رواية أبو الرجاله الفصل الثالث والعشرون23بقلم الفراشه شيماء سعيد علي (مدونة موسوعة القصص والروايات)
رواية أبو الرجاله الفصل الثالث والعشرون23بقلم الفراشه شيماء سعيد علي (مدونة موسوعة القصص والروايات)
الفصل الثالث والعشرين
#أبو_الرجالة
#الفراشة_شيما_سعيد
بمنزل موسى..
ضمت فيروز هادية المنهارة بالبكاء لعلها تهدأ ولكن هذا زاد الأمر سوء، أرتفعت شهقاتها أكثر وأكثر، من البداية كانت حمقاء وها هي الآن تدفع ثمن غبائها، بكت فيروز هي الأخرى بحزن على شقيقتها، ما يحدث لجميع أفراد عائلتها هي سببه الرئيسي، مررت كفها على ظهر الأخرى مردفة بندم :
_ حقك عليا يا هادية حقكم كلكم عليا..
رفعت هادية رأسها وأزالت دموعها بطرف ملابسها مردفة :
_ وأنتِ كنتي عملتي إيه عشان تعتذري المفروض أنا اللي أعتذر منك، حذرتيني بدل المرة ألف ومع ذلك مشيت ورا دماغي لحد ما ضعت..
هذه المرة انهارت فيروز بالبكاء ونفت حديث هادية بحركة سريعة من رأسها مردفة بتقطع :
_ لأ أنا اللي دخلت عيلة أبو الدهب حياتنا وأهو كلنا ضعنا..
_ كفاية طيبة زيادة عن اللزوم بقى يا فيروز لحد امتا هتفضلي تحملي نفسك كل حاجة بالشكل ده، احنا كبار وفاهمين وأي واحدة فينا دخلت حياة راجل من عيلة أبو الدهب كانت عارفة هي بتعمل ايه كويس ومع ذلك كملت..
أومأت إليها فيروز ثم قالت :
_ طيب اهدي وكفاية عياط قوليلي حصل إيه أنا متأكدة إن خاطر بيحبك طلقك ليه؟!..
خاطر،، آه وألف آه من خاطر، بداخلها نيران تأكل بصدرها، أحبته وهذا أكبر خطأ فعلته بحياتها، ماذا كانت تنتظر منه أو كيف كانت تتمنى أن تعيش معه وهي تعلم ماضيه؟!.. ألف زواج عرفي ترغب بحياة سعيدة كيف؟!. أغلقت عينيها وهي تلعن نفسها بداخلها شعور بالحنين إليه بعد ساعات قليلة من الفراق وهذا لو دل على شيء سيدل أن القادم ليس بهين..
ألقت جسدها على الفراش هامسة :
_ روحي لجوزك يا فيروز أنا محتاجة أنام شوية..
تنهدت فيروز بتعب وقامت من فوق الفراش ثم وضعت الغطاء فوق جسد هادية التي أخرجت شهقة عنيفة جعلت الأخرى تضع قبلة عميقة على خصلاتها مردفة :
_ ماشي يا قلب أختك نامي، عايزاكي تتأكدي إني هبقي في ضهرك في أي قرار تخديه، أحنا هنبقى سند لبعض كفاية ضعف لحد كدة..
ابتسمت هادية مردفة :
_ قلبك قوي بابن الراوي يا فيروز..
_ لأنه راجل يا هادية..
خرجت من غرفة شقيقتها وذهبت لجناحها وجدته يخرج من المرحاض عضت على شفتيها بخجل من جمال عضلات جسده الظاهرة، ألقى المنشفة من يده ثم أشار إليها بالاقتراب لتجد نفسها تنفذ طلبه بلا أي اعتراض، جذبها سريعاً محاوطا جسدها بذراعه ثم همس :
_ أيه الطعامة دي كلها..
أخرجت عيناها قلوب وكأنها مراهقة تقع بغرام زميلها بالصف وتتابع تصرفاته عن بعد، لفت ذراعيها حول عنقه ثم قالت بابتسامة بمقابلها يدفع أبن الراوي الباقي من عمره :
_ شكراً يا موسى..
رفع حاجبه بسخرية قائلا :
_ الله يكرم أصلك واحد بيقول لمراته ايه الطعامة دي تقوله شكراً..
ضحكت مردفة :
_ لأ أنا عارفة إني طعمة مش ده سبب الشكر..
_ أمال سببه ايه يا عزيزة...
_ إنك ساعدت ماما تبعد شوية عن عمو كمال من غير ما تحس بالضغط منه، وكمان فتحت النهاردة بيتك لهادية، بجد شكراً يا موسى على كل حاجة حلوة شوفتها على ايدك من يوم ما عرفتك، وبعدين مين عزيزة دي إن شاء الله..
قرص أنفها بخفة ثم قهقه بمرح على تعبيرات وجهها التي تمكن منها الضيق مردفا :
_ هنزعل من بعض لو سمعتك بتقولي شكراً على أي حاجة بعملها ليكي، من يوم ما دخلتي الجناح ده ووعدتيني إني هبقي مجنون فيروز وأنتِ جزء مني واللي يخصك يخصني وتحت أماني وحمايتي، بالنسبة بقى لعزيزة فدى نوع حلويات زيك كدة بالظبط، ناعمة وطرية وكلها حنية، طعمها حلو ريحتها حلوة بتدوم كدة بتدوم زيك يا عزيزة..
خرجت من بين شفتيها ضحكة مدللة، تشعر معه بأشياء غريبة تجعلها دائماً تخرج عن طبيعتها الخجولة وتفعل أشياء أغرب، عضت على شفتيها بمكر وبدأت بلعب يدها على عنقه هامسة :
_امممم إذا كان كدة فأنت لازم تأخد مكافأة كبيرة جداً جداً على الاسم الحلو ده..
أومأ إليها بحماس مردفا :
_ طيب يلا اديني المكافأة وأنا من أيدك دي لايدك دي يا عزيزة..
همست :
_ غمض عينك يا روح عزيزة وخلي احساسك بس اللي يعيش الموقف..
نفذ طلبها وقبل أن تقترب دق باب الغرفة فسب موسى بضيق صارخا بغضب :
_ مين؟!..
_ مامت حضرتك ومايا هنا وسيف بيه في انتظارك يا موسى بيه..
_ روحي وإحنا جايين..
تغيرت تعبيرات وجهه مائة وثمانون درجة، أبتعدت عنه فيروز خطوة للخلف قائلة بتوتر :
_ أنت كويس..
_ لحد دلوقتي اه بس لما نقابل الناس اللي تحت دي مش عارف هبقي كويس والا لأ، فيروز مهما قالوا أنا موجود وفي ضهرك اياكي تقلي من نفسك معاهم إتفقنا..
أومأت إليه مردفة :
_ ماشي وصدقني لو على موقف المستشفى أنا مش زعلانة منهم وعارفة إنهم كانوا وقتها خايفين عليك ومش عارفين بيعملوا ايه..
جذبها من يدها قائلا بجمود :
_ موقف المستشفى ده الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخليني ارحمهم لأن غبائهم خلاكي معايا دلوقتي، يلا ننزل..
_ يلا
_____ شيما سعيد _____
بمنزل كمال..
قلب المنزل رأسا على عقب، كل ما به ينهار قلبه يلومه ويلقي عليه العتاب وعقله قالها صريحة أنت لا تستحق أمرأة مثل ثريا، وهذه هي الحقيقة، دق باب المنزل للمرة المليون ليصرخ بكل قوته :
_ مفيش حد هنا اللي بيخبط يروح في ستين داهية..
بالخارج نظر فريد لخاطر بتعجب قائلا :
_ إيه اللي بابا بيقوله ده؟!..
أجابه خاطر بسخرية :
_ أنا بقى لي ساعة كل ما أخبط يشتم من غير ما يعرف حتى مين اللي على الباب، عموما يا بخته يا عم الوحيد فينا اللي معاه حبيبته وكمان حامل..
ضحك فريد بقلة حيلة على غباء شقيقه وقام بدق باب المنزل من جديد مردفا :
_ كنت قوله إنك خاطر بدل ما التلج أكلك بالشكل ده يا غبي، افتح يا بابا أنا فريد..
ضرب كمال المرايا بالفازة حتى وقعت على الأرض ألف قطعة، لعله يرتاح ولكن كلما فعل هذا يزيد الأمر معه سوء، سمع صوت فريد ابتسم بغل أتى إليه بنفسه حتى يفرغ ما بداخله، ذهب سريعا وقام بفتح باب المنزل مردفا :
_ فريد بيه ومعاه خاطر باشا مرة واحدة ده يوم الهنا تعالوا..
جذبهما مثل اللصوص للداخل مغلقا الباب عليهم بساقه، ألقى الاثنين على الأرض بكل قوة صرخ خاطر بألم مردفا :
_ ايه يابا الأسلوب ده في حد يقابل عياله بالطريقة دي والا عشان جاي لك عيال تانية خلاص..
صرخ كمال بغل :
_ اخرس يا حيوان وهي فين العيال والا أمهم ما كله راح وكل ده ليه عشان الغبي ده..
رد فريد بسخرية :
_ ده بدل ما تطمن عليا تقول الكلام ده يا كمال مكنش العشم يا جدع..
_ أطمن عليك ليه كنت راجع من العمرة، البنت فضلت شهر مخطوبة لما ليك مزاج ترجع لها مستني يوم الفرح عشان تخطفها، بس تعرف العيب مش فيكم أنا اللي نسيت أربيكم..
_ بابا أنا طلقت هادية في ساعة شيطان وعايز أرجعها تاني..
آخر جملة خرجت من الأخين بعدها بدأ كمال بإخراج لهفته على ثريا بهما، لكمة هنا ولكمة هناك ومع ذلك لم يرتاح فألقى بكل ثقله فوق منهما وبدأت عملية الضرب عن قرب..
_____ شيما سعيد _____
بمنزل نوح..
أتى من الخارج وجدها تجلس أمام التلفاز تنهد بتعب فهي صامتة منذ عودتهما من عند الطبيب، جلس بجوارها وهو يحاول البحث عن أي جملة يفتح بها موضوع معها، يبدو أن صغيرته غاضبة للغاية منه ومعها كل الحق في ذلك، تصرفاته الطائشة ما جعلتها تحزن منه بتلك الطريقة..
أخذ نفسا عميقا ثم وضع يده على ظهرها مردفا :
_ غيري الفيلم ده أنا مش بحبه..
تابعت الشاشة أمامها ببرود وأخذت قطعة من الكيك داخل فمها بتلذذ، فقال بغيظ :
_مش بكلمك أنا..
_ امممم نعم خير.
_ الفيلم ده مش حلو هاتي حاجة تانية..
خرجت منها ضحكة ساخرة قبل أن تأخذ قطعة أخرى من الكيك وبعدها رشفة من السحلب الساخن مجيبة ببرود :
_ غريبة مع إن بطل الفيلم ده زيك، كل ما يبقى في مصيبة يسيب البطلة لوحدها ويهرب ولما تطلع عنيها وتحلها يرجع يأخدها بالحضن..
صدم من ردها هذا، أهي بالفعل تراه بهذه الطريقة؟!.. حتى لو لابد أن يأخذ الأمر إلى صالحه حتى يكسب على الأقل عطفها على قلبه المحب إليها فقال :
_إنتِ كدابة يا بت، مين اللي أخدك من وسط كتب الكتاب عشان تبقي مراته وعلى اسمه..
رفعت عينيها إليه بعتاب جعله يلعن نفسه ألف مرة على تلك النظرة ثم أكملت عليه بحزن قائلة :
_ إنت فعلاً اللي عملت كدة، وأنت برضو اللي طلقتني عشان مشكلة هايفة ورجعت بعد ما قلبي بدأ ينسى تخيرني بالطلاق تاني..
جز على أسنانه بغيظ من نفسه، جذب كفها وقبله عدة قبلات عميقة معتذرة مردفا :
_ حقك عليا، عطر أنا يمكن أوقات بقول كلام أرجع أندم عليه بس صدقيني مفيش حد في الدنيا دي كلها فارق معايا غيرك..
أبعدت كفها عنه وأشاحت بوجهها بعيداً عن عينيه اللتان تترجاها بالغفران وهي أمام تلك النظرات ضعيفة، تنهد بتعب مردفا مثل الطفل الصغير الذي يحاول إرضاء والدته :
_ مش أنا طلعت شاطر ودخلت معاكي للدكتور وكشف عليا؟!.. يبقى سامحيني بقى..
_ كويس إنك عملت مرة واحدة في حياتك حاجة صح، وزي ما شوفت الدكتور قال في أمل بس هياخد كام سنة، نتعب إن شاء الله 10 سنين والا نفضل العمر كله من غير عيل ولا أمل واحد نعيش عليه..
أومأ إليها عدة مرات مصدقا على حديثها، حاول الاقتراب منها إلا أنها وضعت كفها على صدره سريعاً تمنعه فقال :
_ ايه يا حبيبتي مش قولتي إني عملت حاجة صح..
ابتسمت بسخرية وقالت :
_ مش معنى كلامي إني عديت اللي عملته يا نوح، لتاني مرة تقرر تطلقني من غير ما تعمل حساب إني بعت الكل عشانك، بس خلاص أنا شبعت من أسطوانة الحب اللي بتعملها بعد كل مصيبة دي..
_ يعني إيه إن شاء الله..
_ يعني لو عايزني أقعد معاك في نفس البيت اعمل نفسك متعرفنيش وتأخد هدومك وتروح أوضة تانية يا إما آخد أنا هدومي وأروح عند أمي...
ما هذا يا صغيرة؟!.. من أين أتت إليكي القوة حتى تقفي أمامي وتقولي تلك الأشياء، رفع حاجبه ساخرا وقال :
_ ومين قالك بقى إن نوح أبو الدهب ممكن يعمل حاجة غصب عنه أو يتحط في إختيار مش عاجبه؟!..
_ محدش قالي وده قراري وأنا وأنت أختار مرة واحدة زي ما دايماً بتحطني قدام الاختبارات الصعبة وتقولي يا أنا يا إما تعمل اللي في دماغك، ناوي بقى تسمع كلامي والا أمشى..
حرك رأسه بقلة حيلة مردفا بضيق :
_ هسمع كلامك ومن النهاردة مفيش كلمة هتمشي في البيت ده إلا كلمتك ارتاحتي كدة..
_ شوية..
_____ شيما سعيد ______
بصالون منزل موسى...
دلف للعائلة الكريمة وهو يدعم زوجته وضم كفها بين كفه بحماية، تعجبت من قيام من في الغرفة بمجرد دخوله المكان، جلس على المقعد المخصص إليه وأجلسها بجواره ثم أشار لسيف قائلا :
_ أقعد يا حبيب أخوك..
أومأ إليه سيف بابتسامة محبة ثم قال بمرح :
_ أول مرة الجلسة العائلية دي تبقى منورة كدة يا مرات أخويا..
ابتسمت إليه فيروز مردفة :
_ شكراً يا سيف ده من ذوقك..
حل الصمت على المكان عدة ثواني ظل بهم موسى يدرس تعبيرات وجه والدته وشقيقته ثم قال :
_ اممم سامع يا ترى ايه سبب الزيارة اللي أنتِ وبنتك متأكدين إنها غير مرحب بيها بالمرة.
أبتلعت والدته تلك الغصة بحلقها ثم قالت :
_ مايا مرفوع عليها قضية من الضرايب يا موسى، أنا متأكدة إنك عارف وإنك تقدر تخرجها منها، خلي كل الخلافات اللي بنا على جنب وطلع أختك من الورطة دي..
نظر لمايا منتظرا حديثها هي، نظرت داخل عينيه بحقد واضح ثم قالت :
_ جوا عينك نظرة انتصار لأني وقعت وجيت لحد عندك، لحد أمتا هتفضل تكرهني كدة واحنا أخوات مش كفاية بقى..
ظل صامتا دقيقة كاملة، حمحمت فيروز بحرج وشعرت إنه لا يرغب بهذا الحديث الخاص أمامها، حاولت فك يدها منه مردفة :
_ طيب يا جماعة عن إذنكم هجيب حاجة نشربها وجاية..
منعها بضغطة خفيفة من كفه ثم قال بنبرة قوية :
_ أقعدي يا فيروز أنتِ جزء مني مفيش حاجة تخصني تستخبى عنك، عصير الضيافة شغلة الخدم مش شغلتك أنتِ يا عزيزة..
قال لقبها الجديد بهمس لم يصل إلا لها، أخفضت بصرها بخجل ليكمل هو حديثه لمايا :
_ كفاية ايه!! مش عشان مشكلة الضرايب أجرتي ناس تخلص مني عشان تورثي..
صرخت بقوة :
_ أنت السبب في كل ده عشان غلطة قديمة رمتني لواحد أنت عارف إنه بتاع ستات وبيعشق الفلوس أكتر من نفسه، حرمتني من ورث بابا وبقيت بآخد منك حقي كأني باخد حسنة، يبقى من حقي لما أحس إني بغرق أعمل أي حاجة تنقذني من السجن...
تخلى عن هدوءه وقام من مقعده جاذبا ذراعها لتقف أمامه بالألم صارخا بقهر :
_ اخرسي تعرفي تخرسي، الغلطة اللي أنتِ بتقولي عليها دي خلتني أحط ايد موسى الراوي في ايد الحقير جوزك، دلعتك وعملت لك قيمة لحد ما سلمتي نفسك لكلب سابك ورفضتي تقولي هو مين وفي النهاية بقيتي كدة، عايزك تعيشي في السجن اللي باقي من عمرك لأني مش ناوي أدفع لك ولا لجوزك قرش واحد من فلوسي..
حاولت أن تبعد نفسها عنه إلا أنه تحكم بها بقوة جعلتها تصرخ من الوجع، اقتربت فيروز منهما وقالت بقلق :
_ خلاص يا موسى اهدى هي موجوعة ابعد وبعدين أتكلموا براحتكم..
نظرت إليها مايا بكره واضح على معالم وجهها، دفعت فيروز بعيدا عنها بقوة على الأرض وقبل أن يصل جسدها للأرض ضمها موسى بقوة صارخا :
_ مايا، جبتي الجرأة منين عشان تحطي أيدك على مراتي..
ردت هي الصريخ بصريخ :
_ مراتك اللي بدافع عنها دي تبقي قريبة الراجل اللي كنت بتقول عليه من شوية ندل، خاطر جوز أختها هو زميلي في الكلية اللي اتجوزني عرفي... وسبني لما عرف إني حامل
تعليقات
إرسال تعليق