القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية شظايا قلوب محترقة الفصل التاسع والثلاثون 39بقلم سيلا وليد

 

رواية شظايا قلوب محترقة الفصل التاسع والثلاثون 39بقلم سيلا وليد






رواية شظايا قلوب محترقة الفصل التاسع والثلاثون 39بقلم سيلا وليد 



القسم الثاني من الفصل التاسع والثلاثون 


في منزل إلياس، بعد ساعات من الاستعداد، تأملت انعكاسها في المرآة، أمالت رأسها قليلًا وهي تدور بجسدها، تتفحص نفسها بعيون يلمع فيها الرضا، بمنامتها الحريرية الناعمة التي تلامس بشرتها كهمسات عاشق، تنسدل على جسدها بتناغم فريد، تصل إلى أعلى ركبتها، تحتضن تفاصيلها بدقة، وأكتافها العارية فتزيدها فتنة، مررت يدها برفق على خصلاتها المتموجة الناعمة، ثم أمسكت بأحمر الشفاه القاني، مررته برقة على شفتيها، وكأنها تخط توقيعًا أخيرًا على لوحة عشق متقنة، تتخيله توقفت تجلب عطرها، نثرته بكثرة، تعرف أنه يثير جنونه، انتشرت رائحته في المكان، ثم استدارت وأطفأت الأضواء الرئيسية، وأشعلت الشموع ذات العطر الدافئ، فانعكس وهجها الرومانسي على وجهها، مما زادها سحرًا. أغلقت عينيها للحظات، وهي تستمع... تتنفس بصمت، تترقب صوت خطواته التي تشبه موسيقاها المفضلة، ذلك الإيقاع الذي يسرّع دقات قلبها قبل أن تراه، بعدما استمعت إلى صوت السيارة 


لم يطل انتظارها... فتح الباب ودلف إلى الداخل، توقّف للحظة، وعيناه تعكسان الدهشة والانبهار، كما لو أنه يراها لأول مرة، وقف، يتأملها كفنان مهووس بلوحته الأجمل، أو كعاشق أدرك أنه في قلب جنته، لم يستطع مقاومة فتنتها فتقدم، وكأنها مغناطيس يجذبه بلا مقاومة. اقترب منها حتى بات خلفها تمامًا، رفع يديه ببطء، ولمس ذراعيها بأطراف أصابعه، فشعر برعشتها التي لم تستطع إخفاءها، همس بصوت خافت حمل بين طياته كل أشواقه:

"عيد سعيد، ميرا، اوعي يكون دا كله احتفال بالعيد"


قالها  بأنفاسه الدافئة التي لافحت بشرتها، فارتجف جسدها استجابة له، قشعريرة لذيذة تسلّلت على طول عمودها الفقري، جعلتها تستسلم بين ذراعيه وكأنها قطعة موسيقية يعزفها بأنفاسه ولمساته، شعر باهتزازها بين يديه، فشدد من احتضانه، دار بها ببطء على أنغام الموسيقى، يهمس بكلمات الأغنية التي تصدح في المكان بصوته الخفيض العاشق.


رفعت رأسها نحوه، عيناها متعلقة بعينيه، وكأنهما مرآة تعكس كل المشاعر التي في داخلها. ثم رفعت ذراعيها ببطء، وأحاطت عنقه برقة، وقربت شفتيها من أذنه وهمست بابتسامة دافئة:

" كل عيد وانت معايا وجوا حضني ياالياس، اه بحتفل بالعيد لجوزي، زعلان ولا هتقولي هبل 

هز رأسه ومازالت عيناه ترسمها بشغف

- تؤ مش هبل، بس اتفاجأت ماتوقعتش منك كدا 

تلاعبت بزر قميصه حتى فتحت اول زر منه وداعبته بعيونها اللامعة وكلماتها الرقيقة

- ماهو انت مش مديني فرصتي ياحبيبي 

رفع حاجبه مرددا حديثها

-فرصتك!!..وياترى عايزة فرصتك في ايه 

مررت أناملها على زر اخر ومازالت تتلاعب بمشاعره قائلة

-عايزة أرقص... أنا سعيدة جدًا، اول عيد نكون لوحدنا مع بعض نفسي اعمل حاجة تسعدك"


توقف للحظة، وحدّق في عينيها بدهشة، وكأن هذه الكلمات تعني له أكثر،  فانخفض بصوت خافت ممتلئ بالشغف، سألها:

" الرقص هيسعدك ولا يسعدني؟"


أومأت برأسها برقة، ثم وقفت على أطراف أصابعها، وطبعت قبلة بجوار ثغره، ولمسته برقة حتى قضت على ثباته ، ثم نظرت إليه بعينيها السوداويتين التي اشتعلت ببريق خاص به وحده و تمتمت بدلال:

" مش هسعدك يعني، حتى ولو، طيب انا لازم أكون أسعد واحدة... مش وقعت إلياس السيوفي في حبي؟"


ابتسمت عيناه قبل شفتيه، ونطق بنبرة دافئة امتزجت بالسعادة و قال:

"وأنا أعترف بذلك... والاعتراف سيد الأدلة... إلياس بيحبك يا ميرو."

قالها واناملها تداعب جسدها برقة اذابتها 

أغلقت عينيها للحظة، وكأنها تريد أن تحفظ هذه اللحظة في قلبها إلى الأبد، ، هذه اللمسة، هذا الحب... فتحت عينيها لتجده ما زال يحدّق بها وكأنه يراها لأول مرة،  مرّت لحظات من الصمت، ولكن حديث العيون لم ينقطع، تريد أن يصرخ بحبها وليس بهمسه، ورغم ذلك اردفت

-بتحبني قد ايه 

-كتيير..قالها وهو  يسحب من جيبه صندوقًا صغيرًا، فتحه أمامها ببطء، وكشف عن عقد ماسي يتوسّطه اسمه محفورًا بدقة متناهية. رفعه أمام عينيها، ثم همس لها بحنان عميق:

"وعشان دايمًا أكون في قلبك... دي هديتي ليكي."


نظرت إلى العقد، ثم إلى عينيه، شعرت وبأن حبّه يلفّها كما يلفّ هذا العقد عنقها، ابتسمت بمكر، ومالت نحوه هامسة بدلال طفولي:

"هدية ولا عيدية؟ لازم توضح."


رفع حاجبه مستنكرًا، ضيّق عينيه وسأل بمكر مماثل:

"تفرق؟"


هزّت رأسها، واقتربت أكثر، وكأنها تزيد من إثارة مشاعره، همست بصوت خافت:

"لو هدية، هكون عايزة العيدية... ولو عيدية، هكون عايزة الهدية، وخلي بالك دا اسمك مش اسمي، متعرفش إن اسمك محفور كالوشم في قلبي، مش منتظرة هدية"

قلبته بين أناملها واكملت دلالها 

-لا محبتش الفكرة، عايزة ميرال جوا حروف إلياس، دي هعتبره عيدية، ياله اطلع بالهدية ولازم تكون بحبك ياميرا، وانا اصقف واقولك بعشقك ياقلب ميرا 

انت عارف دا شغل الافلام الابيض والأسود 


ارتفعت ضحكاته، بضحكة خافتة عميقة، فتح كفيه مستسلمًا:

"طيب... وفين عيديتي؟"


لم تمنحه فرصة للحديث أكثر، اقتربت منه ببطء، وضعت يديها على وجنتيه، مرّرت إبهامها على شفتيه، ثم طبعت عليهما قبلة عميقة، قبلة حملت كل حبها، كل شغفها، كل امتنانها لهذه اللحظة. ثم تراجعت بخفة، نظرت إليه بعينيها اللامعتين، وقالت بصوت ناعم:

"دي عيديتي لك."


طالعها بنظرات مبهرة وكأنه فقد القدرة على الكلام، فقط نظر إليها  يحاول استيعاب السحر الذي أغرقته به، اقترب منها، أمسك بخصرها ورفعها قليلاً، عانق عينيها وهمس بشغف:

"هتقدري تديني عيدية تساوي حبي؟"


وضعت جبينها فوق جبينه، لتمتزج أنفاسهما، وهمست بصوتها العذب:

"هحاول اعايدك بقلب ميرال، ولو بتحب ميرال، مستحيل تنساها."


ابتسم ابتسامة تحمل كل معاني العشق، سحبته برقة، وغيّرت الموسيقى إلى أغنية أخرى أكثر رومانسية، وبدأت تتمايل أمامه بأنوثة آسرة. كان ينظر إليها وكأنه يُحفظ تفاصيلها في ذاكرته، كل حركة، كل لمحة، كل نفس... لم يكن يريد أن يضيع أي لحظة منها..اقتربت مع تمايل جسدها تجذبه بدلال تهمس له كلماتها العاشقة، ليمرر أنامله على منامتها التي أنهكته بالكامل 


في الخارج، كانت رؤى تشتعل بغيرة لم تستطع كبحها. قلب يشتعل بالغضب، أنامل ترتجف بعنف، وصوت الموسيقى بداخل غرفتها تفقد سيطرتها،  ويذكّرها بالعشق الدفين، عضت على أناملها بغيظ تهمس لنفسها

-ليه مش انا اللي جوا، هي احسن مني في ايه، توقفت تدور حول نفسها

-بيعملوا ايه دا كله..تذكرت يوسف، فانسحبت إلى غرفته وجدت المربية تضعه بمخدعه

-سبيه انا هكون معاه


مرت  دقائق حتى كُسر سحر اللحظة بطرقٍ مفاجئ على الباب. استدار إلياس نحو الصوت، وأشار إلى ميرال :

"هشوف مين؟"


نظرت إليه، ثم سحبت روبها الحريري ببطء، تمتمت وهي تتقدم نحو الباب:

"ممكن يكون يوسف زهقان من نانا... خليك، أنا هشوفه."


توقف يرمقها بنظر اوقفتها صامتة، ثم تراجعت لفراشهما

فتح الباب وجد مربية ابنه تحمل يوسف الذي يبكي بشهقات

-يوسف معرفش ماله مش مبطل عياط

أشار إليه بالصمت واردف:

-إنت هنا شغالة علشان ايه، شغلك تسكتيه وتاخدي بالك منه، خمس دقايق ومسمعش صوته، ياإما تمشي واشوف له واحدة تعرف يعني ايه تربي طفل 

-ياله ارجعي لاوضته وشوفي شغلك، وممنوع تزعجيني تاني 

هرولت إليه ميرال بعد ارتفاع صوته، وتوقفت خلفه تجذبه من ثيابه 

-خلاص ياالياس أنا هشوفه

-كل سنة وانتي طيبة ياميرال..قالها بعدما اغلق الباب وتحرك للداخل 

ضغطت باسنانها على شفتيها قائلة:

-وباظت الليلة الله يخربيت اللي يكلمك يااخي


بعد أسبوع..

خرجَ من مكتبهِ متَّجهًا إلى المشفى التي يُحجزُ بها إسحاق، دلفَ للداخلِ وجدَ فاروق يقفُ بجوارِ أحدهما، ووجههِ لايوحي سوى بأنَّهُ فقدَ شيئًا عزيزًا، ظلَّ متوقِّفًا يراقبهُ إلى أن تحرَّك الرجلُ فاتَّجهَ إليهِ ودون حديثٍ تساءل: 

-أرسلان بقاله اكتر من أسبوعين ومش عارف أوصلُّه، ووالدتي قلقانة، أتمنَّى من حضرتك تعرَّفني إيه اللي بيحصل؟..

ظلَّ فاروق ينظرُ إليه بصمتٍ لبعضِ الدقائقِ..إلى أن فقدَ إلياس صبرهِ واقتربَ منهُ أكثر..

-فاروق باشا لو سمحت طمِّني على أخويا، أوَّل مرَّة تنقطع أخباره بالشكلِ دا..لوسمحت من فضلك.. 

-أرسلان مخطوف ياإلياس ومنعرفشِ من مين، وإسحاق الوحيد اللي يعرف خطِّ سيره، ودا في غيبوبة، كدا ارتحت.. 

التفتَ للخلفِ بعدما استمعَ إلى ارتطامِ شيئًا ثقيلًا على الأرض..


مساء الخير 


اولا كل سنة وانتم طيبين 

عيد سعيد عليكم جميعا

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع