القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جسور جميله الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم دينا جمال

 رواية جسور جميله الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم دينا جمال




رواية جسور جميله الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم دينا جمال



الفصل السادس


مختار بضيق : عايزة تعرفي جميلة فين ، اقولك جميلة عند جسور السيوفي 


اتسعت عيني صفاء بفزع : اننتت بتتقول ايه جميلة عند جسور ، عند ابني

هز مختار رأسه إيجابا بحسرة 

صفاء بفزع: طب طب هو يعرف أنها بنت اخوك يعرف انك عمها

مختار: اكيد يعرف دي حاجة مش صعبة علي جسور انه يعرفها 

صفاء بفزع: هينتقم مننا فيها أنا عرفاه جسور نسخة من سليم 

مختار غاضبا: قسما بربي لو فكر يأذيها لهقلته 

صفاء سريعا: لاء يا مختار أحب علي يدك دا ولدي 

مختار بحدة : ودي بنت اخويا ، وصاني عليها قبل ما يموت ، كفاية أوي الي رامي عمله فيها مش هيجي جسور دا كمان يكمل عليها 


صفاء: طب روح هاتها هنا وابعدها عنه وخلاص

مختار : ما ينفعش ماهر قالي إني متراقب وإن الناس الي قتلوا هشام بيدوروا علي جميلة في كل حتة 

صفاء: طب خليني اكلم جسور ، افهمه ان البنت مالهاش ذنب

مختار غاضبا: تاني يا صفاء بقالك كام سنة بتحاولي تتصلي بيه كل مرة يقفل السكة في وشك ، كل مرة يقولك أنا امي ماتت ، آخر مرة فاكرة قالك 

انسابت الدموع من عيني صفاء وهي تتذكر آخر مرة كلمت فيها ابنها 

" صفاء بلهفة: جسور ، يا حبيبي انا امك 

جسور بحدة: انتي ما هتزقيقش قولتلك أنا امي ماتت 

صفاء بلهفة: لاء يا ابني اسمعني بس 

جسور بحدة: اوعاكي تتصلي اهنه تاني ، أنا امي ماتت يوم ما حطت راسنا فى الطين وهربت من أبوي


ثم أغلق الخط في وجهها لتنهار صفاء باكية من قسوة ابنها 


فاقت من شرودها علي يد مختار تربت علي كتفها برفق

مختار برفق: أنا آسف يا صفاء ما كنتش اقصد ازعلك ، أنا بس قلقان أوي علي جميلة ومش عارف جسور ممكن يعمل فيها ايه 


صفاء باكية: أنت عارف أنا بحب جميلة اد ايه وعارف اني بعتبرها بنتي الي ربنا عوضني بيها عن سهر عشان كدة بقولك خليني اكلم جسور 


مختار : لاء يا صفاء كل مرة بتكلميه بيهينك ويقفل السكة في وشك المرة دي لاء يا صفاء أنا هتصرف 


اتسعت ابتسامته الخبيثة وهو يقف خلف الباب 

كان يريد فقط أن يطلب من والدته بعض الماء فسمع القصة كاملة عاد ببطئ يتسند علي قطع الاثاث الي أن وصل الي فراشه فتسطح عليه 


رامي مبتسما بخبث: دي احلوت أوي ، يعني ماما كانت متجوزة وأنا عندي أخ جسور ، وجميلة عند جسور ، وجسور بيكره ابويا وأمي لسبب ما اعرفوش ومش لازم اعرفه وماما بتقول إن جسور هينتقم منهم في جميلة 

حلو أوي يبقي أنا لازم أوصل لجسور في أسرع وقت قبل هما ما يوصلوله وعلي رأي المثل أنا واخويا علي ابن عمي قصدي علي بنت عمي 


التقط رامي هاتفه سريعا 

هاني بمرح؛ ابو رامي حبيب قلبي يا كبير

رامي : ما هو أنت لو بتسأل يا واطي كنت عرفت اني في المستشفي صحوبية معفنة 


هاني: في المستشفي ليه ياض ، أنت مش قولتلي انك رايح للعروسة وفضلت تقولي الليلة ليلتي وهاخد حقي ايه بقي الي وداك المستشفي


رامي بغل: بنت ال××××× ضربتني بالسكينة وهربت 

هاني : لا واحدة واحدة عليا يا شقيق وفهمني 

قص عليه رامي ما حدث 

هاني ضاحكا بشماتة : مش قولتلك أجي اساعد قولتلي لاء أنا هعرف اتصرف لوحدي ، شوفت الي ياكل لوحده يزور وبصراحة بنت عمك دي صاروخ كانت طالعة من عيني ، بس أنت لازم تاخد حقك دي علمت عليك 


رامي : عشان كدة أنا اتصلت بيك ، أنا طالب منك خدمة 

هاني : رقبتي طبعا بس أنت عارف كله بتمنه 

رامي: عارف ما تقلقش ، أنا عايزك تجبلي عنوان جسور السيوفي 


هاني : مين دا ياض 

رامي : بعدين يا هاني هقولك المهم أنا عايز العنوان في اسرع وقت يا هاني 

هاني : آمين ، اديني يومين تلاتة والعنوان يبقي عندك بس ما تنساش الشخاليل 

رامي بضيق : يا عم مش ناسي ، ما تتأخرش فاهم 

هاني : فاهم ، سلام يا صاحبي


اغلق رامي الخط شردت عينيه بغل وهو يتذكر 

Flash back


دخل الي منزله متوترا ببقبض علي تلك الورقة في يده ، تقدم حيث يجلس أبيه 

مختار : هاااا ، البيه عمل ايه 

رامي بتوتر : اصل انا يعني اصل النتيجة 

خطف مختار تلك الورقة من يد رامي 

مختار بحدة: وريني 

فتح مختار الورقة لتتسع عينيه بصدمة 

مختار غاضبا: 60% ، يا فاشل يا صايع بعد كل التعب والفلوس الي اتصرفت في الدروس جايب في الاخر 60% دول يدخلوك ايه ما تنطف 

رامي بتوتر: يا بابا أنا قولتلك أنا ما بحبش الفيزيا والكيميا والاحياء وأنت الي اصريت ادخل علمي علوم زي جميلة بنت عمي 


صفعه والده علي وجهه بقوة : اخرس يا فاشل أنت فين وجميلة بنت عمك فين ، أنت عارف جميلة جابت كام 98،5 رفعت راسي أنا وابوها ، إنما أنت صايع وفاشل غور من وشي 


كان يضع يده على خده الذي صفعه والده ينظر له ودموعه حبيسة في عينيه ، زاد كرهها في قلبه أكثر هو بالأساس يكرهها ويكره حب والده لها ، أقسم في تلك اللحظة علي أن ينتقم منها شر انتقام علي ما يحدث له بسببها 

Back

رامي بغل: يا أنت يا انتي يا جميلة ، مش هسيبك لو آخر يوم في عمري هدمرك 


____________________________


وقفت في مطبخها الصغير تغسل الاواني بعد رحيله فقد استأذن مباشرة بعدما اتصلت اخته به 

تذكرت كلماته بعدما خرج من منزلها

Flash back

جسور: تصبحي على خير 

جميلة : وأنت ما اهله متشكرة أوي يا جسور بيه علي مساعدتك 

جسور: انا الي متشكر علي العشا الجميل دا 


جميلة باحراج: عشا ايه بس دا كان طبق مكرونة 

جسور: واااه ومالها المكرونة نعمة ربنا كلها زينة 

ابتسمت ابتسامة صغيرة وهزت رأسها إيجابا 

جسور: اتلفحي بالغطا زين اهنه الجو بيسفح هوا دلوقيت 

قطبت حاجبيها بدهشة فهي لم تفهم حرف واحد مما قال 

جميلة: ايه 

جسور بضحكة صغيرة: قصدي اتغطي كويس الجو برد في الصعيد عن القاهرة 


جميلة بتلقائية : حاضر يا بابا ، أنا آسفة قصدي يا جسور بيه 


نظر لها احدي نظراته الغريبة المبهمة ولم يرد علي تلك الجملة 


جسور: اقفلي الباب عليكي كويس ويلا خشي تصبحي على خير

جميلة: وأنت من اهله 

دخلت جميلة واغلقت الباب خلفها جيدا واستندت بظهرها عليه وعلي شفتيها ابتسامة صغيرة 


لمحت عصاه الابنوس السوداء موضوعه بجوار الطاولة 

جميلة : ايه دا ، دا نسي عصايته 

فتحت الباب سريعا لتنادي عليه 

جميلة : جسور بيه 

التفت حولها فوجدته بالفعل قد غادر ، فعادت تغلق الباب مرة اخري

جميلة : طب وأنا هعمل ايه دلوقتي ، أنا مالي مش هو الي نسيها يبقي يجي ياخدها ، أنا هروح اغسل المواعين احسن

Back

انهت غسيل الاطباق واتجهت الي غرفتها لتنام فوجدت عصاه مكانها ، ذهبت ناحيتها وامسكتها بين يديها 

جميلة بضيق: هي مالها تقيلة ليه كدة 

ارتسمت ابتسامة عابثة علي شفتيها فانتصبت في وقفتها وامسكت العصاه كما يفعل ورفعت راسها لاعلي بشموخ 

جميلة : هو كان بيقول ايه ، ايوة كان بيقول انتي ايه هنا لاء كان بيقول حاجة تانية انتي اهنه ايوة صح اهنه ، احم احم

انتي اهنه في أرض جميلة السيوفي 

جميلة ايه أنا بدأت اهيس اسمه جسور ، احم احم كلاكت تاني مرة

انتي اهنه في أرض جسور السيوفي

جدو جسور ههههه شكلوا عجوز اصلا ويقولي أنا عندي 35 سنة دا تلاقي عنده 95 سنة وبيستعبط ، يلا أنا مالي أنا هروح انام 


استندت علي عصاه الابنوس تقلده وهو يمشي الي أن وصلت الي غرفتها فوضعت عصاته بجانب فراشها واستقلت علي الفراش لتغط في نوم عميق 

________________________________

وصل جسور الي سراياته فوجد اخته مازالت مستيقظة تنتظره

جسور بضيق : كنت خابر انك ما هتنميش 

سهر : أنام كيف يا اخوي وأنت برة ، هروح اسخنلك الوكل 

جسور: لع أني طالع اتسبح وأنام

سهر : واااه يا اخوي هتنام من غير وكل

جسور بضيق: قولتلك ما عاوزش أكل عاد يا سهر ، يلا روحي نامي جنب ولدك ، تصبحي على خير

سهر ؛ وأنت من اهله يا أخوي ، صحيح يا اخوي

جسور بضيق: ابااي عليكي يا سهر عاوزة ايه

سهر : فينها عصايتك يا اخوي

اتسعت عينيه بصدمة عندما تذكر انه نسيها في منزل جميلة 

جسور: هتكون فين يعني يا سهر في العربية

سهر : من ميتا وانت بتتحرك من غيرها من ساعة ما بقيت عمدة البلد كليتها 

جسور بضيق: بطلي حديتك الماسخ دا عاد أنا طالع انام 


صعد إلي غرفته بعدما اخذ حمامه تسطح علي فراشه يحرك تلك القلادة بين يديه شارد في ذكريات مضت منذ عشرون عاما ليبتسم تارة ويعقد حاجبيه غاضبا تارة وتلمع عينيه بالحنين تارة أخرى 

قام من مكانه واخفي القلادة في مكانها ثم عاد يستلقي علي السرير يفكر في القادم الي أن غلبه النعاس 

________________________________

صاح صوته غاضبا يرج جدران المكان

وبعدين معاكوا بقالكوا شهر من ساعة ما هشام مات بتدوروا علي المعلومات 


رد احد الرجال : يا باشا احنا مش ساكتين احنا قلبنا الدنيا علي بنته فص ملح وداب


يا شوية اغبيا أنا ما قولتكوش دوروا علي بنتوا أنا بقولكوا دوروا علي المعلومات الي هشام خدها مننا دي فيها رقبتنا كلنا 


رد رجل آخر: يا باشا رامز باشا هو الي قالنا ندور علي البنت 

وكان رده صفعة قوية نزلت علي وجه ذلك الرجل ليصيح في وجهه غاضبا : أنت بتاخدوا اوامركوا مني ولا من رامز يا اغبيا 


رد الرجل مرة أخري: يا باشا احنا قلبنا بيته حتة حتة مالقناش اي حاجة 

رد زعيهم غاضبا : طب وأخوه 

رد الرجل مرة أخري: قلبنا مكتبه حته حته دا حتي جبنا واد من الي بيتفتح الخزن وفتحنا خزنة مكتبه مالقناش فيها اي حاجة ممكن تفدنا

زعيمهم: وشقته

الرجل: لاء يا باشا شقته ما بتضفاش خالص ، دايما حد فيها وأنت قايلنا يا باشا نتفتش وما حدش موجود

زعيمهم: ماشي قريب أوي شقة أخوه هتفضي ساعتها تقلبوها حتة حتة ما تسيبوش شبر واحد من غير ما تقلبوه فاااهيمن يا اغبية


رد عليه كل من كان واقفا : فاهمين يا باشا

__________________________________

في صباح اليوم التالي

كان جالسا على كرسي مكتب مدير المستشفى 

واضعا قدما فوق اخري

وذلك الرجل يقف امامه يرتجف خوفا

نبيل بخوف: ياااا بيببباشششا ، أنت سيادتك

جسور ضاحكا بسخرية : هتهته زي الحريم اياك 

نبيل بخوف: يا باشا افهمني أنا


جسور غاضبا: أنت ايه يا نبيل أنت احقر من انه يتقال عليك راجل ، لما تسيب الحريم لنص الليل في المستشفى وتروح أنت ، قسما بربي يا نبيل لو عملت اكدة تاني لهشيل كلمة ذكر من البطاقة 


هز نبيل رأسه إيجابا عدة مرات سريعا من شدة خوفه 

نبيل بخوف : حاضر يا باشا حاضر 

________________________________

في الخارج

جميلة: عطيات هو في ايه في المستشفى 

عطيات بخوف: اسكتي يا داكتورة بيقولوا جسور بيه اهنه وبيقولوا كمان انه هزق مدير الصحة عشان مشي امبارح بدري ، عن إذنك أنا هروح اشوف شغلي قبل ما يجي يطين عيشتنا 


هزت جميلة رأسها إيجابا فرحلت عطيات وبقيت جميلة في مكانها شاردة تفكر حتي سمعت صوته خلفها

جسور بضيق: واقفة عندك ليه يا داكتورة 

جميلة بعند: it is not of your business

(هذا ليس من شأنك ) 

جسور ضاحكا في نفسه لم يعرف لما تعتقده جاهل ولن يفهم كلامها : اباااي بتبرطمي تقولي ايه 

جميلة في نفسها: احسن دا طلع جاهل ما بيفهمش انجليزي 


جميلة بابتسامة صفراء: ما بقولش 

اقترب جسور منها خطوتين وهمس بجانب اذنها : it is my main business to your know

( لمعلوماتك دا شغلي الاساسي ) 


اتسعت عينيها بصدمة: أنت انتتت بتتكلم انجليزي

جسور ضاحكا: وفرنساوي وايطالي والماني وصعيدي 

جسور بخبث : Tu es moi 

جميلة ببلاهة : هااااا ، يعني ايه

جسور غامزا : في الآخر هتعرف 

ثم تركها وغادر هكذا بهدوء 

جميلة: مجنون والله مجنون بس يعني ايه الكلمة دي ،وأنا مالي تلاقيه كان بيشتمني اكيد ربنا يسامحه لو كانت شتيمة 


___________________________________

في تلك الشقة المطلة علي البحر الابيض المتوسط في احدي العمارات الفخمة في اسكندرية 

كانت جالسة على الاريكة تهز قدمها بعصبية عندما صوت الباب يفتح دخل كالعادة يترنح من كثرة المشروب

فقالت ساخرة: حمد لله على السلامة ما لسه بدري يا بيه 

رامز بضيق : اووووووف ابتدينا بقي عايزة ايه يا نهي


نهي غاضبة: عايزة اعرف اخرتها يا رامز هتفضل حابسني في الشقة دي لحد امتي

رامز بحدة: انتي ما بتزهيقيش يا نهي اديكي شايفة الزفت الي انا فيه بعد ما خلاص قولنا شغلنا هيتظبط ، طلعلنا الي اسمه هشام دا وخد معظم المعلومات عن الشبكة بتاعتنا ويوم ما خلصنا منه ابن ال××٠٠ خافي المعلومات ومش عارفين نلاقيها 


نهي غاضبة: دا مش شغلي أنا صبرت عليك كتير وخلاص زهقت والا والله يا رامز هقلب التطرابيزة علي الكل وهروح لجسور واقوله أن مراته وبنته لسه عايشين وان جوز اخته هو السبب


الفصل السابع 


رامز بحدة: انتي ما بتزهيقيش يا نهي اديكي شايفة الزفت الي انا فيه بعد ما خلاص قولنا شغلنا هيتظبط ، طلعلنا الي اسمه هشام دا وخد معظم المعلومات عن الشبكة بتاعتنا ويوم ما خلصنا منه ابن ال××٠٠ خافي المعلومات ومش عارفين نلاقيها 


نهي غاضبة: دا مش شغلي أنا صبرت عليك كتير وخلاص زهقت والا والله يا رامز هقلب التطرابيزة علي الكل وهروح لجسور واقوله أن مراته وبنته لسه عايشين وان جوز اخته هو السبب


رامز ضاحكا بقوة : يا ريت تروحي تقوليله شوفي جسور هيعمل فيكي ايه لما يعرف أن مراته باعته وهربت مع جوز اخته 


نهي غاضبة: هقوله انك كنت خاطفني وحابسني واني عرفت اهرب منك


رامز ضاحكا: انتي فاكراني مغفل يا نونا ، كل حركة حصلت وكلمة اتقالت بينا متسجلة صوت وصورة ، يعني لو فكرتي تغدري وتروحي لجسور هسيبقك سيدهياتك وشوفي بقي جسور بيه هيعمل فيكي ايه لما يشوف مراته حبيبته أم بنته في حضن راجل غريب ، انتي دخلتي اللعبة دي بمزاجك ما تعشيش في دور الضحية والا والله رقبتك هتكون أول رقبة هتطير ماشي يا نهي 


نهي غاضبة: أنت بتهددني يا رامز ويكون في معلومك مش رقابتي لوحدي الي هتطير رقبتك أنت كمان هتطير جسور مش هيرحمك


رامز ساخرا: ولا هيرحمك خلينا كدة حبابيب احسن يا نونتي 


اقتربت منه نهي تتغنج في خطواتها بدلال لفت ذراعيها حول عنقه 

نهي بدلال: خلاص بقي يا ريمو أنا آسفة ، وبعدين أنت عارف أنا بعت الدنيا كلها عشانك جوزي وسيبته حتي بنتي رميتها في الملجأ لما قولت مش انك عايزاها 

رامز مبتسما بخبث: كدة تعجبيني 

نهي بدلال: طب نونا حبيبتك عايزة منك طلب هتكسف نونا بردوا

رامز وهو يتطلع اليها بشهوانية: لاء طبعا انتي تؤمري 

نهي : عايزة فلوس كتيييييير أوي 

رامز بخبث : بس كدة بكرة الصبح هجيبلك 250 ألف حصتك في العملية الأخيرة ، بس دلوقتي بقي عايزة اقولك حاجة مهمة اوي


ضحكت بخلاعة وهو يجذب يدها متجها إلى احدي الغرف 

( يا رب تموتوا محروقين 😡😡😡😡) 

____________________________________

في سرايا جسور 

بجلس جسور في الحديقة يشاهد زين ابن اخته وهو يلعب بالكرة 

جاءت سهر وجلست بجانبه

سهر: كنت فين يا اخوي بدري اكدة

جسور بضيق: واه واه واه من ميتا وانتي بتسأليني كنت فين ولا رايح فين يا سهر اتخبلتي في عقلك اياك 


سهر : ما قصديش والله يا اخوي ، أنا بس كنت قلقانة عليك

جسور : ليه عيل اصغير هتوه 

سهر بحزن: حقك عليا يا اخوي ، هو ينفع يعني اخذ زين ونروح الصحة

قطب حاجبيه باستفهام: صحة ليه

سهر: اصل الدكتورة الي هناك قالتلي انه اجيبهولها بعد سبوع عشان تطمن عليه 


جسور: لع ما فيش مراوح 

سهر سريعا: بس يا اخوي ........

جسور : أنا هبعت اجبلك الداكتورة اهنه 

سهر بسعادة: ربنا يخليك ليا اخوي ، هقوم اعمل الوكل مع أم السعد 

همت بالقيام عندما نادي عليها

جسور: سهر

سهر : ايوة يا اخوي

جسور: رايد أكل مكرونة علي الوكل

اتسعت عيني سهر بدهشة : مكرونة 

جسور بضيق: ايوة يا سهر مكرونة فيها مشكلة عاد

هزت رأسها نفيا سريعا: لع يا اخوي لع بس انت يعني 

جسور بحدة: وبعدين وياكي يا سهر هتفتحيها محدثة ما تعملي كيف ما قولتلك 

سهر سريعا: حاضر يا اخوي حاضر

ذهبت سهر سريعا الي المطبخ 

فوقف جسور ونادي بصوته الجهوري : يا ام السعدددد ، يا ام السعدددد انتي يا ام الزفت 


جاءت الخادمة تهرول من الداخل : ايوة ايوة يا سي جسور بيه

جسور غاضبا : انتي انطرشي ياولية ولا ايه ساعة بنادم عليكي 

أم السعد بخوف: إني آسفة يا بيه كنت مع البنته في المطبخ 

جسور: سيبي الي في يدك وتاخدي العربية السواق هيوديكي لحد الوحدة الصحية تروحي للداكتورة جميلة السيوفي ، قصدي الدميري وتقوليلها أنك سيدك زين تعبان وتيجي عشان تشوفه 


ام السعد سريعا : حاضر يا سي جسور بيه 

رحلت الخادمة من امامه فجلس على كرسيه مره اخري شارد العينين 

جسور بشرود : لو لساتك كيف ما متذكرك يا جميلة ما هتوافقيش تيجي واصل 


في الصحة 

دخل الكشف الجديد ، فرفعت جميلة عينيها تنظر للطارق بابتسامتها المعهودة 

جميلة مبتسمة: اتفضلي يا افندم 

دخلت سيدة في يدها طفل صغير في الثامنة تقريبا 

والدة الطفل : إن شاء الله يخليكي يا داكتورة ، تشوفي الواد ماله سخن بقاله يومين وعمال يرجع 

جميلة مبتسمة: تعالا يا عسل جنبي 

هز الطفل رأسه نفيا : لع 

لكزته امه في كتفه بعنف : روح ياولا اسمع كلام الداكتورة 

جميلة بعتاب : ليه كدة براحة عليه دا عيل صغير ، ثم اكملت بابتسامة حنونة طب أنت مش عايز تيجي عندي ليه

الطفل بخوف : عشان انتي هتديني حقنة 

اشارت جميلة لنفسها واكلمت بمرح: أنا آه يا مظلومة يا إني ، كلكوا بتظلموني ليه اهئ اهئ اهئ 

ذهب الطفل ناحيتها ببراءة وربطت علي يدها 

الطفل : إني آسف خلاص ما تكبيش 

جميلة مبتسمة باتساع: أنت عسل أوي اسمك ايه بقي يا عسل 

الطفل : جسور 

اتسعت عيني جميلة بدهشة: جسور مش دا اسم 

والدة الطفل مقاطعة: عمدة بلدنا جسور بيه راجل زين وشديد وقوي واني نفسي ولدي يبقي زيه عشان اكده سميته علي اسمه 


هزت جميلة رأسها إيجابا وكشفت على جسور الصغير

وكتبت له العلاج

جميلة مبتسمة: شوفت يا سيدي ما فيش حقن أهو، شوفت أنا طيبة ازاي 


جسور الصغير ممبتسما ببراءة : انتي طيبة قوي وحلوة قوي

جميلة بصدمة مصطنعة: هااااا بتعاكسني يا جسور 

والدة الطفل ضاحكة: والله انتي دمك كيف العسل يا داكتورة ، يلا يا جسور 

ودع الطفل جميلة ورحل 

وبعد دقائق دق الباب كشف جديد كما كانت تظن 

جميلة: اتفضل 

دخلت أم السعد الي الغرفة

أم السعد: سلام عليكم يا داكتورة

جميلة مبتسمة: وعليكم السلام خير 

أم السعد: جسور بيه باعتني لحضرتك 

جميلة : آه عشان عاصيته هي مش هنا هي في البيت

أم السعد باستفهام: واااه عصاية ايه 

جميلة : احم ، اومال هو عاوز ايه

أم السعد: جسور بيه بيقولك أن سي زين تعبان وعايزك تيجي معايا تكشفي عليه 


جميلة بضيق: لاء طبعا مش هيحصل في كشوفات كتير هنا مش معقول هسيب الناس دي كلها واجي لجسور بيه ولا عشان هما ناس غلابة وهو العمدة 


ام السعد: يا داكتورة دي اوامر جسور بيه 


جميلة غاضبة : جسور بيه علي نفسه لو عايز يكشف هو او حد من عيلته يتفضل هو الي عايزني طالما هو الي عايزني يجيلي أنا ما برحش لحد 


واديني جتلك يا داكتورة 

يا الله متي سيتوقف هذا الرجل عن اخافتها بصوته هذا 

نظرت ناحية الباب فوجدته يقف بشموخه المعتاد بجانبه زين الصغير 


جلست علي مكتبها بتماسك زائف : اتفضل يا جسور بيه

أم السعد بخوف : جسور بيه........

قاطعها جسور قبل أن تكمل بإشارة من يده أن تخرج من الغرفة ، فخرجت سريعا واغلقت الباب خلفها 

ذهب جسور وجلس على الكرسي امام مكتبها واضعا قدما فوق اخري 

جسور باستفزاز: انتي هتفضلي قاعدة أكده ، ما تشوفي شغلك ورايا مصالح

رمقته بغيظ ثم ذهبت ناحية الصغير زين وبدأت تفحصه الي أن انتهت 

جميلة مبتسمة: طب ما أنت كويس خالص أهو ، ونقدر نوقف الدوا خلاص

اومأ جسور برأسه ايجابا ليصيح بحدة: يا ام السعد انتي يا ام الزفت 

جميلة بصوت منخفض ساخرة: ايه التناكة دي فاكر نفسه احمد عز في المصلحة 


سمعها جسور وكاد أن يضحك ولكنه اخفي ضحكته سريعا ونظر لها ببرود ، بينما دخلت الخادمة سريعا

ام السعد: اوامرك يا  سي جسور بيه

جسور: خدي زين وارجعوا السرايا 

أم السعد : حاضر يا سي جسور بيه 

اخذت الخادمة الصغير ورحلت ، وظل هو جالسا مكانه ببرود 

جميلة بضيق: مش الكشف بتاع حضرتك خلص اتفضل في ناس كتير برة

جسور بحدة: اوعاكي مرة تانية ترفعي صوتك قدامي هقطعلك لسانك 

ازدرقت ريقها بخوف : طب اتفضل حضرتك عشان اللللل اسمه دا آه الكشوفات والناس


جسور ببرود: ما تشتغلي حد منعك 

جميلة: ازاي يعني وأنت قاعد ، المرضي يتكسفوا 

جسور ساخرا : انتي في قسم الاطفال يا دكتورة يعني الي بيجلك اهنه عيال اصغيرين


جميلة ساخرة: وأنت طبعا بالنسبة ليهم جدو 

رمقها بغيظ ثم قام من مكانه

جسور: صحيح أنا هجيلك النهاردة بليل

جميلة غاضبة: نعم دا ليه إن شاء الله

جسور ساخرا: عشان اخد العصاية يا داكتورة دماغك راحت فين 

اتسعت عينيها بحرج : آه آه طبعا العصاية ، العصاية طبعا ما رحتش في حتة

جسور ساخرا: ما هو باين ، سلام يا داكتورة 

خرج من الغرفة ، فجلست على مكتبها بغضب 

جميلة بغيظ: غتت وتنح ورخم 


سمعتك على فكرة 

قالها جسور الذي دخل الي الحجرة مرة أخري ليعلمها ب

جسور بحدة: صحيح المرة دي أنا عدتهالك المرة ، المرو الجاية لما اطلبلك علي الله يا جميلة تقولي لاء ، انتي ما تعرفيش أنا ممكن اعمل فيكي ايه ماشي يا جميلة


جميلة غاضبة: لاء مش ماشي أنت فاكر انك كدة هتخوفني تبقي بتحلم ، أنا مش جارية عندك ومن بكرة هرجع لعمي نار رامي ولا جنتك يا جسور بيه 


لا تعرف ماذا حدث وجدته فجاءة امامها يقبض على فكها بعنف 

جسور غاضبا: شوفي هتعرفي تمشي ازاي طالما دخلتي ارضي بقيتي ملكي اعمل فيكي الي أنا عايزه ، وكفاية أوي أنت بنت اخو مختار الدميري دا يخليني انسفك انتي فاهمة 


جميلة باكية: أنت عايز مني ايه أنا معملتكش حاجة ، كنت فاكره أنك هتحميني زي ماعمو ماهر قالي بس طلعت زيهم عايز تنهش فيا وخلاص سيبني في حالي بقي 


شعر بمدي حقارته في تلك اللحظة ، ليته لم يدخل الي مكتب والده قبل خروجه فدائما يخرج من هناك غاضبا ساخطا علي والدته ومختار واي احد كان يقرب لهم 


ابعد يده عن وجهها ينظر لها بندم 

جسور بندم: جميلة أنا آسف 

جميلة باكية: أنا عايزة بابا ، ليه ساب الدنيا تعمل فيا كدة ليه 

جسور: جميلة الي بتقوليه دا حرام ، خلاص يا جميلة اهدي أنا كنت متعصب وجت فيكي معلش ، خلاص بقي عشان سُور ما يزعلش منك


جميلة يدهشة : سُور ، أنا سمعت الاسم دا قبل كدة ، بس مش فاكرة فين او أمتي


جسور بشرود: هتفهمي كل حاجة قريب يا جميلة دول بقي كفاية عياط بقي أنا عمري ما اعتذرت لحد 


جميلة بضيق: عشان تنك

جسور مكملا : وفاكر نفسي أحمد عز في المصلحة 

جميلة بضحكة صغيرة: طب اتفضل بقي عشان ورايا كشوفات كتير 

جسور: ماشي يا ستي ، يلا سلام عليكم

جميلة: وعليكم السلام 

خرج جسور وعادت جميلة الي عملها 

_____________________________

في منزل مختار

رن هاتف رامي برقم صديقه 

هاني: عندي ليك خبر بمليون جنية

رامي بلهفة: عرفت عنوان جسور

هاني : وبالتفصيل الممل 

رامي : انا قولت ما يقضيش المصلحة دي غير هاني 

هاني بفخر : لاء وكمان عرفتك عنوان جميلة هناك 

رامي : بجد عرفت منين

هاني بغرور : مصاردي الخاصة يا بابا انا حبابيبي كتير يتمنوا يخدموا ، المهم السعر بقي الدوبل أنا عايزة 10 تلاف مش خمسة


رامي: آمين بس ابعتلي العنوان بسرعة

هاني: هبعتهولك في رسالة سلام يا شق 

اغلق رامي الخط لتتسع ابتسامته الشيطانية 

رامي وهو يمسك هاتفه ليقرأ العنوان: واخيرا أنا مش لازم اضيع وقت النهاردة يا جميلة هكون عندك  


__________________________

في سرايا جسور 

بعدما انهي جولته علي الحقول ليري سير العمل فيها عاد ليتناول الغداء 

جلس على طاولة الطعام وبدأ في الاكل 

جسور بضيق: ايه دا يا سهر 

سهر : في ايه يا اخوي

جسور بضيق: المكرونة دي طعمها غريب اكدة ليه

سهر : مالها بس يا اخوي ما هي زينة أهي

جسور بضيق: لاء مش زينة مش زي الي هي بتعملها 

سهر بشك : هي مين يا اخوي 

تدراك جسور نفسه سريعا : أنا قصدي علي المكرونة الي بتعملها أم السعد


سهر : أم السعد بردك يا أخوي ولا الداكتورة جميلة الي نسيت عندها عصايتك ليلة امبارح 

جسور بحدة: قصدك ايه يا سهر


سهر بحدة: قصدي انت عارفه زين يا جسور كنت بتعمل عنديها ايه ليلة امبارح يا اخوي يا كبير البلد يا امام الجامع 


اشتعلت عيني جسور من الغضب وبدون سابق إنذار هوي كفه على وجنتها 

سهر باكية: بتمد يدك عليا يا جسور 

جسور غاضبا: عشان غبية وما عندكيش مخ كيف تفكري إني اعمل اكدة أنا جسور السيوفي الي حافظ كتاب ربنا عمري ما هعمل حاجة تغضبه 

سهر باكية: كنت عنديها ولا لع يا اخوي 

جسور: إني مش هرد عليكي ومش هتحدث معاكي تاني واصل طالما لسه ما تعرفيش اخوكي زين وبترمي ودنك لحديت ماسخ 


ثم تركها وغادر المكان بأكمله 

__________________________

علي جانب آخر ، اخيرا انتهت من عملها لتعود الي منزلها الصغير اشترت بعض الاشياء وعادت لتعد لها الطعام 

كانت منهكمة تحاول تنظيف تلك الدجاجة كما علمتها والدتها ثم قطعتها وبدأت تعدها هي ومعكرونتها المفضلة 


سمعت دقات علي باب المنزل ذهبت لتقتح فوجدت جسور يقف امامها 


جميلة: جسور بيه اهلا وسهلا يا افندم

جسور: هاتي العصاية 

جميلة: طب اتفضل حضرتك علي ما اجيب العصاية 

جسور بضيق: انتي ازاي تسمحي لراجل غريب أنه يدخل بيتك وانتي لوحدك 


جميلة بثقة: أولا أنا عارفة حدودي كويس وعمري ما تجوزتها ثانيا لو ما كنتش واثقة أن حضرتك راجل محترم ومستحيل تغضب ربنا ولو كنت حتي اجمل ست دنيا علي حسب كلامك مش كلامي ما كنتش سمحتلك تدخل ولا تتكلم معايا حتي ، أنا جميلة هشام الدميري تربية سيادة اللواء هشام الدميري كان دايما يقول جميلة ب 100 راجل 


جسور بإعجاب: عندك حق ما غلطش لما قولت أن اللوا هشام عرف يربي 


جميلة بثقة: مش محتاجة شهادتك 

جسور مبتسما: طب وسعي دخليني وهاتيلي كوباية ماية 

دخلت جميلة ومن بعدها جسور الذي ترك الباب مفتوحا 

ذهبت ناحية المطبخ وإحضرت له كوب من الماء واعطته له 

ثم ذهبت ناحية غرفتها واحضرت عصاته 

جميلة: اتفضل 

جسور: شكرا 

جميلة: العفو علي ايه ، يالهوي الصلصة 

هرعت ناحية المطبخ عندما اشتمت رائحة شياط بينما يقف جسور يضحك على افعالها العفوية تلك 

جسور: اطلب المطافي يا جميلة 

جميلة ضاحكة: لاء يا ظريف رتب السفرة عشان ناكل

جسور: انتي بتتعاملي معايا علي اني من العيلة ليه يا جميلة 

جميلة من المطبخ: يا راجل دا أنت زي جدو عادي يعني 

جسور بضيق: يا بنتي والله العظيم عندي 35 سنة تحبي تشوفي البطاقة 

خرجت جميلة من المطبخ وهي تحمل طبقين من المعرونة : خلاص يا عم مصدقينك يلا بسم الله 

عادت الي المطبخ واحضرت طبق الدجاج والعصير 

جسور: جميلة أنا ماشي اقعدي انتي كلي أنا لازم امشي 

جميلة بضيق طفولي: طب كل وامشي 

جسور : لاء يلا أنا ماشي 


جميلة بدموع: أنا مش بحب أكل لوحدي من وأنا صغيرة دايما بابا وماما بياكلوا معايا حتي لما كنت بتأخر في الجامعة كانوا بيفضلوا من غير أكل لحد ما أجي 


جسور باستسلام فدائما تلك الفتاة تضغط علي شعور الأبوة بداخله : أمري لله حاضر 

جلس على الطاولة امامها وبدآ في الأكل 


مش تعزميني معاكوا يا جوجي


الفصل الثامن


مش تعزميني معاكوا يا جوجي 

قالها رامي بابتسامة صفراء مستفزة وهو يلج الي منزل جميلة من خلال بابه المفتوح 


زاد وجيب قلبها شعرت بأن دمائها جفت من الخوف اتسعت عينيها بذعر 

جميلة بذعر: ررررامي 

اقترب رامي منها وعلي شفتيه ابتسامته الخبيثة : كدة يا جوجي تسيبي ريموا وتهربي ، اشار ناحية جسور واكمل بنفس طريقته الساخرة المستفزة : مش تعرفيني 


كان جسور يراقب الموقف بهدوء شديد لاحظ كل ما حدث لها يكاد يجزم أنه يستمع الي دقات قلبها  


جسور مبتسما بلامبلاة: جسور السيوفي

رامي : هو أنت طب كويس بدل ما افضل عليك 

ثم نظر ناحية جميلة ساخرا : كدة يا جوجي يعني تسبيني ويوم ما تروحي ، تروحي لاخويا 


اتسعت عينيها بصدمة : اخوك ازاي 

رامي ساخرا: ما ترد عليها يا شقيق 

جسور بهدوء : أنت عايز ايه يا رامي


رامي ساخرا: ابدا جاي اطمن علي جوجي ، لتكون عايزة حاجة ، اكمل بخبث وهو يغمز لجسور،  بس واضح أنك قايم بالواجب وزيادة مش كدة بردوا 


جسور مبتسما بسخرية: كدة بردوا ، يلا بقي يا بابا ورينا عرض اكتافك 

رامي ساخرا : تؤتؤتؤ بتطرد اخوك يا شق ، اخس علي الاخوة اخس دا أنا كنت فاكرك هتقولي ادخل ريحلك ساعتين 


جسور ضاحكا: والله أنا ممكن اخليك ترتاح راحة أبدية مش ساعتين بس 


رامي بخبث: ليه كدة يا شق دا أنا اخوك ونفسي ادوق الحلويات انا كمان


جسور بخبث : بس كدة من عينيا ، جميلة خشي يا حبيبتي الاوضة عشان رامي عايز يدوق الحلويات 


نظرت له بذعر بالتأكيد يمزح مستحيل 

جسور بحدة: الله ما يلا يا جميلة هتنحي كتير 

ذهب ناحيتها وامسك يدها وجذبها بعنف خلفه الي أن أدخلها غرفتها واغلق الباب خلفه


رامي : حبيبي يا شق أنا قولت أن عمر الدم ما يبقي ماية

جسور بتوعد وهو يشمر عن ساعديه: طبعا 

ذهب جسور ناحية باب المنزل واغلقه بالمفتاح 

رامي : ايه يا جسور بتعمل ايه

جسور ساخرا: هنرقص dance يا روح أمك 

وكانت اللكمة الأولي التي أطاحت رامي أرضا تسيل الدماء من انفه وفمه 


ذهب جسور ناحية وامسكه من ياقة قميصه

وهو يصيح فيه بغضب : اقف يا ياض وريني طولك 

توالت اللكمات الغاضبة 

جسور غاضبا وهو يضرب رامي : أنا هندمك علي اللحظة الي فكرت فيها حتي ترفع عينيك علي مراتي يا ابن ال××××× 


كفاية يا جسور كفاية

قالتها جميلة  التي خرجت من الغرفة بعدما سمعت صرخات رامي من الألم فوجدت جسور يضربه بوحشية 


رامي بألم: خليه يسبني يا جميلة هموت وحياة عمك اااااااااااااه 


هرعت ناحيتهم ووقفت تحول بين جسور ورامي 

جسور غاضبا: بعدي من وشي 

جميلة باكية: لاء كفاية عشان خاطري كفاية هيموت في ايدك 

القي جسور رامي الذي لا يستطع الوقوف علي قدميه من شدة الألم أرضا وبصق عليه باشمئزاز 


رامي بألم: عاملة عليا شريفة يا ست جميلة ما هو باين دا عارف طريق أوضة النوم

ركله جسور في معدته بقوة فصرخ من الالم

جسور غاضبا: أخرس يا ابن ال ××××× قولتلك ما تجبش سيرة مراتي علي لسانك 


جميلة بدهشة: مرات مين ، هي مين اللي مراتك 


جسور: انتي مراتي

جميلة غاضبة: أنا مراتك ، مراتك ازاي يعني ، انت بتهزر صح


جسور بهدوء: أنا بتكلم جد ، ولو مش مصدقانس خدي 


اخرج جسور محفظته وفتحها ظل يقلب بين أوراقه الي ان اخرج لها ورقة مطوية اعطاها إياها وعندما فتحتها وضعت يدها على فمها من هول ما رأت ، عقد زواج رسمي منذ أسبوعين


Flash back

شك جسور في أمر جميلة بعد أول مقابلة بينهما في الصحة عندما شعر بذعرها من فكرة عودتها لعمها وولده فاتصل بماهر 

جسور: أنا عايز اعرف كل حاجة عنها 

ماهر : هتستفاد ايه 

جسور: كتير بس قول 

قص عليه ماهر ما حدث مع جميلة ورامي 

جسور: أنا جايلك

التقط جسور ميدلة مفاتيحه واخذ سيارته وانطلق الي بيت ماهر 


ماهر بقلق : جسور خير جميلة كويسة

جسور بجمود : أنا عايز اتجوز جميلة 

ماهر بدهشة: نعم دا الي هو ازاي يعني

جسور ساخرا: وهما الناس بيتجوزوا ازاي ، اتفضل يا مولانا 

افسح جسور الطريق فدخل مأذون ومعه شاهدين

ماهر بدهشة: ايه الجنان دا ، أنت اتجننت يا جسور 

نظر له جسور احدي نظراته المخيفة 

ماهر بتوتر: اأنا قصدي يعني هتتجوزها ازاي وهي مش موجودة 


جسور:.والله علي حسب الملف الي انت بعتهولي عنها في ورقة فيه بتقول أنها عملالك توكيل عام  

ماهر : اه ، هي كانت عملالي توكيل من مدة لما هشام كان مسافر وكانت عايزة تخلص ورق التخرج ، بس ايه العلاقة التوكيل بالجواز ، اوعي يكون قصدك.......


جسور مقاطعا: قصدي ، انت هتجوزهالي بالتوكيل الي معاك 

ماهر : أنت عايز تتجوز جميلة ليه ، عشان تنتقم من عمها مش كدة


جسور بثقة: مش اسلوبي على فكرة أنا ممكن ادمرها وأنا قاعد في سراياتي ، وارجوك من غير أسئلة اتفضل معايا نكتب الكتاب 

هز ماهر رأسه إيجابا باستسلام 

وفي دقائق معدودة اصبحت جميلة زوجة جسور رسميا 


Back 

جميلة بصدمة: مستحيل ، مستحيل عمو ماهر يعمل فيا كدة مستحيل 

ظل ينظر لها بهدوء بينما زادت حالتها سوءا 

جميلة باكية: أنت كذاب ، انت بتضحك عليا 

أنا مش مراتك صح صح يا جسور 

امسك جسور كتفيها : جميلة اهدي 

انتفضت صارخة: اوعي ايدك اوعي تلمسني ، بابا قالي ما تخليش راجل غريب يحط ايده عليكي 

جسور غاضبا وهو يقبض على ذراعيها بعنف: انتي مراتي فاهمة ولا لاء ، اومال فاكرة يا ست هانم هدخل بيتك أزاي وانتي لوحدك 


ظلت تهز رأسها نفيا بقوة وهي تبكي : مش حقيقي لاء مش حقيقي ، ليه عملت فيا كدة ليه ذنبي ايه اتجوز راجل عجوز اكبر مني ب 10 سنين 


اتسعت عينيه بصدمة : هو دا الي فارق معاكي إني اكبر منك بعشر سنين 


جميلة باكية: أنت ضحكت عليا ، افتكرت هتبقي زي بابا ، قولتلي اعتبريني زي بابا  


جسور: جميلة أنا..........

جميلة مقاطعة بصراخ وبكاء: أنت كداب كلكوا كدابين ، يا بااااااباااااا ليه سبتني ، كلهم كدابين كلهم بيأذوا جميلة ، جميلة تعبانة أوي يا بابا تعالا خدني بقي 


جسور بقلق من حالة الهستيريا التي انتابتها : جميلة اهدي يا جميلة 

وعلي حين غرة سقطت بين ذراعيه فاقدة للوعي ، صرخ باسمها بفزع 

جسور بقلق: جميلة ، جميلة فوقي يا جميلة 

حملها سريعا وخرج يركض الي سيارته وضعها علي الكرسي 

وركب بجانبها يقود السيارة بسرعة 

رآه بعض الفلاحون وهو يحمل جميلة ويركض 

احد الفلاحين : واد يا حسنين مش دا جسور بيه 

حسنين : ايوة يا عوض هو ، كان بيعمل ايه عند الداكتورة في دارها

حسنين: يا واقعة مطينة يا اولا بقي جسور بيه الي بيحلفوا با خلاقه يطلع اكدة 

عوض : واحنا هنسكت عاد ، احنا ناخد رجالة معاتا ونطلع علي سرايات

حسنين : ايوة ، إحنا ما هنسكتوش واصل ، يلا بقي يا عوض 


في سيارة جسور 


جسور صارخا في الهاتف : رد يا زفت يا نبيل 

نبيل بخوف: جسور باشا 

جسور غاضبا: ساعة يا حيوان عشان ترد بسرعة ابعتلي دكتورة على السرايا بسرعة 

نبيل: حاضر يا باشا 

شقت سيارته غبار الطريق من سرعتها ، وصل الي سراياته 

جسور صارخا : يا عزززززززام 

جاء الغفير مسرعا 

عزام بخوف : اوامرك يا سي جسور بيه

جسور: البيت الي جار الوحدة الصحية ، بتاع الداكتورة جميلة هتلاقي واحد فيه خده وارميه في البداروم 

عزام : اوامرك يا سي جسور بيه 

فتح سيارته وحملها برفق بين ذراعيه الي داخل السرايا يرمقه الخدم بدهشة 


سهر بصدمة: جسور ، في ايه مالها الداكتورة 

جسور وهو يصعد لأعلي: جميلة تبقي مرتي يا سهر 

تركها في ذهولها وصدمتها وصعد لأعلي 

________________________________

في شقة مختار 


صفاء : مختار ما تعرفش رامي راح فين خرج من للصبح ولسه ما رجعش

مختار بضيق: يروح في ستين داهية ولا يفرق معايا

دق الباب فنظرت صفاء لمختار بيأس ثم ذهبت ناحية الباب وفتحته

هاني : مسا مسا يا طنط

صفاء بضيق: مساء الخير خير يا هاني

هاني : اومال رامي فين


صفاء: أنت الي مفروض تقولي هو خرج من الصبح ولسه ما رجعش

هاني غاضبا : نعم يعني ايه طب وفلوسي 

صفاء بحدة ؛ اتكلم بأدب يا ولد فلوس ايه الي بتقول عليها

هاني بضيق: اقولك يا طنط رامي ابنك طلب مني اجبله عنوان واحد وهيديني 10 تلاف جنية 


صفاء : عنوان مين

هاني : لاء يا طنط دي اسرار ما اقدرش اقولك


هديك 15 ألف

قالها مختار الذي استمع الي الجزء الأخير من الحوار 

هاتي مبتسما بسماجة : اذا كان كدة ماشي يا عمو ، عنوان واحد اسمه جسور السيوفي 


نظر مختار وصفاء الي بعضهم بصدمة وهتفا معا :جسور 

هاني بدهشة: آه في ايه مالكوا 

سحب مختار يد هاني الي داخل الشقة

هاني : يا عمي يا حج يا ابو رامي طب واخدني علي فين 

وصل مختار الي الصالون فدفع هاني ليجلس علي احد الكراسي

مختار  بضيق : اترزع هنا 

هاني بدهشة: في ايه يا عمي

مختار : رامي عايز عنوان جسور ليه 

هاني: هاااا ، وأنا ايش عرفني 

مختار بحدة : هاني ما تلفش وتدور عليا انطق رامي عايز  عنوان جسور ليه

هاني بضيق: قولتلك ما اعرفش روح اسأله 

مختار : هديك 20 ألف بس انطق 

هاني مبتسما بخبث: اذا كان كدة ماشي

قص عليهم هاني ما قاله له رامي بالتفصيل 

مختار بصدمة: يعني أنت قصدك أن رامي راح لجميلة 

هاني : هو كلمني قبل ما يسافر وقالي انه رايح ياخد حقه منها 

مختار غاضبا: قسما بربي يا رامي لقتلك ما كفهوش الي عملوا فيها 

هاني : علي فكرة رامي ما لمسش جميلة 

مختار بذهول : أنت بتتكلم جد

هاني : أيوة، جميلة ضربت رامي بالسكينة وهربت عشان كدة رامي سافرلها ، قالي أن جسور دا هو الي هياخدله حقه وهيتنقم منها وكلام كتير من النوع دا 

صفاء : احنا لازم نسافر لجسور البنت مالهاش ذنب في حاجة

تنهد مختار بألم: هتقدري توجهي يا صفاء

صفاء بحسرة: هقدر يا مختار كان لازم هيجي يوم واوجه جسور وأهو جه ، احنا لازم نمشي في أسرع وقت قبل ما المسكينة دي تروح في الرجلين 

هاني : طب اخلع أنا ، فين الزغاليل

مختار : يعني ايه

هاني : اللحاليل ، الشخاليل ، الفلوس يا عمي العشرين ألف

اخرج مختار دفتر الشيكات الخاص به وكتب له المبلغ

مختار بضيق : خد حرق نار في جتتك 

هاني بسماجة: مقبولة منك اعمي اخلع أنا 

تركهم هاني ورحل فاسرعل يجهزان حقائبهم للسفر 

_________________________________

علي صعيد آخر 

كان يقف خارج الغرفة منذ أن جاءت الطبيبة خرج هو وترك معها سهر 


سمع صوت الباب يفاح وخرجت الطبيبة من الغرفة 

جسور بهدوء: خير 

الطبيبة بجد: صدمة عصبية ، أنا اديتها حقنة مهدئة وهتبقي تمام ، بس يا ريت ما تتعرضش لاي ضغط عصبي 

هز رأسه إيجابا بهدوء 

جسور بصوت عالي: أم السعد 

جاءت الخادمة تهرول : اوامرك يا سي جسور بيه

جسور: وصلي الداكتورة 

اخذت الخادمة الطبيبة ورحلت ، فدق الباب ودخل ، وجد سهر تدثرها جيدا بالغطاء وتعدل وضعية الوسادة تحت رأسها ، نظرت له سهر بحدة ما أن رأته

سهر: مرتك كيف يا جسور

جسور ساخرا: كيف ما الناس بيتجوزوا يا خييتي 

سهر: بردك ما فهماش ميتا بقت مرتك دا ما بقالهاش اسبوعين اهنه


جسور: مرتي من اول يوم جت فيه اهنه 

سهر ساخرة : عشان اكدة كنت بتروح عنديها في انصاص الليالي يا اخوي 

جسور غاضبا: سهر كلمة زيادة من حجيتك الماسخ دا وهقصلك لسانك ، جميلة اصلا ما كنتش تعرف أنها مرتي 

سهر بصدمة: كيف يعني ، أنا ما فهماش حاجة واصل 

جسور ساخرا: من ميتا وانتي بتفهمي 

سهر  بحزن : اكدة يا جسور الله يسامحك ، طب ليه حصل فيها اكدة

جسور: عرفت أنها مرتي فضلت تُصرخ وبعد اكدة بقت زي ما انتي شايفة 

سهر باحراج : جسور انت يعني انت .....

جسور غاضبا: من ميتا بقيتي قليلة الحيا يا سهر عشان تكلميني في الموضوع دا ، اتخبطي في مخك اياك 

سهر باحراج : ما تأخذنيش يا اخوي أنا ما قصديش حاجة أنا بس........

قاطعها صوت دقات علي باب الغرفة

جسور: ادخل 

دخلت أم السعد سريعا : الحق يا جسور بيه ، الغفير عزام بيقولك أن أهل البلد كلياتهم برة 


قطب جسور حاجبيه باستفهام: اهل البلد ، طب أنا جاي اهه

سهر بقلق: يا تري ايه الي حُصل

جسور: رايح أهو اشوف اهه

نزل جسور الي أسفل بينما أسرعت سهر تنظر الي الحشد الغاضب من شرفة جميلة 

في الأسفل 

جسور بصوت عالي: في ايه يا واد منك ليه 

احد الفلاحون بحدة: جايين نعرفوا عمدة بلدنا وكبيرنا وامام جامعنا كان بيعمل ايه في بيت الدكتورة 

صفعه جسور بحدة: اخرس ، اوعاك تجيب سيرة مرتي علي لسانك 

انتابت الدهشة الجميع بدأت الهمسات تعلو يسألون متي وكيف أصبحت مرته 


رد احد الفلاحون: وهي ميتا بقت مرتك وليه ما عملتش فرح يا كبيرنا 

رد رجل آخر: وليه يا كبيرنا متجوز في السر 

رجل آخر: دا كلام ما يدخلش عقل عيل اصغير


جسور بصوت عالي : بسسس ما عايزش اسمع ولا كلمة ، الداكتورة تبقي مرتي ما هسمحش تيجبوا سيرتها بكلمة عفشة ، وبكرة فرحي على الداكتورة


احد الفلاحون : عداك العيب يا كبير 

جسور صائحا : كل واحد يرجع داره وبكرة كلكوا معزومين علي فرحي 

هلل الجميع فرحا بهذا الخبر ، بينما تناهي الي سمعه صوت شهقة فزعة 

نظر تجاهها فوجدها تنظر ناحيتهم بفزع وهي تضع يدها على فمها 


غادر الفلاحون قصر جسور فاتخذ طريقه لأعلي حيث غرفتها 

__________________________

مفعول تلك الحقنة المهدئة لم يكن قويا ، وخصوصا مع صوته الغاضب عندما كان يتشاجر مع اخته في غرفتها ، فتحت عينيها بألم تنظر حولها بدهشة ذلك المكان لم تره من قبل 

قامت بتعب من علي الفراش ، فوجدت فتاة تقف في شرفة تلك الغرفة ، اتجهت ناحيتها لتسألها أين هي وماذا يحدث 

ولكن ما أن اقتربت منها حتي استمعت الي أحاديث الفلاحين مع جسور وتصريحه الجاد بأن غدا زفافهم لم تستطع منع تلك الشهقة الفزعة من الخروج من بين ثنايا روحها المنهكة

عادت للخلف بخوف خاصة عندما رأها ، ذهبت ناحية باب الغرفة ما أن فتحته حتي وجدته يطل بطوله المهيب واقفا امامها 


جميلة باكية: أنت عايز مني ، أنا مش مراتك ، سبني في حالي 


جسور بهدوء: تعالي يا جميلة نتفاهم وهعملك الي انتي عايزاه

جميلة باكية: هتطلقني

جسور: هطلقك ، بس نتكلم الاول ، سهر قولي لأم السعد تحضر لجميلة الوكل 

سهر سريعا: حاضر يا أخوي 

خرجت من الغرفة ، فاغلق جسور الباب وذهب ناحية جميلة امسك يدها فنزعتها بعنف 

جميلة غاضبة: ما تمسكش 

تهدجت انفاسه من الغضب اخذ نفس عميقا وزفره علي مهل وهو يستغفر الله بداخله قبل أن يقفد اعصابه ويقتل تلك العنيدة 

جسور : تعالي اقعدي علي السرير انتي تعبانة 

ذهبت وجلست على الفراش ورعبت قدميها 

فاحضر كرسي ووضعه بجانب الفراش 

وجلس عليه

جسور بهدوء: بصي يا جميلة يا ريت تسمعيني للآخر ، انتي دلوقتي مراتي 

جميلة: بس أنا مش عاوزة ابقي مراتك من حقي اختار شريك حياتي وأنت فرضت نفسك عليا 

اغمض عينيه يضغط عليها بقوة 

جسور في نفسه: اهدي يا جسور عيلة صغيرة ومش فاهمة ، عيلة صغيرة ومش فاهمة ، عيلة صغيرة ومش فاهمة 


فتح عينيه : تمام وانا هحترم رغبتك وهطلقك بس دلوقتي البلد كلها عرفت إني كنت عندك في البيت 

جميلة: بس احنا ما كناش بنعمل حاجة غلط 

جسور: هما ما يعرفوش كدة ، هما شافوا واحد  خارج من بيت واحدة عايشة لوحدها ، طبيعي أول فكرة هتيجي في دماغهم اننا كنا بنعمل حاجة مش كويسة واحنا هنا مش في القاهرة احنا هنا في الصعيد يا جميلة عادات وتقاليد مختلفة 


جميلة بقلق: طب والعمل 

جسور: بكره هنعمل الفرح واوعدك إني مش هلمسك هتفضلي علي زمتي فترة لحد وبعد كدة نتطلق تمام 

جميلة باستسلام: ماشي موافقة ، متشكرة يا جسور بيه 


جسور : جسور بس يا جميلة انتي مراتي اوعي تنسي ، سهر هتجبلك الاكل كلي ونامي بكرة يوم طويل 

هزت رأسها إيجابا باستسلام ، فقام وخرج من الغرفة ذاهبا الي غرفته 

بينما احضرت سهر الطعام لجميلة ، فاكلت الاخيرة بعض اللقيمات واستقلت علي الفراش تفكر في حياتها القادمة الي أن ارهقها التفكير فاستسلمت للنوم 


في صباح اليوم التالي 

دخل الغفير يركض الي جسور الذي كان يقف يشرف علي ترتيبات حفل الزفاف 

عزام : جسور بيه 

جسور: في ايه

عزام: في راجل وست برة بيقولوا انهم اهل ست جميلة 


الفصل التاسع 


عزام: في راجل وست برة بيقولوا انهم اهل ست جميلة 

كان يتوقع حضورهم لذلك لم بتفاجئ بهذه الزيارة ، حانت ساعة المواجهة 

جسور: دخلهم القاعة الشرقية 

عزام : حاضر يا بيه 

ذهب عزام مسرعا لينفذ أمر جسور ، بينما وقف هو يتذكر كلمات ابيه وهو علي فراش الموت

سليم وهو بالكاد يستطيع التقاط أنفاسه من التعب : جسور يا ولدي أمك جابتلنا العار حاطت راسي وراسك في الطين كسرت عيني يا ولدي 

جسور بحزن: ما تقولش اكدة يا ابوي ، هتفضل رأسك مرفوعة طول العمر 

سليم بتعب: اوعدني يا ولدي ، اوعدني انك ما هتسهحاش واصل ، اوعدني يا ولدي عايز أموت واني مرتاح 

جسور بحزن وهو يقبل يد والده : ما تقولش اكدة يا ابوي بعد الشر عنك 

سليم : اوعدني يا ولدي خليني أموت وإني راضي عنك 

جسور سريعا: اوعدك يا ابوي اني ما هسمحهاش واصل 

سليم بتعب: أختك يا جسور خلي بالك منيها شد عليها يا ولدي ما تخليهاش تخرج عن طوعك ولو عملت اكدة اقتلها بس ما تحطش راسنا في الطين كيف أمها دي أمانة يا ولدي 


جسور : ما تقلقش يا ابوي ما تقلقش ، بس ارتاح أنت 

اغمض سليم عينيه وفاضت روحه الي بارئها ، كان جسور في الثامنة عشر من عمره ومن يومها وهو عمدة تلك البلد 

_________________________________

في القاعة الشرقية 

كانت دقات قلبها تهدر بعنف وهي تسترجع ذكرياتها الماضية في هذا المكان ، عندما شعرت بيده تربت علي يدها برفق

مختار بهدوء: ما تخافيش يا صفاء 

هزت رأسها إيجابا بقلق  لتزداد دقات قلبها بعنف عندما رأته يدخل بهدوء الي القاعة 

نظرت له باشتياق تلتهم عينيها كل انش من وجهه ، طويل القامة كوالده تكاد تقسم أنها تري سليم نفس هيبته المرعبة باختلاف لون عينيه الذي اخذه منها ، ظلت تتأمله لا تحيد بعينها عنه تروي عطشان سنوات وسنوات من حرمانها منه ، فاقت علي صوته العميق وهو يقول بخشونة

جسور : خير ، اقدر اعرف سبب الزيارة الكريمة 

صفاء باشتياق : جسور 

جسور بقسوة : جسور بيه إني اهنه العمدة 

مختار : ماشي يا جسور بيه احنا جايين ناخد بنتنا 

جسور : مالكوش بنات عندي

مختار غاضبا: دا أنا ابلغ عنك واقول أنك خاطفها 

جسور ضاحكا: واااه من ميتا وفي راجل بيخطف مرته 

مختار بصدمة: مرات مين ، هي مين دي الي مراتك

جسور: جميلة بت أخوك مرتي وأدي القسيمة 

اخرج جسور عقد الزفاف من جيبه والقاه أمام مختار 


صفاء باكية: لاء يا ولدي جميلة مالهاش ذنب 

جسور غاضبا: ما تقوليش يا ولدي إني أمي ماتت فاهمة 

صفاء باكية: لع يا ولدي ما تظامنيش زي أبوك

جسور غاضبا: ما تجبيش سيرة ابوي علي لسانك ال××××× 

مختار غاضبا وهو يقبض على بتلابيب جلباب جسور : لااااااا ، انت كدة اتماديت قوي 

لكمه جسور بقوة فارتد مختار للخلف ينزف الدماء من فمه 

سمعها تصرخ في ذلك الوقت : جسورر

______________________________


فتحت عينيها تنظر حولها امتعضت ملامحها بضيق عندما تذكرت ما حدث بالأمس ، لتصبح بين ليلة وضحاها زوجة جسور السيوفي 

جلست علي الفراش تضع وجهها بين كفيها تفكر 

إلي أن سمعت دقات علي باب الغرفة


جميلة: ادخل 

دخلت سهر مبتسمة : صباح الخير يا مرت اخوي

جميلة مبتسمة: صباح النور يا سهر 

سهر : نمتي زين 

هزت رأسها إيجابا: الحمد لله 

سهر :قومي يلا اتسبحي عسان تفطري زمان البنتة جايين عشان يجهزوكي 

لوت شفتيها بضيق : أنا هجهز نفسي بنفسي مش عايزة مساعدة من حد 

سهر : ودي تيجي بردك يا عروسة ، دا انتي مرت الكبير ، جسور قالي اتصل بالحنانة والكوافير يجولك اهنه

جميلة بضيق: انا قولت مش عايزة حد يساعدني مش هحط أنا حنة ولا ميكب 

سهر : اني ماليش صالح دي اوامر الكبير لو مش رايدة روحي اتفاهمي معاه 

جميلة بضيق: طبعا هروح هو فين 

سهر: تحت بيجهز مع الرجالة للفرح 

قامت جميلة سريعا وغسلت وجهها وعدلت من حجابها ثم نزلت لأسفل تبحث عنه ولكنها لم تجده 

جميلة للغفير : لو سمحت

الغفير سريعا؛ اؤمري يا ست الناس 

جميلة: هو جسور فين

الغفير : سي جسور بيه في القاعة الشرقية معاه ضيوف 

جميلة: ودي فين 

اشار الغفير لجميلة علي مكانها

جميلة: شكرا 

اتجهت بغضب ناحية القاعة فوجدته وهو يلكم عمها بتلك الطريقة

جميلة غاضبة: جسورر

توجهت ناحية عمها بلهفة : عمو أنت كويس بؤك بيجيب دم 

مختار بلهفة : سيبك مني أنا المهم انتي ، انتي عاملة ايه يا بنتي ، ايه الي حصل وازاي تتجوزيه من ورانا 


جميلة غاضبة: أنا ماتجوزتوش يا عمي البيه اتجوزني من غير علمني وعمو ماهر السبب يا رتني ما عملتله توكيل 

مختار غاضبا: هطلقها أنت فاهم

جميلة سريعا: ايوة يا عمو خليه يطلقني خدني معاك ما تسبنيش هنا ، ماما صفاء ما تسبنيش 

صفاء باكية: سيبها يا بيه هي مالهاش ذنب 

جسور ضاحكا: عايزة ترجعي لرامي تاني

صفاء : هو فين رامي

جسور ساخرا: ما تقلقيش في الحفظ والصون ، دا اخوي بردوا 

مختار غاضبا: لو كنت فاكر انك بتهددنا برامي تبقي غلطان ، خليهولك انما أنا هاخد بنت اخويا وامشي 


جسور ساخرا : عايز تاخد مرتي مني ليلة فرحي 

صفاء باكية: جسور ....

جسور مقاطعا بغضب: خبرتك اني ما عايزش اسمع حسك 

جميلة غاضبة: أنت ازاي تتكلم مع ماما صفاء كدة ويكون في علمك أنا همشي معاهم وهتطلقني 


وبدون كلمة اخري اخرج جسور سلاحه ووضع فوهته عند رأس مختار 

جسور: اختاري تمشي من اهنه بجثة عمك ولا تسمعي الكلام زي الشاطرة اكدة وتطلعي تجهزي لفرحنا يا عروسة 


نظرت لعمها بخوف 

مختار: امشي يا جميلة خدي صفاء وامشي 

هزت رأسها نفيا سريعا: لالالا ، مش هسيبك تموت زي بابا ، أنا موافقة هتطلع اجهز للفرح بس عندي شرطين

جسور ساخرا: اتشرطي علي كيف كيفك يا عروسة

جميلة: عمي وماما صفاء يحضروا الفرح 

جسور: موافق عشان شكلي بس قدام أهل البلد 

جميلة: وتسيب رامي عشان خاطر ماما صفاء 

جسور ساخرا: بس كدة هسيبه وأجيب دكتور الوحدة كمان يعالجه 

صفاء بفزع: هو رامي مالوا عملت فيه ايه

نظر لها جسور ساخرا ولم يجب 

جسور بصوت عالي،: عززززام

جاء الغفير مسرعا فاكمل جسور : قول لأم السعد تجهز الجناح الغربي للضيوف

الغفير : اومراك يا سي جسور بيه 

جسور: وتطلع الواد المرمي في البدروم وتشيع لحكيم الوحدة 

عزام : حاضر يا سي جسور بيه 


بعد دقائق كانت صفاء تدخل تلك  السرايا التي شهدت اسوء ذكرياتها دخلتها فقط وهي طفلة في الرابعة عشر عروسا لسليم السيوفي ، بالاحري لم تكن عروسا بل كانت قربنا فصيلة قدمت لتقف حرب الدماء بين العائلتين 


فاقت من ذكرياتها بنزول تلك الدمعة الحارقة من عينيها فما رأته من سليم ليس هينا على الإطلاق 


خرجت سهر من المطبخ وهي تهتف : شوف حل في مرتك يا جسور عتحايل عليها عشان تفطر.....

قطعت كلامها عندما وجدت رجل غريب يقف بجانب جسور وجميلة وتلك السيدة ، اتسعت عينيها بصدمة عندما دققت في ملامحها والدتها 

سهر بصدمة: أمي

هزت صفاء رأسها سريعا : أيوة يابتي أيوة تعالي في حضني يا حبيبتي 

تقدمت سهر بلهفة لتلقي بنفسها بين ذراعي والدتها ولكن حال بينهما ذلك الحائط الصلب 

جسور غاضبا : رايحة فين يا بت ابوي 

سهر بدموع :اامي يا اخوي أمي اهي امي

جسور غاضبا: إني قولتلك أمك ماتت ، أنتي فاهمة أمك ماتت دي مرت عم جميلة مش امك

سهر ببكاء : أمي يا اخوي ، امي عشان خاطري أمي

تنحي جسور جانبا : روحلها يا سهر 

ما كادت تتقدم خطوة واحدة حتي سمعته يقول : بس لو روحتيلها يا سهر تنسي أن ليكي اخ اسمه جسور 


التفت سهر له سريعا وهي تهز رأسها نفيا بقوة

سهر باكية: لع يا اخوي....

جسور مقاطعا: آخر ما عندي يا بت ابوي لو روحتيلها تنسي اني ليكي اخ اسمه جسور 


نقلت نظرها بين والدتها التي ترجوها حتي بنظراتها أن تذهب اليها وبين اخيها الذي يقف يرمقها ببرود

وكان القرار اندفعت ناحية جسور تخبئ رأسها في صدره تحتضنه بقوة وهي تنتحب 

سهر باكية: لع يا اخوي اني ما اقدرش علي زعلك واصل انت اخوي وابوي وكل حاجة ليا في الدنيا 


ربط علي رأس اخته بحنان : اكدة تبقي سهر بتي 

بينما تنظر جميلة له بصدمة قاسي وحنون في آن واحد رحماك يا الله رأسي سينفجر من هذا الرجل 


جسور: عتبكي كتير يلا جهزي الوكل النهاردة فرحي 

سهر سريعا: حاضر يا اخوي 

عادت سهر من حيث أتت بقلب حزين ملكوم 

جسور بصوت عالي: يا ام السعد 

الخادمة: ايوة يا بيه

جسور: جهزتي الجناح الشرقي 

الخادمة: ايوة يا بيه والبنات بيجهزوا جناحك اهه

جسور: وصلي الضيوف الجناح الشرقي 


ذهب مختار وصفاء خلف أم السعد الي غرفتهم 

بينما وقفت هي ترمقه بغضب

جسور ساخرا: عتصوريني أياك

جميلة غاضبة: اوعي تكون فاكر أنك كدة بتلوي دراعي أنا وافقت بس عشان خاطر عمي ما يحصلهوش حاجة 

اقترب جسور وهمس بجانب اذنها : احسنلك انتي وعمك تعدي الليلة دي علي خير من غير مشاكل والا هلغي  وعدي معاكي 


جميلة سريعا: أنت مش هتعمل كدة صح أنت وعدتني 


جسور بخبث: مين يشهد علي كلامك أنا ماوعدتكيش بحاجة 


جميلة سريعا: لالالا والله أنت وعدتني امبارح بليل في الأوضة الي فوق 


جسور بمكر :  بجد مش فاكر

جميلة بدموع: أنت وعدتني 

امسك ذقنها ورفع وجهها برفق ليري عينيها الدامعة : خلاص ما تعطيتيش فاكر والله الوعد بس لو مش عيزاني الغيه تتعاملي باحترام صوتك ما يغلاش عليا ، تسمعي كلامي وما تعمليش مشاكل ماشي 


جميلة باستسلام : حاضر

جسور: يلا اطلعي عشان تجهزي للفرح

جميلة: حاضر


تركته وصعدت لأعلي وهي تتوعد له داخلها 

جميلة في نفسها بغيظ: ماشي يا جسور يا أنا يا أنت ، عايزة امينة لسي السيد بس مش جميلة يا جسور بيه ماشي ماشي استني عليا أما جننتك 


في غرفة جميلة دقت صفاء الباب ودخلت 

جميلة مبتسمة: ماما صفاء 

صفاء بابتسامة شاحبة : عاملة ايه يا حبيبتي 

جميلة مبتسمة: الحمد لله ، اكملت سريعا صحيح يا ماما أنتي ازاي مامت جسور


صفاء : دي حكاية طويلة أوي يا بنتي بعدين ابقي احكيهالك أنا جاية اشكرك علي أنك خليتي جسور يسيب رامي ، الدكتور لسه ماشي من عنده وقال  إن هو اتعرض لضرب شديد أوي

جميلة: أنا عملت كدة عشانك يا ماما ، أنا مش عارفة رامي بيكرهني ليه كدة أنا عمري ما اذيته 


صفاء: عمك مختار السبب علي طول بيقرنوا بيكي وبيقلل منه وبيقوله يا صايع ويا فاشل أنت عمرك ما هتبقي زي جميلة بنت عمك هي فين وانت فين لحد ما بقي زي انتي شايفة وطبعا شايفك السبب عشان كدة بيكرهك أنا يس ليا عندك طلب ، سامحيه يا بنتي ، هو طالب منك انك تسامحيه هو ندمان وعايزك تسامحيه وعايز يحضر فرحك كاخ ليكي عشان خاطري سامحيه


جميلة: هاسمحه يا ماما عشان خاطرك انتي بس 

اتسعت ابتسامة صفاء وشردت في لقائها مع رامي 


Flash back

تم نقل رامي الي احدي الغرف في السرايا وجاء طبيب الوحدة ليفحصه وبعدما انتهي من فحصه دخلت صفاء اليه


رامي بدهشة: ماما ، انتي بتعملي ايه هنا 

صفاء : أنا الي المفروض اسألك السؤال دا أنت بتعمل ايه هنا يا رامي


سريعا اخترع مخه الشيطاني كذبة محكمة 

فاردف بندم : صدقيني يا ماما أنا ندمت علي الي عملته في جميلة وكنت جاي اعتذرلها واجيبها معايا كنت عايز اعملهالكوا مفاجأه عشان كدة ما قولتش لحد ، بس لما روحت لقيت جسور قاعد عندها بعد نص الليل ولما حاولت افهم هو بيعمل ايه عندها نزل ضرب فيا  وعمال يقولي دي مراتي مراتي لحد ما اغمي عليا ما درتش بنفسي غير دلوقتي ، هي صحيح مراته 


صفاء بحزن : أيوة يا ابني جسور اتجوز جميلة والنهاردة فرحهم 

رامي بدموع وهو يقبل يد والدته: أبوس ايدك يا ماما قوليلها تسامحني أنا غلطان وندمان أنا عايزاه بس تسامحني عايز احضر فرحها واباركلها واسلمها بايدي لعريسها 


صفاء بدموع: لا إله الا الله ، حاضر يا ابني ما تشلتش هم ارتاح أنت دلوقتي

رامي بدموع: قوليلها تسامحني 

صفاء: حاضر يا حبيبي حاضر 

قامت صفاء وخرجت من الغرفة فاتسعت ابتسامة رامي الخبيثة التي للأسف لم تراها صفاء 


Back

صفاء : يلا يا حبيبتي انتي عروسة يلا عشان نلحق نجهزك الليل خلاص بيليل 


جميلة وهي تحتضنها : ربنا يخليكي ليا يا ماما واوعدك اني هحاول بكل الطرق عشان جسور يرجع يحبك تاني

صفاء: هيبقي جميل في رقبتي عمري ما هقدى اوفيه يا جميلة ، يلا بقي بلاش عطلة 


حل المساء 

وزين المنزل بالاضواء والمصابيح ورصت الكراسي للرجال في الخارج حيث ترقص الخيل بقوائمها علي الأغاني الفلكورية الشعبية و تدق الطبول والمزماير 

نجده جالس بين مجموعة من الرجال من بين مختار عم جميلة مرتدي عباءة بيضاء وشال أسود يضعه علي كتفه وعلي كتفيه عباءة سوداء 


بينما في الداخل تجلس النساء في صالون السرايا الواسع حيث تجلس جميلة علي الاريكة في المنتصف بين سهر وصفاء ، اللتين تتبادلان نظرات الاشتياق وكلما حاولت صفاء أن تتحدث حتي مع سهر ، تتذكر الأخيرة حديث جسور فتبتعد عنها سريعا 


لاحظت صفاء ضيق جميلة البادي علي وجهها

صفاء: مالك يا جميلة يا بنتي

جميلة بضيق: الفرح تنح اوي دا فرح دا


صفاء ضاحكة: هي الأفراح في الصعيد كدة وشوية وهتطلعي اوضتك والفرح هيفضل شغال لوحده 

جميلة بضيق: بردوا تنح والاغاني بتاعتهم غريبة ، يعني ايه اهو جالك أهو ريح بالك أهو ، ولا الاغنية المريبة الي بيقولوها كانت ايه آه

( يا بت البسي ساعته ما خلاص بقيتي بتاعته ) 

وأنا أخد حاجة مش بتاعتي ليه 

صفاء ضاحكة: انتي مشكلة يا جميلة

جميلة: مش بذمتك عندي حق وكل واحدة عمالة ترمي علي رجلي دهب دا هفتح محل دهب بعد الفرح ايه كل الدهب هعمل بيه ايه 

صفاء ضاحكة: هدي نفسك يا جميلة خلاص ، كلها شوية والفرح هيخلص 

_______________________________

في الخارج 


اقترب من الصوان وعلي شفتيه ابتسامة شيطانية بما سيفعله الآن 

اقترب من جسور ومد يده ليصافحه 

رامي : مبروك يا جسور بيه 

جسور دون أن يمد يده : الله يبارك فيك

رامي : وماله 

ثم اقترب منه وهمس بجانب اذنه 

رامي : عايزك في حاجة مهمة مهما كان انت اخويا وما يرضنيش يتضحك عليك 

جسور بحذر : حاجة ايه

رامي : صدقني ما ينفعش وسط الناس أنا خايف علي سمعتك 

قام جسور واخذ يد رامي ذاهبين الي المكتب الخارجي 

______________________________

في الداخل 

دخلت احدي الفتيات تهتف بسرعة

الفتاة: يا ست سهر ، يا ست سهر جسور بيه قام 

هزت سهر رأسها إيجابا واتجهت ناحية جميلة 

سهر: يلا يا جميلة 

جميلة: علي فين 

سهر: تطلعي اوضتك ، زغرطوا يا بنات 

بدأت الزغاريط تعلوا من حولها بينما اخذتها سهر الي غرفة جسور ، ادختلها الغرفة وخرجت هي واغلقت الباب خلفها 


______________________________

في المكتب 

جسور: عايز ايه يا رامي

رامي ،: عايز مصلحتك احنا مهما حصل اخوات

جسور بضيق: اخلص يا رامي وبطل لف ودوران

رامي غامزا : عارف أنك مستعجل بس للأسف هيطلع نائبك علي شونة 

جسور : يعني ايه مش فاهم 

رامي بخبث: هي جميلة ما قالتلكش


جسور غاضبا: قالتلي ايه أنك يا حيوان حاولت تعتدي عليها فضربتك بالسكينة وهربت 


رامي ضاحكا بخبث : دا الكلام الي قالته لكل الناس لكن الحقيقة انها سلمتلي نفسها برضاها ولما قولتلها اني هفضحها قدام عمها ضربتني بالسكينة وهربت ، عشان يبان اني حاولت اعتدي عليها 


شعر جسور بأن صاقعة ضربت عقله: مستحيل الي أنت بتقوله دا ما حصلش

رامي : طب وحياة الحسنة الي علي كتفها الشمال حصل ، أنت يا اخويا يا جسور وانا مستحيل اخليك تحاسب علي مشاريب واحد تاني حتي لو كان أنا 


خرج رامي من الغرفة بعدما فجر فيه قنابل الشك ، بينما في الغرفة اشتعلت عينيه من الغضب لا يصدق أنها ببساطة خدعته 

خرج من الغرفة يطوي الطريق حتي قدميه صاعدا الي غرفته الي أن وصل اليها فدخل بعنف و...........



الفصل العاشر


خرج رامي من الغرفة بعدما فجر فيه قنابل الشك ، بينما في الغرفة اشتعلت عينيه من الغضب لا يصدق أنها ببساطة خدعته 

خرج من الغرفة يطوي الطريق حتي قدميه صاعدا الي غرفته الي أن وصل اليها فدخل بعنف 


ولكن ما إن فتح الباب حتي وجدها جالسة على الفراش ضامة ركبتيها لصدرها تبكي

ذهب بهدوء وجلس امامها 

جسور: بتعيطي ليه 


جميلة باكية:، بابا واحشني أوي كان نفسي يبقي معايا النهاردة كان دايما بيقولي نفسي أشوفك عروسة واسلمك بايدي لعريسك


جسور بهدوء: ادعيله بالرحمة أحسن من البكا ، البكا عمره ما بيرجع الي راح ، قومي يلا اغسلي وشك عايز اتكلم معاكي في حاجة مهمة


قامت من علي الفراش متجهه ناحية مرحاض الغرفة دخلته وأغلقت الباب خلفها ، فمسح وجهه بكف يده بعنف

جسور في نفسه: اهدي يا جسور اهدي  اهدي واعقلها  

ليرد عرقه الصعيدي: تعقل ايه وزفت ايه ، دا بيقولك سلمتله نفسها 

جسور: أنا واثق انه كذاب مستحيل جميلة تعمل كدة

ليرد عرقه الصعيدي ساخرا: آه عشان كدة لما بتشوفه بتترعب خايفة ليفضحها 

جسور: لاء ، الحيوان حاول يعتدي عليها عشان كدة هي خايفة منه ، ايوة جميلة مستحيل تعمل كدة

ليرد عرقه الصعيدي: وأنت إيش عرفك أنه ما عملش كدة فعلا ، أتأكد

هز رأسه نفيا بقوة: لاء لا لا ما ينفعش أنا وعدتها لو طلعت غلطان هتكرهني وتخاف مني وهبقي اذيتها بطريقة بشعة لاء طب أعمل ايه اوووف اعمل ايه بس ، اخلص من الناس اللي تحت دول الأول


خرج ناحية شرفة غرفته وأخرج سلاحه من جيب جلبابه واطلق عدة طلقات في الهواء

ليرد عليه الجمع في الأسفل بطلقات أخري فرحة باكتمال زواج كبيرهم 


بينما خرجت هي من المرحاض سريعا عندما سمعت الطلقات النارية

جميلة بخوف : ايه في ايه ، ايه ضرب النار دا


جسور بحذر: أنتي عندك وحمة علي كتفك الشمال 

جميلة بخجل: ايه الي أنت بتقوله دا قليل الادب 

جسور بحدة وهو يقبض على ذراعيها: انطقي عندك ولا لاء

فزعت من صوته الغاضب لتهز رأسها إيجابا سريعا 


جسور: رامي حاول يعتدي عليكي ازاي 

جميلة بصدمة: أنت عارف 


جسور بضيق: أنا عايز اعرف منك انتي، جميلة انتي ما تعرفيش  أنا مسيطر علي أعصابي ازاي اتكلمي أحسن ، لو حصل اي حاجة بينكوا قوليلي ما تخافيش 


نفضت يدها بعنف من يده: حاجة ايه أنت مجنون 


جسور غاضبا: صدقيني انتي لسه ما شوفتيش جناني انا لحد دلوقتي هادي ، انطقي ومن غير كذب 


جميلة بخوف: حاضر حاضر ، كنت قاعدة مع ماما صفاء في شقتي وفجاءة جه تليفون لماما صفاء من رامي وتقريبا كان بيقولها ان عمي تعبان أو عنده مشكلة، نزلت هي علي طول بعدها ، كل اما احاول اتصل بيها الموبايل ما كنش بيجمع 

لحد ما لقيت بابا الشقة بيخبط افتكرتها هي فتحت لقيت رامي

«جميلة: رامي خير يا رامي طنط صفاء كويسة 

رامي : ايوة ما تخافيش ، افتحي بس عمك بعتلك حاجة معايا 

جميلة: باعتلي ايه 

رامي بضيق: في ايه يا جميلة هو أنا هكلك ما تفتحي 

فتحت جميلة الباب فتحه صغيرة: عايز ايه يا رامي 

دفعها رامي بعنف الي داخل الشقة واغلق الباب خلفه 

رامي مبتسما بشر : واخيرا يا جميلة »


اكملت وهي تبكي : زقني جوة الشقة حاول يعتدي عليا ولما كنت بقاومه فضل يضرب فيا لدرجة أنه خبط دماغي في الحيطة كانت دماغي بتنزف كنت خلاص هيغمي عليا ، بس كنت عارفة اني لو اغمي عليا انه هيعمل فيا الي هو عايزة طلبت منه كوباية ماية وأنا هعمله الي هو عاوزة


احتدت عيني جسور بغضب : كملي 

هزت رأسها إيجابا سريعا: حاولت اهرب لما راح يبجبلي الماية بس هو لحقني وفضل يضرب فيا، كان بيضربني جامد أوي أوي لحد ما بالصدفة اتخبطت في السفرة من الضرب لقيت عليها السكينة ضربتوا بيها وهربت ، بس والله دا كل الي حصل والله ما لمسني 


كانت عينيه تراقب تعابير وجهها وهي تحكي تلك المأساة ارتجافه جسدها وهي تتذكر ما حدث غرزت فيه سكين قاتلة ، كانت لوحدها تماما تحاول مقاومة ذلك ال×××× ثم يأتي هو ويخبره بكل تبجح انها من سلمت نفسها له 


ابعد قبضتيه عن ذراعها ببطء ينظر إلى عينيها الحمراء المنتفخة الي نحيبها الطفولي الذي يثير ابوته فمسح دموعها برفق 


فاجأته عندما القت رأسها علي صدره تبكي 

جميلة باكية: بابا ما تسبنيش يا بابا جميلة ما عملتش حاجة غلط جميلة شاطرة ومش بتغلط 


مسد على شعرها برفق : جميلة خلاص اهدي ، خلاص بقي اهدي

جميلة باكية: والله ما عملتش حاجة غلط

جسور: مصدقك والله مصدقك بطلي بكا عاد


ابتعدت عنه بوجهه أحمر قاني من شدة الخجل: شكرا أنك مصدقني 


جسور بجد : انتي عارفة رامي قالي ايه قبل ما اطلع

هزت رأسها نفيا فاكمل : قالي أنك سلمتيله نفسك برضاكي وإنك ضربتيه بالسكينة عشان هددك أنه هيفضحك قدام عمك 


فتحت عينيها علي اتساعهما لتهتف سريعا: ما حصلش والله ما حصل ما حصلش ، اردفت بانكسار وهي تنظر ارضا، لو عايز تجيب دكتورة تكشف عليا عشان تتأكد أنا موافقة


جسور سريعا: ايه الجنان الي انتي بتقوليه دا أنا مستحيل أعمل كدة


جميلة بدموع: يعني أنت مصدقني

جسور : يا بنتي والله مصدقك لو ما كنتش مصدقك ما كنش زمانك واقفة قدامي دلوقتي كنتي هتبقي في قبرك 


اسبلت عينيها بصدمة فاكمل بابتسامة مشاكسة انتي بتسبليلي 


جميلة سريعا: والله ابدا 

جسور ضاحكا: يلا يا مجنونة ناكل

نفخت خديها بغيظ طفولي : ما تقولش يا مجنونة 

جسور ضاحكا: حاضر يا ست العاقلين مرضية كدة

جميلة بقلق: هتعمل ايه مع رامي

جسور بخبث: تيجي نلعب لعبة 

جميلة باستفهام: لعبة ايه

دني جسور برأسه وهمس لها بما يريد


جميلة بصدمة: يا نهار أبيض دماغك دي الماظات 

جسور ضاحكا: الماظات متجوز صبي ميكانيكي ، يلا يا بلية 

جميلة بغيظ: ماشي يا جسور 

جسور: واحد اتنين تلاتة 

جميلة صارخة: ابعد عني يا حيوااااان ، ابعد عني سبني يا مجنون يا بابا يا بابا الحقني يا بابا أبعد عني بقي حرام عليك 


في الأسفل بعد انتهاء الفرح جلس مختار ورامي وصفاء يتحدثون ، يكاد يرمي ينفجر من الغيظ لما لا يسمع صوت شجار او صراخ ، الي أن سمع صوتها وهي تصرخ فتهللت اساريره بفرحة اخفاها واكمل بقلق مصطنع

رامي: هي جميلة دي الي بتصرخ 

قام مختار يركض بفزع ناحية غرفة ابنه اخيه ومن خلفه صفاء ورامي 

بدأ مختار يدق علي باب غرفة جسور بعنف 

مختار : افتح يا جسور جميلة ما تخافيش يا بنتي

جميلة بصراخ من داخل الغرفة : عموو ابعده عني بيضرب جميلة ، الحقني يا عمو عاوز يغتصبني 


جخظت عيني مختار بفزع بينما شقت الابتسامة وجه رامي 

رامي في نفسه : اخيرا يا جميلة اخيرا هتتذلي غبي جسور انه صدقني 


مختار غاضبا؛ افتح يا جسور سيب البنت  جميلة  يا جميلة ردي عليا يا بنتي 

صفاء باكية وهي تدق علي الباب بعنف : لاااا يا جسور عشان خاطري يا ابني ما تعملش زي ابوك جميلة مالهاش ذنب يا ابني افتح والنبي 


في داخل الغرفة

جسور بضيق وبصوت منخفض : يا بت بطلي شتيمة 

جميلة بمشاكسة : الله مش بسبك الدور 

اقترب جسور من جميلة وامسك كف يده وعلي حين غرة عضها بقوة فصرخت بصوت عالي 


ليصيح مختار من الخارج بغضب : جسور هقتلك يا جسور 


بينما نظرت له جميلة بغضب 

جميلة غاضبة: آه يا عضاض والله لوريك 

امسكت سكين الفاكهة الصغيرة وبدأت تركض خلفه 

جميلة بصوت منخفض غاضب : هعورك يعني هعورك 

جسور ضاحكا بصوت منخفض وهو يركض منها : يا نهار ابيض متجوز بلطجي ، اهدي يا مناااااار سيكااااهاي 

جميلة غاضبة: والله لاعضك زي ما عضتني 

جسور: يا بت خلاص يخربيتك فهردتيني انا مش حملك 

جميلة باستفزاز : عضمة كبيرة بقي يا جدو 

جسور بغيظ وهو يركض خلفها : خدي هنا يابت هو مين دا الي عضمة كبيرة دا أنا لسه في عز شبابي 


وقفت جميلة علي الفراش تخرج طرف لسانها له بطفولة : يا راجل يا عجوز مناخيرك قد الكوز 

جسور: ماشي يا جميلة نخلص بس من اللعبة دي وهوريكي العجوز دا هيعمل فيكي ايه ، يلا خشي الحمام وما تخرجيش منه مهما حصل غير لما اناديلك مفهوم


هزت رأسها إيجابا سريعا وذهبت ناحية المرحاض 

جميلة: جسور 

نظر لها : نعم

جميلة باستفزاز وهي تخرج لسانها : يا عجوز 

ثم اغلقت الباب سريعا 

جسور ضاحكا بصوت منخفض: مجنونة وهتجنني سور 

عادت ملامحه الي الجدية فخلع جلبابه وجرح يده ومسح الدماء بشراشف الفراش 


اتجه ناحية الباب وفتحه بعنف 

جسور غاضبا: عايزين ايه في حد يخبط كدة علي باب أوضة عريس 

نظر مختار حوله فوجد دماء علي الفراش ولا أثر لابنه اخيه 

مختار غاضبا: جميلة فين عملت ايه في البنت 

صفاء باكية: ليه يا ابني حرام عليك 

جسور غاضبا: حرام عليا أنا ولا حرام علي ابنك 

رامي بيه ابنك قالي انه علي علاقة بجميلة وأنها سلمت نفسها ليه وضحكت عليا وفي الآخر طلع كذاب وللاسف ما عرفتش كدة غير بعد ما اغتصبتها 


مختار بصدمة : الكلام دا صحيح يا رامي ما تنطق

رامي بشماتة : ايوة صح ، أنا فعلا قولتله كدة وهو عمل الي أنا توقعته بالظبط العرق الصعيدي بتاعه شعلل واغتصبتها ، لما روحتلها البيت ضربتني بالسكينة وهربت إنما دلوقتي بقت مكسورة ومذلولة ويا يعني مين الي اغتصبها جوزها ، انتوا ما تعرفوش أنا سعيد قد ايه 


جسور: أنت مريض

رامي صارخا بغضب: هو السبب جميلة جميلة جميلة علي طول هي أحسن واشطر وأنا صايع وفاشل علي طول بيضربني بسببها عمره ما خدني في حضنه زي ما بياخد جميلة ، جميلة خدت كل حاجة حب وحنان واهتمام  علي العكس ما خدتش غير ضرب وشتيمة وتهزيق ودلوقتي أنا أسعد واحد في الدنيا هي فين صحيح نفسي اشوفها وهي مذلولة 


جسور: أوي اوي جميلة اخرجي يا حبيبتي 

خرجت جميلة من المرحاض بهدوء


مختار بلهفة: جميلة يا بنتي انتي كويسة عمل فيكي ايه الحيوان دا 

جميلة: أنا كويسة يا عمي جسور ما عمليش حاجة ، دي كانت لعبة عشان جسور يكشف رامي 


رامي غاضبا: يعني أنت ما اغتصبتهاش 

جسور ساخرا: تؤتؤ ، انت فاكرني غبي يا رامي أنا اقنعتك وانت شايفني طالع مولع الأوضة إني هعمل فيها كدة بس ايه رأيك فنان أنا انفع ممثل مش كدة 


جميلة بحزن: أنا ما كنتش متخيلة انك بتكرهني اوي كدة 


رامي غاضبا: يعني كنت بتضحك علينا ، لاء يا جميلة مش هسيبك تتهني بحياتك ابدا ، هدمرك يا جميلة لو آخر يوم في عمري هجيبك مذلولة تحت رجلي 


كل هذا ومختار وصفاء ينظران له بحسرة علي ما فعلا بفلذة كبدهم ليصبح بداخله كل ذلك الكره


تركهم رامي وخرج من الغرفة ومن السرايا بكاملها 

جميلة بدموع: ليه كدة يا عمو ، ليه خليته يكرهني كدة ، كان نفسي يبقي اخويا مش عدوي


مختار بحسرة: كنت فاكر إني كدة هخليه راجل يعتمد على نفسه ، لما اقرنه بيكي وبك وبنجاحك هتبقي قدوة ليه ما كنتش متخيل أنه هيكرهك للدرجة دي 

ثم نظر ناحية جسور بامتنان متشكر يا جسور بيه أنك ما سمعتش كلامه واذيت جميلة 


هز جسور رأسه إيجابا بهدوء

مختار: احنا بكرة الصبح هنمشي خلي بالك من نفسك يا بنتي لو عوزتيني في اي وقت اتصلي بيا 

جميلة: بسرعة كدة دا انتوا مالحقتوش تقعدوا معايا 

مختار : معلش يا حبيبتي بس ما احبش اقعد في مكان وجودي فيه غير مرغوب ، هتطمن عليكي بالتليفون كل شوية 


هزت رأسها إيجابا بحزن ، كانا يتحدثان وهي تنظر الي ولدها بحنان ودت بشدة أن تضم صغيرها لصدرها فعلي الرغم من سنوات عمره التي تجاوزت الثلاثين وطوله الفاره يبقي ولديها الصغير طفل البكر أول فرحة شهدتها منذ أن تزوجت سليم 


فاقت علي يد مختار 

مختار : يلا يا صفاء 

هزت رأسها إيجابا وخرجت معه وعينيها معلقتان به 

اخذها مختار وخرج من الغرفة واغلق الباب خلفه 


جميلة: شكرا 

جسور: العفو ، مش هتاكلي أنا واقع من الجوع 

جميلة: هغير الفستان 

جسور  في نفسه بضيق: يا فضحتك يا جسور عروستك لسه بالفستان 

ذهبت ناحية المرحاض وبدلت فستانها ببجامة وردية اللون عليها رسومات كرتونية 


جسور ما أن رآها: لو سمحتي البطاقة 

جميلة بدهشة: نعم 

جسور: البطاقة هاتي البطاقة 

ذهبت ناحية حقيبة سفرها وأخرجت له بطاقتها الشخصية اخذها جسور ينظر فيها بضعة ثواني

جسور: البطاقة دي مزورة

جميلة بصدمة: نعم يعني ايه مزورة 

جسور: طبعا مزورة، لأن البطاقة بتقول أن عندك 25 سنة ، لكن بمنظرك دا عندك 5 سنين وما كملتهمش كمان 


رمقته بغيظ ثم تركته وذهبت ناحية الفراش لتنام 

جسور: مش هتاكي 

جميلة: مش جعانة

جسور؛ علي كيفك أكل أنا الحمام المحشي والبط 

لمعت عينها بشراهة شمرت عن ساعديها وذهبت ناحية الطعام وبدأت تأكل بنهم فهي لم تتناول لقمة واحدة منذ الصباح 


جسور ضاحكا: يا بنتي كلي براحة يا ماما براحة هتشرقي 


تزاحم الطعام في فمها ولم تستطع بلعه فبدأت تسعل بشدة ، ناولها جسور الماء وبدأ يضربها برفق علي ظهرها 


جميلة بألم بعدما ابتعلت الطعام : اااه يا عم دا ضهر بني آدمه مش واحد صاحبك 

جسور ضاحكا: مش كنتي بتفرفري دلوقتي 

ضيقت عينيها بغيظ سرعان ما طرقت في رأسها فكرة خبيثة 

قامت من مكانها وجلست بجانبه ولفت ذراعيها حول عنقه بدلال

جميلة بهيام: جسوري 

ازدرق جسور ريقه بتوتر وأردف بدهشة: جسورك

جميلة بدلال وهي تهز رأسها إيجابا ببطء : امم مش أنت اسمك جسور تبقي جسوري 

جسور في نفسها : مالها دي اثبت يا جسور ، اثبت حرام عليكي انتي ما عندكيش أخوات بلاستيك دا أنا لحم ودم 


اقتربت بوجهها من وجه تهمس في أذنه بدلال

جميلة بدلال: جسور

جسور بهيام : هممم

جميلة بدلال: جسور

جسور: هممم 

جميله بمرح : يا عجوز 

ثم فرت هاربة وهي تضحك بصوت عالي ، بينما عض جسور هلي شفتيه بغيظ 

جسور بغيظ: ماشي يا اوزعة 

جميلة بمرح وهي تضحك: يا عجوز ، يا عجوز ، يا عجوز 

وجد نفسه تلقائيا يندمج في الضحك معها 

جسور ضاحكا: ماشي يا ستي أنا عجوز وانتي طفلة 

جميلة بغيظ: أنا مش طفلة

جسور: طب يا كبيرة وسعي بقي عشان أنام 

جميلة: أنت هتنام هنا

جسور ساخرا: لاء هنام في الحمام ، اتاخري يا بت 

جميلة: ايوة بس احنا ما اتفقناش علي كدة

جسور باستنكار : هو النوم كمان فيه اتفاق 

جميلة: ايوة أنا هنام علي السرير وانت علي الكنبة 

ذهب جسور ناحية الفراش وألقي بثقله عليه 

جميلة بضيق: أنت يا استاذ يا باشمهندس با حج

جسور بنعاس: ايوة أنا حج وعجوز قولي زي ما انتي عاوزة بردوا هنام هنا 


اخذت الوسادة وضربته بها بغيظ

جسور بتحذير : بلاش شغل عيال لو قومتلك هزعلك 

جميلة؛ ماشي يا جسور 

اخذت الوسادة وغطاء وذهبت ناحية الاريكة الصغيرة في الغرفة تدبدب علي الارض بغيظ طفولي 

رمت الوسادة والغطاء علي الاريكة بغيظ 

جميلة بغيظ في نفسها: ماشي يا جسور مااااشي استني عليا 

تمددت علي الاريكة دقائق واستسلمت لسلطان النوم 


شعر هو بانتظام أنفاسها ففتح عينيه وانتصف في جلسته وكبت ضحكته بصعوبة علي مظهرها وهي نائمة رأسها متدلي تستند برجليها علي مسند الأريكة ويديان ملقيان بجانبها بشكل كوميدي 


جسور في نفسه: ماشي يا جميلة ، أنا هبطلك تقوليلي يا عجوز دي خالص ، هيبقي حتة مقلب استعنا علي الشقي بالله 


_________________________________

في غرفة سهر 

كانت جالسة علي الفراش تنظر لصغيرها النائم تسمك صورة والدتها وتبكي اشتياقا لها ولحنانها ، لم تلاقي من جسور حنان ابدا فقد كان صارم للغاية منذ وفاة والدهم كان يعاقبها حتي إن أخطاءت دون قصد ، دائما ما تبحث في صدره عن الحنان ولكنها تجد دائما الغلظة والقسوة ومع ذلك لم يمكنها التخلي عنه فهو من رباها وله فضل كبير عليها 


سهر باكية : آه يا اما نفسي في حضنك قوي 


مسحت دموعها سريعا عندما سمعت دقات علي باب غرفتها ظنا منها أنه جسور 

قامت سريعا تفتح الباب فوجدتها تقف امام تدمع عينيها بشوق لها 

صفاء بشوق: سهر بتي 

وبدون كلمة أخري اندفعت سهر تلقي بروحها قلبها وعقلها وجسدها بين أحضان والدتها تنعم بذلك الإحساس الدافئ الذي افتقدته طوال حياتها 


دخلت صفاء بها الغرفة واغلقت الباب قبل أن يراهما جسور  

صفاء باكية: اتوحشتك قوي يا بنتي

سهر من بين شهقاتها : ليه يا اما ، ليه عملتي كدة 

صفاء باكية: والله يا بتي انا مظلومة أنا ما هربتش من ابوكي زي ما قال لجسور واقنعه بكدة 


سهر بلهفة: صحيح يا اما 

صفاء باكية: صحيح يا بتي والله ما هربت ابوكي السبب ابوكي هو الي عمل فيا اكدة ، المهم سيبك مني أنا انتي عاملة اتجوزتي ول لسه 

سهر: ايوة يا اما وجوزي الله يرحمه

صفاء بحزن: ربنا يصبرك يا بنتي ، ثم اكملت بلهفة وهي تشير ناحية زين دا حفيدي صح

سهر بابتسامة صغيرة: ايوة يا اما دا ولدي زين ، دا العوض ربنا عوضني بيه بعد رامز الله يرحمه 

صفاء: بسم الله ما شاء الله احلي من القمر ربنا يخليهولك ويحفظه من كل شر 

سهر : أمين يا رب 

صفاء: سهر أنا همشي بكرة


سهر مقاطعة : بالسرعة دي ، عشان خاطري يا إما أنا مالحقتش اشبع من حضنك خليكي معايا عايزة اتكلم معاكي عايزة افضفضلك كل الي في قلبي ، نفسي أنام في حضنك يا اما ، عشان خاطري خليكي معايا 


صفاء باكية: حاضر يا حبيبتي حاضر 

سهر بسعادة: بجد يا اما 

صفاء: أيوة يا حبيبتي مش همشي غير لما تزهقني مني ، ويمكن اخوكي قلبه يحن عليا ويسامحني 

سهر بسعادة: انا ما هزهقش منك واصل 

احتضنت صفاء سهر بحنان وهي تردد : ربنا يخليكي ليا يا بتي ويحنن قلب اخوكي 

___________________________________

بعد عدة ساعات كاد ينفجر فيهم من الغيظ وصل رامي الي المنزل ما أن فتح الباب حتي وجد بعض الرجال يبحثون في انحاء المنزل 

رامي غاضبا: انتوا مين 

ظهر زعيمهم واردف بهدوء: اهدي يا رامي 

رامي : هو أنت ، أنت بتعمل ايه هنا 

اشار الرجل الي من كانوا معا فخرجوا من المنزل بهدوء 

الرجل : طبعا عارف أن عمك مات مقتول عشان كان بيدور ورا شبكة مافيا كبيرة

هز رامي رأسه إيجابا فاكمل ذلك الرجل بهدوء: أنا بقي رئيس الشبكة دي 

حجظت عيني رامي بصدمة: يا نهار ابوك أسود 

الرجل : تؤتؤتؤ اهدي كدة يا  ابو رامي 

رامي ساخرا: ومش خايف اروح ابلغ عنك 

الرجل : تؤ أنت أعقل من كدة وخصوصا لما تعرف أن مصلحتك معانا

رامي بحذر: مصلحتي معاكوا ازاي 

الرجل : فلوس ، فلووووس كتيييير اوي هتعمل بيها كل الي أنت عايزه ، رجالة تحت امرك في اي وقت ، هتقدر تنفذ بيهم انتقامك من جميلة بسهولة


رامي بحذر : وانا ايه الي مطلوب مني 

الرجل : أنت عقلية شيطانية يا رامي محتاج بس الي يوجهك تستغل ذكائك دا ازاي وامتي ،دا غير أن احنا عيزينك تساعدنا في اننا المعلومات الي مخبيها هشام قولت ايه Deal 


رامي بعد تفكير قصير : Deal 

الرجل مبتسما بخبث: كدة أنت صح ، بس لازم تعرف كويس لو فكرت تخونا مجرد تفكير بس هتحصل عمك

رامي : مش محتاج تهدد ، أنا مستحيل هعمل كدة 

الرجل : يبقي اتفقنا هتصل بيك قريب وابلغك بمهمتك الأولي 

هز رامي رأسه إيجابا ، فخرج الرجل من باب الشقة بهدوء واغلق الباب خلفه 

رامي بغل : والله وجه اليوم الي هاخد فيه حقي منكوا كلكوا واولهم انتي يا جميلة الجميلات 

_________________________________

في صباح اليوم التالي

شق صراخهاا ارجاء البيت عندما ............


تكملة الرواية من هناااااا


تعليقات

التنقل السريع