رواية ميما الفصل 23-24-25-26بقلم اسماء الاباصيرى
رواية ميما الفصل 23-24-25-26بقلم اسماء الاباصيرى
ميما بقلم اسماء الاباصيرى
23. غريم
دلفت بخطوات خافتة لداخل الفيلا بعد نزهتها مع ابن عمها تدعو ربها ان لا تقابله فى الطريق الى غرفتها وبالفعل نجحت للوصول اليها دون ان يُمسك بها اغلقت الباب خلفها بهدوء فور دخولها الغرفة ووقفت تستند بظهرها على الباب محاولة تنظيم انفاسها المتلاحقة شاكرة ربها على مرور الموقف بسلام رغم علمها بأن عقابها لم يلغى بل فقط تأجل لاجل غير مسمى تمتمت بهدوء
مريم : حمداً لله
فور هدوئها تذكرت هاتفها المغلق فأسرعت بتشغيله لتجد عشر مكالمات لم يرد عليها من آسر و اربعة اخرى من فرح ابتلعت ريقها فى خوف وهى تتخيل مدى غضبه من فعلتها تلك ..... انتابها القلق والخوف مرة اخرى لكنها قررت تأجيل هذه المخاوف عند رؤيته فى الصباح ..... اثناء تحركها لتبديل ملابسها والاستعداد للنوم قررت مهاتفة فرح
مريم : مرحباً ......... اسفة حبي لقد عدت للتو من الخارج .......... لا لم اكن معه بل تنزهت مع الادهم لكن لما تسألين عنه ؟ .............. اتسعت عيناها متعجبة مما سمعت لتهتف
مريم : ماذا ؟ آسر جاء لإصطحابي من الكلية ؟ لا لم اعلم لم يخبرني ..... انتظري لحظة لقد هاتفنى وانا بالخارج يسألنى ان كنت انتهيت من محاضراتي ........لتصمت للحظات تسترجع فيها ما حدث اليوم فتصرخ دون وعى وهى تتحرك بهستيرية فى الغرفة
مريم بخوف : تباً لي تباً لي لقد انتهيت يا فرح لن يسامحني ابداً لن يرحمنى ابداً ابداً ......... ثم اكملت تسألها بتوجس
مريم : فرح كيف علمتي بهذا ربما هو لم يأتي لأجلي ........... فارس اخبرك ؟ ... اذاً لقد اتى بالفعل لاجلي لكن لماذا ؟ هو لم يفعلها من قبل ؟ ياللهي سأجن قريباً .......... اهدأ ؟ تخبريني ان اهدأ ؟ ... فرح ألا تفهمين لقد اتى آسر بنفسه الى الجامعة ليأخذني وانا وبكل بساطة خرجت مع الادهم دون اخباره بل عاندته واغلقت الهاتف .......... فرح وداعاً الآن .... ادعي لي رجاءاً ... وداعاً
اغلقت الهاتف لتنهار جالسة على الفراش تفكر فى نوعية العقاب الذي ينتظرها فهو بالتأكيد لن يمررها بسهولة .......... لكنها حاولت التماسك والتخلص من قلقها هذا بإقناع نفسها انها لم تخطيء فهى ليست بصغيرة لتأخذ الاذن بالخروج ومع من ؟ مع ابن عمها .... نعم هى لم تخطئ ربما كان الخطأ فى اغلاق الهاتف لكن اغلاق الهاتف لم يكن فعلتها بل الادهم هو من اقدم على هذا لذا ......
هى لم تخطئ
مضت الليلة بسلام استيقظت صباحاً بهدوء عكس ما تخيلت فلقد ظنت انها ستستيقظ على صراخه بإسمها لكن ..... لا شئ
نهضت تستعد للذهاب للجامعة ولم تجد بالفيلا سوى الدادة فكلاً من صافى وابنتها قد غادرتا بالفعل الى النادي وآسر ..... خرج صباحاً كعادته الى الشركة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مريم بدهشة : فقط هكذا ؟
دادة بضحك : نعم فقط هكذا وماذا تريدين اكثر من هذا ؟
مريم بتوجس : كيف كان عند مغادرته ؟
دادة بإستغراب : وكيف سيكون ؟ بخير ... بل كان بأفضل حال على غير عادته
مريم بدهشة : لم يكن غاضب او منزعج من امر ما ؟
دادة : ما الامر ماذا فعلتي هل قمتى بإزعاجه مرة اخرى؟
مريم بإرتباك : ل ..... لالا لا وماذا سأفعل ؟ لم افعل شئ .......... لكن ألم يذكرني بأي شيء ؟
دادة : بلى .... اخبرني ان أتأكد من تناولك الافطار قبل ذهابك فهو يعلم بشأن اهمالك له
تعجبت مريم من كلام الدادة ... أيمكن انه تغاضى عن الامر برمته ام ماذا ؟ ربما قرر ان يكون متسامح قليلاً ام انه ....... لا يهتم ؟؟؟؟؟؟
ضايقتها تلك الفكرة لسبب ما لم تدركه .. فقط شعرت بغضب مكبوت بداخلها عند تخيل ان امرها اصبح لا يعنيه بشيء .... اثناء انشغالها بتناول الافطار بشرود سمعت جرس الباب لتتطوع هى برؤية من الطارق بدلاً من الدادة
توجهت لباب الفيلا فرأت فتى يبدو اصغر سناً منها يحمل باقة من الزهور ليخبرها انها مرسلة الى الانسة مريم احمد البندراي استلمتها ليغادر هو فوراً
انتابتها الدهشة لإرسال احدهم باقة من الورود حتى وجدت كارت مرافق لها فتحته لترى المكتوب " ارجو ان تكونى قد استمتعتي بيومك بالأمس "
لحظات تتوقع مَن مِن الممكن ان يكون المُرسل حتى توصلت انه ولابد ان يكون الادهم ابتسمت لفعلته تلك و عزمت على ان تشكره شخصياً على هذه الورود الجميلة
و فى مكان آخر نجد كلاً من صافي و رولا تجلسان بغرور بإحدى طاولات النادي فى انتظار شخص ما حتى اقبل عليهم شاب ... قابل نظراتهم الغاضبة بأخرى غير مبالية قبل ان يجلس بأريحية
صافي بسخط : ليس من قواعد الذوق ان تجعل سيدتان مثلنا تنتظرانك لوقت طويل
............... : عذراً لذلك لكن ........ لم اكن متفرغ عند اتصالك بي وطلبك لرؤيتي على الفور فاجأنى وجعلنى أضطر لإلغاء بعضاً من مواعيدي
رولا بغضب : ان كنت تؤدي عملك على اكمل وجه لما اضطررنا لمقابلتك ولا كنت اضطررت لإلغاء مواعيدك المهمة تلك
................ بسخرية : هذا غريب ظننتك ستسعدين بتلك المقابلة
رولا بتعجب : ولما ستسعدنى رؤية وجهك ؟
.............. : اعنى انا شاب وسيم غني ذو مستقبل باهر وعقلية متفتحة ....... صيد مثالي بالنسبة لك أليس كذلك ؟
رولا بصراخ : ادهم
صافي بحزم : يكفي هذا .... ادهم .. رولا .. لم نأتى للشجار ....... ادهم ماذا بشأن اتفاقنا ؟ .... اراك تقف بمكانك دون السعى لتحقيق الهدف
الادهم بسخرية : والهدف هو ايقاع مريم بشباكى لأتزوجها وبهذا نتقاسم نصف حصتها من الميراث
صافي : اراك مازلت تتذكر اتفقنا ... اذاً لما لا تتحرك ؟
الادهم : ومن قال انى لا أفعل ؟
رولا بسخط : اذا كنت قد بدأت بالفعل فى استمالتها لما اجد اخى صباحاً يهاتف احدى محلات الورود لإرسال باقة من الورد خصيصاً لها
الادهم بإهتمام : اذاً تخميني صحيح ..... اخاكي معجب بها بالفعل
صافي بحدة : آسر ؟ مستحيييل ..... لا يمكن حدوث ذلك
الادهم ببرود : بل هو كذلك ... لاحظت منذ قدومي اهتمامه الزائد بها وغضبه كلما تقربت منها
صافي بتفكير : لكنها لا تبادله ... هى لم تميل له حتى الآن و اظنها لم تعلم شئ بخصوص مشاعره تلك كما ان فارق السن كبير استغل هذا لصالحك وحاول ابعادها عنه ...... ان كان الامر كما تقول فيجب علينا التحرك سريعاً
رولا دون اقتناع : امي هذا مستحيل .... اخي لن يفكر بها ..... هى طفلة بالنسبة له ... لايمكن
الادهم : بل هذا هو الواقع بالفعل لكن لا بأس فهذا يجعل الامر اكثر متعة .... ان يكون آسر غريمي ....... مثييييير
فرح : مع الادهم ؟
اومأت مريم مؤكدة لتهتف فرح
فرح : رائع اذاً تقربك منه لم يصبح بالامر الصعب فها هو يتخذ الخطوة الاولى
اومأت مريم مرة اخرى وتمتمت بشرود
مريم : نعم
فرح بدهشة : " نعم " فقط هكذا ؟
مريم : ماذا ؟
فرح بقلق : مريم ما الامر ؟ لا تبدين بخير ؟ اه ... هل هو آسر ؟ هل عاقبك بالفعل ؟
مريم بحزن : لا لم يفعل .... بل لم يهتم بالامر على الإطلاق
فرح : ماذا ؟ ظننته سيصب غضبه عليك صباحاً
مريم بقلق : أرأيتي ؟ انتي ايضاً تظنين ذلك ... لذا لست وحدي ....... لما برأيك تجاهل الامر ..... هل اصبحت غير مهمة بالنسبة له ؟
فرح بحيرة : لا ادري لكن لما تهتمين ؟ أليس هذا افضل لك ؟ اعنى كنت دائما ما تشكين تحكمه بك وتدخله بكل ما يخصك اذاً لما انتي حزينة الآن ؟
مريم ينفى : لا لست حزينة ...... لست كذلك بالطبع .. من قال انى حزينة ... فقط انا .. انا .......
فرح : انتي ماذا ؟ ...... مريم امازلتى تكنين له بعض المشاعر ؟
مريم : لا بالطبع لا لقد انتهى الامر تماماً ...... ثم تنهدت بقلة حيرة لتعترف ..... لا اعلم ظننت ان الامر قد انتهى لكن لا اشعر براحة اتجاه اهماله لي لطالما تأففت من تدخله السافر بحياتى لكني الآن ادرك اننى ادمنت اهتمامه بي
فرح : و ماذا عن الادهم ؟
صمتت للحظات لتهمس بحيرة
مريم بتنهد : لا اعلم ... حقاً لا اعلم
فى الشركة
نجده يدلي بأوامره لشخص ما عبر الهاتف
آسر : نعم اوصله بنفسك و سأخبرهم على البوابة بالسماح لك ......... لا تقلق .... وداعاً
ليدلف الادهم الى الداخل ويطلب منه التوقيع على بعض الاوراق الخاصة بأول صفقة له بالشركة
آسر : ممتاز .... تلك الصفقة ستضيف الكثير للشركة ..... احسنت ... الآن اهنئك على استمرارك بالشركة قبل انقضاء الشهر الخاص بالتدريب
الادهم بغرور : لم اكن بحاجة لهذا الشهر فكما ترى بمجرد وضع قدمي بالشركة حصلت على اهم الصفقات
آسر يتحذير : اياك والاستهانة بعملنا هذا او ان تظن انك اصبحت الافضل فهناك دائماً من هو اكثر مهارة وحِنكة
لم يستسغ الادهم ان يكون آسر من ينصحه بأمور العمل فهو يرى نفسه قد تجاوز مرحلة الاخذ بالنصائح لكن لم يجيبه او يعترض حتى يتجنب اختلاق المشاكل بينهما فبداخله يدرك ان هذا ليس فى صالحه
قاطع حديث آسر رنين هاتف الادهم ليخرجه فيجد انها مريم اجابها سريعاً متعمداً ذكر اسمها
الادهم : مريم .. مرحباً كيف حالك؟ ...... لا انا بخير فقط اضطررت للتغيب اليوم للذهاب للشركة ......... عفواً لكن على ماذا ؟ ............. باقة ال.......
توقف عن الحديث للحظات .... مريم تشكره على باقة الورود المُرسلة ... لكنه لم يرسل لها اية ورود ...... لكن سرعان ما ادرك انها فعلة آسر فتدارك الامر سريعاً
الادهم : اها تقصدين ذلك ؟ عفواً الامر لا يستدعي الشكر ... ارجو ان تكون قد نالت اعجابك .... حسناً لا بأس ... وداعاً
اغلق الهاتف ليتوجه بأنظاره نحو آسر متوقعاً ان يرى إمارات الغضب والغيظ تعتلى ملامحه لكن .... لاشيء ....... تساءل بداخله عن حقيقة الامر لكن لم يجرؤ على السؤال ...... واستأذن فوراً للعودة لمكتبه
فور خروجه من المكتب تناول آسر كوب ماء امامه على المكتب والقى به بغضب مخيف فيتحول الكوب الى اشلاء قبل ان يهبط بقبضتاه على سطح المكتب ليهتف فى غيظ
آسر بغضب : سنرى.... سنرى من سيفوز بالنهاية
تقف بمنتصف غرفتها ينتابها قلق غريب ....... خوف ........... تحدق بتوتر الى فراشها تحديداً باقة من الورود بجانبها هدية مغلفة .... لقد دلفت الى غرفتها منذ دقائق بعد عودتها من منزل فرح لتجد هذه الاشياء على فراشها ........ مضى اسبوع وهى تتسلم يومياً باقة من الورود كل صباح و مع كل باقة تجد كارت به بضعة كلمات من الغزل غير الصريح تأكدت من اليوم الثانى ان المرسل ليس الادهم بل ربما اول باقة جاءتها لم تكن منه هى الاخرى لكنه قد قبل شكرها من باب الذوق لا اكثر لذا تقبلت الامر بكونه معجب خفي رغم ان الامر سبب لها القلق لكن طالما انه لم يتعدى بضع باقات من الورود اذاً لا ضرر
لكن ان تجد باقة اخرى بجانبها هدية على فراشها بداخل غرفة نومها هذا هو المخيف بالأمر
سألت الدادة عن من وضع هذه الاشياء بغرفتها لتجيب بأنه لم يدلف اي شخص الى غرفتها منذ الصباح
اذاً لقد تسلل خفية للداخل .. الى داخل الفيلا .... الى غرفة نومها الخاصة .... وربما مازال هنا الى الآن ...... حركت عيناها برعب بأرجاء الغرفة .... لم تلتقط عيناها اي شيء مريب حولها لتتحرك من فورها للخارج نحو غرفته
سمع طرق مستمر على باب غرفته ..... تعجب من هذا فجميع من بالمنزل يعلم انه يكره ان يزعجه احد بتلك الساعة تأفف قبل ان يتحرك ليرى هذا المزعج
آسر بقلق : مريم ؟ ما الامر ؟ ماذا حدث ؟
لم تنطق بحرف بل نظرت اليه بخوف ... تكونت بعيناها الدموع تنذر بالسقوط فسحبها من يديها لداخل الغرفة اجلسها على الاريكة ... هبط هو على ركبتاه ليكون بمستواها
آسر بهدوء : مريم اخبريني ما الامر ؟ ماذا حدث ؟
مريم بخوف : هناك شخص ما بالغرفة
اتسعت حدقتا آسر قبل ان يسألها بذعر
آسر : شخص ما ؟ هل انتي بخير ؟ هل اصابك بأذي ؟ ......... انتظريني هنا سأذهب لأري الامر ؟
فور تحركه من امامها امسكت يداه بخوف مانعه اياه من التحرك
مريم بذعر : لا تذهب ..... لا تتركنى وحدي
آسر : مريم هل رأيتيه ؟ هل آذاكي ؟ سحقاً اخبريني ما حدث ؟
مريم : لقد وجدت باقة ورود على فراشي
آسر ببلاهة : ماذا ؟
مريم ببكاء : لقد دلفت الى الغرفة ووجدت باقة من الورود على فراشي و بجانبها هدية
آسر : وما علاقة ذلك بالشخص الدخيل ؟
مريم : لقد تسلل شخص ما للغرفة ووضع تلك الاشياء بها ..... ثم اكملت موضحة بين شهقاتها ..... انت لا تعلم .. بالايام السابقة كانت تأتينى باقة ورود يومياً من شخص مجهول واليوم جاءته الجرأة ليتسلل لغرفتى ليضعها بنفسه بالداخل
مسح آسر بيداه على وجهه فى توتر قبل ان يردف بغيظ
آسر : متسلل ؟
اومأت هى بقوة ليردف
آسر : دخيل ؟
اومأت مرة اخرى وتمتمت
مريم : نعم
ذفر آسر بقوة ينظر للاعلى بنفاذ صبر و يضع يداه على رأسه بقلة حيلة قبل ان يجيب
آسر محدثاً نفسه : متسلل ودخيل .......... هذا عقابي لما فعلته بك .......... هذا جزائي بسبب رفضي لك ..... يُمهل ولا يُهمل ....... ثم وجه حديثه لها بهدوء ......... مريم لا يوجد دخيل او متسلل ........ فقط ....... و رحمةً بى اذهبي بهدوء الى غرفتك ونامي بهناء ........ ارجوكي ....... اعانني الله على ما سأواجهه ،
وانا الذي كنت أسخر من فارس و فرح ........ فأبتلاني الله بمريم
مريم دون فهم : بماذا تتمتم ؟
امسك آسر يداها وخرج بها بصمت من غرفته متجهاً بها نحو غرفتها حتى وصل اليها ليفتح الباب بهدوء ويدخلها دون التفوه بكلمة و بينما هو يقف بالخارج اخذ يحدق بها للحظات قبل ان يقطع الصمت بقوله
آسر : تصبحين على خير
ثم وقبل ان يسمع ردها اغلق باب غرفتها وتركها تقف مذهولة تطالع الباب المغلق وتهمس بدهشة
مريم : لقد فقد عقله تماماً
.......................
يتبع ......................
24. تحريض
مريم : صباح الخير
ألقتها على جميع الحاضرين على طاولة الافطار ليجيب ابناء عمها و تتجاهلها كلاً من رولا وصافي كالعادة
بحثت عن مقعد فارغ فلم تجد سوى بجانب الادهم الذي اتى هو وفارس صباحاً لمناقشة بعض الامور العاجلة مع آسر قبل ذهابه للشركة ..... يقابلها فى جلستها مقعد ه اخذت تسترق بعض النظرات الخاطفة نحوه اثناء سؤال الادهم عن احوالها لتجيبه عن أسئلته فى شرود
و من ثم فاجأت الجميع بسؤالها لآسر
مريم بهدوء : آسر كيف حالك الآن هل اصبحت بحال أفضل ؟
طالعها الجميع بدهشة ليتساءل فارس
فارس : " اصبح بحال افضل " ؟ هل مرضت ؟ كنت بخير عند مغادرتك بالأمس
آسر بجدية : انا بأفضل حال ليس بي شئ
الادهم بسخرية : لما هذا السؤال مريم ؟ .... يبدو لى الافضل حالاً بيننا جميعاً
آسر بحدة : ماذا تقصد ؟
الادهم بهدوء : لا شيء فقط اقول ما أراه
قاطع فارس شجارهم هذا موجهاً حديثه لمريم
فارس : اذاً لما هذا السؤال ؟
مريم : لا ادرى فقط كان غريباً بالأمس
الادهم : كيف هذا ؟
مريم موضحة : بالأمس وجدت على فراشي با...........
آسر مقاطعاً : مريم ........ ستتأخرين على جامعتك
هبت واقفة فجأة تناظر ساعتها فى فزع لتجد انها بالفعل قد تأخرت عن موعد مغادرتها
مريم : تباً لقد تأخرت بالفعل ياللهي ماذا سأفعل ؟
تحرك الادهم مغادراً مقعده ليهتف محاولاً تهدئتها
الادهم بهدوء : لا داعى لهذا القلق سآخذك فى طريقى .... انا ايضاً سأداوم اليوم بالجامعة اليوم هيا بنا
مريم بإمتنان : حقاً .... شكراً لك ادهم .... انت منقذي
ثم غادرا فوراً تاركين اربعة ازواج من العيون تطالعهم .... بعضهم فى قلق و البعض الاخر بلا مبالاة وهناك من يبتسم بإنتشاء لتحقق غايته
تحرك آسر بعد ذلك للمغادرة للشركة شاركه فارس قائلاً
فارس : لنذهب معاً
في سيارة الادهم و اثناء توجههم للجامعة
الادهم بخبث : اذاً ماذا حدث بالأمس مع آسر ؟
مريم متجاهلة حديثه : لما لم تخبرني انك لم تكن الشخص الذي ارسل باقة الورود بهذا اليوم ؟
توتر الادهم قليلاً و حاول اخفاء توتره هذا بإبتسامة ساحرة ليجيب ببساطة مفتعلة
الادهم : فقط من باب الذوق
حدقت به غير مصدقة تبريره لفعلته تلك ..... نعم هى ظنت فى بادئ الامر ان هذا هو السبب الطبيعي لعدم انكاره لكنها لم تقتنع عند سماعه يبرر لها تصرفه ..... امر غريب
الادهم : آسف ان ازعجك هذا
مريم بلا مبالاة : لا بأس لكن ارجو ان تُصدقنى القول فيما بعد فلقد اقلقني الامر حقاً .... همست قائلة ........ باقة ورود يومية و ما الى ذلك
الادهم بتوجس : ألهذا كان آسر منزعج صباحاً ؟
مريم : منزعج ؟
الادهم : اعنى انك ظننت باقته تلك مني انا
مريم بصراخ : مااااذااااااا ؟
فزع الادهم من صراخها هذا واوقف السيارة فوراً بجانب الطريق ليلتفت لها متسائلاً
مريم بدهشة : آسر ؟ آسر هو من ارسل تلك الباقات
الادهم : عن اى باقات تتحدثين ؟ انا اقصد تلك الباقة التى شكرتنى بسببها
مريم بإسترسال : نعم نعم تلك الباقة تلتها باقات اخرى يومية ........ ثم صمتت تسترجع احداث هذا الاسبوع لتردف فى شرود ...... اولاً .... لم يعاقبني ظننته لا يهتم ... و اصر على الدادة يومياً لإبقائي لتناول الافطار و وصول الورود اثناء ذلك يفسر كل شيء ...... ثم مَن غيره القادر على الدخول للغرفة ووضعها بها دون لن يرتاب احد لدخوله ....... يالهي ..... ادهم
الادهم : ماذا ؟
مريم : هل جن آسر ؟ لقد ارسل لي عدة باقات بالاسبوع الفائت والختام كان باقة ورد وهدية على فراشي
صدم الادهم لسماعه هذا فهو لم يكن على علم بمحاولات آسر لإستمالتها لكنه استغل عدم ادراكها لمشاعره واردف فى خبث
الادهم : لا لم يجن لكنه ربما انتبه لشئ ما
مريم : شيئ ما ؟
الادهم : مريم ألا تجدين اهتمامه المفاجئ بك مريب اقصد انه ربما لديه دوافع خفية لذلك؟
مريم بدهشة : دوافع ... خفية ؟
الادهم : نعم ...... ممم بالطبع لا اقصد اتهامه بأمر ما لكن عليكي بالتفكير فى الامر من كافة النواحي ..... مريم انتى لست مدركة لما يحدث حولك ...... لديك الجمال والجاذبية و حُسن الخلق بجانب المستوى العلمي لكن لا تنسي ايضاً حالتك المادية
مريم : ادهم ماذا تقصد ؟ آسر ليس بحاجة لأموالي فكما تعلم نصيبه ضعف نصيبي ...... جميعكم كذلك لعنى انت و فارس
الادهم بمكر : لكن هناك مثل يقول " البحر يحب الزيادة " ..... لا اريد اتهامه بشيء ما تحديداً فقط انتي ابنة عمى و اراكي كصديقة عزيزة لي لذا اردت تنبيهك للامر
مريم بحدة : آسر هو الآخر ابن عمي يخشى على مصلحتى ودائماً ما كان خير سند وعون لي وان كنت ترانى كصديقة لك فأنا اراك كأخ لى كفارس تماماً وان كان آسر كما تقول يسعى خلف حصتي من الميراث لكان قَبِل اعترافي له
الادهم بصدمة : اعترافك ؟
مريم بجدية : نعم ...... اعترافي بحبي له ....... والآن هل يمكننا التحرك للذهاب للجامعة ام ماذا ؟
الادهم محاولاً تلطيف الاجواء : لقد تأخرنا بالفعل .... ماذا عن ذهابنا للتنزة بمكان ما ....... مثل هذا اليوم اتذكرين ؟
مريم بصد : نعم اذكر لكن اريد الذهاب للجامعة لقد تواعدت مع فرح مسبقاً والان هل بإمكاننا الذهاب ام اهبط انا لأستقل سيارة اجرة ؟
امتثل الادهم لأمرها فوراً دون ان يتفوه بكلمة وبدء بالتحرك بالسيارة نحو الكلية وبداخله يسب نفسه على تسرعه فى الحديث معها
فى الشركة
صمت بغرفة مكتبه بعد حديثه ..... ليطالعه فارس بهدوء قبل ان يقطع هو هذا الصمت قائلاً
آسر بغيظ : لا تكتمها اخرجها اخرجها
انفجر فارس بالضحك على حال ابن عمه مع مريم فلقد روى له ماحدث بالأمس
فارس بضحك : دخيل ....... متسلل
ثم اكمل نوبة الضحك تلك ..... لايستطيع السيطرة على نفسه كلما تخيل وضع آسر بتلك اللحظة
حاول الهدوء حتى نجح اخيراً بذلك ليردف
فارس : اذاً ماذا تنوى ؟ ما الخطوة التالية ؟
تنهد آسر بنفاذ صبر ليجيب
آسر : لا ادرى ... لست ضليع بأمور الحب والمغازلة ..... لم افكر بالخطوة التالية حتى الآن ..... دعك منى واخبرني كيف هى امورك مع فرح؟
فارس بدهشة : فرح ..... و منذ متى تهتم بحالتى العاطفية ؟
آسر : وهل لدى اهم من العاطفة والمشاعر بهذه الفترة ؟
ضحك فارس بمرح ليهتف بسعادة
فارس : لا جديد لكن الجيد بالأمر ان لا منافس لي لذا انا بمنطقة امان .... أتعلم فرح تلك نسخة اخرى من مريم لذا احمد الله على وجودها بحياتى والا لكنت منافسي
آسر بغيظ : ان كانت فرح نسخة اخرى من مريم اذاً لما لا اخبر الادهم بشأنها ليحول اهتمامه نحوها ويترك لى ابنة عمك ... كما انه اخاك لذا هو اولى ان يكون منافسك
نهض فارس من مجلسه ليجيبه بغيظ
فارس : اترك فرح جانباً واهتم بفتاتك .... دعنا بشأننا ارجوك فأنا لست نداً للادهم
ضحك آسر بسخرية على حديث ابن عمه قبل ان يغادر هذا الاخير ليترك آسر بملامح غامضة ليهمس
آسر بوعيد : وانا خير ند له
بالجامعة
دلف الى قاعة المحاضرات ليجد الطلاب بإنتظاره ..... اخذ يبحث عنها بعيناه وسط جموع الطلاب ليجدها تحادث زميل لها ليصر على اسنانه فى غيظ ويهمس
فارس بسخرية : منطقة امان ........ هذا جزائي للسخرية من آسر
هتف فى الطلاب بحدة لينتبهوا لوجوده ويعم الصمت على القاعة فيلقى محاضرته بأعصاب مشدودة بسبب هذا الاحمق الجالس بجانبها طوال المحاضرة
انتهى وبدأ الطلاب فى المغادرة ليهتف بأسمها يطلب منها الحضور لمكتبه فوراً
فى مكتبه سمع طرق الباب ليسمح لها بالدخول دلفت للداخل بهدوء طلب منها الجلوس لكنها تجاهلته واردفت
فرح : طلبت حضوري ... ما الامر ؟
طالعها فارس للحظات قبل ان يقول
فارس : منذ متى تجلسين بجانب شباب ؟
فرح بدهشة : ماذا ؟
فارس : بالقاعة ... اثناء المحاضرة
فرح : لم اجد اى مكان فارغ سوى هذا
فارس دون اقتناع : مممم حسناً لا بأس لكن لا اريد رؤية هذا المشهد مرة اخرى فلتأتى مبكراً مستقبلاً
فرح بغيظ : و ما شأنك انت بحضوري متأخرة او مبكرة ؟
فارس بثقة : لا تقلقي سيكون هذا شأنى عن قريب ....
قريب جدااااا
.....................
يتبع ..............
ميما بقلم اسماء الاباصيرى
25. زوجتي
.................... : كيف وصل بكم الحال لتلك الدرجة ؟ العبث بمكابح سيارة احد الاساتذة وكل هذا لإلقاء التهمة على شخص آخر والتخلص منه ....... هل وصلت بكم الدناءة لفعلٍ كهذا ؟ لولا قدوم زميلتكم الي واخبارى بشأن هذا الامر لكان ذنب هذا الطالب واستاذكم برقبتكم الى يوم الدين
طرق على باب المكتب قطع توبيخ عميد الكلية لطلابه .... سمح للطارق بالدخول والذي لم يكن سوى الادهم ..... دلف للداخل يناظر الجميع بدهشة فمنذ دقائق اتاه زميل له يخبره بشأن رغبة العميد برؤيته على الفور وها هو قد اتى تلبية لطلبه ليري آخر الاشخاص المتوقع رؤيتهم بهذا المكان .... حفنة من الطلاب يعرفهم جيداً فسبق ان حدثت بينهم عدة مناوشات حديثة و على الجانب الاخر يرى مريم تقف بجانب العميد وكأنها تحتمي به وعلى ملامحها علامات الفزع و الخوف توجه نحوها دون تفكير يسألها ان كانت بخير او إن كان احد ما قد تعرض لها لكنها نفت هذا وأكدت انها بخير ولم يمسها سوء تنهد بإرتياح و نظر اليها بإبتسامة باهتة آملاً ان يبعث بداخلها بعض الاطمئنان بينما بداخله هو بركان مشتعل لمجرد فكرة ان احد هؤلاء الحمقي قد آذوها بشكل او بآخر
الادهم بهدوء مصطنع : سيدى وصلني انك طلبت رؤيتي .. ما الامر ؟
العميد وقد عاد ليجلس خلف مكتبه وهتف بجدية : نعم ادهم فلتجلس قليلاً ...... اجلسو جميعاً ...... ثم وجه انظاره نحو مريم وحادثها بحنان ..... اجلسي بنيتى فلتهدأي قليلاً .... ثم تلى حديثه معها بطلبه لسكرتيرته بإحضار كوب من عصير الليمون لتهدئة اعصابها
الادهم بنفاذ صبر : اذاً ؟
العميد بحدة : علمت منذ دقائق بحدوث بعض المناوشات بينك وبين زملائك هل هذا صحيح ؟
الادهم بغيظ : نعم بالفعل حدث هذا منذ ايام لكن هذا شئ متوقع حدوثه بين الشباب ... اعنى ان الامر ليس بالشئ الجاد
العميد : يبدو ان هذا ما تراه انت فقط ... فلقد اقدم هؤلاء على فعلة كانت لتدمر حياة البعض و تتسبب بفصلك نهائياً بل ومحاكمتك ايضاً
الادهم بعنف : ماذا يعنى هذا ؟ ثم ما علاقة مريم بالامر ؟ لما هى هنا ؟ ماذا فعلتهم لها ؟
قال جملته الاخيرة تلك بغضب وصراخ متجاهلاً وجود العميد معهم بالغرفة ليهتف به فى غضب
العميد بحدة : ادهم فلتلزم حدودك و احترم وجودى .... هم اخطأوا و سينالوا العقاب المناسب لهم وان كنت ترغب بإكمال سنتك الاخيرة بهدوء اذاً فلتهدأ قليلا و دعنى اقوم باللازم ......... ثم تنهد وبدأ بسرد ما حدث ....... منذ ساعات اتت مريم الي فزعة تخبرنى بما سمعته بالصدفة البحتة ..... سمعتهم يخططون للعبث بمكابح السيارة لاستاذ لكم قد سبق و ضايقهم ثم إلصاق التهمة لك و ذلك عن طريق رشوة تُدفع لحارس موقف السيارات وبهذا يعترف انك الفاعل ..... لكن بقدوم مريم وسرد ما سمعته لي استطعت الامساك بهم متلبسين لذا سأفتح تحقيق احتاج فيه لشهادة مريم و شهادتك وشهادة العامل بالموقف وبهذا يأخذ الجانى عقابه و يأحذ المجنى عليه حقه
انتهى التحقيق ومازال الادهم فى حالة ذهول ..... ان كان بأميريكا لصدق الامر لكن بمصر ...... وصلت بهم شياطينهم لهذه الدرجة .... هو الادهم من ظن نفسه شيطاناً لا يرحم لم يكن ليفكر بهذا الامر على الاطلاق ........ حدث نفسه بسخرية ..... يبدو انك ملاك يا ادهم .... ملاك الخير ...... ثم نظر بجانبه ليجد مريم تسير بجواره بصمت عقب خروجهم من مكتب العميد ليتذكر .... كيف اكون انا ملاك اذاً ماذا تكون هي ؟ .. توقف عن السير لتطالعه هى بدهشة
الادهم بهدوء : مريم .... أيمكننا الحديث قليلاً اريد سؤالك عن امر ما ؟
لم تجيبه على الفور ... بدا عليها التفكير للحظات قبل ان تومأ له بالموافقة
دلف الى مكتبه بعد انتهاءه من القاء محاضرته والتى استغرقت ثلاث ساعات متواصلة ..... دخل ليجدها فى انتظاره ليهتف بسعادة
فارس بمرح : ياللهى لا اصدق هذا ... فرح بنفسها تنتظرني بمكتبي .... وبدون دعوة مني ........ هل مت واصبحت بالجنة ام ماذا؟
قامت من مجلسها فور دخوله لتتجه نحوه بسرعة تسأله بلهفة
فرح : انت تلقى محاضرات للسنة الرابعة أليس كذلك ؟
تعجب من سؤالها فهو لم يعتد تجاهل سخريته منها لكنه اجابها لرؤيته القلق بعيناها
فارس بجدية : نعم لقد انتهيت من محاضرتي لهم للتو ... لكن لما السؤال ؟ ما الامر ؟
فرح بخوف : يااللهي ...... هل اتيت بسيارتك اليوم ؟
فارس بقلق : فرح ما الامر ؟ لما هذا التحقيق ؟
فرح بحدة : فقط اجبني
فارس : نعم اتيت بها ... والان اخبريني ما الامر ؟ ..... لحظة ..... هل علمتى بشأن الادهم و هؤلاء الاوغاد ؟
اومأت له فى خوف لتجيبه
فرح : هاتفت مريم منذ ساعة ونصف لأسألها عن سبب تغيبها لتخبرني بهذا الامر ثم اغلقت الهاتف بعدها ولا استطيع الوصول اليها لذا ... لذا ......
فارس بسعادة : لذا ظننت اننى ربما من عبثوا بسيارته واتيتي للاطمئنان علي
فرح بإرتباك : انا لم .......
فارس : قلقتي علي أليس كذلك ؟
انتظر نفيها المعتاد لكنها اومأت ومن ثم شرعت ببكاء مرير .... اربكه بكاءها لا يعلم ما يفعله بموقف كهذا فلا هو بقادر على اخذها بأحضانه و بالوقت ذاته لا يحتمل سماع بكاءها ...... امسك بيداها ثم اتجه بها لأريكة موجودة بركن بغرفته جلسا معاً عليها وهتف محاولاً تهدئتها
فارس : فرح انظري الي ..... انا بخير لقد امسكوا بهم بالفعل لم يستطيعوا اكمال فعلتهم تلك وسيارتي اُخذت للمعاينة و ...........
فرح مقاطعة بذعر : اذاً لقد كان انت .... انت كنت المقصود بهذا ..... يااللهى يااللهى
فارس : انا بخير لم يمسوني بسوء .... ثم هتف بخبث .... لكن لم ادرك انى مهم
لديك لهذه الدرجة
جملته افاقتها من حالتها تلك .... جعلتها ترفع وجهها الباكى نحوه لتطالعه فى غيظ قبل ان تهب واقفة لتهتف
فرح : من هذا الذي يهتم بك ؟ انا فقط ... فقط كنت قلقة لاني .... لانى .....
نهض فارس هو الاخر ليقابلها بوقفته
فارس بمكر : لانك ماذا ؟
صمتت ... لا تعلم بما تجيبه ......
فرح بغضب : لأنى غبية
صرخت بها قبل ان تتحرك سريعاً خارج غرفة مكتبه لتتركه هو يإبتسامه واسعة تكاد تصل لأذناه وبفرحة داخله جعلته يقفز فى مكانه من السعادة
بكافتيريا الجامعة
مريم : اذاً ما الامر ؟
الادهم : لما فعلتي ذلك ؟ لما ذهبتى واخبرتي العميد بشأن هؤلاء .... اعني ألم تكونى غاضبة مني ؟
مريم : وما علاقة غضبي بالامر ؟ ان كان شخص اخر بمكانك لفعلت نفس الشيء فما بالك ان كان ابن عمي هو المعني بالامر كما ان الامر كان يتعلق بحياة شخص آخر
الادهم : مريم ... من اكون انا برأيك ؟
مريم بدهشة : ماذا ؟
الادهم : اعني ما رأيك بشخصي ؟ هل انا شخص جيد ام لا ؟
مريم بدهشة : ادهم انت ماذا فهمت من حديثي سابقاً ؟ انا اختلفت معك فى الرأي لا اكثر .. بالطبع انا لا اراك شخص سيء بسبب هذا الامر
الادهم : ربما انا بالفعل شخص سئ .... انتى لم تعرفيني جيداً بعد
مريم بثقة : ان كنت كذلك لم تكن لتُعطي هذا الاحتمال ... هذا اولاً ..... ثانياً حتى وان كنت شخصاً سيئاً فما زلت ابن عمي ..... دماءنا واحدة من صُلب واحد ... مازلت فرداً هاماً من عائلتى
الادهم : ماذا عن رولا وصافي ؟
مريم : ماذا عنهم ؟ هم وان كان بيننا خلافات كثيرة فما زالوا زوجة عمى وابنة عمي
الادهم : اظنك يجب ان تتوقفى عن التفكير بهم بهذه الصورة
مريم : ماذا ؟ و لما هذا ؟
تنهد الادهم ليحدق بها للحظات ثم هم بسرد مخططهم لها بكل تفاصيله لتطالعه هى بدهشة وتسأله
مريم بصدمة : لكن لما ؟ لما تفعل هذا ؟ انا ادرك كرههم لي لكن انت ؟
الادهم ببرود : لطالما احببت المغامرة والربح .... لم اهتم بصلة قرابة اياً كان نوعها ...... كنت عائد بالفعل للوطن عندما عرضت صافي علي الخطة ..... وجدتها تحدى ان فزت به سأجنى بعض الاموال لكن هذا ليس الامر الهام بل المهم هو المتعة والمرح وربما اعجب بك وبهذا افوز بزوجة مناسبة لكن عند مقابلتك تفكيري اخذ منحنى اخر وجدتك تقدسين روابط العائلة وتفضلين افراد عائلتك عن الجميع اعجبني الامر ولم ارد خداعك اكثر من هذا .... مريم هم هدفهم اموالك وانا كنت معهم لا انكر لكن لست بحاجة للمال ربما لا تعلمين بشأن هذا لكن ابي قد ترك لنا انا و فارس ثروة كبيرة بعيداً عن ورثي من جدي لذا لست بحاجة لفلس واحد من اموالك ارجو ان تتفهمي هذا وتسامحيني بيوم ما ......... بالمناسبة لقد احببتك بالفعل وليس فى نيتي التراجع و الخسارة لآسر ..... وداعاً
آسر بدهشة : مريم ؟؟؟؟؟؟
التفتت نحوه بآثار دموع فوق وجنتيها ليراها بتلك الهيئة فيدرك ان امر جلل قد حدث ........
كان يدلف بسيارته عبر البوابة الحديدية للفيلا ليرى فور دخوله منها جسد صغير يقف امام باب الفيلا نزل من السيارة يتجه نحو هذا الشخص ليدرك فور اقترابه منه انها هى ....... تقف بثبات امام الباب وجهها نحوه وظهرها نحو آسر هتف بإسمها لتلتفت نحوه باكية ... تقدم منها سريعاً
آسر : مريم ما الامر ؟ لما تبكين ؟ و لما تقفين بالخارج هكذا ؟
مريم بإبتسامة باهتة : لقد طُردت
آسر بتجهم : ماذا ؟؟؟؟
مريم : لقد طُردت ..... صافي هانم اخرجتنى من المنزل وطلبت منى ايجاد منزل آخر لي ...... اخبرتها ان تمهلنى بعض الوقت حتى اجد عمل ما و وقتها استط......
فور نطقها ب " لقد طردت " و يليها اسم صافي تجاهل هو بقية حديثها وتوجه نحو الباب يفتحه
آسر مقاطعاً بجمود : الى الداخل
وقفت لحظات تطالعه فى صمت
مريم : لا يجب علي الد........
آسر بحزم : مريم ... قلت الى الداخل .... لا احب تكرار كلامي كما تعلمين
تحركت هى بهدوء للداخل فلم ترى احد منهم امامها لتسمعه يكمل اوامره
آسر : والآن الى غرفتك
مريم معترضة : آسر
آسر : الى غرفتك الآن دون جدال ..... سنتناقش فيما بعد
وقفت مكانها بحيرة قبل ان تختار ان تمتثل لاوامره فالآن لا سبيل لها سوى فعل هذا
تحركت نحو غرفتها فى هدوء محاولة تجنب اى من رولا او امها ... فى حين توجه هو مباشرة الى المطبخ ليرى ما توقع رؤيته ... الدادة تجلس بإحدى اركان المطبخ تبكى بحسرة ولم يكن بحاجة للسؤال عن السبب توجه نحوها وساعدها فى الجلوس على احدى المقاعد ليحضر لها كوب من الماء قبل ان يشاركها الجلوس
آسر بهدوء : لا داعى للقلق بشأن مريم لقد اعدتها والآن هى بغرفتها
دادة بحماس : حقاً ..... حمدا لله ... حمدا لله لقد خرج فؤادى من مكانه فور خروجها من بابا المنزل ... بارك الله فيك يا بني
آسر : دادة .... ارجو منك ان تخبريني ما حدث بالتفصيل ليصل بهم الامر لطرها من المنزل
ابتلعت الدادة غضة بحلقها قبل ان تردف
داداة : لم اعلم السبب الرئيسي للمشكلة لكن فجأة سمعت صوت عالٍ يأتى من غرفة الجلوس فخرجت ارى ما يحدث قلقاً على مريم و وقتها سمعت حديثهم دون قصد
فلاش باك
مريم : انا لا افهم لما فعلتم هذا ؟ لم اضركم في شيء طوال تلك السنين ..... عند مجيئي للمنزل لاحظت عدم ترحيبكم بي ووقتها قررت تجنب اى احتكاك بكم حرصاً منى على عدم حدوث اية مشاجرات من اي نوع ومع ذلك كنتم تأتون لافتعال المشاكل .... والان لما تفعلون هذا لما تكرهون وجودي بينكم ؟
صافي بغرور : نكرهك ... نكره وجودك؟ لا تعطى اهمية زائدة لنفسك انت لا تعنينا بشيء حتى نهتم ان نكرهك او نحبك ... فقط مثلك مثل تلك الدادة خادمة ابنة خادمة لا اكثر ولا اقل
رولا بغيظ و حقد : اتيتي منذ سنين ومنذ وقت قدومك سرقتى كل شئ مني ..... اهتمام اخى وحنانه طوال تلك السنين .... وفور مجيء فارس استحوذتى عليه وقمتي بضمه لصفوفك واخيراً الادهم حصلتي عليه هو الآخر ... من تظنين نفسك لتأتى وتحصلين على حصة من اموال جدي ؟ ... انتي الخادمة ابنة الخادمة وابنة الرجل الذي باع عائلته من اجل امرأة لا قيمة لها
مريم بسخرية : سرقت كل شيء ..... اهتمام اخاكي ؟ منذ متى اهتم بك اخاك ... وحتى عندما كان يفعل ويحاول اصلاح ما يمكن اصلاحه بك كنتى تعارضيه وتفعلين ما برأسك ثم عن اي حنان تتحدثين ؟....... متى حصلت على حنان اخيكي .. طوال هذه السنين لم اجد الحنان سوى بشخص واحد هو الدادة لا انكر اهتمامه المادى بي وتوجيهه لى فى بعض الامور لكن لا حنان بالامر اما بخصوص الادهم و فارس فهذا شيء خاص بهم سواء اقتربوا منى ام لا ...... وبالنسبة لابي وامي فهم ارقى منك ومن مستوى حديثك حتى ادافع عنهم امامك
اشتعل غيظ كلاً من رولا وصافي لتهتف رولا فى غضب وهى تدفع مريم بقوة للخلف
رولا بصراخ هستيري : الى الخارج فوراً اخرجى من منزلى يا حقيرة ... امي فلتخرج تلك العاهرة من منزلنا
شاركتها صافي الصراخ دافعين اياها خارج المنزل ومن ثم همتا بإغلاق الباب فور رمي مريم خارجه
نهاية الفلاش باك
انهت الدادة سرد ما حدث وقد عادت لنوبة بكاءها لتسمع آسر يطلب منها بحزم
آسر : دادة ... اطلبي منهم جميعاً موافاتى الى غرفة المكتب انا انتظرهم هناك
اومأت الدادة بقلق وتوجهت للاعلى لتنفيذ طلبه
بعد عدة دقائق كانو جميعاً بغرفة المكتب كلاً من رولا وصافي يحدقون بمريم فى كره وغضب و بالوقت ذاته يدركون ان غضب آسر بإنتظارهم
انتبهو جميعا لدخول آسر لغرفة المكتب
آسر : اذاً ..... لقد علمت بما حدث بشأن مشاجرتكم لكن لم اعلم بعد سبب الشجار ..... مريم ؟
لم تجيبه ليلتفت هو نحو صافى ورولا ليجدهما يرفضون الاجابة هما الاخرتان
آسر : اذاً ترفضون اجابة سؤالي .... حسناً ..... هل صحيح طلبكم لمريم بالرحيل عن المنزل ؟
رولا بإندفاع : نعم آسر ... لانرغب بتواجدها بمنزلنا تكفينا تلك السنين
آسر بحدة بصوت عالٍ : منزل من ؟
رولا بخوف : منزل العائلة ؟
آسر بقوة : بل منزلي ..... هذا منزلي رولا ..... وانتى ووالدتك قمتم بطرد شخص ما من منزلي دون الرجوع الي ...... وهذا خطأ جسيم كما تعلمين ........ لذا ..
انتبه الجميع لما يقوله فما بعد ذلك سيكون العقاب
آسر : رولا ... صافي هانم .... ساعة فقط ولا اريد رؤية اي شيء يدل على تواجدكم بهذا المنزل من قبل
صافى ورولا بصدمة : ماذا ؟
آسر بجمود : كلامي واضح ..... اطلب منكم الرحيل عن منزلى وبخلال ساعة واحدة
صافى : هل جننت ؟ تطرد امك واختك من المنزل من اجل تلك الحثالة ؟
آسر بسخرية : امى ؟ اختى ؟ لا تدفعيني لبدء حديث قد يفتح ابواب مغلقة ستكون كالجحيم بالنسة لك لذا وبكل هدوء أمهلكم ساعة للمغادرة ..... وبالمناسبة تلك التى تدعيها بالحثالة ستكون زوجتي ...........
زوجة آسر البنداري... والذي على اهبة الاستعداد لنسف اى شخص من الوجود إن فكر مجرد تفكير في اذيتها
.........................
يتبع ..............
26. عقد قران
بعد خروجهم من الغرفة رمشت عدة مرات بعيناها تحدق به بدهشة
مريم بصدمة : انت ماذا فعلت ؟ كيف امكنك فعلها ؟ تلقي بوالدتك وشقيقتك خارج المنزل هكذا وبكل بساطة
آسر ببرود : مريم .. لن نتناقش فى هذا ..... تم الامر وانتهى .. لا سبيل للتراجع الان
مريم بإصرار : بل يجب عليك التراجع ..... انا اعترف انى لن اسامحهم ما حييت لكن انت ....... هم والدتك وشقيقتك ... عائلتك
آسر : ليسوا كهذا طالما اساءوا اليك
مريم : لقد جننت ...... بفعلتك تلك اصبحت انا ايضاً لا استطيع البقاء بالمنزل معك وحدي .... كيف بإمكانى الاقامة معك الان ؟
توجه نحوها حتى اصبح لا يفصل بينهم سوى انشات قليلة ليردف فى هدوء
آسر : دعكي من هذا الان كما ان الدادة موجودة بالفعل معنا .... انا واثق من كونك قد استمعت لحديثي كاملاً خصوصاً اخر جزء منه
عقدت هى حاجبيها بإستغراب ... لتسترجع ماقاله قبل ان تفتح عيناها على اتساعها وتهتف به
مريم : مستحيل ... من تلك التي ستصبح زوجتك ؟
آسر بهدوء مقترباً منها اكثر لتعود هى بخطواتها للوراء قبل ان يصطدم ظهرها بالحائط فيحاصرها هو بيديه
آسر : المستحيل هو قبولي لرفضك هذا .... انتهى الامر يكفينا عناد انتى تحبيني وانا ... قطع حديثه يأخذ نفس عميق اخرجه ببطئ قبل ان يردف ..... انا اعشقك ... اعشق وجودك بحياتي ... اعشق روحك البريئة ... عنادك .... كبرياءك ..... حرير شعرك ...عيناك الساحرتين .... شفاهك ال....
قاطعته فور تجاوزه بالحديث بدفعة منها على صدره محاولة ابعاده ليرتد هو الى الخلف و على وجهه ابتسامة عابثة زادت من اشتعال وجنتيها لتهتف به فى ارتباك
مريم : هل فقدت عقلك ؟ ألم اكن انا سهلة المنال ..... ألم اكن فتاة رخيصة ينفر منها الرجال .....ألم تسخر من اعترافي ومشاعري اتجاهك ؟ اذاً لما التراجع الان؟
آسر باندفاع : لانك ملكة ... ملكتى ... ولا يجوز للملكة ان تسعى خلف اي شخص اياً كان حتى لو كان آسر البندراي ..... اردتك عزيزة النفس .... غالية ..... فأنتي امرأتي انا .... خاصتي
ابتلعت ريقها فى توجس واضطراب ... لم تظن يوماً ان تسمعه يعترف بمكانتها لديه .... اسعدها بل جعلها هائمة فى السعادة بنسبها له واعترافه بملكيته لها .... تعشق تملكه هذا وتحكمه بها .... تشعر بحبه عندما تلمح نظرة الغيرة بعيناه
مريم بتردد : لكن مازال لا يمكنني الموافقة على الارتباط بشخص تخلى عن عائلته وألقاهم بالشارع .... آسفة آسر .. ربما احبك ... اعشقك .... رغم اعجابي بغيرك لكن مازال حبك متأصلاً بداخلى لكن .... فعلتك تلك افقدتنى الثقة بك
ثم تركته خائباً وخرجت سريعاً نحو غرفتها
فرح بصراخ : ماذا ؟؟؟؟؟؟
سعاد ( والدتها ) : لما الصراخ ؟ حقاً اعانه الله على ما ابتلاه
فرح : امي اتدركين خطورة ما تفوهت به ؟ ........ تخبريني بتقدم شخص ما لخطبتي
سعاد : نعم اخبرتك بخطبة لا بمقتل احدهم
فرح : ومن تعيس الحظ هذا ؟
سعاد : جيد انك تعلمين كم هو تعيس .... حقاً لا اعلم كيف لفتي انتباهه ليتقدم لخطبتك ... على كلٍ انا لا اعلم من هو ... فقط اخبرني اباك انه شخص من جامعتك وسيأتى هو وعائلته بنهاية الاسبوع
فرح بصدمة : لكن انا لم اوافق بعد
سعاد : سيأتى الشاب لتريه و ان لم يعجبك نستطيع الرفض .... لكن لما الاعتراض الان وانتى لم تعلمي حتى من هو ؟
فرح بإرتباك : لكن امى انا ... انا لا افكر في الارتباط بالوقت الحالى اعني انى لم انهى دراستي بعد
سعاد : اخبرت اباك بكل تلك الامور ومازال يرغب بقدوم هذا الشاب لذا لننتظر ونرى ما سيحدث
فرح بتوتر : لكن لكن ....
سعاد بصرامة : كفاكي حديثاً سيأتى الشاب و اهله بنهاية الاسبوع... انتهي الامر
طرق مستمر على باب المنزل ايقظه من غفوته ليتجه ويرى من الطارق
الادهم مستغرباً : صافي هانم ورولا بمنزلي ..... يا مرحباً
دلفت كلتاهما بوقاحة للداخل دون استئذان لتجلس كلتاهما بأريحية وكأن المنزل لهما
الادهم بسخرية : ارجو ان تعتبرا المنزل منزلكما ... هذا ان لم تفعلا بالفعل
صافي بوقاحة : كفاك سخرية ...... اخبرني كيف تجرأت واخبرت مريم بشأن خطتنا بهذه البساطة ؟
تحرك الادهم ليتخذ مقعداً ويجلس بأريحية واضعاً قدماً فوق الاخري
الادهم ببرود : هذا شأني الخاص .... و لقد قررت انهاء اللعبة نهائياً .... ثم حدق بصافي بتركيز و اردف بنبرة يشوبها التهديد ......... وستنهيها انتي الاخرى
صافي بغضب : لا شأن لك بي .. انت رفضت اكمال الخطة لذا لا تدخل بخطوتى القادمة
هبط بكفيه بقوة على سطح الطاولة المقابلة له ليهتف بحدة
الادهم : صافي .... انتهت اللعبة بشكل نهائي ... لن تعبثي مع مريم مرة اخرى والا .....
رولا مقاطعة بغضب : وإلا ماذا ؟
صافي بتساؤل : ماذا حدث لك ؟ هل وقعت اسيراً لها انت الآخر ؟
الادهم : صافي ... مريم اصبحت تخصنى .... ومن يخصني يصبح تحت حمايتي ...... فقط تجرأي على وضع اصبع واحد عليها وستري ما سيحدث
نهض متجها لغرفته قبل ان يسمعها تضيف بوقاحة
صافي : لقد اخرجنا آسر من المنزل لذا سنبقى هنا عدة ايام حتى يعود لرشده ويطلب منا العودة مرة اخرى
الادهم بملل : جيد ما فعل ... ولا اظنه سيعيدك مرة اخرى انتى وابنتك الغبية تلك
فى صباح اليوم التالى هبطت للاسفل لتناول الافطار قبل مغادرتها للجامعة فوجدته ينتظرها بهدوء كعادته يرتشف قهوته بإستجمام ... سرعان ما انتبه لوصولها ليبتسم ابتسامة جعلتها تشك بكونه آسر ابن عمها بالفعل
آسر بإبتسامة ساحرة : صباح الخير
مريم بإرتباك : صباح الخير
آسر بنفس الابتسامة : هلى نمتى جيداً ؟
مريم بجدية : لا ... ماذا عنك ؟ ... هل نمت جيداً وانت لا تعلم اين امضت عائلتك ليلتها ؟
آسر بجدية : ومن قال انى لا اعلم
مريم بحماس : هل تعقبتهم وعلمت اين ذهبوا ؟
آسر : كنت اعنيكي انتي ؟ انتى عائلتي مريم .... وستظلين هكذا ... بل سنصبح بالمستقبل شخص واحد
مريم بتوتر : ماذا تعني بكلامك هذا ؟
تحرك من مقعده يستعد للمغادرة الى الشركة
آسر ببرود : اعنى ما فهمتيه مريم .... سنتزوج
تحركت هى الاخرى من مقعدها لتجيبه بحدة
مريم بحدة : لا اذكر موافقتي على عرضك سيد آسر
آسر بتملل : سأمهلك الوقت الكافي للاستعداد للزواج ...... لن اقيم خطبة ... سيكون عقد قران مباشرة .... همت بمقاطعته ليردف بقوة ..... لن اقبل المجادلة بهذا الموضوع .... مريم انتهى الامر .... حجتك بشأن ثقتك بي لا اساس لها من الصحة وان كنتي كذلك فعلاً فسأسعى جاهداً لكسب ثقتك مرة اخرى ولكن وانتى زوجتى تحملين اسمي
ثم تركها وغادر الى عمله فى حين كانت امارات الدهشة ترتسم على محياها قبل ان تُستبدل بإبتسامة خجولة وتعتلى وجنتيها حمرة الخجل
مريم : مابك ؟
فرح بشرود : لا شيء ... لا تهتمي واخبريني كيف حالك ؟ ماذا فعلتى مع الادهم ؟.. لم تخبريني بما حدث بالامس
مريم بتنهيد : حدث الكثيير .... اهمهم ان آسر طرد صافى ورولا من المنزل
فرح بصراخ : ماذااااا؟
اومأت مريم لتكمل
مريم : نعم هذا ما حدث بعد شجار انتهى بطردهم لى من الفيلا
فرح بغيظ : الحقيرتان .... لكن لما تشاجرتى مع تلك الساحرتان ؟ لحظة لحظة هل هذا يعني ان آسر قام بطردهم من المنزل بسبب معاملتهم لك ؟
اومأت مريم مرة اخرى لتردف بحزن
مريم : اشعر بتأنيب الضمير لما حدث .... كما انى غاضبة من آسر لفعلته تلك ... مهما فعلوا سيبقون عائلته
فرح بغيظ : اتنوين ان تفقديني عقلي.... مريم حبيبتى لقد تصدى الرجل لعائلته من اجلك .... وبرغم ذلك انا اكيدة ان آسر يعلم اين ذهبوا واين امضوا ليلتهم لذا لا تقلقي على هاتان الحقيرتان .... ثم اكملت حديثها بإبتسامة..... مريم اراهن على ان آسر يحمل مشاعر اتجاهك
حدقت بها مريم للحظات قبل ان يتحول وجهها للون الاحمر لتردف فرح
فرح بتوجس : مريم ؟ هل هناك شيء ما لم تخبريني به بعد ؟
ابتعت مريم ريقها بصعوبة لتوميء فى خجل
فرح بتهديد : مريم ؟
مريم بسرعة : لقد عرض علي الزواج
فرح بصراخ لفت انتباه جميع من بالكافتيريا : مااااذااااا ؟ وانا آخر من يعلم
مريم بتوتر : لقد حدث بالامس فقط
فرح بترقب : و بماذا اجبتيه؟
مريم : رفضت
فرح بقلق : مريم هل تخطيتي امر آسر حقاً ؟
مريم : بالطبع لا
فرح : اذاً ؟
مريم موضحة : اردت ان يسعى لينال موافقتى ...... رفضه لى سابقاً جرحنى جرح عميق ... لكنه رغم ذلك لم يسعى الي او يترجانى ... فقط فرض الامر علي وكأنه واقع لا محالة
فرح : جيد ما فعل ..... عنادك وكبرياءك سيفسدان الامر ... على الاقل هو سعى اليك بطريقته الخاصة و ان كانت بالاجبار اما انا .....
مريم بتساؤل : انتى ماذا؟ ما الامر ؟ لاحظت انك لستى بخير .... اخبريني
فرح بتعب وحزن : تعبت من اخفاء الامر ... مريم ... لقد تقدم احدهم لخطبتي ومبدئيا ... ابي وافق
مريم وقد فهمت الامر : لكن انتى لم توافقى اليس كذلك ؟
اومأت فرح لتردف مريم بهدوء
مريم : قلبك معلق بشخص اخر اليس كذلك ؟
اومأت مرة اخرى مؤكدة حديث مريم
مريم : فارس ؟
فرح بتنهيدة : تعبت من اخفاء الامر ... نعم احبه وليس مجرد اعجاب لكن الاحمق لا يشعر بما اشعر به على الاطلاق
مريم : ربما يفعل ... لكنه لا يدرك بتقدم احدهم لخطبتك ؟
فرح بدموع : لم اخبره ... ولما سأخبره ؟ ..... أتعلمين سأقبل هذا الشخص وليذهب فارس الى الجحيم
شعرت مريم بالحزن على حال صديقتها محاولة التفكير والوصول لحل لهذه المشكلة فهى تعلم جيدا مشاعر فارس نحوها لكن ..... هل هناك حل فعلاً ام ان الاوان قد فات
لكن خطرت ببالها فكرة وعزمت على تنفيذها لتستأذن فوراً من فرح وتتجه اليه ... هو وحده من يستطيع ايجاد حل لهذه المشكلة
............... : هل آسر بالداخل ؟
رفعت رنا نظراتها نحو هذا الصوت لتنقلب ملامحها من الهدوء الى الغضب وتجيب فى حدة
رنا : هو بالداخل لكنه ليس متفرغ بهذه اللحظة آنسة مريم
مريم : لا بأس فقط اخبريه انى هنا و سيكون متفرغ تماماً لمقابلتي
رنا بغضب : اخبرتك ان لديه عمل و لا استطيع مقاطعته
مريم بتكبر : اذاً لا تفعلى
قالتها لتندفع بعدها نحو باب مكتبه وتفتحه دون استئذان وتدلف الى الداخل تتبعها رنا بإعتراض على دخولها دون اخذ الاذن
كان يجلس بمكتبه يراجع بضعة اوراق خاصة بصفقة جديدة بالشركة ليجد من يقتحم الغرفة يتبعه صراخ رنا
آسر : ماذا يحدث هنا ؟ مريم ؟ ما الامر ؟ لما انتى هنا ؟
رنا : آسفة آسر لم استطع منعها من الدخول
تحركت مريم بهدوء نحو آسر حتى وصلت اليه لتقف بجانبه تكاد تلتصق به وتردف
مريم : آسر حبيبي .... اشتقت اليك و سكرتيرتك منعتنى من الدخول متحججة بعملك
حدق بها آسر بدهشة غير مصدق ما نطقت به ... هل نادته حبيبي ؟ ..... اشتاقت له ؟
فى حين طالعتها رنا بحقد وغيظ لاحظت مريم نظراتها لتهتف
مريم بلطف مصطنع : رنا عزيزتي ... انتى مدعوة لعقد قراني قريباً .... عذراً فأنا وآسر لم نحدد الموعد بعد .... حبيبي اظن الوقت مناسب الآن لتحديد الموعد
رنا بذهول : عقد قران ؟؟؟؟
اقتربت مريم من آسر اكثر لتضع يداها بيديه وتردف
مريم : نعم .. واخيراً ستتوج قصة حبنا بالزواج
لحظات حتى استوعبت رنا ما نطقت به مريم لتخرج فوراً من الغرفة وعلى وجهها إمارات الغضب و الغيظ
فور خروجها من الغرفة سحبت مريم يدها من يد آسر الذي يحدق بها بدهشة وصدمة ليردف
آسر : ماذا حدث ؟ أأنتي بخير؟
ابتسمت مريم بخجل قائلة
مريم : ما الامر ؟ أأنت منزعج من حضوري للشركة لرؤيتك؟
آسر بإهتمام : مريم اخبريني ما الامر ؟
تحركت مريم لتجلس على احدى المقاعد امام مكتبه وتردف بهدوء
مريم : أتعنى بشأن حضورى للشركة ام موافقتى على الزواج ؟
آسر : بالطبع بشأن الزواج
مريم : فى الحقيقة لم اوافق دون مقابل
تحرك آسر هو الاخر ليعود لمقعده ويسألها بجدية
آسر : مقابل ؟
اومأت هى لتكمل
مريم : عقد قراني مع عقد قران فارس و فرح
حدق بها للحظات يستوعب ما قالته للتو قبل ان يجيبها بإبتسامة واسعة وهو يعود بظهره الى الوارء ينظر لها بإنتصار قبل ان يهمس لها
آسر بسعادة : لكي هذا يا مليكتي
..........: امى اخبرتك وسأعيدها مرة اخرى ... لا اريد الخروج لمقابلته فقط اخبري ابي بموافقتي
سعاد : فرح ... تخلى عن دلالك هذا قليلاً واستمعي الي .... لا مفر من خروجك ومقابلته ... ربما لن يعجبك مظهره فيما بعد .... ماذا سنفعل حينها
فرح : امى لما تُلحين علي ؟ اخبرتك اني لا اريد لا اريد
اقتربت الام من ابنتها تمسك بمرفقها ساحبة اياها بعنف الى خارج الغرفة نحو غرفة الضيوف تفاجأت من فعلة والدتها لتجد نفسها تدلف فوراً الى داخل الغرفو دون ان تستعد نفسياً لموقف كهذا فتخفض نظرها للاسفل وتسمع والدها يدعوها للدخول ..... مازالت خافضة نظراتها تتحرك لتتخذ مقعداً بجانب والدها حتى نجحت فى الجلوس بأمان لم ترفع نظرها عن الارض قبل ان تسمع صوتاً مألوفاً يرحب بها
..............بخبث : مرحباً بالعروس
رفعت نظرها سريعاً تطالع صاحب الصوت بدهشة قبل ان تصرخ دون وعي
فرح : فارس !!!!!!!!!!!
...................
يتبع ..................
تعليقات
إرسال تعليق