القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ذلك هو قدري الفصل الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر بقلم مونى عادل

التنقل السريع

     رواية ذلك هو قدري الفصل الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر بقلم مونى عادل




    رواية ذلك هو قدرى الفصل الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر بقلم مونى عادل



    الفصل الثاني عشر 

    ذلك هو قدري 

    جلس مالك علي المقعد أمام وكيل النيابه وطلب منه أن يكونوا بمفردهم وافق وكيل النيابه وطلب منهم الخروج من الغرفه والانتظار في الممر في الخارج الي أن يأمر بغير ذلك صدمت هي وظلت تنظر له تحاول أن تستشف منه أي شئ قد يريحها ولكن ملامحه كانت مبهمه وغير واضحه سحبها العسكري من مرفقها لخارج الغرفه بينما فارس يقف في الخارج يتأكله القلق يدور في الممر أمام غرفة وكيل النيابة ينتظر أن تخرج ملاك وتطمئنه بأن كل شئ انتهي وأنها ستعود معه للمنزل وجد باب الغرفه يفتح وجميع من بالغرفة قد خرج ماعدا وكيل النيابة والرائد مالك الذي دخل منذ قليل 


    اقترب من ملاك يحتضن وجهها بين كفيه يسألها ما الامر فتحدث فارس بخوف وقلق قائلا


    ((هل انتهي التحقيق ))


    رفعت ملاك وجهها تنظر بداخل عينيه وهي تمسح عبراتها وتبوح بما في داخلها قائلا 


    ((لقد تعبت فكم أحقد علي غادة وعلي حب معتز الاعمي لها لو اخبرتك بانني لم استطيع ان اكرهه ساكون كاذبه وساذجه ومجنونه في ذات الوقت في كثير من الاوقات أشعر بأنني أكرهه واتمني من قلبي أن يعيش نصف ما عشته ..))


    ثم أجهشت في بكاء مرير فأخذ يمحي دموعها المتساقطة علي وجنتيها ثم أحتضنها يستند بذقنه علي رأسها ولم يستطيع أن يتحكم في دموعه أكثر من ذلك فتساقطت عبراته الواحدة تلو الاخري علي شعرها وهو يدعو الله أن تخرج ملاك من ضيقتها ويظهر الحق .... 


    بينما في داخل الغرفه كان مالك يتحدث مع وكيل النيابة ويوضح إليه كل ما في الامر ثم أخرج هاتفه من جيبه ووضعه أمامه علي المكتب يستمعوا إلي ما في الهاتف مرارا وتكرارا فكان التسجيل يحتوي علي صوت غادة 


    وهي تتحدث مع الطبيب قائله 


    ((  لما تتصل الأن اخبرتك أن تنتظر .))


    هدر بها وأكد عليها مصححا


    (( إن لم تقابليني في أسرع وقت فلن تتوقعي ما يمكنني فعله لقد عرفت عنكي كل شئ وأعرف بشأن تلك القضية فأنا وأنتي أكثر من يعرف بأن تلك الاتهامات ليست بها شئ من الصحه فأنا من كتبت ذلك التقرير وأنا من فعلت..))


    وأراد تكملة حديثه فقاطعته وتحدثت قائله 


    (( حسنا انتظر قليلا  لبضعة ايام وبعدها سأقابلك .))


    ا


    جابها ببشاشة ملامحه وبريق المنتصرين قائلا 


    ((  أريدك الأن سأبعث لكي العنوان في رساله فلا تتأخري   ))


    بينما كان يستمع وكيل النيابه للتسجيل تذكر مالك عندما طلب من صديقا له إخراج إذن بمراقبة غاذة والتجسس علي مكالماتها وطلبه لكشف كامل من شركة الاتصالات بمكالماتها حتي يستطيع أن يصل لشئ ما وها هو وصل لدليل قاطع يدينها ويبرأ ملاك 


    ما أن أنتهي التسجيل ظل يفكر وكيل النيابة ويربط الخيوط ببعضها البعض ثم تحدث قائلا


    (( أنا معك بأن هذا التسجيل قد يوضح بأن غادة علي علاقة بالطبيب وتأمرت معه علي الاقاع بملاك ولكنه لم يذكر أي شئ صريح حديثهم مبهم ولا يظهر ما يقصد به ، التقرير الطبي هو من كتبه ولكن لم يقول ما فعله بالتقرير ولكنها خطوة جيده لانه قد ظهر خيط جديد ربما يوصلنا لشئ في الايام القادمه وبناءا عليه ستخرج ملاك حتي نكمل التحقيقات .))


    ثم نادي علي العسكري ليدخلهم من جديد تركت ملاك حضن فارس وهي تأخذ نفسا قويا لتكن مستعده لما ستستمع إليه 


    دخلت للغرفه ووقفت تنظر للإسفل فلا تستطيع أن تواجهه وتنظر لعينيه الان فهي في موقف لا تحسد عليه شعرت بنظراته المسلطة عليها تشعر بأنها تخترقها فاطلقت نفسا مرتجفا وهي لا تتحكم بذرف دموعها المزيد والمزيد فرفعت ذراعها تدلك جبينها وقد شعرت بالصداع يفتك بها فتحدث وكيل النيابة قائلا


    (( ظهر شئ جديد وعلي أساسه ستخرجين لحين استكمال التحقيقات ))


    رفعت بصرها تنظر إليه بغير تصديق تفتح فاهها تشعر بأنها تحلم أدارت بصرها تنظر إليه وجدته مسترخي في جلسته يناظرها بسعادة فهمست من بين شفتيها قائله 


    ((شكرا لك ))


    أوما لها بعينيه ثم شكر وكيل النيابة وتحرك خارجا من الغرفة عندما مر من جوارها وقف ينظر إليها فتعلقت عيناها بعينيه لبعض الوقت ثم تنحنح وأكمل طريقه ليخرج من الغرفة ..


    في المدرسة الثانوية كانت تجلس بمقعدها شارده لا تستمع إليه وهو يقف أمامهم يشرح والجميع يصب كل تركيزه معه علي عكسها هي يتغاضي النظر إليها حتي لا يتشتت ويظهر بمظهر الابله أمام جميع طلابه ولكن وقعت عينيه عليها بدون قصد وجدها تخفض رأسها تنظر للأسفل لف شئ من الإمتعاض وجهه وهو يتذكر عدم ردها علي مكالماته والان ترفض النظر إليه والشرود علي أن تستمع لصوته فأقترب منها حتي وصل بجانب مقعدها فضرب بكف يده علي الطاولة أمامها قائلا 


    ((هلا أخبرتني فيما كنت أتحدث .))


    تشتت نظرها وبدا وكأنها تائهه فرفعت بصرها تنظر إليه بتوتر فتحدثت بخفوت قائله 


    ((أسفه لقد شردت ولم انتبه ))


    اؤما برأسه وتطلع فيها بعيون ساهمه بعذاب جليا علي ملامحه ثم تحرك ليعود ويكمل شرحه حتي تنتهي تلك الدقائق المتبقيه ليخرج من الفصل ويستطيع التنفس براحة..  


    ظلت تعمل طوال الوقت بذهن مشتت تفكر في ملاك وإلي أي مدي وصلت قضيتها حاولت الاتصال عدة مرات بفارس ولكنه أجابها في مرة من تلك المرات قائلا 


    (( مي لا استطيع التحدث الان لو جد جديد ساحدثك فكفي علي الاتصال كل دقيقه ..))


    أجابته بكلمه واحدة قائله (( حسنا ))


    فما أن اجابته بحسنا حتي اغلق المكالمه وجدث من يقف أمام مكتبها والجمود في ملامحه ازداد قساوة وهو يهدر فيها بينما يجلس أمامها علي المقعد بخشونه 


    (( مع من تتحدثين حتي يجعلك  لا تشعرين بوجودي ))


    شعت مقلتاها كطلق ناري وتحدثت من بين أسنانها بغضب قائله 


    (( عدنا للغطرسة من جديد فما دخلك أنت لتسألني ))


    تجلد وجهه بالصرامه ليغمغم بحزم قائلا


    (( مازال لسانك طويل ويحتاج قصه فانا اجاهد لاشرح لكي ما حدث قديما بينما انتي لا تريدين  ))


    عقدت حاجبيها وهي تلوي فمها بوجوم قائله


    (( إبتعد عن حياتي يا سليم فما تفعله لن يجدي نفعا ))


    تحجرت عيناه وهو يرمقها بنظرات غاضبه ثم تحدث قائلا


    (( سمعت بانك ستحضرين عشاء العمل الليله ))


    اومات بملامح متسلطه واجابته قائله


    ((نعم هل لديك مانع ))


    ابتسم بقسوه وبرقت عيناه فتحدث بعنجهيه  قائلا 


    ((نعم لدي ستعتذري عن الحضور ))


    اجابته بإنفعال قائله  


    (( لن اعتذر وساحضر فمن انت لتخبرني بما علي فعله ))


    تحدث ببرود وهدوء عكس النيران التي تخرج من مقلتيه قائلا


    (( حسنا كما تريدين ولكن لا تلؤميني علي ما سافعله وقتها ))


    إبتسم بقسوه وهو يري إنكماشها إما هي فقد شعرت بالقشعريره إجتاحتها فهي تخشاه وتخشي نظراته التي يرمقها بها ...


    بعد القليل من الوقت أحتضنها وأخذ يدور بها يبكي ويضحك بذات الوقت لا يصدق بأنها خرجت وبين ذراعيه أنزلها علي الارض وأحتضنها بقوة يتنهد بصوت مرتفع ثم جرها من ذراعها وهو يركض لتجاريه هي وتركض خلفه فما أن خرجت من مقر النيابة وقفت مكانها فأستدار ينظر إليها ولما توقفت وجدها تنظر حولها بإبتسامة هادئة ثم رفعت بصرها تنظر للسماء وتتمتم بالشكر لله .


    كان جالسا في سيارته ينتظر أن يراها للمرة الاخيرة وجدها تخرج مع أخيها تركض تبدو سعيده فملامحها قد تغيرت في لحظة واحدة لتصير أجمل وقف يتابع حركاتها وتغير ملامحها من الضيق للسعادة للحزن وجدها تصعد لسيارة أجره وتتحرك السيارة وهي تنظر من نافذتها الزجاجيه فما أن أختفت من أمامه حتي تحرك بسيارته وأطلق العنان لها ليعود لعمله من جديد ...


    أخبرت زوجها بأنها تريد الخروج لمقابلة صديقتها فوافق معتز وهل يستطيع الرفض ، كانت في طريقها للخروج عندك سمعت والدة زوجها وهي تبكي وتدعوا أن تخرج إبنتها وأخذت تحسبن علي من كان السبب فيما حدث لإبنتها فإتجهت إليها كالإعصار ووقفت إمامها ترمقها بنظرات غاضبه ثم أردفت بتحدي آسر بحدقتيها قائله 


    (( أدعي كما تشائي ولكن تاكدي بأن ملاك لن تخرج وأنتظري قليلا لتري ما سأفعله بهم جميعا .))


    رفعت والدة زوجها سبابتها أمام عيناها محذره بوعيد قائله


    ((إياكي والاقتراب من أبنائي مجددا صدقيني لن اتواني عن قتلك .))


    دفعت ذراعها بقوه وهي تبتسم ثم تخصرت يدا غادة هي تقول 


    (( لا تستطيعي أن تقتلي حشره لتتشدقي الان بأنكي ستقتليني سأفعل ونري ما يمكنك فعله .))


    ثم رمقتها بنظرة مستهزئه واكملت قائله 


    ((أنظري لنفسك كيف ترتجفين اعلم بأنه ليس خوفا وإنما السن .))


    جحظت عيناها بصدمة من وقاحتها معها فاستدارات غادة تتحرك بغنج امامها وكأن شئ لم يحدث ولم تتطاول علي والدة زوجها .. 


    صرخت تحاول أن تدافع عن نفسها وهي تتلقي الصفعات والضرب والسب فلم تستطيع انت تتجاوز ما يحدث معها ما دامت علي قيد الحياه ينظر إليها والدها بنظرة مليئه بالغضب ثم يصفعها مجددا ومجددا  فكانت تتلقي الصفعات وتصمت دون مقاومة تذكر حتي خارت قواه وجلس علي طرف الفراش يستند بذراعيه علي ركبتيه يحتضن رأسه بين كفيه ينظر للاسفل يفكر حتي لو أنه لا يصدق تلك الصور فكل من في الحي يصدقها كيف سيبرأ ابنته أمامهم أخذ ينتحب بينما هي جالسة علي أرضية الغرفة بشعر منعكش ووجنتين محمرتين من أثر تلقي الصفعات وخيط دماء رفيع يسيل من جانب شفتيها بجانبها والدتها  تحتضنها لا يعنيها كل ما تلقته من والدها تعلم بأنه يصدقها ولكنه صدم وغضب فأخرج غضبه منها فيها ظلت علي حالها تنظر للفراغ تفكر أن تنهي حياتها ليستريح الجميع منها فبعد تلك الفضيحة لن تستطيع العيش بسلام بعد الان..

    الفصل الثالث عشر 


    وصل فارس وملاك للحي والسعادة تغمرهم فأخيرا خرجت ملاك لم يجيب علي أي اتصال ورد إليه من عائلته تجاهل اتصالات الجميع منذ الصباح ثم اغلق هاتفه فلو كان قد اجاب علي الهاتف لم يكن ليستطيع أن يخفي سعادته الظاهرة في صوته وكان ليخبرهم بما حدث مع ملاك ولكنه اراد أن يفاجئهم بعودتها ويري رد فعل معتز وزوجته علي خروجها ولكنه لن يتطرف لاخبارهم بما اخبره المحامي به عن تلك العلاقة بين الطبيب وغاده وعن ذلك التسجيل حتي لا تأخذ احتياطاتها يصبر نفسه بأن الوقت قد اقترب لمغادرتها حياتهم جميعا لينعموا بالراحه والسلام ..


    وقفت سيارة الاجره علي مقربة من المنزل فخرج منها ووقف يعطي السائق امواله وخرجت ملاك فوقفت تنظر للحي والمنزل وكأنها غائبة منذ اعوام ..


    تحركت سيارة الاجرة مغادرة للحي فنظر حوله للجمع الذي وقف يرمقه بنظرات غاضبه يثرثرون ويتهامسون بينهم فسمع بعض كلمات من حديثهم ولكنه لم يفهم ما يقصده هؤلاء فتحدث سيدة بإستنكار قائله


    ((يفعل فعلته مع الفتاة ثم يتركها لتلاقي مصيرها من والدها وهو لا يعنيه الامر .))


    نظر للمراة بتوجس لا يفهم ما ترمي إليه فتحدث بصوت اجش قائلا


    ((ما الامر ))


    انفلتت اعصاب احد الرجال وهو يزعق بغضب مشتعل قائلا


    (( لا تعرف ما الامر لقد خدعت تلك الفتاة واوقعتها في شباكك حتي سلمت لك نفسها ثم غدرت بها وارسلت صورها لجميع هواتف من بالحي لقد فضحت الفتاة يارجل ولكن كما تدين تدان فأنت لديك اخوات وستراه علي مرا عينك .)) 


    دار ببصره في الوجوه من حوله لا يفهم ما يتشدق به ذلك الرجل فنظر لملاك يستشف منها لعلها فهمت شيئا وتستطيع اخباره ما الامر وما الذي يتفوه به ذلك الرجل وجد والدته واخواته يخرجون علي اصوات من بالخارج رأوا ملاك فلم يصدقوا بأنها واقفة امامهم أقتربوا منها يحتضنوها الواحده تلوي الاخري ثم انتبهوا لفارس وهو يتحدث مستفسرا قائلا 


    ((من تقصد بالشاب الذي تضحك علي الفتاة وغدر بها ومن تلك الفتاة فما شأني انا بكل ذلك .))


    انتفض الرجل يقول بتاكيد 


    (( يكفي يا رجل لقد صدقتك لا تعلم من المعني بالقصه انت هو المعني والفتاة لم تكن إلا ليال ستتسبب في مقتل الفتاة علي يدي والدها ولكن لينتقم الله منك ومن اخواتك.))


    رفع فارس سبابته أمام الجميع يحذرهم بوعيد من التفوه بكلمة واحدة في حقه او حق ليال وقد امتقع وجهه فتحدث بنبرة حاده قائلا 


    ((لا اريد ان استمع لكلمة واحده في حقي او حقها فإذا كنت انا او هي فالجميع يعلم من نحن وما هي اخلاقنا فكيف تشككون في تربيتنا .))


    اقترب منه شاب واعطاه هاتفه لينظر بداخله نظر فارس لما يحتوي عليه الهاتف وجد صور عديدة لليال في وضعية مخله وهو معها في بعض الصور ولكن تلك الصور ليست بها شئ من الصحه ليست حقيقية فهي واضحة للاعمي فكيف يصدقونها ويلوثون سمعة فتاة نقية وشريفه ليجعلوها ممسحة للارض .


    رمي الهاتف علي طول ذراعه ليرتطم بالارض ويتهشم لعدة قطع وتحرك ذاهبا بإتجاه بيت ليال يطرق علي الباب بعنف ففتح والدها الباب وهو منكس رأسه فلا يجرؤ علي رفع رأسها بعدما فضح في الحي يعلم بأن فارس ليس له ذنب وان تلك الصور مركبه ولكن لمن يشرح ذلك فالناس ليس لديها استعداد لتستمع لشئ وتعترف بالحقيقة .


    ثحدث فارس بصوت مرتفع وهو يشدد علي كلماته محذرا لمن يتفوه بكلمة واحدة من بعده في ذلك الامر 


    (( كما قلت من قبل تلك الصور ليست حقيقيه ولكني سأخبركم بشئ ومن يريد ان يقف في وجههي بعد ذلك فليفعل .))


    وقف يهدء من وتيرة انفاسها المشتعلة بالغضب واكمل قائلا 


    (( منذ اليوم ليال في حكم خطيبتي وقريبا جدا ستكون زوجتي ومن يمسها بكلمه لن اتغاضي عنه ولن اسامح في حقها فهي صارت من حرمة منزلي .))


    بينما هي جالسه علي وضعيتها كما هي بشعر منعكش واثار الصفعات علي وجنتيها وخط دماء قد جف بجانب شفتيها فلم تتحرك من مكانها منذ أن حدث ما حدث حتي دموعها قد جفت فلم تعد تبكي تفكر في شئ واحد وهو إنهائها لحياتها فما ان استمعت لما تحدث به فارس ودفاعه عنها أخذت تنتحب بشدة لا تعرف من اين اتت تلك الدموع الان فلما الان يريدها بعد ان تلطخت سمعتها في الحي لو كانت في وضع اخر لكانت رقصت من فرحتها بإرتباطها به ولكنها الان مكسورة ومذلولة امامه فهو من انتشلها من فضيحة كانت لتلاحقها طوال عمرها وتلاحق عائلتها .


    وقف والدها ينظر إليه بإمتنان لا يعرف بما يجيبه هل يشكره علي مبادرته ووقوفه بجانب ابنته في تلك الازمة ام ماذا يفعل بدأ الجمع في المغادرة وتحرك فارس ايضا ليدخل منزله بغضب فها هما يمغصون عليه فرحته بعودة ملاك يبدو بانه ليس مقدرا له الراحه. 


    دب فارس ارضية المنزل بحذائه يقف في منتصفه وهو يهتف قائلا


    (( غادة اخرجي إلي هنا في الحال اعلم بانك خلف ما حدث فلا تستنزفي صبري لتجبريني ان افعل ما قد اندم عليه قلت اخرجي إلي هنا . ))


    اقتربت منه والدته وهي تربط علي كتفه قائله 


    (( ليست هنا يا فارس لقد خرجت منذ وقت ولم تعود بعد استحلفك بالله ان تهدي .))


    رفع كفه يمسح وجهه وهو يزفر أنفاسه المشتعلة بالغضب يحاول ان يهدا ويتحكم في غضبه حاول الدفاع عن نفس وشرح ما حدث لوالدته ولكنها لم تسمح له بالتفوه بشئ بخصوص ذلك الامر فهي واثقة فيه وفي تربية ليال فأحتضنها بقوه يريد ان يختفي بداخل احضانها واسترسل بهمس قائلا 


    (( لما يحدث معي ذلك فلم استطيع ان ارتاح من شئ ليظهر غيره فلما قدري متعبا بهذا الشكل .))


    اجابته والدته بهدوء وهي تربط علي ظهره قائله


    (( لان ذلك هو قدرك يا فارس فليس هناك مفر من القدر .))


    اقتربوا منهم اخواته وشاركوهم في ذلك الحضن ينظرون لبعضهم البعض بحب فدعت والدتهم الا يصيبهم مكروه وان يظلوا دائما قبضة واحده ..


    دخلت مندفعة من الخارج غاضبة فوقفت تستند علي باب المنزل فهي كل مدي توقع نفسها أكثر من قبل ارادت فارس ولكنها حصلت علي معتز ارادت تدمير ملاك لانها تغير منها فلطلما كانت اجمل منها فاطلقت عليها الشائعات بانه عانس ونحس لتبعد عنها الخطاب ، وليكتمل حظها ونحسها هي بذلك الطبيب الذي اصر علي مقابلتها وان لم تفعل وتذهب إليه سيكشفها امام زوجها والجميع فذهبت مضطرة لتخرج من عنده إمراة خائنه خانت زوجها من أجل اللاشئ .


    همست لنفسها كمن تتحدث مع احدا وتنتظر منه ان يجيبها قائله 


    (( لما انت غاضبة يا غادة لقد عرضت نفسك من قبل علي فارس وهو من رفض بينما ذلك الطبيب هو من يرغب بكي ويريدك فلما الغضب الان .))


    نزلت دمعاتها بصمت واجابت نفسها قائله 


    (( لانني لم احب احدا في حياتي غير فارس ودائما ما كان يرفضني فلم اجد امامي غير معتز يرغب بي ويريدني وافقت عليه لاكون بجانب فارس لعله يشعر بي يوما وما فعلت ما فعلته مع اخواته إلا غيرة منهم ومن حبه لهم واهتمامه بهم أردت نصفه فقط ، نصف ذلك الحب والاهتمام منه هو لا من غيره .))


    رفعت اناملها تمسح دمعة قد خانتها ونزلت من طرف عينيها تزفر انفاسها لتهدا وتعود غادة التي لا يعنيها احدا فلن تسمح لنفسها ان تضعف ويري أي كان دموعها جرت قدميها تتحرك للداخل لتقف مكانه وقد جحظت عيناها من الصدمة وفتحت فاهها غير مستوعبه ما تراه امامها هل تتوهم وجودها في المنزل أم هي هنا حقا رمشت بعينيها عدة مرات لتخرج من صدمتها وازداردات ريقها بتوتر ثم تحركت لتقف علي مقربة منهم وتحدثت وهي تضغط علي اسنانها من كثرة غضبها وغيرتها عندما رات فارس محتضن اخواته يغدقهم بحبه وحنانه قائله 


    (( كيف خرجتي .))


    اجابتها ملاك من بين اسنانها المطبقه بحقد وغل قائله


    (( اخلوا سبيلي فلما تسألين الان وكأنك متاكدة بانني السبب في فقدانك للطفل فأنت أكثر من تعلم بأنني لم افعلها ))


    تحدث بإنفعال قائله 


    ((انتي السبب في فقداني لطفلي ولن اسامحك ))


    ثم بكت وصوت شهقاتها يتصاعد صدموا من رد فعلها وتبادلوا النظرات بينهم فغادة مهما يحدث معها لا تذرف دموعها امام احد ولا تظهر ضعفها لدرجه بانهم شكوا بأنها قد تكون لديها شعور بينما هي كانت تشعر بتمزق قلبها وانطباق قفصها الصدري مما اشعرها بالاختناق فلا تعرف ما سبب بكائها ولكنها تشعر بأنها وحيدة ومنبوذه كم تشعر بالغيرة منهم جميعا .


    تقدم ووقف امامها مباشرة فقد انفلتت اعصابه وهو يتابع عرضها المسرحي فأطلق العنان لحديثه المكتوم في داخله قائلا


    (( يا لكي من أفعي تفعلين فعلتك وتظهرين بوجه اخر وكانكي لم تفعلي شيئا لم احتقر احدا في حياتي مثلك منذ أن وضعتي قدمك بداخل منزلي دمرتي كل شئ فلم تكتفي بتدمير معتز وتغيره من ناحيه اقرب الناس إليه بل تجرأتي علي ملاك ورسمتي خطة دنيئه لتزجي بها في السجن ومي ووالدتي والكلام المسموم الذي اسمعتيه إليهم واليوم اكتشف بانكي اوقعت بليال ايضا اخبريني ما الذي يتوجب علي فعله معكي الان فقتلك لن يفيدني بشئ لانه بكل بساطة لن يبرد النيران المشتعلة بداخلي .))


    استدار ليعود حيث والدته واخواته ولكنه استدار إليها من جديد عندما أستمع إليها وهي تحدثت ببجاحة وبكل بساطة وكأنها لم تفعل شيء قائله 


    (( أنت هو السبب في كل ما فعلته تعلم بانني لم احب سؤاك ومع ذلك رفضتني فلم اجد امامي غيره لاكون بجوارك ولكنك استمريت برفضي فأنت من اوصلني لما اصبحت عليه .))


    ما ان استمعت والدته واخواته بما تفوهت به بكل بجاحه وكأنها تتحدث عن شئ بسيط لا عن خيانة زوجها وتلقي باللوم علي فارس لانه لم يطيعها في ذلك شهقوا وزهلوا من تربيتها الدنيئه .


    اشاح فارس بوجهه بعيدا عنها ما ان شعر بغضبه يزداد وعينيه تحمر كالجمر ليجد معتز يندفع إلي الداخل ينظر إليها بتشكيك يريدها ان تنفي ما استمع إليه كان قد ات واستمع لكل شئ استمع لإعترافها ولكنه لا يصدق يتمني لو تنكر ما تفوهت به سيصدقها لو انكرت 


    اعمي الغضب النابض بعين غادة من التركيز في قسمات وجهها فتحدثت بصوت غاضب وقلب ممزق قائله


    (( لقد استمعت لكل شئ ولكن دعني اقولها بكل بصراحة دون تجميل او كذب انا اكرهك يا معتز واتمني لو لم اتزوجك يوما .))


    ثم ابتسمت وكأنها تقول له حظ اوفر المرة القادمة وقع تلك الكلام من شفتيها عليه قاسية جدا شعر بان كل حرف قالته وكأنه خنجر مسموم يطعنه فرفع كفه ليسقط علي وجنتيها بصفعة قويه ثم تحدث بخفوت قائلا 


    (( لما لقد وقفت أمام عائلتي من اجلك لقد احببتك وكانني لم احب احدا قبلك فلما هل هذا جزائي ))


    اجابته بإباء وبرود قائله 


    (( لما تريد ان تعرف لانك لم تكن مثل فارس لقد شعرت معك بانني المتحكمه في كل شئ فانا لم اكن اريد هذا اردت رجلا حقيقيا وانت لم تكن رجلا بما يكفي .))


    اندفع يكيل إليها الكثير من الصفعات والسب والضرب في سائر جسدها حتي وقعت علي الارض وهو يكمل عليها رفعت عينيها تنظر لفارس فلم تزيح بصرها من عليه فأقترب فارس يبعد معتز عنها بينك والدته واخواته يكتفون بوضع المتفرج فقط فهي تستحق ما تتلقاء من معتز الان وقف معتز يهندم ملابسه بعد تلقينها درسا قاسيا توجه بحديثه إليها يحلها منه ويخبرها بانها لم يعد لها وجود بينهم ..

    الفصل الرابع عشر 

    تحاملت علي نفسها ووقفت تتجه لغرفتها تجمع اشيائها خرجت بعد القليل من الوقت تحمل حقيبتها وقفت تنظر لفارس واخواته يجلسون بجواره بينما معتز يجلس وحيدا يستند بمرفقيه علي ركبتيه يخفي وجهه بين كفيه شعر بها وبالسهام المشتعلة المصوبة تجاهه رفع رأسه ينظر إليها بحقد وغضب للحظه شعرت بالخوف وصارت رجفة في سائر جسدها تمالكت نفسها وشمخت بذقنها عاليا تواجهه تمنحه نظرات مباشره لا تظهر خوفا ولا تردد فيما تفوهت به .


    اشاحت غادة بوجهها عنه ثم تحركت بإتجاه باب المنزل فما أن اقتربت من الباب وجدت من يطرق عليه بعنف فأقتربت تدير مقبضه تفتحه وقفت مذهولة ومصعوقه تنظر لمن كان يطرق علي الباب بخوف ظاهر علي محياها أستدارات ببصرها للخلف تنظر لمعتز الذي كان قد وصل ووقف يتابع الوضع دون التطرف للتدخل  .


    وقف يستمع للضابط وهو يسأل عن غادة وما أن اخبرته بأنها هي سحبها بعنف وزج بها بداخل سيارة الشرطه بينما معتز ظل واقفا مشتتا لا يعرف ما عليه فعله هل يذهب خلفها ويفهم الامر ام يتركها لتلاقي مصيرها بمفردها استمع لصوت فارس وهو يتحدث قائلا


    (( من كان يطرق علي الباب ))


    اجابه معتز بصوت مختنق قائلا


    (( انها الشرطة وقد اوقفت غادة ))


    همهم فارس بكلمات غير مسموعه ثم وقف بإباء واضعا كفه في جيبه يدعي التفكير ثم تحدث ببرود قائلا


    (( ألن تعرف ماهو السبب الذي اخذتها الشرطة من اجله ))


    كان صدره قد بدأ يهبط ويعلو بإنفعال وعقلة يفكر بأكثر من اتجاه فأردف قائلا 


    (( لا اعرف لم اسأل وعندما سألت هي كان رد الضابط عليها بأنها ستعرف عندما تصل للقسم .))


    تحدث فارس وهو علي نفس هيئته يتحدث بالبرود ذاته قائلا


    (( الن تذهب لتعرف ما الامر فهي مازالت في حكم زوجتك امام الناس ))


    تحدث معتز بتوهان لاول مره لا يعرف ما عليه فعله فقال 


    (( لا اعرف لا اعرف ماذا افعل ))


    ذهب فارس مع معتز إلي قسم الشرطه فمهما يحدث بينهما هو اخيه أراد أن يكون بجواره عندما يعلم بان زوجته قد ظلمت ملاك ولفقت لها جريمة لم تقترفها ..


    في قسم الشرطه كان فارس ومعتز يجلسون امام الضابط يخبرهم بتهمه غادة ويطلعهم علي التسجيلات التي دارت بينها هي والطبيب ثم دار ببصره ناحيه معتز وتحدث قائلا


    (( هناك شئ اخر اريد اطلاعك عليه لتري إذا ما كنت ستتخذ موقفا أم ستتستر علي الموقف .))


    نظر معتز لفارس باستغراب وهو متجهم الملامح ثم تحدث بإضطراب والم قائلا 


    (( ما هو ذلك الشئ ))


    اخبره الضابط بخيانه غادة له مع الطبيب وان كل شئ مصورا بالصوت والصورة وإذا ما كان يريد اتخاذ إجراء قانوني ضدها ورفع دعوة زنا أو سيفضل التستر عليها ويتعامل كأن شئ لم يكن ..


    ما ان بدا الضابط حديثه بدات نبضات قلب غادة تتسارع وشفتاها ترتجفان وقد فرت كل الالوان من وجهها الذي لم يعد نابضا بالحياة وهي تستمع لما يخبره به فلم يعد هناك مجالا للتجاهل او التجاوز في حقوق الغير منذ اليوم حاولت أن تتماسك ولكنها فشلت ودون وعي منها كان جسدها يرتجف ودموعها تنزلق من عيناها قبل أن تتحول لشهقات بصوت مسموع ..


    حاول أن يقترب منها أراد قتلها ولكنه لم يستطيع فما أن وقف حتي خانته قدميه وسقط يرتطم بالارضيه اقترب منه فارس بفزع بينما طلب الضابط سيارة اسعاف بسرعة قصوي ، وقفت هي تراقبه وهو ملقي علي الارض لا تنكر بأنها لا تشعر بأي شئ تجاهه ولكنها الان استيقظ ضميرها تعترف بأنها دمرت حياة اكثر من شخص بدون وجه حق ..


    في المشفي كان فارس يمشي في الممر الضيق امام غرفة الطواري ذهابا وايابا ينتظر ان يطمئنوه باي خبر عن معتز فتح الباب وخرج الطبيب ووقف امامه يحدثه بتعاطف قائلا


    ((  يبدو أن المريض قد تعرض لصدمة قويه سببت له شلل نصفي ادي لفقدانه النطق .))


    ازدرد ريقه بصعوبه وتحدث بصوت مختنق قائلا


    (( عن من تتحدث انت ))


    تنهد الطبيب ثم قال 


    (( عن المريض الذي يقبع بالغرفه في الداخل عنده شلل نصفي وفقدان في النطق ))


    ما أن انتهي الطبيب من حديثه حتي أمسكه فارس من تلابيبه يهزه بقوة يسب الطبيب و يلعن غادة فقد فقد أعصابه حاول الطبيب ان يسلت كفاي فارس بعيدا عنه يخبره بأن لا ذنب له بما حدث فهو طبيب وقد شخص الحاله لا اكثر  ، هدي فارس قليلا وابتعد عن الطبيب يحاول رباطة جاشه والتحكم في اعصابه قبل أن يذهب ويراه فمهما يحدث بينهما سيظلوا اخوة يجمعهما رابط دماء ..


    كان مالك يتمشي بداخل السجن يتفقد المساجين فما أن وصل لزانزانتها وقف امامها وشرد يتذكر هيئتها المذعورة والخائفة ، دائما ما كان يراها جالسة في زاوية من زوايا الغرفة منعزلة عن الجميع إما ان تكون تبكي أو تكون تدعو تذكر عندما رأها لاول مرة بجوار سيارة الترحيلات وهي واقفة تحت المطر تستقبله بإباء فما أن وقعت عينيه عليها شعر بأنها بريئة مهما كانت جريمتها فقرر مساعدتها لإكتشاف الحقيقه لو فكر للحظه بأن معرفه الحقيقة ستتسبب في خروجها وإبعادها عن ناظريه لم يكن ليفعل حتي تظل امامه دائما ولكنه قد عزم امره وقرر أن يذهب ويطلب يدها ولكن لينتظر بضعة ايام بعد ..


    تحتضنها والدتها بقوه فما أن أتت للمنزل ووالدتها لا تريد تركها للحظه رفعت ملاك رأسها من داخل حضن والدتها قائله 


    (( أمي هل توافقين علي زواج فارس من ليال فأنتي لم تتطرفي للحديث في الامر .))


    أطلقت والدتها نفسا عميقا ثم قالت بصوت مبحبوح 


    (( لطلما تمنيتها لفارس فلم أفكر في عروسا له غيرها ولكن يحزنني ما حدث وتلك الفضحية التي حدثت فليجازي الله من كان السبب .)) 


    ابتسمت لها ملاك بحب وقالت 


    (( لا تحزني فالناس تنسي سريعا ولكن هي لم تنسي ذلك الموقف مدامت تتنفس سيترك اثرا بداخلها سيئا أتمني من قلبي أن تتجاوزه سريعا))


    استمعوا لصوت المفتاح في الباب فترقب الجميع للاخبار التي يحضرها فارس ومعتز بينما توترت ملاك تريد ان تعرف ما حدث مع غاده فعندما اخذتها الشرطة وغادرت قرر معتز الذهاب للقسم ومعرفة سبب توقيفها فلم يوافق فارس أن يتركه يذهب بمفرده وذهب معه ليكون بجواره في وقت شدته وجدوا فارس يدخل عليهم في مجلسهم يدفع الكرسي المتحرك بينما اسرعت والدته واقفة تقترب منه بقدمين خائنتين وارتمت بجواره تبكي ممسكة بكفه بينما كفها الاخري تضعها علي صدرها وملاك واقفة تناظره بحدقتين متسعتين لا تستطيع الاقتراب او البعد شعرت بدموعها تنزلق علي وجنتيها فرفعت اناملها تتحسسها نعم تبكي من اجله لقد فعل بها الكثير ولكنه أخيها لم تستطيع أن تكرهه او تحقد عليه تمنت من قبل أن يلقي نصف مصيرها وما فعله معها هو وزوجته ولكن كان ذلك في وقت حزنها والمها هل كانت ساعة استجابة ليتقبل الله منها ما تمنت اقتربت مي تجلس بجوار مقعده من الناحية الاخري وتبكي بكاء مريرا واخواته التؤام لم يكن حالهم افضل منهم ..


      تحدثت والدتها من بين دموعها بصوت متحشرج قائله


    (( ما به معتز يا فارس ))


    اجابها معتز بحزن وقد فرت دمعة من عينيه قائلا


    (( لقد صدم عندما عرف بانه ظلم ملاك وان غادة هي من اجهضت طفله بالاتفاق مع الطبيب فلم يستطيع ان يقف علي قدميه ولكن اطمئني فالطبيب قد اخبرني بأنها مسأله وقت وسيتحسن عما قريب .))


    احتضنته والدته بقوه وهي تجهش في البكاء ليبكي هو ايضا علي ما طاله وما وصل إليه نظر ناحية ملاك بندم ظاهر يريد أن يتشدق بالكثير ويعتذر من الجميع ولكنه لا يستطيع النطق بالكلمات تخرج منه همهمات غير مفهومه ليبكي الجميع علي الحالة التي وصل إليها معتز رفع رأسه قليل ولثم جبين والدته ودموعه تنزلق ندما وحسرة علي وجهه ..


    كان سليم جالسا علي طاولة العشاء يترقب باب المطعم ينظر بإتجاهه من وقت للاخر كان مشتتا مترقبا ليري ما إذا كانت ستعانده وتتحداه وتاتي أم ستستمع لما قاله وتنفذ ما اخبرها به فلم يستمع لكلمة من حديثهم ..


    مديرها كان غاضبا منها ويتوعد لها بأنها لن تستمر في عملها لانها فتاة مستهترة لا تهتم بعملها ولا بما يطلب منها اندمج مع الجميع وترك ما يتوعد به للغد ..


    مر الوقت وانتهي العشاء وغادر الجميع فجلس سليم بإريحيه اكثر يرجع ظهره للخلف سعيد ومنتشئ من عدم حضورها يفكر بأنها خشت منه وقلقت من ان ينفذ تهديده لها ثم وقف يخرج من المطعم متجها حيث سيارته ..


    في ساعات الليل المتأخره دخل فارس لغرفة ملاك ليراها مستلقيه علي الفراش شاردة في نقطه معينه عينيها حمراء من كثرة البكاء ونظراتها بحر من الحزن تحرك وتقدم بإتجاهها لتبتسم له بألم ما أن رأته لينحني ويطبع قبلة أعلي رأسها أغمضت عينيها ودموعها تتساقط من بينهما فتحدث فارس قائلا 


    ((إلي متي ستظلين تبكي أنتي فقط تزيدين وضعك سوءا يكفي بكاءا من اجلي ..))


    نظرت إليه ملاك بألم وعجز تحاول إخراج الكلامات من بين شفتيها لعله يفهم ما تعانيه أو ما تشعر به من النيران التي تحرق قلبها فما اصعب رؤيتها لمعتز علي تلك الهيئة وهي تشعر بأنه السبب فيما حدث له فلا تعلم بأن سبب مرضه معرفته بخيانة زوجته ..


    تحدثت بنبرة حزينه والدموع تملي وجنتيها قائله


    (( لست غاضبة منه فأنا اسامحه علي ما فعله معي من قبل أن اخرج ولم انساه في دعائي صدقني دائما ما كنت ادعو له أن تكون معرفتة لحقيقة غاده غير مؤلمة له ولكن دعائي لم يستجب واستجاب شئ اخر قد تمنيته في وقت غضب لذلك اشعر بانني السبب فيما حدث له لتكن معرفته لحقيقتها امرا مصدما كاد ان ينهي حياته .))


    اجتذبها فارس ناحيته يحتضنها ويبثها حبه و حنانه يخبرها بان القادم اجمل وان الله سيراضي الجميع بأشياء تبكي لها العين فرحا ويرقص لها القلب طربا..


    تشرق شمس يوم جديد لتضئ اركان الحزن المعتمة في حياتنا. 


    اغمضت ملاك عينيها التي تقطر حزنا ثم استدارات تمضي نحو غرفة معتز لتجعله يستيقظ ويتناول الفطور معهم.


    اقتربت من باب غرفة نومه وكلها رهبة لا تعلم سببها ازدردت ريقها وهي تطرق علي الباب تستئذن قبل ان تفتح الباب ثم فتحت ودخلت وقفت تنظر إليه وهو مستلقي علي الفراش لا حول له ولا قوه اقتربت منه ووقفت تتامله فوقعت عيناها علي الكرسي المتحرك بجوار الفراش انزلقت دمعة من عيناها لتمحيها سريعا ومالت عليه تحاول جعله يستيقظ ظلت تنادي اسمه بخفوت إلي ان فتح عينيه ببطء شديد فما ان راها واستمع لصوتها تخبره بأنها ستساعده ليخرج من غرفته ويجلس معهم يتناول فطوره همهم معتز ببعض كلمات لم تفهمها ملاك ثم سرعان ما بكت عند رؤيتها لدموعه فلم تقصد أن تشعره بعجزه.


    فما ان اقتربت منه تزيح الغطاء عنه لتحاول ان تجلسه ارتمي عليها معتز يبكي بألم وكأنه يعتذر منها علي كل ما فعله معها اطبقت عليه بمرفقيها تحتضنه وبدأت دموعها في التساقط من جديد فأخذت تطيب بخاطره قائله 


    (( انا اسامحك لست غاضبة منك صدقني ))


    هز راسه بالنفي يريد التحدث واخبارها بأنه لا يستحق مسامحتها لانه كان خسيسا وحقيرا معها يتمني لو يعود الزمان ما كان ليتزوج من غاده ويسمح لها بتدمير عائلته وبخ سمها بداخله .


    تنهدت ملاك بحزن علي ما طاله تخرجه من أحضانها تهديه إبتسامة هادئه ثم ساعدته ليستقر جالسا علي مقعده ووقفت تدفع به المقعد إلي خارج الغرفه .


    بعد القليل من الوقت التف الجميع حول طاولة الطعام يتناولون فطورهم في صمت مطبق لم يقطعه سوا صوت مي وهي تقف عن مقعدها تقول 


    (( سأذهب فلقد تأخرت علي العمل ))


    كانت والدتهم تجلس معهم تشعر بطعما مرا في حلقها وآلم حاد في قلبها كلما نظرت بإتجاه معتز بعينين لم تذق طعم النوم ظلت طوال الليل تبكي وتتحسر علي شباب ولدها وتدعو علي من كان السبب في مرضه ، تحركت مي بإتجاه والدتها التي لم تتناول أي شئ تجلس معهم فقط وتختلس النظرات المتحسرة لمعتز فمالت تلثم وجنتها ثم غادرت .


    شرد فارس بنظره بصمت للحظات يفكر بالعمل لساعات إضافيه حتي يستطيع أن يبدأ في علاج معتز اخرجه من شروده كف ملاك التي وضعتها علي كفه المستقرة علي الطاوله نظر إليها ليري ابتسامتها التي لم تتعدي شفتيها فسحب كفه واطبق علي كفها وكأنه يستمد قوته منها ثم قال 


    (( سأذهب أيضا إذا حدث شئ اتصلوا بي .))


    ما ان خرج من غرفة الطعام لحقت به والدته ووقفت امامه تحدثه بنبرة يشوبها الالم قائله 


    (( ألن تذهب بأخيك للطبيب ))


    رفع أنامله ببطء لتغوص في خصلات شعره وارتسمت إبتسامة حزينه علي شفتيه وهو يقول 


    (( غدا يا امي ساخذ اجازة غدا واذهب بمعتز للطبيب لنبدأ مرحلة العلاج اطمئني فأنا لم اقصر معه .))


    رمقته بنظرة إمتنان تعلم بأنه اكثر من يعاني وتعلم ايضا بأنه لن يشتكي لاحد بما يعتلج قلبه ولكنها تشفق عليه وعلي ما طال منزلها واولادها.


    فقال فارس وهو يلثم كفها ((ساذهب ))


    واستدار يفتح باب المنزل فما ان هم بالخروج امسكته والدته من ذراعه وقد اكتست ملامحها بالحزن البين وترقرقت عيناها بالدموع .


    ما ان رأي حالة والدته وانها علي وشك البكاء اراد التخفيف عنها فقال بنبرة مرحه


    (( سأعود يا امي اطمئني فلن اهرب ))


    اهدته ابتسامة من بين حزنها فبادلها اياها واطلق العنان لقدمه مغادرا .


    خرج للشارع وجد والدها يتحاشي النظر إليه اقترب فارس منه ووقف يلقي التحيه عليه ليجيبه الاخر بحرج .


    تنهد فارس ثم قال بهدوء 


    (( انا لم انسي ما وعدتك به اعطيني مهلة يومين وبعدها سأحضر والدتي ونتكلم في التفاصيل فانت تعلم بما اصاب معتز .))


    تلعثم والد ليال لا يعرف بما يجيبه فأهل الحي لن يصمتوا إلا عندما يعقد فارس قرانه علي ابنته .


    اكد عليه والد ليال وهو يتحدث بنبرة هادئه قالا


    ((  لا تشغل بالك في اي وقت تريد القدوم سأكون في انتظارك كان الله في عونك .))


    ثم ربط علي كتفه وتحرك ليدخل منزله قابلته زوجته وهي تسأله عن فيما كان يتحدث مع فارس تخبره بانها راتهم من النافذه يتحدثون ولكنه تجاهل اسألتها ودلف لغرفته صافقا الباب خلفه بقوه .


    وصلت مي للشركة ووقفت امام باب غرفة مكتب المدير تنتظر ان تخرج السكرتيرة من الداخل وتسمح لها بالدخول ظلت واقفة عدة دقائق يتأكلها القلق والتوتر من رد فعل مديرها علي عدم حضورها لعشاء العمل فتح الباب وخرجت السكرتيرته تطلب منها الدخول .


    اخذت نفسا عميقا وتحركت للداخل ترسم إبتسامة جميلة علي محياها وقفت امام مكتبه فتحدث بهدوء قائلا 


    (( لم يعد لكي مكانا في شركتي اعطيتك بدل الفرصة اثنان ونبهت عليكي بالامس بأن حضورك للعشاء مهم ولكنك كالعادة لا تعيري حديث مديرك اية اهميه .))


    ابتسمت مي بشحوب رغم الحزن اللامع في عينيها ارادت ان ترجوه لعله يتراجع عن قراره واخباره كم تحتاج للعمل ولكنها لم تفعل فما ان نطقت حتي قالت 


    (( شكرا لك ))


    واستدارات مغادرة تخطو بخطوات سريعة بدات دموعها بالانزلاق فكم تحتاج للعمل الان اكثر من اي وقت مضي فالحمل يزداد علي فارس  ، خرجت من غرفة مكتب المدير لتصطدم بجدار صلب ويدق قلبها بصخب قبل ان ترفع بصرها تري من ذلك الشخص اتسعت حدقتا عيناها عند رؤيتها لسليم 


    سألها سليم بشئ من الريبة عند رؤيته لبقايا دموعها والحزن المرتسم علي وجهها يتبادل النظرات بينها وبين غرفة مديرها قائلا 


    (( ما بك هل فعل لك شيئا ))


    عندما وجدها لا تجيب تحرك يريد الذهاب لمديرها وتلقينه درسها فهو السبب في دموعها ولكنها امسكت بكفه توقفه وقف ينظر إليها وإلي كفها الممسك بكفه فسحبت كفها سريعا وزدردت ريقها بإرتباك ثم قالت بلامبالاة مزيفه 


    (( انا بخير ولكني اصبحت بلا عمل ))


    رفع حاجبه وتحدث يقول ببساطة


    ((هل سبب ذلك استماعك لي وعدم حضورك لعشاء العمل . ))


    تطلعت مي بسليم وقالت متعجبة بغير تصديق 


    (( يا الهي ! هل اعتقدت بأنني لم اتي للعشاء بسبب حديثك وتهديدك السخيف هذا .))


    هز سليم رأسه وقال بعينين شاردتين بالتفكير 


    (( اي كان السبب فأنا سعيد لانك لم تاتي لو كنتي فعلتيها وقتها كنتي ستندمين وتتمني لو يعود بك الوقت لتظلي في منزلك .))


    تجهمت ملامح مي وهي تنظر إليه تتفحص ملامحه ثم تحركت بإتجاه المصعد لتغادر استدار يلحق بها وتقدم بهدوء منها متسائلا 


    ((  هل تحتاجين للعمل ))


    ظلت واقفة مكانها تنتظر وصول المصعد لم تتحدث بل اكتفت بإماءة من راسها 


    تنهد ببوس ولوعة قائلا 


    ((بإمكانك العمل في شركتي منذ اليوم لو اردتي))


    فرحت لعثورها علي عمل بتلك السرعة ولكن سرعان ما لفتها حيرة اكبر وهي تفكر بأنها ستعمل لديه وستعطيه فرصة ليتحكم بها ويتشرط عليها شردت بنظرها قليلا تفكر في مرض معتز وما سيعانيه فارس في الفترة القادمه عليها ان تساعده بأي شكل حتي ولو كانت ستتنازل عن كبريائها وتعمل لديه أومأت براسها بالايجاب وهي تبعد بصرها بعيدا عنه .


    ظهرت براءة ملاك فقد ظهر الحق وزهق الباطل  وسجنت غادة لاتفاقها مع الطبيب متعمدة إجهاضها وسلبها حق جنينها في الحياة المستقبليه فكانت جالسة علي ارضية الزنزانه مستندة علي الجدار خلفها شاردة تتذكر ما فعلته وكيف قررت انهاء حياة جنينها وذلك الدواء الذي جلبته واستمرت في تناوله لعدة ايام ليساعدها في اجهاضه دون ان يلاحظ اي احد بأنها السبب في ذلك.


    ففي ذلك اليوم عندما شعرت بالآلم المبرحة تضرب اسفل بطنها وظهرها علمت بأن الوقت قد حان فقررت اكمال خطتها وان تجعل من ملاك ان تكون السبب في اجهاضها فقد بدات تشعر بإنزلاق سائل دافي علي اعلي قدميها فتجهت حيث ملاك وتم كل شئ كما خططت له لتجعل معتز يصدقها بان ملاك ارادت التخلص منها واجهاضها ولكن ما لم يكن في الحسبان هو ان تكتشف بأنها مازالت تحتفظ بالجنين مما جعلها تطلب من الطبيب ان يساعدها علي الاجهاض ليبتزها فيما بعد وينكشف كل شئ . 


    بكت غادة عند تذكرها لتلك الذكرة المؤلمة فهي لم تحصل علي اي شئ في النهاية غير انها زوجة خائنه وام قاتله . 


    كانت زينه تجلس علي الاريكة ف صالة منزلها تمسك بهاتفها تتبادل الحديث مع صديقتها لتسألها زينه ببؤس قائله


    (( هل تعرفين شيئا عن فارس ))


    اجابتها صديقتها بإندفاع قائله 


    (( اعرف كل شئ عنه فانا اقطن معهم بنفس الحي لن تصدقي ما حدث معه ...))


    بترت حديثها مترددة بإخبارها ولكن امام اصرار زينه اضطرت بان تخبرها كل ما تعرفة عن فارس  .


    ما ان استمعت زينه لما اخبرتها به صديقتها عن فارس وليال انهت المكالمة وقد تجهمت ملامحها وتلعثمت وهي تهمس قائله 


    (( ماذا هل قالت بأن فارس سيتزوج ))


    وقفت تدور حول نفسها كأسد جريح تتحرك ذهابا ويابا وكأن فارس هو من خدعها وتخلي عنها في وقت شدتها امسكت هاتفها من جديد وضغطت علي زر الاتصال وانتظرت جرس واثنان وثلاث فلم يجيب علي الهاتف عاودت الاتصال من جديد عدة مرات ولكنه ايضا لا يجيب زفرت بغضب وهي تلقي بالهاتف علي الاريكة .


    في المساء عاد فارس للمنزل وهو يشعر بالتعب يفتك به فقد عادا توا من عمله ذهب بإتجاه غرفه معتز فدلف للدخل ووقف يطالعه بحزن متحسرا علي ما طاله دثره بالغطاء جيدا ومال عليه يلثم جبينه بقبله ثم خرج اتجه ناحية غرفته ودلف راميا هاتفه علي الفراش اخذ يتذكر كم عدد الرنات التي وصلته من زينه اليوم ولكنه تجاهل اتصالها واخذ يشغل نفسه وتفكيره في العمل وتجاهل هاتفه كليا حتي لا يضعف ويجيب عليها في مرة من تلك المرات يفكر لما الان تريد زينه التواصل معه هل تشتاق له مثلما يفعل احيانا شعر بالاختناق فذهب بإتجاه الشرفه وفتح بابها ووقف مغمض العينين يسحب نفسا قويا يملئ به رئتيه لعله يريح الم قلبه فتح عينيه ليراها واقفة كالبلهاء تتامله فهمس لنفسه قائلا 


    (( لقد انشغلت عنك يا ليال يجب ان اقدم فيما نويته ))


    اراد التحدث معها فلاول مرة في حياته يريد ان يتحدث مع احد ويشكو له ما يعانيه وجدها تستدير للداخل مغلقة باب الشرفة بهدوء وقف مكانه للحظات يطالع بابها المغلق فرفع بصرها ينظر للقمر يشكو إليها مما يعانيه ثم دخل واستلقي علي الفراش ليغوص في النوم سريعا ..


    كان مالك في غرفة مكتبه في المنزل يجلس علي مقعده يتصفح بعض الاوراق بتركيز شديد مد كفه يضع حفنه من الاوراق في احدي ادراجه قبل ان يغادر غرفة مكتبه ويتوجه حيث والديه القي السلام عليهم وجلس علي المقعد مقابلا لهم ثم تحدث قائلا 


    (( ابي اريد التحدث معك في امر هام ))


    انتبه والده له متحفزا مما يريد اخباره به ليكمل مالك حديثه قائلا 


    ((هناك فتاة اريد الارتباط بها والزواج منها ))


    فرح والده واراد معرفة كل شئ عنها واخذ يستفسر من مالك عن من تكون واين له بمعرفتها ليخبره مالك بكل شئ عنها منذ ان راها لاول مره حتي ساعدها لتخرج من السجن 


    ارتسمت علامات الصدمة واليأس علي وجوه والديه وبدت والدته بانها غير مصدقه بأن ابنها يريد الارتباط بفتاة كانت تسجن لديه .


    تنهد والده وكم بدت مؤلمة تلك التنهيدة يكتم فيها حزنه ثم قال


    (( لما هي عن غيرها ))


    اجابه بتلقائية بصوت مهتدج قائلا


    (( لانني أحببتها ))


    حافظ والده علي رباطة جأشه وهو يقول 


    (( سأفكر في الامر ثم اخبرك بقراري .))


    بقيا والده جالسا شاردا فيما قاله مالك فقرر الذهاب لتلك الفتاة وتهديدها وتلقينها درسا لتبتعد عن ابنه فلقد طلب منه بعض الوقت من اجل هذا لا ليفكر ويري إذا ما كان سيمنحه موافقته ام لا.



    الفصل الثالث عشر

    ذلك هو قدري 

    في غرفة معتز كان جالسا علي مقعده المتحرك ينظر للصور المعلقة امامه علي الحائط يتأملها بغضب وهو يتذكر خيانتها له وما فعلته معه وكم الاذية التي اذاتها لعائلته وهو يقف بجانبها ويساندها فكل ما تفعله ظل يتأمل تلك الصور إلى ان وقعت عينيه علي صورة قديمة جدا لهما معا قبل ان يتزوجها اكتسح الجمود قسمات وجهه وهو يتذكر حديثها وقتها وهي تخبره كم تحبه وتتمنئ ان تجتمع معه في اقرب وقت حاول التحدث كثيرا ولكنه لم يستطيع همهم بالكثير من الكلمات اراد سبها ولعنها ولكن كلماته لم تخرج من بين شفاهه ، اراد الوقوف وجلب تلك الصور وتمزيقها جميعا كما مزقت قلبه لاشلاء ولكنه لم يستطع ان يفعلها فليس لديه الجرأة ليحاول الوقوف فقدمه ستخونه ولن تتمكن من حمله فيخشئ ان يرتطم بالارض ويراه احدا علي تلك الحالة فكم يمقت نظرات الشفقة التي يراها في اعينهم .


    فتح فارس باب الغرفة ودخل ثم تحرك ووقف امامه يطالعه بنظراته ليري الحزن والالم المرتسم علي ملامحه وناظره الموجه لتلك الصور المعلقة علي الحائط فشعر بالحزن والحسرة علي ما اصاب اخيه ولكنه حاول ان يتمالك نفسه وهو يقول بصوت متحشرج


    (( سنذهب اليوم لمركز متخصص لبدا جلسات العلاج الطبيعي )) 


    اومأ له معتز بالايجاب وهو يحلم باليوم الذي سيعود فيه كما كان يتحدث وقتما يريد ويصمت وقتما يريد ويقف علي قدميه من جديد .


    خرج فارس من المنزل بعدما اجتمع مع والدته واخواته علي طاولة الفطور وقد اتفق مع والدته بان يذهبوا في المساء لمنزل ليال ليطلبها رسمي ويتم الاتفاق مع والدها علي كل شئ متجها بمعتز لمركز العلاج الطبيعي  ليبدا رحلة العلاج .


    ترددت مي كثيرا في ان تعمل لدي سليم  ولكنها قررت وحسمت امرها فهي من تحتاج إلي العمل لديه لو كانت لا تمر بما تمر به الان واحتياجها الشديد للمال ما كانت لتوافق ان تعمل لديه وتسمح له بأن يكون قريبا منها .


    طرقت علي باب غرفة مكتبه وانتظرت قليلا ثم استمعت لصوته يأذن لها بالدخول فامسكت بمقبض الباب تفتحه ببطء ثم تحركت تخطؤ للداخل .


    يتابعها بنظره وهي مقبلة عليه يتأملها بنظرة ذكورية فما ان وقفت امامه تنحنح وهو يقول بصوت حازم 


    (( لقد تأخرت عن موعد حضورك انا لن اسمح بأي تأخير اعرفي مواعيد عملك وكون هنا في وقتها وإلا .. ))


    صمت ولم يكمل حديثه يرمقها بنظرة ساخرة يستفزها لتتخلي عن برودها .


    فلم تعقب مي بل ظلت صامته تطبق علي اسنانها ولكنها وجدت نفسها مسيرة وليست مخيرة فتحدثت بكل الغضب المستعر داخلها 


    (( وإلا ماذا لن اسمح لك ان تتحدث معي بتلك الطريقة وكأني خادمة لديك ))


    كسا الجمود محياه وهو يقترب منها قائلا بصوت فاتر اجوف


    (( منذ اليوم انتي تعملين لدي فكوني مطيعة ))


    زمت مي شفتاها للحظات ثم رفعت ذقنها قائله 


    (( حسنا كما تريد هل يوجد شئ اخر تريد قوله ))


    كان واقفا علي مقربة منها ينظر إليها بنظرات مبهمه فتحاشت النظر في عينيه بينما انتشلهم من هذا الجو المشحون بالمشاعر المختلطة صوت طرقات الباب التي اعلنت عن قدوم صديقا له .


    وقف منير ينظر لها متمعننا في ذلك الحزن الطاغي الذي يسكنها وقد تكلل بالبؤس والضعف وهو يحدث سليم ويرحب به الاخر .


    رمقته بنظرة غاضبه ثم قالت 


    (( ساذهب لعملي ))


    اومأ لها سليم فالتفتت مغادره بينما الاخر ظل يتابعها وينظر في اثرها إلي ان اختفت رفع سليم كفه يدير وجهه بإتجاهه بغضب فالتفت إليه منير وهو يقول بنبرة متحرجه 


    (( من تكون تلك الفتاة اراها للمرة الاولي ))


    غلت دماء سليم وهو يستمع لتسأل صديقه عن من تكون ونظرات الاعجاب الواضحة علي وجهه وهو يسأل عنها فقال بجدية يعنيها 


    (( لم انت هنا هل تريد شيئا ))


    تحولت نبرته للمشاكسة وهو يقول 


    (( اتيت لاراك فلقد اشتقت اليك ))


    اشار له سليم بالجلوس ومازالت ملامحه متجهمة وغاضبة فهو اكثر من يعرف منير وما تعني نظراته التي كان يرمقها بها فتنهد سليم بإجهاد وهو يفكر بأنها ملكه ولن يسمح لاحد بالاقتراب منها .


    في المدرسة الثانوية في وقت الراحة كانت تجلس نورين بمفردها يراقبها مجموعة من الشباب يجلسون ويتحدثون عنها فخطط شخصا منهم لشئ ما وعزم علي تنفيذه استمعت لصوت الجرس يعلن عن انتهاء وقت الراحة والعودة للفصول من جديد لاكمال اليوم الدراسي فوقفت تخطؤ بخطوات بطيئه لتجد من يرتطم بها وينسكب العصير الممسك به علي ملابسها شهقت بفزع ورفعت بصرها تنظر لمن تسبب في ذلك ليتحدث ببرائة قائلا 


    (( اسف صدقيني لم اقصد فأنا كنت علي عجلة من امري ولم انتبه لكي ))


    نظرت لملابسها الملطخة كليا فجأة بدأت الدموع تتساقط علي وجنتيها بطريقة رقيقة للغايه تناسب نعومتها وهي تهمس كمن تحدث نفسها قائله 


    (( ما الذي سأفعله الان ))


    بينما ذلك الشاب يناظرها بنظره منتصرة سعيدة وجدت من يقف امامها يسالها قائلا


    (( ما الامر ))


    نظر لقميصها الابيض الملظخ بالعصير وقد تجلي الذهول علي ملامحه فقال


    (( من فعل هذا ))


    نظر له ذلك الشاب ببرائة وهو يقول بصوت مرتجف 


    (( لم اقصد لقد ارتطمت بها دون قصد مني ))


    اشار إليه كريم أن يذهب وتحدث يقول بصوت مهتز


    (( اذهبي للمرحاض ونظفي ملابسك))


    اومات له وتحركت بإتجاه المرحاض لتنظف ملابسها خرجت بعد قليل وجدته ما زال في مكانه ينتظرها نظر لبلوزتها المبتلة والتي تلتصق بجسدها من الامام ظل ينظر إليها وإلي كفها التي تربط علي ملابسها يتابع حركتها فشعر بمشاعره تحترق وتنصهر كالجمر ازدرد ريقه بتوتر وهو يحاول ان يتمالك نفسه ويتحكم في رغبته التي اشعلتها حركتها تلك فتنحنح وهو يخلع جاكيته ويطلب منها ارتدائه 


    رفضت في البداية ولكن مع إصراره في النهايه رضخت له وارتدت جاكيته وانسحبت من امامه دون النطق بحرف لتعود لفصلهم واكمال يومها .


    فما ان دخلت للفصل حتي توجهت جميع الانظار إليها وإلي ما ترتديه فمنهم من تعرفت علي لمن هذا الجاكيت الذي ترتديه نورين فظلوا يتحدثون وينسجون الاشاعات حولها بأنها تريد الايقاع بمدرسها بينما هي تجلس بشجاعة مزيفة تحاول عدم الرد علي ما يرمونها به وكانهم يتحدثون عن فتاة اخري تغمرها رائحته المنبعثة من جاكيته لتسكرها وتخدر حواسها ..


    دخلت إلي زنزانتها كتفاها متهدلان بيأس وعيناها خاملتان بإستسلام مرير فالآلم ينهش قلبها فقد اخبرتها والدتها بما حدث لمعتز وان فارس سيتزوج من ليال قريبا شعرت بالارض تميد بها فالقت بجسدها علي الفراش وانفجرت في البكاء غير مصدقة ما ألت إليه الامور فقد تخيلت بأنها إذا ما فضحت ليال ستختفي من الحي وتكون فرصة ارتباطها بفارس اقل لا ان تتزوجه فهي كانت علي علم بأن ملاك تحمل مشاعر حب تجاه فارس وان والدته تريدها زوجة لفارس ، تشعر بالصدمة من سجنها وحرمانها من حريتها والشعور بالخزي الناجم عن ذلك وتفكيرها بإحتمال بقائها هنا دائما وما زاد الامر عليها معرفتها لزواج فارس ظلت تفكر وتعصف بها افكارها كثيرا إلي ان استمعت لهلاوس تخبرها بأن الموت افضل من السجن   .


    جلس والد مالك ينظر لصورها بعدما قرأ تقريرا مفصلا عن حياتها وما مرت به علي مدار سنوات عمرها فقد طلب من شخص يعمل لديه بجلب معلومات مفصلة عنها ظلت يتأمل ملامحها كم تبدو بريئه وجميلة في ذات الوقت دخلت زوجته إلي غرفة مكتبه لتجده يكب تركيره علي ما بين يديه اقتربت لتلقي نظرة فما ان رات تلك الصور تحدثت بيأس قائله


    (( هل هذه هي الفتاة التي اخبارك عنها ))


    اومأ لها زوجها واخذ نفسا عميقا ثم قال بصوا مهتز 


    (( نعم هي منذ ان رايت صورتها وانا اشعر بشعور غريب لا استطيع شرحه لكي ولكني قررت ان اذهب معه لمنزل الفتاة واراها بنفسي ووقتها استطيع ان اتخذ قراري ))


    التفتت لزوجها بملامح ثائره تقول 


    (( لم يكن ذلك ما اتفقنا عليه لقد اخبرتني بانك ستبعدها عنه ، هل كان يرفض كل هؤلاء الفتيات التي رشحتهم له من اجل هذه .))


    انهت حديثها بنبرة مشمئزه ثم تحركت تخطؤ خطوات سريعة لخارج الغرفة وملامحها يكسوها الغضب نظر زوجها في اثرها ثم اخفض بصره ينظر لصورة ملاك وقد ارتسمت علي وجهه إبتسامة هادئه ..


    في المساء توجه فارس ووالدته لمنزل ليال جلسوا جميعا ما عدا ليال التي قررت المكوث بغرفتها وعدم الخروج لرؤيته اتفق فارس ووالدها علي موعد عقد القران والمعاد المناسب للزفاف بعد عشرة ايام تحت نظرات الاندهاش المرتسمة علي وجهها وهي تراقب ما يحدث من بعيد متوارية عن اعين الجميع ..


    التفاعل علي الفصل اللي فات وحش جدا ويؤسفني اقولكم انه لو الفصل ده مجبش تفاعل كويس هوقف الروايه دمتم في رعاية الله .

    بعدما عاد فارس من منزل ليال جلس بمفرده في غرفته ينظر لاركان الغرفة يطالعها بشئ من القلق فبعد عشرة ايام ستشاركه ليال غرفته وفراشه فهل هو مستعد ليزيد من اعبائه ويتحمل مسئوليه شخصا اخر تنهد بتعب وهو يتذكر بأن والد ليال لم يعترض علي اي شئ مما قاله وكم اغضبه واحزنه ذلك ولكن ليس بيده شئ اكثر ليقدمه لها فذلك ما في استطاعته فقد اخبره بانه سيحضر لها محبسا فقط وان الزفاف وعقد القران سيكون في يوم واحد وسيقتصر علي العائله فقط زفر فارس بغضب وهو يفكر بأن ليال ستحزن وقد تفكر بانه فعل ذلك من اجل ما حدث من قبل بسبب الفضيحة التي طالتها وانه يرخص منها ومن شأنها او يبخل عليها ولكن ليال فتاة عاقله تعلم بما يمر به وما يحدث معه ظل يفكر طويلا حتي شعر بثقل علي صدره وكأن حجرا ضخما قد القي علي صدره ومنع عنه التنفس بصورة طبيعية فما عاد يستطيع استنشاق الهواء من حوله ...


    اخذ يستنشق الهواء ويزفره ببطء عله يرتاح قليلا فما ان بدأ يشعر بالتحسن وقف واتجه ناحية المرحاض يفتح صنبور الماء ويضع رأسه اسفلها لتتساقط المياه علي رأسه ووجهه لعلها تهدي من آلأمه والنيران التي بداخله ..


    في صباح يوم جديد ذهبت نورين لمدرستها بحثت عنه كثيرا لكنها لم تجده في فأتجهت ناحية الغرفة المخصصة للمعلمين وقد قررت وضع جاكيته بداخلها وعندما ياتي سيراه امسكت بمقبض الباب بتردد تخشئ ان تجد احدا بالداخل فما ان فتحته حتي تنهدت بإرتياح تام واعتدلت واقفة في مكانها تخطؤ ناحية الداخل نظرت لمقعده ثم امسكت بجاكيته ووضعته علي ظهر المقعد تحفزت نورين بتشنج ما ان استمعت لصوت خطوات خلفها فالتفت بتوتر لتجد كريم يقف علي مقربة منها يتمعن في ملامحها ويرمقها بنظرات عاشقة ..


    اخفض بصره قليلا عنها وتحدث بعتاب رقيق يقول 


    (( لما لا تعطيني فرصة للتقرب منكي حاولت كثيرا نسيانك والمضي في حياتي ولكني لم استطيع أخبرتك من قبل بأنني جدي في علاقتي معك واريد الارتباط بك مازلت انتظر اليوم الذي ستخبريني فيه بموافقتك وتطلبين مني مقابلة عائلتك .))


    لم تجيبه نورين بشئ لبعض الوقت ولكن كان صوت انفاسها مسموعا فلم يعرف كريم عما يجول بعقلها او ما تعتمل بداخلها استمع لصوتها بعد لحظات تقول بهدوء 


    (( ارجوك يا كريم لا تضغط عليا اكثر فنحن نمر بظروف قاسية تلك الفترة فلا استطيع ان ارتبط بك او اوعدك بشئ ))


    عقد حاجبيه وتجهمت ملامحه من رفضها له للمرة التي لا يعرف عددها ولكن سرعان ما تبدل تجهم وجهه للبرود الغير معبر الغامض وهو يقول 


    (( حسنا كما تشائين يا نورين اعملي بأنني لم احب احدا مثلما احببتك ولكنني لن افاتحك في ذلك الامر مجددا  سانتظر اليوم الذي ستأتين إلي وتخبريني بأنك مستعدة لنكون معا .))


    نظرت له بنظرة قد خيم عليها الحزن فهي تعلم بأن ذلك اليوم لن يأتي فهناك اخواتها الاكبر سنا وعليها مراعاة مشاعرهم والترفق بفارس فهو لم يستطيع ان يأخذ نفسه من شئ ليظاهر غيره واهم شئ بأنها مازالت صغيره لا تنكر بأنها تحمل مشاعر ناحية كريم وتميل له تريد الارتباط به مثله واكثر ولكنها تخشئ من كل شئ حولها .


    ما ان شعرت بنظراته المستقرة عليها ينتظر ردها يترجاها بعينيه ان تطلب منه ان ينتظرها ارادت ذلك وبشده ان تجعله يتمسك بها وتخبره ان ينتظرها ما دام حيا ولكنها لم تنطق بشئ فأخفضت بصرها وتحركت تتخطاها للخارج .


    لم يلتفت كريم ينظر إليها وهي تغادر ولا حاول ايقافها بل اطبق علي اسنانه يكظم غيظه بشق الأنفس وقد فار دمه من تجاهلها لحديثه .. 


    كان فارس منكبا علي عمله يحاول جاهدا انهاء ما بين يديه فمنذ ما حدث لمعتز وهو يجهد نفسه في العمل ويعمل ساعات اضافيه ليستطيع جلب مال اكثر يساعده في علاج معتز وجد شابا يعمل معه يقترب منه ويحدثه بنبرة هادئه قائلا 


    (( هناك فتاة في الخارج تريد رؤيتك من اجل العمل .))


    اتجه فارس للخارج حيث تلك الفتاة التي اخبرها عنه ذلك الشاب وصل لمكانها ليجدها تقف تعطيه ظهرها شعرت به خلفها فأستدارات تنظر إليه لينصدم فارس من وجودها هنا طالعها بنظرة محتقرة ومشمئزه ثم تحدث بغضب يكتسحه قائلا 


    (( لما انتي هنا الم تنهي ما بيننا من قبل .))


    فغرت شفتيها في البداية من مقابلته وجفائه فلم تتوقع هذا ولكنها وجدت نفسها تفكر في شئ اخر سيجعلها تتقرب منه من جديد لتتحدث ببرود خالي من اي اسف علي ما فعلته معه من قبل قائله


    ((  لقد تفاجأت بوجودك هنا فلقد اتيت لاقابل احدا مما يعمل هنا ليساعدني في إعادة ترميم فن الخشب والارابيسك في منزل عائلتي .))


    ما ان انتهت وقفت تطالع ملامحه المستاءة فهي لا تعرف من اين خطرت تلك الفكرة علي بالها ارادت ان تراه وتتحدث معه ولكنه لا يجيب علي مكالماتها فعرفت مكان عمله وقررت الذهاب إليه ولكنها لم تتوقع تلك المعاملة منه لذلك فكرت في شئ اخر .


    أغمض عيناه يستعد رباطة جأشه ثم فتحهم ينظر لها بعينين تبرقان وحشيه ثم قال بفظاظة مهينه


    (( ساخبر احدا ليذهب معك ويفعل ما يلزمه الامر ))


    توجهت خضرة عينيها وارتسم علي ثغرها إبتسامة بارده وهي تقول 


    (( اتأسف علي ما فعلته من قبل لو قبلت ان نعود لبعضنا ساكفر عنه بحبي لك وحبك لي . ))


    ازدادات ملامح السخرية علي وجه فارس فخرج عن طوره يقول 


    (( لقد ابتعدتي عني في اكثر وقت كنت بحاجة لك بجواري اردت ممن احبها ان تفهمني وتشاركني احزاني ولكنك كنت انانيه واخترتي البعد والان تأتي وتخبريني بأنك اسفه وتريدين تعويضي .))


    كان يضع عينيه في عينيها ويتحدث بصوت اجش يخترق اذنيها فهو لم يخطئ معها ابدا بل هي من اخطأت وعليها تحمل خطأها ليكمل حديثه قائلا 


    (( اذهبي يا زينه واتركيني امضي في طريقي فنحن لا نشبه بعضنا البعض وإذا كنت جدية بخصوص المنزل سأرسل معك احدا ليراه.))


    همست له نافية بصوتها المختنق قائله 


    (( معك كل الحق نحن لا نشبه بعضنا ))


    استدار ليغادر ولكنها اوقفته قائله 


    (( هل اطلب منك شيئا وتفعله من اجلي ومن اجل الايام الخوالي ارجوك لا ترفض ))


    اعترض ببطء ويداه تتقبضان ولكنه اراد سماع ما تريده منه 


    (( ما الذي تريدينه ))


    راقبته بعينين شاخصتين ثم انفرج ثغرها بإبتسامة باهته لتقول


    (( اريدك ان تعيد ترميم الارابيسك في منزلي انت من تفعله لا احد اخر ارجوك اترك لي ذكرة كلما رايتها اتذكرك بها ))


    بهتت تعابير وجه فارس لما تطلبه منه ثم سرعان ما انفجر في الضحك يودع داخل قهقهته العاليه كل توتره وغضبه منها ..


    اتسعت عينا زينه وتحدثت بغضب قائله


    (( ما المضحك))


    خفت ضحكاته تدريجيا وناظرها وهو يؤمي براسه ويقول بإستفزاز 


    (( حسنا لكي ما تريدين . ))


    طالعها بوجهه الخالي من التعابير يرمقها بنظرة سوداء من علو ثم تحرك مغادرا ليستمع لصوتها وهي تقول سأبعث لك رسالة تحمل عنوان المنزل ..


    خرج من مكتبه والشرار يتطاير من عينيه فقد اخبره الساعي بأن منير كان هنا في مكتب مي اقترب منها سليم وجدها تنظر من الشرفة للخارج تتابع منير وهو يستقل سيارته مغادرا وقف خلفها بهدير أنفاسا متصاعد شعرت بأحد يقف خلفها وصوت تنفسه يلفح ظهرها فأستدارات للخلف تنظر إليه بفزع من هيئته فقد اتسعت عينيه بغضب وعروق رقبته وذراعيه بارزة بشده تدل علي غضبه الشديد همست بداخلها ياويلك يا مي ماذا فعلتي لينظر إليكي بتلك الطريقه انتشلها مما تفكر فيه وهو يضغط علي اسنانها هادرا 


    (( لما كان منير هنا في مكتبك ولم يمر عليا ))


    اجابته وهي تزدرد ريقها بتوترثم نفخت اوداجها قائله 


    (( وما دخلي انا هل هو صديقي ام صديقك اتصل به واسأله))


    ضغط علي اسنانه وتشوشت ملامحه بحقد من منير وقد وضح الامر امامه فهو يريد التعرف علي مي والتقرب منها ظل يفكر والحيرة تلفه ثم تسأل بصوت خطير حائر قائلا


    (( ما الذي قاله لكي ))


    كتفت ذراعيها وهي تنظر له بغموض ثم تحدثت تقول بقنوط 


    (( شئ لا يعنيك ))


    اقترب منها وامسك بكتفها ووجه حديثه لها وهو ينظر بداخل عينيها قائلا بتهديد صريح 

      


    (( لا تقتربي من منير او تعطيه فرصة للاقتراب منكي فانتي هنا للعمل فقط لا لبناء صداقات مع منير او غيره تجنبي غضبي يا مي واسمعي الكلام .))


    لا تنكر بأنها كانت خائفة منه فكم تخشئ نظراته وهو ينظر بداخل عينيها فأذدردت ريقها بخوف وهي تنفض ذراعيه بعيدا عنها ليرفع إبهامه وهو يشير لها محذرا ثم تحرك مغادرا غرفة مكتبها ..


    ما ان خرج سليم تذكرت لما اتي منير إليها فلقد كان يدعوها لتتناول العشاء معه وان تسمح له ليتعرف عليها لم تسمح له بالتمادي معها وصدته من اول محاولة للتقرب منها ولكنها تعلم أيضا بأن اشباه منير لن ييأسوا حتي يحققوا ما يريدونه أرادت أن تخبر سليم بكل شئ ولكنها قررت الاعتماد علي ذاتها ولكن نظرات ذلك الشاب الذي يدعي منير نظرات خبيثه لا تفهم معناها تشعر بأنه يجردها من ملابسها ما ان تقع عينيه عليها تنهدت مي بغضب وقلق في الوقت ذات وهي تفكر بأنها ستقف بالمرصاد لمن يريد أذيتها وإذا تطلب الامر منها اللجوء لسليم فستخبره ولكن الان قد قررت الاعتماد علي الذات .


    في المساء كان معتز نائما علي ركبة والدته واخواته البنات يجلسون بجوارهم فكانت تمسد علي خصلات شعره بأناملها وقد طل من عينيها حنان جارف فتدعو له ان يعوضه الله خيرا علي كل ما حدث معه ويرزقه بزوجة صالحه كانت ملاك تستمع لدعوات والدتها وهي تأمن خلفها بينما كان فارس في غرفته فقد عاد من عمله واتجه لغرفته ليأخذ حماما ويبدل ملابسه استمعوا لصوت طرقات هادئه علي باب المنزل فتحركت ملاك تخطؤ ناحيته لتري من هذا أمسكت بمقبض الباب وفتحته لتقف تنظر بذهول للواقف امامها يحمل باقة من الزهور بين كفيه ينظر لها بوجه بشوش وعيناه تلمعان ببريق لا تعرف ما سببه ظلت تطالعه كالبلهاء لا تعرف ماذا تفعل هل تدعوه للدخول ام تسأله لما هو هنا واقفا امامها كالمهرج بتلك الابتسامة الواسعة علي وجهه ..


    متنسوش التفاعل وهستني رايكم في الفصل دمتم بخير .


    موني عادل


    الفصل الرابع عشر 

    ذلك هو قدري 

    أمسكت بمقبض الباب وفتحته لتقف تنظر بذهول للواقف امامها يحمل باقة من الزهور بين كفيه ينظر لها بوجه بشوش وعيناه تلمعان ببريق لا تعرف ما سببه ظلت تطالعه كالبلهاء لا تعرف ماذا تفعل هل تدعوه للدخول ام تسأله لما هو هنا واقفا امامها كالمهرج بتلك الابتسامة الواسعة علي وجهه ..


    شحب وجهها بشده وهي تطالعه بتمعن فما ان انتبهت لمن معه اذدردت ريقها بتوتر وهي تتنحي جانبا لتسمح لهما بالمرور خطئ مالك ووالده عدة خطوات للداخل بينما هي ظلت واقفة في محلها متشبثة بالباب وقف والده يطالعها بإبتسامة حانيه علي وجهه وهو يتفحصها من راسها حتي اخمص قدميها لم يفق إلا عندما لكزه مالك في كتفه بخفه ليتشدق مالك ساخرا يهمس بجانب اذن والده قائلا


    (( ابي لقد اتينا لطلب يدها من اجلي وليس من اجلك فابعد ناظريك من علي فتاتي .))


    ثم رفع نظره لها واكمل حديثه بجديه قائلا 


    (( وانتي ألن تذهبي أمامنا لتنبهي اهل المنزل ))


    ما ان انهي جملته وجد فارس يخرج من غرفته بوجه مجهد اقترب فارس منهم وابتسم لهما بتشنج وهو يرمق ملاك بنظرات غاضبه لوقوفها امامهم بتلك الملابس البيتيه الخفيفة التي ترتديها تنحنحت ملاك ودلفت للداخل لتخبر اخواتها ليغادروا المجلس وبقي معتز ووالدتهم فقط بينما رحب بهم فارس ودعاهم للدخول وخطئ امامهم للداخل حيث والدته ومعتز بعد الترحيب بهم تحدث والد مالك يقول بصوت رزين وهادئ 


    (( لقد اتينا اليوم لطلب يد ملاك لولدي مالك .))


    اتسعت اعينهم جميعا ومشاعر جميلة تتسارع داخلهم لترسم علي وجوههم إبتسامة سعيده لتتحدث والدته بنبرة فرحه قائله 


    (( كم يسعدنا ذلك الارتباط ولكن اعطنا بضعه ايام لنسأل العروس وننظر في الامر .))


    تنحنح مالك بحرج قبل ان يقول 


    (( خذوا كل الوقت الذي تريدونه ولكن اتمنئ ان اجد قبولا لطلبي عندكم .))


    ثم وقف يبتسم لهم بإمتنان يستعد للمغادرة ووالده يتبعه ليوصلهم فارس للخارج فما ان اغلق الباب خلفهم ذهب حيث والدته وجلس بجوارها ممسكا بكفها وهو يسألها 


    (( ما هو رايك يا امي فمالك شابا خلوقا فهو من 

    ساعد ملاك من قبل لتخرج من ازمتها .))


    اجابته والدته وهي ترفع راسها تطمئنه قائله 


    (( لا انكر بأنني اري فيه زوجا صالحا لملاك ولكن لنسألها اولا .))


    همهم معتز بشئ ولكنهم لم يفهموا ما يريده ليحاول فارس معه الي ان فهم بانه يريد منه ان يساعده ليجلس علي مقعده ويعود لغرفته ساعده فارس واجلسه علي المقعد المتحرك واوصله لغرفته وساعده ليستلقي علي الفراش ثم دثره جيدا وغادر الغرفة مغلقا بابها خلفه .


    توجه فارس لغرفة ملاك ووقف يطرق علي الباب إلي ان اذنت له دخل الغرفة واقترب منها يجلس بجوارها علي طرف الفراش فتحدث يخبرها بسبب زيارة مالك لمنزلهم لتتحرج ملاك وتخفض بصرها وتتورد وجنتيها واخذت تدعك في كفيها بتحرج وحياء ليسحبها فارس ويحتضنها بقوه وهو يقول بتأكيد 


    (( فكري جيدا واستخيري ثم اخبريني بقرارك .))


    مال يطبع قبلة علي جبينها ووقف يطالع حيائها بإبتسامة هادئه ارتسمت تلقائيا علي ثغره ثم قرر المغادرة وعدم احراجها اكثر من ذلك فما ان التفت ليغادر وجد مي تقف بقرب الباب تنظر له ببؤس وغمغمت تقول بفتور 


    (( لما لا تعاملني نصف المعاملة التي تعامل بها ملاك الست اختك ايضا .))


    اقترب منها فارس والدهشة تتملكه ثم سألها 


    (( هل تغارين من معاملتي لملاك ))


    هزت راسها نفيا ثم قالت بصوت ينز مرارة 


    (( بالطبع لا اغار من ملاك ولكني اتمنئ ان احظئ بإهتمامك كما تهتم بملاك ))


    احتضنها فارس فهو يعترف بان العمل أخذه من 

    اخواته وانه اهملهم في الايام الماضيه ولكن ما الذي بيده ليفعله فالعمل يأخذ كل وقته فهو يخرج في الصباح الباكر ويعود مساءا ليجد الجميع نياما ويتكرر ذلك كل يوم فلم يراهم او يجتمع معهم إلا وقت تناول وجبة الافطار  ..


    ما ان تركها فارس وغادر لغرفته تساقطت دمعاتها 

    لمحتها ملاك فوقفت وذهبت إليها وهي تحتضن كتفها وتسألها بمرح قائله 


    (( لما تبكي فأنا لم اغادر بعد ))


    حدجتها مي بغضب وهي تحاول ابعادها عنها وقالت بحزن لمع في عينيها 


    (( سأكون اسعد شخص في المنزل عندما تتزوجين وتتركيني لانني سانعم بغرفتك بمفردي .))


    عقدت ملاك حاجبيها بغضب ثم لكزتها في كتفها وتحركت تخطؤ بإتجاه فراشها بينما وقفت مي تطالعها بإبتسامة حزينه وهي تتمني ان تجد ملاك بعضا من سعادتها المهدوره مع ذلك الضابط فعلي ما يبدو بأنه يحمل لها مشاعر حب .


    في طريق عودتهم للمنزل ضغط مالك علي اسنانه بقوه وهو يتذكر نظرات والده لملاك فكور قبضته متمسكا بعجلة القياده بقوه فتنحنح يجلي صوته وحاول رسم البرود واللامبالاه علي وجهه ليقول 


    (( لما كنت تناظر ملاك بتلك الابتسامة لا اعرف ما 

    الذي اقوله ولكن اذا ما كان راي أي شخص ابتسامتك كان سيعتقد بأنك العريس وليس انا لقد كنت تناظرها بنظرات اعجاب خالص .))


    اطلق والده تنهيدة بائسه ثم قال 


    (( انها تذكرني بشخص ما عزيزا علي قلبي لم اراه منذ فترة طويلة جدا .))


    ضيق مالك عينيه متسائلا


    (( ومن ياتري هذا الشخص .))


    اكمل والده حديثه وهو علي نفس هيئته قائلا


    (( تذكرني بعمتك التي فقدتها في ريعان شبابها فملاك تشبهها كثيرا واكثر شئ قد يجعلك تعتقد بانها هي بعيدا عن ملامحها تلك اللمعة الموجودة في عينيها ما ان تبتسم تجعلك لا تعرف هل هي لمعة حزن ام سعادة .))


    اكتفي مالك بإيماءه خفيفة من راسه واخذ يكمل طريق عودته للمنزل فلا يريد ان يتحدث في الامر اكثر من ذلك ويذكر والده بتلك الحادثة التي حدثت لعمته لطلما والده حدثه عنها ولكنه لم يري لها أيه صور فلقد اخبره والده بأنها ماتت بسبب الحب فما ان احبت حتي وفتها المنيه ..


    أوقف السيارة امام المنزل وترجل هو ووالده للداخل فقابلته والدته وعلامات الغضب والاستياء مرتسمه علي محياها فأقترب منها مالك ولثم جبينها ثم اتجه يجلس علي الاريكة بينما والده انسحب بهدوء لداخل غرفة مكتبه لتقول والدته بنبرة جافه


    (( فعلت ما اردت وقصرت كلمتي وذهبت لتطلب يد الفتاة التي رفضتها يا لك من ولد عاق تعصي والدتك من اجل فتاة لا تليق بك ولا بإسم عائلتك أسمعني جيدا يا مالك لن ارضي عنك ولا عن تلك الزيجة ما دمت حيه .))


    وقف مالك من جلسته خطئ بإتجاهها يلثم جبينها ثم كفها وهو يقول بصوت مجهد ومتعب 


    (( ولكن تلك الفتاة هي كل ما اريده فأنا لم اتزوج غيرها لما تعانديني وتقفي في وجه سعادتي لما لا تدعميني في قراري كوالدي ارجوك يا امي فانا سأتزوج ملاك في كلتا الحالتين سوا وافقتي ام لا ولكن موافقتك ستسعدني وتكمل فرحتي .))


    حدجته بغضب ونفضته بعيدا عنها والتفتت مغادرة تضرب الارض بصوت حذاءها بإستياء فأستقام مالك يزفر انفاسه بتعب وحزن علي ما يحدث معه ففرحته ناقصة برفض والدته للفتاة التي يتمناها ..


    كانت نورين نائمة علي الفراش تتذكر حديث كريم لها فتبكي وتنتحب تضع كفها علي فاهها تحاول كتم صوت شهقاتها حتي لا تستمع إليها تؤامها فكم صعبا عليها رؤيته والتعامل معه وكأنه لا يعنيها تثاقلت جفنيها واطلقت العنان لنفسها لتجتمع معه في احلامها كما تريد في الواقع وتمنع نفسها عنه بشق الانفس وجدته مقبلا عليها يركض حتي وقف امامها وهو يلتقط انفاسه بصوت مرتفع ينظر لها بعشق جارف يبثها حبه ببضع كلمات حارقه وهي كما هي تستمع له فقط لما لا تستطيع ان تطلق العنان لنفسها وتتشدق بما تريد قوله ويمنعها تفكيرها في اخواتها من التفوه بما يعتلج قلبها فما ان قررت اخراج الكلمات من بين شفاهها استيقظت من النوم فزعة علي من يهزها بقوه لتصحو نظرت لنور بفزع واثار دموعها مازالت علي وجنتيها لتقول نور بحيره 


    (( لما تبكين لقد كان صوت بكائك عاليا لدرجه انني شكيت بأنك مستيقظه .))   


    خرج صوت نورين مجيبه بالهمس الضائع 


    (( لا شئ لقد كان حلما بشعا ))


    تابعتها نور وظلت تتمعن في تعابير وجهها الفزعة والمتألمه وكأنها كانت تجلد بداخل حلمها لا تعرف بان نورين مجلدة القلب .


    تسألت نور بتوجس قائله 


    (( هل حقا كل ما في الامر مجرد حلما ام انكي مازلتي تضعين حديث هؤلاء الفتيات في راسك ))


    استقوت نبرة صوت نورين وعيناها تومضان بدموع لكنها منعت نفسها وابت ان تجعلها تتساقط 


    (( نعم كان مجرد حلما كما قلت لكي وهؤلاء الفتيات سأعرف كيف اوقفهن عند حدهن وسأشتكي عليهم بسبب ما يرمونني به فليس هناك اي شيء بيني وبين كريم وانتي تعرفين لما اعطاني جاكيته فلقد اخبرتك كل شيء فمراد ذلك الشاب الخبيث تعمد سكب العصير علي ملابسي لا اعرف لما لكنه تعمد ذلك .))


    ظهر الاستياء علي وجه نور بسبب ما يحدث مع تؤامها لتقول بهدوء 


    (( لا تقلقي من شئ فأنا معكي هيا نامي الان ولنري ما يخفيه الغد من اجلنا. )) 


    استلقت نورين علي الفراش والتفتت للناحية الاخري تبعد وجهها عن تؤامها فصدرت شهقة من نورين لم تكن شهقة بقدر ما كانت صرخة مكتومة بعذاب خوفا من القادم ..


    في تلك الليلة العصيبه لم يستطع معتز النوم فلقد جافاه النوم وظل حتي الصباح يجلد ذاته ويعذبها يتذكر خائنته من سلمها روحه قبل قلبه لتذبحه بسكين بارد دون أي مراعاة لما فعله من اجلها يتمني من قلبه ان يأتي اليوم الذي يتشفي فيها فهو لم يقدر الجوهرة الثمينة التي كانت حوله بسببها فلقد اكتشف مؤخرا بأن اخواته هم ما تركه والده له هم ورثه هم امانته لكنه لم يحفظ الامانه بسببها هي ففارس اثبت بأنه رجل ويستطيع حمل الجميع فوق كتفه دون ان ينخ او يشتكي عكسه هو فلما القدر مؤلما هكذا فهمس بداخله عندما استيقظت من غيبوبتي اجد بأنني لا استطيع المساعدة بأي شئ فأنا لم اعد قادرا علي مساعدة نفسي بنفسي لتتساقط دمعة حارقه من طرف عينيه وهو يحسبن كثيرا علي غاده وما طاله هو وعائلته بسببها ..


    في صباح يوم جديد يأتي لينير حياة البعض ويعتم حياة الاخر وصلت مي لمقر الشركة التي تعمل بها فما ان توقفت سيارة الاجري ترجلت منها ووقفت تدفع للسائق اجرته وما ان استدارات وجدت منير يقف في وجهها يرمقها بنظرات مبهمه لترفع حاجبا وهي تساله 


    (( ماذا تريد )) 


    نظر لها بغيظ يتجلي في ملامحه فلاول مره يجد فتاة ترفضه وتتعامل معه بتلك الطريقه ليقول 


    (( اريدك ان تعطيني فرصة للتعرف عليكي عن قرب ))


    اقترب منها وامسك خصلة من شعرها يشتمها وهو يرمقها بنظرات إعجاب شهقت مي بصدمة ورفعت كفها تصفعه بقوه وقالت محذره


    (( اياك ان تقترب مني مجددا ))


    ثم تحركت مغادره بينما وقف منير يمسد بكفه مكان صفعتها ينظر إليها والشرار يتطاير من عينيه فقرر الذهاب الان القصاص منها فوقت لاحق فما ان التفت ليخطؤ خطواته نحو سيارته وجد من ينادي إسمه بغضب عارم فما ان استدار ينظر إليه حتي تلقي ضربة قويه في منتصف وجهه رفع منير بصره ينظر لسليم الواقف امامه بملامح خطره ووتيرة انفاسه المتصاعده ووجه محتقن يكسيه اللون الاحمر  من شدة الغضب اراد سليم ان يفتك به ويلقنه درسا لن ينساه ولكن امن الشركة حال بينهما فلقد كان واقفا ينظر للخارج من النافذة الزجاجيه في غرفة مكتبه فما ان راي منير واقتربه الشديد من مي ثم تجاوزه معها اشتعلت النيران بقلبه واطلق العنان لقدمه فلم يستطع الوقوف والمشاهدة اكثر من ذلك 


    ضربت مي كفها بجبينها بيأس وهي تراقب ما يحدث ثم قالت وهي تتميز غيظا 


    (( رباه سيفضحني في الشركه ))


    وجدته يقترب منها فأمسك بمعصمها يجرها خلفه لداخل الشركه كانت تتحاشي النظر إليه خائفة من هيئته ففتح باب المصعد ودفعها بداخله ارادت ان تتحدث وتوقفه عند حده ولكنها تخشاه فلاول مرة تري منه ذلك الوجه المخيف ولذلك قررت ان تصمت ...


    اعملوا متابعة عشان يوصلكم كل جديد وتصويت للفصل 


    ما ان خرجت من المصعد سحبها سليم من معصمها واخذ يخطؤ ناحية غرفة مكتبه ففتح الباب بعنف ودخل ليدفعها قليلا عنه واغلق الباب خلفه بينما وقفت هي تمسد معصمها جراء امساكه لها بقسوه تابعها هو وقد اظلمت عينا سليم بينما يقول بصوت خطير 


    (( هل اعجبك ما حدث لقد سألتك من قبل عن ما يريده منير منكي فانا اعلم كيف يفكر هو وما يحاول الوصول إليه فانا اعرف نواياه .))


    اتسعت عينا مي بإستنكار 


    (( وهل انا السبب فيما حدث لقد فضحتني في الشركة وسأكون موضع حديث الجميع فالمدير وصديقه الصدوق يتشاجران من اجل موظفة جديده ليري من فيهما سيستطيع الحصول عليها قبل الاخر فهل اعجبك انت ما فعلته لما تدخلت فانا لم اطلب مساعدتك  .)) 


    اجابها سليم بإستياء بالغ 


    (( هل كان من المفترض ان انتظرك لتطلبي مساعدتي لقد تطاول معك واقترب منك بطريقة مستفزه فكيف تريدين مني ان اقف واتفرج فقط .))


    انفعلت مي وتحدثت بصرامه قائله 


    (( وما دخلك انت اذا كان تطاول او تجاوز حده معي من انت لتعترض علي ذلك هل انت ولي امري حتي لا يعجبك الامر .))


    اقترب منها سليم يريد صفعها ولكنه تماسك وكور قبضتيه بقوه بجانبه حتي ابيضت انامله ظل يناظرها للحظات صامتا بملامح خالية من التعبير ثم قال بصوت غاضب 


    (( لا اريد ان استمع مجددا لمثل هذا الحديث الذي تفوهتي به منذ قليل والا سأصفعك علي وجهك حتي لا يستطيع احدا التعرف علي ملامحك ))


    ازدردت مي ريقها بخوف ولكنها حاولت ان تظهر شجاعه فقست ملامحها وهي تقول 


    (( بأي حق ستفعل ذلك ))


    لم يجيب سليم وبدا شارد الذهن ثم قال بصوت صارم جاف 


    (( لا احب هذا النوع من الاستفزاز اعملي بأنني ساتعمل معكي منذ اليوم بطريقة اخري وسأعطي لنفسي كل الحق في معرفه كل شئ عنك فكوني حريصة علي عدم اغضابي .))


    اشتعلت مقلتيها ولكنها لم تجيبه بشئ فاخذ صدرها يعلو ويهبط بإحتدام فتحركت لتخرج من الغرفه وقد بدات تشعر بالاختناق يلفها والخيبة تعتمل بروحها والالم يسكن قلبها فلقد كانت تنتظر منه ردا اخر علي سؤالها..


    ما ان خرجت زفر سليم بغضب وتنهد وهو يجلس علي مقعده الوثير يرجع ظهره للخلف يستند علي ظهر مقعده وهو يتذكر ما راه وتجاوز منير معها وامساكه لخصلات شعرها وغضبه الشديد من حديثها معه فكم اراد ان يجيبها علي سؤالها ويخبرها بأي حق سيفعل ذلك ولكن غضبه منها لم يسمح له ان يبثها مشاعره ويلقي عليها كلمات العشاق .


    وقف فارس متحاملا علي الالم الذي يشعر به فمد يده يخرج هاتفه من جيب بنطاله ليقرأ محتوي تلك الرسالة التي ارسلتها إليه زينه تعلمه عن مكان المنزل زفر بإستياء فكم كان مجهدا من العمل لساعات اضافيه فلم يتبقي علي عقد قرانه الكثير سيحاول اليوم ان يستأذن لساعتين قبل انتهاء الدوام ليذهب للمنزل مبكرا عن موعده ليصطحب ليال للخارج ويجلب لها ما اتفق مع والده علي جلبه ..


    وليترك العمل في منزل زينه لوقت لاحق بعدما ينتهي من زفافه فاخذ يكمل عمله وهو يفكر بأنه عليه اقتراض المال من صاحب العمل فهو يحتاج للمال تلك الفتره من اجل الزفاف ومن اجل معتز فلقد اخبره الطبيب بأنه يستجيب للعلاج الطبيعي ولو استمر عليه لفترة وذهب بإنتظام للمركز ستكون النتيجة مرضيه ..


    كانت في المطبخ تعد الطعام ووالدتها تجلس علي الطاوله وتساعدها لتسألها زينب قائله 


    (( هل قررتي بخصوص مشروع خطوبتك من الضابط ))


    تحرجت ملاك واحمرت وجنتيها لتبتسم والدتها إبتسامة رقيقه وهي تقول 


    (( اشعر بان هناك خيرا قادما من اجلك حبيبتي فلقد رايت مناما ادعوا الله ان يجعله من حظك ونصيبك  ))


    صمتت قليلا ثم سألتها بإهتمام وكأنها تذكرت شيئا 


    (( الم تستخيري بعد . ))


    اجابتها ملاك ببشاشه 


    (( لا ليس بعد ))


    ابتسمت زينب بخفوت اشرق وجهها متحاملة علي ما تشعر به من الآم في داخلها كلما تتذكر حال معتز وما يفعله فارس والحمل الثقيل الذي يحمله فظلت تدعوا لهم جميعا وهي تتمني ان تكون ساعة استجاب وينعم ابنائها بالفرح والسعادة منذ اليوم ..


    في المدرسة الثانوية كانت نورين تجلس هي وتؤامها في وقت الراحة يتابعون نظرات الفتيات الذي يرمقونها بنظرة مشمئزه وهم يفكرون بأنها تريد ان توقع بمعلمها ليستمعوا لفتاة وهي تتحدث مع الاخري وتخبرها بملأ صوتها بان نورين تعشق المعلم ما ان استمعت نور لحديثها لم تستطيع الجلوس والتغاضي عن ما تقوله تلك الفتاة في حق اختها فأتجهت إليها كالاعصار وامسكتها من خصلات شعرها بقوه لتتأوه بشده وهي تحاول افلات قبضة نور عن خصلاتها ولكنها لم تستطيع لم يحاول احدا التدخل فالجميع يعلم مصير من يتشاجر في المدرسة اما استدعاء لولي الامر او الفصل وفي كلتا الحالتين تتأثر سمعة الطالب في النهايه.


    كانت واقفة في غرفة المديره هي ونورين المذعوره التي لا تكف عن البكاء وتلك الفتاة التي تشاجرت معها نور فكان شعرها مشعث واثار دموعها علي وجنتيها ليستمعوا لصوت المديرة الصارم تسألهم 


    (( لما تتشاجران وتفعلان في المدرسة ما يفعلنه ابناء الشوارع .))


    اجابتها نور بثقه قائله 


    (( ساشرح لكي ما حدث وسبب تطاولي عليها ولكن ارجوا منكي ان تسمعيني للنهايه ثم تحكمي بما تريدينه .))


    اومأت لها المديره لتكمل حديثها فأخبرتها نور بكل شئ منذ ان سكب ذلك الطالب العصير علي نورين ومساعدة كريم لها حتي تشاجرها مع تلك الفتاة بسبب ما ترمي به نورين بالباطل ..


    تحدث المديره بنبرة حازمه 


    (( ما اسم ذلك الطالب سأطلبه ليحضر وايضا سانادي كريم لافهم ما الامر .))


    اخبرتها نور باسم ذلك الطالب ليحضر وسالته عما حدث ليخبرها بكل شئ وانه لم يكن يقصد ما حدث فطلبت منه الخروج من الغرفة كل ذلك تحت انظار كريم الخائف علي نورين من الفضيحة في وسط زملائها فهو لم يقصد ان يحدث كل ذلك فهو يشعر بها في كل كيانه ففي ذلك اليوم كان يحاول مساعدتها ليس الا وجهت المديره حديثها لتلك الفتاة قائلة بنفس النبرة الحازمه 


    (( لقد استمعتي لما قاله زميلكم فلما تطلقين الاشاعات علي زميلتك اذا كان هناك شئ شخصي فمكانه ليس هنا في حدود مدرستي .))


    صمتت قليلا ثم اكملت حديثها قائله 


    (( اعتذري من زميلتك وعقابا لكي سيتم فصلك لثلاث ايام من المدرسه لتكوني عبرة لغيرك ))


    فعلت تلك الفتاة كما طلبت منها المديره فخرجت نور ونورين معا من الغرفه بعدما سمحت لهم المديره بذلك فما ان خرج الجميع تنهدت المديره ببؤس وهي تقول 


    (( كريم كن حريصا اكثر من ذلك فالفتيات في سن مراهقة وسيفهمون اي تصرف منك بطريقة خاطئه .))


    وقف كريم من مقعده ووضع كفيه بداخل بنطاله ثم اومأ له وتحرك مغادرا والحسرة تقتله فما حدث سيبعد بينه وبين نورين الاف الاميال خرج من غرفة مكتب المديره واخذ يخطؤ ناحية مكتبه ليجدها واقفة تبكي وتؤامها تحاول تهدئتها كم اراد ان يتحدث معها ويخفف عنها ولكنه لم يستطيع فعل ذلك فاشاح بنظره بعيدا عنها واكمل طريقه حيث غرفة مكتبه ..


    وصل فارس لمنزل ليال ووقف يطرق علي الباب بطرقات هادئه وجدها هي من فتحت الباب تقف امامه في كامل هيئتها وحسنها تنظر إليه بلهفة تجلي الضجر علي وجهه ثم تحدث بإمتعاض قائلا 


    (( اين والدك لاخبره باننا سنخرج معا لقد حدثته علي الهاتف وطلبت منه اذنا وقد سمح لنا ولكن لاراه اولا قبل ان نذهب .))


    اجابته ببساطة قائله 


    (( لقد خرج ولم يعود بعد واخبرني بانك لو اتيت قبل ان يأتي اذهب معك لانه لا يعرف متي سيعود .))


    اومأ لها واشار اليها بكفه ليذهبوا تنهدت ليال وابتسامة جانبية مريره ترتسم علي وجهها وتحركت تخطؤ معه اول خطواتها نحو بداية جديده لا تعرف اذا ما كانت موافقتها علي الزواج منه صحيحة ام لا ..


    انتهي فارس من شراء محبسا ليال واخدها وذهب لمطعم بسيط جلست ليال علي مقعدها تنظر له وهو يتحاشي النظر إليها يشغل نفسه عنها بأي شئ وكأنها غير موجودة معه علي نفس الطاوله قطب حاجبيه عند صدوح صوتها الغاضب  وهي تقول بإستياء 


    (( لما تعاملني بتلك الطريقه وكأنني غير مرئيه .))


    امتعضت ملامح فارس مما تقوله فأطبق علي شفتيه يكتم دواخله وفقط عيناه من تنطق بالالم المبرح الذي يشعر به فكم هو محرجا منها لانه لا يستطيع ان يجلب لها كل ما تريده مثلها مثل اي فتاة تحضر لعرسها فمسؤلياته كثيره وقد زاده شخصا اخر ليكون مسؤلا عنه ومتكفلا به .


    زفر فارس انفاسه بقوه ثم قال 


    (( ليال انا اعتذر منك فأنا لم اكن اقصد بأن اوصل لك ذلك الشعور ولكنني محرجا منكي لانني لم استطع ان اجلب لك كل ما تتمنيه .))


    مدت كفها تربط علي كفه الموضوعة علي الطاوله تبادل النظرات بينها وبين كفها الموضوعه علي كفه فشعرت بالاحراج من فعلتها لتسحب كفها سريعا وهي تقول لتداري احراجها


    (( تأكد بأنني لا اريد شيئا حتي ذلك المحبس لو لم يكن رمزا لارتباطنا لم اكن لاوافقك علي ان تجلبه فتلك الاشياء لا تعنيني .))


    تنهد فارس بثقل وهو يقول 


    (( فليعينني الله علي ان اكون نعم الزوج لكي .))


    اكتست وجنتيها بذلك اللون الاحمر القاني من فرط الخجل  وابتسامة صغيرة لونت شفتيها فعندما ادركت قصده احسن راسها خجلا من اثر حديثه عليها فهي حتي الان ما زالت لا تصدق بانها ستكون زوجته في يوم من الايام وتحمل اسمه فلطلما تمنته زوجا لها ودعت كثيرا الا تتزوج احدا غيره ما ان راي هيأتها تلك ابتسم ابتسامة هادئه وهو يفكر كم تشبه ملاك في حيائها واخلاقها ..


    صدح رنين هاتفه عاليا فأخرج هاتفه من جيب معطفه ولفت الدهشه وهو يطالع الاسم الذي يعلو شاشة هاتفه ..


    كان مالك في عمله لديه وردية ليليه ممسكا بهاتفه ينظر إليه من ثانية لاخري فكل ثانية تمر عليه وكأنها ساعة كامله فكم سيكون عليه ان ينتظر حتي يتصل به احد عائلتها ليخبره بقرارها وقف مالك ينظر من النافذه التي تحيطها اسياخ الحديد للسماء الصافيه ، تخصر مالك وهو يزفر انفاسه بقوه يفكر هل هناك احتمال لرفض ملاك فعائلتها لم يري منهم غير انهم مرحبين بالامر ولكن يبقي رايها هي فقرر بانه سينتظر للغد وان لم يحدثه احدا ليخبره بقرارهم سيحدثهم هو يعلم بأنه لا يصح ذلك ولكنه لم يستطيع الانتظار اكثر يريد الارتباط بها في اقرب فرصة فوالدته تضغط عليه بشكل نفسي مزعج فلم تعد تتحدث معه وقد قالتها له صريحة لن اتحدث معك الا اذا تخليت عن فكرة ارتباطك بتلك الفتاة التي لا تليق بضابط مثلك لذلك هو يريد انهاء الامر في اقرب وقت ليضعها امام الامر الواقع فهي ستمل منه وتتعامل معه وكأن شيئا لم يكن ...


    موني عادل


    تكملة الرواية من هناااااااا


    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله جميع الفصول هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

    مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



    تعليقات