رواية ميما الفصل 17-18بقلم أسماء الاباصيري
رواية ميما الفصل 17-18بقلم أسماء الاباصيري
ميما بقلم اسماء الاباصيرى
17-18. غربة
فرح : مضت ساعة وانا اقف بالخارج متى تنوين الانتهاء ؟ .... لقد تأخرنا
...................
فرح بتأفف : كُفي عن الكذب اراهن على انك لم تنهضي من فراشك بعد
.................
فرح بغضب : تباً يا فتاة كيف يمكنك النوم فى يوم كهذا ؟ .... انه اليوم الاول لنا كطلاب جامعيين
......................
فرح : هيا هيا كفى حديثاً و استعدي انا انتظرك بالخارج
...................
فرح : فلتنسى ذلك .... لن ادخل ويكون اول وجه اراه هو وجه ذاك المغرور لا اريد ان افسد يومي
قالت جملتها تلك بصوت مسموع تلته بإغلاق الهاتف لتسمع صوتاً جعل جسدها ينتفض فزعاً
فارس بإبتسامة مستفزة : اراهن على انى المقصود بذلك
فرح بهمس : لماذا يالله تبتلينى برؤية هذا الشخص فى مثل هذا اليوم ؟
فارس بمرح : ومن قال انه ابتلاء ربما يكون من رحمته بك
فرح : لما مازلت هنا ولم تذهب للعمل ؟
فارس بخبث : وتهتمين بمواعيد عملي ايضاً .... كم انا محظوظ
فرح بغيظ : بل قل انى اهتم بمواعيد مغادرتك حتى لا اضطر لرؤية وجهك البغيض
فارس بغموض و إبتسامة مستفزة : اسف لتخييب ظنك ان ظننتى انك ستنجحين فى ذلك
فرح : ماذا تقصد ؟
قاطع حديثهم هذا صراخ مريم قائلة
مريم بصراخ : لقد انتهيت هياااا بنااااا
فرح بتهكم : و اين كان هذا الحماس منذ قليل وانا احارب لايقاظك ؟
مريم : كفي عن تأنيبي ودعينا نذهب حتى لا نتأخر ..... فارس هيا فلنتحرك
انهت حديثها و اسرعت بركوب السيارة وجلست فى المقعد الامامى ليحتل فارس مقعد السائق وتقف فرح تطالعهم بدهشة تلاحظها مريم لتجيب سريعا
مريم : سيأخذنا فارس اليوم فى طريقه حتى لا نتأخر هيااا اركبي
فتعيد نظراتها الغاضبة نحوه قبل ان تهم بركوب السيارة متأففة ويتحرك هو سريعا نحو كلية الهندسة لتخوض كلاً منهما تجربة جديدة ومثيرة بحياتهم.. " الحياة الجامعية "
فرح بتعب : ماهذا؟ ماذا يظنونا ؟ نحن بشر .... الرحمة .... ألا يشفقون على حالنا ستة ساعات شرح متواصل ومواد عجيبة ويقولون مازلنا بالبداية ...
مريم بتعب مماثل : ان اخبرونى انها هكذا لما كان من طموحى دخول تلك الكلية ... تخيلي كانوا يخبرونا اننا سنستريح عند دخول الجامعة .... خدعونااا
فرح : كل هذا و يتبقى لنا محاضرة نحضرها اليوم ... هذا ظلم
قالتها وقامت بإسناد رأسها على سطح طاولة مقعدها تغمض عيناها لدقائق استعداداً لدخول المحاضر
لحظات حتى شعرت بسكوت غريب بالقاعة بقيت على حالها حتى قامت مريم بتنبيهها بدخول الدكتور .... نهضت بتثاقل ورفعت رأسها من الطاولة لترى هذا الدكتور البغيض لتتسع مقلتيها فى دهشة واستغراب وتردف دون وعى
فرح بهتاف : انت ؟ ماذا تفعل هنا ؟
التف جميع الطلاب اليها ينظرون لها فى حيرة وتعجب فى حين ناظرها هو بإستخفاف ليرد بتهكم
.............: ارغب بإلقاء محاضرتي ان لم يكن لديك مانع وان كان يوجد لديك فالباب امامك يسع بدل الشخص ألف
ابتلعت ريقها فى توتر و احراج وقامت بخفض رأسها فى خجل ..... لاحظ هو تصرفها وحرجها وقرر شد انتباه الطلبة نحوه ليرحمها من خجلها هذا
انتهى اليوم الاول لهما بعراك ... ولاول مرة منذ صداقتهما يتعاركان بجدية ويستمر خصامهما عدة ساعات .... والسبب ..... ان مريم اخفت عليها حقيقة ان دكتورهم المبجل هذا ماهو الا فارس ابن عمها ...... والذي جاء منذ فترة الى مصر بعد انتهاء دراسته بالخارج وحصوله على الدكتوراة ليصبح محاضر بجامعتهم
مر يومان و قد فشلت كل محاولات مريم فى مصالحة صديقتها لكن الاخرى لم تتحمل اكثر من يومان و تصالحتا باليوم الثالث على وعد منها بالتعهد ان ابن عمها لن يقربها او يستغل عداوتهم لصالحه وقد وعدتها بذلك وبالتأكيد دون العودة اليه ومحادثته لذا فنعلم جميعا ان هذا الوعد لن يتحقق بالتأكيد 😁
شهر اثنان ثلاثة .... مروا سريعا دون احداث تذكر سوي شجارات فارس وفرح المستمرة والتى دائما ما تراها مريم ذو طابع كوميدي وها هم الآن بآخر اسبوع قبل امتحانات منتصف العام يحضرون محاضرتهم الاخيرة لمادة ما لكنها لا تستمع لكلمة من حديث الدكتور بل تفكر فى الحاضر الغائب ..... ثلاثة اشهر مضت دون رؤيته ..... منذ تلك الليلة وهذا الرهان السخيف الذي اقحمت نفسها به .. سافر برحلة عمل لثلاثة اشهر دون ان يودعها .... تحقد عليه بسبب اشتياقها له ... يحادث الجميع ويتصل بهم كل فترة الا هى وحين سرقت هاتف فارس اثناء حديثهم ليخبرها هو ان تعد العدة ان كانت ترغب بالفوز بالرهان
تباً له وتباً لها قبله اقحمت نفسها برهان لا معنى له .... هل تستجديه ليشعر نحوها مثلما تشعر نحوه الهذه الدرجة رخصت نفسها ..... لا والله وألف لا ... مشاعرها تستحق الكفاح لاجلها ..... وهو ..... وهو يستحق حبها وسعيها الدائم للحصول على قلبه .. لذا لا ضرر من هذا الرهان رغم تفاهته
انتبهت على صوت صديقتها تنبئها بإنتهاء المحاضرة لتتحرك استعدادا للخروج من القاعة فتفاجئ بالدكتور يطلب منها الحضور فوراً لمكتبه
فرح : هنيئاً عليكي الشاب يا فتاة .. طلبك بنفسه فى مكتبه علّه يعرض عليك الزواج و ننتهي من قصة الحب المأساوية تلك
مريم : كفي عن مزاحك هذا لست بحالة تتحمل المزاح دعيني اذهب لأرى ما يريده
فرح بحالمية : يريد الرضا والسماح ... يرجو القبول و ال.......
مريم مقاطعة : قلت كفاكي مزاح والا اوصيت فارس بك
فرح بغيظ : وما شأن هذا المزعج بحديثي معك ..... لا تفكين ان تذكري اسمه كلما رأيتي وجهي .... هيا فلتذهبي للدكتور سأنتظرك بالكافتريا
مريم : حسنا ... اراك لاحقاً
سارت لمكتبه تفكر فيما قد يكون سبب استدعاءه لها ... هذا الاستاذ ... دكتور شاب تظنه لا يتعدى الثلاثين من عمره حصل على الدكتوراه منذ سنتان ... قصدته عدة مرات ليوضح لها بعد الاجزاء الغير المفهومة بمادته وقابلها بالترحاب ... الامر الذي فاجأها حيث انها وبأول اسبوع لها بالكلية حصلت بينهم مشاداة لحضورها متأخرة لخمسة دقائق ومن وقتها اصبحت اول الحاضرين بالقاعة
ترى لما يطلبها تحديداً الان .... انتهبت على نفسها لترى انها وصلت الى مكتبه ... اخذت نفسا عميقا قبل ان تطرق الباب لتسمع صوته يسمح لها بالدخول
محمد ( الدكتور ) : اهلا آنسة مريم تفضلي بالجلوس
اجابته بشكر بصوت هامس قبل ان تهم بالجلوس امامه
مريم : طلبت منى الحضور ... خيراً
محمد بهدوء : لاحظت شرودك بالمحاضرة وعدم انتباهك لها لذا قلقت ربما لستي بخير
لم تجيبه ... نظرت له عدة لحظات تعقد ما بين حاجبيها فى تعجب .... ان لاحظ هذا اذاً فالتصرف الطبيعي هو الغضب منها وربما يطلب منها الخروح من المحاضرة اذاً ماذا يحدث الآن
مريم : اعتذر عن شرودى بالمحاضرة .... وأنا بخير تماما لست مريضة
محمد بتنهيدة : حسنا هذا جيد لقد قلقت فليست من عادتك الشرود اثناء المحاضرة ... ظننت ان الامر جلل
اكتفت بإبتسامة رسمية كدليل على احترامها له ولاهتمامه همت بالوقوف والمغادرة قبل ان تسمعه
محمد : مريم لم انتهي من حديثي بعد
لاحظت ايضا استغنائه عن الالقاب مما اثار دهشتها فهو من ضمن جميع الدكاترة يحرص على مناداة الجميع بألقاب نظراً لصغر سنه و محاولاته للظهور بشكل اكبر من سنه رغبة منه فى الحصول على احترام الطلبة له
مريم : عذراً .... اهناك امراً آخر ؟
محمد بإرتباك : نعم اريد الحديث معك بأمر ما وارجو ان لا تفهمى كلامي بشكل خاطيء
زادت دهشتها لكن آثرت الهدوء لتحثه على اكمال حديثه
محمد : حسب معلوماتى فأنتى تقيمين مع عائلة عمك وانك ........... وانك غير مرتبطة أليس كذلك ؟
هنا ظهر عليها الدهشة بشكل واضح وترجمت دهشتها تلك لسؤال
مريم : ماذا ؟؟؟؟
محمد : اريد التأكد من ان كنتي مرتبطة ام لا
مريم دون وعي : و ما شأنك بهذا ؟
محمد بسرعة : لا اريد ان تفهمي سؤالي بشكل خاطئ كل ما فى الامر انى ارغب بالارتباط بك
مريم بدهشة : ماذا ؟ الارتباط بي ؟
محمد محاولا الهدوء : نعم ارغب فى طلبك من ولي امرك اياً كان و رأيت ان من الافضل اخذ رأيك مقدماً لذا ...............
فرح : ألن تخبريني عن ماذا تحدثتم ؟ ولما تبدين بهذا الشكل ؟ هل ازعجك بكلامه ؟؟؟ اخبريني ان فعل دعيني اذهب اليه واتعامل انا معه ... او ربما نجعل ابن عمك هذا يتعامل معه افضل
مريم محاولة تغيير الموضوع : فارس ؟ هل اصبحتى الان ترينه ذو فائدة ؟
فرح : كفي عن تغيير الموضوع ألن تخبريني حقا بما حدث ؟
مريم بتنهيدة : سأخبرك سأخبرك لكن لاحقاً ليس الآن ......
فرح : حسنا لكن لا تنسي ..... ستخبريني كل شئ بالتفاصيل المفصلة
مريم بإبتسامة : وعد ... بالتفاصيل المفصلة
فرح : حسنا لقد وصلت لمنزلى..... اراكي غدا ..... وداعا
مريم : وداعا
وصلت منزلها وألقت السلام على الدادة قبل ان تصعد لغرفتها لكن فى طريقها للغرفة سمعت اصواتا من غرفته تسمرت بمكانها ....... هل عاد ؟؟؟؟ ....... واخيرا عاد و ستراه بعد غياب ثلاثة اشهر ........ هل يتواجد بغرفته الآن ؟؟؟؟؟؟؟ ...... ان طرقت باب غرفته ستسمع صوته المشتاقة اليه يسمح لها بالدخول
تحركت دون وعى نحو باب غرفته و قبل ان تطرق الباب سمعت يتحدث مع شخص ما تشجعت وقامت بفتح الباب لترى امامها آخر مشهد تخيلته
هو
يقف امام المرآة يتحدث بالهاتف ولا يغطي جسده سوى منشفة تلتف على جزئه الاسفل ...... تسمرت بمكانها لهذا المشهد لكن ..... لا ..... ليس هذا هو كل شئ بل هناك
هى
تقف امام دولابه تعطيها ظهرها تعبث بملابسه..... وهى ترتدي .... ااااه مما تردتيه اقل ما يقاله عنه انه عبارة عن بيبي دول ... فستان قصيير يكاد بصعوبة يغطى فخذاها .. ذو ظهر عاري .. ولا ترغب حقا فى رؤية تفاصيله من الامام والتى هى اكيدة من انها لن تسرها
لن تسرها ابداً
........................
يتبع ............
18. سوء فهم
آسر بتساؤل : مريم ؟؟؟
لم تنتبه لندائه حيث انها مستمرة بالتحديق بتلك التى مازالت تقلب بملابسه بكل اريحية
انتبه آسر الى ما تنظر اليه ليردف بجدية
آسر : رنا ألم تنتهي بعد ؟
لتلتفت اليه سريعاً وبالفعل كما ظنت مريم لم يسرها منظر ملابسها الامامي ابداً ورددت بهمس " اين تظن نفسها تلك ... بملهى ليلي ؟ " كان همسها مسموع لآسر الذي ابتسم فور سماعه حديثها
رنا بدلع : ماذا افعل آسر ... انا ارى جميع ملابسك مناسبة وفوق الممتازة اصابتني الحيرة فيما اختار
آسر بإبتسامة : شكرا لرأيك هذا والآن يمكنك الهبوط لأسفل وانا سأختار بنفسي ما ارتديه
رنا بتفاجأ و بغباء : حقاً ؟
آسر بنفس الابتسامة : نعم حقاً والان هيا للاسفل
رنا بإبتسامة بلهاء : حسناً وداعاً
وفى طريقها للوصول لباب الغرفة لاحظت مريم الواقفة على عتبة الباب لتنظر لها فى استنكار
رنا بإحتقار : انتي ... كيف تدلفين للداخل دون استئذان ؟ بل من انتى لتقفين هنا وتستمعين لحديثي انا وآسر ؟
لا اجابة صدرت منها اكتفت فقط بالتحديق فيها بدهشة ومن ثم امالت رأسها تطالعها بإستنكار
مريم بغضب : من انا ؟ بل قولى من انتي لتدخلى الغرفة بهذه الطريقة وتبجحين فى اصحاب المنزل دون خجل
رنا بدهشة : اصحاب المنزل؟
مريم بتهكم : نعم اصحاب المنزل
رنا : انتي ا...........
آسر مقاطعا ً : رنا ... طلبت منك الانتظار بالاسفل هيا تحركي الآن
لتنظر له فى ضيق ثم تتحرك بتأفف متجهة الى الاسفل
آسر بغموض : كيف حالك ؟
مريم بغيظ : حقاً ؟ .... هكذا وبكل بساطة " كيف حالك "
آسر : ماذا بك ؟
مريم بغضب و صراخ : ماذا بي ؟ ألا تخجل من نفسك لفعلتك تلك .... من تلك الفتاة وماذا كانت تفعل بغرفتك وانت بهذا الشكل ؟
لتنهى حديثها بإشارة منها نحو هيئته والتى يبدو منها انه انهى حمامه حديثاً
آسر ببرود : اولاً اخبرتك قبلاً بأن لا ترفعى صوتك اثناء حديثك معي ثانياً تلك الفتاة تدعى رنا واخيراً لست مضطراً لتقديم اي مبررات لوجودها هنا
مريم بغضب و دون وعي : انظر لنفسك .. تدعي الاخلاق والفضيلة وما انت سوى بفاسق دون اخلاق
تفاجأت به يرفع يديه فى وضع استعداد لتهبط على احدى وجنتيها لتقوم تلقائياً بغلق عيناها بشدة واخفاء وجهها بين كفيها تنتظر منه اى رد فعل لكن مضت لحظات ولا شيء ..... همت بفتح عيناها على استحياء لترى قبضته معلقة بالهواء يشد عليها بقوة وغضب ... بعينيه شرارات ونار تتأجج لتسمع صوته يهتف بها فى صراخ
آسر بغضب مخيف : الى الخارج ..... الآن
لتفر من امامه هاربة من غضبه وصراخه والتى تعلم كل العلم بأحقيته فيهم
كانت بطريقها الى غرفتها لتسمع صوت ضحك ومزاح من الاسفل عقدت حاجبيها فى تساؤل عن مصدر هذه الاصوات واتجهت مباشرة لترى ما يحدث بالاسفل
رنا بضيق : اذاً فهى ابنة عم آسر لذا تتحدث معي بكل غرور ...... لكن من تظن نفسها ؟ برغم كونها ابن عمه فهذا لا يعطيها الحق بالتحدث معى بهذا الشكل الا تدرك من اكون ؟
رولا بضيق : لا تهتمي بشأنها فهى فتاة لا تعرف مكانتها .... بآخر الزمان تأتى ابنة الخادمة لتظن نفسها سيدة المنزل
رنا بفضول : حقاً والدتها خادمة ؟ لكن كيف ؟
ظهرت الدموع بعيناها وهى تستمع لحديثهم هذا ...... تباً للجميع لما يظلون يتحدثون بالسوء عن الاموات لما يسيئون اليهم بإستمرار الا يكتفون من تحقيرهم بحياتهم ليكملوا سلسلة الاهانات بعد وفاتهم ايضاً لكن لا لن تصمت وتقبل حديثهم هذا مسحت الدموع عن وجنتيها ... و تقدمت نحوهم لتردف ببرود
مريم : أمازلتى هنا ؟ ألم تدركين بعد انه قد انتهى منك بالفعل ؟
رنا وقد فهمت ما تقصده بحديثها : لا يا عزيزتى بل انتى التى لا تدركين انه لن ينتهي منى مهما طال الوقت فأنا قدره و نصيبه
مريم : قدر ؟... نصيب ؟ أحقاً تصدقين ما تتفوهين به ؟
رولا بثقة : هى تصدق وانا كذلك فالمتعارف عليه منذ زمن ان رنا لآسر وآسر لرنا
صدمت هى من حديثها هذا بل من تأكيدها لهذا الامر وكأنه امر مفروغ منه
مريم : ماذا تقصدين بهذا ؟
رولا بغرور : اقدم لك رنا البكري خطيبة آسر المستقبلية
مريم بصدمة : ماذا ؟ مستحييييل
رنا بغضب : ماذا تقصدين بمستحيل آسر يعد خطيبي وانا كذلك خطيبته واظن المشهد التى رأيتيه بالاعلى كان اكبر دليل على حديثي هذا
رولا بغضب مماثل : من تكوني انتي لتقولى انه مستحيل ؟ ..... لم يبقى سوى ابنة الخادمة لتقرر مصير سيدها
آسر بغضب : رولااااااا
انتفض جسد الثلاث فتيات فور سماعهم صراخ آسر ليناظروه بدهشة فيروه قادم بإتجاههم وشرارات الغضب تخرج من عيناه
آسر بغضب : كفاكم ثرثرة .... وانتى .... مشيراً الى مريم ...... لى حديث معك عند عودتى ......... ثم نقل نظره الى رنا ليحدثها بجفاء ...... هيا لقد تأخرنا
ثم تحرك فوراً للخارج تتبعه تلك المغرورة لتبقى هى بمكانها تنظر للفراغ غير مصدقة لم رأته عيناها للتو
تقف بغرفة مكتبه يغلفها التوتر تدرك نظراته الموجهة نحوه تطالعها بفضول
فرح بتردد : اردت الاطمئنان على مريم فهي لم تأتي اليوم ولا تجيب على اتصالاتي
فارس يإبتسامة نصر وتجاهل لحديثها : اذاً تنازلتي واتيتي الى غرفتي فقط فى سبيل معرفة اية اخبار عن صديقتك .... احزننى هذا لكن يكفيني تشريفك لى هنا
فرح بتأفف : كف عن هذا واخبرني ما بها
فارس بجدية مصطنعة : اهكذا تحدثين استاذك ..... انتبهي الى المكان الذي تقفين به لسنا بالمنزل لتتطاولي بحديثك بهذا الشكل
فرح بدهشة وتوتر : ا ا آسفة لذلك
اصابته نوبة ضحك فور سماعه اعتذارها لتدرك اخيراً سخريته منها
فرح بغضب : الحق علي انا ..... أجننت حتى آتى الي بقدمي .......
توقف بصعوبة عن الضحك قبل ان يردف
فارس بجدية : ما بها مريم ؟
فرح بدهشة : أتسألنى انا ؟ هى لم تأتى اليوم ولا تجيب على اتصالاتى ..... اظن امر ما قد حدث معها .... ألست بنفس المنزل ؟ اذاً انت تعلم ما بها
فارس بنفي : لا لقد انتقلت لشقتي فلقد انتهيت من التجهيزات بالامس ومن وقتها وانا لم اذهب للفيلا ولم ارى مريم ايضاً .... لكن لحظة .... مممم اظن انى اعلم ما حدث
فرح : ماذا تقصد ؟
فارس بقلق : لقد قابلت آسر بالامس ولم يكن بخير
فرح : ماذا تعنى بلم يكن بخير ؟
فارس : اظن ان امراً ما قد حدث بين هذان الاثنان
فرح : لم تطمئنني بحديثك هذا بل زدت من قلقي عليها
فارس بهدوء : لا داعي للقلق .... فلتنتظري بعد الدوام وسنذهب معاً لرؤيتها
فرح بغيظ : بأحلامك....... اذهب انت وحدك انا سأتصرف
فارس بجدية : كفى عناداً نحن متجهان لنفس المكان ولنفس الغرض فما المانع من ذهابك معي
فرح : لا شأن لك بهذا .... اريد الذهاب وحدي وسأفعل .... والان وداعاً
القت جملتها بحدة قبل ان تهم سريعاً بالخروج من الغرفة
فارس بشبة ابتسامة : مجنونة تلك الفتاة .... لكن لذيذة
لم يعد .... لم يعد ..... خرج برفقتها ولم يعد ...... اخذت تردد هذا فى عقلها ... منذ الامس لم تذق طعماً للنوم .... تنتظر عودته لكن دون فائدة فإبن عمها المبجل لم يعد منذ خروجه مع تلك الفتاة بالامس تكاد تجن من تخيلاتها لما يفعلوه سوياً بهذه اللحظة بل منذ الامس
مريم لنفسها : لا لا .... يكفي هذا ... لن انتظر هنا حتى اجن
تحركت فوراً نحو غرفة ملابسها لترتدي اول ما وقع عليه نظرها وتخرج سريعاً من الفيلا نحو وجهتها وتدعو الله ان تجده هناك
................ : عذراً كيف يمكننى مساعدتك ؟
مريم : اريد رؤية السيد آسر
............. : عذرا هل لديك موعد معه ؟
مريم : لا لكن يجب علي رؤيته فوراً لأمر هام .... اخبريه بأن ابنه عمه تريد رؤيته فوراً
.............. : عذراً من ؟
مريم بتأفف : ابنه عمه ..... مريم احمد البنداري
.............. بتوتر : فوراً سيدتى سأرشدك بنفسي لغرفة مكتبه اتبعيني من فضلك
سارت معها حتى ركبتا مصعد الشركة ليتوقف بآخر طابق ويخرجا منه معاً لترى إحداهم تجلس على مكتب ما لم تضح ملامحها لها فهى كانت تناظر بعض الاوراق خمنت انها السكرتيرة الخاصة به لتؤكد تخمينها هذا الفتاة المصاحبة لها
تقدمتا نحوها سريعاً لتفاجأ مريم بمن تراها تجلس امامها
..............: مرحبا رنا هل السيد متفرغ الان ؟
رنا بصدمة من وجود مريم بالشركة : ا ا ا نعم نعم هو بالداخل
ابتسمت مريم فور استيعابها حقيقة كون رنا سكرتيرته لتستغل الفرصة فوراً
مريم بغرور : اذاً فلتخبريه بحضور ابنة عمه ورغبتها برؤيته الآن
ابتلعت رنا غصة بحلقها واومأت بهدوء ... مما اثار تعجب مريم للامر فهى لم تهم بإفتعال شجار معها لكن رنا لديها اسبابها لذلك فهى و منذ الامس تحاول تجنب مزاج آسر الناري والذي لا تدرك له اي سبب جتى الآن ... تحركت من مكانها متوجهة نحو الغرفة المواجهة لمكتبها ثم اختفت خلفه عدة لحظات لتخرج بعدها وتسمح لمريم بالدخول
لترمقها مريم بنظرة اشعلت غضب الاخرى قبل ان تهم بالدخول لمكتبه
طرقت الباب بخفة ليسمح لها بالدخول
دلفت الى الغرفة .. لتراه يجلس بغرور خلف مكتبه ينظر لها بجمود وبرود فتقابل هى بروده هذا بإبتسامة واسعة ... تعجب هو بداخله لرؤيتها بهذا الشكل وزاد تعجبه عند رؤيته لها تمشي بهدوء نحو مكتبه لتلتف حوله وتصل لجانب مقعده
لتقف بجانبه على استحياء تنظر بعيناه وتردف بهدوء و ندم
مريم : آسفة سامحنى
.........................
يتبع ......................
تعليقات
إرسال تعليق