وتنجرف بها السياره لتنحدر لأسفل .. لتضوي اخر صرخاتهاا حتي تنفجر السياره .. لتسقط نانسي ويسقط معها كل شئ .... 


.................................................. ............


امسك هاتفه بألم ، وهو يتأمل كل شئ حوله بشرود

ليدخل عليه اخاهه وبصوت هادئ : سمعت الخبر يا ادهم

أدهم بشرود : مكنتش متوقع ان نهاية نانسي هتكون كده يا أياد

اياد بأسي : ربنا يرحمهاا .. احنا المفروض نروح نستلم جثتها ، متنساش انها كانت مرات ابونا الله يرحمه 

ليتطلع له ادهم .. وهو يحرك رأسه بالأيجاب 


لينظر اليه أياد بتسأل : انت كويس يا أدهم !!


.................................................. ...........


عاد بعد ان قرر الرحيل للنهايه .. ولكن قد خانه الرحيل وعاد به ثانية .. عاد به لكي يقف علي قبرهاا وهو يبكي لا يعلم لماذا يبكي ولما الان البكاء .. ليجلس بجانب قبرها بألم قائلا : انتي الي اختارتي الطريق ده يانانسي ، قولتلك بلاش ، حبك للدنيا عماكي .. وعمتيني معاكي كان لازم اصرخ فيكي واقولك لاء بس للأسف كنت ضعيف زيك .. ولما فوقت سيبتك لوحدك بدل ما أفوقك معاياا .. مخفتش عليكي من نفسك .. سامحيني ياحببتي، ايوه حببتي يانانسي والله كنت بحبك بس انتي الي نسيتي حُبنا ، وحولتيه لمجرد مصلحه كنت بتقطع من جوايا وانا شايف رجولتي بتتلغي قدام حبي ليكي .. كرهتك وكرهت نفسي .. فكرت اني هفوقك لما روحت لجوزك وقولتله علي حقيقتك .. بس كنت غبي وسيبتك وسافرت ودلوقتي رجعت عشان اشوفك هنا 

ليظل يتطلع الي المكان الذي حوله بأسي ، حتي يسمع صوت أحدهما وهو يقول له : انت كويس يا استاذ 

لينظر له شادي بألم وهو ينهض .. مودعا ايهاا وهو يقول : هبقي اجي ازورك تاني !!


.................................................. ..............


جلست بجانب زوجهاا بحب لتقول بصوتها الحاني : مالك يا ادهم بقيت ديما سرحان

ليظل هو يجول بنظره بعيداً حتي يقول : مش عارف يامريم ، حاسس اني تعبان 

لتضمه اليها بحنان قائله : مالك ياحبيبي ، فيك ايه 

ادهم بشرود : تفتكري حياتي ممكن تنتهي زيهم كده ، تفتكري أن حياتي صح 

لتبتسم اليه بحب قائله : طول ما احنا بنفكر كده .. صدقني حياتنا هتبقي احسن ، عاتب نفسك ديما وأسألهاا انا صح ولا فاكر نفسي صح.. وساعتها هتعرف اذا كانت فعلا حياتك ماشيه صح ، ولا لازم تغيرهاا 

ليتطلع اليها ادهم بحب :برتاح اووي لما بلاقي نفسي تايه ،وأجي أترمي في حضنك وأشكيلك همي .. نعمه جميله اووي لما تلاقي الراحه في اقرب الناس ليك .. ليجذبها الي حضنه ويضمها بشده قائلا : ربنا يخليكي ليا يا ملاكي !! 


.................................................. ............


أيام لا تُمحي من الذاكره قد قضوها سويا ، لتزيل ذكريات كنا نظن بأنهاا لا تُنسي ، ولكن لكل شئ وقت ويتنهي ، حتي الحياه سيأتي يوما ونرحل جميعا من عليها ، فكيف للذكريات التي نصنعها لا تُنسي ، نعم يظل أثر ريحها يحاوطنا ولكن ليبقي منها العبره او الحنين لما قد مضي..

وقفت بجانبه ، وهي تبتسم برؤية حب قد أخفاهه أحداهما ، ليعيش بيه سنين طويله ، والأخر قد ظل طيلة حياته يبحث عنه ، لينظرالقلب لنفسه متعجبا علي غبائه فالحب الذي بحث عنه لسنوات كان أمام أعينه ، ولكن ليس كل شئ نريده تبصر به العين ... ولكن الحياه قد لعبت لعبتها معهم ايضا ، لتكشف لهم حباً قد أخفاه الزمن ربماا قد خُفي من المجهول ، او ربما لم يكن الوقت قد حان ليعلن الزمن عنه .. ولكن في النهايه أجتمعت القلوب وتلاقت الأعين 

أدهم : يستهلوا بعض فعلا

مريم بشرود: ربنا يسعدهم

أدهم : طيب ماتيجي نباركلهم بقي ، ولا هنفضل واقفين بعيد كده

ليتطلع اليهم جلال باسما وهو يقول : انا مبسوط اووي أنكم قبلتوا دعوتي ، متشكر اووي يا أدهم

ليبتسم له أدهم قائلا : مبرووك ياجلال، ربنا يسعدك أنت والبشمهندسه !

لتقترب أيمان من مريم بحب قائله : متشكره اوي يامريم ، لولاكي كان حبنا هيفضل ضايع بسبب أن كل واحد فينا مستني من التاني يتحرك خطوه ، بس بسببك أنتي الخطوه أتحركت وخلتيني أعمل حاجه عشان حب عمري بدل ما أنا عايشه وحاسه ان قلبي مقسوم نصين ، نص مستني وصابر علي يوم ممكن يجي او ميجيش ، ونص تاني الامل الي جواه قرب يضيع مع السنين

مريم بحب : متشكرنيش يا أيمان ، انا معملتش حاجه ، هي ديه كانت نهاية حبك وكان لازم تعيشيهاا .. والحمدلله النهايه جات زي ما انتي اتمنيتي

لتبتسم لها أيمان بحب ، وهي تمسك في يدهاا طفلاا ، لتقترب منه مريم قائله : مش عايزه تسلم علي طنط مريم

ليقترب منهاا مروان : أنا بحبك اووي ياطنط مريم ، لو بابا وماما جابوا بنت هخليهم يسموهاا مريم ، وهدعي ربنا انها تكون زيك

لتضحك ايمان وتهبط لمستواه وتحتضنه : من عنيا ياحبيبي ، اوعدك ان اول بنوته هنسميهاا مريم 

لتقع نظرة جلال عليهاا باسما ، وكأنه يشكرها بأمتنان


.................................................. ..............


جلست أمام الطبيبه بخوف قائله : ها يادكتوره طمنيني 

لتتطلع اليها الطبيبه مبتسمه : مبرووك يامدام مريم ، حضرتك حامل وفي الشهر التاني كمان

لتنظر اليهاا مريم بفرحه قائله : بجد !

الطبيبه مبتسمه : اه بجد ، انتي مش مصدقه ليه ، لازم ترتاحي كويس وتخلي بالك من نفسك ، مفهوم 

مريم بفرحه : حاضر

لتنهض هي بحلماا قد باتوا يحلموا به سوياً ، لتعود بذاكرتهاا الي يوما قد أمحته هي مع الماضي .. ولكن للقلب حنينُ أحيانا لذكريات تُزعجنا ، لتبتسم بحب قائله بداخلها : الحمدلله !

لتذهب اليه في عمله ، وتبتسم وهي تراه جالس علي كرسي مكتبه منهمكا في بعض الاعمال ، حتي يقول أحمد : نورتي الشركه يامريم

ليرفع بوجه بعيدا عن الأوراق التي أمامه وبصوت هادئ: ايه المفاجأه الحلوه ديه ياحببتي

ليرحل احمد تاركهم ، حتي يقترب هو منها وبصوت حنون : وحشتك ، زي ماوحشتيني صح، حتي يتطلع اليها بحب مُقبلاً أيها 

لتبتسم له بخجل : أدهم عيب 

ادهم : عيب ليه ،طب عشان عيب ديه بقي أنسي هاخدها يعني هاخدهاا

لتبتعد هي عنه قليلا ، حتي يجذبهاا اليه بحب : ليقبلهاا قبلة طويله قد ذابت هي معها ونسيت كل شئ .. حتي يبتسم لها قائلا : مريم أنتي روحتي فين .. لتفتح هي عيناهاا ببطئ .. ليتطلع اليها ضاحكا ، حتي ينحني ثانية ليقبلهاا بحب 

ليقف بهم الزمن للحظات ، ويسير بهم لعالم قد خصص اليهم فقط ... حتي نسوا كل شئ حولهم 

ادهم بحب : انتي خطر عليا بجد ، انا بقول بلاش شغل النهارده

لتضحك هي قائله : مش ملاحظ ياحبيبي انك مبقتش تحب الشغل خالص ، بعد ماكان عشقك الاول والاخير

ادهم ضاحكا : ده كان زمان ، بس دلوقتي مبقاش حد يقدر يشاركك في حاجه

لتدعابه مثل الاطفال قائله : احمممم ، ميرسي ميرسي يادكتور

أدهم ضاحكا : ههههههههه أنا لو كنت بفكر ارجع لمهنة الطب من تاني ، دلوقتي مينفعش أفكر نهائي في الموضع ده ، ماهو ماينفعش دكتور القلب يعالج المرضي ، ويسيب نفسه

مريم ضاحكة : سلامتك ياحبيبي 

لينهض هو من علي الكرسي الذي أمامها قائلا : مريم انا عندي اجتماع بعد ربع ساعه ، يلا ياحببتي علي البيت ، شكلي هيبقي وحش اووي لما رئيس مجلس الاداره يروح متأخر لاء وكمان هيبقي سرحان ..

لتقترب هي منه بزعل مصطنع : طيب مش هقولك علي المفاجأه الي أنا جايلك عشانها يا أستاذ ، ومقدرتش أصبر، وقولت لازم جوزي حبيبي اول حد يعرف

ليتطلع اليها قليلاا وهو يقول : مريم انتي روحتي للدكتوره ، وقالتلك انك ...

مريم بحب : حـــــامــل يا أدهم في أبننا او بنتنا

ليضمهاا اليه بحب قائلا : وكل ده وقاعده ساكته ، حسابك معايا بعدين بس بعد ماهو يجي بالسلامه 

مريم : فرحان يا أدهم 

ليضمها اليه ثانية : فرحان بس ديه كلمه قُليله علي الي أنا حاسس بي دلوقتي ، سامحيني يامريم أني حرمتك وحرمت نفسي من السعاده ديه قبل كده ، كنت خايف ربنا يحرمني من النعمه الي بدل ما كنت احمده عليها، فكرت للحظه اني أتخلص منها ، يااا الحمدلله 

لتبتعد عنه قليلا وهي تضع أناملها الصغيره علي وجنتيه لتمسح تلك الدمعه لتقول بصوت حاني : انا مبسوطه اووي يا أدهم وفرحانه عشان كل حاجه كنت بحلم بيها بقيت بتتحققلي ، فعلا أحلامنا بتتحقق بس لازم نصبر الاول 

ليمسك يدهاا بحب ليقبلهاا : بـــــــــحــــبــــــك يا اجمل حاجه في حياتي ، يانور عيني

ليقطع عليهم تلك اللحظات دخول أياد مبتسما : شكلي جيت في وقت مش مناسب ، انا بقول أمشي أحسن 

ليلتف ليغادر وهو يقول : الاجتماع بدء علي فكره ، ومستنين رئيس مجلس الاداره ، انا هقولهم مش فاضي ، وراه حاجات مهمه 

لتضحك هي علي حديث اياد قائله : لاء انا خلاص همشي .. عشان معطلكمش 

أدهم بحب وهو يتأملها : قولهم رئيس مجلس الاداره مش فاضي ، يلاا يامريم

ليعود أليهم أياد : بقي ادهم باشا ، مش فارق معاه الشغل ، عملتي ايه فيه يابنت عمي ، لاء انتي بقيتي خطر علي أخوياا

ليضحك أدهم علي حديث اخوه الصغير : بقيت أب ولسا معقلتش ، وهتبقي عم وبرضوه زي ما انت

ليتطلع اليه أياد بفرحه : عم !! يعني مريم ..

أدهم : ايوه ياسيدي ، وبعد 7 شهور بالتمام والكمال ، هخليه هو الي يعقلك وهسيبله المهمه ديه .. بدل ماشاهي مش قدها

أياد بحب وهو يحتضن أخاهه : ياا يا أدهم ، ده اجمل واحلي خبر سمعته ... 

لتتلاقي أعينهم ضامة حباً عاني منه القلب بسبب سطوة عقل صاحبه ، حتي أعلن القلب بأن السطوه له هو وفقط...


.................................................. .............


أصبحت للحياه هدنه قد اعلنتها معهم ، ليصبح الدفئ والسعاده هما رفيق دربهم ، ولكن للدرب رفقاء اخرين ، فلا حياه بسعادة كامله ، ولا حزنا تدوم به الحياه

تعالتُ ضحكاتهم ، لتقترب هي منه هامسه : أنا عايزه أركب خيل يا أدهم 

لتسمع ألهام همساتهم قائله : تاني يامريم ، طب أعمليهاا كده ، ولو هو وافقك علي جنانك ده انا الوحيده الي هقفلكم 

ليضحك أدهم علي زوجته قائلا : اه وتيجي بليل تقوليلي أه يا أدهم هموت ، وهولد ، انتي نسيتي يوم ماقررتي أنك ترجعي تشتغلي معايا، يوم واحد وقولتي مش قادره وطلع كله علياا بليل ، استهدي بالله كده ياحببتي وانا هعملك كل الي أنتي عايزه ، بس لما عبدالله يوصل بالسلامه ان شاء الله

ليأتي اليهم أحمد ضاحكا : تقريبا احنا مسبناش شجره ، لغير ماجمعنا منها فاكهتها

لتأتي هبه من خلفه وهي تمسك احد سلات الفاكهه قائله : يا أحمد لسا فاضل الشجره ديه مجبتش منهاا ، أنا بحب التين اوي يا احمد قوم بقي

أحمد ضاحكا علي منظرها : أقعدي ياحببتي وانا هخلي سعد يجبلك كل الشجر لحد عندك وانتي اختاري ، ما هو انا اصل مبقاش فيا حيل امشي وراكي 

ليتطلع اليهم أدهم ضاحكا : هو أحنا فاكرنا نتجوز ليه يا أحمد ، ده انا مكنش فيه زي ، كنت أشخط الشخطه الكل يترعب ، اما دلوقتي للأسف ..

مريم بطفوله : قصدك ايه يا أدهم ، هو أنا بخوفك

أدهم بدعابه : هو انا بقدر اتنفس قدامك ، مبقولش غير حاضر ، يعني تصحيني بليل تقوليلي عايزه اتكلم يا ادهم انا زهقانه ، وفي الاخر تسيبيني وتنامي 

لينظر أحمد الي زوجته : طيب هي عايزه تتكلم ، اما الي عندي ما بتفكرش غير في الاكل ...

لتضحك ألهام عليهم بسعاده : مصدقتوا تطلعوا كل الي جواكم ، تقريبا كده هتستنوا العاصفه الليليه

ليتطلع كل منهما الي زوجته .. حتي يقولوا في صوت واحد : ربنا يستر !!

ليأتي صوت أياد أليهم من الخلف .. وشاهي تضحك من خلفه وهي حامله طفلهاا واياد يسير بتعب قائلا مقلدا أيها : عايزه اطلع فوق الشجره يا أياد ، لحد ما في الاخر بسبب الهانم اقولها انزلي تقولي خايفه ، ساعه بقولها متخافيش ياحببتي ، هنزلك زي ماطلعتك تقولي طب امسك أدهم كده وانا هنزل لوحدي ، لينظر الي طفله : عشان لما قولك يا ابني أن امك مجنونه ، ابقي صدقني ، ربنا يهديكي ياشاهي يابنت أسعد 

لينظروا جميعا اليهم ضاحكين ، وهم يرونه يحمل حذاء طفله الصغير ، ويتطلع الي زوجته بغيظ

ليصبح يوماا ،لا يُنسي وكل منهما ذكري قد حفرهاا بنفسه في ذلك المكان 

ليأتي الليل ليعلن هدوئه وهدوء نسماته ،ليظل سحر الظلام سحرا خاصا ،تستكين به النفوس 

لتقف بشرود وهي تتأمل ذلك النجم الساطع قائله بصوت حاني : ياريت نفضل عايشين هنا في المزرعه يا أدهم

ليقترب منها ليضمها من الخلف وهو يتحسس بطنهاا المنتفخه : وانا كمان بحب المزرعه ديه ، عشان ليها ذكريات عندي كتير ، لتلتف اليه بخجل قائله : الجو جميل اووي ، ماتيجي ننزل نتمشي 

ليتطلع اليها أدهم باسما : انسي ، مش هتنازل عن الليله الي وعدتيني بيها ، الي بسببها لغيت كل اجتماعاتي ، وجبتك زي ماطلبتي المزرعه ، واتحججتي وقولتي ، عايزين كلنا نروح سواا ،جبتهملك وقولت مش مهم ، يلاا بقي

لتبتعد بوجهها بعيدا عنه قائله : يا ادهم !

ليحملها هو للداخل : الدكتوره قالت مافيش اي خوف 

ليضعهاا برفق علي الفراش ، وهو يتطلع اليها مبتسما ليقترب منها بحب :وحشتيني اووي !!

لتنطفئ الانوار ، ويبقي نور القمر وحدهه ساطعاً، بين سواد الليل واحلام العشاق ، تاريكين لنا الخيال سارحا بنا معهم .. ويبقي للحب طعما أخر لا يعرفه الا من تذوق طعمه بنفسه


.................................................. ............


وعلي كابوسا أخذ يصارعها ، فتحت عيناها بخوف وهي تتطلع اليه ، لتنظر اليه بألم ، حتي يضوي صوت أذان الفجرفي كل مكان .. لتضع هي يدها برفق عليه قائله :أدهم اصحي الفجر أذن

ليتطلع اليها بحب :ماشي ياحببتي ، انا نازل اصلي في المسجد 

لتتطلع اليه بوهن : خلي بالك من نفسك !

ليضحك عليها قائلا : ده انا رايح المسجد يامريم

لتقول بصوت مرتجف : استودعك الله الذ لا تضيع ودائعه

ليتطلع اليهاا بحب .. وهو يبتسم 

لتضع هي يدها علي بطنها قائله بضعف : يــــاربــــ

ليهبط من علي درجات السلم ، وهو يتطلع الي اخاهه مبتسما :بكون مبسوط اوي ، وانا ماشي جنبك ورايحين نصلي ، ياا الدنيا ديه غريبه اووي ، من حال لحال ، الحمدلله ان ربنا اختارلنا الحال الاحسن

ليبتسم له أياد بحب : (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين )

ليتأمله أدهم مبتسما : وديه أجمل هدايه ، القرب من ربنا راحه جميله اوووي 

ليسير أياد بجانبه بحب .. حتي يدخلوا من باب المسجد علي نفس الخطي... وعلي نفس الخُطي يخرجون

لتضوي صوت رصاصه عاليا ، حتي يسقط أدهم بوجع : انا كويس يا اياد متخفش ، لو حصلي حاجه خلي بالك من مريم ومن أبننا

ليبكي أياد : لاء يا ادهم ، انت الي هتربي أبنك أن شاء الله

وعلي صوت صرخا ، قد أتي من غرفتها ، أتجهت أليها ألهام بخوف : اتصلي بالأسعاف ياشاهي ، بسرعه 

لتظل تجول بنظرهاا باحثة عن هاتفها : أحمد ، متكدبش عليا ، أدهم فيه حاجه أنا حاسه انك بتكدب عليا ، ومريم بتولد

أحمد بألم وهو يتطلع الي وجه أياد الذي يجلس أمام احدي الغرف : متقوليش لمريم حاجه دلوقتي ، مش هتستحمل الصدمه ، ادهم في غرفة العمليات أدعيله

لتضع ألهام يدها بوجع حتي تكتم صوت شهقاتها : كنت حاسه أنه فيه حاجه ، ليسقط الهاتف من يدهاا حتي تجلس علي أقرب مقعد قائله : يــــاربـــ ، رجعه لينا يـــارب 

ويصرخ طفلا معلناا الحياه ، ليحي بوجوده روحا أخري قد كانت في عداد الموتي .. ليبقي الله رحيما بقلوب عباده 

أخذت تجول بنظرهاا بتعب ، لتبحث عنه قائله بصوت متعب : أدهم فين ياشاهي ، وماما ألهام كمان فين

شاهي بألم : أدهم كويس يامريم ، بس جاله شغل مستعجل واضطر انه يسافر

مريم بخوف : لاء ياشاهي ، ادهم فيه حاجه ، انا حلمت بيه وهو بينادي عليا .. وبيقولي هرجعلك تاني متخافيش

لتبتعد شاهي عنهاا حتي لا تري دموعهاا : انا هروح أندهلك الدكتور

لتخرج شاهي .. وتفر من عيناهاا هي دمعه حتي تقول بصوت واهن : يــــــاربــ خيب ظني ، ورجعهولي يــاربــ 

ليخرج الطبيب معلناا بوجه متعب : لو تعرفوا ، ان كان بينه وبين الموت خط رفيع اووي ، مش هتصدقوا ، ديه معجزه ان ربنا يكتبله عمر جديد ، والرصاصه متدخلش القلب

لتبكي ألهام : الحمدلله ، الحمدلله، محدش هيربي أبنك غيرك يابني 


.................................................. ............


وبعد أياماا قد مضت بأحزانهاا .. أرتسم الفجر من جديدا ، ولرب الكون حكما عظيمه نتعظ منها

جلست بجانبه وهي تتكئ برأسها علي صدرهه بحب قائله : ورجعتله أرضه 

ادهم : ايوه ، للأسف ابويا ظلمه واخد أرضه منه ، يمكن الي حصلي كان أنذار من ربنا عشان ارجعله حقه ..

مريم بحب : وهتتنازل عن حقك يا ادهم ، ده كان هيموتك

أدهم بشرود : أنا كنت مستني لحظه عقابي يامريم ، عشان أعرف ان ربنا خلاص سامحني 

مريم بدموع : أنت كنت هتروح مني 

ليضمها اليه بشده : وربنا رجعني ليكي تاني ، انتي وأبننا .. ليتطلع الي الطفل الذي يتوسطهم بحب قائلا : اوعي تطلع زي بابا ياحبيبي ، وتعيش حياتك كلها بقلب تايه 

لتضع هي قبله حانية علي كفه الممسكه به قائله : أنت ليه محكتليش عن فرح !!

ادهم : وانتي عرفتي فرح منين ..

مريم : مامتهاا لما عرفت الي حصلك جتلك عشان تطمن عليك ، أنا دلوقتي فهمت أنا ليه شوفت بنت صغيره كانت وقفه بتضحكلك وهي بتمد أيديهاا ليك ، وانت بتقولي هرجعلك تاني يامريم متخافيش

ليبتسم اليهاا أدهم بحب : فرح يوم ماشوفتها ، فاكرتني بيكي اووي ، شوفت الطفله الي في عينيكي فيها ، نظرة عينيها فيها جمال حاسسني ان في الحياه لسا فيه مريم تانيه ، واكيد هيكون فيه نسخ كتير منك عشان يبقي للوجود معني .. بس في مريم واحده وبس هي الي بتاعتي ولياا .. هي حبي الي فضلت ادور عليه طول حياتي .. ويوم مالقيته لقيت النور 

لتبتسم له بحب : ادهم ، انت الي كتير علياا

ليتطلع اليها بشوق : جمال الروح بيفضل طول العمر ليه ضوء ساطع ، ضوء بيجمع كل الناس حواليه .. عشان ينور ليهم حياتهم .. وانتي كنتي الضوء بتاعي بروحك وطيبتك ونقائك .. أنا محبتش مريم كأنسانه بشكلها .. أنا حبيتها كروح .. 

ليفتح طفلهم عيناهه ضاحكا ، وكأنه كان يسمع والدهه وهو يتغزل في أمه ....


.................................................. ...........


ليسير العمر ، وتسير الحياه ،راحله بلحظات قد بعثهاا لنا الزمن كغفوه ، محمله لنا بغيرهاا معلنه بأن له حكايا وقصص كثيرة قد عصفت بنا ومازالت ستعصف .. لنظن ان العاصفه دائما تكون محمله بالأتربه .. وقد نسينا أن بعد العاصفه أيضا مطرا .. تطيب به ارواحناا ونحن نستنشقه .. وتعشقه العين عند رؤيته 

لحظه قد سقطت فيهاا دموعهم .. وكل منهم تنظر لأبنائهاا وهي تراهم يكملوا مسيرة حبهم ، حباً قد أعلنته الحياه لهم دون مشاقه ، وكأن الزمن أراد ان يزرع بذورهه اولا عند أبائهم ... ليجمعوا هما تلك الثمار

وقف مازن وهو يضم زوجته الباكيه ليقول بحب : الولاد كبرونا ياصافي ، مازن ورهف اتجوزوا

لتتطلع الي اولادها الاثنان وهي تري فرحتهم قائله : كبروا يامازن ، يااا انا حاسه اني شايفه نفسي معاك دلوقتي يوم ما أتقبلناا واحنا شباب .. قبل 

ليقطع حديثها هو : قبل ايه .. لاء الفتره ديه انسيهاا خالص ، احنا عمرنا أبتدا من اول يوم بقيتي ليا انا وبس 

لتقترب منهما فتاه تشبه أمها كثيرا وبصوت طفولي يدل علي مرحها : انتوا قاعدين هنا بتعيدوا في ذكرياتكم ، وسيبين العيال لوحدهم .. يلاا بقي عشان نتصور معاهم

ليضحك مازن علي ابنته .. التي كانت ثمرة حبهم ليقول : شايفه بنتك ياصافي 

لتبتسم صافي له بحب : مش بنتي لوحدي بنتك انت كمان خد بالك

ليقف المصور وهو يلتقط صورة لهم .. ومن هنا قد أصبح للزمن ذكريات اخري سيجنيهاا 


.................................................. ................


ونسير بُخطانا ، لنري قلوباً أخري ، ليجمعنا بهم الزمن في مكان، تشتاق له العين كثيراا مهما أستمرت في رؤيته

وقفوا وهم يودعوا بأعينهم أخر يوم سيقضونه ، امام بيت الله الحرام .. لتتطلع أعينهم للكعبه محمله بحباا يملئ جميع القلوب ..

لينظر لها جلال بحب : ياا بحس براحه متتوصفش ، ربنا يكتبهالنا في كل سنه باقيه من عمرنا

أيمان بحب : يـــاربـــ ياجلال 

لتمتد يدهه بحب وهو يمسك يدهاا ، حتي يسيروا سويا وهم يغادرن الحرم .. تاريكين قلوبهم هناا 

ليقف شاباا وفتاه ، ناظرين حولهم ليتأملواا كل الوافدين .. حتي يقول الشاب : ماما وبابا اهم ، يامريم

ليقتربوا منهم بحب .. ليحتضناهم هم

وينحني كلا منهما ليقبل يد والديه .. ليتطلع جلال الي زوجته باسماا وهو يري نظرت عيناهاا لولده الذي أحبته وكأنه أبننا لم تنجبه واحدة غيرهااا ، ليقترب من أبنته ويضمهاا اليه

لتكتمل صورة الحب .. في صورة اخري 

.................................................. ..........


ومع كل لحظه قد أحس فيها بشيبته ، كان يراها بأبنته الصغيره ، حتي بعد أن انجبوا مولودهم الثاني ، التي قد سمياها ليلي .. 

ليقف بجانبه بحب وهو يمسح دمعتها بكفه بحنان : بتفرحي بتعيطي ، وبتزعلي برضوه بتعيطي ، ياحببتي ديه بنتنا النهارده بتتجوز

مريم ببكاء : هتوحشني اووي يا أدهم 

ادهم بحب : ماشاهي اهي ، مبسوطه ، عيطت دلوقتي يعني علي فراق أدهم 

لتلتف اليه مريم بحزن : هتلي بنتي منهم يا أدهم ، انا لغيت الجوازه ديه 

ليضحك ادهم علي زوجته حتي يضمهاا اليه بحب : ماهي ديه سنة الحياه ياحببتي 

ليقترب منهم شاباا يشبه والدهه كثيرا ، وبصوت ضاحك : طب جوزوني انا كمان واخلصوا مني ، عشان الجو يخللكم 

ليضحك أدهم : انت مستعجل علي ايه ياواد أنت ، ده انت عندك 25 سنه ده أنا اتجوزت امك علي ال 30

لتضحك مريم قائله : قصدك 32 ياحبيبي 

ليتطلع أدهم لها بخبث : ولسا عندي صحه علي فكره.... حتي يقترب منهاا قائلا : بقولك ايه ماأتفق مع أحمد دلوقتي ، وأخلص من الواد ابنك كمان ، وتفضلي لياا انا وبس ياجميل ، واحلي شهر عسل في الغردقه

ليقترب منهم أياد بضحك : ابو العروسه مبقاش معانا خالص ، المأذون وصل عشان كتب الكتاب ولا انا هبقي وكيل العيال ، وهتخلع يا ادهم

أدهم ضاحكا : ولد أخرس ، انت بتكلم اخوك الكبير كده أزاي

ليضحك أياد قائلاا : ده أحنا خلاص قربنا نبقي جدود ، ونشوف احفادنا وبنجوز ولادنا النهارده ، وبرضوه لسا ولد واخرس .. أنا وربنا خايف علي ابني منك 

لتضحك مريم بشده علي زوجهاا وهي تتطلع اليه

حتي ينحني لها ليقبل يدهاا بحب : كنتي وهتفضلي الوحيده الي ببقي معاهاا انسان مختلف ، بكون زي المراهق الي لسا بيحب... حتي يضع بكفه علي رأسه ليتحثث ذلك الشيب الذي أصبح يكسوهه 

لتبتسم له هي بحب .. لتفر دمعه من عينيها قائله : كنت بتقولي لو فضلت طول عمري اسعدك مش هقدر للحظه اعوضك عن الي فات ، ده انت عوضتني وبزياده كمان يا أدهم..

حتي تلتف الي أبنتهاا بفرحه قائله : قمر ماشاء الله عليكي ياحببتي

حتي تأتي اليهاا شاهي وهبه مُبتسمين : هتفضلي واقفه بعيد كده يامريم ، ده انتي حتي النهارده أم العروسه 

لتسير معهم ، وهي تتطلع الي اعين زوجهاا ، لتري في عيناهه حب سنين طويله قد بدء صامتاا .. حتي أتت لحظه قد ظنت فيها بأنهاا تعيش حلما ستفيق منه ، لتتزوجه بدون ان تشعرمتي وكيف حدث ذلك .. لتدخل معه سجنا قد صنعه هو لها .. لتكشف الحياه لهم أنتقاماا قد نال منهم الكثير ... حتي تنتهي بهم الحياه بل قصتنا الي يوم قد أجتمع فيه الحب بدموع الفرح 


وتبقي القلوب دائماً تائهه...


النــهـــايـــه


*******





تعليقات

التنقل السريع