القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عشق الصقر الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سارة حسن كامله

 رواية عشق الصقر الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سارة حسن كامله 




رواية عشق الصقر الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سارة حسن كامله 


في احدي المحافظات في صعيد مصر  .. 

استقيظ علي اثر صوت المنبه،احتاج لبضعة دقائق ليستعيد تركيزة من جديد، مسح على وجهه و استقام لتجهيز نفسه قبل نزوله للافطار مع العائله، في عاده يوميه من صغرة حتى الان، حتي بعدما اصبح في بدايه عقده الثالث  واجب عليه الالتزام بتلك العاده، انتهي و توجه للاسفل... 


هو اكبر حفيد لعائله  الجارحي ، اقدم عائلات الصعيد و اكثرهم تواجد في المجالس العرفيه، نظرا لشدتهم في  الحق و حكمهم العادل . 

شهرة اكتسبتها العائله من والد جده و جده و تسلمها والده و مسك الرايه هو من بعدهم. 

كلمته لا ترد و الجميع يرضي بحكمه، 

ينزل بطلنا علي الدرج بطوله الفاره ،و عرض منكبيه، يتميز بالبشره السمراء لتعرضه للشمس و يزين وجهه لحيه منمقه، و تزيد عليه وسامه تلك الغمازة اليتيمه في وجنته ، لتزين وجهه الرجولي ، و جلبابه الصعيدي المعتز به جدا ،  .....

ينزل بكبرياء وثقه لاتليق الا به (صقر رحيم عتمان الجارحي ) 

توجه للافطار مع عائلته و يترأس المائده كبير العائله جده  الحاج عتمان الجارحي في العقد السابع من عمره ، غزا الشيب شعرة بأكمله ، لكن عقله  مازال يقظآ محتفظآ بحكمته في ادارة الامور و قرارته حاسمه لا رجعة فيها، رغم شدته الا انه ليس بقاسيآ ، تشرب صقر الكثير من صفاته لقربه الدائم منه. 


جلس صقر بجانبه و كأنه يثبت مكانته دائما، انه دائما بجواره. 

بجانب صقر اخته الوحيده (زهره)  تصغر صقر بعدة اعوام.. 

بجانبها ابنت خالتها (ايناس) التي تختلس النظر لصقر لعله يروي ظمأ قلبها بنظرة خاطفه، 

منذ الصغر تري صقر حبيبها و النصف المنتظر اقترانه بها، و رغم علم العائله و الجميع انها الانسب و االاقرب، الا انها لا تملك سوي الامنيات ، خصوصا و معاملته المحيره لها.. 

و علي الجانب الاخر يجلس( رحيم)  ابن عتمان ، منذ مرضه ولي صقر اداره اعمال العائله لثقته في قراراته  ، افني عمرة للعائله ، كان عكاز والده و يده اليمني في عمله، و الرجل المسؤل عن عائلته. 

و بجانبه زوجته (امل) والده صقر و زهره ، سلامها النفسي منعكس علي وجهها الهادئ، و بجانبها اختها (سعاد) ، منذ ان سافر زوجها عادل ابن عتمان و اخو رحيم للحصول علي الدكتوراه في الخارج لم يعد، كان مختلفا، لا يشبههم في ارتباطهم بالارض و الزرع، اراد العلم و الدراسه و بذكائه و اجتهاده كان متفوق في دراسته، 

و من الأساس كان زواجه من (سعاد) كان رغما عنه ،  بأمر من والده الحاج عتمان ، بعد حصوله علي الدكتوراه   لم يكن يريد الزواج من سعاد لاختلاف الطباع و الثقافه تزوجها رغما عنه  ،  عكس رحيم فا امل حب طفولته و شبابه ،  اما عادل فابعد زواجه منها سافر للخارج ليستكمل دراسته 

و قابل شريكته التي تشبهه، الذي كان يبحث عنها( كاريمان) كانت من ام لبنانيه و اب امريكي تزوجها و واجه زواجهما رفض عائلته فقرر عدم العوده لبلده خشي غضب عتمان، و انجب منها فتاه (كارما) تيمنآ لاسم حبببته ...


دارت عينين عتمان  في وجوه الجالسين من حوله، رغم وجود عزوته بجانبه الا انه ابدا لم يستطع تجاهل تلك الغصه بقلبه ،  ينظر لاماكن المقاعد الشاغرة يتخيل احبائه الغائبين قد عادوا، يتمني الشعور بتلك الراحه لاكتمال الاحفاد من حوله، و يعود الغائب. 

وجهه انظارة الي صقر، ارتسمت ابتسامه بسيطه علي وجهه و قال

- عامل ايه يا صقر  

اجابه صقر بأهتمام: بخير ياچدي، انت صحتك عامله ايه 

حرك عتمان بلا اهتمام و تسائل : مسافر النهارده؟

اجابه صقر : ،ايوه ياجدي، عندي شغل في مصر ضروري، اخر طلبيه بعتناها حصل فيها مشكله و هاروح احلها 

اومأ له عتمان براسه ، ثم تسائل باهتمام و عينين متلهفتين: 

وعملت ايه في حكاية بنت عمك ،  عرفت هاتوصل امتي 

اوما صقر براسه و قال : ايوة، المحامي كلمني و قال هتوصل بعد يومين يا جدي و انا اللي هاروح اجيبها من المطار 

تنفس عتمان الصعداء و رفع راسه لاعلي متمتآ: الحمد لله الحمد لله 

هتفت زهرة  : اكيد جايه المرة دي..اكتر من مرة يدونا ميعاد و ماترجعش


اكد صقر حديثه: لا اكيد ،  المرة دي مأكد عليا اني اكون في استقبلها لانها ماتعرفش اي حاجه عن هناا

قال رحيم  : علي خير يارب خلينا نلم اللي باقي مننا

رحبت امل بود : تيجي بالسلامه ياخويا


دار هذا الحوار امام ايناس و والدتها سعاد ،  لم ترتسم علامات السعاده علي وجوههم، بالعكس لم يستطيعوا اخفاء بغضهم منها، من قبل حتي ان يروها. 

توقفت عينين عتمان عليهن و كأنه عرف ما دار بخلدهن ، تملمت سعاد بجلستها و قالت بابتسامه متصنعه: صحتك عامله ايه يا جدي، علمت انك كنت بعافيه امبارح ان شالله تكون بخير النهارده 

انتبه صقر و تسائل بقلق: فيك ايه ياجدي و ازاي ماتقوليش انك تعبان

ابتسم له عتمان و قال: انا كويس يا غالي متقلقش عليا  ، وبعدين ايه اللي هيحصل  لراجل في عمري يعني، علي اعتاب قبرة

استقام صقر بسرعه مقبلا يد جده بحب شديد قائلا بضيق: جدي ماتقولش كده بعد الشر عليك

همهموا الجميع له بالدعاء بالصحه و طوله العمر

خرج صوته الوقور قائلا: الموت مش شر يا ولاد، الشر انك تخرج من الدنيا زي ما دخلتها  من غير ولا حاجه

تسائل فجاءه و قال: مسمعتش صوتك يا ايناس،  ايه اللي شاغل بالك يابنت سعاد

ارتبكت ايناس و قاالت: ولا حاجه ياجدي 

حرك راسه و قال : كنت فاكر بالك مشغول باختك اللي جايه واللي عمرك ما شوفتيها

لم تستطع التحكم في تعبيرات وجهها و علامات االنفور به.. انتشلها من الاجابه وقوف صقر الذي قال: حدي انا ماشي، خد بالك من صحتك مش عايز امشي و انا بالي مشغول عليك

ربت عتمان عليه و قال بحب: اتكل علي اللي يابني و خد بالك من طريقك

تحرك صقر و لم ينتبه لتلك التي هرولت خلفه تلاحق خطواته السريعه، حتي خرج من السرايا و وصل لسيارته، انتبه لندائها التفت اليها فا بادرت ايناس بسؤالها المهتم: هاترجع بالسلامه امتي يا صقر

اجابها باختصار : مش عارف حسب الشغل ما يخلص

ابتسمت له و عينيها ترسل له الاف الكلمات : خلي بالك من الطريق و متتاخرش 

حرك راسه متمتا وهو يفتح سيارته : ان شاء الله.. يالا خشي جوا


اخذت نفس عميق و عينيها علي سيارته حتي مرت من البوابه و اختفت عن ناظريها... 

لم تستمر ملامحها الهادئة و الوديعة كثيرا و هي تعاود التفكير بقدوم تلك الدخيله لحياتها... 

، ،،،،،،،،،،،، 

دخل لغرفته بخطوات بطيئة تناسب عمرة، متكأ علي عكازه حتي وصل لكرسيه الوثير، جلس عليه و فتح الدرج المنشود ، اخرج ذلك الصندوق الخشبي القديم و فتحه ببطئ،  امسك بمجموعه من الصور يتأمل خلالها ابنه و صورة وحيده لزوجته، ارسلها وقت إبلاغهم بزواجه، ثارت الدنيا من بعدها لا ينكر ابدا غضبه و لكنه كان سيتقبل في النهاية، ماذا سيحدث لو كان عاد و تقبل بعض التوبيخ من والده و العتاب و عاش بينهما، ماذا كان سيحدث لو تخلي عن القليل من كبريائه و تقبل بعض اللوم و مات بين احضانه، كان الكثير لن يحدث، منها لن تكون له حفيده لم يراها ابدا و لايعرف عنها سوي اسمها، لن تخشاهم كما شعر، كلما حددت ميعاد عودتها تأخرة و كأنها تخشي مقابلتهم، من بعد وفاه عادل و لم يتهاون عتمان في البحث عنها 


فا من بعد وفاه عادل وعتمان يبحث عنها كثيرا لندمه لبعد ابنه عنه في النهاية ، بحث عنها وعندما وجدها صدم لوفاه و الدتها حزنا علي زوجها، تركتها  وحيده بعد ان اكدت عليها العوده لاهل الاب، لم يكن لكاريمان عائله تعود اليها ابنتها في النهايه، 

و عند عثوره اخيرا عليها،  دخلت المحامي الخاص و كان هو الطرف المتحدث دائما نيابة عنها، و يدرك هو جيدا عمق الفجوة بينهما. 

مسح عبرة هاربه من عينيه ر بنظرتها المليئه بالحنين لصورة فقيده ولكن لاحت شبح ابتسامه علي شفتيه، 

واخيرا و بعد عدة محاولات استجابت لهم و قررت العوده، لاناس لم تقابلهم و لا تعرف عنهم سوي حكايات و الدها عن اهله، كان يروي لها  عن حكاياتهم  و ارضهم و عن ضحكه والده و حنان اخيه و بلد ممتده جذورها بها، 

و  عائله لا تعرفها قررت العوده اليها، تتتمني من داخلها رغم خوفها ان يكون قرارها صحيح.

يتبع..


الفصل الثاني

عند صقر في القاهره

يقف صقر بهيبته و اهتمامه بعمله الكل يعرف طبيعه صقر الصارمة في العمل و جديته  و كره للاخطاء. 

انتهي صقر من مراجعة بعض الاوارق و قال لاحدي العمال : كده تماما الأوراق خلصت ، فيه اي مشاكل تانيه

اجابه العامل :  لا يا صقر بيه كده تمام

اومأ له صقر متحدث: طيب لو حصل اي حاجه  كلم  كريم و هو يتصرف 

- حاضر 

قالها العامل بطاعه و انصرف لعمله، و 

انقضي يومه الطويل بين الانتهاء من الاوراق المتأخره ، و الانتظار  لتأخر وصول بعض السيارات النقل المحمله من خيرات اراضي الجارحي للتجار،  لحرصه الشديد علي تواجده دائما و مباشرة اعماله بعينيه منعًا للأخطاء ... 

و عند اقتراب وصوله لبلدته هاتفه صديقه المقرب(كريم) ، الذي يعمل في الحسابات و تسليم الطلبيات للمصانع في وقت انشغال صقر، هو شخص مريح اصغر من صقر بسنوات قليلة، طويل، صاحب بشرة بيضاء و شعر اسود كثيف، و ملامح رجوليه هادئه. 

قبل ان يتكلم صقر، بادره كريم بسؤاله: ايه يابني انت لحقت تيجي علشان تمشي

اجابه صقر بهدؤه المعتاد : خلصت اللي جاي عشانه، و انت عارف اني مش بحب اقعد في المدينه كتير، امال انا ممسكك الشغل فيها ليه

رد عليه كريم متفهما : طب كنت اقعد شويه ده انت واحشني

اجابه و هو يلوي فمه : ايه واحشني دي انت بتكلم صاحبتك 

هتف كريم بخوف مصطنع: .  خلاص يا عم لا وحشتني و لا عايز اشوفك ،  انا غلطان اني كلمتك 

اغمض عينيه لبره متآثرا بذلك الصداع الممسك برأسه من الصباح :  لو ماوراكش حاجه تعالي فيه حسابات عايزك فيها 

اجابه كريم : طيب،   ها شوف الشغل اللي اللي عندي الاول، اخلصه و اجيلك.. سلام

انهي صقر مكالمته و عاد براسه للخلف قائلا للسائق: شهل شويه يا عوض


اجابه عوض على الفور: اوامرك يا صقر بيه

،،،،،،،،، 

اما في البيت الكبير

منذ الصباح و يقف عتمان  مستمرا بتوجيهاته للخدم : جهزوا جناح حفيدتي، عايزه ما ينقاصوش حاجه ، و فيه عمال خصوصي هما اللي هايجو يركبوا الاوضه 

اجابته احداهن : . حاضر يا حاج 

اقترب رحيم من والده، ملاحظآ ابتهاج ملامحه و الابتسامه التي لم تفارق وجهه : ايه اللي مروق بالك كده يا بوي  ، فرحني معاك

اجابه بعينين تلمع من السعادة و الحنين: .  حفيدتي راجعه يا رحيم، و هاملي عيني منها ،  ايه ما فرحش و لا ايه 

اجابه رحيم مبتسماً:   لا يا بوي افرح طبعا، ربنا يفرحك دايما  ، بس

توقف رحيم عن تكمله حديثه، مما اثار انتباه عتمان متسائلا: بس ايه يا رحيم

-  ايناس و سعاد يا حاج قلقان منهم كل ما تيجي سيرتها وشهم يجيب الوان ، و اكيد انت كمان خدت بالك 

احتدت ملامح عتمان و هتف بصوتآ حادآ :   دي حفيدتي اللي اتحرمت منها عمرها كله ،  و زي ماليهم في البيت ده ليها هي كمان، من ماتي الحريم عندنا بيمشونا علي مزاجهم 

تحدث رحيم بحذر من انفعال والده :  انا ماجصدش يا بوي انا بس خايف يضايقوها ، و كمان احنا مانعرفش طباعها دي عاشت عمرها بره و اول مره تيحي هنا ،  خايف ماتطبعش بطبعنا بس انا اكيد فرحان دي بت اخوي و لحمي برضو

لوح  عتمان عتمان بعكازة و قال : محدش ها يضايقها و لا يقدرو، و تتطبع بطبعنا واحده واحده  ،  انا ما صدقت انها جايه،  ده انا كنت قربت ايأس من كتر المحايله عليها 


-  بصراحه يا بوي و انا كمان،  ده احنا بقالنا شهور بنحاول مع المحامي بتاعها، و اكتر حاجه حازت في نفسي انها ما كانتش راضيه تتواصل معانا ابدا 

تحرك عتمان بخطوات تناسب عمرة و جلس، صدرت منه آه خافته تعبر عن تعبه : انا مأقدر يا بني، خايفه و انا عازرها، هي ماتعرفناش و لا عاشرتنا، بس لما تيجي هاتعرف غلوتها زين


استند بذقنه على عكازة مكملآ:

ها اعوض بيها فراق ولدي اللي كل يوم اقوول يارتني كنت وافقت علي جوازته بدل فراقه السنين دي كلها، علشان اكده بته لازم تكون ف حضني في أمان دي بت الجارحي 

ثم تابع قوله بصوتآ لا يقبل جدال: و قول لمرتك توعي سعاد و بتها، ان اللي ها يدوس علي بت ابني علي طرف يا ويله من غضبي

حرك رحيم رأسه متفهمآ: حاضر يا بوي كل اللي انت عايزه ها يحصل

،،،،،،،، 

اما علي الجانب الآخر 

تدور في انحاء الغرفه دون هواده، منفعله بغضب مكبوت دون القدرة علي اظهاره 

هتفت ايناس بضيق : شوفتي يامه جدي عمل اللي في دماغه، و هايجبها برضو

اجابتها سعاد و هي متربعه على الاريكه العربي : جدك و عارفينه، اللي عايزه بيعمله  بس انا عايزاكي تسيبك منها ،  و مالكيش دعوة بيها، خليكي انتي بس مع صقر و ركزي معاه 

انتبهت اليها و تسائلت : ازاي ،  ماله صقر 

لوت شفتيها و لوحت باحدي يدها :  يعني إحنا ما نعرفش اللي جايه من بلاد بره دي عامله ازاي، و يمكن تكون خوجايه تلف عليه ،  و ما تطوليش حاجه في الاخر 

احتدت ملامح ايناس بغضب و هدرت منفعله : ده انا اموتها قبل ما تفكر تاخده مني 

مش كفايه خدت ابويا ، ها تاخد صقر كمان 

قالت سعاد مؤكده علي  ابنتها  : ببقي تركزي معاه ،  جري كلامه في اي حاجه ، عجبتيني لما مشيتي وراه توصليه يابت ، جدعه خليكي دايما كده 

ارتسمت علي ملامحها بعض الخيبه و تحدثت :  مانا عملت كده كتييير و هو اللي يصدني، و في الاخر قالي انتي زي زهره

اغتاظت سعاد رافضه المبدء و هتفت في اذن ابنتها مؤكده : زهره ايه ان شاء الله، انتي تعملي اللي هاقولك عليه، و ما تبقيش خايبه زي امك

قاطعتها دخول امل قائله ل إيناس : 

انزلي يا ايناس ساعدي زهره و ام محروس في الغدا ،  عشان معاده قرب، 

و انتي يا سعاد ما تمليش دماغ البت من اختها من قبل ما تيجي 

وقفت سعاد ملوحه بيدها بحده :   ايناس مالهاش اخوات، و بلاش تكلمي في الموضوع ده يا امل علشان ما نزعلوش من بعض

حركت امل رأسها بقله حيله  و قالت في نفسها : ربنا يهديكي ياختي انا خايفه عليكي من غضب عمي ده بياكل الاخضر و اليابس

،،،، 

عاد صقر للبيت بعد يوم طويل و مرهق 

و كا عادته طرق باب جده و دخل، اغلق الجد المصحف الشريف، و مسك السبحه بين اصابعه متمتمآ بذكر الله. 

خطي صقر حتي جلس بجانبه مقبلآ يديه متسائلا : صحتك عامله ايه يا جدي

ابتسم له الجد مربتآ علي يده: اني زين يا حبيبي ما تقلقش،  اتاخرت النهارده ليه 

اجابه صقر: كنت عايز اخلص كل اللي ورايا، عشان افضي لمشوار بكرة 

- المحامي ما كلمكش تاني 

حرك راسه باالايجاب و قال : لا، كلمني أكد عليا ان حد يستناها في المطار بس، و انا قولتله اني ها كون في انتظارها

اغمض الجد عينيه لبره قائلا: و كأنه بكرة بعيد اوي يا بني

ابتسم صقر حتي اصبحت ملامحه اكثر جاذبية و عينيه هادئه: تكونش حبيبتك هي اللي جايه 

ابتسم له و قال : حبي انا نوع تاني يابني و انتظارة صعب برضو، بكرة لما تعشق ها تعرف طول الوقت في الانتظار

- و ليه احب اللي تخليني انتظر! 

- و هو العشق في ليه؟  لما تجربه هو اللي ها ينسيك طول انتظارك


ضحك صقر و قال: كنت رومانسي انت يا جدي مش اكده


ابتسم بحنين و قال - كنت مع ستك حاجه تانيه ، الرجاله يخافوا مني و ما يكتروش كلام معايا، الا هي، تتكلم زي ما هي عايزة و انا اسمعها، اوقات يكون كلام مالوش عازة بس مهم عندها هي و عايزة تحكيه ليا انا بالذات


استقام صقر مقبلا راسه مداعبآ: انا عارف ان لما بتيجي سيرة سيتي يبقي القاعده صباحي ، خدني چارك بقي 

ضحك عتمان و قال: مش انت اللي بتتحدت، يالا روح ريح جسمك و نام كفايه عليك كده 

اطاعه صقر و تحرك للخارج.. 

دخل لغرفته و بمجرد ما تمدد ، داعبه حديث جده، بكلماته المعتادة عن العشق ، خطر في عقله ابنته عمه  القادمه غدآ، مفكرآ  كيف تكون ،  هل ستكون أجنبيه منفتحه صعبه الطباع! وكيف شكلها الذي لا يعرفه للان ، استمر في تفكيرة حتي غلبه النوم و راح في سبات عميق

يتبع



الفصل الثالث 

عشق الصقر 

بعد نوم مضطرب و غير منتظم 

استيقظ صقر و اغتسل وادى فرضه، وارتدى ملابسه ، و لكن ليس بالجلباب الصعيدي، و انما قميص من اللون الابيض اظهر عُرض كتفيه و بنطلون اسود ، يرتدي تلك الملابس عند ذهابه للمدينه حتي لا يشعر با الاختلاف بينهم ، او يكون غير ملائمًا . 

نثر عطره الجذاب و نزل لجده 

اقترب منه صقر مقبلا يده كعادته قائلا : صباح الخير يا جدي

اجابه عتمان متسائلا بلهفة لا يشعر بها احد سواه : صباح الخير يا صقر ، رايح تجيب بنت عمك مش كده

اومأ له صقر بالإيجاب : ايوه يا جدي

تسائل رحيم مستفسرًا:. و انت هاتعرفها ازاي ياصقر انت ماشوفتهاش ابدا

اكدت عليه امل و قالت : و لا يكون المحامي بعتلك صوره ليها و لا حاجه

كانت إجابة صقر علي اسألتهم : هاكتب اسمها علي يافطه و اشوف، انا هامشي لان معاد الطياره قرب اصلا

قال له عتمان : خلي بالك منها يا صقر

ابتسم له صقر مقدرًا لهفته : حاضر، ما تقلقلش ياجدي مسافه الطريق

قالت له امل : ترجع بالسلامه يابني

- الله يسلمك يا امي 

تتبعته ايناس بعينها منتظرة ان يلقي عليها التحيه او اي كلمه، حتي و لو كانت نظرة عابرة تروي ظمأ قلبها العطش . 

تحركت للنافذة حتي رأت سيارته تتحرك و تغيب عن انظارها، تفكر كيف سيكون شكل تلك الدخيله عليهم، ملامحها ستكون اوروبيه ام مصريه كا ملامحها هي، محتشمه مثل الفتيات من حولها، ام علي الاقل ستكون ساترة لجسدها حتي لا تثير حديث البلده، عن قدوم بنت الجارحي الخوجايه. 

،،،،،،،،،،،، 

اما عند صقر وصل للمطار و انتظر كثيرا. 

تململ بضيق من انتظارة الذي طال ، حتي انه اتصل بالمحامي و اكد انها صعدت للطائرة المتجه لمصر من عده ساعات. 

التفت من حوله و قد قل عدد العائدين من حوله و لم تظهر بعد. 


اخرج هاتفه المستمر برنينه و يعرف المتصل، بالتأكيد جده الذي يهاتفه كل عشر دقائق ليطمئن من وصول حفيدته الغائبه.

قاطع تفكير صقر ذلك الصوت الانثوي الصادر من الفتاه التي وقفت امامه

_السلام عليكم 

رفع صقر عينيه لها و اجابه باستغراب.: و عليكم السلام و رحمه الله....افندم

ارتسمت علي شفتيها ابتسامه خفيفه مهتزة قائله بتردد: انا كارما

لم يستطع اخفاء دهشته من جمالها، و جهها الدائري الابيض بحمرته الطبيعيه، و عينين ذهبيتان يغطيهما رموش كثيفه، و المفاجأه الكبري بالنسبه له، ملابسها المحتشمه الملائمة لحجابها!!!! 


قالت له كارما : انت معايا

لم يدرك صوته المسموع قائلا: .تبارك الخلاق فيما خلق

تخضب وجهها بحياء متسائله : انت مين؟ 

تنحنح قائلا بهدوء : انا صقر ابن عمك 

اومأت براسها بابتسامه : . اهلا و سهلا هانفضل واقفين، انا خلصت الاجراءات، و بعتذر علي التأخير 

_ ولا يهمك .. طيب يلا، العربيه واقفه بره

تحرك امامه و هي من خلفه، اخذت نفس عميق من ارتباكها للموقف، و خصوصًا عند رؤيته، ملامحه الحاده و عينيه.... عينيه تشبه اسمه.. صقر! 

و الحال لا يختلف معه كثيرا، فقد توقع فتاة متحررة بملابس مكشوفه، و في الحقيقه ان صقر الجاد الطباع الذي لا تلفت نظرة اي فتاه ، لم يتوقع ان تكون بمثل هذا الجمال. 


اما في البيت الكبير


جميع الخدم علي قدم و ساق للتحضيرات لعوده الحفيده المنتظره

قابلت زهره ايناس فتسائلت : وشك مقلوب ليه يا ايناس ، انتي مش فرحانه برجوع اختك

احتدت ملامحها و اجابت بحده : مش أختي يا زهره و لا عمرها هتكون، دي اللي خدت ابويا مني، بسببها هي و أمها اتحرمت منه عمري كله، بسببهم ابويا كمل عمرة معاهم و ما بصش وراه

اجابتها زهرة بأسلوبها الهادئ:. هي مالهاش ذنب في قرارت عمي ، و اللي حصل 

هتفت ايناس مقاطعه : مالوش لازمه الكلام في الحصل، المهم هي لا اختي و لا نيله

و تحركت من امامها بخطوات غاضبة، تمتمت زهره و قد شعرت بأن القادم لا يبشر با الخير : الله يكون في عونها منك يا ايناس... ربنا يستر 

،،،،،،،،، 

اما في السياره

اخدت كارما تتامل الطريق بتركيز، و تسأل صقر عن هذا و ذاك، و هو يجاوب بصدر رحب، مر الوقت في صمت قطعه 

صقر متسائلا:في استراحه قريبه لو حابه تاكلي حاجه

حركت كارما رأسها بالنفي : . لا شكرا اكلت في الطياره، 

هو فاضل كتير لسه؟ 

اجابها صقر : بعني لسه شويه ، و تحدث للسائق قائلا: شهل شويه يا عوض

اوما له عوض بطاعه :حاضر يا بيه. 


عادت براسها للنافذة مستنده عليها حتي 

مر الوقت و غفت كارما .

التفت صقر اليها و جدها غفت تركها في غفوتها 

الي ان اقتربوا من السرايا ، ايقظها صقر مناديآ : كارما..يا كارما

استعاده تركيزها سريعآ و التفت اليه فقال بهدوء: قربنا نوصل

ابتلعت ريقها و اومات براسها دون كلام.

،،،،،،،،،، 

اما في الجانب الاخر تجمعوا جميعا امام البوابه الكبيرة لاستقبال كارما، حفيدة عتمان الجارحي. 


عند اقترابهما شعرت كارما بالتوتر، تمنت من قلبها لو يوجد سبيل لهروبها الان. 

بدءت في فرك كفيها ببعض في عادة تفعلها عند التوتر ، لاحظ صقر ارتباكها فاراد تخفيف التوتر عنها

فا تحدث صقر عن جده لعله يبث لها بعض الامان : جدي مبسوط اوي، كان نفسه يشوفك من زمان و دور عليكي كتير 

اجابته كارما بابتسامه خفيفه : و انا كمان نفس اشوفه، بابا كان بيحكيلي عنه كتير و كان نفسه يجي اوي بس ظروف... 

قاطعت حديثها فهي لاترغب التحدث عن الخلافات حاليا


اومأ لها صقر. متفهمآ و قال : . خلاص وصلنا

سبقها صقر ونزل، و بقيت هي بالداخل ، تشعر انها غير قادرة علي النزول من فرط قلقها من مقابلة عائلتها لاول مرة و من المفترض انها ستعيش هنا للابد. 

التف صقر اليها وفتح باب السيارة في دعوة صريحه منه للنزول. 

نزلت كارما من السياره، فابدئوا الغفر بضرب الاعيره الناريه كا نوع من انواع الترحيب المشهور بالصعيد

انتباها الخوف و لا اراديآ تشبثت بثياب صقر من الخلف هاتفه: في ايه ، ايه حصل

لم يسيطر صقر علي تلك الابتسامه و قال : .ده ترحيب بيكي، مافيش حاجه 

هتفت كارما بأستغراب : ترحيب؟ انا قولت الحرب قامت 

ثم تداركت كارما فعلتها و تمسكها بثياب صقر فتركتها علي الفور .


وقفت امام المنزل بطوابقه الثلاثة، و الحديقه المتنوعه بالورود، و نافورة الماء و من حولها احواض الورد بألوانه المختلفه.. توقفت عينيها بالمنتصف .، عائلتها متراصين لاستقبالها، تيبست قدميها و توقفت عن السير. 

وقف صقر بجانبها قائلا بهدوء يحثها علي التقدم : ادخلي يا كارما 


اقتربت من عتمان ووقفت قبالته ، تأثرت بلمعة عينيه و حنانها في نظرته اليها ثم بادر بأحتضانها

و صوت مهتز: حمدلله ع السلامه يابت الغالي 

ثم حاوط و جهها بين كفيه، متمتعآ بالنظر اليها : اخيرا يا بنتي... مش مصدق انك واقفه قدامي

لم يكن في ابعد احلامها ان تشعر بتلك المشاعر المتأثرة ، خصوصا لذلك الرجل الماثل امامها، بنظرته اليها و ارتعاشة كفيه المحاوط لوجهها. 

تركها عتمان و اقتربت منها رحيم، و احتضنها مقبلا رأسها : نورتي البلد والدنيا كلها يابت اخوي 

قبلتها امل بعفويه عدة قبلات متتاليه هاتفه : اللهم صلي علي النبي، ايه الجمال ده، نورتي يا حبيبتي نورتي بيتك. 

ابتسمت لها كارما و قد شعرت اتجاههم بالألفه، كانت خائفه من برودة اللقاء الاول، لكنه في الحقيقه كان دافئ اكثر مما كانت تتخيل. 

رغمو سلام ايناس و سعاد الجاف نوعا ما، و شعرت به كارما عكس الالفه من الآخرين و لكن ترحيب الباقين لها جعلها لا تلتفت لهن.

حاوطها عتمان بذراعه و قال : يالا يابتي جوا تلاقيكي تعبانه من السفر والطريق

اومأت له ودخلت معه، غافله عن عينين تتبع خلجاتها و كل تعبير من وجهها، حتي احمرار وجهها من احتضان والده لها لاحظه و ضحكتها لعفوية و الدتها لها، حتي نظرت عينيها لجدة و كأنها تبحث عن الامان به. 

قال عتمان معبرآ عن سعادته : . اناجهزت ليكي اوضه جديده، و كل اللي نفسك فبه ابعت اجيبهولك مخصوص من مصر 

اجابته شاكرة : ربنا بخليك ياجدي

توجهت انظارة لصقر قائلا بفخر و اعتزاز : صدقت و وفيت، يا كبير عيله الجارحي

قبل صقر يده و قال : مافيش كبير غيرك يا جدي ، ربنا يخليك لينا 

ربت عتمان علي يده بحنان، ثم جذبت زهره كارما لاعلي لتري غرفتها الجديده، بينما يبدء الخدم في إعداد اول مائده علي شرف كارما الجارحي. 

يتبع..



الفصل الرابع

عشق الصقر 

دخلت كارما الي غرفتها، وقفت بمنتصفها تتأمل اثاثها العصري ، و الذي يتمتع بطابع انثوي بألوانه الزاهيه، فتحت الشرفه المغلقة فا ضرب وجهها الهواء المشبع برائحة الياسمين المتواجد بالقصاري علي سور شرفتها. 

التفت علي صوت زهرة و اقتحامها لغرفتها قائله بابتسامة: الغدا جاهز و جدي مستنيكي

قالت كارما : طب ممكن اغير هدومي بس 

اجابتها زهرة بلطف: اكيد طبعا... خلصي و إحنا مستنينك تحت

لم تستغرق كارما الكثير من الوقت، بدلت ملابسها بفستان رقيق و احتفظت بحجابها الملائم له. 

اغلقت باب غرفتها من خلفها، و احتارت من اي اتجاه تتحرك، قابلتها زهرة متسائله: وقفه كده ليه احنا مستنينك

اجابتها كارما بقليل من الارتباك: البيت كبير جدا و مش عارفه امشي من اي اتجاه

ضحكت زهرة و قالت مداعبة: اوعي يكون العيون الحلوة دي بتحسد 

ابتسمت كارما و قالت: لا مش قصدي

قاطعتها زهرة: بضحك معاكي يابنتي 

، يالا عشان جدي كل شويه يسأل عليكي

كارما: طب يالا بينا

تحدثت زهره مسترسله: انا مبسوطه اوي انك جيتي و يكون لي صحبه بدل مانا بنش كده

تسائلت كارما بأهتمام: هي ايناس مش عايشه هنا 

_ لا عايشه معانا طبعا هي و مرات عمي اللي هي بالمناسبة تكون خالتي برضو

اومأت كارما برأسها متفهمه: ايوة، انا عارفه بابا اللي يرحمه قالي 

اكلمت زهره حديثها : ا نا و ايناس مش صحاب اوي ، من صغرنا الحقيقه، هي ليها دماغ و انا ليه دماغ تانيه 

قابلو في الطريق صقر ، بعد ما بدل ملابسه لاخري ، الجلباب و العباءة المفتوحة من فوقها مما اعطاه جاذبيه و هيبه.


تطلعت له كارما باستغراب و رمشت بعينيها عدة مرات، لم تستطع اخفاء دهشتها منه، و كأنه شخص آخر غير ذلك الذي رأته في الصباح . 

لاحظ هو استغرابها و لم يبد اي ردة فعال حيال ذلك

_ صقر كمان نازل اهو ... هو انت خارج

قالتها زهرة و اجابها صقر بأختصار: ايوة 

نزلو جميعا للغداء و تجمعوا حول مائده تحتوي علي ما ألذ وطاب من الاكلات الشهيه 

بدءت الاحاديث و الترحيب بها و تسائلت زهرة : بس انتي بتتكلمي عربي حلو يا كارما

اجابتها كارما بعد ما ابتلعت ما بجوفها : بابا كان دائما يكلمني مصري، و معظم صحابي هناك كانوا عرب.

اكملت زهره : طب و الحجاب؟ 

تسائلت كارما : ماله

وضحت زهره بلطف: يعني ماتوقعتش انك هاتبقي محجبه بصراحه

تدخلت ايناس و قد طفح بها الكيل من ترحيبهم و حديثهم معها، حتي هي نفسها طفح بها الكيل من قبل ان تكمل حتي 24 ساعه فماذا ستفعل و هي عائده لهنا للابد

كان صوتها به بعض الحده لم تستطع اخفاءها: تقصد انك خواجايه تربيت اجانب يعني و الخواجات ما بيهتموش بالحاجات ، فا لو انتي لابساه عشان جايه الصعيد قولي احنا مابنحبش التزييف

عم الصمت المكان و العيون ملتفه علي ايناس و كارما ، التي اتصدمت من هجوم ايناس المفاجئ لها 

و قبل ان يبدء الجد في تعنيفها

خرج صوت كارما بثبات : انا مش خواجايه، انا و انتي من نفس الاب، وأمي الله يرحمها عربيه مسلمه، و ابوايا علمني اني مسلمه مصريه صعيديه ، و دايمآ كان بيوجهني و يكلمني في الدين، و انا اللي اخترت اكون محجبه، يعني ماتقلقيش انا محجبه من اكتر من ست سنين . 

كتمت زهرة ضحكتها و نظرت في صحنها ، قضمت ايناس علي شفتيها من استطاعتها لجذب الدفه اليها و وكزتها والدتها بضيق لتسرعها. 

و قال عتمان بأعجاب بها : عرفت تربي يا عادل، ربنا يبارك فيكي يا كارما ربنا يزيدك يا بنتي

ابتسمت له كارما، شاعرة بهذا الكم الهائل من الحنان موجه اليها منه في كل مرة تراه ينظر اليها . 

و لم ينتبه احد من نظرة الإعجاب الخاطفه، مجرد نظرة اهداها اليها صقر دون ان ينتبه له احد. 


انتهي الغداء وذهب صقر لعمله فهو يحب التواجد في ارضه عند شجره محدده كبيره وعتيقه فهي تشبه جده بشموخه فهو يعشقه... 

،،،،،،، 

آه اصدرتها ايناس و هي تدلك ذراعها اثر تلك الوكزه القويه من والدتها معنفه اياها قائله: انتي يابت اتهبلتي في عقلك ايه اللي هببتيه تحت ده 

قالت إيناس ملوحه بيدها في عناد: ايه ياماما انا عملت ايه يعني 

جزت سعاد علي اسنانها قائله: عملتي ايه، انتي لسه بتسألي، كان لازمته ايه الدبشتين اللي رمتيهم تحت 

اغتاظت ايناس هاتفه: و انتي بدافعي عنها و لا ايه 

_ يا بت انا لا بدافع و لا نيله، انتي ماشوفتيش بصت جدك ليكي كانت ازاي، مش عايزاه يشيل منك يا هبله

جلست ايناس علي حرف الفراش تقضم في اظافرها قائله: غصب عني شوفتي اهتمام كل الموجودين بيها، شوفتي جدي طاير بيها ازاي ، شوفتي هي عامله ازاي، كنت حاطه كل أملي تطلع اجنبيه و لبس مكشوف، يحسوا انها غريبه عننا مش من توبنا

ثم ضربت كفيها ببعضهم: دي كأنها جايه و قاصده تلحس دماغ جدي

جلست والدتها قبالتها و قالت بتريث: يابت اعقلي و ما تكرهيش اللي حواليكي فيكي، طول عمرك نفريه و ده طبعك، بس دلوقتي ماينفعش لازم تهدي و اعملي اللي انتي عايزاه برضو بس في الروقان من غير جدك ما يدري

ضمت شفتيها و قالت بخوف: انا مش خايفه من جدي، انا خايفه علي صقر 

_ يبقي تركزي معاه، طول ما هو هنا تبقي زي ضله، و انا ها لمح لأمل كده من بعيد في موضوعكم

انتصبت ايناس واقفه بفرح: بجد ياماما و النبي

_ايوة، بس عاوزاكي تسمعي كلامي و تنفذيه حرف حرف ماشي يا بت بطني.. 

اومأت ايناس برأسها موافقه ، مستمعه لوالدتها بانصات........ 

،،،،،،،،،،،،،، 

لم تغادر كارما جدها فقد جلست معه في بهو المنزل الواسع، تستمع لحكاياته مع والدها و شبابه و حكايات عن البلد مع بعض الصور. 

انتبهت لتلك الصورة فا مسكتها و قالت متسائله: مين دول يا جدو فيه شبه منك 

ضحك الجد و استند براسه علي عكازة و قال: دي ضحي مرتي الله يرحمها

_دي كانت جميله اوي 

ابتسم بحنين و قال : ماكنش في حد في جمالها، يوم ما قابلتها اول مرة كانت لسه بضفاير، و قعت في عشقها علي طول و قولت لابويا يطلبهالي، مع اني كنت خايف ترفضني

كانت كارما مولياه كامل انتباها بتركيز شديد، سارحه بحكايته و طريقته في سردها

تسائلت بخفوت : كنت خايف ترفضك ليه

ضحك بخفوت و قال : اصلي ماكنتش من الشباب الحليوة ، و لا من اللي كان يعرف يقول كلام عشق يميل بيه القلب، فا قولت هاترفضني خصوصي و أني طول عمري شديد و ماسك شغل ابوي من صغري فا تلاقيني جد و ماليش في المياعه

ضحكت كارما و قالت تحثه بمنتهى الفضول : و بعدين ياجدو.. كمل


_ وافقت بيا و لاقيتها كانت عاشقاني ، و اتعلمت... اتعلمت قصاد عنيها اسيب حالي يقول اللي جوايا و لاقيتني عرفت اقول كلام العشق و الغزل.


ارتسمت علي ثغرها ابتسامه جميله و كأنها تستمع لاروع قصص العشق في زمانها، لمعت عينيها و هو يسرد قصته بقلب لم يمر عليه الدهر بعد . 

اقتحم رحيم جلستهم و شاركهم الاحاديث مع بعض الذكريات مع زوجته و ابنته و قد غابت سعاد و ابنتها عن الانظار. 

انتهي اليوم و صعدت كارما لغرفتها، فتحت شرفتها ووقفت تستقبل رائحه الياسمين بأنتعاش، و عنييها مبصرة المدي المظلم امامها الا من النور المحيط بأسوار السرايا و حديقتها، انقلبت حياتها رأسآ علي عقب من بعد وفاة والدها في البدايه و بعدها وفاه والدتها التي اوصتها للعودة لاهل والدها، لا تنكر ابدا خوفها من قدومها في البدايه لكن إصرار جدها و رسائله الملحه لعودتها، اعطتها بعض الامان لقرار العودة، و اليوم و قد عادت لمسقط رأس والدها ، شعرت بذلك الحنان المتدفق من عائلتها و ترحيبهم بها و خصوصا الجد و سعادته بقدومها... 

انتشلها من تفكيرها صوت السيارة بأبواقها العاليه امام بوابة السيرايا، ترجل منها صقر و اعدل من عبائته حول احدي كتفيه، ارتفعت عينيه لأعلي فا قابلته في شرفتها، توقفت عينيه لأعلي دون ان تحيد ، مما اربكها فا تململت بوقفتها و قررت الدخول و لكنه استبقها ، بدخوله بخطوات واسعه للسرايا. 

اغلقت الشرفه من خلفها و ارتمت علي فراشها بأرهاق تغلب عليها و سحبها في سبات عميق بعد مرور يوم طويل ، اول يوم وسط عائله الجارحي. 

يتبع...


الفصل الخامس

عشق الصقر 

بدء يوم جديد و تفاعلت كارما كثيرآ مع زهرة، التي لازمتها من الصباح و قامت بتعريف المنزل لها 

قالت زهرة و هي بمنتصف البهو: كده انتي عرفتي البيت كله، الدور الاول فيه اوض خالتي و ايناس و جدي و اوضتين للضيوف، و الدور التاني بتاعنا اوضة ابوي و امي و اوضتي و اوضه صقر و اوضتك انتي  كمان و علي فكرة اوضتك مابين اوضتي و اوضه صقر 


و اكملت قائله بغمزة من عينيها: يعني هتلاقيني  كل شويه نطالك ، و الدور الثالث فاضي جدي شايلوا لصقر لما يتجوز

ابتسمت لها كارما و قالت مستفهمه: يعني ايه نطالك

تعالت ضحكات زهرة قائله: ايه هو انا حسدتك ولا ايه، قصدي يعني كل شويه هاتلاقيني عندك

_ ياريت يا زهرة عشان ماحسش اني لوحدي 


_ لوحدك ازاي.. وانتي وسط عيلتك 


التفتت لصوت صاحب تلك العبارة، تعرف ذلك الصوت الأجش  و هيبة حضورة الخاص به


اجابته بارتباك تشعر به في حضرته : متشكرة 


بادرت زهرة : صباح الخير يا صقر افتكرتك نزلت 


- مستني جدي يصحي عايز اشوفو قبل ماانزل


- لا جدك صحي من بدري و فطرنا معاه انا و كارما كمان 


و قبل ان يجيب استمعوا لاصوات الضوضاء الآتيه من الخارج، مع هرولت احدي الخادمات قائله بلهاث: صقر بيه في خناقه كبيرة اوي قدام السرايا و الغفر قالولي ابلغك 


تحرك صقر بخطوات واسعه، و حفيف جلبابه يشي بأندفاعه ، فتح بوابه السرايا علي مصراعيه. 

زج إحدي الشباب رجل كبير بالسن بأنفعال و تهور حتي سقط ارضآ، و انهال علي احداهم بالالفاظ البذيئه النابيه و كاد ان يصفعه لكن 


خرج صوت صقر الجهوري عاليآ نافرآ عروق رقبته، و اقترب من الرجل و ساعده علي الوقوف و قبل ان يستمع لأي شئ،  مسك يد الشاب و لواها خلف ظهرة حتي كادت ان تنكسر صارخآ به: لو ليك اي حق فا انت خسرته بعملتك دي، ماحصلتش تمد يدك علي راجل كبير و قدام سراية الجارحي

كل من في السرايا ركضوا لمشاهدة ما يحدث في الخارج،  تصنمت كارما متسعه العينين من غرابة ما تشاهده و بجانبها زهرة المتخفيه بجانب العمود حتي لا يعنفها صقر علي وقوفها، تحرك الجد حتي وقف بجانب كارما منتظرآ ما سيفعله حفيده الأكبر. 


_يا كبير انا ليا حق و


قاطعه صقر بأنفعال و صوتآ جهوري و هو يدفع بالشاب بقوة ضاغطآ علي ذراعه : انت جاي تتخانق قدام السرايا وو تضرب راجل قد ابوك و تقول حق، اللي ليه حق ياخده بالأدب و لو ماعرفش انا اجيبهولو و بزياده 


قال احد الرجال : حقك علي راسنا يا كبير، بس احنا قاصدينك تحكم بالعدل ما بينا، بدل ما كل شويه نمسك في بعض و عيالنا دمهم يسخن و نقعوا في مشاكل اكتر


تركه صقر و فرك الشاب يده متاألمآ اجابه صقر بعينين حادتين:يبقي الكلام مش هنا 

و هتف عاليآ مناديآ : يا عوض 

هرول اليه عوض فأمرة صقر: افتح المندرة للرجاله و استنوني فيها 

تحركوا تنفيذا لامرة،  و خطي صقر لداخل لداخل الدار بقدمآ تضرب الارض من تحتها ، وجد جده و حفيدته في المقدمه و قف قبالته قائلا: هاتحضر معانا يا جدي 

ابتسم الجد و قال : انت تكفي و توفي يابني، و لو احتجتني انا موجود 

اومأ له صفر و تحركت عينيه علي كارما المثبته عينيها المتسعه عليه، غير مدركه لكل ما يحدث و لكنها لا تستطع تجاهل تلك الرهبه منه خصوصا بعد ما كاد ان يكسر ذراع الشاب علي مرآي و مسمع الجميع دون ان يتدخل اخد. 

_ادخلي جوا ماتقفيش برا كده 

كان آمرآ صارمآ اصدرة اتجاها، مما جعلها ترمش بعينيها عدة مرات متفاجئه ،

جاء رد عتمان قائلا : واقفه مع جدها يا صقر

اخفض راسه ارضا و قال متنحيآ: هاغير هدومي و اشوف مشكلة الرجاله


نظر لها عتمان و قال بابتسامته الحنونه لها : وشك اصفر ياكارما، متخافيش،طول مانا علي وش الدنيا متخافيش من حاجه ابدا 

اومات له براسها و اتبعته للداخل و مازالت الرهبه متملكه منها.. 


لوت ايناس فمها بضيق من الاصوات العاليه و المشاجرة التي ايقظتها من نومها، دخلت و اغلقت النافذه و اتجهت لخزانتها منتويه النزول لاسفل حتي لا تفوتها اي اخبار و خصوصا ان صقر متواجد بالمنزل. 

، ،،،،،،، 


هرج و مرج و أصوات الرجال عاليه و متداخله في المندرة  ، توقفوا جميعآ عن حديث عن دخوله، توسط المجلس بملامح جامدة و قال بصوته الاجش : ايه الله حصل 

اجابه احد الرجال و يدعي طه قائلا: ياكبير انا دخلت شريك مع حمدان و كانت القسمه بالنص و علي المكسب و الخسارة احنا متفقين، يقوم  ياكل حقي ياخد اكتر من نص المكسب و يرميلي قرشين مايجوش نص الفلوس اللي رمتها في الارض و محصولها

اوما له صقر براسه و التفت الطرف الاخر متسائلا: ايه قولك يا حمدان

هب حمدان في اندافع نافيآ : ماحصلش هو اللي طماع 

قال  طه و هو يخرج من جيب جلبابه عدة اوراق : دي ورق المحاصيل يابيه و الدفعات اللي استلمها حمدان و ما قليش عليها و ماخدتش منها مليم 

توترت الاجواء و تجمعت حبات العرق علي جبين حمدان متفاجآ من دليل ادانته . 

عم الصمت المكان و أعين الجميع متعلقه بصقر و الاوراق التي اصبحت بين يديه ، رفع صقر عينيه للمتواجدين و القي كلماته لحمدان بصرامة: حق الراجل و اللي انت عارفه كويس يكون عنده قبل العشاء  ، صافي عربيات النقل و الحمولات عشان تتعلم ماتاكلش حق حد تاني 

اوما له حمدان براسه دون مناقشه

فا اقترب طه من صقر مقبلآ كتفه بامتنان مهللا: روح الله يباركلك و يطولنا في عمرك يارب 

ابتسم له صقر مربتا عليه و قال : اقعد بس مكانك لسه القعدة ما خلصتش

ثم ولي انظارة لذلك الذي يتهرب بعينيه عنه متسائلا : انت ابن مين 

اجابه الشاب بصوتآ خرج مرتبك: انا ابن الحاج كامل  


-ضربت الراجل الكبير ليه و وقعته علي الارض 

زاغت عينيه و قال : ماكنش قاصدي 

، العركه كانت قايمه هو مسكني من دراعي فكرته من سني و ناوي غدر 

وجه حديثه للرجل الذي سقط ارضآ بسبب تهور الشاب: انت عندك كام قيراط بتزرعه الايام دي مش كده 

اوما له الرجل براسه فأكمل مصدرا عقابه : ما تدورش علي فواعليه ابن الحاج كامل هايشتغل عندك، يحصد زرعك و يعلف جاموستك و كل الشغل اللي بتعمله هايكون عليه ، و لو غاب يوم واحد بس تيجي تقولي

هب عيد منفعلآ رافضآ لفرمانه و صرخ به :انا مش شغال عند حد انا ابن الحاج كامل اشتغل فاعل

ضغط والده علي يده مانعه من تهورة امام صقر حتي لا يزداد الامر سوء. 

وقف صقر قبالته بجسد متحفز  : وانت عشان ابوك عنده كام فدان شايف نفسك علي الخلق، تمد يدك علي راجل قد ابوك و تسبه كمان من غير ادب و لا خشا

قال الحاج كامل برجاء محاولا تخفيف  العقاب : حقك عليا انا يا صقر بيه شاب و تهور و الشيطان وحش و هو مستعد يعمل اي حاجه ت، بس بلاش العقاب ده الله لا يسيئك

رغم رفض عيد اسلوب والده المتخاذل الا انه لم يفتح فمه بكلمه اخري خوفآ من بطش صقر و عقابه. 


رفع صقر حاجبيه و ارتسمت ابتسامه ساخرة علي محياه لم تصل لعينيه الحاده و الموجهه بنظراتها لعيد ووالده: انا ما بغيرش كلامي يا حاج بس عشان خاطرك هاديك حل تاني 

بدءت علامات الارتخاء علي وجههم و لكنها لم تدم طويلا حين اصدر قرارا: 

زي ما قليت منه قدام الخلق،  يضربك كف يعلمك ماتستقواش علي الضعيف تاني


تشنجت ملامح عيد و عض علي شفتيه غيظآ، بينما قال كامل بتذلل: يا صقر ي

قاطعه بصرامه و دون نقاش او تراجع: اللي عندي قولته يا حاج كامل، حق الراجل الغلبان ده عندي و مش عايز كلام كتير 

اخفض الحاج كامل راسه بقله حيله بينما قبض عيد علي يديه بغضب حين سمع صوت صقر مناديآ علي الرجل ان ينفذ الامر 

تراجع صقر و جلس بأريحيه بمقعده في منتصف الجلسه ، منتظرا تنفيذ الحكم

اقترب فراج الرجل الكهل بخطوات بطيئه ، نظر الي صقر غير مصدقآ رد كرامته و آدميته من شاب من عمر اولاده اسقطه ارضا ،  و انزل عليه بوابل من السباب امام ابنه الاصغر دون القدرة علي ان يدافع عن نفسه. 

اومآ له صقر عندما لاحظ تردده و كانه يقول له، اقتص لكرامتك


وقف فراج  قبالته ثم رفع يده عاليآ و بحجم قهرة و حزنه سقطت يده علي وجهه. 


،،،،،،، ،

نفخت اوداجها و دارت في غرفتها بلا هدف، من وقت دخول الرجال ما يسمي بالمندرة، دخل الجد لغرفته و انشغلت زهرة و والدتها في الطبخ ، اما ايناس ووالدتها لم تراهن من الصبح . 

تطلعت علي شرفتها المفتوحة علي مصراعيها و قصاري الزرع المختلفه، لن تنكر انها اكثر مكان آلفته من وقت قدومها. 

انتبهت لدورق المياه بجانب الفراش، انتشلته و وقفت تروي القصاري بابتسامه ناعمه، تشبه تلك القطرات من الندي علي الورد الاحمر. 

انتبهت للاصوات من اسفلها، وجدت الرجال يحيطون به و احدهم يثني عليه و آخر يشكرة علي مساعدته، و آخرين خرجوا من البوابه و كأن شياطين الجن تتراقص امام اعينهم،  انفض الجمع من حوله و اصبح بمفرده، يبدو شاردآ، عينيه لا تبارح نقطه معينه و كانه يفكر في آمر استحوذ على جم تفكيرة، رفع الشال الذي سقط عن كتفه لاعلي مرة اخري، و ارتفعت عينيه ليجدها وسط الورود و الريحان في لوحه بديعه، ذات جمال خاص.

تراجعت كارما للخلف قاطعه ذلك الوصل بينهما، اما هو اخفض عينيه و تحرك متوجهآ لداخل الدار. 


يتبع..


تكملة الرواية من هنااااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع