روايـه صغيره أوقعتني في حبها الفصل الرابع 4بقلم رنا تامر النشار
روايـه صغيره أوقعتني في حبها الفصل الرابع 4بقلم رنا تامر النشار
روايـه صغيره أوقعتني في حبها🤍.
ࢪنــا تــامـࢪ الـنشــاࢪ✍🏻✍🏻✍🏻.
𝐩𝐚𝐫𝐭 𝟒..
الجو في الحديقة كان هادئًا، لكنه لم يستطع أن يهدئ العاصفة التي كانت تدور في عقل "آدم". كان يراقب "مي" وهي تتحدث مع "ليلى"، تضحك بخجل وتستعيد شيئًا من براءتها المفقودة وسط المشاكل. كانت صورتها تلك تجعله يتساءل مجددًا: "هل وجودي في حياتها مناسب؟ هل أنا الشخص الذي تحتاجه، أم مجرد عابر طريق سيزيد من ارتباكها؟"
قطعت ليلى أفكاره بضحكتها المعتادة:
"إيه يا عم آدم! سارح في إيه؟ مش معانا خالص!"
رفع آدم حاجبيه بنظرة نصف مبتسمة وقال:
"لا معاكو... بس أنا كنت بفكر في موضوع المكتبة."
مي، التي كانت صامتة للحظات، قالت بهدوء:
"الرسالة دي غريبة أوي... كأنها بتكلم حد معين."
رد آدم وهو ينظر إلى مي باهتمام:
"وأنا شايف إن الموضوع ده مش صدفة. إبراهيم ممكن يعرف أكتر من اللي بيقوله."
ليلى، بحماسها المعتاد، اقترحت:
"طيب تعالوا نرجع المكتبة بكرة ونكلمه بشكل مباشر. إبراهيم باين عليه طيب، بس يمكن محتاج حد يحفزه يحكي!"
مي أومأت برأسها وقالت بثقة:
"بكرة نعرف الحقيقة."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
اليوم التالي..
عادت مي وآدم وليلى إلى المكتبة في اليوم التالي. الجو كان مختلفًا؛ كأن المكان يحمل سرًا يرفض أن يُكشف.
وجدوا الحاج إبراهيم يجلس خلف المكتب الخشبي الكبير، ينظر إليهم بابتسامة هادئة:
"رجعتوا تاني؟ شكلكم مش هترتاحوا غير لما تعرفوا الحقيقة."
تبادل آدم ومي نظرات سريعة، ثم قال آدم بهدوء:
"لو في حاجة تخص الرسالة دي، ممكن تحكيها لنا؟"
صمت إبراهيم للحظات وهو يدرس ملامحهم. ثم قال بصوت منخفض:
"زمان، كان فيه عيلة تسكن هنا... عيلة مميزة لكنها مليانة أسرار. الرسالة اللي لقيتوها تخص شخص كان بيحاول يهرب من ماضيه... لكنه ما عرفش يهرب. كل حاجة انهارت، وفضلت الرسالة دي الشاهد الوحيد على قصته."
نظرت مي باندهاش وقالت:
"وإيه اللي حصل للعيلة دي؟"
إبراهيم تنهد وقال:
"القصة معقدة. لو عايزين تعرفوا أكتر، لازم تروحوا لبيت قديم في آخر شارع وسط البلد. ده كان بيت العيلة، ولسه موجود لحد دلوقتي، لكن محدش بيدخله."
ليلى قفزت بحماس:
"مغامرة جديدة! يلا بينا نشوف البيت ده!"
آدم قاطعها بحذر:
"استني، الموضوع مش سهل كده... لازم نكون حذرين."
لكن مي، التي كان الحماس يلمع في عينيها، قالت:
"أنا عايزة أعرف كل حاجة. هنروح البيت ده، حتى لو كان مليان أسرار."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
المكان الجديد - البيت القديم
وصلوا إلى العنوان الذي أعطاه لهم الحاج إبراهيم. كان البيت يبدو مهجورًا، نوافذه مكسورة، وجدرانه متشققة بفعل الزمن. الجو كان مشحونًا بهواء ثقيل، وكأن البيت نفسه يرفض وجودهم.
"شكل المكان مخيف شوية..." قالت ليلى وهي تقف خلف آدم.
آدم نظر إلى مي وقال بهدوء:
"لو مش مرتاحة، نرجع."
لكن مي هزت رأسها بإصرار:
"لأ... إحنا وصلنا لحد هنا، لازم نكمل."
فتح آدم الباب الخشبي القديم بصعوبة، وصوت الصرير كسر سكون المكان. دخلوا واحدًا تلو الآخر، بينما ضوء الشمس الخافت يتسلل من بين الأتربة.
داخل البيت، كانت الجدران مغطاة بالصور القديمة، والأثاث متهالك لكن ما زال يحافظ على مكانه. مي اقتربت من صورة قديمة لعائلة مكونة من أب وأم وطفلين.
"العيلة دي... تحس إنها كانت سعيدة، لكن عيونهم فيها حاجة غريبة."
آدم اقترب منها وقال:
"يمكن دي العيلة اللي كان بيحكي عنها إبراهيم."
فجأة، انتبهوا لصوت خطوات قادمة من الطابق العلوي. تجمد الجميع في مكانهم، بينما ليلى همست بخوف:
"إيه ده؟ في حد فوق؟"
آدم أشار لهم أن يبقوا هادئين، ثم صعد الدرج بحذر. تبعته مي وليلى بقلوب ترتجف.
في الطابق العلوي، وجدوا غرفة صغيرة بابها نصف مفتوح. عندما دخلوها، وجدوا صندوقًا خشبيًا قديمًا موضوعًا على الأرض.
"إيه ده؟" سألت مي وهي تنظر إلى الصندوق.
آدم انحنى وفتحه بحذر. في الداخل، وجدوا مجموعة رسائل قديمة وصورة لرجل يشبه إلى حد كبير الحاج إبراهيم.
"ده إبراهيم؟" قالت ليلى باندهاش.
آدم أمسك بإحدى الرسائل وقرأ بصوت عالٍ:
"إلى ابني إبراهيم، لا تدع الماضي يطاردك. الحقيقة ليست دائمًا سهلة، لكنها الطريق الوحيد للسلام."
مي قالت بدهشة:
"إبراهيم هو جزء من القصة! الرسائل دي تخص أهله."
صوت خلفهم قطع لحظة الصمت:
"كنتم لازم تعرفوا في يوم."
التفتوا ليجدوا الحاج إبراهيم يقف عند الباب، ينظر إليهم بنظرة حزينة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
قال إبراهيم بصوت مرتجف:
"العيلة اللي في الصورة هي عيلتي. الرسالة اللي لقيتوها كتبها أبويا قبل ما يختفي. البيت ده كان شاهد على كل حاجة... خلافات، أسرار، وخسارة كبيرة. أنا كنت بحاول أنسى، لكن الماضي دايمًا بيرجع."
آدم سأله بهدوء:
"وليه سبتنا نوصل لحد هنا؟"
إبراهيم نظر إلى مي وقال:
"لأنكِ إنتِ كنتِ السبب. شفت فيك نفس الحيرة اللي كانت عندي زمان. الرسالة لقتك عشان تكتشفي إن الحياة مهما كانت صعبة، لازم نواجه الحقيقة."
مي شعرت بكلماته تخترق روحها. طوال حياتها كانت تهرب من مشاكلها، لكنها الآن فهمت أن المواجهة هي الحل.
"أنا فهمت دلوقتي..." قالت مي بصوت منخفض.
آدم وضع يده على كتفها وقال:
"كل واحد فينا عنده ماضي لازم يتقبله."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
غادروا البيت وهم يشعرون بأنهم تركوا وراءهم ثقلًا كبيرًا. بالنسبة لمي، كانت هذه الرحلة نقطة تحول. بدأت ترى حياتها من منظور جديد؛ أدركت أنها ليست وحدها، وأن هناك من يقف بجانبها.
ليلى قالت بابتسامة:
"بصراحة، ما كنتش متخيلة المغامرة دي كلها. أنا بجد فخورة إني عرفتكوا."
آدم نظر إلى مي وقال بهدوء:
"مستقبلك لسه قدامك... متخليش الماضي يقيدك."
مي ابتسمت لأول مرة منذ فترة طويلة وقالت:
"وأنت كمان يا آدم... شكلك محتاج تسمع نفس النصيحة."
في تلك اللحظة، أدرك آدم أن مي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياته، مهما حاول أن يقنع نفسه بالعكس.
تعليقات
إرسال تعليق