القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ذلك هو قدري الفصل الأول والثانى والثالث والرابع والخامس بقلم مونى عادل

 رواية ذلك هو قدري الفصل الأول والثانى والثالث والرابع والخامس بقلم مونى عادل 




رواية ذلك هو قدري الفصل الأول والثانى والثالث والرابع والخامس بقلم مونى عادل 


كن علي يقين بأن عوض الله لقريب فما عليك إلا الصبر والإحتساب ..فكن علي يقين بأن الله سيعوضك حتي تنسي ما عانيته فالقلوب الراضيه عوضها عظيم ... فكن علي يقين بأن العوض الجميل يأتي بعد الصبر....


تجلس وحيدة متألمة من فراق والدها تركها لتعيش حياة قاسيه فتناجي الله وتدعوه أن يلهمها الصبر علي فراقه فزعت عندما وجدت من يفتح الباب دون أستاذان فدخلت زوجة أخيها كأنها عاصفة قد حلت علي المكان فوقفت متخصره تناظرها وتتحداها أن تعترض علي طريقة دخولها ، تنهدت ملاك وأشاحت ببصرها بعيدا عنها ثم تحدثت (ألا تعرفين كيف تطرقين علي الباب قبل الدخول أليس لديك أدني أحترام لخصوصية غيرك )


تحدثت غاده بنبرة مستهزئه (المنزل منزلي فلما قد أستأذن قبل الدخول ، فأنتم تعيشون وتأكلون من خير زوجي ..)


أبتلعت طعما مرا بحلقها فكم تريد أن ترد عليها ولكنها لا تريد أن تفتعل مشكلة فيغضب منها أخيها ..


فتحدثت ملاك قائله (لما أتيتي ، فأنتي لم تأتي لتذكريني بأن أخي وضعي أكثر من خط تحت كلمه أخي هو من يتكفل بنا ويطعمنا فأنتي تذكريني دائما بتلك الكلمات فلا استطيع أن انساها للحظة )


تحدثت غادة بحقد قائله (أذكركي لانه لا يتوجب عليك نسيان ذلك فلا يجب أن تنسي معروف أخيكي تجاهك وتجاه هؤلاء ، فلقد أتيت لأخبرك بأنني سيدة البيت لا خادمة فإذا أردتي تناول الطعام أنتي وأخواتك فعليكي بتجهيزه ..)


أستدارات وتحركت مغادرة ذاهبه بإتجاه غرفتها لتبقي بداخلها تهتم ببشرتها وتضع أقنعة التجميل التي أعتادت علي وضعها ولكنها لا تعي بأن الجمال الداخلي أعظم وأجمل بكثير من تلك المظاهر الخداعه ...


ما أن غادرت تلك الحيه وقفت لتذهب بإتجاه المطبخ وتبدأ بتجهيز الغداء فما أن أنتهت من عملها بالمطبخ ذهبت لتري والدتها المريضه وتطمئن عليها ..


طرقت علي باب غرفة والدتها وفتحت الباب ودخلت فوجدت والدتها جالسه علي الفراش كعادتها أقتربت منها وجلست بجوارها وتحدثت قائله (كيف حالك اليوم يا أمي )


تحدثت والدتها وهي ممسكة بكف يدها بين كفيها (أنا بخير حبيبتي ، هل تشاجرت غاده معكي مجددا )

أشاحت ببصرها بعيدا عن والدتها وتحدثت قائله (لا لم نتشاجر كنا نتحدث فقط ولكنك تعرفين كم هي صوتها مرتفع فهي لا تريد أن يكون هناك صوت أعلي من صوتها فليهديها الله..)


تحدثت والدتها بنبرة حزينه قائله (أدعوا لها كثيرا من أجل معتز فهو مغلوب علي أمره ..) 


صرت أسنانها بغضب وتحدثت قائله (قلتي مغلوب علي أمره أمي أرجوكي لا أريد التحدث في ذلك الأمر حتي لا تغضبي مني ككل مرة نتحدث فيها عن معتز وزوجته .. )


ربطت علي كفها وقد ظهر الحزن علي ملامحها فتحدثت قائله (حبيبتي لا أريدك أن تغضبي من أخيك فهو سيظل أخيك مهما حدث بينكما فليس هناك رابط أقوي من رابط الاخوه ..)


تحدثت ملاك وقد ترقرقت عيناها بالدموع (أنا أعرف ولكنه لا يعرف ذلك ولا يقدر ذلك الرابط بينا فأبنك يا أمي لا يري غير زوجته يعيش من أجل إسعادها فقط ، كم تصعب عليا نفسي وأنا أراه يدافع عن زوجته ويقف في وجهي أو وجه أحدي أخواته من أجلها ..)


تحدثت زينب وهي تدافع عن معتز وتلقي باللوم كله علي زوجتة قائله (تلك الفتاة خبيثه فمنذ أن تزوجت من معتز وقد قلبت حاله ، فمعتز لم يكن ذلك الشخص الذي أصبح عليه أبدا فهو ولدي وفلذه كبدي ويؤلمني قلبي عليه من تلك الحيه لا أعرف إلي أين سينتهي به الأمر أدعو الله أن يكتشف نواياها الخبيثه في أسرع وقت قبل أن يتأذي أحد من سمها ..) 


نظرت لوالدتها وتحدثت قائله ( أتمني ذلك .)


رفعت كف والدتها لتلثم قبله عليه فوجدت من يطرق علي الباب فدخل ليلقي عليهما التحيه وجلس بجوارهم وقد قرأ الإنزعاج علي ملامحهما فتحدث قائلا (ما الامر هل حدث شئ .)


تحدثت والدته قائله (لا لم يحدث شيئا كنا نتحدث في أمور عاديه ..)


نظر لوالدته بشك يشعر بأن هناك شيئا تحاول إخفاءه فبالطبع سبب المشكله تلك الفتاه فمنذ أن دخلت لبيتهم وهم لم ينعموا بيوم واحد في سلام ..


فتحدثت والدته لتنتشله من شروده قائله (إذهب وغير ملابسك وستكون ملاك جهزت لك الطعام ..)


أومأ لها وتحرك ليخرج من الغرفه فذهب ليغتسل ويبدل ملابسه ..


بعد قليل كان جالسا علي طاولة الطعام يتناول طعامه بمفرده فاليوم قد أت مبكرا ، جلس بمفرده ينظر لمقاعد الطاولة الفارغه وقد سدت شهيته فلم يستطيع تناول الطعام بمفرده تخيل بأن ملاك ووالدته سيتناولون الطعام معه ولكن والدته أخبرته بأنها ليس لديها شهيه وملاك تعللت بأنها ستنتظر أخواتها ، فمي في جامعتها مازالت لديها محضرات ولم تأتي ونور ونوران لم يأتوا بعد من مدرستهم الثانويه ومعتز بعمله فهو يأتي بوقت متأخر ..

وجد من تجلس أمامه تتفرسه بنظراتها فلم يعيرها أي أهتمام وأبعد بصره بعيدا عنها ..


فتحدثت وهي تذرف الدموع قائله (فارس لما تعاملني بتلك الطريقة فلما لا تأخدني كأختا لك ، صدقني إذا كنت أتشاجر مع أخواتك فذلك ليس خطئ بمفردي فهم أيضا يخطئون بحقي ، وإذا كان معتز يساندني او يقف بصفي فذلك ليس خطئ أيضا بل هو خطأ أخيك فانا لم أطلب منه ذلك ) 


نظر إليها يرمقها بغضب وقد أشتعلت عينها فهي تجلس أمامه بكل إراحيه وتدافع عن نفسها وتلقي باللوم علي زوجها لأنه يقف في صفها ، أستقام واقفا من مقعده وتحدث قائلا ( صدقتك أنا هكذا أمحي تلك الدموع فأنا لست معتز لاصدقك ما أن أري دموع التماسيح تلك ولأخر مرة سأطلب منكي أن تبتعدي عن أخواتي وأن تتركي ملاك وشأنها ..) 


نزلت دموع عيناها بكثره أمامه لتستعطفه ولكنه تجاهلها وتحرك ليذهب فما أن أستدار ليذهب رفعت يدها لتمحي دموع التماسيح تلك وإبتسامه خبيثه تعلو شفتيها..


في مكان اخر قبل عدة ساعات في شركة سليم قاسم ..


دخل للشركه بهيبته المعهوده فتسلطت أنظار الجميع عليه فهناك من ينظر إليه بعشق خالص وهناك أيضا من ينظر إليه بحقد واضح فهو يمتلك تلك المجموعة بمفرده دون شريك مما يولد له الاعداء ..


وصل لمكتبه فأستقبلته سكرتارته بإبتسامه لعوبه وهي تلقي عليه التحيه ، فإبتسم سليم ورد عليها تحيتها فهو يعلم ما تريده تلك الفتاة فنواياها ظاهرة وواضحة ، يعلم بأنها تعشق المال وتريد التقرب منه من أجل ثروته وهو لا يمانع ذلك فإذا كانت تريد المال فلتأخذه وليستمتع قليلا ..


طلب منها أن تحضر قهوته ودخل إلي غرفة مكتبه وجلس علي مقعده فرجع براسه علي المقعد يرمقها بنظراته المستمتعة وهي تقترب منه تتمايل في مشيتها تحمل قهوته فتميل لتضعها علي المكتب أمام فإقترب منها مبتسما بخبث فتبادله تلك الإبتسامه فكل منهم يفهم نوايا الاخر .. 


في الجامعة كانت مي جالسه تتحدث مع صديقتها وتخبرها بأنها لم تستطيع الذهاب لتلك الرحلة ولكن صديقتها أصرت عليها وبقيت تحاول معها لتجعلها توافق وتقنعها بالسفر معها..


فتحدثت مي قائله (أفهميني يافتاة لا أستطيع أن أطلب من معتز شيئا ، وليس لدي الجرأة لأخبره بأنني أريد الترفيه والذهاب لرحلة سيغضب ويفقد أعصابه وستنتهز زوجته تلك الفرصة لتعصيه علي أكثر وأنا لا أريد ذلك أتركيني أعيش في سلام وأكمل تعليمي بدل أن يحقق تهديده ويمنعني من أكمال دراستي فأنتي لا تعرفين ما أتلاقه منه ومن زوجته لأكمل تعليمي فقط ..)


ربطت صديقتها علي كتفها قائله (أعلم حبيبتي ، فليكن الله في عونك وينصرك علي زوجة أخيك تلك ، فإذا كنتي لن تذهبي فلن أذهب أنا ايضا سأنقي معكي هنا ..) 


تقربت منها صديقتها فتعلقت بمرفقها تحتضنه وهي تنظر إليها بنظرات محبه فما أجمل أن تجد صديقا وفيا يقف بجوارك في وقتك السئ ...


اومات لها وجلست تنظر للجميع من حولها تري مظاهر الغني ظاهرة عليهم فكم تكره هؤلاء الأثرياء المدلالون فهم لا يخشوا شيئا وكل طلباتهم أوامر فلم يعانوا يوما ولم يتحكم بهم أحدا فولدوا وفي فمهما معلقة من ذهب ..


قطع شرودها صديقتها وهي تخبرها بأنهم تأخروا وعليهم بالمغادرة فوقفت هي وصديقتها ليغادروا كلا منهم لبيته فقد أنتهت محاضراتهما ...


كان بغرفته يتحدث معها علي الهاتف فلم تأتي اليوم للجامعه فهي زميتله وحبيبته فمنذ أن دخل للجامعة ورأها وقد وقع في حبها فتحدث بصوت جامد قائلا ( لما لم تأتي اليوم ) 


اجابته زينه وهي مستمتعة بالحديث معه قائله ( هل افتقدتيني )


ضحك فارس واضعا أصابعه في شعره وتحدث قائلا (أبدا وانتي )


إبتسمت قائله (لم تخطر ببالي حتي )


رفع حاجبا واحدا مستمتعا بالحديث معها ثم أنفجر في الضحك عليها فأين ذهب كلام العشاق ..


ظل يتحدث معها كثيرا ولم ينتبه للوقت فنظر لساعته بالصدفه فرئ بأن الوقت قد مر معها وكأنها دقائق معدوده فأنهي المكالمة سريعا فعليه أن يخرج ليقابل صديقا قديما له وقد تأخر عليه...


في البيت المجاور لبيت الشيخ عبدالله كانت فتاة تقف في شرفة المنزل تترقب أن تراه صدفة لتملي عينيها من رؤيته فهو حب حياتها تنام وتصحو تحلم بفارس فترسم أحلام اليقظة معه فتتخيل نفسها زوجته تعيش في بيته لمحته يخرج من البيت ويمشئ بخطوات مسرعه فنادت عليه بصوت هادئ يكاد يسمع فنظر من حوله فلم يجد أحد فتحدثت قائله ( أنظر هنا أنا بالشرفه )


رفع رأسه ونظر إليها لتتسمر مكانها تبادله النظرات فكم حلمت بتلك اللحظه التي سيقف فيها بتلك الطريقه يتمني أن يراها وما أن تظهر يغازلها ويغني لها فيتسلق تلك الشرفة ليتعرف بحبه علي طريقه روميو وجوليت ..


خرجت من شرودها فوجدته يحدثها بجمود قائلا(ما الامر هل تريد شيئا يا ليال )


أرتبكت ليال فلا تجد شيئا تقوله أتقول بأنها نادت عليه لتراه فقط ويقف يحدثها قليلا حاولت أن تبدو طبيعيه فقالت أول شئ خطر علي بالها (اريد منك خدمه ، إذا كنت لا تمانع..)


تحدث قائلا (قولي ما تريدينه فبالطبع إذا كنت أستطيع ان البيها لكي فلن أتأخر )


قالت ملاك بنبرة شبه متوسله (أريدك أن تساعدني في دراستي فأنا لا استوعب شيئا مما أدرسه ووالدي يرفض أن أذهب وأطلب المساعدة من أي احد فهلا ساعدتني ..)


اجابها قائلا (ولما سيوفق والدك علي أن أساعدك إذا كان يرفض ذلك من قبل فلما سيوافق الان ..)


تحدثت بثقة قائله (سيوافق عندما يعرف بأنك من ستساعدني في دراستي فأنت تعلم كم يحبك ويقدرك ..)


تحدث وهو علي عجلة من أمره قائلا (حسنا أخبري والدك وإذا وافق ليس لدي مانع بمساعدتك ، سأذهب الأن ولكن لا تكرريها مجددا وتنادي علي أحدا وتقفي تتحدثي معه لقد نبهتك في المرة القادمه سأغضب منك حقا ولن أحدثك مجددا ..) 


أخبرها بموافقته وتركها ليرحل سريعا بينما ظلت هي تنظر في أسره حتي أختفي طيفه من أمامها ...


كان هناك من يقف ويشاهد ذلك وقد ألتقط لهما عده صور وهما يتحدثان ويبتسمان لبعضهم البعض فإذا رأي أحدا تلك الصور صدق بأنهم عاشقان ، أمسك الهاتف بين كفيه يضغط عليه بغل وحقد واضح وهو يتوعد فارس بأن لكل شئ وقته المناسب ووقت تلك الصور لم يحين بعد ..


عاد للمنزل في وقت متأخر من الليل كان الوقت قد تعدي الواحدة ليلا عندما دخل البيت كانت الاضواء مغلقه والظلام شديد فيبدو أن الجميع نيام ، نزع سترته بإرهاق وإتجه فاتحا الضوء وجد من يجلس علي الأريكة ينظر إليه


فتحدث بهدوء جعله يظن بأن معتز قلقلا عليه قائلا (أين كنت حتي الان ولما لم تخبرني بأنك ستتأخر ..)

أجابه بنبرة غير مكترثه ( ولما قد أخبرك هل قلقت علي أشك في ذلك ، فأنا لم أعد طفلا لأخذ منك إذنا ..)


أستدار ليتركه ويرحل فأوقفه كف معتز وهو يصفعه علي وجهه ، فنظر لأخيه بحزن فكم كان يتمني أن يكون معتز قد قلق عليه وذلك ما جعله ينتظر عودته ولكن يبدو بأنه لم يتغير فقد أنتظره ليقلل منه ويعرفه بانه من يتحكم به ..


ثم تحرك ليذهب لغرفته وكأنه لم يفعل شيئا ولم يصفع أخيه منذ قليل دون سبب مقنع ...

موني عادل


الفصل الثاني

ذلك هو قدري 

فارس عبدالله شاب ذو شخصيه طيبه جدية وصارمه بعض الشئ حنون يحب أخواته ويكدس حياته من أجلهم يتميز بأعين عسليه وشعر أسود ذو بشرة قمحيه ولحية خفيفة تزيدة وسامه لديه جسد رياضي طويل القامه ...


كان جالسا في غرفته يذاكر دروسه فأستمع لصوت شجار مرتفع بالخارج ترك مقعده وهو يهمس لنفسه لا ليس مجددا ألا يمر يوما علينا في سلام دون شجار فالجيران تشتكي من أصواتنا ، فتح باب غرفته ووقف يستمع لما يحدث لعله يفهم سبب ذلك وجد أخيه الأكبر جالسا بكل أريحيه علي الأريكه وكأن شيئا لم يحدث نظر إليه يرجوه أن يتدخل ولكن الأخر أشاح ببصره بعيدا عنه ، فتحرك من مكانه بضعه خطوات ووقف يسحبها من معصمها وهي تأبي وترفض أن تتحرك معه فتحدثت الاخري قائله (أنظري إلي وأعرفي مع من تتحدثين أيتها العانس فأنا سيدتك وتاج رأسك ..)


أستدار ونظر إليها بغضب يتمني لو يطلق العنان لنفسه لأشبعها ضربا فلا يستطيع أن يخلصها أحدا من بين يديه ..


نظر بإتجاه أخيه الجالس علي الأريكه ممسكا بهاتفه يلعب لعبه ما عليه ولم يعير الأمر أهتماما كأنه لم يستمع لزوجته وهي تؤبخ أخته وتعايرها بأنها عانس لا يعرف لما تغير أخيه بتلك الطريقه منذ أن تزوج فلم يري غير زوجته ولم يستمع لأحد غيرها ..


سحب أخته من معصمها وأدخلها لغرفته ، ثم أغلق الباب خلفه وأستدار إليها فري دموع عينيها المتساقطه بغزاره علي وجنتيها فرفع كف يده وأخذ يمحي دموعها ولكنها لم تتوقف عن البكاء فأحتضن رأسها بين كفيه وقد أمتلئت عينيه بالدموع علي حال أخته وحبيبه قلبه فحاول أن يتماسك أكثر وتحدث قائلا ( لا تبكي يجب عليكي أن تكون أقوي من ذلك وكوني علي يقين بأنك أجمل فتاه رأتها عيني وان الله سيعوضك بشئ جميل يبكيك فرحا ، فلا تعيري كلامها أي أهتمام ..)


تحدثت من بين أسنانها ودموعها تمحي الرؤيه من أمامها (ولكني لم أفعل لها شيئا صدقني بل هي من تريد أن تتشجار معي دائما لتسمعني تلك الكلمات التي تمزقني من داخلي ألم تعلم بأن الزواج نصيب ومنحه من الله يمنحها لمن يريد فلم يأتي النصيب بعد )


تحدث بغصه في حلقه قائلا (أعلم حبيبتي أعلم بأنها من تفتعل الشجار فهي تريد ذلك وما يشجعلها صمت معتز الدائم علي كل أفعالها ، ولكني سأتحدث معه ليبعد زوجته ويضع لها حدا فأنا لا أريد أن أري ملاكي حزين )


إبتسمت له من بين دموعها فما أجمل أن يكون لديك شخص يحبك ويخشي عليك يحسسك بأهتمامه وأنه موجودا من أجلك حتي ولو كان ذلك الشخص ليس الحبيب الذي تنتظره بل هي سمة أعظم من ذلك فهو أخيها وحبيبها ...


تركها وخرج من غرفته ليتحدث مع معتز ليوقف زوجته ويضع لها حدا لتبتعد عن أخواته البنات وتكف عن الشجار معهم فلما هو صامت دائما ويكتفي بان يكون في موضع المتفرج لو كانت تلك زوجته هو لاوقفها عند حدها لتعرف كيف تتحدث مع أخواته واليوم كان يتوجب عليها أن يلقنها درسا ويصفعها عده صفعات علي ما تفوهت به في حق أخته ، فيجب عليه أن يعززهم ويرفع من شأنهم لا أن يدوس عليهم وعلي كرامتهم ويتركهم لزوجته توبخهم وتعايرهم بما ليس فيهما ....


وقف أمام أخيه الذي لم يبرح مكانه فما زال جالسا علي تلك الاريكه ممسكا بهاتفه فتحدث فارس قائلا (معتز أريد التحدث معك قليلا هل تركت الهاتف لنتحدث ..)


لم ينظر إليه فلم يعيره أي انتباه وكأنه لم يتحدث من الأساس فضغط علي أسنانه بغضب وتحدث من بينهم قائلا (معتز )


تحدث معتز بصوت مرتفع قائلا( ما الأمر فلتتحدث ، قل ما لديك او أنصرف واتركني .. )


وقف يفكر كثير يريد الإنصراف فالحديث معه لا يجدي نفعا ولكن قد قرر أن يواجهه يتحدث معه فلن يصمت بعد اليوم علي أفعال تلك الزوجه فتحدث قائلا ( معتز كرامة أخواتي من كرامتي فلا يجب علي زوجتك التحدث بتلك الطريقه معهما ومعايراتهما بما ليس بهما فأبناء الشيخ عبدالله رحمه الله عليه لديهم عزه نفس لاتكسر ولا تقهر ولكن زوجتك تتعمد أن تكسر أخواتي وتطلق عليهم ألقابا مثل العانس التي لقبت بها أختك وأنت جالس في محلك ولم تعير الامر أهتماما وكأن من تؤبخ ليست أختك ولا يعنيك أمرها ولا بما تشعر به من حديث زوجتك ..)


وضع هاتفه بجواره واستدار ينظر إليه بغضب ثم وقف وتحدث بصوت مرتفع خرج علي صداه من بالمنزل جميعا ليستمع إليه فقال (أتحاسبني تكلم اتحاسب أخيك الأكبر وعلي ماذا علي كلمة قالتها زوجتي وما هي إلا حقيقة هل أخطأت بنعتها بالعانس أليست كذلك ، لقد أكملت التاسعة والعشرون ولم تتزوج بل لم تخطب حتي الأن وتريد مني أن أتشاجر مع زوجتي من كلمه حق قالتها ، إذا كنت تريد محاسبتي فحاسبني علي ما أجنيه ولم أنتفع به فانا أنفق كل اموالي عليكم وعلي تعليمكم إذا كانت أختك قد تزوجت من أبن خالتك لكنت ارتحت من عبئها ولكان خف الحمل عني قليلا ، فلتسمعني جيدا أنا لا أريد التحدث في ذلك الأمر مجددا فمن يريد التحدث معي يعمل أولا ويجني قوت يومه ثم يأتي ليحدثني ويقف امامي يحاسبني ...)


تحدث فارس أيضا بصوت مرتفع فكم أغضبه حديثه بتلك الطريقه عن أخواته فقال ( أكنت تريدها أن تتزوج من إبن خالتك وتكون زوجة ثانية ليخف الحمل عنك تريد رميها لأي كان ليخف العبء عليكي ياحسرة علي أخي الأكبر لقد تغير وأعماه حبه للمال ليغلق عينيه عن واجباته تجاه أخواته ويقف يعايرهم بما يفعله من أجلهم بل ويطالبهم بجني قوت يومهم ، شكرا لك يا أخي علي ما تقدمه من أجلي ومن أجل أخواتك .. )


تحدث معتز قائلا (أصمت فأنا لا أريد فلسفة فارغه أترك تعليمك وتكفل باخواتك فأنا لم يعد بإستطاعتي تحمل كل شئ بمفردي ، سأسأفر بعد شهرين أنا وزوجتي فلقد وجدت فرصه عمل أحسن في دولة أخري وسأسافر وأحظي بها ، لم أكن أريد أن أخبرك بتلك الطريقه ولكنك من أصريت علي التحدث فلتتحمل عبء أخواتك بعد مرور تلك المده فسأكون كريما معكم وأنفق عليكم حتي سفري ..)


أنهي حديثه ينظر إليه بنظرة مستهزه وإبتسامة مستفزه ترتسم علي محياه تم ربط علي كتفه وتحدث قائلا (أريني همتك يا بطل ..) 


تحرك من مكانه مغادرا ليذهب لغرفته تاركا فارس خلفه ضائعا وتائها فلم يتخيل بأن أخيه قد يفعل ذلك هل تلك المعاملة قد تخرج من أبناء الشيوخ فلقد رباه والده وعلمه علي كتاب الله وسنه رسوله فكيف ينسي ذلك كيف ينسي ما نشأ عليه وزرعه والده بداخله ...


وجد والدته واقفة تنظر إليه فلا تعرف بما تتحدث في تلك اللحظة أعليها أن تؤاسيه وتسئ لمعتز وما قاله في حق أخواته ، فحبه لزوجته و لنفسه قد أعماه فرفع بكف يده علي وجهه يمسح عليه وهو يهمس قائلا( يا الله تلطف بحالي وساعدني لأحافظ علي أخواتي البنات ..)


تحرك من مكانه ليذهب لوالدته ويتحدث معها فكم يشعر بالحزن والشفقة عليها مما سمعته من أبنها الأكبر وقف أمامها وأحتضنها ليتحدث قائلا (لا تقلقي يا أمي ، سيكون كل شئ علي خير ..)


تحدثت والدته بحدقتين مترقرقتين بالدموع (كيف سيكون كل شئ علي خير وإبني يريد السفر بزوجته ورمي مسئوليته تجاه أخواته عرض الحائط ، فكيف يمكنك الإهتمام بأربعة فتيات ووالدتهم وأنت مازلت تدرس ، لا أبتعد عن طريقي سأذهب واتحدث معه لعله ينسي ذلك القرار ..)


تحدث فارس بهدوء قائلا (أمي اتركيه لن يسمع لكي وسيحرجك أتركيه يفعل ما يراه صائبا من وجه نظره سيأتي عليه وقت ويعترف بخطئه ، ولحين وقت سفره سأكون أنتهيت من أمتحاناتي وسأعمل فلا تقلقي ..)


أجابته والدته قائله (ومن سيسمح لشاب مازال متخرجا جديدا أن يعمل لديه لن تجد عملا جيدا وستتعب يا ولدي ..)


مال علي كف يدها يلثمها بقبلة وقد هربت دمعه وحيده من جانب عينيه فمحاها سريعا قبل أن تسقط وتراها والدته فتحدث قائلا (لا تقلقي فذلك هو قدري ...)


كانت مستلقيه علي الفراش تبكي وتبكي حتي تؤرمت عيناها لا تتخيل بأن أخيها وسندها في الحياة هو من يعايرها ويلقبها بالعانس بل يريد التخلص منها أين ذهب رابط الأخوه أين ذهب حنان الأخ علي أخته أليس هو في مكانه الأب ..


فتح باب الغرفة فدخلت أختها وشريكتها في الغرفة فنظرت لأختها بحزن وغضب علي حالها فلما تستمع لهما وتبقي صامته لما تسمح لهما بالتدخل في شئونها ونعتها بتلك الكلمه فهي هادئة ومتنازله عن أبسط حقوقها وهو الدفاع عن نفسها ..


فجلست بجوارها وتحدث قائله (أفيقي يافتاه وكفي بكاءا فليس معتز من يجعلك تبكين فجميعنا نعلم بانه شخص أناني لا يحب أحدا ، ملاك أفيقي حبيبتي ولا تتنازلي عن حقك في الدفاع عن نفسك ..)


تحدثت من بين دموعها قائله (ولكنه سيسافر ويلقي بكل شيء خلف ظهره وفارس مازال صغير علي تحمل ذلك ..)


تحدثت مي قائله(أليس فارس أخي ومعتز كذلك ولكني أقول لكي بأن فارس سيتحمل ويصمد أمام كل ما سيمر به ، فلا تقلقي عليه فنحن معه ونسانده ..)


تركت ملاك متسطحة علي الفراش كما هي وأستدارات ممسكة بهاتفها وحدثت صديقتها تخبرها بما حدث بين معتز وفارس وأنها تريد مساعدتها لتجد عملا لها ..


املت عليها صديقتها ساره عنوانا وأخبرتها أن تذهب إليه شكرتها مي وأغلقت معها المكالمه وأستدارات لتجد ملاك جالسه علي الفراش تنظر إليها بصدمة وكأنها أرتكبت فعلا شنيعا فتحدثت ملاك بوجه مكفهر (أجننتي تريدين العمل وترك دراستك لن يوافق فارس وانا لن اوافقكي في جنونك هذا ..)


تحدثت مي بنبرة واثقه (من قال بأنني سأترك دراستي ، سأعمل وأدرس في ذات الوقت ..)


تحدثت ملاك بغضب وقد خرج صوتها عاليا بعض الشئ (ولكنك ستهملين دراستك ولن تستطيع التوفيق بينهما ..)


اجابتها مي بهدوء (لا تقلقي من تلك الناحيه ولكن فكري معي كيف سنقنع فارس ونجعله يوافق ..)

موني عادل



الفصل الثالث

ذلك هو قدري 

الحياة القاسية لا ترحم أحدا سوائا كان كبيرا أو صغيرا فجميعنا متساوون في نظر القدر أحيانا يقدر لنا عيش أياما سعيدة وهانئه مليئة بالحب والسعادة وأحيانا يقدر لنا عيش أياما قاسية تعيسة ومؤلمة مليئة بالظلم والكراهيه ..


وصلت أمام تلك الشركه التي أعطت لها صديقتها عنوانها وقالت بأنه يوجد مقابلات لاختيار سكرتيره لمكتب المدير فتوقفت أمامها وهي تطالعها بدهشة وتنهدت بخوف فتلك الأشياء جديدة عليها وذلك العالم لم تتعامل معه من قبل تحركت من مكانها وذهبت لتدخل للشركه ظلت تنظر حولها بتعجب فكانت شركة كبيره نظرت للجميع من حولها فوجدت الكل منكب علي عمله فلم يرفع أحدا منهم وجهه عن حاسوبه ...


وصلت أمام السكرتيره لتخبرها عن من تكون وسبب وجودها هنا تركتها الفتاة وذهبت لتخبر المدير وتستأدنه إذا ما كانت تدخلها أم لا ، ما أن تحركت تلك الفتاة تنفست براحه ووقفت تنتظر الإذن بالدخول وجدتها تفتح باب غرفة مكتب المدير وتقف تشير لها بالدخول للحظة خافت وتوترت وشعرت بأن قدميها قد ثتت في مكانها فلا تستطيع التحرك ، شجعت نفسها بأن ذلك هو الأفضل لها ولإخواتها فعليها التحرك وأقتناص تلك الفرصة ..


كانت ترتدي ملابس أنيقه تتفاوت بين الرقي والبساطة في ذات الوقت ، أومأت للسكرتيرة بالإيجاب وأخذت نفسا قويا تملي به رئتيها ثم أخرجته بهدوء وقد رسمت علي ملامحها ثقة لا تعلم من أين أتاتها ، دلفت لداخل الغرفة وأستدارات فزعة تنظر برعب للباب الذي أغلقته تلك الفتاة ، هدأت من روعها وأستدارات لتجد عينين مصلتتين عليها فأكملت سيرها بهدوء وقد ارتاح قلبها وهي تجد ذلك الشخص رجلا كبيرا في السن يظهر علي وجهه الوقار والإحترام فأشار إليها أن تجلس ، جلست علي المقعد أمامه وقد عادت لها ثقتها بنفسها وأخذت تتحدث وتعرفه عن نفسها قائلا (مرحبا سيدي أدعي مي عبدالله ومازالت أدرس في كلية التجاره ولكني أحتاج للعمل وقد أخبرتني صديقتي عن تلك الوظيفه كل المعلومات الخاص بي موجودة في ذلك الملف .. ) وضعت الملف الخاص بها أمامه تنتظر إجابته فتأخر ولم تسمع منه كلمه واحده ، فأشبكت أصابعها في بعضهم البعض وقد توترت من نظراته وجديته المرسومة علي وجهه .

وجدته يقف ويدور حول مكتبه فتابعته ببصرها وجدته يجلس مقابلا لها وتحدث قائلا (حسنا أنا موافق يمكنك البدء منذ الغد ..)


نظرت له بإمتنان وقد اخبرها بأن تلك السكرتيرة التي بالخارج ستخبرها ما المطلوب منها وتعلمها كل شئ فوقفت عن مقعدها وشكرته ثم تحركت وخرجت..


ما أن خرجت حتي أمسك بهاتفه وتحدث قائلا (تلك الفتاة التي أخبرتني عنها قد أتت وقد وافقت علي ان تعمل لدي ..)

أجابته قائله (شكرا لك ياعمي لا أعرف كيف أشكرك حقا..)


تحدث عمها بنبرة حانيه (لا تشكريني حبيبتي انا حقا أحتاج سكرتيرة جديده وقد رأيت بأن تلك الفتاة أصلح من يكون لتلك الوظيفه ..) 


ما أن خرجت من الشركة فوجدت مقعدا في حديقة الشركه جلست عليه وأخذت ترسم ألاف السيناريوهات لكيف ستخبر اخيها عن عملها وهل سيوافق أم لا ولكنها ستفعل المستحيل ليوافق لن تترك عملا في مكان كهذا تذكرت عندما كانت تشتكي لصديقتها ساره عما حدث بين أخواتها وانها ترغب في العمل وستبحث عن عملا منذ الغد فأخبرتها بأن شركة عمها لديها وظائف خاليه وقد أعطتها العنوان وأخبرتها أن تذهب اليوم وها هي قد ذهبت وتم قبولها ..


كانت ملاك جالسه هي ووالدته والتؤام الغير متشابه نور ونوران يتحدثان في أمور شتي يحاولون تدبير أمورهم بعد سفر معتز ....


في تلك الأثناء وصلت مي للبيت فألقت بالسلام ودخلت لغرفتها مباشرة وأرتمت علي الفراش ..

وجدت باب الغرفه يفتح وملاك تقف تحتضن ذراعيها فقالت(ماذا قررتي بشأن العمل وكيف ستخبرين فارس ..)

تحدثت مي بلامبالاه (لا تقلقي من ناحيه فارس ، سيوافق عندما يعرف أين سأعمل ..)


أضافت ملاك بنبرة تهديد (أعلمي جيدا أنني لست مقتنعه بما تقدمين عليه ولا تلوميني لاحقا بأنني لم احذرك..)


تحدثت مي بهدوء (لا تقلقي فلن ألوم أحدا )


نظرت بالساعة المعلقة أمامها علي الحائط فقد تأخر الوقت ولم يعد حتي الأن خرج منذ الصباح ليبحث عن عمل فقضي يومه كله بالخارج ، سمعت صوت المفتاح بالباب فنظرت بإتجاه باب المنزل وجدت فارس يدخل للمنزل بأكتاف منهزمه تحرك وأغلق الباب خلفه وتحدث قائلا (مساء الخير ، لما انتي مستيقظه حتي الان الا يوجد لديكي محاضرات غدا ..)


اجابته وقد توترت وشعرت بالخوف من رفضه لفكرة عملها قائله ( مساء الخير ، فارس أريد التحدث معك قليلا ..)


جلس علي الاريكة وأشار إليها بان تأتي وتجلس بجواره جلست بجواره فتقدم بجسده للامام متكئا بمرفقيه علي ركبتيه ليشكل قبضه بكفيه ثم نظر لها بطرف عينه وتحدث قائلا (تبدين متوتره وخائفة قولي ما لديكي..) 


ازدردت ريقها والخوف يكاد يقتلها فشجعت نفسها بأن عليها ان تخبره وتقنعه حتي تستطيع الذهاب بدا من الغد فقالت بتوجس (لقد وجدت عملا وعلي البدء من الغد..)


نظر إليها بغضب وعدم تصديق في ذات الوقت فقال (ماذا قلتي ، اعيدي ما قلتيه الان..)


مالت بجسدها للامام تستند بمرفقيها علي ركبيتها تنظر لوجهه عن قرب وأجابته قائله (أرجوك وافق فانت تعلم بأننا بحاجه للمال ..)


صر أسنانه بغضب وتحدث قائلا (قلتي بحاجه للمال وهل عليكي انتي أن تعملي وتأتي بالمال لا فانا لن اوافق ستكملين دراستك ولن تفكري في العمل مجددا ..)


تحدثت تحاول أقناعه قائله (أخي .....)


قاطعها وقد وقف ليذهب لغرفته قائلا (أنتهي الحديث في ذاك الامر ، تصبحين علي خير ..)


ما ان دخل لغرفته وجد ملاك تجلس علي مكتبه تقرأ كتابا في علم النفس عن قوة التحكم في الذات تؤجه إليها ونظر لما تقرأه فهو يعرف كم تحب ملاك القراءه وكم تحب أن تجلس بغرفته وتحظي ببعض الخصوصيه فتستعير أحدي كتبه لتقرأها فألقي بالتحيه عليها ثم أستلقي علي الفراش ينظر لسقف الغرفه فرفع ذراعيه ووضعها علي عينيه لتحجب عنه الرؤية ..


بينما ملاك ما أن رأت الباب يفتح ويدخل فارس للغرفه رفعت تلك النظارة عن عينيها التي تضعها ما ان تقرأ وأغلقت صفحات ذلك الكتاب فوقفت عن المقعد وذهبت بإتجاهه وتحدثت قائله ( ما بك هل تحدثت معك مي كانت تنتظرك ومظهرك هذا يخبرني بأنها تحدثت معك ..)


رفع ذراعيه عن عينيه ونظر إليه نظرة مميته وتحدث قائلا ( هل كنتي تعلمين انها تريد العمل ولم تخبريني ..) 


أجابته ملاك قائله ( سمعتها بالصدفه وهي تتحدث مع صديقتها بالامس ..)


تحدث فارس بحزم قائلا (حسنا لقد أخبرتها بألا تفكر في ذلك الامر فليس عليها العمل وجني المال عليها فقط أن تفكر في دراستها وأن تبقي محافظه علي معدلها الجامعي لتكون معيده كما تريد ..)


تحدثت ملاك وهي تحاول أقناعه (فارس وافق ارجوك فهي ستعمل في شركة معروفه إذا اردت ان تسال عليها وعلي سمعه اصحابها فأفعل ذلك ولا تتحجج بدراستها فالسنه الدراسيه علي وشك الانتهاء ..)


اجابها قائلا (هناك جوانب اخري للامور تجعلني ارفض عليها التفكير بها ، وإذا وافقت هل سيوافق معتز بالطبع لا ..)


رفعت راسها وقالت بلامبالاه قائله ( أنتي أخر من يتحدث عن التفكير في جوانب الامور فأنت ستفعل المثل ومعتز لن يرفض فلا تقلق من تلك الناحيه هل أخبرها بموافقتك .. )


أشاح ببصره بعيدا عنها وتنهد بصوت مرتفع لا يعرف ما عليه فعله يقلق عليها من الحياة العمليه والإختلاط ليس أكثر ، حسنا سيتركها تجرب العمل هل تتخيل بأن العمل لفتاة مثلها أمرا سهلا بالطبع لا ستجرب وتري بنفسها ..


تحدثت ملاك وهي فرحة من موافقته حتي ولو لم ينطقها يكفي بأنها قرأتها في عينيه قائله ( سكوتك علامة علي موافقتك سأذهب وأخبرها بأنك موافق ..)


قبلته علي وجنتيه قبلة سريعة وذهبت مسرعه لتخبر مي بموافقته ، بينما شرد هو يفكر فيما هو قادم شعر بألم في قدمه وجسده منهك من السير علي قدميه طوال اليوم ظل يبحث عن عمل إلي أن وجد عملا في ورشه لاعمال الخشب والارابيسك فوافق ليعمل لديهم من اول الاسبوع القادم ...


كانت واقفه في الشرفة في ذلك الوقت المتأخر من الليل تضع شالا عليها فالبرد قارص فكانت واقفة تنظر للبيت المجاور ولغرفته بالتحديد لعله يفتح الشرفة وتراه ولو لثانيه واحده فمنذ أن أخبرته ان يساعدها في دراستهاوتحججت بتلك الحجة لتراه دائما فقط فأخبرت والدها وقد وافق ولكنها لم تراه مجددا لتخبره بموافقته قررت أن تذهب بالصباح إلي بيته لتخبره فتنهدت ورفعت بصرها تنظر للقمر تضع يدها علي قلبها تهدي من روعه وأخذت تهمس لنفسها قائلة يا قمر بعيد المنال صبرا فليس عند الله محال ...

أ

ستدارات لتدخل وتغلق باب الشرفة خلفها فجلست علي فراشها وأخرجت وردة حمراء مجففه من بين كتبها تنظر إليها بحب وتشتم رائحتها فقد أمحي الزمن رائحتها ولكنها مازالت تحتفظ بها وكلما اخرجتها تشتمها وتضع عليها عطرا لتبقي ذو رائحة ...


في الصباح كانت جالسه تقرض في أصابعها وتهز قدميها فوجدت معتز قد بدل ملابسه وجهز نفسه ليذهب لعمله فتحدثت قائله ( أحتاج المال فأنا سأخرج اليوم ..)


أخرج حافظة نقوده وأخرج المال منها ليعطيه لها ولكنها مدت يدها وأختطفتها منه لتأخذ ما تريده ثم مدت يدها إليه بحافظه نقوده ، نظر إليها برعب أراد أن يخبرها بأن ذلك كثيرا ولكنه منع نفسه فلا يريد إغضابها أخذها منها وأستدار ليذهب ما أن استدار حتي نظرت لما بين يديها بإبتسامة واسعه فتحركت وذهب بإتجاه غرفتها فجلست أمام المرآه تضع تلك الاشياء علي وجهها كعادتها قبل الخروج من المنزل وجدت ملاك فتحت الباب ودخلت فوقفت وهي تضغط علي أسنانها بغضب وتحدثت قائله (كيف تجرئين علي أقتحام غرفتي بتلك الطريقة..)


كتفت ملاك ذراعيها وتحدثت ببرود قائله ( أنا أقتحمت غرفتك لا لقد أتيت لأخبرك بأن ترحمي بشرتك من وضع تلك الاشياء فالجمال لا يقاس بالمظهر ابدا ..)


وأستدارات مغادرة بهدوء عكس ما دخلت فقد نجحت في إغضابها كما تفعل معها فقد قررت ان تتعامل معها بالمثل فلتخرج كل ما فعلته معها في الفتره الماضيه قبل أن تتركهم وتسافر ..


بينما وقفت الأخري تنظر إليها وهي تخرج من غرفتها بحقد وغل لا تعرف له سببا مقنعا فكل ما تعرفه بأنها تكره ملاك ولا تتقبلها سيكون أسعد أيام حياتها يوم وفاتها فكم تتمني موت وهلاك ملاك ، وقفت تتوعدها وقد خطر علي بالها فكرة وقررت أن تنفذها اليوم قبل الغد فلا داعي للتأخير جلست علي مقعدها من جديد تكمل ما كانت تفعله وقد أرتاحت نفسيا بعد تفكيرها الشيطاني هذا ...


موني عادل


الفصل الرابع 


ذلك هو قدري 

كومنت قولوا رايكم في الفصل التفاعل وحش اوي علي الفصول..


عادت من الخارج فرحة وسعيده تضحك علي غير العاده وجدت ملاك جالسة هي ووالدتها يشربون قهوتهم فتحركت من جانبها قاصده إستفزازها ترمقها بطرف عيناها فهمست ملاك لنفسها قائله يبدو أن وراء ضحكتها تلك كارثه سمعتها والدتها وربطت علي كفها فاستدارات ببصرها تنظر إليها وجدتها تبتسم لها فبادلتها الابتسامه ، سمعوا صوت جرس المنزل يتصاعد فتحدثت والدتها قائله (أذهبي و افتح الباب حبيبتي ) اومات لها وتحركت لتذهب ولتري من ..


بينما غاده ما ان استمعت لجرس المنزل وقفت ولم تكمل سيرها لغرفتها لتري من الزائر وجدتها ليال وملاك ترحب بها وتدخلها إبتسمت من داخلها ووقفت تتابعها وهي تسلم علي والدة زوجها وتجلس بجوارها فتحدثت ليال تخبرهم عن سبب زيارتها قائله (مرحبا خالتي أتيت لاري الاستاذ فارس فلقد أخبرني بأنه سيساعدني في دراستي فأتيت لأسأله متي يمكننا البدء..)


اجابتها زينب بنبرة حانيه قائله (إزداد البيت نورا بقدومك يا إبنتي ، إذهبي ياملاك ونادي أخيكي ..) 


تحركت غاده عائدة إليهم من جديد ووقفت مقابله لليال ترمقها بنظرات لم يفهمها أحدا منهم فلم تحدثها ولم ترحب بها بل جلست واضعه قدما فوق الاخري واكتفت بالنظر إليها تتفحصها من أعلي رأسها حتي أخمص قدميها فتركتهم ملاك وذهبت لتنادي فارس ...


كان بغرفته جالسا علي مكتبه يتحدث في الهاتف ويطرق بأصابع يده الاخري علي سطح المكتب غاضبا ومتوترا فتحدث قائلا (زينه أرجوكي افهميني فأنا لا أستطيع أن أرمي كل شئ خلف ظهري وأفكر في نفسي فقط ..)


تحدثت زينه قائله(فارس انا لا أريد منك أي شئ سوا أن تقابل والدي وتتحدث معه فهو لن يرفض صدقني فأنا تحدثت معه وأخبرني بأنك مرحب بك في أي وقت فلما لا تريد مقابلته..)


تحدث بهدوء عكس ما بداخله فكثير ما يشغل فكره لتأتي الأن وتكمل عليه قائلا ( تعلمين بأن لدي إلتزامات كثيره وتعلمين كل ما امر به وسفر معتز ايضا تعلمين كل شئ فتأتي الان وتكتفيني وتقولي بأنني لا احبك واتهرب منك واذا كنت احبك عليا ان اثبت ذلك واوافق علي مقابلة والدك ، فأخذ نفسا قويا واكمل حديثه قائلا حسنا سأقابله اتريدي شيئا اخر عليا أن أنهي المكالمة الان ..)


تحدثت بحب وقد تبدلت نبرة صوتها كليا قائله (فارس أنا احبك وافعل ما افعله لنكون معا فلا تغضب مني ..)


أجابها فارس قائلا (حسنا لست غاضبا سأغلق الان.. )


أغلق الهاتف وشرد يفكر فيما يحدث معه وما تريده منه زينه فوجد ملاك تدخل تخبره بأن ليال بالخارج تريد مقابلته وانها طرقت علي الباب وانتظرت ان ياذن لها وعندما لم تستمع لصوته فتحت الباب ودخلت ، اؤما لها فأستدارات لتذهب فوقف عن مكتبه وهو يتنهد قائلا اااه عليا أن اواجه قدري بصبر ..


خرج من غرفته واتجه ناحيه والدته وليال فالقي التحيه عليهم وجلس بجوار والدته من الناحية الاخري فتحدثت والدته تخبره بما تريده ليال قائله(لقد أتت ليال لتذكرك بأن عليك مساعدتها في دراستها كما وعدتها ) 


وجد غاده تجلس مقابلة لهم تضع قدما فوق الاخري فنظر لها بغضب ورفع كفه يمسح علي وجهه ليهدأ ووجه حديثه لليال قائلا (حسنا كما تريدين ، فأنا مازلت عند وعدي لاساعدك ..)


اتفق مع ليال علي اليوم الذي سيبدا فيه وفي أي وقت سيذهب إليها في بيتها ليدرسها وظل يتحدث معها بينما هي كانت شاردة في ملامحه تحفظها عن قرب فقليل جدا تلك المرات التي تحدثت معه عن قرب ولكنها تحفظ كل كبيره وصغيره خاصه به وقفت لتستأذن وتذهب وهي تؤكد عليه بأنها ستكون بإنتظاره في الموعد المتفق عليه فوقفت والدته لتوصلها ومن ثم تذهب لغرفتها لتستريح بداخلها وتؤدي فرضها تابعتها غاده ببصرها حتي أختفت من امامها ما أن غادرت ليال فأستدارات تنظر لفارس بنظرات مبهمه فتحدث فارس قائلا ( ما الامر .. )


اجابته قائله ( تعلم بأن تلك الغبيه تحبك فلا تقول بأنك لا تلاحظ نظراتها وحبها الظاهر بعينيها تجاهك فلقد تحجتت بان تساعدها لتكون قريبا منها ليس اكثر ، فالعام الدراسي علي وشك الإنتهاء ..)


نظر إليها فارس وهو يعترف لنفسه بأنها علي حق في كل كلمه قالتها فشرد يفكر أيعقل أن تكون ليال مازالت تحبني وتعتقد بأنني أبادلها تلك المشاعر بالطبع لا فذلك الامر قد مر عليه سنوات طوال فنحن كنا في وقتها صغار ااه يا ليال أكان ينقصني انتي ايضا..


فوقف عن مقعده ليغادر وتحدث قائلا (غاده لا تشغلي بالك بغيرك واهتمي بشؤنك فقط ..)


مطت شفتاها ثم تحدثت قائله (حسنا سأهتم بشؤني يا أستاذ فارس ..) 


غادر وتركها فكم هي فتاة مستفزه لا يعرف ما يعجب معتز بها فهي كتلة من السماجه واللزوجه ما ان ذهب وقفت تحمل حقيبه يدها بضيق ظاهر وغادرت المكان ...


كانت جالسة علي مكتبها منكبة علي اعمالها فذلك هو يومها الاول في العمل لم تتطرف لتتعرف علي أحد فهي هنا للعمل لا لبناء صداقات فقد شرحت لها تلك الفتاة ما هو المطلوب منها وتركتها لتتعامل وحدها ...


وجدت رنين هاتف المكتب يتصاعد فأمسكت به وأجابت لتجد سكرتيرة المدير تخبرها بأن المدير يريدها في مكتبه وقفت عن مقعدها وتحركت لتذهب بإتجاه غرفة مكتب المدير وصلت ووقفت أمام مكتب السكرتيرة تنتظر منها ان تدخلها ولكنها اشارت إليها بالدخول واخبرتها بانه في إنتظارها ...


ما أن دخلت للغرفه بادر هو بالحديث قائلا (مي أريدك معي في إجتماع خارج الشركه فالموظفة المسئوله عن تلك الامور لما تأتي منذ فتره لمرورها بوعكة صحيه..)


أجابته بتوجس قائله (ولكن عملي داخل الشركة لا خارجها )


نظر إليها بإبتسامة هادئه معجبا بطريقه حديثها معه وانها تريد الالتزام بعملها فقط فتحدث بحزم قائلا (سيكون عملك منذ الان ان تذهبي معي لتلك الإجتماعات هيا لقد تأخرنا أحضري ملف الصفقة من السكرتيره والحقي بي ..)


أنهي حديثه وأستدار يجمع أشياءه الخاصه من علي مكتبه وتحرك خارجا من غرفة المكتب بينما وقفت هي تضغط علي أسنانها بقوه دليل علي غضبها ثم إستدارات لتأخذ ما طلبه وتلحق به ...


وصلا للشركه التي سيعقد فيها ذلك الإجتماع فاوقف سيارته ونظر إليها فتحدث قائلا (لا اريد أيه اخطاء إذا كان هناك شيئا لا تعرفينه فلا تجيبي عليه واتركيني اجيب أنا ..)


أجابته بثقتها المعتاده ( طوال الطريق وانا اقرأ في ذلك الملف وقد فهمت وحفظت ما بداخله فلا تقلق من تلك الناحيه ..)


فاشار إليها لتنزل من السياره فما أن نزلت منها حتي سمعت صوت إطارات سيارة تتوقف خلفهم فأستدارات تنظر لتلك السياره وما هي إلا لحظات حتي خرج منها شاب في الثلاثين من عمره ذو ملامح بين الوسامة والجديه كان يتحدث عبر هاتفه بغضب ويحرك كفيه دليلا علي إستياءه ظلت تنظر إليه إلي أن تحدث مديرها قائلا (ذلك الشخص يكون سليم قاسم صاحب مجموعة شركات ويوجد بيننا أعمال وصفقات كثيره فشركتي لا تذكر بجانب شركة واحده من شركته .. )


انهي حديثه وتحرك مديرها ليذهب فلحقت به مي وهي تنظر أمامها عيناها لم تبارح ظهر سليم تفكر كيف لشخص في عمره أن يكون مسؤلا عن مجموعه شركات وليس شركة واحدة فهولاء المدللون قد ولدوا وفي فمهم ملعقة من ذهب وجدته يقف أمام المصعد ينتظر قدومه وقد وصلت هي ومديرها فنظر بطرف عينه بجواره فرأي مديرها ووقف يتحدث معه وهي تتابع الحديث وصل المصعد ترددت كثيرا بالصعود بداخله وقد خجلت من أن تبقي في مكان منعزل مع رجلين تابعها هو فرفع حاجبا واحدا ورسم علي وجهه إبتسامة مستهزئه فتحدث مديرها قائلا (مي هيا لن ننتظرك طوال اليوم ..)


دخلت فأغلق الباب وتحرك المصعد فرتفع صوت أنفاسها بينما الاخر واقفا مقابلا لها يرمقها بنظراته التي تحرق وجنتيها أكثر ..


وصل المصعد وتحركوا لداخل غرفة الاجتماعات فألتفوا حول الطاوله وعلي رأسها سليم لفت إنتباهها تلك الفتاة التي ما أن دخل حتي أستقبلته بإبتسامة لعوبه ولكنه لم يتخلي عن جديته ولم يرمقها بنظره ، نظرت لما ترتديه تلك الفتاة فملابسها مبتذله ومخجلة فرمقتها مي بنظرة إستحقار فهؤلاء هم عار علي المجتمع ..


إبلت بلاء حسنا في ذلك الإجتماع وقد أعجب مديرها بطريقة شرحها وحديثها مع سليم ومن معه غيرت أشياء كثيره ولم تلتزم بما هو مدون في ذلك الملف فأوصلت وجهه نظره بطريقه صحيحه أذهلت الموجدين وأثنوا عليها فأثبتت بأنها فتاة ناضجة وذكيه فأنتهي الإجتماع وأنتهي معه موعد الدوام فجمعت أشياءها وأستاذنت من مديرها لتغادر فعرض عليها أن يوصلها ولكنها رفضت واصرت أن تذهب بمفردها ...


في المساء كانوا جميعهم ملتفون حول طاوله الطعام يتناولون الطعام في صمت فلم يقطع ذلك الصمت غير معتز يوجه حديثه لمي قائلا ( اخبريني كيف صار أول يوم لكي بالعمل ..)


فاجابته بإختصار ودون النظر إليه قائله (صار علي مايرام )

فكم تضايقت منه ومن سؤاله تعمدت ألا تخبره أرادت أن تري غضبه وخوفه عليها كما يفعل فارس ، علمت بأن غاده ستخبره بأمر عملها ولكنها لم تنتظر منه ذلك السؤال والبرود الظاهر علي وجهه ..


تحدث معتز وهو ينظر بإتجاه والدته الجالسه مقابلة له قائلا ( لدي خبرا سيفرحكي يا امي فهل تريدين معرفته ) 


تحدثت زينب قائله (بالطبع أريد يا ولدي فمن يكره أن يفرح ) 


أجابها معتز والسعاده بادية علي وجهه قائلا (غادة تحمل بطفلي ..)


وقف الطعام في حلق ملاك مما جعلها تختنق فناولها فارس كوبا من الماء فشربت القليل منه بينما جحظت عين مي تنظر غير مصدقه فهل سيكون عليها أن تتقبل ذلك الطفل وتحبه فكانت تصبر نفسها بأن أخيها سينفصل عنها ما أن يعرف بحقدها وغلها وما تحمله في قلبها من ناحيتهم جميعا فهي تقسم بأن غاده لا تحب معتز ولا تحمل له ايه مشاعر فلا تعرف لما تزوجته إذا كانت لا تحبه انتظرت ان يتركها لا أن تنجب منه وتبقي في حياتهم للابد ....

موني عادل


الفصل الخامس 

ذلك هو قدري 

أشرقت شمس الصباح معلنه بدايه يوم جديد استيقظت مي بنشاط لتغتسل وتبدل ملابسها وتذهب للعمل ، وقد أنتهت من ارتداء ملابسها فجمعت متعلقاتها الشخصيه وحقيبة يدها وتحركت لتخرج من الغرفة ما أن فتحت الباب حتي اشتمت رائحه الفطور اللذيذه ذهبت بإتجاه طاوله الطعام فالقت بتحيه الصباح وجلست لتتناول فطورها انتهوا من الطعام فوجدت الوقت مازال مبكرا فجلست بجوار فارس يشربون قهوتهم ويتبادلان اطراف الحديث بإهتمام ولم تنتبه للوقت الذي مر فجعلها تتاخر علي عملها وجدت رنين هاتفها يتصاعد فاخرجته من حقيبتها لتجدها سكرتيره المدير ضغطت علي زر الايجاب تستمع لما تقوله تلك الفتاة فتحدثت قائله ( نعم أنا حقا اسفه ) سمعت الاخري تتحدث بعصبيه تخبرها بانها مقصره وانه كان عليها ان تستاذن ان لم تاتي اليوم للعمل فاجابتها قائله( صدقيني لم اقصد ذلك ، حسننا أكرر اسفي ..)


انهت المكالمه ووضعت الهاتف بجوارها بغضب فتحدث فارس يسالها عما حدث لتخبره بانها انشغلت في الحديث معه فتاخرت علي العمل وقد غضب المدير من تغيبي بدون اذن مسبق وجدت معتز واقفا فوق راسها ينظر اليه بنظرة مستهزئه ثم تحدث قائلا (انتي فتاة غبيه ومستهتره ولن تنجحي في شئ ..)


ثم اكمل طريقه مغادرا لعمله وكأنه ل يهينها ويقلل من شأنها كانت تتابعه ببصرها حزينه من اهانته لها دائما فوجدت فارس يتحدث معها قائلا( لا تغضبي منه فأنت فتاة قويه وشجاعه وتختلفين عن بقية الفتيات..)


ثم مال ليطبع قبلة اعلي راسها واكمل حديثه قائلا (سأذهب الان ولن اتاخر بالعوده ..)


في منتصف النهار كانت ملاك بالمطبخ تعد الطعام بينما غاده بغرفتها ومي تذاكر دروسها تحاول ان تعوض ما فاتها في الايام التي تذهب فيها للعمل ووالدتها واخواتها التؤام يجلسون معا امام التلفاز بينما معتز الحاضر الغائب في ذات الوقت كان جالسا منكبا علي هاتفه يلعب تلك الالعاب الالكترونيه فلم يشعر احد بخروج غادة من غرفتها وعلامات الارهاق والتعب بادية علي وجهها ذاهبه بإتجاه المطبخ حيث ملاك ..


كانت جالسة علي طاوله في المطبخ تقطع بعض الخضار فوجدت غاده تقف أمامها تتهمها بأنها سارقه جحظت عيناه واتسعت حدقاتها تنظر إليها غير مصدقه ذلك الإتهام 


فتحدثت ملاك قائله (وما هو الشئ الذي سرقته منكي..)


إجابتها بإصرار (ذلك الخاتم الذي احضره لي معتز في ذكري زواجنا ..)


تحدثت ملاك قائله (لا أعلم أين هو لاخبرك فلم أراه في الاساس لاسرقه ..)


فوقفت لتذهب ولكن غاده وقفت في وجهها تسد عليها الطريق تمنعها من الخروج ثم تحدثت قائله (لن تخرجي من هنا قبل أن تخبريني أين هو ..)


تحدثت ملاك بصوت مرتفع قائله ( إبتعدي عن طريقي ..)


ثم دفعتها بضعف من أمامها لتستطيع المرور مما جعل غاده تفقد توازنها بإرتداها ذلك الحذاء المرتفع ويرتطم ظهرها برخام المطبخ شعرت بألم حاد في ظهرها وأسفل بطنها وقد شعرت بأن الارض تنسحب من تحت اقدامها فأرتطمت بأرضيه المطبخ والدماء تسيل من اسفلها شعرت بسائل دافي أسفلها وضعت كف يدها عليه ثم رفعته امام عينيها بينما وقفت ملاك تضع كف يدها علي فمها تكتم شهقاتها تنظر للدماء بفزع تهز رأسها بالرفض لا هي لم تقصد ذلك فأطلقت صرخة مدويه أت علي أثارها كل من بالمنزل وقف معتز ينظر لغاده وهي تفترش ارضيه المطبخ والدماء من اسفلها لا يصدق ما يرام وجدها تشير بيدها علي ملاك وتتحدث بصوت منخفض قائله (هي السبب تريدي قتل طفل ..) 


وأخذت تبكي وتشهق ثم فقدت وعيها حملها معتز وخرج مسرعا يشغل محرك سيارته وينطلق مسرعا لاقرب مشفي لإنجادها ..


ما ان خرج معتز بزوجته وصل فارس من الخارج فوجد باب المنزل مفتوح استغرب وشعر بالخوف هل اصاب والدته مكروه دخل مسرعا فسمع صوت بكاء يأتي من اتجاه المطبخ وقف علي باب المطبخ ينظر داخله فوجد ملاك تنظر أمامها لبقعه دماء كبيره علي الارضيه ووالدتها وباقي اخواتها يحاولون تهدئتها ولكن محاولتهم لم تجدي نفعا تحرك من مكانه وذهب بإتجاهها فما أن راته حتي أرتمت في داخل احضانه تبكي فتحدثت من بين بكائها ودموعها تملئ وجنتيها قائله (صدقني لم اقصد ذلك ، لم افعل لها شيئا انه ذلك الحذاءالذي ترتديه ..)


ضغط عليها اكثر بذراعيه يخفيها بداخل أحضانه ويهدئها حتي لا تنتكس وتمرض مجددا فتحدث قائلا (أعلم حبيبتي فانتي ملاك والملاك لا يؤذي..)


وصل للمشفي في وقت قياسي حملها ودخل بها فأستلمها منه الممرضين وادخلوها لغرفة الطواري بعدما اخبرهم بانها حامل وظل واقفا في الخارج ينتظر ان يطمأنه احدا عليها وعلي طفله ، فحصها الطبيب وقد فاقت من إغمائها..


فتحدث الطبيب قائلا (لا تقلقي كل شئ علي ما يرام والجنين بخير نبضه ضعيف نوع ما ولكنه بخير يبدو بأنه متشبث ليأتي للحياة ، ولكن اهم شئ الراحه والتغذيه السليمه وبعض الادوية وسيكون كل شئ بخير كل ما عليكي إلتزام الفراش فالفتره القادمه وسأكتب لكي بعض المثبتات لتكوني مطمئنه اكثر ..)


تحدثت غاده قائله (ولكني لا اريده ستكمل ما بداته وتخرج لتخبر زوجي بأنني فقدت الطفل وسأعطيك ما تريده ..)


تحدث الطبيب بتفأجأ قائلا (ماذا ..)


اجابته غاده قائله (مثل ما سمعت ستجهض الطفل بنفسك وسأعطيك كل ما تريده ..)


نظر إليها الطبيب بنظرات ذات مغزي فهمتها علي الفور واكمل ما لم تنجح هي في إنهاءه بعد مرور بعض من الوقت خرج من الغرفه فوجد معتز واقفا يتاكله القلق عليها فأخبره الطبيب بنبره يكسوها الحزن قائلا( الام بخير ولكنها فقدت طفلها عليك بمواستها في الفترة القادمه فمعظم الامهات بعد المرور بذلك الشئ يحتاجون لطبيب نفسي . )


ثم تركه الطبيب وذهب يعلو وجهه إبتسامه خبيثه فلقد فعل كل ما طلب منه واكثر بينما وقف معتز تائها وضائعا فقد فقد الشئ الذي لطالما تمناه وحلم به وهو أن يكون لديه طفلا من غاده حبيبته فضغط علي أسنانه بغضب وهو يتذكر غاده وهي تشير علي ملاك تتهمها بأنها السبب كور قبضة يده وضرب الجدار بعزم ما فيه عده مرات مما جعل الدماء تسيل من كفه نظر للدماء وتذكر غاده وهي تفترش الارض وبقعة دماء كبيره حولها فتوعد لملاك ووقرر ان يقتنص منعها ظنا منه بأنها تعمدت أذيه غاده وطفلها لانها لا تحبها ...


حاول فارس كثيرا ان يحدث معتز ليعرف عن وجهته وإلي أي مشفي قد ذهب يريد أن يطمن منه علي زوجته لتهدء ملاك ويرتاح بالها فهو يشعر بالخوف عليها يخشي أن تعود لما مضي وتمرض فكم عانت من المرض النفسي الذي لازمها لفترة وجيزه في حياتها ، صدح صوت جرس المنزل يتصاعد وطرقا قويا علي الباب فوقفت ملاك عن مقعدها لتذهب وتفتح وقد ازداد صوت الطرق فاشار إليها فارس بان تجلس وذهب هو بإتجاه الباب ليري من هذا الشخص الذي لا يستطيع أن يصبر ويهدء قليلا حتي يفتح له من بالمنزل .. 


وصل للباب ففتحته بعنف وجد مجموعة من الرجال واقفون امام الباب يحجبون الرؤيه فتحدث بإستياء قائلا ( نعم من تريد )


أجابه واحدا منهم قائلا (هل هذا هو بيت ملاك عبدالله )


أتسعت عين فارس ما أن ذكر أسم ملاك فشعر بالخوف ونظر لهولاء الرجال الواقفون امامه وتحدث يتهته قائلا (نعم هو ، فمن انت وفيما تريدها ) 


اجابه الضابط قائلا (أنا الضابط محمد وملاك عبدالله مطلوب القبض عليها ..)


أخترقت عبارة الضابط أذن فارس كرصاصة طائشه فتجلت ملامح وجهه بالذهول ثم تحدث قائلا ( ماذا ، وما تهمتها ..)


أجابه الضابط بصرامة قائلا (لا أعرف ، هل ستناديها أم نقتحم المنزل ..)


لم يجد فارس بدا من ان ينادي ملاك وقفت ملاك تتأمل هؤلاء الاشخاص بعينين مذعورتين وخائفتين وقد جفلت عندما سمعت صوت الضابط يحدثها ويخبرها بأن عليها الذهاب معه لقسم الشرطه ... 


كانت في مكتب الظابط واقفة أمامه تنظر لما حولها بعين قطه خائفه فأخذت نفسا لتغمغم بوهن قائله ( لما أنا هنا ..)


أخبرها الضابط بتهمتها ألا وهي السرقه والشروع في القتل مما أدي لإجهاض الجنين وسب وقصف المدعوه غاده ناصر

ما أن أنتهي الضابط من حديثه حتي سعلت بشده مما أدي إلي أختناقها وقد إزداد وجهها إحمرارا فقدما لها الضابط كوبا من الماء ترجعته دفعة واحده ولم تستطيع أن تتحدث وتدافع عن نفسها أمام تلك الادعاءات الكاذبه التي لفقتها لها غاده أين معتز من كل ذلك فتنهدت لتهمس قائله أين أنت يا معتز ..


أمر الضابط بوضعها في السجن لتبقي بها الليله وسيتم تحويلها للنيابه صباح الغد تساقطت دموعها بشده وقد خارت قواها فسحبها العسكري من ذراعها ليلقيها بداخل السجن بينما كان فارس يحاول أن يفعل أي شئ لإخراجها فكم صعب عليه رؤية ملاك في ذلك المكان ..


تجمع كلا من أخواته ووالدته في قسم الشرطه ينتظرون ملاك لتخرج من غرفة الظابط معتقدون بأنها ستخرج منها فيمكنها الذهاب معهم للبيت وجدوا الباب يفتح والعسكري يخرج ويضع تلك الاساور حول معصمها شهقت والدتها ما أن راتها وضربت بيدها علي صدرها بينما جحظت حدقتين مي فنظرت لفارس المتسمر في مكانه من الصدمه فسالها عما حدث في الداخل وما تهمتها ..


فتحدثت ملاك من بين دموعها وشهقاتها المتتاليه قائله ( غاده قدمت بلاغ تتهمني بسرقتها وانها عندما واجهتني حاولت قتلها فأجهضت الطفل بسببي واشياء اخري لا اعرف ما هي لقد تحدث الضابط كثيرا ولكني لم استوعب شيئا فارس ارجوك اخبر معتز بما فعلته زوجته وما تنتوي فعله ليخرجني من هنا فانا لن استطيع البقاء هنا اشعر بالاختناق اقسم بأنني سأموت أن بقيت هنا..) 


سحبها العسكري وتحرك ليضعها في الزنزانه لتبقي بها تلك الليله فظلت تنظر لفارس ترجوه بعيناها ان ينجدها حتي اختفت من امام ناظريهم ، أستدار بوجه ينظر لوالدته واخواته فوجد الجميع يبكي بقهر علي ما طال ملاك تلك الفتاة العاطفيه التي لا تستطيع اذيه حشره لتؤذي غاده وتتسبب في فقدانها الطفل الذي لطلما تمناه معتز يعترف بان ملاك لا تحب غاده وغاده ايضا لا تحبها ولكنها لن تفعلها لن تؤذيها ..


فتحدث بصرامه ونبره لا تقبل النقاش قائلا ( مي أصطحبي الجميع للمنزل.. )


وافقته مي علي مضض رفضت والدته الذهاب ولكنه اصر عليها ان تذهب فهي مريضه وعليها ان تتواجد مع اخواته البنات حتي يعود معتز ويصل معه لحل فيما فعله ، فهو يعلم بان غاده لن تفعل ذلك من تلقاء نفسها لابد وان معتز علي علم بكل شئ...


ظل فارس أمام قسم الشرطه طوال الليل ينتظر الصباح علي أحر من الجمر فلم يطاوعه قلبه بالذهاب وطرق ملاك تعاني في ذلك المكان وحدها ..


ما أن زجت في السجن وقفل باب الزنزانه أرتجفت شفتيها لا تصدق أن أخيها قد يفعل ذلك إدراك صاعق أكتنف حدقتيها مما جعلهما تدمعان فهي منذ دخولها للسجن واغلق تلك الزنزانه عليها لم تخشي الموت من الجوع أو الحر او البرد أو الظلام الذي ستلاقيه هنا بل خشيت أن تموت في إنتظار براءتها تعلم بأن فارس لن يتركها هنا ولكنها خائفة ووحيده بعيدة عن أخواتها مصدر دعمها وقوتها فكم تخشي أن تمرض مجددا فتفقد القدرة علي التحدث تتذكر معانأتها وتلك الجلسات التي كانت تخضع لها لتتعالج وقد تطلب منها ان تبقي في المشفي لتحصل علي الرعايه الطبيه الازمه ولكنها اكتفت بجلسات العلاج النفسي فما أصعب المرض النفسي فهو قاتل محترف يدمر ويقتل صاحبه ببطء ..


تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله جميع الفصول هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع