رواية لحن الحياة الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم سهام صادق
رواية لحن الحياة الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم سهام صادق
البداية (1)
*****
يقف بعيدا يجفف دموعه وهو يري آخر غير والده يحتضن والدته يقبل جبينها .. ووالدته تبتسم بأستحياء وكأنه الرجل الأول بحياتها الفرحه كانت تعم المكان فالكل سعيد بهذا الزواج من أقاربهم
فأبن العم الأرمل قد عاد ليتزوج بأمه الارمله
وكأن القدر أراد ان يلتقوا بعد ان افترقوا
وبعد وفاة ابيه منذ عامين عاد الحبيب يدق أبواب حبيبته من جديد فالفرصه قد سنحت له ولها ولكن والدته في البداية رفضت بشده
أما الان هاهي سعيدة وقد نست أبيه
دموعه أنسابت دون توقف رغم محاولته المُميته بأن يمنع هبوطها...
فوالده ذات يوم أخبره ان الرجال لا يبكون ..
ورفع صورة والده ببذلته العسكرية وقلبه يتقطر ألما الي ان شعر بيد جدته الحبيبه علي كتفه الصغير
- مش هتبارك لماما ياجاسم
فرفع عيناه نحوها فقد كانت تمسك بيدها اخيه الصغير"كريم" الذي يبلغ من العمر أربعة أعوام ..وشقهت بصدمه وهي تري هيئته التي تُقطع البدن وأسرعت في ضمه اليها تربت علي كتفه بحنان
ليسمع صوت والدته القريب منهم والتي ما ان رأت المشهد جثت
علي ركبتيها أمامه باكية
- انا اسفه ياحبيبي .. سامحني
فأشاح وجهه بعيدا عنها ..
ثم ترك أحضان جدته وركض نحو غرفته الصغيره ولم يخرج منها الا عندما رحلت هي وزوجها وشقيقه الذي أخذته معها وتركته طفلا في الثاني عشر تحت رعاية جدته وأصبحت علاقتهما مجرد زيارات حين يسمح عمل زوجها ...ومن هنا بدأت حكاية
"جاسم الشرقاوي"
...................................................................................
بدء الضجيج يعم منطقتها البسيطه الدافئه ..وصوت العم اسماعيل يعلو وهو يهتف بأسم الصبي الذي يعمل معه في ورشته الصغيره ففتحت عيناها ببطئ وأخذت تشعث شعرها بحركه معتاده عليها منذ الصغر
ونهضت من فوق فراشها بمنامتها غير المتناسقه فكل قطعه من منامة أخري وفردت ذراعيها وهي تهتف :
- صباح الخير يامنطقتنا العظيمه
وسارت نحو تلك المنضده الصغيره التي تحمل صورة والدتها :
- صباح الخير يا ماما .. وحشتيني اووي
وسقطت دموعها وهي تتذكر يوم وفاتها والذي مر عليه أربعة أعوام والدتها كانت امرأه عظيمه أفنت عمرها عليها وعلي شقيقتها التي تصغرها بعامين... ولكن الغلطه الوحيده التي اقترفتها في حياتها أنها تزوجت من رجل متزوج يبحث عن زوجه كمجرد وعاء تحمل وتلد اختارها من قبل زوجته المُحبه وابنة العم الغاليه وام الذكور حاليا
والتي لم تكن تنجب
وفور ان حملت والدتها بشقيقتها "ورد" حملت الاخري بالتوأمين "كرم وأكرم" وكانت هذه كالمعجزه ..فبعد عشرة اعوام من الزواج قد تحقق ما أملت به
ومع مرور الوقت بدأت المشاكل تظهر الي ان جاء والدها ذات يوم وهي فتاه في الخامسة من عمرها ومازالت تتذكر ذلك اليوم بشدة فقد كانت تقف علي أعتاب باب حجرتها تحمل دميتها بيدها وتنظر إلي دموع والدتها وهي تخبر والدها أنها أحبته وراضيه بأن يأتي إليها يوم واحد فقط بالأسبوع
ولكن والدها العاشق لتراب زوجته الأولي كان رده الذي حفظته عن ظهر قلب
- الحياه بينا انتهت يازينب .. بناتي هبعتلك فلوس ليهم كل اخر الشهر وهبقي ازورهم من وقت للتاني ثم نطق وهو يزفر أنفاسه بقوه :
- أنتي طالق !
لتفيق علي صوت يهتف بأسمها من أسفل البناية التي يعيشون فيها وقد كانت إرث والدتها من والديها :
- ياست مهرة، ياست الأستاذه مهرة ... مش هتفتحي محل البقاله عايزين نشتري طلباتنا
لتتذكر امر بقالتها وتركض نحو المرحاض وضحكات ورد تعلو المكان وهي تضع اطباق الفطار علي المائده وبعد مده كانت تقضم احدي اللقم سريعا :
- عندي جلسة في المحكمه بعد الضهر .. أبقي اكويلي الروب وحضريلي الشنطه وحطي الأوراق بتاعت القضيه جواها لتضحك ورد وهي تطالعها :
- حاضر ياحضرت الافوكاتو .. علم وينفذ
فضحكت مهرة وهي ترفع خصلات شعرها وتحكم في ربطها فتبدو وكأنها ناظرة مدرسه :
- اما أنزل بقي اشوف الواد بندق ده وكادت ان تلتف بجسدها الا أنها عادت إلي كوب الشاي خاصتها ترتشف منه القليل ..ثم وضعته علي المائده مره أخرى ولكن ألتقطته ثانية تحت نظرات ورد :
- لاء تعالا انت معايا محتاجه اكملك تحت وانصرفت نحو الأسفل بهيئتها التي تشبه الصبيه في الملابس ولكن كملامح رغم جمودها الا أنها تحمل وجه ملائكي تحاول ان تخفيه فهي رجل هذا البيت والرجال لا يحملون تلك الأوجه
.................................................................................
تردف بخزي امام حارس تلك البناية الراقيه التي لا يقنطها الا أصحاب المال وبعد برهه كانت تغادر المصعد
وهي تضم كتبها بذراعيها وتقاوم دموعها فوالديها اخبراها ان أحدهم تقدم لخطبتها ..
وأردفت لداخل الشقه التي شهدت حبهم المُحرم وأبتسم وهو يسمع خطواتها بعدما أغلقت باب الشقة التي تملك مفتاحها :
- جيتي ياحببتي
فأرتبكت مرام وهي تنظر اليه فكيف ستخبره اليوم ان يتعجل في أخبار أخيه بحبهم وان يأتي ليتقدم اليها... 7 أشهر مروا على علاقتهما ولا جديد يحدث الا تلك اللقاءات السرية التي تجمعهم واقترب منها وقبل وجنتيها ثم حاوط خصرها بذراعيه مبتسما
وبدء يحرك قمة أنفه علي أنفها الصغير
مداعبا اياها :
- مالك يامرام .. حد في البيت عندك حس بحاجه
فحركت رأسها بنفي ونظرت لعيناه التي هي سبب في عشقه وتصديق كل وعوده :
- انت هتيجي تتقدملي امتي ياكريم
فأبتعد عنها بضيق بسبب تلك الاسطوانة التي أصبحت تُرددها يوميا وسار نحو المطبخ يعد لنفسه فنجان قهوه لعله يفيق من سهرة أمس :
- قولتلك يامرام لما أثبت نفسي لجاسم الأول
فأتبعته برجاء وأحاطت خصره بذراعيها :
- ما انت بقالك 3 شهور شغال معاه في الشركة.. حتى قولتلي انه بدء يتبسط منك وطبعت بقبله علي ظهره وهي تهمس بحب :
- مبقاش ليا مبرر في رفض العرسان .. ديه اخر سنه ليا في الكليه
ليلتف إليها وهو يزفر أنفاسه ويطالع قسمات وجهها
فقد بدء يمل من تلك العلاقه ولكنه لا يستطيع أن يتركها
فظن أنه عندما يحصل عليها سينتهي من تأثيرها عليه
ولكن كل يوم يرغب بها بشده
وعندما ظهرت الرغبه في عينيه .. نظر الي ساعة معصمه وابتسم وقد ازاح حديثها خلف ظهره :
- مش مهم اتأخر علي الشركه ساعتين
وهتف وهو يسحبها خلفه نحو الغرفه :
- أنسي اي حاجه دلوقتي ومتفكريش غير في حبنا
وضاعت معه في الطريق الذي دخلته هي بأرادتها
فمنذ ان دخلت الجامعه الامريكيه التي حصلت علي منحتها من قبل الدوله كونها من أوائل الثانويه العامه أصبحت نظراتها نحو طبقات الأثرياء الي ان اقتربت منهم
وفي احدي أعياد ميلاد زميلاتها والتي تعد ابنة أحد السفراء تعرفت علي كريم وبدأت حكايتهم منذ عام ونصف
وبعدما إنتهت جولة العشق المُحرمه ... أسرع في النهوض من جانبها لتغطي جسدها بأعين دامعه
وبعد دقائق كان يخرج من المرحاض وهو يُدندن ناظرا اليها يتفحص هيئتها أسفل الغطاء غامزا لها بمكر:
- كده الواحد يبدء شغله مع جاسم بطاقه
لتبتسم اليه بأبتسامه ضائعه ..تتذكر كريم شقيق من فمن لا يعرف "جاسم الشرقاوي" في البلد.. ذلك الرجل الذي أصبح اسمه مميز في الوطن.. منذ أربع سنوات والكل يتكلم عن الرجل الثلاثيني الذي عاد من خارج البلاد يستثمر امواله في وطنه بجانب أعماله التي مازالت
بكندا
..........................................................................
بحضوره الطاغي يخرج من سيارته الحديثه .. ينظر إلى البناء الضخم الذي يحمل اسم الشرقاوي وبخطي دقيقه يسير نحو الصرح العظيم لمجموعته يُطالعه موظفينه برهبه وآخرين بحسد واخريات بحالميه ..
واقترب منه مدير أعماله يخبره ببعض المستجدات .. الي ان وصل للطابق الخاص الذي يقبع فيه مكتبه ..
فتقف مديرة مكتبه " مدام مني " تلك المرأه الاربعينيه والتي هي مثال للعقل المُحكم المُحنك فقاعدتها في الحياه العمل ثم العمل
وبعد دقائق كانت مني تخرج من مكتبه بعدما طالعته على أوراق
المناقصه الجديده
ليرفع عيناه نحو مدير أعماله :
- كريم لسا مجاش
فيحرك ياسر رأسه بنفي .. ليزفر جاسم أنفاسه بقوه متمتما
- برضوه لسا مع البنت ديه
فطأطأ ياسر رأسه وهو لا يريد فضح أمر كريم أمامه...
ونهض من فوق مقعده بغضب :
- الوضع ده لازم يتحط ليه حدود
.. وأشار لياسر بالأنصراف ثم ألتقط هاتفه وبعد ثواني كان كريم يهتف بمرح :
- جاسم باشا
وقبل ان يكمل باقي عباراته
- عشر دقايق وتكون قدامي ياكريم ... مفهوم
وأغلق الهاتف .. لينظر كريم لهاتفه ثم الي مرام التي تجلس جانبه تتشبث بكتبها وتطالع الطريق بأعين شارده وأخيرا اوصلها كريم الي جامعتها وانطلق نحو مقر المجموعه
................................................................................
أردفت لداخل محل البقالة خاصتهم تُطالع شقيقتها التي تنظر الي هاتفها باحثة عن وظيفه لا تطلب خبره وتناسب شهادتها ولكن كالعاده كما هو لا شيء يناسب مؤهلها لتهتف مهرة بأرهاق :
- هاتي الكرسي اللي جنبك ده ياورد
فتنهض ورد بفزع فهي لم تشعر بقدوم شقيقتها
- بسم الله الرحمن الرحيم انتي جيتي امتي
فتقذف مهرة بحقيبة أوراقها نحوها بضجر :
- شايفني عفريت قدامك
فتطالع ورد هيئة شقيقتها في البذلة الرسميه التي تفتقر الانوثه :
- لا سمح الله .. اسفين ياأستاذه مهرة
وجلسوا بجانب بعضهم لتتسأل ورد :
- عملتي ايه في القضيه
لترفع مهرة جسدها بفخر :
- طبعا كسبتها
فتُعاود ورد الضحك .. لتنظر إليها مهرة بغضب وهي تضم حاجبيها وتنهض ورد نحو الطفل الذي جاء يأخذ الحلوي ضاحكه :
- نظراتك ديه بتخوفني
. فأبتسمت مهرة علي براءة شقيقتها ..
ورد هي النقيض لها حتى في المظهر ملابس انثوية محتشمه وحجاب يغطي شعرها .. وابتسامه ودوده دوما علي محياها ودفئ يُرسم علي ملامحها وقلب هش اما هي
كأمواج البحر هادئه مع البعض وأحيانا قطة متوحشة ولكن كما تخبرها ورد أنها طيبة القلب حنونه تظهر عكس مابداخلها تساعد وتقدم قدر استطاعتها الخير ولا ينقصها شيء الا ان تُكمل فرائض دينها وترتدي الحجاب الشئ الوحيد الذي لم تتخذ فيه قرار الي الان رغم عمرها الخامس والعشرون
وتلملمت في جلستها وطالعة شقيقتها التي وقفت ساكنها في مكانها بعد ان باعت الحلوي للصغير
فوقفت بدورها لتجد ماحطم فؤاد شقيقتها ف "ماجد" جارهم وكيل النيابه وحب شقيقتها وخطيبها السابق يخرج من سيارته هو وزوجته ابنة المستشار فمن سيليق به غير تلك كما أخبرتهم والدته
منذ عام فسخت خطبة ابنها بشقيقتها لكونها لن تنفعه مستقبلا ..
فهي تريد لأبنها زوجه من عائلة عريقة تليق به وبمكانته وترفع مستواه وليس هم بنات رجلا هجر والدتهم وتركهم يُصارعوا الحياه بمفردهم ولا يسأل عنهم الا كلما رغبت زوجته وأعطته الأذن حتى الأموال مع الوقت بدء لا يتكفل بهم فزوجته رأت ان كل قرش يذهب إليهم من حق أولادها رغم ان وضع والدهم ليس بسئ فهو لديه متجرين لبيع الأجهزة الكهربية وأيضا يعيش في منطقة تعد من المناطق الراقية
ولكن هم ليس من حساباته كما أصبح هو بعيد عن حساباتهم وربتت
علي كتف شقيقتها قائله بدعابه كي تهون عليها :
- حد يزعل علي واحد ابن امه
وكمان الواد ده مبينزليش من زور
فأبتسمت ورد بشحوب :
- الواد ده بقي يتقاله ياباشا
فأمتعض وجه مهرة ومصمصت شفتيها بطريقة مضحكه :
- باشا الله يرحم
وبدأت تسرد مواقفه المضحكه الي ان ضحكت ورد ووضعت يدها على فمها :
- بس كفايه
فأبتسمت مهرة وهي تضمها لحضنها :
- انا الود ودي أروح أضربه بوكس في وشه هو والست امه اللي بقيت في الرايحه واللي جايه انا ام حضرت المستشار
وعندما وقعت عيناها علي تلك السيده التي تهتف بصوت عالي :
- أهلا ببنت الناس الأكابر
لتزيح ورد بعيدا عنها وترفع أكمام سترتها :
- لاء وسعيلي كده بقي .. عشان هي جابت اخرها معايا هي والنغه ابنها
لتجذبها ورد هاتفة برجاء :
- الله يخليكى يامهرة ملناش دعوة بيهم
: فعادت مهرة للهدوء مجددا تضمها إليها بحب
- بكره يجيلك سيد سيده وهقعد واتشرط وأحط رجل علي رجل وفي الآخر هرفضه
فضحكت كل منهما .. لتسقط عين مهرة علي مرام التي تقف على مقربة منهم بوجه شاحب
فمرام تقطن معهم في بنايتهم في الطابق الذي يعلوهم وتحبها مثل ورد شقيقتها رغم أنها بدأت تبتعد عنهم وتصنع لنفسها عالم وسط أناس تخشى عليها منهم
وتكمل مرام سيرها .. الي ان وصلت لشقتهم فتجد والدتها ووالدها جالسين يحتسون الشاي وعندما رأوها نهضت والدتها تلك المعلمه الفاضله...
فوالدتها ووالدها يعملون بمجال التدريس
وقد جاؤا منذ اكثر من عشر سنوات الي القاهره مبتعدين عن المشاكل بين عائلتهم متطلعين لأبنتهم بحياة أفضل ... وعاشوا في تلك الشقه التي أعطتها لهم زينب ام مهرة وورد.. فوالدتها كانت من أقاربها ويكنون لبعض المودة وهكذا أصبحوا يعيشون في نفس المنزل كل واحداً بشقه يدفعون أجر زهيد قد حددته زينب رحمها الله فهي تعلم بحال صديقتها وزوجها
- اتأخرتي كده ليه ياحببتي وطالعت وجهها بقلق :
- مالك يامرام...
وشك أصفر كده ليه وربتت على كتفها بحنان :
- لو علي العريس شوفيه بس ياحببتي و احنا مش هنغصبك علي حاجه
لترفع مرام عيناها نحو والدها الطيب ليبتسم لها مؤكداً كلام والدتها
................................................................................
أغلقوا محل البقالة سويا وصعدوا نحو شقتهم ووقفوا يعدوا الطعام معا الي ان جلسوا يأكلون بصمت
فتأملت ورد ملامح مهرة الشارده
- مالك يامهرة
فرفعت عيناها نحوها هاتفة بقلق :
- مرام بعدت عننا اوي ياورد .. حاسه ان فيها حاجه
فأشاحت ورد عيناها وهي تتذكر نفور مرام منها ومن صداقتها رغم أنهم كانوا كالأخوه
- هي اللي اتغيرت وبعدت عننا
ونظرت كل منهما لطبقها :
- قربي منها ياورد من تاني ... ده انتوا كنتوا اكتر من أخوات
فحركت ورد رأسها الي ان نهضت مهرة قائلة بشبع :
- هدخل اريح شويه عشان انزل بعدين المكتب بتاعي
فأبتسمت ورد وهي تحمل الأطباق :
- معني كده اني اخد تلاميذي وأدرسلهم فوق السطوح لتومئ مهرة برأسها ضاحكة :
- كلك أحساس والله .... وما من ورد الا ان ضحكت
لتفتح مهرة ذراعيها بأرهاق :
- جيالك يافراشي العزيز ......فعادت ورد
تضحك علي شقيقتها متقلبة الأطوار تتمني لها السعاده
ونظرت للساعة المٌعلقة فالوقت قد اقترب علي وصول أبناء الجيران لتُذاكر لهم بمبلغ من المال رغم قلته الا أنه يسد حاجتهم بجانب محل البقالة وثمن ايجار شقة الأستاذ عادل والأستاذة صفاء والدي مرام وبعض القضايا الصغيره التي توكل الي شقيقتها من أهل منطقتها والمناطق المجاورة وكلها قضايا لا تذكر ولا يخرج منها المال الا القليل وها هم يعيشون بسعاده حامدين الله على رزقه ونعمه
..................................................................................
جلس بأسترخاء يحتسي قهوته ويقرء أحد الكتب الاقتصادية وهو يضع بساق فوق ساق
إلى ان وجد كريم يهبط الدرج وهو يصفر ويعدل من هندام ملابسه ليزيح نظارته الخاصه بالقراءة عن عينيه ويطالع شقيقه :
- طبعا سهر وشرب زي كل يوم
فحرك كريم رأسه بالأيجاب :
- متحاولش تتعب نفسك معايا ياجاسم .. وفر كلامك ونصايحك فضحك جاسم بتهكم :
- وياريتك بتعمل حاجه بيهم
فتنهد كريم بضجر :
- عجباني حياتي كده ..خليك انت في نجاحاتك وشغلك وسار نحو الخارج ليهتف جاسم ببرود :
- تقطع علاقتك بالبنت اللي بتجيبها شقتك مفهوم
ولم يلتف اليه كريم
- لا الا همنع عنك الفلوس وكل الرفاهية اللي عايش فيها
فأغمض كريم عينيه فكل هذا الذي يعيش فيه هو من سنين غربة شقيقه وتعبه ...
وشرد في الثلاث سنوات الماضيه يوم أن توفت والدته وشقيقته التي أنجبتها من زواجها الثاني وزوجها الذي كان يعده كأب له
كانت لحظه فاصله في حياته ..حولته من كريم المهذب المجتهد
الي مجرد شاب يلهو بالأموال ويشرب المخدرات والخمر
وقبل أن تهبط دموعه ..أنصرف من أمام شقيقه وصوت جاسم يعلو :
- البنت ديه تنهي علاقتك بيها ..لا الا انا هتصرف
وزفر أنفاسه وهو يضم قبضتي يديه بقوه
..............................................................................
جلست مهرة في مكتبها الصغير الذي كان في الأصل مخزن بضائع للبقالة
ورغم عدم رفاهية المكان الا انه كان نظيف ..تملئه كتب القانون
وخلعت نظارتها بعد ان أنهت قراءة أحد الكتب واخذت تفرك عنقها
لتجد مرام تتقدم نحوها بأعين باكية .. فكريم بالأمس أنهي علاقتهما وتركها دون رحمه
وعندما رأتها مهرة بتلك الهيئة ..نهضت من فوق مقعدها الخشبي وأقتربت منها بقلق
- مرام انتي بتعيطي .. طنط صفاء حصلها حاجه .. طب عمي عادل
فتعالت صوت شهقات مرام ..فأزداد قلق مهرة ..وكادت ان تركض لأعلي كي تطمئن عليهم الا ان يد مرام أوقفتها :
- انا ضعت يامهرة
وتابعت وهي تنظر لعين مهرة قبل أن تسقط أرضاً :
- انا .....
يتبع بأذن الله
*******
#لحن_الحياة <3
#سيمو
التفاعل ورأيكم في البداية وتوقعتكم ;) ..
صدمه (2)
****
أرتعشت شفتيها وهي جاثية أرضاً لا تقوي علي أخبارها بمصابها
كلماتها أنحصرت بين انا وكلمات ضياعها
فوقفت مهرة تُطالعها بخوف دب بقلبها .. وأنتبهت الي جلستها فأسرعت نحو كأس الماء الموضوع علي مكتبها وألتقطته
وقبل ان تلتف اليها وتعطيه لها
سقط الكأس منها ليتناثر زجاجه تحت قدميها :
- انا حامل يامهرة !
صدمه قاتلة تلقتها ..فمن يُصدق ان الفتاة التي تربت معهم
هي وشقيقتها وكانت كالشقيقه لهم قبل ان تبتعد عنهم
تفعل تلك الفعلة الشنيعه
وظنت للحظات ان ماسمعته كان مجرد تهيأت خلقها عقلها
ولكن مرام مازالت كما هي تجلس أرضاً تنتحب وتلطم وجهها وتحكي لها عنه وكيف أحبته وصدقت وعوده وتزوجته زواج عرفياً
ووجدت نفسها تجلس أرضاً جانبها تمسك كفوفها المرتعشه بكفوفها المتعرقه .. وهزتها بقوه :
- قولي انك بتكدبي عليا ... انتي بتكدبي صح
وتذكرت والدي مرام :
- قولي انك بتكدبي يامرام عشان خاطرهم .. قولي انك بتكدبي ومش هتكسريهم
فحدقت بها مرام بوجه شاحب وطأطأت رأسها بخزي :
- حبيته وضحك عليا ... ساعديني يامهرة .. ساعديني
ولم تشعر بشئ بعدها الا صوت يأتي من بعيد يهتف بأسمها :
- مرااااام !
……………………………………………..
جلس كريم وسط رفقائه يحتسي الخمر وهو شارد فيما حدث أمس... مازال صوت توسلاتها يحاوطه
مازالت صدي كلماتها تخترق قلبه كالسهام
" انت ضيعتني منك لله "
وأخذ يرتشف من كأسه ببطئ الي ان وجد أحدهم يأخذ منه الكأس :
- فوق ياكريم انت كده بتضيع نفسك وبتدمر اللي حواليك
فرفع كريم عيناه نحوه قائلا بتهكم وبعقل غائب :
- قول لجاسم باشا أني سيبتها زي ماأمر
وضحك ساخرا وهو يضرب صدره بقوه :
- هي دخلت حياتي غلط
فأشفق ياسر عليه .. وجلس جانبه وهو يتنهد
ولا يعلم بما سيُجيبه
……………………………….........................
أغلقت غرفة مكتبها بعدما وضعت مرام علي الأريكة التي توجد بالغرفه وحمدت الله ان ورد في عرس إحدى رفيقاتها ..
ونظرت إلى مرام التي تمسح حبات العرق من علي وجهها وترتشف من كأس الماء الذي بيدها الأخرى ومازالت تبكي
فجذبت مهرة أحد الكراسي وجلست أمامها وقد أصبحت عيناها جامده :
- مين اللي عمل فيكي كده
فتعلثمت مرام ولم تستطع أخبارها بهويته فهو من وهم من :
- انطقي مين اللي عمل كده
فطالعتها مرام بخوف ثم طأطأت رأسها أرضاً :
- كريم الشرقاوي .. اخوه جاسم الشرقاوي
ثم تابعت بأرتجاف ونبرة مرتعشه :
- احنا مش قدهم يامهرة
فنظرت إليها مهرة بغضب :
- مين جاسم الشرقاوي ده
فهتفت مرام بخفوت :
- صاحب مجموعة الشرقاوي
لتحدق بها مهرة بقوه وهي تفكر بذلك الأسم .. الي ان أتسعت عيناها فور ان تذكرت أسمه
وكيف لا تتذكره وأحدي جارتها قد اطلقت زعروطتها المعتدين عليها فور حدوث اي حدث مهم بمنطقتهم لان ابنها عمل محاسب بشركته
غير شقيقتها ورد التي من أحلامها العمل بأحد افرع مجموعة شركاته
وعادت بنظراتها نحو مرام الباكية وصوتها المرتجف :
- انا ضعت يامهرة .. ضعت وكسرت أهلي معايا
وتابعت وهي تكتم صوت شهقاتها :
- دول ممكن يموتوا فيها
وكادت ان تصرخ بها مهرة تُخبرها أين كان الندم قبل ان تفعل تلك الخطيئة ولكن وقت العتاب قد فات آوانه
وتمتمت بغضب ساحق :
- لو كان مين اخوه... مش هسيبهم وهرفع قضيه عليهم
لتمسك مرام يدها وهي تشهق بخوف :
- لاء يامهرة انا كده هتفضح
وأخدت تلطم وجهها بقوه ثم بطنها :
- يارب اموت وأرتاح
لتقترب منها مهرة وتهز جسدها بقوه :
- وطي صوتك.. واخرسي خالص خلينا نفكر في حل للمصيبة ديه
وأبتعدت عنها وذهبت نحو كرسي مكتبها تجلس عليه
ثم جذبت أحد الأوراق من علي مكتبها وقلماً وبدأت ترسم دوائر ..فهذه هي وسيلة تفكيرها
الي ان لمعت عيناها .. ورفعت وجهها نحو مرام التي وقفت تطالعها بشفتي مرتعشه
…………………….........................................
وقف امام سيارة شقيقه التي يقودها ياسر بعد ان اوصله للفيلا الراقية التي يعيشون فيها ومد يديه نحو كريم الذي لم يقوي علي الخروج من السياره
ونظر لياسر بأمتنان :
- شكرا يا ياسر
وأسند كريم وصعد الدرج نحو بهو الفيلا :
- امتي هتبطل الشرب
فضحك كريم وهو يتطوح بجسده عليه :
- أنت ليه محسسني اني عيل صغير قدامك
ودفع ذراعيه ووقف أمامه وهو يشير لنفسه :
- بطل تعيش دور الاب بقي ... ابويا مات من أربع سنين
ليصرخ به جاسم بقوه :
- لاء أبوك مات من اكتر من اتنين وعشرين سنه يااستاذ
وتابع وهو يضغط علي يديه بقوه
- ابوك الحقيقي
فدفعه كريم وهي يترنح في وقفته :
- أبعد عني .. انت قلبك حجر .. انت كنت بتكرههم
هي اترجتك كتير عشان تحبها وانت...
وقبل ان يُكمل باقي عباراته التي لم يشعر بقسوتها علي من يقف أمامه ... ترنح بجسده للامام وكاد ان يسقط أرضاً
ليعود جاسم بأسناده وهو يتمتم :
مقدرتش أكرهها ولا أكرهه .. مكرهتهوش عشانك انت.. ولا حتي كرهت شهد
فهمس كريم أسمها بحنين وهي يتذكر شهد شقيقتهما التي توفت معهم بالحادثه :
- شهد !
ووصل الي غرفته ثم سقط بكامل جسده علي فراشه لينحني جاسم نحو اقدامه يزيل حذائه ..ثم عدل من وضع نومته وطالعه بحنان وألم
ليفتح كريم عيناه
ونظر اليه بأعين يتراكم بها الألم :
- ماما كانت بتحبك اووي ياجاسم
وابتسم قبل ان يغفو :
- وانا كمان بحبك ... انا أسف
وسقط في بحور ذكرياته مع والدته وشقيقته وزوج والدته الذي أحبه وكأنه أباه لينظر إليه جاسم بحب ثم انصرف نحو غرفته هو الآخر
............................................................................
جلست مهرة علي فراشها تتفحص المعلومات الخاصه بأحد رموز الأقتصاد بالبلد .. وتمسك مفكرتها وتدون كل معلومه مهمه عن جاسم الشرقاوي
ووقفت للحظات امام صوره تنظر إلي وقفته التي تليق برجل أعمال مثله .. وأخذت تبحث عن كل صوره والتي لا تخلو من الشخصيات الهامه أقتصاديا او إعلاميا او سياسيا وزفرت أنفاسها بقوه
وهي تتأمل قسمات وجهه :
- لو انت جاسم الشرقاوي .. فأنا مهرة بنت زينب
ورفعت أصبعها نحو شاشة هاتفها تحركه امام صورته :
- قال رمز يفتخر بيه قال .. كنت ربي أخوك ياأستاذ
لتدخل ورد عليها في تلك اللحظه دون ان تطرق الباب... وتقترب منها قائله :
- انتي لسا منمتيش
ثم نظرت إلى المفكره اللي بجانبها وتسألت :
- انتي بتعملي ايه
فأرتبكت مهرة وأغلقت هاتفها ثم وضعت مفكرتها أسفل وسادتها :
- ديه مجرد معلومات بجمعها
فحركت ورد حاجبيها بمكر :
- ومالك أرتبكتي كده
فطالعتها مهرة بجديه مصطنعه تُداري ورائها أرتباكها :
- ورد الله يخليكي انا مصدعه اوي وعايزه انام... اطفيلي النور وخدي الباب في إيدك
فأبتسمت ورد ثم قفزت فوق الفراش بطريقه طفوليه :
- لاء انا عايزه انام جنبك النهارده
ففردت مهرة أحد ذراعيها وأبتسمت بحنو ليناموا جانب بعضهم ومهرة تمسح علي شعرها بحنان شاردة في أمر مرام ..
تتذكر لو ان شقيقتها من حدث معها ذلك
وعضت على شفتيها بقوة عازمة بأن تساعد مرام مهما كلفها الأمر ومهما كانت نفوذ ذلك من يدعي بجاسم الشرقاوي وأنتبهت على تأوه ورد :
- مهرة انتي بتشديلي شعري ليه ولا حنيتي للعبة سيب وانا أسيب فطالعتها مهرة دون فهم ثم نظرت الي يدها المُلتفه حولها خُصلات شعر ورد وتضغط عليها بقوه
فتركت شعرها فهي لم تشعر بفعلتها فقد كانت تتخيل ذلك الفاسق "كريم" أمامها
وأبتسمت وهي تنظر إلي ورد ثم تذكرت تلك اللعبه التي كانوا يقطعون بها شعور بعضهم :
- معلش ياورد بس سرحت شويه في الراجل اللي في شارع اللي ورانا
فضحكت ورد بأستمتاع :
- هي مراته وكلتك في قضية الخلع
فحركت مهرة رأسها وهي تغمض عيناها بتثاوب
- نامي يلا ياورد .. بكره يوم طوويل وعايزه استعدله كويس ………………………….............................
رفعت مرام يداها وهي تدعو الله ان يغفر لها ذلك الذنب ويسترها ووضعت بيدها علي بطنها تُفكر
ماذا سيحدث لو أنكر كريم أبوته بالطفل فهي علمت بحملها في نفس اليوم الذي قطع فيه ورقة زواجهم العرفي
............................................................................
تناولت مهرة طعامها سريعا وهي إلى الان لم تجد شئ يجعلها تقف نداً امام ذلك الرجل لتنظر إليها ورد بشك :
- انتي في حاجه قلقاكي يامهرة
لترفع مهرة عيناها عن طبق طعامها الذي تأكل منه ونظرت إلي شقيقتها :
- عليكي طبق فول يابت ياورد... تسلم أيدك
فأبتسمت ورد .. ثم تابعت مهرة عباراتها :
- فكريني اعملك عربية فول
لتضحك ورد وهي تكمل تناول طعامها :
- تصدقي فكره حلوه
وحركت يدها في الهواء وهي تهتف :
ونسميه فول ورد العظيم
- زي اسم فيلم محمد هنيدي (فول الصين العظيم)
لينفجروا ضاحكين ... وأخدت مهرة كوب الشاي خاصتها :
- انا هنزل المكتب بقي ... وانتي افتحي محل البقالة النهارده عشان عندي مشوار مهم بعد ساعتين
وقبل ان تسألها ورد عن مشوارها... انصرفت من أمامها سريعاً ونظرات ورد تخترقها :
- مش مطمنالك يامهرة
ونهضت تجمع الأطباق من فوق المائده وهي تُدندن
"…الحياه حلوه بس نفهمها "
……………………………………………
جلست بيأس في مكتبها فالوقت يمر ولم تجد إلي الأن شيء مفيد .. وكادت ان تغلق تصفح هاتفها ورؤية كل ماينشر عنه
وفجأه توقفت على أحد الأخبار الحصرية والتي صدرت اليوم وكان الخبر ينص علي ترشيحه لأحد المنظمات الهامه دوليا وهذا سيكون حدث لم يسبق حدوثه لرجل أعمال بالوطن ليتهلل أساريرها ..
فبالتأكيد سيخشي علي وضعه في عالم المال ..
فيبدو أن تلك المنظمه من المنظمات التي لا تسمح بأنضمام العرب الا نادرا وبحثت عن عنوان الشركه الرئيسيه والتي يتواجد بها دوماً
وهندمت من ملابسها التي كانت عباره عن بدلة رمادية اللون وعقدت شعرها كالمعتاد ثم ألتقطت نظارتها من درج مكتبها فأصبحت تبدو بهيئة الرجال
....................................................................
جلس على مكتبه بزهو فالخبر الذي أخبره به أحد معارفه خارج البلاد يبدو سيكون حقيقيا .. فالصحف الدوليه قد تحدثت علي المرشحين الجدد للمنظمه غير الصحف المحليه
كما ان رجال السياسه بالدوله هاتفوه ليخبروه انهم متوقعين وجوده في تلك المنظمه وأن تلك التنبؤات ماهي الا حقيقه ولكن لابد ان تخفي المنظمه للنهاية أسم أعضائها الجدد .. تلك هي قوانينها ... …………………………...................................
وقفت مهرة أمام الشركه الضخمه تنظر حولها تستجمع قواها
وتعيد علي نفسها الكلمات التي ستُهاجمه بها
ولن تجعله ينطق بكلمه وسيُجبر اخيه علي الزواج ويعترف بالطفل وزفرت أنفاسها بقوه ثم تقدمت نحو الداخل ليسألها حارس الأمن عن وجهتها
فنظرت اليه بحنق :
- هو اي حد بيدخل هنا لازم تسأله رايح فين
ليحرك حارس الأمن رأسه :
- ديه جراءات يافندم
لتُطالع المكان بالداخل ...فالمكان عريق كوجهته وعندما أستمعت لسؤال حارس الأمن مجدداً..
- طالعه ...
وقبل ان تكمل باقي عباراتها وجدت فتاتان يخبران الحارس الآخر علي وجهتهم فهم لديهم مقابلة عمل
- ياأستاذه انتي مش بسألك طالعه لمين
لتحدق به مهرة لثواني وقد وجدت أخيرا اجابتها ... فلو أخبرتهم أنها تُريد صاحب العمل سيصرفوها على الفور او سيخبروها بأخذ ميعاد مسبق :
- انا عندي مقابلة عمل
ليزفر الحارس أنفاسه بضيق :
- وكل ده عشان تقوليلي الكلمتين دول...
- اتفضلي ياأنسه عطلتيني
فنظرت اليه مهرة بأمتعاض .. مُتمتمه قبل ان تردف للداخل :
- يعني عطلتك على كوباية الشاي مثلا
لتسمع صوت ضحكات الحارس الآخر... اما هو وقف يطالع
أثرها بحنق
.........................................................................
مرت بضعة دقائق وهي تبحث عن مكتب رئيس الشركه وقد ازداد حنقها من نظرات الموظفين لها
فالكل يتفحص ملابسها بطريقة ممله وأخيراً وجدت الطابق الذي به مكتبه... ونظرت إلي مكتبه الضخم
- وانا اللي فاكره الأوضة اللي كلها شبر ف شبر ديه مكتب ... وفي النازله والطالعه أقول للبت ورد انا نازله المكتب انا طالعه المكتب..
ونفضت رأسها سريعا وهي تهتف داخلها
" مش وقت الأنبهار ده يامهرة "
وتقدمت للداخل لتجد سيدة مُنمقة ويبدو عليها الوقار ...
فترفع مني وجهها نحوها متسأله وهي تتفحصها :
- شكلك تقصدي أدوار الموظفين ياانسه
وأشارت إليها بالخروج وعادت لمطالعة أوراقها مجددا
لتضع مهرة يدها على الأوراق التي أمامها بحزم يخفي رهبتها من تلك المقابله :
- عايزه أقابل صاحب الشركه
فرفعت مني طرف عيناها من تحت نظارتها الطبيه :
- عندك ميعاد سابق
فهتفت مهرة بحنق :
- لاء معنديش
وبنفس الأصبع الذي أشارت به مسبقا كي تخرج...أشارت به بعد ان علمت اجابتها :
- أتفضلي ياانسه
ورفعت هاتف مكتبها حانقة :
- ازاي موظف الأستقبال يطلعك هنا من غير ميعاد سابق وتركت مني سماعة الهاتف ونهضت خلفها مهرولة :
- انتي ياأنسه هطلبلك الأمن
وانتهت مني من تلك الكلمه عند دخول مهرة مكتب جاسم ... لينهض من فوق مقعده متسائلا
- في ايه يامني
ونظر إلي مهرة وأشار عليها بأستياء :
- مين ديه
ليزداد أمتعاض مهرة من وقاحته :
- مدام الذوق والاحترام مبيجبش حاجه... نستخدم قلة الاحترام
وأشارت علي مني مثلما كانت تشير عليها :
- قول لسكرتيرتك تخرج ولا حابب تسمع فضايح المحروس أخوك كيمو
فتهجم وجه جاسم ... وأقترب منها بغضب :
- أتكلمي عدل ... بدل ماأطلبلك الأمن
لتقف مني تُطالع المشهد ..الي ان وجدت مهرة تجلس علي أحد المقاعد بأسترخاء :
- وماله خلينا نتكلم ونقول فضايحكم علي الملئ
فنظر جاسم نحوها بضيق... ثم الي مني
- أتفضلي انتي يامني على مكتبك
وعاد ينظر إليها بأشمئزاز فأبتسمت هي بفخر ووضعت بساق فوق الآخر ونفخت أنفاسها بالهواء وهي تُطالع نظراته المشمئزه :
- متخفش مافيش جراثيم
ليضرب جاسم كفوفه ببعضهم بغضب :
- لتقولي جايه ليها .. لتتفضلي تخرجي بره
ثم تابع بجمود :
- انا لحد دلوقتي بتعامل معاكي بهدوء ..شكلك متعرفيش انتي واقفه قدام مين
فتعالت ضحكاتها وهي تخبره بهويته :
- جاسم الشرقاوي .. حصلنا الرعب
ليتقدم جاسم نحوها وقبل ان يُبدي ردة فعل ..
نزلت كلماتها كالصاعقة ...فتاة تحمل طفلا من أخيه وبعد دقائق كان يجلس على أحد المقاعد مفكرا في اﻻمر :
- وأحنا ايه ضمنا ان الطفل ابننا
ثم تابع بتهكم :
- ما يمكن أختك زي ماهي تعرف كريم تعرف رجاله تانيه
لتنتفض من مقعدها بغضب :
- لاء اختي وخط أحمر انت سامع
فحدق بها جاسم ساخرا وأقترب منها ضاحكا :
المطلوب ؟
ثم تابع بعملية :
- عايزه كام ..مليون ولا أتنين
فأقتربت منه وقد ازداد بغضها لفظاظته ... ورفعت سبابتها امام وجهه :
- وفر فلوسك لنفسك
وتابعت بنظرات ضيقه :
- كده نجيب بقي حقنا بالمحاكم واه تحاليل ال
تقدر تثبت كلامي DNA
وألتفت بجسدها .. فسمعت صوته :
- اتنين مليون ونص... والموضوع ينتهي
فضحكت وهي تتباطئ بخطواتها :
- مبرووك مقدما علي ترشيحك في المنظمه
وعندما فهم مقصدها :
- أستني عندك ...انتي فكراني بتهدد
فعادت صوت ضحكاتها تعلو :
- لاء انا مبهددش بس... انا بنفذ علطول
وتابعت حركتها بمكر :
- كان في صحفي كده بيحبك اووي وماهيصدق الصراحه وألتفت نحوه وأخذت تُفكر ببرود
- أسمه ايه يامهرة... أسمه ايه
- اه افتكرت...هيثم فؤاد
وقبل ان يهتف جاسم بحرف ... أردف كريم لداخل مكتب شقيقه متسائلا :
- جاسم انت فاضي ثم نظر لمهرة ..
لتبتسم مهرة لرؤيه وهي تعلم جيدا بهويته فقد وجدت أحد الصور تجمعهم سويا وعلمت أنه المدعو كريم
- مين ديه ياجاسم !
وفجأه صدح صوت صفعة قوية لتتسع عين جاسم وهو ينظر لأخيه الذي وضع بيده علي وجهه من أثر الصفعة
- القلم ده عشان تعرف ازاي تلعب ببنات الناس
وألقت بنظرة أخيرة علي جاسم الواقف يتابع المشهد بجمود...
وأقتربت من طاولة مكتبه ووضعت عليه كارتها الشخصي الذي يحتوي علي عنوان مكتب المُحاماه خاصتها
وسارت مرفعة الرأس أمام نظرات كريم :
- قدامك 24 ساعه بعدها انت عارف انا هعمل ايه
ثم نطقت ساخره :
- ياجاسم باشا
وبعد أن خرجت زفرت أنفاسها بقوه
لتنظر إليها مني ببرود..فأقتربت منها ومالت نحوها :
- حسبي ليطقلك عرق ياطنط
وابتعدت عنها وهي تُصفر بزهو
يتبع بأذن الله
******
#لحن_الحياة <3
#سيمو
التفاعل ;) وتوقعتكم :)
زواج (3)
*******
وقفوا دون حركه والصمت يخيم المكان
ليزفر جاسم أنفاسه بقوه وهو يقترب من أخيه بخطوات جامده :
- تستحق القلم اللي ادتهولك عشان تفوق
فيعض كريم علي شفتيه بقوه ...قابضً علي يديه بغضب وألتف كي يلحق بمن صفعته :
- بنت ال ...
ليجذبه جاسم من ذراعيه بغضب :
- شايف استهتارك ياأستاذ وصلنا لايه
لينظر إليه كريم بجمود .. فتابع جاسم بحنق :
- البنت اللي متجوزها عرفي في شقة المهندسين
وصمت للحظات
- حامل ياأستاذ
وتلجم الصدمه كريم ..فهو قد ظن ان تلك الفتاه احدي اللاتي يمرح معهن ونسي ملامحها لكثرة من يعرفهن رغم ان شكلها لا يوحي أنها ترتاد تلك الأماكن التي يذهب اليها وهتف بتعلثم :
- مرام حامل
ثم وضع بيده علي خده الذي صفعته عليه مهرة ، وهنا علم لما أستحق هذا
ليضحك جاسم ساخرا :
- حسيت بالذنب دلوقتي ... كنت فاكر مجرد وقت والحكايه هتنتهي
ودار حوله بجمود :
- بقي في طفل ياأستاذ ... شوف بقي مين هيطلعك من المشكله ديه
ليتأمل كريم ملامحه في صمت ..ثم غادر وهو يعلم بضرورة انصرافه الأن فملامح جاسم لا تُبشر بالخير
…………………………...............................
صعدت مهرة راكضة الي شقتها والسعادة تملئ شفتيها من نجاحها في ارهاب المدعو " جاسم الشرقاوي"
لتجد مرام جالسة مع ورد في توتر ووجهها شاحب
لتسألها عن حالها ثم تنظر لورد :
- ورد حببتي محتاجه كوباية شاي من ايدك الحلوه اصل مصدعه اووي
فتبتسم ورد بحنان وتقترب من شقيقتها تربت بيدها علي كتفها :
حاضر
وأنصرفت نحو المطبخ لتعد لها الشاي .. فأقتربت مرام بلهفة منها :
قبلتيه
فحركت مهرة رأسها بصمت ...فتفرك مرام يديها بتوتر :
- اكيد هددك يامهرة
وسقطت دموعها بندم :
- انا اللي ضيعت نفسي ...ولازم اتحمل غلطتي
وتعالت صوت شهقاتها...لتقترب منها مهرة سريعا تضع بيدها علي فمها :
-هتفضحينا
وازاحت يدها عن شفتيها كي تجعلها تخرج أنفاسها :
- قولتلك متخافيش
لتأتي ورد في تلك اللحظه وتجول بنظراتها حولهم
فقلبها يخبرها بوجود أمر ما بين شقيقتها ومرام
وقبل ان تسألهم عن شئ ... تقدمت مهرة نحوها
قائله بدعابه :
- عايزه تشربيني شاي ياورد وانا علي لحم بطني من الصبح
لتتسع عين ورد ..فهي من طلبت الشاي :
- ما انتي اللي قولتي عايزه تشربي شاي
فأخدت مهرة الشاي منها ودفعت مرام نحوها :
- خدي مرام وحضروا الغدا... عشان ناكل
فطالعتها مرام بملامح باهته قد فقدت بريقها
لتوكظها مهرة بذراعيها :
- فاكره نفسك ضيفه ...يلا علي المطبخ
وتركتهم وانصرفت نحو غرفتها .... لتطالع كل من ورد ومرام خطواتها ..ثم ألتفوا نحو بعضهم
لتنظر مرام لورد بنظرات أسفه لبعدها عنها منذ ان دخلت الجامعه
وأقتربت منها تحتضنها :
- انا أسفه ياورد
لتضمها ورد بقوة وحنان تخبرها أنها أشتاقت لجلساتهم معا وأحلامهم سويا
وقطع تلك اللحظه صوت أحدهم :
- ياأستاذه مهرة ...ياست الأستاذة
لتخرج مهرة من غرفتها وقد ابدلت ملابسها :
- هو الواد شيكا بينده عليا
ووقفت تحدق بهم بصمت وهم يبكون مُتمتمه بحنق
- كملوا الدراما كملوا ... وسبوني جعانه
لتضحك كل من ورد ومرام ولاول مره تكتشف مرام أنها اضاعت دفئ وسعاده بسبب سراب وأحلام وردية خرقاء أخذتها لطريق الخطيئة
وعاد الصوت يعلو ثانية :
- ياأستاذه مهرة ..بضاعة المحل وصلت
لتركض مهرة نحو الشرفة التي تطل علي شارع حيهم :
- واد ياشيكا خليك واقف مع الأستاذ انا نازله اه
وسارت نحو غرفتها تجلب المال لدفع ثمن البضاعة
متمتمه :
- مبلحقش أرتاح
.........................................
جالس علي فراشه يتأمل صورة والده بأسف لما وصل اليه شقيقه ..معتذرا منه انه لم يحافظ عليه
ليطرق كريم الباب ودلف إليه يطالعه ..ثم تنهد وهو يُطأطأ رأسه بخزي :
- انا هتجوز مرام ياجاسم ... الطفل اللي في بطنها طفلي
فرفع جاسم عيناه عن الصوره القابعه بين يديه ثم ألتف برأسه نحوه في صمت
…………………………...................................
جلست تتصفح الجريدة في الصباح ... تنظر إلي خانة الوظائف لعلها تجد وظيفة تناسب شقيقتها
ثم قلبت الصفحات حتي وصلت لمبتغاها
وانكبت علي حل الكلمات المتقاطعه ..الي ان وجدت صبي الحاج إسماعيل الذي يعمل بالورشة التي أمامها يخبرها :
- في واحد بيه عايزك ياأستاذه مهرة.. تحسي كده من الناس المهمه اللي بتطلع في التليفزيون
لتتسع عين مهرة وهي تنهض :
- فين ياحماده
ليبتعد حماده من أمامها... لتجد جاسم يقترب من محل البقالة بملابسه المنمقه يغطي عينيه بنظارة سوداء تخفي ملامحه
ونظر بتفحص الي محل بقالتها ثم نظر الي الصبي
الذي أشار نحوها :
- استاذه مهرة اهي ياباشا
فحدق جاسم بمهرة الواقفه بصمت...ووقف حماده بينهم يطالعهم بفضول ولكنه في النهايه انصرف نحو الورشة التي يعمل بها
ليقترب جاسم ببضعة خطوات ...يتفحص تلك المرة مهرة بقميصها المُقلم الذي يشبه الصبيه وشعرها المعقود بأحد الأقلام ونظارتها المائله نحو قمة أنفها
هاتفا بجمود وهو يشير علي محل البقاله :
- هو ده مكتب المُحاماه
لتطوي مهرة تلك الجريدةالتي مازالت بيدها...
وقد فاقت أخيرا من صدمة قدومه بتلك السرعه
لتلتقط حذائها ذو اللون الوردي الخاص بورد ومن سوء حظها قررت اليوم ان ترتديه ...
لتكون أمامه لوحة فنية من الألوان التي لا تلائم بعضها
وتقدمت منه وهي تلوي شفتيها بأمتعاض وألتقطت أحدي الحلوي التي تسمي "العسلية" من محل بقالتها
- لاء متقلقش هنقعدك في مكان يليق بوضعك
ثم أكملت ساخرة :
-ياباشا
وسارت لدخل البناية واتجهت نحو الباب الصغير لتفتحه
لتظهر حجرة مكتبها التي كانت بالنسبه له عباره عن جحر فأر فطالع جاسم الحجره قليلا .. ودلف داخلها لتهتف بحنق :
- اسفين اصل المكان مش قد المقام
فتنهد بسأم وهو يخلع نظارته :
- ياريت نتفاهم وننهي المهزله ديه
ثم اقترب منها ومال نحوها :
- ومتختبريش صبري
وقبل ان تهتف بشئ رداً علي وقاحته ..وجدته يتخطاها ويجلس علي أحد المقاعد بأسترخاء
لتقضم العسلية التي بيدها بقوه ...وتذهب نحو كرسي مكتبها بزهو وتضع ساق فوق الآخر فتجد نظراته الساخرة تحدق بها فأخفضت عيناها نحو قدميها لتجد حذائها الوردي ذات الأصبع ..لتزيل ساقيها عن بعضهم متنحنحه بطريقة خشنه :
-التفاهم الوحيد اللي بينا هو الجواز ..
ثم تابعت وهي تقضم من الحلوي ببرود :
- اخوك يتجوز مرام
فنظر اليها جاسم طويلا وكأنه
يدرس الأمر وأخير هتف :
- الجواز هيتم بعد أسبوعين
واعتدل في جلسته ... وهو يطالعها
بجمود :
- الموضوع هيتم من غير فضايح ... ومحدش هيعرف
سبب الجوازه
ونهض من فوق المقعد ... وأغلق أحد ازرار سترته :
- كلمة واحده هتوصل للصحافه وحد يعرف بالموضوع ... هتعرفي ساعتها مين جاسم الشرقاوي
وفي لمح البصر أختفي من أمامها وعاد يرتدي نظارته السوداء مجددا...
لتقف مهرة مصدومه من صمتها أمامه فهذا الرجل بحضوره يُربكها وسارت خلفه كي تخبره أنها لا تخاف تهديده ولكن وجدته يقف امام سيارته ينتظر انهاء احدهم فحص سيارته
لتتقدم من الحج إسماعيل الذي وقف مبهورا بالسياره .. يضرب بيده عليها :
- لاء عربيه أمريكاني متينه
واقترب من جاسم يمد له يده المشحمه بشحم السيارات كي يصافحه
.. فتابعت مهرة المشهد بصمت وهي تعلم أنه سينفر من مصافحته ولكن جاسم مد له يده يصافحه
................................................................
كل شئ بدء يتم سريعاً... في البداية رفض أهل مرام تلك الزيجة السريعه خاشين علي ابنتهم
ولكن عندما بدء جاسم يخبر والدها عن أصولهم وقرية والدهم ... تذكره والد مرام لأنه من نفس قريته وأخذ يمدح به وبأخلاقه وترحم عليه...
كما أخبرهم جاسم بضرورة رحيل اخيه الي كندا لمتابعة اعمالهم هناك واتفقا والدي مرام ان لا ترحل ابنتهم قبل ان تكمل
الشهر ونصف المتبقيان لها بالجامعه اولا ..
فهم ينتظرون تخرجها من الجامعه بفارغ الصبر كي يشعروا أنهم اتموا واجبهم معها ...
زيجة كان الصغط يحاوطها والثغرات توضع أمامها ولكن مهرة كانت تساند مرام بأقناع السيد عادل والسيدة صفاء بكل شيء حتي يلينو ويخضعوا للأمر... فارحين ان أبنتهم ستتزوج زيجة لم ينالها
أحد من أقاربهم أو معارفهم
.......................................................................
وقفت مهرة أمام مخبز الخبز تنتظر دورها لجلب حصة الأرغفة التي يحصلون عليها لتسمع بعض الهمسات عن زواج مرام وشطارتها في جلب عريس كهذا ...لتهتف أحداهن :
- مش الحاجه إعتماد كانت بتدور علي عروسه لأبن اختها ... بس ايه ماشاء الله موظف في بنك كبير ومعاه عربيه وشقه تقول للخيل ارمح
وتابعت السيدة وهي تُمصمص شفتيها :
- رشحتلها البت ورد .. وقالتلي هتقول لاختها
واكملت ولم تنتبه ان مهرة تقف خلفهم :
- رفضت لما عرفت ان ابوهم رميهم وعايشين لوحدهم
لتهتف الآخري :
- عندها حق .. ام ماجد برضوه فسخت الخطوبه عشان كده .. مهما كان دول بنتين عايشين لوحدهم ومافيش حد بيراقبهم ايه ضمنا أخلاقهم
لتهتف الثالثة والتي كانت تتابع الحوار بصمت :
- حرام عليكم احنا عندنا بنات... امهم الله يرحمها كانت ست طيبه وبنت حلال
كانت الكلمات تخترق فؤادها دون رحمه ..لتعض علي شفتيها بقوه وتقبض علي يديها تغرز اظافرها في راحتي كفوفها
تتمالك نفسها بصعوبه حتي لا تُلكمهم في أوجههم
فلولا أنهم بأعمار والدتها لكانت فعلت بهم مايستحقوه
فهم يتحدثون عن ورد ... شقيقتها الرقيقه الطيبه التي مازالت الي الأن تتعافي من صدمتها بما فعله معها ماجد خطيبها السابق
لو كانوا قد تحدثوا عنها هي .. ماشعرت بهذا الوجع
ولكن ورد لا
هي تعلم هيئتها التي هي بارعة في اظهارها من خلال ملابسها ونظارتها رغم ان نظرها علي مايرام وتسريحة شعرها التي تضاعف عمرها وأخيرا قد أخذت الخبز... ونظرت إلي تلك النسوة بنظرة تكاد تقتلهم ...
لينكمشوا بأنفسهم وهم يعلمون إنها بالتأكيد سمعت ثرثرتهم وأتجهت بخطوات سريعه الي شقتهم ...لتغلق الباب بقوة
ثم وضعت الخبز علي الطاولة وركضت نحو غرفتها التي بالأساس كانت غرفة والدتها ...وجلبت صورتها وجلست علي فراشها ُتطالعها ودموعها تنساب علي وجهها
ومسحت دموعها سريعا بعدما سمعت صوت الباب يغلق ...
فيبدو ان ورد قد عادت بعد رفقتها لمرام ل فيلا الشرقاوي التي ستعيش بها مرام قبل ان تُسافر خارج البلاد فهتفت ورد بأسمها
- مهرة انتي هنا
لتخرج مهرة من غرفتها
بملامح جامده فتتقدم منها ورد بسعاده تُخبرها عما رأت :
- الفيلا جميله اووي يامهرة وفيها جنينه حلوه وحمام سباحه كمان وهتفت بدعابه :
- كان نفسي انزل رجلي فيه وابلبط زي البط
لتضحك مهرة علي تشبيهها :
- بمناسبة البط ... عايزين ننزل السوق نشتري بطه بقالنا كتير مكلنهوش
لتضع ورد بيدها أمامها :
- ايدك علي الفلوس .. لاحسن مصروف البيت خلص
لتتسع عين مهرة غير مصدقة :
- لحقتي تخلصي مصروف البيت في أسبوعين
فهتفت ورد بقلة حيله :
- كل حاجه بقيت غاليه اووي ..وتابعت
- أمسكِ انتي بقي المصروف وهتعرفي
لترفع مهرة يديها بأستسلام :
- لااا انتي العقل المنزلي المدبر ... نلغي البطه ونشتري فرخه فضحكت ورد بأستمتاع :
- وحياتك ولا بطه ولا فرخه .. احنا هنكمل باقي الشهر من قدرة الفول اللي انا بعملها ورضي علي كده وانفجروا ضاحكين ...
لتهمس :
- مانطلب فلوس من بابا يامهرة... مش كفايه بطل يزورنا غير كل كام شهر مره ... وبيجيب الست مراته معاه عشان تشوف هيدينا كام
لتضحك مهرة ساخرة وهي تتذكر منذ ثلاثة أشهر جاء إليهم
في مناسبة العيد ..
لتعطيهم زوجة أبيهم عديتهم التي كانت عبارة عن كل واحده منهم مائة جنيه تخبرهم بكل وقاحه "
أنهم لا يحتاجون لشئ ...فأولادها بما إنهم الذكور فمتطلباتهم أكثر " واخدت تحرك بيديها تظهر لهم أساورها التي تملئ معصميها وهم حتي لا يرتدون أقراط بأذانهم
لتضم مهرة ورد اليها هاتفة :
- مش محتاجين منه حسنته
فحركت ورد رأسها وهي داخل حضن شقيقتها :
- لو تشوفي يامهرة نظره كريم لمرام
وأبتعدت عن شقيقتها متذكرة نظرات كريم :
- بيحبها اووي ربنا يسعدهم ...ثم تابعت :
- بس شكل مرام زعلانه منه في حاجه
وانتظرت مهرة باقي عبارات ورد
- كل مايجي يكلمها أو يقرب منها تسيبه
لتبتسم مهرة فتلك هي نصيحتها لمرام كي يعرف ذنب مااقترفه بحقها وتركه لها ذليله
- اه كمان نسيت اقولك... اني شوفت جاسم الشرقاوي .. ورحب بيا... طلع متواضع اوي وجميل يامهرة
لتحرك مهرة شفتيها بأمتعاض :
- متواضع وجميل ...ورد فوقيلي كده
لتنتفض ورد من دفعة مهرة لها ... ثم ضحكت :
- ياساتر عليكى
براحه... انا أنثي رقيقه ياماما
وفجأه ركضت من أمامها ومهرة خلفها تحمل نعلها تقذفها به :
- لاء فوقي يا بنت زينب
لتضحك ورد وتقفز فوق الفراش بطفوله وهي تري مهرة بتلك الهيئة
....................................................................
جاء يوم العرس كانت ورد تقف أمام خزانة ملابسها تنظر الي فساتينها الطويله التي أصبحت قديمه بعض الشئ
وزفرت أنفاسها بقوه فرفاهية الملابس باتت غير متاحه لها ولشقيقتها منذ ان ارتفع اسعار كل شئ
لتقرر ألتقاط افضلهم
لتقف مهرة علي أعتاب باب حجرتها تتأملها بحب
وهتفت بأسمها وهي تحمل حقيبتان :
- ورد
فألتفت إليها ورد بأبتسامتها الهادئة
وتخرج مهرة ما بهما قائله :
- جتلي النهارده قضيه ...وأخدت نص الأتعاب
لتركض ورد نحوها وتعانقها بسعاده .... فأمر الملابس قد حُل ورفعت يداها بحمد : ربنا مبينساش حد .. الحمدلله
لتبتسم اليها مهرة بحنان :
- شوفي يلا الفستان عشان لو محتاج حاجه ... مافيش وقت وقبل ان تأخذ منها ورد الفستان ..تسألت :
- وانتي يامهرة جبتي لنفسك حاجه ولا برضوه نسيتي نفسك لتحرك مهرة رأسها بنفي وتخرج بلوزه ذات لون هادئ وبسيطة التصميم
...................................................................
وقفت ورد تتابع العرس بأعين لامعه تتخيل لو كان ماجد أحبها بالفعل لكانت الان زوجته ونفضت تلك الأفكار سريعا من عقلها وألتفت نحو مهرة التي تقف تطالع كل شئ بلامبالاه
تحاول مسح كحل عينيها الذي اصرت ورد علي وضعه وقد زاد من جمال عينيها لتمسك ورد يدها بتحذير :
- مش هتمسحيه يامهرة سامعه ونظرت حولها
- مش كفايه موقفانا آخر الجنينه
فطالعت مهرة الحفل بضيق :
- انا بقول كفايه كده ..ويلا نروح
لتهتف ورد برجاء :
- لاء انا عايزه أتصور مع مرام...
وتابعت بألم :
- شايفه ابلة صفاء واستاذ عادل فرحنين ازاي
تفتكري هيجي يوم وهنلاقي حد معانا وبيفرح بينا
لتضغط مهرة علي يدها بقوه ...
فكلمات شقيقتها تدمي قلبها ..
فهي تحزن عليها أكثر ما تحزن علي نفسها لتجذب ورد يدها تنظر نحو مرام وعائلتها :
- ابلة صفاء بتشاورلنا عشان نروح نتصور
لتهتف مهرة برفض :
- لاء ياورد يلا بقي كفايه كده
وبعد إصرار ورد خضعت مهرة لتوسلاتها ..
وتقدمت معها نحو البقعة التي تضم جميع الشخصيات الهامه :
- هقف استناكي هنا ...روحي أتصوري مع مرام
فحركت ورد رأسها بسعاده وذهبت بخطوات متلهفه نحو مرام التي أحتضنتها بقوه
وألتُقطت الصوره التي تجمع العروسان وعائلة مرام وجاسم
لتقع عين جاسم علي مهرة التي تتلاعب بأصابعها
ووقف لثواني يتأملها ثم أنصرف نحو ضيوفه
..................................................................
تقدمت ورد من شقيقتها بخطوات خجله.. وتعصرت حركتها لتنصدم بأحداهن فيسقط بعض قطرات العصير الذي كانت تحمله تلك المرأة علي ملابسها فتصرخ بورد :
- انتي حماره
لتدمع عين ورد بحرج وتعتذر منها :
: - انا أسفه وأخذت المرأه تتأفف ..الي ان اقترب ياسر سريعا منهم معتذرا
- حصل خير يامدام أشكي
وأخرج منديلاً من جيب سترته وأعطاه لها ببتسامه معتاد عليها وقبل ان تلتقط المرأه المنديل ...كان كأس ماء ينسكب علي ملابسها
لتشهق المرأه بأعين متسعه وهي تري الماء يغرق فستانها الباهظ... لتبتسم مهرة لها :
- كده نضف ومش محتاج حاجه يامدام
لتصرخ المرأه بوجهها :
- انتي غبيه ... انتي متعرفيش انا مين
فحركت مهرة رأسها ببرود وألتقطت منها كأس العصير الذي كان أساس كل تلك الضجه وسكبته هو أيضا عليها ..
لينصدم كل من ياسر وورد من تلك الفعله
ونظر ياسر حوله فوجد ان البعض أصبح مُراقب للأمر ويجب عليه ان يحتوي ذلك الموقف سريعا
وسمع صوت جاسم الذي جاء بعد ان رأي الموقف
- مدام اشكي
: لتلتف نحوه
- جاسم تعالا شوف انا أتهنت ازاي في بيتك
: ليمسك جاسم يدها برفق
- أنا بعتذر منك علي الموقف السخيف ده
لتحرك رأسها برفض :
- لا ياجاسم انا اتهنت ... وأشارت نحو مهرة :
- البنت ديه لازم تجبلها البوليس
لينظر جاسم بأعين ثاقبه علي مهرة التي تقف تمسك يد شقيقتها تطمئنها :
- اتفضلي معايا بس وياسر هيهتم بالموضوع ويجبلك حقك أوعدك
وأخذ بيدها يقودها داخل الفيلا.... يخبرها عن موافقته بعمل لقاء خاص لمجلتها وفستان هدية لها منه من باريس
اما ياسر وقف ينظر إليهم ثم أشار لأحد الحرس الواقفين علي أبعاد متفرقه :
- وصل الأنسات يامنعم
لتضغط مهرة علي يد ورد بقوه :
- عارفين طريقنا كويس
وسارت بشقيقتها تمسك يدها ..تطمئنها أنها دوما معها وبجانبها ليقترب جاسم من ياسر مجدداً :
- البنت ديه عينك عليها ...ترقبهالي كويس !
يتبع بأذن الله
#لحن_الحياة <3
التفاعل ;) وتوقعتكم ^_^ ..
لحن الحياة سهام صادق
ورطه (4)
*********
يسيران بجانب بعضهم بعد ان غادروا حفل الزفاف الذي طردوا منه للتو ..
يداها ترتعش دون شعور منها ..فالغضب يشتعل داخلها بقوه .. رغم أنها أخذت حق شقيقتها الا ان شيء داخل قلبها يوجعها وحرقه تقف في حلقها وتريد ان تصرخ
وشعرت بيد ورد تضغط علي يدها بقوه :
- انا أسفه يامهرة انا السبب
وتابعت بألم :
- انا اللي اصريت اتحرك من مكاني واروح اتصور مع مرام
لتتمالك مهرة غضبها وتتحول نظراتها لحنان ودفئ
ثم ربتت علي كفها بحنو واكملوا طريقهم وهم لا يعلمون ان الطريق مازال طويلا
................................................................
الأيام مرت وكل يوم يحمل شيء جديد وخبايا لا نعلمها ... سافرت مرام وكريم الي كندا بعد ان قضت مرام امتحاناتها النهائيه لسنتها الاخيره واخبرت اهلها بحملها قبل ان ترحل
حملها الذي لم تشعر بلذة إحساسه بسبب ما اقترفته بحق نفسها أولا
…………………………………….................................
ضرب جاسم بقوة علي مكتبه وهو يتلقي خبر خسارته في عضوية المنظمه .. فمبدأ الخساره لا يستهويه
لينظر إليه ياسر بتوتر :
- للاسف صور كريم وسهراته وصلت ليهم .
فنظر إليه جاسم بصمت ..وأخذ يزفر أنفاسه بقوه :
- البنت اللي بنرقبها تبقي علي معرفه ب الصحفي اللي نشر عن كريم سهره وسكره في الكباريهات قبل مايتجوز
ثم تابع بتخمين :
- اظاهر أنها حبت تنتقم منك بسبب يوم الحلفله وطردك ليها هي وأختها
لتلمع عين جاسم بجمود .. وأشار بيده نحو الباب :
- أخرج ياياسر دلوقتي
ليجلس علي مقعده وهو يطرق علي مكتبه بطرقات خافته مفكراً في أمرها
فبعد زواج شقيقه أخذت الصحافه تعبث في ماضيه ..حتى انهم بدئوا يبحثون عن علاقة شقيقه بمرام قبل الزواج .. ووصلوا لحقيقة معرفتهم ببعض ولقائهم بشقة المهندسين
ولمكانة جاسم وامواله كان يجعلهم ينفون تلك الأخبار بعد تصريحها .. حتي بدء الأمر يبدوا وكأنه حقد علي نجاحه ولم يجدوا له ثغره ..فأصبحوا يتبعون شقيقه الذي لم يكن يوماً تحت الأنظار
وها الان كل شيء جاء ضده .. ولم يحصل علي منصب العضويه في تلك المنظمه لأنها تأخذ الحياة الشخصية علي محمل الجد
ونهض من فوق مقعده وسار للخارج ليجد ياسر يقف امام مني يُحادثها
فنهضت مني سريعا لتهتف :
- جاسم بيه في أجتماع بعد نص ساعه
ليرفع جاسم يده نحوها كي تتوقف عن الحديث :
- ألغى كل مواعيد النهارده
وتحرك من أمامهم في صمت لينظر ياسر لمني التي وقفت لا تعلم بما ستقوله
وتحرك ياسر خلفه بخطوات مهروله وأقترب منه قبل ان يستقل المصعد :
- هنعمل ايه بخصوص البنت ديه
فطالعه جاسم للحظات ...لينفتح باب المصعد وأردف داخله :
- اقفل الموضوع ده ياياسر .. لأنه أنتهي خلاص
لينغلق باب المصعد ..فيقف ياسر مدهوشا من قراره ولكن كما أمر
...................................................................
بعد أشهر
كانت ورد تمسك هاتفها بسعاده وهى تقلب فيه :
- شوفتي يامهرة ولاد مرام
لتأخذ منها مهرة الهاتف وتنظر إلى الصغيرين بأبتسامه واسعه :
- دوول حلوين اوي ياورد
لتنحني ورد نحوها وتكمل تصفح الصور بسعاده
فتلك الصور بعثتها لها مرام
واشارت نحو الصوره العائلية التي بها جاسم وعائلة مرام فهم ذهبوا اليها برفقة جاسم
فنظرت مهرة للصوره ..ووقعت عيناها علي جاسم
لتجده يحمل أحد التوأمين ويبتسم
صوره كانت تحكي ألف كلمه وكلمه
وأبتسمت اكثر وهي تري كيف يلتصق كريم بمرام فيبدو ان ثمار نصائحها جائت بفائده
وقلبت في باقي الصور إلى ان وجدت صورة بها أمرأه تلتصق بجاسم
فرفعت عيناها نحو شقيقتها تُريد سؤالها عن هوية تلك المرأه ولكن ورد قامت بالمهمه وأخبرتها عما قالته لها مرام عندما سألتها عنها :
- ديه حبيبته وقريب هيعلنوا عن خطوبتهم
لا تعلم لما اجابة شقيقتها وقعت على قلبها كالحجر وتمالكت نفسها ففي النهايه هي تكره منذ آخر لقاء بينهم
..................................................................
يقف وقطرات الجليد تتساقط عليه ..ينظر للقبران بألم فمنذ سته أشهر توفت شقيقته وزوجها في حادث
لتترك له صغيرها الذي قد نجي من الحادث بأعجوبة دون ان يتأذي الا بكسر وخدوش صغيره
ليضع باقة الزهور علي قبرهما بجمود
ثم تحرك نحو سيارته ليقودها بسرعة رهيبة في شوارع "أسطنبول"
.....................................................................
تحمل قدرة الفول بصعوبة لتخرج بها للواقف أمام باب شقتهم
- اهي القدرة بتاعت كل يوم ياشيكا
ليحمل منها شيكا القدرة هاتفا :
- الصراحه ياست الاستاذه ..الست ورد عليها قدرة فول تقولي ايه ملبن
فأبتسمت مهرة وهي تمسك باب الشقة لتغلقه :
- ماشي يابتاع الملبن انت ..يلا روح شوف المطعم بتاعك
وأنصرف شيكا وهو يحمل القدرة علي كتفه
لتخرج ورد من المطبخ تجفف يديها بالمنشفه :
- شيكا أخد قدرة الفول
لتضحك مهرة وهي تلتقط حذائها :
- بيقولك عليكي قدرة فول ملبن
فتبتسم ورد .. وتنهى مهرة أرتداء حذائها :
- هنزل المحل بقي
وانصرفت نحو الأسفل وهي تقفز على الدرج
فمهما كبرت ستظل تلك العاده الطفولية
..............................................................
نظر إليه مدير أعماله وهو لا يُصدق ان أخيرا سيده
سيعود لمباشرة أعماله بعد ان اعتزل كل شيء لأشهر بل وايضا سيسافر لمصر لإكمال ذلك المشروع الذي بدئه زوج شقيقته وشريكه قبل ان يتوفي هو وشقيقته
- حقا لا أصدق أنك عدت سيد كنان
ليرفع كنان عيناه عن الأوراق التي أمامه :
- عزيز ، أريد منك ان تخبرهم في مصر بأيجاد مربية لجواد تتحدث التركيه .. افهمت
ليحرك عزيز رأسه بنعم ..ثم انصرف ليُتابع أعماله
ليتنهد كنان وهو يزيح الأوراق من أمامه ويمد بيده نحو الصورة التي تجمعه بشقيقته التي كانت كل شيء بالنسبه له :
- لا تقلقي على جواد ياهازان
....................................................................
جلست بداخل مكتبها تنظر إلي الفراغ الذي أمامها تزفر أنفاسها بقوه .. فمنذ شهران لا قضية قد أتت إليها
لتجد رقم احدي صديقاتها يدق عليها :
- أيوة ياشروق بجد ..خال خطيبك وافق أشتغل عنده في المكتب
وتابعت بسعاده :
- مش عارفه أشكرك أزاي ..
وأغلقت الخط معها بأبتسامة مشرقة ..
فخطيب شروق صديقتها يبدو من عائله ذو وضع
فوالده رئيس تحرير جريدة وهو يعمل صحفي وقد تعرفت عليه عندما كانت ستجتمع بشروق رفيقتها من أيام الجامعه
لتتنفس براحه ..فيبدو ان الحياه ستبتسم لها قليلا ولشقيقتها فهي تعلم ان صاحب مكتب المحاماه هذا لديه اسم عريق ولا يحصل الا علي القضايا الهامه
ونهضت من فوق مقعدها تُدندن بأحد الألحان الشعبيه :
- واه لو لعبت يازهر .. واتبدلت الأحوال
وركضت لأعلى تخبر شقيقتها ..أنها لديها مقابلة غدا
.............................................................
وجاء يوم المقابلة ولم تسعى للتأنق كعادتها ..فأرتدت ملابسها العمليه التي تتكون من قميص وبنطال قماش أسود اللون وعقدت شعرها كالمعتاد وأرتدت نظارتها وحذاء مسطح وحملت حقيبتها
ووقفت تنظر إلى اليافته الضخمه التي تحمل أسم المحامي الذي سوف تعمل معه
وبعد دقائق كانت تقف أمام مكتب السكرتيره
لتجد فتاه غاية في الأنوثة ترتدي قميص شيفون أبيض فوقه ستره سوداء وتحته تنورة قصيرة بعض الشئ وحذاء ذو كعب عالي
فنظرت السكرتيرة لمهرة بتفحص ثم تسألت :
- جايه عشان الوظيفه
لتحرك مهرة رأسها بنعم .. فيردف بتلك اللحظه المحامي المشهور " أشرف الجمال "
ويشير إلي سكرتيرته :
- مين دول يانيره
فأعتدلت نيرة في وقفتها وتمتمت بأحترام :
- دول اللي متقدمين للوظيفة يافندم
ليلقي أشرف نظراته المتفحصه عليهم...
فهتفت مهرة سريعا بعد ان شعرت بنظرة رفض منه :
- انا جايه من طرف ...
وقبل ان تُكمل باقي عباراتها جائها الرفض صراحة :
- انتي تعالي ورايا...
وكان يشير نحو الفتاه الاخري .. لتذهب الأخري خلفه
لتنظر مهرة للسكرتيرة بتسأل :
- يعني ايه مش فاهمه
لتشير إليها السكرتيرة نحوالخارج بأبتسامة عملية :
- يعني مع السلامه
لتبتلع مهرة ريقها بصعوبه وهي تتأمل المكان حولها
ثم غادرت وهي تجر اذيال خيبتها خلفها
...................................................................
قفزت ورد بسعاده وهي تري الإعلان الوظيفي
" جليسة أطفال تتحدث اللغه التركية بطلاقة للأعتناء بطفل احد المستثمرين الأتراك ..العمل سيكون داخل منتجع سياحي مازال يتم انشاوه يقع خارج العاصمه بمرتب مجزي"
لتنظر ورد للمرتب وهي لا تُصدق .. اخيرا ستمارس عمل بشهادتها حتي لو كانت مجرد جلسية لطفل
وعادت تنظر إلى الإعلان ثانية...وهي تخشي ان ترفض مهرة بسبب بعد المكان
ولكن في النهايه حسمت أمرها وقررت ان تُقدم في تلك الوظيفه
لتسمع صوت الباب يغلق بقوة ...فتخرج من غرفتها راكضه :
- عملتي ايه يامهرة .. أتقبلتي
فترفع مهرة عيناها نحوها .. وتزفر أنفاسها :
- أترفضت
فأقتربت منها ورد وجلست جانبها...تربت علي يدها بحنو :
- هما اللي خسروا محاميه شاطرة زيك
فتبتسم مهرة بشحوب ..لتتنحنح ورد بحرج :
- مهرة انا لقيت شغل بمرتب كويس أوي وقدمت فيه
........................................................
كل شيء قد تم بسرعة ولا يعلم كيف انفتح نور الإضاءة ليظهر أحدهم ثم أتبعه شخص آخر يحمل سلاحا يصوبه نحوه...
ليهتف به ياسر الذي كان يقف في الأمام :
- اتصل بالبوليس يامعنم
لترتعش يد كرم الذي سقطت منه الأموال التي كانت بالخزنة القابعة في غرفة المكتب
ويتقدم منه ياسر وقد أخرج سلاحه :
- واقف بتترعش ياحلتها
ووضع السلاح بجانب رأسه :
- بدور علي مين ها ...
ثم تابع بقسوه :
- هيام اعترفت عليك
ليدفع الحارس الثالث هيام بقوة ..فينظر ياسر نحوهم :
- عضيتي الايد اللي أتمدتلك... عندها حق نعمه لما كانت بتشك في سلوكك
لتهتف هيام بخوف من المصير الذي سيحدث لها :
- انا مظلومه ياياسر بيه
ليطالعها ياسر ساخرا فكل شيء سار تحت مراقبته
فقد علم باليوم الذي خطت فيه مع شريكها من الخادمة الأخرى التي تُدعى نعمه
......................................
أستيقظت من النوم فزعاً وهي تنظر لشقيقتها التي خرجت للتو من غرفتها
لتهتف ورد بقلق :
- مين اللي جيلنا في الوقت ده يامهرة
فتقدمت مهرة نحو الباب ...لتري الطارق
لتجد والدها أمامها يتنفس بصعوبه :
- أخوكي في القسم يامهرة
وتابع وهو يضغط علي قلبه :
- سرق فيلة راجل مهم في البلد
ولم تجد بعدها نفسها الا في قسم الشرطه ...فلم تتحمل كسرة والدها امام عينيها وترجيه لها
فقد كانت تظن أن قلبها أصبح متحجراً بسبب تركه لهم ..ولكن أكتشفت الحقيقه
الدماء لا تكون يوماً ماء ..
ووقعت بعينيها علي زوجة أبيها التي تجلس تنتحب وبجانبها شقيقها الآخر أكرم الذي لم تراه منذ سنوات عندما كان مراهق
لتقف زوجة أبيها مقرتبة منها :
- انت رايح تجبلي بنتك اللي بتكرهنا ..انت عايز تضيع أبني
لتلتف مهرة بجسدها بعيده عنهم وهي تتمتم بغضب لم يسمعه أحد
ليجذبها والدها من ذراعها برجاء :
- هتسيبي أخوكي يابنتي
أبتسامه ساخرة أرتسمت على شفتيها ..فكلمة أخ لم تُدركها يوما كما لم تُدرك معني كلمة اب
............................
كان جاسم يجلس مع ضابط الشرطه بجسد مرهق
فاليوم عاد من لندن بعد ان أتم احد الصفقات
وحينما وقف سائقه امام فيلته كانت سيارة الشرطه تقف ...
لتنتهي الليلة هنا
وفرك عنقه بأرهاق ... لينظر محاميه الخاص له :
- اتفضل انت ياجاسم بيه وانا هكمل المحضر
ونظر إلي الضابط يطلب منه تأكيد علي كلامه :
- اتفضل حضرتك وبكره تقدر تيجي نكمل الإجراءات قبل ما يتعرضوا على النيابه
وكاد ان ينهض جاسم من فوق المقعد ..الا أنه وجد العسكري يخبرهم عن حضور شقيقة المتهم وهي أيضا محاميته الخاصه
فدلفت مهرة وقبل ان تنطق بكلمه وقفت مصدومه :
- أنت !
ليقف جاسم ساخرا وهو يطالعها بنظرات بارده :
- طلعتي اخت الحرامي ده
ثم تابع وهو يقترب منها ونظر إلي محاميه الخاص :
- انا مش هتنازل عن القضيه ..وتحبسهوملي هو والخدامه أكبر مده تقدر عليها
وتخطاها ببرود وقد أرتسمت علي شفتيه أبتسامه مُتشفيه ... فالقدر جاء بها اليه مجددا كي يُعلمها كيف تتلاعب مع "جاسم الشرقاوي" فهو لم ينسي الي الان أنها السبب الأساسي في ازالته من المنظمه
وكيف وقفت تتحداه بل وأيضا تعاونت مع احد الصحفين في نشر كل مايسئ لشقيقه دون ان يعلم أنها لم تفعل ذلك فالقائها ب باسم الصحفي ماكان الا أنه خطيب رفيقتها
ولكن كل شيء جاء ضدها ووضعها القدر ذليلة أمامه
وانصرف دون كلمه..ليحرك لها الضابط رأسه بيأس :
- لازم جاسم بيه يتنازل عن القضية انتي عارفه القانون كويس .. اخوكي مسكوه وهو في بيته وبيسرق خزنته بعد ما اتفق مع الخدامه اللي سهلت دخوله للفيلا
فنظرت مهرة له ثم جلست على أقرب مقعد
فيبدو ان الطريق لم ينتهي مع جاسم الشرقاوي
بل وتلك المره خيوط اللعبه في يده
.....................................................................
في صباح اليوم التالي كانت تقف في وقت مبكر امام باب الفيلا بخطوات متثاقله مجبره
فأمس عندما ألتقت ب كرم شقيقها أخذ يترجاها بأن تساعده
لم تكن يوما قاسية كما عاهدت من قسوة الناس
واقتربت من الحارس تخبره :
- عايزه اقابل جاسم بيه
فنظر الحارس إلى ساعة يده :
- الساعه سبعه دلوقتي والبيه لسا نايم .. ومنقدرش ندخلك غير لما هو يسمح بمقابلتك
لتزفر مهرة أنفاسها بقوه ثم أبتعدت قليلا لتقف بجانب البوابه :
- وماله نستناه
ومرت ساعه وهي واقفه ... الي ان تأففت ونظرات إلى البوابه التي اغلقها الحارس لتبقي هي بالخارج وأطرقت على البوابه بقوه
ليخرج لها الحارس وهو يحمل كوب شاي يرتشف منه :
- ما قولنا تعالي وقت تاني
فحدقت به بنظرات غاضبه :
- عدي ساعه والبيه بتاعكم لسا نايم .. لاء وسع بقي كده
فوقف الحارس أمامها يزيحها عن طريقه .. ودون قصد منه أسقطها أرضاً
ليخرج في تلك اللحظه جاسم بسيارته.. وعندما وجدها تقف وتنفض يديها
اوقف سيارته وهبط منها بملامح جامده :
- قولت مش هتنازل عن القضية ..وياريت تتفضلي
فطالعته بنظرات محتقنه :
- أنت إنسان معندكش دم ولا ذوق
ليقترب منها بقسوة وكاد ان يجذبها من ذراعها..فهتفت بضعف لأول مره يراه فيها :
- متضيعش مستقبله عشان كرهك ليا... انا عارفه انك عايز تاخد بتارك مني
وتابعت برجاء :
- بس انا كنت بدافع عن الحق وحكاية أخوك ومرام أنتهت
فأبتسم ساخرا :
- انتي لعبتي معايا كتير من غير ماتحسي
وألتف بجسده نحو سيارته :
- تنازلي عني القضيه بشرط ..تنفذيه كل حاجه تنتهي
ثم تابع ببرود وهو يفتح باب سيارته :
- متنفذش نسيب القانون ياخد مجراه ياحضرت الافوكاتو
يتبع بأذن الله
**********
#لحن_الحياة <3
#سيمو
بداية بقيد (5)
***********
طرقت علي الأرض بقوه وهي تعض على شفتيها بقهر فقد وضعها بين خيارين وأصبح هو الأن من يلعب بها
وقبضت علي يدها بغضب حتي ظهرت عروقها وطيف سيارته يختفي من أمامها
لتلتف نحو بوابة الفيلا فتجدها قد غلقت فور انصرافه
وأصبحت كمثيلة أيامها السابقه تجر أذيال الخيبه خلفها
………………………………................................
فتحت باب الشقه بأرهاق وهي تسترقي السمع
فيبدو ان لديهم ضيف ..وتقدمت بخطي ثقيله نحو الداخل لتجد ورد تجلس مع أكرم شقيقهما
وقبل ان يشعروا بوجودها ..أخذت تطالع وجه شقيقتها المبتسم وهي تحادث أكرم الذي يماثلها في العمر
تخيلت لو كانت علاقتها بأشقائها طبيعيه ولكن زوجة أبيها هي من بعدتهم عنهم
فأصبح كل منهما في عالم أخر وكأنهم ليسوا أخوه
وزفرت أنفاسها بفتور... ليرفع كل من أكرم و ورد عيناهم نحوها
لينهض أكرم متسائلا بأمل ان تكون قد توصلت لحلا .. ولكن علامات وجهها كانت لا توحي بالخير :
- رفض مش كده
وجلس علي مقعده ثانية يهتف بضعف :
- ضيع مستقبله وضيعنا معاه
وتابع وهو يضع وجهه بين راحتي كفيه :
- قولت لماما بلاش الدلع الزايد والفلوس الكتير
اه سرق عشان يصرف فلوسه علي شرب المخدرات والستات
كانت مهرة تقف تسمعه بوجه جامد .. دلع وأموال كثيره وهي وشقيقتها يصارعوا من أجل ان يعيشوا فقط
وتنهدت بأرهاق أثقل كتفيها وسمعت صوت شقيقتها الراجي :
- أعملي حاجه ليه يامهرة عشان خاطري
وأتبعها أكرم بتوسل :
- كرم مش وحش يامهرة صدقيني ... حب ماما لينا الزايد هو اللي ضيعه
لتنظر لهم مهرة طويلا قبل ان تتحرك ببطئ نحو غرفتها وهي تفكر هل تذهب إليه وتسمع شروطه ام تتخلي عن شقيقها كما تخلي عنهم أبيهم
.......................................
وقف ياسر غير مصدقا لما يقصه عليه جاسم ما حدث في الصبح :
- يعني هتتنازل عن القضيه بشرط أنك تشغلها هنا سنه كامله تذلها فيها
فأبتسم جاسم بجمود وهو يبعد أنظاره عن حاسوبه :
- مسمهاش أذلها ... بس هعلمها ازاي تقف قصادي بداية من حكاية كريم ومرام وتهديدها ليا لحد يوم الحفله واللي عملته وخسارتي لعضويه المنظمه
ليطالع ياسر جاسم قليلا وهو يتنهد :
- جاسم انا مش متأكد ان هي السبب في المعلومات اللي وصلت للصحافه
ثم حك فروة رأسه :
- انا شوفتها اه مع الصحفي ده ..بس معرفش ايه علاقتهم ببعض
ليسترخي جاسم بجسده وهو يدور بكرسي مكتبه بظفر :
- مش مهم .. لأن خلاص أخدت قراري
ليتسأل ياسر بعد ان علم ان لا رجوع فيما اتأخذه :
- طب وهتشغلها ايه هنا ..احنا مش محتاجين محامين
فضحك جاسم وهو يتوقف بكرسيه عن الدوران :
- اشغلها محاميه .. ده انا هخليها تنسي المهنه ديه
ثم تابع ببرود :
- هتشتغل كل حاجه... هتكون زي اللبيسه اللي بتكون للفنانين
فأبتسم ياسر وكتم صوت ضحكته :
- مسمهاش لبيسه ... دلوقتي بقي أسمها مساعده شخصيه او مديرة أعماله
فحرك جاسم شفتيه ساخرا :
- المسميات النضيفه ديه لناس التانيه النضيفه
ثم تابع بقسوه :
- اما ديه لاء
لتتسع عين ياسر بدهشه :
- انت بتكرها كده ليه ياجاسم .. أحنا من ساعه ماعرفنا بعض مشوفتكش بتكره حد كده
وتابع بتشتت :
- أنت حتى يوم ماعرفت مني بلقائها بالصحفي اللي عمل هجوم عليك ..سيبتها ومفكرتش تعمل ليها حاجه
فحدق به جاسم للحظات ..فهو بالفعل لم يفكر قط بأذيتها ولكنها هي من تأتي اليه بقدميها وكأنها تريد أن تذكره دوما بأحداهن كانت شعلة من التمرد والقوه مثلها تمام
كانت زميلته بالجامعه أحبها بشده خاصة لطباعها الصبيانيه وملابسها التي تشبه ملابس مهرة ولكن في النهايه كان ردها له
" أنه ليس من الأشخاص التي تستهويها ..انه هادئ الطباع منطوي .. وهي لا تحب هذا النوع من الرجال"
يومها كره ذاته وكرهها بشده ليس لأنها رفضت حبه بل كره تكبرها الذي لم يراه من قبل او بالأصح حبه لها هو من أعماه
وفاق علي صوت ياسر الذي كان يهتف بأسمه ليتمتم هو بشرود :
- بكرها لأنها شبها
.....................................................................
أستيقظ على قبلات دافئه تجول علي صفحات وجهه ..وسمع صوت ضحكات يعرفها ففتح عيناه ليجد جواد الصغير فوق الفراش بجانبه :
- استيقظ ياكسول
فأبتسم كنان وهو يمد ذراعيه نحوه كي يجذبه اليه ثم أخذ يدغدغه الي ان أحمر وجه جواد من شدة الضحك :
- لن أتركك ..الي ان تقول أسف خالو كنان
فحرك الصغير رأسها برفض .. ورفع راية استسلمه أخيرا :
- أسف خالو
فأتسعت أبتسامة كنان التي كان قد نساها وضم جواد اليه بقوه ..ليجد الخادمه التي هي بالأصل من ربته ...تطرق الباب وتدلف بعدها مبتسمه وهي ترى إبتسامة كنان مع جواد
- فريدة خانو هنا سيد كنان
فزفر كنان أنفاسه بضيق ..فوالدته بالتأكيد جائت لهنا ليس لأجله ولا لأجل حفيدها بل من أجل المال
الي الأن يتسأل هل هذه ام حملت وأنجبت
لم يشعر قط هو وشقيقته بحبها
وتنهد بألم وهو يتذكر شقيقته ..فهي لم تحزن علي أبنتها المتوفيه..فبعد وفاتها بشهران علم بسفرها الي باريس والمبرر كان
" أريد ان أنسي موت صغيرتي"
وشعر بدغدغت جواد له ..فنهض من فوق الفراش وحمله علي كتفه مخاطبا من تقف خلفه :
- أريد كأس من الحليب
ثم تابع وهو ينظر لجواد :
- أحرصي بأن يكون أكبر كأس لديكي عظيمه
فضحكت المرأه التي رغم سنها الخمسون مازالت جميله
لتتسع عين الصغير بشقاوه ثم أخفي وجهه بين كفوفه الصغيره صارخا :
- لاااااا
وهبط الدرج حاملا جواد وهو يضحك .. الي ان تلاشت أبتسامته وهو يري خطيبته تجلس بجانب والدته يتشاطروا الحديث
خطيبه أكتشف معدنها في شدته
ووضع جواد أرضا وأقترب منهم وشعره مشعث من أثر النوم :
- يبدو أنكم أتفقتوا اليوم على القدوم سويا
فنهضت سيلا وأقتربت منه تقبل وجنتيه وتداعب عنقه :
- أشتقت اليك كنان
فأزاحها جانبا واقترب من والدته التي لم تفاجأه بسؤالها :
- صحيح أنك ستذهب لمصر انت وجواد؟
...................................................................
نظرت إليها مني بنظرات متفحصه ثم أشارت لها بأن تردف لمكتبه .. لتسير مهرة من أمامها بوجه جامد
ودخلت الغرفه التي سبق لها ان دخلتها مرفوعة الرأس ولكن اليوم هي أتيه تسمع شروطه التي ستجاهد على تقبلها كي تخرج شقيقها من ورطته
ووجدته يتحدث بالهاتف بأسلوب جاد وصارم .. فطالعها بنظرات بارده ثم أشار لها بالتقدم والجلوس إلى ان ينهى مكالمته
وبعد دقائق كان يلقي هاتفه بأهمال فوق مكتبه
ويرخي من رابطه عنقه التي باتت تخنقه
وزفر أنفاسه بقوه ثم حدق بها بصمت :
- شروطك
فأبتسم جاسم وهو يستمع لنبرتها .. وجلس علي مقعده بأسترخاء وبنبرة متهكمه هتف :
- يعني مش هتسيبي القانون ياخد مجراه .. وهتتحملي انتي غلطت اخوكي
فصمتت مهرة للحظات وهي تهدأ من تسارع أنفاسها وتمالك غضبها :
- أفتكر ان قولت تنازلك عن القضيه قصاده شرط
وتابعت بجمود :
- ياريت تقول الشرط
فحدق بها جاسم قليلا وهو يطرق بقلمه علي مكتبه :
- هتشتغلي هنا سنه كامله مساعده شخصيه
وتابع ببرود :
- شايفه كرم أخلاقي ..هخرج اخوكي من السجن وهديكي شغل في شركه مكنتيش تحلمي تشتغلي فيها لاء وكمان بمرتب متوقعش أنك بتاخديه من مكتب المحاماه بتاعك
وهتف جملته الأخيره بتهكم... لتضغط علي راحتي كفيها بقوه :
- مش عارفه من غير كرم أخلاقك العظيم كنا عملنا ايه
فضحك وهو يري قسمات وجهها الحانقه .. ورفع سماعة هاتف مكتبه :
- اتصل بالمحامي يجي عشان تمضي علي سنه عقد عمل انا المتحكم فيه واتنازل عن القضيه ولا
وهتف بسخريه :
- نسيب القانون ياخد مجراه ونحقق العداله
فحدقت به ببرود وبهدوء قاتل :
- أتصل
فأبتسم جاسم بزهو وقد ظهرت أسنانه المصفوفه واخذ يطالعها وهو يحادث محاميه يأمره بالقدوم اليه
…………………………...................................
وقف يتأملها وهي ترضع الصغيران بأرهاق واقترب منها يطبع بقلبه دافئه علي رأسها
فنظرت إليه بهدوء تتأمل ملامح وجه المرهقه من أثر العمل فيبدو ان جاسم يعاقبه علي طيشه السابق ويحمله فوق طاقته من عمل
ووضعت صغيريها في مهدهما . وسارت خارج الغرفه يتبعها هو بعدها :
- هتفضلي لحد أمتي بارده كده معايا
فطالعته مرام ساخره ..ثم أتجهت للمطبخ تسخن الطعام في صمت... وكاد ان يقترب منها الا أنه قرر ان يتركها قبل ان يتشاجروا كالمعتاد ..فهذه هي حياتهم الماضي مازال عالق بينهم
............................................................
جلست مهرة في محل البقالة تتذكر كل ماحدث اليوم معها .. وأخذت تحرك قدميها بغضب وتقزقز حبات اللب وتقذف قشره أرضً .. لتدف ورد إليها بأكواب الشاي متسائله :
- من ساعه ماجيتي من عنده وانتي كده .. مالك يامهرة ماالشرط اللي قالوا عادي
وتابعت مازحه :
- انا موافقه أروح أشتغل عنده ... ديه شركته كانت من أحلامي وأحلام شباب كتير
فأخذت منها مهرة كوب الشاي خاصتها لترتشفه بصمت... وعادت تهز قدميها إلى ان :
- سنه هقعد في خلقة الراجل ده سنه
فضحكت ورد على تعبير شقيقتها .. لتقذف مهرة حبات اللب بوجهها :
- نضفي المكان وأقفلي المحل بقي ..عشان تعرفي تضحكي تاني
وانصرفت بخطوات حانقه وعقلها يفكر بالغد وكيف ستقف ند لجاسم الشرقاوي حتي بعد ان جعلها تحت رحمته بعقد عمل يتحكم بها
..................................................................
خلع نظارته السوداء بعد ان هبط من سيارته أمام المنتجع الخاص بسلسلة مايملك في مجال السياحه بالكثير من البلاد
وشرد في بداية إقناع عدي له بأن ينشأوا منتجع هنا وانه سيشرف عليه هو وهازان وقد تم شراء الأرض ووضعوا أساسيات المشروع الي ان وصلوا لنهاء نصف المنتجع ولكن الحلم قد توقف بعد ان توفوا
الم أحتل صدره فقد أشتاق لرفيق عمره وشقيقته بشده
ووجد جواد يجذبه من يده يحثه علي الحركه
فأخفض رأسه أرضا يطالعه بحب :
- هل أعجبك المكان
فهتف الصغير بحماس :
- أجل ، أجل
ليبتسم كنان وهو يلتقط يداه الصغيره
...............................................................
أشرقت شمس الصباح لتبعث الدفئ
وقف يحتسي فنجان قهوته في الحديقه ببرود قاتل
ثم نظر الي ساعه يده بتمهل
ليدق هاتفه..فينظر إلي رقم المتصل :
- صباح الخير
فأبتسم جاسم وهو يستمع لصوتها :
- صباح الخير رفيف
وسألها بدفئ :
- أستيقظتي مبكرا اليوم
فدعبت رفيف عنقها وهي تبتسم :
- لقد اشتقت لك جاسم
فتحرك جاسم للداخل ومازال يحادثها :
- وانا أيضا
رفيف شقيقة أحد أصدقائه من كندا تعرف عليه وعلى عائلته حتي أصبحوا كالعائله ..فهم من أصول عربيه جزائرين الأصل ولكنهم عاشوا سنين بكندا ..فأصبحت كندا وكأنها موطنهم الأصلي
حتى العربيه لا يتحدثون بها الا والدهم السيد عدنان
وألتمعت عيناه وهو ينهي حديثه معها
وتنهد وهو لا يعلم إلي الان لماذا لم يتزوج ب رفيف رغم إعجابه الشديد بأنوثتها وعقلها ونجاحها في عملها
..............................................................
أرتدت مهرة ملابسها البسيطه المعتاده عليها ولم تفكر في نظرة أحد بملابسها التي لا تشير بوجود أنثي .. وأخدت تتنفس ببطئ تخبر نفسها :
- هي سنه يعني 12 شهر يامهرة
لتسمع طرقات ورد على باب حجرتها ثم أردفت بعدها تنظر إليها :
- حضرتلك الفطار
ونظرت إلى ملابسها بتقيم :
- هتروحي كده
فحدقت مهرة بهيئتها في المرأه ..فقد كانت ترتدي بنطال من الجينز وقميص فضفاض :
- اه هروح كده .. ولو مش عجبهم منظري يرفدوني
فأبتسمت ورد واقتربت منها تقبل وجنتها
فبادلتها مهرة الابتسامه .. وسارت معها نحو المائده المعده بوجبة الأفطار التي تعد هي أساس يومهم الشاق من عمل
وبعدما انهوا فطورهم ..تنحنحت ورد :
- مهرة انا هروح المقابله النهارده
فطالعتها مهرة قليلا وكادت ان ترفض ولكن نظرات الرجاء اللي كانت في عين ورد
- طب مين هيروح معاكي ..المكان في الصحرا
فضحكت ورد وهي تنظر لشقيقتها :
- صحرا ايه يامهرة ده الطريق بقي كله شركات وقري سياحيه...متقلقيش عليا بقي
وأخذت تترجاها الي ان حركت مهرة رأسها :
- أول ماتوصلي تكلميني واول ماتخلصي المقابله تكلميني وأول ماتركبي عشان تروحي تكلميني واول ما تيجي البيت تكلميني
فضحكت ورد وهي تضرب لها التحيه العسكريه :
- علم وينفذ يافندم ... اي أوامر تانيه
فضمتها مهرة إليها بحنان :
- خلي بالك من نفسك
فأبتسمت ورد في أحضان شقيقتها... فالعالم كله بالنسبه لها يتلخص بين ذراع شقيقتها التي تقصي حياتها بعيدا ولا تفكر بشئ غيرها
...............................................................
وقفت في منتصف حجرة مكتبه تنتظر ان يخبرها بمكان عملها ..الذي مازالت تجهله ولكنها تعلم أنه سيذلها به
واقتربت من مكتبه حيث كان غارقا في بعض الأوراق التي يتفحصها
وطرقعت بأصابعها امام عينيه :
- انت ياحضرت المدير
فرفع جاسم عيناه نحوها بضيق.. فتابعت بحنق :
- فين مكتبي اللي هشتغل عليه .. ولا هي المساعده الشخصيه ملهاش مكتب
فأسترخي جاسم بجلسته وهو يتفحص ملابسها التي لم تغير منها :
- اوعي تكوني فاكره ان المساعده الشخصيه هتكوني زي بتوع القصص ولا المسلسلات وليكي قيمه
ونهض من فوق مقعده واقترب منها واخذ يدور حولها :
- عارفه صبي القهوه ..اللي بيعمل كل حاجه للزباين وبيخدم عليهم
وتابع بقسوه وهو يقف أمامها يطالع عيناها :
- انتي هتكوني كده .. مساعده شخصيه ليا ولكل موظفين الشركه
فأخذت مهرة تحدق به ثم حدقت بأركان الغرفه باحثة عن شيء تقذفه به ووقعت عيناها علي الأوراق الموضوعه على مكتبه لتلتقطها ثم قذفتها أرضا وغادرت المكان وهي تسمع صوته الغاضب يهتف بأسمها
..............................................................
انقطع حذائها وهي تسير بالطريق الطويل بعض الشيء كي تغادر المنتجع الضخم الذي يبدو سيكون مكان كالخيال
وفي اللحظه التي انحنت كي تري فيه حذائها وتخلعه عن قدمها
سمعت إطار سيارة يحتك بالطريق بقوه ..ومن شدة احتكاكه اندفعت ورد ارضا ..فلم يكن يفصلها عن السياره الا سنتي واحدا ..فالطريق لم يكن به اي سياره لذلك كانت تسير بمنتصفه دون ان تدري ان حظها سيضعها بذلك الموقف
ليخرج كنان من سيارته بفزع ويقترب منها متسائلا بالعربيه التي يتقنها بعض الشئ
- هل انتي بخير ؟
لترفع ورد عيناها نحوه ..ثم أتسعت حدقتيها وفتحت فمها كالبلهاء
.................................................................
وجدتهم يضعون لها مكتب ومقعد في الحجرة الواسعه التي بها مكتب مني
وبعد ان جلست بظفر .. وجدت أحد الموظفين يضع أمامها أوراق كثيره :
- رجعيهم
ثم جائت إليها مني تحمل بعض الملفات :
- رتبي الملفات ديه حسب التواريخ
وبعدها وجدت موظف أخر يضع أوراق أخرى...
فأنكبت عليهم بصمت تدعو داخلها عليه :
الي ان سمعت صوت مني :
- مهرة خدي القهوه من عم سعيد ودخليها لجاسم بيه
فنظرت مهرة للرجل الذي يحمل القهوة ونهضت من فوق مقعدها بهدوء تعجبت منه مني
وأخذت القهوه ..وسارت بها نحوه ليرفع جاسم وجه مشيرا إليها بغطرسه :
- حطيها وأخرجي
فوضعت فنجان القهوة بقوه علي المكتب وقد تناثرت بعض القطرات منها علي الملف الذي يطالعه
لتتسع عين جاسم بغضب وطالعها بنظرات قاتمه
ليجدها تفر من أمامه هاتفه :
- سوري ياجاسم بيه
وأنصرفت من أمامه تبتسم علي مافعلته فهي كانت تود ان تقذف فنجان القهوه بوجهه وليست بعض القطرات علي الورق
....................................................................
كانت مازالت تنظر إليه كالبلهاء الي ان هتفت :
- انا دخلت مسلسل تركي من غير ماأحس
ليسمع كنان همساتها التي فهمها ودون شعور منه أبتسم ثم أتسعت أبتسامته وهو يراها تضرب جبهتها برفق :
- فوقي ياورد وركزي
ووجدته يمد لها يده ولكنها تجاهلتها
ونهضت تنفض ملابسها ..ثم سمعت رنين هاتفها لتجد رقم أكرم شقيقها الذي أتى معها اليوم بعد ان هاتفته تخبره بخجل أنها تريده معها فهي لاول مره تشعر ان لديها شقيق فذلك اليوم الذي جاء فيه اليهم شعرت بحبها له وان بعده عنهم هو وشقيقه كرم بسبب والدتهم
وهتفت بفزع :
- انا جايه ياأكرم
وركضت من امامه فوقف يطالعها بصمت متعحبا من ركضها وهي ترتدي فردة من حذائها وفردة أخرى تحملها بيدها
يتبع بأذن الله
*********
#لحن_الحياة <3
#سيمو
تفاعل ;
الجوله الأولي (6)
***************
فتحت عيناها بأرهاق من كم الأوراق التي أخذت تُدققها وأسترخت قليلا تُطالع مني المنشغله في عملها ... فرفعت مني عيناها نحوها وطالعتها ببرود فالأنطباع الأول الذي أخذته عنها جعلها تتحاشاها
وعادت مني الي ماتفعله ..لتزفر مهرة أنفاسها بقوه
فرفعت مني عيناها مجدداً نحوها تدق بالقلم علي مكتبها
لتنهض مهرة من فوق مقعدها وهي تضع بيدها علي ظهرها بآلم :
- منكم لله
ثم تابعت بحنق :
- وهو بالذات منه لله
ليخرج جاسم في تلك اللحظه من مكتبه متسائلا وهو يقترب منها :
- هو مين اللي منه لله
فحدقت مني بمهرة ضاحكه ..وأنتظرت ان تسمع ردها الذي ادهشها :
- اي إنسان ظالم منه لله
ثم أشاحت بوجهها بعيدا عنه :
- وعلى رأي المثل اللي علي راسه بطحه يحسس عليها
فكتمت مني صوت ضحكاتها بصعوبه ..لتتسع عين جاسم بغضب فهو يعلم تمامً انها تقصده هو :
- اتفضلي قدامي
فتسألت بغباء :
- اقف قدامك ليه ... ماترجع انت ورا
وهنا انفجرت مني ضاحكه ..فطالعها جاسم بقوه
فكتمت صوت ضحكاتها بأحراج :
- الصبر يارب .. انتي جايه هنا تشتغلي مش تعرضي علينا غبائك
وقبل ان ترد علي اهانته وجدته يتركها وينصرف وهو يهتف :
- دقيقه والأقيكي قدام الشركه
لتنظر مني لمهرة قائله :
- الدقيقة قربت تخلص
فحدقت بها مهرة بحنق .. ثم أخذت حقيبتها وأنصرفت خلفه
وبعد نصف ساعه ..أوقف السائق السياره امام أحد المجمعات السكنية الضخمه التي مازالت في طور الأنشاء
ليترجل جاسم من مقعده وهو يشير لسائقه ان يظل مكانه
فتعجبت مهرة من فعلته ولكنها ظلت جالسة بمقعدها بجانب السائق :
ليلتف جاسم نحوها وهو يشير إليها بأن تتبعه :
فطالعت مهرة السائق :
- هو بيشاور عليك ولا بيشاور عليا انا
فأبتسم لها السائق بطيبه :
- لا يابنتي بيشاورلك انتي وألحقي أخرجي قبل ما جاسم بيه ...
وقبل ان يكمل السائق عبارته .. وجدت جاسم يقف أمام السياره يزيل نظارته السوداء عن عينيه :
- هو انا جايبك معايا ليه .. عشان تقعدي في العربيه هانم
لتدفع مهرة باب السياره بحنق وطالعت المكان متسائله :
- وانا هعمل هنا ايه .. المكان كله عمال وصحرا
وكاد ان يهتف جاسم بشئ ...فوجد أحد المهندسين يتقدم نحوه :
- نورت يافندم
فسار معه بأتجاه المباني.. وأشار لها بعينيه أن تتبعه
لتبدأ رحلتها معه في الشمس الحارقه .. رغم ان العمال أعطوهم خوذات يرتدوها للوقايه من أشعة الشمس
ووقفت تطالعه بفتور وحبات العرق تتساقط على وجهها ..فتمسح وجهها وهي تتمني ان ينتهي الوقت سريعاً ..فلم تعد تتحمل حرارة الشمس
ووجدته يقترب منها بحنق :
- بقالي ساعه بنادي عليكي
فتمتمت بوجه محتقن :
- مسمعتش
وتسألت بأمل ان تحصل على اجابه ترغبها :
- أحنا هنمشي من هنا امتي
فحدق بها جاسم بتفحص وهو يراها كيف لا تستطيع ان تتحدث :
- لما نمشي هتعرفي
وتسأل ببرود :
- فين الميه
فحدقت به بغرابه :
- مية ايه ..أحنا في صحرا
ليتهجم وجه جاسم بجمود :
- ارجعي العربيه وهاتي ازازة المية
فأتسعت أبتسامتها وتسألت دون تصديق :
- في مية في العربيه
وقبل ان يهتف بشئ ركضت نحو السياره ..فهي كانت تشعر بالعطش بشده وبحثت بعينيها كثيرا كي تجد مكان الماء ولكن ليس شيء بعد فها هي زجاجة المياه المعدنيه المغلقه
وروت جسدها وتنهدت براحه ..ونظرت للزجاجه التي أبتلعتها كلها :
- آه أخيرا شربت مية... الحمد لله
ونظرت إلى العلامه التجاريه المطبوعه على الزجاجه هاتفه بتهكم :
- لاء ومن أنضف نوع .. بتاعت الوزراء
وعادت إلى جاسم وهي تجفف وجهها بالمناديل الورقيه :
- فين المية يابني آدمه انتي
فأتسعت عيناها وهي تطالع وجه الحانق :
- هو انت كنت عايز تشرب
وأدارت له ظهرها قائله بأسف وهي تبتسم :
- شربتها
ولمحت عامل يحمل زجاجة مياه :
- اهي فيه ازازة مية معديه ..معرفش كانت فين من زمان
وذهبت اتجاه العامل وأخذت منه الزجاجه فأعطاها لها بحبور :
- اتفضل ياجاسم بيه ولا انت مبتشربش زي عامة الشعب
فأغمض جاسم عينيه بغضب فرؤيتها تزيد من غضبه ... وألتقط منها الزجاجه :
- غوري من وشى
فأبتعدت عنه وهي ترفع يدها نحو العامل الذى وقف يتابعهم من بعيد :
- شكرا ياريس
فأشار لها عامل بيده ثم أنصرف
لتلتف نحوه فتجده يرتشق من زجاجة المياه ..ثم أعطاها لأحد العمال
................................................................
أقترب منه مساعده الشخصي :
- سيد كنان
فألتف نحوه كنان يشير إليه بأن يمهله لحظه حتي ينهي مكالمته الهاتفيه
وبعدما أنهى المكالمه ..تقدم معاذ مساعده المصري :
- ماذا هناك معاذ؟
ليتنحنح معاذ بأحترام :
- لقد أنهيت المقابله مع المتقدمات للوظيفه
ثم هتف :
- ووقع الأختيار على أثنتين .. فبقي الخيار الأخير لك سيدي
ليحك كنان ذقنه بتفكير :
- هاتفهم لأقابلهم غدا
وانصرف من أمامه بخطوات واثقه صاعدا نحو الجناح الخاص به
...................................................................
أتبعته بصمت وهي تجر أرجلها بصعوبه ..ووجدته يصعد احد الأبنيه خلف أحد المهندسين ونظرت للمبني الذي مازال في بداية أنشاءه :
- كان يوم مطلعلهوش شمس يوم ماطريقنا اتقابل ياابن الشرقاوي
ووقفت تنظر إلى درجات الدرج التي لا يحاوطها شئ وهو يصعد
وقررت ان تظل مكانها هنا فقدماها قد تورمت ولم يعد لديها جهد للصعود خلفه
ووضعت بيدها علي رأسها فالصداع بدء يدرب رأسها من حرارة الشمس خاصه بعد ان تخلت عن خوذتها
وظلت تنظر هنا وهناك إلى ان وجدت أحدهم يقف بجانب طاوله بها بعض الأشياء المخصصه لصنع الشاي
فأبتسمت وتقدمت منه متسائله :
- ممكن كوبايه شاي
فأشفق عليها الرجل وأعطاها كأس الشاي خاصته :
- ميغلاش عليكي يابنتي خدي... وانا هعملي واحد تاني
فأعترضت مهرة بخجل بعد ان أدركت ان هنا كل منهما يخدم نفسه بنفسه ..وبعد أصرار الرجل عليها أخذت كأس الشاي وأرتشفت منه ووقفت تحادثه
فبدء الرجل يحادثها عن البلده التي يعيش فيها وأنه أتي إلى هنا من أجل لقمة العيش ..الي ان ذكر زوجته وبناته ووجدته يتحدث عنهم بكل حب
فتمنت لو كان أبيها مثل ذلك الرجل الذي رغم سنه يغترب من محافظة لمحافظة أخري كي لا يحوج أسرته لأحد
وشعرت بآلم بقلبها وهي تتذكر والدها
وبعد وقت أنصرف الرجل لتلتف مهرة عائدة من حيث أتت ومازالت ترتشف من كأس الشاي
ووجدت جاسم يصافح أحدهم...ثم وقعت عيناه عليها فتقدم نحوها :
- شايف أتأقلمتي على الموقع
فتذوقت مهرة الشاي ببرود :
- جميل اوى الشاي ده
لتجد جاسم ينفخ أنفاسه بحنق ..ثم تخطاها عائدا نحو سيارته :
- حصليني بسرعه
فأبتسمت وهي تري حنقه وتركت كوب الشاي :
- كانت كوبايه شاي طعمها حلو اوي
وخطت بخطوات سريعه كي تلحقه
فوجدته احتلي مقعده بالخلف وقد خلع نظارته السوداء .. فأردفت نحو مقعدها وجلست بأسترخاء تتنفس براحه :
- الحمدلله أخيرا
فأبتسم السائق وهو يقود السياره بعد ان أشار له جاسم بالمغادره
ولم تشعر مهرة بشئ بعدها الا عندما وصلت أمام مقر المجموعه وصوت جاسم يخبر السائق :
- صحي الهانم اللي نامت ... شكلها فاكره نفسها على السرير في بيتها
وانصرف بحنق لتفتح مهرة عيناها متمتمه بعبوس :
- اللهي تتكعبل يابعيد وانت ماشي
لتسمع ضحكات السائق ... وغادرت خلفه حانقه :
- اليوم معاك بسنه
...............................................................
جلست مرام تنظر إلي صور عُرسها بأبتسامه منكسره ..فالكل ليلتها ظنها بأنها أسعد عروس
ولكن في الحقيقه كانت عروس تُداري خيبتها
وشردت في اول ليله جمعتها بكريم وهي حلاله :
- تعبتي من الفرح .. تحبي نروح لدكتور
فنظرت إليه وهي تحبس دموعها :
- ليه عملت فيا كده.. ليه كسرتني
فطأطأ رأسه للحظات وهو يعتذر :
- أسف يامرام وجودك في حياتي كان غلط
ورفع وجهه نحوها فوجدها تبكي بحرقه
ليقترب منها بهدوء
- أنت حبتني ياكريم
وكانت الاجابه هي الصمت
وفاقت من شرودها على سقوط دمعة من عينيها علي يدها .. وأكملت تصفح الصور وهي تنظر إلى ملامحه التي مازالت تعشقها
................................................................
تأوهت بآلم وهي تتمني ان تصل لباب الشقه
واقتربت من البناية التي يقطنوها ونظرت الي محل البقالة فقد كان مغلقً وتذكرت ان اليوم موعد حصص ورد مع تلاميذها وتمتمت وهي تكمل خطاها للداخل :
- انا لازم اشوف حد يمسك فترة الصبح بدالي .. ورد ملهاش في وقفت المحل
وأخيرا تنفست براحه رغم الآلم الذي يحاوط جسدها .. وفتحت باب الشقه بصعوبه دون ان تهتف بأسم شقيقتها كالمعتاد
وجلست علي أقرب مقعد قابلها... وخلعت حذائها بأرهاق ثم نظرت إليه بأسف :
- مش هتكمل يومين مع الراجل المفتري ده
وزمت شفتيها بحنق ..لتجد ورد أمامها تحمل طبق بيدها تقطع به الخضراوات :
- شكلك ميبشرش بالخير
ونظرت لهيئتها وأنفجرت ضاحكه...فلم تتمالك مهرة غضبها وقذفتها بالحذاء
لتتعالا ضحكات ورد :
- اومال فين الأسترونج ومن والأشعارات الحلوه ديه اللي بتحفظهالي كل يوم
فنهضت مهرة من فوق المقعد وهي تضع بيدها علي رأسها :
- مش هستسلم ..لانا لأنت يا..
وقبل ان تهتف بأسمه تأوهت :
- انا مبقتش عارفه ايه اللي وجعني .. ورد حضرليلي الاكل انا هموت من الجوع
وتابعت وهي تستنشق رائحتها التي لم تعد تتحملها
- لحد ما انقع نفسي في المية
فضحكت ورد وجلست علي أحد المقاعد تقطع السلطه ..
وبعد ساعه كانوا يجلسون على المائدة يتناولون الطعام سوياً ومهرة تستمع إلى ورد عما فعلته اليوم وكيف كانت مقابلة العمل وعندما وصلت شقيقتها بالحديث عن جمال أحدهم
رفعت مهرة حاجبيها بمكر :
- انتي كنتي في الوقعه اللي وقعتيها ..ولا في صاحب اللحيه الجميله
فأبتسمت ورد بحالمية :
- الراجل جميل اوي يامهرة .. يابختها
فأعتدلت مهرة بمقعدها أتجاهها :
- مين اللي يبختها
فهتفت ورد وهي تُسبل بأهدابها :
- حبيبته ... خطيبته ... مراته
فمالت مهرة نحوها وهي تمسك كأس الماء :
- اه قولتيلي
وفجأه شهقت ورد وقد فاقت من هيامها ونظرت إلى كأس الماء الفارغ الذي أنكب على وجهها وملابسها
- فوقت والله فوقت أرتحتي
فضحكت مهرة برضى وهي تسترخي بجسدها علي المقعد الذي تجلس عليه
- ايوه كده يا بنت زينب
................................................................
حمل كنان جواد الذي نام علي قدميه بعد ان تعب من اللعب وأبتسم عندما وجده يحاوط عنقه ولكن أبتسامته قد
تلاشت عندما وجده يهمس
" لا ترحلي أمي.."
ووضعه على فراشه وأخذ يُطالعها قليلا بآلم وحزن يجاهد على تجاوزه من أجله
وانحني يطبع قبلة صغيره علي جبينه ثم أغلق الأنارة وغادر الغرفه بل الجناح بأكمله
............................................................
كانت ورد تتقلب في فراشها تتذكر ماجد وخطبتهم وكيف كان يخبرها بأنه يحبها ولا يري غيرها ام لأولاده
وسقطت دموعها وتنهدت بآلم وهي تنفض عقلها من تلك الذكريات
................................................................
أما مهرة كانت في سبات عميق تحلم بكل ماتمنت فعله بجاسم في الصباح ..تضربه في الحلم وتقذفه بالرمال وتخنقه بأيديها
............................................................
اما جاسم بعدما أنهي مكالمته مع رفيف التي بدأت تغدق عليه بأهتمامها ومكالماتها الهاتفيه
وضع هاتفه علي المنضدة الصغيره التي بجانب فراشه وتمدد على الفراش ولا يعلم لما صورة مهرة وهي تركض من أمامه نحو السيارة عندما علمت بوجود الماء أقتحمت عقله
وأرتسمت أبتسامه على شفتيه ثم غفا بأرهاق بعد ان طرد صورتها من عقله
......................................................................
جلست مهرة على مقعدها بعد أن ألقت التحية علي مني
ونظرت إلى جهاز الحاسوب الذي لم يكن موجوداً بالأمس
وتطلعت للأوراق التي لم تكملها وتنهدت بسأم
لتجد مني تخبرها عن بعض الايميلات التي ستبعثها ثم ذهابها إلى أحد المدراء لجلب بعض التقارير منه
لتضع بوجهها بين راحتي كفيها ثم دفنت وجهها بين الأوراق
وبعد ساعه نهضت من مقعدها وأقتربت من مني تمد لها يدها :
- انا مهرة
فأبتسمت مني بعد ان فهمت أنها تريد ان تبدء معها صفحه غير مشوها :
- وانا مني او مدام مني
فجلست مهرة على المقعد الذي أمامها :
- اول أنطباع أخدتيه عني كان وحش
فهزت مني رأسها وهي تضحك وتركت ما كانت تطالعه :
- بالعكس
فرفعت مهرة أعينها نحوها بدهشه
لتتابع مني حديثها :
- شخصيتك عجباني جدا يامهرة بتفكريني بنفسي قبل مااتجوز
فأتسعت عين مهرة من ردها وعدلت من نظارتها .. لتبتسم مني :
- لو اتجوزتي الراجل الصح ..هتعرفي
وعادت تنظر إلي الملف الذي كان أمامها وأكملت بجديه :
- يلا علي شغلك
فنهضت مهرة من أمامها وفاقت على صوت رنين هاتفها ...فأخرجته من جيب سروالها :
- ايوه ياورد
وأنهت حديثها مع ورد بعد ان أخبرتها ان لديها مقابله ثانية اليوم وسيتحدد لها إذا كانت ستعمل ام لا
كما أخبرتها ان أكرم سيذهب معها أيضا
......................................................
جلست ورد بتوتر تفرك أيديها وهي تنتظر دورها لمُقابلة والد الطفل كما ظنت .. وجدت الفتاه تخرج بأبتسامه متسعه فيبدو أن الأختيار سيقع عليها
فأزداد توترها فالأختيار بينها وبين تلك الفتاه بعد ان كانوا سبعه متقدمين لتلك الوظيفه
وطرقت الباب بطرقات خافته ..ثم أردفت وهي تهتف
- السلام عليكم
فرد كنان عليها بلكنته التركيه السلام وفعل ذلك أيضا معاذ مساعده
فرفعت ورد عيناها نحوهم... وأتسعت حدقتيها غير مصدقه ان الرجل الذي يجلس أمامها الأن هو نفسه من ألتقت به أمس
فحدق بها كنان للحظات وأشار إليها بأن تجلس
فتقدمت ورد نحو المقعد وجلست عليه وبدء يتحدث معها بالتركية .. فكانت تجيب عليه بتوتر
الي ان إنتهت المقابله وشعرت من نظراته الجامده انها لا تُقبل في تلك الوظيفه
وانصرفت وهي تُطأطأ رأسها ارضاً ونظرت الي الفندق الذي قد أنتهي تجهيزه بأبداع
وكادت ان تغادر الفندق ..لتجد صوت معاذ يهتف بأسمها :
- أنسه ورد
فوقفت تنتظر قدومه نحوها ...فأبتسم معاذ مهنئا :
- مبرووك على الوظيفه
فأرتسمت السعاده علي وجه ورد غير مصدقه :
- يعني انا أتقبلت
فحرك معاذ رأسه بالموافقة :
- بكره تكوني هنا الساعه تسعه بالظبط ..
وتابع بأبتسامة عمليه :
- اهم حاجه مواعيدك تكون مظبوطه ... سيد كنان دقيق أوي في مواعيده
فهتفت ورد بسعاده :
- متقلقش حضرتك تسعه بالظبط هكون هنا
وأنصرفت من أمامه وهي تخرج هاتفها كي تخبر أكرم أنها قادمه اليه
................................................................
وقفت مهرة امام مكتبه تُطالع الغرفه الواسعه بتفحص...ثم نظرت إلي الأوراق التي اعطتها لها مني قبل ان تسبقها لاستراحة العمل كي تضعها علي مكتبه
ووقعت بعينيها علي مقعده وألتمعت عيناها :
- من زمان وانتى نفسك تقعدي علي كرسي زي ده يامهرة
ورغم ان مقعد مكتبها بالخارج مريح الا ان هذا المقعد له هيبة خاصه أرادت ان تُجربها
ووضعت الأوراق علي المكتب ..وأتجهت نحو المقعد الجلدي ولمسته :
- هجربه عشان أشتري واحد للمكتب بتاعي زيه
وجلست علي المقعد بأسترخاء :
- لاء عنده حق ميتعبش من القعده
وظلت تطالع المكتب الفخم المرتب بعنايه وحاسوبه الذي يحمل ماركه عالميه بأستياء متذكره أفعاله معها :
- شوف معاك فلوس ازاي ..
وتابعت وهي تشير نحو موضع القلب :
- بس مش نضيف من جوه
وأخذت تدور بالمقعد بمتعه ..الي ان أصبح ظهرها لباب الغرفه وعيناها نحو الشرفه التي تطل علي منظر مريح للنفس
وزفرت أنفاسها ببطئ .. ثم بدأت تُقلد صوته وتقمصت شخصيته
ولم تشعر بوقوفه خلفها إلى ان وجدت المقعد يدور للأمام ..فأتسعت عيناها وقد أخرستها الصدمه
وهي تنظر إليه وجاسم يحدق بها.....
يتبع بأذن الله
*********
#لحن_الحياة <3
#سيمو
تعليقات
إرسال تعليق