رواية عشق الصقر الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم سارة حسن كامله
رواية عشق الصقر الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم سارة حسن كامله
الحادي عشر
عشق الصقر
في عتمة الليل و السكون المحيط بهم بعد ساعات من منتصف الارض ، ينفث من انفه و فمه ذلك الدخان الكثيف من تلك الارجيله المليئه باالحشيش، في ذلك المكان السري الذي لا يتوافد عليه سوي القليل
هتف احدي الرجال و هو يشعل الفحم : طولت غيابك علينا يا معلم عيد
زفر عيد الدخان و لم يجيبه، فمال عليه رجل آخر قائلا بهمسا: من ساعة القاعده اياها و هو كده مش طايق نفسه و لا طايق حد
اجابه الاخر: حقه برضو يا جدع و هي سهله عليه ياكل قلم علي وشه كده قدام كبرات البلد
انتهي من اشعال الفحم و قال: ما عرفش يعلم عليه غير صقر
هتف عيد بهما بغضب: بتقولو ايه ياض انت و هو
اجاب احدهم: و لا حاجه يا معلم بساله علي مكان المعسل
اقتحم جلستهم و تمدد علي الاريكه الخشبيه و هتف بحماس: لافيني ولعه ياض خرمان.
ضحك احدهم قائلا: الله و معلم مجد كمان وصل، دي الليله صباحي يا رجاله
هتف مجد لذلك الشارد : ايه يا عيد مش تمسي
اجابه عيد بتافف: دماغي مش ريقالك يا مجد الساعه دي
قال له : دماغك مش رايقه من ساعه القاعده اياها و كده مش صح، لازم تظهر و تقفله تاني اه عشان ماحدش يستقل بيك
اسودت عينين عيد و قال : انا يوقفني زي العويل عشان راجل ما استعناش اشغله عندي يمسحلي جزمتي
اخذ انفاسآ متتاليه من ارجيلته و قال مزودآ البنزين علي نيران عيد: اه يا اخي هاتقولي علي صقر، ده قادر و دايما يحب يعمل نفسه كبير علي حساب اي حاجه ، و اللي يطاطيله ها
قاطعه عيد منفعلآ بغضب: اللي يطاطيله يا مجد، ما عاش و لا كان اللي يقل مني
اشار له مجد مؤيدآ بقوة و قال مؤكدا: امال يا جدع، عشان كده بقولك حقك ما تسيبهوش ، بس على الهادي
انتبه اليه عيد و قال : ازاي
نفث الدخان مجددا و قال بابتسامه خبيثه: ها قولك ...
،،،،،،،،،،
السلام عليكم و رحمة الله
تلك الكلمات التي القي بها صقر تحيته علي التجمع العائلي الذي وجده في بهو البيت الكبير عند دخوله، رددوا جميعا من خلفه التحيه، تقابلت عينيه بتلك الجالسه بجانب جده و التي اخفضت عينيها عنه بارتباك من حضوره الذي اصبح يربكها مؤخرا.
قال عتمان : حمد الله علي السلامه يا صقر، كنت هاكلمك تيجي بدري بس انت سبقتني و جيت
جلس صقر قبالته منتهبآ: خير ياجدي
اجابه عتمان : خير يا بني ان شاء الله، في عريس جاي لبنت من بناتنا و عايزك تسأل عليه
لا إراديآ توجهت عينيه عليها ثم قال بترقب : لمين
كانت اجابه والدته هذه المرة : اختك يا صقر و اكملت ضاحكه: كبرت و خطابها بقوا علي الباب
ابتلع ريقه و قال بأنفاسآ هادئه: خير ان شاء الله ، من عيله مين
اجاب رحيم : من عيله همام انا اعرف ابوة و اعمامه بس العريس لا، و دي مهمتك يا بني
اوما برأسه و قال : بسيطه، اللي فيه الخير ربنا يقدمه
قال عتمان من خلفه : ونعم بالله يا بني
قالت سعاد بابتسامه مبالغ فيها :شوفتي البنات هايكبرونا يا أمل، دي ايناس منين ما اخدها في حته، ام ده تكلمني و ام ده تلمحلي، و انا اقولهم بنتي ماتخرجش برة العيله ابدا
ثم اكلمت و هي تلوح لها بيدها ضاحكه: عقبال مانفرح بيهم عن قريب يا اختي
اخفضت ايناس وجهها قائله بخجل مصطنع: بس بقي يا ماما
لم يعجب الجميع بتلميحات سعاد المبطنه بزواج ايناس لصقر، رغم انهم لم يتحدثوا في ذلك الموضوع الا في صغرهم و كانت ايناس وقتها في عمر الطفوله و كذلك صقر ، و عندما كبر صقر ابدي رفضه معللا انه لا يراها سوي ابنت عمه و مثل شقيقته، لكن استمرت سعاد في زرع تلك الفكرة في عقل ايناس حتي تصبح زوجة كبير العائله.
قال الجد و هو يهم بالوقوف: ايناس حفيدتي مش هاديها غير للي رايدها و يصونها يا سعاد و نصيبها لسه ما جاش ، يوم ما يجي و يخبط علي دارنا صقر هو الي هايسال عليه
ثم تحرك مستغفرآ متجهآ الي غرفته مستندا علي صقر.
هبت ايناس واقفه بضيق من حديث جدها، بينما نظرت سعاد لشقيقتها نظرة معاتبه فاخفضت امل عينيها عنها بقله حيله فا مابيدها لتفعله و ابنها لا يريد زيجه ابنتها.
و انفض الجمع كل في اتجاه ،
مالت كارما براسها لزهرة متسائله : هو الجو اتكهرب كده ليه
نظرت اليها زهرة و قالت : هو انتي ما فهمتيش
ذمت شفتيها و قالت : كلامهم كله تلميحات، مافهمتش
ضحكت زهرة بخفوت و قالت : احسن برضو
قضبت حاجبيها متسائله: ليه
تنهدت زهرة و قالت بشرود: في حاجات بتبقي احسن لما تفضل مستخبيه يا كارما
_ هو انا ليه حاسه انك مش مبسوطه من العريس
نظرت لها و قالت بيأس: مش فارقه خلاص
_ زهرة
تنهدت بعمق و قالت بخفوت: ها حكيلك يا كارما
،،،،،،،،،،،،،،
دثرة صقر بالغطاء وقال له : ما تبصليش كده يا جدي
اجابه عتمان قائلا: بما انك فاهم نظرة عيني اكيد انت عارف كمان انا عايز اقولك ايه
مسح صقر علي وجهه و قال : غصب عني يا جدي، مش عارف اشوفها غير انها زي زهرة
تنهد عتمان و اردف: لامتي يا صقر، عايز افرح بيك و اشوف عيالك قبل ما اموت
هتف علي الفور: بعد الشر عليك يا جدي
_ انت عارف رغم ان مابيعجبنيش كتير من تصرفات سعاد و طولة لسان ايناس ، بس كان عشمي تاخدها تحت جناحك و اطمن عليها جارك
تنهد صقر بتعب و قال : قلبي مش رايدها
اوما له عتمان بتفهم : و الحب بالرضا مش بالغصب
ابتسم صقر و تسائل: كنت هاتعمل ايه يا جدي لو كانت جدتي ضحي مش رايداك
غامت عينيه بالحنين مجيبآ: لو كان قلبها خالي، كنت هاعمل كل اللي اقدر عليه عشان يتملي بيا، كنت هاحاوطها بقلبي و اصبر عليها لحد ما تحبني
صمت صقر قليلا و قال بتردد: حتي لو كانت شيفاك بصورة تانيه، واخده عنك صورة مش فيك ، او يمكن فيك بس دي طبيعتك و مش هاتعرف تغيرها
نظر له عتمان بتمعن و اجابه: لو واخده صورة غلط اصححها ، و لو الطبع مخليها تنفر (تبعد) عني، يبقي اتحكم فيه، ما الشاري لازم يتعب شويه
اوما له صقر و استقام واقفآ معللا ارهاقه، اصطحبته نظرات الجد من خلفه و شعور بداخله ان حفيده علي مشارف الهوي.
،،،،،،،،،،،،،
بتحبي يا زهرة
وضعت كفها علي فم كارما التي هتفت بتلك الكلمات بعد الاستماع لحديث زهرة.
_ اشش اسكتي هاتفضحيني
حركت راسها و قالت كارما بخفوت : معلش اصل اتفاجئت، ازاي و امتي انا من وقت ما جيت ماشوفتش تقريبا رجاله غير الغفر اللي برة
اخفضت زهرة عينها و قالت بتوتر: صاحب صقر
رددت كارما من خلفها بأستفهام: صاحب صقر ؟ و ده فين
_ اوقات كتير بيجي هنا في شغل، كلامنا ما يتعداش السلام، بس بحس من عينيه حاجه غريبه رغم انها بتبقي ثواني و ينزلها الارض، غصب عني يا كارما قلبي اتعلق بيه.
اجابتها كارما بتأثر : عشان كده مش مبسوطه بالعريس المتقدملك
ردت زهرة عليها بحزن: كان عندي امل، بس يظهر خلاص نصيبي كده
شعرت كارما بالحزن لاجلها قائله:انتي ممكن ترفضي يا زهرة ما اعتقدش عمي او جدي و حتي صقر يغصبوكي علي الجواز، و يمكن العريس ده يبقي كويس و لما تعرفيه تحبيه
ترقرقت العبارات بعينين زهرة فأدركت كارما ان الفعل اصعب من الحديث، احتضنتها مؤازة شاعرة بالحزن لاجلها.
،،،،،،،،،،،،،،،،،
جلست تقضم في اظافرها و والدتها تفكر بحل لتلك المعضله
هتفت ايناس بضيق: خلاص كده ياماما صقر طار من ايدي
جذبتها والدتها من ذراعها هاتفه: لا طبعا ، اصبري بس بفكر في حل
قالت ايناس : حل؟ حل ايه ده جدي رماها في وشنا و جابهلنا علي بلاطه
فكرت سعاد قليلا و قالت : زودي العيار معاه حبتين
نفخت و قالت: بيصدني يا ماما هاعمل ايه، ارمي نفسي عليه
اتسعت عينين سعاد و قالت بغضب: لالا ان شاء الله مش اللي في بالي
انتبهت لها ايناس مستفهمه: هو ايه الى في بالك يا ماما
جلست سعاد ببطئ و عقلها يعيد بعض الاحداث سريعآ: يوم ما صقر جه من السفر كنا بنفطر و لما عمي سأل عليه كارما قالت انه رجع امبارح، عرفت منين و هو كان جاي بعد نص الليل
ضيقت ايناس عينيها برييه و هتفت: يعني ايه
_ يعني تفتحي عينك يا قلب امك ، شكلنا نايمين علي ودانا و مقصوفة الرقبه ما بتضعيش وقت
ابتلعت ايناس ريقها خوفآ من فقدانه، و اشتعلت عينيها غضبآ من وجودها الجبريآ في حياتها.
يتبع
الثاني عشر
عشق الصقر
في بداية يوم جديد ، استعد صقر للخروج ، و قبل ان يذهب قال لوالدته : صباح الخير يا ام صقر
التفتت اليه امل و اجابته بابتسامه: يسعد صباحك يا حبييي
ابتسم لها و قال مربتٍ علي كتفيها: عايزك تعملي حساب كريم في الغدا معانا النهارده
هتفت بترحاب: عنيا يا حبيبي يا مرحب بيه ثم تسائلت: عملت ايه في موضوع اختك يا صقر
اجابها صقر : العريس كويس و محترم و اهله ناس يعرفوا الاصول
ابتهجت ملامحها و قالت: ربنا يقدم اللي فيه الخير و يفرحني بيك يا حبيبي
ابتسم له و قال : كله بآوانه يا ام صقر
انتبه للخطوات القادمة من خلفهم، تطلع للحظات لمحياها و هي تهبط الدرج بهدوء كا اميرة متوجه و لكنه تنبه لنفسه و غض الطرف عنها، حتي اقترب منهم و قالت بأبتسامه مشرقه: صباح الخير
قالت امل بابتسامه واسعه: ده اية الصباح اللي يشرح القلب ده، و النبي ده امه دعيااله اللي هايصطبح بوشك يا كارما
تنحنح صقر و هتف و هم يهم الرحيل: بالإذن انا يا امي... السلام عليكم
تحركت عينيها معه باستغراب من تجاهله لها و حتي لم يرد علي تحيتها، نظرت لأمل مبتسمه و قالت: ممكن اساعدك النهارده
رحبت بها أمل و قالت: تعالي يا حبيبتي، فين زهرة امال
اجابتها كارما: بتقول تعبانه و عايزة تنام شويه
تحدثت امل و قالت: و ماله ، ساعه كده و نبقي نصحيها، تعالي بقي هاقولك علي شويه اسرار في الطبيخ ماتقوليش لعدوك عليها
ضحكت كارما و جارتها في حديثها رغم عقلها المشغول بذلك المتقلب.
،،،،،،،،،،،،،،،،،
في النهار الساطع و الشمس الحارقه فوق رؤوسهم، كان كريم و صقر يتابعون بعض الاعمال و الحسابات الخاصه بالأراضي ، عاد به صقر للمنزل وو استقبلته أمل بحفاوة : حمدالله علي السلامه، عاش من شافك يا بني
ابتسم له كريم و اجاب : الله يسلمك يا ست الكل، اخبارك صحتك ايه
_ في نعمه يا حبيبي، الحاجه عامله ايه سلملي عليها
_ يوصل ان شاء الله
قالت له مؤكده : اوعي تمشي قبل ما نتغدا، ده انا مجهزالك الاكل اللي بتحبه
اجابها بعفوية و قال: امشي ده ايه، هو اكل الصعيد ده يتفوت
ضحكت و قالت : الف هنا علي قلبك
اصطحب صقر صديقه لغرفة المكتب حتي يجهز الغداء، فانشغل بمكالمه هاتفيه جعلت ذلك القابع علي الكرسي مستمعآ لحديثه منتظر انتهاءة بفارغ الصبر، و ما ان انتهي صقر.
تسائل كريم بترقب: سمعتك بتقول عريس و بتسأل عليه، لمين العريس ده
اجابه صقر بهدوء : لزهرة
بهتت ملامحه و ردد من خلفه : زهره اختك
عقد صقر ما بين حاجبيه قال: ايوة اختي
اخفض رأسه ارضآ عن انظار ذلك التي يتفحصه بأستغراب من تبدل ملامحه و حاله الذي انقلب، لا يعرف بعشقه لها، لا يعرف بخوفه من تلك الفروقات بينهما الماديه و بخوفه علي علاقته به كا صديق و آخ، لا يعرف بذلك الوعد الذي قطعه لنفسه ان ينحت في الصخر حتي يكون جدير بها ، لكن يبدو القدر رآي آخر و انها كبرت حتي صار من يريد الفوز بها.
كريم يا كريم
انتبه اليه من شروده فقال صقر : انت مش معايا خالص
تحدث كريم بصوتًا باهتًا: و انتو وافقتوا
اجابه صقر متفحصا: بنسأل عليه لسه
ابتلع ريقه و قال بترقب : و هي ... وافقت!
عاد صقر بظهرة للخلف و قال بوضوح: في ايه يا كريم ... وشك قلب فجاءه ليه
قبض كريم علي كفيه و هتف فجاءه و بدون مقدمات : انا عايز اتجوز زهرة
و الآخر لم يبد اي رده فعل مما جعله يترقب قلقآ.
،،،،،،،،،،،،،،
فتحت غرفتها و ازاحت عنها االغطاء هاتفه بها : قومي بسرعه، شكلي كده عرفت مين حبيب القلب
اعتدلت زهرة بسرعه و قالت : انتي بتقولي ايه يا كارما
مالت عليها كارما ضاحكه: استاذ كريم تحت... مش ده اللي حكتيلي عنه
نهضت من فراشها و قالت بفرح: يعني هو هنا
اومات كارما براسها : ايوة تحت في المكتب
اسرعت زهرة بارتداء ملابسها و حجابها، بالتأكيد لن تنزل لاسفل ، لكن يكفيها ان تري محياه اثناء مغادرته او بسلاما متحفظًا بينهما.
،،،،،،،،،،،،
_ انت هاتفضل با صصلي كده كتير
شبك صقر بيده امامه و قال: و انت فجاءه كده حسيت انك عايز تتجوز اختي
اجابه كريم بوضوح: لا يا صقر مش فجاءه من زمان
ردد من خلفه متعجبآ : من زماان ! و ايه اخرك
ابتلع ريقه و حاول جاهدآ ان يصل اليه صدق حديثه و نيته: عشان مش عايز اخدها و تعيش في مستوي اقل من اللي كانت فيه، عشان كان عندي مشوار طويل اني اجهز نفسي و اكون قادر افتح بيت، و انت يا صقر مش عايز اخسرك اخويا و صحبي، و يعلم ربنا اني صونت دخلتي في بيتك.
استغرق صقر عدة لحظات مستشعرا فيه صدق كلماته ثم قال من بعدها: هاشور الحاج و جدي و هي طبعا و ابلغك
فاتسائل كريم متلهفآ: يعني انت موافق
ابتسم له صقر و قال بأريحيه: موافق يا سيدي و انا يعني هالاقي احسن منك، بس رئيها الاول
ضحك كريم متفائلا شاعرًا ان حلمه علي وشك ان يتحقق..
،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،
طرقت باب مكتبه و آذن لها بالدخول، ابتسمت ايناس و قالت : ممكن ادخل يا صقر
رفع عينيه عن الاوراق بين يديه و قال : اتفضلي يا ايناس
بخطوات هادئه و عينين ترسل لها الاف الاشارت و يتجاهلها هو كعادته، قالت ما ان جلست : سألت علي عريس زهرة
نظر لها و قال صقر : و انتي جايه لحد هنا عشان تسآلي عن عريس زهرة
اجابته علي الفور : مش بنت خالتي و عايزة اطمن عليها، انت ماتعرفش غلاوتها في قلبي قد ايه
ثم تنهدت و قالت بحزن مصطنع: مع اني زعلانه منها و اخده علي خاطري منها
تسائل و قد القي بالقلم على سطح مكتبه محاولا اظهار اهتمامه و معرفة غرضها من القدوم: ليه
_ من وقت ما جات كارما و هي واخده جمب مني، طول النهار معاها، حتي لما نزلوا السوق محدش منهم كلف نفسه يقولي و اروح معاهم، حتي كارما اللي قولت اختي و هاتبقي جمبي بتتجاهلني و مش حاسة انها بتحبني خالص و خايفه تكون بتكره زهرة فيا.
مسح علي وجهه بتعب ووقال: ماتكبريش المواضيع يا ايناس، زهرة بتحبك و اختك بكرة تقربوا من بعض ، و ياستي علي خروج السوق ابقي روحي معاهم المرة الجايه
تساقطت عبراتها بتمثيل مقنع و قالت: حاسه اني لوحدي يا صقر، كل واحد في دنيته ، محدش بيفكر فيا
استقام و اتجه اليها و قال بهدوء: ابدا يا ايناس كلنا هنا بنحبك
وقفت قبالته بلهفة و قالت : بجد يا صقر
عاد خطوة للخلف و قاال موضحًا: طبعا، انتي عندي غلاوتك من غلاوة زهرة
تساقطت دموعها بصدق هذه المرة و قال بخفوت: مش عايزاك تحبني زي زهرة يا صقر، انا مش زهرة، انت مش اخويا
ظهر الضيق علي ملامحه من وضوح حديثها المحرج و قال : ايناس اطلعي علي اوضتك
اخفضت عينيها ارضًا و اادار هو بظهرة للنافذه و ضيق حاجبيه لرؤية كارما المتجه الاستطبل.
تخشب مكانه عندما استمع لصوتها قائله: انا بحبك يا صقر
التفت اليها و اشار لها بأصبعه بغضب : انتي اتجنيتي و لا ايه، اتحشمي يا ايناس
حركت رأسها بالرفض و قالت بأنفعال: ايوة بحبك، هاتفضل لامتي مش واخد بالك او عامل نفسك مش واخد بالك
هدر بها بأنفعال غاضب: علي اوضتك حالا.... يالا
انتفضت اثر صرخته بها و ركضت لاعلي تاركه اياه يمسح علي وجهه بغضب منها و من جرأت حديثها ، ثم تذكر تلك التي خرجت من دون علمه و كأنه لا وجوده له في الدار.
تحرك بخطوات غاضبه متجهًا الاستطبل.
و في منتصف طريقه و جدها عائده ، منت نفسها بجلسه مع الخيول لكن الظلام المحيط بها جعل الخوف يتسلل اليها و عادت مرة أخري..
كانت تسير واضعه يديها في جيبي الچاكت ، ناظرة لأسفل غير منتبه لوجود بعد.
_ انتي استأذنتي قبل ما تخرجي
انتفضت اثر صوته المفاجئ و الغاضب و ظهورة فجاءه امامها
اجابته كارما و قد شعرت ببوادر نقاش محتد بينهما : اللي عرفته اني استأذن لو خرجت برة بوابة البيت ، لكن انا ماخرجتش، الاستطبل في محيط البيت
هتف بها صقر أمرًا: تستأذني برضو و ماينفعش تخرجي بالليل كده لوحدك
هتفت به في ضيق و صوتًا مرتفع: يووة انت كل ما تشوفني يا تتجاهلني خالص يا تكون متعصب و تديني في أوامر كده، يا سيدي لو مش طايق وجودي انت كمان ارجع انا ما طرح ما كنت
قال من بين اسنانه بغضب: اياكي صوتك يعلي عليا تاني، احمدي ربنا انك ست ، لو كنتي راجل كنت عرفته ازاي يتكلم معاياا
صرخت به لطريقته المتسلطة و المستفزة: هاتعمل ايه يعني، هاتضربني مثلا، اصدق انك تعملها ما اللي زيك ممكن يمد ايده علي بنت عادي
قبض علي يديه بقوة و برزت عروق رقبته بغضبًا: اللي زي لو ماكنش يعرف الاصول كنت ادبتك من أول و جديد
اتسعت عينيها و هدرت به : انا مسمحلكش، انا متربيه كويس اوي
هتف بها بغضب : و المتربيه تخرج من غير ما تعرف حد من اللي موجودين، و في الليل كمان و لوحدها، لو عمي ما عرفش يربيكي انا ها ربيكي
اتسعت عينيها و ترقرت بهم العبرات غير قادرة علي الرد عليه، و رغم غضبه و ضيقه الا انه ندم انه تطرق لتلك النقطه بتهور منه.
تساقطت دموعها و قاانت له بصوتٍ مختنق: لو ابويا كان عايش ماكنش هايسمحلك تكلمني كده
انقبض قلبه من صورتها الباكيه و ظهر علي وجهه إمارات الندم.
في مكان قريب منهم للغايه ، هناك من يترصد بفوهة سلاحه بين الاشجار الكثيفه مصوبًا علي اتجاه بعينه منتظرًا الوقت المناسب لاطلاق رصاصته.
تحركت من امامه عائده للبيت غير قادرة علي كتم نشيجها الذي استمعه و انظارة عليها من خلفها، و في لحظه كان صوت العيار الناري يدوي بصوتآ عاليًا و صوت ارتطام قوي بالارض، التفت بسرعه للخلف وجدته ملقي علي الارض و تلك البقعة الحمراء تزداد , ثم صرخت بأسمه و هي تركض اليه : صقر..
،،، يتبع
الثالث عشر
عشق الصقر
تخشب جسدها بأكمله بصدمه ، و توقف عقلها لبرة ثم استعادت تركيزها و ركضت عليه، جثت علي ركبتيها واضعه يدها علي كتفه النازف صارخه بأسمه : صقر.... صقر انت سامعني
حرك رأسه و خرجت منه تأوهات بآلم شديد.
التفتت برأسها من حولها لعلها تجد ما تستنجد به، لكن لم يقابلها سوي الفراغ، بكت بخوف و قالت بصوت مرتعش: صقر.. صقر رد عليا
اجابها بصوتًا مكبوتًا بألم: اهدي... متخافيش.
هتفت به و هي تجذب الشال الذي يحيط برقبتها و تضعه علي جرحه : اهدي ايه، انت بتنزف
اجابها يطمئنها: بسيطه
حركت رأسها بالنفي و صرخت به: بسيطه ازاي، النزيف مش بيقف
ثم تابعت بأقتراح :
حاول تقوم معايا لحد البيت ، ارجوك ، اتسند عليا لحد ما نوصل
حاول الاستقامه رغم الالم الشديد المرسوم علي وجهه و ساعدته علي الوقوف ، تمسكت بذراعه المصاب تحاول مساعدته، و تحامل هو علي نفسه حتي لا يرمي بثقله كله عليها.
خطواتهم بطيئه و انفاسها عاليه مرتبكه و مرتعشه من صعوبة الموقف برمته.
،،،،،،،،،،،،،،،،،
انتاب كل من في البيت الكبير القلق من ذلك الصوت المدوي لطلقه ناريه قريبه منهم للغايه.
خرج رحيم مناديآ علي الغفر يتفقدوا ما حول الدار
اقتربوا من البيت و قد بدء يشعر بذلك الدوار اللعين، استمع لصوتها برجائه الذي لمس قلبه : ارجوك كمل شويه، خلاص قربنا
ثم صرخت مستنجده بأحدي الغفر، الذي هرول عليها ، ركض رحيم برعبآ اتجاهم فور ما ابصر ابنه مستندا علي كارما و احدي كتفيه نازفآ الدماء .
صرخت امل بهلع علي بكريها ضاربه علي صدرها بقلب كاد ان يتوقف، بينما استند الجد علي عكازه خشية من ان يخذله و يسقط ارضآ.
ابتعدت كارما فور ما حملوه لاعلي البيت الكبير، التفت من حولها و شعرت بأرتعاشه لكامل جسدها،انتبهت لاحدي الغفر قائلا: ادخلي جوا يا ست هانم، الدنيا مش امان
تحركت للداخل و جميع من في البيت علي اعصابهم و القلق والخوف مسيطر علي الجميع.
استدعوا الطبيب الذي اتى علي الفور و تحولت الدار رآسا علي عقب.
،،،،،،،،،،،،،،،،،
ما اتفقناش علي الدم يا مجد
نفخ الدخان من انفه و فمه من ارجيلته قائلا: ما تنشف شويه يا عيد الله
صرخ به عيد خوفآ: الدم لا يا مجد، انت قولت قرصة ودن مش تقتله
القي بمبسم ارجيلته و قال: و مين قالك انه مات، مع اني كنت اتمني بس عمره بقي هانعمل ايه
جلس عيد قبالته و قال بقلق: يعني هو ما متش انت متاكد
_ عيب عليك يا جدع
تنفس عيد الصعداء و مسح حبات العرق التي ترقرقت علي جبينه، ثم هدر بمجد : و افرض اللي بعته فتن علينا و عرف اننا
قاطعه مجد بنفاذ صبر : زمانه طلع الجبل و راح مطرح ما جه
وقف عيد و قال : الحمد لله انها جات علي قد كده ، انا بشيل ايدي يا مجد، اه بكرة صقر بس ما اقتلوش
اخذ مجد انغاسًا عميقه و بدءت المخدرات تدخله في تلك الحاله من الانتشاء و تمتم ساخر: احسن برضو، اللي جاي مش تبعك ، اللي جاي عايز دندنه علي الهادي
ثم ضحك لتلك الخيالات التي بدءت تتزاحم بعقله و من بينهم صورة تلك التي اوقعه حظه بها و كعادته جاء من انتشلها منه، مؤكدا لنفسه ان الحرب بينه و بين صقر قريبا جدا ستكون علي أشدها.
،،،،،،،،،،،،،
بعد مرور ذلك الوقت العصيب، طمأنهم الطبيب على استخراج الرصاصه و تضميد جرحه و طلب الراحه المشدده له، كانت ما زالت جالسه في بهو البيت، دون القدرة علي الوقوف فقط ما استمعت لحديث الطبيب ، تنفست الصعداء و هدءت انفاسها.
ايه الي حصل يا كارما
نظرت لعمها و بصوتآ متحشرجًا اثر صراخ سردت له ما حدث
قال عتمان : ما شوفتيش اللي ضربه
حركت رأسها بالنفي و قالت : الدنيا كانت ضلمه
هتفت بها ايناس بضيق : و انتي ايه وداكي الاستطبل باليل كده
اجابتها كارما : كنت عايزة اتمشي و لما لاقيت ان مافيش نور رجعت
قال رحيم بأستنتاج: ازاي مافيش نور، يبقي حد فصل الكشافات
هتفت ايناس بها قائله: عاجبك آخر دلعك، لو ماكنتيش خرجتي بالليل ماكنش كل ده حصل
ردت عليها كارما بأنفعال: صقر ماكنش يعرف اني هناك
قالت الاخري بغضب: كان عارف و شافك من الشباك
ضرب عتمان بعكازه علي الارض بقوة قائلا بصوتٍ جاد و حاد: مش عايز اسمع صوت.. كله علي اوضته
التفت اليه كارما و هي علي وشك البكاء: جدي انا
قاطعها عتمان قائلا: بعدين كارما، اطلعي اوضتك ارتاحي، كله مقدر و مكتوب
صعدت لاعلي و غشاوة دموعها تتأرجح بمقلتيها تهدد بأنهيارها،
دخلت غرفتها، ثم انهارت في نوبة بكاء ، ليله عصيبه و حديث ايناس زاد احساسها بالذنب، بالتاكيد لم تقصد كل ذلك، رغم نقاشاتهم المحتده دائما الا انها لا تتمني له السوء ، و لا حتي ان تكون سببًا غير مباشر به.
نظرت ليديها المليئه بدماءة و ملابسها ايضآ، ببطئ و اعصابًا مهتزه تحممت و ارتدت ملابس اخري، تدثرت تحت غطائها لعله يبث بها بعض الدفئ.
طرق الباب و انفتح و قابلتها ام محروس بكوب من الحليب و بعض السندوتشات قائله لها بابتسامه طيبه: كلي لقمه قبل ما تنامي
قالت كارما بخفوت: مش قادرة والله
وضعتهم علي طرف الفراش و قالت : ابدا، ده كفايه الخضه و وشك اللي زي اللمونه ده
ابتسمت لها كارما قالت بحزن: انتي عارفه انك الوحيده اللي اهتميتي بيا، انا ماقدره اللي هما فيه، بس اكتر حاجه وجعتني ان اكون السبب في اللي حصل
نفت ام محروس علي الفور و قالت: ماحدش قال انك السبب، و ست ايناس هي علي طول كده، لامؤخذه يعني بتحب تصطاد في الميه العكرة، ده قدر يا بنتي مافيش حد بيهرب من قدرة
مدت لها بكوب الحليب و قال لها بحنان: يالا اشربي بقي ما تكسفيش ايدي
تناولتها منها كارما و تجرعته ثم دثرت نفسها مرة اخري و لم يمر الكثير و غلبها سلطان النوم.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حمدلله علي سلامتك يابني، وقعت قلوبنا عليك
طمأنها صقر قائلا: انا بخير ياما ما تقلقيش
قال رحيم مربتآ علي كتفه السليم: قدر و لطف يابني ربنا عالم بحالنا
تحدث عتمان: وعيت له يا صقر
صمت صقر لبره و قال : الدنيا كانت ليل يا جدي
اوما عتمان برأسه و وقال : حد فصل الكشافات، الغفر لاقو السلك مقطوع
هتف رحيم بقلق: مين قاصد يعمل كده
هدرت أمل : حسبي الله ونعم الوكيل، ربنا ينتقم منه
اقتحمت ايناس و والدتها الغرفه و من خلفهم زهرة
قالت ايناس بلهفه: حمد الله علي سلامتك يا صقر
اجابها صقر : الله يسلمك
اقبلت عليه زهرة مقبله رأسه ببكاء: بركه انك بخير ياحبيبي، شكلك و انت جاي مع كرما و غرقان في دمك نشف دمنا
دارت عينيه بحثآ عنها و لم يجد لها آثر، مسك لسانه بقوة الا يسأل عنها و لكن انتبه لوالدته التي قالت: فين كارما امال
قالت زهرة بحنق : من ساعة كلام ايناس و هي في اوضتها مش عايزة تطلع
ارتبكت ايناس و قالت مبرره: كلنا كنا علي اعصابنا و غصب عني قولت كلمتين من خوفي عليك ، ماتكبرش هي الموضوع بقي
قال رحيم مؤنبا: اديكي قولتي يا بنتي كلنا كنا علي اعصابنا، محدش فينا قدر يتهمها انها السبب
ضيق صقر عينيه و تسائل مستفهما: تتهموها بأيه
ابتلعت ايناس ريقها بخوفآ و قالت زهرة : ايناس صرخت فيها انها خرجت باليل و قالتلها انها السبب، لانها لو ماكنتش خرجت ماكنتش انت هاتطلع وراها و يحصل اللي حصل
لامتها أمل قائله: ليه بس يا ايناس و هي ذنبها ايه
اخفضت ايناس عينيها ارضًا هروبًا من نظرات صقر الغاضبة الذي هتف بضيق: انا لولا كارما كان زماني لسه سايح في دمي، ده يمكن من حسن حظي انها خرجت عشان تساعدني اجي لهنا ، مايبقاش ده كلام الشكر اللي المفروض يتقالها
عم الصمت المكان و كسرة الجد عندما وقف ببطئ و قال : نهايته كل واحد يروح يشوف حاله و سيبوه يرتاح
قالت أمل : انا هاروح اعملك شويه شوربه يعوضوا الدم اللي نزل منك يا ضنايا.
خلت الغرفه من حوله، عاد برأسه للخلف بتعب و ضيق، ود لو استطاع ان يذهب اليها و يطيب خاطرها من حديث ايناس الاذع، و قسوة حديثه الاخير معها ايضا، و التي في المقابل كان يشعر بأرتجافها و هي محيطه بذراعه لتساعده علي العوده للبيت، وقعت عينيه علي الشال الخاص بها و الملئ بدماءه، متذكرا بكائها و هي تضغط علي جرحه النازف، كانت هشه للغايه و خائفة و رغم ذلك حاولت مساعدته بقدر ما استطاعت.
تنهد بقلب منقبض من عزلتها التي فرضتها، مقررا عدم السماح لها بأختفائها عن عينيه لوقت طويل ، و رغمًا عنه تاركًا ذلك الشعور الملح عليه لرؤيتها و الاطمئنان عليها ، منتويًا التدخل بنفسه.
يتبع
الرابع عشر
عشق الصقر
لم ترغب في النزول للافطار، كل ما ترغبه فقد هو بعض الروايات لعلها تساعد في مرور ذلك الوقت البطئ، ارتدت حجابها كيفما اتفق، خرجت من غرفتها و توقفت امام غرفته و بابها الموارب و الذي ظهر منه صقر جالس علي حرف الفراش و يبدو متألم، لا تنكر تلك الرغبه الملحه عليها في الاطمئنان عليه و لكنها فضلت الابتعاد.
حتي رآته الآن...
فتحت الباب علي مصراعيه و دخلت ، لم يشعر هو الا بعبائته التي كان يحاول ارتدائها ملقيه علي كتفيه فوق جلبابه.
التفت صقر و ما ان ابصرها وقف امامها قائلا بلهفه: كنت جايلك
ثم تلعثم لتهورة و قال : اقصد كنت عايز اطمن
صمت مرة اخري و قال بصوت خافت: انا محقوق لك
تطلعت كارما لملامحه و عينيه المنخفضه عنها كعادته ، و مظهرة المختلف دون عمامته التي سقطت عنه وقت الحادثه
تسائلت كارما بخفوت : ليه
زفر انفاسه و اردف : من كلام ايناس، عارف انه زعلك
اخفضت عينيها ارضًا و ضمت شفتيها تمنع بكائها: عندها حق انا
قاطعها ناظرآ اليها و قال بصوتا لا يقبل الجدل: لا، انتي مالكيش ذنب، انتي كان ممكن من خوفك تجري من المكان، لكنك وقفتي و ساعدتيني لحد ما وصلنا لهنا ، انتي كمان كان ممكن تتصابي ، انا المفروض اشكرك
رفعت عينيها مقابل عينيه و تلك الغلالة المحيطه بها: ماكنش لازم اخرج
اجابها بصوت هادئ لاول مرة تسمعه: ده قدر و كان هايحصل هايحصل كله مقدر و مكتوب
اردفت بصوتٍ ناعمًا : حمد الله علي سلامتك، الحمد لله انك بخير
كانت رقيقه بطريقه جعلته ناسيآ ان يخفض عينيه عنها، منجذبآ لتلك العينين الذهبيتين و التي لاول مرة يراها بذلك القرب
انتبه علي سؤالها : مين اللي عمل كده
غض الطرف عنها مجيبآ بعد ان اجلي صوته : الله اعلم
_ بلغتوا الشرطه
_ ايوة، و بيعملوا اللازم
اومات برأسها و تحركت لخارج الغرفه، استوقفها صوته قائلا : انا محقوق لك كمان مرة
التفت اليه هذه المرة لكن بابتسامه عذبه : معقوله صقر الجارحي محقوق ليا مرتين في ساعة واحده
ابتسم لها تلك الابتسامه التي اظهرت غمازته لها و لاسمه الذي يستمعه منها لاول مرة : المرة دي محقوق لك عن كلامي اخر مرة
ضحكت كارما و هتفت : امممم لا في دي عندك حق بصراحه
ثم تابعت و قالت: و انت كمان ماتزعلش مني
حرك رأسه و قال : حصل خير يا بت عمي
تتبعها حتي اختفت عن انظارة ، مرتاحآ لتلك الهدنه الغير معلنه بينهما...
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
انتظرها و هو يدخن بشراهه، كاد يصاب بالجنون من وقت معرفته من ابنه ما دبرة مجد في محاوله قتل صقر، يخشي ان تأتي سيرة ابنه و يدفع هو ثمنها.
استمع للطرقات الخافته و فتح بابه علي الفور.
دخلت سعاد بأنفاس لاهثه : ايه يا كامل ده وقت تطلبني فيه، ماانت عارف المصيبه اللي في الدار
جذبها من ذراعها و قال : ايوة عرفت، المهم صقر عامل ايه
اجابته بأستغراب : انت جايبني تسألني عن صقر يا كامل
نهرها و قال: اخلصي يا سعاد
قالت له : كويس، الدكتور خرج له الرصاصه و النهارده بدء يتحرك
سأل مرة اخري مترقبآ: و عرفوا مين اللي عمل كده
_ لا ما حدش يعرف ، بس مش هايسييوة ما انت عارف صقر مش هايسيب حقه
ارتمي علي مقعده و بقلق: عارف...عارف
اقتربت منه و قالت : مالك يا كامل في ايه
هب واقفآ و اجابها: مافيش يا سعاد، ارجعي عشان محدش يحس بحاجه، بس لما اكلمك في التليفون تردي علي طول
نفذت أمرة دون مناقشه كعادتها و قالت : حاضر يا كامل
،،،،،،،،،،،،، ، ،،،،،،،
دي اقولك يا صقر ييه
كلمات قالها المحقق لمركز الشرطه التابع للمركز، اثناء تحقيقه مع صقر لمعرفة من حاول قتله
اجابه صقر بثبات: ايوة يا حضرة الظابط
وقف المحقق و قال :اتمني ما يكونش في حاجه ما قولتهاش في التحقيق
قال صقر بهدوء: و هو في حاجه تخفي علي الحكومه برضو، تلاقيه عيار طايش
حرك المحقق رأسه بعدم اقتناع: ياريت لو حصل جديد تبلغونا
انصرف المحقق، تطلع عتمان لحفيده قائلا: انت عارف مين اللي عمل كده
صمت صقر لبره و قال بوضوح: شاكك يا جدي، ماقدرش اقول حد بعينه يمكن اكون ظالمه
هتف عتمان متسائلا بترقب: و لو اتأكدت
احتدت عينيه و قال : اكيد هاسيب الحكومه تجيب حقي
قال عتمان و قد انتابه القلق : اوعي لحالك يا صقر... مش عايز ضهري يتقسم بيك كفايه اللي راح
اجابه صقر علي الفور : بعد الشر عليك يا جدي....
اردف عتمان : خد بالك علي نفسك يابني
ابتسم له صقر يطمأنه : ما تقلقش عليا
حرك الجد رأسه و استقام واقفا، فاتسائل صقر : رايح فين يا جدي
اجابه علي تسائله : رايح لكارما اطيب خاطرها بكلمتين ، اتشغلت فيك و عارف ان كلام ايناس زعلها
_ لا ما انا راضيتها
رفع عتمان حاجبيه و قال : راضيتها !
اخفض صقر عينيه عنه و اجاب : ايوة ، كنت بتشكرها علي اللي عملته معايا، و طيبت خاطرها بكلمتين كده
اخفي الجد ابتسامته و هتف : كويس انك عملت كده، ما هي زي زهرة برضو
ارتفعت عينيه علي الفور لجده ، الذي رأي بهما الرفض و الذي لم يستطع صقر ان يعلنها بعد.
ضحك الجد و تسرب ذلك الامل بداخله، متمنيآ ان يخطوا حفيده اولي خطواته نحو العشق.
،،،،،،،،،،،،،،،،،
جافاها النوم في ذلك الوقت المتأخر ، فتحت شرفتها و استندت بساعديها علي السور، تتطلع لمكان الاستطبل الذي يحيطه الانوار من كل اتجاه ، بعد ما كان في ظلامآ مُعتم اول امس فقد.
استمعت لذلك الصوت الذي اصبحت تعرفه جيدآ حتي بتقلباته ، مثل الآن..... يتحدث في هاتفه ملقيآ اوامرة كعادته، نبرته لا تحمل النقاش حتي.
انتهي ثم وضع هاتفه علي سور شرفته ، التفت برأسه وجدها تنظر اليه كاتمه ضحكتها
فقال متسائلا : في ايه
ربعت يدها علي صدرها و قالت : صعبان عليا اللي بتكلمه، ادتله شوية اوامر ورا بعض الله يكون معاه و يفتكرهم
ابتسم بجانب فمه ووقال: ده شغل و مش بحب الغلط في الشغل
ولته اهتمامها قائله بمغزي وصل اليه : مش في الشغل بس موضوع اوامرك ده
ضحك بخفوت و قال لها : شكلك لسه شايله مني
رفعت كتفيها و قالت بأقرار: ده طبعك
نظر للمدي المظلم امامه و قال بصوتآ هادئآ: يمكن علشان من صغري نزلت الارض و اتعاملت مع عمال و تجار و معلمين، الكلمه واحده و الغلط يخسرنا سمعه و مال
تسائلت كرما بفضول : و طفولتك
ابتسم صقر و قال : ما كنش في وقت للعب، في عيله مافيهاش ولد غيري و هو اللي هايمسك كل ده
ضيقت حاجبيها بتأثر و تسائلت: المسؤليه صعبه
اجابها : يمكن و انا صغير، دلوقتي لا
ضمت شفتيها و قالت : غريبه اني شيفاك متسلط و مع ذلك محبوب... ما عادا اللي ضربك طبعا
رفع احدي حاجبيه قائلا: متسلط! انتي صريحه جدا
اكملت قائله : و مغرور
_ كمان
هتفت كارما بترقب: زودتها انا صح
حرك رأسه و قال ضاحكآ بخفوت : لا خالص
التفت برأسها الجهه الاخري كاتمه ضحكه كادت تنفلت منها .
عم الصمت بينهما و كلا منهما ينظر للامام، لا تنكر انها الفت حديثه و استرساله اليوم في حديثه معها رغم شعورها بالاضطراب الذي دائما ما تشعر به في حضرته.
نظر لذلك الكتاب الملقي علي الكرسي المحاور لها متسائلا: بتقري ايه
جذبت الكتاب و قالت له : كتاب من مكتبتك علي فكرة ، بصراحه حاسه اني لاقيت كنز لاني بكون زهقانه
_ انتي الوحيده اللي سمحت لها تدخل المكتبة
اخفضت عينيها بخجل و
ابتسمت له و قالت : متشكره
شعرت بتلك النسمات البارده، قالت له : الجو برد ادخل انت لسه تعبان
رغم شعورة بالتعب من فترة، الا انه لم يريد ان يقطع ذلك الحوار الهادئ لاول مرة بينهما، الا ان بدءت النغزات في الازدياد بآلم فقال صقر : و انتي كمان... تصبحي علي خير
_ صقر
توقف و اغمض عينيه لصوتها المنادي و تلك الخفقه التي احدثها قلبه، التي بادت تقلقه بحضور تلك التي تنطق اسمه بطريقه خاصة بها.
_ انت زعلت لما قولت انك متسلط و مغرور
نظر لها هذه المرة مطولآ مما اربكها و وقال بخفوت: عمري ما كنت بهتم برأي حد بيا ....بس
نظرت اليه بعينين ذهبتين تسحرانه
_ بس انتي الوحيده اللي مش عايزها تشوفني كده
ارتبكت كارما و زاغت عينيها، أشار لها بالدخول، و لم تنتظر المزيد و دخلت، القت بنفسها علي فراشها و ابتسامه رقيقه زينت ثغرها .. واضعه يدها علي ذلك الذي يخفق بتسارع دقاته و يبدو ان هناك حدث جلل علي وشك الحدوث .
يتبع...
الخامس عشر
عشق الصقر
طرق باب غرفتها و عندما فتحت شهقت لمرآته و يده المصابه معلقه علي صدرة فقالت زهرة : ما ندتش عليا ليه و اجيلك، كده تتعب نفسك
اجابها و هو يدخل :عايز اعرف رئيك في العريس
تبدلت ملامحها و اخفضت وجهها فا تسائل صقر : الحادثه اللي حصلت أجلت كلامي معاكي في حكايه العريس و ماسألتكيش. ايه رئيك يا زهرة
اجابته بتردد : مش عارفه
انحني بنصفه العلوي الامام و قاال بهدوء : انا مش عايز احيرك اكتر، بس في عريس تاني متقدملك
هتفت بضيق و نبرة لا تمتلك من الحماس ذرة: كمان! ... مش فارقه يا صقر اعمل اللي انت شايفه
_ اعمل اللي انا شايفه ايه هو انا اللي هاتجوز، يابنتي ما تكلمي و هو في حد هايغصبك علي حاجه
ماذا تقول... و رغبة الزواج آمر كان مؤجل بالنسبة لها علي أمل ان يتقدم ذلك البعيد و ينالها قبل ان يمتلكها آخر...
اختلجت انفاسها و قالت بأختناق : مش عارفه ، انا ماعرفش حد فيهم
_ لا في حد منهم تعرفيه
_ مين؟
اجابها صقر موضحآ : كريم صاحبي
رمشت بعينيها عدة مرات، و كأن اصابها الصمم ، ثم رددت من خلفه و
قالت بعقل مشوش: مين ؟
تفرس صقر ملامحها و قال : كريم
لم تسيطر علي تغير ملامحها التي ابتهجت لذلك الخبر و قالت بصوت حاولت التحكم به : و بعدين
اردف لها : جيت اسألك و اعرف رئيك
لم تمللك الكثير من التفكير و وقاالت له : و انت قولت ايه
تنهد و قال بصبر : يا زهرة انا جاي أسالك لو حد فيهم وحش كنت هارفض من غير ما ارجعلك....
اضطربت خوفاً من ادراكه لمشاعرها و قالت : بس اكيد رئيك يهمني
_العريس الاولاني مش صاحبي بس عندي علم به و هو ما يتعيبش، لكن كريم صاحبي و عارفه و عارف معدنه و شاريكي و هاطمن عليكي معاه
اكتسي الخجل و جنتيها و تقول : خلاص اللي تشوفو يا اخويا
ابتسم لها و تسائل رغم علمه بأجابتها: ابلغ الموافقة لكريم ؟
وضعت كفها علي فمها بخجل مانعه تلك البسمه التي شقت ثغرها، ضحك صقر و جذبها بذراعه السليم و قال : كبرتي و هاتتخطفي مني يا زهرة.. يا ويله مني لو بس فكر يزعلك
ربتت علي ظهرة بحب و قالت : ربنا يخليك ليا ياحبيبي... و انت يا صقر مش هانفرح بيك
استمعت لتنهيدته و قال : كله بأوانه
اندست في صدرة بسعادة ظنت انها لن تمتلكها يومآ.. و الان اصبحت علي مشارف الحصول عليها
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
توالت الايام بين اتفاقات حتي جاء يوم قراءة الفاتحه
تزينت زهرة و ملامحه المبتهجه تعبر عند مدي سعادتها... شاركتها كارما تفاصيل يومها و ترتيبها الي ان حضر أهل كريم الذي كاد ان يتوقف قلبه من قرب الوصال.
من فتحات السلم جلسن في الخفاء يتابعن الحديث الذي يدور في الاسفل.
في جلسه رجاليه بين العائلتين، كانت تراه جالسآ يتحدث بهدوء و رزانه، يتجاوب مع الحديث المدار ، او يخرج صوته المهيمن بهدوئه فا ينصت الجميع له.
قالت زهرة هامسه فأخرجتها من شرودها : حاسه قلبي هيقف يا كارما
ضحكت كارما و وضعت يدها علي فمها حتي لا يصدر عنها صوت : لا استني ده لسه في قاعده بينكم يا عروسة
انتبهت زهرة و تسائلت بلهفه: بجد.. عرفتي منين
ضحكت كارما و قالت : سمعت طنط أمل بتقول لام محروس تحضر العشا عشان تتعشوا بعد الاتفاق
ثم تابعت غامزة : عايزاكي ما تنسيش فتفوته تحكيهالي فاهمه و لا لا
قبل ان تجيبها هتفت زهرة قائله بخوف: يالهوي.. صقر طالع اجري بسرعه يا كارما
ارتبكت كارما و ما ان وقفت و صعدت درجتين حتي تعرقلت في طرف فستانها من الامام، سقطت علي يديها بثقلها فا تأوهت بألم، استمعت لصوت صقر من خلفها بأستغراب: في ايه
اعتدلت جالسه علي اول الدرج خلف الدرابزيون : اتكعبلت
رفع حاجبيه بأستغراب و قال : انتي كنتي بتعملي ايه
ارتبكت من إحراجها و قضبت جبينها من آلم يدها.. نظر صقر لموضع يدها التي تدلكه بآلم متسائلا: انتي كويسه
اخفضت رأسها و قالت بخجل: وقعت علي ايدي
مد يده السليمه، و مسك معصمها و حركها ببطئ امام عينيها المتسعه لفعلته، قال دون ان ينظر لها : التواء بسيط
ثم رفع عينيه لها، اخذ نفس عميق و قال بهدوء : ماتقفيش هنا
و قبل ان تجيبه اكمل موضحآ لها : مش أمر قبل ما دماغك تروح في حته تانيه، بس مش عايز حد من الرجاله اللي تحت تلمحك
اومأت برأسها بالإيجاب ، ترك يدها ببطء و عينيها تدور في كل اتجاه عداه، ركضت لغرفه زهرة، وقف هو قليلا و عقله يعيد كلمه قالها جده ( الشاري لازم يتعب شويه) و هو شاري و يسعى لتغير تلك الصورة التي اتخذتها عنه، انتبه لنفسه متذكرا لما آتي لهنا، بعد ما انسته سبب صعوده، ضحك بخفه و دخل غرفته و حفيف جلبابه من خلفه، تناول هاتفه و نزل لاسفل مرة اخري . ..
اغلقت الباب و استندت من خلفه، رأته يصعد فا ظنت انها ربما الفرصه سنحت لها للحديث معه بعد ما تهرب لايام من ان يحدثها، و عينيه كل ما تقابل عيناها المتلهفه يجيبها بلا شئ.
جلست ايناس و عينيها متسعه غاضبة، مكبوته.. رآته كما لم تراه من قبل، يتناول يدها برقه و ينظر اليها بتلك الطريقة التي تمنتها لنفسها.
ما الذي تمتلكه ليس عندها؟
هل من العدل ان تستولي عليه و هي من اتت من اشهر قليله دخيله عليهم ، ام هي التي تربت امامه و نشأت امام عينيه و لم تري غيرة رجلها.
توحشت عينيها هاتفه لنفسها بعزم، ان لا سبيل لصقر سواها و ستفعل علي ذلك بكل قوتها.
،،،،،،،،،،،،،،،،،
استمرت في فرك يديها ببعضهما من خجلها و ارتباكها، و هو لا يراعي ابدا ذلك بنظراته الوالهه الثابته عليها، و كأنه غير مصدق جلوسها امامه بعلم عائلتها و بملئ إرادتها
ابتسم كريم و قال بقليل من المرح : بطلي فرك في ايدك.. هو انا بخوف اوي كده
حركت زهرة رأسها بالنفي و لم تجيب بشئ، فقال بعد تنهيده مرتاحه استمعت اليها : اخيرا يا زهرة
يا الله، اضطربت انفاسها من نطقه الاول لأسمها و توهجت وجنتيها بحمرة جذابه .
_ ممكن تبصيلي
حركت رأست بالنفي بارتباك، و كأنها فقدت القدرة عن الحركه
فقال كريم : شكلك مش موافقه، انا هاطلع اقول لصقر ان
رفعت وجهها اليه فجاءة فا مسك بعينيها و قال مبتسمآ بعذوبة: مداريه وشك عني ليه، بصيلي و خليني اصدق انك قدام عيني يا زهرة
عضت علي شفتيها حتي كادت تدميها، بينما لم يتهاون هو و هتف: عايز اسمع صوتك
خرج صوتها متحشرجآ: اقول ايه
_ عايز اسمع موافقتك يا زهرة، ليا لوحدي
اجابته زهرة قائله بخفوت: ما انا قولت لصقر
_زهرة
رفعت عينيها لندائه الخافت بأسمها فا لم تستطع ان لا تمنحه تلك الامنيه ، التي لا يعلم كم تمنتها و اثرتها في نفسها.....فقالت: رايداك
اتسعت ابتسامته و قال مهللا: الله..الله دي احلي من كلمه موافقه اللي كانت عايز اسمعها منك
ثم اكمل بسعادة: و انا كمان رايدك يا زهرة... رايدك من زمان
،،،،،،،،،،،،،،،
ادخلت سعاد غرفة ابنتها بعدما انتهت من مكالمتها الهاتفيه، تسائلت سعاد : بتكلمي مين
جلست ايناس واضعه يدها علي رأسها غير محتمله ذلك الصداع : اخت مجد
ضربت سعاد علي صدرها بخوف و قالت: نهار اسود، اخت مجد اللي نعرفه يا ايناس
اجابتها ايناس بإيجاز: ايوة يا ماما مجد
_ ليه و جبتي رقمها منين، ايه بينك و بينهما عشان تكلميها
انتصبت واقفه و هتفت قائله : عشان الزفته اللي تحت دي، عشان صقر اللي بيروح من ايدي، عشان مش هافضل اقف اتفرج عليهم كده
اقتربت منها سعاد و قالت بمهادنه: طب بتعملي ايه نوريني
_ واحده صحبتي تعرف اخت مجد، قالتلها علي اللي حصل بين كارما و مجد يوم ما تاهت، داخله دماغه و عجباه و طبعا خايف يقرب من صقر ، وصلتلها انه كمان عاجبها و قدامه فرصه يقرب و يصلح اللي هببه معاها اول مرة
استنكرت سعاد فعلتها و قالت : و ده هايدخل علي صقر
ابتسمت ايناس بخبث و قالت : الشوف غير السمع و هو و شطارته
_ تقصدي مين؟
رفعت احدي حاجبيها و قالت : مجد
هتفت سعاد بقلق قائله : يا خوفي يا ايناس تعك علي دماغنا ..
اجابتها ايناس و قالت : يحصل اللي يحصل انا مش هاسيب حقي
يتبع.....
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق