رواية فراشة المقبرة من الفصل الأول إلى الفصل العاشر بقلم اسماعيل موسي
رواية فراشة المقبرة من الفصل الأول إلى الفصل العاشر بقلم اسماعيل موسي
الأولى
رفع عمران حاجبه وهو يلوح بيده اقتلوهم كلهم مش عايز ولا واحد فيهم عايش
حاضر يا كبير
انطلقت الرصاصات من خارج المنزل، اخترقت الجدران وغمرت البيت القديم مثل غيمة ثقيله
سمع صراخ ثم صراخ ثم خمد كل شيء، عندما انتهى الرجال كان البيت يبدو من الخارج مثل غربال تبن
اطلق عمران ابتسامه وركل الباب واندفع للداخل يحمل بندقيته فى يده
هذا جزاء من يقف فى وجه عمران، وجد على النزاوى مرمى على الأرض فى الصاله يحتضن طفلته الصغيره
ركله عمران بقدمه موت يا كلب ثم دعس دماغه بقدمه
غير بعيد كانت سوسن امرأة على النزاوى مرميه على الأرض وجهها يحدق صوب على ابنها الكبير الذى خرم الرصاص جسده، حتى وهى ميتة بدت مفزوعه مرعوبه
على باب الغرفه الداخليه كان هناك شاب اخر قتله الرصاص وهو يحاول الهرب
سار عمران وخلفه رجاله مشى بين بركة الدماء التى ملأت الصاله
سمع صراخ طفل صغير، اقترب عمران، كان الطفل مستخبى تحت السرير
جره عمران من رجله وأطلق عليه درزينه من الرصاص ثم تركه جثه هامده
فتشو البيت، مش ولا واحد فيهم حى
انتشر الرجال فى كل مكان داخل البيت وجلس عمران يدخن سيجاره وبندقيته وسط قدميه ثم صرخ خلص انت وهو احنا مش هنفضل هنا للصبح
يا كبير، يا كبير؟
مالك ياد صرخ عمران بغضب
لقينا دى يا كبير ورمى جسد طفله فى الثالثة عشر تحت قدمى عمران
همس الرجل نقتلها يا كبير؟
رد عمران ببرود.... ايوه اقتلها
صوب الرجل بندقيته على رأس البنت وقبل ان يطلق الرصاصه وكان عمران يتأمل البنت إلى كان شكلها وجسمها أكبر من عمرها
استنى!؟ أمره عمران ان يتوقف، خد الرجاله وغور استنانى بره
خرج الرجال من البيت والقى عمران نظره على البنت المرتعبه المتيبسه من الصدمه.
شعرها الطويل ووجهها المدور ثم برم شاربه
ثم نهض مكانه وجر البنت المستسلمه على واحده من الغرف
القاها على السرير وقطع ملابسها ثم خرج بعد نصف ساعه
وقف عمران فى الخارج وأمر رجاله ان يحرقو المنزل
صب الرجال الجاز والبنزين حول المنزل واشعلو النار
اشتعل الحريق ومسكت النار فى الخشب والاقمشه وكل شيء داخل المنزل
يلا بينا، أمرهم عمران ان يرحلو بعد أن القى نظره اخيره على الحريق المشتعل
#يتبع
#فراشة_المقبرة
٢
لم يخرج احد من أهل البلد يطفى النار فى بيت على النزاوى النار فضلت مشتعله لحد الصبح الى ان اصبح كل شييء رماد
عندما حضرت الشرطه لم تتعرف على الجثث كانت كلها محروقه ومتفحمه ومحدش من أهل البلد شاف حاجه او شهد بحاجه، بيت على النزاوى وسط الزراعات مفيش بيوت جنبه، شخص غير مهم مات وماتت عائلته ولم يكلف احد نفسه التعرف على الجثث ولا عددها.
ترك البيت حطام ووضع حوله شريط لمنع دخول الناس
بيت كان عامر بساكنيه أصبح صامت مثل مقبره
داخل الزراعات كانت هناك فتاه ضعيفه تتلوى من الألم
لم تجد مكان تهرب ليه غير الحقول
كان معظم جسمها محروق ووشها، نار من الألم مولعه فى جسمها، بكت كتير اووى وسط الحقول، لكن مقدرتش تصرخ خافت يحصلها زى إلى حصل لأهلها مكنتش قادره تتخيل انها فقدت كل عائلتتها مره واحده
فضلت يوم كامل داخل الحقول، فى الليله التانيه مقدرتش تتحمل الألم ولا الجوع راحت على احد البيوت وخبطت عليه
طلعت عليها ست طلبت منها البنت طعام
الست قعدت تصرخ عفريت عفريت عفريت، كان وجهها مشوه لدرجه مريعه
البنت كمان خافت، مش عارفه بيحصل ايه، كل إلى عملته طلبت اكل، رغيف عيش
ركضت مصدومه على الأرض المزروعه وفضلت تجرى من غير توقف لحد ما عبرت الحقول ووصلت الطريق العام
وهى بتعبر الطريق كانت عربيه هتصدمها
صاحب العربيه فى اخر لحظه قدر يوقفها
البنت مقدرتش تتحرك من قدام العربيه، الراجل وقف العرببه وخرج هو ومراته، جرى على البنت يسألها انتى كويسه؟
البنت مردتش، كانت حالتها مريعه محروقه وباكيه
الدنيا كانت ضلمه مقدروش يشوفو حجم الدمار إلى فى جسمها
اسمك ايه؟
مردتش!
ساكنه فين؟
مردتش؟
طيب جايه من فين؟
البنت مردتش
بصت زوجة الرجل تجاهه، احنا لازم ننقذها البنت دى محتاجه دكتور؟
همس الزوج احنا فى مكان بعيد وغريب ومنعرفش عنها حاجه يمكن تحصل مشكله
قلتلك هناخدها ونعالجها، مش ممكن اسيبها كده
امرى لله، ركبت البنت العربيه والراجل ساق ناحيت بيته
قبل ما يوصلو البيت البنت فقدت وعيها، ولما الأضأه كانت كويسه أدركو جحم الدمار فى جسمها
نقلوها على المستشفى بسرعه ودخلت غرفة العمليات
استولى عمران على أرض على النزاوى كل فدداين أرضه بقت ملكه
كانت زريته انقطعت، كان على النزاوى وصل البلد غريب وملوش عائله
على النزاوى إلى تجراء ووقف قدامه كان لازم يموت
وكان متجوز تلت حريم رغم كده كان عقله يشرد احيان إلى الطفله التى قام باغتصابها واكتر من مره لام نفسه ان سابها تتحرق، كان ممكن يجيبها الدوار عنده ويربطها فى القبو
وكل ما يحب يزورها يزورها، دايما تسرعه بيفقده الكثير من الفرص
#فراشة_المقبرة
٣
اسمك ايه يا بنتى؟
طيب عمرك كام؟
هو انتى سامعانى؟
حاسه بوجع او آلم فى حته معينه من جسمك؟
_كان الطبيب يكرر اسألته والفتاه صامتة، طيب يا بنتى قوليلى لو كنتى حاسه بوجع عشان اديكى مسكنات؟
منذ وصولها المشفى ورغم حجم العلميات التى خضعت لها وحقن المخدر التى غرست فى جسدها لم تصدر الفتاه اى صوت
كان جسد الفتاه محترق بالكامل حتى ان الأطباء اندهشو من نجاتها، ربما نجحو فى إنقاذ وجهها لكن بقية جسدها كان عباره عن بقع وحل بعد المطر مشى فيها شخص بحذائة
جلست المرأه جنب الفتاه، متخفيش يا حبيبتى هتبقى كويسه، انا مش هسيبك ولا اتخلى عنك
وكانت المرأه اعتبرت الطفله هديه من عند الله بعد أن يأست من الحمل والخلفه تربت على كتفها وتطعمها بيدها وتنام جوراها
طوال أكثر من خمسة عشر يوم ظلت فى المشفى حتى خرجو معآ
وكان الرجل اقتنع برأى زوجته، ان كانت طفله يتيمه او مقطوعه من شجره ولم يسأل عنها احد حتى الآن
فأنه ستكون ابنتهم
فى البيت الكبير كان للطفله غرفه واسعه لها شرفه تطل على الحديقه
غرفة مزينه بلعب الأطفال والديكور الخفيف وكانت والدتها الجديده تظل معها حتى نومها ثم تغادر لغرفة زوجها بعد أن تطمأن عليها
الطبيب النفسي الذى عرضت عليه الطفله أكد انها تعرضت لصدمه نفسيه قويه جعلتها تفقد النطق
وأصبح للمرأه التى ظنت انها خرساء آمل أن تنطق الفتاه مره اخرى، مكنتش مستعجله، ان الايام التى قضتها وحيده خلال سفر زوجها فى رحلات عمل جعلتها ترضى بأقل القليل
والان لديها طفله تتحدث إليها حتى ان كانت لا ترد عليها
وما كان يؤذيها سوى بكاء البنت المر كلما خلت بنفسها
حتى ان بكائها كان يوقظ والدتها من نومها فتركض نحوها ملهوفه تسأل ان كان بها وجع او ألم، تعاين كل جسدها
ثم تحتضنها حتى النوم
اختارت لها المرأه اسم زهره لأنها كانت تشبه الزهره المشرقه فى برأتها
وكان يخيل للمرأه احيان انها عندما كانت تنادى على ابنتها بأسم زهره تنظر إليها كأنها تسمعها وتفهمها
وعندما تكرر الأمر أدركت المرأه ان الفتاه تسمعها
ومنذ تلك اللحظه أصبح بينهم اتفاق متبادل
كأن تقول المرأه زهرة تاكلى؟
تهز زهره رأسها
زهره هتنامى؟
توميء زهره برأسها
وجدت المرأه سعادتها تعود لها مره اخرى فتحكى لزهره بالساعات وزهرة تسمع وتهز رأسها
عندما رأت زهره هره تركض فى الحديقه شردت معها
تذكرت هرتها التى كانت تربيها فى بيت والدها
ودون ان تشعر نزلت دموعها، رأت والدتها كل ذلك، قبل نهاية اليوم احصرت لها قطه
لكن زهره رفضتها كانت تريد تلك الهرة بالذات التى تلعب فى الحديقه
جلست زهره ووالدتها نسرين يخططان كيف يقنعان الهره الغريبه ان تسكن معها
سنغريها باللبن لابد انها جائعه؟
ما رأيك فى السردين القطط تحب السمك؟
سنبنى لها بيت فى الحديقه وبيت فى غرفتك
لكن عندما قدمو اللبن للهره تعرضو لفشل زريع الهره لم تشرب اللبن ولم تأكل السمك
لقد اسبتت كل خططهم فشلها حتى جاء اليوم الذى كان زهره جالسه فيه فى الحديقه وجأت القطه من نفسها ودخلت بين قدميها وكانت على وشك الرحيل لكنها شمت رائحه مميزه. رائحة جسد زهرة المحروق
مأت الهره بشكل غريب ثم قفزت فى حضن زهره ومنذ تلك اللحظه لم تفارق الهره زهره ولا دقيقه
كانت المره الأولى التى ترى فيه نرجس زهره تضحك عندما دخلت تحمل الهرة فى حضنها
قالت المرأه السعيده
إذا وجدتى صديقه جديدة؟
احنت زهره رأسها
صديقه ستأحذ مكانى؟
ترددت زهره ثم نزلت دموعها ورمت نفسها فى حضن نرجس
#فراشة_المقبرة
٤
كانت دموعها دافئه، تشبة قطرات مطر نزلت خلال الصيف، احتضنتها نرجس، كانت حقآ ابنتها الحقيقة التى حلمت بها
هس.. ،ربتت نرجس على كتف ابنتها، توقفى عن البكاء يا طفلة!
سأسمح لك بصديقه جديده، بشرط أن تمنيحنى كل يوم عشرة أحضان طويلة /!
ها، ما رأيك؟
عشره؟ فتحت زهره كفتى يدها مظهره عشرة أصابع صغيرة محروقه مهترئه وعلى وجهها ابتسامه عريضه
لا يراك احد جميل بنفس الطريقه التى يراك بها والديك
توقفى عن البكاء ؟ حذرت نرجس ابنتها
ثم نظرت إلى الهره التى كانت تجلس مستكينه فى حضن زهره، كانت الهره تجلس بترقب وقلق
ما رأيك ان نختار اسم لها؟
هزت زهره رأسها بالموافقه
اختارى اسم وانا اختار اسم؟ هزت زهره رأسها بايجابيه
اذا ما رأيك فى اسم زهره؟
رفضت زهره الاسم معترضه برأسها
معك حق قالت نرجس ليس معقول ان يكون لدينا فى منزل واحد زهرتين
حركت زهره رأسها عدت مرات موافقه
ممم، ربما تاشا؟
اعترضت زهره مره اخرى
ما رأيك فى اسم شقلط؟ ابتسمت زهره بسخريه ثم حركت رأسها بالرفض !!
همست نرجس وهو تضع أصبعها فوق ذقنها، غلب حمارى
اختارى انت اسم يا زهره، القطه صديقتك وليست صديقتى انا
ارتعش فم زهره تقلص واستدار كانت على وشك ان تنطق
ثم صمتت
لاحظت نرجس بسعاده ما حدث لكنها اخفت مشاعرها
وهمست سمعت قبل ذلك عن هره ناطقه كان اسمها ميمى
قرأت قصتها على صفحات الفيس بوك
وافقت زهره على الاسم بعده هزات من رأسها الصغير
حسنآ __ ستكون قطتك ميمى
ثم نظرت تجاه الحديقه واردفت اذا تحدثت معك القطه لابد أن تخبرينى؟
عندما تحنى زهره رأسها تعنى حاضر
حان وقت استحمامك يا زهره اسبقينى على غرفتك اختارى ملابسك
ركضت زهره على الدرج نحو غرفتها
ما ان اختفت حتى مسحت نرجس دموعها، لطالما تمنت ان تكون لديها طفله
طفله صغيره تتحدث معها وتتحاور معها الان لديها واحده لكنها صامته رغم ذلك تحبها جدا
عندما وصلت نرجس الغرفه كانت زهره داخل الحمام
تتأمل جسدها العارى المشوة وعيونها تتسأل لما جسدى ليس مثل جسد بقية الفتيات الاتى أراهم فى القصص المصوره والتلفاز؟
عمرها اقترب من الرابعة عشر ولا تستطيع غسل جسدها بنفسها ، هناك عجز وقصر فى اصابعها لازال تحت طور العلاج
ما رأيك ان تحاولى انت تلك المره، سأقف إلى جوارك اذا احتجتى مساعده
كانت نرجس تعرف ان ابنتها تكبر وانها عما قريب ستشعر بالخجل منها
بيد مرتعشة امسكت زهره الليفه حاولت أن تقبض عليها وتمررها على جسدها لكن الليفه سقطت على الأرض
لا مشكله همست نرجس هناك تقدم واضح !!
رمقتها زهره بنظره متواطئه تعرف انها تكذب لكنها تحب ذلك
انفتح باب الغرفه ودخل والد زهره وهو يسعل بصوت واضح
همست نرجس اننا هنا يا بابا من فضلك لا تدخل زهره تستحم
ما ان انهت زهره الحمام حتى ركضت تجاة والدها واندست فى حضنه
قبلها الرجل وأخرج من خلف ظهره لعبه جديده التقفتها زهرة بسرعه
ثم لاحط الهره التى تحدق به بغضب
ممممم، أرى أن لدينا ضيف هنا؟
تركت زهره اللعبه واحتضنت ميمى وقربتها من والدتها
كأنها تعرفه به وتشير اليه وهى تهمس بكلمات غير منطوقه هذا بابا
زهره اذهبي إلى سريرك، لدى موضوع شائك اناقشه مع والدك
اطاعت زهره الأمر
قالت نرجس زهره تكبر وحتى الآن لم نجرى لها العمليه؟
قال زوجها معك حق، حتى لو كانت عمليه خطيره لابد أن نقوم بها
وكادت المرأه ان تقول وما الفائده؟ لكنها كتمت كلاماتها وانهمرت دموعها
انا خائفه، قالت نرجس خائفه ان لا يقبلها احد
ربت الرجل عن كتف زوجته سنظل إلى جوارها انت وانا
انها ابنتنا ولن نتخلى عنها
#فراشة_المقبرة
5
احتضنت زهرة الهرة ميمى، منذ يومين ومنذ موافقتها المبدائية ان تسمح لها بصداقتها وزهره ترغب بسؤال ميمى فكرة تحيرها، لقد رفضت ميمى كل المحاولات التى أقدمت عليها زهره ووالدتها ثم فجأة تخلت عن عنادها واصبحت صديقتها
رقدت ميمى على السرير على جانبها الأيمن كما علمتها والدتها
وكانت الهرة ميمى منكمشه أمامها، ثم جعلت زهره تحرك يدها وتهزها وهى تنظر تجاه ميمى كانت تلك طريقتها فى السؤال عن ما يحيرها
تمتلك ميمى عينين جميلتين بلون الأخضر الفاتح، لعقت ميمى قدمها ورفعت رأسها بشموخ
حدقت فى وجه زهرة التى تكافح بيدها ثم فجأة....
تستطيعين ان تتحدثى يا فتاة "'
انتفضت زهرة، زحفت بجسدها للخلف لكن الهرة واصلت لعق قدمها بلامبلاه
بحذر راقبت زهره الهره التى قفزت على الأرض واختفت فى الشرفه.
__تشرق الشمس فى تمام السادسه بتوقيت ميمى، شعرت زهره بحركه ولما فتحت عينيه وجدت ميمى تتحرك فى حضنها، يبدو أن حضرت بعد أن اغلقت زهره عيونها
_نهضت زهره بفرحه ونزلت على الارض مرتديه منامه زهريه وبقدمين عاريتين، حاولت أن تحتضن ميمى التى ابتعدت عنها ثم وقفت امام باب الغرفة تنتظر ان تفتح زهره لها
فتحت زهره الباب امام ميمى التى ركضت إلى الرواق حيث ينتظرها طعامها.
لم يخفى على زهره امتعاض ميمى منها، وقفت امام المرأه
بجسدها النحيل حركت شفتيها مثلما تفعل كل مره
ثم نزعت قميصها فظهر ذراعها المحترق مررت زهرة اصابعها فوق الجروح تعرف انها لا تؤلم لكن قلبها يؤلمها كلما رأتها كأنها حدثت للتو
زهره؟
سمعت زهره صوت الخادمه، اخفت جسدها بسرعه داخل قميص جديد وفتحت الباب
تخبرك الماما ان طعام الإفطار جاهز وان البابا والماما فى إنتظارك
احنت زهرة رأسها بتفهم، ثم ابتسمت للخادمة
نزلت زهرة درج السلم تركض رغم ان لا شيء جديد
تركض زهره كل يوم نحو المائده كأنها اول مره تفعلها
نفس الحماس ونفس الجديه
طبعت قبلة فوق خد الماما
ثم استدارت خلف البابا واحتضنت رقبتة وقبلتة قبل أن تجلس فى مقعدها وتضع المئزة فوق حجرها
كانت ميمى هناك تلعق باستمتاع لوحت لها زهره ثم بدأت تناول طعامها
اسمعى يا زهره همس البابا، تعرفين اننا نحبك ونتمنى لك الخير؟
احنت زهرة رأسها بأبتسامه
هناك قرار اتخذه البابا والماما ستخضعين لعمليه جراحيه جديده
امتعض وجه زهرة تكرة المستشفيات ورائحة الديتول وبالطو الممرضات وشكل الحقن، لقد خضعت لأكثر من عمليه وليست مسرورة على الأطلاق بقرار الماما فلا شيء داخلها سوف يتغير
اكمل البابا انها عمليه مهمه يا زهره عليك أن تفهمى ذلك، ببابا يحبك ويريدك ان تصبحى أجمل فتاه فى العالم
لكن العمليات موجعه شرحت زهره بيدها!!
اعدك ان تكون اخر عمليه همست الماما بوجه حزين
ها موافقه؟
أشارت زهرة تجاه الهره ميمى
قال البابا تريدين الهره معك؟
وافقت زهره
لكن الأطباء سيرفضون ذلك
بكت زهرة واقتربت منها ميمى وتحركت بين قدميها
احتضنت زهره الهره واصرت ان تأخذها معها
سأبذل كل جهدى وعدها البابا، سأجعلها تنتظر معنا فى المشفى وتراقب الأطباء حتى لا يرتكبو اى حماقه
احنت زهره رأسها بموافقه وكافأت الباب بقبلة
اتفقنا، الجراحه ستكون بعد يومين الماما ستخبرك بكل شيء
بعد يومين دخلت زهرة غرفة الجراحه كانت عمليه دقيقه ستسغرق عدت ساعات
كانت ميمى فى حضن الماما عندما انغلق الباب
مضت الساعات طويلة على نرجس ونزلت دموعها أكثر من مره، لم تتمكن من الجلوس، ظلت واقفه تلف وتدور مثل سمكه محبوسه فى حوض
خرج الطبيب اخيرا، كان وجهه متعرق، نزع نظارته الطبيه ومسح العرق
ركض والد زهره نحوة بوجه قلق
همس الطبيب استطيع ان أخبرك ان زهره أصبحت انثى متكامله
ثم بتردد همس بعد تعافيها انصح بعرضها على طبيب نسا وولاده
هناك شيء خاطيء؟ همست نرجس بخوف
بقايا الماضى يا مدام!! وضح الطبيب الذى كان يعرف قصتها
جلست نرجس بتوتر
نظرت إلى زوجها ماذا يعنى هذا الكلام؟
رفع والد زهره يده ثم احتضن يد زوجته، سيكون كل شيء بخير، زهره فتاه قويه
#فراشة_المقبرة
٦
لماذا حدث لها كل ذلك؟ همست نرجس بعيون باكية قبل أن ترفع رأسها، اتعتقد انها تعرف؟
وهل علينا أخبارها؟
قال الرجل، لا نقول شيء، اى ما كان حدث لزهرة فأنها تحاول نسيانه
إنها تحاول أن تتعايش مع ما حدث لها، اى كلام عن الماضى لن يساعدها ولن يساعدنا
من المجرم الذى فعل ذلك؟ صرخت نرجس وهى تحاول أن تكتم غيظها!
كانت زهرة تعرضت للأغتصاب وتهتك رحمها قبل أن تترك لتحترق
"" لا أعرف همس الرجل بأحباط
قالت نرجس، اتعتقد ان هذا ما سبب لها الصدمه؟
انفتح باب غرفة زهرة وخرجت منه تمشى بترنح وعلى وجهها ابتسامه
مضى أكثر من عشرة أيام على الجراحه وتحسنت صحتها بصورة جيدة
ركضت نرجس نحوها، لماذا تركت سريرك زهره؟ الطبيب طلب راحتك!
إشارة زهره تجاه الهرة ميمى التى كانت تشعر بالجوع
ظهرت ميمى من خلف ظهر زهرة كانت تلعق فمها وتمشى بغنج وتهز زيلها
أجلسها البابا على المقعد، تبدين بصحة قردة يا صغيرتى!!
لكن لا تبدأين فى الحركه قبل أن يمنحك الطبيب الأذن
مفهوم؟
مفهوم.
لم تحتج زهرة المزيد من الوقت لتلاحظ وجه والدتها المحتقن والتى كانت تحاول أن تخفى دموعها
تركت مقعدها ومنحت والدتها حضن دافيء طويل ومسحت دمعه من عينها بأصبعها المنحنى
ثم أشارت نحو جسدها وتحركت شفاهها كانت تقول ان بخير لا تبكى.
انهت ميمى طعامها وتسكعت حول الصالون ثم وقفت ونظرت تجاه زهرة محدقه فيها بعينيها الخضراوتين
ارتبكت زهرة وسقط المنديل من يدها
انتقلت عينى البابا بين زهره وميمى، شعر ان هناك شيء غريب يحدث
كان شفاه زهره تتحرك بأستمرار وعينيها تدور بخجل متنقله بين البابا والماما
ثم فجأه قفزت ميمى تجاه الغرفه مشت عدت خطوات ثم توقفت واستدارت تجاه زهرة قبل أن تواصل سيرها وتختفى داخل الغرفه، وتبعتها زهرة بلا تلكع..
همس الرجل أشعر بشيء غريب حول تلك الهرة علاقتها بزهرة مريبه
قالت نرجس، الأطفال يعشقون الحيوانات ثم ماذا تنتظر من فتاه وحيده ليس لها أصدقاء ثم وجدت صديقه تقبل بها اخيرا؟
لكن الرجل نهض تحرك ومشى تجاه غرفة زهره ثم تسمر امام الباب دقيقه قبل أن يعود لمقعده بنظره شارده
ما بك؟ سألته نرجس، وجهك تغير؟
افكر فى كلامك، همس الرجل منحيأ الفكرة التى اشتعلت داخل عقله بعيدآ
اعتقد ان الوقت حان ان تجد زهرة أصدقاء طبيعين
كن اؤجل ذلك الموضوع لكن زهره لابد أن تلتحق بالمدرسه ما رأيك؟
اخاف عليها ___همست نرجس بنبره مزعوره قد تتعرض للتنمر وتسوء حالتها
__لكنه امر لابد أن يحدث، زهره لن تظل حبيسة البيت طوال حياتها قال الرجل بثبات
وماذا يمكننا أن نفعل؟ رفعت نرجس يدها بقلة حيله
قال الرجل ان نعدها، نحضرها للقادم لابد أن تتحفز زهره وتتطلع للحياه بعيون مشرقه
سنكون حريصين ان نقص عليها حكايات بعض الأطفال الذين لم يكن يتقبلهم العالم، سنلمح من بعيد
سنمنحها الثقه التى تحتاجها، سنكون جانبها دائمآ
تلك الليله شاهدت زهرة فيلم اعجوبة وبكت كثيرا وهى تشاهد الطفل الغير مرغوب يكافح ليجد له موطيء قدم فى هذة العالم الشاسع
كان البابا والماما معها، تحدث البابا بصوت دافيئ
علينا أن لا نسمح لأى شخص ان يفقدنا ثقتنا فى أنفسنا يا زهره
الحياه تستحق ان نقاتل من أجلها، مؤكد اننا سنقابل اوغاد كثيرين لكن علينا أن نقاتل
سحبت نرجس الغطاء فوق جسد زهره وتمنت لها احلام سعيده
قفزت ميمى فى حضن زهره واغلقت نرجس المصباح ثم غادرت الغرفه هى والبابا
لكن البابا توقف لحظه امام الباب المغلق كأنه نسى شيء فى الداخل
وقف بصمت وتركيز حتى همست نرجس، دعنا نذهب
#فراشة_المقبرة
٧
في ظلام الغرفة، استدارت زهرة في سريرها وعانقت ميمي، التي راحت تخرخر بهدوء، كانت الدموع ما زالت ساخنة على وجنتيها، وذهنها يضج بأفكار مبعثرة عن الفيلم الذي شاهدته، وعن الكلمات التي قالها والدها
لكن شيئًا آخر كان يشغلها أيضًا—ذلك الشعور الغريب عندما نظرت ميمي إليها، وكأن الهرة كانت تحاول قول شيء لم تفهمه بعد.
في الخارج، جلس الأب في الصالة، شاردًا. التفتت إليه نرجس بقلق.
— "ما بك؟ لم تتوقف عن التفكير منذ أن رأيتها مع ميمي."
— "لا أدري،" قال بصوت خافت. "هناك شيء في تلك القطة... زهرة تتواصل معها بطريقة لا أفهمها."
— "إنها مجرد قطة،" تمتمت نرجس وهي تحاول طمأنته.
لكنه لم يكن متأكدًا. منذ أن استعادت زهرة وعيها بعد الجراحة، بدت مختلفة. ليس فقط في حالتها النفسية، بل في الطريقة التي تتفاعل بها مع ميمي.
في تلك اللحظة، انفتح باب غرفة زهرة ببطء، وظهرت ميمي عند العتبة. وقفت هناك، تنظر إليهما بعينيها الخضراوين الواسعتين. شعر الأب بقشعريرة غريبة، لكنها سرعان ما اختفت حين عادت القطة للداخل وأغلقت الباب بمخالبها الصغيرة.
— "رأيت ذلك؟" همس.
— "رأيت ماذا؟" سألت نرجس.
— "القطة أغلقت الباب بنفسها."
— "وماذا في ذلك؟ بعض القطط تفعل ذلك."
لكن داخله كان يخبره أن هناك أكثر من مجرد مصادفة.
في الداخل، كانت زهرة مستيقظة، مغمضة العينين، تستمع لصوت ميمي وهي تتحرك فوق السرير. ثم سمعت صوتًا آخر، لم يكن خرخرة هذه المرة. بل كان أشبه بهمس ناعم، بالكاد مسموع.
فتحت عينيها ببطء.
— "ميمي؟"
الهرة كانت تجلس عند قدميها، تحدق بها. ثم، بوضوح تام، رأت زهرة شفتي ميمي تتحركان، وكأنها... تتحدث.
ارتجف قلبها، لكنها لم تصرخ. لم تهرب. فقط نظرت إلى القطة في ذهول.
— "أنتِ لستِ مجرد قطة، أليس كذلك؟"
هزّت ميمي ذيلها، ثم مالت برأسها وكأنها تبتسم.
زهرة شعرت بالخوف... لكنه لم يكن خوفًا عاديًا. كان شيئًا أعمق، شيئًا جعلها تتذكر ليلة لم تكن تريد تذكرها.
ليلة النار.
ليلة الألم.
ولأول مرة منذ الحادثة، شعرت أن هناك من يعرف الحقيقة—ميمي.
اسمعى يا فتاه، انا مجرد قطه ثم لعقت ميمى زيلها
لكن من المكان الذى اتيت منه القطط تتكلم
علبك ان تفهمى اننى لن اتحدث الا معك الا للضروره القصوى
ثم هناك امر اخر، انت ايضا لابد أن تتحدثى
أشارت زهره الا فمها انها لا تستطيع أن تتحدث
همست ميمى وهى تدور حول نفسها، فتاه لا تتحدث
فتاه لا تتحدث لن يكون لها مكان فى الحياه
ثم هناك امر اخر، والدك، البابا بداء يشك ولن يكون ظريف ان اشرح انا له الأمر
عليك أن تحاولى يا زهره، الماضى لن يتركك اذا لم تتركيه
والأن ميمي سوق تذهب للنوم، ميمى متعبه
فى اليوم التالى قدم والد زهرة الأوراق إلى المدرسه، كان يعرف انها مهمه صعبه وان زهره سوف تعانى لبعض الوقت
لكنها الخطوة الأولى وعلى زهره ان تخطوها مهما كان الثمن.
...#فراشة_المقبرة
٨
وقفت زهره امام المرآه، انه اليوم الأول فى المدرسه، كانت مرتديه الزى المدرسى وكانت ميمى نائمة على السرير
وصوت الماما يرتفع بين الحين والأخر، زهره سنتأخر
احتضنت زهره ميمى وودعتها وخرجت وهى تشعر بالخجل
جلست فى السياره صامته، لم يكن صمتها نابع من عدم تحدثها بل صمت داخلى حقيقى عندما لا تعرف ما تقوله
هناك الكثير من الطلبه والطالبات يا زهره مثل حالتك
لم تشعرى بالغربه
لكن عندما عبرت السيارة بوابة المدرسه شعرت زهرة بالغربه فعلا
كان كل شيء غريب بالنسبه لها، الجدران، الساحه الطلبه
كل شيء بدا غريب وغامض..
كيف كان حال المدرسه اليوم؟ سألها والدها بنبره قلقة
لا بأس!! رفعت زهره يدها مبينه ان الامور فى المنتصف
بدايه جيده همس والدها، متأكد انك ستتحصلين على أعلى الدرجات يا قطتى..
رفعت ميمى رأسها ولعقت جسدها عندما سمعت كلمة قطتى
انها قطه فى نهاية الأمر، سواء كانت متحدثه او صامته فهذا الشعور يتملكها
القت زهره حقيبتها وركضت على غرفتها، كان لديها الكثير لتقصه على ميمي
جلست ميمى على مؤخرتها وتابعت زهره وهى تشرح بيديها تفاصيل يومها الغريب
استمعت ميمى بصمت دون مقاطعه ولما انتهت زهره قالت ميمى، اذا لم يمكن التحدث لن استطع مشاركتك تفاصيل يومك!
اتعرفين؟ وقفزت ميمى على السرير، لطالما تمنيت أن اذهب الى المدرسه
اعنى مدرسه حقيقيه حيث احمل حقيبه محشوة بالكتب والاقلام فوق ظهرى، ان اجلس واستمع إلى المدرسه وهى تشرح الدروس
هل بمقدورك ان تحققى حلمى يا زهره؟
اسمعى سيكون هذا سرنا الصغير، زهره لا تتحدث إلا مع ميمى
القطه الغريبه التى تتحدث لغة البشر، رغم انه من ناحيه أخرى لا ارى غرابة فى نوعى
فهناك جنيات وعفاريت واشباح تظهر من العدم وتتحدث ولا احد ينكر عليها ذلك
ها، ما رأيك؟ اريد ان اسمعك تتحدثين معى عن المدرسه
وعندما لاحظت ميمى تردد زهره وارتباكها
همست اسمعى يا زهره لقد كشفت لك سرى وهذا امر خطير
البشر لا يتقبلون الحيوانات الناطقه الا فى افلام الكرتون
اذا لم يكن لديك نيه للكلام سأرحل من هنا ولن ترينى مره اخرى ولكى اكون منصفه سأمنحك نصف يوم للتفكير
قفزت ميمى وتحركت تجاه الباب وقبل ان تدلف للخارج سمعت همس خافت انتظرى...
كان البابا فى مكانه خلف الباب يهز رأسه بأستمرار
هذة الأصوات التى يسمعها ليست من اختلاق عقله
هناك هره تتحدث لغة البشر خلف الباب
اتكون جنية؟
ايجب على ان احضر شيخ يطهر المنزل؟
حتى سمع كلمة انتظرى
كان صوتها
صوت ابنته التى لطالما تمنى ان يسمعه
الصق الرجل اذنه بالباب وهطلت دموعه بلا توقف
انت تتجسس على زهره يا زوجى العزيز؟
ماذا تنتظر ان تسمع من شخص لا يتحدث
أشار لها البابا ان تصمت لكن صوتها كان قد وصل الغرفه والأصوات خلف الباب اختفت
#فراشة_المقبرة
٩
رفعت نرجس حاجبها وهمست، فيه ايه؟
اطلق البابا ابتسامه كبيره، على ما يبدو زهره تكلمت
ثم أدرك الورطه العالق فيها فأردف لكن هناك شيء اخر!!؟
كانت نرجس من السعاده ما يجعلها قد تتقبل اى شيء
رغم ذلك عندما قال زوجها ان هناك هره متكلمه كادت ان تفقد وعيها
شبح؟ جنيه؟
لا همس الرجل، مجرد هره تتكلم مع زهره انا لا أفهم السبب الذى يجعل هره تنطق بلغة البشر، لكن زهره تحدثت معها
تكومت نرجس على الكنبه، تعنى ان ميمى جنيه صح؟
ارتعش جسد نرجس لأن ميمى خرجت من الغرفه
ولعقت بعض اللبن كانت نرجس تتابع الهره متوقعه فى اى لحظه ان تأتى بحركه سحريه، لكن الهره اختفت داخل غرفة زهره.
جلس البابا إلى جوار زوجته، ربما همس زهره خلقت كل ذلك فأنا غير متأكد
خلقت من ميمى صديقه تتحدث إليها وترد على نفسها؟
لم تصدق المرأه كلام زوجها كان فيه شيء مريب.
قال الرجل المهم ان زهره تحدثت، ابنتنا نطقت يا نرجس
اريد ان اقتحم الغرفه واقوم باحتضانها
لا همست نرجس
لن نرغبها على ذلك، امنحها الوقت الذى تحتاجه المهم انها بخير
انتظمت زهرة فى دراستها، وبداء مستواها يتحسن فى التحصيل الدراسى
هناك شيء اخر
كل ليله كانت نرجس وزجها يقفان بالتناوب خلف باب غرفة زهره يستمعان لها وهى تتحدث
_______
إذآ قالت ميمى
ربما حان الوقت لتتحدثى مع والديك يا زهره، والديك يستحقان ذلك
لكن اياكى ان تذكرى اى شيء عنى هذا سر بينى وبينك
ترددت زهره
كيف افعل ذلك؟
تقفين هكذا وشدت ميمى جسدها، شعرك ضفيرة فوق ظهرك ترتدين منامه او اى شيء اخر
تطلقين ابتسامه خجوله ثم تقولين ماما
بعدها كل شيء سيسير كما هو مخطط له، ماما ستركض نحوك
البابا سيرقص من الفرحه وانا سأنال وجبة سردين معتبره
فتحت زهره الباب بارتباك وخجل، كان والداها جالسين فى الصاله يشاهدون فيلم تافه
بدا منسجمين جدا والبابا يحاوطها بيديه بحنان
لكن زهره لم ترى نرجس والباب بل والدة الحقيقى على النزاوى غارق فى دمائه جسده مخرم بالرصاص
عيونه فارغه وأطرافة محترقه
صرخت زهره صرخه مدويه وسقطت على الأرض فاقده للوعى
#فراشة_المقبرة
١٠
بعد تلك الحادثه عاد الصمت يلازم زهره مره اخرى، توقفت عن الكلام وعادت لتشاهد شارده حزينه وكيئبه، حاولت ميمى ان تخرجها من حالتها بلا فائده
بدت الفتاه مصممه على عزلتها ووحدتها وفى المدرسه كانت تجلس بمفردها ولا تخلتلط مع أى شخص
لا تعرف نرجس ما حدث لزهرة لكنها متأكده انه امر خطير
عرضت زهرة على أكثر من دكتور نفسى استخدم معها حيل الأطباء، لا شيء
زهره قررت أن تبقى فمها مغلقآ
كانت ميمى تتحدث مع زهره رغم ذلك ولم تتوقف عن الكلام عن عالمها
من حيث اتت ومغامراتها لكن زهره لم تبدى اى اهتمام
اسمعى يا فتاه!!
من حيث اتيت يعتبر عدم الرد على شخص يحادثك وقاحه لا تغتفر، ثم شردت ميمى لبعيد
أتعرفى يا زهره؟ لقد كان لى حبيب قبل أن احضر لهنا
كنت احبه جدا يا زهره واتمنى ان أقضى بقية حياتى معه
لكن تخيلى ماذا فعل بعد كل ذلك الحب!؟
قبضت عليه متلبس بخيانتى مع هره سمراء اسمها فاتى
كان يقول لها كلام الحب الذى لم يقويه لى وحاول ان يقبلها
شعرت ان قبلى انفطر، صفعته على وجهه وهربت، لم يكن لدى مكان الجيء اليه لذلك ركضت فى كل مكان
بت فى مقلب قمامه وبيت مهجور
وسكنت فى منزل امرأه مسنه لكن كل ذلك لم ينسنى اياه
كان على ان أهرب مره اخرى وربما أواصل الهرب إلى ما لا نهايه
حتى رأيتك فى الحديقه حينها قلت ما خطب تلك الفتاه النحيله؟
تابعت محاولاتك الحسيسه للتقرب منى بلا مبلاه لكن انا ايضا أشعر بالوحده وكنت احتاج صديقه
زهره؟
لكل واحد منا ماضى يهرب منه انت لست وحيده فى
ذلك
عندما ترغبين فى التحدث عن ماضيك ستتخلصين منه لا تجعلى الماضى يقتلك يا زهره
بعد يومين فتحت زهره فمها، تحدثت إلى ميمى صباح الخير
مساء الخير
كيف حالك
ما حال المدرسه
لكنه لم يكن حديث عميق مجرد كلام فارغ
زهره؟ قالت ميمى، كنتى على وشك التحدث لوالدك ماذا حدث؟
قالت زهره بشرود، رأيت والدى
إذا كان لديك والد اخر؟ همست ميمي ثم رفعت عيونها وهذا البابا غير موجود الآن
أتفهم حزنك يازهره، ربما نزور قبره فى يوم ما؟
لا قبر له، همست زهره بغضب مكبوت، انا لا اعرف اين قبره
كل ما اعرفه انه لم يعد موجود
لديك اب اخر يا زهره الان؟
والد يهتم بك ووالده تحبك
بكت زهرة نزلت دموعها انت لا تعرفين ما حدث يا ميمى
لا تعرفين اى شيء، انت مجرد هره حمقاء مثقفه
رفعت ميمى زيلها، لم تغضب، لم تثور، لديك حس فكاهى إذآ يا زهره؟
لكنى صديقتك واعدك ان نصل إليها، قد أكون مجرد هره لكنى افى بوعودى
تحسنت زهره نوعيا، بدأت تفرع ما فى داخلها، فكل شخص يحتاج ان يتقيء ذاكرته بين الحين والآخر
بدت تلعب فى المدرسه تكتشف أصدقاء واخيرا بعد شهر
عندما ظهرت نتيجة المدرسه
حملت زهره ورقتها ودخلت على والدها وهمست تفضل بابا
لقد نجحت
كانت أول مره يسمع فيها صوتها، نعم كان يتجسس عليها
لكن الآن انها تقف امامه وتهمس بابا
تعليقات
إرسال تعليق