رواية أبو الرجاله الفصل 20-21-22بقلم الفراشه شيماء سعيد علي (مدونة موسوعة القصص والروايات)
رواية أبو الرجاله الفصل 20-21-22بقلم الفراشه شيماء سعيد علي (مدونة موسوعة القصص والروايات)
الفصل العشرين
#أبو_الرجالة
#الفراشة_شيما_سعيد
صك على أسنانه من الغضب قبل أن يعتصر الورقة بين يده، لم يود أبداً العداء مع تلك العائلة خصوصاً لترابط العلاقات بينهم، إلا أنه من أختار الحرب مع موسى الراوي فليذهب الجميع إلى الجحيم، نظر إليه كمال بقلق واضح على معالمه ثم أقترب منه مردفا :
_ فيها إيه الورقة يا موسى؟!..
نظر إليه الآخر بثبات انفعالي ثم وضع يده على كتف كمال مردفا بقوة وهو يتجه به للخارج :
_ إبنك بيحفر على نهايته يا كمال بيه وأنا مكنتش حابب نوصل لكدة أبداً..
وقف أمام الجميع بصالة المنزل ورسم على وجهه إبتسامة هادئة قائلا :
_ يلا يا جماعة نروح لمكان الحفلة العروسة صممت أجيب الكل بنفسي..
ابتسم الجميع أما ثريا سقط قلبها أرضا وهي تحاول فهم حديثه، جذبت موسى بعيدا عن الجميع وكاد عقلها أن يذهب منها أين فيروز وعن أي مكان حفل يتحدث مع أنها تركتها منذ عشر دقائق بالغرفة، حدق بها مستفهما لتقول :
_ بنتي فين ومكان حفلة إيه؟!..
أخذ نفسا عميقا قبل أن ينحني ويضع قبلة بها الكثير والكثير من الأحترام والتقدير على رأس ثريا ثم أجابها بقوة :
_ متخافيش يا أمي هي بألف خير بس ابن جوزك لعب معايا لعبة مش حلوة محدش هيطلع خسران منها غيره، اطلعي للناس اللي بره في عربيات تحت هتوصلكم لمكان الحفلة بمجرد وصولكم هبقي أنا وفيروز هناك، ثقي فيا..
لأول مرة يدلف إلى قلبها هذا الشعور بالأمان منذ وفاة والدها، أومأت إليه بابتسامة وقالت بهدوء :
_ أنا دلوقتي بس أقدر أقول إني بقى معايا راجل يقف في ضهري وضهر بناتي..
ذهبت للضيوف واختفت ابتسامته مع ذهابها، أخرج هاتفه ليرد عليه أخيه بجدية :
_ كله زي ما طلبت يا موسى وفيروز في الفندق..
أخذ نفسا عميقا شعر قلبه بالانتعاش، وجودها بمكان يخصه أراح قلبه، أما الآخر تنتهي ليلته معها بسلام وسيجعل من وجهه لوحة فنية، حك ذقنه بخشونة قائلا بنبرة صوت فخورة :
_ أنا عارف إنك راجل يعتمد عليك من صغرك، متخليش حد يرحب بالضيف اللي عندك وخد بالك مع عدي من كل حاجة لحد ما أوصل..
______ شيما سعيد ____
بغرفة كمال اقتربت منه ثريا لتجده يقوم بالاتصال على رجاله وهو يعطي لهم أشد التعليمات حتى يعلم محل ولده، ابتسمت بسخرية وحركت رأسها ألقى عليها نظرة سريعة وهو يحمل جاكيت البذلة الخاصة به مردفا بعدما أغلق الخط :
_ نوح وخاطر هيبقوا معاكي في القاعة لكن أنا لازم أمشي دلوقتي..
لم ينتظر ردها وتحرك بخطوات سريعة لباب الغرفة، وضعت يدها على يده ليقف مكانه وقالت :
_ مش تقول الأول رايح فين وسايب مراتك في كتب كتاب بنتها..
أغلق عينيه لعدة ثواني، يحاول بقدر المستطاع تمالك نفسه، يعلم ما تحاول هي الوصول إليه من طريقتها الساخرة بالحديث، سحب كفه منها ثم قال بنبرة حادة :
_ الموضوع مش محتاج سؤال يا ثريا أنا رايح أشوف إبني حصل له ايه بسبب جنانه وحبه المجنون لبنتك، سايب معاكي بدل الراجل اتنين يعني مش لوحدك..
اختفت السخرية من معالم وجهها ليحل مكانها الألم، قهر بشع يتغلغل بداخل أعماقها، عادت خطوتين للخلف وشعورها بخيبة الأمل به للمرة المليون يزيد، تحدثت بنبرة لا يعلم لها معنى رغم ما بداخلها من ألف معنى :
_ رايح تدور على ابنك اللي دمر حياة بنتي وخطفها يوم فرحها عشان يعمل فضيحة، طيب فكرت في طريقك ممكن يكون عمل فيها إيه أو أخدها من البيت إزاي، أكيد لأ لأنها بنت ثريا اللي يا دوب أخرها نوم الباشا في حضنها مش دي الحقيقة؟!..
ضرب باب الغرفة بيده عدة مرات بغضب، ماذا يقول بموقف مثل هذا؟!. هي تأخذ كل تصرفاته على قلبها وكأنها تصطاد الأخطاء وهو علم بأمان فيروز والآن الخطر على فريد وحده، نظر إليها ليجد بداخل عينيها نظرات مشتعلة وكأنه عدو لها، زفر بقوة مقتربا منها قائلا :
_ بنتك في القاعة يا ثريا يعني في أمان لكن أنا إبني مع راجل زي موسى لا يعرف عقل ولا رحمة، تفتكري ممكن أسيبه يموت..
أومأت إليه بكره واضح :
_ يستاهل لأنه أساس كل حاجة وحشة حصلت في حياتي وحياة بناتي، لو مكنش لعب على فيروز مكنتش شوفتني غير جارتك وكانت هتبقى بناتي في أمان..
لم يشعر بحاله، حالته كانت مخفية من قلقه على فريد وهي زادت الأمر سوءا بحديثها الأحمق، لأول مرة يفرغ غضبه بإمرأة.. ومن تلك المرأة ثريا، جذبها من فكها ضاغطا عليه بقوة :
_ إياكي تتمني الموت لابني، اللي يفكر بس يبص لعيالي بطريقة وحشة هاخد روحه بإيدي حتى لو الحد ده أنتِ يا ثريا، النظرة اللي جوا عينك دي لما فريد يبقى في أمان هنتحاسب عليها..
وضعت يدها على يده تمنعه من الضغط عليها أكثر، ابتعد عنها بغضب وعاد لضرب يده بالحائط لتقول قبل أن تتركه :
_ خلاص وقت الحساب خلص..
_____شيما سعيد _____
بحفل الزفاف الصغير الذي تم خلال أقل من نصف ساعة، دلفت عطر بيد نوح وهي سعيدة جداً بالأجواء، نظرت إلى نوح وجدته يدور بعينيه بالمكان وكأنه يبحث عن شيء، رفعت كفها وجذبت وجهه إليه مردفة بغيظ :
_ إنت بتبص فين ممنوع تبص لأي حد في الدنيا دي كلها غيري فاهم يا أستاذ..
ابتسم إبتسامة متوترة، لا يعلم ما يحدث ولكن أبيه طلب منه أن يأخذ محله ويكون وكيل فيروز، بداخله قلق كبير ولكن لابد أن يختفي حتى نهاية هذا الحفل وخصوصاً أمام عطر، قرص أنفها مردفا :
_ مش شايف في الدنيا غيرك يا عطر..
ابتسمت بانتشاء قبل أن ينقلب وجهها سريعاً مردفة :
_ايه عطر دي دلعني وقولي كلام حلو زي بتاع الروايات.. قولي يا شوكولاتة زي فاروق المسيري..
تحولت نظراته لأخرى أتت من الجحيم، من هذا الذي تريده زوجته مثله؟!.. ضغط على خصرها لأول مرة يظهر بالعلاقة بينهما مردفا من بين أسنانه :
_ مين ده يا روح أمك اللي عايزاني أبقى زيه أنطقي..
سعادة ما بعدها سعادة بنبرة الغيرة الواضحة بحديثه وكأنها امتلكت الدنيا وما فيها، وضعت يدها على وجهه مردفة بهيام :
_ يخرب بيت طعامة أهلك يا أخي، يسلملي الغيران..
_ بت أنطقي بدل..
وضعت كفها على شفتيه تمنعه من الحديث قائلة :
_ بس بس هو أنت لازم تفصل مشاعري بالشكل ده، وبعدين ده يا سيدي رجل أعمال دخل الحفلة مع مراته من شوية وسمعته بيقول لها يا شوكولاتة، كانت أحسن مني في إيه عشان تسمع كلام حلو وأنا لأ..
لكل شخص من إسمه نصيب وهي دائما صاحبة رائحة تأخذه لعالم آخر، أخذ نفسا عميقا من رائحة كفها السحرية على أنفه ثم وضع عليه قبلة حانية قبل أن يبعده عنه مردفا :
_ عشان بحب اسمك عطر، لما بنطقه بفتكر إنك كنتي الحاجة الحلوة اللي دخلت حياتي خلتها أحلى من المسك، اسمك لوحده بالنسبة ليا حياة ومش هبطل أقوله حتى بيني وبين نفسي..
نعم هذا ما كانت تريده، أن يعود إلى عشقها من جديد، أن تعيش معه الغرام بلمسة نوح أبو الدهب، زادت ابتسامتها اتساعا وقالت :
_ إيه رأيك لو نرقص مع بعض، نفسي أوي نرقص سوا..
حرك رأسه بنفي مردفا :
_ لأ رقصنا رقصة العيال السيس دي يوم الفرح أنا ليا مزاج في الرقصة اللي حلمت بيها بعد أول ما شوفتك ومن بعدها قررت اننا هنكون سوا..
رفعت حاجبها بتعجب مردفة :
_ رقصة ايه دي؟!..
_ بلدي وجبت كمان الشيشة والبدلة السودة أم ترتر مع اغنية أم كلثوم وبكدة يبقى حققت حلمي..
شهقت بخجل مردفة :
_ آه يا قليل الأدب إنت من أول مرة شوفتني فيها كنت بتفكر فيا بالطريقة دي؟!..
أومأ إليها ببساطة قائلا بوقاحة :
_ اه.. أمال كنت بتخيلك ناظرة مدرسة..
____ شيما سعيد ____
عند خاطر وهادية، كان هو الآخر سعيدا بوجودها بين يديه وكأنه يقول للعالم ها هي أصبحت زوجتي، جلس بجوارها وهو يتابع أقل تفصيلة تفعلها، ضحكتها الرقيقة، جنونها ببعض الأحيان وخجلها الممتع إذا وضع يده بأي جزء على جسمها، قرصت فخذه مردفة :
_ واد يا خاطر..
قهقة بمرح على كلمتها التي قالتها له منذ الصباح، "واد" أردف بمشاكسة :
_ يا قلب الواد..
أشارت إلى نساء الحفل بانبهار واضح على معالم وجهها وقالت :
_ النسوان دي بتاكل كريم كراميل والا إيه وبعدين كلهم إمكانيات وحاجة آخر طعامة..
صدم بالبداية من حديثها هذا، ضيق عينيه بشك وهو ينظر إليها هل هذا فخ تحاول ايقاعه به؟!.. تعبيراتها لا تظهر هذا أبداً حتى لو ليكن أكثر حرصاً، أغلق عينيه مردفا :
_ أستغفر الله العظيم يا رب، أنا دلوقتي راجل متجوز ومراتي أجمل ست في الدنيا مستحيل أبص لغيرها طبعاً..
خرجت منها ضحكة ساخرة قبل أن تضرب على ظهره مردفة :
_ ربنا يقوي إيمانك، اطلع من دول يا واد أنا شوفت كل الصور القذرة اللي على الفون بتاعك..
أتسعت عينيه بذهول ولأول مرة يشعر بالحرج، تنحنح وهو يلعب بخصلات شعره مردفا :
_ فتحتي الفون ازاي وبعدين دول كنت متجوزهم، أنا مستحيل أتفرج على حاجة مش بتاعتي..
أومأت إليه ثم رفعت رأسها بكبرياء واضح قائلة :
_ بعد ما طلقتهم مبقوش بتوعك أنت بس اللي بتاعي فاهم والا أعيد من الأول.. وعموما أنا كدة كدة مسحتهم كلهم..
حرك رأسه بقهر مثل الطفل الصغير قائلا :
_ فاهم فاهم، فتحتي الفون إزاي ومسحتي الصور..
أكلمت بنفس الكبرياء والثقة :
_ ولا حاجة يا دوب هكرته وأي نفس ليك على الفون هيوصل ليا أشطا يا واد..
_ أشطا يا معلمة..
قهقهت بمرح وضحك هو الآخر معها بسعادة، ضمها لصدره وكأنه يملك العالم بما فيه، يعلم أن الإكتفاء صعب وخصوصاً مع رجل مثله ولكنه من أجلها سيكون لها مهما عانى من صفات الصياعة الخاصة به، وضع عدة قبلات على رأسها بحنان قبل أن يسمع صوت أنثوي يقول من خلفه :
_ مش معقولة نوح...
دار لها ويا ليته لم يفعل، أول خطأ فعله بحياته وربما تكون هي الخطأ الأكبر الذي مازال يعاني منه إلى الآن، شعر بالاختناق وهو يراها أمام عينه ليقول بتقطع :
_ مايا..
أومأت إليه بدلال وجذبته بجراءة من بذلته لتميل على أذنه مردفة :
_ اممم مايا اللي ضحكت عليها وخلعت حتى من غير ما تعرف إن ليك إبن جوا بطنها..
ابتعدت بعدما زلزلت جسده بالكامل، نظر إليها بألف علامة استفهام إلا أنها نظرت إلى هادية المشتعلة ثم قالت بنبرة خبيثة واضحة :
_ اهدي يا مدام جوزك حبيب الكل عشان كدة خليكي فريش، أتمنى الحفلة تعجبكم..
______شيما سعيد ______
أخيراً دلف بها ويدها تتأبط ذراعه، أخذ نفسا عميقا وشعور عظيم بالانتصار يتغلغل بداخله، ارتجاف جسدها وصل إليه ليضغط ضغطة بسيطة على كفها يبث بداخلها الكثير من الأمان، جلس بها على طاولة المأذون ليجلس نوح بالمقعد المقابل إليه مردفا بهدوء :
_ أنا هبقى وكيلها..
ابتسم إليه موسى إبتسامة باردة قبل أن يقول بمكر واضح :
_ عارف أكيد كمال بيه عنده موضوع أهم وحله عندي بس لما أفضى من شهر العسل هبقى أحله..
نظر نوح لخاطر بتعجب ليرد الآخر إليه نفس النظرة إلا أن موسى قطع هذا التساؤل البصري مردفا :
_ إبدأ يا شيخنا..
كانت إجراءات عقد القران تحدث أمام عينيها وهي فقط شاردة، ها هي تدلف بقدميها لعش الزوجية من جديد و بكامل قواها العقلية، موسى رجل من نظرة قادر على خضوع من حوله ماذا سيكون مصيرها تحت يده؟!.. عاشت أوجع كثيرة ولن تسمح لنفسها بالحب مهما حدث وخصوصاً لو مع موسى بكل جبروته..
سحابة عابرة من الحزن مرت أمام عينيها متذكرة ما حدث منذ قليل، أخذها فريد عنوة من غرفة نومها بعدما خدرها لا تعرف ما حدث بعدها إلا وجودها مع موسى بغرفة الفندق يطلب منها الاستيقاظ حتى يتم تجهيزها لحفل عقد القران..
فاقت من تلك الدوامة على جذب موسى إليها من خصرها ثم قبل أعلى رأسها مردفا بنبرة حنونة سعيدة :
_ ألف مبروك يا فيروز، كدة أنتِ بقيتي رسمي مرات موسى الراوي..
لا تعلم تسعد بتلك الكلمات أم تشعر بالخوف من القادم، تنهدت وسارت معه لساحة الرقص بدأت تتمايل بين يديه لتقول بنبرة مرتجفة :
_ هو ايه اللي حصل في فريد؟!..
كانت إجابته حادة أخافتها على نفسها وعلى فريد :
_ يهمك في إيه؟!..
أبتلعت لعابها مردفة :
_ أكيد طبعاً يهمني، فريد مش بس كان جوزي لو ده قصدك بكلامك، فريد ابن بابا كمال اللي هو جوز ماما وأبو أخواتي اللي جايين على الدنيا قريب، يا ريت يكون كويس أنا مش عايزة أي مشاكل في حياة ماما أو لحياة أخواتي..
أكمل رقصته معها بهدوء وقال ببرود :
_ افرحي ده فرحك يا فيروز عقلك الصغير ده المطلوب منه من هنا ورايح الاهتمام بيا بس والباقي عليا أنا لوحدي..
بعد ساعتين دلف لجناحه الخاص، ترك لها الباب مفتوح لتدلف خلفه ثم أشار إليها بالاقتراب منه ونظرات خبيثة واضحة مثل الشمس :
_ تعالي هنا يا فيروز قربي..
بخطى ثقيلة وضعت قدميها بغرفة نومه، بصبر شديد كان يتابعها ويحاول بقدر الإمكان إزالة أي حواجز بينهما، تأخرت بالوصول للفراش كأنها طفلة صغيرة تتعلم السير وتتعثر بكل خطوة، مل الإنتظار وقلبه يحترق بنيران شوقه لها، قام من فوق الفراش بخفة وجذبها إليه مردفا:
_ أنتِ عارفة إني من يوم ما شوفتك بقت أحلامي كلها أستغفر الله العظيم يا رب ودلوقتي بس بقت حقيقة قصاد عيني..
اتسعت عيناها من وقاحته طالما رأت منه الجانب العملي الراقي والآن ترى الوجه الآخر لموسى الراوي، سألته بريبة:
_ حضرتك كنت وعدني آخد وقتي ونتعود على بعض مش كدة ؟!..
قدم شفتيه للأمام ببراءة مردفا وهو يحاصر جسدها بجسده أكثر:
_ قولتلك احفظي ورايا شخصيتي عشان نعرف نتعامل حصل ؟!..
أومأت إليه ليقول:
_ طيب يلا سمعي كدة حفظتي إيه ؟!..
_ بتتعصب بسرعة وتهدى بسرعة ، عينك زايغة، بتحب التطبيل.. بس دول..
رد عليها بفخر:
_ شاطرة بتحفظي بسرعة حطي فوقهم بقى إني برجع في كلامي..
خافت من نظراته الوقحة إليها وقالت:
_ مش فاهمة..
_ يعني هدخل النهاردة يعني هدخل لو فضلت أحلم بس هنحرف في أيدك..
الفصل الحادي والعشرين
#أبو_الرجالة
#الفراشة_شيما_سعيد
_ بتتعصب بسرعة وتهدى بسرعة ، عينك زايغة، بتحب التطبيل.. بس دول..
رد عليها بفخر:
_ شاطرة بتحفظي بسرعة حطي فوقهم بقي إني برجع في كلامي..
خافت من نظراته الوقحة إليها وقالت:
_ مش فاهمة..
_ يعني هدخل النهاردة يعني هدخل لو فضلت أحلم بس هنحرف في أيدك..
رأت التصميم بعينه واضحا مثل الشمس، هي إمرأة ليست عذراء ولكنها خائفة، خائفة من خوض تجربة مثل تلك، حياة زوجية مع رجل مثل هذا ستكون نهايتها معروفة " الملل" تزوج من أكثر من فنانة مشهورة وبالنهاية مل ماذا سيفعل معها هي؟!..
عادت خطوة للخلف تحاول الإبتعاد إلا أنه كان الأسرع بوضع كفه خلف ظهرها ثم جذبها إليه لتسكن أحضانه، رفع كفه الآخر ومرر إياه على بشرتها الناعمة هامسا :
_ خايفة؟!..
حركت رأسها بنفي وهي تحاول التقاط أنفاسها المتسارعة، تابعها بأعين تلتهم معالمها الممتعة لأي رجل ثم سألها بخشونة أذابت جسدها تحت يده :
_ أمال متخشبة كدة ليه؟!..
_ حاسة إنها خطوة سريعة أوي..
قالت هذا بتردد لعله يعطف عليها ويجعلها تنام بسلام تلك الليلة، أخذ نفسا عميقا ثم مرر يده على خصلاتها بحنان مردفا :
_ ناوية نطلق بعد كدة؟!..
خرجت منها شهقة مستنكرة لتلك الكلمات، رفعت عينيها إليه وقالت بتعجب :
_ في عريس يقول كدة لمراته يوم فرحهم..
رفع حاجبه هو الآخر بنفس التعجب قبل أن يقرص أنفها قائلا :
_ وهو في وحدة تقول لجوزها كانت خطوة سريعة يوم فرحهم برضو..
تنهدت بتعب، هذا الرجل يدور بالكلمات بكل مهارة ويجعلها دائماً تصل لتلك النقطة التي يريدها هو، حركت رأسها بتعب قبل أن تقول :
_ موسى أنا عارفة عنك كل حاجة من الميديا وعارفة كم سيدات المجتمع والممثلات اللي اتجوزتهم، كل دي علاقات إنتهت بالطلاق في أقل من سنة، أنا مش زيهم ولا شبههم أنا بنت بسيطة، الجواز في أول تجربة ليا حط على قلبي علامة سودة لا قد وجع جديد ولا قد كلام الناس عليا لو اتطلقت تاني وبسرعة..
ظل طوال حديثها ينظر إليها باهتمام شديد، كل كلمة تخرج منها تدلف إلى قلبه وتعطي إليه إشارة معينة، يفهمها وربما يكون هو الآخر لديه نفس الخوف، جذبها لتجلس على الفراش وجلس بالمقابل لها مردفا بنبرة جادة :
_ تفتكري في حد ممكن يدخل علاقة وتبقى في نيته الطلاق؟!.
نفت برأسها ليكمل :
_ للأسف يا فيروز الوسط بتاعنا حياته مش بالسهولة اللي الناس شايفاها، مراتي الأولى كانت سيدة مجتمع بتحب تعيش تجارب مجنونة نزلت بدل البيبي أربعة في كل مرة حتى برسم أحلام حلوة أخيراً هبقي أب والنهاية كانت بشعة، لحد ما حملت في إياد حبستها جوا الجناح تسع شهور سبت شغلي وكل حياتي عشان بس أكون معاها وأضمن سلامة إبني وجه إياد للدنيا في نفس اليوم ده هي طلبت الطلاق قالت مش هقدر أتحمل مسؤولية طفل وأحرم نفسي من كل حاجة حلوة في الدنيا وطلقتها فعلاً، وقتها الصحافة طلعتني الزوج الشرير اللي طلق مراته في المستشفى بعد ما ولدت..
ابتلعت ريقها بالقليل من التوتر بعدما شعرت بالصدق داخل عينيه قائلة :
_ وباقي الجوازات؟!..
أجابها بكل براءة :
_ لأ دول كانوا جواز متعة، شوية دلع قدمهم شوية فلوس وبعدها نطلق بكل هدوء ونفضل أصدقاء..
لا تعلم لما انتفض قلبها من محله بنغزة بها بوادر معالم الغيرة، ظهرت بداخل عينيها وهذا جعله يشعر بالانتشاء، مد يده وضم كفها ثم رفعه إلى شفتيه واضعا عليه قبلة عميقة مردفا :
_ زعلتي من الحقيقة؟!..
أومأت إليه مجيبة بصراحة :
_ يمكن زعلت على حظي البايظ في الرجالة، ويمكن خوفت لأني شوفت نهايتي معاك حتى من قبل ما نبدأ، أو يمكن حسيت بوجع لأن قلبي كان بدأ ينسى اللي فات ويدق أول ما يسمع أسمك أو يشوفك..
ابتسم وقال :
_ أول جملتين هعتبر نفسي مسمعتش منهم حاجة، أما آخر جملة ردها عندي..
_ وايه هو الرد ده يا ترى؟!..
_ أنتِ حالياً مراتي وأنا عايز أكمل معاكي الباقي من عمري، النهاية محدش هيقدر يكتبها غيرك يا إما تخليني مجنون بيكي أو تخليني مش قادر أدخل البيت، ناوية على إيه يا فيروز؟!..
من أين أتت إليها تلك الجرأة لا تعلم، اقتربت منه بدلال فطري ثم لفت ذراعيها حول عنقه هامسة بنبرة رقيقة بالقرب من شفتيه الرجولية :
_ هخليك مجنون فيروز..
ظهرت إبتسامة جذابة على شفتيه قبل أن يميل على شفتيها الناعمة أخذا إياها بين شفتيه بقبلة لوهلة تخيلتها رومانسية رقيقة، بلحظة أصبحت أسفل جسده وملابس الزفاف مزينة لأرضية الغرفة رفع ذراعه وهو مازال مندمجا معها وأغلق ضوء الغرفة ليترك فقط بصيصا هادئا من النور..
_____ شيما سعيد _____
بصباح اليوم التالي..
بمنزل فريد..
أتى خبر ما حدث لهالة، ضربت رأسها بالحائط عدة مرات، لماذا دائماً يفعل بها هذا؟!.. حبها الزائد له جعلها تصل معه إلى الجنون، ألقت بجسدها على أرضية الغرفة تحاول تنظيم أنفاسها، وضعت يدها على صدرها وألمه يزيد، سقطت دمعة واحدة من عينيها لتزيلها سريعاً مردفة بنبرة متقطعة :
_ إياكي تعيطي فاهمة إياكي أنتِ اللي عملتي في نفسك كدة من البداية، تستاهلي يا رخيصة كنتي مستنية إيه من واحد باع مراته عشان الفلوس ودلوقتي بقي معاه الفلوس وعايز يوصل لها..
هنا قوتها على التحمل انهارت، دموعها نزلت بشكل هستيري، تعالت أصوات شهقاتها حتى وصلت إلى مرحلة الصرخات، دلفت إليها الخادمة بقلق مردفة :
_ مدام هالة هو حضرتك كويسة..
" كويسة" كلمة لم تشعر بها منذ أن رأته بالمشفى لأول مرة، بداخلها شعور مؤلم بعدم الأمان، قلبها مفتقد حنان شحص عليها مفتقد حب، لهفة، رفعت رأسها لخادمتها الخاصة ثم أشارت إليها مثل الغريق الذي يتعلق بأي طوق نجاة، أقتربت منها الأخرى لتلقي بنفسها داخل أحضانها مردفة بحزن طفلة صغيرة :
_ هو أنا وحشة صح يا عزيزة أنا وحشة.
ردت الأخرى بحزن :
_ لأ يا مدام هالة أنتِ مفيش أطيب من قلبك..
ظلت على تلك الحالة عشر دقائق حتى قدرت على استعادة قوتها، ابتعدت عن عزيزة مردفة بضعف :
_ هاتي الموبايل بتاعي من على السرير..
أومأت إليها وأتت لها بالهاتف سريعاً، ضغطت على زر الإتصال مرة والثانية والسادسة حتى أستيقظ موسى من نومه مردفا :
_ خير يا مدام هالة في ايه؟!..
_ إنت عارف أنا عايزة ايه يا موسى بيه، عايزة جوزي..
أعتدل بجلسته ممررا يده على عنقه ببرود مجيبا :
_ جوزك؟!.. تقصدي فريد أبو الدهب مش كدة؟..
_ أيوة..
_ مش مكسوفة من نفسك وأنتِ بتجري وراه في كل حتة، سمعتك بين الناس بقت زي الزفت الكل فاكرك مجنونة من قلة القيمة اللي أنتِ عاملها في نفسك، عموماً هو بخير بنا كلام مهم لما يخلص هبعته لك، سلام..
أغلق الهاتف بوجهها، هالة سيدة أعمال لها وزنها ولكن قصتها مع فريد تجعله يشفق عليها، خرجت آه خفيفة من فم فيروز تدل على استيقاظ جميلته من نومها، نظر إليها بابتسامة قائلا :
_ أنتِ كويسة؟!..
سؤال بسيط جعل قلبها يدق بسعادة، عندما كانت عذراء لم يسألها زوجها هذا السؤال، أومأت إليه بابتسامة خجولة :
_ هتصدقني لو قولتلك عمري ما حسيت إني كويسة قد النهاردة يا ريت يفضل ده أحساسي على طول..
طبع قبلة حانية على رأسها ثم اقترب منها أكثر مردفا بخبث :
_ مادام كويسة تعالي في حضني بقى..
وضعت كفها على شفتيه مردفة بتوتر :
_ خلي فريد يمشي يا موسى أرجوك..
ماذا كان سيحدث اذا ظلت صامتة، اسم هذا الرجل على شفتيها أصابه بالجنون، أبعد كفها عنه قبل أن يضم شفتيها بأصابعه مردفا بهدوء مخيف :
_ قومي استحمي خلينا نفطر والأحسن لينا احنا الاتنين دلوقتي السكوت، أنا مش عايزك تزعلي مني في أول يوم لينا سوا كفاية أنا اتقفلت منك...
انتهى من جملته وأخذ تيشرته الخاص وخرج من الغرفة...
____ شيما سعيد _____
بمنزل كمال..
ظلت ثريا تدور حول نفسها، وضعت يدها على بطنها المنتفخة مردفة :
_ النهاردة أول يوم في السابع وأنتوا دلوقتي كبار يا حبايب ماما فلازم تعرفوا إن بابا وحش جداً هو واخوتكم، متزعلوش مني في اللي هعمله ده أفضل حل ليا وليكم..
صمتت وهي تجده يدلف للمنزل ويغلق الباب خلفه، يبدو عليه الإرهاق والتعب وكأنه كان بداخل حرب، بلا كلمة واحدة جذبها من يدها معه لغرفة النوم، جعلها تجلس على الفراش ثم وضع رأسه على فخذها وأغلق عينيها بتعب، بعد أقل من دقيقة ذهب للنوم سريعاً..
مررت يدها على خصلاته الناعمة ثم همست :
_ البنات بقوا في أمان يا كمال، مبقاش عندي اللي أخاف عليه..
شعر بحركة أصابعها ليفوق من نومه هامسا وهو مازال يغلق عينيه :
_ أنا يا ثريا المفروض تخافي عليا..
ضحكت بقلة حيلة واضحة وقالت :
_ ده اللي هو إزاي ده أنا عمري ما خوفت من حاجة في الدنيا كلها قدك..
أنتفض من جلسته على أثر تلك الجملة، هل بالفعل هذه هي الحقيقة؟!.. ولما لا وكل شيء بينهما حدث تحت التهديد، رفع عينيه إليها بنظرة بها الكثير والكثير من الرجاء مردفا :
_ كنتي بتخافي مني لكن دلوقتي لأ يا ثريا مش كدة؟!..
وضعت كفها على معدتها وطبطبت عليها بحنان، ربما كانت تود إرسال إعتذار واضح إلى أطفالها دون كلمات تعبر مكتفية بتعبير المشاعر، تنهدت بثقل وهي مقررة إغلاق صفحة أبو الذهب للأبد ثم قالت بهدوء :
_ وأنت كنت عملت ايه عشان أحس معاك بالأمان وأبطل أخاف؟!.. وعدتني إنك هتصلح كل حاجة وهتبقى أب لبناتي بس لما ابنك أخد بنتي أخدها من جوا بيتك ولما جيت تدور دورت عليه هو من غير ما تعرف حصل لها ايه أو ممكن يكون عمل فيها ايه، وقتها بس عرفت إنك مش أمان ليا ولا لبناتي يا كمال، هو أنت بتحبني والا أنا بالنسبة لك إيه؟!..
تألم من حديثها وألمه الأكبر من صدقه، لم يجد ما يعبر به إلا بجذبه إليها داخل أحضانه يعصرها بقوة بين ذراعيه كأنه يود إدخالها بأعماق قلبه مرددا :
_ بحبك والله العظيم بحبك، مكنتش متخيل فريد يعمل كدة ولما موسى قالي عرفت إن فيروز في أمان لكن فريد لأ عشان كدة قولت كلام ملوش لازمة،، أنا آسف يا حبيبتي..
_ وأنا كمان بحبك يا كمال..
جملة ربما تكون بسيطة إلا أنها أنعشت قلبه وعاد بها لأرض الحياة، أبتعد عنها قليلا ثم رفع عينيه لينظر داخل عينيها لتنطفيء سعادته، قدرت من نظرة واحدة على بث الخوف بداخله، نظرة باردة ترسل إليه إشارة خطر واضحة مثل الشمس، سألها بقلق :
_حاسس إنها مش من قلبك..
نفت بحركة سريعة من رأسها ثم مسحت على صدره مثل القطة الصغيرة مردفة :
_ من قلبي بس قلبي موجوع اتحمل وجعه بقى..
_ هتحمل وهعالج وجعك كمان..
رفعت وجهها إليه مردفة بدلال :
_ طيب مستني ايه ابدأ من دلوقتي..
ابتسم بعدما فهم معنى حديثها، حملها لتجلس على ساقه وبدأت يده بلعب دورها بتحرير جسدها من تلك الملابس مردفا :
_ الليلة دي هتبقى أول ليلة رومانسية بنا..
_ طيب وكمال الهمجي؟!..
_ تؤ مش يومه النهاردة...
_____ شيما سعيد _____
بمنزل خاطر..
منذ ليلة أمس وهي ترفض الحديث معه، لا يعلم كيف يتعامل معها وخصوصاً أنها تريد معرفة ما قالته مايا إليه، ماذا سيقول وهو نفسه لا يفهم ما حدث، مل من هذا الصمت والبرود اعتاد عليها دائماً تأخذ حقها بنفس اللحظة.. ثانية هل وصل إليه الآن صوت محمود الليثي يغني إحدى أغانيه الشعبية من الغرفة المتواجدة بها..
أخذ نفسا عميقا ثم أقترب من باب غرفة الأطفال وفتح بابها بلا إذن، صدم ووقف أمامها بجسد متخشب، ما هذا فعلاً ما هذا؟!.. تقف أمام الفراش وهي ترتدي بذلة رقص حمراء مقسمة لقسمين، تتمايل على نغمات الأغنية بمهارة عالية، ابتلع لعابه بصعوبة واقترب منها بخطوات بطيئة يدرس أدق تفصيلة تصدر منها.
ارتفعت حرارة جسده مع وصوله إليها، جذبها من خصرها لتبقى بين يديه مردفا بتقطع :
_ هو.. هو ايه اللي بيحصل هنا بالظبط؟!..
شهقت بدلال، ووضعت كفيها على صدره تمنعه من الاقتراب منها أكثر هامسة بنبرة صوت زادت الأمر سوء :
_ ايه اللي جابك هنا هو مفيش خصوصية في البيت ده خالص..
نفي بحركة بطيئة من رأسه قائلا :
_ لأ مفيش بنا أي خصوصية أحنا الاتنين واحد..
هنا تحولت الفتاة الذي يتساقط منها الدلال لهادية التي يعرفها جيدا، ضربته بصدره ضربة قوية ليسقط على الفراش ثم قالت وهي تجذب روب الاستحمام لتخفي به جسدها :
_ ولما هو مفيش خصوصية يا عنيا البت دي كانت بتقولك إيه خلي وشك يجيب ألوان يا خاطر انطق..
لقد وقع بفخ فتاة لا تصل لمنتصف ذراعه، وجدها تقترب منه بنظرات شريرة، فدفع نفسه لآخر الفراش مشير إليها بتحذير :
_ بقولك ايه مش كل مرة تعملي فيا نفس الموضوع وهخاف منك لا ده أنا خاطر أبو الدهب اظبطي نفسك كدة وخليكي واقفة مكانك أحسن أنا بقولك أهو..
عضت على شفتيها من الغيظ قبل أن تصعد على الفراش بكل همجية ثم جذبته إليها من عنقه مردفة :
_ انجز وقول حكاية البت دي إيه و بطل لف ودوران، وبعدين لو هي مصيبة من بتوعك قولها مرة واحدة وخلينا نخلص بدل ما أعرفها من برة ووقتها رد فعلي هيبقى عنيف..
رفع حاجبه إليها بسخرية وكأنه يقول لها حقا، نظر الي يدها التي تكاد تخنقه ثم قال :
_ يا سلام كل ده ومش عايزة رد فعل عنيف أمال اللي أنا فيه دلوقتي ده اسمه إيه..
أبتعدت عنه قليلا ثم قالت بقوة :
_ ده إنذار بس، ها يا خاطر بيه كانت مراتك بقى والا لسة ناوي تتجوزها بعد ما تخلص مني..
عاد الي جديته، يبدو أن المرح لا ينفع، سحبها لتجلس لعله يقدر أن يسيطر على الموقف وهي بين يديه، أزال طرف الروب عنها وبدأت يده تمر بسحر غريب على مقدمة عنقها مردفا :
_ مش عايز أقولك لأني خايف تبعدي عني، هادية أنا مش هقدر أعيش من غيرك..
ذابت من تلك اللمسة الناعمة، أرتفعت دقات قلبها وصدرها بدأ يرتفع ويهبط لتنظم أنفاسها، وصل إليها صدق حديثه فقالت :
_ قول الحقيقة يا خاطر..
_ مايا كانت أول ست أتجوزها عرفي، كانت وقتها زميلتي في الكلية بعد فترة زهقت وهي كمان زهقت بعدنا عن بعض، بس إمبارح قالت حاجة مريبة..
_ قالت ايه؟!...
_ قالت إنه كان جواها حتة مني كانت حامل يا هادية...
الفصل الثانى والعشرين
بمنزل كمال..
استيقظ بالصباح وبداخل قلبه قلق غريب، ربما عدم وصوله لفريد ما جعله يشعر بهذا، تنهد بتعب ومسح على خصلاته الناعمة، فريد لا يحب فيروز وهذا واضح مثل الشمس لما يعرض حياته للخطر حتي يتقرب منها؟!.. أخذ هاتفه من جوار الفراش وضغط على رقم هالة، أجابته بنبرة صوت تائهة :
_ صباح الخير يا عمو..
_ هالة أنا عايز أشوفك النهاردة ضروي أظن إن في كلام كتير بنا لازم يتقال..
فهمت ما يود قوله أو ربما لم تفهم كل هذا غير مهم، نظرت لفريد النائم بجوارها منذ أن عاد بلا كلمة واحدة ثم قالت :
_ تمام يا عمو نتكلم بالليل، فريد رجع من كام ساعة...
أخيراً قدر على أخذ نفس عميق مرتاح، سألها بلهفة وهو يقوم من فوق الفراش حتى يبدل ملابسه بسرعة :
_ بجد يا هالة!! قوليلي هو حصل له إيه؟!.
_ أطمن يا عمو مفيش فيه خدش واحد..
أغلق معها الخط وبدل ملابس نومه بأقل من خمس دقائق وخرج من الغرفة، لابد أن يرى ثريا أولا حتى ينعش باقي يومه، بحث عنها بجميع أركان المنزل بلا فائدة، هنا بدأ يشعر ببوادر الخطر، قلبه أعطى إليه أكثر من إنذار منذ أن فتح عينه وها هو تأكد من عدم وجودها..
يستحيل أن تكون فعلتها وتركته، عاد لغرفة النوم بسرعة البرق وفتح خزانة الملابس ليجدها فارغة، رفع هاتفه سريعاً وقام بالاتصال عليها فردت عليه ببرود :
_ خير؟!..
_ أنتِ فين بالظبط يا ثريا؟!..
نبرته كانت غاضبة وأنفاسه كانت عالية، شعرت بهذا بكل بساطة فقالت :
_ مالكش دعوة، حاليا أنا سبتك وهجيت وعشان أنت راجل محترم يبقى الأفضل تطلقني سمعتك هتبقى زي الزفت قدام الجيران لما يعرفوا إن مراتك هربت..
هذا بالتأكيد جنون، ثريا لن تفعل هذا وحتى لو ضرب عقلها وفعلتها لن يتركها، ضرب الخزانة بقوة حتى سقط بابها على الأرض ثم رد عليها بهمجية :
_ مين اللي ضحك عليكي وفهمك إني محترم ده أنا هجيب و******* عشان تحرمي تقومي من جانبي من غير إذن مش تسيبي البيت..
أغلقت الهاتف بوجهه وهذا ما زاد الأمر جنون لديه، سيذهب إلى بيتها ومع أنه على يقين من عدم وجودها هناك ولكن لن يقطع يقين قلبه مردفا :
_ ماشي يا ثريا ماشي..
____ شيما سعيد _____
بغرفة مكتب موسى ببيته..
عيناه على الملف أمامه وعقله بمكان آخر، هل مازالت تحب هذا الرجل؟!.. سؤال إجابته ستكون قاتلة، لما هي دون عن باقي النساء يرغبها!! لما لم يشعر بالاكتفاء عندما أمتلكها بل أراد المزيد كأن هذا آخر يوم له بالحياة، ترك الملف من يده وخلع نظارته الطبية مردفا :
_ اهدى عليها شوية يا موسى، هي لسة عارفاك من فترة قليلة أديها وقت تحبك وبعدين أقفل عليها وخلي محدش يشوفها إلا بإذنك وبين إيديك..
هدأ قليلا بعدها قال لنفسه تلك الكلمات المشجعة، سمع دقة رقيقة على باب الغرفة فقال وهو يسند بظهره على ظهر المقعد مغلقا عينيه :
_ أدخل..
دلفت هي بخطوات مرتجفة، خروجه من غرفة النوم منذ أمس ولم يعد حتى الآن جعلها تشعر بالكارثة التي فعلتها بأول يوم لهما سويا، أبتلعت ريقها بتوتر وبدأت تقترب منه، وقفت خلف المقعد ورفعت كفيها ببعض التردد وبدأ تمررهما على رأسه، خرجت منه تنهيدة طويلة ومر على هذا أكثر من خمس دقائق فقالت :
_ ارتحت؟!..
قال بهدوء وهو مازال على وضعه مردفا :
_ جيتي ليه؟!..
سؤال بسيط أخجلها بشدة ومع ذلك تغلبت على نفسها مردفة :
_ مش أنت جوزي والست مكانها مكان جوزها..
شهقت بقوة بعدما سحب جسدها وأجلسها فوق ساقيه هامسا :
_ أنا زعلان منك يا فيروز ومش عايز أزعل منك عايز أعوضك وأعوض نفسي بيكي عن كل اللي فات..
بللت شفتيها بطرف لسانها لتعطي نفسها بعض الطراوة قائلة :
_ آسفة...
أعتذار لطيف، انتشى قلبه من وجودها بين يديه، ما هذا يا فتاة قربك بمفرده مهلك، قرب رأسها منه ثم وضع شفتيه على أنفها ثواني وخرج عن السيطرة كل ما وقعت عينيه عليه قبلها بخشونة أذابتها بين يديه، همهمت مردفة :
_ موسى..
_ امممم..
_ إحنا في المكتب.. تعالى نطلع فوق.
ثبتها بذراعه حول خصرها وباليد الأخرى أزاح أوراقه من فوق المكتب، حملها بخفة ووضع جسدها على سطح المكتب هامسا :
_ حلو المكتب، أم الجناح ده قفلني..
_____ شيما سعيد _____
دق خاطر على باب غرفة هادية للمرة المليون، زفر بضيق من رد فعلها هذا، توقع عندما يقول الحقيقة سيمر الأمر مثلما حدث مع نوسة ولكنها وبكل أسف تركته دون كلمة منذ الأمس إلى الآن..
مسح على خصلاته ثم قال بضيق :
_ أفتحي بقى يا هادية عيب كدة..
كانت بالداخل تعيد الحسابات بداخل رأسها وبكل مرة تظهر النهاية أمام عينيها سيئة للغاية، أغلقت باب خزانة الملابس ومعها آخر فستان لها وضعته بداخل حقيبة ملابسها وأغلقتها، أخذت نفسا عميقا ثم اقتربت من باب الغرفة وسمحت له بالدخول..
دلف سريعاً وقال :
_ مستخبية في الاوضة من إمبارح ليه يا هادية،وبعدين شنطة هدومك بتعمل ايه على السرير؟!..
سألها بخوف من الإجابة، لتقول هي بهدوء :
_ ماشية..
هل قالتها بكل بساطة وكأنه لا يعني لها أي شيء، بلحظة غضب ألقى الحقيبة من فوق الفراش صارخا :
_ يعني إيه ماشية ومين سمح لك تمشي، أنا مش هسيبك يا هادية، من البداية لعبتي عشان أقرب منك وأحبك وقتها قولتلك بلاش صممتي وأنتِ عارفة كويس أوي حياتي عاملة إزاي، دلوقتي بقي عايزة تمشي؟!.. لأ يا هادية مش هينفع.. القرار المرة دي بأيدي أنا بس فاهمة أنا بس..
ملامح وجهه بمفردها كانت مرعبة بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكنها أرهقت قلبها فوق طاقتها بكثير، معه كل حق ولكن منذ متى وخطأ واحد يدفع الإنسان ثمنه الباقي من عمره؟!.. رفعت رأسها اليه بقوة رغم خوفها الداخلي من نظراته مردفة :
_ أنت كمان كسبت..
رفع حاجبه بعدم فهم مردفا :
_ يعني إيه؟!..
_ كان نفسك أحبك وأتوجع وده حصل يا خاطر، أنا دلوقتي موجوعة، قولتلك بلاش أحبك عشان أقدر أكمل معاك دلوقتي أنا مش قادرة أبص في وشك ولا أقدر أطمن قلبي..
هل اعترفت بالحب إليه؟!.. نعم لقد سمعها وأطرب قلبه بجمال الكلمة، حاول الاقتراب منها إلا أنها أشارت له بالرفض وعادت خطوة للخلف فقال بحنان :
_ وايه الوجع في كدة بتحبي جوزك وجوزك بيحبك يبقى نفرح ونقرب بدل ما نبعد ونتعذب..
سقطت من عينيها دمعة وراءها ألف دمعة ودمعة، تخلت عنها ساقيها فألقت بجسدها على الفراش، زادت شهقاتها مع أنين قلبها، جلس بجوارها وضم جسدها إليه مردفا بحنان :
_ كفاية دموع، دموعك غالية وأنا قلبي مش حمل وجعك، اللي فات كله راح، بحبك يا هادية وكنت رافض أقرب لحد ما أسمعها منك دلوقتي بقي أنا مش هسيبك إلا وأنتِ في بطنك كمال الصغير..
يا ليته صمت، مع سيرة حديثه الأحمق جعل عقلها يتخيل أشياء مريبة، ابتعدت عنه بكل قوتها صارخة بغضب :
_ هو ده كل اللي في دماغك؟!.. إزاي أبقى معاك في سرير واحد مش كدة، لو أنت آخر راجل في الدنيا وروحي فيك مش هتقرب مني يا خاطر، روح شوف المصايب اللي وراك يمكن فعلاً يطلع لك عيل من الحرام اللي عشت عمرك كله جوا منه...
مهما كانت مكانتها لديه لن يتحمل تلك الإهانة أو يسمح لها بها، قام من مكانه مردفا بغضب :
_ لو كان ده اللي في دماغي كنت أخدتك من أول يوم جواز وبالرضا مش بالغصب يا بنت ثريا، اللي فات مش من حقك تتكلمي فيه دي حياتي قبل ما تدخلي أنتِ فيها غصب عني، دخلتيها وأنتِ عارفة اني كلي مصايب يبقى دلوقتي مش من حقك تقولي لأ...
قامت هي الأخرى رغم ألم جسدها العجيب مردفة :
_ كنت غبية وفوقت طلقني بقى لكن مش هعيش معاك بكل المصايب دي مش هخرج معاك وأنا حاسة إن كل واحدة بتسلم عليها كانت في حضنك قبل كدة، مش هقدر أعيش معاك وانت ممكن يكون عندك طفل من غيري، قولتلك لو حبيتك مش هكمل معاك يوم واحد طلقني بقى بدل ما أرفع عليك قضية..
قالتها بدل المرة اثنين " طلقني" جذبها من خصرها جعلها بين أحضانه عنوة ثم همس بجنون وعشق أعمى عيناه على أرتجاف جسدها :
_ موافق أطلقك بس لما تاخدي لقب مدام الأول مش لما تتجوزي بعد كدة هيقولو ايه طلعت من بيت خاطر أبو الدهب زي ما دخلت وهي قاعدة معاه كام شهر..
فزعت من معنى هذا الحديث، حاولت جعله يبتعد عنها ألا أنه سحب شفتيها بقوة بعد عدة ثواني أصبحت حانية عاشقة لتمر من بعدها ثواني وتحمل هادية لقب زوجة خاطر أبو الذهب بكامل إرادتها..
وضع رأسها على صدره وهو يأخذ أنفاسه بسعادة وانتشاء واضح على معالم وجهه، انكمش جسدها بالفراش وهي تشعر بعدم قدرتها على النظر إليه، مرر يده على خصلاتها هامسا :
_ مبروك يا حياتي..
_ طلقني أظن محدش دلوقتي هيقول حاجة عليك يا إبن أبو الدهب..
ربما يكون معها حق تلك الزيجة خطأ كبير من البداية، قام من فوق الفراش وقال وهو يرتدي ملابسه :
_ أنتِ طالق يا هادية..
الفصل الثانى والعشرين الجزء الثاني
#أبو_الرجالة
#الفراشة_شيما_سعيد
بمنزل فريد..
استيقظ من نومه وجد هالة تنام على المقعد المقابل للفراش جالسة، ليلة زواج فيروز من موسى الراوي أعلن بها خسارته بكل جدارة، ذهبت عروسته اللعبة اللذيذة لرجل غيره، لأول مرة يفكر بتأمل ملامح هالة، قام من محله وجلس على طرف الفراش بالقرب منها، جميلة لا ينكر، تحبه وهذا ظاهر بكل تصرفاتها معه، تبدو عليها البراءة وجد أصابعه تحثه على لمس وجهها الناعم هامسا :
_ إنتِ حلوة أوي يا هالة وخسارة فيا..
على عبثه بوجهها فتحت عينيها بضجر، أنتفض جسدها بلهفة مردفة بنبرة صوت رقيقة لأول مرة أو ربما هو الذي لم يأخذ باله منها من قبل :
_ فريد إنت كويس في حاجة بتوجعك..
أومأ إليها بتعب ظاهر على ملامحه ثم عاد بجسده ليلقي به على الفراش مردفا :
_ إيه اللي يخلي واحدة زيك في جمالك واسم عيلتك تتحمل كل اللي عيشتيه معايا طول السنين اللي فاتت دي يا هالة؟!..
سؤال ربما يكون بسيط وإجابته أبسط بكثير إلا أنها شعرت بالألم، حركت رأسها بخيبة أمل كبيرة وقالت :
_ نفس السبب اللي خلاك رغم كل اللي عملته معاك محبتنيش، هو هو السبب اللي مخليك تجري ورا فيروز وتنزل من نفسك ومني يا فريد..
فيروز على ذكر إسمها تذكر زواجها وسأل نفسه سؤالا صريحا قاله بصوت وصل لهالة :
_ تفتكر لو فعلاً بتحب فيروز يا فريد كنت هتقعد عادي كدة وأنت عارف ومتأكد إنها في حضن غيرك؟!..
كانت الإجابة رغم وضوحها بعيدة عنه كل البعد، يبدو أنه مرهق أغلق عينيه بقوة وفتح ذراعيه لهالة مردفا :
_ هالة ممكن تيجي في حضني عايز أنام وأنتِ بين أيدي..
يا الله على حلاوة طلبه، ألقت بجسدها سريعاً بين يديه وأغلقت عينيها هي الأخرى مستمتعة بتلك اللحظة من أعماق قلبها ربما لن تتكرر همهمت بمتعة مردفة :
_ فريد..
أبتسم :
_ اممم..
_ أنا بحبك..
كلمة سمعها بحياته كثيراً ولم يقلها إلا لفيروز والآن وبكل صراحة سألها :
_ هو الحب ده بيبقى عامل إزاي يا هالة؟!.
تعجبت من حالته الغريبة، لا تفهم ما يحدث معه أو بماذا يفكر، ابتعدت عنه قليلا ونظرت إليه وجدته مغلق العينين ومعالمه تبدو مرتاحة لأقصى درجة فهمست :
_ في البداية قلبك بيدق بسرعة ومشاعرك بتخليك تعمل حاجات مش شبهك، بتتنازل وأنت مبسوط وراضي، وبعدين تبقى مش شايف غير حبيبك نفسك تبقى معاه دايماً بتحس إنك ملكت الدنيا كلها وهو جانبك، لما تحب بجد لو انحطت قدامك ستات الأرض كلها مش هتشوف غير اللي بتحبها يا فريد..
تنهد بثقل وهو يفتح لها باب قلبه، جذبها لتنام على صدره مرة أخرى وقال :
_ يبقى أنا عمري ما حبيت قبل كدة يا هالة..
_ وعشان كدة أنا لسة في حضنك يا فريد..
______ شيماء سعيد _____
بشرم الشيخ..
دلفت ثريا لفيلا في غاية الجمال والرقي، بدأت تتفقد المكان حولها بتعبيرات منبهرة يبدو أن زوج ابنتها بمكانة مرموقة، أختارت غرفة بالدور الأرضي والقت بجسدها على الفراش بتعب، الآن تشعر بالكثير من الأمان وضعت يدها على معدتها المتتفخة :
_ متزعلوش بس بابا كمال ده راجل واطي وبتاع ستات الأحسن ليكم تبقوا بعيد عنه أصله معرفش يربي وأنا بصراحة خايفة على أخلاقكم يا قلب ماما....
ابتسمت إبتسامة حنونة وأكملت حديثها الهام مع أطفالها حتى دق باب الغرفة، رفعت حاجبها بتعجب هامسة :
_ هو في حد ساكن في البيت ده والا هو مسكون؟!..
عضت على شفتيها بالقليل من الخوف ثم قالت :
_ مين؟!..
_ أنا عايدة الشغالة يا مدام ثريا..
سمحت لنفسها بالخروج براحة وقالت :
_ أدخلي..
دلفت الخادمة وقالت باحترام :
_ موسى بيه بعتني عشان أقعد مع حضرتك وأشوف طلباتك تؤمري بأي حاجة..
ابتسمت بهدوء مع شعورها بأن هذا الغريب ربما سيكون الإختيار الأفضل بحياتها وحياة صغارها، حركت رأسها بنفي قائلة :
_ لأ شكراً روح ارتاحي لو احتاجت أي حاجة هقولك..
خرجت عايدة لتبقى ثريا بمفردها، حملت هاتفها الجديد وقامت بالاتصال على موسى الذي أجابها سريعاً مردفا بنبرة صوت متلهفة :
_ ازيك يا مدام ثريا المكان عاجبك ومرتاحة فيه؟!..
_ الحمد لله يا موسى المكان كويس جداً مش عارفة أشكرك إزاي ع...
قطع حديثها بصوته القوي :
_ كدة هزعل يا مدام ثريا حضرتك والدة فيروز يعني في مقام أمي واخواتها في حمايتي اهتمي بصحتك ولو احتاجتي أي حاجة رني عليا أو قولي للحرس اللي تحت..
_ حاضر يا ابني تسلم..
أغلقت معه الهاتف وذهبت في سحابة نوم عميق ربما اليوم هو أول يوم تشعر بوجود سند لها فلا يوجد أي داعي للقلق..
_____ شيما سعيد _____
بمحل نوح..
كان يتابع عمله بتوثيق بعض الفواتير الموضوعة أمامه، شعر بالملل والاشتياق لقطعة قلبه عطر، ترك الأوراق من يده مقررا الذهاب إليها وليذهب العمل للجحيم..
أشار لأحد رجاله مردفا :
_ واد يا حودة خليك مكاني لحد ما أروح مشوار في السريع وأرجع..
أومأ إليه حودة قائلا :
_ تمام يا ريس..
ذهب لمنزله بخطوات سريعة يغلب عليها حماس طفل صغير، انطفت تلك الابتسامة من على وجهه بعدما رآها تنزل من الشقة مرتدية نقاب يخفي ملامحها ورغم هذا عرفها من عينيها..
ارتفعت دقات قلبه بتعجب وابتعد سريعاً من مكانه ليخفي نفسه وراء العمارة، حاول تمالك حاله ورفع هاتفه وقام بالاتصال على رقمها رآها تفتح الخط بتوتر مردفة :
_ حبيبي وحشتني..
سألها بهدوء :
_ أنتِ أكتر يا روح قلبي، قوليلي حبيبي بيعمل ايه وأنا في الشغل..
أبتلعت ريقها وهذا وصل إليه انتظر أي إجابة تريح قلبه ولكن الأمر زاد سوء مع ردها :
_ خلصت الغدا ونايمة على السرير مستنية حبيبي لما يرجع من الشغل...
ماذا تقولي يا صغيرة وماذا تفعلي من وراء ظهري، عض على شفتيه حتى لا تخرج منه صرخة تحطم الأخضر واليابس ثم قال بهدوء :
_ ماشي هقفل أنا بقى عشان عندي شغل مهم واحتمال كبير أتأخر النهاردة..
أخذت نفسا مرتاحا وقالت :
_ مع إنى مش بحب أقعد من غيرك بس ربنا معاك..
أغلق الهاتف بوجهها فقد فقد قدرته على التحمل، لا يريد أي كلمة كذب أخرى صغيرته تفعل شيئا من وراء ظهره ومع ذلك سيعلم ما هو والآن، ترك سيارته وصعد بأقرب سيارة أجرة خلف سيارتها..
مرت نصف ساعة ووصل معها لعيادة خاصة بالعقم، ابتلع ريقه بعدما علم ما تفعله، تركها تنزل وتصعد وبعد خمس دقائق صعد خلفها، جلس على المقعد المقابل لها مردفا بقوة :
_ بتعملي ايه هنا يا عطر؟!..
انتفض جسدها بفزع ودارت بوجهها إليه، قبل أن تنطق بكلمة واحدة سألها بقوة أكبر :
_ عايز أسمع الحقيقة وشيلي النقاب ده من على وشك، نقاب ربنا مش لعبة...
خائفة من رفع عينيها لعينه ولكن لابد من المواجهة، بكف مرتجف أزاحت النقاب من فوق وجهها ثم قالت بهدوء :
_ جبت التحليل بتاعتك للدكتور وجاية أشوف رأيه الناس كلها قالت إنه ممتاز يبقى فين المشكلة لما نجرب..
جذب ذراعها إليه وضغط عليه بكل قوته قائلا بجنون نابع من شعوره المميت بالعجز :
_ أنا مش هخلف يا عطر جوزك راجل عقيم ليه مصممة طلقتك وقولتلك شوفي حياتك فضلتي ماسكة فيا دلوقتي مش من حقك تقلي مني أو تحسسيني بالعجز...
حركت رأسها بنفي لتلك الفكرة وسقطت دمعة ساخنة من عينيها مردفة :
_ أنا مش بقلل منك أنا بس بدور معاك على أمل، رفضت أقولك عشان لو مفيش أمل فعلاً موجعش قلبك زيادة..
مسح على وجهه وقام من محله مشيراً على غرفة الطبيب :
_ لو عايزة تكملي معايا يلا نمشي ولو عايزة تدوري على العيال وتبقي أم أدخلي للدكتور ولما توصلي لبيت أمك هبعت لك ورقتك..
صدمت من حديثه، لماذا دائماً يطلب منها التضحية من أجله وهو لا يفعل شيئا واحدا من أجلها، حركت رأسها بخيبة أمل كبيرة ثم قالت :
_ مش كل مرة أنا اللي هختار يا نوح المرة دي بقولك أهو يا إما تدخل معايا ونجرب مرة واتنين وعشرة لو في أمل يا إما تمشى وتبعت ورقتي عند أمي..
تكملة الرواية من هنااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
تعليقات
إرسال تعليق