القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عشق الصقر الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم سارة حسن كامله

 

رواية عشق الصقر الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم سارة حسن كامله 






رواية عشق الصقر الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم سارة حسن كامله 


الفصل السادس

عشق الصقر 

- يعني انت مش معارضني يا جدي، راجعني يمكن اكون غلطان


كلمات قالها صقر في غرفه جده، في جلسه خاصه بينهما، من بين جلساتهم المتكررة . 

_ عداك العيب يا صقر، بس اللي اقدر اقولو ليك خليك لين حتي في عقابك


قضب حاجبيه قائلا: لين في العقاب؟ 


اوما له عتمان موضحآ: ايوة امال، يعني مثلا كان ممكن تعاقب عيد لو كان ابوه هو اللي ضربه كده انت رضيت فراج و في نفس الوقت يبقي اب بيربي ابنه


تحدث صقر موضحآ: هو ما وقعش ابوة و لا سبه، اللي اتغلط في حقه هو الي يضربه مش ابوة 


_ يابني فراج راجل غلبان ، ممكن عيد و ابوة يحطوة في دماغهم و يرازوة و انت ماتكونش عالم 


اتسعت عينيه في وعيد : مش هايحصل ياجدي و لو حصل لكون جايب فراج يرزعه قلمين تلاته كمان


ضحك عتمان و قال: طول عمرك دماغك يابسه ياابن رحيم، ابوك قلبه لين و قليل المرجوعه ، إنما انت طالعلي في شبابي و اكتر 


قبل صقر يدة و قال: يبقي ماجبتوش من برة يا جدي، ربنا يباركلنا فيك 

،،،،،،،،،،،،، 


جلست ايناس بجانب زهرة متسائله بفضول: امال فين ست كارما هانم مش باينه ليه 

رغم ضيقها من نبرة الاستخفاف الواضحه اجابتها زهرة : فوق في اوضتها

تسائلت ايناس مجددا: الا ايه سبب مشكله امبارح و الخناقه قدام الدار


حركت زهرة كتفيها و قالت: وانا اعرف منين

_صقر ما قلكيش


نفخت زهرة من اسالتها المستمرة: ومن امتي صقر بيكلمني في مشاكل المندرة

لوت ايناس فمها قائله: طيب ياختي 


_ انا جاهزة 


كلمه قالتها كارما بابتسامه متحمسة

اثنت عليها زهرة بأعجاب : ايه الجمال ده، انتي جايه تقطعي علينا ولا ايه 

ابتسمت كارما مستفمه: اقطع ايه؟؟ 

ضحكت زهرة و قالت : و لا حاجه هاجيب حجابي و اجي علي طول . 


لم ترتاح كارما لنظرات ايناس التي تشملها من اعلي لاسفل باستخفاف ظاهري و نار تحترق بداخلها

بادرت كارما و قالت : ايناس تعالي معانا 

رفعت ايناس احدي حاجبيها : اجي معاكم فين؟ 


تشجعت كارما علي بداية الحديث معها: انا و زهرة خارجين تفرجني علي البلد 

_ و الله و انتوا قررتوا ده من دماغكم كده 

عبست كارما من نبرتها المستهزءة بها: انتي ليه متضايقه مني كده دي اول مرة تشوفيني من يومين، مافتكرش اني لحقت اعمل حاجه تضايقك.

ربعت ايناس يديها علي صدرها و تركت العنان لما بداخلها يرتسم علي ملامحها : انتي ماتعرفيش تضايقني، و مين هايسمحلك، اوعي تفتكري عشان بيعاملوكي كويس حبتين انك خلاص كوشتي علي الكل ، لا 

انتي روحتي و لا جيتي غريبه مالكيش اي ذكريات او تفاصيل هنا، انما انا، تربيت كل اللي هنا و ماحدش منهم يستحمل شوكه بس تشكني.


ابتلعت كارما تلك الغصه و قالت: انا مش جايه اخد مكان حد يا ايناس ... و همست و كانها تذكرها بما تناسته عن عمد: انا اختك 


_ ماتقوليش اختك.. فاهمه و لا لا 

ارتدت كارما للخلف و كأنها صفعتها للتو، صوتها خرج قاسيآ و حادآ و هي تلقي عليها قطرات من كرهآ بداخلها لسنوات. 


شحب وجهها و بهتت ملامحها، و هي تتذوق احساس الغربه الحقيقه ، و كأنه كالعلقم من مرارته، شعرت بالاختناق من تلك الاجواء و لم تستمع للمزيد و هي تتركها و تصعد لاعلي. 

،،،،،، 

خرج صقر من غرفه الجد متوجها لاسفل، التفت لزهرة التي تنزل علي الدرج ركضآ مستوقفها : بتجري كده ليه الدنيا هاتطير 

اجابته بحماس : نازله لكارما عش

و قبل ان تكمل حديثها، اندفعت كارما لاعلي وو ققت قبالة زهرة قائله بأختناق: يالا يا زهرة عايزة امشي 


تسائل صقر و لم يعجبه تجاهل الاثنان له: يالا فين انتي و هي 

اجابته زهرة بوضوح: انا و كارما خارجين، هافرجها الاراضي و 


_والله عال، و انتي قررتي كده من دماغك تخرجي من غير استأذان


و جاءة رد كارما منفعلا: انا اللي طلبت من زهرة ده 

رفع حاجبيه غير راضيآ ابدا عن حدة حديثها معه : طب انتي و لسه جديده مش عارفه العوايد، انما انتي ياست زهرة من امتي بتتصرفي من دماغك كده

تراجعت زهرة خطوة للخلف و قالت بصوتآ مرتبك: لا والله يا صقر انا مش


خرج صوت كارما مقاطعآ: و ايه المشكله انا مش فاهمه 


_ حُكمنا كده، ماعندناش حريم تمشي لحالها 


اندفعت في قولها بأنفعال يزيد هو من اشتعاله، و هي الان كل ما تحتاجه بعد حديث شقيقتها السام هو الخروج لبعض الوقت ليس اكثر، و لكنها تشعر و كأنها مقيدة!!! 

-لا، حضرتك تحكم علي حريمك براحتك، إنما انا.... لا 


اتسعت عينيه و خرج صوته قويآ جعلها تنتفض مكانها: كلامي يمشي عليكي و يمشي علي اتخن تخين في البلد، انتي مش عارفه انتي بتكلمي مين و لا ايه


قالت زهرة برجاء : خلاص يا صقر حقك عليا 


تبخترت ايناس في صعودها قائله بصوتآ ناعمآ: معلش يا صقر، اصل الخواجات مش بتوع تحكمات 


رفعت كارما إصبعها اتجاه ايناس قائله بحده: لو سمحتي ماتدخليش.. خليكي في حالك


تمايلت بوقفتها و قالت: انا اعمل اللي انا عايزاه و مش انتي اللي هاتعلميني الكلام ازاي 

قاطعهما صقر بغضب و صوتآ جهوريآ: صوتكم انتو الاثنين ما يعلاش و انا واقف

واكمل حديثه الموجه لتلك التي تجاهد الا تزرف عبراتها امامهم: و زي ما قولت مافيش خروج من هنا الا بأوامري 

عضت علي شفتيها و لمعت عينيها بالعبرات دون القدرة علي الاستمرار في الجدال اكثر. 

عينيه ثابته عليها لا تحيد، رأي تلك الدموع المتجمعة بعينيها و تحاول هي وئدها، غض الطرف عنها و شعر بالضيق من حدوث موقف كهذا في اول ايامها وسط العائله. 

اندفعت كارما من امامهم الي غرفتها دون ان تلتفت للخلف، دون ان تلتفت لذلك الذي نظر في اثرها بضيق. 


نفخ صقر متمتا بالاستغفار و تحرك لخارج الدار، تتبعته ايناس ركضآ و بيدها شاله الخاص، لم يتوقف صقر و تحرك بسيارته. 

،،،،،،،، ، ،، ، 

فتحت الباب للطارق ، التي ما ابصرتها قالت زهرة : ماتزعليش يا كارما صقر مايقصدش

تركتها و جلست علي الفراش هاتفه بها بضيق : انا مش فاهمه هو عامل في نفسه كد ليه 

ابتسمت زهرة و جلست بجانبها قائله: صقر حاد شويه بس قلبه ابيض

ارتسمت علي محياها ابتسامه تهكمية: اه فعلا....لا بقي ده انسان مغرور و متكبر 

نفت زهرة برأسها مؤكده: بالعكس هو بس شديد اكمنه مسك كل حاجه تخص العيله من صغرة


_ و انتو كلكم بتسمعوا كلامه كدة ، ده فاكر نفسه الحاكم بأمره


_ صقر كبير العيله من بعد جدي ربنا يديه طولة العمر، و الكل عارف كده و بيتعاملوا معاه انه الكبير ، ابن رحيم الجارحي و حفيد عتمان الجارحي 


لم تجيبها كارما و انصب تفكيرها ب ايناس و حدتها اتجاها، لم تكن تتوقع ابدا ان يكون ذلك شعورها اتجاها، توقعت شقيقه تحمل دم و اسم نفس الاب حتي لو لم تكن تربطهم ذكريات طفوله، بالتأكيد صلة الدم لا يمكن تجاهلها. 

كارما كارما 

انتبهت لها و اجابتها كارما بذهن شارد:بتقولي حاجه يا زهرة

ضحكت زهرة و قالت : لا ده شكل زعلك من صقر مخليكي مش مركزة في حاجه ... اقولك اشتكيه لجدي و بالمناسبة هو اصلا كان باعتني ليكي


اومات كارما برأسها و قالت: طيب يالا نروحله.. بصراحه اكتر مكانين بحب اكون فيهم في البلكونه دي و اوضه جدي 

،،،،،،،

_ و صلني ان الجميل زعلان.. مين مزعلك

تلك كانت الابتسامه الحقيقيه لكارما من بداية اليوم اجابته بمرح: و لو قولتلك يا جدو هاتعمل ايه 

ضحك عتمان و جاراها قائلا: اللي انتي عايزاه 

وقفت كارما و اشارت بيدها : كنت عايزة اخرج انا و زهرة، فجاءه ظهر حفيدك من تحت الارض ، و قال لا مافيش خروج الا بأوامري و حضرته فاكر نفسه السلطان صقر و مافيش خروج الحريم الا بأذني


تطلع عتمان خلفها و كتم ابتسامه مكملا مجاراتها: لا مالوش حق، بس انتي برضو يا كارما كنتي المفروض تقولي انك عايزة تخرجي

اجابته موضحه : كنت جايالك استاذنك انا و زهرة ، بس حفيدك المتكبر المغرور رفض و من طرف مناخيرة كمان 

تعالت ضحكات عتمان عاليآ و اشار لما خلفها، فا ضيقت حاجبيها متسائله بترقب : جدو... اوعي يكون اللي في بالي 

و التفتت ببطئ و جدته متكئ بجانب الباب و يظهر انه متواجد منذ فترة، عضت علي شفتيها بخجل، ثم ركضت و مرت من جانبه لاعلي. 

نظر لاثرها و رغم ضيقه من نعته باالمتكبر و المغرور، الا انه لم يستطع كتم ضحكته علي اتساع عينيها و حمرة وجهها عندما ابصرته بعينيها، تنحنح و اجلي حنجرته و عاد لجلب ما نسيه من اوراق في الصباح، و لكن القدر اعادة ليسمع رأي ابنت عمه به. 

فهل سيتغير يوما ما!! 

يتبع


،،،،،،،،،،،


الفصل السابع

عشق الصقر 

ضحكت بأستمتاع للاجواء من حولها، بعد ما سمح لها الجد بالخروج برفقة زهرة و معهم احد الغفر بمسافه كافيه بينهما، الشمس المشرقة و النسمات الهادئة مع منظر للاراضي الخضراء الممتدة علي طول بصرها، جعلت حالتها المزاجيه افضل. 

عملت زهرة علي تعرفيها بعض الاماكن ودت لو اخذتها للسوق الكبير و لكن سيأخذ كثير من الوقت في الذهاب و العودة، خصوصا و ان الجد لم يعطيهم  الكثير من الوقت و أكد علي عودتهم قبل الغروب، اكتفت اليوم فقد بأن تريها اراضيهم من حولهم و انواع زراعاتهم المختلفه في اراضي الجارحي. 

هتفت زهرة  قائله: مش كفايه كده يا كارما و نروح بقي 

اسرعت كارما بخطواتها للامام: لا... استني شويه 

انتبهت زهرة لصوت زميله لها تنادي عليها، فأستأذنت من كارما ان تحدثها، قادتها قدميها بفضول لرؤية ذلك البراح الاخضر من حولها بأستمتاع  ، و فستانها يرفرف من حولها بفعل النسمات الناعمه و عينيها الذهبيه المتوهجه. 

تسائلت صديقة زهرة بفضول مشيرة بيدها لكارما : مين البت الحلوة دي يا زهرة اول مرة اشوفها

اجابتها زهرة : دي بنت عمي عادل الله يرحمه

وضعت الفتاه احدي اصبعيها اسفل ذقنها متعجبه: بنت عمك، لا هو عمك كان متجوز غير خالتي سعاد 

لوت زهرة شفتيها لذلك الاستجواب : ايوة كان متجوز برة مصر و دي بنته و هاتعيش معانا هنا، ها ارتاحتي


مالت عليها الفتاه و اتقنت دور الناصحه:خلي بالك منها يا زهرة ،  احسن تاكل الجو منك، انتي مش شايفه عامله ازاي دي ولا الاجانب، ده انتي تتفرجي بعد ما ظهرت كده خطاب البلد هايبقوا علي بابكوا.


رفعت زهرة حاجبيها هاتفه بها: انا مش قليله يا حبيبتي ولا انا سودا من جواه عشان اغير من حد، كارما ليها جمالها و انا ليا جمالي ، كارما بنت عمي و انا بحبها و اكيد مش هانفسن منها 

و اكملت و هي تستدير عنها: ربنا يعينك علي نفسك 

،،،،،،،،،،، 

دارت حول نفسها عدت مرات و لم تتذكر طريق عودتها، هذا كان حال كارما بعدما بعدت عن مكان تواجد زهرة، تسلل القلق الي قلبها و هي تائه بين طرقات عودتها، و لم تعرف اي سبيل تأخذه ليصلها لزهرة او حتي للبيت الكبير. 

ظهر امامها فجاءه شاب وقف امامه متسائلا: انتي مين 

تراجعت خطوتين للخلف بأرتياب من عينيه المتفحصه لها بجرأه لم تستغيها


قالت له بحذر: و انت مالك

رفع احدي حاجبيه و ابتسامه ساخرة ارتسمت علي وجهه: انا مالي؟ انتي اللي في مالي، انتي في ارضي 


نظرت حولها لعلها تري زهرة او تتذكر اي طريق لعودتها، لم تنتظر امامه اكثر و كادت ان تتحرك لكنه وقف امامه مانعها من المرور، حاولت من الاتجاه الآخر و كرر فعلته بسماجه.

انفعلت به هاتفه: ابعد عني لو سمحت


اجابها بأصررار: مش هاتعدي غير لما اعرف انتي مين و بنت مين في البلد شكلك غريبه


اجابته مستشعرة قوة عائلتها: انا كارما و جدي يبقي عتمان الجارحي 


فجاءه قهقه عاليآ مما جعلها تعود للخلف اكثر بخوف قائلا: الجارحي مرة واحده.... و كنتي فين بقي يا حلوة 

اجابته بحده : و انت مالك... ابعد بقي عايزة امشي 


_ تؤ تؤ اهدي كده... شكلك عصبيه 


ازدادت ضربات قلبها بخوف و هي تائه و اوقعها حظها العاثر بذلك المريب و الوقح بعينيه التي تكاد تري فيها قذارة عقله. 

،،،، ،،،، 

استخرجت هاتفها و طلبت اخيها الذي ما ان اجابها هتفت زهرة ببكاء: صقر يا اخوي الحقني 

انتبه علي الجانب الاخر متسائلا: مالك في ايه ايه 

_ كارما.. كارما تاهت مني و مش لاقياها


قضب جبينه و هتف: تاهت ازاي يعني، دورتي عليها في الدار كويس

ابتلعت ريقها يخوف و قالت: لا ما جدي وافق اننا نخرج و كنا في ## و فجاءه ما لاقيتهاش

استمعت لزمجرته الغاضبة و المكالمه الذي انقطت بينهما. 

فك قيد حصانه المربوط بأحدي الشجيرات بعدما قرر اخذه في نزه قصيرة. 

امتعضه بمهارة و حفزة بقدميه حتي تحرك بسرعه مع صهيله المندفع. 

،،،،،،،،،،، 


لم يتبقي الكثير من ثباتها و اصبحت علي وشك الانهيار، ولكن جاءت النجده علي هيئه صقر، الذي ما ان لمحها  و هو علي ظهر چواده حتي اصبح امامها في غمضه عين. 

تنفست الصعداء بوجوده و شعرت بزوال الخطر بحضوره الآن. 

تحفزت خلايا و هو يراه واقفآ امامها فقال مرحبآ بسخرية: صقر .. عاش من شافك ماكنش بينا عيش و ملح يا جدع

وقف امامه و عينيه تنذر بأندلاع حرب الآن: العيش و الملح انا و انت عارفين كويس مين اللي خانه يا مجد

حرك كتفيه بلا مبالاه و قال: انت اللي مصدق كده يا صقر،  انت حر 

و نظر من خلفه و قال بابتسامه ساخرة: مش كنت تدينا فرصه نضايف الآنسة ده احنا لسه كنا هانتعرف

جذبه صقر من ياقة جلبابه بغضب هادرا: بلاش السكه دي معايا يا مجد


رفع مجد يديه مستسلمآ : طول عمرك مندفع، لاحظ انك في ارضي يعني ضيفي و اكيد انت عارف اصول الضيافة 

نفض يديه منه و التفت الي كارما الذي شحب وجهها من حوارهم الغامض و الغاضب، جذبها من يدها قائلا : يالا علي الدار 

و دون انتظار موافقتها كان يسير بخطوات واسعه مما جعلها تركض محاوله مجاراته و يده قابضه علي معصمها بقوة فا هتفت به : 

سيب ايدي، انت بتشدني كده ليه ، انا مااسمحلكش

التفت اليها صارخآ مقاطعآ اياها: انتي لسه ليكي عين تسمحي و ما تسمحيش، بعد ما كسرتي اؤامري و خرجتي برضو 

نفضت يدها من قبضته صارخه: اوامرك دي ما تمشيش عليا، انا مش بنفذ اوامر حد، و ماخرجتش من دماغي جدي سمحلي 

احتدت عينيه بغضب : اؤامري تمشي عليكي و تنفذيها غصب عنك، و قوليلي بقي لما خرجتي حصل ايه، يدوبك بعدتي عن الدار توهتي 

و اشار علي مكان تواجد مجد مكملآ:

و اللي قابلتيه ده عينه من اللي  ممكن يقابلك  و انتي غريبه و ماحدش يعرف انتي بت مين 


ازدات انفاسها علوآ و اختنق صوتها قائله: ما تتكلمش معايا بالاسلوب ده، انا لا عيله صغيرة و لا غبيه مابفهمش و لا شغاله عندك عشان تديني في اوامر 

التفت براسها للجهه الاخري حتي لا يري تسلل تلك الدمعه علي احدي وجنتها و صوتها الخافت تقول: رجعني لو سمحت 

استمعت لنفسه الهادر و تمتماته بالاستغفار مع صوت حفيف جلبابه يعلن عن تحركه ، تحركت من خلفه تقاوم نوبه البكاء حتي تصل لغرفتها و تبتعد عن غضبه و صوته العالي و اوامرة.

انتبهت زهرة لقدومهم فا تقدمت و سارت بجانب كارما دون حديث، استمعوا لتوبيخ صقر للغفير عن اغفاله عن كارما و آمرة باحضار حصانه و اشار لمكان تواجده.. و بمجرد ما رات كارما بوابة البيت الكبير حتي ركضت للداخل دون ان تنظر للخلف، رغم عينيه التي لم تفارقها حتي اختفت عن انظارة. 

اشار لزهرة الدخول و تحرك عائدآ و مازال يشعر ب تملك الغضب منه. 

مجد! مجد!! 

جاء حظها العاثر في اول خروج لها ان تصطدم به هو. 

هي لا تعرف مجد و عداوته مع صقر منذ سنوات ، مجد عدوة اللدود من الصغر، تميز صقر من صغرة في دراسته و عمله مع والده و احترام الجميع له عزز الحقد و الغيرة في قلب مجد ، المعروف  بعبثه و علاقاته النسائية ، حتي عندما امسك اعمال والده فشل بها و تحمل والده الخسارة لاستهتارة و عدم تحمله للمسؤليه. 

ناهيك عن محاولاته لخسارة صقر الصفقات او تشويه سمعته في البلد و الاسواق، لكن كل محاولاته تذهب ادارج الرياح ، و يظهر هو في موضع الخبيث و يستمر صقر في النجاح و كسب الكل حوله. 

يعرف نفسه وقت غضبه و اندفاعه و لكنها ايضآ تعانده و تضرب بحديثه عرض الحائط،

نفخ بصوت عاليآ لم يكن يتوقع ابدا ان تكون تلك العلاقه بينهما، ظن انها ستكون كا سائر نساء البيت  ، كلمات لا تتعدي الحدود و علاقات هادئه ، و ليس كا تلك التي يشعر بهبوب الشرارات الناريه من حولهما كلما تبادلوا الكلمات و التي تنتهي بعبرات مختنقه تمنع عنه رؤية عينيها الذهبيه. 

اخذ نفس عميق ينظر للمدي الاخضر امامه و عينه علي تلك الشجرة العتيقة في مكانه المفضل بعيدا عن الضوضاء و كأنه بذلك يهرب! 

يهرب من عينين رآها في كل حالاتها القلق و الخوف و الغضب و الضيق الا الفرح، تري كيف ستكون سا تتوهج او تلمع كا الذهب ال

نفض تلك الافكار عن رأسه و هب منتفضآ محاولا منع تلك الافكار الحديثه علي عقله و التي لن تكون ابدا في صالحه. 

يتبع 


,,,,,,,,,,,,,,,,


الفصل الثامن

بعد آخر مشاده بينهما، تجنبته كارما و لم يعد يراها سوي علي مائدة الطعام فقد، لا ينكر انزعاجه من تجنبها الذي طال ، و لكنه ايضا تجنب تواجده بالمنزل و اصبح اغلب الوقت في الخارج، و بما ان الغداء موعد هام بالنسبة للجد، لا يستطيع اي من البيت مخالفته . 

انتهي الغداء و تحرك للخارج و قف  و التفت بصبر فارغ الي ايناس التي وقفت تأخذ انفاسها اثر ركضها خلفه. 

بابتسامه واسعه تطلعت اليه ايناس و هي تمد يدها بالشال الخاص به الذي نسيه علي مقعده: نسيت ده يا صقر 

جذبه منها صقر و لكنها ابعدت يدها عنه، و في خطوة جريئة منها، اقتربت منه ايناس و ارتفعت بأصابع قدميها و لفت الشال حول رقبته، مما جعله يرتد خطوة للخلف 

قالت له بخفوت: عشان الطل باليل

وقبل ان ينطق بحرف استمعت لصوت والدتها فا ودعته و عادت للداخل. 

نفخ بضيق و لم يعجبه ابدا تصرف ايناس و تماديها الحديث معه. 

ضرب بعينيه لاعلي ووجدها، تنظر اليه و تبتسم تلك الابتسامه الساخرة و عادت للداخل. 

تحرك لخارج البيت الكبير متمتآ بعدة كلمات تعبر عن ضيقه و غضبه، متجهآ لمكان االاسطبل لچواده المحبب اليه.. سلطان، مد يده له بقطع من السكر فالتهما الآخر بشراهة ابتسم له صقر مربتآ علي رأسه و الاخر يتمسح به يعبر عن حبه لصديقه بطريقته. 

،،،،،،،،، ،،،، ،، 

دقت علي باب الجد و دخلت اليه، رحب بها و مد لها يده فأمسكتها و جذبها بجانبه مربتآ علي حجابها قائلا: مداريه ليه يا كارما 

اجابته قائله: ابدا يا جدو عادي 

ابتسم لها في وقار قائلا: اول مرة هاتكدبي عليا و لا ايه 

تنهدت و قالت : حاسه اني غريبه ، كأني جيت مكان مش مكاني 

هتف بصوتآ هادئآ رغم صلابته: ده مكانك يا كارما، جذورك هنا و هاتفضلي مرتبطه بهنا طول ما دمك دمنا يابت عادل 

استقامت واقفه و اتجهت للنافذة و عينيه تنظر للمدي المظلم امامها: انت عارف ان حضرتك الحاجه الوحيده اللي مطمناني هنا، كل حاجه هنا مخوفاني 

_ ماعاش و لا كان اللي يخوفك  و لا يهزك ، ده انتي حفيدتي


التفت اليه قائله بأعتراف: حتي ده مطمني، تعرف لما توهت و حسيت بالخوف، قصدت اقول اني حفيدتك  عشان احس ان مافيش حاجه ممكن تحصلي بعد ارداة ربنا طبعآ.


ابتسم لها بحنان لا تغفله و قال: تعالي جمبي يا كارما 

استجابت له و لكنها فجاءه تمددت و وضعت راسها علي فخذيه قائله بشجن: كنت بحب اوي انام علي رجل بابا كده 

لمعت عينيه متأثرآ و فرد عباءته و دثرها به ، و مسح علي رأسها بحنان، غريب الفقد، الاثنان يكملان فقدانهم للغائب، هي بجدها و هو بابنت ابنه الذي غاب للأبد، و كأنهم و جدو ما يعوض الاخر عن فقدان الغالي. 

،،،، ،،،،،،،،، 

قبل ان يتجه لغرفته، سار اتجاه غرفة جدة، وجد الباب مواربآ فتحه و توقف اثر ذلك المشهد الغريب. 

كارما متدثرة بعباءة جدها و راسها علي قدمه و هو فاتح المصحف الشريف يتلو اياته بهدوء و صوتآ خافتآ. 

توقفت قدماه دون ان يتقدم و يدخل او حتي ليعود، انتبه له الجد فأشار له بالدخول بعد ان صدق علي مصحفه.

تقدم صقر متحاشيآ النظر اليها و جلس قبالته قال عتمان بهدوء: كنا بنتحدت ويا بعض لاقيتها غفت كده، صعبت عليا اصحيها 


اومأ له الصقر دون ان يجد الرد المناسب ، فقال عتمان مجددا : في كلام عايز تقولو


تحنح صقر قائلا و هو يمد يده للملف للجد: ده جرد السنه بالارباح و الصفقات ال

قاطعه الجد و هو يضعه بجانبه : مش مهم دلوقتي، بعدين ابقي اشوفو 

لم ينتبه له صقر و لكن عينيه سقطت علي وجه تلك النائمه، الجميله النائمه هكذا القي عليها بينه و بين نفسه ،  تخطف النظر حتي و هي نائمة، ملامحها هادئه و مستكينه، كاطفله غلبها النوم بعد اارهاق يوم طويل. 

صقر يا صقر 

انتبه لشروده و نظر للجد ثم اخفض عينيه للارض قائلا: اؤمر يا جدي 


قال عتمان : هو حصل حاجه  انا ماعنديش علم بيها 

_ حاجه زي ايه و مع مين؟ 

تنهد عتمان و قال بقلق: لكارما 


قضب حاجبيه و سقطت عينيه تلقائيآ عليها : هي اشتكت من حاجه 


_ لا، بس حاسس انها مش مبسوطه علي طول لحالها و لو اتجمعنا بتكون ساكته ، و اخده جمب كده 


اخفض عينيه مع شعورة انه ربما يكون سبب في ابتعادها هكذا ، خصوصا انه كان يري مدي تفاعلها في بدايه عودتها لهنا. 

اكمل الجد و قد غلف علي صوته القلق: مش عايزها تحس انها لوحدها او تندم علي قرار مجيها عندنا 


اوما له صقر براسه و قال: ما تقلقش يا جدي  ، مش سهل علي الواحد حياته تتغير كده، بكرة تتأقلم و تتعود علي الحياه هنا 

اوما له الجد متمنيآ ان يكون الامر هكذا. 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،، 

اقتحمت غرفتها دون سابق انذار و فتحت شرفتها علي مصراعيها حتي سقطت اشعه الشمس علي وجهها، تململت كارما و وضعت يدها علي عينيها قائله بصوتآ متحشرجآ: ايه يا زهرة في حد يصحي حد كده 

قفزت زهرة على الفراش و ازاحت الغطاء عنها قائله بسعادة: يالا اصحي بسرعه، افراج يالا قومي 

اعتدلت و قالت متسائله : افراج ايه، مش فاهمه

اجابتها بحماس : يعني ها نخرج النهارده هاوديكي السوق الكبير و هايكون معانا السواق، يالا بقي عشان ناخد اليوم من اوله 


تحمست كارما قائله و هي تقفز واقفه: جدي اللي قالك مش كده، هو حس اني مضايقه و 

قاطعتها زهرة موضحه: لا، ده صقر صحاني في عز نومي امبارح باليل و هو اللي قالي، و انا طبعا ما صدقت النهار طلع و جيت جري اقولك 


رمشت بعينيها عدة مرات بأستغراب مرددة من خلفها : صقر 

اكدت بسعاده و هي تفتح خزانتها : ايوة و يالا بقي البسي بسرعه 

لم تستغرق الكثير من الوقت حتي انتهت و تحركت مع زهرة حتي وصلوا للسيارة مع صوت ضحكاتهم المتحمسه. 

توقفوا  في مدخل السوق، و لم تترك زهرة مكان به الا و دخلته مع كارما، التي ابدت اعجابها و حماسها، اعجبت كارما بتلك العباءة المطرزة من الصدر و الاكمام بالاحجار الملونه و حجابها الملائم لها، 

و كادت تقفز فرحآ عندما رأت الخلاخيل المختلفة الاشكال ،  لم تنسي ايضا زهرة شراء بعض المستلزمات الخاصه بها و توقفت عينيها علي تلك العباءة التي تشبه الزي البدوي بلونها الزاهي. 

لم يخلوا سيرهم من التسوق او مشاهدة ما هو موجود بالسوق، كان يوما مختلفآ و مبهجآ ...

انتهي اليوم سريعآ و عادوا للمنزل، تجمعت العائله علي المائده ، و لم تخلوا الجلسه من نظرات ايناس المليئه بالحقد لكارما، كارما التي و لاول مرة تنتظر قدوم صقر و الذي اعتذر لانشغاله في عدة اعمال، عبرت زهرة عن سعادتها و لم تتوقف عن سرد تفاصيل اليوم علي مسمع الجميع. 

قالت ايناس و هي تلوك الطعام ببطئ: مش كنتي تقوليلي يا زهرة، كنت عايزة اشتري شوية حاجات

اجابتها زهرة : ما انا كنت بقولك كتير تيجي معايا و انتي اللي كنتي مش بترضي، علي العموم المرة الجايه ان شاء الله 

رفعت احدي حاجبيها و قالت: هو هايبقي في مرة تانيه

لم تجيب عليها زهرة و اكتفت بتناول الطعام 

قالت سعاد لكارما: كلي يا حبيبتي، من ساعة ما قعدتي و ما كلتيش لقمتين علي البعض

ابتسمت لها كارما و قالت: اصلي اكلت في السوق ساندوتشات و مش حاسه اني جعانه  

ضحكت زهرة و قالت: طبعا ، بعد سندوتشات الفول و الطعميه هاتاكلي فين 

هتفت امل:لا يا كارما بلاش اكل الشارع ، بيتعب المعده 

قالت ايناس باستفزاز : عادي يا خالتي مافي ناس كده بتحب الرمرمه 

ابدي الجميع انزعاجهم من كلماتها السامه فقالت كارما و هي تنهض من علي كرسيها: مش كل الناس زيك يا ايناس 

و ابتسمت بتكلف : انا شبعت، هاشوف جدي و اروح اوضتي، تصبحوا علي خير 

و تحركت غافله عن نيران ايناس من اهتمام الجميع بها. 

،،،،،،،،،،،،


في سواد الليل تحركت تلتفت من حولها بترقب، متشحه بالسواد و لم يظهر سوي عينيها . 

اقتربت من ذلك المنزل الصغير المنزوي بأحدي الاراضي، طرقت علي الباب و ما زالت تتلفت حولها خوفا من ان يراها احد. 

انفتح الباب و دخلت علي الفور

هتف الرجل من خلفها : اتاخرتي كده ليه

خلعت عبائتها و وشاحها قائله بانفاس لاهثه و ابتسامه متلهفه: يدوبك اتأكدت انهم راحوا في النوم، و جيتلك جري ..

اقترب منها بعينين خبيثتين و قال : مش مهم، المهم انك جيتي و ليلتنا هاتصهلل يا سعاد


يتبع،،،،،


الفصل التاسع

عشق الصقر 

تسطحت علي الفراش و غطت نفسها بالشرشف نظرت اليه و هو يدخن سيجارته قائله : هانفضل كده لحد امتي يا كامل و آخرته

نفث الدخان من فمه قائلا: و هانعرف نعمل ايه يعني يا سعاد 

استقامت و قالت بخوف: في كل مرة باجي هنا بموت في جلدي لحد يشوفني و يبلغ عتمان و لا صقر و لا رحيم دي فيها موتي يا كامل 

ابتسم ساخرا : ما احنا بقالنا اكتر من خمس سنين علي الوضع ده و ماحدش عرف حاجه، و بعدين لو بكلامك ده بتلمحي علي جواز زي كل مرة فا حب اقولك صقر ابن رحيم قفل كل حاجه فا القاعده الاخيرة بينا ، ساعة ما خلي راجل مايساوش مليم يمد يده علي ابني 

ركعت علي احدي ركبتيها قائله برجاء : و انا ايه ذنبي يا كامل، م انا ياما قولتلك اعقد عليا و انت بتتحجج

مال عليها و قال : و هي ورقة العرفي دي مش عقد يا سعاد 

حركت راسها بالنفي قائله : لا عايزاه رسمي يا كامل ابقي مرتك رسمي، و يوم ما ينكشف سترنا ما تفضحش قدام الخلق 

امتعضت ملامحه و قال بضيق: يووة يا سعاد، مش هانخلص من الموال ده 

ثم هب واقفا يرتدي ملابسه هاتفآ بها : و لو ضميرك ناقح عليكي اوي، خلاص ما عدتيش تيجي هنا 

تمسكت بكتفيه قائله برجاء : لا يا كامل ماقدرش، انا ماقدرش اعيش من غيرك، دي الكام ساعه اللي بقضيهم وياك دول اللي بيحسسوني اني لسه عايشه 

ارتسمت ابتسامه عابثه علي شفتيه و استدار قائلا: ايوة كده، ما تبوظيش الليله 

ابتسمت بأهتزاز راغبة في إرضاءة و خوفآ من القادم. 

،،،،،،،،،،،،،، 

رنت صوت ضحكاتهم العاليه في المطبخ، تقوست شفتي كارما قائله : بس بقي كفايه ضحك عليا 

قالت زهرة و هي تقلب العجين لصنع ما يسمي با( القراقيش و هي من المقرمشات الصعيديه) : بوظتي العجين و بقي صايص خالص 

قالت ام محروس : لسه بتتعلم يا ست زهرة دي اول مرة برضو 

اكدت كارما علي حديثها قائله: ايوة و ان شاء الله هاتعلمه و اعمله احسن منك كمان 

اجابتها زهرة لتثير غيظها : اه ابقي قابليني

و فجاءه نثرت كارما الدقيق بوجهها ، مما جعل زهرة تشهق بتفاجئ، لم تنتظر كارما و ركضت ضاحكه للخارج . 

دخل لبهو الدار الفارغ، لم يجد احد من عائلته ولكنه انتبه لصوت الضحكات العاليه الآتيه من المطبخ، كاد يتحرك و لكنه توقف عندما رآي تلك القادمه ركضآ من المطبخ ملطخة بالدقيق و لم تلاحظ وجوده. 

تعثرت كارما في طرف السجاده و آملت نفسها بسقطه مدويه علي الارض ربما ستؤدي ببعض الرضوض او الكدمات ، و لكنها فجاءة و حدت نفسها بين يدين قويتين حاصرتها من خصرها قبل ان تسقط. 


تطلعت لعمق عيناه التي لا تسطتيع ان تحيد بعينيها بعيدا عنهما، زدا ضربات قلبها في و جل ، و كأن عينيه فضاء واسع مجهول ، و ملامحه الحاده و عمامته الذي يرتديها دائما جعلته الرجل الاكثر اختلافآ بنظرها.

ملامحها الملطخة بالعجين جعلتها تشبه طفله شقيه عبثت بأدوات المطبخ من خلف والدتها، 

و عينيها الذهبيه كا خيوط من ذهب، تخطف و تربك. 

كانت لحظات خاطفه بعثرث دقاتهم فجاءة. 


انقطع وصلهما اثر ضوضاء زهرة القادمه ، ابتعدت هي خطوه للخلف و بقي هو ثابتآ في مكانه و عينيه المرتكزة عليها، جعلتها تفر من امامه هاربه من حصارة. 

،،،،،،،،،،،،،،، ، ،،، 


ياصقر بيه يا صقر ييه 

كان هذا هتاف تلك المراءه امام بوابة البيت الكبير، مصممه علي رؤية صقر. 

خرج صقر و اشار للغفر ان يفتحوا لها البوابه، تقدمت بخطوات مرتبكه حتي وقفت قبالته ، ملابسها المتشحه بالسواد ، ملامحها توحي علي تقدمها بالعمر. 

قالت له برجاء: يا صقر بيه انا جايالك و قصداك في خدمه، ربنا يجبرك ما تكسر بخاطري

اوما له صقر قائلا: خير يا حاجه قولي 

قالت السيده : بنتي يا بيه خلاص علي فرحها اسبوع و انا ست غلبانه شغاله في ارضك و جوزي الله يرحمه و مالناش ضهر، البت فرحها اتأجل اكتر من مرة بسبب الشوار، و انا عملت اللي اقدر عليه و مابيدي حيله، روحت لريس العمال في الارض قصدته في سلفه مارداش ووو

قاطعها صقر متفهمآ: حاضر يا حجه انتي تؤمري 

اجابته : الامر لله يا بيه

وضع يده في جيب جلبابه الداخلي و اخرج حفنه من المال و اعطاها لها، و بصوتا جهوريا نادي احدي الغفر قائلا: ابعتلي ريس العمال بسرعه 

و اكمل مناديآ لام محروس التي هرولت اليه و قال بصوتا خافتآ لا تسمعه سواها: جهزي الخزين اللي يحتاجه الدار و بزياده 

اومات له براسها و عادت تلبي ما آمر به. 

هرول ريس العمال قائلا: اوامرك يا صقر بيه 

وضع يديه في جيب جلبابه قائلا: من هنا و رايح الحاجه مالهاش في شغل ارضنا


شهقت السيده ضاربه يدها علي صدرها قائله: ليه يا صقر بيه و اني قصرت في حاجه

اجابها صقر و قال: ها تقعدي في دارك و ليكي شهريه هاتجيلك مع ريس العمال و لو احتجتي حاجه اديكي عارفه داري

و جاءت من خلفها ام محروس محمله با الخيرات فا حملها عنها احد الغفر و قال له صقر : وصل الحاجه لحد باب دارها 

ترقرقت الدموع بعينيها : ده كتير اوي يا بيه انا كنت جايه عايزة سلفه تقوم جابر بخاطري كده 

ثم اكملت رافعه راسها للسماء داعيه: ربنا يجبرك بخاطرك و يفرح قلبك و يرزقك ببنت الحلال و يريح بالك و ما يوقعك في ضيقه ابدا 

ضحك صقر بود : كل ده، ربنا يتقبل منك 

تحركت عائده و هي مستمرة بدعائها له بجبر الخاطر كما اجبر خاطرها. 


كانت تقف عل عتبه الباب تشاهد ما يفعله مع السيدة العجوز، غزا قلبها موقفه و تصرفه اللين، و ملامح وجهه تحمل كم من الود و الرأفة ، جعلتها تشعر انها باتت مترنحه بين عنفوان صقر و رأفته. 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 

اخرجت رأسها من الباب الموارب لغرفة جدها، فا تنحنحت بابتسامه قائله: صباح الخير 

اجابها الجد و رحيم قائلا بترحيب: يا اهلا بست البنات 

اقتربت و وقفت قبالته قائله لرحيم: اسفه يا عمي شكلكم بتتكلموا في شغل، هاستأذن و اجي وقت تاني

اجابها رحيم : لا خليكي ، جدك بس كان بيطمن علي الحصان اللي عندنا، اصله بعافيه شويه

فقال عتمان متسائلا: انتي ماشوفتيش الاستطبل اللي عندنا مش كده 

حركت رأسها بالنفي و قالت بابتسامه لعمها: بصراحه لا، بس هابقي مبسوطه لو عمي فرجني عليه

ضحك رحيم قائلا: بس كده، يالا بينا انا كده كده كنت رايح دلوقتي 

استقامت بحماس و هتفت : و انا جاهزة اصلا 

،،،،،،،،

سارت بجانبه و صمت لا يخلو من بضع كلمات بسيطه، رحيم هادئ الطبع يشبه والدها في الشكل، اما الطبع فقد غلب علي طبع والدها التمرد وإلا ما كان تمرد علي حياته هنا و سافر للخارج. 

لم تستطع غض عقلها عن تلك الاُلفه التي تشعرها و هي بجانبه، طريقته و هو يلقي الاوامر و لباسه الصعيدي الكامل حتي العصاه التي تلازمه في كل وقت. 

التفت لها رحيم و اشار لمكان الاستطبل: هو ده بقي الاستطبل، جدك في شبابه ماحدش كان يقدر يسابقه في ركوبه و اللي طالع ليه صقر 

التفت له و توقفت متسائله في شجن: و بابا

تآثرت ملامحه و قال بصوتآ شجي: عارفه، ابوكي كان زي الحصان عفي و مايحبش حد يمشيه زي ما هو عايز، له دماغه و تفكيرة، كان نفسه في حاجات ياما، يتعلم، يدرس، و يسافر، ويحب، كان اخر حاجه يفكر فيها هي الارض 

ثم اكمل و هو ينظر امامه : مش عشان بيكرها لا، بس كان دايما يقولي انه مطمن عليها طول ما احنا موجودين، كان كل ما يسافر للكليه لحد ما بقي معيد الاقيه جاي جري مشتاق للارض و الزرع و ريحتها 

ترقرقت العبرات بعينيها فا 

ابتسم محاولا تلطيف الاجواء: اما انا بقي ، فضلت هنا، انا ماقدرش اعيش غير هنا ، عامل زي السمك لو طلعت من الميه اموت

تسائلت كارما : درست؟ 

اجابها اثناء سيرهم: ايوة..بس ماكمللتش ماكنتش غاوي علام اوي ، كان شغلي مع ابويا جرد و حسابات بس مع الوقت بقيت بفهم في كل حاجه زراعه و سماد و محاصيل، صقر بقي خدها دراسه، دخل كليه الزراعه و العلم نور زي ما بيقولو كان فاهم و طور من الشغل لحد ما بقي عارف كل حاجه 

و علي ذكر اسمه، اضطربت خلاياها و ازدادت دقات ذلك الخافق يصدرها دون اراده منها. 

فجاءة علت الاصوات من حولهم و توترت الاجواء 

سأل رحيم احد العمال : في ايه ، ايه الدوشه دي 

اجابه العامل : سلطان يا رحيم، هايج و مش عارفين ماله

مسكت كارما ذراع رحيم و هتفت: عمي انا ممكن ادخله 

قال برفض علي الفور: لا طبعا، ماحدش بيعرف يتعامل مع سلطان غير صقر 

اجابته محاوله اقناعه: انا بعرف اتعامل معاهم، انا دخلت مسابقات كتير برة 

اجابها رحيم : يا بنتي انا خايف عليكي 

هتفت له قائله: صدقني لو لاقيت الوضع صعب هابعد

و لم تنتظر منه رد و تحركت اتجاه الفرس المتمرد ، و اصبحت قبالته. 

ركض صقر للاسطبل بعد علمه بتمرد حصانه ثم توقف فجاءه عندما شاهد كارما تقترب منه ثم تصنم مكانه من غرابة ما رآي. 

يتبع..


الفصل العاشر 

عشق الصقر 

تحركت بخطوات هادئه و حذرة ، و الفرس  امامها يتحرك في كل اتجاه ، و يضرب بحوافره الارض بقوة، كان يظهر عليه رقي سلالته من لونه الاسود و خصلات شعرة المتفحمه و تفاصيله ، اتنظرت الوقت المناسب، عندما توقف يلهث يلتقط انفاسه،  بهدوء اقتربت منه و مسحت علي رآسه برفق، ابتعد براسه عنها للجه الاخري و عاد للخلف مع صوت صهيله المعترض ، فا كررت فعلتها حتي هدء و هدءت انفاسة. 

من حسن حظها انه مروض من صاحبه و الا كانت النتائج و خيمه، و لكنه يظهر انه فقد غاضبآ، او ربما يشتاق لصديقه. 

ضحكت بسعادة لاستجابته لها و هدوءه معها و سامحه لها لملامسته و مداعبت خصلات شعرة السوداء الناعمه . 

تصنم صقر للمشهد الماثل امامه، و كأنها لوحه فنيه جميله و متناقضة، قربها منه و همسها  له ببعض الكلمات و هدوءة امامها، سواده القاتم و فستانها الوردي و حجابها الابيض الذي زاد من جمالها. 

زفر انفاسه بعد لهاثه اثر ركضه لعلمه بغضب سلطان، و جن جنونه عند علمه من ابيه بذهاب كارما اليه، كاد يتوقف قلبه من بشاعة تخيلاته لما سيحدث لها و لكن ما حدث ، انه شعر ان قلبه خُطفت دقاته لتلك القابعه بجانب فرسه. 

- انتي عارفه ان محدش يعرف يتعامل مع سلطان غيري 

التفتتت لصوته الذي حفظته و قالت بابتسامه هادئه : اسمه حلو اوي، بس احنا خلاص بقينا صحاب 

تسائل بفضول: ازاي عرفتي تتعاملي معاه 

_ ماما كانت بطلة سبق و كسبت مسابقات كتير و كانت بتحب الخيل اوي، تقريبا ورثت ده منها و حبيته، اتعلمت و اشتركت في مسابقات كتير و كنت بكسب

ثم قالت ضاحكه بخفوت  معترفه: علي فكرة لو ما كنتش عارفه ان سلطان مروض ما كنتش جيت جمبه، اللي جمد قلبي ان عرفت انه بس زعلان شويه 

ابتسم بهدوء قائلا: فعلا، سلطان لما بيكون زهقان او عايز يشوفني بيعمل كده 

تسائلت و هي تطعمه بعض السكاكر: ميت روضه 

_ انا 

رفعت حاجبيها بأستغراب : انت، ازاي انا عارفه ان الترويض صعب حدا و خطر 

اجابها و هو يخلع عنه وشاحه: عادي، اتعودت 


ثم قال فجاءة : انا ممكن اسمحلك تركبي اي حصان من اللي هنا 


رفعت احدي حاجبيها و قالت بحنق : تسمحلي!  يا سلام علي كرمك


فقال مكملا : اه، بس بشرط


تركت السرج و قالت بضيق : من غير شروط، انا اصلا مش عايزة 

و قبل ان تتحرك قال مسرعا : قصدي يعني طلب، انك ما تركبيش لوحدك 

عشان ما تتوهيش زي المرة اللي فاتت 

اومات براسها و قالت : اذا كان كده ماشي 

حرك رأسه و قال: تركبي سلطان؟ 

كان عرضآ مغريآ للغايه و لكنها في آخر لحظه اشارت اتجاه حصان آخر لايقل جمالا عن سلطان، و تسلقته برشاقه تحت انظار صقر. 

اعتلي صقر فرسه بقفزة واحده وجذب لجامه ثم تحرك به و اشار لها بيده قائلا: ورايا 

ذمت شفتيها بغيظ من طريقته في القاء اوامره، فا اسرعت بالحصان حتي استبقته، ارتسمت علي وجهه ابتسامه و حفز سلطان بقدميه حتي ركض بقوة و ابتعدوا عن البيت الكبير بسباق لم يكن اي منهما يتخيله، و لكن يا تري من سيفوز في النهايه. 

،،،،،،،،،،،، 

توقف صقر و اشار اليها فا هدءت من ركضها

قالت له و هي مازلت قابعه علي فرسها: وقفت ليه 

اشار لها للناحيه الاخري فا اتسعت عينيها من جمال ما رآت، لم تلاحظ وجودهم علي تلك التله العاليه سوي الآن، عندما شاهدت البلده بأكملها من عليها مع منظر لنهر النيل رسمت لوحه سبحان الخالق فأبدع. 

نزل من علي فرسه برشاقه و ربط السرج بجزع الشجره، ثم فعلت كارما مثله و وقفت علي حرف التله بجانبه.

تطلعت اليه و لعينيه الناظره للامام، 

تآكلت لاول مرة بذلك الفضول الغريب الذي اصبح يتملكها اتجاه، لذلك الرجل المتناقض في غروره و تواضعه و كرمه مع السيده ، إلقاءة طوال الوقت للاوامر بينما يستمع لجده ووالده بكل اهتمام، حتي في ملابسه متناقض، تاره تراه بملابس شبابية تظهره اصغر سنآ و عفويآ كا اول مرة رآته بها، و اخري كا هذه جلباب و العمامه و وشاحه الذي تركه قبل جولتهم و كأنها خلقت له خصيصآ تعطيه تلك الهيبه  كأنه قادم من عصر آخر. 

تنهدت و استمع لتنهيدتها و قال بصوتا هادئآ: ايه رئيك في المكان 

اجابته بأعجاب قائله: جميل جدا 

_ بحب اجي هنا، هدوء بعيد عن الدوشه و اشوف البلد كلها قصاد عيني 


التفتت اليه و قالت  : كلكم هنا بتتكلموا عن الارض و حبكم ليها ، تفتكر بابا ما كنش بيحبها زيكم ، لما سالت عمي قالي انه كان بيجي جري مشتاق ليها 

استغرق الامر لبره واحده قبل ان يوليها كامل اهتمامه قائلا :  كل واحد بيلاقي نفسه في الحاجه اللي تشبه، ابويا و جدي اختارو الارض، جدي لانه اول من زرعها و طرحت علي ايديه و ابويا اكمنه الولد الكبير و كان ملازم جدي، عمي يمكن عشان دماغه كان في التعليم اكتر اختار العلام 


سكتت قليلا و قالت بشجن: مافيش مرة كلمني عنها و عينيه ما اتملتش دموع 

_ ما كل حاجه و ليها تمن 

قضبت حاجبيها متسائله : يعني ايه 


اجابها صقر بتريث: يعني عمي كان ما بين اختيارين لو اختار عقله يبقي هايرجع لهنا و لو اختار قلبه يبقي يفضل هناك و هو اختار قلبه 

رمشت بعينيها عدة مرات باستغراب فأبتسم و قال : كلنا عارفين سبب استقراره هناك

ثم ضحك بخفوت و قال : اقولك علي سر 

اومات برأسها و عينيها الواسعه مرتكزه عليه بتركيز شديد 

_ مرة بعت لجدي جواب و قاله انا وقعت في حب واحده صهباء شعرها احمر زي النار و عيونها فيها دفا الدنيا... حبيتها يابا  و مافيش بيدي حيله 

كانت تستمع اليه بأنبهار، كانت تعتقد انه ذلك العقليه المتشدده  و الغير متفهمه لمشاعر الحب ، اتاخذت بحديثه عن والدها و ذلك الحديث الذي تستمع اليه لاول مرة  و الذي بسببه لا تعرف لما غزت تلك الحمرة و جنتيها و هي تستمع لتلك الكلمات عن لسان والدها منه هو. 


غض بصرة عنها بأعجوبه، ملامحها المعبرة و اتساع عينيها و تركيزها الكامل لحديثه و الذي اتخذ منحني آخر اربكه، لام نفسه عن تطور الحديث لهذا الحد بينهما، مما جعل الاجواء تتوتر من حولهما. 

تنحنح ثم اجلي صوته و قال: يالا بينا قبل الليل

حركت راسها موافقه و تحركت من خلفه و صعد كل منهما حصانه للعوده للبيت الكبير . 

،،،،،،،،،،،،، 

تقلبت كارما في فراشها و قد استأذنت مبكرا اليوم و صعدت لغرفتها، و لكن بمجرد ما وضعت رأسها علي وسادتها جافا عينيها النوم ، اصدرت تنهيده ثم استقامت و فتحت شرفتها مستنشقه عبير زهورها، تفكر في اخر لقاء بينهما و الذي غاب بعدها لسفر مفاجئ لعدة ايام، شارف غيابه علي الاسبوع و في الحقيقه رغم حنقها منه في بعض الاحيان، إلا انها تشعر بجزء ناقص في البيت، ربما صوته القوي او حفيف جلبابه و رائحته التي تنذر بقدومه قبل ان تراه، خائفة لا تنكر، تلك المشاعر المتضاربه تجعلها في حيرة من آمرها. 

ارتدت مأزرها و وضعت حجابها كيفما اتفق و نزلت لاسفل، اليوم علمت من جدها عن تلك المكتبه الملحقة بمكتب صقر و التي بها مجموعة مختلفه من الكتب و الروايات، قررت استعارة ما تجده مناسبآ لتقرآه حتي يأتي سلطان النوم. 

فتحت الباب و دخلت حتي وصلت لمنتصفها و وقفت، رائحة الكتب حمستها، تطلعت لمجموعة روايات مختلفه و اختارت ما انجذبت اليه، 

نظرت لذلك الكرسي الهزاز و لا مانع في جلسة قراءة مريحهه عليه . 

انسجمت مع الاحداث و انعزلت عن الواقع مع  تفاصيل الروايه، رفعت قدميها و مالت برأسها بجلسه اكثر اريحيه. 

دخل للبيت الكبير بخطوات هادئه متعبه و قد تعدت الساعه منتصف الليل، انتبه للنور المنبعث من غرفة مكتبه، فا اتجه اليها بترقب لمن سيأتي اليها دون وجوده و في ذلك الوقت ،  وقف صقر مبهوتآ لتلك القابعه بكرسي مكتبه و ذلك الكتاب الملقي علي قدمها و الذي يظهر انها غفت اثناء قراءتها ، حجابها الملقي ارضآ و راسها المائله مع شعرها الذي يشبه خيوط الشمس وقت الغروب. 

اضطربت انفاسه و بأراده من حديد ابعد عينيه عن وجهها المستكين. 

تنحنح ليوقظها فلم تستيقظ، اجلي حنجرته اكثر فا انتبهت و اعتدلت نظرت من حولها ثم استعادت وعيها تدريجيا حتي انتبهت لوجوده. 

هبت واقفه و قالت بارتباك و هي تضع حجابها علي  رأسها : انا اسفه يظهر اني نمت مكاني 

حرك رأسه و قال و هو غاضض بصرة عنها: مايجراش حاجه، ممكن تبقي تاخدي الكتب اللي عايزاها و تقريها في اوضتك احسن 

اجابته باندفاع  :  انت لو مضايق اني دخلت هنا، خلاص مش هادخل تاني 

اجابها موضحآ: مش قصدي كده، اقصد لو بتحبي تقري في وقت متأخر ممكن تقريها في اوضتك احسن من البرد اللي هنا 

اومات براسها و قالت بخفوت : ممكن ابقي اخد روايات تانيه 

قال علي الفور : المكتبه كلها تحت امرك 

ابتسمت له بوداعه و قالت بتقدير :  شكرا... تصبح علي خير

اجاب من خلفها : وانتي من اهله

ثم التفت بظهره عنها مستندا بيديه علي مكتبه زافرآ نفسآ عميق و تلك الدقات المضطربة باتت تقلقه مؤخرآ.

يتبع


تكملة الرواية من هناااااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع