القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جفت ورودها الحمراء الفصل الاول والثاني والثالث بقلم وسام أسامة

التنقل السريع

     رواية جفت ورودها الحمراء الفصل الاول والثاني والثالث بقلم وسام أسامة 




    رواية جفت ورودها الحمراء الفصل الاول والثاني والثالث بقلم وسام أسامة 


    جفت ورودها الحمراء🌷🌷🌷

    ظلمت سندس كثيرا وخذلت اكثر وخصوصا من السند والحماية وهو والدها😢😢😢 اولا الذى اكتفى بمشاهدة ابنته محطمة ومنهارة واكتفى بنهرها من البكاء بل واتمام زواجها من غريب الذى كان شاهدا عليه

    وللاسف سندس مثل ورودها رقيقة ومسيرة وراء غريب بل بلعنة حبه وللاسف لم يكن يستحق😢😢😢

    وايضا وقعت فريسة سهلة بين يدى نسمة البائعة وقد نقلت حبها لغريب لها حتى اشتعلت غيرة وللاسف سندس بالنسبة لها طفلة بريئة وقدمت لها غريب على طبق من ذهب😡😡

    جميلة جدا مشكورة كتير💞💞💞


    وجفت ورودها الحمراء..


                                  الفصل الأول

    انتفضت سُندس وهي تسمع بوابة المنزل بعد دخول غريب

    وكذالك انتفض قلبها كما جسدها لقدوم الحبيب

    حبيب عمرها واحلامها ...غريب الغير غريب عن قلبها العاشق له..قلبها ملكًا لغريب منذ نعومة أظافرها

    منذ حكمت العادات البدوية أن الرجل يأخذ إبنة عمه 

    لتُكتب سندس على إسم غريب ...انها زوجة العمر له

    ولا تحل لغيرة


    ليكتب قلبها ميثاق العشق والوفاء للغريب وتعطيه كل حبها دون توقف او قيود او حتى ...كرامة

    سمعت خطواته تقترب لتزجرها والدتها هامسة..

    -ضعي الوشاح على رأسك ياسندس


    سمعتها عفاف والدة غريب لتقول ضاحكة...

    -ياحكيمة ابني عقد قرانه عليها..الا تروي عيناه بمرئى خصلاتها الناعمة..عل نعومتها تُنسيه شقاء يومه


    جعدت حكيمة جبينها لتقول بفتور...

    -لا يصح ياام غريب..تكون في داره ويرتوي بها كلها متى شاء..ولكن الآن لا يصح إلا الصحيح


    اطرقت سُندس برأسها خجلة وهى تتحاشى النظر لغريب

    الذي اكتفى بالتنحنح بخشونة وهو يلقي تحية جادة خاليه من المشاعر ...

    -مرحبًا بكِ ياخالة..اهلا ياسُندس


    رفعت سُندس وجهها المتورد للتحدث بصوتٍ مهتز خجل..

    -أنرت ياغريب..حمد لله على سلامتك


    القى غريب مفاتيحة على الطاولة المنخفضة ليضع يده في جيب عبائته البيضاء قائلا..

    -أنار بوجودكم ياإبنة العم..بالإذن منكن


    القى كلماته ثم اتجه يسير في المنزل الواسع حتى اختفى بين جدرانه..لتتنحنح عفاف بحرج قائلة..

    -بالتأكيد ذهب ليغير ثيابه..سأعد له غدائه

    تعالى معي ياسُدس


    وقفت سُندس بلهفة قائلة..

    -اجلسى ياعمتي وأنا سأحضر له طعامه..ارتاحي انتِ


    وقفت عفاف قائلة بإبتسامه خبيثة..

    -لا..سأريكِ الطعام واساعدك بتسخينه وانتِ أدخليه له في غرفته وشاركية طعامه


    إنتفضت حكيمة قائلة بضيق وهي تنظر لإبنتها الخرقاء...

    -لا يصح أن ينفرد بها في غرفته..اعذريني ياعفاف ولكن لا يجوز مايحدث هذا


    تجاهلتها عفاف قائلة...

    -اذهبي للمطبخ ياحبيبتي..واتركيني أحادث امكِ للحظات


    اطاعتها سُندس لتجلس عفاف أمام حكيمة وتقول بهدوء..

    -ماهي قصتك ياحكيمة..لا توافقي أن يحادثها في الهاتف

    ولا توافقي على جلوسهم بمفردهم ،وايضا ممنوع أن يرى شعرها..ممنوع ممنوع ممنوع..مالذي تفعلينه بالضبط !


    تحدثت حكيمة ببرود قائلة..

    -انا لا أفعل شيئ ..ولكن أقول مايصح ومالا يصح اختي


    تنهدت عفاف لتقول بصبر...

    -يجوز أن يرى شعرها ياحكيمة..ويصح ان يحادثو بعضهم

    ويجوز أن يجلسوا مع بعضهم..ابني عاقد قرانه على ابنتك

    لا داعي للإعتراضك الدائم


    زمت حكيمة شفتيها بغيظ قبل أن تقول..

    -هذا ليس حديثي ياعفاف انما أوامر اباها


    وقفت عفاف لتقول بهدوء..

    -في هذة الحالة سأخبر راجي يحادث أخاه

    من المفترض أن سندس صارت زوجته لا يجوز 


    صمتت حكيمة والدم يغلي في عروقها لتقول بمضض..

    -افعلي مايحلو لكِ ياعفاف لا تدخلي الرجال بيننا


    ابتسمت عفاف إبتسامة صفراء لتقول وهي تتجه للمطبخ..

    -وانا ايضا أرى ذالك..سأذهب لأُساعد سُندس


    دلفت عفاف لتجد سندس تقف أمام الموقد هائمة وعيناها شاردة بعيدًا..لتتأكد أن الفتاة تفكر في غريب..إبتسمت بحنان وهي تقترب من سندس قائلة...

    -الى هذه الدرجة تحبين غريب ياسندس


    إنتفضت سندس وهي تضع يدها على صدرها بفزع..

    -بسم الله ياخالة..أفزعتني


    -وهل أنا عفريت ياسندس


    عانقتها سُندس سريعًا قائلة..

    -لا سمح الله ياخالتي لا أقصد..انا كنت شاردة وصوتك جعلني انتفض خوفًا من أن تكوني غريب


    سمعت صوته الذي تهيم به عشقًا وله كل الشوق..

    -وهل أنا العفريت ياإبنة العم


    إنتفض جسدها بخوف وخجل لتقول..

    - انا.. لا..لم..لا


    حرك غريب رأسه بعدم استيعاب لكلماتها الغير مترابطة

    ليقول بهدوء وهو يفتح البراد ويخرج زجاجة ماء...

    -هل علىّ إختيار الحرف مما بين الأقواس !


    ضحكت والدته لتقول...

    -الفتاة خجلة لا تحرجها ياغريب..اذهب لغرفتك وسندس ستأتيك بالطعام لتأكلوا سويًا


    وضع الزجاجة بعدما ارتوى ظمأه وخرج من المطبخ بصمت

    بينما سندس كانت تائهة في تأمله بدءً من خصلاته الطويلة الناعمة التي تعدت رقبته..مرورا ببنيته القوية والتي بُنيت بسبب عمله في المحاجر..وحمل الأثقال


    وطوله الذي يفوقها بفرق لا بأس به

    همست لها زوجة عمها قائلة...

    -انا جهزت الطعام بينما انتي هائمة على وجهك

    خذي الطعام واجلسي معه وتحدثوا..القي له جميل الحديث..واسرقي قلبه برقتك وحبك ياسندس


    احمر وجهها بخجل ولكن حركت رأسها بحماس..

    -اتمنى أن يبادلني حبي له..ادعي لي ياخالتي أنا أحب ولدك للغاية..أنا أذوب فيه قلبي مُتيمً به و


    كمكمت عفاف فمها سريعًا قائلة بحزم...

    -اخفضي صوتكِ يافتاة ألا تعلمين فنون الترفع

    لا تجعليه ينهل من نهر حبك ويزهدك فيما بعد

    إبني لا يحب القليل ولا الكثير..توسطي في أمور حياتك يرتاح قلبك ويعتدل عقلك


    همهمت سُندس سريعًا وهي تأخذ الطعام لغريب...

    -نعم نعم ياخالتي كما تأمريني


    أخذت الطعام على "الصينية " الكبيرة وذهبت بها الى غرفته..أنزلت يد تطرق بها الباب ثم أمسكت الصينية سريعًا مره أخرى


    فتح غريب بعد طرقتها لتدلف بإستحياء داخل الغرفة وتنزل الطعام على الطاولة وتقول بتعلثم...

    -الطعام..جاهز..قد يبرد إن لم


    جلس غريب أمام الطاولة من قبل أن تكمل حديثها

    لتقول بخفوت وهي تراه يأكل..

    -تأكله في الحال


    طال صمتهم..هو يتناول طعامه في هدوء

    وهي لازالت واقفة جواره تفرك يدها ..تنتظر أن يخبرها أن تجلس وتشاركه طعامه


    وشردت من جديد في غريب

    بشرته السمراء أثر شمس بلدتهم الحارة

    فكه الشديد الذي يدهس الطعام في فمه دهس

    شفتاه الغليظة والتي ورثها عن خالتها عفاف

    وكتفاه القويين من تحت رقبته...


    كانت تهيم به وعيونها تلمع ببريق الحب

    وقلبها يقرع بقوة من ذاك الشعور العنيف

    ومعدتها تتلوى بعنف وجعًا وتوترا كلما رأت غريب


    رفع وجهه أخيرًا ليقول بإنتباه..

    -قالت أمي انكِ يتشاركيني طعامي..لا أن تحدقي بي دون هدف ياسندس


    زاد إحمرارها وجلست سريعًا تبرر بإندفاع..

    -انتظرتك أن تقول لي ان أجلس


    التوت شفتيه برضا ليغمغم بهدوء..

    -أرى أنكِ تعلمتِ درسك جيدًا


    عبست وهي تتذكر صراخ والدها حينما كان يأكل طعامه مع غريب..وانضمت لهم بعفوية ضاحكة..ليصرخ بها والدها معنفًا إياها..كيف تجلس على الطعام معهم دون أن تأخذ الإذن من خطيبها


    غمغمت بخفوت..

    -نعم أنا أتعلم سريعًا بشكلٍ جيد


    -جيد..هيا تناولي طعامك


    إبتسمت من جديد وبدأت بمشاركته الطعام

    وقسمت من رغيف الخبز الذي سبق وأن أكل منه

    وبدأت بالأكل بقلبٍ منشرح وشهية مفتوحة

    لتتحدث بعدما تنحنحت لتجلي صوتها..

    -صديقاتي سيجتمعن غدًا عند هالة هل من الممكن أن اذهب معهن و..


    -لا


    جاء رفضه قاطعًا لحديثها لتقول برقة..

    -ولكن ياغريب..لقد اشتقت لهن و..


    قاطعها من جديد وهو يقول بحزم...

    -لا ياسندس..ماالذي لا تفهميه في كلمة لا !


    -انا فقط كنت


    وقف عن الطعام وهو يمسح يده في المنديل..

    -درسك الثاني أن تتعلمي ألا تراجعيني في قراراتي

    والثالث ألا تتحدثي معي وأنا أتناول طعامي

    لا أحب الحديث على الطعام..مفهوم ياسندس


    هزت رأسها بإيجاب ليقول بضيق..

    -ودرسك الرابع لا تتحدثي بالإشارة طالما تسطيعين الحديث


    تجمعت الدموع في عيناها واطرقت رأسها لتقول بخفوت..

    -مفهوم يا غريب


    -جيد


    تركها وجلس على الأريكة البعيدة..بينما هي وقفت لتلملم الصحون الفارغة على بعضها..وحملت "الصينية" وكادت تخرج ليقول...

    -دعي الصحون في المطبخ وتعالي إلى مره أخرى


    كادت تحرك رأسها ولكن تحدثت بطاعة..

    -حسنًا


    خرجت من الغرفة لتمسح عيناها سريعًا من الدموع هامسة لنفسها...

    -كفاكٍ حساسية من كل شيئ..هو لم يقل شيئًا خاطئ

    لما الدموع الآن


    وضعت الصحون في المطبخ..وسكبت له كوب عصير طازج بنكهة الموز بالحليب..وعادت لغرفته مره أخرى

    لتجده مُمد على الأريكة وعيناه مسلطة على سقف الغرفة

    تنحنحت بحرج لتسمعه يقول..

    -ادخلي وأغلقي الباب


    اطاعته ودلفت..ليخرج من أسفل وسادة الأريكة كتاب ليقول وهو يعطيه إياه...

    -اقرأيلي أول عشر صفحات من الكتاب


    شخصت عيناها بصدمة وهي لا تصدق ماقاله

    غريب لا يجيد القرائه ولا الكتابة..لم يدخل الروضة ولا المدرسة...من طفولته لم يتعلم حرفًا واحدًا..حتى حينما يريد أن يحفظ القرآن..ذهب لشيخه وأقرأه القرآن حتى حفظه..أما القرائة والكتابة لا يجيدها.


    القى كل إهتمامه على الحجر والمحاجر فقط

    لا يواكب عصره في اي شيئ..وهذا ساهم في إنعزاله

    ورغم جهله إلا أن كرامته تعلوا كل شيئ دائما

    إلا انه يخجل من كونه غير متعلم ولا يجيد فك الأحرف حتى...زينب شقيقته الصغرىٰ أخبرتها ذاك السر الصغير


    قرأت العنوان على الكتاب بعدما إبتلعت صدمتها

    " من رسائل كافكا لميلينا " !


    جعد جبينه وهو يضع يده تحت رأسه..

    -لما كل هذا التعجب !


    -اممم لا شيئ كنت...اقصد لا اظنك تحب قرائة هذا النوع من الكتب..يعني..مواضيع العشق والهوى


    إعتدل بنصف بجسده ليقول بدهشة..

    -أليس هذا الكتاب يتحدث عن السياسة وحال الدول العربية !


    -بالطبع لا


    تمدت مره أخرى وهو يهمس بغيظ..

    -سأريك يا عاكف..


    خمنت سندس أنه أراد كتاب سياسي ولكن عاكف العابث جلب له أخر يتحدث عن الحب والمشاعر

    اطرقت رأسها بحيرة لتقول...

    -هل اقرأ أم..


    قاطعها بضيق..

    -اقرأي ولكن لا تزيدي عن خمس صفحات


    همهمت لتقول وهي تتصفح الكتاب..

    -هناك بعض الرسائل التي أحب أن اقرأها مراراً

    سأقرأها لك


    لم يجيبها لتقرأ بصوتٍ ناعم هائم..

    -من كافكا لميلينا..انا سيئ..بائس..غير صالح للعلاقات

    من ميلينا الي كافكا..وإن كنت مجرد جثة في العالم أنا احبك


    لم يعقب ابدا لتتابع بلهفة..

    -وانت ياميلينا إن أحبك مليون فأنا منهم

    وإن أحبك واحد فهذا أنا

    وإن لم يحبك أحد فإعلمي حينها اني قد متت


    ايضًا لم تجد منه تعقيب على تلك الكلمات الرائعة

    لتقول بخجل وحب كبيران...

    -كلما اقرأ هذة الكلمات..اتمنى لو يحبني احدهم كما أحب كافكا ميلينا


    إعتدل غريب ببطئ ليقول بجفاء وهو يأخذ منها الكتاب..

    -امنيتك متأخرة ياصغيرة..ان كنتِ قظ نسيتي فأنتِ زوجتي الآن..ولا يحق لكِ قول تلك التراهات


    غامت عيناها بدموع العاطفة لتهمس..

    -ألا ترى أني احبك ياغريب..الا تشعر بأنك المقصود بأحدهم..بل انت الوحيد الذي احبه واهواه ايضًا


    اشتد وجهه أكثر واحتد صوته ليقول...

    -ألم اقل لكِ ياسندس لا تتحدثي في أمور الحب الفارغة تلك..انا لا أؤمن بتلك التراهات..ولا أحب أن تحركك مشاعر تافهة..لا يوجد شيئ يسمى حب..لقد عُقد قراننا 

    لا داعي لتلك الكلمات اللزجة..مفهوم


    امتقع وجهها بألم لتقف وهي تضع الكتاب أمامه..

    -مفهوم ياغريب..هل أذهب الآن


    -نعم وخذي هذا الكتاب معكِ


    انحنت لتأخذه مره أخرى ولكن جذبه من يدها قائلا بجمود..

    -لا لقد غيرت رأيي لا يجوز أن أنهاكِ عن شيئ واعطيكِ مايشجع على التفكير به..اتركيه واذهبي


    ازدات كثافة دموعها لتقول بخفوت..

    -بعد إذنك


    خرجت سريعًا من الغرفة وهي تكتم شهقة موجوعة

    واتجهت نحو مجلس النساء لتجد والدتها تقف وتضع الوشاح على وجهها..ولكن حينما رأت عيون ابنتها الدامعة

    قالت بحسرة مخبئة...

    -هيا ياسندس..لقد أخذتي حصتك من زوجك اليوم


    لتهمس بينها وبين نفسها بلوعة على ابنتها...

    -ألا لا يريحك الله ياغريب..ويهديكِ ياسندس

    تركتي كل الرجال واخترتي رجل المحاجر ظلمتِ نفسكِ ياإبنة قلبي..أم أن التقاليد والقبيلة هي التي ظلمتكِ..لكِ الله ياصغيرتي


    لتنظر لعفاف الصامتة وتقول بسخرية...

    -ها قد جلسوا سويًا ياعفاف وانتهت جلستهم بدموع ابنتي

    استأذنك لنغادر ويكفي لليوم


    ثم امسكت يد ابنتها التي انهت وضع الوشاح على وجهها

    وخرجت من الدار سريعًا وكأن شياطين الأرض تتبعها

                                       """



    وجفت ورودها الحمراء..


                                  الفصل الثاني

    كانت تجهز طعام الفطور وهي شاردة تمامًا..عقلها يُفكر في غريب..وقلبها يملكه غريب منذ زمن..نقطة ما داخلها كانت تتسائل لِمَ غريب يرفض الحب..او يرفض حبها !

    لِمَ يهرب من مشاعرها وينفي وجود الحب ..يخبرها أن تلك المشاعر ماهي إلا تراهات اخترعها الإنسان ليتعايش مع الطرف الأخر ويتقبل عيوبه


    وهو سيتزوجها بكل الأحوال..لا حاجة لوجود التراهات بينهم...تنهدت بقوة وهي تقول..

    -آااه ياغريب اااه..إن كان الحب تراهات ..فقلبي ممتلئ لآخره بتراهاته لك..وإن كان الحب كذبة..فأنا لا أعيش سوى على هذة الكذبة..وإن كان حقيقة فقلبي لا يخطئ في حبك ابدا


    قطع شرودها صوت هاتفها الصغير وهو يصدر أزيز مزعج ينبأها عن إتصال..لترى اسم المتصل ثم تجيب...

    -مرحبًا ياهالة..صباح الخير


    -صباح النور ياسندوسة..الفتيات يرتدين ملابسهن هيا جهزي نفسكِ لأني سأبدء في إعداد الفطور


    عضت سندس شفتيها بحرج لتقول بخفوت..

    -هالة أنا اعتذر..لن استطيع المجيئ..غريب رفض

    سنعوضها في يومٍ اخر


    -ولم رفض شيخ العرب غريب..مامبررة هذة المره !


    -هالة لا داعي لسخريتك..لن تفيد بشيئ

    لن استطيع المجيئ..استمتعن أنتن وانا سأجلس لاقرأ قليلاً


    تأفافت هالة بغضب لتقول..

    -سندس لا يجوز مايفعله خطيبك..انتِ معزولة عن الجميع بسببه..لا هاتف نستطيع الحديث معكِ جيدًا

    ولا خروج من الدار...وحتى جلسات حفظ القرآن منعك عنها..متى سيضعك في محجر ويخفيكِ عن الجميع !


    تنهدت سندس لتقول بخفوت..

    -غريب يخاف علي ياهالة

    هو لا يتفاهم في شيئ يخص الخروج من الدار

    وانا لا أحب أن اعصيه أو اجادله


    صمتت هالة قليلاً لتقول بجمود..

    -إن كان شيخ العرب يرفض خروجك..فنحن سنأتي اليكِ بعد أن ننتهي من جلستنا


    إبتسمت سندس بمحبة لتقول..

    -سأنتظركن ياعزيزتي


    -اقرأي في الكتاب الذي اعطيتكِ إياه

    عله يفيد ولعك بالورود يازهرة القرنفل


    ضحكت الأخرى بقوة لتقول..

    -ذكرتني أن أهتم بورودي الجميلة..هيا الى لقاء


    -انتظري واجيبيني على سؤالي أولاً

    لِمَ تعشقين الورود لهذة الدرجة


    -سأخبركِ حينما تأتي هيا الى لقاء


    اغلقت الهاتف وركضت سريعًا لشرفة غرفتها المطلة على الحديقة الداخلية لدارهم..وامسك 


    انهت إهتمامها اليومي بالورود..ثم جلست على فراشها وامسكت دفترها وبدأت بالكتابة

    "منذ دقائق سألتني هالة لِمَ انا مهووسة بالورود..ولكن إجابتي لن تعجبها..لأنها تتعلق بغريب كما كل شيئ بحياتي

    احب الورود بسبب غريب..حُبي له يذكرني بمراحل نمو الوردة..نبدء بأول مرحلة...وهي البذور


    بذور حب غريب داخل قلبي..وزرع اسمه في كياني

    وربط ارواحنا معًا..وكذالك مصائرنا


    "مراحل نضوج الورد بماء الحب.."

    او بمعنى اوضح..مراحل زرع غريب داخل السندس


    1- البذور.

     


    كانت مجرد طفلة تلهو بين الأطفال..وتركض خلف الخراف وجدائلها المائلة للون الشمس بفعل زيت الزيتون وحرارة الشمس التي يتعرض لها شعرها بإستمرار


    وجنتاها السمراوتين المشعتين بالحمرة ووجهها المستدير جعل منها طفلة لذيذة تود لو تضم وجنتها برفق من فرط شقاوتها


    وقف عمها وهتف بقوة...

    -الى الداخل ياأولاد..وكفى باللعب بالخراف ياسُندس

    واذهبي لتنظفك أمك هيا


    عبست ووقفت أمامه بعيون الجرو الحزين..

    -عمي أنا لا ألعب بهم..انا ألعب معهم

    لا اريد أن أدخل الآن


    زمجر الواقف جوار عمها راجي قائلا بحدة..

    -اصمتي يافتاة ولا تردي على من هو أكبر منكِ


    نطق بها إبن عمها غريب البالغ من العمر خمسة عشر عامًا بملامحه المراهقة التي تبدء بمرحلة النمو

    لتنكمش سندس خوفًا من صياحه


    ليقول راجي برفق وهو ينظر لغريب..

    -ياولدي لا تفزعها منك..انها مجرد طفلة في الثامنة

    لا تجعلها تخاف منك من الآن


    نطقت سندس بجبن...

    -انا أخاف منه كثيرًا ياعمي

    يصرخ بي دائما ولا يود أن ألعب مع البقية


    ضحك راجي وامسك وجنتها قائلا...

    -لا تلوميه ياصغيرة..هو يحافظ على ماهو ملكًا له من الآن

    يود أن تكون زوجته فتاة مؤدبة لا تلهو دائما


    نطقت الصغيرة بجهل..

    -زوجته كيف ياعمي


    أشاح غريب وجهه بعدم رضا..ليقول راجي..

    -زوجته بمعني الفتاة التي سيكمل معها حياته

    وينجبوا أطفال صغار يمرحون حولهم..ويكون هو سندها وهي حبيبته


    لم تستوعب سندس أيًا من كلماته لتقول..

    -سنشتري أنا والأخ غريب أطفال من بائع الأطفال


    ضحك راجي ليقول بحزم..

    -نعم ستشترون أطفال..ستكون سندس لغريب وغريب لسندس..والآن كوني فتاة مطيعة وكفى لعب واتجهي لوالدتك كي تحممك


    إبتسمت بحماس وهي تقول..

    - اتفقنا


    ثم ركضت تقول بصوتٍ مرتفع...

    -سندس لغريب وغريب لسندس وسنذهب لنشتري أطفال

    هييييي سندس لغريب وغريب لسندس


    وكانت تلك الكلمات هي البذرة التي زُرعت داخل التربة

    كي تنبت وردة كبرت على الحب واللهفة

    ولكن هناك مراحل عدة مرت بها تلك البذور حتى تصبح الآن وردة في ريعان ربيعها وجمالها"


    أغلقت دفترها أخيرًا عندما دلفت والدتها التي قالت بهدوء..

    -ألن تذهبي لصديقاتك !


    -لا ياامي..سأتين هن الىّ بعدما يُنهين جلستهن

    انا سأقرأ قليلًا الى أن يحين موعد قدومهن


    لتقول حكيمة بضيق..

    -غريب رفض ذهابكِ !


    -وما الجديد ياأمي..نعم رفض


    -يالله..اخبريني كيف ستتحملين العيش بمفردك

    لا تخرجي مع رفيقاتك..ولا تذهبي لأخواتك..ولا تذهبي في أي مكان عدا بيت عمك فقط..كيف تتحملين يابُنيتي


    زاغت عيناها لتقول بخفوت..

    -غريب يخاف علىّ ياامي..وأنا لا امانع خوفه

    ومالجديد في الأمر..منذ طفولتي وانا لا اخرج من الدار إلا للضرورة..لما لا اتحمل الآن


    تنهدت حكيمة وجلست جوارها تقول بقلق..

    -لأنكِ الآن في ريعان شبابك يابنيتي..في العشرين من عمرك..سن الزهور..كيف تقضيه بين أربع جدران

    وشهور قليلة وتصبحي زوجتك وتتحملين مسؤليات على عاتقك..إذًا يجب أن تسرقي المتعة قبل زواجك

    لا أريد أن تضيعي شبابك كما اضعتي طفولتك ومستقبلكِ


    لا اريدكِ أن تكوني نسخة مني ياابنتي

    يجب أن تحظي بوقتٍ سعيد قبل أن تدخلي بيت غريب

    والذي سيصبح سجنك الأبدي


    تحدثت سندس بحزن...

    -امي لم تنظرين لغريب تلك النظرة الظالمة

    بالتأكيد لن يسجنني في بيته..بل سيعوضني عن كل هذا 

    انا احب غريب ياامي..ولا أرى اي تحكم او ظلم فيما افعله بحياتي


    -وتركك للمدرسة ليس بظلم !

    وعزلك عن الجميع ليس ظلم

    ومعاملتك بجفاء ليس ظالم

    هل اعماكِ حبك لهذه الدرجة ياسندس

    انه كـ أباكِ يابنيتي ..سيضيع عمرك هباءا


    انهت حكيمة كلماتها والدموع تجري على وجنتيها على حال ابنتها..وعلى حال قلبها ومستقبلها مع غريب

    لتقول سندس بطيبة وهي تعانقها...

    -لا تقلقي ياعزيزتي..كل شيئ على مايرام

    انا سعيدة مع غريب..وسأكون اكثر سعادة وانا في بيته

    انا احبه ياأمي..احبه للغاية


    صمتت حكيمة بألم وهي لا تجد رد على حديث سندس

    إبنتها غارقة في حب غريب لأذنيها..حتي صارت صماء عن الحقيقة..وعمياء تجاه مايجري

    الزهرة غرقت لآخرها في ماء الساقي..ومصيرها الموت لا محال.

                                        """


    وجفت ورودها الحمراء..


                                  الفصل الثالث

    قلب غريب الكتاب بين يديه وهو عابس الوجه يتوعد لعاكف ..طلب منه كتاب عن السياسة ليجلب له ذاك المخبول أخر عن الحب والعشق !


    دخل عاكف المحجر وهو يحدق في هاتفه ويضحك بإندماج على مايعرض في شاشة الهاتف

    ليجد شيئًا صلب يصتدم في وجهه بعنف وترك ندبة حمراء فوق عينه اليُمنى...ليصرخ عاكف بغضب...

    -هل فقدت عقلك ياغريب كدت تُصيب عيني


    وقف غريب بحدة ليقول..

    -تستهزء بي ياعاكف..تستغل كوني لا أُجيد القرائة وتجلب لي كتاب عن العشق يامخبول


    تأوه عاكف وهو يمسد تلك الندبة ويقول بضيق..

    -تضربني وتلقيني بغضبك ايضًا !

    لم اكن اسخر منك..بل اخدم تلك المسكينة سندس


    جعد غريب وجهه بجمود ليقول..

    -وما دخل سندس بالكتاب..هل هي من طلبت منك ذاك الخبل لتقنعني بتلك التراهات


    جلس عاكف على أحد الأحجار الضخمة ليقول بتأنيب..

    -بل انا من اردتك أن تصدق تلك التراهات..اردتك أن تعطي سندس نصف ماتعطيك..كفاك تحجرًا ياغريب

    النساء تعشق الغزل والحب..وانت لا تجيد سوى الأوامر والصمت


    -هل اشتكت لك لتعظني !


    -لا لم تشتكي..سندس لا ترى تقصيرك حتى

    ولكن هالة ترى ووالدتنا ترى وكذالك الجميع ياغريب

    حتى أنني سمعت ابي يخبرك أن تتصل بها كل فترة لتطمئن على حالها


    تنهد غريب ليقول بهدوء...

    -لا دخل لك ولا لخطيبتك هالة ولا لأمي ولا لأبي ولا للجميع..انا اعرف كيف اعامل زوجتي


    -غريب..هل تود ترك سندس

    ان كنت لا تريدها سنجد حل ياأخي

    سنحاول تسوية الأمور و..


    قاطعة غريب بدهشة..

    -اترك سندس !

    ولِمَ اتركها من الأساس..كُتبت لي منذ أن كانت بعمر الثامنة

    فتاة اعرف طباعها وأحفظ شخصيتها أكثر من كف يدي

    من أين لك بهذا الحديث الفارغ


    غضب عاكف ليقول بحدة...

    -يارجل لم أعد افهمك..لا تود تركها

    ولا تود أن تعاملها كما يجب..ماذا تفعل الفتاة تقتل نفسها


    -لا..لن تقتل نفسها

    سأعلمها الأدب من جديد كي تكف عن الشكوى 

    وإخباركم بما يدور بيننا


    وقف عاكف سريعًا يقول..

    -اخي اقسم لك أن سندس لم تحادثني ابدا

    الفتاة تخجل من خيالها هل تظن انها قد تتحدث معي


    أجابه غريب بهدوء واثق..

    -أعلم انها لم تحادثك مباشرة..سندس لا تحادث الرجال

    علمتها منذ صغرها ألا تحادث سوى والدها وعمها وشقيقها وانا


    ارتاح عاكف قليلاً ليقول بمهادنة...

    -ها انت تقول انها لا تحادث أحد..


    قاطعه غريب بحدة...

    -ولكن تحادث خطيبتك تشتكي لها ولأمي ولأبي

    درسها الجديد ألا تخبر أحد بما يدور بيننا

    وانت..كفاك تدخل في كل شيئ..كونك اخي لا يسمع لك بالتدخل بما بين زوجين أفهمت


    هز عاكف رأسه بإبجاب وقال..

    -فهمت


    -ماذا فعلت في  


    ثم غادر سريعًا ليضع عاكف يده على وجهه ويهمس...

    -غبي ياعاكف..الآن سيصب كل غضبه على تلك المسكينة


    بينما اتجه غريب لدارهم ليغتسل ويغير ثيابه التي طُبع عليها رمال الأحجار..واتصل بعمه يُعلمه انه سيأتي الى بيتهم بعد الغداء..ليرحب به العم ويدعوه أن يشاركهم غدائهم..رفض دعوته بتهذيب..واخبره أنه سيكون حاضرًا بعد الغداء


    وافق العم وأغلق غريب الإتصال ليجد والدته تقف خلفه باسمة وهي تقول..

    -هل اشتقت لسندس بهذة السرعة


    -شيئا كهذا


    -ولم تقولها وانت عابس هكذا

    يابني إبتسم وفك عقدة حاجبيك هذة


    لم يجيبها غريب وظل يعبث في خزانته لتقول..

    -أتعلم بما تذكرني عقدة حاجبيك


    كرر خلفها بإهتمام...

    -بما تذكرك !


    -تلك الترابيس الصدئه التي تعلو الأبواب


    نظر لها عاتبًا وقال..

    -اهونت عليكِ ياأمي أن تصفيني بترابيس صدئه


    إقتربت وحاوطت وجهه بحنان لتقول...

    -لم اقصد ياعزيزي كنت امازحك فقط..ولكن هذا لا يمنع أن عبوسك بشع


    ضحك غريب ليقول..

    -جائت لتكحلها اعمتها


    شاركته الضحك لتقول بعدها...

    -متى ستحدد مع عمك موعد زفافكم


    -لا اعلم..ربما في القريب

    والآن هيا أود أن اتناول الغذاء  ولكن قبلها سأصلي الفريضة قبل أن تفوتني ياأم غريب


    خرج من الغرفة ومن الغرفة لخارج المنزل كي يذهب للمسجد..لترفع عفاف يداها وتقول بحنان...

    -هداك الله وأصلح حالك وهدى بالك ياغريب

    ادى غريب صلاة العصر ثم تناول غدائه مع عائلته

    ليتجه بعدها الى بيت عمه ليجلس معه قليلاً

    ليقول عمه بجديته المعهودة...

    -كيف حال العمل ياغريب


    -كل شيئ على مايرام ياعمي

    العمال أنهوا عصر الزيتون واستخلاص الزيت

    كما أنهم بدأو بتصديره للتجار


    -جيد

    ليقول بصوتٍ مرتفع...

    -القهوة ياسندس


    ماهي إلا دقائق ودلفت سندس بالقهوة ذات الوجه الثقيل كما يحبها غريب...ركز غريب على سندس وبسمتها الجميلة..ووجهها الأسمر البهيي

    سندس جميلة حينما تبتسم فتتورد وجنتيها

    ورائعة عندما تعبس وتضيق عيناها


    من حسن حظه أن سندس كُتبت له دونًا عن باقي شباب العائلة..سندس تجمع بين الجمال والهدوء والطاعة واللطف

    عيبها الوحيد تفكيرها في الحب والغزل..دون ذالك تبدو مثالية


    شرد في ذاك اليوم الذي اعترفت بحبها له كما تزعم

    حينما عُقد قرانهم..وكان لابد من جلوسهم والعشاء بمفردهم..حينها بدأت تسرد ذكريات لهم..وكانت تصفها بالذكريات الذهبية حينما قالت بخجل..

    -تذكر حينما كنت عالقة في بيت الخراف والمطر منعني من الخروج وجئت أنت لتخرجني وانا في حالة بكاء هيسترية


    عقد حاجبيه حينها ليقول...

    -لكن هذا منذ خمس سنوات تقريبًا..لِمَ تذكرتي الآن !


    إبتسمت لتقول..

    -وايضًا حينما صعدت على الجرار وتحركت به بحماقة

    وكدت ادهس جرو جارنا..وانت ايضًا انقذتني واوقفت الجرار


    عقب على تلك الذكرى بهدوء...

    -وبعدها وبختك حتى بكيتي وركضتي على دراكم


    عبست لثوان قبل أن تقول بلين..

    -وبختني لأنك كنت تخشى علىّ دائمًا

    كنت ولازالت حارسي وبطلي


    توردت أكثر لتقول وهي تنظر له بعيونها اللامعة..

    -كنت أعلم دائما انك جواري..لن اتعثر طالما أن يدك لا تتركني ابدًا..ولن ارتطم بالأرض لأنك تحاوطني من كل إتجاه...لذالك أنا احبك ياغريب..احبك منذُ الصغر

    وحتى الكبر


    كان يسمع حديثها وهو صامت..واجم..لايدري كيف يخبرها أنه لا يؤمن بتلك الكلمة..بل لا يصدقها حتى

    ليقول بهدوء...

    -في الماضي سمعت شيخًا كبير يقول ان الحب ماهو الا كلمة تبرر انجذابنا الجسدي أو الفكري لأحدهم

    وآخرون يحاولون التأقلم مع الشركاء بإسم الحب

    وهناك البعض يقولونها للإحتفاظ بالشريك..ولكن الحقيقة أن تلك الكلمة واهية..لا وجود لها

    يوجد إحترام ومودة..لكن تلك التراهات ليست في قاموسي ياسندس...وايضا لا أحب ان اسمعك تقولين تلك الكلمات..مفهوم


    كانت دهشتها واضحة..ليست دهشتها فقط بل خيبة مُرة

    ودموع تتوافد على وجنتيها..وذالك لم يمنعها أن تحرك رأسها بإيجاب وهي تردد بخفوت...

    -مفهوم


    إستفاق من شروده على صوت عمه وهو يقول...

    -قهوتك بردت يابني..أين كل هذا الشرود

    -لا شيئ فقط تذكرت امر ما بالعمل

    سلمت يداكِ ياسندس


    بادلته سندس بإبتسامة صافية وهي تقول..

    -هنيئا لقلبك ياغريب


    نظر غريب الى والدها ليقول..

    -أود الجلوس مع سندس ياعمي من فضلك


    وقف عمه وهو يقول بجدية..

    -خذ راحتك يابني..واسرعوا بتحديد الزفاف..انت جاهز وكذالك سندس..خير البر عاجله


    ثم خرج من المجلس ليشير غريب الي المقعد المجاور له ويقول لسندس...

    -تعالي ياسندس اجلسي جواري


    وقفت سندس بإستحياء واتجهت له لتجلس جواره

    ليقول غريب بجدية...

    -سأسلك سؤالاً ياسندس ولا أريد الكذب


    ردت بلهفة خائفة...

    -لم اعتاد الكذب ياغريب


    اشتد وجه غريب ليقول بصبره النافذ..

    -لا تقاطعيني ياسندس..حينما انهي حديثي تحدثي

    اظن انكِ تعلمين أداب الحديث..مفهوم


    طرقت رأسها ارضًا بحرج لترد..

    -مفهوم


    -سندس انا رجل تربيت على القوة والحزم..وتعلمت أن كل شيئ جيد طالما بين إثنين..ولكن حينما يخرج لثالث ويتحدث به رابع..ويجادل به ثالث يصبح الأمر مهزلة والخصوصية منعدمة..لذالك ودون كثرة حديث مايحدث بيننا لا يخرج لثالث..وان فعلتِ ستنالين عقابك مني

    مفهوم ياسندس


    -ولكن انا لا أقول اي شيئ عنا لأحد..لا اذكرك سوى بالخير و..


    قاطعها غريب بحزم...

    -اخبرتكِ أن لا تكذبي..تتحدثين مع خطيبة عاكف

    وتتحدثين مع والدتك ووالدتي وابي لا تكذبي ياسندس

    قولي مفهوم وفقط


    ردت سندس بعيون لامعة من الدموع...

    -اقسم أنني لا أكذب انا


    زجرها بحدة قائلا..

    -قولي مفهوم ياسندس


    اطرقت رأسها ارضًا لتقول بضعف ونبرة مهزوزة من البكاء..

    -مفهوم


    صمت غريب ونظر اليها مليًا وهو يتابع دموعها التي تسقط تائهة..ورأسها المنخفض..وهمهماتها المكتومة

    ليقول بعدما تنهد...

    -اذهبي وامسحي دموعكِ واغسلي وجهك ياسندس


    رفعت عيناها الذهبية له وهي تستجدي حبه وحنانه

    كانت ترجوا أن يربت على كتفها ويقول بلطف..

    " لا تحزني "


    ولكن خاب أملها ووقفت تجر أذيال خيبتها لتغسل وجهها كانت والدتها تتابعها من خلف الباب بحسرة..لتهمس..

    -اااه ياسندس..تمنيتك لتوفيق الذي يهواكِ وبتمنى لو تكوني زوجته ويعطيكِ من السعادة اضعافًا

    ولكن قلبك ساقكِ للذي سيسقيكِ من الألم ارتالًا


    اتجهت سندس لغريب من جديد وجلست جواره بصمت ليقول غريب...

    -لابد من تحديد موعد زواجنا..اي يوم يناسبك !


    ردت بخفوت..

    -كما تريد أنت وابي


    عقد حاجبيه ليقول بدهشة..

    -وكيف سنحدد أنا واباكِ إن كان هذا الأمر انتِ الأعلم به


    -اليوم الذي ستحددونه أنا جاهزة له


    تنهد غريب وهو يمسح على وجهه وكله حرج..كيف يوصل لها الأمر..تمتم بخفوت وهو يشيح وجهه عنها...

    -يوم الزفاف يحددنه الفتيات لأسباب خاصة بهن

    اااا....اممم..كيف أوصلها لكِ


    دُهشت سندس من حيرته لتقول..

    -انا لا افهمك


    مسح على خصلاته الطويلة وقال بجدية...

    -اسألي الخالة حكيمة وهي تخبرك..وحينما تحددي ماالمناسب لكِ هاتفيني


    هزت رأسها بإيجاب ووقف ليقول بعدها..

    -سأذهب الآن وتذكري حديثي ياسندس..مابيننا لنا

    ما يحدث بيننا لا يجوز أن يعلمه الغير

    مابين سندس وغريب يظل لهم..مفهوم


    وقفت تقول بطاعة إعتاد عليها...

    -مفهوم


    هز رأسه بإيجاب وكاد أن يذهب ولكن إقترب منها ومال على وجنتها ليطبع قُبلة طويلة يستشعر فيها دفئ بشرتها

    وابتعد ليقول بعدها بحدية تحمل بين طياتها بعض اللين..

    -لا تبكِ مجددًا ياسندس


    كانت سندس متخشبة بمحلها وجسدها يرتعش دون توقف وانفاسها تضمحل داخل صدرها أثر تلك القبلة وذاك القرب بينهم..ورائحة المسك الذي يضعه احتلت رئتيها لتحرك رأسها بإيجاب..ليبتسم غريب ويربت على وجنتها وغادر


    بينما سندس مدهوشة من ذاك القرب اللذيذ..والأول مره يقترب منها غريب ويبعثرها من قبلة على احد وجنتيها

    غريب يملك جاذبية خطيرة على قلبها..وقدرة عظيمة على تغيير حالها من حزن الى سعادة تجعلها تُحلق في سماء الحب


    اتجهت سريعًا الى غرفتها وارتمت على الفراش وهي تهمس بحب شديد..

    -ياالله كم احبك ياغريب ..الحب لغريب..وغريب فقط


    ثم امسكت دفترها و وسجلت ماحدث بينهم منذ دقائق

    ثم تابعت كتابة مراحل حبها لغريب


    "ثاني مرحلة لإنبات ورود الحب في قلبي لغريب..مرحلة بداية وردة عودها لازال أخضر ضعيف..عود يهزه الكلمات..وتحركه هواء العواطف والإدراك..مرحلة تشبه قول أحدهم لشخص ما " انت لازلت عود أخضر "


    كنت أنا ذاك العود الأخضر حينما بدأت بذور الحب تأخذ كفايتها داخل أرض غريب


    المرحلة الثانية

    2- الإنبات


    تحدثت عفاف باسمة وهي تمسد على رأس سندس وتقول...

    -كبرتِ ياسندس..واستطال شعرك ووصل لخصرك..إلتف عودكِ لتكوني "ست البنات"...هنيئا لك ياغريب..إن شاء يتزوجك غدًا


    خجلت سندس وأنزلت رأسها أرضا لتقول حكيمة بجدية..

    -الفتاة لازالت صغيرة ياعفاف اتمت عامها الثالث عشر فقط لم يحن وقت زواجها


    تجاهلتها عفاف لتقول...

    -بسم الله ماشاء الله..صغيرة وصارت كالقمر

    ولدي محظوظ بها ياحكيمة


    -شكرًا لكِ ياخالتي

    عانقتها عفاف لتقول بلطف..

    -ياقلب خالتكِ انتِ...


    ثم مالت على اذنها لتقول..

    -اخبريني يا سندس..هل تميلين لغريب


    رددت سندس بخجل..

    -ماذا تقصدين بتميلين !


    إبتسمت حكيمة بدهاء لتقول..

    -اقصد هل تحبين غريب..سعيدة أنه سيكون زوجك

    وحبيبك !


    - حبيبي !


    -نعم حبيبك ياسندس..عندما تصبحين زوجته سيكون حبيبك ورفيق دربك وكل شيئ بالعالم..هيا اخبريني هل انتِ سعيدة !


    -سعيدة ولكن..أليس الحب حرام وعيب ياخالتي

    ابي وامي يقولون هذا دائما


    تحاشت عفاف نظرات حكيمة الفضولية لتقول...

    -لا ياقلب خالتك..ليس حرامًا او عيب..ولكن إن كان هذا الحب للرجل الذي سيشاركك حياتك فهو حلال

    بمعنى أن كلمة الحب تكون لغريب..وغريب فقط


    هزت سندس رأسها بإيجاب لتردد بخفوت..

    -الحب لغريب فقط


     قلبها صار يخفق لأول مره أثر تلك الكلمات الغريبة على سمعها..هي لا تسمع كلمة حب سوا بالأفلام..وحينما يراها والدها ترى تلك الأفلام يغلق التلفاز ويصرخ بها


    حتى والدتها تمنع عنها تجمعها مع اي فتاة كي لا يتحدثن في أمور "الكبار"...الحب حرام وممنوع في منزلهم

    والآن علمت انه يجوز أن تحب غريب إبن عمها الواجم


                                  ***

    تكملة الرواية من هنااااااا

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

    مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




    تعليقات