رواية قلوب تائهة الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون والسادس وعشرون بقلم سهام صادق
رواية قلوب تائهة الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون والسادس وعشرون بقلم سهام صادق
الــــفـــصـــل الـــثــالــث والـــعـــشــرون
وكأن للقدر مفاجأت تائهه لا تخطر علي أذهاننا ، ليجمع ويفرق كما يشاء وما علينا نحن سوا الوقوف امام تلك المفاجأت لنري هل ستسعدنا ام سيكون شعور اخر لا نتوقعه
وقفت متأمله في صوت كانت تعرفه كثيرا، لتلتف بأعينهاا لتري صاحب ذلك الصوت ..
لتبتسم هبه بحب : ياااا يامريم اخر مكان متوقعتش للحظه اني اقبلك فيه ، وحشتيني بجد
مريم بحب : وانتي وحشتيني اكتر ياهبه ، مبروك علي خطوبتك ببشمهندس احمد
لتبتسم هبه بخجل : الله يبارك فيكي .. لتنظر اليهاا بتسأل لتقول : انتي كنتي فين المده ديه كلهاا ، انا سألت عنك كتير لدرجة اني فقدت الامل اني الاقيكي
لتشيح بوجهها سريعاا ، لتقع عينيها عليه وهو يتحدث مع ضيوفه بأبتسامته وجاذبيته المعهوده .. لتتنهد قليلا : اتجوزت!
هبه فرح : مبروك ياحببتي ، وانا كلها مده قصيره واحصلك ... لتتذكر شيئا قد جاء ببالهاا : انتي عرفتي منين صح ان انا واحمد اتخطبنا
لتعود بنظرهاا علي ادهم ، وهي شارده ... لتنظر اليها هبه بدهشه : انتي ودكتور ادهم اتجوزتوا !
لتبتسم مريم بحزن وهي تهرب بأعينها اليه .. لتتذكر لحظه زواجهم لتبتسم بألم .. وهي تحرك لها رأسها بالأيجاب
.................................................. ...............
كانت جميع نظراتهاا توحي بالعتاب والألم ، لم يكن كما يقولون فارس الاحلام المنتظر، ولكن كان فارس الاحلام المرسوم ، فارس الاحلام الذي يصنعه هو كي يصبح في نظر احداهن الشخص المناسب .... تذكرت يوم انا رأته وبدء يلعب معها لعبته
اهلا ، اهلا بشمهندسه الهام ، نورتي الشركه
لتبتسم له بجديتها المعهوده : اهلا يافندم ..
ليظل هو يتفحصهاا بعقله قبل قلبه .. ليصبح قلبه تائه بين رغبات عقله ..... وما انا انتهي حوار العمل .. حتي بدأت اللعبه الجديده .... التي لم ينكر يوما انه لم يحبهاا ، فقد كانت لها بريق لامع تخطف الانظار ولكن لم يكن عليه ومعه.. هو عزت شوكت اشهر رجال الاعمال ...... وفي النهايه اصبحت زوجته التي فرض عليها الزمن ان يكون قدرهاا
ابتسمت بسخريه وهي تتذكر ايامها معه ، لتشرد في يوم ان طلقها لتبتسم براحه كما يبتسم العصفور الحر عندما يطلقه سجانه لينعم بحريته ...... كما كانت كثيراا تظن ان كلمة طلاق بالنسبه للمرأه اصعب شئ ..ولكن عندما نطق هو بها اليهاا .. كانت مثل الطفله الصغيره التي يكافئهاا والديها بالعروس الكرستال ...... ليقف الزمن ثواني وتتلاقي اعينهم
ويقترب هو منهاا بغرورهه وثقته المعتاده : بلاش تعصي ادهم عليا يا ألهام ، ادهم ابني انا
لتضحك بسخريه : ابنك ، غريبه ياعزت .. انت تعرف ايه عن الابوه عشان تقول ابني .. لتضحك ثانية لتقول : تقريبا متعرفش غير بس متعتك والستات ، اما ولادك الفلوس ممكن تربيهم ، ممكن تجيب مربيه او عشره مش هتفرق وتربي ولادك .. لتتطلع اليه بأحتكار وهي تقول : او واحده تتجوزها وتكون ليهم داده مش صح ... اما انت بقي لازم تفضل في العالم بتاعك ومزاجك ومش فارقه ... تصدق انا بستغرب انت بقيت اب ازاي ، والغرابه ان ادهم مش زيك ولا حتي اياد الي كان ممكن يبقي زيك مبقاش نسختك .. اظاهر انت نسخه شاذه ياعزت
ليتطلع اليها بحده ....وقبل ان ينطق بأي كلمه ، كان ادهم يقف امامهم : السواق وصل يالولو ، يلاا عشان يوصلك انتي ومريم ، لان مريم شكلهاا تعبانه
لتتطلع اليه الهام بحب : ربنا يخليك ليا ياحبيبي .. لتعاود النظر للعزت الذي كان يشتعل غضبا من كلامها الذي لم تتفوه بشئ خطئ منه...
ليقف امامه ادهم وبصوت هادئ : كرامة مراتي من كرامتي وكاد ان ينطقها لاول مره منذ زمن .. ولكنه أدرك سريعا غلطته وقال : ياعزت باشا ، واظن لما هتهنها كأنك بتهني تماما ... عن اذنك سهره سعيده ..
ليتركه بمفردهه ، وهو يلعن كل شئ واولهم هي (مريم )
.................................................. ........
جلست بجانبه في سيارته ، ليتطلع اليها من حين لاخر وهو يري عيناها الشارده وكأنهاا تفكر في شئ هارب منها ، لتحرك بأيديها يمينا ويساراا وكأن المسأله اصبحت معقده بالنسبه لهاا
ليضحك بصوت عالي : مالك ياهبه ، انتي اتجننتي ولا ايه ياحببتي
لتتطلع الي وجهه بغيظ : يعني انت كنت عارف مكان مريم فين ، ومرضتش تقولي لما جيت سألتك
لينظر احمد امامه ليتابع طريقه :مش بالظبط كده
هبه: يعني ايه مش فاهمه
احمد بتنهد : يعني عارف اه الموضوع من بدري ، بس يوم مسألتيني كنت لسا معرفش ...ليلتف بوجهه اليها : انتي ليه شغله بالك بالموضوع
هبه بتفكير : أممممم ، اصل غريبه دكتور ادهم ومريم يتجوزوا شئ غريب .. طب ازاي ده تقريبا دكتور ادهم مشفش مريم غير في المرتين الي خبطها فيهم .. يعني حب من اول نظره ، طيب لو فعلا حب من اول نظره ليه محدش عرف بجوازهم ...
احمد بهدوء : مافيش حاجه غريبه ياحببتي مع الحب متستعجبيش ، طب ما انا حبيتك من غير ماأعرف .. ليضحك قليلاا وهو ينظر الي وجهها
لتقول بدعابه : طب ما انا حبيتك من غير ما اعرف حبيتك ازاي
ليبتسم هو : بس انتي كنتي بتحبيني من زمان .. ليغمز لهاا وهو يضحك
هبه بعبوس : لاء انت بقي الي كنت بتحبني الاول
ليقف بسيارته ، امام بيتها ويتطلع اليهاا : مش مهم مين فينا الي حب التاني الاول ، المهم اننا دلوقتي مع بعض .... ويقف بهم الزمن للحظات .. ليذوبوا معا في نظرات اعينهم ... ليقترب منهاا قليلا ويكاد ان يقبلها .. ليبتعد عنها سريعاا : يلاا عشان متتأخريش ، وهبقي اكلمك لما اوصل البيت
لتنظر اليه بخجل شديد .. وتهبط من سيارته وهي تتابعه بأعينهاا .. ليتنهد هو بشرود : ويتذكر حبه الزائف سابقاا لندي... لينهر نفسه علي ماكان سيفعله ، فحتي لو اصبحت زوجته .. فهي الان امانة معه حتي تصبح زوجته امام الناس
.................................................. ...........
ظلت تتأمل المكان ، وكأن الزمن لم يمر عليه يوما ، وكأن الزمن قد مر عليهم هم فقط ... لتتطلع بأعينهاا علي مكان جلوسه .. وتسير بخطوات بطيئه لم تعرف لماذا اصابها الخوف الان ولماذا سوف تخاف فهي لم تصبح المراهقه التي تسرق من الزمن لحظات للقاء حبيبها .. ليرفع بوجهه قليلاا .. ليري قدومهاا .. ويبتسم ...
صافي : ازيك يا مازن !
لتجلس أمامه ، وهي شارده في ماضي قد أنتهي : لسا فاكر مكانا المفضل
ليتطلع الي اعينها : وعمري ما نسيته
وبعد صمت طويلا داما بينهم .....
مازن :أطلقتي من احمد ليه
نظرت الي أعينه ..التي تتأملها بأسي لتقص له كل شئ ، كل شئ عن زوج خاين ، زوج لا يفرق معه سوا نفسه ، زوج قد أعاد اليها أبنها مقابل المال ، زوج قد اهانها طيلة سنون زواجهم .. ليرمي لهاا ورقة طلاقهاا بعد ان تركهاا في بلدا غريبه ... لتبكي مع كل كلمه كانت تنطق بها تُذكرها بجميع لحظاتها معه
ليتطلع الي وجهها الباكي ، في ألم : علي فكره أنا سمتها رهف
لتبتسم من بين دموعها : وعلي كده طالعه ليك ولا لمامتهاا ..لتشيح بوجهها بعيدا عن موضع اصبعه الذي يزينه خاتمها
مازن بشرود:مي ماتت ، بعد ماولدتهاا علطول ، للاسف كان عندها القلب ، والدكاتره منعوها انها متخلفش بس كان نفسها تجيبلي طفل .. افضل افتكرها بيه
لتتطلع الي معالم وجهه بأسي : انا أسفه يامازن ، مكنش قصدي افكرك بيهاا
ليبتسم هو : انا أصلا منستهاش ، بشوفهاا ديما في رهف ، لانها نسخه مصغره منها
لتشيح بوجهها بعيدا ، حتي لايري الدمعه التي فرت منها بدون ان تشعر ، عندما رأت في عيناهه حبه لزوجته.... لم تدري لماذا قد غارت ، فهو لم يخطئ عندما بدء حياته من دونها وتزوج .. فماذا كانت تنتظر ، انا تعود له لتجدهه مازال ينتظرهاا
.................................................. ...............
جلس يتابع اعماله بتركيز تام ، الي ان جاء طيف من ملامحها امام اعينه ، ليزيح بنضارته الطبيه ، ويظل شارد بهاا قليلاا ، ليتذكر اعين طفله عندما اخبرهه انه قد رئها ليبتسم له ابنه ، ويطلب منه ان يلتقي بها ، فهو يريد ان يسمع صوتها ويحدثهاا .. فقد كانت اول أمرأه تشعرهه بالحنان بعد وفاة والدته ويحبها....لم يعتقد ان الصدفه سوف تجمعه بها في ذلك الحفل ، الذي تم اقامته بسبب الصفقه التي حدثت بين شركته ومجموعه شركات ادهم ، ليحادثه عقله : اكيد موظفه عندهه .. ليشرد قليلاا ويتذكر يوم ان قالت له انها تعمل في احد الشركات التي تخص مجموعة الصفوه (التابعه لأدهم).. لينهر عقله بأنه لم يتذكر هذا إلا الان .. فقد بحث عنها كثيرا ، ولكنه نسي امر عملها تماما ...ليمد يدهه ويلتقط صورة طفله القابعه امامه ليتأملها وهو يراها ايضا امامه ،ليبتسم بشرود بعد ان علم كيف سيصل الي طريقهاا
لتدخل سيكرتيرته الخاصه : مستر جلال ، الاجتماع هيكون بعد يومين مع شركه الصفوه للأستثمار ، سكرتيرة مستر ادهم اتصلت وبلغتني بالميعاد
.................................................. ...............
مازالت الاعين والنظرات تحاوطهاا ، والكل يتحدث عن زوجة صاحب العمل ،التي تعمل معهم كمجرد موظفه عاديه لا تفرق شيئا عنهم ، ليظل البعض يتأكد من الخبرالمعلن امام اعينه في مجلات مشاهير المجتمع ، ويظل البعض الاخريتأكد ممن شاهد ذلك بأعينه في الحفل التي حضرها ، لتظل هي تشاهد العيون المسلطه عليهاا ، وتسمع احاديثهم الجانبيه ، وكأنهاا اصبحت حديثهم جميعا ، لتبتسم بسخريه علي حالهم ، لتأتي اليهاا سكرتيرته التي تحولت تماما من كائن بغيض الي أحد يود ان يفرش لها الارض وردا كما يقولون
وقفت تنظر حولهاا ، متأمله مكتبه الفارغ .. لتسير بخطوات بطيئه نحو مكتبه الوثير لتظل تتفحصه بعنايه دقيقه .. وبعد لحظات كان فضولهاا يحاوطها ان تجلس علي كرسيه ، لتلهو بعض الشئ في متعلقاته .. ولكن ليس للاطلاع بل بالعبث قليلاا ،شعور طفولي قد سيطر عليها بدون ان تشعر ... لتظل تمسك بأحد الاقلام ،وتجذب احد اوراقه لتسطر عليها رسمتهاا ، وكادت ان تنهض من مكانهاا عندما وجدته لم يأتي حتي الان .. لتري الباب يفتح ويقف هو امامها
عزت بحده : لاء وكمان قاعده علي كرسي ابني ، وكأنك ورثتي الشركه ، او شريكه فيها ، لاء فوقي يابنت عبدالله ، انتي ولا حاجه وعمرك ما هتبقي في المكانه ديه ، والي في بطنك الي ربطانا بيه ده ، بكره تولدي واخدهه وارميكي في الشارع ، ليضحك بسخريه وهو يري دموعها ...
لتتطلع اليه بأعين باكيه : انت ليه بتكرهني كده
لينظر لها ساخرا : عشان انتي بنته فاهمه ، حظك انك بنته
ليتطلع لها بحده : انتي لسا واقفه قصادي ، يلاا من وشي ، مش علي اخر الزمن راسك هتبقي براسنا
ليقف خلف والدهه ، بعدما هز رأسه لها بأن تصمت .. ليقول : خلصت كلامك يا عزت باشا ، واهنت مراتي براحتك .. ليتنهد بضيق : قولتلك قبل كده كرامة مراتي من كرامتي .. يعني لما بتهنها بتهني انا ، والعموم نورت المكتب ياعزت باشا
ليصمت عزت قليلاا ويتطلع اليه ، وهو يعلم بأنه قد خسر ابنه للمره المليون ، ولم يبقي احد خاسر في ذلك الكرهه سواهه ... ليلتف اليهاا ويتأمل ملامح وجهها الباكيه ، ليغادر المكتب بل الشركه بأكملهاا ... لتقف هي امامه : انا اسفه ، اني سببتلكم خلافات مع بعض ، وصدقني كان غصب عني ....ليقاطع حديثها وهو يضع انامله علي فمها بحنان : هووس متتكلميش ، مكتبي ده هو مكتبك ، والكرسي ده تقعدي عليه براحتك ، واظن لو متمتعتيش في خير جوزك وهو عايش ، عايزه تتمتعي بيه امتا
لتنظر له بدموع : بعد الشر عليك ، متقولش كده .. انا مش عايزه حاجه انا عايزاك .. لتقف اخر كلمه في حلقهاا
ليبتسم هو علي حبها له الذي مازالت تحمله .. :لسا بتخافي عليا يامريم ..
مريم بطيبه : متزعلش منه يا ادهم ، ده مهما كان باباك ، صدقني باباك طيب بس للاسف ساعات من ضعف نفسنا الشيطان بيسطر علينا ويلعب بينا زي ماهو عايز ، لحد ما بنعيش ونموت واحنا في دنيا غافله
ليجلس علي احد الارائك بتعب : انا تعبان اووي يامريم ، بقيت تايه مش شايف اي حاجه قدامي غير سراب
لتقترب منه بطئ وهي تتطلع الي ملامح وجهه المتعبه.. : انت كويس يا أدهم
ادهم بشرود : أنا بقيت محتاجك اووي يامريم ، اوعي في يوم تفكري تسيبي ايدي ، خلينا نعاتب بعض نزعل ، نثور نغضب ، بس اوعي في يوم تبعدي وتسبيني سامعه .. ليبتسم بألم :انا عارف اني ظلمتك ، وجيت عليكي كتير ، وهدمت حبك ليا بأيدي ، ومهما بتعملي وتثوري عليا مش بزعل بحسك انك بنتي الي لازم احتويهاا
لتبكي امامه بصمت .. ليقف امامهاا ويحتضنهاا : اخبار حبيبي او حبيبة بابا ايه
لتتأمل ملامح وجهه بحب : احنا كويسين طول ما انت معانا وجنبنا
لم يتمالك نفسه ، سوا ان يقربهاا منه ثانية ويحتضنهاا بشده ، لتبكي هي علي كتفيه ، فالاول مره تراهه بهذا الضعف ، الضعف الذي جعلها تعصف بكل شئ ، حتي لا تبقي هي ايضا جلاد ينصب عليه .. ليرفع وجهها قليلاا : بتعيطي ليه دلوقتي ، مش كنتي بطلتي عياط وبقيتي مريم القويه
مريم بدموع : اوعي تضعف يا ادهم ، وتكرهه بابا ، والله مكنش راجل وحش ، لو كان عايش لحد دلوقتي كنت فعلا هتصدق كلامي
ادهم بشرود : ماهو ده الي مخليني تايه ، مش قادر اصدق ان الراجل الي عرف يربي بنته كويس ، ويربيها احسن تربيه وبرغم كل حاجه قبلته ، حافظ عليها وعلمهاا ، مش قادر اصدق ان البنت الي رضيت تشتغل اي حاجه عشان تصرف علي والدتهاا وترعاها ، ولا قادر اصدق ان الي بتدعيلي حتي لو ظالمهاا ....ليصمت قليلا ليقول : شوفتي انا تايه ازاي
.................................................. ............
كانت اعينه مازالت تتفحصهاا ، وهو يتتطلع الي جسدهاا برغبه شديده ، ليبتسم لهاا : انتي تؤمري يا مدام نانسي
لتتطلع اليه بشمئزاز ، تحاول ان تداريه تحت ابتسامتها المزيفه : عايزاك تنشرلي الصور ديه ، ولازم تنشرهالي في اسرع وقت ، وياريت يكون في العدد الي جاي
فهمي : صور ايه ديه يامدام نانسي
لتعتدل هي من جلسته : هيبقي سبق صحفي لمجلتكم هايل ..
ليتطلع هو الي الصور ... لتبدء شفتاهه في التبسم : تحبي تشربي ايه يا مدام .. لمون صح
نانسي بضحك : طبعاا محدش هيعرف ان انا الي ورا الصور ديه مفهوم
فهمي ، بتأمل للصور : طبعا يا هانم !
.................................................. ................
كان يحتضنهاا بين ذراعيه ، لتصبح انفاسه تحاوطهاا ، لتغمض عينيهاا قليلاا ، وهي خائفه لا تعلم لماذا اصبحت تخاف من حياتها ، وكأن كل شئ معه اصبح مهدد ، ليشعر هو بهدؤئهاا ويقول بدعابه : بطنك بدأت تظهر ياحببتي ، قربتي تبقي شبه الكوره
لتضحك وهي تبتعد عن حضنه .. ليجذبها له ثانية ليهمس بصوت حاني : بس عجباني برضوه في كل الحالات ياطفلتي
لتبتسم هي ، وتمسك بأحد أيديه وتضعهاا علي بطنهاا التي بدأت بالفعل في الظهور : سامع بابا بيقول ايه ، ماما هتبقي شبه الكوره
ليضمهاااليه بشده .. ليشرد قليلاا في يوم قد فكر للحظه ان يتخلص منه ويحرم نفسه من اجمل شعور يتمناهه المرء .. : كنت خايف مكنش اب كويس ، كنت خايف اكون زيه ، وابني يكرهني
لتتطلع الي وجهه الذي اشاحه بعيدا عن أعينها : كتير كنت بحتاجه يبقي جنبي ، عارفه كنت بعوض نقص احتياجي ليه في اياد ، كنت كل ما احس اني محتاج حضنه ، وايدهه تطبطب علياا وتوجهني ، كنت الاقي نفسي مع اياد ، افضل ازعقله واعقبه ، كنت عايش معاه تقريبا دور الاب قبل الاخ
ليتأمل وجهها بحب : خفت اووي يامريم ، اكون اب ولا حاجه بالنسبه لولادي ، وكأن وجودي زي عدمه
ليقول بشرود : نظرتهاا عمري ماهنساها، وهي بتبصلي انا واياد ، كان اياد لسا طفل بيتعلم المشي ، قالتهاا اخر جمله في حياتها
ياتري مين فيكم ياولادي هيكون زيه ، فضلت تبصلنا احنا الاتنين وكأنها كانت بتدور علي عزت تاني ، مكنتش عارف ليه نظرتهاا كانت فيها ألم كده ، بس بعدين فهمت هي كانت خايفه ليه ....... تصدقي لو قولتلك اني مش بكرهه ، عمري ماكرهته
لتتطلع الي نظرات اعينه قليلاا .. : انت مش زي باباك ولا هو زيك ، احنا الي بنقرر هنعيش بأي دور وبأي وش ، في الي بيكون عايز يعيش زي الصنم مبيسمعش غير شيطانه ، وفي الي بيكون عايز يعيش انسان زي ما ربنا خالقه ... وكلنا بنحدد دورنا وكل واحد هو الي بيحكم علي نفسه الدور الي هيعيشه ، وفي الاخر الرساله بتنتهي .. وقلوبنا التايه بترجع مطمئنه من تاني ... وعقلنا بيقف عن البحث في عالم فاني .... وبكده كل واحد بيوصل لرسالته ...
ليتأملهاا بحب شديد ، ويلمس وجهها بحنان .. : انتي احلي حاجه ربنا بعتهالي بجد يامريم ، ده انا حتي ساعات بستغرب ان ربنا بعتك لياا ، ليبعد بوجهه قليلا ليقول بندم : مع اني كنت بعصيه احيانا ليصمت قليلا وكتير كمان ، وبنسي انه مطلع عليا وشايفني
لتتطلع هي الي الفراغ الذي امامهاا بشرود : ساعات ربنا بيمد ايدهه ليناا ، عشان يساعدنا والشاطر هو الي يقدر يجري علي فرصته قبل ما تضيع ، لان الفرصه ما بتجيش غير مره واحده ... وكل واحد حسب فرصته في الي ممكن ربنا يبتليه بمرض عشان يختبر صبرهه ورضاهه وديه بتكون فرصته في الدنيا ، وفي الي بتمر عليه الدنيا بمواقف للعبره ، عشان تنبهه ويفوق ، وفي الي ربنا بيقابله بالناس الي روحهم شبه عشان يقدروا يمدوا ايديهم لبعض ويكملوا مع بعض .... وفي الي بتتوفر ليه كل الفرص ديه ، وللاسف بيكون الاوان فات ... والفرص بتكون خلاص راحت .. والحياه انتهت
ليظل يتأملهاا طويلااااا ... ليقول بحب(يوم جوازنا مصلناش مع بعض تيجي نقوم نصلي واكون انا أمامك)
يتبع بأذن الله
********
الــــفـــصــل الــــرابـــع والــــعـــشـــرون
وكأن الزمن يصارعنا ،لنصبح بين طيات ماضيه وحاضره ، ليقف لحظه بنا في عالم لا نري فيه سواا نسمات ارواحنا .. لنسير معه بخطي بطيئه وكأننا لا نريد أن نترك عالم أصبحت اهوائنا بين عصافات رياحهه ، لنلتف خلفنا فأذا بنا نرجع للسراب ثانية ، ونخرج من عالم قد رسمته قلوبنا ورفضه العقل بأحلامه الوهميه ، لتقف أقدأمنا بين ذاك وذاك ، لتبحث عن مكان ... ما يقال عنه عالمنا الحقيقي .. لتهرب القلوب التائه منه لعلها تجد ما تبحث عنه ، وتظل القلوب الضائعه في ظالمهاا القاتم ... لتبصر العين كما اراد القلب ... وتصبح الارواح في الملكوت سابحه .... بين ذكريات وماضي وقلوب اشبه ما يقال عنهاا قد فقدهاا اصحابهااا منذ زمن في رحلة قد كان العقل هو سيدهاا ....
لم يكن لغفران شئ سهل ان تقدمه له ، فالجرح لا يطيب الا بعد وقتا يمهله الزمن لنا ، لا نعلم هل سيطيل اما سنطيب سريعاا ، ولكن قد نسينا ان الاهتمام قد يجعله يشفي سريعاا ليطيب ... ولنقل هذا ما جعل الغفران سمة لقلوبنا التائه
فكم كان صوته جميلااا ، وهو يؤمهاا في الصلاه ، لم تتمالك أعينهاا من أن لا تفيض دمعا ، وهي تسمع صوت بكائه وهو مازال يردد قول الله تعالي ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنعا)
لينهوا صلاتهم سوياا ، ويزال هو شاردا في عالم بعيدا وكأن الزمن قد أطال بينهم فأصبحت المسافات لا تحسب من طيلة بعدهاا ، لتقترب هي منه .. وبعد لحظات طويله قد قضاهه بمفردهه هائما في عالمه .. التف اليهاا ليقول بصوت تائه : ساعات من غبائنا بنفتكر ، اننا ماشين صح في الدنيا ، ونكمل طريقنا عادي ، وكأن التايه بيكون عارف ان طريقه صح وانه خلاص قرب يوصل ، لحد ما بيلاقي نفسه في نهاية مطاف مسدود ، بين الضياع والسراب .. ليبتسم بمراره : كنت طول عمري بفتكر اني ماشي في طريقي الي رسمته صح ،بس للاسف اكتشفت ان اكبر غلط انك تظن لحظه انك فعلاا صح ... في العالم الي خلقت نفسك فيه ، ونسيت في الاخر انك انت الوحيد الي ضايع في دنيا محدش عارف فيهاا اذا كان كسبان ولا خسران ، اذا كان تايه ولاا عارف طريقه كويس ، اذا كان ماشي صح ولا ماشي غلط ولسا بيكابر مع نفسه لحد ميكتشف انه كان ضايع
لتمد يدهاا بحنان وتضعه علي أحد أيديه وكأنهاا تريد أن تشعرهه ، بأنها مازالت معه .. وسيسيروا معاا في طريق واحد ...
ليلتف اليهاا بأعينه الحانيه ليحتضنهاا بهم .. وكأن للعين حضناا خاص لا يفهمه احد سوا المحبين ....
.................................................. .......................
وكم كانت لحظه لا تنسي من العمر ، لحظه ستظل ذكري خالده في ذهنه يتذكرهااا كلما رئ طفله يكبر امام أعينه ، كلما رأهه يخطوا اول خطوه له ، ليصبح رجلا يافعاا يتكئ عليه في كبرهه بعد ان يحسن تربيته في صباهه ، ليقف به الزمن لحظات وهو يدرك سعادته وهو يحمل طفله بين يديه ، لتتأملهم هي بأعينهاا ، وهي تري صورة لأسرتهاا الجميله ، فها هو زوجهاا ، وطفلهاا امامهاا ، لترسم العين صورة اخري من صور الحب ، ليلتف هو اليهاا وبصوت حاني :
حمدلله علي سلامتك ياشاهي ، قصدي يا ام أدهم
لتبتسم هي بتعب : الله يسلمك ياحبيبي ، طالع حلو
اياد بفرحة الاب : وهيكون وحش لمين ، باباه ومامته حلوين
لتبتسم له لتقول : طب هاتوا اشوفه بقي ، عشان نفسي المسه
ليقترب منهاا ، وهو مازال يتأمله .. لتمد يدها بحنان لتقول بصوت باكي : مكنتش فاكره لما هتيجي هتلاقينا في السعاده ديه وهتلاقينا منتظرينك بفارغ الصبر ، كنت خايفه عليك تعيش حياه في اب وام مجبرين علي بعض ، فكرت كتير ان اتخلص منك وارمي كل حاجه ورايا واضعف لشيطاني .. لتبتسم من بين دموعهاا لتقول : كنت أظن ، ولكن قد خاب الظن ، وبقي الظن بربنا أعظم واكبر من كل شئ ...
ليتسم هو من بين دموع فرحته المخطلته بدموع ندمه : الحمدلله ان ربنا انعم علنا بيه وجعله سبب في رجعونا لبعض
لتقرب أيديهاا بحنان ، الي أنامله الصغيره وتظل تتحسسهاا بحب وهي تشعر بمشاعر اخري قد بدأت تزرع في قلبهاا ، مشاعر لا يمثلهاا شئ سواا الحب الابدي ...
لتقف الاعين لحظات ... وتتلاقي اعينهم علي فرد واحد فقط وهو الضيف الجديد
.................................................. ..........................
لحظات قد قضاها ، يصرخ بهاا وهو يلعن ويسب في خيانتهاا
لتقف امامه بدموعها الوهميه لتقول : صدقني ياعزت أنا معرفش حاجه عن الصور ديه ، متظلمنيش ياعزت
ليمسك أحد ايديهاا بعنف ليقربهاا منه وهو يقول : والصور ديه ياهانم ، ها فهميني انتوا كنتوا بتستغفلوني انتي والبيه أبني
نانسي بدموع : لما كنت بشتغل في الشركه ، قبل ما أتعرف عليك ، كان أدهم بدء يلفت نظري ويقرب مني ، وبدء يوهمني بحبه ، بس في الاخر طلع كداب
لينهرهاا بشده وهو يقول : والصور ديه
نانسي : كنا في صفقه لازم نمضي عقودهاا في شرم الشيخ ، والشركه رشحتني أني اسافر مع مستر أدهم ، ومعرفش بقي أكتر من كده ، حرام عليك بقي ياعزت ... والله انا مظلومه ومحبتش حد غيرك
عزت بشك : عشان كده كنتي عايزه ترجعي تشتغلي معاه في نفس المكان
نانسي بهستريه مصطنعه : لا ياعزت متظلمنيش ، انا عملت كده عشان بس أثبتله اني عمري مافكرت فيه للحظه ، وان هو دلوقتي بس أبن زوجي والله ...
لتقترب منه بخبث : اوعي ياعزت تصدق الكلام الفارغ ده ، انت لو صدقته انا ممكن اموت ... لتنهض بتثاقل أمام أعينه ... وهي واضعه بيدهاا علي رأسهاا ... لتسقط مغشية عليهااا
.................................................. ..........................
وكأنهاا أصبحت محور حديثهم كل يوم ، ليسلطوا عليهاا أعينهم ، ويظلوا يتحدثون بهمسات جانبيه ، ولكن اليوم كان مختلف تمام ، عن سابقه فالنظرات قد أختلفت تماماا ، واصبحت أما شفقه او شماته لا تعرف سببهاا ، لتظل تتابعهم بنظراتهاا الحائره بينهم وكأنهاا تبحث عن مجيب لهاا ليخبرهاا لما كل هذه النظرات ... لتقترب منها أحد زميلاتهاا وتلقي أمامهاا تلك المجله .. والبسمه تملئ وجهها وكأنهاا في معركة سباق معهاا
لتتطلع الي نظرات اعينهااا ، التي تحدثهاا بأن ما تريد معرفته في هذه المجله وامام اعينها ، لتسقط بنظراتها علي خبراا ... ظلت تتابعهاا بنظراته وكأنهاا تري أمامهاا شخص أخر ليس بزوجها ، لتتوالي الاسئله علي ذهنهاا أيعقل أن يكون علي علاقه بزوجة ابيه ، وكيف ؟؟ لتعاود بالنظر الي تلك الصوره وهي تراهم اشبه ما يقال عنهم بالعشاق .. وكأنهاا كانت حبيبته او بالأصح عشيقته
لتقف علي قدميهاا التي اصبحت في تثاقل ، لتسير بخطوات بطيبه وهي هائمه بين مارأت .....لتقف علي صدمه اخر وهي تسمع
انت لازم يا ادهم تقول لمريم عن نانسي ، اكيد اللعبه ديه هي الي وراها ، ليتنهد قليلا ليقول : وياريت كمان تصارحها بسبب جوازك منهاا في البدايه يا أدهم ، قبل ما تلاقي كل الماضي بيتفتح من تاني ، وتكون الصدمه اكبر ليهاا
أدهم بحده : الحقيره بتحاول تهدم حياتي ، بعد ما هددتها بأني افضحها واكشفهاا ، وكمان انت ازاي يا احمد عايزني اقول لمريم اني فكرت للحظه اني بعدهاا عن اخوياا بجوازي منهاا عشان متبقاش عقبه ليه ، وتأثر عليه .. ازاي اقول لمراتي : كنت شاكك في علاقه بينك وبين اخوياا
أحمد : طب الصور ديه فعلاا حقيقيه
أدهم بحده : ما انت كنت معانا يا أحمد أنت وندي ولا انت ناسي ، وكنت بتشوف نانسي قد ايه كانت بتحاول تقربلي وتفرض نفسهاا عليا ، مش هنكر اني في اوقات كنت بسمح ليها بكده ، بس مش هتوصل للمناظر الي في الصور ديه
ليدقق احمد في هذه الصور قليلا ليعود بذاكرته للوراء : ديه صوري انا وندي ، اظاهر انهاا استغلت تقاربنا في الجسم والطول وعرفت تلعب كويس علي الصور بس بأحتراف
لتتتساقط دموعهاا ، وهي تتذكر اللحظات الاولي من زواجهم ، لتكتشف حقيقه اخري ، فمن تزوجة منه كان يراهاا مجرد عاهره تبحث عن رجلا توقعه في شباكها
لتلتف بخطوات بطيئه للهروب من ذلك المكان ، لتصطدم بسكرتيرته وتقع مغشية عليهاا .... لا تدري بشئ سواا بشريط ذكرياتهاا الذي يمر أمام أعينهاا
.................................................. ..............................
لحظات من الصمت دامت بينهم ، وهو يتأملها بتنهد ويفرك بشده بين اصابعه ، ليقول بصوت جامد : الصور ديه وقعت في ايد الصحافه ازاي
لتتطلع اليه بأعين باكيه : مش عارفه صدقني يازيزو ، لتبدء في البكاء ثانية لتقول : انت مش مصدقني صح
عزت بضيق : يعني اشوف صور ليكي انتي وابني ، وفي الاخر اطلع مغفل ما بينكم
نانسي : والله يازيزو انا عمري ما ستغفلتك ، انا محبتش حد غيرك وسيبت كل الناس وبقيت معاك انت وبس ...
عزت بحده وهو ينهض من جانبهاا : المهزله ديه لازم تتحل ، احنا مش ناقصين فضايح
ليتركهاا وهي تمسح دموعهاا التي صنعتهاا بمهاره لكي تتقن الدور ، ليتحقق لهاا ما تريد
.................................................. .....................
بدأت تفتح عيناهاا برفق ، لتغمضهاا ثانية وكأنهاا تريد أن تظل بين ظلام الذكريات، لتعود بفتحهاا من جديد لتتلاقي أعينهم سوياا ، لتشيح بوجهها بعيدا عنه وهي تقول بصوت باكي : انا عايزه امشي من هنا ، مش عايزه أعيش معاك ، مش عايزه حاجه تفكرني بيك .... لتظل تصرخ في وجهها
لتنهض بثقل ، لتظل تدور بأعينها في أرجاء الغرفه وهي تقول : مش هعيش تاني معاك ، مش هعيش في سجنك من تاني ....
ليقف امامها بوجه صارم : ممكن تسكتي شويه ، اديني فرصه افهمك
مريم بحده : مش عايزه افهم حاجه ولا عايزه اسمع صوتك .. لتضع بأيديهاا الاثنان علي أذنيهاا وكأنها تريد أن تمنعهما من سماع صوته أدهم : مريم اسمعيني بقي ، حياتنا مش هتفضل بالطريقه ديه ، انا اتخنقت
لتبكي أمامه وهي تقول : وانا مش عايزه الحياه ديه معاك ، مش عايزه أكمل عمري مع شخص كان أكبر كدبه في حياتي ، سيبني بقي حرام عليك أنا مش أسيره عندك ، ولا لعبه أمتلكتهاا
لتجلس علي الفراش بتعب وهي تقول : مش قادره أستحمل خلاص... لتتنهد بشرود لتقول : اوعي تفتكر انه فارق معايا موضوع الصور لان ديه حياتك وانت حر فيها ، بس حياتي انا بقي سيبهاا واخرج منهاا ، انت اكتر حد أذني وجرحني ... لتبكي بدموع لتقول: كنت فاكره ان الوحده الي كانت محوطاني في بيت اهلي بعد ما سبوني قاسيه عليا ، كنت فاكره ظلم عمي ليه وانه يرميني ليك قهر ، بس دلوقتي عرفت يعني ايه قهر بجد ... عارف يعني ايه .. يعني تكتشف فجأه ان اقرب حد ليك هو أكتر حد خدعك ، وعرفك يعني أيه ألم ....... انا عايزه أرجع لوحدتي تاني مش عايزه الحياه ديه ... لتصرخ في وجهه لتقول : انتوا ليه فاكرين أن حياتكم ديه نعمه وخايفين عليهاا مننا لنسرقهاا ، ونستولي عليهاا ، ليه فاكرين انكم لوحدكم عايشين واحنا بالنسبالكم هامش بس ، ليه فاكر بفلوسك قدرت تشتريني وتقنع عمي انه يبعني ليك عشان خاطر الفلوس الي قدمتهاله علي السلعه الي اشترتهاا منه، لتتنهد بتعب : خفت علي اخوك مني ، فحبيت انك تبعدني عنه ... لتضحك بدموع وهي تقول : اتجوزتني ، ورمتني زي اي حاجه ممكن ترميهاا مادام لسا مجتش علي هواك ، خلتني اسأل نفسي مية سؤال ليه أنا ..... بس دلوقتي عرفت السبب ..... لتتنهد قليلاا وبصوت باكي : وبعدين اكتشفت اني بنت الراجل الي كنت عايز تنتقم منه ...
لتقف امام اعينه لتقول بصراخ : حياتي لعبه في ايدك !!
لتضع يدهاا علي بطنهاا بتعب لتقول : ياريت ماكان في رابط بينا ، ياريت حياتي كانت انتهت مع اهلي .. انا دلوقتي عرفت يعني ايه يتم بجد ......
ليتتطلع اليهاا بأعين دامعه ليقول : سامحيني يامريم ، لو كنت اعرف ان حياتك جنبي هتعذبك كده مكنتش فكرت للحظه اني اقربك مني .... الي انتي عايزاه انا موافق اني اعملهولك
وبعد نظرات طويله دامت بينهم : انا عايزه أطلق يا أدهم !!
ليقف يتأملها للحظات .. وبعد صمتا طويلا : حاضر يامريم!
لتتساقط دموعهااا اكثر لتقول : دلوقتي
ادهم بتنهد : هطلقك بس بعد ما اطمن عليكي وتولدي
مريم بدموع : عايز تاخده مني ، حتي الحاجه الحلوه الوحيده ليا عايزها
ادهم بألم : لاء يامريم محدش هيربي ابننا غيرك ، مش عايز اظلمه وادمرله حياته هو كمان ....
ليقف القلب للحظات وهو ضائع بين ألام واوجاع اصحابه ، ليصرخ بالجسد وكأنه يريد ان يساعدهه احد بالأنعاش حتي لا يموت
لتتلاقي الاعين وتهرب الانفاس بعيدا ... ليعود النبض ثانية ولكن بعد ان هرب احدهماا مُعلناا عن قرب لحظة الفراق
ليخرج هو هائما بين قواهه وضعفه ، بين دموع لا يشعر بها وبين روح اصبحت تفارق جسدهه .......
خرج ليجد من تحتويه دائما واقفه امامه بأعين دامعه لا تعرف ماذا ستقول هل تعاتبه ام تقف مساندة له اما تبعث له احد نصائحهاا
ليخرجهاا هو من افكارها ليقول : خليكي جنبهاا عشان شكلهاا تعبان ، خلي بالك منهاا ...
ليهرب بعيدا بخطي لا يشعر بهاا ، وكأن كل جسدهه قد فارق الحياه ليبقي سرابه ليحركه
.................................................. ........................
لم يشعر بنفسه سوا وهو يبتسم بعد ما رئي ما امامه ليلقي المجله من امام اعينه ، وهو لا يعلم لماذا قد تحول العبوس من وجهه بعد ان علم بأنها متزوجه ومن من ، من اكبر شريك له ، فبعد ان وجدهاا ،اصبحت لغيرهه ، ولكن الان قد تحول كل شئ .. واصبح كل شئ امام اعينه ، لينهرهه ضميرهه عن حلماا لا بد ان ينساهه حتي لا يصبح احد مخدوع سواهه ، ليقف هائما بين افكارهه التي تراودهه وكأن كل فكرة اصبحت تنقد الاخري .... ليتنهد بضيق وهو لا يفكر بشئ سواا برغبات عقله
فالعقل يرسم له صورة الزوجه التي تستحق ان تكون ام لابنه
والقلب يصمت علي خذلان صاحبه له ، ليصرخ به ويقول
لا تظلمني معك وتصبح بقلب تائه وعاقل ضال ...
ليقف العقل للحظات ليقول : ولكن انت ترغب بهاا ، لماذا الرفض اذا
ليخفض القلب رأسه هاربا وبصوت ضائع : انا ارغب في كل شئ ، يشعرني بالدفئ ، يشعرني بأنني وجدتُ ما اريد ... فلتعاتب العين اذا
لتتأملهم العين قليلاا لتقول : لقد جعلتموني الان انا المُخطئه
ليصمتواا الاثنان .... ليتحدثوا سوياا ليقولوا : انتي من تبصري بكل شيئاً جميل .. فتجعلي احدنا يضيع معكي والاخر يرغب
ليقول القلب : اذا انا الضائع
اما العقل يصمت قليلاا ليقول : وانا من ارغب
ليضع هو بأيديه علي رأسه التي تكاد أن تنفجر منهم ، ليتنهد بضيق ،وهو يخرج من حجرة مكتبه هائماا ...
ليقع بنظرهه علي ابنه المنهمك بين العابه ، ليأتي اليه سريعاا ليقول : هو انا امتا هشوفهاا يابابا ، اصلها وحشتني اووي ..
ليصمت جلال قليلا وهو يعبث بشعر طفله كي يداعبه وهو شارد
يتبع بأذن الله
*******
الــــفـــصـــل الـــخـــامــس والــــعـــشـــرون
لحظات وقف فيها ليصرخ في وجهه ليقول بصوت حاد : انا يا ادهم ، انا ابوك تخوني ومع مراتي
ليسير ادهم بخطوات بطيئه ،ليظل يتأمل والدهه ليقول : لو هي قدرت تخليك تصدق اني خاين ، فبجد هي نجحت وقدرت تكسر الشرخ الي بينا وتهدمه ، اما لو انت جاي تسمع مني الحقيقه ، فلسا في امل ان الشرخ يتصلح
ليقترب منه عزت قليلاا ليقول : مكنتش فاكر ان طعنة الغدر هتكون منك انت يا ادهم ، وانك تستغفلني
ليصمت ادهم قليلاا ليقول : يبقي هي فعلاا قدرت تكسر الشرخ الي بينا ، وتقريبا انت مش جاي تسمعني انت جاي ومصدق اللعبه
ليصرخ عزت بحده ليقول : وهي هتعمل كده ليه ، فاهمني هتعرض صور ليك وليهاا ليه عشان تفضح نفسهاا قدامي ، ديه اكيد الضربه الي كنت عايز تضربهالي وتشككني في اقرب حد ليا
ليضحك ادهم : اقرب حد ليك ، وبشكك فيهاا ... فعلاا مافيش امل ان اي حاجه تتصلح بينا
عزت بحده : انت الي بتهدم كل حاجه بينا يا ادهم ، من ساعة ما تجوزت البنت ديه ، وحياتنا بقيت للاسوء
ادهم ببرود : ههههه ، ضحكتني ياعزت باشا ، حياه ايه الي اتحولت للاسوء ، ومن امتا حياتنا كانت حياه ، ها قولي حياه ازاي .. كل واحد في عالم لوحده ... وكأننا اغراب عن بعض
ليتنهد عزت قليلا ليقول : انت السبب ، انت الي بعدت عني انت واخوك ، وفضلتوا تعيشوا بعيد عني
ادهم بسخريه : عايزني اعيش ازاي مع اب ، كان السبب في عذاب اقرب حد ليا ، سامع امي
عزت بصراخ : امي امي امي ، ايه هو انا مش ابوك .. وكمان امك الي بتتكلم عنهاا ديه انت اتجوزت اكتر حد برضوه اذاهاا .. وحبيتهاا ولاا انا الي لازم بس اكون غلطان
ليصمت ادهم قليلاا ليقول :مع ان موضوع مراتي مش موضوعنا دلوقتي ، بس احب افرحك .. انا ومريم هنسيب بعض عشان تقدر تستريح
ليتنهد عزت قليلاا ليقول : انت ونانسي ايه الي بينكم ، ليصمت قليلاا ليقول : انت الي قربتهاا مني عشان تقدر تاخد كل حاجه ، وافضل انا ولا حاجه وتحت رحمتك
انا مكنتش قادر اصدق ، لما سمعت منهاا ان ابني بيحاول يخدعني ..بس هي طلعت اشرف منك وأعترفتلي بكل حاجه ، ومن حقها اني اغفرلهاا
ليظل أدهم يتأمله بريبه ليقول : وصدقتهاا طبعاا ، صدقتها عشان عايز تصدق كده ...
عزت بغضب : ومصدقهاش ليه ، انت كرهك ليا بقي عميك ، اما هي عمرهااا ما تمنت غير سعادتي
ادهم بهدوء : انا مبسوط اوي ، عارف ليه عشان صدقتهاا وكدبتني ، نانسي كسبت اخر جوله بينا .. واظن ان الجولات خلاص خلصت
.................................................. ............
جلست امامه بقهقهتهاا المعتاده ، وهي تضع ساقا علي ساق ، لتظل تنفث بدخان سيجارتهاا وهي تقول : ميرسي خالص يا فهمي بجد انت ،عرفت تظبط الصور جداا ولعبت اللعبه صح
ليبتسم فهمي برغبه : انتي تؤمري يانانسي وانا عليا انفذ ، والمجله ورئيسها تحت امرك
لتنهض هي من مكانها وتقترب من احد اذنيه لتقول : ده العشم برضوه يافهمي .. وتبتعد عنه سريعاا وهي تقول : انا همشي بقي
فهمي برغبه : ايه ده هتمشي علطول كده ، ده انا حتي عاملك سهره تجنن ياحياتي في البيت عندي ، ولا انتي عايزه تكثفيني
نانسي : معلش بقي يافهمي ، الايام ديه لازم افضل في البيت ومتأخرش عشان عزت ، ممكن يشك بس اوعدك قريب اوي هنكون مع بعض
ليقترب منهاا فهمي : وانا هستني اليوم ده بفارغ الصبر
نانسي بدلع : مش اكتر مني ياحياتي
لتذهب هي تحت اعين فهمي التي تتفحصهاا ،
ليقف شادي امام مديرهه ليقول : هي مدام نانسي ، كانت هنا
فهمي بحده : وانت مالك يا استاذ انت ، يلا اتفضل علي شغلك .. وياريت تنتبه لشغلك عشان مش عجبني اليومين دول ، وغلطه بسيطه منك هتسيب المجله فورا مفهوم
نظر اليه شادي بحنق ، وهو لا يدري لماذا قد تغير معه فهمي هكذا ، وكيف لا يتغير والافعه قد دخلت هنا ايضا
.................................................. .......
لحظات من القلق قضاها ، وهو ينتظر امام غرفة العمليات ، وهو ينتظر ان يطمئن عليهاا ، ظلت الساعات تمر ولكن بدون جدوي
لتقف الهام بجورهه وهي تقول : متخافش يا ادهم ان شاء الله خير
ليخرج الطبيب بأسي ليقول : ربنا يعوض عليكم .. ليذهب ويتركهم تحت مسمع تلك الكلمه
لتتأمل الهام وجهه بحزن وهي تربط علي احد كتفيه لتقول : ربنا يعوضك عليك ياحبيبي ، لسا العمر قدامكم طويل
لينظر لها ادهم بألم ليقول : الرابط الوحيد الي كان بيربطنا ببعض ، خلاص راح ، الطفل ده هو الامل الوحيد الي كان ممكن حياتنا تستمر عشانه
لينكس برأسه ارضا : ان لله وان اليه راجعون
.................................................. ..........
وكأن لحظات قربهم ثانية .. لم تأتي لمجرد احياء الماضي فقط ، بل لصنع حاضر ومستقبل ليجمعهم معا بعد ان فرقهم الزمن في ظل ماضي قد سحق بقلوبهم
جلس امامها يتأملهاا ، ليشيح بوجهه بعيدا علي الطفلان وهم يمرحان معاا
لتتطلع صافي الي نظرة اعينه بحب لتقول : اتعودوا علي بعض اووي
ليضحك مازن : مبقاش في حد علي لسانها غير مازن ، كل ما اقولها ما انا معاكي اه يارهف .. تقولي انا مش عايزاك انت انا عايزه مازن التاني .. شكلهاا باعتني خلاص
لتبتسم صافي بحب : ومازن برضوه بقي كده ، مبيقدرش يعدي يوم لغير مايفضل يقولي انا عايز العب مع رهف
لينظر مازن الي عينيهاا ليقول : طب وانتي ياصافي ، مازن مبقاش يوحشك
لتصمت صافي قليلاا وهي تعلم ما يرمي اليه ، ولكن : مازن ده كل حياتي ، لو بعد عني ثانيه ممكن اموت
ليبتسم مازن اليها : مش قصدي مازن الصغير ، قصدي مازن الكبير ياصافي ، وبلاش تهربي بعينك بعيد عني .... ليتنهد قليلا ليقول بعد لحظات من الصمت : انتي لسا بتحبيني ياصافي
لتتطع هي الي اعينه ، وتظل تتأملهماا .. وكأنها تترك لعيناها المهمه لتقول له كل شئ .. لا يستطيع لسانهاا ان ينطق به
ليقطع هو صمتها : انا عمري ما نسيتك ياصافي !!
.................................................. ..............
لم تكن تظن انهاا قد احبته هكذا ، وكيف لا تحبه وهو كان جزء منهاا جزء من نبضهاا وجسدهاا ، وجزء منه هو ايضاا ، ظلت تتطلع الي الفراغ الذي امام اعيناها وهي تتحسس مكانه السابق ، لتذرف دموعاا قد ارهقتهاا كثيراا ، ليدخل هو عليهااا ولاول مره تراهه ضعيفاا ، حائراا هكذا
ليقف امامها بألم ليقول : الدكتور طمني عليكي ، وقال ممكن تخرجي علي بليل ان شاء الله
مريم بتعب : عايزه اطلب منك طلب واحد يا ادهم ، ممكن تنفذهولي
ليتأملها بحب ليقول : اطلبي يا مريم ، وتأكدي اني هنفذهولك
مريم بألم : انا عايزه ارجع لحياتي القديمه ، ممكن
أدهم بوجع : حاضر يامريم
مريم بهدوء : هو ينفع اخرج دلوقتي
أدهم بعتاب : لدرجادي مش طايقه وجودي جنبك
ليقول كلمته الاخيره ، ويذهب تاركا ايها بمفردهاا
لتسقط دموعهاا بغزارهه بدون ان تشعر بهاا ...
.................................................. ......
جلس امامه بأرتياب ، ليقول بصوت حاد : اه نانسي مشيت وسبتنا ، اتفضل اتكلم يا احمد
احمد : مش معقول يا خالي ، عايز تصفي كل الشراكه الي بينا ، وتنفصل عنا ، طب ليه
عزت بضيق : عشان اسيب الاستاذ يتمتع براحته ، واريحه مني .. ومادام هينفصل عن البنت ديه فمبقاش خلاص حاجه تخصه تهمني ، وكويس اوي ان الطفل الي كانت ربطانا بيه مات ..
احمد بأسي : لدرجادي ياخالي ، هان عليك ادهم
عزت : انا الي خليت ادهم يبقي اقوي مين ، بس دلوقتي خلاص لازم اعلمه الادب ....
احمد بعتاب : قبل ما همشي ياخالي احب اوريك صوره ، واحب افهمك حاجه كويس .. ليخرج احد الصور ليقول : بص الصور الي في المجله وبص علي الصور ديه وقولي....في اختلاف بينهم ، مش هتلاقي لان الصوره الحقيقه هي الي معاياا ... ديه صوري انا وندي ، للاسف نانسي عرفت تستغل الموضوع ده كويس كانت فاكره ان محدش هيقدر يكشفهاا ونسيت ان الصور كانت معايا نسخه منها وزي ما ندي ادتهالها ، كان معايا انا النسخه التانيه ،اوعي تقولي يا خالي انك نسيت ندي .... ليصمت قليلاا ليقول : بس ندي بالنسبه لنانسي ولا حاجه ...انا هسيبلك الصور وانت اتأكد بنفسك ... وتقريباا الحقيقه بقيت واضحه قدامك .. عشان تعرف انت متجوز مين كويس ...
.................................................. ...............
لحظات طويله من الصمت دامت بينهم ، لتقف تائها بأعينهاا وهي تعيد ذكرياتهاا في بيتهاا القديم ، لتظل تتذكر كل شئ ، قد مرت بيه هنا ، حتي أتي بها المطاف .. الي الحب الذي نبت في قلبها هنا ، هنا كانت تعود الي بيتها لتظل تتذكر اللحظات البسيطه التي تراهه فيهاا ، لتجلس علي فراشهاا وهي شارده في حلما ، لعنت نفسهاا انهاا تمنت يوما ان يتحقق ..
ليضع حقيبتهاا جانبا ليقول : هابعتلك حد من الخدم يفضل معاكي
مريم : ياريت يا استاذ ادهم ، تخرج من حياتي ، زي ما انا خرجت منهاا ، واظن ان الي مكنتش عايزهه من الاول خلاص راح ، والرابط الي بينا انقطع .. ومتشغلش نفسك بيا انا هبقي كويسه طول ما انت بعيد عن حياتي
لينظر لهاا بألم شديد .. ويتركهاا مودعاا بقلبه قبل عيناهه .. ليلتف اليهاا قبل ان يغلق اخر باب بينهم ليقول : لو احتاجتي حاجه هفضل ديماا جنبك ومعاكي ، وهبقي اطمن عليكي من بعيد عشان مضيقكيش
لتسقط دمعه من عيناهه ، ويذهب ليتركها بين ماضي قاسي وحاضر اليم ومستقبل غامض .. لتجلس علي الارض بأنهيار وهي تبكي بين جدران بيتها القديم .. الذي عادت اليه ثانية .. لتظل وحيده فيهاا
.................................................. ............
لحظات من الصمت دامت بينهم ،وهي تسمع صوت انفاسه.. ليتنهد قليلاا ويقول : انتي معايا ياهبه
هبه بحزن : ليه هنأجل الفرح يا احمد
احمد بشرود : غصب عني صدقيني ، اوعدك اني هعملك اجمل فرح لاحلي عروسه
هبه بأبتسامه حزينه : الي تشوفوا يا احمد ، المهم اننا نفضل مع بعض
احمد بحنان : اوعي تزعلي مني ياحببتي ، صدقيني انا نفسي النهارده قبل بكره يكون بيجمعنا بيت واحد
هبه بحب : انا مش زعلانه يا احمد صدقني
احمد بدعابه : طب فكري تزعلي كده ، عارفه هعمل فيكي ايه
هبه : هتعمل ايه !
احمد بهيام : هاجي احضنك واخبيكي بين ايدياا ، ليضحك قليلاا ليقول : بس في الاخر هشدك من ودنك عشان بتزعلي مني
لتضحك هي قليلاا ، وقد نست كل شئ ، لتبقي الابتسامه علي وجهها بعد ان بدء الحزن يسيطر عليهاا ، لتتنهد قليلا لتقول : ربنا يخليك ليا !
ليغلق معهاا الهاتف ... لتظل انفاس صدرهه تتصارع وهو يمسك ذلك الخطاب القديم .. ليظل يتطلع اليه وهو يتذكر!!
بتقولي ايه يا نيره ..
نيره : صندوق ماما الله يرحمهاا افتحه ، هتلاقي في المجوهرات بتاعتهاا ، عشان تديها هديه لهبه هي كانت موصيه بكده يا احمد
احمد : يااا انتي لسا فاكره الموضوع ده ، ده انا نسيته حتي نسيت مكان الصندوق
نيره بضحك :شكل هبه نسيتك كل حاجه ، كان نفسي اجي قبل الفرح بمده عشان ابقي جنبك بس غصب عني ، ان شاء الله هنوصل انا وحازم والأولاد قبل الفرح بيومين
لينهي حديثه مع اخته ...ويظل يتذكر مكان الصندوق ، ليدخل الي غرفة والدته التي كانت دائما مغلقه ، تحمل بين جدرانها كل ذكرياتها ... ليبحث عن الصندوق .. وبعد وقتا طويلا كان يجلس علي سرير امه وهو يتفحص الصندوق ، ليظل يتتطلع بأعينه داخل الصندوق .. ليمسك بعد الاوراق والصور ... لتقع عيناهه علي خطاب قديم ...واسم المرسل .. ليظل يتفحص كل كلمه قد سطرت فيه ..
اخت زوجي الغاليه مها ، لقد اصبحت اشتاق اليكي كثيراا ، انتي والاولاد ، انتظر قدومك بفارغ الصبر بعد تلك الغربه الطويله عائده الي الوطن بسلام ...
ليلي : انا عارفه انك الوحيده الي ممكن تجاوبيني علي أسئلتي ، وتريحيني من الضياع الي بقيت عايشه فيه ، وطول حياتي مع عزت حاسه انه مخبي عني حاجه ، حتي عمي من ساعة جوازي انا وعزت وبقي مقطعنا ، مش هنكر انه حنين معايا اووي انا وولادي ، وديما بيسأل علينا ، بس النهارده اكتشفت حقيقه مش قادره اصدقها .. عبدالله فعلااا اخوي عزت .. انا مش قادره اصدق ، وفكرت كتير ان اوجه عزت بالحقيقه ديه ، بس انا واثقه انه هينكرهاا ومش هعرف حاجه وهفضل مش فاهمه حاجه ، ارجوكي يامهاا فهميني بجد .. انا عارفه انك مش زي عزت ومش ههون عليكي اني افضل مخدوعه ، اكيد انتي حاسه بيا عشان ست زي ... وعارفه قد ايه صعب تبقي عايشه حياه مخدوعه فيهاا ، انا مش قادره اصدق ازاي عبدالله اخوه عزت وهو خبي ليه علياا ، وليه بيكرهه كده وبيحاول يكرهني فيه لحد ما فعلا بقيت اكرهه بعد الي حصل .. اكيد عزت حكالك وانتي عارفه كل حاجه حصلت .....
لتترك توقيعهاا في النهايه ....ليلي
ليظل يبحث بعيناهه عن شئ اخر ، يثبت صحة تلك الكلام
ولكن بالتأكيد لا يوجد وحتي لو وجد شئ اخر ، بالتأكيد قد وقع بين ايدي خاله لتظل الحقيقه مخفية عنهم جميعاا ، فهو يعلم ان خاله وامه اخوات من الاب فقط ولكن الام مختلفه ... فأم والدته قد توفت بعد ولادة امه سريعا ، ليتزوج والدها بأم خالهاا لتتوفي هي ايضا بعد انا كان عمر خاله20 عاما
نظر الي الخطاب قليلاا ، وكأنه يبحث عن شئا بعيد جداا ، ولكن كيف ولماذا كل هذه الاسرار ....
.................................................. ................
ظلا شاردا بذهنه ، لا يشعر بشئ سواا صوت انفاسه المضطربه ، ليحرك يداهه علي وجهه بألم ، لتقترب هي منه لتقول : انت لسا زعلان مني يازيزو، زعلان من نانسي حببتك
عزت بشك : ليه ادهم ردت فعله كانت عاديه ، ليه مثرش علياعشان يثبت ان كلامك ده كدب .. ليتطلع اليها بشرود : مافيش حد بيرتكب حاجه غير لما بيفضل يحاول يثتب للي قدامه انه مظلوم ، حتي لو مكنش كده بس لازم يثور عشان يبعد الشك عنه ، بس ابني قبلني بهدوء ، وفضل ساكت
نانسي بدموع : انت مش مصدقني ياعزت ، طب انا كنت هعرفك ازاي ، انا معرفتكش غير لما ابتديت احضر الاجتماعات عشان اسجل الملاحظات ، لو كنت فضلت في العلاقات العامه ، عمرك ماكنت هتشوفني ... ادهم ده طماع وعايز كل حاجه ، بس صدقني انا حبيتك واتجوزتك عشان بحبك مش عشان الفلوس
لتتطلع اليه بأعين متفحصه لتقول : انت فعلا هتستقل عنه بشركاتك
عزت بهدوء : وانتي شاغله نفسك ليه بالموضوع ده
لتتنهد هي بضيق ، وتحادث نفسهاا لتقول : شكلي قلبت الطربيزه علياا ، وانا الي هطلع في الاخر خسرانه ...
.................................................. .............
عادت الي وحدتهاا ثانية ، عاده الي جنتها الصغيره ، جنتها التي خرجت منهاا بقلب لا يملئه سوا الحب ، لتعود بقلب ضائع قد فقدته معه ، ولكن مازال قلبها يبحث عنه ، قد مر عليهاا اسبوعاا وهي لا تراهه ، لا يطمئن عليهاا سوا من الهام ، وكأنهاا قد صدق كذبتها بأنها تريد ان يتركها في حياتها وحيده ، ولكن مازالت تحتاجه .. والان اصبحت تحتاجه بشده ، لتمسك احد صورهه ، وتظل شارده في تلك العينان ، لتسبح بداخلهما وهي تبحث عن ما احبت في خلف تلك القوه التي اصبحت تعلم تماما انهاا ساتر لضعفه ، لا احد اصبح يري ضعفه سواها ، لتتنهد بألم وهي تخبر قلبها بأن قرارها هذا هو الصائب ، حتي لا يموت ثانية
لتسمع صوت جرس بابها يدق ، لتقوم بفزع ، فمن سيأتي اليهاا ، نعم ان الوقت مازال مبكراا ولكن قد ارتابها شئ من الخوف
نهضت سريعا من علي فراشها عندما اخبرها قلبها بأنه هو ، لتسير بخطوات سريعه حتي تُهدء من شوق قلبها وحنين عيناها لرؤيته
لتتطلع الي الشخص الماثل امامها لتقول : استاذ جلال ، حضرتك عرفت عنوان بيتي ازاي ، خير!
جلال بأبتسامة عذبه : طب ممكن ادخل ، ولا هفضل واقف علي الباب كده
مريم : اسفه مقدرش ادخل حضرتك ، لاني لوحدي اعذرني
جلال بأبتسامه : وانا متفهم موقفك .. ليتطلع اليها قليلا ليقول : بأختصار ، انا عارف انك سبتي الشغل مع ادهم ، وكمان هتنفصلواا ، فبصراحه .. لينظر اليها بأرتباك : انا مش عارف اكمل كلامي دلوقتي ، ده الكارت بتاعي فيه عنوان الشركه وتليفوناتي ، هنتظرك ان شاء الله في الشركه
ليتطلع اليها قليلاا .. ويذهب بعد ان اخجله لسانه من ذلك الارتباك
.................................................. ............
كانت تحادثه بحذرا شديد ، وهي تلتف حولهاا يمينا ويسارا ، لتقول بصوت هامس : انا لازم اقبلك ياشادي ، في اسرع وقت
شادي بخبث :فين في شقتنا
نانسي : لاء ياشادي ، بلاش شقتنا عشان عزت دلوقتي بقي يشك فيا
شادي بسخريه : ما انتي الي قلبتي كل حاجه عليكي ، وافتكرتي انك نصحه ، ونسيتي ان جوزك مش حتت عيل ممكن تضحكي عليه ، زي كده تماما
نانسي : مش وقت عتاب ياشادي ، انت ايه عمرك ماهتنسي ، انا دلوقتي محتجالك اووي .. نسيت نانسي حبيبتك ياشادي
شادي بألم : للاسف لاء ...
لينتهي حديثهم ، ويغلق معها الهاتف وهو يشعر بأنه فعلا لعبتها فقط ، تستخدمها متي ارادت .. فهو من سمح لها بذلك وجعلها تستغل حبه لها
.................................................. ........
لحظات من الالم قضاهه وهو يتطلع اليه بوجه حزين علي حاله ، ليتأمل ملامح وجهه ليقول : انت ايه الي بتعملوا في نفسك ده يا ادهم ، مش شايف نفسك بقيت ازاي .. هتموت نفسك من الشغل
أدهم بتعب : انت شايف قد أيه مجموعتنا بدأت يهتز اسمها في السوق ، غير الاسهم الي ساحبهاا عزت باشا ، يعني لازم نوقف علي رجلنا من تاني
أحمد بأسي : بتزور مريم ، وبتسأل عنهاا
ادهم بألم : ألهام حولت معاهاا كتير ، تخلي معهاا واحده من الخدم ، للاسف رفضت ، حتي حسابهاا في البنك مسحبتش منه حاجه ، مبقتش عايزه مني حاجه ، الهام بتقولي عايزه تشتغل .. ليتنهد بضيق : الهانم لسا تعبانه وعايزه تشتغل
ليتطلع له أحمد بأشفاق : رغم ضعفهاا ، لساا قويه من بره
أدهم : انا السبب في ان حياتها تبقي كده ، حتي الحاجه الوحيده الي كانت رابطه بنا راحت
ليتأمله احمد بأشفاق ، ثم يغادر، ليتركه في عالم قد اجبرهه ان يظل يحارب فيه بمفردهه ..ليتذكر امر المحامي .. ليرفع هاتفه وهو يقول : عايزك تجمعلي كل المعلومات عنه مفهوم وفي اسرع وقت ..
ليتحدث بهمس : ياريت شكي يطلع صح
.................................................. .
بدء يفيق من المخدر، لينظر حوله وهو يتفحص المكان بأعينه ، ليجد زوجته واولادهه حوله ، وهم يتأملونه بأسي
ليتأملهم قليلاا .. ليخرج صوته حتي يخرجهم من هذا الصمت ليقول : انا مش حاسس برجلي ليه ، يابكر هو ايه الي حصلي ..
لينظر له أبنه بدموع : اصل !
ليدخل عليهم الطبيب : سلامتك ياحج ، انت راجل مؤمن ولازم ترضي بقضاء ربنا
ليهبط بأحد أيديه بدموع ، وهو يتحسس ذلك الفراغ ليقول : يعني بقيت عاجز في أخر أيام عمري
لتقترب منه زوجته باكيه : متعملش في نفسك كده يامنصور ، ده أمر ربك ...
ليتأمل منصور وجههم بحزن : كان لازم ربنا ياخد حق اليتيمه مني ،ربنا مبينساش حق حد
لتنظر إليه زوجته بألم : قولتلك يامنصور ، بلاش سكه الشيطان
لينظر لها منصور بألم . : يُمهل ولا يهمل ، يُمهل ولا يهمل !!
يتبع بأذن الله
********
الــــفــــصـــل الـــســـادس والعشرون
لم يكن يتوقع انه عندما يقربهاا منه، سيشعر بمدي حقارته ، امام برائتهااا ، فهي قد وافقت علي عرضه عندما اخبرهاا بأنهاا لابد ان تبدء صفحة جديده من حياتهاا ، وان لا تترك نفسها لماضي قد أوشك علي الانتهاء ، فكان بالنسبه لعرضه لها كمنقذ ، اما هو كان لشوقه الي قربها ، لتقابله هي بحسن نيتها ولا تظن شئ سواا كمجرد شخص يساعدهاا
ظل ينظر بأعينه للأواق التي امامه قليلاا ، وعندما وجدهاا تردف الي داخل مكتبه لتقول : حضرتك طلبتني يا أستاذ جلال
جلال بنظرة عاشقه : تعالي يامريم ، اتفضلي اقعدي
مريم برهبه :خير يا استاذ جلال
جلال بأبتسامة عذبه : مبسوطه في الشغل معانا يامريم
مريم :انا مش عارفه أشكرك بجد أزاي ، بجد حضرتك مديت ايدك لياا في الوقت الي كنت محتاجه حد يقف جنبي
لينهض جلال من علي كرسي مكتبه ، ويجلس مقابل لها ليقول : متشكرنيش يامريم ، انتي متعرفيش أنتي غاليه عندي قد ايه .. ليبتسم ويقول بعد أن أحس بأرتباكها منه: انا ومروان يعني
ليصمت قليلا ليتابع بحديثه : عيد ميلاد مروان بعد يومين ، وهو عزمك ياستي
مريم بأبتسامه : كل سنه وهو طيب
جلال : أكيد هتيجي يامريم ، واوعي ترفضي عزومه مروان
لتبتسم له بألم... وتشيح بوجهها سريعاا، وهي تتذكرمن أفتقدته كثيرا
.................................................. ...........
لم يكن عليه كرجل أن يتحمل تلك الحقيقه التي سقطت علي مسمعه ، ليغفر لهاا لحظة ضعف قد عصفت بهاا ، لحظه أحتياج قد جعلتهاا تلغي جميع حواسهاا ليبقي قلبهاا هو فقط من يرشدهاا ... كانت كل كلمه تقصهاا عليه لايزيدهه سواا ألم ، لم يشعر بنفسه سوا وهو يشيح بوجهه بعيدا عنهاا
لتتطلع اليه بأعين باكيه: كان لازم أحكيلك عن الفتره ديه الي مرت عليا بحياتي ، عشان متفضلش طول عمرك فاكر ان صافي الي حبيتهاا فضلت زي ماهي
ليصمت مازن بألم ، وهو يشعر بأن كل كلمة قد نطقت بها تخنقه .. ليقول بمراره : يعني حبتيه
صافي بألم : انا محبتش راجل غيرك أنت يامازن صدقني ، بس للحظه حسيت ان محتاجه حد فعلاا جنبي ، حسيت ان بنت مراهقه بتفكر بقلبهاا مش بعقلهاا ، نسيت نفسي ومشيت ورا قلبي الي بقي ضايع في حياه انا مش عارفه انا مين فيهاا
لينظر لهاا بمراره ليقول : انا مش مصدق الي سمعته ياصافي ، قولي انك كنتي بتكذبي عليا
صافي بألم : لسا عايز تتجوزني ، ولا غيرت رئيك
لينظر لهاا مازن طويلاا وهو يتأمل ملامح وجهها .. ليقول : للاسف ياصافي انتي خيبتي ظني فيكي ، وهدمتي الحلم الوحيد الي كان باقي لياا ، الحقيقه طلعت مؤلمه اوي ، احسن من الخداع
صافي بحزن : مكنش ينفع أني أخدك ، واحسسك أن صافي الي لسا بتحبهاا ، لما اقبلتها من تاني كانت زي ماهي
ليتأملهاا مازن قليلاا ، وينهض ليلتف بوجهه بعيداا ليرحل .. ليتوقف علي صوت كلماتها وهي تقول : هتسبني يامازن !
ليذهب هو .. وتستلم هي لضعف دموعهاا ، لينهرها العقل علي غبائهاا ، اما القلب يظل يمد يدهه ليمسح برفق علي جرحا ، من الأفضل ان ينذف الأن ، حتي لا تعيش به طيلة حياتهااا كمرض سقيم ...
.................................................. .......
ظل يسمعها ، وكأن حديثهاا أصبح متوقع بالنسبه له ، ليحادث قلبه ليقول : كنت بتدافع عنهاا ،وشايفني انا الخاين ، تفتكر هي تستاهل أنهاا تعيش ، وتفضل زي الافعي ، ليتأمل معالم وجهها بأحتقار ، وهو يشمئز من قلبه بأنه قد أحبها يوما ، حتي جسدهه اصبح يكرهه ، لانها أمتلكته أيضاا ، وجعل الافعي للحظات في حضنه .. لينعم بهاا ، لينعم بنعيم زائف بغيض ، نعيم قد صورهه له الشيطان بأنه حقا نعيم ، وليس جهنم ، ليتنهد قليلاا بعد ان رئهاا تبتسم له وهي تقول : هاا ياشادي ، هتساعدني ياحبيبي
لينظر لها شادي بريبه : انتي اتجننتي يانانسي ، عايزه تموتي جوزك ، انتي أتجننتي اكيد
لتنظر له بأحتكار لتقول : متعش الدور ده ياشادي عليا ، وتعمل نفسك عندك اخلاق ، ما انت عايش برضوه في خيرهه ولا انت ناسي الشقه الي من فلوسه الي بنتقابل فيهاا
لينظر لها شادي بأحتكار: الشقه ديه ياهانم انتي الي جبتيها ،عشان تقدري تاخدي كل حاجه ، تخدي الفلوس من راجل قد ابوكي ، وتاخدي المتعه من عشيقك الي كان في يوم حبيبك وخطيبك ، وتنتقمي من الي كنتي عايزاه ليكي بس كان ذكي وعارف معدنك ومأثرتيش فيه للحظه وفي الاخر اتجوزتي ابوهه ..
نانسي بغضب : انت بتقول ايه ياشادي ،لتهدء من روعهاا قليلاا لتقول : انا نانسي حبيبتك تهون عليك ،تسيبهاا لوحدهاا في محنه زي ديه ، وانا الي بعمل كده عشان خلاص مبقتش قادره استحمل بُعدك ونتجوز بقي
شادي : نتجوز يااا يانانسي ، فاكره يانانسي ده فعلا كان حلمناا الي هدمتيه بجمله واحده افكرك بيها ولا نسيتيها زي ما نسيتي نفسك
كل واحد يشوف نصيبه ياشادي بعيد عن التاني ، انا مش هقدر اكون الزوجه الي انت عايزها ، ولا انت هتقدر تكونلي الزوج الي انا عايزاهه، انا مش عايزه افضل طول عمري في الفقر ده
ليضحك شادي بسخريه : نسيتي يانانسي ، ولاا الماضي بيتمسح علطول
نانسي بضيق : يعني مش هتساعدني ياشادي ، بس افتكر اني جتلك في يوم وطلبت منك انك تساعدني
شادي بألم : فوقي بقي يانانسي من الشر الي انتي فيه ، انا بقيت بشفق عليكي من نفسك ... علي فكره انا مسافر
نانسي بغضب : في ستين داهيه ، لتذهب من امامه وتغادر المكان سريعاا وهي تسب وتلعن فيه
ليتأملهاا شادي لاخر مره وهو يقول : لازم تفوقي يانانسي ، لينظر الي هاتفه ، بعد ان نظر الي مده التسجيل التي دامت بينهم ..ليقول : لازم الأفعي تظهر علي حقيقتها كفايه عليكي كده
.................................................. ...............
لحظات من الصمت دامت بينهم ، ليتوقف بها الزمن قليلا ، لتمر حياته أمام أعينه ، وهو لا يري شئ فيهاا سوا السراب ، سراب قد أضاع بأجمل شئ قد أهدته له الحياه ، لتهدمها كدبه لم يعرف لماا كل هذا .... ليعود بأعينه الهاربه وهو يتأمل كل شئ حوله ، وكأنه يبحث عن نفسه الضائعه في وسط حياه كاذبه ، لم يري فيها غير الظلام القاتم
ليقترب أحمد منه بألم وهو يقول : هي ديه الحقيقه ، الي مكنتش عارف أقولهالك أزاي يا أدهم ، بس لازم كنت أقولك
أدهم بألم : يعني ايه مريم تبقي بنت عمي ، يعني ابوهاا عمي طب ازاي ، انا مش قادر افهم يا أحمد
أحمد : والد مريم يبقي ابن جدتك بس من أب تاني الي هو يبقي أبو عبدالله ومنصور ، الي عرفته ان سميه هانم ، كانت مجرد مربيه في القصر ، اتجوزهاا شوكت باشا عشان حبهااا ، طبعا هي كانت هربانه من اهلها واهل جوزهاا ، لانهاا مقدرتش تتحمل الحياه الي كانت عيشاهاا معه ، ولا قدرت تتحمل الضرب والاهانه من مراته الاولي الي هي تبقي ام منصور عم مريم ،فهربت وسابت عبدالله لسا طفل صغير ، وطبعاا ابوهه سجله بأسم مراته الاولي الي هي صفيه .. وبقي عبدالله في الاوراق مش منسوب ليهاا ، وكأنه مات .... في الفتره ديه جدنا حب سميه ، واتعاطف معهاا جداا ، واتجوزها وطبعاا كانت امي لسا صغيره ، فلقي فيها الزوجه والام لبنته ، برغم ان العيله رفضت جامد ، بس هو أصر واتجوزها وخلفت منه والدك الي هو خالي...
ليصمت احمد قليلاا ليقول: الكلام ده الي حكهولي محامي الشركه القديم ، لان والدهه كان صديق جدك ومحاميه وكان عارف كل حاجه جدك مر بيهاا
أدهم بشرود : وازاي احنا مكناش نعرف بكده
أحمد : كنا هنعرف أزاي ومن مين ، الموضوع أتقفل من زمان اووي ومحدش يعرف حقيقته غير جدك وامي ، وامي قضت معظم حياتهاا بره ، مع خالتهاا ولما كبرت بعدين اتجوزت وسافرت بلجيكاا ، بس جواب مامتك لامي ، هو الي فتح الموضوع ، ليعطي له الخطاب ليقول : امك بعتته تقريبا قبل ما تموت بسنه ، وطبعا احنا الفتره ديه منزلناش مصر خالص ....
أدهم : امي فعلاا أخر تاريخ لمذاكرتهاا قبل ما تخلف أياد ، يعني لما عرفت الحقيقه كانت بطلت تكتب مذكرتهاا ، عشان كده خالك عرف يلعب الدور كويس من غير ما نحس ، طب ليه بيكره اخوهه كده ، مش معقول في حد بالجبروت ده ، اكيد هو الي عمل الفيلم الي مكنش حد البطل ولا المخرج غيرهه ، عشان يبرر لنفسه كل الي عمله ، ، واكيد ابو مريم مأذاش أمي ولا ظلمهاا ، بس ازاي يتجوز مرات اخوهه ، ازاي وليه
أحمد : مافيش غير أتنين هما الي يعرفوا الحقيقه ، عم مريم الي أكيد كان عارف انت أبن مين لما اتجوزتها ، واكيد خالي
أدهم بشرود : انا فهمت دلوقتي سبب نظرات خوفه مني لما عرف ان انا أبن مين ، حتي أنا مركزتش في الاسم الي كنت بدور عليه ، بس عارف يا احمد كأن ربنا كان عميني اللحظه ديه ، ومحستش بنفسي غير وانا بمضي علي قسيمة جوازي من مريم ، وعيشت معهاا احلي دنياا كنت بتمنها ، بس الدنيا كأنهاا كانت ناويه تكشف كل الماضي ...
ليبتسم بسخريه ليقول : بعد ما رجعت من سافرية المانيا ، روحتله علطول عشان اعرفه اني اتجوزت وهعلن جوازي ... لقيته عارف اني متجوز .. مش قادر أنسي ضحكته وهو بيقولي
عزت : اتجوزت بنت الراجل الي كان السبب في عذاب وظلم أمك ، من بنت الراجل الي هدم حياتنا ....
ليعود أدهم من شرودهه ليقول : كنت مصدوم اووي
ليربط أحمد علي كتف صديقه بألم : محدش مظلوم في كل الي حصل ده ، غير مريم وبس ...
أدهم بشوق : وحشتني اوي يا احمد ، بقيت احب شقتي القديمه عشان هي المكان الوحيد الي جمعنا ببعض ، جمعنا بأحلي ذكريات عمرنا ...
.................................................. ..........
لحظات قد دام الصمت بينهم ،ليعلن الزمن صافرته ، بأن الوقت قد حان لتصفية الحسابات ، واليوم قد جاء الزمن ليصفي حسابه معه ، ليعطي له أكبر درس ، وألد طعنه ، ممن أحبهاا وأستسلم لهاا وعصف بجبروته وقوته وأستكان بين أيديها ...
ليتتطلع اليه شادي .. ليقول : لو مش مصدقني ديه كل الفيديوهات الي تقدر تشوف مراتك وهي في حضني .. وتقدر تسمع اخر حاجه طلبتهاا مني ..
ليبدء بتشغيل أحد مقاطع الفيديو أمام مرئه أعينه ، ليحدق عزت بكل شئ ، ليتوقف به الزمن للحظات وهو يري زوجته في حضن رجل أخر ، ليسمع صوتهاا وكلماتها البذيئه ... وكأن السكين قد بدأت تقطع في جسدهه ، ليتوفق الفيديو ... ليسمع حديثهااا وهي تخطط لموته كي ترثه وتصبح وريثه شرعيه لأملاكه ، لاملاكه التي قد حرم منها اخاهه وجعله يتذوق الفقر ، ويعمل كمجرد عامل كي يحصل علي قوت يومه ، علي الرغم بأن والدهه قد كتب له بعض الاملاك لكي يورث في امواله بعد أن اعتبرهه أبن له أيضا .. لتأتي هي وتتمتع بكل هذاا بعد ان تقتله ...
لينهض شادي من أمامه وهو يقول : كده الحقيقه كلها بقيت واضحه قدامك
ليضع عزت يديه علي قلبه ليقول : واشمعنا جاي دلوقتي تفضح عشيقتك
شادي بألم : عايز أنضف بجد ، وأبعد عن الوساخه ديه بقي ، الوساخه الي خليت اقرب حد لياا تموت بقهرتهاا بعد ما شافت ابنهاا الي ربته ، بقي أحقر مخلوق ، للاسف كل واحد بيفوق بعد ما بيدفع التمن وبيدفعه غالي اوي
عزت بألم : اخرج بره مكتبي ياحقير
شادي بسخريه : افتكرت أنهاا حبيتك ، ديه كانت بتحب فلوسك وبس ، كنت بتوهم نفسك بكدبه انت نفسك مش مصدقها ... لينظر اليه شادي قليلاا .. ويتركه وهو يقول : سلام ياعزت باشا
.................................................. ...........
لحظات من الألم قضاهاا وهو يتطلع اليه بشفقه ، وهو يري ذلك الرجل الطامع نائم علي الفراش بأنكسار، وهو يغطي رجله التي فقدها حتي لا يشعر بعجزهه ، نظرة قد شرده فيهاا بكل شئ .. فنعم لكل شئ نهايه .. مهماا طالت بنا الحياه ..، للظلم نهايه ، وللباطل نهايه ، وللكذب نهايه ، وللأنتقام أيضا نهايه ، ولقوتك أنت ايها الانسان أيضا نهايه .. حتي الحياه مجرد نهايه لنا جميعاا
منصور بألم : كنت هبعتلك بكر أبني ياوالدي عشان اعترفلك بكل الحقيقه ، اعترفلك ان عبدالله اخوي مكنش فيه اجدع ولا احن ولا اشرف منه .. ليصمت منصور قليلا ليقول : ابوك كان بيكرهه عشان عبدالله مكنش حد بيشوفه من غير مايحبه ، كانت كل الخلق بتحبه .. حتي جدك وامك ... جدك مع انه مش ابنه وابن مرته بس حبه وكان عايزه يعطيه من ماله ويرفعه ، بس ابوك للاسف كان بيكرهه متعرفش ليه وكأنهم مش اخوات من بطن واحده ، امك كانت بنت اكبر اعيان بلادنا ، كانت زينة البنات ، في يوم قرر جدك بعد ما يأس من عبدالله انه يجي يعيش معه في القاهره بعد ما سميه هانم ماتت ، عشان يقدر يخلي باله منه ويساعدهه ويمتعه في خيرهه ، بس للاسف هو رفض لانه قاله ده مش من حقي ، جيه جدك بلدنا واشتري مزرعه كبيره وخلي عبدالله هو المسئول عنهاا واحنا كمان معاه ونعيش في خيرهاا ، وتبقي مكان ليه لما يجي يزور عبدالله يلاقي مكان يقعد فيه ، كان معتبر عبدالله والدهه التاني ، كان بيحبه زي ما احب امه وحب يعوضه سنين الحرمان الي عشهاا بعد ما أمه سبيته لسا بيرضع وهربت من ابوي بسبب ظلمه وضربه ليهاا ، ولما رجعت عشان ترجعه ليهاا ابوي رفض لما عرف انها اتجوزت وحرمهاا منه لما رفضت ترجعله تاني بعض ماجدك كان طلقها منه واتجوزهاا ، ليصمت منصور قليلاا وهو يتنهد : كان عبدالله بيحب امك اوي ، كان بيحبها من بعيد من غير ماتعرف انه بيحبهاا انا الوحيد الي كنت عارف
كان ديما يجي يقولي : تفتكر يامنصور ممكن يجي يوم واقدر اصرحهاا وتعرف حبي ليها ، انا خايف لتضيع مني
لغايت لما جيه ابوك ، واول بنت وقع بنظرهه عليهاا في بلدنا هي امك وحلف انهاا مش هتكون لحد غيرهه مهما كلفه الامر حتي لو هيقتل عبدالله .. ليشرد منصور قليلاا وهو يتذكر!!
اوعي تفتكر ياعبدالله ان كل حاجه هتاخدهاا مني انت بتحلم ، يابن الفلاح ، واوعي تعمل نفسك راجل ولا شريف قدام ابويا عشان تضحك عليه وتكرهه فياا عشان تبقي انت ابنه فاهم ياعبدالله
ليتتطلع اليه عبدالله بألم ليقول : ليه ياعزت الكره ده ، ده انت اخويا الصغير الي بحس اني مسئول عنه ، ومستعد اني اسيبلك الدنيا كلهاا ، ولو ليلي فعلا عايزاك هسيبهالك صدقني وهتمنالكم السعاده
ليأتي منصور اليهم : انت هتسيب الانسانه الوحيده الي حبيتهاا ليه ، لينظر الي عزت بأحتكار: ابعد عنا يا ابن الباشا ، اوعي تفتكر ان الخير الي معيشينا فيه ، ممكن يخلينا نسيبكم تبيعوا وتشتروا فينا ، الا اخوي سامع
ليعود منصور بذاكرته ليقول : وصممت امك تتجوز عبدالله عشان حبيته، وده زاد الكرهه بينهم اكتر بس من ناحية ابوك ... لحد ماجيه اليوم الي هدده فيه ابوك بأبوي وبيا.. وقاله لو مطلقتهاش هشرد اهلك وهسجن ابوك بعد طبعا مكان عايز يتهم أبوي انه سرق وطبعا عبدالله مقدرش يشوف ابوهه في اخر أيامه مسجون ولا اخوهه .. كان جدك الفتره ديه مسافر بره البلد يتعالج ، ومكنش حد قادر يقف لأبوك لأننا كنا غلابه ياوالدي ، وطردنا من البلد كلهاا ... وسيبنا بلدنا ، وروحنا بلد بقينا أغراب فيهاا .... وعبدالله مبقتش عارف فين اراضيه ... لغير بعد سنين طويله كانت مراتك عندهاا 4 سنين لقيته في يوم جيه ليا ومسكهاا في ايدهه ....
بس للأسف النفوس اتغيرت ، والطمع بقي خلاص عماني هو والكرهه ، بقيت كارهه اخويا ومحمله ذنب مش ذنبه لما اطردنا بسبب جوازته من امك ..... لحد ماجيه ليا في اخر ايام عمرهه الله يرحمه بيطلب مني اني اساعدهه واسلفه فلوس عشان العمليه الي مفروض يعملها في اسرع وقت ، كان ربنا الحمد بدء يفتح عليا وبقي معايا فلوس .. وبدل ما أساعدهه .. خليته يتنزلي عن بيته ، مقابل الفلوس ... ليتنهد منصور بألم ليتابع حديثه ليقول : ويوم ما جيت تطلب مني ايد بنت اخوي ، وعرفت انت مين ، عرفت ان الزمن جيه يصفي حساباته مع ابوك ، كنت خايف لتشك في الاسم ، بس ربك كان مدبر كل حاجه ، واتجوزت بنت عمك عبدالله
وانا أستغليتك وبعتلك بنت اخوي ، ونسيت أنهاا عرضي ، ولازم احافظ عليهاا ، وروحت لأبوك عشان اشمت فيه واخد منه فلوس ، واعرفه اننا خلاص بقينا عايشين في خيرهه ، الي حرم منه اخوي ..... ليصمت منصور بألم : وكانت اخر خطه ليا مع ابوك .. اني اثبتلك انه كلامه صح وان عبدالله هو الي رمي امك واذاهاا عشان تنتقم منه في بنته وأحط ورق مزرعة أمك في بيت اخوي عشان تعرف ان كلام ابوك صح وانا عبدالله أخد المزرعه مقابل حرية امك .. مع ان جدك هو الي كتب المزرعه بأسم عبدالله لما عرف الي حصل وفضل يدور علي عبدالله .. بس للأسف محدش كان عارف فين اراضيه ......
ليظل أدهم شارداا ، في عالم لا يري فيه شئ سواا الظلام
منصور بألم : الكرهه ياولدي يعمل أكتر من كده ، والشيطان
ربنا يسامحني ، ليتأمل رجله المبتوره بألم : وزي ما أنا خطيت في الحرام ونسيت المنتقم الجبار ، ربنا أنتقم مني
ليتنهد أدهم بصعوبه .. ويسير بخطوات بطيئه كي يغادرهذا المكان
ليقول منصور : خلي مريم تسامحني ياولادي
.................................................. ...........
والأن قد أصبح كل شئ واضح امامه ، ليمر ماضيه امام أعينه وهو يتذكر كل شئ مر بحياته ، حياته التي لم تكن غير مليئه بالكرهه ، بالكرهه الذي كان يعشق جنايته وكأنه ورد، ليأتي الزمن ويوقعه تحت يد تلك الافعي ، التي أحبهاا علي كبر ، وكأن الزمن يعاقب كل أحد بما يحب ... ليتذكر زوجته الاولي وحبهاا لأخاهه الذي كان يقتله كل يوم كلما شعر بأنها مازالت تحبه بعد ان هدم صورته امام اعينهاا .. ليأتي به المطافي أن يزرع الكرهه في قلب أبنه كي يخفي حقيقته المخذيه ، ليأتي صورة زوجته وهي بين أحضان اخر ، وهي تحادثه بأن تقتله .. ليشعر بأنه قد فقد السيطره علي موقد سيارته ، ليحاول ان يتحكم بهاا ولكن .....
يظل فقط صوت صراخه ، وهو لا يري شئ أمام اعينه غير النهايه المقتربه ....
يتبع بأذن الله
*******
تعليقات
إرسال تعليق