القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية دلال والشيخ الفصل السادس والسابع بقلم شيماء سعيد

 رواية دلال والشيخ الفصل السادس والسابع  بقلم شيماء سعيد 




رواية دلال والشيخ الفصل السادس والسابع  بقلم شيماء سعيد 



#دلال_والشيخ 

الحلقة السادسة 

...............

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️ 

الطـ.عنة  عندما تأتى من الغرباء  أحياناً لا تكون مميتة ولكنها تسبب ندبًا وأثر نفسى لا يزول ولكن عندنا تأتى من أقرب الناس إليك  فإنها تكون مميتة فى الحال لأن الخذلان أشد من الطعـ.ن .

......

علمت بسمة من أسماء ما حدث مع أحمد فظهر على وجهها الحزن مما أثار حفيظة أسماء فقالت بغيرة واضحة على ملامحها:

_ ومالك زعلانة كده عليه يا آخرة صبرى، هو كان من بقية أهلك وأنا معرفش .


غضبت بسمة وقالت بدفاع: هو لازم يعنى يكون من أهلى عشان أزعل عليه، مفيش حاجة اسمها إنسانية عندك.


 وشاب زى الورد كده يحصله حاجة زى دى !!


أسماء بتهكم: لا قلبك حنين يا بسمة .


 لتستطرد بسمة بمكر : هو مينفعش يا بت تخدينى معاكِ أزوره واهو يعنى نعمل الواجب معاه .


لم تتحمل أسماء كلمات بسمة، فوقفت والغضب يتطاير من عينيها قائلة بهدر: 

_لا والله، أنتِ إتجننتى يا بت..!.


تزوريه بإمارة ايه، أنا مشوفتش فى بجاحتك صراحة .

طب حتى خبى نفسك منى، لكن عينى عينك كده حطه عينك على خطيبى .


عقدت بسمة حاجبيها وقالت بغل: بس متقوليش خطيبك، مفيش حاجة رسمى حصلت يعنى لسه ويعالم النصيب فين .


 فانفعلت بسمة وجذبتها  من شعرها بشدة حتى كاد أن يتقطع بين يديها قائلة: 

_نصيبك مقندل يا بت، أنا غلطانة انى صحبت وحدة زيك واعتبرتك بنى آدمة و أنتِ  بت البواب أصلا .


يلا روحى فى داهية مش عايزة أشوف وشك تانى وإلا ودينى أعلم على وشك الحلو ده .


ثم دفعتها لتخرج من المنزل بقسوة، فاندفعت العبرات من عينيهاوقالت والدٖماء تفور فى أوردتها: 

_كده يا بت الجمال، ماشى هشوف مين يضحك فى الأخر .


خرجت إبتهال على صوت أسماء العالى فسئلتها: 

_مالك يا بنتى فيه إيه، وصوتك عالى ليه أنتِ وبسمة انتوا مش هتبطلوا شغل العيال الصغيرة ده وتبطلوا نقار .


زفرت أسماء بضيق وقالت: يووه يا ماما متجبليش سيرة البت دى مش عايزة أعرفها تانى .


ثم اقتربت منها ولثمت وجنتيها بقبلة قائلة بدلال:

 بقولك ايه يا ست الكل مش واجب برده أروح أطل على أحمد ابن عمى ..


طالعها إبتهال بمكر مستفسرة: ومن امتى يا بت الحنية دى ..!!


داعبت أسماء خصلات شعرها وقالت بمكر: 

_ اهو يعنى قولت عيب أعرف إنه تعبان ومطلش عليه وكمان أشوف عمى عشان سمعت من سفيان إنه تعبان اوى .


اكفهرت ملامح إبتهال من الحزن وتنهدت بغصة مريرة قائلة: 

_يا عينى على اللى اصاب الحاج حمدى، ربنا يتولاه ويشفيه .

ويجازى اللى كان السبب .


ثم تابعت: أنا هسيبك تروحى بس عشان عمك وسيبك من أحمد يا بتى، كفاية اخواتك ولى شيفينه من زينب.


 مش عايزاكِ أنتِ كمان تكونى زيهم، خصوصا انك غيرهم.


أبوكِ دلعك زيادة عن اللزوم ومتعرفيش تعملى حاجة من شغل البيت .


فطالعته أسماء بخبث قائلة: ليه وأنتِ فكرانى هبلة وطيبة أشجان وأنهار ..!!


ولا ممكن أسكت للست الشيطانة دى وتخليها تمرمطنى زيهم، لا ده أنا أسماء محدش يجى عليه أبدا .


فزفرت ابتهال بضيق: بطلى هبل، وأنتِ كمان لسه صغيرة على الكلام ده وهو لسه قدامه كتير، ساعتها الله أعلم بالنصيب .


 فابتسمت أسماء ورواغتها لتنفذ ما تريد : طيب يا قمر أنتِ، ممكن عقبال ما يجى النصيب أخد صينية الكيكة الحلوة دى وأروح بيها عند عمى .


بحلقت ابتهال بدهشة قائلة: بت يا أسماء، مالك كده مش عوايدك يعنى ولا كان أحمد فى دماغك أصلا، بالعكس أنا شايفاكِ بتميلى لتميم اكتر .


فقاطعتها أسماء مرردة بنفور: لا تميم ايه المشحم المزيت ده . لكن أحمد دكتور وليه وضعه .


ضيقت إبتهال عينيها بتفهم: ها قولتيلى بقا بصة على المنظر من بره، بصى يا بنتى هفهمك حاجة تحطيها حلقة فى ودنك .


الشهادات دى بتتعلق على الحيط،ومقولتتش إنها مش مهمة. بس الأهم منها إنك تاخدى إنسان يسعدك وميهونش عليه زعلك، وأنا شايفة عيون تميم كلها حب ليكِ لكن أحمد رغم أنه ابن حلال وملتزم بس بعيد عنك خالص يا بتى .


فياريت نعمل زى المثل اللى بيقولوا عليه عصفور فى اليد أحسن من عشرة على الشجرة .


شردت أسماء كثيرا فى حديث والدتها فهى محقة وبالفعل تميل إلى تميم أكثر ولكن العند يحول بينها وبين ذلك ولن تخسر معركتها مع بسمة وتتركه لها .


لذا اختطفت صينية الكيك قائلة بمرح: هروح اصطاد العشرة على الشجرة.


 زفرت ابتهال بملل: ربنا يهديلك نفسك يا بنتى .

عشان أنا عارفة البطران آخرته قطران .

.....

خرجت أسماء مسرعة إلى منزل عمها المجاور لهم .


وطرقت الباب لتفتح لها زينب التى تبدلت ملامحها لأخرى غاضبة واحمرت عينيها بلهـ.يب الغضب  وأخرجت أقذفه من النـ.يران قائلة بحدة:


_ مفضلش اللى أنتِ يا بت ابتهال، عايزة ايه مننا أنتِ كمان؟


لم تهتز أسماء لكلماتها الغاضبة وانما وقفت تطالعها بنفس النظرة وقالت بتحدى أثار حفيظة زينب:

_ خلصتى يا مرات عمى ولا لسه فى كلمة محشورة جوه زورك عايزة تقوليها كمان .


على العموم هوفر عليكِ الكلام، وهقولك أنا مش جيالك أنتِ لا مؤاخذة يعنى، أنا جاية لعمى وابن عمى أطمن عليهم .


وكانت أشجان فى تلك اللحظة مع أحمد فى غرفته، تحاول أن تطعمه من يديها وتناظره بكل حب ويلمع وميض الحزن فى عينيها من أجل ما تعرض له .


وتهمس بإنين: والله أنت ما تستاهل اللى جرالك ده يا أحمد من الشيطان شفيق والعقربة أمه ويعالم هيعملوا فيك إيه تانى .

منهم لله جبروت بس فيه ربنا أكبر منهم.


إلهى يفـ.رمك قطر يا شفيق يا ابن زينب أنت وأمك فى ساعة  واحدة .


تعرق أحمد من قرب أشجان الزائد فقال بحدة:

_ مينفعش كده يا أشجان لو سمحتى، لازم يكون فيه حدود فى التعامل وكمان أنا مش عيل صغير عشان حد يأكلنى .


 إرتبكت أشجان وتلون وجهها بحمرة الحرج فابتعدت قليلا قائلة:

_ هو أنا غريبة ، ده أنا بنت عمك وزى أختك .


وأنا عارفة إنك راجل وراجل اوى كمان ومش عيل بس عشان يعنى إيدك متجبسة وكده حبيت أساعدك .

ومنه لله اللى كان السبب .


أحمد بتفهم: أنا عارف إنك زى أختى بس برده مش أختى.

 فمعلش سيبى الأكل وأنا هحاول أكل لوحدى وكتر خيرك تعبتى نفسك .


وياريت لو تطمنينى على بابا وتبلغينى، ياريت أنا كنت أقدر اروحله وأقعد  تحت رجله كمان، لكن مش قادر ثم دمعت عينيه من الحزن .


 تأثرت أشجان بدموعه ولكن طمأنته قليلا بقولها: صلى على النبى كده يا دكتور.


وعمى كويس أنا لسه مطمنة عليه قبل ما أدخلك وأنهار أختى كانت قعدة تأكله بإيديها .


 فشكرهت أحمد بإمتنان: الله يكرمها ويسامحك يا أمى .


ثم استمع الإثنان اللى صوت عالى بالخارج .


فانتبهت أشجان لهذا الصوت الذى تعلمه جيدا فقالت بإندهاش: ده صوت أسماء أختى .


لما أطلع أشوف فيه إيه..؟


وعندما خرجت وجدت زينب تتطاول عليها باليد وتجذبها من شعرها قائلة بصـ.راخ: 

أنتِ يا بت يلى لسه مطلعتيش من البيضة، بتردى عليه وعاملة راسك براسى .


_اه ما أنتم تربيت إبتهال هتطلعوا ايه يعنى .!!


تمزق قلب أشجان عندما رأت أختها بين يدى زينب هكذا.


 فقامت بالنداء على أنهار قائلة: إلحقى أختك يا أنهار .


فتسارع الإثنان إليهم، فى محاولة لإبعاد يد زينب من شعر أسماء .


ترجتها أنهار: سيبها يا مرات عمى، عمتلك ايه بس ، دى يا صغيرة لسه مش فاهمة حاجة .


 صاحت زينب: اه ما أنا هفهمها غلطها، ابعدى أنتِ وهى بس وإلا ودينى أخلص عليها وأكمل عليكِ  .


وبينما زينب تجذبها من شعرها بقسوة وأسماء تصـ.رخ بين يديها  ولكنها بداخلها أقسمت أن ترد لها الصاع صاعين.


 فتحملت الألم وجاهدت حتى ترفع إحدى قدميها، فخلعت عنه الحذاء ثم جذبت شعرها بقوة من يدها.


 وفى لحظة انقلب المشهد من تعدى زينب عليها، إلى تعدى أسماء عليها حيث هوت بالحذاء على رأسها.


فصرخت زينب من الألم بين إندهاش أشجان وأنهار حيث شلت الصدمة لسانهم .


أما أسماء فلمعت عينيها بلذة الأنتصار فقالت بتشفى : العين بالعين والبادى أظلم يا مرات عمى .


وبرده هدخل أشقر على ابن عمى .


فولجت إليه سريعا وتقدمت منه وابتسمت بدلال: إزيك يا دكتور أحمد .


طالعها أحمد بإندهاش قائلا: أسماء!!


 أنا أول مرة أشوف تيجى عندنا، وصوتك ليه عالى كده مع ماما حصل حاجة..؟


 اقتربت منه أسماء وانحنت حتى أصبح وجهها مقابل وجهه وقالت بدلال: 

_كان لازم أجى عشان أطمن عليك، مقدرتش أسمع إنك تعبان ومجيش يا حمادة .


خجل أحمد من جرئتها والتفت سريعا بوجهه، فهو لم يتعود منها البساطة فى الحديث معه من قبل لذا عقد حاجبيه  وقال بإنفعال: 

_إسمى أحمد وعلى العموم متشكر على السؤال، وعلى كده دخلتى شوفتى بابا الأول ..؟


 حمحمت بحرج بعد أن أحرجها بسؤاله ولكنها أسرعت بقولها: 


_اه لازم طبعا أطل عليه، ربنا يشفيه، ثم استدارت نحوه من الجهة الأخرة وتمتمت  بدلال : ويشفيك يارب .

ثم تناولت صينية الكيك وأخذت منها قطعة وقربتها من فم أحمد قائلة بتودد: دوق كده، عمايل ايديا وحياة عينيه .


ولجت أشجان فى تلك اللحظة: فوجدتها تطعمه فضحكت ساخرة بعد أن اشتعلت الغيرة فى قلبها:

_ يعنى بتأكلك بإيديها ومبسوط اوى اهو، امال فين مينفعش وميصحش يا شيخ أحمد ..!!


أطلقت عين احمد ألسنة نارية من الغضب ولفظ تلك القطعة من فمه  التى أكلها مجبرا قائلا: استغفر الله العظيم يارب.


 ممكن تاخدى أختك وتخرجوا وأنا مش عايز حد يدخلى تانى بأكل ولا شرب وسبونى لحالى لو سمحتم، أنا مش ناقص ذنوب .


ثم شرد فى دلال وملامحها التى حفظها عن ظهر قلب مع أنه لم يطلق عينيه عليها إلا مرة واحدة.


كما جاء فى الحديث( النظرة الأولى لك والثانية عليك ) .

ثم أخفض بصره ولكن ظل تفاصيل وجهها فى مخيلته .


 ثم وجد نفسه يبتسم عندما تذكر رجاءها فى أن يدعو لها .


فتمتم بالدعاء تحرك به صدره ولمعت به عينيه بالدموع: اللهم أسدل عليها بخيرك وسترك وطهر قلبها وحصنها من شياطين الإنس والجن، ولا يدخل الحب قلبها إلا بالحلال .


وبينما هو يدعو إذ بـ أشجان تدفع أختها للخروج عنوة قائلة: يلا يا أختى مستنية ايه، على بيتكم يلا.


عشان لو المحروس شفيق جه وعرف من أمه اللى عملتيه هيطين عشتك وعشتنا معاكِ، ربنا يسترها أنا مش ناقصة مبقاش فى جتتى حتة سليمة .


أسماء بغل: عشان هبلة، ايه مسكتك على الهم ده، اتطلقى منه وخدى سيد سيده .


ضحكت  أشجان ضحكة حزينة بتهكم قائلة: سيد سيده، فين ده؟


ده الراجل المصرى عندنا والشرقى عموما يكون مطلق ولا أرمل وإيه كمان عجوز كهنة يا أختى ولما يعوز يجوز يدور على بنت بنوت صغيرة عشان تجدد شبابه.


وكأن المطلقة عندها جرب محدش يقرب منها لكن هو عادى يعنى ما بداله مجتمع ظالم ، ده غير الأهل مهما حصل يقولوا ملكيش غير بيتك وعشان عيالك إستحملى .


فروحى يا بنتى وسبينى فى الجـ.حيم اللى أنا عايشة فيه .


أسماء بنظرة تحدى: بس أنا بعون الله اللى هخلصك من الجحيم ده لما أدخل البيت ده وأنا مرات أحمد .


عصفت الغيرة الهوجاء بقلب أشجان التى يميل قلبها إلى أحمد رغما عنها ورغم علمها أن هذا يعد خيانة وخطأ فادح ولكن سيطر الشيطان على عقلها فقالت بهدر: 


_بت أنتِ سيبك من أحمد خالص ده طيب ومش قدك، وكمان مش عارفة عايزة تدخلى إزاى جهنم برجليكِ، انفدى برجلك يا حبيبتي .


أسماء بتصميم: ملكيش دعوة أنتِ ويلا سلام قبل ما تفوق ام أربعة وأربعين من الصدمة.


ولكن عندما اتجهت لفتح الباب وجدت شفيق أمامها، فوضعت أشجان يديها على رأسها تخوفا من غضبه ثم التفتت عندما سمعت عويل زينب ودموعها التى لا تتوقف وهى تشير إلى أسماء قائلة:


_ يرضيك يا شفيق يا ابنى أمك تضرب بالجزمة على دماغها من حتة بت عيلة زى أسماء بنت عمك سليمان .


فتقاذفت الحمم البركانية من عين شفيق وهدر بصوت عالى كاد أن يتشقق على أثره جدارن المنزل: 

_ايه ليه وإزاى ده حصل ؟


ده هيكون أخر يوم فى عمرها، فأسرعت أنهار على صوته الغادر وايضا أشجان وحالت بينه وبين أختها قائلة بتوسل:


_ أعمل يرضيك فيه أنا يا شفيق لكن أختى لا، كما توسلت له أنهار، معلش يا اخويا عيلة مش فاهمة وأنا هبوس على رأس الحجة وأراضيها .


ولكن شفيق لم يستمع إلى صوت ورجائهم ودفع بيديه أشجان وأنهار رغما عنهم ووقف أمام تلك التى ترتجف وحدق بها للحظات فاندهش لحُسنها وبياض بشرتها ثم مرر عينيه على جسدها الممشوق فتعجب وتسائل متى كبرت تلك الطفلة التى كانت تلهو بالأمس فى الطرقات .


فضيق عينيه محدقا بها بإعجاب وأخرجه من شروده صوت والدته:


_ ها هتجيب إزاى تار أمك من البت دى يا شفيق.


فلمعت عين شفيق بالمكر وسوس له شيطانه وألقى السم فى أذنيه ليطالعها بإشتهاء: 

_قريب اوى هتعرفى إزاى يا حجة.


شعرت أسماء بالذعر من كلماته ونظراته إليها التى لم تطمئنها، لذا أسرعت بالركض إلى منزلها .


فالتفت شفيق إلى أشجان وأفرغ شحنة غضبه بها وجذبها من شعرها حتى دفعها أمام قدم أمه وخلع حذائه وقال بغضب: 


خدى تارك مؤقتا من البت دى يا حجة واضـ.ربيها لحد  ما أجبلك بتارك من أختها .


فأخذت زينب تضـ.رب أشجان على رأسها حتى انفـ.جرت الدٖماء من رأسها، واغشى عليها فصرخت أنهار .


 وأسرعت لأختها فكاد قلبها أن يتوقف فأطلقت صرخة مدوية:


_ اه يا ظالمة منكم لله، أختى هتروح منى يا عالم  

فوضع شفيق يده على فمها حتى لا يفتضح أمره.


، ولكن ولج إليهم شاهين فى تلك اللحظة فاستنجدت به ليتقذ أشجان: 

_ألحقنى يا شاهين أمك وأخوك ضربوا أشجان وسيحوا دٖمها.


_أبوس إيدك يا اخويا ايدك معايا ناخدها لأقرب مستشفى قبل ما تروح فيها .


فنظر شاهين إلى شفيق ووالدته نظرة عتاب طويلة ولكن كعادته سلبى لم يتحدث وحمل أشجان وذهب مسرعا بها إلى المستشفى .

.....

كان حمدى غارقا فى أحلامه مع شمس التى كانت بمثابة النور الذى أضاء حياته المظلمة .


فمنذ أن سكنت بتلك الشقة وأصبح يتردد عليها كثيرا بصحبة تلك الجارة الطيبة، كان يشعر بدقات قلبه الهادرة وهو ينظر إليها، فيلمع وميض الحب فى عينيه الذى لأول مرة يشعر به ويتخلل لقلبه السعادة التى حرم منها على يد زينب .


وكانت فوزية تلاحظ تلك النظرات ولكنها كانت محتارة، هل تدعهم فى شأنهم ام تتدخل حتى لا يتبع تلك النظرات فعل محرم .


لذا أرادت أن تختبره إذا كان يحبها حقا ام مجرد إعجاب ورغبة. 


فحدثته: بقولك ايه يا ابنى، عايزاك كده فى موضوع مهم، نتكلم فيه لوحدنا.


تلون وجه شمس من الحرج وفطنت انها يجب عليها أن تتركهم بمفردهم لتتيح لهم الحديث، فوقفت قائلة:

_ طيب أنا هروح أعمل ليكم الشاى .


تتبعتها عين حمدى حتى غابت والجارة تبتسم بمكر ثم قالت: 

_حلوة شمس مش كده ..؟


فردد حمدى دون انتباه: هى حلوة بعقل، دى قمر .


فوزية بمكر: ايوه قمر ١٤ وعشان كده عيون شباب الحتة عليها، ده حتى جات ام اسماعيل وسئلتنى عليها، فقولتلها دى قريبتى.

ففتحتنى فى موضوع كده .


تجهم وجه حمدى وعقد حاجبيه وقال غاضبا: سئلتك عليها ليه..؟


وايه الموضوع اللى كلمتك فيه..؟

ففـ.جرت فوزية القـ.نبلة لكى ترى أثر ذلك على وجهه:


_ قالت عايزة تاخدها لابنها ابراهيم وقالت إنه جاهز من مجاميعه، فأنا قولتلها هشاور أهلها واسئلها وأرد عليكِ.


ظهرت ملامح الغضب على وجه حمدى وقبض على يديه بقوة قائلا:

_ ايه الكلام الفارغ ده، ده يستحيل يحصل .


فاستطردت بمزيد من الضغط على أعصابه:

_ ليه يا ابنى مهى شابة ومن حقها تجوز برده، وأنا بقول اسئلها الأول يمكن يكون ليها رأى تانى .


توتر حمدى وقام يهدر بعلو صوته: شمس، أنتِ يا شمس .


استجابت  شمس لندائه على وجه السرعة ووقفت أمامه تطالعه بحيرة قائلة:

_ خير يا حمدى ..؟


بغضب جامح اعتل وجهه وظهر على صوته: أنتِ فى بينك وبين ابراهيم ده حاجة عشان عايز يتقدملك..؟


دب الخوف فى قلبها لأسلوبه الحاد الذى يحدثها به لأول مرة حتى إنها ارتبكت وفركت فى أصابعها وقالت:

_ أنا معرفش حد بالإسم ده أصلا، ومين قال انى بفكر فى موضوع الجواز .

أنا مش عايزة اتجوز.


هدىء حمدى قليلا ولكن تعجب من رفضها للزواج فقال: 


_يعنى ايه مش عايزة تجوزى، هتعيشى مترهبنة ولا ايه ..!


طالعته شمس بحزن وسحابة كريستالية ظهرت فى عينيها قائلة: 

_ايوه مش عايزة أتجوز،بس أنت لو زهقت من مسئوليتى وتعبت يبقى خلاص موافقة .


قالت كلمتها تلك ثم انهمرت دموعها وأسرعت تهرب للداخل .


فزفر حمدى بضيق ولم يدرك سبب دموعها تلك وكيف تجرؤ على قولها إنه قد مل او كَل منها.


كيف هذا وهو الذى لا يستطيع أن يبدء يومه الا برؤيتها أولا وكأنها تشحذ طاقته لكى   يستمر.


وهنا ابتسمت فوزية بمكر ثم قذفت فى وجهه كلماتها الأخيرة ليخرج ما فى جوفه فقالت: 

_البت دى شكلها حطه عينيها على حد معين .


لم يتحمل حمدى ما قالته فأصبح كالبـ.ركان الثائر الذى على وشك الإنفجـ.ار، فقال بحنق: قصدك ايه ويطلع مين ده؟


عشان أروح أقتـ.لـه واقتلـ.ها معاه .


فضحكت فوزية واسترسلت بسخرية: هتـ.قتل نفسك يا حمدى ..!!


اتسعت عين حمدى وقال بصدمة: أنا..!!


ثم تلون وجهه بحمرة الخجل واتسعت ابتسامته ولكن سرعان ما عبس وضيق حاجبيه وقال: 


_بس إزاى وأنتِ عارفة انى مجوز وعندى تلت عيال .

_ومش مجوز اى واحدة دى بت الراجل اللى خيره مغرقنى .


ولو عملتها ابقى بخون العيش والملح .

وكمان صراحة زينب شرانية اوى يا خالة وأخاف منها على شمس لو عرفت .


ثم وضع يده على رأسه وقال: مش عارف أعمل ايه..؟

بس أنا فعلا ...يعنى ثم صمت .


فسارعت فوزية وقالت: بتحبها وعايزها وهى كمان عايزاك وواضح من عينيها وكلامها عنك اللى مش بينتهى .


فرفع رأسه حمدى وابتسم ولكن تنهد بغصة مريرة وتسائل: 

طيب والحل ..؟


هفضل فى النار اللى جوايا دى كتير ولا هستنى لما يجى حد يخدها منى .


حزنت فوزية  على هذا الرجل الشهم الكريم الخلوق، لذا حاولت أن تهدء من روعه قليلا قائلة: 


_لا يا ابنى متحملش نفسك فوق طاقتها وإن كان على مراتك فمش لازم تعرف.


_ أنت هتجوز شمس من غير ما حد يعرف غير كام واحد بس من أهل الحتة عشان برده يكون إشهار وهما ميعرفوش مراتك عشان يبلغوها .


_كل اللى عليك بس تفتحها فى الموضوع وتشوف رئيها والباقى سهل .


لمعت الفرحة فى عين حمدى وتسللت الفرحة إلى قلبه الحزين ولكن ماذا بعد ..؟

.......

جاء الليل محملا بالهموم وحاولت دلال التنفس بأخذ كمية من الهواء لعلها تطفىء تلك النار التى تشتعل بجوفها وهى ترتدى بدلة الرقص مرة أخرى .


ورغم ذلك وجدت نفسها تبتسم عندما تذكرت أحمد 


_يخربيت حلاوتك يا جدع حتى وأنت مكشر قمر قمر .


 امال لما تضحك بيكون شكلك ايه ، أكيد بتخطف القلب والعقل .


ياااه لو كان الحال غير الحال، وشوفت مولانا القمر ده .

كنت رميت نفسى تحت رجله وقولتله علمنى أنا مستعدة لكل حاجة المهم أكون جمبك .


ثم عادت للعبوس عندما أدركت حقيقتها فهمست بغصة مريرة: 


_يعنى هو شافنى بفستان ضيق وقصير شوية وكانت عينيه عاملة زى الجمر وكنت حاسه إنه لولا الجبس اللى فى ايده ورجله كان زمانه قام قتـ.لنى .


امال لما يشوفنى ببدلة الرقص يعمل ايه ..؟


اه منك يا جدع.

يارتنى ما كنت شوفتك وكان كفاية عليه الهم اللى أنا فيه ده .


لتجد طرقا على الباب فزفرت بضيق وكأن  الهواء الخارج من جوفها كالنار الملتهبة التى من شأنها تحرق كل ما يقابلها .


فولج متولى يناظرها بإعجاب وعين متسعة تطالع برغبة كل إنش فى جسدها .


متولى: ايه الجمال والدلال ده يا دولى، أنتِ هتتعبى الناس النهاردة .


بس  أنا عايزك تنشنى على واحد فيهم اكتر حاجة، رغم إن اللى عندنا كله مهم بس الراجل ده غير .

تعرفى مين ..؟


فحركت دلال أنفها لأعلى بنفور وكأنها تقول: 


_مبهمنيش كلهم دياب عايزين يفتر.سونى، كلهم واحد .


فتابع بجدية: ده اللى مدير مكتب السفير فى ألمانيا .


يعنى باشا باشا ، يعنى عنده فلوس زى الرز .


يعنى اه لو لعبت معاك يا زهر والباشا شاور ليكِ، تبقى طاقة القدر اتفتحت لينا يا دولى .


ومتخافيش منه لأن راجل كبارة وأكيد الصحة يعنى مش هى معاه .


 طالعته دلال بغل وهدرت فى وجهه:

_ أنت ايه شيطان يا اخى، قولتلك أنا بعمل شغلى وبس مش عايزة أبيع نفسى لكل واحد شوية .


ثم انهمرت فى البكاء وتابعت بنحيب:

_حرام عليك يا اخى، أنت ايه معندكش قلب .


فأجاب متولى بتهكم: لا شيلته من زمان عشان مش شغال معايا وحطيت مكانه جزمتى عشان تدوس بيها على الفلوس، اللى من غيرها الإنسان يداس عليه بجزمته .


فوقى يا دولى وبطلى كلامك الماسخ الملهوش فايدة .


وعيشى حياتك بالطول والعرض واعملى اللى أنتِ عايزاه لغاية ما توصلى وابقى بس ساعتها افتكرينى وخلينى أنول من الحب جانب .


لم تتقبل دلال  مبرارته بل قذفته بلسانها الحاد:

_أنت حيوان ولولا أمى أنا كان عندى أبيع مناديل فى الشارع أحسن من الأرف اللى انا عايشة فيه ده .


 لم يبالى متولى بما تفوهت به بل ضحك وغمزها:

_ كله إسمه بيع وأنتِ بتبيعى المزاج والحب .


ويلا بقا عشان منتأخرش على الناس وخصوصا الباشا توفيق المنياوى .


فخرجت دلال رغما عنها لتؤدى رقصتها وكانت هناك عين تترصد كل حركاتها بدقة حتى إنها ارتبكت وتوترت ولم تستطع  تواصل الرقص فتوقفت من شدة الذعر والخوف.

ثم أسرعت راكضة للداخل...

يتبع ...

يا ترى ليه حصل ايه ؟

وزينب هتعرف ازاى وهتعمل ايه ؟


يارب تكون عجبتكم الحلقة  وأشوف تفاعل حلو ويزيد العدد حبتين تلاتة 

نختم بدعاء جميل ❤️ 

‏"رضيت بقضائك وقدرك يا الله كن لي خير وكيل، وأحسن أمري فإنّي لا أحسن التدبير🤍."


ام فاطمة ❤️ روايات شيماء سعيد


#دلال_والشيخ 

الحلقة السابعة 

..............

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️ 

دعها تأتى كما يشاء الله  وإن لم ترى الخير فيها،فسبحانه وتعالى له حكمة فى ذلك.

فكن على يقين إنه خير لك وسلم أمرك لله وأعلم إن أمره كله خير وسيدهشك بعطائه .

......

كان جميع الحضور فى ذاك الملهى الليلى ينتظرون بشوق فقرة دلال لأداء رقصتها على ضوء تلك الأغاني الصاخبة وتلك الأنوار  الخافتة.

 والتفوا حول عدة طولات مليئة بالخمـ.ور تقدمها فتيات يتمالين بأجسادهن، طمعا فى الكثير من المال..

إنها لحياة قذرة بحق بكل ما تحمله من  المعنى.


خرجت دلال فأشار لها متولى على توفيق المنياوى، فارتجفت من هيئتة التى تبث الرعب فى النفوس، فقد كان طويلا وعريض المنكبين، أسمر البشرة، أصلع الرأس.

فهمست بخوف:

_منك لله يا متولى هو ده اللي صحته على قده..!!


 هو اه شكله كبير فى السن بس ده لو فتح بوقه بس يكُلنى .


استرها يارب، ده أنا غلبانة والراجل شكله مفترى.


ثم حاولت التماسك قليلا لتؤدى عرضها اليومى ولكن ظل التوتر حليفها، فكلما تلاقت أعينها به، وجدته يحدقها بعينيه الغائرتين .


وفى أحد أركان الملهى الليلي تصادف وجود شفيق مع أحد أصدقائه"شادى" .

أقبل  شفيق على الخمر بكثرة مبالغ فيها .


فنهره شادى: كفاية كده يا معلم، أنت كده مش هتقدر تروح وهتقع من طولك .


شفيق بتلعثم: سبنى يا أخى أفك عن نفسى وانسى الدنيا ثم أخذ يطالع دلال بنظرة شغف ورغبة ولم يشعر بذاته بعد أن أثر الخمر على عقله، فسار إليها وحاوط خصرها بيديه قائلا: 


_كفاية كده دوختينى معاكِ، وتعالى معايا عايزك فى كلمتين .


_فصـ.رخت دلال وحاولت التخلص من حصار يده ولكنها لم تفلح لقوة بنيته .

وانهالت عليه بالسباب والشتائم:

_ابعد عنى يا ساافل، ثم أخذت تدور بعينيها حول المكان لتسغيث بمتولى ولكنها لم تراه، فتجمعت الدموع بعينيها وحاولت دفع شفيق بكل قوتها ولكنه شدد من حصارها قائلا: 


_لا أنا مش هسيبك غير لما اخدك معايا يا قمر أنتِ .


فصـ.رخت دلال: ابعد عنى يا حيوان، فين الزفت الأمن اللى هنا .


للتفاجىء بذلك الرجل المخيف أمامها وقد سدد ضربة قوية إلى عين شفيق، فصــ.رخ على إثرها وابتعد عن دلال .


فنظرت دلال إلى ذلك الرجل ببعض الإمتنان الذى يساوره القلق مما سوف يحدث حتى وجدته يقول: إدخلى جوه وأنا هحصلك مع متولى.


فصاحت دلال بغضب: تدخل فين يا اخينا، يعنى انت تخلصنى من واحد، عشان تاخد مكانه، لا كتر خيرك .


وعندما حاولت الالتفات لتغادر أمسك معصمها بقوة ألمتها قائلا: أنا مفيش وحدة تعلى صوتها عليه، أنتِ فاهمة..!


إحتل الذعر قلب دلال وهمست: أعمل إيه يا ربى، ده راجل عامل زى هركليز يعنى البرشام مش هياثر فيه .


ثم تركها لتسرع إلى غرفتها، أما شادى فأسرع إلى شفيق ليحمله عائدا به نحو منزله .


حيث كانت تنتظره زينب بفارغ الصبر لتخبره أن زوجته قد أخذها شاهين من المستشفى إلى بيت أبيها ويجب عليه أن يحدثها للعودة بمفردها وان لم ترضخ لطلبه يهددها بالزواج عليها .

وتذكره أيضا بوعده من الثٖأر من تلك اللئيمة أسماء التى تطاولت عليها .


 ولكن كل ذلك تطاير فى الهواء عندما وجدته يدخل مترنح إلى باحة المنزل  مستندا على شادى .


واحدى عينيه مغطاة بشاشة طبية، ففزعت وأسرعت إليه بأقدام واهية حتى وصلت إليه وقالت بلهفة: ايه حصلك يا ضنايا ..؟


فطمئنها شادى: مفيش يا حجة، هو بس تقل فى الشرب حبتين فمشفش قدامه وراح مخبوط فى الحيط.


 فوديته على  صيدلية  يسعفوه، حاجة بسيطة يعنى متقلقيش .


فزفرت زينب بضيق: يخربيت المدعوق اللى بتشربوه ده، ربنا يهديك يا شفيق .


شادى: طيب معلش ساعديه يوصل على سريره عشان يستريح، عشان أنا أتأخرت اوى على البيت وزمان مراتى محضرالى محضر .


فضحكت زينب قائلة بخشونة: ما تسترجل يا ابنى، محضر ايه، اللى مش عاجبها حال جوزها الباب عندها يفوت جمل.

 

 استنكر شادى قولها: 

_ وألاقى غيرها فين بس يا حجة .


 أجابت زينب: البنات على أفه من يشيل .


شادى: هما كتير اه لكى دلوقتى اللى تصون وتستحمل وترضى قليل جدا وصراحة مراتى رغم كل الأرف اللى بعمله ده مستحملانى وبتربى ولادى أحسن تربية.


ده أنا مديولنها برقبتى وبتمنى فعلا أبطل الهطل ده عشان أقدر أعوضها ولو يوم من اللى تعبتها فيه .


أثارت كلماته غيرة زينب، فهى لم تكن تلك الزوجة فى يوما من الأيام،وكان حمدى كثير الشكوى منها وتحمل معها الكثير .


ولكن سرعات ما عادت لتكبرها وهمست: هو كان يطول يخدنى ..!!


ده جه من الصعيد حافى واحنا اللى خليناه بنى آدم .


 فأنا كنت كتير عليه وللأسف مقدرش قيمتى بعد كل ده واتجوز عليه وكان فكرنى نايمة على ودانى ومعرفش حاجة.


ثم إستأذن شادى، أما هى فحاوطت شفيق بحنو وأخذ يمشى معها حتى أراحته على فراشه فذهب سريعا فى نومٍ عميق.


 فتركته وذهبت إلى حمدى لتتأكد من خلوده اللى النوم لتنفذ ما اتفقت عليه مع شفيق، فقد كانت تنظر تلك اللحظة بفارغ الصبر .


حيث ولجت إليه تتسلل على أطراف أصابعها، حتى وقفت بجانبه تتأمل ملامحه عن قرب وهمست:


_ لسه ملامحك حلوة وبريئة يا حمدى وصدقنى أنا حولت أحبك زمان مقدرتش.


 غصبا عنى كان قلبى مشغول بسليمان ولغاية دلوقتى لما بشوفه بحس قلبى هيتنفض من جوه بس هو لغاية دلوقتى لوح تلج وده اللى معذبنى وعشان كده لازم أنٖتقم منه ومش لاقية قصادى غير بناته، بس برده مهمها أعمل فيهم قلبى لسه قايد نار .


أعمل إيه تانى عشان أبرد النار اللى فى قلبى منه..!


ثم احتدت نظراتها وتابعت: ومش بس هو وأنت كمان لما اهنتنى واتجوزت وحدة من الشارع وخلفت منها أحمد الحيلة.


وعايزه يتعلم  أحسن علام ويبقى دكتور قد الدنيا وفى الأخر كمان  يورث، لا وألف لا ،ده خير أبويا أنا ومن حق ولادى وبس .


لتخلل يدها الأثمة إلى صدر حمدى، فتخرج منه الختم، ثم تقوم بختم أوراق التنازل عن كل ما يملكه لكلا من شفيق وشاهين .


ولكن حمدى شعر به وفتح عينيه ليبحلق بها، مندهشا لجرئتها وكيف وصل بها الحال لأن تسرقه وهو مازال على قيد الحياة، ألا يكفى إنها سرقت حياته وحب عمره .


توترت زينب عندما رأته قد أستيقظ ويطالعها بكل هذا الآسى فى عينيه، ولكنها لم تعبىء واكملت ختم كل الأوراق وجاهد هو بكل استطاعته أن يحرك يده التى أثرت بها الصدمة لكى يثنيها عن هذا.


 حتى شعرت بقبضة يده على يدها،ففزعت وحاولت التملص منه يده ولكنها لم تستطع، لتنظر إليه بحدة قائلة: سيب ايدى .


ففتح حمدى فمه محاولا الصٖراخ وأخذ يصدر همهمات وأصوات غير مفهومة، فخشيت زينب من افتضاح أمرها، فأخذت تحاول مرارا وتكرار نزع يدها منها والتراجع للوراء وهو متمسك بها بشدة،فتحرك جسده مع الجذب حتى سقط على رأسه بقوة، وصدرت منه تأويهة موجعة ولم يتحرك ساكنا بعدها .


ففزعت زينب وانحنت لتحركه حتى يعود لوعيه ولكنها فشلت فضربت على صدرها بصدمة: حمدى ماااات ، أنا قتٖلته.

قٖتلت حمدى .


ثم استطردت بهيسترية:

لااااا ازاى يموت كده بسرعة، قبل ما يتحسر على فلوسه ويتحسر على ابنه لما أطرده فى الشارع.


ايوه يتحسر عليه زى ما أنا بتحسر كل ما بلاقى نظرة حزن فى عينيه عليها بعد اللى عملته فيها عشان حبها .

ايوه حبها هى لكن محبنيش أنا .


 أنا زينب بنت الأكابر...محدش حبنى حتى اللى حبيته من قلبى سليمان محبنيش ، ولا حتى جوزى حبنى وعشت عمرى أتعٖذب بسببهم ، عشان كده لازم أعذٖبهم كلهم .


ثم ألقت عليه نظرة أخيرة قبل أن تتركه وتسرع إلى غرفتها قبل أن يراها أحد.


 وعندما يكتشفون الأمر سيظنوا أن الأمر حدث طبيعيا، بعد أن سقط من على التخت.

  

جلست  زينب على التخت بأنفاس متسارعة ثم  حاوطت الورق بذراعيها لتغلق عينيها ربما ترتاح قليلا لتهاجمها الأحلام فيما حدث فى الماضى .


حين دخل فى قلبها الشك من حمدى الذى كان يخرج مبكرا يوميا واعتقدت فى البداية إنه فى محل العطارة .

 ولكن عندما تكرر خروجه مبكرا على غير عادته، اتصلت بأحد عيونها هناك فأخبرها إنه ليس متواجد .


فحينها أدركت أن هناك أمر ما يخفيه عنها، لذا قالت له:


_ عايزاك من النجمة بكرة تكون واقف فى حتة ميشوفكش فيها المعلم وهو نازل ولما تشوفه تمشى وراه من غير ما يحس وتشوفوا رايح فين وهيقابل مين وهيقعد قد ايه .


جلال: حاضر يا ست زينب، كل اللى تأمرى بيه هعمله .


زينب: تعيش يا جلال 


وفى تلك الليلة  جفاها النوم من التوتر والخوف مما يخفيه حمدى عنها .


أما هو فقد نام تلك الليلة وهو قرير العين سعيد ولما لا وهو سيعقد قرانه على حبيبة القلب والروح شمس.


لينعم بها فى الحلال الطيب.


ليأتى الغد بصدمة لم تكن تتوقعها زينب، فهى توقعت  إنه ربما  يكون على علاقة عابرة سنتهى بإنتهاء رغبته فيها ، لكن أن يستخف بقدرها ويهينها بالزواج من امرأة أخرى فهذا لا تطيقه .


ألقى جلال الصدمة عليها قائلا:المعلم بيكتب كتابه دلوقتى يا ست زينب على وحدة اسمها شمس .


تيبس جسد زينب وارتجفت شفتاها وهى تردد: بتقول ايه يا ولا، المعلم بيجوز عليه أنا..!!


جلال: ايوه للأسف يا ست الستات، الكلام ده قاله واحد من الجيران وهو نازل من عندهم فكلمته بحسن نية وقولت:


_ ايه ده هو أنا وشى حلو كده، كل ما دخل بين أسمع زغاريد .


فضحك وقال اه: عقبالك المعلم حمدى بيكتب كتابه على البت شمس، بس وقع واقف البت حتة مهلبية وصغيرة .


وقفت الكلمات فى جوف زينب من الصدمة وتجهمت ملامحها وأغلقت الخط دون رد، وأخذت تدور حول نفسها مرددة:


_ حمدى يجوز عليه أنا، أنا بنت الراجل اللى عمله قيمة وصيت والخير اللى فيه ده كله بسبب أبويا وأنا.


للدرجاتى طلعت قليل الأصل يا حمدى ومطمرش فيك اللى عملناه معاك تقوم تجوز عليه..!!


طيب حتى لو أنت قليل الأصل مفكرتش فى عيالك ..!


 ايه الست هانم اللى هتجوزها  قدرت تنسيك عيالك كمان .


لا ومش بعيد كمان تجبلك عيل ويورث ويقاسم خير أبويا مع عيالى.


ثم تداركت ذلك كله ووقفت بشموخ وقالت بصوت يشبه فحيح افعى:

_لا ده لا يمكن يحصل أبدا، على جثتى .


ثم تسائلت بحيرة:

_طيب هتعملى ايه يا زينب، تروحى تفضحيه هناك وتجيبها من شعرها وتخليه يطلقها غصبا عنه ..؟

ولا اعمل ايه ..؟

........

علم سفيان بما حدث لأخته أشجان فتألم قلبه من أجلها وود ألقن بهذا المدعو رجل " شفيق" درسا لا ينساه وهو لا يمت للرجال بصفة.


فوقف على باب غرفتها واستأذن للدخول ليؤازرها  فأذنت له .


فولج للداخل فوجدها بهيئة مذرية لا تكف عن البكاء حتى احمرت عينيها .


وقد لُف رأسها بشاش طبى ملوث بدمائها ، أما عن وجهها فتلون بالزُرقة، فتمزق قلبه عليها وقبض على يديه بقوة ليسيطر على غضبه ثم حاول الإبتسام رغما عنه واقترب منها وجلس بجانبها على التخت فقالت أشجان بغصة مريرة ودموعها تنسكب على خديها: 


_شوفت اللى عمله فيه شفيق يا سفيان، ده لولا ستر ربنا كنت روحت فيها .


سفيان بحنو: بعد الشر عليكِ يا حبيبتي ثم عناقها وربت على كتفها قائلا: بس هدى نفسك وكفاية عياط ولى عايزاه أنا هعمله .


 ابتعدت أشجان برفق وقالت بتصميم: أطلق يا سفيان.


 أنا خلاص مبقتش عايزاه ، كرهته وبقيت أطيق العما ولا أطيقه هو .


 حاول سفيان التخفيف عنها بعض الشىء قائلا:

_ معلش يا حبيبتي، أنتِ بس بتقولى كده عشان زعلانة منه لكن لما تقعدى معانا كام يوم هتحسى إنه وحشك وعايزة تروحى بيتك وعشان عيالك كمان .


فصاحت أشجان بألم: لا محدش يقولى عشان عيالك.


 عيالى لو اتربوا معاه هيطلعوا مرضى نفسيين، أنا كده بحميهم صدقنى .


سفيان بخزى: لا حول ولا قوة الا بالله، ربنا يهديه .


 فزفرت أشجان بحنق : ربنا ياخده .


 فعاتبها سفيان: عيب يا أشجان ده مهما كان أبو عيالك، عايزة العيال تتيتم، ادعيله بالهداية أحسن .


ثم وقف قائلا: هسيبك تستريحى دلوقتى ومتقلقيش على العيال هيباتوا فى شقتى مع سيف .


أشجان بحرج: مش عايز أتعب شهيرة معايا.


نفى سفيان: تعبك راحة وهى عمتهم وبتحبهم زى سيف واكتر .


أشجان بٱمتنان: ربنا يسعدكم مع بعض .


فاخفض سفيان رأسه قائلا بشجن: ياريت يا أشجان، نفسى احس إنها بتحبنى زى ما بحبها .


اندهشت أشجان: ازاى أنا بشوفها بتتعامل معاك كويس اوى .


 أغمض سفيان عيناه متألما وتابع:

_ مهو ده اللى تعبنى، إنها بتعمل كل حاجة كواجب مش حب .


مش قادرة تنسى أن مرات عمى هى اللى أجبرتها على الجواز وضيعت حلمها أنها تدخل الكلية..


أشجان: ياه لسه فاكرة ويعنى هما اللى دخلوا كليه عملوا ايه، آخرهم اجوزوا وقعدوا فى البيت برده .


بس المهم اتجوزوا مين .! وانت يا اخويا مفيش زيك .


ابتسم سفيان بوهن قائلا: المهم  قلبها يا أشجان نفسى أكسبه ومش عارف أعمل ايه اكتر من اللى بعمله .


فأقترحت عليه أشجان:  لو حبك يا سيدى واقف على الكلية، خليها تدخلها وتحقق حلمها وتستحملها فى المذاكرة من جديد .


ضيق سفيان عينيه ثم لاحت ابتسامة على شفتيه قائلا: 

_طيب أسيبك دلوقتى يا حبيبتي.


ثم قبلها بين عينيها وخرج مغادرا، لتبكى أشجان بمرارة: 


_كان نفسى فى راجل يحبنى ويعاملنى زى سفيان ولا حتى زى شاهين إنما نصيبى جه فى المفترى شفيق ربنا يهده، وللأسف الفراغ اللى عندى خلانى أبص لأحمد قد ايه هو جميل وحنين ومحترم عكس شفيق خالص، يا بخت اللى هتخده .


يا ترى عامل ايه دلوقتى..؟


 أنا هكلم أنهار  تنزل تطمن عليه وكمان عم حمدى عشان عارفة المفترية زينب منها لله، زمانها فى سابع نومة ولا فى دماغها جوزها ولا أحمد اللى بتكرهه وهو مش عارف يا حبة عينى ليه.


عشان مش ابنها بس حتى لو مش ابنها مش بيقولوا الأم اللى ربت مش خلفت لكن نقول إيه قلبها حجر منها لله .


للتصل بالفعل على  أنهار لتجيبها بلهفة: شوشو حبيبتي عاملة ايه دلوقتى؟


أشجان: الحمد لله طول ما أنا بعيدة عن شفيق وأمه .


أنهار: عندك حق هترتاحى منها يومين.


أشجان: والمحروس شفيق زمانه مرجعش البيت لحد دلوقتى ما أنا عارفاه يحب يتسرمح.


اسماء: لا من شوية رجع فعلا بس متبهدل وشوفت زينب بتسنده ودخلت بيه جوه.


أشجان بتهكم: ايوه مهو حبيب أمه، ربنا ياخدهم فى ساعة واحدة .


وقوليلى قبل ما تطلعىى شقتك أطمنتى على أحمد وعمى أكلوا .


نهتها أسماء بقولها: اه يا حونينة، ما تخليكى فى نفسك يا بت ولا لسه برده اللى فى بالك، ارحمى نفسك واتقى الله عشان حرام .


دافعت أشجان عن نفسها: هو شوفتينى عملت حاجة ولا قولت حاجة، ده كله فى القلب وغصب عنى .


المهم بالله عليكِ شوفيهم وطمنينى .


أنهار: حاضر هعشيهم وانزل أشقر عليهم .

.........

وجدت دلال من يطرق الباب عليها فى غرفة الملهى الليلى خلصتها ففزعت لعلمها أنه هو بعد أن أكد اللحاق بها ..


فصمتت ولم تأذن له لعله يظن إنها غادرت فيغادر ولكن وجدته يقتحم الغرفة مع متولى .


فصاحت بهدر: هو فيه إيه .!.


حد يدخل كده هى تكية من غير بواب .


أشار لها متولى: هدى نفسك يا حبيبتي،وبعدين ده البيه الكبير يدخل ويطلع زى ما هو عايز.


فارتسمت ابتسامة تشفى على ثغر المنياوى قائلا: يارب تكونى فهمتى ويلا عشان أنا مش متعود على السهر كده، حضرتى نفسك عشان تيجى معايا .


تيبست قدميها من الخوف فقالت بثبات زائف: أجى معاك فين؟


أنت فكرنى ايه، صحيح أنا رقاصة بس برقص بشرف .


حاول المنياوى كتم ضحكته بصعوبة ونظر إلى متولى.


 فحدقها بغيظ قائلا: شرف ايه يا ام شرف، مش خلاص البيه اللى قبله قطف الوردة والبيه الكبير هيتنازل ويقبل بواحدة زيك .


فزوقى عجلك يا بت من غير كلام،  وروحى يلا مع البيه وإلا أنتِ عارفة ايه اللى هيحصلك أنتِ وأمك .


فاخفضت رأسها بخزى واخرجت زفيرا متألمة، وتمنت لو أن يريحها الله من الدنيا بأسرها حتى تستريح من هذا المستنقع التى تعيش به.


ولكن ما بيدها وهى عنقها فى يد هذا الظالم متولى .

فأمسكت بحقيبتها وقالت بخفوت: 

_جاهزة .


فحاوطها المنياوى بذراعه وخرج بها متجها إلى سيارته واجلسها بجانبه وقاد هو السيارة وانطلق بها نحو قصره فى أحد المدن الجديدة، وكلما نظر إليها وجدها تنظر بتيه من النافذة وكأنها فى عالم أخر وعندما حاول أن يلفت انتباها فوضع يده على فخذها قائلا:


_ الجميل سرحان فى ايه ؟

فانتفضت دلال على إثر لمسته له فبكت حتى تعالت شهقاتها، فأشفق عليها المنياوى ووقف بجانب الطريق  وقال: 


_طيب بس بس أهدى وقوليلى مالك .؟


دلال وصدرها يعلو ويهبط من البكاء: 


_ولو قولت هترحمنى وتسبنى فى حالى ولا أكيد عايز تمن اللى دفعته يا بيه .


أدرك المنياوى ما ترمى إليه قائلا: 

_يا بنتى اسمعينى..


تعجبت دلال من تلفظه بتلك الكلمة فرددتها بإندهاش: 

_بنتك.!


المنياوي بحنو: متستغربيش, وعشان تستريحى خالص أنا راجل تعبان ومليش فى الحجات دى.


ثم قال بغصة مريرة: وبسبب كده مراتى طلب الطلاق وفضحتنى وعشان أكذبها وأحسن من صورتى قدام الناس، عملت نفسى واحد مقطع السمكة وديلها وكل يوم مع واحدة وصور.


عشان يصدقوا إنى كويس وراجل .


يعنى متخافيش على نفسك معايا، بس ليه عندك طلب اوعى الكلام اللى بينا يخرج لحد وإلا هوريكِ الوش التانى واوديكِ ورا الشمس .


لم تصدق دلال ما تسمعه أحقا سينجدها الله للمرة الثانية، لنتذكر أحمد فى تلك اللحظة قائلة: 

_بركاتك يا مولانا شكلك دعتلى من قلبك .


لذا صاحت  قائلة بفرحة: سرك فى بير يا باشا والرجولة مواقف صدقنى.


 ومراتك معلش ست ناقصة لو كويسة كانت كتمت سرك وانفصلت بالمعروف .


اومأ المنياوى برأسه: ايوه فعلا ، بس معلش هو أنا جايبك من بيتكم .!!


 ده أنتِ لا مؤاخذة رقاصة يعنى متعودة على الشغل وكل يوم مع واحد فليه حزينة كده ؟


دلال بغصة مريرة: الشغل ده غصبنى عليه متولى.


 وأقسملك يا باشا إنى عايشة بشرفى ولسه بنت بنوت .


إندهش المنياوى: طيب وبعدين لو أنا عشان تعبان لكن أنتِ كل يوم هتلاقى واحد طمعان فيكِ ومش هيأثر فيه الدمعتين دول .


 حركات دلال رأسها : مش عارفه أعمل ايه، ربنا ياخدك يا متولى .


ففكر المنياوى وقال: خلاص أنا عندى فكرة هتخلصك  من الموضوع ده .


وعشان تتنفذ هدفع لمتولى اللى عايزه بشرط ميغصبش عليكِ تروحى مع اى حد .


فأمسكت دلال يده وقبلتها بفرحة قائلة:


_ تعيش وربنا يسترها معاك يا باشا .


المنياوى: ودلوقتى معلش هنروح الفيلا بتاعتى نصور صورتين حلوين مع بعض عشان أنزلهم على الفيس بس متخافيش باحترام يعنى عشان برده مركزى الحساس، بس لزوم الفشخرة قدام صحابى .


فضحكت دلال: 

_بس كده عيونى يا محترم .


فذهبت معه والتقطوا بعض الصور يحاوطها بذراعه .


ثم أخرج لها كارت به أرقامه الخاصة لتحدثه وقت ما تشاء إذا احتاجت إليه .


فشكرته دلال ثم استأذنت لتغادر ولكن المنياوى أصر أن تبيت معه تلك الليلة حتى لا يكتشف أمره متولى .


المنياوى: لو رجعتى على طول متولى هيشك .


فالأحسن تستريحى ساعتين تلاتة وبعدين هوصلك بنفسى .

.......


نزلت أنهار بناءاً على طلب أشجان للإطمئنان على أحمد وعمها .


فطرقت الباب على احمد وكان يتلو كتاب الله بصوت شجى يريح القلوب، فأذن لها أحمد .


فولجت قائلة بابتسامة: صوتك حلو اوى يا أحمد.


 ياريت تجمع ولاد اخواتك وتحفظهم وتاخد عليهم أجر .


أحمد بحبور: ياريت بتمنى بس بإذن الله فى الإجازة عشان يكون قدامى وقت .


أنهار: طيب تحب أجبلك عشا قبل ما اطلع أنام .


احمد : لا شكرا روحى ارتاحى ، أنا بحاول فعلا أساعد نفسى عشان أقدر فى وقت قصير أرجع كليتى .


 فدعت له أنهار: ربنا يوفقك يا دكتور أحمد وتشرفنا يا ابن عمى. 


احمد بإمتنان: امين يارب ، بس ياريت لو سمحتى تطمنينى على بابا عشان فعلا مش قادر أدخله واشوفه بالحالة دى .


أومئت له أنهار: حاضر هروح أطمن عليه واشوفه لو محتاج حاجة وهاجى أطمنك .


شكرها أحمد: متشكر يا بنت عمى، والله أنتِ وأشجان أحن عليه من امى ذات نفسها ربنا يكرمكم يا بنت الأصول .


وعلى ذكر أشجان عاملة ايه دلوقتى ؟


أنهار بحزن: اهى فى بيت بابا بتبكى حظها، ربنا يهديك يا شفيق.


واسيبك أطمن على عمى وارجعلك .


وعندما ذهبت إلى غرفته وطرقت الباب ثم دلفت للداخل فوجدته مسطحا على وجهه فى الارض.


 فذعرت وأطلقت صٖرخة قوية فزع لها كل من فى البيت .


عمى ، عمى ، إلحقنى يا شاهين .


تجمد أحمد فى مكانه عندما استمع لصٖراخ أنهار وشعر أن قلبه يكاد أن يتوقف من الخوف .


فتحامل على نفسه وحاول جاهدا أن يتمسك بأى شىء يساعده على النهوض فى محاولة منه للوقوف على إحدى قدميه السليمة ورفع الأخرى التى به الجبيرة.


أما زينب فقد استمعت إلى صِراخ أنهار فأدركت إنها اكتشفت الأمر.


 فرسمت على وجهها الجمود وأسرعت إلى غرفة شفيق وبللت وجهه ورأسه بالماء من أجل أن يستفيق .


فقام مذعورا قائلا: فيه إيه يا حجة، مش كل شوية تصحينى من النوم كده .


زينب بحدة: معلش يا ابن بطنى عشان بس فيه حاجة كده، لازم توقف فيها .


ظهر على وجه شفيق الفزع عندما تطرقت إليه صوت 

أنهار الصارخ فقال بذعر: حصل ايه ؟


لم يتحرك لزينب جفت وقالت بجمود: متتفجعش كده يا ابنى، بسيطة ابوك ماااات .


يارب تكون الحلقة عجبتكم وبتمنى كالعادة تفاعل اكتر . 

نختم بدعاء جميل ❤️

 "أصلِح لي حالي!

أعِد عليَّ براءة قلبي التي سُلِبَت من مساوئ فِعالي،

الخيرُ منك، والسوءُ صنعتِي أنا.


هذا أنا، طريح العَتَبات، رطبُ الوجنات، عبدُك يا الله!"


ام فاطمة ❤️ روايات شيماء سعيد


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا








تعليقات

التنقل السريع