القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جسور جميله الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم دينا جمال

 رواية جسور جميله الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم دينا جمال





رواية جسور جميله الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم دينا جمال

الفصل الأول


يصدح القرآن بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في ارجاء هذا المنزل ، حيث تجلس السيدات متشتحات بالسواد يرمقن تلك المسكينة التي تصرخ داخل غرفتها ما بين شفقة وحزن وتهكم وشماتة 


أما في داخل تلك الغرفة الصغيرة تجلس فتاة علي الفراش تصرخ وتنوح 


جميلة باكية : ليييه ، ليييه يسبوني ويمشوا دلوقتي أنا ما كنتش عايزة حفلة  ما كنتش عايزة حاجة أنا كنت عيزاهم هما ، يا رب ليه سبتني أنا وخدتهم هما 


صفاء باكية : يا جميلة يا بنتي اهدي هيحصلك حاجة 


جميلة باكية: لييه ما خدونيش معاهم ليه سابوني لوحدي هعيش ازاي من غيرهم عشان خاطري يا طنط صفاء هاتيلي بابا وماما 


دست صفاء رأس جميلة في حضنها واخذت تمسد علي شعرها برفق 


صفاء باكية: بس يا بنتي بس يا حبيبتي ، حرام الي بتعمليه في نفسك دا 


جميلة باكية: ليه سابوني أنا قولتلهم مش عايزة حفلة مش عايزة حاجة ، هما ما سمعوش كلامي ماتوا وسابوني ، يا بابااا كدة تسيب جميلة لوجدها هعيش ازاي من غيرك 


دخل عم جميلة ويدعي مختار ، اقترب من فراش جميلة وجلس على حافته 


مختار بدموع : جميلة ، ما ينفعش كدة يا حبيبتي بابا دلوقتي في مكان احسن وانتي عارفة ماما كانت بتحب بابا قد ايه فما رضتيش تسيبه لوحده 


انتفضت جميلة من حضن صفاء زوجة عمها وبدأت بالصراخ : وسابوني لوحدي ، هما راحوا مع بعض وسابوا جميلة لوحدها ، أنا عايزة اروحلهم عشان خاطري يا عمي مش أنت بتحبني وديني ليهم وديني ليهم 


مختار سريعا: بعد الشر عليكي يا بنتي 

امسك مختار كتفيها : جميلة اهدي ، اقبلي الحقيقة باباكي ومامتك خلاص ماتوا الي بتعمليه دا ما فيش منه فايدة دي مش تربية هشام يا جميلة ، باباكي دايما كان بيقولي جميلة ب100 راجل 


القت جميلة بنفسها في حضن عمها 

جميلة باكية: وحشوني أوي يا عمو 

مختار بحزن : ربنا يصبرك ويصبرنا 


بينما يقف هو علي باب الغرفة يعقد ذراعيه امام صدره لم يستطع منع تلك الابتسامة الشيطانية من الظهور علي شفتيه 


رامي في نفسه: واخيرا يا جميلة الحاجز الي بينا خلاص راح ، الله يجحمك يا عمي، كنت فاكر انك هتقدر تبعدها عني اديك اتكلت في ستين داهية  وقريب أوي هتبقي ملكي يا جميلة 


____________________________


علي صعيد آخر 


كان ينزل علي سلالم المنزل الداخلي بكبرياء لا يليق الا به فقط ، وصل الي غرفة الطعام ، فقامت اخته وقبلت يده باحترام 

سهر باحترام: صباح الخير يا اخوي 


هز رأسه إيجابا بجمود ولم يجب

فقام الصغير زين وفعل مثل والدته 

زين : صباح الخير يا خال 

هز رأسه إيجابا مرة أخري ولكن تلك المرة مع ابتسامة صغيرة 

جلس على طرف طاولة الطعام ساندا عصاه الابنوس السوداء بجانبه وجلس يتناول الطعام بصمت 

جسور بهدوء : سهر 

سهر سريعا: أيوة يا اخوي

جسور : في عريس زين جالي امبارح وقالي انه طالب يدك 

سهر بانفعال : ما عوزاش قولتلك اني مش هتجوز تاني 

جسور بحدة: سهر نسيتي نفسك اياك كيف تعلي صوتك وانا قاعد 

سهر بخفوت : أنا آسفة 

جسور بهدوء: واخرتها وياكي يا سهر هتقعدي اكدة من غير جواز 

سهر بدموع: ما اقدرش يا اخوي ، ما اقدرش اكون مرت حد تاني غيره 

جسور: يا سهر انسي بقي بقالك كام سنة علي الحال دا 

سهر بدموع: وأنت نسيت مرتك يا اخوي 

اغمض جسور عينيه بألم : وايه لزمته الحديت دا عاد مالك ومالي يا بنت الناس أنا راجل لا هبور ولا هنعس لكن انتي 


سهر بانفعال: مش هتجوزه يا جسور 

جسور بجمود: آخرة ما عندي يا بنت أبوي ، أنا هروح اتفق مع الراجل واكراما ليكي هخلي فيه فترة خطوبة في الاول غير اكدة ما هيحصلش 


امسك عصاه الابنوس وهم بالخروج من الغرفة عندما سمعها تصرخ فيه وهي تبكي: لا يا جسور أبوس يدك ما عوزاش اتجوز 

ثم سمع صوت ارتطام قوي بالأرض التفت سريعا فوجدها ساقطة ارضا فاقدة للوعي 


صرخ باسمها وركض ناحيتها سريعا 

جسور صارخا : سهر فوقي يا خيتي سهررررر ، يا ام السعد انتي يا ام الزفت 

دخلت الخادمة مسرعة 

الخادمة بخضة : مالها الست سهر كفا الله الشر 

جسور صارخا: شيعي لحكيم الوحدة بسرعة 

خرجت الخادمة مسرعة تحضر الحكيم بينما حمل اخته بين ذراعيه ذاهبا بها الي غرفتها 

________________________________

في شقة جميلة 

خرجت صفاء بهدوء من غرفتها واغلقت الباب بهدوء


مختار : نامت 

صفاء بحزن  : آه الحمد لله يا حبة عيني اتهرت من العياط الله يرحمك يا سعاد ، بقولك ايه يا مختار احنا مش هينفع نسيبها قاعدة لوحدها لازم نخدها تعيش معانا 


مختار بضيق: ناخدها فين لاء طبعا ما ينفعش ورامي ابنك ، دا أنا مرعوب علي البت منه بعد ما هشام الله يرحمه ، انتي هتفضلي قاعدة معاها هنا لحد ما حالتها تتحسن وبعد كدة هنشوف هنعمل ايه 


صفاء : ماشي يا مختار ربنا يصبرها يا رب 

_______________________________

عودة لسرايا جسور 


جسور بجمود: خير يا داكتور 

الطبيب : ما تقلقش حضرتك واضح ان ضغطها علي شوية يا ريت ما تتعرضش لاي ضغط عصبي خالص  

جسور: توشكر يا داكتور ، ثم صاح بصوته الجهوري يا ام السعد وصلي الدكتور 

رافقت الخادمة الطبيب الي باب السرايا بينما صعد هو لأخته ليطمئن عليها 

وجدها نائمة على الفراش تحدق في السقف ودموعها تهبط من عينيها


جلس بجانبها علي الفراش ومد يده يمسد علي شعرها بحنان : ينفع اكدة خلعتي قلبي عليكي 


سهر باكية : أنت ما عندكش قلب يا جسور 

امسك كف يدها ووضعه علي صدره : اومال ايه دا الي بيدق معقول تكون الكلاوي 


خرجت منها ضحكة خافتة رغما عنها 

جسور مبتسما بحنان: ايوة كدة خلي السرايا تنور 


سهر بدموع: ما عوزاش اتجوزه يا اخوي 

جسور مبتسما: حاضر يا خيتي ما هتتجوزيهوش ( مش هتتجوزيه) 


سهر مبتسمة: صوح يا اخوي 

جسور: انتي عارفة جسور السيوفي ما بيرجعش في كلمته ولو علي رقبته 


احتضنته سهر بسعادة: ربنا يخليك ليا يا اخوي

قبل جبينها بحنان : ويخليكي ليا ، ثم اكمل بمرح نادر ظهوره بس تعرفي خسارة والله العريس دا 

سهر : وااه اشمعنا يعني

جسور بمرح: تاجر برتقال يا فقرية كان هيغرقك في أبو سرة 


انفجرا كلاهما في الضحك بعد تلك المزحة السخيفة فهما الاثنين لا يملكان سوي بعضهما في تلك الدنيا ، بعد أن هجرت امهم أبيهم وهم صغار ومن بعدها مات الأب وجسور هو ابيها واخيها وكل ما تملك هو وصغيرها زين 

_______________________________

بعد عدة ايام 

بدأت حالة جميلة تهدأ نوعا ما 

كانت جالسة بجوار صفاء زوجة عمها تحاول اقناعها كالعادة بأن تاكل بعض الطعام 


صفاء : يا حبيبتي عشان خاطري معلقة واحدة بس مش شايفة وشك بقي عامل ازاي من قلة الاكل 

ظلت صامتة تنساب دموعها بصمت 

صفاء بحزن: يا جميلة .......

قاطعها صوت رنين هاتفها التقطته فوجدته رامي 

صفاء : خير يا رامي

رامي بلهفة: الحقيني يا ماما بابا واقع علي الارض قاطع النفس 

صرخت صفاء بفزع: مختار أنا جاية حالا 

التقطت صفاء حقيبة يدها وخرجت تهرول من باب الشقة نزلت لأسفل سريعا ، اوقفت سيارة أجري ركبتها سريعا واخبرت السائق بالعنوان 


بينما وقف هو بعيدا يراقبها وهي ترحل اتسعت ابتسامته الخبيثة عندما تأكد من نجاح خطتته 

قادته قدميه بلهفة الي حيث تقطن جميلته 


وصل أمام باب شقتها ودق الباب بهدوء 

كانت في هذه الأثناء قلقة من صراخ زوجة عمها وهرولتها السريعة حتي أنها لم تستطع سؤالها عما يحدث وبعدها سمعت صوت دقات علي باب المنزل 


ذهبت ناحية الباب وقبل أن تفتحته تذكرت جملة والدتها الخالدة ( جميلة اوعي تفتحي الباب وانتي لوحدك من غير ما تعرفي مين الي برة ) 

جميلة بقلق : مين ، مين الي برة 

رامي : أنا رامي يا جميلة 

جميلة: رامي خير يا رامي طنط صفاء كويسة 

رامي : ايوة ما تخافيش ، افتحي بس عمك بعتلك حاجة معايا 

جميلة: باعتلي ايه 

رامي بضيق: في ايه يا جميلة هو أنا هكلك ما تفتحي 

فتحت جميلة الباب فتحه صغيرة: عايز ايه يا رامي 

دفعها رامي بعنف الي داخل الشقة واغلق الباب خلفه 

رامي مبتسما بشر : واخيرا يا جميلة



الفصل الثاني


رامي مبتسما بشر : واخيرا يا جميلة 

ارتعدت من تلك النظرة الخبيثة التي تتراقص في عينيه 

جميلة بخوف: واخيرا ايه يا رامي


رامي بابتسامة واسعة: اخيرا هتكوني ليا ، اصلي انتي مش عارفة أنا ما بكرهش حد في الدنيا دي قدك ، اكمل بغيظ دايما انتي البنت المطيعة الهادية المتوفقة ورامي الوحش الشرير الفاشل حتي ابويا وأمي بيحبوكي اكتر مني ، يوم ما جيت اتقدملك ابوكي قالي أنت فين وبنتي الدكتورة جميلة فين ، ساعتها حلفت اني هكسر هعيش عمرك رأسك في الطين 


ظلت تهز رأسها نفيا وقد اتسعت عينيها ببريق مفزع : لا يا رامي ، أنا بنت عمك انت مستحيل تعمل فيا كدة صح 


رامي بخبث: أنتي ما تعرفيش أنا استنيت اللحظة دي قد ايه ، اللحظة الي هتبوسي فيها رجلي عشان ارحمك وبردوا مش هسيبك يا جميلة ، راسك الي مرفوعة دايما في السما هدفنهالك في التراب مش هخليكي ترفعي عينيك في عينين حد 


وضعت يدها على فمها بفزع ، كانت تهز رأسها نفيا بذعر لتبعد تأثير تلك الكلمات السامة عن اذنيها ، انسابت شلالات الدموع من عينيها


جميلة باكية: عشان خاطري يا رامي سبني في حالي ، أنا عمري ما اذيتك ، طب بص لو اتقدمت لبابا وهو رفض أنا موافقة 


رامي ضاحكا بشر : بعد ايه بقي ، الي كان حايشك عني خلاص راح ، بح ثم اكمل ساخرا بابي مات يا جوجي 


خلع رامي قميصه ورماه بعيدا ، وبدأ يقترب منها ببطئ وهي تعود للخلف بفزع ، فتحت فمها تحاول الصراخ ، لكنه كان الأسرع حين وضع يده على فمها 

رامي ساخرا : تؤتؤتؤ عيب ، الجيران يسمعونا 

حاولت إزاحة يده من علي فمها فهي تعاني من ضيق في التنفس 

تذكرت احدي جمل والدها : جميلة بنت اللوا هشام الدميري ما بتخافش من حاجة ابدا 

اشتعلت عينيه بغضب من قربه المنفر منها 

فباغتته بركلة قوية من ركبتها في معدته 

صرخ رامي من الألم المفاجئ

رامي بألم: آه يا بنت ال ×××××

اغضبته تلك الحركة كثيرا فامسك رأسها وصدمة بالحائط خلفها ، بدأت الرؤية تتشوش امامها شعرت بخيوط من دمها تخرج من رأسها 

تجري علي وجهها 

_________________________

وصلت صفاء الي منزلها فحاسبت السائق وأسرعت تهرول علي سلم البيت الي أن وصلت الي شقتها ، اخرجت مفتاحها من حقيبتها وفتحت الباب ودخلت بلهفة الي شقتها 

لتتسع عينيها بدهشة عندما وجدت مختار جالس علي كرسيه الهزاز يقرأ في احد الكتب

صفاء بدهشة: مختار أنت أنت أنت ازاي

مختار بدهشة: أنتي جيتي ليه وسبتي جميلة لوحدها

صفاء: رامي كلمني وقالي انك واقع علي الارض قاطع النفس 

اتسعت عيني مختار بصدمة: انتي بتقولي ايه يا نهار أسود ، رامي راح لجميلة دا الي أنا كنت خايف منه ، بسرعة يا صفاء نلحق البنت يا رب استرها يا رب 

التقط مختار مفاتيح سيارته وخرج يركض هو وزوجته الي شقة تلك المسكينة

________________________________


كانت بيت الوعي واللاوعي عندما شعرت ييده تحاول تمزيق ملابسها ، تعرف أنها لو استسلمت لاغمائها ستفقد الكثير 

جميلة بضعف: بابا ، بابا ، بابا ، رامي أنا هعملك كل الي أنت عايزة بس ارجوك هاتلي ماية 


رامي ساخرا: بس كدة من عينيا 

دخل رامي الي المطبخ فبدأت تتحرك بخطوات حاولت أن تكون سريعة قدر الإمكان أخيرا وصلت لبابا الشقة وضعت يدها على المقبض كادت أن تفتحه عندما وجدت تلك اليد تقبض على يدها 

رامي ساخرا: كدة يا جوجي دا أنا حتي جايبلك ماية ساقعة ، خدي اشربي 


مد يده بكوب المياة فامسكته جميلة وعلي حين غرة القته في وجه رامي وكسرت الكوب على رأسه 

رامي غاضبا: انتي مصرة إني آذيكي 

توالت صفعاته علي وجنتيها ترتطم مع كل صفعة علي الحائط أو قطعة من الأثاث 


جميلة بصراخ وبكاء : كفاية حرام عليك 

رامي غاضبا: أنا هوريكي يا بنت ال××××

كانت صفعة مدوية جعلتها ترتطم بقوة في طاولة الطعام ، لمحت علي الطاولة سكينة الفاكهة الصغيرة التقطتها سريعا في تلك اللحظة الذي كان يجذبهامن شعرها التفت اليه 

ليصرخ من الألم عندما انغرز نصل السكين في معدته 

نظرت له بذعر وخرجت تجري من شقتها

كانت تركض في الشوارع ليلا ممزقة الثياب تسيل الدماء من رأسها وانفها وشفتيها 

وصلت الي ذلك البيت فدقت الباب بقوة 

فتح صاحب البيت سريعا وهو يردد : يا ستار يا رب 

فتح باب المنزل لتتسع عينيه بصدمة: جميلة ايه الي حصلك يا بنتي

جميلة باكية: قتلته ، أنا قتلته ، قتلته 

لتسقط ارضا فاقدة للوعي 

___________________________________

وصل مختار ومعه صفاء التي كانت تحاول الاتصال بهاتف جميلة طوال الطريق ولكن دون مجيب

صعد مختار راكضا لاعلي ومن خلفه زوجته وجد باب الشقة 

مختار بقلق : جميلة ، يا جميلة يا بنتي ، جميلة أنا عمو 

خطي بعض الخطوات داخل الشقة ليتجمد مكانه من هول ما رأي ، حين وجد رامي ملقي علي الأرض غارقا في دمائه 

فاق علي صرخة زوجته باسم ابنهم : رررررامي


هبط بجانبه فوجده يأن من الألم 

مختار: جميلة فين ، عملت ايه في البنت 

رغم ما به من آلالم ولكنه أراد أن يحرق قلب والده علي فتاته المدللة التي يحبها أكتر منه حتي فرد بشر : اغتصبتها 

هز مختار رأسه نفيا بصدمة: لاء، لاء أنت ما عملتش كدة ، أنت ما ضيعتش أمانة عمك ، لاء يا رامي ، أنت ما عملتش كدة صح 


نظر له رامي بسخرية بالرغم ما به من آلام 

لينهال عليه مختار بالضرب المبرح وهو يصرخ فيه : لييييه ، ليييييه منك لله عملت كدة ليه يوم ما اقابل اخويا اقوله ايه ابني ضيع بنتك ، حررررام عليك


صفاء باكية: حرام عليك يا مختار كفاية الي هو فيه ، بسرعة نوديه لمستشفي 


مختار غاضبا: أنا مش هوديه في حتة هيفضل مرمي كدة زي الكلب 

أسرعت صفاء تقبل يده : أبوس ايدك يا مختار ، ما تضعيهوش مني كفاية الي أنا ضيعتهم عشانك ، ابوس ايدك يا مختار دا ابني الوحيد 


مختار غاضبا : جميلة فين

رامي ساخرا: هربت 

مختار بحسرة: قلبي وربي غضبانين عليك ليوم الدين من النهاردة لا أنت ابني ولا اعرفك ، اكراما ليكي يا صفاء أنا هطلبه الاسعاف 


تركهم مختار وخرج يبحث عن ابنه اخيه 

___________________________________


جميلة بسعادة وهي تدخل إلي منزلها: يا خلق هووو ، وبقيت دكتورة واتخرجت اخيرا ، لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة 


سعاد ضاحكة: يا بنتي اعقلي شوية ، دا منظر دكتورة يا ربي 

جميلة بسعادة: جري ايه يا سوسو يا عسل ، بقولك بقيت دكتوووووورة يا بشر ، واخيرا اتخرجت وما عدش ناقصني حاجة ما فيش دكتور ليه كلمة عليا ولا هدخل التلاجة 

سعاد ضاحكة: تلاجة ايه يا مجنونة انتي 

جميلة باسلوب مرعب : تلاجة الميتين ، نيهاهاهاها ( ضحكة شريرة ) 

سعاد ضاحكة: ربنا يهديكي يا بنتي 

جميلة مبتسمة: قوليلي بقي سيادة اللواء فين 

سعاد: في مكتبه يا حبيبتي 

جميلة: طب أنا هروح أرخم عليه لحد ما تحضريلي الغدا ، أن عصافير بطني تنوح جوعا 


ضحكت سعاد علي خفة ظل ابنتها الوحيدة فهي في نظرها ضحكة هذا البيت 


دقت جميلة باب مكتب والدها ودخلت 

هشام مبتسما: يا اهلا بجميلة الجميلات ، ها عملتي ايه جبتي الشهادة 

تهاوت جميلة علي الاريكة في مكتب والدها : اسكت يا أبو الاهشام يا اخويا دول طلعوا عونيا علي ما اخدتها منهم لله شئون الطلبة عارف يا بابا الولية الي في شئون الطلبة دي شبه مين

هشام : ولية!!!! ، شبه مين يا لمضة 

جميلة ضاحكة: روز زهرة الخريف المتفتحة الي في فيلم شركة المرعبين المحدودة 


هشام ضاحكا: مش هتعقلي ابدا ، يا حبيبتي دا انتي علي وش جواز 

جميلة: لن يحدث ، لن اتزوج ابدا

هشام مجاريا اياها : لماذا يا سيدتي الجميلة


جميلة مبتسمة : عشان أنا لما اتجوز ، هتجوز واحد شبهك وانت ما فيش شبهكك اتنين عشان كدة مس هتجوز أبدا ابدا 


قام هشام من مكانه وذهب وجلس بجانبها علي الاريكة فوضعت رأسها علي كتفه 


هشام بحنان: تعرفي يا جميلة ، نفسي ربنا يمد في عمري لحد ما اشوف ولادك واشيلهم علي ايدي 

جميلة سريعا: بعد الشر عليك يا بابا ما تقولش علي نفسك كدة والله هزعل ، طب ايه رايك بقي أنا مش هتجوز خالص عشان ما تقولش الكلام دا تاني 


ضمها هشام لصدره: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي

جميلة مبتسمة: ويخليك ليا يا رب 


كانت نائمة على الفراش تسبح في بحر ذكرياتها السعيدة ، بدأت تحرك رأسها بألم تتمتم بصوت منخفض : بابا ، ماما ، بابا ، رامي لالالا


فتحت عينيها بصعوبة تنظر حولها 

جميلة بألم: آه، أنا فين ، بابا ، يا ماما 

الرجل مبتسما: حمد لله على السلامة 

جميلة بألم: عمو ماهر هو ايه الي حصل

ماهر : أنا الي مفروض اسألك أنتي جيتي بليل حالتك فظيعة هدومك ووشك كله بيجيب دم وفضلتي تقولي قتلته ، قتلته وأغمي عليكي ، ايه الي حصل يا بنتي 


هاجمت الذكريات عقلها كالوحوش الضارية فانسابت دموعها من عينيها 

ماهر بقلق: مالك يا بنتي ايه الي حصل 

قصت عليه جميلة ما حدث وهي تبكي وترتجف من الخوف 

جميلة باكية: ضربته بالسكينة وجريت ، أنا خايفة يكون مات 


ماهر: ما تخافيش يا حبيبتي ، أنا هعرف إن كان عايش ولا لاء حالا وإن كان مات يبقي غار في ستين داهية ، ارتاحي انتي بس الدكتور قال انك نزفتي كتير ومحتاجة راحة


جميلة باكية: أنا مش هرتاح غير لما اعرف هو عايش ولا لاء 

هز ماهر رأسه إيجابا، امسك هاتفه واجري عدة اتصالات 

ماهر بضيق: عايش ، الجرح ما كنش عميق خالص ، دا يستاهل الحرق دا أنا هوديه في ستين داهية

جميلة سريعا: لاء يا عمو ، عشان خاطر عمي بلاش 

ماهر غاضبا: وهو ما عملش حساب لعمه الله يرحمه ليه وهو عايز يعمل فيكي كدة


اطرقت جميلة رأسها بقهر وبدأت في البكاء 

ماهر بحنان: جميلة خلاص يا حبيبتي كفاية عياط ، بابا الله يرحمه ما كنش بيحب يشوف دموعك 


جميلة باكية: سابوني لوحدي ، سابوني للدنيا تنهش فيا ، فين حضنك يا ماما 

ماهر بحزن: اهدي يا بنتي جميلة انتي بنت الشهيد اللوا هشام الدميري ما ينفعش تعملي في نفسك كدة


جميلة بدهشة: شهيد

ماهر : ايوة يا جميلة باباكي ما متش في حادثة باباكي اتقتل



الفصل الثالث


جميلة بدهشة: شهيد

ماهر : ايوة يا جميلة باباكي ما متش في حادثة باباكي اتقتل 

جميلة بصدمة: أنت بتقول ايه يا عمو بابا اتقتل ليه ومين الي قتله 

ماهر: أنا وباباكي كنا شغالين في قضية ، شبكة كبيرة تبع المافيا  بتاجر في كل حاجة مخدرات سلاح بودرة كل حاجة بالرغم من أن نشطها بدأ قريب من حوالي 3 سنين ، باباكي كان معاه معلومات ما فيش حد غيره يعرفها حتي أنا، جتله رسايل تهديد كتير عشان يسيب القضية ولكنه رفض فكان لازم يخلصوا منه 


جميلة باكية: ليه يا بابا ، كنت سبت القضية كنت سبتهم في حالهم ، أهم خدوك مني 


هشام بصدمة : انتي يا جميلة الي بتقولي كدة باباكي ضحي بنفسه عشان خاطر بلده 


جميلة بسخرية من بين دموعها: ضحي بنفسه ومات وماتت معاه المعلومات والشبكة زي ما هي وأنا الوحيدة الي خسرت أبويا وأمي ، وكنت هخسر شرفي بسبب رامي 


ماهر : جميلة أوعدك أني مش هسيب حق والدك والشبكة دي هنقبض عليها ، بس المشكلة المعلومات الي معاه لو بس الاقيها 


جميلة : أنا عايزة أروح 

ماهر بحدة: عايزة ترجعي لرامي تاني المرة دي ربنا ستر مين عارف المرة الجاية ممكن يعمل فيكي ايه 

جميلة بقلق: والعمل يا عمو

ماهر بعد تفكير : تسافري 

جميلة: اسافر ، فين ، لالالا أنا مش عايزة اسافر

ماهر: فترة مؤقتة يا جميلة ، لازم تبعدي عن الأنظار 

جميلة : أنظار مين وليه 


ماهر بحذر: بصي يا جميلة، شبكة المافيا عارفة أن ابوكي الله يرحمه معاه جزء كبير من Data بتاعتهم ، وبما أنه مات وهما مالقوش ال Data دي ، فالعيون كلها هتبقي عليكي انتي ، واحتمال وراد جدا انهم يخطفوكي عشان يوصلوا للمعلومات دي 


جميلة سريعا: ايوة ، بس أنا ما اعرفش المعلومات دي فين 


ماهر : هما ما يعرفوش انك ما تعرفيش مكان المعلومات  ، عشان كدة لازم تبعدي عن الانظار

مش لازم حد يعرف مكانك خالص ولا حتي عمك لأنهم اكيد مراقبين عمك


جميلة بخوف : بس أنا ما عرفش مكان استخبي فيه منهم 


ماهر : ما تقلقيش أنا محضرلك مكان امان تروحي فيه 

جميلة: فين يا عمو

ماهر: قرية ....... ، عمدة القرية دي تلميذ والدك 

جميلة: مش فاهمة ازاي يعني 

ماهر : العقيد جسور السيوفي ، عقيد سابق استقال من 3 سنين بعد ما مراتوا وبنتوا ماتوا 

كان تلميذ والدك، ووالدك كان بيعزه اوي 


جميلة : طب أنا هروح عنده أعمل ايه ، اقوله احمني 

ماهر بفخر : بصي يا جميلة طالما انتي دخلتي أرض جسور السيوفي انتي تلقائيا بقيتي في حمايته ، جسور ممكن يضحي بحياته عشان خاطر اهل قريته هو شديد أوي ، بس طيب ، اما هتعملي ايه انتي هتروحي تشتغلي في الوحدة الصحية في القرية هناك 


شردت عينيها بقلق من المستقبل المجهول 

ماهر: مالك سرحتي في ايه


جميلة بدموع: خايفة حياتي اتغيرت من بين يوم وليلة خسرت كل حاجة أمي وأبويا حتي ضحكتي خسرتها ، احساسي بالأمان راح ، حاسة إني عريانة وسط الناس 


ماهر بحزن: ما تقوليش كدة يا بنتي ، هو أنا روحت فين دا أنا وابوكي أصحاب من اكتر من عشرين سنة دي انتي كبرتي علي ايدي ، انتي بنتي يا جميلة انتي عارفة أن مراتي الله يرحمها ما كنتش بتخلف ، اكمل بحزم مصطنع وبعدين بقي هنفضل نعيط كتير علي فكرة هشام زعلان منك بجد 


جميلة باتنباه : بابا 

ماهر بتأكيد: ايوة هو جالي امبارح في الحلم وقالي انه زعلان منك عشان اللي انتي عملاه في نفسك دا ، وأنه هو وحشته ضحكتك ونفسه يوشوفها ، ومامتك كمان زعلانة منك عشان ما بتاكليش كويس شايفة وشك اصفر ازاي 


جميلة: هي ماما كمان جاتلك في الحلم 

ماهر بمرح : لاء بلغت صفية مراتي ومراتي جت في الحلم قالتلي ، انتي عيزاني احلم بامك عشان الاقي ابوكي بيولع فيا وفي الحلم 


خرجت منها ضحكة صغيرة رغما عنها 

ماهر مبتسما: ايوة كدة يا جميلة الجميلات 

جميلة بحزن : الله يرحمك يا بابا أنت وماما 

ماهر: المهم بقي يا ستي ، أنك تسافري في أسرع وقت ، أنا كلمت جسور وشرحلته طل حاجة الراجل رحب جدا وهتبقي تحت حمايته ومجهزلك بيت هناك قريب من الوحدة الصحية 

واهو بردوا تغيري جو عشان نفسيتك 


جميلة: الي تشوفه يا عمو ، بس أنا مش معايا هدوم ولا اي حاجة عشان اسافر بيها 


ماهر : ما تشليش هم ، أنا هجبلك كل حاجة 

المهم دلوقتي ان ابعدك عن هنا في أسرع وقت 

لحد ما نلاقي المعلومات الي هشام مخبيها 


هزت رأسها إيجابا ، فقام ماهر وخرج من الغرفة

استووووووووب 

( ماهر نور الدين صديق هشام المقرب لواء شرطة ، في السادسة والخمسون من عمره ، يحب جميلة كثيرا ويعتبرها كابنته ) 


أعد ماهر كل شئ احضر لها حقيبة بها بعض الملابس وبعض الطعام واعطاها بعض النقود 


ماهر: جاهزة يا جميلة 

جميلة: ايوة يا عمو ، بس ممكن اطلب من حضرتك طلب

ماهر : طبعا يا بنتي

جميلة: مش عايزة حد عمي مختار يعرف مكاني

ماهر : ما ينفعش اصلا يعرف مكانك مش عايزك تقلقي خالص 

هز رأسه إيجابا ومدت يدها تحتضن القلادة التي اعطاها والدها لها لتشعرها ببعض الأمان 


ماهر : يلا بينا الطريق طويل أوي من هنا للبلد 

هزت رأسها إيجابا وخرجت في جوف الليل هي وماهر استقلا سيارة اجرة الي محطة القطار 


ماهر: جميلة انتي هتركبي القطر دا وهتنزلي في .....


جميلة: حاضر يا عمو

ماهر : خلي بالك من نفسك يا بنتي ، صحيح خدي الموبايل دا الخط بتاعه متشفر عشان كا حدش يعرف يحدد مكانك ، لو احتجتيني في اي وقت اتصلي بيا مفهوم يا جميلة 


جميلة:، حاضر يا عمو

ماهر: في رعاية الله يا بنتي 

ركبت جميلة القطار انطلق بها بعيدا 

______________________________

بينما عاد ماهر الي بيته ما أن وصل حتي وجد باب المنزل يدق بلهفة ، ذهب وفتح فوجد مختار عم جميلة

ماهر : مختار خير في ايه

مختار: جميلة ، جميلة فين 

ماهر: جميلة وايه الي هيجيب جميلة عندي

مختار غاضبا : ما تستعبطش يا ماهر أنا واثق أنها عندك جميلة يا جميلة 

أزاح مختار ماهر من امام الباب ودخل يبحث عن ابنه اخيه في جميع انحاء المنزل وعندما لم يجدها ذهب الي ماهر وامسكه من تلابيب ملابسه 

مختار غاضبا: جميلة فين يا ماهر انطق

ماهر بحدة: قولتلك ما اعرفش ، روح دور عليها في حتة تانية 

مختار راجيا : أبوس ايدك يا ماهر ، أنا من امبارح بدور طمني بس عليها مش عايز اعرف مكانها أنا عايز بس اطمن عليها 


ماهر: جميلة بخير ما تقلقش

مختار بلهفة : طب هي فين 

ماهر : ما ينفعش اقولك أنت ناسي انك متراقب 

مختار سريعا : والله ما هقول لحد ولا حتي بيني وبين نفسي بس اعرف بس هي فين 


ماهر: جميلة عند جسور السيوفي 


اتسعت عيني مختار بذعر ترك ملابسه ماهر وعاد بظهره للخلف يهز رأسه نفيا بفزع: لا لا لا مستحيل بعت جميلة لجسور ، لا مش ممكن ، ازاي تعمل كدة


ماهر: جسور الوحيد الي هيقدر يحميها 

مختار غاضبا: جسور هيدمرها لما يعرف اني عمها 

ماهر: دا الحل الوحيد يا مختار 

_________________________________

بعد ساعات بالقطار وصلت الي محطتها المطلوبة ، وبالقليل من الاسئلة استطاعت الوصول الي المكان ، اعجبت بشكل القرية ونظامها وطيبة اهلها البادية على وجوههم 


جميلة لاحدي السيدات : لو سمحتي ، هي الوحدة الصحية الي هنا فين 


السيدة بود: انتي مين يا بتي 

جميلة: أنا الدكتورة الجديدة 

السيدة بترحاب : يا اهلا يا اهلا نورتي البلد يا بتي ، محسوبتك عطيات تمرجية في الوحدة الصحية 


جميلة بابتسامة صغيرة : اهلا وسهلا حضرتك معلش حضرتك ممكن تعرفيني طريق الوحدة


عطيات؛ طبعا دا انا بنفسي هوديكي لحد هناك 

سارت جميلة مع عطيات التي لم تكف عن الثرثرة حتي وصلوا الي مبني أبيض قديم مكونين من طابقين 

عطيات : ديه بقي الوحدة الصحية

جميلة: ايه المكان دا ، بقي هنا بيعالجوا المرضي دا المكان نفسه يجيب أمراض فين عمدة البلد دي ، دا ايه الاهمال دا


عطيات سريعا: سلام قولا من رب رحيم ، اسكتي يا بتي الله يخليكي جسور بيه ما هيرحمناش 


جميلة بضيق: جسور بتاعكوا دا علي نفسه مش عليا 

دخلت جميلة الي الوحدة وانهت اجراءات استلام عملها وذهبت الي قسم الأطفال لتباشر عملها 

_______________________________

في سرايا جسور 

كان جالسا في مكتبه عندما دق احد حراسه الباب 

جسور : ادخل 

دخل الحارس : جسور بيه الداكتوره الجديدة وصلت 

جسور : وبعدين 

الحارس : التمرجية عطيات وصلتها الوحدة الصحية ويعني يا بيه يعني 

جسور بحدة : انُطق ايه الي حُصل 


الحارس بخوف: قالت علي جنابك أنك مهمل لما شافت الوحدة الصحية 

هز جسور رأسه إيجابا بتوعد : طيب روح أنت 

خرج الحارس سريعا من الغرفة وترك خلفه عينيه اشتعلت من الغضب 


في الأعلي 

زين باكيا : زوري بيوحعني قوي يا اما 

سهر بفزع : جسمك مولع يا زين استني هروح اقول لخالك يبجبلك داكتور 

نزلت سهر سريعا لأسفل واقتحمت مكتب جسور بقلق

جسور بحدة : انتي اتجيني اياك يا سهر كيف تدخلي مكتبي اكدة


سهر باكية : احب علي يدك يا اخوي ، اطلبلي داكتور يجي زين تعبان جوي

جسور بقلق : تعبان ، حاضر حاضر

امسك هاتفه ليتصل بالطبيب ولكنه ما كاد يطلب الرقم حتي  التمعت في رأسه فكرة فاغلق الهاتف مرة اخري ونظر لاخته


جسور : لبسي زين هناخده ونروح الوحدة الصحية بيقولوا في داكتورة جديدة شاطرة قوي


هزت سهر رأسها إيجابا وصعدت لاعلي سريعا تبدل ملابس صغيرها 

بعد قليل كانوا يستقلون سيارة جسور منطلقين الي الوحدة 


في الوحدة كانت جميلة تحاول اقناع احدي السيدات ب

جميلة بتعب : يا افندم قولتها لحضرتك للمرة العاشرة دا محلول معالجة الجفاف ، مش بتاع البشرة الجافة والله

السيدة: يعني ما ينفعش احط منه علي وشي 

جميلة: والله العظيم ما ينفع 

وبعد طول شرح اقتنعت السيدة اخيرا واخذت العلاج ورحلت 

تهاوت جميلة علي كرسيها بتعب: يا نهار أبيض طلع عيني من كشف واحد ، شكلي هتعب هنا أوي 


دقات ثابتة منتظمة وكأن الفارق بين كل دقة مظبوط بالثانية 


جميلة: ادخل 

فتح الباب ليطل بقامته المهيبة ، سمعت صوت طرقات حذائه المنتظمة علي ارضية الوحدة ، ازدرقت ريقها بتوتر وقامت تقف وعلي شفتيها ابتسامة متوترة : ححضرتك دا قسم الاطفال 


رمقها بنظرات خاوية باردة بعثت فيها رجفة صقيع قوية ، ثم تحرك خطوتين فقط لتظهر من خلفه تلك السيدة وهي تحمل ذلك الطفل الصغير


دخلت سهر سريعا ووضعت زين علي سرير الكشف 

سهر بلهفة : الحقني يا داكتورة 

هزت جميلة رأسها إيجابا وشرعت في اداء عملها 

جميلة مبتسمة: افتح بؤك يا عسل 

امسك جميلة خافض اللسان لتري به لوزيتين زين

جميلة بمرح: امممم ، اللوز ملتهبة خالص شكلك شقي وبتاكل شيبسي وايس كريم كتير 


سهر بقلق : حالته ايه يا داكتورة طمنيني 


جميلة مبتسمة: ما تقلقيش حضرتك اللوز عنده ملتهبة عشان كدة مسخناه أنا هديله إبرة خافضة للحرارة 


حضرت جميلة الحقنة وذهبت ناحية زين

جميلة مبتسمة: يلا يا عسل شمر دراعك

زين بخوف: لع عتجوني 

جميلة مبتسمة: لاء خالص خد كلامي ثقة شكة صغننة خالص 

زين بخوف : بجد 

صدح صوته القوي الذي جعل قلبها يتنفض خوفا 

جسور : وبعدهالك يا زين من ميتا والرجالة بتخاف 

زين بخوف: حاضر يا خال 

شمر الصغير ذراعه طاعة لكلام خاله ولكنه لم يستطع أن يمنع خوفه الذي تحول لدموع 

جميلة مبتسمة: بس يا سيدي خلصنا ، امسح دموعك دي بقي

جسور بحدة: واااه وكمان هتعيط 


قامت جميلة تنظر له بتحدي : علي فكرة زين طفل من حقه يخاف ومن حقه يعيط

جسور: الرجالة عندينا لا بيبكوا زي الحريم ولا بيتوجعوا 


ضيقت جميلة عينيها بغيظ وعلي حين غرة داست بكعب حذائها علي قدمه ، فخرجت منه صرخة خفيفة متألمة

جميلة ساخرة : الرجالة عندكوا ما بيتوجعوش صح 

أسودت عينيه بغضب حارق .......


الفصل الرابع


ضيقت جميلة عينيها بغيظ وعلي حين غرة داست بكعب حذائها علي قدمه ، فخرجت منه صرخة خفيفة متألمة

جميلة ساخرة : الرجالة عندكوا ما بيتوجعوش صح 

أسودت عينيه بغضب حارق ، انطلقت شرارت الغضب تلقي بسهامها المرعبة علي قلبها 

جسور غاضبا: اخرسي  لولا انك حرمة كنت عرفت أرد عليكي زين بس مش جسور السيوفي الي يمد يده علي حرمه


جميلة غاضبة: ما تحترم نفسك يا استاذ أنت ايه حرمه دي 


جاسر غاضبا: اتقي شري يا داكتورة ، خافي تسلمي


جميلة بتحدي : مش جميلة هشام الدميري الي تخاف من واحد زيك 


ضرب بعصاه الابنوس الأرض وهدر غاضبا : الزمي حدودك يا داكتوره انتي اهنه في أرض جسور السيوفي واقفة علي ملكه 


عقدت ذراعيها امام صدرها واردفت بعند : والله المستشفي دي ملك الحكومة 


دوي صوت ضحكاته المجلجلة في ارجاء غرفة الكشف : علي رأي الأستاذ أحمد السقا إني اهنه الحكومة يا داكتوره ، افتكري كلامي كويس جسور السيوفي هو اهنه القانون يا داكتورة 


اقترب منها بخطوات بطيئة يتردد صوت عصاه الابنوس بجانب طرقات حذائه الفاخر الي أن وصل قريب منها فهمس بهسيس مستعر افتكري إسم جسور السيوفي كويس هيعلم معاكي عمرك كله 


نظرت له بسخرية تنافي دقات قلبها المرتجفة خوفا : اوعي تكون فاكر أنك هتخوفي بكلامك دا ، انسي 


جسور بحدة: طالما مش هتمشي علي قوانيني اخرجي من ارضي ، مالكيش حماية عندي ، روحي لعمك وولده يحموكي


هزت رأسها نفيا وهتفت سريعا: لالالا أنا آسفة ، آسفة ، بس ارجوك ما تخرجنيش من هنا 


نظر لها بدهشة لما كل هذا الخوف الذي تجسد في عينيها ماذا فعل بها عمها وابنه لتخاف منهم كل لهذه الدرجة ، لتتعلق بحمايته كالطفلة التائهة 


جميلة بخوف عندما طال صمته: حضرتك ساكت ليه 


رفع عينيه ينظر الي بريق الخوف الامع في عينيها بنظرات غامضة 


جسور بهدوء: هتلزمي حدودك وتمشي بقوانيني 

جميلة بطاعة : حاضر بس مش هسمحلك تهيني ولا تغلط فيا ، بابا قالي كله الا كرامتك اوعي حد يهينك ابدا 


جسور بإعجاب : اللوا هشام ربي زين ، يلا يا سهر 


كتبت جميلة للصغير زين بعض الادوية علي الروشتة الطبية واعطتها لسهر فحملت الصغير وخرجت من الغرفة ، بينما ظل مكانه يطالعها ببرود لدقيقة واحدة مرت عليها كأنها عمر كامل نظراته مخيفة باردة ، استدار بهدوء وخرج من الغرفة واغلق باب الغرفة خلفه 


تنهدت جميلة براحة : يا نهار أبيض ايه كينج كونج دا 

دق باب حجرتها ودخل الكشف الجديد فعادت تباشر عملها حتي تنسي أو بمعني ادق تتنساي ذلك الرجل المفزع 

____________________________________

في المستشفى 

بعد مرور أربعة وعشرون ساعة بدأ يفتح عينيه بصعوبة 

رامي بألم: آه ، أنا فين 

صفاء بلهفة: حمد لله على السلامة يا حبيبي حاسس بايه دلوقتي 

رامي بألم: وجع رهيب ، هو ايه الي حصل 


صفاء بحسرة: الدكاترة اضطروا يشليولك الزايدة لأن السكينة دخلت فيها 


رامي غاضبا: قسما بالله لاحبسها كانت عايزة تموتني 


صفاء بضيق: أنت كمان ليك عين تتكلم لولا أنك إبني وقلبي بيتقطع عليك لو حصلك حاجة ، أنا كنت سبتك زي ابوك ، اكملت برجاء أنت ما عملتلهاش حاجة يا رامي صح 


رامي بغل : لاء عملتلها ،اغتصبها ايوة اغتصبتها عشان أحرق قلب بابا عليها دايما جميلة هي الهادية الطيبة دايما يقولي ليه ما تبقاش زي جميلة أنت فاشل أنت صايع شوف جميلة اتعلم من أدبها واخلاقها هي متفوقة وأنت ساقط 


صفاء بصدمة: ياااه يا رامي أنت ما كنتش متخيلة أن جواك الغل والكره دا كله


رامي بغل : انتوا السبب ليه بتحبوها أكتر مني ، اديني ضيعتلكوا مستقبلها تشوف مين بقي هيرضي بيها 


مختار : هتتجوزها ورجلك فوق رقبتك ، هتكتب عليها وبعدها بساعة واحدة هطلقها منك انا مستحيل اسيب بنت اخويا تعيش مع حيوان كلب زيك 


رامي ساخرا: ات...ايه ، اتجوزها دا في المشمش أنا ما اتجوزش واحدة غلطت حتي لو معايا


مختار غاضبا: يا قذر يا حيوان مش كفاية أنك اغتصبتها هتتجوزها يعني هتتجوزها 


رامي ضاحكا بسخرية : مش هيحصل يا والدي العزيز مش هيحصل تعرف أنا عملت فيها كدة ليه عشان أحرق قلبك عليها 


مختار بصدمة: أنت أكيد مريض

رامي غاضبا: بسببك من وانا صغير وانت بتقارني بيها جميلة ، جميلة ، جميلة ، ايييييه هو أنا الي ابنك ولا هي ، أنا فاشل وصايع وساقط بسببك أنت وست جميلة بس أنا عرفت اخد حقي وانسي إني اتجوزها والا والله هفضحهالك 


رمق مختار ابنه بحسرة وندم ثم تركه وخرج من الغرفة 

______________________________

نرجع لجميلة كانت قد استنفدت طاقتها بأكملها بعد انتهاء دوام العمل ، أوصلتها عطيات للبيت القريب من الوحدة ، شكرتها جميلة ، دخلت الي منزلها تتطلع إليه 

وجدت غرفة صغيرة للنوم وصالة صغيرة بها طاولة خشبية مستديرة بجانبها كرسيين واريكة صغيرة كالتي تظهر في الأفلام القديمة ومطبخ صغير به بوتجاز بعينين فقط وبعض الأواني الأساسية فقط وحمام صغير ، تنهدت بتعب ثم ذهبت بخطي ببطيئة متعبة ناحية تختها الصغير ، القت بجسدها على الفراش ، تحدق عينيها في سقف الغرفة المتشقق ، ترقرقت الدموع في عينيها 


جميلة باكية: عاجبك كده يا سي بابا ، شايف جميلة اتبهدلت من بعدك ازاي ، هعيش ازاي من غيركوا ازاي بس ، دا أنت لما كنت بتخرج كنت بفضل صاحية لحد ما تيجي ما كنتش بعرف أنام غير لما أحس بوجودك معايا في نفس المكان ، وانتي يا ماما أنا زعلانة منك أوي مش انتي كنتي بتاخديني في حضنك لحد ما أنام ، لما كنت بحلم بكابوس كنتي بتجري عليا تخديني في حضنك وتفضلي تطبطي عليا لحد ما انام ، أنا خايفة أوي 


احتضنت تلك الوسادة الصغيرة تخبئ وجهها فيها بخوف 

جميلة بخوف: بابا 

كانت تشدد على احتضان الوسادة تريد أن تشعر منها ولو ببعض الأمان ، وفي النهاية استسلمت للنوم من شدة خوفها وبكائها 

__________________________________


في مكتب جسور كان يقف امام زجاج مكتبه ينظر للحديقة بشرود 

عقله مشغول بتلك الفتاة ، عنيدة قوية ، أم طفلة خائفة تائهة 

امسك هاتفه واتصل بهذا الرقم 

جسور: أنا عايز اعرف كل حاجة 

بعد مدة صمت 

جسور: أنا جايلك 

اغلق الخط واخذ مفتاح سيارته وانطلق بها الي ..............


__________________________________

مر أسبوع علي بقائها في تلك القرية ، أيامها متشابهه بدرجة مللة كئيبة ترهق نفسها نهارا  في العمل لعله يسكن ألم قلبها الذبيح 


قربت علي الانتهاء اخيرا من ذلك اليوم الشاق 

جميلة في نفسها : يا رب نخلص بقي أنا جعانة أوي أوي ، والاكل الي كان معايا خلص عايزة الحق اشتري اي حاجة أكلها 


دق باب مكتبها ودخل مدير الوحدة

جميلة: خير يا افندم

المدير: جميلة في حادثة حصلت قريب من هنا وهيجيبوا المصابين علي هنا ما تشميش قبل ما ينقلوا كل المصابين 

جميلة بصدمة: نعم ، طب وحضرتك

المدير: أنا مروح طبعا ، أنا المدير ولا ناسية  

رمقته بغيظ فقابل نظراتها بابتسامة سمجة سخيفة واغلق الباب خلفه 

جميلة بتعب: يا رب هي كانت ناقصة 


بدأت تتابع مع رجال الاسعاف وصول المصابين وتسرع بتضميد جراحهم هي وطبيب آخر وممرضتين الي أن انتهت عند منتصف الليل 


فخرجت من المستشفى تبحث عن محل مفتوح في تلك الساعة فمعدتها تكاد تصرخ من الجوع 

_________________________________ 

كان يسير شارد بين الحقول يتذكر حياته السابقة طفلته الصغيرة التي ماتت قبل أن تكمل عامها الأول زوجته التي احبها بصدق تلك القضية اللعينة التي كان يحقق فيها مع اللواء هشام ورامز زوج شقيقته وصديقه المقرب 

ليتنهي بهم الأمر بموت رامز وهشام وزجته نهي وابنته الصغيرة جميلة ، ويالها من صدفة فتلك المشاكسة العنيدة تحمل نفس اسم ابنته المتوفية 

تناهي الي اذنيه صوت نباح كلاب عالي ، رأي علي مرمي بصره شخص يركض تجاهه ، رد فعل طبيعي وضع يده في جيب جلبابه الداخلي واخرج مسدسه 

كاد أن يطلق النار ولكنه توقف عندما اقترب ذلك الشخص من النور ، فراها وكأنها خرجت من افكاره لتتجسد امامه كانت تركض وهي تبكي وخلفها نباح الكلاب يزيد 

____________________________________

كانت تسير شاردة تبحث وتبحث تريد أن تسكت ألم جوعها ، ولكنها لم تجد اي محل مفتوح ظهر امامها فجاءة من العدم مجموعة من الكلاب ، ازدرقت ريقها بخوف رجعت بظهرها للخلف ببطئ فداست قدمها علي حجر صغير ودون تردد التقطته وقذفته ناحية الكلاب فاغضبت ذلك الجمع الغفير فبداوا يركضون خلفها وهي تركض وتبكي ، الي أن اصدمت بحائط صلب ، دون تردد كانت تتمسك به بتلابيب جلبابه تخبئ رأسها فيه 


جميلة باكية: كلاب ، كلاب ،كلاب

رفع جسور مسدسه واطلق رصاصة في الهواء فهربت الكلاب وصرخت تلك الصغيرة المتعلقة بجلبابه كالعصفور الصغير 

جميلة صارخة: عااااا ، كلاب وضرب نار يا بابا الحقني 

جسور : احم

هزت رأسها نفيا وظلت متعلقة بجلبابه ، حمحم مرة أخري علها تفيق

جسور : احم احم 

جميلة باكية : ما تسبنيش يا بابا 

جسور: جميلة انا مش باباكي 

اتسعت عينيها بصدمة عندما سمعت صوته علي الرغم أنها سمعته مرة واحدة لكن نبرة صوته القوية لم تستطع نسيانها ابدا 


ابتعدت عنه سريعا تنظر ارضا باحراج

جميلة وهي تمسح دموعها بطرف كمها كالاطفال: أنا آسفة ، الكلاب كانت بتجري ورايا كتير ، كنت خايفة أوي 


جسور بضيق: وانتي بتعملي ايه برة بيتك دلوقتي

جميلة بدهشة: أنت بتتكلم زيي

جسور بحدة: شوف بتقول ايه عاد

جميلة سريعا: لا لالا خليك زي الأول يعني ايه عاد دي

جسور غاضبا: انطقي كنتي بتعملي ايه برة بيتك دلوقتي 

جميلة بعند: وأنت مالك هو أنت ولي أمري مش شغلك أعمل الي اعمله 

قبض علي رسغ يدها بعنف

جسور غاضبا: قسما بربي يا جميلة لو ما نطقتي لهديكي علقة تكسحك


سحبت يدها بعنف من يده : أنت مالك ما اسمحلش تتكلم معايا بالطريقة دي ، ما اسمحلش تمسك ايدي ثم اكملت ساخرة وبعدين مش سيادتك كنت بتقول مش جسور السيوفي اللي يمد يده علي حرمه ، عشان تعرف انك بتاع كلام وبس 


جسور في نفسه : اقتلها واتاويها في الدرة واخلص من طوله لسانها دا احسن حل ، استغفر الله العظيم يا رب 

جميلة ساخرة: ما تنطق ولا القطة كلت لسانك 

نظر لها ببرود دقيقة واحدة ثم رفع مسدسه ووضع فوهته عند رأسها

جسور: هعد لحد 3 لو ما نطقتيش هقتلك، 

انتي هنا في ارض جسور السيوفي تمشي علي قوانينه ، وأهم قانون هنا أن ما فيش واحدة ست تخرج من بيتها بعد المغرب ، واحنا دلوقتي نص الليل كنتي فين وبتعملي ايه 


اتسعت عينيها حتي كادت تخرج من مكانها من شدة الفزع 

جميلة بذعر: ااااااانننتتت مممججججنون 

جسور بهدوء: واحد 

انتظر بعض ثواني وأكمل بنفس الهدوء المميت اتنين ، شعرت بان لسانها قد شل حاولت الكلام ولكن دون فائدة

جسور بهدوء: 3 انتي الجانية علي نفسك


جميلة بتكرار : كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة 


جسور بحدة: بس انتي علقتي وبتعملي ايه في الصحة لحد دلوقتي


جميلة: والله المدير السبب كان في حادثة وما رضيش اخليني اروح عشان المصابين لما يجيوا

جسور بضيق: طب وهو

جميلة: روح من بدري

جسور بتوعد : ماشي وحياة أمك يا نبيل الكلب لاوريك ، عاد ينظر لها بحدة : طب وانتي ايه الي جايبك هنا ما روحتيش ليه مش السكن جنب الصحة


صمتت باحراح وبدأت تفرك يديها بتوتر 

جسور غاضبا: ما تنطقي 

رفعت عينيها التي امتلأت بالدموع تنظر له بضعف وهمست باحراج: أنا جعانة 


طفلة كلمة تردد صداها داخل كيانه كله التي تقف امامه الآن ليست سوي طفلة صغيرة خائفة جائعة ، تخيل جميلة ابنته الصغيرة تقول له تلك الجملة ماذا سيكون رد فعله ، لما يشعر ناحية تلك الفتاة باحساس الأبوة الغائب عنه 

اعاد مسدسه الي مكانه في جيب جلبابه 

جميلة باحراج : أنا بس كنت بدور على محل اشتري منه اي حاجة للصبح 


جسور بحنان : ايه رايك تيجي معايا السرايا ، أنا عازمك علي العشا


جميلة غاضبة: أنت قليل الأدب ومش متربي 

هبط كفه على وجنتها دون سابق إنذار بعد جملتها الحمقاء تلك 


وضعت يدها على وجنتها بألم أسرعت تركض من امامه وهي تبكي سمعت صوته القوي يصدح باسمها فاسرعت اكتر حتي تبتعد عنه 

تذكرت رامي وكم الصفعات التي هوت علي وجنتيها بسببه فبدأت تنتحب ويعلو بكائها الي أن وقفت فجاءة عندما شعرت بقبضة يده تقبض علي رسغ يدها 

جميلة بصراخ وبكاء : ااابعد عني بقي كل دا عشان قولتلك إن أنا جعانة فكرني رخيصة وعايز تاخدني سرايتك 

جسور غاضبا: اخرسي بقي انتي مجنونة والله أنا غلطان اني قولت اعمل فيكي معروف بس طلعتي متخلفة هنيل بيكي ايه في سرايتي مش جسور السيوفي الي يغضب ربنا ولو كنتي اجمل ست في الدنيا  


جميلة باكية: سيب ايدي بقي بتوجعني 

ترك رسغ يدها فضمته لجسدها تدلكه برفق 

جسور: طب خلاص بطلي عياط ، انتي عايزة ايه دلوقتي 

جميلة باكية كالاطفال : عايزة بابا 

جسور بحزن: الله يرحمه ، جميلة انتي مش طفلة والدك مات والي بيموت ما بيرجعش صح


هزت رأسها إيجابا بحزن فاكمل هو : هتعملي ايه

جميلة: هروح انام 

جسور : مش بتقولي جعانة يا جميلة اسمعي الكلام والله سهر وزين والخادمين في السرايا 


هزت رأسها نفيا بتصميم فتنهد بتعب : خلاص تعالي نشوف محل مفتوح  ، امسحي دموعك بقي 


مسحت دموعها بطرف كمها وابتسمت ابتسامة صغيرة 

جميلة: شكرا 

هز رأسه إيجابا ، بدآ يسيران بين الحقول 

جسور: يا جميلة والله العظيم ما فيش محلات فاتحة في البلد دلوقتي المحلات كلها بتقفل بعد المغرب


جميلة: هو أنت ازاي بتتكلم زيي

جسور: انتي ليه بتعمملي معايا علي إني جاهل ، أنا عقيد سابق يا جميلة قضيت معظم حياتي في القاهرة فبعرف اتكلم زيك عادي 


هزت رأسها إيجابا ظل يبحثان بعض الوقت دون فائدة

جميلة بتعب: أنا تعبت وما فيش محلات فاتحة، أنا آسفة إني عطلت حضرتك معايا عن إذنك

جسور؛ رايحة فين 

جميلة: هروح انام وابقي اجيب أكل الصبح بقي وخلاص

جسور؛ طب تعالي معايا 

وقبل أن تعترض كان قد سحب يدها خلفه واركبها سيارته وركب بجانبها

جميلة غاضبة : ايه الي أنت عملتوا دا ، أنت مجنون نزلني 


جسور غاضبا: بطلي رط عاد 

جميلة غاضبة : أنا مش بط أهو انت الي بط وستين بط كمان

جسور ضاحكا: اسكتي يا جميلة الله يرضي عليكي 

جميلة : أنت واخدني فين 

نظر لها ببرود ثم شغل سيارته وانطلق بها 

جميلة: أنت واخدني فين  يا استاذ يا حج

رفع جسور حاجبه بدهشة : حج ليه انتي شيفاني كام سنة 

جميلة بتفكير: 45 ، 50 

جسور بدهشة: كاااااام ليه ، شيفاني مركب طقم سنان ولا بمشي بعكاز 

اشارت جميلة الي عصاه الابنوس السوداء


جسور: يا هطلة عمدة البلد معاه عصاية زي دي في ايده حتي لو عنده عشرين سنة


جميلة : طب أنا عايزة أروح ، أنت واخدني علي فين 

جسور غامزا بوقاحة: علي السرايا

الفصل الخامس


جميلة : طب أنا عايزة أروح ، أنت واخدني علي فين 

جسور غامزا بوقاحة: علي السرايا 


جميلة بفزع: ايييه ، أنت بتقول ايه نزلني نزلني امسكت بباب السيارة تحاول فتحه 

جميلة بصراخ: افتح الباب دا ونزلني

لم يعرها انتباهنا كان يقود بهدوء وهو يطرق باصابعه علي المقود يصفر باندماج 

جميلة بدموع: عشان خاطر ربنا ، سيبني أروح 

نظر لها بطرف عينيه وعاد ببصره الي الطريق 


فبدأت تدق على الزجاج وتصرخ : الحقووووني يا ناااااااس ، حد يلحقنيييييي ، الحقونييييييي


جسور بهدوء: صرخي من هنا للصبح الازاز عازل للصوت


ضيقت عينيها بغيظ دون سابق انذار انقضت باسنانها علي ذراعه الممسكة بالمقود

جسور بحدة: ااااه ، اوعي يا زفتة يخربيتك هنتقلب 

ظلت السيارة تنحرف بهم يمينا ويسارا ، وجميلة تغرز اسنانها في ذراع جسور الذي يحاول السيطرة علي حركة السيارة

جسور غاضبا: يا متخلفة سيبي ايدي هنتقلب 

ضعط جسور علي مكابح السيارة بقوة فتوقفت فجاءة قبل أن ترتطم بتلك الشجرة الكبيرة

جسور غاضبا: انتي غبية ومتخلفة افرضي كنا اتقلبنا 

جميلة غاضبة: أنا مش هسمحلك تاخدني سراياتك أنت فاهم 


جسور بحدة وهو يشير ناحية رأسها: انتي مخك دا فيه فردة جزمة ، لا والله دا حتي فردة الجزمة ليها لازمة عنه ، هنيل بيكي ايه في سراياتي ثم نظر لها بسخرية مش شايفك ملكة جمال ، دا الفرق بيني وبينك شنب


بدأت جميلة تشعر بالدوار من شدة جوعها 

جميلة بضعف: ارجوك روحني البيت 

جسور: انتي كويسة

هزت رأسها إيجابا ببطئ 

ادار جسور المقود وانطلق الي الطريق العام

جميلة بدهشة: أنت واخدني علي فين ، اتسعت عينيها بخوف فجاءة ، أنت هترجعني لعمي لالا خلاص انا آسفة مش هضايقك تاني ، مش هجوع تاني مش هعمل حاجة خالص


جسور بصدمة: جميلة هما عمك وابنوا عملوا فيكي ايه مخوفك كدة منهم 


اشاحت بوجهها ناحية النافذة ورغما عنها فرت الدموع من عينيها عندما تذكرت رامي وما كان يحاول فعله بها دوي صراخها في اذنيها

( كفااااية بقي حرام عليك )


انتفض جسدها بفزع عندما وضع يده على كتفها 

جسور: اهدي ، اهدي احنا وصلنا 

نظرت الي ما يشير فوجدته يقف امام محل لبيع الأطعمة الأساسية( محل زي هايبر وكارفور والمحلات دي ) 


نزلت من السيارة بصمت فنزل خلفها ودخلا الي المحل 

جميلة مبتسمة ببراءة: شكرا بجد


دخلت الي المحل لاحظ جسور أنها تشتري الكثير من اكياس المعكرونة من نوع واحد فقط ( اسباجيتي ) ثم اخذت بعض علب الصلصة وعلبة عصير اناناس 


جسور: بس كدة مش عايزة حاجة تاني 

هزت رأسها نفيا: لاء كدة كفاية 

ذهبا ناحية ( الكاشير ) وضعت جميلة المشتريات امامه 

البائع : الحساب ...

تلقائيا اخرجت محفظتها لتدفع النقود فوجدته يرمقها بنظرات نارية 

اخرج جسور محفظته من جيب جلبابه واعطي البائع النقود

جسور بلهجته الصعيدي: خلي الباقي عشانك

البائع بسعادة: تعيش يا بيه ، ربنا يخليلك المدام 


اعطي الرجل المشتريات لجسور فامسكها باحد يديه واليد الاخري قبضت على رسغ يد تلك الحمقاء يجرها خافه ذهب الي السيارة ، ذهب الي السيارة فالقاها فيها وركب خلف المقود


جميلة غاضبة: مين الي اداك الحق انك تدفعلي حساب حاجتي

جسور غاضبا: انتي تخرسي خالص ، بتطلعي فلوس تدفعي وانتي واقفة جنبي ليه واقفة جنب سوسن 


ابتلعت ضحكتها بصعوبة واكملت بغضب: والله دي حاجتي يعني أنا الي ادفع تمنها


جسور بضيق: اللهم طولك يا روح ، بت انتي اخرسي كلامك بيعصبني 


جميلة: بت اما تبتك لو كنت حمار كنت ركبتك لكن أنت جاموسة 


اتسعت عيني جسور بصدمة ودهشة : يا نهار ابوكي اسود أنا يتقلي الكلام دا ، طب اعمل فيكي ايه اقتلك واتاويكي ولا اديكي علقة تكسحك ولا اقطع لسانك المتبري منك دا ولا اعمل ايه 


جميلة بثقة : ولا تقدر تعملي حاجة 

تراقصت ابتسامة خبيثة علي شفتي جسور فخلع عبائته التي يرتديها فوق جلبابه والقي بعمته علي الكنبة الخلفية وشمر عن ساعديه 


جميلة بخوف: أنت ليه بتعمل كدة 

جسور وهو يبحث خلفها: هي راحت فين ، فين ، أهي لقيتها 


كانت مسطرة خشبية نسيها زين في سيارته صباح اليوم وهو يوصله لمدرسته 

جذب جسور كف يدها وفرده 

جسور: مش انتي بتتصرفي زي الاطفال تتعاقبي زيهم 

ضربها علي يدها بالمسطرة الخشبية لم يكن يعرف أنه ضربها بقوة الا عندما صرخت بقوة 


جميلة صارخة من الألم: اااااه بتوجع بتوجع أنا آسفة والنبي خلاص بتوجع 


شعر بالحزن عليها ولكنه لم يبدي ذلك 

جسور بحدة: كل ما تطاولي لسانك الي عايز قطعه دا هتضربي فاهمة 


هزت رأسها إيجابا عدة مرات سريعا فادار المقود وانطلق الي منزلها 

جسور: خدي الحاجة وخشي يلا 

جميلة بعند: لاء مش هاخدهم واعلي ما في خيلك اركبه 

ثم نزلت سريعا من السيارة تهرول ناحية منزلها ، ما أن دخلته حتي اغلقت الباب سريعا

ووقفت خلفه نظرت لكف يدها المحمر من ضربته

جميلة بغيظ : ماشي يا جسور يا أنا يا أنت 


دقات خفيفة علي باب منزلها 

جميلة: مين

جسور: هيكون مين يعني ، افتحي يا جميلة

جميلة: مش هفتح 

جسور: يا بنتي افتحي بقي تعبتيني الساعة داخلة علي اتنين عايز اروح انام


فتحت الباب فتحه صغيرة ووقفت امامها تضع يدها علي خصرها بضيق : نعم عايز ايه

جسور بحدة: شيلي ايدك من وسطك وما تقفيش الواقفة دي تاني بدل ما اكسرلك ايدك ورجلك


ازدرقت ريقها بخوف ، فمد يده لها بمشترياتها 

جسور: خدي 

جميلة بعند: لاء ، طالما ما دفعتش تمنهم يبقي مش هاخدهم 

جسور بهدوء: جميلة احنا هنا في الصعيد ما ينفعش تدفعي وأنا واقف عيب في حقي ، يا ريت تفهمي دا خدي بقي وسيبني اروح اكلي لقمة عشان أنا كمان جوعت بسببك


جميلة مبتسمة ببراءة : أنا بعمل مكرونة حلو أوي تيجي تاكل معايا


جسور بابتسامة صغيرة: بلاش أحسن

جميلة سريعا: ليه بس مش هتاخد اكتر من عشر دقايق ، تعالا تعالا 

دخل جسور الي البيت 

جسور: احم ، احم يا رب يا ساتر 

تركت جميلة الباب مفتوح ودخلت ناحية المطبخ سريعا وبدأت تعد الطعام

لتشرد في ذكري قديمة


سعاد : يا بنتي حرام عليكي انتي ما بتزهقيش من المكرونة لاء وبتاكلي نوع واحد بس 


جميلة: الله يا ماما بحبها 

هشام ضاحكا: سيبيها يا سعاد

سعاد: يا هشام ما بتاكلش خالص دا احنا لة عصرناها هتنزل مكرونة 


جميلة: سامع يا بابا

هشام بحنان: ماما خايفة عليكي يا حبيبتي ، اسمعي كلامها ماشي

جميلة مبتسمة: حاضر يا بابا 

هشام: صحيح يا جميلة المرة الجايه وانتي بتعملي المكرونة ما تبقيش تكسري العيدان

جميلة: اشمعنا 

هشام ضاحكا: يمكن تطولي شوية 


فاقتمن شرودها بنزول دموعها الحزينة من عينيها 

جميلة بحزن: وحشتوني أوي ، ربنا يرحموكوا ويصبرني علي بعدكوا 


في الخارج كان جسور جالسا على كرسي صغير يتطلع حوله بشرود وذلك الصوت يتردد في عقله

( أنت متأكد من الي أنت بتعمله دا ) 


خرجت جميلة بعد قليل في يدها طبقين من المعكرونة وضعت امامه طبق وامامها طبق ، ثم ذهبت واحضرت كوبين من عصير الاناناس 


جميلة باحراج : معلش بقي مكرونة سادة لوحدها 


جسور بابتسامة صغيرة: ولا يهمك 

شرع في الاكل هو في الاساس يكره المكرونة بشدة ولكنه حتي لا يحرجها اخذ القليل ووضعهم في فمه ، تلك المرة الأولي التي يتذوق فيها معكرونة بهذا الشكل كان بها نكهه غريبة لذيذة مرحة لا يعرف ولكنه أحب تلك المعكرونة الآن ، بدأ يأكل باستمتاع وكأنه يتذوق ذلك الطعام للمرة الأولى ،  حانت منه


التفاته خاطفة ناحيتها فوجدها تاكل بشراهة مثل الطفلة الجائعة ، تلوث فمها ببقع الصلصة 

بدت كالطفلة وهو متطعش لاحساس الأب الذي يحاول قتله وتلك الفتاة تيحيه


جسور: جميلة 

رفعت وجهها الملطخ بالصلصة ناحيته تنظر له باهتمام فاكمل : انتي عندك كام سنة 

جميلة بلامبلاة: 85

ثم عادت تأكل بشراهة مرة أخري 

جسور ضاحكا: 85 ، لا بجد عندك كام سنة

جميلة: 25 سنة 

جسور: طب ينفع عروسة كبيرة عندها 25 سنة تلحوس بوقها كدة وهي بتاكل 

جميلة بحزن فقد تذكرت أن والدها دائما ما كان يقول لها تلك الجملة : معلش انا آسفة 


جسور: مالك يا جميلة ، أنا ما كنتش اقصد ازعلك انا بس....

جميلة مقاطعة: أنا مزعلتش من حضرتك 

جسور: اومال مالك

جميلة بدموع: بابا وماما وحشوني أوي 

جسور بحزن: أنا كمان بنتي وحشتني أوي ربنا يرحمهم ، تيجي نتفق إتفاق


نظرت له باستفهام فاكمل : انتي تعتبريني بابا وانا اعتبرك جميلة بنتي ، اصل بنتي الله يرحمها كان اسمها جميلة ، ايه رأيك


جميلة: مش هينفع 

جسور: ليه 

جميلة بخجل : مش هينفع اقولك 

جسور: ايه دا انتي بتتكسفي زي البنات 

جميلة بغيظ: قصدك ايه

جسور : ما قصديش يا ستي احسن تتحولي وتكليني مع المكرونة الي نسفتيها 


احمرت وجنتيها بغيظ كادت أن ترد ولكن قاطعها صوت رنين هاتفه

جسور: السلام عليكم

سهر؛ وعليكم السلام ، أنت فين يا اخوي ، قلقتني عليك 

جسور: أنا زين يا سهر ما تخافيش ، روحي انعسي أنتي وأنا جاي طوالي 

سهر: كيف انعس من غير ما احضرلك الوكل ، دا أنت يا حبة عيني علي لحم بطنك من صباحية ربنا 

جسور بحدة: وبعدين وياكي يا سهر قولت روحي انعسي اني كلت الحمد لله 


سهر :.حاضر يا اخوي ، تصبح على خير

جسور: وانتي من اهله 

______________________________

في مخزن مهجور يقف رجلان يبدو الشر اليفا اذا ما قورن بهما 


الرجل الاول : وبعدين يعني لسه ما لقتش البنت 


الرجل الثاني : لسه يا باشا احنا قلبنا عليها الدنيا ، هجمنا علي الشقة ما لقنهاش قلبنا الشقة علي المعلومات الي هشام الي خدها مننا


الرجل الاول غاضبا: يعني ايه الكلام دا ، تقب وتغطس وتطلعلي بالبت انت فاهم 


الرجل الثاني: حاضر يا باشا في اسرع وقت هتكون قدامك  

__________________________________

في شقة مختار 

عاد رامي اخيرا الي منزله ، ادخلته والدته الي غرفته وذهبت ناحية زوجها 


صفاء: مختار ، مختار 

فاق مختار من شروده القلق : هاااا ، خير يا صفاء 

صفاء باسي: لسه ما لقتش جميلة 

مختار: لاء يا صفاء لسه منه لله ابنك علي الي عمله فيها 

صفاء: انت بتكذب يا مختار أنا عرفاك بتحب جميلة قد ايه ولو كنت فعلا ما لقتهاش زي ما بتقول ما كنش زمانك قاعد هادي كدة 


مختار بحذر : قصدك ايه يا صفاء

صفاء : انت عارف جميلة فين صح ولا غلط مختار بضيق : ما اعرفش ، قولتلك ما اعرفش 


صفاء برجاء : عشان خاطري يا مختار طمني بس عليها ، قولي بس هي فين مش عايز اعرف حاجة تانية 


مختار بضيق : عايزة تعرفي جميلة فين ، اقولك جميلة عند جسور السيوفي 


اتسعت عيني صفاء بفزع : اننتت بتتقول ايه جميلة عند جسور ، عند ابني


تكملة الرواية من هنا اااا

تعليقات

التنقل السريع