رواية لحن الحياة الفصل التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر بقلم سهام صادق
رواية لحن الحياة الفصل التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر بقلم سهام صادق
لحن الحياة سهام صادق
عمال المصنع (9)
*************
كل شئ حدث في ثواني معدودة ..وجدت نفسها تهوي علي الفراش .. وقد أنصدم رأسها بشئ صلب لا تعلم هويته وكأن الصدمه قد شلت عقلها فبدلا من ان تزيل العصبة التي علي عينيها أولا ...أمتدت يدها تستكشف ما حولها وياليتها لم تفكر في رحلة أستكشافها هذا ..فيدها أصبحت على صدر كنان العاري
لتفيق على صوت كنان الذي أندفع من الفراش فزعا :
- ما هذا؟
ونظر حوله ليجد جواد يقف خلف الستار وقد ظهرت رأسه وعيناه تحدق بالموقف :
- ماذا تفعلون في غرفتي ؟
وأرتعشت يد ورد وهي تزيل العصبة ..تعض علي شفتيها بقوة وقد أشتعل وجهها حرارة
ودون كلمة ركضت من أمامه هاربة دون رد
لينظر كنان الذي مازال واقف عاري الصدر لطيفها ثم نظر لجواد
ليقترب منه جواد بخجل :
- كنا نلعب ...أسف خالو
........................................................................
اخد يدور حول نفسه وهو حانق منها ...لتهتف مهرة ببرود أصبح يستفزه :
- وماله الكشري ياجاسم بيه
وتابعت بتهكم :
- هو حضرتك مأكلتهوش قبل كده
ليرفع جاسم يده مشيرا لها بأن تصمت ولكن :
- لاء شكلك مأكلتهوش ... كده فاتك نص عمرك
فيزفر أنفاسه بغضب وقد أقتحن وجهه :
- انتي ايه راديو وبيشتغل .. بره يامهرة بره
لتقطب حاجبيها وهي تطالعه :
- يعني ولا كلمة شكر ولا مكافأة
وترجعت للخلف بخوف من صوته :
- مكافأة...
وقبل ان يكمل باقي جملته وجد ياسر يردف إليه مبتسما
- المسثمرين مبسوطين اوي من جولة امبارح ..
ونظر إلي مهرة التي علم بوجودها هنا من مني :
- وبيشكروا أستاذه مهرة علي اليوم الجميل ده
ثم تابع ضاحكا :
- وخصوصا الكشري
فتتنهد مهرة بزهو ثم ضبطت من وضع نظارتها علي عينيها
- والله الايطالين دول ناس ذوق مش زي ناس
ليحدق بها جاسم بجمود بعد ان فهم مغزي جملتها
فأبتسم ياسر قائلا :
- بصراحه تستحقي مكافأة ياأستاذة مهرة
لتنظر مهرة لجاسم الذي وقف يطالعها بنظرات محتقنة
- انا قولت كده لشخص ما .. بس للأسف في ناس عدوة النجاح
وفجأة صدح صوت جاسم غاضبا وقد تفاجأ ياسر من ذلك :
- بره علي مكتبك
لتبتسم وهي تنظر لياسر الذي وقف يطالعها بأستمتاع
- الخصم يتلغي .. واظن أستاذ ياسر قال ليا مكافأة وتابعت وهي تخطو نحو الخارج :
- وحاسب علي ضغطك وانت بتقول بره ياجاسم بيه
……………………………..........................................
خرجت ورد راكضه من الفندق بأكلمه وطيف ماحدث يمر أمام عينيها .. لتنظر حولها وهي تتحسس حرارة وجهها :
- انا ازاي وصلت لاوضته وسريره
وقبضت على كفيها بقوة :
- غبية ياورد
وسقطت دموعها وهي تسير دون ان تعرف الي اين ذاهبه فمساحة المنتجع ضخمه :
- انا كده هطرد بفضيحه
لتعود تتأمل المكان الذي هي فيه وقد كان قريب من الشاطئ ..
منظر ساحر أصبح أمامها جعل عيناها تتسع من الأنبهار
ومرت ساعه وهي وحدها تخشى العودة ورأت رجلان يأتيان من بعيد وعلمت بهوية أحدهم فالأخر بعد ان أشار علي مكان وجودها أنصرف
وأقترب منها معاذ بأنفاس مرهقة :
- انسه ورد ايه اللي جابك هنا ..المكان هنا مفيهوش حد
لتنهض ورد من جلستها متأملة المكان حولها :
- انا محستش بنفسي غير وانا هنا
ليبتسم لها معاذ وهو يشير إليها ان تتقدمه :
- سيد كنان مستنيكي في الفندق ..ولولا ان شنطتك والأمن قالوله انك مخرجتيش من المنتجع
وتابع ضاحكا :
- كان ممكن يبعتنا ندور عليكي بره المنتجع
وابتسم وهو يراها تطرق رأسها أرضا وقد ظن أنه خجلا ولكن شعور أخر كان يقتحم قلبها ولم يكن الا الخوف... فعقلها بدء يصور لها مشهد طردها بعد اهانتها
وسارت مع معاذ الذي أخذ يثرثر معها بأمور عدة .. الي ان دخلت الفندق ووجدت جواد يركض نحوها :
- اسف ورد
فأنحنت ورد نحوه بتوتر تقبله علي لطافته ... واخذت تدور بعينيها باحثة عن كنان الي ان ظهر امامها بعد ان صافح أحد الموظفين
وأقترب منهم بنظرات تلاشتها :
- أريد ان اتحدث معكي ورد
وأشار إليها بأن تتبعه ..لتنظر الي معاذ الذي أبتسم لها مطمئنا ثم جواد الذي أمسك يدها يحثها على السير
لتردف الي أحد الغرف وقد كانت نفس الغرفة التي تم فيها مقابلتها أثناء تقدمها للوظيفه
ليجلس كنان علي مقعده بأسترخاء :
- أجلسي ورد
وفور ان جلست اخذت تشرح له ماحدث دون ان تترك لأنفاسها العنان حتى أنها بدأت تنطق بعض الكلمات بالعربية والبعض الأخر بالتركية
وأخيرا تنفست :
- انا أسفه ولو حضرتك عايزني امشي وأنهي عقد عملي معنديش مشكله .. انا غلطانه
كان كنان يستمع لها ويركز في تفاصيل كل أنش بوجهها ...سمة شئ عجيب بدء يجذبه إليها
ونفض أفكاره سريعا ففي النهايه هو المرؤس وهي مجرد عامله لديه وبضعة أشهر وسيعود لوطنه وينتهي عقد عملها
وتنفس بعمق وهو ينهض ويتأمل جواد الذي جلس يتابعهم دون فهم :
- أنسي الأمر ورد ...جواد أخبرني كل شئ
لترفع عيناها البريئة نحوه .. فيشيح وجهه سريعا وهو يهتف :
- اذا اردتي الأنصراف باكرا فليس لدي مانع
.....................................................................
تهللت أسارير مهرة وهي تعلم من مني ان أمر الخصم من راتبها قد تم إلغاءه ... لتبتسم مني علي هيئتها :
- طب ركزي في شغلك بقي .. بدل ماتاخدي خصم تاني
وقبل ان ترد عليها مهرة ..كان جاسم يخرج من غرفة مكتبه ومعه أحد مدراء الأقسام :
- أنسة مهرة
فوقفت مهرة وهي تتمتم داخلها :
- هو انا مبلحقش ارتاح .
وتقدمت منه وهي تخشي ما سوف يتفوه به .. وحدث ماكنت تخشاه :
- هتساعدي سكرتيرة أستاذ مسعود الفترة الجايه
وتابع وهو ينظر إليها ببرود :
- لحد ما المساعده الخاصه بأستاذه لطيفه ترجع من اجازتها
فتمتت بحنق لم يسمعه الا جاسم :
- يعني هي تاخد اجازه وانا اتبهدل
ليحدق بها جاسم بجمود :
- بتقولي حاجه يا أستاذه مهرة
فأتجهت نحو مكتبها في صمت تجمع أشيائها وتغلق الحاسوب
......................................................................
عادت من العمل بصداع يضرب رأسها بقوة ... فحياتها أصبحت اما أقدامها تتورم او صداع يفتك رأسها ..فقد ظنت ان العمل مع السيد مسعود سيكون لطيفا ولكن كما يفعل هو فعل مسعود وسكرتيرته الشمطاء التي لا يعجبها شئ
وضغطت على كفوفها بقوه وهي تتذكر ان السبب في كل ذلك هو جاسم
وأتجهت نحو محل البقالة ..لتجد شيكا كالمعتاد ينتظرها كي تستلم منه مفتاح المحل ويذهب هو نحو عمله الأخر
وجلست علي المقعد الخشبي القابع داخل المحل ومدت ساقيها :
- هستريح شويه قبل ما أقفل المحل وأطلع
وأخفضت عيناها لتسمع صوت رجولي قد ميزته
كان أكرم يقف يطالعها بحنان أخوي مشفقا عليها
لتعتدل مهرة في رقدتها .. تنظر إليها وهي تمسح على وجهها :
- خير ياأكرم ..في مصيبة تانيه هرخجكم منها
فطأطأ أكرم رأسه بخجل :
- لا يامهرة انا جاي عشان اطمن عليكم
لتتعجب مهرة من قرب أكرم العجيب منهم :
- انا أسف يامهرة
لتضع بيدها علي المقعد الذي جانبها وهي تطالعه بعمق ..مهنة المحاماه جعلتها تدرك نوايا البشر
وأكرم شقيقها يبدو وكأنه ليس ابن زوجة أبيها
فطباعه هادئه طيبه
فأبتسم أكرم وجلس جانبها :
- شكلك تعبان...
لتهمس بأرهاق :
- التعب ده انا متعوده عليه
وتابعت بأمتنان :
- ورد حكتلي علي اللي عملته معاها الفتره اللي فاتت
فأبتسم أكرم وهو يمسك كفوفها يحتويها بكفوفه :
- ده واجبي يامهرة... ولا انتي مش شيفاني راجل
فأبتسمت وقد غزي الآلم قلبها وهي تري أخيها الصغير يخبرها برجولته نحوها هي وشقيقتها
..................................................................
أغمض كنان عيناه ومازالت صورتها تقتحم عقله
طيفها وهي تقع على ذراعيه وتمسد صدره
وفتح عيناه وهو يزفر أنفاسه ليعتدل في وضع نومته هاتفا بحنق
- ما الأمر كنان مجرد فتاة عادية تعمل لديك ...تجعلك تفكر بها هكذا
ونهض من فوق الفراش يبحث عن هاتفه .. لتظهر مهاتفات سيلا الكثيرة التي لا يعيلها اي اهتمام رغم أنه يوم ان قرر الأرتباط بها كان القرار نابع من اختياره هو وحده
..........................................................................
وقفت مهرة غير مصدقة ما تسمعه من ثرثرة أهل الحي بأن حسين ابن الحج إسماعيل سيعود قريبا من هولندا ... حسين جارها الهادئ والوحيد الذي لم يكن يوم يراها كالصبية كما كان يلقبوها أولاد الحي
لم يعلم حبها الخفي أحد وظلت تنتظره بأمل ان يعود ويعود حلمها في الرجل الوحيد الذي احتل قلبها وقد نست معه كرهها للرجال بسبب والدها
....................................................................
قرر كنان اليوم ان يشاركهم جلستهم ويعمل جانبهم
في البداية كانت ورد تشعر بالأرتباك من وجوده ولكن بعد فترة تأقلمت على وجوده
كان يستمع إلى حوارها مع جواد ويبتسم
واحيانا يختلس اليها النظرات دون شعور منه ..الي ان أقترب منه جواد :
- أريد ان اذهب لمدينة الألعاب خالو
فربت كنان علي وجهه بحب :
- لك ماطلبت سيد جواد ولكن ليس اليوم
ليعقد الصغير ساعديه أمام صدره حانقا :
- متي؟
لتبتسم ورد علي أفعال جواد ..ليقع عين كنان عليها متمتما :
- أقترح انت و ورد علي اليوم وسأري مواعيدي
ليقفز جواد بسعاده وركض نحو ورد التي ضمته إليها
.....................................................................
رفعت مهرة عيناها عن لطيفة سكرتيرة السيد مسعود وهي تراها كيف تتفنن في وضع الزينة علي وجهها وحدقت بها بتسلية ..فقد علمت ان السيد مسعود رجل أرمل
لتحدق بها لطيفة بحنق :
- بتبصي علي ايه ..خليكي ف شغلك
فضحكت مهرة وهي تعود لعملها :
- سمكة في طبق دقيق ..
ليردف مسعود داخل الغرفه ناظرا لمهرة .. دون ان يلتف للطيفة التي جعلت وجهها كالخريطه :
- تعالى يامهرة
فتبعته مهرة .. ولا تعلم لما ارادت مشاكسة لطيفة ..فغمزت لها بمكر لتضرب الاخري بقبضة يدها علي سطح مكتبها
- وجودك معانا اليومين اللي فاتوا انجزوا حاجات كتير
رغم أنها كانت حانقة من كم العمل واوامر لطيفة التي ليست لطيفة ، ولكن عبارات الشكر جعلتها تهتف برقه غير عادتها
- العفو يافندم ده واجبي
ليخرج مسعود كارت دعوة من درج مكتبه
- بنتي رقيه عامله معرض تعرض فيه لوحتها .. هكون سعيد لو جيتي واتعرفتوا على بعض
لتبتسم مهرة علي لطفه ... وخرجت من غرفته تحمل كارت الدعوه ولطيفة تكاد تنفجر غضبا
...................................................................
وضع سماعة هاتف مكتبه بغضب ... ياسر وقد سافر من أجل أحد المهام التي طلبها منه واليوم هو لديه أجتماع مهم .. فمن سيذهب إلى أحد المصانع التابعه له ويحل تلك المشكله
لتتسع بريق عيناه وهو يتذكر مهرة ..ورغم خوفه من معالجة الأمر الا انها الوحيده التي اقتحمت عقله
وخرج من مكتبه يطلب من مني :
- ابعتيلي مهرة حالا
وعاد لغرفته ينتظرها .. إلي ان جاءت اليه حانقة :
- هو انا هشتغل ايه بالظبط هنا
ليلتف إليها جاسم ببرود :
- كل حاجه
وتابع وهو يتفحص وقفتها ونظراتها التي تكاد تقتله :
- ماعلينا خلينا في المهم
وبدء يشرح لها مهمتها ..فالعمال في أحد مصانعه علي أطراف المدينة يضربون عن العمل دون سبب كما أخبره مدير المصنع
- تحلي الموضوع بهدوء .. وفي سواق مستنيكي تحت
لتتسأل وهي تعدل من هندام لياقة قميصها :
- واشمعنا انا اللي اخترتني في المهمة ديه ماعندك موظفين كتير
ليحدق بها جاسم ثم سار نحو مكتبه :
- مش مضطر اقولك عن اسبابي
وأشار إليها بالأنصراف دون ان يعيرها اي اهتمام مرة أخرى
................................................................
حدقت بضخامة المصنع وهي تسير نحو الداخل لتجد بعض العمال يحتجون علي الوضع الذي هم فيه ... ومدراء الأقسام لا يعيرهم اي اهتمام فكل منهم يمسك فنجان قهوة يرتشفه ببرود او يجلس في مكتبه تحت المكيف
واقتربت من أحد العمال متسائله :
- هو في ايه .. وليه انتوا وقفين كده
لينظر لها الرجل بشك :
- انتي مين
فأبتسمت مهرة وهي تدرك خوفه :
- ياعم متخافش بس وقولي ..مش يمكن أساعدكم
حدق بها الرجل للحظات ولكنه حسم امره وبدء يسرد لها تهديد الإدارة لهم بطردهم وان أغلبهم يعمل بعقد فقط ..وان التثبيت لا يكون الا لأصحاب الوسطه واقارب المدراء
- طب وليه موصلتوش كلامكم ده لصاحب الشركه
فضحك الرجل بأستهزاء وهو يلتف حوله :
- صاحب الشركه سايب كل حاجه على البشمهندس شوقي اصل قريبه ياستي... مبيجيش المصنع ده غير كل كام شهر وبيكونوا مظبطينها ووعدينا ان كل مطالبنا هتتنفذ
ثم أكمل وهو يطالع المكان حوله مرة أخري :
- او يهددونا اللي هيتكلم ..هيطرد
لتستمع مهرة لكل هذا بتركيز ... ووجدت المدير يتقدم منها مرحبا بها بعد ان علم بهويتها
وأخذها لمكتبه المكيف... طالبا من سكرتيرته كأس من الشاي بعد ان سألها بأحترام ماذا تريد ان تشرب
لتهمس بصوت لم يسمعه غيرها :
- ما الأوامر جايه من جاسم الشرقاوي لازم التعامل يبقي ليه وضع
وأسترخت في جلستها كالطاووس المتباهي :
- اما اخد وضعي بقي وأعيش الدور شويه
وقد جاء الشاي وأخذت ترتشفه وهي تستمع لكلام المدير عن مايفعله العمال وتمردهم ويجب ان يتأخذ جاسم أمر بطردهم
لتنهض مهرة أخيرا من مقعدها بعد ان انهت كأس الشاي وأعتدلت في وقفتها :
- سيبلي انا المهمه ديه يابشمهندس ... انا هوقف العمال دول عند حدهم واللي مش عجبه مع السلامه
لتتسع أبتسامة شوقي علي تأيدها لقراراته
وسارت للخارج يتبعها شوقي منتظرا ما سوف تخبر به العمال المجتمعون بالأسفل :
- اسمعوا ياحضرات .. كل عامل هنا مرتبه هيزيد حسب مرتبة الحالي... واللي بقاله سنه شغال هيتثبت
وألتفت نحو شوقى الذي أتسعت عيناه هو ومدراء الأقسام :
- عشان محدش بعد كده يبيع ويشتري فيكم وتضمنوا حقوقكم
ليتهلل أسارير العمال .. وشوقي يقف يهتف خلفها :
- انتي مجنونه... لا ده لازم جاسم بيه يعرف بلي عملتيه
وذهب نحو مكتبه يطرق الأرض بغضب .. ليرفع سماعة هاتف مكتبه.. طالبا محادثة جاسم الذي كان للتو قد أنهى اجتماعه وأردف لغرفة مكتبه تتبعه مني
- بتقول قرارات ايه ياشوقي
وبدء شوقي يسرد له بطريقته ماحدث من تلك التي بعثها للمصنع
لينظر جاسم لمني وأسم مهرة يتردد علي مسمعه من شوقي
وأغلق الهاتف بغضب ... محدقا أمامه بوعيد
ضغط ًعلي أسنانه بقوه هاتفا بأسمها
- مهرة
يتبع بأذن الله
*********
#لحن_الحياة <3
#سيمو
هدوء وعاصفه (10)
**************
وقفت أمامه بزهو وهي تتباطئ في خطواتها وأقتربت من أحد المقاعد تجلس عليه كي تسترخي من أرهاقها المفعم بالفخر ...وأخذت تطالعه وهو يدقق بعض الأوراق التي أمامه منتظره منه ان يبدء الحديث
ف فور ان وصلت من المصنع أخبرتها مني أنه يريدها
ليرفع جاسم وجهه عن الأوراق التي أمامه :
- انا أذنتلك تقعدي
لتعتدل مهرة في جلستها بعد ان أحرجها بعباراته الفظه :
- لاء مأذنتش
ثم تابعت بعلياء :
- أظن بعد المجهود الجبار اللي عملته .. تجبلي عصير وتديني اجازه يومين كده
وسرحت بخيالها قليلا :
- وياسلام لو تحجزلي في الساحل
وشهقت بفزع وقد أخرجها من طور أحلامها..فقد تخيلت البحر والهواء ولكن :
- انا لو أطول أنفيكي هنفيكي وارتاح منك
ونهض من فوق مقعده وأقترب منها :
- انتي ايه اللي هببتيه ده
فرفعت عيناها نحوه :
- بدل ماتشكرني اني حليتلك المشكله والعمال فضلوا يدعولك ... انا قولت خيرا تعمل شر تلاقي
وأبتعدت بجسدها بخوف بعدما مال عليها ..وألتصقت بظهر المقعد :
- أنت مقرب مني كده ليه
وتابعت بقلق :
- يامدام مني ..
فمال نحوها أكثر وقد أرتكز بكفيه علي مقعدها.. وأصبحت عيناه كالشرر :
- حد أذنلك تاخدي قرارات من غير ماترجعيلي
لتبتلع مهرة ريقها بتوتر وهي تحدق به ..ثم حركت رأسها :
- ايوه
وصم صراخه أذنيها .. لتدفعه بعيدا عنها :
- انت قولتلي احل المشكله... وانا حلتها من وجهة نظري
وتابعت وهي تنهض من فوق المقعد .. وأخذت تمسح وجهها المتعرق :
- مش ذنبي اني مش بيزنس ومن وبدور علي مصلحتي زيكم
لتجده يطالعها بنظرات ثاقبه وقد هدأت وتيرة غضبه قليلا ..فمن متي وهو يحل مشاكله هكذا .. ولكن معها كل شئ يأتي بالعكس
وبدأت تسرد له مشاكل العمال وكل مايحدث ..الي ان تنفست براحه :
- تقدر تطردني .. زي ماتقدر تلغي القرار
وألقت عليه نظره اخيره فقد وقف معطيا لها ظهره دون كلمه :
- ابقي شوف مشاكل عمالك ..قبل ماتقعد تحت التكيف وفي مكتب مساحته مساحه الشقه
وقبل ان تخطو لخارج الغرفه هتفت ساخره :
- قرفتونا بفلوسكم
لتتسع عين جاسم بعد ان سمع سبابها .. وألتف سريعا نحوها ولكنها أغلقت الباب بوجهه
ليضم قبضتي يديه بقوه محتقن الوجه :
- ماشي يامهرة
.....................................................................
نظرة مني لمهرة بفزع بعد ان وجدتها تندفع من غرفته بتلك الحالة ثم أقتربت من مكتبها لتأخذ حقيبتها وخرجت وكان من نصيبها ان تنصدم بأحد الموظفين الذي وقف يطالعها وهو يتسأل
-مالها ديه ؟
…………………………………………….........................
عادت من عملها شاردة في تلك الدوامة التي دخلتها بقدميها .. لتتقدم من محل البقالة وقد كان شيكا جالس أمام المحل يتفحص أحد الجرائد وعندما رأها طوي الجريدة سريعا ونهض من فوق مقعده :
- جيتي بدري النهاردة يا استاذه
لتهتف مهرة بفتور :
- هاتلي الكرسي اللي جوه ده ياشيكا وتعالا كمل قراية
ليفعل شيكا ماأرادت وجلس يكمل قراءة الجريده بصعوبه فهو لم يكمل تعليمه بعد الابتدائيه
وألتقطت مهرة أحد أكياس الحلوي تأكل منها وهي تضغط علي الكيس بعنف ...الي ان أنهته لتأخذ أخر
وكيس أصبح يليه كيس وكلما أنهت واحد نفخته بأنفاسها ثم طرقعته بغل
لينتبه شيكا لما تفعله بقلق :
- مالك ياأستاذه مين بس اللي زعلك
لتحدق به مهرة بجمود وهي تتخيل جاسم أمامها ومن سوء حظ شيكا كانت صورة جاسم مطبوعة بالجريدة ولم تراها الا بعد ان أخذ شيكا يتصفح الجريدة
لتلتقط مهرة منه الجريدة بعنف وتقرء ماكتب عن جاسم ومشروعه القادم ودعمه للشباب
- قال جاسم الشرقاوي قال
ومزقت صورته وهي تنظر لشيكا الذي أخذ يطالعها بذهول :
- سيرة وشكل الراجل ده بتعصبني
ونهضت من فوق مقعدها ... ملتقطه عدد من الجرائد التي يجلبوها في المحل :
- الطبعه ديه فيها صورته مش كده
ليحرك شيكا رأسه .. الي ان وجدها تشير نحو الجرائد :
- صورته تتعمل قراطيس لب ولا اقولك يتحط عليها طعمية عم فلفل
ليقف شيكا متسع العينين إلي ان وجدها تسير من أمامه حانقه تضرب الأرض بحذائها الرياضي
…...................................................................
لأول مره تشاركه حفل من الحفلات التي ينضم اليها
كانت تقف بينهم تشعر وكأنها غريبه عنهم ..وسرحت في المكان إلى ان وجدت كريم يحاوط خصرها بحب يعرفها علي البعض .. لا تنكر ان كريم قد تغير معها ولكن التغير كان من أجل أطفاله .. وتذكرت صغيريها بشوق وقلق علي وجودهم مع مربيه كانت ترفض وجودها ولكن الضرورة قد حكمت
وظهرت إحداهن تتباطأ في خطواتها وكل نظراتها تتفحص ذلك الواقف بجانب زوجته الشارده يضمها لصدره
لتهمس لمن يقف جانبها :
- شكله مش غريب عليا
ليبتسم الرجل وهو يطالع سيدته :
- كريم الشرقاوي اخو جاسم الشرقاوي
لتتفحصه بأعين راغبه .. فمن يعجب مشيرة الشناوي لا بد ان يكون لها
......................................................................
جلست ورد بأرتباك بجانب مهرة التي أندمجت مع احد المسلسلات الدراميه وأخذت تبكي وكأن لديها واجب عزاء...لتنظر إليها ورد بتأفف من ألقائها المناديل الورقيه عليها
وتنحنحت بحرج :
- مهرة
لتكمل مهرة المسلسل بأندماج :
- عايزه ايه ياورد ..قاعدتك ديه فيها حاجه
لتبتسم ورد علي فهم شقيقتها لها :
- من غير لف ودوران سيد كنان عزمني معاه هو وجواد على فسحه
لتترك مهرة علبة المناديل جانبا وتلتف نحوها تطالعها :
- ويفسحك بمناسبة ايه يابنت زينب
فأرتبكت ورد وهي تنظر في عين شقيقتها ثم أخذت تسرد لها سبب وجودها معهم :
- ديه من مهام وظيفتي
لتتأفف مهرة بحنق :
- انا الشغلانه ديه مكنتش داخله دماغي ..قال جليسة أطفال
روحي ربي نفسك الأول
لتضحك ورد بعلو صوتها...فشقيقتها اليوم بغير طبيعتها
وقبل ان تسألها ورد عن مابها
كان صوت حمادة صبي الحج اسماعيل يعلو بصياح
- يااستاذة مهرة .. ياست الاستاذة
لتنظر مهرة لشقيقتها :
- انا قولت اليوم ده باين من أوله
وذهبت نحو الشرفة تحت نظرات ورد
- شيكا اتقبض عليه في القسم في خناقة
لتلتف مهرة نحو شقيقتها بحنق :
- شايفه الليله باظت ..
فطالعتها ورد وهي تتجه نحو غرفتها ..ثم أنفجرت ضاحكة
.......................................................................
كان جاسم جالس في مكتبة يفكر في كل ما أخبرته به مهرة ... فرغم حنقه منها ومن أفعالها الا أنه لن يترك الأمر وسيفهمه .. ليعلو رنين هاتفه..
فلم تكن الا رفيف التي أصبحت تغزو عقله في الآوان الأخيره فيبدو ان الرجل حين يرغب بالمرأه يرغب بمن يجدها الجزء الجميل الناعم بحياته
......................................................................
جلست على مقعدها بأسترخاء ثم فتحت صفحات الجريدة التي جلبتها اليوم معها ..فاليوم قررت الا تعمل
لتسألها مني بأبتسامة هادئه :
- خلصتي شغلك مع الأستاذ مسعود
لتحرك مهرة رأسها بصمت .. فحدقت بها مني للحظات ثم أكملت عملها
فيخرج جاسم من غرفته ..ناظرا إليها ثم نظر الي ساعته :
- تأخير ساعتين
لترفع مهرة عيناها نحوه :
- ساعتين ونص وتلت دقايق وثانيتين
فلم يجد جاسم مايقوله ... فلو تحدث الأن سليفظ ألفاظ لم يلفظها من قبل
كانت مني تتابع عملها وهي تكتم صوت ضحكاتها
ليقترب جاسم منها وأخذ الجريدة من يدها :
- مش وقت ثقافه دلوقتي
وتابع وهو يخطو نحو الخارج :
- حصليني عشان هنروح المصنع نشوف العمال
لتتسع عين مهرة بغير تصديق وحملت حقيبتها وركضت خلفه
لتنظر مني نحوها وهي تبتسم
............................................................................
وفقت ورد تتأمل مدينة الألعاب بأنبهار ..فلا تتذكر أنها حصلت يوما علي نزهة هكذا ..كانت جميع نزهاتها كأي أسرة بسيطه تقضي نزهتها في الحدائق العامه وكلما كبرت هي وشقيقتها مع مرض والدتهم رحمها الله وقلة المال الذي يبعثه لهم والدهم
كانت المسئولية تثقل عليهم فأصبحت حياتهم تدور في كسب لقمة العيش
ليتأملها كنان بعد ان وضع جواد في أحد الألعاب وأطمئن عليه ... وأقترب منها
- لأول مرة تأتي لهنا ورد
فحركت رأسها كالأطفال وهي تنظر حولها بأستمتاع
ليبتسم كنان علي هيئتها ..
- هل من حدثتك في الهاتف منذ قليل شقيقتك
لتنتبه ورد لسؤاله :
- نعم ..شقيقتي مهرة
فتعجب كنان من الاسم قليلا ثم صمت وهو يتابع جواد الذي يمرح
ووجد ورد تبتعد عنه ... فتابعها بعينيه
ليجدها تجلب أحد الألعاب التي تمثل شكل زهرة عباد الشمس
وعادت اليه وعلي وجهها أبتسامة سعيده
وماكان منه الا ان أبتسم ... لينهي جواد لعبته ويركض نحوهم مطالبا بصعود لعبة أخري ولكن معهم
وقد تم ما أصر عليه الصغير رغم خجل ورد وعدم رضي كنان ولكن مع جواد يتغير كل شئ
وصعدوا لأحد الألعاب العائليه .. وجواد يخفي رأسه في حضن كنان مستمتعا ...اما ورد كانت تجلس مرتبكة خائفة :
- خالو ألتقط لنا صورة هيا هيا
ليضحك كنان وهو يقبله علي رأسه ، ونفذ له ما طلب بكل سرور
حاولت ورد الأبتعاد عن الصوره وقد ظنت انه لم يلتقطها ولكن كنان ألتقطها معهم .. متأملا أرتباكها
وعيناها الهاربة منه
.......................................................................
تفاجئ جاسم بتجمع العمال مرة أخرى ولكن هذه المرة يطالبوا بتنفيذ ما قالته مهرة
كل شيء كان يأتي إليه في مكتبه بصورة مجمله ولكن اليوم اكتشف الفساد الذي يعانيه هذا المصنع
وعندما أنتبه السيد شوقي لوجوده... تبدلت ملامحه فجاسم يخبره دوما بقدومه قبل ان يأتي ولكن اليوم لم يظن أنه سيأتي ... وانصدم من وجود مهرة التي كانت تتبعه
وأرتبك عندما وجد نظرات جاسم الجامدة نحوه
وصفق جاسم بيديه بقوة من أجل ان ينتبه اليه البعض
ليصبح بعدها المكان ساحة ضخمه من العمال وقد اخذوا يخبروه بكل شئ غير خائفين
- القرار اللي اتاخد امبارح مظبوط واتمضي عليه
وتابع بصوت قوي :
- المصنع ده مصنعكم انتوا بتعبكم ..وبعتذر من كل شخص فيكم علي اللي حصل .. رغم أني كنت فاكر ان كل حاجه ماشيه تمام
واخد ينظر إلى شوقي بجمود ولأعوانيه
ليتهلل اسارير العمال ..وتقف مهرة متعجبه من طريقة سيطرته واقناعه ففي لحظه أصبح العمال ملتفون حوله بحب .. هاتفين بأخلاصهم للمصنع وحبهم للعمل
لتهمس وهي تطالعه :
- سبحان مغير الأحوال امبارح كنت رافض قراري ..النهارده واقف بتأيده
وتابعت بفخر :
- عشان تعرف قرارتي ديما صح
ليلتف نحوها جاسم وقد كانت خلفه مباشرة وقد سمع جملتها الاخيره
- هما هيتكفؤا اما انتي هتتعقبي
وتركها وانصرف نحو الاعلي حيث غرفة شوقي
........................................................................
منذ فترة طويلة لم يشعر بتلك السعادة ...سعاده خلقتها فرحة جواد وشعور أخر بدء يتغلل داخل قلبه .. وكلما كان يلتف كان يجد ورد أمامه تضحك كالأطفال تضع بيدها علي فمها تكتم صوت ضحكتها
وأنقبض قلبه وهو يري أحدهم يصدمها دون قصد لتتعرقل قدمها في طرف فستانها .. لتجد نفسها تهوي علي الأرض بيديها التي انجرحت
ليقترب منها كنان بلهفة .. جاثيا على ركبتيه أمامها :
- ورد هل انتي بخير ؟
وألتقط يديها لينظر إلى تلك الخدوش واخرج منديلا من سترته ليمسح الدماء البسيطه من علي يديها...
كانت ورد تنظر إلي مايفعل كالمغيبة .. الي ان وجدته يهتف بأسمها مجددا :
- تؤلمك ..هل نذهب للمشفي
فأتسعت عيناها ونظرت حولها .. وشهقت بفزع
ليطالعها كنان متسائلا
- مابكي ورد
لتنهض من أمامه وتبتعد عنه بخجل ..تحت نظراته المتعجبه .. ولم يقطع تلك اللحظه الا جواد الذي انهي لعبته وركض نحوها
.......................................................................
انهي نقاشه بحزم مع شوقي وأتباعه وقد أخبرهم ان من سيمسك الأداره شخص جديد
كان شوقي يتبعه وهو يخبرها بحسن نواياه
ونظر جاسم حوله يبحث عنها ..ليجدها تجلس وسط بعض العمال تأكل معهم وتضحك فقد كان وقت استراحتهم
فوقف يطالعها وهو لأول مرة يراها هكذا .. مهرة تضحك وجنتيها تصبح ورديه .. غمازتها اليمني تظهر بوضوح
شعور عجيب في تلك اللحظه بدء يسير داخله... وعندما رأته اختفت ضحكتها وعادت إلى الوجه الذي اعتاده ..فضاع سحر تلك اللحظه
وسار من أمامها بوجه جامد .. بعد ان ألقي بتعليماته على شوقي وان مهامه قد زالت
لتضع مهرة كأس الماء الذي ترتشف منه ..وشكرت العمال بلطافة وكأنهم أصبحوا أسرة واحده
وخطت بخطوات سريعة للخارج نحو السيارة
لتجدها قد أوشكت علي الحركه لتهتف بحنق :
- أنت هتسبني في الصحرا ديه
وتابعت وهي تضرب كفوفها ببعضهما ولكن بصوت خافت :
- يعملها انا عارفاه
وصعدت السيارة بجوار السائق تزفر أنفاسها بحنق :
- الواحد يقول هنمشي .. اي حاجه ولا انا هوا
ليميل جاسم بجسده نحوها :
- بالظبط انتي هوا شئ مش مرئي
ليحتقن وجهها .. ليعتدل هو في جلسته .. ممسكا بهاتفه يتفحصه ببرود يجيده
وعادت لوضعها تنفخ أنفاسها بقوه... إلى ان رن هاتفها :
- ايوه ياحماده .. مين ده اللي عايزني أرفعله قضيه
وأسترخت في جلستها بزهو .. واخذت تعلو من نبرة صوتها :
- طب اديله ميعاد علي بليل كده ..اكون خلصت أعمالي المهمه
كان جاسم يستمع لمحادثتها ساخرا ..الي ان انهت المكالمة
- هايل شغل الصبح وشغل بليل في الكشك الصغير اللي اسمه مكتب ده
لتلتف نحوه مجددا بحنق :
- محدش طلب وجهة نظرك في مكان شغلي
وأتسعت عين السائق وهو يتعجب من ردها وأستمتاع رئيسه بذلك فقد رأي بعينيه نظراته حتى انه تعجب
ونظرت له بأحتقار .. وعادت لوضعتها تسبه
فأبتسم بمتعه وهو يري حنقها
.......................................................................
عادت ورد من عملها تنظر الي خدوش يديها ... ووجدت مهرة تجلس تنتظرها بقلق :
- اتأخرتي كده ليه ياورد
فأبتسمت ورد وهي تتذكر تفاصيل اليوم ..وتنهدت بسعاده جعلت مهرة تحدق بها بقوة :
ثم نهضت من مكانها .. لتنظر ليديها
- مالها ايدك ايه اللي حصل
فأزالت ورد حجابها .. وجلست علي الأريكه بأسترخاء تقص عليها تفاصيل اليوم
كانت تري السعاده بعين شقيقتها كلما تحدثت عن لطافة ذلك المدعو كنان معها
وهذا مالم يسعدها فورد دوما تبهر من لطافة الأشخاص كما كان ماجد يبهرها
لتربت على ذراعها قائله :
- طب قومي ناكل عشان جعانه
ورفعت يداها وهي تتذكر جاسم :
- منك لله
لتتسأل ورد بجوع رغم ان كنان قد أخذها هي وجواد لأحد المطاعم ولاحراجها لم تأكل الا القليل :
- معقول مهرة عملت اكل
ووضعت بيدها على بطنها :
- هناكل ايه
لتذهب مهرة نحو المطبخ بصمت... ثم تعود بعلبتان من الكشري وترفعهم بزهو وهي تحرك أهدابها :
- كشري وجبه سريعة ومضمونة
لتنفجر ورد ضاحكة وهي تنهض نحو غرفتها :
- ياريتني كنت أكلت مع جواد... كان لازم الواحد يتكسف
………………………...........................................
أخذ يجفف شعره بعد ان أنعش جسده بحمام دافئ
وجلس على فراشه يتذكر تفاصيل يومه بأبتسامة
ونظر لموضع هاتفه ..ليتأمل الصور التي ألتقطها لها مع جواد وصور قد ألتقطها وهي معهم ولكن كانت تبتعد عن الصوره كي لا تظهر فيها
يتعجب من أفعالها.. ورغم ذلك يشعر بالشغف نحوها
وتمدد على فراشه ..ليقطع رنين هاتفه تلك اللحظه
متأملا رقم سيلا
- نعم سيلا
وتنهد بملل وهو يستمع لعبارات الشوق التي هي بارعة فيها
- كما تحبي
واغلق الهاتف بعد ان أخبرته برحلة سفرها
…………………………..........................................
تنفست براحه بعد ان علمت من مني ان جاسم سيغادر اليوم مبكرا
- كده انا اقدر أروح بدري .. وافاجئ ورد واعملها أكل
وتابعت وهي تخطط لما ستفعله :
- وأنضف الشقه ... ورتب ال
لتجد جاسم يقف أمامها... ومازالت تفتح فمها لتكمل عبارتها :
- يلا
لتغلق فمها وتطلق للسانها العنان :
- يلا ايه
وتابعت بأمل :
- اكيد يلا عشان اروح ...شكرا يافندم بجد كلك
وضغطت على شفتيها وهي تخرج الكلمه :
- ذوق
وأخذت حقيبتها وخطت بخطوات سريعه من أمامه ولكن :
- انا أذنتلك بالأنصراف .. انتي ناسية انك المساعده الشخصيه بتاعتي
وتابع بتهكم :
- قدامي ياأستاذه وقتك يخلص في الشركه لما انا أسمح بكده
ومن صوت همهمتها علم بأنها تسبه كالعاده
وتحركت خلفه ..لتبدء مشوار جديد معه
وتعجبت من دخول السيارة منزله دون ان يخبرها لما هي هنا
- لو حابه تدخلي تشربي حاجه اتفضلي .. لو مش عايزه براحتك
وانصرف من أمامها ..لتهتف بحنق :
- شكرا علي ضيافتك اللي ملهاش لازمه …إنسان عديم الدم
وظلت تنتظره إلي ان وجدته يأتي نحوها بملابس رياضيه .. وأتسعت عيناها لمظهره الشبابي الذي تداريه ملابسه الرسميه
لتجده يقف أمامها ملوحا بيده أمام عينيها :
- مش معقول اكون عجبتك ياحضرت الافوكاتو
فنفضت رأسها سريعا وهي تشيح وجهها بعيدا عنه
وشهقت بفزع وهي تجده يرمي حقيبته الرياضيه اليها
وسار نحو سيارة أخرى حديثة الطراز بيضاء اللون
كي يقودها هو بنفسه
لتنظر مهرة للحقيبه بغل وكادت ان ترميها الا أنه أشار إليها بتحذير :
- هفضل مستنيكي كتير
واقتربت منه بحقيبته وألقتها في المقعد الخلفي وهي تعلم أن اليوم ستنفذ طاقتها معه :
- مش محتاجه اروح نادي رياضي انا
ليبتسم جاسم وهو يلتف نحوها :
- ومين قالك اني واخدك عشان تلعبي رياضه او معجب برفقتك في الأماكن اللي زي ديه
ونظر لجسدها بوقاحه :
- انتي رايحه للخدمه
وغمز بعينيه عندما رأى نظراتها الجامدة نحوه :
- خدمتي انا وبس
يتع بأذن الله
*******
#لحن_الحياة <3
#سيمو
لحن الحياة سهام صادق
مشاعر (11)
**********
ظلت كلمته تدور بعقلها دون هواده ولم يلجم لسانها من نعته بأبشع الألفاظ بل وترك ذلك العمل البغيض الا ذلك العقد اللعين الذي مضت عليه لعام كامل في سبيل تنازله عن ما اقترفه شقيقها الذي لا يربطها به الا الأسم والدماء
وعندما شعر بهدوئها أراد ان يستفزها قليلا :
- الأدب ديما حلو .. وبيريح
فطالعته بجمود ..ليبتسم هو بسماجه وبرود
وأخيرا وصلت السياره إلى أحد النوادي الراقيه ليحيه حارس الامن
وبعد برهة كانت تسير خلفه تحمل حقيبته الرياضيه التي تود ان تلقيها بوجه :
- ليك يوم ياجاسم ياشرقاوي
وضغطت على أسنانها بقوه وهي تقف خلفه بعد ان وقف ليصافح أحدهم ..وسار مجددا نحو وجهته
فقد كانت صالة رياضية ضخمه بها كل وسائل الرياضه
وألتف نحوها مشيرا لأحد الأركان الجانبيه :
- هتفضلي هنا تستنيني
فعضت علي شفتيها بقوه ... وقبضة على يديها قبل ان تمتد أظافرها وتخدش وجهه الجميل
ومد يده ليخذ منها الحقيبة .. ليجدها تتركها أرضا وتبتعد في صمت
فهتف بحنق :
- حسابك معايا بعدين
وخطي داخل الصالة الرياضيه .. لتنظر حولها بضيق
فالكل ينظر إليها بتفحص وكأنها دخيله على ناديهم العظيم
وبحثت بعينيها عن مكان تجلس فيه... فوجدت مصطبة رخاميه ملتفه حول حوض من الأزهار فجلست وهي تخرج أحد كتب القانون والتي أصبحت تحملها في حقيبتها كي لا تنسى مهنتها الأساسية
ومرت الدقائق وهي تختلس النظرات تارة في اسطر الكتاب وتارة أخري علي نظرات البعض وهم يمرون من أمامها او جهتها
وقررت ان تنهض من تلك الوضيعه .. وسارت نحو الصالة تتأمل كيف يلعبون الرياضة علي أحدث الأجهزة الرياضية
ووجدت هيئتها في الوجهة الزجاجيه الخاصة بالمكان
وتأملت نفسها قليلا كالعاده ترتدي أحد القمصان المقلمة والتي تشبه قمصان الصبيه وبنطال من الجينز الباهت وتعقد شعرها ونظارتها تضعها على عينيها من أجل أتمام هيئتها التي لا توحي بوجود أنثي
وزفرت أنفاسها بحنق فالوقت يمر ببطئ ولا تعلم لما أتي بها هنا ..اهذا هو عقابها الذي اخبرها به في المصنع
وتمتمت وهي تلعنه داخلها.. ولمعت عيناها بمرح وهي تنظر حولها :
- ليه مستغلش وجودي هنا .. وأتبسط شويه
وتركت لقدميها حرية التمتع بالمكان .. مكان مخصص لملعب التنس وآخر لركوب الخيل وآخر للركض وآخر للهو الأطفال .. ومساحات خضراء جميله الي ان أنتهي بها المطاف عند الجزء المخصص للجلوس وهي كافتيريا النادي
ونظرت إلي اعين النساء التي بطبيعتها دوما الفضول ..واتجهت نحو احدي الطاولات وجلست بأسترخاء وهي تضع ساق فوق الآخر ولكن عندما رأت هيئة حذائها
انزلت ساقها سريعا تستمتع حولها بهيئة الجالسين
حتى ان حديث البعض بدء يجذبها
منهن تقص لصديقتها عن ابنتها الجميله المثقفة فيبدو ان الأخرى لديها شاب مقبل علي الزواج ويريدون توفيق راسين بالحلال
فتمتمت ساخرة ومازالت أذناها معهم :
- حتى هنا بيشقطوا عرسان
ثم لفت أنتباهها لحديث أخرى تخبر صديقتيها
عن مافعلته في حفل خطبة حبيبها
وأخرى تحكي عن رحلتها لباريس
ورمت أذناها في الجهة الأخرى لتجد عصفوران من الكناريا كما شبهتهم تخبره بدلع عن اهانة والدته لها أمس لأن فستانها لم يعجبها
فضحكت بعلو صوتها فلم تعد تتحمل تلك الأجواء وقد نظر اليها البعض بنظرات ساخطه
لتجد أحد عمال الخدمه الخاصه بالمكان يسألها تنتمي لأي من الأعضاء ... فرفعت عيناها بغرور مصطنع تهمس داخلها :
- نستغل أسمك شويه ياابن الشرقاوي
وهتفت وهي تعدل من هندام قميصها :
- جاسم الشرقاوي
لينظر إليها العامل بتفحص غير مصدق أنها من ضيوفه .. وعندما لاحظت نظراته تلك ..زاد سخطها
- مالك مش مصدق ..محسسني ولا كأني أعرف رئيس الدوله
فأبتلع العامل سخريتها .. فهو يعلم ان لاحد يدخل النادي الا برفقة عضو من أعضاء النادي ولكن هي برفقة جاسم الشرقاوي لا يصدق
- يافندم مقصدش ..انا لازم أعرف انتي تبع مين من الأعضاء
لتزفر مهرة أنفاسها بقوه :
- ما انا قولتلك جاسم الشرقاوي
وأخرجت من حقيبتها كرنيه عملها في شركته
ليبتسم العامل مرحبا بها :
- منوره يافندم
لتطالعه مهرة بأستياء :
- ماكان من الأول
وتابعت وهي تنظر الي الطلبات التي تقدم للجالسين
- خلينا في المهم .. عندكم ايه يتاكل ويتشرب
فبدء العامل يخبرها بما لديهم ..لتملي عليه بعض الوجبات وبعض العصائر والمثلجات
كان العامل يدون ماتطلبه وهو متسع العينين
- هو في حد جاي مع حضرتك يافندم
لتستاء مهرة من سؤاله الفظ :
- لاء
وقبل ان ينصرف العامل هتفت بجوع :
- تجيب الأكل الأول وبعدين نوعين العصير وبعدين الايس كريم اللي طلبته وياريت تكون الشيكولاته اكتر من الكريمه
وأنصرف العامل وهو ينظر إلي ماطلبته ثم ألتف نحوها بتعجب واستدار مجددا ينفذ ماطلبت فجاسم الشرقاوي عضو مهم ولديه معرفة قويه برئيس مجلس إدارة النادي
وبعد نصف ساعه كانت طاولتها تملئها ماطلبته ..تأكل وتشرب الماء كي تبتلع الطعام إلي ان امتلئت معدتها .. وألتقطت بعض ورقيات المناديل وأخذت تمسح يداها وفمها... لتشير للعامل ان يحمل الأطباق ويأتي بنوعان العصائر الطازجه اللي طلبتها ..وأخيرا جاء وقت تناول المثلجات
ورغم شبعها الا ان عنادها معه جعلها لا تفكر بالنتائج
وتذوقت طعم المثلجات بتلذذ .. لتترك المعلقة بفزع عند سماع صوته :
- مبترديش على تليفونك ليه
وتابع دون ان يترك لها مساحة للرد :
- مفضلتيش واقفه ليه في مكانك
ونظر الي ما تأكل
- شايف أنك بقيتي صاحبة مكان
وازاح أحد الكراسي ليجلس أمامها
فهتفت متسائله :
- خلصت أسألتك
وأخذت تجاوب علي أسئلته ببرود وهي تتذوق طعم المثلجات
- مفضلتش واقفه ليه ..انت مش طفل عشان اخاف عليه
ليحتقن وجه جاسم وأراد ان يضربها بقبضة يده ولكن
وتابعت وهي تستطعم مذاق ماتأكل
- مردتش على تليفوني ..عامله صامت أصل مبحبش الأزعاج وان بستمتع بوقتي
وتابعت وهي ترى الغضب في عينيه
- اما بخصوص المكان... من واجب رئيس العمل أنه يرفه عن موظفينه
لا يعلم كيف يرد عليها فالكلمات تقف بحلقه وهو يطالعها وهي تتحدث وتستمتع بمذاق ما تأكل
وألتمعت عيناه وهو يراها هكذا ... ولم ينجده من تأمله لها الا صوت أحد معارفه وقد كان صديق والده رحمه الله
- جاسم مش معقول ..اخيرا طرقنا اتصدفت ياابن الغالي
ليقف جاسم بأحترام ويصافحه بحرارة ..لتتابعه مهرة بعينيها متعجبه من تحوله السريع
ونظر الرجل بعدها نحو مهرة متسائلا بمرح رغم كبر سنه
- مين الحلوه ديه
وأقترب من مهرة يمد يده يصافحها ..لتنهض من فوق مقعدها بأرتباك ..لتصافحه وشعرت بالألفة نحوه
فأبتسم الرجل وهو يخبرها بهويته ..بعد أن أخذ جاسم دور المشاهد
- انا عماد الراوي لواء متقاعد
لتهتف مهرة وهي تنظر لجاسم الذي وقف يطالعها بجمود كعادته
- أتشرفنا يافندم ..وانا مهرة
وحدقت بجاسم بقوة
- بشتغل عند جاسم بيه
فنظر عماد الي جاسم ببشاشة ومرح
- وبيعملك كويس الولد ده ولا ديكتاتور
وعلي الفور ردت مهرة :
- لاء ديكتاتور
لتتسع عين جاسم من ردها ويضحك عماد بقوه
وهو يجلس على أحد المقاعد
وجلسوا يثرثرون .. وقد اندمج عماد مع مهرة التي كانت تمرح دون العادة وهذا ما أثار الدهشة لدي جاسم
- سيادة اللواء هنا وكمان مين جاسم
لينهض جاسم مبتسما ..مصافحا ذلك الشاب
- أزيك يامراد
وأنضم اليهم مراد بعد ان تسأل عن أحوال كريم .. وأحوال جاسم في العمل
وهتف جاسم بعملية :
- مش ناوي برضوه تيجي تشتغل معايا
فنظر عماد الي ولده الذي قد تخلي من أسبوع عن وظيفته بسبب عدم نزاهة مديره رغم أنه يعمل بشركة كبرى
ليهتف مراد مبتسما :
- لو لسا عرض شغلك موجود فأنا موافق ياسيدي
لتتسع أبتسامة جاسم فأخيرا قد وجد مديرا جديدا لمصنعه يثق به
وأنتبه مراد لمهرة التي أخذت تطالعهم بصمت إلي ان رحب بها
- مش تعرفنا يابابا
وغمز بمكر لوالده... لينظر عماد لمهرة بلطف
- ديه مهرة عروستي الجديده
فضحك مراد علي دعابة والده... ومدام قد مزح والده بتلك الطريقه فبالتأكيد أنه استشعر طيبتها
فعمل والده جعله يعرف متي يكون حازما ومتي يكون لطيفا
وتوردت وجنتيها وهي تري الحديث ينقلب عليها فيبدو أن علاقه عماد بولده علاقة تشبه الأخوه وليس اب وأبنه
وألتقت عيناها بجاسم الذي أخذ يطالعها بجمود ..يضغط علي قبضتي يديه بقوه
وقد ظنت أنه ينفر من وجودها بينهم .. ولكن هو كان يطالعها بنظرة لأول مره يخصها بها
نظرة رجل لأمرأه
.....................................................................
وقعت عيناها دون قصد علي هيئته التي تسلب الأنفاس دون قصد كنان رجلا بالفعل وسيم وسامة طاغيه
وأشاحت وجهها سريعا وهي تخبر قلبها ان يتوقف عن النبض كلما رأه
اليوم جواد أصر عليها ان يهبطوا لساحة الفندق ..فقد مل من جلوسهم في الجناح الواسع
وألتفت حولها تبحث عن جواد لتجده يقف مع أحد الموظفين يأخذ منه الحلوى
فأبتسمت لا شعوريا .. ولم تلاحظ ذلك الذي أخذ ينظر إليها بعد ان أشاحت وجهها عنه
………………………………........................................
بعدما أنهت عملها ..ذهبت حيث المكان الذي أخبرها فيه أكرم انه يريد ان يلتقيها فيه
ووصلت للمكان بأرهاق ..وأخذت تبحث عنه بعينيها لتجده يلوح لها بيده
وأقتربت منه ..وجلست علي المقعد تنتظر الحديث الهام الذي سيخبرها به .. وانتظرت لدقائق وهي تري أكرم يفرك يديه بتوتر
- أنت جيبني هنا ياأكرم عشان نقعد ساكتين
ليرتبك أكرم وهي ينظر إليها ثم جذب تلك الحقيبة التي هي أسفل قدميه معطيا لها اياها
فحدقت مهرة بالحقيبة بقلق متسائله
- فيها ايه الشنطه ديه
ليفتح أكرم الحقيبة .. التي يملئها المال
لتشهق بفزع :
- جبت الفلوس ديه منين
ليتذكر أكرم التوكيل الذي لديه من والدته فكل شئ يعد بأسم والدته
- ده حقك انتي و ورد يامهرة.
لتزيح مهرة الحقيبة بعيدا عنها بغضب
- انت جبت الفلوس ديه ازاي
فشحب وجه أكرم .. فعلمت ان الأمر به شئ
وبعد ضغطها عليه لمعرفة مصدر المال ..اخبرها بكل شئ
لتنصدم من فعلة شقيقها
- سرقة فلوسهم
فتمتم أكرم سريعا :
- انا مسرقتش انا جبتلكم حقكم ...ماما عمرها ماهتديكم حاجه
لتبتسم مهرة ساخره وهي تنهض
- وتفتكر انا و ورد كنا بندور على فلوس ياأكرم
وتابعت وهي مازالت واقفه أمامه
- احنا كنا بندور على الحنان علي السند
فحدق بها أكرم بألم
- رجع الفلوس ياأكرم
وكادت ان تتابع طريقها وتتركه ..الا انها وضعت يدها علي كتفه تربت عليه
- انت مرحب بيك في أي وقت معانا
وأنصرفت دون كلمة أخري .. لينظر نحوها أكرم وهو يشعر بالحب القوي نحوها ونحو شقيقته ورد
.......................................................................
أنصدمت ورد عندما علمت من معاذ ان وجود جواد مؤقت وفترة وسيعود كنان وجواد لوطنهم
لم تركز يوم ان تقدمت للوظيفه أنها فترة عملها مؤقته وكل ما ظنته ان تلك الفتره ستكون كأختبار مدفوع الأجر ثم يكون تعينها
ونظر لها ياسر متسائلا :
- روحتي فين ياأنسه ورد
فأنتبهت ورد لياسر الذي يقف أمامها في بهو الفندق يتحدث معها قليلا يسألها عن أحوالها بالعمل حتي الأن
وتسألت ورد بأمل ان ينفي لها ما لا ترغب بسمعه
- يعني المشروع يخلص وهيمشوا
فحرك ياسر رأسه بأيجاب وهو يتمتم
- اكيد هيجي السيد كنان زيارات بس اكيد علي فترات متباعده هو ليه مشاغله وشركته في تركيا
لتبتلع ريقها وقلبها بدء يؤلمها بألم لا تعرف سببه
.......................................................................
نظرت مهرة للدعوة التي أعطاها لها السيد مسعود ..ورغم أنها لم تكن تفكر ان تحضر الا ان اليوم كان مرهق علي أعصابها فقررت ان ترفه عن نفسها اليوم وهاتفت ورد كي يلتقوا ويذهبوا سويا ولكن ورد تعللت بعدم رغبتها في ذلك
ووصلت لوجهت المعرض ودلفت للداخل تتأمل المكان واللوحات والأشخاص الموجودين ..لتقترب منها رقيه بأبتسامه هادئه
- نورتينا
فأبتسمت مهرة لها فتلك الفتاه تشبه شقيقتها بأبتسامتها
وأقترب مسعود من ابنته غير مصدقا من مجئ مهرة
مرحبا بها
- ديه مهرة اللي حكتلك عنها يارقيه
لتصفحها رقيه تلك المره بود
- بابا حكالي عنك .. ومعجب جدا بشخصيتك
فأرتبكت مهرة ..فالمدح تلك الأيام أصبح يتدفق عليها من جميع الناس الا شخصا واحدا تود أكله بأسنانها
وأستأذنت منها رقيه بلطافه ..لتذهب لضيوفها
كما استأذن مسعود مشيرا لها بأن المكان لها
وأبتسمت بأنبهار وهي تقف أمام أحد اللوحات ..لتسمع صوت أحدهم
- أنسه مهرة
لتلتف مهرة نحو مصدر الصوت فقد كان مراد ابن السيد عماد
- صدفة عجيبه
لتتمتم مهرة بغرابه
- فعلا
وأقتربت رقيه من مراد بلهفه وحب
- كبرتي يارورو وبقي ليكي مشاريع
وفهمت من حوارهم أنهم اولاد خاله
وابتسم مراد وهو يطالع رقيه
- رقيه أختي الصغيره
وأنتبهت مهرة وهي تبتسم لهم لملامح رقية التي تغيرت عند سماعها لتلك الكلمه ..فعلمت ان أحدهم واقع بالحب والأخر لا يري
.......................................................................
كان يتفحص بعض أعماله علي حاسوبه .. ليشعر بالملل والأرهاق ووجد نفسه يلتقط هاتفه ..يتأمل صورتها معه و مع جواد
......................................................................
كانت دعوة مشيرة لكريم لأحد حفلاتها ماهي الا بداية لخطتها
اقترب منها كريم مصافحا لها بأبتسامة لطيفه
لتسأله مشيرة والتي هي مصريه من حيث الأب وأردنية من حيث والدتها
- فين المدام يابشمهندس
وكانت الاجابه كما رغبت
- زوجته لا تفضل تلك الأجواء ..غير أنها منشغله بطفليهم
.........................................................................
رفعت مني وجهها نحو مهرة التي يبدو عليها مستمتعه بيومها .. وأخذت تتفحصها بعينيها تتعجب من هيئتها بها شئ مختلف ولكن لا تعرفه
الملابس كالمعتاد ..نظارتها التي أصبحت تشك بأمرها ..ملامحها كما هي ليس بها زينة ..شعرها
نعم شعرها هو من به شئ عجيب رغم أنها مازالت تعقده ولا تظهر طوله الا أن اليوم تسريحته مختلفه قد أظهرت جمالها الهادئ الذي تخفيه
وطرقعت أصابعها أمام مني:
- مدام مني .. روحتي فين
فأبتسمت لها مني :
- فيكي حاجه عجيبه النهارده وكنت بحاول أكتشفها
فخجلت مهرة ..فالكل بدء يخجلها بلطفه :
- بتهيألك انا زي ما انا
فضحكت مني علي أرتباكها :
- وبقينا نتكسف
وعندما لاحظت مني أرتباكها وتوترها :
- اتأخرتي كده ليه النهارده
لتهتف وهي تبعث في الأشياء الموجوده على مكتب مني المرتب
- كنت بخلص شوية ورق لموكل عندي
فأبتسمت مني بلطف
- حظك حلو النهارده ان جاسم بيه مجاش لأنه تعبان شويه
لتظهر السعاده علي وجه مهرة وهي تفرد ذراعيها
- ياسلام علي الأخبار الحلوه
وتابعت وهي تميل نحوها :
- قوليله ياخد أجازه أسبوع كده عشان صحته
فضحكت مني وهي تري سعادتها بذلك الخبر
- أسبوع ..روحي يامهرة على مكتبك
لتبتسم مهرة وقد وجدت فرصه كي تغتاب جاسم مع مني
- عشان نرتاح منه شويه
وأخدت تنعته بمسميات كثيره .. ومني متسعة العينين وهي تري جاسم يردف للمكتب مشيرا لها ان تصمت ..ووقف خلفها يضع علي أنفه منديلا ورقيا
- انتي ازاي أشتغلتي معاه خمس سنين
انتي تستحقي جايزه في الصبر
وتابعت وهي تلوي شفتيها بأمتعاض
- انا السنه تخلص بس ومش عايزه أسمع اسمه
ونظرت الي مني متعجبه من نظرتها وتحرك حاجبيها
- مالك يامدام مني
فتنحنحت مني بحرج... وصدح صوت عطسة قد فلتت من جاسم دون قصد بسبب نزلة البرد
لتتسع عين مهرة وهي تلتف نحو صاحب تلك العطسه
يتبع بأذن الله
**********
#لحن_الحياة <3
#سيمو
وبدء القلب يخفق دون شعور (12)
************************
كانت الصدمة جالية علي وجهها وهي تراه يقف خلفها يطالعها بنظرات جامده
ورفع يده مشيرا لها بتحذير ولكنه قد يأس منها
وأتجه نحو مكتبه وهو يهتف :
- بعد نص ساعه استدعيلي مدير التسويق
ثم ألتف مجددا ليجدها تقف متسعة العينين من صدمتها فيما سمعه
- استاذه مهرة لو مش هنضيع وقت حضرتك في استكمال شتيمة صاحب الشركه .. محتاجك دقيقتين
فتنحنحت مهرة حرجا من أسلوبه ... وأتبعته تحت نظرات مني
ودلفت خلفه لتجده يجلس علي مقعده بأرهاق
ويفرك جبهته من اثر الصداع .. وأحني رأسه قليلا
وأنتظرت ان يوبخها كالعاده ولكن
- اللعبه هتنتهي امتي
فطالعته دون فهم
- لعبة ايه يافندم
فزفر جاسم أنفاسه بتعب واضح علي ملامحه
- لعبة الند بالند
فأرتبكت ووقفت تطالع اللاشئ
- بعترف انى استمتعت بالعبه شويه .. بس الحكايه ابتدأت تمحي الأحترام
وكادت ان تهتف لتدافع عن نفسها وأنه هو السبب في ذلك ..فأشار لها بأن تنتظر الي ان يكمل حديثه
- مش هنكر ان انا اللي قللت من احترامك الأول واتعاملت معاكي كخصم
ففتحت فاها كالبلهاء .. فيبدو ان نزلة البرد قد فعلت أشياء عجيبه
- لحد ماالسنه تخلص هتقضي مهمتك كموظفه ليها احترامها
وحدق بها بقوه
- الفيصل في اي شئ هو شغلك ..
وتابع محذرا :
- وياريت تأجلي مقتك علي صاحب الشركه بعد ما مدة تعينك تنتهي هنا
وحاولت ان تتحدث من هول ماسمعت ولكن أشار لها بحسم ان تنصرف
وانصرفت وقد أصبح عقلها يدور بحلقة واسعه جاسم الشرقاوي شخصية لا تفهم
وتنهد جاسم وهو يدق علي سطح مكتبه بأطراف أصابعه ..فأمس قد علم من أحد مصادره بمن كان يتبع شقيقه وفضح أمره في التشكيك بزيجته ..هو نفس الصحفي الذي اخبره عنه ياسر وقد رأي مهرة برفقته يوما ..ولكن معلوماته كانت عن طريق أحدي رفيقات شقيقه القدماء وليس كما ظن ياسر عندما أخبره بالأمر
وأخذ يزفر أنفاسه بحنق فأول تهمه ظنها بها قد زالت
اما وجودها الذي يذكره بحبيبته القديمه ..فأكتشف أنهم شتان .. مهرة متمرده للدفاع عن حقها لا أكثر
لا من أجل ان تظهر بمظهر الفتاه المتمرده كمن عرفها قديما
غير ان يوم النادي رأي شئ خفي بها ..رأي طفله تخجل من كلمة جميله .. رأي هدوئها مع من يلاطفها
وضحك وهو يتذكر كيف تكون قطة شرسه عندما تشعر بأن من أمامها يقلل من قدرها ويهينها
والقطه لا تظهر الا معه ..
...........................................................................
نظرت ورد للطبق الثالث الذي وضعه موظف الخدمه بعد ان وضع لهم وجبة الغداء
لتجد كنان يردف للجناح وهو يطالعهم ليهتف جواد بسعاده :
- ستأكل معنا اليوم خالو
فأبتسم كنان وهو يقترب منه ليقبله
- بالتأكيد
ونظر نحو ورد المرتبكه متسائلا :
- كيف حالك ورد
لتتمتم بخجل من حضوره :
- الحمدلله
وداعب شعر جواد
- سأغسل يداي وأعود ..لا تأكل من غيري
فضحك جواد وهو يحرك له رأسه بأنه سينتظره
وبعد دقائق كان يجلس كنان معهم ..يتناولون الطعام ممازحا جواد ..و ورد تقلب في طبقها بخجل ولم تأكل الا لتداري أرتباكها
-يبدو ان ورد تخجل من وجودي جواد
فنظر جواد نحو كنان غامزا له بعينيه
- أغمض عينك قليلا خالو وستأكل هي
فأرتبكت ورد وهي تنظر لجواد بعتاب ..ليضحك بعدها من نظراتها
فأبتسم كنان وهو يري كيف أنسجم جواد مع ورد
- هل تريدي ان أنصرف ورد لتأكلي براحه
فأشتعلت وجنتي ورد بخجل
- لا سيد كنان ..لقد شبعت
ليحدق كنان بملامحها الهادئه ..فورد مايميزها هو هدوئها ونظرة عيناها الدافئه ..
ونهضت من أمامه مرتبكه خائفه من ذلك الشعور الذي بدء يسري داخلها جعلا أياها تحلم
.........................................................................
أوقفتها أحدي جارتها علي أعتاب البيت
- مهرة عايزاكي في موضوع ياحببتي
لتنظر مهرة نحوها بتوجس ..فالسيدة عزيزه تعد الخاطبة الخاصه بحيهم من كثرة توفيقها بين بنات الحي وشباب أخرين لا تعرف من اين تأتي بهم
وفتحت لها مهرة قفل مكتبها وأدخلتها الحجرة الصغيره .. ووضعت لها المقعد لتجلس عليه متسائله :
- خير ياخالتي عزيزه
فأبتسمت عزيزه وهي تتفحصها بعينيها
- خير ياحببتي ان شاء الله .. هي فين ورد صحيح
فلمعت عين مهرة وأخذت تتفحص هيئة وجهها
- ورد لسا في شغلها
فتمتمت عزيزه :
- بكره تتهني في بيت جوزها ولا شغل ولا تعب
لتحك مهرة ذقنها وقد فهمت قدومها
- اه قولتيلي .. ندخل في الموضوع بقي ياخالتي عشان انا تعبانه وعايزه انام
لترتبك عزيزه من نظرات مهرة
- جايبه لورد عريس انما ايه صنيعي كسيب اد الدنيا
وتابعت :
- و ورد أختك فيها كل المواصفات هاديه ومالهاش حد يقرفه أصل ياعيني جوازته الأولي باظت بسبب حماته وحماه
ونظرت إلي مهرة التي تجمدت ملامحها
- ها ايه رأيك يامهرة
لتحدق بها مهرة بجمود وقبل ان تنطق بشئ
- متأخذنيش يامهرة ياحببتي .. بس مين هيبصلكم من ولاد الناس اللي ليهم عائلات ..ابوكم ورميكم وأمكم الله يرحمها ملهاش حد هنا ولا نعرف ليها حد
وتابعت وهي تلوي شفتيها
- فكري وقوليلي رأيك ياحببتي
لتنهض مهرة من فوق مقعدها وقد لمعت عيناها بغضب
- طلبك مرفوض... وياريت توفري نصايحك وخدماتك لنفسك
وهتفت بعلو صوتها
- بره يازوزو .. ولا نسيتي نفسك
لتتسع عين عزيزة وقد ظنت ان أصلها قد محيه الزمن
لتقف مهرة أمامها
- نورتي يازوزو
وركضت عزيزه بخوف للخارج وهي تتمتم حانقة فهي تفعل خير لتلقي هذا الشر
لتهوي مهرة علي مقعدها مجددا متذكرة والدها
- انت السبب
.................................................................
ذهبت إلي عملها دون حماس .. لتجد مني تخاطب أحدهم بالهاتف تخبره بألغاء موعد اليوم لعدم وجود جاسم
وأغلقت الهاتف وهي تزفر أنفاسها
- كويس انك جيتي يامهرة
لتتسأل مهرة وهي تشعر بوجود خطب ما :
- هو جاسم بيه مجاش
فحركت مني رأسها بأيجاب ..ملتقطه بعض الملفات من علي سطح مكتبها
- الملفات ديه المفروض جاسم بيه يشوفها ويمضيها وللأسف النهارده هو مش جاي لظروف صحيه
وتابعت مبتسمه :
- وانتي اللي هتروحي توديها ليه
فعقدت حاجبيها بتسأل :
- اروح اودهاله فين
فتمتمت مني وهي تطالع شاشة الحاسوب :
- البيت يامهرة
وأبتسمت وهي ترفع وجهها نحوها
- اكيد عارفه العنوان
فألتقطت منها مهرة الملفات بحنق ..وانصرفت نحو فيلته التي تعرفها تماما وكيف لا تعرفها ولها بها اسوء لحظتان
واخيرا وصلت الي وجهتها لتجد نفس الحارس الذي قد اسقطها أرض هو من يفتح لها البوابه
ليحدق بها الحارس متذكرا ملامحها
- انتي تاني
لتتقدم منه مهرة بخطوات واثقه وهي تحمل الملفات
- اه انا .. ووسع كده عشان مش فاضيه
ليضع الحارس بيده أمامها
- هي وكاله من غير بواب اتفضلي ياانسه
فأغمضت عيناها قبل ان تدفعه بقبضه يدها وتردف للداخل ..مشيرة للحارس الأخر
- ابعد زميلك ده عني ..عشان شكله بيعصبني
وتابعت وهي تنظر إليهم بتحذير ..رافعة بعض الملفات
- انا موظفه في الشركه .. واظن انك شوفتني هنا من كام يوم مع جاسم بيه في عربيته
ليتذكرها الحارس
- ايوه يافندم ..ثواني بس اعرف البيه بوجودك لان ديه أوامر
لتتأفف بحنق
- داخله لرئيس الدوله انا
ونظرت حولها لتجد مقعد .. فجلست عليه وهي تنتظر الرد
- جاسم بيه منتظر حضرتك
لتنهض من مقعدها واقتربت من الحارس الذي تفتعل معه شجار دوما
- قال تتفضل اه يابتاع وكاله من غير بواب
..........................................................................
نظرت سهير الي اكرم وهي تضرب علي صدرها
- يانهارك مش فايت عايز تسرق أمك ياأكرم
ليطالعها أكرم بضيق
- انا مسرقتكيش انا بديهم جزء من حقوقهم
وتابع وهو ينظر لفخامة شقتهم :
- احنا مش فقره عشان نسيب أخواتي عايشين كده في بيت قديم بيصرفوا علي نفسهم
لتمتعض سهير من حديثه
- وهما أشتكولك .. فوق كده ياأكرم انت ملكش غير اخ واحد هو كرم وبس
وتابعت بتصنع وهي تضع بيدها علي قلبها :
- افضل زعلني منك كده لحد ما تموتني وترتاح يابن بطني
ليقترب منها أكرم بفزع يحاوطها بذراعيه
- خلاص مش هفتح معاكي الموضوع ده تاني بس أرجعي ابعتلهم الشهرية بتاعتهم .. واعزميهم عندنا
وتابع بأمل :
- اقولك علي حاجه أحسن جبيهم يعيشوا معانا
لتنفض سهير ذراعيه عنها بقوه
- اجيب مين يعيش معانا .. فوق ياابن بطني ومتزعلنيش منك انا كل اللي بعمله ده عشانك وعشان اخوك.. ديه فلوس جدكم اللي هو ابويا
وكويس اووي اني صرفت عليهم طول السنين اللي فاتت
وأنصرفت من أمامه ..تتباطئ في خطواتها
- اعقل ياأكرم وخليك حبيب أمك يا حبيبي
........................................................................
أصبح يجلس معهم بالجناح يتابع أعماله .. كانت تسمعه وهي يتحدث في هاتفه بحزم فأدركت حقيقة كانت غافلة عنها كنان رجلا ذا أسم قوي في وطنه
ومستثمر له وضعه في بلدها لا تعلم لما شعرت بحرقة بقلبها وعينيها وهي تجد عقلها يخبرها بأن لا تنجذب لهذا الرجل
وتابعت أهتمامها بجواد وهي تعلمه القراءة بالعربيه
ولم تدرك بنظرات كنان لها بعد ان أنهي مكالمته
وعاد يجلس علي الأريكة مجددا يضع حاسوبه علي قدميه وأندمج في أعماله.. ليرفع وجهه بعد برهة نحوهم علي صراخ ورد بآلم .. فجواد دون قصد منه قد طرف عيناها بأصبعه
فترك حاسوبه وتقدم منها بقلق
- مابكي ورد ..أرفعي وجهك
وجثي علي ركبتيه امامها ..منتظرا ان ترفع عيناها ولكنها نهضت سريعا من أمامه وهي تضع بيدها علي عينها المتروفه
- انا بخير
ونظرت إلي الصغير مطمئنه
- لا تقلق جواد .. لا يوجد شئ
فطالعها الصغير بأعين دامعه من خجله .. ليجد كنان نفسه مازال جاثي علي ركبتيه وقد نهضت من أمامه وكأنها تنفر أقترابه
هذا الشعور الذي وصله ولكن هي تفعل ذلك كما تربت فهو الي الآن لم يركز انها محجبه
وأعتدل في وقفته يطالعها بملامح جامده ..لينصرف بعدها دون كلمه
لتحدق هي في خطاه بصمت
........................................................................
جلست مهرة علي أحد المقاعد المريحه تحتسي كأس الشاي منتظره إنهاء جاسم مطالعة وتدقيق الأوراق
ونهضت من فوق مقعدها بملل وهي تنظر لساعة يدها .. فجاسم يجلس امامها مركزا علي الأوراق يسعل ويضع منديلا ورقيا علي انفه
أشفقت علي هيئته ولكن حتي وهو مريض ذو هيبه
ورفع جاسم عيناه عن الأوراق
- في حاجه يامهرة
فأجابته بتلقائية
- زهقت من القاعده الصامته ديه
فأبتسم بيأس من لسانها الذي لا يراعي مع من يتحدث
وعاد لمطالعة أوراقه ..فأخذت تدور حولها بالمكان تزفر أنفاسها بحنق
- مهرة الفيلا عندك كبيره... أتسلي مع نفسك لحد ما اخلص الورق
لتنظر إليه بتبرم .. وأنصرفت من أمامه تبحث عن أي شئ يُسليها الي ينتهي من مطالعة الأوراق وترحل
ومرت ساعه ولكنها وجدت متعتها في المطبخ مع الخدم ..جلست علي أحد المقاعد تثرثر معهم وتأكل من طبق الفاكهة الذي وضعوه أمامها
- بس انتي لازم تطلقي منه يافوزيه ..بقي كل يوم علقة وبتصرفي علي البيت ويعمل فيكي كده .. ده ميتحسبش في سوق الرجاله بنكله
ليمتقع وجه المدعوة فوزية وقد أرتسمت علي ملامحها اليأس من حال زوجها
- بحبه ياست الأستاذه ..
وضربت علي موضع قلبها
- قلبي ده مش عارفه اعمل في ايه
لتحرك مهرة شفتيها بأمتعاض وهي تقضم ثمرة التفاح
- يبقي تستهلي اللي انتي فيه يافوزيه ..خليه يضربك بقي
ونظرت إلي مدبرة المنزل السيدة هدي
- انتي ايه رأيك يامدام هدي
فنظرت إليها هدي التي لم تشاركهم الحديث
- معلش يابنتي أصلي سرحت شويه
فشعرت بأن تلك سيدة تعاني من خطب ما .. وحدقت هدي بمهرة طويلا
- انتي فعلا محامية يابنتي
فأبتسمت مهرة لها وهي تحرك رأسها
- منظري مايدلش انا عارفه
وضحكت لتضحك فوزية معها
وأنقضي الوقت سريعا .. لتسمع صوت جاسم يهتف بأسم أحدي الخادمات
لتركض إليه الخادمه وعادت تنظر لمهرة
- جاسم بيه بيسأل عنك ياأستاذه...
لتلقط مهرة أحدي الجزرات وتخرج اليه وهي تقضمها ..لتجده يحمل الأوراق التي دققها
ونظر لها وهي تقضم الجزره
- الورق خلص خلاص
ليعطيها جاسم الأوراق وهو يكتم ضحكته بصعوبه علي هيئتها
- خلص يافندم
لتحدق به وهي تعلم بسخريته
وأنصرفت حانقة ومازالت تقضم ماتأكل ولكن بشراسه
- السواق بره منتظر يوصلك الشركه
وعندما ألتفت لتخبره أنها لا تريد خدماته .. وجدته صعد نحو الطابق العلوي بخطوات رشيقه
.....................................................................
وقفت أمامه تطالبه بأن تعمل فقد ملت من وجودها هنا
- كريم انا زهقت .. انا عايزه أشتغل لأرجع مصر انا وولادي
لتضيق عين كريم وهو يسمع تهديدها
- ولو قولت لاء يامرام
فلم تتمالك نفسها ..فالغربة أصبحت قاسية عليها
- يبقي هنزل مصر .. انا خلاص زهقت من حياتنا
وضحكت بألم
- حياة أتبنت غلط ..حياة أتبنت عشان تمنع فضيحة عيلة الشرقاوي
ودمعت عيناها وهي تطالع الرجل الذي أحبته ومازالت تحبه ولكنها مع حبها كرهت نفسها فأصبحت لا تشعر بشئ جميل بينهم يفعله
وأقترب منها ليضمها اليه ولكنها فجأته بأبتعادها عنه
........................................................................
وقف يطالعها والصداع يضرب رأسه بقوه ..فيبدو وجوده مع مهندسي المشروع اليوم في الشمس الحارقة التي لا تشبه حرارة موطنه قد أثرت عليه
كان معاذ يقف معها وجواد يسمك بيدها ..يعلم ان معاذ سيأخذهم ليتجولوا قليلا في المنتجع
وعندما لمحها تبتسم بخجل لشئ قد قاله معاذ
ذهب نحو المصعد ليصعد لجناحه
وهتف معاذ بمرح :
- مستعدين نتمشي شويه في المنتجع ..جو العصاري دلوقتي حلو اووي
فرحبت ورد بالفكره اما جواد كالعاده متحمس لفعل أي شئ
وتذكرت ورد أنها لم تجلب حقيبتها من أعلي .. فهي فور إنهاء تجولهم ستغادر فلم يتبقي علي انهاء عملها الا ساعتين
- أستاذ معاذ ثواني هطلع أجيب شنطتي من فوق وراجعه
فهتف معاذ من أجل ان يريحها :
- استني هبعت حد من الموظفين يجبهالك
فأبتسمت ورد بأمتنان
- انا هطلع أجيبها متتعبش حد
وأنصرفت من أمامه لتصعد لأعلي
وما ان وصلت للجناح وجدت كنان مسترخي علي الأريكة مغمض العينين
فأرتبكت من وجوده ..وجالت بعينيها تبحث عن حقيبتها فوجدتها كما تركتها وتنحنحت بخجل
- سيد كنان
ففتح كنان عيناه بأرهاق
- هل أنت بخير
ليحرك كنان رأسه وهو يتحاشا النظر اليها
ليجدها تقترب منه بقلق
- لا تبدو انك بخير
فتمتم بتعب
- انا بخير ورد .. اعاني فقط من الصداع
فأشفقت عليه فهو يبدو بالفعل متعب
وألتقطت حقيبتها لتخرج منها قرص مسكن للصداع الذي تعجله دوما في حقيبتها
وأخذت كأس الماء الموضوع علي الطاوله هاتفة بأسمه مجددا
- سيد كنان
ففتح كنان عيناه ثانية ونظر الي يدها الممدوده.. لتخبره بأبتسامتها الهادئه
- مسكن للصداع
فتناول منها كأس الماء والمسكن وابتلعه
- شكرا ورد
فأرتسمت شفتيها بأبتسامه ودوده
- العفو ..لم أفعل شئ لأشكر عليه
فأبتسم كنان وهو يطالع ملامحها التي تشع خجلا لم يراه من قبل في من عرفهن
وأنصرفت من أمامه بفستانها البسيط المحتشم
كل شئ بها يجعله يفتن وعاد يغمض عيناه
- يبدو ان قلبي اصبح يريدك ورد
.......................................................................
أنعشت مهرة جسدها بالماء الدافئ كي تزيل عنها أعباء اليوم ..فاليوم كان لديها جلسة بالمحكمة من أجل قضية خلع أنتهت بمصالحة الزوج للزوجه ثم ذهبت لعملها الأخر بعد ان كان لدي مني علم بتغطية تأخيرها وعندما جاءت للعمل كانت مهمتها ان تذهب لجاسم اليوم أيضا بأوراق احدي المناقصات يومان علي التوالي تذهب لمنزله لأنه اراد الراحه بالمنزل
وتنهدت ساخرة
- ماهو صاحب الشركه ..
وتابعت بحالمية :
- امتي ارجع صاحبة عمل من تاني واشتغل حرة نفسي
ووجدت يد ورد علي كتفها تكتم صوت ضحكاتها
- بتكلمي نفسك يامهرة
فطالعتها مهرة بأستياء
- ديما مطلعاني من أحلامي
ودفعتها بيدها
- تعالي معايا اودي ملف الصفقة ديه .. واوعدك نتمشي شويه في الهواء الطلق
فضحكت ورد وهي تفرد ذراعيها بأرهاق
- متحاوليش تقنعيني عرضك مرفوض
فأحتقن وجه مهرة وهي تجد ورد تتسطح علي الفراش فعلمت انا لا مفر من الذهاب بمفردها
وأرتدت ملابسها سريعا ..وأنصرفت تحمل الملف متوعده لمني لما تضعه عليها من مهام
وأخيرا وصلت لوجهتها ودون جدال كالعاده مع الحارس ..دلفت تتباطئ بخطواتها
تستمتع بالهواء المنبعث من الحديقه المصفوفة بعناية
وفتحت لها مدبرة المنزل السيدة هدي بأبتسامه دافئه مرحبة بها ووجدت جاسم يهبط الدرج ويتحدث بهاتفه بطريقة عملية
وأنتظرت ان ينهي مكالمته...ولكن يبدو ان المكالمة طويله .. فأشار إليها ان تستريح وتنتظره
وأردف لغرفة مكتبه .. فتأففت مهرة بحنق فهي تريد ان تعطيه ملف المناقصه وتخبره بالتعديلات التي تمت في الأوراق وتنصرف فالظلام قد حل
ووضعت ملف المناقصة علي الطاولة التي أمامها
وخرجت من الشرفه التي تطل علي المسبح والحديقة
لتستنشق الهواء بمتعه
وفجأة انصدح صوت المُفرقعات عاليا فألتفت تتأمل الأضواء في الظلام فيبدو يوجد حفله في أحدي الفلل القريبه
كانت تتابع انطلاق المُفرقات بأشكالها ولم تدرك ان كلما تحركت قدميها للخلف اقتربت من المسبح
وأنزلقت قدماها..لتهوي في ماء المسبح
يتبع بأذن الله
**********
#لحن_الحياة <3
#سيمو
تعليقات
إرسال تعليق