رواية قلوب تائهة الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم سهام صادق
رواية قلوب تائهة الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم سهام صادق
الـــفـــصـــل الــــســـادس عـــشـــر
كانت كلماته مازالت تتردد في أذنيهاا ، لم تكن تصدق بأن من احبته بل وعشقته بجنون اول من يقتلهاا بدون رحمه ، لم تتمالك قدماهاا فسقطت علي ركبتيهاا لتنكمش بجسدها مثل الطفل واضعه وجهها بين كفيها ، باكيه بمرارة لاول مره تشعر بأن روحهاا هي من تبكي ، تحسست بطنهاا بأيدي مرتعشه وكأنها تُطمئن نفسهاا بوجدهه داخل رحمهاا، وضمت نفسها بذراعيهاا وكأنها تحمي نفسهاا من شبح يطاردها ، لتلمس بيدها الضعيفه موضع يداهه وهي تبكي وكأنهاا تبكي علي كل شئ جميل قد عاشته معه ... لتبتسم بمراره بين دموعهاا وهي تتذكر
مبرووك يامدام ، انتي حامل
سقط تلك الخبر علي مسمعهاا ، وهي تنظر بعيناها علي نتيجة التحاليل ، فاليوم قد علمت بخبر أن بداخلهاا جنين منه ينبت في رحمهاا ، تخيلته وهو يطير بها فرحاا ويحملهاا بين ذراعيه ويهمس في أذنيهاا بكلماته التي باتت تعشقهاا ، ويهبط بقدميه ليتحسس ذاك الطفل منه ويضع أذنيه علي بطنهاا ليبتسم لهاا بسعاده ، رسمت احلامهاا ونسجت خيوطهاا وهي تحلم بكل شئ ، لم تشعر بنفسهاا سواا وهي تقف أمام مرئتها وترتدي له احد الملابس التي قد جلبهاا لهاا ، تأملت نفسها بذاك الفستان ذات اللون الفيروزي العاري ، أبتسمت بخجل وهي تتطلع علي نفسهاا في تلك المرئه ، وبدأت تعد له طعام العشاء لتطفئ الانوار ليبقي الضوء الوحيد المضاء هو ضوء الشموع ....
ليدخل هو من باب عيشهم الجميل ، ويتطلع الي المكان بوجه مبتسم ، وتزداد ابتسامته عندما رئهاا تقف أمامه مثل الملاك ، ويالها من ملاك قد سلب قلبه ، ليضمهاا بين أحضانه ويهمس في أذنيهاا .. وحشتيني
ترفع بوجهها خجلا وهي تتأمله ، وتحث لسانهاا ان ينتظر قليلاا حتي ليفضحهاا الان وتكشف له عن تلك المفاجأه : وانت كمان وحشتيني اووي يا أدهم
وتمسك بأحد أيديه ، وبصوت هادئ : أنت أتأخرت كده ليه
أدهم بتنهد : أضطريت اروح الشركه الاول .. ويتطلع لوجههاا : كل الاكل الحلو ده ليا ، أممممم انا جعان بشكل
لتبتسم له بسعاده ، ويجلسون سوياا وهم يتبادلان نظرات الحب بينهم
ادهم بهمس وهويتطلع اليهاا : وليه الشال ده طيب ، علي فكره الفستان هيكون أحلي من غيرهه ، ليزيحه من علي كتفيهاا وهو يبتسم علي خجلهاا هذا
مريم بخجل : انت بتبصلي كده ليه
أدهم بحنان وهو يطعمها بشوكته : يعني الاقي القمر قدامي ومبصلهوش
تطلعت اليه بخجل وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه ، لتهمس بصوت هادئ : متسافرش تاني وتسيبناا
ليتطلع لهاا بحنان ، وينحني قليلا بجسدهه : ليقبلهاا علي أحد وجنتيهاا .. ويقول : غصب عني والله ياحببتي ، بس المره الي جايه هتسافري معايا
لتبتسم له بسعاده وهي تقول : قصدك هنسافر معاك
ليتطلع الي وجهها بأستغراب .. لتخرجه هي من دهشته وتقول بصوت هامس وهي تمسك أحد أيديه وتضعهاا علي جنينهاا : انا حامل يا أدهم
لينظر لهاا بنظرات لم تستطع تفسيرهاا أهي نظرات فرح أم دهشه أم ماذا ... لتتطلع الي وجهه ثانية وهي تقول : أنا فرحانه اوي يا ادهم ، عشان ربنا أستجاب لدعائي وهجيب طفل منك
لينهض سريعاا ، تحت أنظارهاا ... ويتتطلع الي معالم وجهها ،ليقول بعد ان اشاح بوجهه بعيدا عنها حتي لا تري ضعف عيناهه.... وهو يقول بصوت صارم : الطفل ده لازم ينزل يامريم سمعاني
لتنهمر دموعهاا ،فهل هي هذه الاحلام التي رسمتهاا وعشتها منذ قليل ، ام هي الفرحه التي قتلهاا بكلمه واحده ، وقفت امامه وهي تهزهه بأحد أيديها وسط دموعهاا وتقول : انت مش أدهم صح ، او الكلام الي سمعته غلط قول اني سمعت غلط يا ادهم
ليمسكها بأحد ايديه بقوه ويقول بصوت حاد : الطفل ده هينزل سامعه ، قولت هينزل وبكره هتعملي العمليه
لتبتعد عنه وسط دموعهاا وهي تقول : انا مش هنزل ابني ، مش هنزل النعمه الي ربنا ايدهاني .. وتابعت بكلامهاا وسط شهقاتها : انا دلوقتي اتأكدت اني فعلا مجرد بيعه وشروه ، وخلاص وقتي انتهي لما صلاحيتي انتهت ، بس انا مش مهم عندي نفسي دلوقتي لتضع يدها علي بطنهاا وهي تقول : سيبني اروح لحالي ، وارجع مملاكتي الصغيره واعيش لوحدي تاني
ليتقدم هو نحوها بجمود : انا الوحيد الي اقرر وقت صلاحيتك انتهي ولا لاء سامعه ، وانا الوحيد الي اقرر فاهمه ، ومش هقرر كلامي تاني بكره هتروحي معايا المستشفي عشان تنزليه
لم تدري بنفسهاا سواا وهي تصرخ فيه وتقول : اتجوزتني ليه مادام مش عايزني اكون ام لأولادك ، اتجوزتني ليه وحرمتني من لحظه اتمنتهاا طول عمري اني افرح لما اكون ام من الانسان الي بحبه ، حبك ليا ده كان كدب صح ، كنت بتكدب عليا زي ماكدبت علياا اول مره كلمتني فيهاا عن مشاعرك ، صح رد
ليطلق هو ضحكاته العاليه وهو يقول : وتفتكري ازاي هحبك ، هاا ازاي هحب الانسانه الي ابوهاا كان سبب في دمار اغلي حد عندي عارفه مين امي ، ليعود بضحكاته وهو يقول : بس تصدقي طلعت ممثل بارع كمان ، لاء والفيلم كمان طلع مظبوط بكل حاجه ، ليقترب منهاا ببرود ويلمس وجههاا ويقول : بكره ياحلوه هرجعك لمملاكتك الزباله تاني ، بس بعد العمليه ، وقبل ان يغادر سجنه الذي صنعه بيديه يلتف اليها ويقول : اوعي تفكري في لحظه انك تهربي سامعه ، عشان بلاش اعرفك مين هو ادهم شوكت .. فزي الشاطره كده تبقي مطيعه للأخر عشان الفيلم قرب يخلص ياحلوه .....
ليتركها وسط دموعهاا ، وكلماته ، فكل مادار حولهاا الان كان مثل الكابوس فكيف والدها الرجل الطيب يتهمه بأنه سبب في تدمير و الدته ، لتغرق هي في وسط دموعهاا ،الي ان نامت منكبه علي الارض وهي تضم جسدها النحيل ، لتستقيظ علي لمسة يدهه التي باتت تكرهها ، لتتطلع اليه بعينيهاا الباكيه ، وهو يسحبهاا من يدهاا ويقول بصوت جامد : 5 دقايق تكوني جاهزه مفهوم ، ليخرج من غرفتهاا ويتركهاا وهي تشعر بالكره من نفسهاا ، فبحبهاا هي قد انتقم منهاا ونجح في تمثيل خطته ، ولكن ماذنب هذا الطفل الذي لا ذنب له مثلهاا تماما ، وما الذنب الذي اقترفه والدها ليكون انتقامه هو فيهاا ...، لم تدري بنفسها سوا وهي تهبط ساجده لخالقها وسط دموعهاا وتقول : يارب وماخاب من قال يارب
لتخرج بعدها له وهي تجر ورئهاا كل كلمات الانكسار التي قد حطم قلبها بها قبل ان يحطمهاا ، لتنظر له بحسره وهي تتابع خطواته وتقول بصوت ضعيف : بس هو مالهوش ذنب ، عاقبني انا بذنب معرفش عنه حاجه
ليتطلع لهاا ساخرا ,ويجذبهاا من يدها ويقول : يلا عشان انا مش فاضي ، وضيعت وقت كبير
وما من دقائق ، كانت تجلس بجوارهه في السياره وهي تتطلع للشوارع وكأنهاا تودعها ، ضمت كفيهاا بين ارجلهاا في خوف وهي تنظر له نظرات رجاء قبل ان تكون عتاب .. ليشيح هو بوجهه ويصرخ في قلبه بأن يصمد حتي لا ينزعه من بين ضلوعه .. لتصل بهم السياره الي المشفي التي اول ما رئتها اشاحت بوجهها وتشبثت في كرسيهاا
ليقول هو بصوته الجامد : يلا يامريم
لتنظر له وكأنها تنادي شخص بداخله كي يعيد لها أدهم الذي احبته ، ليجذبها هو من يدهاا ويحركها خلفه مثل الطفل الصغير ... لتجد نفسهاا داخل تلك المشفي وكأنها ذاهبه الي قبرهاا ، لتتطلع في وجه الناس وكأنها تبحث عن يد تساعدها منه ، لتجدهه يبتسم لذلك الطبيب ويترك يدهاا ليتحدث معه ، وأعينه مازالت عالقه بهااا لتجلس هي علي اقرب مقعد وهي تبحث بداخلهاا عن روحهاا التي تنسحب منها ببطئ
ادهم : حياتها عندي اهم سامع يا أشرف ، انا اخترتك انت عشان واثق فيك
ليبتسم له صديقه وهو يقول : متخافش يا أدهم ، ولا اقولك يا دكتور
ادهم بجمود : خلي بالك منهاا سامع ،ومش هكررتاني اي غلطه ممكن اقفل المستشفي
ليبتسم أشرف بخوف وهو يقول : شكلك بتحبهاا وخايف عليها اووي ، ليقترب من أذنيه وهو يقول ضاحكا : هما رجال الاعمال كده يغلطوا واحنا في الأخر الي بنصلح غلطهم
لتطلع هي الي وجههم ، وهم يخططوا عليها وعلي طفلها في القضاء عليهم.. لتتنهد هي بدموع .. وهي تتطلع الي قدومه ، وكادت ان تنهض هاربه منه وليحدث ما يحدث ، فوجدت احد الممرضات وهي تقول : يلاا يامدام ، عشان تجهزي قبل العمليه
لتتطلع لها بخوف ودموعها تتساقط : دلوقتي
لتنظر لها الممرضه بشفقه وهي تقول : معلشي ياحببتي ، هو انتي كنتي فاكره ايه ، هياخد الي عاوزه ويتجوزك اول ما يعرف انك حامل ، كلهم كده فاكرين بفلوسهم يقدروا يشتروا كل حاجه ، لتتنهد وتقول :يلا بقي هي ساعه وكل حاجه هتخلص وتروحي لحالك
لتجذبهاا الممرضه من يدهاا ، وتلتف هي ناحيته وكأنها لأخر مره تترجاهه ، وتفر من يد الممرضه وتذهب اليه وهي تقول : خليني أمشي من هنا يا أدهم ، متعملش فينا حاجه ، صدقني همشي ومش هتشوفني خالص ، ولو بابا زي ما بتقول كان سبب في تدمير والدتك ..هو دلوقتي بين أيدين ربنا وهو الحاكم الاعظم ، سيبني وانا أوعدك مش هتعرف عننا حاجه ، لتقترب منه وهي تقول : متخليش غضبك ، ينسيك انك بتغضب ربنا ، أنا مش خايفه علي نفسي صدقني ، انا خايفه عليك من ذنب هيفضل في رقبتك طول العمر، بلاش يا أدهم .. لتتطلع الي نظرات وجهه وهو يلتف بعيدا عنهاا ، لتدخل هي تلك الحجره وهي لا تري شئ سوا ذاك السواد الذي اول مره تبصر عليه
ليلتف هو بين دموعه ، التي حبسهاا طيله الوقت لتفر هاربه علي محبوبته التي نسي معاها كل شئ حتي هدفه الاساسي ، بأن يجعلهاا تعشقه ثم يرميهاا كما رمي والدها امه وتركهاا بين اوجعهاا ....
ليتذكر يوم أن رأي مذكرات والدته في مكتب والدهه
مذكراتهاا التي كتبتهاا بدموعهاا قبل حبر قلمهاا ، ليري كلمات قد سطرها الزمن ليحياها من جديد
اول مره شوفته فيها حبيته ، وازاي محبهوش وهواصبح بطلي ، مش هنسي لم وقف قدام عزت بكل قوته وبعده عني ، عزت اه ، عزت الي حاول كتير يتجوزني بفلوسه وقوته ، كنت بنت عاديه وبسيطه اهلي كانوا ميسورين الحال كان عندنا مزرعه جميله اووي ، عمري ماهنسي ريحه الريحان والياسمين ، ياا لو الزمن يرجع من تاني ، كنت فضلت ليلي الصغيره ، البنت الهاديه الجميله ، كنت اول مره أروح حفله كانوا كل الناس بيتكلمواا عنهاا وعن الناس الي هتحضرهاا والشاب الوسيم الي هيكون امير الحفله ، كنت واقفه مع بابا زي التايهه وسط الضحكات ، وناس مش متعوده اشوفهم في قريتي البسيطه والجميله ، لحد ما شوفت اكتر شخص كرهته في حياتي ، بس في نفس الوقت كنت بشفق عليه من نفسه مش هنكر أني لما عشت معاه حبيت فيه حاجات مكنتش شيفاها قبل كده ، بس للأسف مقدرتش أنسي خيانته ولا السجن الي كان عايز يحبس فيه أغلي حد عندي ونفوذه الي أستخدمها عشان يخسرنا كل أملاكناا ونبقي تحت طوعه ، اما عبدالله كان الانسان الي قلبي دقله ، برغم محاولات عزت الكتير بس عبدالله هو الي كان حلمي اني اكمل عمري معاه ، شوفت فيه الحنيه والطيبه برغم بسطته ، بس مكنتش عارفه ان تحت قناع الطيبه انسان خاين ، دابحني بطعنته ، مش قادره انسي يوم ماجيت استنجد بيه يتجوزني واعيش معاه في اي مكان المهم ابعد عن عزت وسيطرته علي بابا ، لحد دلوقتي صوت اقدام رجليه وهو جي يخدني لقبري ، وهو بيمسك ايدي وبيسلمني لعزت ويقوله متلزمنيش خدهاا ونظرته ليا وهو بيقولي : أنتي طالق
يااا علي نظرات عزت وهو بيقولي ،شوفتي اه باعك اه الي فضلتيه علياا، كان كل كلمه بينطقهاا كنت بكرهه ودني عشان سمعتهاا ، لحد ما لقيت نفسي بين احضان راجل وانا بدور علي الانسان الي بحبه ،بس هو فين هو باعني كمان ليه وسلمني لسجاني ،لحد ماجيت انت يا أدهم بدأت احس بالحياه تاني ، بس خايفه لتكون انت كمان عزت التاني وتبقي زي ابوك ..
ويتوقف عقله .. علي أن يكون نسخه مصغره لوالدهه ، ظلت كلمة أمه تتردد في أذنه (خايفه لتكون انت كمان عزت التاني ) ... لينهض من علي كرسيه ويذهب سريعا اليها
نظرت للطبيب بخوف ، وهو يرتدي كمامته الطبيه ، تأملت المكان حولهاا وجدته وكأنه يخنقها ، لم تدري بنفسها سوا وهي رافعه نظرهاا لاعلي بدموعهاا ، الي ان نامت من أثر الحقنه المخدره بعد أن قاومتها بجوفنهاا لتظل مستيقظه وتحمي جنينهاا ........ لم تدري بنفسهاا سوا وهي علي الفراش الابيض ، وهو جالس بجانبها يتأملهاا بخوف
نظرت اليه ، ثم أشاحت بوجهها سريعاا وهي تقول : مش خلاص عاملت الي عايزه ، أبعد عني وسيبني في حالي
لتضع يدهاا علي جنينها وتقول : أرتحت خلاص لما انتقمت مننا ، أخرج بره حياتي أنا بكرهك بكرهك يا أدهم
ليقترب منها بألم وهو يقول : أبننا لسا عايش يامريم ، أنا مش أنسان عديم الرحمه ، او ظالم ، بس صدقيني لو عيشتي لحظه من حياتي هتبقي أسوء من كده
مريم : انت الي أخترت تكون كده ، متلومش علي الظروف ، عمر اليتيم ماكان فاقد لحنان الابوه او الامومه ، بالعكس بيدي ولاده كل حاجه كان بيتمناهاا ،بيديهم الحنان والحب الي كان بيتمنه مش الحرمان
ليتطلع الي وجهها بجمود وهو يقول :هستناكي بره ، هبعتلك الممرضه تساعدك ، ليخرج ويتركهاا وسط دموعهاا
لتدخل اليهاا الممرضه مبتسمه وهي تقول : شكله بيحبك اووي
لتستمع لكلماتهاا وهي تتمتم بخفوت : مابقتش فارقه ، الحب بقي مختلط بالكرهه
لتخرج له ، وهي تراهه شاردا ، لتبتعد بنظرهاا بعيدا عنه وتقول : انا عايزه اروح بيت اهلي
ليجذبهاا اليه ، ويمسك أحد أيديها المرتجفه ، لتبتعد عنه سريعاا وهي تشيح بوجهها
أدهم بجمود : الي يريحك ، ليسبقهاا هو بخطوات بطيئه وتسير هي خلفه
الي ان وقفت امام باب سيارته وهو يفتح لهاا الباب
مريم : انا عايزه اروح البيت الي جبتني منه ، وسيبني في حالي ، واظن ان لعبتك أنتهت
ليبتسم هو ساخرا و يقول : لاء لساا لعبتي منتهتش ، وانا الوحيد الي اقرر امتا هتنتهي ، اتفضلي اركبي
لتقف مصدومه من وقاحته هذه ، وما من ثواني كان يجذبها داخل سيارته ، وينطلق بهاا الي قصرهه الي عالم ثاني ستدخله معه
لتظل قابعه في السياره ، وهي تتأمل المكان الجديد وبصوت باكي : انا مش هعيش معاك تاني ، انت اكبر كدبه كدبتها علي نفسي ومش هسمح لنفسي اني ارجعلهاا تاني
ليتطلع لها ببرود ، وهو يقول بسخريه: لما تبقي تولدي ، ابقي اطلعي من العالم بتاعي وعيشي في عالمك
لتصرخ في وجهه ، وهي تقول : يااا لدرجادي كنت مغفله وانا متخيلاك بصوره تانيه ، للاسف انا السبب في كل الي بيحصلي ، بس صدقني مش هكون مريم الضعيفه تاني ومش هسمحلك تاخد ابني ...
ليضحك هو ، ولاول مره تكره ضحكته وتشمئز من كل شئ فيه ليقول :برافو ، بجد برافو
ليخرج من سيارته ، وهو ينده علي الخادمه لتخرج معاهاا الهام مبتسمه : وحشتني يا بني ، ثم تتابع بنظرهاا علي مريم وتهمس في اذنيه وهي تقول : مش قولتلك انت مش بتحبها بس انت بتعشقهاا ، بس هقول ايه عذبت نفسك وعذبتهاا ودمرت حياتك بأيدك ، وانت دلوقتي الي هتجني كل ده بنفسك
ليتنهد هو بأسي ، ويتطلع اليها بألم ، ويردف سريعا الي مكتبه ليغلقه عليه وهو يشعر بالوجع ، فالأن قد جعلهاا تكرهه بل وتبغضه ،وجعل مريم نسخة مصغره من امه
ليتذكر اليوم الذي أكتشف فيه بأنهاا هي أبنة الرجل الذي عزم طيله السنين الماضيه أن ينتقم منه بأغلي شئ لديه ، ليبتسم بحسره وهو يتذكر أنه في اليوم الذي قرر أن يعلن زواجهم أكتشف فيه ماكان يبحث عنه ...
.................................................. .........
لتبتسم في وجه زوجهاا ، وهي تنفث دخان سجائرهاا ، يعني البنت الي كان متجوزهاا هي بنت الراجل الي كان بيدور عليه
عزت بسخريه : البيه كان جاي يحطني قدام الامر الواقع ويقولي أتجوزت ميعرفش اني كنت عارف بجوازه وساكت ، بس علي أخر الزمن انا هخلي بنت عبدالله تعيش في فلوسي ، لاء وكمان أدهم الي تتجوزه ، الا أدهم
نانسي بضحك : وتفتكر هيعمل معاهاا ايه
عزت ببرود : أكيد هيطلقها ، ويرميها في الشارع الي جات منه ...
لتنظر في عيناهه بخبث وهي تقول : هو ليه بيكرهك كده يازيزو
ليتنهد عزت بأسي وهو يقول : أبني مش بيكرهني يانانسي سامعه ، مافيش أبن بيكره ابوه
لتبتسم نانسي بخث : ياحبيبي متضيقش نفسك
وتهمس بصوت واطي : كانت تفرق أيه عني ديه ، عشان يحبهاا هي ويتجوزهاا ... لتتطلع الي زوجهاا بسخريه ، وتعود لتدخن ثانية وهي تبتسم بداخلهاا ،وهي تتخيل اليوم الذي ستكون فيه شريك أساسي في الشركه ، وتصبح معظم ثروته التي جناهاا بين يديهاا
يتبع بأذن الله
*********
الـــفــــصـــل الســابــع عــــشـــر
وقفت تتأمل المكان ، وهي تشعر بأنها ستدخل سجنا أخر من سجون حبه ، حبه هذا هو من جني عليها لتحدث نفسها وتقول : ليتني لم أحبه ، ليتني ما ألتقيت به ،ليتني لم أعش في أحلام أوهامي ، ويالها من أحلام قد عصفت بطفل بريئ منه داخل جسد اصبح بلا روح وكيف تدب الروح فيه ويشعر بالحياه وهو يري كل من حوله يطعن به بأشد الطعنات ....
أقتربت منها ألهام بأشفاق وهي تتأمل ملامحهاا الهادئه ..وقالت لهاا بحبور: نورتي بيتك يامريم
نظرت لهاا مريم بتفحص وهي تقول بداخلهاا : بيتي ، قصدك السجن الي هعيش فيه تاني
ألهام بود: تعالي يلا أدخلي ياحببتي عشان ترتاحي ، صحيح نسيت أعرفك بنفسي ، أنا ألهام مرات ابوه أدهم السابقه ، بس هو زي أبني بالظبط أنا بعتبره كده ، وانتي كمان يامريم زي بنتي
لتتطلع بها مريم قليلا ، فهي لم تري في هذا العالم سوا الأناس الذين خديعة في مظاهرهم ، وعندما أحبتهم كانوا اول من طعنوهاا ، فحتي طيبة القلوب والوجهه تكون أحيانا مخادعه ...
ألهام وهي تعلم ما بداخلهاا : يلا ياحببتي ، متخافيش
دخلت معاهاا بأعين خائفه وجسدا مرتجفاا ، واول ما وضعت قدماها في ذاك القصر ، أحست كأن روحهاا بدأت تنسحب لتسقط منكبة علي الارض مغشيا عليهاا ، ليسمع هو صوت أرتطام شيئا فيخرج سريعاا ، وعندما يراهاا هكذا ينحني سريعا ليحملهاا بين يديه ودموعه تود أن تفر من عينيه علي من أحبهاا قلبه ، فهي فقط من أحبها وشعر بأنها جزء منه مثل الروح تمام
لتتطلع عليه ألهام بأشفاق ، وحسره وهي تتذكر يوم أن أتي اليهاا وعيناهه مليئه بالفرحه وهو يقول لهاا : أنا فعلا بحب مريم يا ألهام ، مش قادر أبعد عنهاا أكتر من كده وأفضل مخبي جوازي منهاا ، وأياد أنا واثق انه محبش مريم بس هو كان معجب بيهاا بس ، ولما هيعرف خبر جوازنا ممكن يزعل شويه بس أنا عارف اخويااا
لتبتسم له هي وتقول : وانت كنت فاكر أن أياد بيحب مريم ، أياد لو كان بيحب مريم فعلا كان وقف قصادك وعمل المستحيل وصمم أنه يتجوزهاا
ادهم بحب وهو يتأمل الفراغ الذي أمامه بأعين سارحه : هتصدقيني لو قولتلك أنا يوم متجوزتهاا مكنش بسبب أن أمنع أياد أنه يحبهاا ويتعلق بيهاا ، ويصمم علي رفضه من شاهي ، أنا كنت ممكن أطردهاا او انقلهاا فرع تاني بس، ليتنهد بحنين : يوم بجد لما عيني شافتهاا وهي بتحضن الطفله وتبوسهاا ، حسيت ان نفسي أكون مكان الطفله ديه وتضمني ، عارفه مع أن عينيها مكنتش قريبه مني وكان بنا أمتار ، بس حسيت وكأن عنينا مافيش بينهاا سنتي واحد ، ليضحك ساخراا ويقول : وفجأه لقيت نفسي بجمع معلومات عنهاا ، وبتجوزهااا .. بس أنا قسيت عليها كتير ولازم اعوضهاا . ليضحك ثانيه ويقول : مش قسيت اووي يعني يا ألهام لتفهميني غلط
لتضحك ألهام بشده وتضربه علي أحد كتفيه وهي تبتسم بسعاده : تصدق أنا نفسي أشوف مريم ديه الي عملت فيك كل ده
أدهم بضحك : مريم ديه بتاعتي انا وبس ومحدش يشوفها غيري
لتضحك ثانية وتقول : حاسه أن أدهم الطفل رجع تاني
ادهم بأبتسامه : انتي ومريم بس الي بقدر أرجع معاكوا طفل تاني ، بس شكلكم هتبقوا خطر علياا
ألهام بحب : وهتعلن جوازك أمتا بقي
أدهم : قبل ما أسافر ألمانياا
لتبتسم له ، وتعود بذاكرتهاا عندما أتي اليهاا بعد سفره وكأن حاله تغير من حالا الي حال .. لتبتسم بحزن وهي تتنهد بأسي
.................................................. .............
جلس بجانبهاا بترقب ، وأول ما بدئت تفيق ، ابتعد بأعينه عنها حتي لا تري لهفته عليهاا وخوفه بأن يصيبها أي مكروه
لتتطلع هي اليه وتقول بتعب : انا مش عايزه أعيش هناا ، أنا لازم أمشي انا وابني ... ثم تحاول النهوض بتعب
ولكن كلماته الحاده قد اوقفتهاا : مش عارف هفضل اعيد في الكلام لحد امتا ، انا قولت خروج من هنا مافيش خروج ، وبيت اهلك تنسي انك هتروحيه لغير بعد ما تولدي ، لما تولدي هعملك الي انتي عايزاه ... ليضحك بألم : لولا هو كنتي زمانك مرميه في الشارع ، زي ما ابوكي رمي امي سامعه .. بس حظك جيه هو ونجدك
لتقول هي بين دموعهاا : طب ليه كدبت علياا بحبك ، ليه خلتني أعيش في سابع سما ، وبعدين رمتني لسابع أرض ، ليه ها ليه ، خدعتني ، كنت ممكن تفضل تزليني ، تخليني خدامه ، تحبسني ، تعاقبني بأي حاجه ، بس للاسف دمرتني ، موت فياا كل حاجه جميله ، استغليت حبي ليك عشان تمثل عليا الدور كويس ، ثم قالت ساخره : اكيد كانت من خططك انك ترميني شويه زي الحشره، وبعدين تمثل عليا دور العاشق ، وبعدين ترميني وهكذا لحد ما تحس انك أستمتعت في عقابي
ليقترب هو منهاا ويحتضنهاا ويبكي بين ذراعيهاا بصمت ، ولكن سريعاا أنتبه لضعفه ، وخرج من غرفتهاا
ليقول بحسره : انا بعاقب نفسي قبل ما بعاقبك يامريم ، للاسف ...
.................................................. .............
جلس ينتظرهاا في غرفة الكشف ، وبعد أنتهت من الفحص
جائت اليه وهي مبتسمه ، ومعاهاا صورة لطفلهم وهو في رحمهاا ... ليبتسم لهاا ويمسك يدهاا بحنان
وبعد أن أوصتهم الطبيبه ببعض التعليمات ، خرجوا سوياا
كان يتأملهاا ولاول مره يري شاهي الضعيفه ، وليس تلك المتعجرفه ، مثلما كان يظن فبقربه منها أكتشف فيهاا كل شئ كان يبحث عنه ، لتتطلع هي له بأعين تملئها السعاده وتقول : شوفت أبننا يا أياد
أياد بضحك : أه شوفت ياحببتي ، جميل خالص
شاهي بزعل مصطنع : أخص عليك بتتريق عليا
أياد بضحك : أنا ، لا يمكن ، اطلاقا
لتضحك علي مزحته ، وتتشبث بيدهه وهي تقول : تفتكر أحنا ليه رجعنا لبعض ، ورجعنا نبني حياتنا تاني
اياد بتنهد : تفتكري ليه
شاهي : مش عارفه ، بس عارف احنا كنا فعلا محتاجين فتره نبعد فيهاعن كل الي حواليناا ، عشان نعرف ندور علي نفسنا كويس
أياد بأبتسامه : لتاني مره هقولهالك ياشاهي انتي مسامحاني
لتضع هي يدها علي فمه وتقول : وانا قولتلك متسألنيش تاني ، عشان خلاص قفلت الصفحه القديمه عشان ابدء صفحه جديده بشاهي جديده مع اياد
لتسرح قليلا بخيالها وهي تقول : عارف نفسي بجد ، نربي ابننا بالطريقه الي أتمنينا أهلنا يربونا بيها ، مش عايزه حبنا للمظاهر والفلوس والحفلات ، ينسينا مهمتنا الاساسيه ، ثم ألتفت اليه لتنظر الي معالم وجهه
شاهي : بتبصلي كده ليه
أياد بأستغراب : أصلي مستغرب اوي طريقة كلامك
لتضحك هي وتقول : عشان دايما عارفني شاهي المدلعه ، الي كل همها بس اللبس والموضه والسهر ، لتتنهد قليلاا وتقول : عارف يا أياد ، زمان وانا صغيره تقريبا كان عمري 9 سنين ، كان عندنا حارس الفيله عايش هو ومراته وولاده ، كُنت ساعات كتير أحب ألعب مع ولاده ، كنت أهرب من عمتو واروح لأوضتهم الصغيره في الجنينه والعب معاهم ، مع أنهم كانوا عايشين في مكان صغير اووي بس كنت بحس بحاجه غريبه اووي وسطهم ، كانت لما مامتهم تنتهي من شغل الفيلا عندنا ، واول ما ترجعلهم كانوا ، يقوموا يجروا عليهاا ويحضنوهاا اووي ، ويحاوطوهاا ويفضلوا يحكولها عن يومهم في المدرسه ، عارف لما حد فيهم كان بينجح كانت تعملهم كيكه حلوه وصغيره وتكافئهم بيهاا ، لتضحك هي بعفويه وتقول : كنت في العيد أجي اوريهم اللعب الي بابا وعمتو أشتروهالي ، كنت اروحلهم وانا جواياا ان انا معايا أكيد حاجات أحسن منهم تفرحني أكتر منهم ، كنت الاقي كل واحد بيوطي يبوس أيد باباه وبياخد لعبته البسيطه .. انا فاكره كان حصان وعروسه ، وهما يخدوهاا ويفرحوا ويجروا عليا ويقولولي تعالي ألعبي معانا ، لتلتف اليه بحسره وتقول : كنت اروح عشان أغيظهم ، وهما ياخدوني العب معاهم ، ويأكلوني اكلهم البسيط وهما مبسوطين ... لتلتف اليه ثانية وتنظر الي وجهه وتقول : بس للاسف سابوا الفيله ومشيوا ، ونسيت كل الحاجات الجميله الي كنت بشوفها فيهم ، وبقيت أشوف عمتو بتعمل أيه وبقيت بتعامل مع الناس زيها ، عارف انا فاكره مره جيت أسال عمتو وقولهاا أشمعنا رنا بنت الحارس لبست طرحه وانا لاء ، عارف ردت عليا قالتلي ايه : قالتلي ياشاهي انتي لسا صغيره ، وأخدتني من أيدي وجبتلي فستان قصير ، وقالتلي شوفي انتي شكلك حلو ازاي ، فضلت أبص علي نفسي وبعدين جريت علي مي أغيظها بفستاني ، واني أحلي منهاا
لقيتها بتبتسم وتقولي فستانك حلو اووي ياشاهي ، بس انا احلي بفستاني عند ربنا ، فضلت اضحك وقولهاا وبصي شعري حلو أزاي ، هو في حد بيلبس فستان من غير صندل بكعب، ومن غير ما رجله تبان ولا أيده ولا عامل شعره تسريحه حلوه ... ، بصتلي جامد وقالتلي : برضوه انا احلي عند ربنا .... لتتنهد قليلاا وتقول : هي فعلا كانت أحلي عند ربنا صح يا أياد
ليبتسم لها أياد بحب ويحتضنهاا وهو يقول : وانتي كمان زيهاا أحسن عند ربنا
شاهي بحزن : كان نفسي ألاقي حد يوجهني ، صدقني مكنتش هبقي كده
أياد بحب : مادام أحنا مع بعض هنكون أحسن ، وهنربي ولادنا زي ماكنا بنتمني أن أهلنا يربونا
لتبتسم هي له وتقول : مش هتحكيلي بقي عن مريم
ليبتسم هو ويقول : لازم يعني
شاهي بطفوله : ما أنا حكتلك عن مي ومصطفي
ليلتف هو اليها ويقول : نعم مين مصطفي ده
شاهي بضحك : اخوه مي يا حبيبي
أياد بجديه مصطنعه : لاء تصدقي مكنتيش قايله عليه ، وكمان ياهانم كنتي بتلعبي مع ولاد
لتضحك هي وتقول : يعني نسيت كل الشباب الي عرفتهم وصاحبتهم ، وجت علي رامي .. لتتطلع اليها بحده مصطنعه وتقول : وكمان ما انت ماشاء الله مكنتش عاتق ، ها أفكرك ولاا
ليضحك هو ويقول : تعالي نروح بيتنا ياحببتي أحسن ، بتنا اولا بينا
لينهضوا سوياا من علي تلك المقعد ، ويمسك يدهاا بحب ليذهبوا الي بيتهم الصغير الذي أستأجروه ليعيشوا فيه مؤقتا
.................................................. ................
لينظر له أحمد بدهشه ، وهو ينهض من علي كرسيه
مش معقول ، اتجوزت مريم ، ومن أمتا من 3 شهور
ليتنهد قليلاا ويقول : طيب ليه عشان تبعدها عن أياد ، هو أياد اصلا حبها ولا قرب منها ، ده مجرد أعجاب ، يعني انا مثلا لو قولتلك اني كنت معجب بشخصيتهاا ، تفتكرني بحبهاا ، مش معقول يا أدهم
أدهم بجمود : خلصت خلاص يا أحمد ، المهم عايزك تشوف دلوقتي موضوع بيتها الي عمها بيقول ان أبوها بعهوله لما كان مريض ، عايزك تتابع الموضوع ده مع المحامي
أحمد بسخريه : ومتبعيش الموضوع ده ليه معاه انت ، مش عم مراتك برضوه
أدهم بتنهد: مش عايز أبقي في الصوره ، الراجل ده انا عارفه أستغلالي ، عشان كده مش عايز ابقي في الصوره ، حاول تكون أنت مشتري للبيت وتعرف فعلاا الكلام الي بيقوله ده صح ولا لاء
أحمد : طب وبعدين
أدهم : مع أني شاكك في موضوع ان والدها يكون باع البيت ، واشمعنا دلوقتي عايز يرجع بيته وياخده
أحمد : أمممممممم ، قصدك انه يمكن يكون زور الورق ، بس علي فكره هو في حقه الشرعي ليه نصيب في بيت مريم ، لانه عمها ومن حقه يورث
أدهم بتنهد : في الحاله ديه انا هشتري نصيبه ، واكتبه بأسم مريم
احمد بتنهد : طب لو البيت فعلا ملكه هو بس
ادهم : برضوه هشتريه ، لان في ذكريات مريم مع اهلهاا
احمد : وانا طبعا هكون المشتري صح
ادهم : بالظبط كده
احمد : أممممممممم ، اياد عرف بجوازك بمريم
ادهم :لسا ، بس اكيد لما هيرجع هيعرف ، مريم بقيت مراتي قدام ربنا وكل الناس
احمد بأسف : طب دلوقتي هتعمل ايه لما عرفت ، انها بنت الراجل الي كنت بدور عليه طول عمرك
ادهم بتنهد : تصدق لو قولتلك مش عارف
ليتنهد احمد ضاحكا ، ولا هتقدر تعمل حاجه ، لان ببساطه محدش بيقدر يأذي روحه
ليتنهد ادهم وهو يقول بصوت هامس : فعلا محدش بيقدر يأذي روحه ، ومريم بقيت روحي دلوقتي هي وابني
.................................................. ...............
جلست بجانبهاا وهي تضع الطعام جانبا ، وبصوت حنون : ليه مش راضيه تاكلي يامريم
مريم بشرود : مش عايزه أكل من حاجه هو الي جايبهاا ، عشان بعدين يعايرني بالفلوس الي صرفهاا عليا ثم تابعت بالحديث بألم ويذليني بفلوسه
الهام بأسف : بس أدهم مش كده ولا عمره هيكون كده
لتتنهد بشرود: للأسف أدهم ، موت حاجات كتير حلوه جوايه كنت ديما بفتكرهاله لما ساعات كان بيأسي علياا ، بس خلاص كل حاجه ماتت جوايه ، أدهم هدم صورته جوايه وشككني في أقرب الناس ليا
ألهام بتنهد : طب كلي ياحببتي ، أنتي حامل ومينفعش متاكليش
لتشيح هي بوجهها وبصوت باكي : انا والي في بطني منفرقش معاه في حاجه ، هو بيتمني يخلص مننا النهارده قبل بكره ، لتتذكر ماكان سيفعلوه بهم لينزل تلك الجنين .. وتبتسم بسخريه بين دموعهاا
نظرت لها إلهام بتنهد ، وغادرت الغرفه تاركه لها الطعام بجانبهاا ... لتمسك بهاتفهاا وتطمئنه عليهاا كما طلب منهاا
ليأتي صوت ألهام وهي تقص عليه رفضهاا للطعام منذ ليلة أمس ، ليتنهد هو بأسي ، راميا بهاتفه بعنف علي مكتبه ، ليبدء في التدخين بعد أن تركه منذ سنوات ...
.................................................. ...............
أبتسم لها عندما وجدهاا أمام عيناهه، ليتطلع لهاا في سخريه وهو يقول ، اهلاا نانسي هانم
لتبتسم له بحبور وهي تقول : ميرسي يا أدهم ، سوري أدهم باشا
أدهم بهدوء وهو يقترب منها : تفتكري لما راجل متجوز محترم يعرف ان الست الي متجوزها كانت بتعشق أبنه ، وبعد ما تلاقي كل محاولاتها فاشلت ، تلف علي والده وترسم عليه الحب عشان تتجوزه ، تفتكري ديه بقي نسميها ايه ..... لينظر لها بحده ويقول : أتجوزتي عزت باشا وقولت مش مهم مجرد وقت وهيزهق ، وسكت علي فضايحك ، ليتطلع لها بنظرات صائبه اربكتها : حتي خيانتك ومقابلاتك الكتير سكت برضوه ، وعشيقك اه قصد حبيبك الأولاني الي أتخليتي عنه بسبب الفلوس .. ليتنهد قليلا ويقول : وقولت برضوه ماليش دعوه ، بس تيجي عند حياتي انا ومراتي وهنا بقي هنوقف شويه ، ليقذف لها بأحد المجلات ويقول : اقرالك الخبر ولا تحبي تقريه بنفسك
ليتطلع الي المجله ساخرا : السكرتيره التي تقترب من الاخ الاصغر، وبعد زواجه ترمي شباكهاا علي الاخ الاكبر لتقعه في حبها وتصبح عشيقته السريه ، الي ان تجعله يرغب في الزواج منهاا ....
ليبتسم لها بسخريه : لاء هايل بجد يا مدام نانسي ، وياتري عزت باشا مشترك معاكي في الكلام ده ولا هو الي بيخططلك و انتي بتنفذيله
كانت تستمع لحديثه بصمت ، الي انا قال بصوت حاد : مراتي وعندها خط احمر فاهمه ...
لتبتسم نانسي ساخره وهي تقول : وليه كنتوا متجوزين في السر ، ايه خايف ولا هي فعلا كانت عشيقتك ، اه ياحرام العشيقه الي اكتشف بعد زواجه منها انها أبنة من كان يريد الانتقام منه ، تصدق كان هيبقي منشط هايل في المجله كمان بجد قصة حب مؤثره
ليجلس امامهاا ببرود ، وهو يضع ساقا علي ساق ويبدء في أشعال دخان سيجارته ، ليقترب بأنفاسه منهاا ، لتشيح هي بوجهها عنه ... وبصوت ساخر : برافو اتعلمتي حاجات كتير من عزت باشا ، بس باين عليكي انك نسيتي عرضك علياا افكرك ولا انتي هتفتكريه كويس
لينظر لها ساخراا وهو يقول : انا مستعده اكون عشيقتك ، ومن غير اي مقابل .. ليصفق لهاا وهو ينظر لها بشمئزاز ويقول : بلاش تظهري الشريفه العفيفه ، وتتهمي غيرك بأنهم زيك
لتصرخ هي في وجهه .. وبصوت اشبه بالصراخ : وانت نسيت قربك مني زمان ، ولا رحله شرم
ليتطلع لهاا ساخرا : انتي بتضحكي عليا ولا علي نفسك يانانسي ، ليتذكر هو ساخرا : انتي كنتي مخططه انك توقعيني ، وندي مخططه انها توقع احمد ، بس ندي طلعت اشطر منك واقدرت تفوز بيه بس للاسف الطمع بقي ، ولما فكرت تاخد هي الي عينك عليه ، طبعا انتي قلبتي كل حاجه عليهاا ، وفضحتيها قدام احمد .. ليبتسم هو ويقول : ها افكرك يو ماجيتيلي عشان تكشفيلي ندي علي حقيقتها ، كنتي بتحاولي تباني قدامي صورة الملاك الي كان مخدوع ، ليضحك ساخرا ويقول : بس كنتي ممثله هايله ، واه في الاخر فوزتي بعزت باشا ...
لتقف هي بجمود وتقول بغضب : بكره هنشوف مين الي هيضحك يا أدهم
ليبتسم هو ... وينهض ليقف امامهاا وبصوت صارم : نورتي الشركه يا مدام نانسي
لتتطلع له بحده وهي تقول : اكيد ، واكيد هنورها علطول وبكره تشوف
.................................................. ............
وكما أعتادت منذ أن أتت من يومين ، جلست حبيسة في غرفتهاا لا تخرج منها ، ودموعها مازالت وحدهاا هي من تعبر عن ذاك الخنجر الذي ذبحها هو به ، لتبتسم هي بسخريه وكأنها تحدث قلبهاا وتقول بصوت باكي : الطعنه مجتلكش غير من الي حبيته ، ولسا بتدافع عنه وبتحبه ... فعلا انت غبي
لتمسح دموعهاا بسرعه ، وتغطي جسدهاا بذلك الوشاح ، بعد ان سمعت صوت طرقاته علي باب غرفتها ، ليدخل هو ، وهو يعلم تماما بأنها تتظاهر بالنوم ، ليقترب منهاا ويجلس بجانبها ويبدء بلمس خصلات شعرها بحنان ، ليقول بصوت هامس : عارف انك مش نايمه يامريم ، قومي يلا عشان تاكلي ، ليظل يحادثهاا دون ان تلتف اليه ، لينهضها من علي الفراش ، لتصبح امامه ، ليترك لعينيه العنان ليتأملها ويري دموعهاا التي كان هو السبب فيها ووجهها الشاحب ، ليمد اصابعه علي وجهها بحنان ويبدء في مسح دموعهاا .. لتبتعد هي عنه نافره وبصوت ساخر : اول مره اشوف الجلاد بيمسح دموع سجينه ، ياتري ديه رحمه ولا شفقه ، لتبتسم بسخريه وهي تقول بين دموعها : زمان كنت بفتكر أن ده ممكن يكون حب ، بس زمان خلاص انتهي
ليجذبها هو الي أحضانه ، وهو يشعر بأنه يود ان يبكي بينا ذراعيها ، ولكن سرعان ما يبتعد عنهاا ، وينهض من علي الفراش....... وقبل ان يغادر غرفتها
5 دقايق، الاقيكي تحت عشان تتعشي معانا ، ليتركهاا وسط افكارها المشتته ، ليظل العقل ينفرهه .. والقلب يبحث عن شئ ليجعل لصاحبه عذراا، ويصبحوا كلاهماا مثل القاضي والمتهم
يتبع بأذن الله
الــــفـــصـــل الـــثـــامـــن عــــشــــــر
وضعت يدها بحنان علي أحد أرجله ، وكما أعتاد منها نظرة له بحب ولكن أول مره يري تلك النظره مختلطه بالعتاب
ليبتسم هو ، وبعد ثواني كان يلتف خلفه قليلا ليتاكد من صوت أقدامهاا وهي اتيه خلفه ، لتبتسم لهاا ألهام بحب ، لتقول بصوت هادئ : تعالي يامريم ياحببتي ، أخيرا قرر القمر ينزل من أوضته عشان يقعد معانا
لتنظر لهاا وهي مبتسمه ، وتخونهاا أعينهاا لتتطلع اليه وهو ماثل أمامهاا في صمت ...
ألهام : أنا خليت الخدم يعملوا كل الاكل الي أتوقعت أنك بتحبيه ، تعالي بقي شوفي توقعي في محله ولاا
مريم بضعف : بس أنا ماليش نفس
ليضغط هو علي شوكته بغضب ، ليتمالك نفسه قبل ان يجذبهاا الي احد المرايات ويجعلها تتطلع الي وجههاا الذي أصبح شاحب وكأن الدماء تجمدت وتحول لونها الي الاصفر
ألهام بزعل : كده يامريم ، ده انا قولت خلاص هلاقي حد يفتح نفسي ، وبعد ألحاح طويل من ألهام جلست علي يمينه مقابلة لمقعد ألهام ، لتهرب بنظراتها ناحيته وهي تراهه يأكل في صمت
لتتطلع اليها ألهام بحب ، وتضع أمامها الطعام وبصوت حاني : انا عايزه الاكل ده كله يخلص
لتبتسم لها مريم بحب ، فهي أصبحت تشعر بالأرتياح مع تلك المرأه ، فكم كانت تذكرهاا بأمهاا كثيرا
ألهام : هاا أنا قولت أيه
بدأت مريم في تناول طعامهاا ، وهي تفكر في القرار الذي أخذته حتي يمر شهور بقائها في هذا البيت بدون أضطراب او مشاجرات ، او دموع قد أتعبتهاا وارهقتها كثيرا ، فهي أصبحت تكره تلك الدموع التي لم تشعرها يوما سوا بضعفهاا
وبعد دقائق من التفكير ، كانت تنهض سريعاا ، لتفرغ تلك اللقيمات القليله التي دخلت معدتهاا ..
ليتطلع لهاا ، وكاد ان يضعف وينهض خلفهاا ، ولكنه ظل قابعاا بعقله وليس بقلبه الذي فر معهاا
ألهام بهدوء : متقلقش ، ده أمر طبيعي عشان لسا في الشهور الاولي ، انا بكره أن شاء الله هاخدهاا للطبيبه الي حجزتلهاا عندها عشان المتابعه
ليبتسم لهاا ، ويسمع صوتهاا وهي تعتذر منهم ، واضعه بيدها الصغيره علي بطنها بتعب
ألهام بحب : تعالي ياحببتي أستريحي ، انا هخلي سمر تجبلك كوبايه اللبن حالا ، عشان تعوضي الاكل ، وبكره ان شاء الله هنروح للدكتوره سواا
لتتأملهاا مريم بتعب ، وهي تهز برأسها ، وبعد لحظات من صمته قال : أنا داخل المكتب
لتلتف اليه ألهام : ماشي ياحبيبي
ثم تعاود النظر الي مريم وتقول : تعالي نقعد في الصالون ، لغايت لما سمر تجبلك اللبن ، وندردش سواا
مريم بود : هو أنا ممكن أدخل المكتب ، يعني لو مش هيضايقك
لتضحك الهام : ياحببتي ، ده بيتك انتي قبل ما يكون بيتي ، اوعي تستأذني تاني مره ، روحي لجوزك ، ربنا يصلحلكم الحال
لتنظر لهاا مريم مبتسمه ، وهي شارده في رد فعله عندما تخبرهه بأنها تريد أن تبحث عن وظيفه
.................................................. ...........
وفي وسط حديثهم ، أمسكت أحد ايديه ووضعتهاا علي بطنها التي بدأت في الظهور وبصوت هادئ قالت : ده بدء يتحرك يا أياد شوف
أياد بحب : أمتا المفعوص ده يجي بقي
شاهي بسعاده : عارف ان المفعوص الي بتتكلم عليه ده ، هو سبب سعادتنا ديه
أياد بشرود وهي يتذكر ذلك الرجل الذي رئه يبكي
فلاش باك!!
وكما اعتاد ، عندما يشعر بالضيق يذهب سريعاا الي ذلك المكان البغيض ليلقي بنفسه بين تلك الكؤس ليشرب منها حتي يصبح عقله لا يشعر بشئ
جلس شارداا ، وبعد اول كأس قد شربه غادر المكان سريعاا وبدء يسير في الشوارع وهو شارد ... حتي تعب من السير ليجلس علي احد المقاعد ويضع رأسه بين كفيه وكأنه يريد ان يوقف تلك الافكار التي باتت ترهقه حتي لو قليلا،ليسمع صوت بكاء احدهما ،ليلتف الي ذلك الصوت ، فقد كان رجلاا يبدو من هيئته بأنه من تلك الطبقه التي ينتمي لهاا
اياد بأرتباك : لو محتاج حاجه ممكن اقدر أساعدك
ليتتطلع له الرجل بين دموعه ، ويشيح بوجهه بعيدا عنه
كاد أن يتركه ويذهب ، فمن المأكد أن يكون قد خسر أحد صفقاته ، اوخانه أحد أصدقائه ، او مات أحد عزيز عليه ، فأراد أن يتركه ويرحل ، بعد أن راودته هذه الافكار
ليسمع صوته بين الدموع وهو يقول : ليه هما ، ليه يارتني أنا ، ويصرخ بصوت عالي وهو يقول : لــيـــــــــه
أياد بخوف : شكلك تعبان تعالا اروحك
لينفر منه الرجل الذي يبدو أنه في منتصف الثلاثين : أنا بكره الريحه ديه ، انا بكره نفسي عشان السبب ، ابعد عني ، ليعود بنظرهه له ثانية وبين دموعه : كانت كل حياتي شرب وسهر ، وفسح ، وستات ، نسيت نفسي وابني ومراتي في عالم فاني ، متعلمتش من الدرس ولا سمعت نصيحة مراتي قبل ما تموت ، ومن بين دموعه تذكر جملتها الاخيره وهي تقول : اتقي الله في أهل بيتك ، وفي صحتك وفي أبنك عشان ربنا يحفظلك عليهم
ليضحك بأسي : بس تقول لمين ، ديه كانت بتقول لشيطان ..
كان ينظر له بأعين تائهه ، وهو يُجمع كلمات هذا الرجل في عقله ، ليقترب منه الرجل ويمسكه من أحد ذراعيه ليهزهه في عنف : ألحق نفسك ، قبل مايجي يوم الي تندم فيه ، بس بعد ما تخسر كل حاجه في حياتك
أياد بشرود: انا مش فاهم حاجه
الرجل بحزن وكأنه يريد أن يخرج كل ما بدخله لشخص غريب لن يراهه ثانية : قضيت حياتي كلهاا وأن شايف نفسي ، اني لازم أستمتع بكل حاجه ، بأسمي ومركز أهلي ، عيشت حياتي زي ما بيقوله بالطول والعرض ، ومع ان ابويا كان راجل تقي ، بس أنا طلعت فاسد ، حب أنه يجوزني يمكن حالي يتعدل ، بس للأسف كان شيطاني خلاص بقي مسيطر علياا ، جوزني أنسانه كانت أطهر واحلي حاجه مرت في حياتي ، كانت كل ما تيجي تنصحني ،كأنها بتشتمني ، كنت اعاندهاا ليتطلع له باكياا ربنا رحمها من عذابي وريحها مني ، وسبتلي أمانه للأسف فضلت تقولي وهي بتموت : حافظ علي أبننا .... وكأنها كانت حاسه ان الامانه هترجعلها تاني بس كانت بتكلم صنم للأسف ... ليصرخ باكيا بس أنا محفظتش عليه ، ليتذكر يوم انا عاد من احد سهراته شارباا ، وعندما سمع صوت بكاء طفله في حجرته ، من ذاك الالم الذي كلما جاء اليه ندهه الي مربيته لتسكته ولم يفكر يوم بأنه مريض يتألم ، فهو لا يفكر سواا بسهراته وحياته فقط........... لينصدم من الخبر الذي وقع عليه من اباهه وهو يقول : ابنك عندهه سرطان في المخ ، ولازم يعمل العمليه في اسرع وقت ولازم يسافر يعملهاا بره البلد
ليعود بذاكرته وهو يتذكر الطبيب وهو يقول له : للاسف العمليه منجحتش ، ليزيح الطبيب كمامته الطبيه ويذهب ليتركه هو بقلب وأعين تائهه قد أفاقت ولكن بعد ....
أفاق من شرودهه ، وهو مازال يتحسس بطن زوجته ، ليبتسم لهاا ويضمهاا الي صدرهه بحنان
شاهي بفرح : قول لأبنك يبطل لعب بقي
اياد بضحك : بطل ياحبيبي تتعب ماما ، لتاكلناا
لتضحك هي ، وتقف امام مرئتهاا وهي تتطلع الي جسدهاا الذي زاد بسبب الحمل : ده انا بقيت شبه الفيل ، يعني شاهي الي كانت ديما محافظه علي رشيقتهاا بقيت كده
اياد بضحك وهو يحتضنها من الخلف: كله عشان خاطر المفعوص الصغير ..
لتتطلع هي بسعاده علي منظرها هذا وهو يحتضنهاا ، وكأن جميع الذكريات السيئه قد مسحتها الايام لتمنحها تلك السعاده وذلك الرجل وتلك الانسانه بتلك الوجهه الجميله
.................................................. ...........
وبعد صمت طويل ، تتطلعت الي أعينه ، التي كادت ان تفتك بهاا
أدهم بهدوءوهو يعتدل من جلسته : وياتري فكرتي كويس قبل ما تعرضي عليا فكرتك ديه ، ان انا كنت هوافق ، طلبك مرفوض ياهانم ، وأتفضلي علي اوضتك
مريم بحده : يبقي خلاص انا همشي من البيت ده
أدهم بعصبيه : قولتلك قبل كده انا كنت ممكن ارميكي زي ما ابوكي رمي امي ، بس للاسف الطفل الي جواكي هو الي مانعني من كده
مريم : ما انت كده كده كنت هتموته ، ومكنتش عايزه ، اشمعنا دلوقتي بقيت عايزه
ادهم ببرود: معلشي أصل انا شخص عندي انقسام في الشخصيه
مريم بغيظ: انا بكره هخرج ، ادور علي شغل ... وكادت ان تنهض ولكن اوقفهاا بيديه التي احاطت ذراعيها ، وبصوت حاد: ومين قالك انك هتخرجي ، او حد هيسمحلك انك تخرجي
مريم بألم ، وهي تدفعه بعيدا عنها : سيب أيدي ، حرام عليك ، انت أكيد مش أنسان ولا عندك رحمه ، أنا مش جاريه عندك أشترتها وملكتها انا أنسانه حرام عليك ، ولو فعلا بابا ظلم مامتك ، فأنت بتكرر نفس الي عمله ، متفتكرش اني في يوم هقدر اسامحك لما تكتشف الحقيقه وتعرف ان بابا مظلوم لاني واثقه في الراجل الطيب الي رباني ، وتعب وشقي عشان يربيني ويعلمني
أدهم بسخريه وهو يخرج تلك المذكره وبصوت عالي : تحبي اقرالك والدك عمل ايه هاا
لتلتقط هي منه تلك المذكره وتجلس تقرء تلك السطور التي توقفت عندهاا ، ومن بين دموعهاا تقول : هو بابا كان متجوز مامتك
أدهم بتنهد: أيوه ، كان جوزهاا الاولاني ، جواز مادامش غير يومين وبعدين رماهاا
مريم : ومرمتنيش ليه ، بعد ما تجوزتني بيومين
أدهم بجمود: للأسف الحقيقه الي متعرفيهاش ، أني مكنتش أعرف اصلا أنك بنته
مريم : طب اتجوزتني ليه ، ليه مادام انت مكنتش تعرف اني بنت الراجل الي كنت ناوي تنتقم مني ، كنت عايز تقضي معايا وقت لطيف ، لتعود بذاكرتها : طيب معاملتك ليه في الاول كنت ليه بترميني زي الحشره ، لغايت لما تفتكر انك رميني في بيتك وتيجي تطمن عليا دقيقه وتمشي ليه ، انا مبقتش فاهمه حاجه
أدهم بتنهد: مش عارف
مريم بسخريه : بقي أدهم باشا مش عارف ، لتتطلع له بسخريه : يارتني كنت موت قبل ما احبك ، بس للاسف لسا لحد دلوقتي عايشه ومتجوزاك ، لتضع يدهاا علي جنينه ، وتنظر الي عينيه ... وبعد لحظات كانت تخرج من غرفه مكتبه وهي تائه وكأن وجودها بقربه لا يزيدها سواا شعورهاا بأنها في عالم اصبحت لا تفهم فيه شئ حتي البشر
.................................................. .............
جلست تلعب بأصباعهاا وهي تنظر الي خاتم خُطبتها الذي ترتديه ، تذكرت اللحظات البسيطه التي جمعتهم سويا بعد خُطبتهم التي لم تصدق حتي الان كيف ومتي حدثت ،الي ان رن هاتفهاا ليخرجهاا من شرودها هذا
وكما اعتادت منه منذ خُطبتهم ، ان يسألها عن صحتهاا وصحة والديها ،ليغلق معهاا بعد ان اطمئن عليها
لتغلق هاتفهاا بتنهد ، وتدخل عليها والدتهاا
كريمه : سرحانه في ايه يا هبه
هبه بتنهد : ابدا ياماما ، بس زهقت اووي عايزه ارجع الشغل تاني
كريمه بحب وهي تربط علي كتف أبنتها : ياحببتي ، حد يلاقي الراحه وميرتحش ، وكمان ده مش قرارك انتي وخطيبك
هبه بشرود : ايوه
كريمه : طيب خلاص ايه بقي الي مخليكي مضايقه وسرحانه ، هو احمد مكلمكيش ولا ايه
هبه بسخريه : لاء كلمني ، وبيسلم عليكوا
كريمه : يسلم من كل شر ، وافرح بيكم قريب يارب
لتبتسم هبه بشرود ، وهي لا تعلم لماذا يعاملهاا وكأنه مغصوب علي خطبتها
.................................................. ..........
وبعد ان قصت له كل شئ حدث ، كانت صوت ضحكاته هي فقط من تزداد ، ليتنهد بتعب وهو يقول :بقي أدهم عمل فيكي كده .. ليتحول وجهه الي كتله من الغضب وهو يقول : انا ماصدقت خلصت من ابوها زمان ، تيجي هي وتبقي مرات ابني وكمان بيحبهاا ....
نانسي بضيق : بيحبهاا بس ، انا تقريبا كنت فاقده الامل ان ادهم ابنك يحب زينا عادي ، بس دلوقتي هههههه خلاص
عزت بضيق : مجرد وقت واكيد هيمل منهاا ، انا عارف ابني
نانسي بسخريه : مفتكرش ، شكلك بتقنع نفسك يازيزو
عزت بشرود : بس انا هعرف اقتل الحب الي جواه ده ازاي
لتضحك هي بسخريه ،وتعتدل من جلستهاا لتقترب منه : فين بقي الاسهم الي قولتلي هتكتبهم بأسمي
ليتطلع اليهاا قليلا ،وهو يتأمل قربهاا هذا ليجذبهاا اليه ويهم في تقبيلهاا ،لتضحك هي وينهضوا سويا لغرفتهم
.................................................. ........
وبعد وقتا طويلاا ،قضته في البحث عن عمل ،جلست علي احد الأرائك وبدأت تشعر بالتعب ،تذكرت منذ اكثر من سنه جلست في نفس المكان ، بعد ان فقدت الامل لتحصل علي وظيفه ، الي ان عملت في ذلك المطعم ، وياليتهاا قد بقيت فيه لم يكن حدث لها ما حدث وتذهب الي تلك الشركه التي القت بمصيرهاا هذا ... وما من لحظات قضتهاا بين ذكرياتهاا حتي نهضت بتعب وذهبت لتكمل بحثها عن عمل
اما هو كان ينهر الحارس وسائقه بصوت عالي
لتأتي ألهام من خلفه : يا أدهم طب هما ذنبهم ايه
أدهم بضيق : الهانم خرجت من الصبح ولحد دلوقتي مرجعتش ، والاساتذه كانوا قاعدين محدش ليه فيهم اتصل اول ماشافهاا خارجه
ليأتي الحارس اليه وبصوت هادئ: يافندم ،صدقني انا حاولت كتير امنعهاا بس الهانم مردتش علياا وهددتني بطردي
الهام بهدوء : خلاص يا أدهم هي زمانها جايه متقلقش
وما من دقائق ، حتي ظهرت امامه بوجه متعب ،ليتطلع اليهاا بضيق ، وهو يحاول ان يهدء من غضبه حتي لا يصبه عليهاا
الهام : كنتي فين يامريم ،قلقتينا عليكي وتليفونك كمان كان مقفول
مريم بتعب : كنت بدور علي شغل
لم يفكر لحظه بأنها ستنفذ ما قالته له امس ، ليتنهد هو بضيق ويسحبها من يدهاا الي ان قذفهاا برفق علي احد الارائك
وبصوت عالي : بتتصرفي من دماغك ولا كأنك متجوزه ، انا هعديلك الي عملتيه ده بس صدقيني يامريم لو اتكرر تاني ، هحبسك وانتي عارفاني
مريم ببرود : علي فكره انا اتقبلت في الوظيفه وبكره اول يوم ، اه وعلي فكره هشتغل جرسونه
لتنهض من مكانهاا ، سريعاا قبل ان تري رد فعله ، ولكنه كان الاسرع منها ليمسكها من احد ذراعيهاا بقوه :
بلاش يامريم اوريكي ادهم تاني
لتضحك هي ساخره وتقول : مبقتش فارقه ، يعني ادهم التاني ممكن يموتني
لتأتي اليهم الهام بذعر : خلاص يامريم ياحببتي ، اطلعي انتي اوضتك دلوقتي عشان ترتاحي
وتتطلع اليه بتحذير ،كي يهدء
كان يتابع خطواتهاا وهي تصعد درجات السلم بشرود ،ليلتف الي ألهام وبصوت مخنوق : شكلي حولت مريم الطفله الصغيره ... لقطه بتخرشب
ألهام بضحك : هو انت لسا شوفت حاجه ، ده ابسط شئ تعمله عشان ترد جزء صغير بس من كرامتهاا، انت وجعتهاا اووي ياأدهم ... عشان كده اول حد هتعلن عليه العصيان هو انت ولازم تستحمل ... القطه ممكن تفضل هاديه طول عمرهاا بس لما حد بيضايقها بتقلب مره واحده ومن غير ما تحس
ادهم بتعب وهو يجلس علي احد الارائك : انتي مش شايفه منظرهاا عامل ازاي ، لاء وكمان الهانم عايزه تشتغل جرسونه .....
ألهام بضحك : تصدق مريم ديه بطلع فيك كل حاجه عملتهاا ،هههههه
ادهم بضيق : انا محدش حرق دمي وتعب اعصابي غيرهاا ، انا ماصدقت خلصت من هم أياد
ليضحك ساخرا : شكلي هربي من تاني ..
لتضحك ألهام ...وهي تقول : لازم تستحملهاا يا ادهم ،الوجع الي وجعتهلها مافيش ست تقدر تستحمله ، لو واحده تاني مكنتش فضلت لحد دلوقتي علي ذمتك ،مريم دلوقتي عايزه تستقل بنفسهاا وتعمل ليها شخصيه الي انت بنفسك هدمتهاا ، حسستها ان ضعفها ده عار ... فمكنش في ايدهاا غير انهاا تبدء تعصاك .. حتي لوعلي تعبهاا ونفسها .. هتستحمل ومش هتشتكي ابدا عشان متحسسكش بأنها ضعيفه
ادهم بتعب : تفتكري ليه ظهرت في حياتي ، وليه هي الي اتجوزهاا واحبهاا
ألهام : عشان القدر لازم يصفي لعبة الانتقام .. الي فضلت طول عمرها محوطاك ...
ادهم بشرود :الانتقام الي تحول لعشق .....
.................................................. ........
لحظات قضاهاا يفكر في حياته ، كان يعلم بأن قلبه الذي تحطم من اخري ، سيظلمها هي معه بذنب لم تقترفه ، فمنذ زمن قد أهدر كل مشاعر الحب والاهتمام، حتي اعطاهه الزمن درسا جعله لا يري الحب او المشاعر سوا ضعفاا وعبئا علي صحابه وليس قوه كما كان يعتقد ، ولكن ما ذنبها هي ، لماذا يعاملها بهذا الجفاف ، تنهد بأسي وهو يضع أحد الأقلام علي الاوراق التي أمامه ، ليشرد بعيدا في حياه سيعيشهاا معها وهو لا يعلم هل سيكون لها زوجا كما تتمني ام سيهدم حياته ثانية بسبب ماضي قد انتهي ..... ليضغط علي أزرار هاتفه، كي يُحادثهاا لعله يشعرهاا ببعض حنانه حتي لو لم يكن يحبهاا ، لتنفر اصابعه بعيدا وهي تذكرهه...
بجد يا أحمد ، انا مبسوطه اووي ياحبيبي ، متعرفش ده احسن عيد ميلاد أحتفلت بيه ، واحسن هديه جتلي... لتنظر الي تلك السلسال وتقترب منه لتحتضنه وتهمس في أذنيه : انا بحبك اووي
ليضمهاا بشده الي صدرهه وبصوت حاني : وانا بعشقك ياحببتي
لتبتعد هي قليلاا ، وتمسك بيدهه وبصوت هادئ : قبل ما نطفي الشمع ، لازم نتمني امنيه
أحمد بحب : أمممممممم ، وهتتمني ايه بقي
ندي : هتمني نفضل طوول العمر مع بعض
ليفيق هو من شرودهه ويبتسم بسخريه ... علي ماضي كان يظن بأنه سيظل حاضره ومستقبله
يتبع بأذن الله
********
الــــفـــصـــل الـــتـــاســـع عـــشــــر
وبعد وقتا قد قضاهه ، بين دخان سيجارته ، خرج من مكتبه ليصعد لهاا ، ليراها تجلس علي فراشهاا وبيدها مصحفهاا تقرء فيه بخشوع وكأنها في عالم أخر، أحس ان شفتاهه التي كانت ستنكمش من الغضب بدأت تلين لترسم بسمه علي وجهه ، وهو يتذكرها فمنذ لحظات كانت تقف امامه وهي تُعاندهه ، والان قد تحولت الي الملاك الذي يعشقه بهدوئه وابتسامته الحانيه والدموع التي تتلئلئ في أعينهاا سواء أكانت سعيده او تشعر بالحزن ..... ليقترب منها بهدوء وبصوت حاني قد تحول تماماا : ممكن نتكلم يامريم
لتغلق مصحفها برفق ، بعد أن صدقت .. وتتطلع اليه بهدوء وبصوت جاف : افندم
ليتطلع هو الي معالم وجهها التي تحولت بعد ان رئته ليتنهد بأسي ، وينهض من جوارهاا ليقف أمام الشرفه ليتأمل هذا الظلام وكأنه يتأمل قلبه التائه تماما ... وبصوت هادئ : أنا مواقف انك تشتغلي
لتبتسم هي بنصر .. وبعد لحظات : بس في شركتي
لتتطلع اليه بغضب ... فهي لا تريد أن تبقي دائما تحت سلطته وكأنهاا أله قد أشتراهاا يحركها كما يشاء في الوقت الذي يريدهه .. وبصوت صارم : لاء ، معاك انت لاء
أدهم بجديه : ده قراري يامريم ، واظن أن انا نفذتلك رغبتك ، وليكي مطلق الحريه ، وعلي فكره انا من السهل اوي زي ما قولتلك احبسك هناا واكثف الحراسه عليكي
لتبتسم هي بسخريه : وياتري سجنك ده امتا هتخرجني منه ، أظن ان المسجون بيكون عارف المُده الي هيقضيها في سجنه
ادهم ببرود : متهيألي قولتهالك قبل كده ، لما تولدي هاخد ابني وانتي ليكي الحريه عايزه تعيشي معانا معنديش مشاكل ... مش عايزه ابني وانا هربيه
لتصرخ هي فيه : ده ابني انا ، وانا الي هربيه ومش هتخلي عنه سامع
ليبتسم هو وبصوت هادئ : من بكره ممكن تبدئي الشغل ... وقبل أن يغادر : تصبحي علي خير
لتتطلع هي اليه ، وكادت ان تصرخ فيه ولكن ... انكمشت بجسدهاا وهي واضعه يدهاا علي جنينه لتتحسسه بدموعهاا
.................................................. .................
وقفت تتأمله ، وهو جالس بين أحد الفتايات ، كانت نظراتهاا تكاد أن تخترقه هو ومن معه ، وبخطوات بطيئه بدأت تقترب منهم حتي أصبحتهم في وجهتهم ، لتبتسم لهم بسخريه ، وبصوت ساخر: وياتري دفعتلها كام من فلوسي يا شادي
لينهض هو ويقترب من أذنيهاا : بلاش الكلام ده هنا يانانسي
لتتابعهم الفتاه بنظراتهاا ، وتنهض لكي تغادر المكان دون أن تتحدث..
نانسي بضحك : وياتري كنت مفهمها أيه ، انك غني ومعاك فلوس، لاء أصحي ديه فلوسي فاهم
ليضحك هو ساخرا: مابلاش يانانسي ، تبدئي شغل الاسطوانه ديه معايا ، سامعه بدل ما انتي عارفه ممكن أقلب الطرابيزه عليكي ، خلينا حبايب احسن
بدأت ثورتها تهدء قليلا ، فهي تعلم بأن شادي عندما سيثور عليهاا، سيتذكر لهاا كل شئ فعلته
لتقترب منه بدلال : طب تعالا نروح شقتنا ، عشان أنت وحشتني مووت
ليضحك هو ساخراا ، وبصوت هامس : اسبقيني أنتي ياحياتي ، عشان محدش يشك
لتبتسم هي وترحل ... الي مكانهم الذي خصص للقائتهم
ليتنهد هو .. وبصوت هامس : أكيد ليكي يوم يانانسي
.................................................. .....
وقفت تتابع المكان حولهاا بنظرات متفحصه ، ليأتي السائق خلفهاا وهو يقول : انا هفضل مستني حضرتك لغايت ميعاد الانصراف ،ولو احتاجتيني في اي وقت ده الرقم بتاعي
لتتطلع هي اليه وبصوت هادئ: متشكره ياعم حسن ، بس انا هروح لوحدي في تاكسي قول لأدهم باشاا كده ...
لتتركه وتنصرف من امامه ، لتدخل الي مقر أحد شريكاتهم ،وهي تحمد الله بأنه لن يكون قريب منهاا وستبتعد عن المكان الذي احبته فيه....
لتقف امام احد الموظفين وتسأله عن قسم الحسابات ، وبعد ان اخبرتهم عن اسمهاا ، بدئوا يهتمون بهاا وكأنهم كانوا ينتظرونهاا .... لتأخذها احد الموظفات الي مكان عملها .. ثم تردف بهاا الي غرفه منفصله يبدو انهاا قد عدت لهاا خصيصا ... لتتطلع الي الموظفه بضيق وتقول : اظن ان مافيش موظف جديد اول ما بيتعين بيقعد علي مكتب ولا ايه
نظرت لها الموظفه وهي تقول : بس ديه اوامر أدهم بيه يافندم ... لتقترب منها وبصوت هامس : هو حضرتك تقربيله
ليأتي شخصا خلف الموظفه وهو يقول : اهلا استاذه مريم
لتلتف هي بعد سماع صوته وبصوت هادئ : ازيك يا بشمهندس
أحمد بأبتسامه : المكتب مش عجبك ولا ايه
لتتطلع الي الموظفه بجانبهاا وتقول : بس انا مش عايزه اشتغل هنا ، انا عايزه اكون بين الموظفين واظن يا بشمهندس ان انا لسا موظفه جديده ..
ليبتسم هو بدوره : بس مش جديده اوي يامريم ، انتي ناسيه انك كنتي بتشتغلي في الشركه الاساسيه ، وانتي تستهلي المكان ده
لتبتسم هي ساخره ، بعد ان رحلت الموظفه عندما علمت بأن وجودها ليس له داعي .. وتقول : حتي المُده الي اشتغلت فيها هناك مش كافيه اني اكون برضوه هنا ، لو سمحت يابشمهندس انا عايزه اكون زي اي موظفه
احمد بتنهد : بس انتي عارفه ديه اوامر أدهم
مريم بضيق : خلاص انا مستقيله قبل ما ابدء
احمد بهدوء : خلاص يا مدام مريم ، اتفضلي معاياا
وبعد ان نفذ لهاا ما أرادت ،امسك بهاتفه لكي يبلغه بذلك القرار، ليقذف بهاتفه وهو يقول : تعبتيني معاكي يامريم ...
ويأخذ مفاتيح سيارته ، ليذهب الي مقر الشركه التي أصبحت تعمل بها ..
.................................................. ...........
وبعد نظرات طويله دامت بينهم ، اقترب منه وهو يقول : مش معقول عزت باشا هنا ..
ليتطلع له عزت بسخريه : ايه لحقت تنساني يامنصور
منصور : وحد يقدر ينساك برضوه ياعزت باشا ، ليتطلع له منصور بشك : خير ياباشا !
عزت بغضب : متصرفتش لحد دلوقتي ليه
منصور بأرتباك : أصل أبن والدي كان بيعمل عمليه ، ومكنتش فاضي انزل القاهره
عزت :ماشي يامنصوراما أشوف أخرتهاا معاك أيه انت وبنت أخوك
ليضحك منصور : ماهي بنت أخوك برضوه ياباشا ولا أنت نسيت ، شوكت باشا كان متجوز مين
عزت ببرود : لاء منستش يامنصور ، بس الماضي أنتهي خلاص ، ومتنساش أن عبدالله كان عايش في خير ابويا
ليتطلع له منصور بتهكم : ماشي يابن الباشا ...
ليقترب عزت منه وبصوت هامس : أنا ممكن أقدر مخلكش في البلد ديه ولا ثانية ، وأطردك منها فاكر زي زمان
لينظر له منصور بشرود وهو يتذكر ...
أحنا هنسيب البلد ليه يامنصور، ونروح لبلد منعرفهاش
منصور : خلصي ياصفيه صحي العيال ويلاا
صفيه بخوف : طب وبيتنا وشغلنا ، والارض بتاعتنا
منصور بضيق : انا قولت ايه ياصفيه خلصي لازم نمشي من هنا قبل الفجر
ليطرق الباب عدت طرقات ، وبعد أن نظر لزوجته نظرة قد فهمت معناها ، أغلق الباب خلفه .. ليقف أمامه
أنت كده شاطر يامنصور وبتسمع الكلام ، وانا الي بيسمع كلامي بعوضه ، ومتزعلش اوي كده الصعيد مش بعيده اوي عن كفر الشيخ ...
منصور : ياعزت باشا ، احنا هنضرك في ايه .. عبدالله خلاص ساب البلد ومشي وانا معرفش اراضيه فين ، ويمكن مشوفهوش تاني
عزت بغضب : عايز الصبح يصبح ، ومشوفش اثرك هنا ، وانسي البلد ديه خالص انت فاهم يامنصور ...
ليتطلع له منصور بنظرة ضعف .. ويتجه ناحية باب دارهه وهو يتمتم : لله الامر من قبل ومن بعد
عزت : ومتخافش ، البلد الي هتروحها هتلاقي فيهاا ارض ليك وبيت .. عشان متفتكرش اني بظلمك ... ليتنهد قليلاا : وياريت تختفي خالص انت واخوك سامع يامنصور
عزت بتهكم وهو يتأمل الارض والمكان : رجعتلك الارض تاني يامنصور ورجعت كفر الشيخ كمان
منصور بشرود: ارضنا ياباشا وبلدنا الي طردتينا منهاا زمان ...فاكر، بس سبحان الله ابنك بنفسه الي رجعلنا ده .. ليعوض بذاكرته لذلك اليوم وهو يتذكر
يابكر يلا ياولدي انت واخوك خلصوا سقيان الارض عشان الشمس قربت تغرب، ليلتف الي ذلك الصوت وهو يقول
الحاج منصور!
منصور بأرتباك : خير يابيه ، في حاجه
أدهم مافيش حاجه متقلقش ، بس كنت عايزك في موضوع كده بخصوص الانسه مريم بنت اخوك
منصور: مريم مين .. ليتذكر قليلاا : اه بنت اخوي عبدالله الي في القاهره
ادهم بهمس : هو حتي ناسي ان ليه بنت اخ .. ما علينا
ممكن بس نقعد في مكان كده عشان نتكلم ياحج
منصور : اتفضل علي الدار بتاعتنا هي مش بعيد يابيه
ليتطلع له متفحصا : بس انت شكلك مش من هنا يابيه
انت بتشتغل ايه صحيح، ليقترب منه احد ابنائه مين ده يا بوي
منصور : مش عارف ياولدي ، اتفضل يابيه نورت معلش الدار مش قد كده
أدهم بهدوء وهو يجلس علي احد الارائك الباليه : انا زي ماقولتلك ياحج انا جاي بخصوص بنت اخوك مريم ، انا طالب ايديها منك وياريت يكون في اسرع وقت
منصور بفرحه : هو انا اقدر اقول حاجه يابيه ، بس يابيه ليكون انت متلخبط بين مريم بنت اخوي او واحده تانيه
ادهم : لاء متقلقش ياحج ، انا طالب ايد مريم عبدالله حسن
وحضرتك منصور حسن
ليقف عقله قليلاا عند هذا الاسم ، ولكن سريعاا ما ينسي مايدور في عقله لينفض تلك الافكار من رأسه
منصور بسعاده : متشرفتش بمعرفتك ياولدي
ادهم : انا أدهم عزت شوكت
لينتفض منصور من مجلسه .. وهو يقول : مين
ادهم بشك : مالك ياحج
منصور بهدوء : مافيش يابني ، بس اسمك كده فيه هيبه
ادهم : هو انت من الصعيد
منصور بخوف : ايوه ياولدي ، ده اصلناا ، ليقف من مجلسه تحب تشرب ايه
ادهم : ولا حاجه ياحج منصور، معلش بس احنا لازم نتفق علي كل حاجه وتنزل معايا مصر عشان اجرائات الجواز وانا تحت امرك
ليعتدل منصور في جلسته وبصوت هامس : يااا ياولد عزت ، ياا علي الزمن .. ليتطلع اليه وهو يقول : انت طبعا هتاخد بنت اخوي الي زي بناتي ، وطبعا لازم اضمن حقهاا وبما اني عمهااا وولي امرهاا نبقي نتفق وانت طبعاا باين عليكي متفرقش معاك الفلوس واصل
أدهم بسخريه : اتفضل ياحج قول الي انت عايزه
ليفيق من شرودهه علي صوت عزت وهو يقول :ادي عقد مزرعة كفر الشيخ بكره عايزك تروح بيت مريم وتحط العقد فيه
ليتطلع اليه منصور وبنبره طامعه : والمقابل ياعزت باشا ، أظن أنا واقف معاك قصاد بنت أخوي اليتيمه ، الي المفروض انت كمان تحميها وتفرح بجوازتها من والدك
عزت بسخريه : بلاش يامنصور ، تقف قصادي وتكلمني بلي يصح وميصحش ، وأظن انك يوم ماجتلي عشان تبلغني خبر جواز بنت أخوك وابني ، انا رجعتلك الارض وبيتك مع انك جيت بعد ماخلاص بنت عبدالله بقيت مرات أبني
منصور : فرصه وجتلي لحد عندي أسيبها ، وسبحان الله أبنك لأخر لحظه مكنش عارف ، وكأن ربنا وقف عقله عن كل الكلام الغلط الي أتهمت بيه اخوي ، عشان الخير الي حرمت عبدالله يعيش فيه ، بنته جت وعاشت فيه لاء وكمان تتجوز أدهم أبنك الي كل حاجه تحت أيدهه حتي انت
عزت بحده : حق ايه الي اخوك ليه عندي ، أنت ناسي ان كل الاملاك ديه بتاعتي انا وبس
منصور بتهكم : بس شوكت باشا ، كان مخليه وريث زيك ، في حق امه ولا انت ناسي سميه هانم مرات ابوي وابوك الله يرحمهم
عزت بحده : منصور ، كل الدفاتر القديمه اتمسحت وعبدالله مات ، ودلوقتي بنت أخوك لازم تبعد عن ابني فاهم
ومش هعيدها تاني ، اوعي تفكر في يوم تقف قدامي
منصور بضحك : متخافش ياعزت باشا ، انا المهم عندي مصلحتي ... وزي ما أتفقنا تسفر والدي يشتغل في شركه من شركاتك بره
عزت :تعجبني يامنصور...
ليتبادلوا النظرات بينهم ، وكل منهم يبحث بعقله عن حياه يعيشهاا بقلب تائه ... قد أصابه الفتور
.................................................. ......
وبعد أن أردف الي مكتبه تتابعته سكرتيرته الخاصه بأعينها ، لتنهض خلفه وهي تقول : ديه الملفات الي حضرتك طلبتها من يومين يافندم
ادهم بأسترخاء: سيبيهم دلوقتي ياساره ، وأطلبيلي الاستاذه مريم من قسم الحسابات
ساره : حاضر يافندم
وبعد أن تأملتها قليلاا ، وقفت أمامها وهي تقول : حضرتك أستاذه مريم
مريم : ايوه
ساره : مستر أدهم طالبك في مكتبه ، لتقترب من أحد أذنيها وتقول : أنتي لحقيتي بدأتي شغل عشان رئيس مجلس الأداره يستدعيكي بنفسه
وبعد دقائق كانت تقف أمامه بعد أن غادرت السكرتيره ، ليهم هو بالوقوف ويقفل الباب
لتتنهد هي بضيق وتتطلع اليه وبصوت هادئ : خير
أدهم : ممكن أعرف ايه الي عاملتيه ده
مريم : عاملت أيه
أدهم بحده : مريم بلاش تستفزيني ، وترجعي حالا علي مكتبك ، أنا وافقت أخليكي تشتغلي ، بس بشروطي انا ،في انك تسمعي كلامي
مريم ببرود : ومين قالك يا أدهم باشا اني وافقت علي شروطك ، شروطك ديه كُنت ممكن تحطها زمان وانا اقولك حاضر ونعم ، بس دلوقتي لاء ، عارف ليه عشان مريم بتاعت زمان خلاص مبقتش موجوده
ليقف امامهاا بحب ويقربهاا منه وهو يقول : وحشتني اووي علي فكره
لتتأمل ملامحه قليلا وبصوت جامد قبل ان يضعف له قلبها : عن أذنك يا أدهم باشا ، عشان عندي شغل
لتذهب وتتركه وهو يفرك في يدهه بضيق ، حتي ضم يديه بغضب وبقبضه يدهه كان يضرب علي مكتبه بحده ، لعله يفرغ تلك الغضب الذي تجمع في عروقه ... ليتنهد قليلاا وهو يقول غبي يا أدهم غبي
.................................................. .................
وبعض وقتا طويلا قضوهه سويا ، وقفت أمام المرئه لتهندم من ملابسهاا ، ليأتي اليها من الخلف وبصوت هادئ: هشوفك أمتا تاني ياحببتي
ألتفت اليه لكي تكون امام أعينه وبصوت هامس : لما عزت يسافر تاني اكيد
لينظر في عيناها قليلا ويقترب منهاا ليقبلهاا بنهما شديد ، حتي تبتعد هي عنه وتقول : انا لازم أمشي يا شادي
لترحل ، وتتركه شارداا في أيام فقط كان كل ما يهمه هو كيف ان يسعدها ، حتي لو أضطر ان يعمل ليلاا ونهارا ، ليبتسم بسخريه ويمسك بهاتفه وبصوت هادئ : وحشتيني علي فكره
.................................................. .............
وقفت للحظات تتطلع الي تلك اليافته امام أحد العيادات الكبري وهي تنظر للأسم بتمعن ، ولكن عقلهاا أبي ان يوهم نفسه بأنه هو
أردفت الي داخل العياده وهي تمسك بيد طفلها ذات السبع اعوام ، وبصوت هادئ : أنا أتصلت أمبارح عشان أحجز كشف
الممرضه : أسم الطفل ايه يا مدام
صافي : مازن أحمد
الممرضه وهي تتطلع الي حسوبهاا : ثواني كده ، فاضل علي دورك أسمين ، اتفضلي اقعدي لحد ما دور حضرتك يجي
لتمسك بيد طفلهاا وتجلس علي أحد المقاعد ، لتنتظر دورهاا .. ليأتي في ذهنها أسم الطبيب ولكن سريعا ما أمسكت أحد المجلات وظلت تتطلع بهاا الي ان جاء دورهاا
لتقف في حجرة الكشف ، وتتطلع بأعينها باحثه عن الطبيب
ليأتي هو من خلفها وبصوت هادئ: اتفضلي يامدام
وكأن الزمن أراد ان يجمعهم ثانيه بعد ان فرقهما..
ليوقف صوته الزمن في أذناهاا ، لتغمض عيناهاا قليلاا ، وهي تتذكر هذا الصوت ، لتلتف خلفهاا ، لعلها تكون مخطئه
وبصوت واحد : مازن !... صافي!
ليتطلع اليهاا ابنهاا : نعم ياماما
ليبتسم الطبيب وهو يقول : أسمه مازن ..
صافي : ايوه
ليتأملها للحظات وكأنه يريد أن يشبع عينيه برؤيتها حتي لو قليلاا وبعد أن أشاح بوجهه عنها : أتفضلي يامدام صافي قوليلي أيه الي بيشتكي منه
لتتأمل صوته الجامد وتجلس أمامه علي أحد الارائك وهي شارده في أيام قد فات عليها عشر سنوات ، لتعيد ذكراها دقائق معدوده ، وياليتهاا قد ظلت الأيام دون رحيل أصحابهاا
لتلتقي أعينهم .... بين حنين وشوق وربما عتاب
يتبع بأذن الله
*********
الـــفـــصـــل الــــعـــشـــرون
وكأن الزمن أراد ان يُعيد ماضي قد مضي، ليحيٍ قلوبا قد فُرض عليها الفراق وأتعبها الحنين واجبرها الزمن علي نسيان ذكريات تاهت كما تاه اصحابها، أغمضت عينيهاا قليلا وهي تضم ابنها بشده وكأنها تريد أن تحكي له كل ماحدث معهاا وتشاركه ألماً قد داوي نفسه بدموع قد جفت ، و تخبرهه بأن هذا الرجل من تمنته ان يكون أباهه ، لتتوقف لحظات بالزمن قد عاد بحنينه وتفر دمعه من عينيهاا وهي تتذكر!
جوازك من بنتي مرفوض يا أستاذ واتفضل أطلع بره ، بنتي مخطوبه وبكره كتب كتبهاا..
لينظر هو الي وجهها وكأنه يقول لهاا ماذا أفعل ، لن أسمح بأن الفراق يحكم علينا ... لتتأمله باعين دامعه وهي تطيل النظر الي أباهاا وحبيبهاا .... لتفتح عينيهاا بعد أن بللتها الدموع .. وتتأمل ملامح طفلهاا .. وبصوت هامس (ياااا بعد السنين ديه كلهاا يامازن ، القدر جمعنا تاني ) ...
.................................................. ............
وكأن عقله .. اراد أن يسرح قليلاا في عالم تائه يبحث فيه عن نفسه ، يبحث عن شخص لا يعلم أين هو، وكأنه ضائع في عالم ليس له نهايه ، ليسترخي بظهرهه قليلاا وهو يشعر بالأختناق .. ليس من أحد بل من نفسه التي دائما تبحث عن المتاعب وتفر إليها وكأنها تريد أن تنهكه طيلة العمر .. ليصبح تائه بقلبه وعقله ، لتدخل عليه سكرتيرته وتبلغه بأن الأجتماع سيبدء بعض دقائق ، لينهض من علي كرسيه
ويسير بخطوات بطيئه ، ليلقي نظرة علي الحضور واولهم أباهه ، وزوجته تلك التي أصبحت شوكه في ظهرهه
ليجلس علي كرسيه ، وهو يتأمل الاوارق التي بيدهه ، ويبدء أجتماعهم ... وبعد ساعه قد أستغرقها أجتماعهم أنتهي وبدئوا بالأنصراف جميعا ويظل هو قابعا في مكانه بصمت .... ليقترب منه أباهه وهو يقول :
ممكن افهم يا أستاذ انت، لسا البنت ديه ليه علي ذمتك ، مطلقتهاش ليه
لينظر اليه ببرود وهو يقول : اولا ده قراري أنا ، ومراتي عمري ماهطلقهاا وأحرم نفسي منها ومن أبني الي في بطنها
ليتطلع اليه عزت بصدمه : ايه ، بنت عبدالله حامل ، وهيبقالي حفيد منهاا ...ليهدء قليلاا ليعيد توازن عقله ليقول : يبقي خلاص بعد ما تولد أرميها من الشارع الي أنت جبتها منه ، وناخد أبننا
لينظر له بشمئزاز وهو يقول : علي فكره ياعزت باشا ، انا مراتي مجبتهاش من الشارع .. ويقترب منه قليلا وبصوت هادئ : عن أذنك عشان عندي شغل .. ثم يعاود الاقتراب منه ثانية ليقول : علي فكره أنا عديت موضوع الخبر الي انت والهانم مراتك .. كنتوا ناوين تنزلوه .. بس ياريت حياتي محدش يدخل فيهاا ....
ليتركه ويذهب .. تحت نظراته التي تكاد أن تحرق كل شئ أمامهاا ... ليقول بغضب : مكنتش عامل حساب لليوم ده
.................................................. .............
وقف ليضمها اليه بشده ، وبعد لحظات كان يخرجها من بين أحضانه ليعاود النظر اليهاا ثانيه وهو يتأملها بأعين لم تستطع تفسيرها ولكن كل ما أدركته بأنها بين يديه ودفئ حبه يحاوطهاا
لينظر لهاا مبتسما وهو يدخل بعض خصلات شعرهاا ، داخل حجابهاا وبصوت هامس : اول مره أعرف أن عينيكي حلوه ياشاهي
لتبتسم له بحب وهي تتامله لتقول : تصدق أول مره تقولهالي ، لتضحك بسعاده وتقول : انا قولت ان كل الناس بتجاملني لما بتقولي عينيكي حلوه
ليقربهاا اليه ليقول : بس النهارده ، انا شايف كل حاجه فيكي حلوه ، شايفك جميله اووي وكأني أول مره أشوفك ..
لتبتسم له بسعاده : بجد يا أياد ، شكلي حلو في الحجاب
ليمسك يدهاا ويقربهاا من احد المرئات وهو يحتضنهاا : لو أنا بكدب المرايه هتكدب
شاهي بفرحه : انا بجد بقيت جميله اووي ... لتلتف اليه وتقول : عارف يا أياد أنا فرحانه اووي دلوقتي .. لتتطلع الي ملابسهاا وتنظر اليه ثانيه وتقول : حاسه اني مرتاحه اووي ، ومحفوظه زي الجوهره الغاليه بالظبط
ليقربهاا منه ... ليقبل جبينهاا ..ويضع يدهه علي بطنهاا ليتحسس طفلهم ،وبصوت حاني : ربنا يخليكم ليا
.................................................. ......
كانت تتأمل ملامحهاا، وهي تحدثها عن حياتهاا .. لتتنهد بأسي وهي تقول : وأطلقت منه ياستي ، عشان مقدرتش استحمل خيانته لياا كل يوم ..
لتنظر اليهاا بأشفاق : كنتي بتحبيه
ألهام بشرود: أمممممم ، تصدقي لو قولتلك اني مش عارفه اصلا اذا كنت في يوم حبيت .. بس عارفه يامريم أحلي حاجه حصلتلي في جوازي من عزت : هو أدهم ، كأنه ابني الي أنا مخلفتهوش .. وأياد برضوه بس أدهم فعلاا أبني وكل حاجه في حياتي .. عارفه انا لو كنت خلفت مكنتش حبيت ابني زي ما بحبه
لتتطلع اليهاا بأستغراب .. لتتأمل هي معالم وجهها وبصوت هادئ: عارفه بعد أنفصالي بوالدهه ، كان ديما يجي يسأل عني ، مفتكرش أنه في يوم نساني .. كانت والدتي الله يرحمهاا تقولي : ربنا ديما بيعوضنا ، وكان أدهم هو الحاجه الي ربنا عوضني بيهاا ...
مريم : ياااااا لدرجادي بتحبي أدهم
ألهام بحب : بكره لما تشوفي أبنك بين ايديكي هتعرفي احساسي ، صحيح أنا مخلفتش .. بس ربيت وحسيت بالاحساس ده
مريم بحب : انتي طيبه اووي ياطنط ألهام
ألهام بعتاب : مش انا قولتلك أعتبريني زي مامتك الله يرحمها ، ان عارفه اني أكيد مش هكون زيها .. بس علي الأقل اعتبريني
مريم : حاضر ياماما ألهام
لتقترب منها الهام بحب وتحتضنهاا... وكأنهاا أمهاا حقاا لتبعث بداخلهاا شعور الدفئ الذي أصبحت تحتاج اليه كثيرا
.................................................. ........
جلست أمامه وهي تهرب بأعينها بعيدا عنه، كانت معظم نظراته موصبه نحوهاا وهو يتأملهاا ، ليتذكر أول يوم قد رئهاا فيه ، كانت فتاه بسيطه للغايه ، بساطتهاا وهدوئهاا اول مالفت نظرهه اليها ، ليتفاجئ بعد فتره بأنها قد تحولت مثلهم تماماً ، تبحث عن أحدث صيحات الموضه حتي لو أنفقت معظم راتبهاا ، ولكن اليوم قد رئهاا مثلما رئهاا اول يوم ، بطبيعتهاا وخجلهاا ... وكأن عيناهه كانت تبحث عن الانسانه التي رئتهاا اول مره ، ليتنهد بأسي وهو يقول :ممكن أعرف انتي ليه رافضه أننا نكتب كتب الكتاب ، ونتجوز بعد شهر
لتتطلع الي أعينه بأعين هاربه وهي تقول : مافيش سبب محدد ، بس ديه رغبتي
احمد : أنتي خايفه مني ياهبه !
هبه : لاء !
أحمد بضيق : طيب ليه ، ممكن أفهم ، ومتقوليش ان مفيش سبب
هبه بدموع : مش عايزه بعد ما تتجوزني تحس انك ندمان بأرتباطك بيا .. انا عارفه انك مبتحبنيش ، ولا عارفه ليه أنا الي قررت ترتبط بيها ، بس كل الي أنا حساهه انه هيجي يوم وهتزهق مني عشان ببساطه انت مش عايزني في حياتك
أحمد بهدوء : وانا ايه الي يجبرني اني ارتبط بيكي
هبه بدموع : مش عارفه !
أحمد : بصي ياهبه أنا مش هقول أني بحبك ، بس في نفس الوقت مقدرش اقول اني مش معجب بيكي .. ليتطلع لهاا مبتسما وبصوت حاني : علي فكره انتي النهارده جميله
ليظل يتأمل وجهها الذي أشاحته بعيدا عنه .. وبصوت ضاحك : عارفه ليه
لتتامله بأعين متسائله وكأنها تريد منه ، ان يخبرها سبب مديحه لها
أحمد بحنان : عشان من بدري اووي مشوفتش هبه ، الي لبساها بسيط وفي نفس الوقت هادي وشيك ، هبه الي حجبهاا البسيط بيخليهاا أحلي ، هبه الي وشهاا مفيهوش غير برئتهاا .. مش مساحيق التجميل الي مبتظهرش جمالهاا ، بالعكس بتخفيه
لتتطلع اليه بأندهاش ، ليتأملها قليلا بتتنهد: عارفه أجمل حاجه في الطفل ايه ياهبه .. العفويه .. ديما بنكون حلوين واحنا أطفال ، وضحكتنا ديماا علي وشوشنا ، ولما بنكبر بنفقد كل ده لاننا فقدنا عفويتنا الي كانت فينا واحنا أطفال ، وبقينا نتصنع كل حاجه ، بعيد عن شخصيتنا وكأننا كرهنا برئتنا ونقائنا لما كنا أطفال ، ونبدء نعاني من كل حاجه ونفضل ندور علي نفسنا القديمه الي كانت بتفرح بأبسط الاشياء وأقلها ، بس دلوقتي للأسف خلاص ...بس عمرنا مادورنا جوانا علي عفويتنا الي اول ما عنينا فتحت وبقيت تشوف الدنيا ، اتحولنا تماماً وبقينا مع عالم كله بيجامل ويغير في نفسه لأما عشان يرضي حد او عشان يرضي نفسه عشان متحسش بأنها أقل من حد.. بس انا عايز هبه القديمه ترجع تاني ، ممكن
كانت تستمع لكل كلامه ، وكأنهاا كانت تبحث حولها عن شخص يعيد لها نفسها من جديد ، لم تدرك يوما أن من أحبته وفعلت ذلك من أجله لتكون أمام أعينه جميله ، هو اول من أرادها أن تبقي كما كانت ، لتبتسم له بحزن وكأنها تعاتب نفسهاا علي يوم قد جعلت شيطانهاا يخدعهااا بدور كانت تكرهه وتنقم عليه ...لتبتعد بوجهها قليلا عنه لتهرب من نظرات أعينه
وبعد صمتاً طويلاا .. قال : لسا مصممه أننا نأجل الفرح
أخفضت برأسهاا خجلاا .. ليبتسم هو بعد ان علم ردهاا
.................................................. .........
وبعد أن أنهكه الأشتياق اليهاا ، لم يشعر بأقدامه سوا وهو أمام غرفتهاا .. حتي أنه نسي أن يطرق عليها باب غرفتهاا ، فأشتياقه اليها أصبح لايتحمله ، فقد منع نفسه من رؤيتها يومين لعله يرتاح قليلا ، ولكن لم يكن بُعدهه عنها سوا عذاب له ،ليقف سارحا أمامها وهو يتذكرها وهي واضعه بيدهاا بحنان علي جنينها لتتحسسه بأبتسامه حانيه ، مشهد رئته عيناهه لثواني معدوده لتشيح هي يدهاا سريعاا وتنظر له بأرتباك ، عما رئه ، ليقترب هو منهاا وبصوت حاني : هو أنا ممكن ألمسه .. لتبتعد بوجههاا عنه ويكاد أن ينهض ويتركهاا بعد أن علم من نظرة أعينها أنها لاتريد ذلك
لتهمس بصوت هادئ : مش عايزه تلمسه ، ولا غيرت رئيك
ليقترب منها مبتسماا ، ويضع يدهه بحب ، لينظر لهاا بشوق ، وبعد ثواني كان ينحي برأسه ليضع بأذنه علي بطنهاا التي لم تبدء حتي في الظهور ، وكأنه يريد أن يشعر بوجود طفله حوله ، لتتطلع اليه بأعين معاتبه وكأنهاا تريد أن تصرخ وتقول : لماذا فعلت بنا هذا ، فأنا أريدك بجانبي ولكن أنت من هدمت كل شئ
لينفر عقلهاا منه ، وتبتعد عنه بقلب دامع ...
أدهم بأسي : ألهام قالتلي أن الدكتوره بتقول ، انك لازم ترتحي أكتر من كده ، وقبل أن يتحدث في أمر عملهاا
مريم : لو مش عايزني اشتغل عندك ، هدور علي شغل تاني
ادهم بحده : مريم اسمعي الكلام بقي ، انتي متعرفيش أنا كل يوم بقلق عليكم قد ايه ، حتي السواق اصريتي انه ميودكيش ولا يجيبك .. أضطريت أمشي وراكي السواق يبلغني بكل تحركاتك وكل ده بسبب عِندك
مريم بهدوء: انا كده مرتاحه ، ومبسوطه وياريت متتعبش نفسك ولا تفكيرك تشغيله بيا .. لتتطلع له بجمود وهي تقول : ابقي أشغله بأزاي تقدر تنتقم مني
وللحظات وقف يتتطلع اليهاا بغضب يكاد ان يحرقه قبل أن يفتك بهاا ، ليخرج سريعاا من غرفتهاا .. ويتركها بين دموعهاا التي تحجرت في أعينهاا وكأنها أمتنعت عن الهبوط ثانية من أجله
.................................................. ...........
وبعد أن علم بأن رباط أبنه بها أصبح الان اقوي من كل شئ ، فهي الان تحمل في أحشائهاا طفلا منه ، طفلا سيصبح حفيدهه بعد شهور قليلا ... ليحمل أسمه واسم أبنه ، ليقذف بكأسه الذي ينهال منه شربا بغضب وبصوت عالي : أنا فعلا غبي عشان متوقعتش في يوم أن ده ممكن يحصل ، ليتذكر كلمه اخاهه وهو يقول له قبل وفاته بأشهر عندما ألتقي به بعد سنين طويله ، ليطلب منه مساعدته كي يسد دينه من ورثه الذي سلبه منه .. ( ربنا يمهل ولا يُهمل ياابن امي ) ، ليضحك ضحكته المستفزه وهو يقول : ورث ايه الي جاي بعد 20 سنه تتكلم عنه ، الورث ده بتاع ابويا أنا بس فاهم يا أبن حسن مالكش حق في اي حاجه .. ليتطلع اليه بأحتكار وبصوت عالي : خرجوا الراجل ده بره
ليتنهد بضيق وهو يتأمل الفراغ الذي امامه ... وبصوت عالي : ازاي ما عملتش حسابي
.................................................. ...........
وبعد لحظات من الشرود فيهاا وفي حياتهم الأتيه ، تنهد بأسي وهم بالخروج من مكتبه ولكن أستوقفه قدوم صديقه
أدهم : عاملت أيه يا أحمد في الموضوع
أحمد : فعلا البيت بأسم عمهاا ، المحامي بلغني بكده ، والدهاا اتنازل عنه قبل وفاته بشهرين ، بس متقلقش أنا طلبت من محامينا أنه يتابع الموضوع عشان ملكية البيت ترجعلنا بس طبعا من غير ما يعرف انه من طرفك
ادهم بتنهد: انا عارف يا أحمد أن بتعبك معاياا
احمد بعتاب : عيب عليك يا أدهم أحنا قبل ما نكون أصحاب ، انا اخوات يابن خالي ..
ليعاود الحديث ثانية وهو يقول : علي فكره انا قررت أتجوز بعد شهر ، ماهو مش معقول أنت وأياد خلاص سبقتوني وانا أفضل كده
ليضحك أدهم بود : ربنا يسعدك يا أحمد ، كان نفسي أياد يبقي موجود معانا ، بس اظاهر مش ناوي يرجع هو وشاهي غير بعد ما تولد ويطمن عليهاا
.................................................. .............
جلس بجانبهاا وهو يتأمل الفرحه التي أنطفئت من وجهها بعد أن حادثت عمتهاا ..
ليقترب هو منهاا وبصوت حاني : شاهي أنا مجبرتكيش ولا عمري هجبرك انك تلبسي الحجاب ده أمر يخصك انتي وبس ، ومش معني اني فرحان فأنا ممكن اخليكي تاخدي قرار انتي مش حباه
شاهي بدموع : ديه بتقولي اني هبقي متخلفه ، وبيئه يا أياد
أياد بحزن علي تفكير تلك المرأه العقيم : وانتي شايفه نفسك بقيتي كده يا شاهي
شاهي بدموع : لاء ، بس كان نفسي تفرح وتشجعني ، ديه بتقولي بكره مش هتبقي شاهي الي الكل بيحلف بجمالهاا وشياكتهاا وان كله هيتريق عليا
اياد بحب :اوعي تخلي حد في يوم من الايام يكون سبب انه يشدك من طريق الصح لطريقه هو ، وكمان بقي ياهانم مين قال أنك مش بقيتي جميله ، ده انتي بقيتي اجمل بكتير لدرجة اني عايز اخبيكي من كل الناس ومخلكيش تخرجي من البيت
شاهي بضحك : بمنظري ده بسبب أبنك ، انا عن نفسي مبقتش أحب اخرج ، انا بقيت شبه الفيل يا أياد ... انا خايفه ان تعجبك واحده من بنات أيطاليا وتتجوزها .. وتسبني بعد ما بقيت شبه الفيل بسببك وسبب ابنك
لم يتمالك نفسه من الضحك ، فمن يراهاا وهي تتحدث ، يشعر بأنهاا طفله حقا ، ليقترب منها ويضمهاا الي صدرهه وبصوت هامس : ابقي دوريلي بقي علي عروسه ياشاهي عشان فعلا كده حرام
لتخرج من بين أحضانه ، وتنظر له بعتاب وبصوت حاد : انت السبب .. مش مسمحاك
ليعاود الضحك ثانية ، وقبل أن يكمل حديثه كان هاتفه يبدء بالرنين ، ليتطلع الي الاسم .. وبعد ثواني
اهلا ، عزت باشا .. اخيرا أفتكرتني ، احنا الحمدلله بخير وحفيدك بخير كلهاا 3 شهور وتبقي جد ياباشا
لينتبه لصوت والدهه وهو يخبرهه بأمر زواج اخاهه ، بعد ان قص عليه سبب هذه الزيجه ومن من ... ليتطلع الي زوجته بحزن ، وبعد أن اغلق مع والدهه .. اقتربت هي منه وبصوت حاني : مالك يا أياد ، هو عمو عزت قالك خبر مش كويس
اياد بشرود : معلشي ياشاهي انا عايز ابقي لوحدي دلوقتي ممكن
شاهي بحب : حاضر
لتتركه هي بمفردهه كما طلب منها ، بعد أن تأملته بعيونهاا
ليجلس علي اقرب اريكه بتنهد ، وهو شارد في أخاهه ، ومافعله ، ولماذا لم يخبرهه حتي الان بأمر زيجته ، هل يخشي منه ، اما ماذا ، فكيف يخشي منه وهو لا يتمني شئ في الحياه سوا أن يراهه سعيدا ، ليحدثه عقله وهو يقول : لان انت أحببتها ، فقد خشي منك ، اما قلبه : انت لم تحبهاا ، انت وجدت فيهاا فقط شئ غريب عن الاخريات اللاتي قبلتهن ، فشعرت أتجاهها بالغرابه ، مثلما نري أي شئ يعجبنا فيلفت أنتباهنا ، فأنت الان تعشق زوجتك وطفلكما ... لا تظن بأنك كنت تحبهاا ... ليفيق من شرودهه وهو يمسك بهاتفه وينظر لرقم أخاهه بشرود ، حتي اتاهه صوته وهو يقول : أياد ، وحشتني
ليخرج صوته بعتاب وهو يقول : ليه ، يا ادهم !
يتبع بأذن الله
********
تعليقات
إرسال تعليق