رواية عشق تحت القيود الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس للكاتبة هاجر عبدالحليم
رواية عشق تحت القيود الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس للكاتبة هاجر عبدالحليم
في قلب الظلام، حيث لا أحد يسمع سوى همسات القلوب، هناك حبٌ يتفجر في الصمت، محكومٌ بالقيود.
عادل، الرجل الذي اختار أن يبني حياته على أساس من العادات، لكنه لا يستطيع الهروب من قلبه الذي ملكته وسام. حبٌ خفي، ينبض بين الجدران، يكتنفه الصمت والسرية، لكنه لا يعرف الخفاء.
بينما يسكن قلبه حبٌ لا يراه أحد، تظل القيود تقيده، تراقب كل خطوة، وكل لحظة، وكل نبضة. هل يمكن لهذا الحب أن يظل في الظلال، أم ستأتي اللحظة التي تكشف فيها كل الأسرار؟
١&٢
كانت وسام مستلقية بجواره، تستمع لصوت أنفاسه المنتظمة، متأملة وجهه الذي بدا مسالمًا لأول مرة منذ زمن. نور الفجر يتسلل بخجل عبر الستائر، يعانق ملامحه التي تحمل تعب الأيام وضغوط الحياة. مدت يدها برفق ولمست وجنته بأطراف أصابعها، وكأنها تخشى أن توقظه. لكنه تحرك ببطء، فتح عينيه ليراها تنظر إليه بعمق.
عادل (بصوت ناعس وابتسامة):
"إيه؟ بتراقبيني وأنا نايم؟"
وسام (بخجل):
"بحاول أفهم... إزاي كل ده اللي بنعيشه حقيقي؟"
عادل (وهو يقترب منها ويمسك يدها):
"وسام، إنتِ أكتر حاجة حقيقية في حياتي. وسط الزيف اللي حواليا، إنتِ الحقيقة الوحيدة اللي متمسك بيها."
وسام (تتردد قليلًا):
"بس ياعادل ... إحنا بنعيش حاجة صعبة، حاجة مش عارفين نهايتها فين. أنا بحبك، بس بخاف من كل اللي حوالينا... بخاف نخسر بعض."
عادل (بحزم):
"مين قال إننا هنخسر بعض؟ ياحبيتي ، طول ما إنتِ جنبي، أنا قادر أواجه أي حاجة. كل حاجة حواليا، العيلة، الشغل، المشاكل... كلها بتختفي لما أكون معاكي."
وسام (وهي تنظر في عينيه):
"وأنا بحس كده برضو، بس... ساعات بحس إننا بنهرب من الواقع، وإن الحب ده مش كفاية."
عادل (يبتسم بحنان):
"إنتِ الحب الوحيد اللي محتاجه. ياروح قلبي ، لما أكون معاكِ، بحس إني حر. بعيد عن كل حاجة بتضغط عليا. في حضنك أنا مش المدير ولا الزوج، أنا بس عادل... اللي بيحبك."
تبتسم وسام، لكنها ما زالت تحمل في عينيها نظرة قلق.
وسام:
"وأنا مش عايزة أكون سبب إنك تخسر كل حاجة. مش عايزة أكون سبب تعبك."
عادل (مقاطعًا، ويمسك وجهها بكلتا يديه):
"إنتِ السبب الوحيد في إن حياتي ليها معنى. إنتِ اللي بتخليني أتحمل كل ده.
ياوسام أنا عشت حياتي كلها أدّي واجبي، ألبّي توقعات الناس، لكن عمري ما كنت سعيد بجد إلا لما عرفتك."
وسام (بدموع تحاول كتمانها):
"وأنا مش هسيبك، بس لازم نبقى أقوى. لازم نكون مستعدين لأي حاجة."
عادل (بصوت مطمئن):
"وأنا مستعد، طول ما إنتِ جنبي. إحنا هنعدي كل حاجة مع بعض."
في تلك اللحظة، كان حديثهما أشبه بعهد صامت، وعد غير منطوق بالبقاء سويًا مهما كانت الظروف. كان عادل يجد في وسام ملاذه من عالم مليء بالضغوط، بينما كانت وسام تجد فيه الأمان الذي افتقدته طويلًا.
رغم الخوف الذي يحيط بهما، كانا يتمسكان بلحظاتهما الصغيرة، تلك التي لا يعرفها أحد سواهما، حيث الكلمات تصبح أضعف من أن تحمل كل ما يشعران به.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
وسام كانت واقفة في المطبخ، تحرك الملعقة في كوب القهوة الذي بدأ يبرد بين يديها. عيناها زائغتان، تفكر في حياتها معه، في اللحظات التي جمعتها بعادل، وفي الحب الذي جعلها تتمسك به رغم كل شيء. فجأة، قاطع أفكارها صوته القادم من غرفة المعيشة. كان يتحدث عبر الهاتف بنبرة دافئة، مختلفة تمامًا.
عادل (من بعيد):
"عارفة يا داليا... إنتِ أهم حد في حياتي. عمري ما هقدر أوفيكِ حقكِ، ولا أقدر أنسى اللي عملتيه عشاني."
وسام تجمدت مكانها، شعرت وكأن قلبها توقف للحظة. الكلمات اخترقت صدرها كسهام، مشاعر الغيرة والخذلان تملكتها. حاولت أن تبتلع الغصة التي في حلقها، لكن إحساس الألم كان أقوى.
أنهى عادل مكالمته ودخل المطبخ مبتسمًا، يبحث عن وسام.
عادل (بحنان):
"وسام، عاملة إيه يا روحي؟ تعالي هنا..."
مد يديه نحوها ليحتضنها، لكنها تراجعت خطوة للخلف، تنظر إليه بنظرة جامدة، تحاول أن تخفي مشاعرها المتلاطمة.
عادل (يستغرب):
"مالك؟ إنتِ كويسة؟"
لم ترد. التفتت بسرعة وخرجت من المطبخ متجهة إلى غرفتها، تحاول أن تهرب من المواجهة.
عادل تبعها بخطوات سريعة، دخل الغرفة وراءها، وعيناه تبحثان عن إجابة في صمتها.
عادل (بحدة):
"في إيه يا وسام؟ أنا حاسس إنك متضايقة. قوليلي إيه اللي مضايقك!"
وسام ظلت صامتة، عيناها زائغتان بعيدًا عنه، لكنها لم تستطع إخفاء دموعها التي بدأت تسيل بصمت.
عادل (بدأ يفقد أعصابه):
"ماينفعش كده، ياوسام ! أنا مش هقدر أستحمل إنك تبعدي عني بالشكل ده. قوليلي إيه اللي حصل!"
مد يديه إليها، أمسك ذراعيها بقوة، نظراته تحمل مزيجًا من الغضب والارتباك.
وسام (بصوت مختنق):
"سيبني يا عادل... سيبني!"
لكنه لم يستطع أن يتوقف. اقترب منها أكثر، عيناه تشتعلان بشعور من التملك والغيرة الممزوجة بالغضب.
عادل (بصوت خافت لكنه حاد):
"إنتِ ليّا، ياوسام محدش يقدر يبعدني عنك، ولا حتى إنتِ. فاهمة؟"
اقترب منها أكثر، يمرر يديه على وجهها بعنف لكنه كان عاجزًا عن كبح مشاعره. دموعها جعلت قلبه ينكسر فجأة، لكنه لم يستطع التراجع. احتضنها بشدة، وكأنه يحاول أن يثبت أنها ما زالت له.
وسام (تبكي):
"عادل... مش كده. أنا تعبت!"
صمت للحظة، ثم رفع وجهها، قبلها على جبهتها بحنان، ثم على شفتيها بقوة، وكأنه يحاول أن يزيل كل الفجوة التي بينهما. رفعها بين ذراعيه ووضعها على السرير برفق، عيناه تحكيان آلاف الكلمات التي لم يستطع نطقها.
كان الألم والخوف والحب يتصارعون داخل كل منهما. لم يكن اللقاء جسديًا فقط، بل كان محاولة يائسة لردم الفجوة التي بدأت تتسع بينهما. كل لمسة كانت تحمل اعتذارًا غير منطوق، وكل همسة كانت تصرخ بأنهما لا يستطيعان التخلي عن بعضهما البعض، مهما كانت الظروف.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
كانت الغرفة ما تزال تحتفظ بدفء لحظاتهم، ولكن وسام شعرت بشيء ثقيل في صدرها، كما لو أن كل شيء قد تغير. بعد أن انتهيا من لحظاتهما الخاصة، كانت تنفث أنفاسًا متسارعة، مشاعرها متناقضة في تلك اللحظة، شعرت بشيء من الرغبة والاشتياق، ولكنها لم تكن قادرة على التعايش مع الحقيقة التي كانت تحيط بها.
أخذت خطوة بعيدة عن عادل، تحاول الهروب من نفسها. وقف عادل بجانب السرير، يعاتب نفسه في صمت لأنه شعر بالثقل في قلبها، لكنه لم يفهم بعد سبب ابتعادها المفاجئ. حاول أن يمد يده تجاهها، ولكنها رفضت بحركة سريعة.
وسام (بصوت هادئ، وفي عينيها نظرة متألمة):
"بلاش.. خليني لوحدي ارجوك انا مش ههرب منك بس محتاجة وقت لنفسي
لم يكن هناك ما يقوله عادل سوى الصمت، وقد شعر أنه لا يستطيع الدخول إلى عمقها، إلى ما كانت تشعر به. لكنها كانت تحتاج لبعض الوقت، بعض المسافة لتستطيع أن تتنفس، أن تفهم ما يدور داخل قلبها.
وسام قامت ببطء، شعرت بألم في جسدها، وبالرغم من أن رغبتها كانت ما تزال مشتعلة بداخلها، إلا أن هناك شعورًا بالقهر يغمرها. توجهت إلى الحمام بعينيها المرهقتين، وأغلقت الباب خلفها، لتغسل وجهها بالماء البارد، عسى أن يزيل بعضًا من الضغط الذي كانت تشعر به.
تحت دش الماء، تركت نفسها تتنهد. كانت تبحث عن الراحة، عن شيء يمحو عن قلبها هذا الشعور القاسي الذي بدأ يتراكم بداخلها. لكنها عندما نظرت إلى نفسها في المرآة، لم تستطع أن تنكر ما كان يحترق بداخلها.
عينها كانت تركز على انعكاسها في المرآة، كانت تبحث عن إجابة في ملامح وجهها، عن تبرير لهذا الحب الذي تعيشه في الظلام. لم تستطع أن تسيطر على نفسها، وعينيها امتلأت بدموع كانت تحاول كتمانها. كيف يمكنها أن تتقبل أن تكون في هذا الموقف، في علاقة لا تعرف النور، بينما هناك امرأة أخرى، غريمتها، تعيش مع عادل في الضوء؟
وسام (بصوت هادئ، وكأنها تتحدث مع نفسها):
"إزاي قبلت ده؟ إزاي قبلت أعيش في الضلمة دي وأنا عارفة إن في حياة تانية... ف نور... وفي حكايات تانية مع غيري ليه ياوسام رخصتي نفسك بالشكل دا عشان الحب طب ياتري هو بيحبك فعلا؟"
كانت تشعر بالقرف، ليس من جسدها، بل من نفسها. كيف كانت قد قبلت الزواج بهذا الشكل، وكيف استكانت لهذا الوضع الذي يجعلها في الظل بينما غيرها يعيش في النور؟
وسام (وهي تتنهد بصوت مختنق):
"ليه يا وسام؟ ليه قبلت تكوني في مكانة زي دي؟ مش قادرة أصدق إنك عايشة في الخفا وفي الوقت نفسه مستسلمة ليه بكل الضعف دا
شعرت وكأنها تنهار، ولكن الماء الذي ينساب على جسدها كان يخفف بعضًا من ثقلها. لكنها ما زالت عالقة بين الرغبة في حبه وبين الكراهية لواقعها. حاولت أن تجلس على حافة الحمام، عيونها مليئة بالدموع التي لا تستطيع إخفاءها.
وسام (بصوت ضعيف، وكأنها تهمس لنفسها):
"أنا ليه مش قادرة أهرب من إحساس الغيرة والضعف ده؟ ليه طول ما هو معايا، عمري ما هقدر أكون حرة؟"
أخذت نفسًا عميقًا، وأغلقت عينيها لحظة، محاولًة أن تجد إجابة، لكن الإجابة كانت غائبة تمامًا. ثم خرجت من الحمام، تحاول أن تخفي دموعها، وأن تعود إلى عالمها المظلم الذي لا يراه أحد سواها.
وفي الغرفة، وجد عادل ينتظرها بقلق، لم يتحدث، لكنه كان يعرف أن هناك شيئًا قد تغير، وأنها ما زالت تحمل في قلبها أسئلة لا جواب لها.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
كانت الصباحات تملؤها الهدوء، والمطبخ يغمره ضوء الشمس الخفيف الذي يتسلل من النوافذ. كان عادل ووسام يجلسان على الطاولة، يتناولان إفطارهما في صمت، كل واحد منهما يغرق في أفكاره. لكن الصمت الذي كان يملؤه هواء الصباح، بدأ يتكسر فجأة بحديث عادل الذي كان يراقبها بعينين مليئتين بالقلق.
عادل (محاولًا كسر الصمت):
"وسام، في حاجة مش مظبوطة فيكي، مالك؟ مش عارف اللي فيكي .. مش هتقوليني إيه اللي مضايقك؟"
نظرت إليه وسام بعينيها التي لم تخفِ التوتر والضيق، كان هناك شيء ثقيل في قلبها، شيء كانت تحاول كتمانه طوال الفترة الماضية. فجأة، انفجرت فيها كل مشاعرها، وكانت كلماتها تخرج بلا وعي، وكأنها كانت تنتظر الفرصة لتفرغ كل ما في قلبها من غضب وحزن.
وسام (بصوت متصاعد، وكأنها انفجرت):
"إيه اللي مضايقني؟!! إنت مش شايف إزاي إحنا عايشين؟ عايشين في ضلمة، في خيانة، في أكاذيب! ليه أنا هنا؟ ليه حياتي كلها ضاعت؟ وأنا دايمًا عايشة ف صندوق محدش يعرف بوجودي حتي انا توهت من نفسي ، ومراتك عايشة في النور! ليه لازم أكون دايمًا الطرف التاني؟ ليه يا عادل؟"
كانت الكلمات تخرج منها مثل السهام، وكل كلمة كانت تعبيرًا عن معاناة دفينة داخلها. كانت تمسك بذراع الطاولة بعنف، وصوتها يتقطّع بين الكلمات.
وسام (بكلمات ملتهبة):
"أنا عايزة حقي! مش كفاية اللي عشته في السكوت، في الغربة! عايزة حقي في الحب... في الاحترام. في العيشة اللي تليق بيا فين حقي فيك ياعادل فين؟
لكن فجأة، في لحظة من الانفعال، لم تستطع وسام أن تمنع نفسها من اتهامه بكل ما يحترق داخل قلبها. نظرت إليه بغضب شديد، ثم انفجرت فيه مرة أخرى.
وسام (بصوت عالٍ، بالغضب):
"أنت مش راجل، أنت مجرد شخص بيعرف يلبس الأقنعة. مش قادر تحترمني، ولا حتى تحترم نفسك ياعادل عشان فعلا شايفني زوجة ليك كنت هتفتخر بيا وتطلعني لكل الناس عشان تشوفني ومستحمل تعيش مع واحدة رخيصة عشان انت ارخص منها مليون مرة
في تلك اللحظة، فقد عادل السيطرة. شعور من الغضب الشديد اجتاحه، وحركته اللاواعية كانت عنيفة. ضربها بقوة على وجهها، كأنه لم يعد يستطيع تحمل كل ما قيل.
وكانت اللحظة صادمة له ولها على حد سواء. وسام تجمدت في مكانها، والدموع بدأت تتساقط من عينيها دون أن تستطيع إيقافها، بينما عادل نظر إليها بصدمة، قلبه ينفطر على ما فعله.
عادل (بحزن عميق، وهو يقترب منها):
"وسام... أنا... مش قادر أصدق إني عملت كده. أنا... آسف، والله... سامحيني ياوسام انا بعشقك مش بقدر اعيش من غيرك ابدا انتي روحي وكياني كله انا بتتفسك ياوسام اديني بس وقت وانا والله هعرف كل الناس
لكن وسام لم تتحرك، كان قلبها مليئًا بالكرامة الجريحة، وبالرغم من حبه لها، إلا أنها كانت غاضبة من تصرفه بشكل لا يمكن أن تحتمله. تراجعت عنه بسرعة، وأبعدت يديها عنه، ونظرت إليه بعينين مليئتين بالغضب والخذلان.
وسام (بحزم، والدموع تغرق وجهها):
"سيبني... سيبني لو سمحت."
عادل وقف هناك، عاجزًا عن إيجاد الكلمات المناسبة، وكان قلبه ينهار كلما رأى نظرتها الجريحة. حاول أن يقترب منها، أن يعتذر، لكنه كان يعلم أن هناك شيئًا قد تحطم في داخلهما. وفي النهاية، انحنى على الأرض، ومسح دموعه التي بدأ يشعر بها هو الآخر، ثم خرج من البيت دون أن ينطق بكلمة.
وسام ظلّت جالسة على الطاولة، عيونها غارقة في دموعها، قلبها متفجر من الألم. كانت ترى كل شيء أمامها يتداعى. تركت نفسها تبكي بصمت، حيث لم يعد لديها أي جواب سوى ألمها العميق.
عادل غادر، وذهب إلى عمله، تاركًا إياها تتعامل مع مشاعرها المكسورة، محاولًا أن يجد حلاً لما فعله، لكن كان هناك شيء بداخله يقول له إن الحل لن يأتي بسهولة، ولن يمر كل شيء دون عواقب.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في مكتب عادل داخل شركته الكبيرة، كانت الأجواء مليئة بالحركة والنشاط. كان المكتب يعكس شخصيته القوية، مليئًا بالصور الفاخرة والميداليات التي حصل عليها في مجال عمله. كان عادل يجلس وراء مكتبه، يراجع بعض الأوراق والمستندات المهمة. فجأة، دخل سامي، شقيق داليا، الذي يعمل أيضًا في مجال الأعمال، وكان يحمل بين يديه ملفًا يحمل تفاصيل صفقة كبيرة.
سامي دخل المكتب بخطوات ثابتة، وعينيه مليئة بالجدية والاهتمام. اقترب من عادل وجلس على المقعد المقابل له دون أن يقول كلمة واحدة في البداية.
سامي (بعد لحظة من الصمت، بصوت هادئ):
"إيه الأخبار؟ وصلت لمرحلة في المفاوضات؟"
عادل (بحسم، وهو ينظر إلى سامي بنظرة مركّزة):
"ايوة، الصفقة في طريقها للاكتمال، ولكن لازم نكون حذرين في التفاوض مع الطرف الآخر. التفاصيل الصغيرة ممكن تكلفنا كثير."
سامي (مستندًا إلى الملف الذي بين يديه، يرفع حاجبه قليلاً):
"إحنا عارفين إن الصفقة دي هتفتح لينا أبواب جديدة، لكن في الوقت نفسه، لازم نكون جاهزين لأي مفاجآت. الطرف الآخر مش سهل."
عادل نظر إليه بعينيه الثاقبتين، وفكر للحظة قبل أن يجيب.
عادل (بهدوء، وهو يمرر يديه على أوراقه):
"تمام، بس إحنا لازم نكون واقعيين. لازم نضغط في النقاط اللي تهمنا، ونكون جاهزين إذا حاولوا يغيروا شروط الصفقة في اللحظة الأخيرة."
سامي أومأ برأسه موافقًا، ثم أسند نفسه إلى الكرسي وبدأ يتحدث عن بعض التفاصيل التقنية والمالية التي كانت بحاجة للمراجعة.
سامي (بصوت منخفض ولكن حازم):
"أنا متأكد إن في بعض البنود في العقد هتكون نقطة ضغط. لو قدرنا نلعب صح، ممكن نجيب شراكة دائمة بدل صفقة لمرة واحدة."
عادل (مبتسم قليلًا، وهو يلمس بيده طرف ذقنه):
"ده بالضبط اللي كنت بفكر فيه. لو نجحنا في استغلال الفرصة دي صح، نكون حجزنا مكان لينا في السوق لفترة طويلة. أهم شيء إننا نثبت لهم قوتنا ومكانتنا."
الحديث استمر بينهما بحيوية، يتبادلان الأفكار والاقتراحات، حيث كانت الساعات تمر بسرعة في هذا النقاش المثمر. لكن في وسط الحديث، كان عادل يشعر بشيء غريب في قلبه، شيء من الحزن والقلق الذي لم يستطع التخلص منه. فكر للحظة في وسام وكيف كانت الأمور بينهما في الأيام الأخيرة، لكنه حاول أن يبعد تلك الأفكار جانبًا.
سامي لاحظ صمت عادل المؤقت، فرفع نظره إليه بدهشة.
سامي (مستغربًا):
"في حاجة ؟ شكلك مش في المود كده.؟
عادل فاجأه بنظرة سريعة، ثم ابتسم قليلاً وهو يحاول إخفاء ما يشعر به.
عادل (بابتسامة صغيرة، لكن صوته كان متوترًا قليلًا):
"لا، مفيش حاجة. بس ضغط الشغل بيأثر عليا، والأمور مش سهلة في البيت كمان."
سامي أومأ بفهم، لكنه لم يعلق كثيرًا على ذلك، بل عاد إلى التركيز على تفاصيل الصفقة.
سامي (بحزم):
"إذا كنت محتاج أي مساعدة أو رأي في الصفقة، أنا موجود. لازم نكون يد واحدة عشان ننجح."
عادل نظر إليه بتركيز، وابتسم بلطف.
عادل (بإيجابية):
"أنت دايمًا في ظهري. خلينا نخلص الصفقة دي على خير، وبعدين هنشوف باقي الأمور."
استمر الحديث بينهما، وكانت نظرات عادل تركز على الصفقة أكثر من أي شيء آخر، لكنه شعر بأن الأمور مع وسام ستظل تلاحقه، حتى وإن حاول إخفاء ذلك خلف واجهته المهنية القوية.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في مكتب عادل، كان الجو مشحونًا بمزيج من الضغط النفسي والترقب. كان يراقب شاشة الكمبيوتر أمامه، لكنه لم يكن في حالة تركيز تام. عقله كان مشغولًا بشيء آخر... بشخص آخر. كان يفكر في وسام، في الكلمات التي قالها لها، في الضربة التي وجهها إليها، في نظرتها الجريحة التي لن ينساها أبدًا.
كان الهاتف يرن على مكتبه، وعندما نظر إلى الشاشة، وجد اسم داليا يظهر. تأمل لحظة قبل أن يرفع السماعة.
عادل (بصوت هادئ، لكنه مشحون بالحزن):
"أيوة يا داليا، إزيك ياحبيتي طمنيني عليكي
داليا (بصوت ناعم وجذاب، محاولة أن تكون حنونة):
"أهلاً يا عادل، إزيك؟ وحشتني والله. كنت عاوزة أتأكد إنك بخير، مفيش حاجة تانية اي اخبار الشغل؟
عادل شعر بشيء غريب يتسرب إلى قلبه، كان يحبها لكن قلبه كان مشغولًا بشيء آخر، بشخص آخر. لكنه حاول أن يبقي الحوار طبيعيًا، وأن يخفي مشاعره التي كانت تتلاعب به.
عادل (محاولًا أن يكون لطيفًا):
"أنا بخير، الحمد لله. الشغل مش سايبني في حالي، لكن كل شيء ماشي.
داليا (بتغنج، وكأنها تحاول أن تثير اهتمامه):
"بس كنت عاوزة أعرف لو في فرصة إنك تيجي النهاردة؟ عندي حاجة مهمة عايزة أتكلم فيها معاك. حاجة بخصوصنا."
سكت عادل للحظة، وعقله كان في حالة من الصراع الداخلي. كان قلبه يميل للذهاب إليها، لكنه كان يعلم أنه يجب أن يعتذر لوسام أولًا. كان عليه أن يواجه خطأه، لكن كيف سيواجهه؟ كان يعلم أنه لا يستطيع أن يخبر داليا الحقيقة.
عادل (بتردد، وهو يحاول إخفاء التوتر):
"أنا... مش هقدر النهاردة يا داليا. عندي شغل مهم لازم أخلصه ومينفعش فيه اي تاجيل
داليا (بصوت غاضب قليلًا، لكنها تحاول أن تكون لبقة):
" خلاص بقى، هتفضل تتهرب مني كتير انا مراتك وليا حق عليك انا بشحت منك الوقت بالعافية لو انا مش كفايا اتجوزتني ليه؟
كلماتها كانت قاسية أكثر مما توقع، وسرعان ما اجتاحت قلبه موجة من الغضب الداخلي. كان يشعر بأنها لا تفهمه، وأنها لا ترى ما يمر به حقًا. كان في حاجة إلى وسام، كان في حاجة إلى أن يشعر بأنها تفهمه بشكل أفضل. لكنه لم يكن يستطيع قول ذلك الآن.
عادل (بصوت عصبي، يحاول السيطرة على غضبه):
"داليا، أنا مش هقدر دلوقتي. لو عايزة تفضلي متمسكة بالموضوع، اعملي حسابك إني مش جاي. مش كل حاجة هتكون زي ما إنتي عاوزة."
داليا توقفت للحظة، وكأنها شعرت بحجم التوتر في صوته، لكن لم يكن لديها رد على كلمات عادل التي كانت تحمل حدة.
داليا (ببرود، محاولة أن تظهر عدم اهتمام):
"تمام... طالما مش هتقدر، خلينا في شغلك. بس إحنا محتاجين نتكلم قريب."
عادل كان على وشك أن يضع الهاتف، لكنه شعر بشيء بداخله يشتعل. كان يريد أن يهرب، لكن شيئًا ما داخله كان يصر على أن يواجه مشاعره. أغلق الهاتف ووقف، ثم بدأ يتنقل في الغرفة بأقدام ثقيلة، حتى وصل إلى نافذة المكتب، حيث ظل يحدق في الشارع الذي بدا خاليًا من الحركة.
هو كان يعلم أنه لا يستطيع أن يخفي مشاعره تجاه وسام. هي الشخص الوحيد الذي كان يحس به، الشخص الذي يشعره بالراحة والصدق. لكن المشكلة كانت في العائلة، في القيود التي وضعوها عليه، وفي الخوف الذي يملأ قلبه عندما يفكر في ما يمكن أن يحدث إذا عرفوا حقيقة علاقته مع وسام.💔
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في غرفة الجلوس الفاخرة، كانت داليا تجلس على الأريكة، تحدق في هاتفها بتركيز وكأنها تبحث عن شيء ما. أعصابها مشدودة، وأفكارها لا تفارق عادل. رغم أنها تشعر بشيء غريب في تصرفاته، إلا أنها لم تكن مستعدة للاعتراف بأن هناك ما يهدد علاقتها. في هذه اللحظة، دخل سامي إلى الغرفة، يحمل بعض الملفات. لاحظ على الفور انشغالها ووجهها المتجهم.
سامي (بصوت هادئ، ملاحظًا تململها):
مالك ياداليا في اي تاني انتي ع طول كدا دماغك شغالة ارحمي نفسك يابنتي شوية؟
داليا لم ترفع عينيها من الهاتف، لكنها شعرت بحاجة للتحدث. أخيرًا، وضعت الهاتف جانبا وواجهت شقيقها بنظرة حادة، كأنها تحاول تحميله مسؤولية ما يحدث.
داليا (بصوت منخفض، لكن مليء بالغضب):
"أنا مش عارفة عادل إيه اللي جاب ليه التغيير ده. خلاص، مفيش تواصل زي الأول. ولا حتى بيسأل عني. مش فاهمة، حاجة! هو لو مش مهتم بيا، ليه عايزني أكون معاه طيب؟
سامي جلس أمامها، يحاول فهم ما يدور في رأسها. كان يعرف أنها تحب السيطرة على كل شيء حولها، ولكن يبدو أن هذه المرة، حتى هي لم تستطع السيطرة على عادل.
سامي (بتروي، وهو يحاول تهدئتها):
"يمكن يكون مشغول، أو عنده مشاكل في شغله. لازم تفهمي إن مش كل حاجة بتكون زي ما إحنا عايزين ولازم نقدر ظروف بعض ودأ جوزك المفروض تصبري عليه وتكوني معاه وف ضهره؟
داليا انقضت عليه بكلمات قاسية، حتى أنها شعرت أن هذا الحديث يفقدها توازنها. كانت تظن أن كل شيء في حياتها يجب أن يدور حولها، وأن عادل يجب أن يكون تحت سيطرتها تمامًا.
داليا (بلهجة حادة، مرفوعة الصوت قليلاً):
"مشغول؟! ولا خاين ؟ أنا مش مستعدة أكون في علاقة مع شخص مش قادر يشوفني. لو مش قادر يديلي انتباهه زي ما كان قبل كده، يبقى مش مهم يكون في حياتي. أنا مش عايزة حد يبعد عني. لو هو مش قد المسئولية، يبقى مع السلامة!"
سامي شعر بتسارع نبضه، لكنه حاول أن يحافظ على هدوئه. كان يعرف أن داليا تحب التملك والسيطرة، لكن هذه المرة كان الموقف أكبر من ذلك.
سامي (محاولًا أن يكون موجهًا، لكن في نفس الوقت حذرًا):
"إنتِ كده بتضغطي عليه. مفيش حد هيقدر يتحمل ده، مهما كان بيحبك. لازم تبقي هادية وتدي ليه فرصة يعبّر عن نفسه."
داليا نظرت إليه بحقد، ثم أعادت النظر إلى الهاتف كما لو أنها تلاحق كلمات عادل التي لم تأتِ. كانت غاضبة، خائفة، وتشعر بأنها بدأت تفقد السيطرة على شخص كانت تتوقع أن يكون ملكًا لها فقط.
داليا (بتفكير قاسي، لا يبدو عليها الندم):
"لو هو مش قادر يديلي اللي انا عايزاه ، يبقى أنا مش هضيّع وقتي ف شخص مش قادر يكون ليا. عارف يا سامي، أوقات بحس إن عادل بيهتم بيها أكتر مني، وإنه مش شايفني زي الأول. أنا مش هفضل أعيش في التوهة دي
سامي نظر إليها بدهشة، وعينيه مليئة بالقلق، لكنه لم يستطع أن يوقفها.
سامي (بحذر، موجهًا كلامه إلى داليا):
"إنتِ عارفة إنك ممكن تخسري كل حاجة لو فضلت على الوضع ده، صح؟ يعني لو عايزة تفقديه، خليكي كده."
لكن داليا لم تكن مهتمة بكلامه. كانت مشاعرها تتدفق وكأنها لا تعترف بأي حدود أو قيود.
داليا (بتحدٍ، وهي تقف لتبتعد عنه):
"أنا مش هسمح لحد يبقى أقوى مني في حياتي. لو عادل مش هيرجعلي زي الأول، يبقى هو اللي غلطان. مفيش حد يقدر يهرب مني."
سامي كان يحاول أن يفهمها، لكنه شعر بأنها كانت تغرق في طريق مسدود. كان يعلم أن داليا ليست الشخصية التي تتراجع بسهولة، لكنها قد تكون في طريقها لتدمير ما كانت تظن أنه ملكها. كان لديه خوف داخلي من أن الأمور قد تخرج عن السيطرة، لكن في نفس الوقت، لم يستطع فعل شيء لتغيير مسارها.
فقط تركها تبتعد، بينما هو كان متأكدًا أن الأمور بين عادل وداليا قد تتغير إلى الأبد.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في شقة وسام الصغيرة، حيث كان الهدوء يعم المكان، تجلس وسام على الأريكة تتأمل في نفسها وفي ما يحدث حولها. كانت عيونها متعبة، مليئة بالحزن والقلق، لكن داخل قلبها كان هناك شوق دفين لعادل. فجأة، فتحت باب الشقة ورأت عادل يدخل. نظر إليها بنظرات مليئة بالأسف، وكأن قلبه يحترق لما يراه في عينيها.
وقف عادل عند الباب للحظة، كأنه يود أن يقول شيئًا، لكن الكلمات كانت تتعثر في فمه. وسام لم تنطق، فقط أومأت برأسها نحو الأريكة. كان بينهما حاجز غير مرئي، حاجز من الصمت والألم، لكن في الوقت ذاته كان هناك شعور عميق بالاحتياج والتعلق.
عادل (بصوت خافت، وقد اقترب منها قليلاً):
"وسام... أنا مش عارف أبدأ منين. كل لحظة بعيدة عنك بتموتني . كان المفروض أكون هنا من زمان مش اسيبك لوحدك ولدماغك سامحيني مكنش قصدي اضربك ينقطع ايدي قبل تتمد عليكي ياهنا ايامي كلها
وسام نظرت إليه بعيون دامعة، وتنفست بصعوبة. ثم وقفت فجأة، وجاءت إليه بسرعة، ولكن دون أن تلمسه، فقط وقفت أمامه، عيونها تتسائل كيف وصلوا إلى هذه النقطة.
وسام (بصوت هادئ، مليء بالحرقة):
"أنت ليه كل مرة بتبعد عني؟ كل مرة بتحسسني إني مش موجودة في حياتك. حرام عليك ياعادل جالك قلب تمد ايدك عليا ليه مش حاسس بالتضحية اللي عملتها عشانك بس خلاص للصبر حدود وانا مش قادرة
عادل شعر بجدران قلبه تنهار وهو يسمع كلماتها. كان الألم في عينيها يؤلم قلبه أكثر من أي وقت مضى. اقترب منها بحذر، أمسك بيدها برفق، وحاول أن يطمئنها.
عادل (بصوت مملوء بالندم):
"أنا مش بعيد عنك عشان مش بحبك، بالعكس... أنتِ كل حاجة في حياتي. بس في حاجات بتضغط عليا من كل مكان. العيلة، والشغل، والناس... كله مع بعض بيخلي المواقف أصعب. لكن في النهاية، مش هقدر أعيش من غيرك وبجيلك عشان انتي ملجإي الوحيد هيهون عليكي انا وتقسي قلبك عليا انا جاي بقولك حقك عليا تعالي ف حضني بقا
وسام كان قلبها يصرخ، تتمنى أن تسمع منه كلمات أخرى، لكن في ذات الوقت كانت مشاعرها مختلطة بين حب عميق وبين خيبة أمل. مدت يدها إلى صدره، تحاول أن تجد الأمان في حضنه، لكن لم تستطع أن تكبح دموعها.
وسام (بصوت مخنوق، بين البكاء):
"أنا مش قادرة أعيش كده، مش قادرة أكون موجودة في حياتك وأنا مش الأهم. كل ما قرب منك، كل ما حسيت إني بعيدة عنك أكثر. أنت مش شايفني، مش شايف قلبي، مش شايف حبّي ليك مش قادر تضحي وتواجه دايما بتختار معايا اسهل الطرق معايا مش كل مرة تيجي وانا استسلم كدا اسفة ياعادل لو سمحت محتاجة وقت مع نفسي شوية
عادل شعر بألم شديد في قلبه من كلماتها، لكنه لم يتراجع، بل اقترب أكثر منها، وعيناه مليئة بالحب الذي لا يستطيع إخفاءه.
عادل (بصوت حزين، وهمس قريب من أذنها):
"وأنا مش شايفك؟ مش شايف حبك؟ ده أنا محتاجك طول ةلوفت لكن الحياة مش دايمًا بتكون سهلة... بس انا مكدبتش عليكي ياوسام وعرفتك الحقيقة وانتي اللي اخترتي تخوضي معايا التجربة يبقي لازم تكملي الطريق لاخره مهما كان صعب
وسام رفعت رأسها إليه، وحاولت أن تمسح دموعها بيدها، لكن عادل امسك وجهها برفق بين يديه، وأخذ يحدق في عينيها العميقتين.
عادل (بصوت عميق، ويداعب شعرها بلطف):
"وسام، انتِ كل حاجة في حياتي. ما أقدرش أعيش من غيرك. عمري ما كنت هسمح لأي حاجة تفرقنا. بس لما بتعقد الأمور بينا، بنحس إننا مش قادرين نلاقي طريق واضح. ولكن الحقيقة واحدة، احنا الاتنين محتاجين بعض يبقي ليه التعب والوجع
وسام كانت تشعر بشعور غريب بين راحتها وألمها، لكنها في نفس الوقت كانت تشعر بقلبها يفتح له. لم تستطع أن تبتعد عنه، فتقدمت بخطوة نحوه، ودفعت وجهه بيدها كي يقترب أكثر. كانت تشعر بشوق شديد له، وكأن جميع الحواجز بينهما تتلاشى في هذه اللحظة.
وسام (همسات، تعبيرًا عن الحنين):
"أنا مش هقدر أعيش من غيرك، كل لحظة بنبعد فيها عن بعضي بتكون أصعب من الثانية اللي بعدها.عايزة أعيش معاك، ودي أكون في حياتك للأبد بس كل حياتنا مهددة محتاجة منك تكون شجاع عشان خاطري ياعادل
اقترب عادل منها، واحتضنها بشدة، كأن قلبه كان يبحث عن الأمان داخلها. كانت أنفاسهما تتلاحق معًا، وشعر عادل بصدق مشاعرها في هذه اللحظة
عادل (بصوت مليء بالحب والاحتياج):
"وأنا برضه مش هقدر أعيش من غيرك. لو قلتلك إني محتاجك ، ده مش كفاية. بس بحاول أرتب حياتي عشان أكون معاكي في كل حاجة اصبري بس عليا وانا هعوض قلبك عن كل دا سامحيني ياروح قلبي."
همس بكلمات دافئة في أذنها، كان يطلب منها أن تمنحه فرصة جديدة، وأن تكون هي الجزء الأهم في حياته، رغم كل العقبات.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
.داخل صالون التجميل
في الصباح الباكر، كان الصالون يعج بالحياة والضجيج المعتاد. كان الجو مليئًا بالحديث عن الجمال والموضة، بينما كانت وسام منهمكة في عملها. كانت تنقل أناملها بخفة وأناقة على الشعر، بينما كانت تفكر في أشياء أخرى... عادل، والحب المفقود، والمشاعر التي لم تجد لها مكانًا في قلبها.
الزبونة التي كانت تجلس أمامها ابتسمت بخجل عندما نظرت إلى نفسها في المرآة، بينما كانت وسام تضع اللمسات الأخيرة على تسريحتها، نظرت إلى باب الصالون فوجدت شخصًا يدخل. كانت داليا، مديرة البيوتي سنتر، التي دخلت بخطوات واثقة، محاطة بهالة من القوة.
داليا، التي لم تلاحق وسام بنظراتها من قبل، توقفت للحظة، ثم تحركت نحوها بهدوء. كانت عيونها تلمع تحت الضوء الخافت للصالون، وعندما اقتربت من وسام، ابتسمت ابتسامة كأنها تحمل سرا.
داليا (بابتسامة خفيفة):
"شغلك دايمًا مميز يا وسام، ومؤخراً لقيت شغل كتير عندك، دا شيء مفرح بالنسبالي
وسام، التي لم تكن تتوقع هذه الكلمات، ابتسمت ببساطة. كان كلام داليا يبدو طبيعيًا، لكنه في الواقع كان يترك في قلبها تساؤلات. كانت تعلم في أعماقها أن هناك شيء غامض في هذا الحوار، لكن كان من الصعب أن تحدد ماهيته.
وسام (بحذر):
"شكراً يا داليا... بس زي م انتي عارفة، دايماً بحاول أقدم الأفضل هنا."
داليا نطقت كلماتها بطريقة ناعمة، لكن عينيها كانت تحمل شيئًا من المعرفة التي لم تفصح عنها بعد.
داليا (بابتسامة مائلة):
"أنا دايمًا مؤمنة إن كل واحد فينا ليه مكانه الخاص. وانتي تستاهلي مكانك دا
كان هناك صمت بينهما، وتوقف الزمن للحظة. وسام حاولت أن تلتقط ما وراء كلمات داليا، لكن لا شيء كان واضحًا. كانت تلمح شيئًا في عينيها، شيئًا قد يكون أكثر من مجرد مجاملة، لكن كانت تجاهد لفهمه.
الزبونة (تبتسم):
"شكرًا ليكِي الشغل كان ممتاز، وبصراحة كنت متوقعة أقل من كده."
وسام ابتسمت مرة أخرى، محاولة إخفاء الارتباك الذي بدأ يظهر على وجهها. بينما داليا كانت تراقب عن كثب، وبينما كانت وسام تنتهي من عملها مع الزبونة، تساءلت: هل كانت هي مجرد جزء من لعبة أكبر؟
ولكن فجأة، اتصل هاتف وسام، وعندما نظرت إليه، لاحظت أن الشخص الذي يتصل هو عادل. شعرت بشيء من التوتر، لكن قبل أن تتمكن من الرد، اقتربت داليا منها وقالت بهدوء:
داليا (بتأكيد هادئ):
"أنا شايفة كل شيء، وفاهمة اللي بيجرا حواليا
كلمات داليا كانت بمثابة صدمة غير مباشرة، حيث تساءلت وسام: هل كانت تدرك ما يحدث بالفعل؟ ولكن لم تجرؤ على الاستفسار، واكتفت بالصمت، بينما داليا أكملت حديثها بحذر:
داليا (بنبرة غامضة):
"اطمني كله ماشي كويس
ظل الارتباك يسيطر على وسام، وهي لا تعرف إذا ما كانت قد فهمت ما تقصده داليا أم لا. كانت تلك اللحظة مليئة بالكثير من التساؤلات، والجو في الصالون بدا كأنه يحيط بها من كل جهة. وهل ما كانت تشعر به من خوف تجاه الحقيقة سيكون له تأثير؟
بينما كانت داليا تتحرك بعيدًا، تركت وسام تترقب المجهول. هل كانت مجرد مراقبة، أم أن تكون كل شيء سيكون مختلفًا في اللحظة المقبلة؟
التساؤل الذي يظل عالقًا: ماذا تعرف داليا عن وسام؟ وما هي اللعبة التي تلعبها؟
يتبع
رواية عشق تحت القيود الحلقة التانية للكاتبة هاجر عبدالحليم
(الصباح يمر ببطء، والصالون ما زال يعج بالحركة، والجو العام مشحون بالتوتر غير المعلن. وسام تقف أمام المرآة، يداها تتحركان ببطء على تسريحة الزبونة التي كانت أمامها، لكن أفكارها كانت مشغولة بما دار بينها وبين داليا. قلبها ما زال يعتصره القلق، وعقلها لا يتوقف عن التفكير فيما قد يعنيه حديث داليا. بينما الزبونة تغادر، يدخل عادل من الباب فجأة، ويحمل في عينيه نظرة حادة.)
(وسام تنتفض قليلاً عندما يراها عادل، ولكنها تحاول أن تبدو هادئة. نظراته تتنقل بين الزبونة المغادرة وسام التي تواصل عملها، لكن ملامحها تُظهر ارتباكًا ملحوظًا.)
عادل (بصوت منخفض، يقترب منها): "وسام، في إيه؟ مالك وشك متغير في حاجة حصلت ضايقتك؟ انتي ع طول مركزة ف شغلك وبتحبيه اي اللي جد؟
(وسام ترفع عينيها ببطء، تحاول أن تخفي مشاعرها، ولكن عينيها تفضحها. دقات قلبها تتسارع وهي تنظر إلى عادل، بينما يحاول هو قراءة ما وراء ملامحها.)
وسام (بتوتر، محاولة السيطرة على نفسها): "مفيش حاجة، استاذ عادل بعد اذنك ممكن تسييني اركز ف شغلي الغلطة عندنا بفورة ع طول
(لكن عادل يلاحظ انشغالها، وتبدو عليه علامات الشك.)
عادل (بصوت منخفض): "مركزة؟ أو مش مركزة؟ أكيد في حاجة في دماغك في اي ؟
(وسام تحاول أن تبتسم وتبقى هادئة، لكن تعبير وجهها يوحي بأنها تخفي شيئًا. قبل أن تتمكن من الرد، يقترب عادل أكثر، ويظل يراقبها بحذر.)
عادل (بصوت خافت، لكن ثقيل): "وشك مش بيعبر عن إنك مركزة، في حاجة مش تمام جواكي وانا لازم اعرفها ومش هيهمني نظرات اي حد لينا ياوسام
(وسام تشعر بالضغط، تتمنى لو أنها تستطيع الهروب من هذا الموقف، ولكنها تبقى صامتة. عادل يقترب منها أكثر، وكأن هناك شيء غريب في الجو بينهما.)
عادل (بلمسة خفيفة على كتفها): " مفيش حاجة تستدعي الخوف انا معاكي ."
(وسام تأخذ نفسًا عميقًا، وتجد نفسها أمام معركة بين مشاعرها ورغبتها في الحفاظ على سرها. ثم، قبل أن تقول شيئًا، يتردد صوت داليا من بعيد، يدخل من الباب ببطء.)
داليا (بابتسامة هادئة، تنظر إلى عادل): "إيه، إنتو في حديث خاص بينكم وانا معرفوش؟
(عادل يلتفت فجأة إليها، وعينيه تتلاقى بعينيها. هناك شيء في نبرة داليا يوحي بأنها على علم بما يحدث، لكنها تظل هادئة، وكأنها تراقب من بعيد.)
عادل (بابتسامة متكلفة، محاولًا التستر على ارتباكه): "لا، بس وسام كانت متضايقة وملامح وشها مش تمام هي برضه انسانة صادقة وامينة ومعانا سنين كان لازم افهم منها لو محتاجة مساعدة."
(داليا تبتسم ابتسامة باردة، كأنها على علم بكل شيء، لكنها لا تقول شيئًا. تقترب منها وتنظر إلى وسام بعينين تحملان شيئًا من المعرفة.)
داليا (بصوت هادئ، نظرتها مشيرة لوسام): "وسام دايمًا عندها حاجة بتشغل بالها، بس أكيد هتتجاوزها. مش كده يا وسام؟"
(وسام تحاول أن تُظهر أن كل شيء على ما يرام، ولكن مشاعرها المخبأة لا يمكن أن تختفي من وجهها.)
وسام (بتنهدة خفيفة، محاولة أن تبدو طبيعية): "أيوة، كله تمام."
(عادل يراقبها بعينين حادتين، يتأمل كل حركة منها. داليا تقف خلفه، وكأنها تراقب اللحظة عن كثب.)
عادل (بصوت منخفض، موجهًا حديثه إلى وسام): "لو تعبانة تقدري تروحي الشغل مش هيطير واحنا هنتصرف لو فيه اي تاخير انا عارف انه في ناس جاية البيوتي سنتر ليكي وبتطلبك بالاسم قولتي اي؟
(لكن كلمات عادل لا تطمئن وسام، بل تزيد من خوفها. لا تعرف كيف ستواجهه إذا اكتشف الحقيقة، ولا كيف ستتجنب الأسئلة المتزايدة.)
(داليا، التي لم تفقد تركيزها، تراقب المشهد بصمت. ثم، بدون أن تقول شيئًا، تبتسم ابتسامة غامضة وتغادر، تاركة وراءها أجواء مشحونة.)
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
(في صالون التجميل، الجو مشحون بالتوتر. وسام تتنقل بين الزبائن بينما تدور في رأسها أفكار عن عادل وعلاقتهما السرية. تدخل داليا بهدوء إلى الصالون، تعبير وجهها جامد وعينيها تحملان شيئًا من الغموض. كانت تعرف تمامًا كيف تثير القلق في قلب من حولها.)
داليا (بابتسامة مائلة، ولكن عيونها تحمل تهديدًا غير مباشر):
"وسام، كنت عايزة شوية وقت معاكِ، تعالي معايا المكتب دلوقتي."
(وسام تشعر بشيء من الارتباك، لكنها لا تستطيع أن ترفض. عينيها تتنقل بسرعة إلى عادل، الذي كان يراقب المشهد من بعيد، محاولة أن تجد فيه نوعًا من الدعم، لكن عادل يظل صامتًا، عينيه مليئة بالحذر.)
وسام (بصوت منخفض، تحاول أن تخفي قلقها):
استاذ عادل حضرتك قولتلي اني لازم الوقت دا ارتاح من اي ضغط صح
(عادل يرفع حاجبه قليلاً، يبدو وكأنه يفكر في رد، لكنه لا يتدخل. داليا تلتفت إليه بابتسامة هادئة، ولكن نبرتها تُخفي وراءها ما لا يُقال.)
داليا (بنبرة هادئة، لكنها حادة):
"مفيش حاجة، بس كان في ذبونة جاية بتشتكي منك وبتقول انك حرقتي ليها شعرها بسبب الصبغة اللي عملتيها وانا بصراحة دافعت عنك لاني ادرا واحدة بشغلك بس حاليا لازم نظبط كام حاجة مع بعض مش هتاخد وقت طويل يلا بينا
(وسام تتنهد في الداخل، ثم تتابع خطواتها خلف داليا، وتبتلع ريقها في توتر شديد. تشعر بأن شيئًا سيئًا سيحدث، ولكنها لا تستطيع أن ترفض.)
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
(في المكتب، تقفل داليا الباب بهدوء. الجو في الغرفة يصبح مشحونًا، وكأن الساعات تجري ببطء شديد. وسام تقف هناك، تراقب داليا بحذر.)
داليا (تبتسم ابتسامة خفيفة، لكن عيونها تحمل شيئًا من التهديد):
"شغلك في الصالون ممتاز، وكل حاجة ماشية كويس... بس في حاجات تانية مش مفروض تتجاهليها."
(وسام تحاول أن تظهر هادئة، لكن ارتباكها واضح. عيناها تلمعان بالكثير من الأسئلة التي لا تجد جوابًا لها.)
وسام (بتوتر واضح، تخاطب داليا):
"مش فاهمة قصد حضرتك وبعدين ازاي شغلي ف الصالون مفيش فيه غلط وانتي جيباني ع حس شكوة ذبونة
داليا (تقترب قليلاً من وسام، وتحرك يديها في حركة رشيقة، تتوقف أمامها وتنظر إلى عينيها مباشرة):
"أنا شايفة كل حاجة، وعارفة كا حاجة مش عامية ياوسام انا دبة النملة بيكون عندي علم بيها.. وكل شيء بيني وبينكِ مش هينتهي هنا."
(وسام تتنفس بصعوبة، وعقلها يغلي بالتساؤلات. شعرت وكأن الهواء يضيق حولها. داليا تتابع حديثها، لكن نبرتها الآن أكثر حدة.)
داليا (بتهديد مبطن، مع تركيز على كلماتها):
"اللي بيننا مش لعبة، وإنتِ لو
فكرتي في حاجة غلط، هتندمي. فيه ناس عندهم القدرة على جعل الأمور أصعب مما تتخيلي."
(وسام تشعر بأن قلبها يتوقف عن الخفقان. عيونها تتسع بقلق، ولكنها تحاول أن تبقى هادئة قدر المستطاع.)
وسام (بصوت مرتجف قليلًا، تحاول أن تخفي خوفها):
"كلامك غامض اوي لو سمحت عرفيني في اي من غير لف ودوران حضرتك بتتهميني بحاجة؟
داليا (بابتسامة خفيفة، لكن عيونها تحترق بشدة):
"أنا مش هقف قدامك وأشرحلك كل حاجة، . بس لو فكرتي تعملي حاجة مش ع هوايا... هتلاقيني هنا، دايمًا موجودة."
(ثم تلتفت داليا إلى الباب، وتفتحها على مصراعيها وكأنها تشير إلى أن اللقاء انتهى. ولكن قبل أن تخرج، تلتفت إلى عادل الذي دخل للتو.)
داليا (بصوت ناعم، وهي تقترب من عادل):
"أنا محتاجة منك شوية وقت، حبيبي. بعد نص ساعة عايزاك."
(ثم تقترب منه، وتضع يدها على كتفه بطريقة مثيرة، وقبل أن يغادر المكتب، تقبله قبلة قصيرة على خده، وتهامس في أذنه.)
داليا (بهمسات):
"حاجة مهمة.".
(وسام تقف هناك، قلبها يخفق بشدة، تحاول أن تخفي غيرتها التي بدأت تتسرب إلى قلبها. تتابع داليا وهي تبتعد، بينما عادل يظل واقفًا أمامها، ينظر إليها بهدوء.)
وسام (بصوت منخفض، محاولًا كبح الغيرة في قلبها):
حضرتك عايزة مني حاجة
داليا بغموض..تعالي عايزة منك خدمة صغيرة
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
(في مكتب داليا، حيث كانت الأجواء مشحونة. عادل يقف بالقرب من وسام بينما كانت داليا تجلس خلف مكتبها، تتصرف وكأنها تعاني من ألم مفاجئ في قدمها. بدا المشهد مليئًا بالضغوطات النفسية والتوتر بين الجميع.)
داليا (بصوت عالي، تتظاهر بالألم):
"آه! رجلي... مش قادرة أتحمل... وسام! إيه ده؟ أنتي مش حاسة بحاجة؟ ألم جامد زي ده لي مش تاخدي بالك عورتيني براحة ياحبيتي محدش بيجري وراكي رجلي اه يارتني م طلبت منك حاجة ع طول فاشلة كدا
(داليا زحفت على الأرض بطريقة متقلبة، وفجأة دفعت وسام في اتجاهها بقوة، مما جعلها تتراجع عدة خطوات إلى الوراء.)
وسام (مصدومة ومرتبكة، تنظر إلى داليا بحيرة):
"إيه اللي عملتيه دا حضرتك زقتيني ليه؟ انا واخدة بالي كويس ومهما كان غلطي مين ايداكي الحق تزقيني انا مش خدامة عندك تهينيني واسكت
داليا (بصوت حاد، تتظاهر بالعجز):
"أنتي كمان غلطانة وبتردي عليا مش عارفة حاجة عن شغلك؟ ده مش معقول! لازم تهتمي أكثر!" والبيوتي سنتر بتاعي مش مكان للناس اللي زيك يردو ع اسيادهم بالطريقة دي غوري بقا من وشي
(في تلك اللحظة، التي دفعت داليا وسام للمرة الثانية تحرك عادل بسرعة، فامسك بكتف وسام بحركة سريعة قبل أن تقع على الأرض. نظر إلى داليا بغضب، ولم يكن في مزاج لتقبل تصرفها.)
عادل (غاضب، بصوت عالٍ):
"إيه اللي بتعمليه ده؟ مش ممكن! مفيش داعي للتصرفات دي! ، متحاوليش تسيطري على الوضع هنا كمان مش كله بيمشي بالطريقة دي مش كله عرايس تحركيهم زي م انتي عايزة دي بني ادمة حرام عليكي اومي ياوسام
(داليا، رغم كلمات عادل، ابتسمت ابتسامة غامضة، عينيها مليئة بالتحدي والدهاء. توقفت عن التظاهر بالألم، وبدلاً من ذلك اقتربت منه بخطوات هادئة، ولمحت لوسام بنظرة مبطنة.)
داليا (بابتسامة هادئة، وهي تقترب من عادل):
"إيه يا عادل؟ مش شايف إني محتاجة دعم بقولك رجلي واجعاني؟ مش مهمتك إنك تكون جمبي انت بتساعدها هي مش واخد بالك من المي؟
(حركت يدها بالقرب من جسده بحركة غير مباشرة. عادل شعر بشيء غريب في جسده، لكنه حاول أن يظهر تماسكه.)
عادل (يحاول أن يسيطر على نفسه، بصوت منخفض):
"مش ده وقته، في حاجة أكبر من كده لازم نفكر فيها."
(لكن داليا، التي كانت تحاول إظهار قوتها، تجاهلت ما قاله عادل. وفي حركة مفاجئة، احتضنته بكل قوة، جسمها قريب جدًا من جسده. لحظة التلامس جعلت عادل يشعر بهزة عميقة في داخله، ولم يكن يتوقع هذه الحركة.)
وسام (كانت واقفة في الخلف، عينيها مليئة بالغيرة والغضب، تراقب الموقف بصمت. قلبها يخفق بسرعة، وكلما اقتربت داليا من عادل، زاد شعورها بالضغط الداخلي. كانت تحاول إخفاء غيرتها قدر الإمكان):
"إيه اللي بيحصل؟ ليه ده كله قدامي؟"
(لكن قبل أن تتابع وسام تفكيرها، تحرك عادل بعيدًا عن داليا بسرعة، وتوجه نحوها بنظرة حادة.)
عادل (بصوت جاف، محاولًا إخفاء انزعاجه):
"داليا، ده مش مكان مناسب علشان تعملي كده! احترمي نفسك، وكفاية."
(لكن داليا لم ترد على كلامه، بل ابتسمت ابتسامة مليئة بالتحدي، وعينيها تشع منها إشارة إلى أن اللعبة لم تنتهِ بعد.)
داليا (بتحدي، وهي تبتعد عنه):
"تمام... لكن مفيش حاجة تخلص كده بسهولة. عارف كويس إنك مش دايمًا هتقدر تمنعني."
(عادل كان يحاول كبح غضبه، لكن داخليًا كان يعاني من تلك المشاعر المتضاربة. فكر في أن الوقت قد حان للتعامل مع الموقف بشكل حاسم.)
عادل (بغضب مكبوت، يوجه كلامه إلى وسام):
"وسام... روحي بيتك دلوقتي. كفاية اوي اللي حصل المهزلة خلصت
(وسام، التي كانت في حالة من الارتباك التام، نظرت إلى عادل للحظة، غير مصدقة أنها سمعت منه هذه الكلمات. قلبها كان مليئًا بالأسئلة، والقلق كان يزداد في داخلها. لم تستطع أن تخفي مشاعرها بعد كل ما حدث.)
وسام (بصوت مرتعش، محاولة إخفاء ألمها):
"تمام... هروح.
(بينما كانت تسير نحو الباب، شعرت وكأن قلبها على وشك أن ينفجر. نظر عادل إلى داليا، ثم عاد بنظره إلى وسام وهو يشعر بشيء من الندم على تصرفاته.)
داليا (وهي تراقب وسام، ابتسمت ابتسامة غامضة، ثم تحدثت بنبرة هادئة، وكأنها تحاول تحريك المشاعر بين الجميع):
"كان ممكن يكون في حاجة مختلفة لو الأمور كانت ماشية بالطريقة الصحيحة،
(عادل التفت إليها بغضب، لكنه كان يعلم أن اللعبة قد بدأت للتو. كان عليه أن يقرر كيف سيتعامل مع هذا الموقف، الذي أصبح أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.)..
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️،
(داخل بيت وسام، الأضواء خافتة، وصوت الرياح يمر عبر النوافذ. وسام دخلت البيت وهي تكاد تنهار من البكاء، خطواتها متثاقلة، وعينيها مليئة بالدموع التي لم تستطع منعها. أغلقَت الباب خلفها بقوة، وألقت بنفسها على الأريكة، تبكي بحرقة. كان قلبها مليئًا باليأس والمرارة.)
وسام (وهي تتنفس بصعوبة، كلماتها مختنقة بين الدموع):
"كفايا... كفايا اهانات... مش هقدر أستحمل أكتر من كده."
(كانت تحاول أن تقاوم الدموع، لكن الألم كان أقوى من أن تخفيه. نظرت إلى نفسها في المرآة، فشعرت وكأن الصورة التي تراها ليست هي نفسها، كانت امرأة مكسورة، فقدت جزءًا كبيرًا من كرامتها.)
وسام (بصوت مرتعش، تنظر إلى نفسها في المرآة وكأنها تحدق في المجهول):
"حبيته بصدق... كان حلمي... كان كل شيء... لكن هو... مش شايفني غير كأني مجرد لعبة."
(جلست على الأرض، بدأت تجمع كل شيء حولها كأنها تلم شظايا قلبها المكسور. أخذت حافظة نقودها وحقيبتها، وبصعوبة كانت تحاول تنظيم ملابسها. وعينها مليئة بالغضب والتحدي.)
وسام (بصوت عالٍ، وكأنها تحاول أن تعلن قرارها للجميع):
"مش هفضل في علاقة كده... مش هتستمر أبدًا. النهاردة هطلب الطلاق. كفاية."
(ثم، مسحت دموعها عن وجهها وأخذت نفسًا عميقًا، محاولًة أن تبقي نفسها هادئة. كان قلبها ينبض بسرعة، لكنها قررت أن تتخذ هذه الخطوة. كانت تعي تمامًا أن قرارها قد يكون أصعب خطوة في حياتها، لكنها كانت مصممة.)
وسام (وهي تجمع ملابسها وتضعها في حقيبتها، بصوت عازم):
"هخرج من هنا... ولو بكيت، هبكي لوحدي. هخرج وأبدأ من جديد... هعيش ليا أنا."
(بينما كانت تواصل ترتيب حقيبتها، كانت تذكر كل اللحظات التي جمعتها مع عادل، وكل الوعود التي قطعها لها والتي تبين أنها لم تكن إلا مجرد أكاذيب. كانت تلك اللحظات تحمل مرارة جديدة.)
وسام (بتنهد عميق، وهي ترتدي معطفها):
"ما فيش حاجة تقدر توقفني دلوقتي... ده قراري... ده بداية جديدة ليا."..
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
-: في مكتب داليا، بعد خروج وسام.
(الغرفة مظلمة قليلًا، ورائحة السجائر تملأ المكان. عادل يقف بجانب المكتب، محاولًا إخفاء انزعاجه. داليا جالسة على الكرسي الفاخر، تراقب تصرفاته بدقة، وعينيها تلمعان بنظرة ساخرة. هي لا تترك له مجالًا للهروب من الصراع الذي تحاول إشعال نيرانه.)
داليا (بابتسامة مستفزة، وهي ترفع سيجارتها):
"أنا عارفة إنك متضايق، ياحبيبي بس مش فاهمة ليه كل ما تكون حاسس بشيء غلط، دايمًا بتفكر تهرب. هروبك مش هيوصلك لحاجة
(قالتها بنبرة هادئة، لكن هناك تحدي في عينيها، وكأنها تحاول أن تتلاعب به لتكتشف ما يشعر به.)
عادل (غاضبًا، يحاول السيطرة على انفعالاته):
"أنا مش هنا عشان نتناقش في دا، لو. فكرّتي تسيطري على كل حاجة في حياتي؟ لو فاكرة إنك تقدر تجريني زي ما انتي عايزة، إنتِ غلطانة اوي ف دا فوقي بقا من اللي انتي فيه
(تحرك خطوة إلى الوراء، لكنه لم يترك الباب وراءه. كان يحاول أن يظل بعيدًا عن محيطها، لكن داليا لم تكن لتتركه يغادر بهذه السهولة.)
داليا (تنفث دخان السيجارة في الهواء، وتحاول أن تراقب تأثير كلامها عليه):
"إيه دا؟ بتقولي دا زي لو إنت ما تعرفش حاجة عن نفسك؟ إنت مش قادر تعترف إنك ضايع مش قادر تكون قوي قدام شخص زيي؟ مش عاجبك إنك تحت سيطرتي؟"
(ابتسمت ابتسامة ناعمة، ولكن مليئة بالقوة، وكانت قادرة على إرباكه أكثر. فهي تعرف كيف تتلاعب بالكلمات لتأخذه إلى نقطة الضعف.)
عادل (محاولًا إخفاء التوتر، لكنه لا يستطيع كبح الغضب المتراكم):
"إنتِ فاكرة إنك هتقدر تملكي كل شيء حوليا؟ أ
(قالها بعصبية وهو يحاول أن يثبت نفسه أمامها، لكن داليا لم تبدو متأثرة بتصرفاته. هي كانت تستمتع بمراقبته وهو يكبح مشاعره.)
داليا (بابتسامة ساخرة، تقف لتقترب منه تدريجيًا):
"إزاي؟ لما كل حاجة في حياتك بقت ف ايدي؟ لما كل خطوة بتاخدها تكون محسوبة؟ إنت مش قادر تبعد عني، مش قادر ترفضني. وكل ما تحاول، كل ما تبقى ضعيف اكتر
(كانت تقف أمامه الآن، قريبة جدًا منه. كانت عيونها تُرسل إليه رسائل غامضة، وتبتسم بشكل يجعل عادل يزداد توترًا.)
عادل (يحاول تحكيم نفسه، لكن مشاعره تشتعل داخل صدره):
"بلاش تهديدات، أنا مش فاضي لكل القرف دا . وإنتِ مش هتقدر تفرضيني على مزاجك طول الوقت."
(كان يحاول أن يخفف من حدة الموقف، لكنه كان يشعر بالحاجة للتأكيد على أنه ليس تحت سيطرتها.)
داليا (بتحدي، تلمس ذراعه بحركة ناعمة):
"ما تقدرش تقول كده وأنت مش قادر تبعد عني. أقولك إيه؟ هروبك مش هينفعك. إحنا مع بعض، سواء عجبك أو لا."
(حركتها كانت متعمدة، محاولةً أن تثيره أكثر. كانت تضع يديها عليه بشكل لطيف لكنها كانت تستمتع بتوتره.)
عادل (بصوت متحشرج، محاولة لإخفاء غيظه):
"أنتِ مش هتسيطر عليّا، مش هتقدري."
(قالها وهو يبتعد خطوة أخرى، محاولًا أن يحافظ على مسافة بينهما، لكنه شعر بشيء داخل صدره لا يستطيع تفسيره. كان هناك صراع داخلي بين الرغبة في الهروب من سيطرتها وبين الانجذاب إليها.)
داليا (بابتسامة ناعمة، تُطفئ سيجارتها وتقترب منه أكثر):
"دا اللي إنت عايز تصدقه، صح؟ لكن مهما حاولت، أنا عارفة إنك مش هتقدر ترفضني. في النهاية، هتحتاجني أكتر من أي حد تاني."
(كان الجو بينهما مشحونًا بالإثارة والتحدي. داليا كانت تسيطر على الموقف بشكل كامل، أما عادل فكان يحاول أن يظل صامدًا.)
عادل (متنهدًا، يحاول أن يظهر قوته الداخلية):
"لو كنتِ فاكرة إنك هتخليني أستسلم، فأنتِ بتحلمي مش هترتاحي لحد ما تلاقي شخص تاني غيري تفرضي سيطرتك عليه وانا هتخسريني خالص "
(وفي تلك اللحظة، كانت عيونهم مليئة بالصراع الداخلي، وبينما كانت داليا تبتسم، كان عادل يشعر أنه ربما يكون في حرب مع نفسه.)
داليا (بتحدي، بخفوت):
"الوقت هيثبت مين فينا الأقوى، . مهما حاولت، هتضطر تشوف الحقيقة في عينا لوحدي
(ثم، بابتسامة ساخرة، ابتعدت عنه، مما جعله يشعر وكأن شيئًا كبيرًا قد تغير في تلك اللحظة. لكنه لم يعرف كيف يتعامل مع هذا التحدي.)
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
(بعد أن خرجت وسام من المنزل وهي غاضبة، عادل يراقبها من بعيد، شعر بشيء غريب يتسلل إلى قلبه، مزيج من الغضب والتوتر، شعور مفاجئ كأنه فقد شيء ثمين. كان يعلم أن كل شيء قد يتدمر إذا تركها تبتعد بهذا الشكل.)
عادل (ينادي بغضب، وهو يركض نحوها):
"وسام! وسام اقفي عشان خاطري وسام والله م كنت اعرف حاجة وسااااااام
(لكنها لم تتوقف، بل أضافت سرعة إلى خطواتها، وكأنها تهرب من شيء أكبر من مجرد كلمات، تهرب من ألم لا تستطيع تحمله.)
عادل (يصل إليها ويحاول الإمساك بها، صوته صارم):
"وسام، رايحة فين؟! هتسيبي كل حاجة كده؟! مش هقبل ده!" انتي سامعة مين سمحلك تسييي البيت واي الشنطة اللي ف ايدي دي؟ يلة ياحبيتي خلينا نروح ونتكلم بهدوء ف كل اللي انتي عايزاه عشان الناس متتفرجش علينا وصدقيني مش هعدي حركتك دي بالساهل عشان تبقى تسيبي بيت جوزك كويس ياعالم لو مكنتش شوفتك كان اي اللي هيجرا ليكي مين غيري ياوسام؟
(أمسك ذراعها بعنف، كان قلبه يتسارع، وكأن كل جزء في جسده يرفض أن يراها تهرب. كانت نظراته مليئة بالغضب، لكن هناك شيء آخر، كان يريدها أن تتوقف.)
وسام (تلتفت نحوه، دموعها تتناثر على خديها، الغضب في صوتها يختلط بالحزن):
"انت فاكر اي ها ! إنك تسيء ليا وتخلي داليا تهينني كده، وأنا أعيش في الخوف ده؟ إيه اللي فاضل يتعمل ووقف ها اي اللي فاضل خلاص ياعادل انا اللي استاهل انا اللي رخصت نفسي بس الطريق جاب اخره معايا وانت اللي حكمت علينا ب ايدك
(كانت كلماتها تطعن في قلبه، كل واحدة منها كانت تدميه، لكنه كان لا يستطيع إيقاف نفسه. أراد أن يصرخ في وجهها، لكنه كان يعلم أن الغضب ليس هو الحل.)
عادل (بصوت متحشرج، يضغط على ذراعها أكثر):
"وسام، أنا مش هسمحلك تهربي. لازم نتكلم بلاش تفتكري حبي ليكي نقطة ضغف ليا مش هسكت عن كلامك دا كتير
(وسام كانت ترتجف من الغضب والخوف في ذات الوقت، قلبها يتهدم، وكل كلمة كانت تزيد من شعورها بالخذلان.)
وسام (تبتعد عن يده بعنف، صرخاتها تتناثر في الهواء):
"أنتَ مش فاهم ياعادل لي ! مفيش حاجة ممكن تصلح الوضع ده، خلاص! كل يوم بحس إني صغيرة قدامكم، مش قادرة أتحمل بقولك اي يااخي اي فوق بقا انا مش وسيلة لرغباتك وبس بلاش انانية بقااااا
(عادل كان يقف أمامها، قلبه يخفق بشدة، يحاول السيطرة على نفسه، لكنه شعر بنيران الغضب تلتهمه. لم يرد أن يراها تبتعد بهذه الطريقة.)
عادل (يقترب منها بسرعة، وأمسك بها من معصمها، صوته صارم وعيناه تشتعلان بالغضب):
"وسام، إنتِ مش هتروحي من هنا. مش هسمحلك تهربي مني. مش هخليك تسيبي البيت وتفكري تسيبيني!"
(لم يكن ينظر إليها وكأنه يسيطر عليها، بل كان يحاول أن يوقف ما يشعر به من فقدان. حاول أن يُظهر لها أنه بحاجة لها أكثر مما كانت تتصور.)
وسام (بصوت محطم، تحاول التمرد عليه):
"ليه إنتَ كده؟! ليه بتخليني في الوضع ده؟! عايزني أكون مجرد شغالة في حياتك، لو عايزني فعلا اديني حقي اللي اتهدر بسبب ضعفك قدام عيلتك ومراتك متخلنيش اكرهك ياعادل
(بدأت تبكي بحرقة، وعادل شعر بعجزه. كانت نظراته مشوشة، كل كلمة قالتها كانت تدمره من الداخل، لكنه كان عارفًا في قرارة نفسه أنه لو تركها تذهب، سيفقدها للأبد.)
عادل (يصرخ بألم، يرفع يدها بقوة ليمنعها من الهروب):
"إنتِ مش هتروحي، مش هخليك تروحي! فاهمة؟! إنتِ مش لوحدك في ده! أنا معاك، وأنا هقف جنبك مهما حصل!"
(شعر بشيء ثقيل في قلبه، لكنه كان يحاول أن يثبت لها أنه يريدها أن تبقى معه. وأمسك بها بشدة، بينما كان قلبه يخفق سريعًا.)
وسام (بصوت مخنوق، تبكي أكثر):
"بطل تكرر كلامك عشان مش هيخليني اضعف وحافظ ع اللي ف قلبي ليك بدل م تقل ف نظري اكتر من كدا
(بينما كانت تنفجر في وجهه، كان عادل يسحبها نحوه بعنف، شالها بين ذراعيه، لم تقدر على المقاومة أكثر. كان قلبه ينفطر، لكنه لم يستطع أن يتركها تبتعد عنه.)
عادل (بتنفس ثقيل، يحملها ويُدخل بها الشقة من جديد، صوته مليء بالإصرار):
"والله هعملك اللي انتي عايزاه بس اصبري عليا
(ثم جلس على الأريكة واحتضنها بشدة، ولكن نظراته كانت مليئة بالحيرة. كان يحاول إيقاف تلك الجدران التي بنوها حولهم.)
وسام (بصوت ضعيف، تحاول أن تدفعه بعيدًا):
"إنتَ مش هتقدر. مش هتقدر تحتفظ بيا كده ياتعمل اللي اطلبه منك ياتسيبني اروح لحال سبيلي
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
(داخل غرفة وسام، بعد ما أغلقت الباب بقوة كانت وسام جالسة على السرير، عيونها مليئة بالدموع، وحالة من الغضب الشديد تسيطر عليها. كانت تتنفس بصعوبة، بينما كان عادل يقف في الممر بالخارج، يحاول تهدئة نفسه. ثم اقترب ببطء من الباب.)
عادل (بصوت منخفض وعميق، بينما كان يضع يده على الباب):
"وسام... افتحي الباب، من فضلك. انتي كدا هتخلينا نوصل لحيطة سد
(لكن كانت وسام جالسة، وجهها محني، تدير ظهرها له. كان صوتها مشوشًا، وصدى الكلمات يظهر في داخلها كما لو كانت تتردد في رأسها.)
وسام (من داخل الغرفة، بصوت مشحون بالحزن والغضب):
"مفيش حاجة نتكلم فيها. ياعادل انا خت قراري وانت اللي بتماطل وطريقنا نهايته معروفة
(كانت كلماتها تخرج بألم، وكأنها ترفض مواجهته. لم تعد قادرة على التحدث أو حتى النظر إليه بعد كل ما حدث.)
عادل (يحاول فتح الباب بلطف، وهو يوجه كلامه لها بصوت مؤثر):
"وسام... من فضلك، مش عايزك تظلمي نفسك وتحمليها فوق طاقتها بالشكل دا يعلم ربنا انا كان دمي محروق ازاي وانا شايفها بتعاملك كدا وصدقيني خدت جزأها مني
(كان يحاول أن يظهر ضعفه وقلقه، لكن على الجانب الآخر، كانت مشاعره محطمة. لا يستطيع تحمل فكرة فقدانها.)
وسام (رفعت رأسها قليلاً، ودموعها تتساقط على وجهها):
"أنت مش فاهم، يا عادل. مفيش حاجة هتقدر تصلح بينا. كنت دايمًا متأكدة انك استحالة تحترمني لو اتحمقت عليا كنت قولت الحقيقة قصاد الدنيا بحالها بس انا عذراك مش هطالبك بحاجة اقوي منك ياابن كمال
(كانت كلماتها تؤلم قلبه بشدة، وكانت حقيقة مريرة لما فعلته الأحداث بها. لكن عادل كان يحاول أن يفهم ما يحدث داخلها.)
عادل (بصوت منخفض وهو يضغط يده على الباب، وكأن قلبه يكاد ينفجر):
"أنا آسف، حقك ع راسي مش عايزك تفكري كده. كل حاجة غلط أنا عملتها بعترف بيها، بس مستعد أعمل أي حاجة عشان إصلحها اديني فرصة اخيرة. افتحي الباب، من فضلك."
وسام (بانفعال، وهي ترفع صوتها قليلاً):
تصلح إيه يا عادل؟ انت بتعاملي كأني مش موجودة. كنت دايمًا بسكت، وبخاف أقول رأيي. وبعدين تطلع عليا داليا يعني انتو الاتنين عليا. مش كفاية بقى؟"
(كانت كلماتها مليئة بالمرارة، وكأنها تتنفس حزنًا وألمًا كبيرًا. كان قلبها ينفجر من الداخل، لكن لم يكن أمامها سوى العزلة.)
عادل (بصوت خافت، والضغط واضح عليه):
"وسام، احنا نقدر نرجع زي الأول واحسن متبقيش انتي كمان مصدر قسوة ليا دا انا بجري لحضنك عشان الوحيد اللي بيسعني تحرميني منه ليه؟
وسام (وهي تبكي، بينما كانت تتحرك بعيدًا عن الباب):
أنا كرهت نفسي بسببك. كرهت كل حاجة حواليا، كل حاجة حرفيا . أنت مش عارف الحقيقة عني، مش عارف قد إيه أنا تعبت. معاك كنت دايمًا التانية البديل المؤقف
عايزة احس بكياني مع راجل يستاهلني
(كانت كلماتها تخرج بحزن شديد، ودموعها تتساقط بشكل أسرع. كانت تحاول أن تبقى قوية، لكن لا تستطيع التوقف عن البكاء.)
عادل (من خلف الباب، صوته يرتجف مع كل كلمة):
"وسام... لو كنت اعرف أني ضايقتك كده، ما كنتش هقدر أعيش مع نفسي. أرجوكي افتحي الباب، لازم نحل ده مع بعض."
وسام (بصوت مخنوق، وهي تضع يديها على وجهها):
"حل إيه؟! إنت بتهينني قدام كل الناس... وبعدين تيجي وتقولي نحل؟ عايزني أرجع كأني ما شفتش حاجة؟!"
(أخذت لحظة، ثم أضافت بصوت ضعيف وباكتئاب شديد.)
وسام (بهمسات متكسرة):
"إنت مش عارف حتى كل اللي عشته، مش عارف قد إيه كنت بصرخ جوايا... دلوقتي بجد، بقت مشاعري مكسورة. أنا مش قادرة أكمل،
عادل (بتأثر، يضع يده على رأسه، وكأن الوقت قد توقف بالنسبة له):
"وسام، ما تعمليش كده. ممكن نتغير مع بعض، بس لازم تكوني معايا. أنا مش قادر أعيش من غيرك، بجد. كل حاجة كانت غلط، وأنا كنت ضعيف في التعامل معاكي، بس ما كنتش أعرف إزاي أوريك إني بحبك."
(وقف لحظة يفكر في كلماتها، ثم قال بعزيمة وقلق أكبر.)
عادل (بإصرار):
"مفيش حاجة هتغير حبي ليكي افتحي الباب عشان نكون سوا. أنا مش هسيبك لوحدك في الحزن ده."
وسام (بتنهد، وهي تجلس على السرير، عيونها مليئة بالدموع):
"ليه كل الكلام ده دلوقتي؟ عايزني أرجع، ليه؟ بعد كل الوجع ده؟ مش قادر أصدق أي حاجة بتقولها
(كانت عيونها تملؤها مشاعر مختلطة من الحزن والغضب والخيانة.)
عادل (بحزم، بينما يقف أمام الباب، صوته مليء بالعاطفة):
"وسام، أنا هنا. لو في حاجة واحدة لازم تعمليها دلوقتي، هي إنك تفتحي الباب وتسمحلي أكون معاكي واوعدك هفرحك وهراضيكي"
(بعد لحظات من الصمت، بدأت وسام تنحني رأسها في الأسفل، كما لو كانت تفكر في كلامه. ثم في النهاية، وبخطوات مترددة، تقدمت نحو الباب.)
يتبع
٣&٤
رواية عشق تحت القيود الحلقة 3
داخل المقهى الهادئ، حيث تسكن ضوضاء المدينة خلف الجدران الزجاجية، بدت الطاولات ممتلئة بأشخاص ينغمسون في صمتهم. سامي وداليا يجلسان قبالة بعضهما، تتراقص التوترات غير المرئية بينهما مثل خيوط دقيقة لا تنفك تشدّها الكلمات المنتظرة.
سامي: (يُكسر الصمت بصوت هادئ، بينما ينظر إلى فنجانه بتأنٍّ)
"داليا... فكرتِ فعلاً إنك مش قادرة تكملي مع عادل؟ ولا ده مجرد لحظة تعب؟"
داليا: (تتنهد بعمق، تُلقي نظرة فارغة على الطاولة قبل أن ترفع عينيها ببطء نحوه)
"مش لحظة تعب يا سامي. ده شعور... شعور إننا بقينا غُربا. أنا بحاول، كل مرة بحاول أمد إيدي ليه، بحس إن المسافة بينا بتزيد. كأننا في عالمين مختلفين."
سامي: (يضيق حاجبيه، يحاول أن يزن كلماتها دون أن يحكم)
"يمكن هو نفسه تايه... يمكن فيه حاجات ضاغطة عليه، مش قادر يعبّر عنها."
داليا: (تشيح بنظرها بعيدًا، ثم تعود لتُحرك يديها بقلق، وكأنها تحاول الإمساك بخيوط أفكارها)
"مش ده اللي مزعلني أنا عارفة إن الضغوط جزء من الحياة. بس... هو مش عادل اللي عرفته. كل حاجة فيه اتغيرت. وأنا... أنا ما بقيتش قادرة أتعامل مع التغيير ده."
سامي: (يميل بجسده نحوها قليلاً، صوته مليء بالصبر)
"داليا، التغيير مش بالضرورة يكون سيئ. أحيانًا الناس بيتغيروا لأنهم محتاجين يكبروا، يلاقوا نفسهم. ما فكرتيش إن التغيير ده ممكن يكون مرحلة مش نهاية؟"
داليا: (تبتسم بسخرية مُرهقة، تنظر إليه بعينين مثقلتين بالقلق)
"ولو المرحلة دي دمّرتنا كزوجين؟ سامي، أنا مش قادرة ألاقي أمان معاه. كل مرة بحاول أفهمه، بحس كأني بغرق أكتر. وفي الآخر... هفضل لوحدي."
سامي: (يأخذ نفسًا عميقًا، ينظر إليها بنظرة ثاقبة لكنها لطيفة)
"أنتِ مش لوحدك، د العلاقة دي مش على كتف واحد. لازم التغيير يبقى فيه شوية مرونة من الطرفين. ما تقدريش تواجهيه لوحدك، لكن كمان ما ينفعش تقاومي كل حاجة. يمكن لو حاولتي تخففي من شد الحبل... تلاقوا نقطة تواصل."
داليا: (بصوت أضعف، لكنه مشحون بالشعور)
"مرونة؟ وإيه اللي يضمن لي إن المرونة دي مش هتخليني أضيع أكتر؟ لو أنا فضلت أتكيّف مع كل حاجة من غير ما ألاقي رد... العلاقة دي هتفقد قيمتها، وأنا كمان."
سامي: (بابتسامة خفيفة، لكنه يتحدث بجديّة)
"المرونة مش ضعف، يا داليا. المرونة هي إنك تلاقي مساحة للتفاهم من غير ما تخسري نفسك. وفي نفس الوقت... لازم عادل يشوف إنك شريكته، مش شخص بيحاول يتأقلم على حساب روحه. يمكن اللي ناقص بينكم مش التغيير، لكن حوار زي اللي بيننا دلوقتي."
داليا: (تفكر بصمت للحظات، ثم ترفع رأسها بنبرة أكثر جدية)
"يمكن... يمكن أنت صح. يمكن المشكلة في إننا ما عرفناش نتكلم من الأول. بس ، أنا مش عايزة أضيع نفسي في دوامة من التخبط."
سامي: (يميل بجسده للخلف قليلًا، يبتسم بهدوء يُخفف من وطأة الحديث)
"وأنا واثق إنك مش هتضيعي. لو قدرتِ تلاقي التوازن بين اللي بتحتاجيه واللي تستحقيه، العلاقة دي ممكن يكون لها أمل."
داليا: (تبتسم ابتسامة خفيفة، تأخذ نفسًا عميقًا وكأنها تُزيح حملًا عن صدرها)
"شكرًا يا سامي... يمكن كنت محتاجة أسمع الكلام ده عشان أفكر في الأمور بشكل أوضح."
سامي: (يضع يده على الطاولة بطمأنينة، ينظر إليها بثبات)
"وأنا هنا لو احتجتي أي حاجة. ما تنسيش... أحيانًا الحكايات الكبيرة بتبدأ بخطوة صغيرة."
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
داخل مكتب كمال الفخم
الأثاث يُشعّ بالفخامة، والجدران تحمل لوحات تعكس قوة ونجاح صاحب المكان. المكتب الكبير يحتل منتصف الغرفة، وكمال يجلس خلفه، نظراته مليئة بالثقة والهيمنة. يدخل الموظف، متردداً، وكأن خطواته تثقلها الرهبة. يقف أمام كمال، محاولاً تمالك نفسه.
كمال: (بنبرة هادئة لكنها تحمل تهديداً مستتراً)
"الساعة دي المفروض تكون في مكتبك، مش هنا. إيه اللي جابك؟"
الموظف: (يحاول التحكم في ارتباكه، ينظر إلى الورقة بين يديه)
"سيدي... في مشكلة كبيرة في المشروع الأخير، وكان لازم أعرضها على حضرتك. القرار يتطلب تدخلك بشكل مباشر."
كمال: (يتكئ إلى الخلف على كرسيه، يضم يديه أمامه، ثم ينظر للموظف بنظرة حادة)
"مشكلة؟" (يتوقف قليلاً، وكأن كلماته تُثقل الجو)
"المشاكل معمولة علشان تتحل. وإحنا هنا ما بنسمحش للتأخير ولا التردد يتحكموا في شغلنا. ليه لسه ما حلتهاش؟"
الموظف: (يحاول شرح موقفه بنبرة مرتبكة)
"الموضوع أكبر من كده، سيدي. قرارات معينة لازم تيجي من حضرتك شخصياً."
كمال: (ينهض ببطء من كرسيه، يسير حول المكتب، عينيه لا تفارقان الموظف، وكأنه يدرسه)
"بص يا ابني... القائد ما بيقفش عند أي مشكلة. القائد بيفكر، وبيتحرك. إذا كنت واقف هنا دلوقتي علشان تقولي إنك محتاج مساعدتي، فأنا بقولك: الناس اللي بتحتاج مساعدة في كل خطوة مش مكانها هنا."
الموظف: (يبلع ريقه، يحاول أن يُبدي استعداداً)
"تمام، سيدي. هتصرف وأحاول أحل الموضوع بنفسي."
كمال: (يتوقف أمامه، يضع يده على كتف الموظف، لكن نبرته لا تزال قاسية)
"مش هتحاول، هتحله. فاهم؟! ولو المشكلة رجعتلي تاني، يبقى أنت المشكلة."
الموظف: (بابتسامة خفيفة تخفي توتره)
"فهمت، سيدي. هتلاقيني عند توقعاتك."
كمال: (يعود إلى مكتبه، يجلس بهدوء، ويرفع الأوراق أمامه)
"شوف يا ابني، النجاح مش إنك تيجي تقول عندي مشكلة. النجاح إنك ما تخليش حد يحس بوجودها أصلاً. وريني شطارتك."
الموظف يخرج من المكتب بخطوات أسرع مما دخل، بينما كمال يعود إلى أوراقه دون أن تبدو عليه أي علامة انزعاج، وكأن هذا اللقاء كان مجرد تفصيلة يومية في عالمه المليء بالسلطة والقرارات الحاسمة. كمال: (يهمس لنفسه بصوت منخفض)
"اللي ما يعرفش يواجه مشاكله، ما يقدرش يواجه الحياة."
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
المطبخ في منزل عادل، الجو ساكن إلا من صوت طهي الطعام، الضوء الخافت يخلق أجواءً دافئة. وسام تقف أمام الموقد، تحرك الطعام بهدوء، لكن عيناها شاردة وعقلها مثقل بالهموم. فجأة، يتطاير الزيت الساخن من المقلاة على يدها. تصرخ وسام بصوت عالٍ، يدها تحترق بشدة، ودموعها تفيض من الألم.
وسام: (تصرخ بألم شديد)
"آآآه!"
عادل يندفع من الغرفة المجاورة كأنه شعر بالخطر قبل أن تسمعه. عيناه مليئتان بالقلق، خطواته سريعة نحوها.
عادل: (بصوت مليء بالخوف والغضب على نفسه)
"وسام! إيه اللي حصل؟!" في اي وريني ايدك بسرعة بتنزفي حاسة ب الم؟
يرى يدها المحترقة، يمسكها برفق وكأنها شيء ثمين لا يحتمل أن يُؤذى. عينيه تبحث في وجهها عن علامات الراحة بينما الألم واضح عليها.
عادل: (بصوت هادئ لكنه مليء بالعاطفة)
"ليه مش واخدة بالك يا وسام؟! إنتِ كده بتوجعيني أكتر منك... متخيلة قلبي شكله إيه لما شفتك كده لي بتوجعي روحي عليكي؟"
وسام: (بصوت متقطع وهي تحاول كتمان ألمها)
"آسفة... كنت مشغولة... مش واخدة بالي. سرحت"
قبل أن تكمل، تشعر بقدميها ترتجفان وجسدها يميل بفعل الألم. عادل يمد ذراعيه فورًا، يمسكها وكأنه يخاف أن تقع. يحملها بين ذراعيه بحذر شديد وكأنها أثمن ما يملك.
عادل: (ينظر إليها بقلبه قبل كلماته، صوته خافت لكنه يحمل ثقل حبه)
"اهدي وبلاش عياط .. أنا معاكي، مش هسيبك أبداً. لو أي حاجة هتقرب منك وتأذيكي، هبعدها قبل ما تلمسك حتى لو روحت فيها بدالك ."
يحملها إلى الأريكة في غرفة المعيشة، يضعها برفق وكأنها قطعة زجاج يمكن أن تنكسر. يهرع لإحضار حقيبة الإسعافات الأولية، يعود وجسده يرتعش من الخوف عليها. يجلس بجانبها، يمسك يدها المحترقة بحذر، ويبدأ في علاجها بأقصى ما يملك من عناية.
عادل: (يتحدث بينما عينيه مثبتة على يدها)
"الألم ده... مش هيكون ليكي لوحدك. أي حاجة بتوجعك، هتوجعني أكتر. إنتِ عارفة أنا بحبك قد إيه، صح؟"
وسام: (تنظر إليه بعينين تملؤهما الدموع، لكن ليست فقط من الألم، بل من كلماته التي لامست قلبها)
"عادل... أنا مش فاهمة... ليه بتعمل كده؟"
عادل: (يرفع عينيه إليها، نظراته عميقة ومليئة بالإصرار)
"عشانك. عشان إنتِ كل حاجة ليا. أنا مش بس بحبك... أنا عايش عشانك. لو في حد في الدنيا يستحق اتوجع عشانه، فهو إنتِ. ومستحيل أسمح لأي حاجة في الدنيا توجعك، حتى لو كانت نفسك."
وسام: (تضع يدها السليمة على يده، وتشعر بكلماته تخترق أعمق نقطة في قلبها)
"عادل... أنا مش عارفة أقول إيه."
عادل: (بابتسامة خفيفة، يضع يده على وجهها برفق)
"ما تقوليش حاجة. كفاية إنك هنا معايا. أنا هخليكي دايمًا بخير، مهما حصل."
تمر لحظة من الصمت، عيناها تغرورقان بالدموع من التأثر، بينما يحيطها عادل بحنان وحب نادر. اللحظة تحمل دفئًا يذيب كل الحواجز بينهما.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
غرفة الطعام في منزل عادل، الأضواء الخافتة تضفي على المكان دفئًا حميميًا. وسام تجلس أمام عادل، عيناها شاردة وكأنها تغرق في أفكارها، بينما عادل ينظر إليها بنظرة تحمل حبًا لا يخفيه وقلقًا لا يستطيع السيطرة عليه. الجو مشحون بمشاعر تتأجج بصمت، وكأن الكلمات تنتظر اللحظة المناسبة لتخرج.
عادل: (يميل نحوها قليلاً، صوته منخفض لكنه مليء بالعاطفة والعمق)
"وسام... أنا بحبك. مش حب عادي، مش حاجة ممكن تتقال بالكلام. إنتِ حاجة بتجري في دمي، كل مرة تبصي لي فيها بحس إن العالم كله وقف عندك."
وسام: (تنظر إليه بارتباك، لكنها لا تستطيع مقاومة عينيه)
"عادل... أنا مش فاهمة... ليه بتحس كده؟"
عادل: (يضع يده على الطاولة بينهما، يتردد للحظة، ثم يمد يده ليمسك بيدها برفق، صوته يتسرب منه شغفه وضعفه أمامها)
"عشانك... عشانك إنتِ. أنا مش ضعيف قدام أي حاجة في حياتي، لكن إنتِ... إنتِ قوتي وضعفي. كل مرة تبعدي فيها، بحس إني بضيع. وكل مرة تكوني قدامي، بحس إن العالم كله ملكي."
وسام: (تشعر بيديه الدافئتين تمسكان يدها، عيناها تلمع بشيء بين الحيرة والتأثر)
"بس ياحبيبي... الحب صعب، ومش دايمًا بيكون زي ما بنتمناه."
عادل: (ينظر إليها بعمق وكأن عينيه تخاطب روحها، صوته يرتفع بحنان يمتزج بقوة غير قابلة للتفاوض)
"وأنا مستعد أعمل اللي ميتعملش عشانك. الحب مش لعبة، ياوسام... الحب هو إنك تكوني كل حاجة للي بتحبيه، وأنا مش شايف في الدنيا حد يستاهل أكون ليه بالشكل ده غيرك. إنتِ بتملكي روحي، ولو قلتِ أموت عشانك، هعملها من غير ما أفكر."
وسام: (تنخفض عيناها وكأنها تحاول الهروب من قوة كلماته، لكن يده تضغط بلطف على يدها لتبقى معه)
"إزاي اضمن إن ده مش مجرد كلام؟ إنك فعلًا بتحبني بالشكل ده؟"
عادل: (ينهض من مكانه ببطء، يتحرك حول الطاولة حتى يقف أمامها. يجلس على ركبته أمامها، يرفع وجهها لتقابله، عينيه تفيضان بالحب)
"لأن الحب اللي عندي ليكي مش حاجة ممكن تتفسر. هو حاجة بتتحس. شوفي نفسك في عيني، هتعرفي قد إيه إنتِ كل حاجة بالنسبة لي. أنا مليش حياة من غيرك، وسام. إنتِ حياتي كلها."
وسام: (تشعر بقلبها يخفق بشكل مختلف، نظرتها تختلط بين الحيرة والتأثر، تحاول التحدث لكنها لا تجد الكلمات)
"عادل..."
عادل: (يقاطعها بصوت ناعم لكنه مليء بالامتلاك)
"إنتِ ليا... فاهمة؟ مفيش حاجة في الدنيا دي هتخليني أسيبك، ولا هسمح لحد ياخدك مني. إنتِ مش مجرد حب، إنتِ قدري، وإنتِ روحي. ولو احتاجتي أي حاجة، حتى لو كانت روحي نفسها، هقدمهالك من غير ما أفكر."
وسام: (تشعر بدموعها تنساب ببطء على خدها، تنظر إليه وكأنها تراه لأول مرة)
"عادل... أنا..."
عادل: (يمسك يدها ويقربها من قلبه، يتحدث بصوت عميق وحميمي)
"مش مهم تقولي حاجة دلوقتي. المهم إنك تعرفي إنك مش لوحدك، وإنك دايمًا هنا... في قلبي. وهفضل أحبك لحد آخر نفس في عمري."
اللحظة تغمرها الصمت، لكن صمتًا مليئًا بكل ما لم يُقال. وسام تشعر وكأن العالم كله توقف، ولم يبقَ فيه سوى عادل وقلبه الذي ينبض لها فقط.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
غرفة داليا الفسيحة - مساءً
كانت الغرفة واسعة وأثاثها الفخم يحيط بها، ينعكس الضوء على كل قطعة من الأثاث الفاخر، ليكشف عن شخصية داليا المسيطرة والقوية. جلست أمام مرآة كبيرة، عيونها تتأمل نفسها بتركيز عميق. كانت لحظة تأمل، لكن خلف عينيها، كانت هناك حيلة تنتظر اللحظة المناسبة لتظهر. وجهها يعكس هدوءًا مصطنعًا، بينما قلبها كان ينبض بتسارع غير مرئي، يدفعها نحو اتخاذ قرار سيغير كل شيء.
"مفيش حاجة هتنجح غير لما تحطي كل ورقة في مكانها الصح. لو عايزة أشغله وأخليه يجي عندي، لازم أخلق سيناريو مقنع... لازم أثبت له إني في خطر." قالت الكلمات بصوت منخفض، وكأنها تحدث نفسها.
توقفت لبرهة، ثم أمسكت بهاتفها المحمول. أصابعها بدأت تكتب بسرعة، شفتيها تتحركان بهدوء، وكأنها تهمس بالكلمات في الهواء. نظرت للرسالة التي كتبتها، ثم ضغطت زر الإرسال بكل تأكيد.
الرسالة التي أرسلتها:
"عادل، في حاجة مهمة لازم تعرفها. حصل حاجة مش مفهومة، وأنا مش قادرة أواجهها لوحدي. محتاجاك في أسرع وقت. ممكن تجي؟"
وضعت الهاتف بجانبها، ثم استدارت ببطء نحو نافذة الغرفة الكبيرة، عينيها تتابعان الظلام الذي بدأ يحيط بالعالم الخارجي. بداخلها، كانت تستعد لانتظار الرد.
لحظات قليلة مرت قبل أن يرن الهاتف، وكان الصوت كأنما يقطع الصمت الذي كان يملأ الغرفة. قلبها تسارع نبضه للحظة، لكنها حافظت على هدوئها، وجلست مرة أخرى بثبات. نظرت إلى شاشة الهاتف، ورأت اسم عادل يظهر في الرسالة.
الرد الذي جاءه:
"أنا جاي دلوقتي. خليكِ في مكان آمن، هكون عندك قريب."
ابتسمت داليا ابتسامة خفيفة، ولكنها كانت ابتسامة انتصار. شعرت بحلاوة القوة وهي تقرأ الرد، وكأنها قد نجحت في اجتيازه بالفعل.
داليا (بصوت هادئ، تتحدث لنفسها):
"هو مش هيقدر يقاوم فكرة إني في خطر. هيجي على طول. لكن في النهاية، هيكون هو اللي في ايدي
لم يكن الأمر مجرد لعبة بالنسبة لها، بل خطة محكمة بدأت في التفعيل، خطوة بخطوة. كانت متأكدة الآن أن الأمور ستسير كما ترغب، وأن عادل سيصبح مجرد لعبة في يديها.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
غرفة المعيشة في منزل عادل - مساءً
الغرفة مضاءة بضوء خافت، والجو مشحون بالتوتر. عادل يدخل الغرفة بسرعة، نظرته مشدودة تجاه وسام التي كانت تجلس على الأريكة. عيونها تراقب كل حركة، وكأنها تحمل في قلبها ما لا تستطيع التعبير عنه بالكلمات. هناك حديث غير مكتمل بينهما، وهو ما يزيد الجو توترًا.
عادل (بصوت هادئ ولكن محمل بالتوتر):
"وسام، ليه كل مرة لما أكون مع داليا، بحس إنك لازم تفتعلي مشكلة؟" مش هتكبري عقلك بقا؟
وسام (بغضب مكبوت، وعينيها تلمع بالانفعال):
"وإنت بقى عايزني أعمل إيه؟ تسيبني لوحدي وتروح تدلع مراتك؟ تروح تحسسها بالأمان، وأنا هنا لوحدي زي ما أنا! مش كده؟"
عادل (يتنهد بعمق، ويقترب منها بحذر، يحاول السيطرة على الموقف):
"إنتِ عارفة كويس إن داليا مراتي، وأنا مسئول عنها. بس إنتِ برضه عارفة إن في بينا حاجة تانية مش ممكن أنكرها."
وسام (بغضب شديد، وعينيها مليئة بالدموع):
"وأنا؟ إيه يعني؟ هكون مجرد لحظة تمر وتنسيها؟ هكون مجرد وقت ضايع بينك وبين مراتك؟ لو كنت مهتم بيّا زي ما بتقول، كنت بقيت جنبي مش بعيد عني ا!"
عادل (بصوت أقوى وأشد، يحاول أن يثبت مشاعره، ويقترب منها أكثر):
"إنتِ أكتر من كده بكتير، وسام! أنا عارف إني مش قادر أكون معاكي زي ما إنتِ عايزة، لكن ده مش معناه إني مش مهتم بيكي. فيه حاجات أكبر مننا، حاجات لازم نواجهها وانتي اخترتي طريقك معايا بلاش كل شوية تضغطي عليا انا زهقت اكتر منك بجد"
وسام (بغضب يشق قلبها، دموعها على وشك السقوط، وكأنها لا تستطيع تحمل الألم أكثر):
"مهتم؟ لو كنت مهتم، كنت بقت معايا من زمان! لو كنت فاهمني، كنت ضميتني في قلبك بدل ما تروح لمراتك وتعيش في الأمان اللي هي عايزاه منك! ولو كان اختياري موافقة ف انا حاليا بختار الرفض ياعادل"
عادل (بصوت حازم وبنبرة مرتفعة، يحاول أن يوضح لها مشاعره):
"أنا مش بلعب معاكي! لو كان في إيدي أكون معاكي على طول، ما كنتش هأخذ قرار زي ده. لكن في حاجات كبيرة في حياتنا لازم نعيشها، ولازم نواجهها حتى لو كانت ضد رغباتنا وقولتك الكلام دا مليون مرة بس الظاهر انك قفلة عقلك ."
وسام (تنهض فجأة، عيونها مليئة بالدموع والتمرد، تحاول أن تسيطر على مشاعرها لكنها لا تستطيع):
"وأنا مش هبقى في الضلمة وهفضل ازن عليك طول عمري! مش هبقى الخطة البديلة ليك، ولا هفضل أستنى في الخفا عشان تبقى معايا شوية وقت! أنا بستاهل أكتر من كده، مش هعيش في الضلمة علشانك ياعادل لو فضلت تعاند كتير ههرب منك ومش هتلاقيني تاني!"
عادل (يقف مكانه، يراقبها بعينين مليئتين بالندم والحيرة، لكنه لا يعرف كيف يتصرف):
" مش انا اللي اتهدد والظاهر دلعي فيكي بوظك
وسام (تبتعد عنه بسرعة، عينيها ملؤها الغضب والحزن، وتكمل مسيرتها بعيدًا عنه، تتركه في مكانه يشعر بضياع):
"ومش هستني منك لا دلع ولا غيره واتفضل روحلها واتفرج ع اللي هعمله!
مع اختفاء وسام من الغرفة، يبقى عادل واقفًا، يراقبها في صمت، يشعر بالثقل في قلبه، غير قادر على اتخاذ خطوة أخرى
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
عادل يقف في مكانه، غير قادر على قول أي شيء آخر. صوت قلبه في أذنه، لكنه مازال مش قادر يغير مشاعرها.
غرفة نوم عادل، الجو هادئ ولكن متوتر. الضوء خافت للغاية، مما يضفي جوًا من الحميمية المشحونة بالتوتر. داليا وعادل جالسين على السرير، عادل يبدو متعبًا، يحاول أن يبتعد عن داليا، لكن هناك شيء في تصرفاتها يعيده إليها، رغم مقاومته الواضحة.
داليا (بصوت ناعم، لكن مليء بالسلطة):
"إنت لسه مش قادر تقتنع إننا مش هنقدر نبعد عن بعض؟ كل مرة تحاول تبعد، تلاقي نفسك تاني في مكاني."
عادل ينظر إليها، عينيه مليئة بالحيرة والصراع. يحاول أن يظهر قاسيًا، لكن الحقيقة أن قلبه يخفق بشدة.
عادل (بصوت متحشرج، يحاول التراجع بعيدًا):
"داليا، أنا مش عارف ليه دايمًا الموضوع بيوصل لكده. إنتِ مش فاهمة... في حاجة جوانا مش صح."
داليا (بتحدي، تحاول أن تقترب منه أكثر):
"إنت مش فاهم، ولا عايز تفهم. إحنا مش زي باقي الناس، عادل. في بينا حاجة ما تقدرش تفرّقها. مهما حاولت، هترجع لي."
عادل يحاول أن يقف، لكن داليا تمسكه من ذراعه، تجذبه إليها ببطء، لكن لا تتركه يتجاهلها. يدها على صدره، وكأنها تثبت مكانه في قلبها.
داليا (بصوت هادئ، وكأنها تأسر عقله):
"أنت مش هتقدر تبعد عني، مهما حاولت. هتفضل تفكر فيا طول الوقت. وده مش غصب عنك. هو كده ببساطة."
عادل يحاول أن يبتعد مرة أخرى، لكن داليا تجذبه إلى السرير، تجلس أمامه، يديها على كتفيه، بينما هي تنظر في عينيه مباشرة. الجو مشحون بينهما، وهناك صمت ثقيل قبل أن يتكلم.
عادل (بصوت مرتفع، يضغط على نفسه للابتعاد عن مشاعر الجذب):
"أنا مش هقدر... مش هقدر أكمل في دا. كل مرة تحاولي فيها تقربي... حاسس إني بضعف."
داليا تبتسم بابتسامة شبه قاسية، ثم تضع يدها على وجهه برفق، وتقترب منه. هذه المرة، ليست محاولة للهيمنة، بل للتهدئة، ولكن بطريقة تشعره بأنها لا تقاوم.
داليا (بهمسات، مغرية في طريقة حديثها):
"ما تظنش إنك لو بعدت عني، هتكون مرتاح. أنا هفضل في دماغك، هفضل تلاقيني في كل مكان."
عادل يغمض عينيه للحظة، يبتعد قليلاً ولكنه في داخله يعلم أنها على حق. يبدأ في الاستسلام لنظراتها، رغم محاولة عقله مقاومة. تتصاعد الأجواء بينهما، بينما يكتشف أنه لا يستطيع الهروب من قبضة مشاعره
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
غرفة وسام. الوقت صباحاً، الغرفة هادئة، والضوء يدخل من خلال الستائر. وسام تستيقظ، وتحاول تحريك يديها. يلاحظ تعبير وجهها المتعب، وكأنها قد عاشت ليلة مليئة بالتفكير. تعود ذاكرتها إلى اللحظة التي أمضتها مع عادل. ثم تُصاب بصدمة صغيرة عندما تلاحظ الفراغ بجانبها على السرير.
وسام (بهمس، وهي تشعر بشيء غريب):
"هو راح فين؟"
تنظر حولها، وكل شيء في الغرفة يبدو طبيعيًا، لكنها لا تستطيع التخلص من القلق الذي يراودها. تفكر للحظة قبل أن تقف فجأة من السرير. تضع يديها على رأسها وكأنها تحاول تذكر آخر لحظة مع عادل قبل أن تغفو.
ببطء، تبدأ تسير حول الغرفة وكأنها في محاولة لاستيعاب الموقف. وجهها يظهر عليه مزيج من الحيرة والقلق، ولكن في الوقت نفسه تحاول أن تبقي مشاعرها تحت السيطرة.
وسام (تنظر إلى الباب ثم تتحدث لنفسها):
"مش معقول... هو يمكن بس نزل للشغل أو حاجة."
لكن الشكوك تبدأ بالتسلل إلى عقلها، وكل فكرة عن غيابه تبدأ تثير قلقًا أكبر. تحاول أن تقنع نفسها بأنه فقط تأخر، ولكنها لا تستطيع نزع الشعور بالتوتر. هي تعرفه جيدًا، وعادةً لا يتأخر هكذا.
أخذت نفسًا عميقًا، ثم تقرر في النهاية البقاء في مكانها دون أن تُظهر أي رد فعل قوي. تنظر إلى الساعة مجددًا وكأنها تأمل أن يكون هناك تفسير آخر، لكن صوت قلبها كان يهمس لها أن غيابه ليس مجرد صدفة.
وسام (بصوت خافت):
"يمكن أكون غلطانة... هو مش هيتصرف كده."
تجلس على حافة السرير، تفكر في كل شيء بتمعن، ولكن في النهاية تترك الموضوع دون أن تثير أي شكوك بشكل مباشر، وكأنها تختار أن تدير ظهرها للموقف، على الأقل في هذه اللحظة.
غرفة النوم الخاصة بوسام في الشقة. عادل يدخل بصمت بعد عودته من عند داليا، يشعر بعبء ثقيل يثقل قلبه. الغرفة مظلمة بشكل شبه كامل، إلا من الضوء الخافت الذي يتسلل عبر الشباك. وسام جالسة على السرير، عيونها تراقب عادل بنظرة حادة مليئة بالشك.
عادل (وهو يغلق الباب خلفه، بصوت خافت):
"وسام... خليني أشرحلك والله م حصل حاجة."
وسام ترفع رأسها ببطء، وهي لا تلتفت إليه، لكنها تلاحظ بوضوح علامات التوتر على وجهه.
وسام (بصوت خفيض، غير مرتاح، لكنها تحاول إخفاء الألم):
"انت حر ميهمنيش اللي حصل بينكم دي مراتك وانا اللي دخيلة
عادل يحاول الاقتراب، لكنه يشعر بأنها تبتعد عن كل خطوة يخطوها نحوه. يتنهد، ويحاول جمع شتات نفسه، لأنه يعلم أن كل كلمة يلفظها قد تكون نقطة تحول في علاقتهما.
عادل (يحاول أن يكون صريحًا، لكن صوته يرتجف):
"أنا... مكنتش عايز أجرحك، بس الموضوع مع داليا كان مش زي ما فكرتي. كانت مجرد مشاعر من الماضي، وأنا... أنا غلطت بس اوعدك دا مش هيحصل تاني."
وسام تلتفت إليه أخيرًا، عيونها مليئة بالغضب والحزن معًا. تبتسم بسخرية، وكأنها لا تصدق ما يسمع.
وسام (بتنهد ثقيل، وهي تدير وجهها بعيدًا عن عينيه):
"غلطت؟ لا، مش دي الكلمة اللي كان المفروض تتسمع انت كنت مشغول كفاية عشان متقدرش مشاعري كنت مشغول كفاية عشان تاكدلي إنك مش بتحبني؟ لا، أنا مش هقبل ده، مش كده... مش هعيش في خيبة انا بجد مش مصدقة كان فين عقلي لما طاوعتك ."
عادل يشعر بنيران تأنيب الضمير تشتعل داخله. يحاول أن يقترب أكثر، لكنه يشعر أن المسافة بينهما تكبر في كل لحظة.
عادل (بحزن وأسى، وهو يحاول التبرير):
"وسام، مفيش حاجة كنت في مكان صعب، وكل شيء كان مفقود في لحظة... لكن ده ملوش علاقة بحبّي ليكي. لو كنتي فاكرة إنك مش مهمة، فأنتِ أكيد مش عارفة قد إيه أنتي جزء مني انا بحبك
وسام تهز رأسها بخفة، كأنها لا تستطيع تصديق كلامه، ثم تلتفت إليه ببطء وتنظر في عينيه بشكل حاد.
وسام (بصوت مرتجف، وهي تحاول أن تسيطر على مشاعرها):
"وأنت، كنت فاكر إنك لو رجعت لي، الأمور هتكون زي الأول؟ فاكر إني هقدر أعيش معاك انت وعدتني انك مش هتقربلها بس والله ياعادل م هخضع ليك تاني طلقني ياعاااادل
عادل يشعر بكلماتها كأنها ضربة في قلبه، لكنه يحاول أن يهدئ من نفسه.
يتبع
رواية عشق تحت القيود الحلقة 4
ف منزل عادل
الجو في البيت كان مشحونًا بالهدوء الذي يسبق العاصفة. وسام وقفت أمام النافذة، عيناها ضائعتان في الفراغ، بينما كان عادل جالسًا على الأريكة، يشبث بالسكوت الذي يفصل بينهما. نظراته تتنقل بين يديها وبقية الغرفة، لكنه لم يجرؤ على الكلام.
بعد لحظة من الصمت الثقيل، قطعت وسام الكلام بلهجة ثابتة، رغم التوتر الذي يعصف بها:
مفيش مفر ياعادل ارجوك ريحني منك ومن وجعك شوية انا مبقتش حتى قادرة انام كويس كل يوم بحس انه في مصيبة هتحصل بسبب جوازنا انا مش اد ابوك لو عرف ممكن يمحيني من ع وش الدنيا خالص
كأن الكلمات سقطت على رأسه كالصاعقة، ارتعش في مكانه ونظر إليها بدهشة واضحة، لم يستطع أن يصدق ما سمع
"انتي مش بتزهقي ياوسام بقا اسهل حاجة عندك تهدديني اي لبانة ف بقك لو فاكرة انك ضامنة حبي ليكي تبقى غلطانة طريقتك دي كفيلة تهدم حب سنين ومش كل مرة امسك فيكي
وسام لم ترفع عينيها عنه، بل ظلّت تطالع الأرض كأنها تبحث عن شيء هناك. قالت ببطء، لكن كلماتها كانت قاطعة:
"إحنا مش عايشين مع بعض زي اي اتنين ياعادل
عادل نهض من مكانه بسرعة، وعينيه مليئة بالدهشة والألم:
" وانتي عايزة تتجوزي واحد يكون ليكي لوحدك صح ومتضطريش تتهاني ويكون هو قدامك ساكت مش قادر يدافع عنك مش كدا؟
وسام نظرت إليه بوجه خالي من المشاعر، ثم أضافت بوضوح:
"وفر كلامك دا ياعادل والله مش هيغير حاجة
ألم في قلبه، لكنه حاول أن يتمسك بأي خيط أمل.
"يعني إيه؟ هتسيبيني؟ الطلاق ده هو الحل الوحيد اللي يرضيكي ياوسام؟
وسام شالت حقيبتها بهدوء، وملامحها جادة.
"أيوة، الطلاق. ده الحل الوحيد. وأنا مش هفضل هنا ولا ثانية زيادة في حياة مليانة كذب هروح، ومش هرجع تاني وانت ياريت متحاولش تدور عليا
عادل، وهو يحاول أن يتمالك نفسه، قال بصوت منخفض مليء بالرجاء:
"وسام، لو في أي حاجة ممكن نعملها، حتى لو كانت صعبة، أنا مستعد أعملها لو عايزاني اروح اتكلم مع ابويا حالا ونواجه سوا مستعد اخدك من ايدك دلوقتي
واللي يحصل يحصل
وسام رفعت عينيها عليه، وعينيها كانت مليئة بالحزن الذي لا يمكن كتمه. نظرت له للحظة طويلة، وكأنها كانت تحاول أن تقرأ في عينيه ما كان قد ضاع منها. ثم قالت، صوتها كان ثابتًا رغم الألم الذي يعتصر قلبها:
"وضعفك قصاد داليا وتاثيرها الجسدي عليك هتعرف تغير دا؟
عادل انتفض وكأن صاعقة ضربته، لم يصدق ما سمع. حاول أن يقترب منها، وقال بصوت مليء بالدموع:
"وسام، إزاي؟ إحنا عشنا مع بعض أجمل لحظات حياتنا، في الاخر عايزة النهاية دي؟
وسام كانت واقفة، عينيها على الأرض، وكأنها تسترجع كل لحظة وكل ذكرى. بعد لحظات من الصمت، رفعت رأسها وقالت، والنبرة في صوتها كانت حزينة لكنها حاسمة:
"لما تعيش مع شخص طول الوقت بيخدعك، وبيكسر فيك حاجات ما كانتش لازم تتكسر، ما بترجعش تاني. يمكن لو كنت أدركت من البداية، كنت هسكت، كنت هقبل، لكن دلوقتي كل شيء مات ومبقاش ف قلبي حاجة تشفعلك؟ وصدقني
الحب لوحده ما بيشيلش الألم، . كنت بحبك لدرجة أني كنت بنسى كل حاجة ، حتى نفسي. لكن دلوقتي خلاص
عادل شعر كأن قلبه تمزق، وبدون أن يستطيع منع نفسه، قال، صوته هادئ ولكنه مليء بالوجع:
" انا مستعد اسيبك بس مش هطلقك هخليكي تروحي تهدي نفسك وتصفي خالص وترجعي لحضني من تاني
وسام، بدموعها التي أخفتها، ردّت بحزنٍ عميق:
"كل لحظة معاك كانت حرب، وكل لحظة كنت فيها معاك كانت بمثابة جرح جديد. أنا مش هقدر أعيش في دوامة الألم دي تاني. أنا لازم أمشي نهاءي من حياتك
عادل نظر إليها في صمت، وعينيه مليئتين بالحزن، وكأن جزءًا من حياته قد ضاع إلى الأبد. لكنه حاول أن يتمسك بأي شيء، فقال بصوت مخنوق:
"أنا بحبك يا وسام. أنتِ نصي التاني، عمري من غيرك ملوش طعم."
لكن وسام كانت حازمة في قرارها، وقالت بصوت مكتوم، كأنها تفجر كل ما في قلبها:
"وأنا كنت بحبك يا عادل، أكتر من أي حاجة في حياتي. لكن الحب ما بيمحيش الجرح، ولا بيشيل الخيانة. قراري ده مش سهل، بس لازم أمشي، لازم أعيش بعيد عن كل اللي كنت بعيشه."
ثم، قبل أن تلتفت للخروج، قالت بنبرة أخيرة، مليئة بالمرارة:
"أنت كنت كل شيء، كل شيء لكن دلوقت انت ولا حاجة
وسام فتحت الباب، وخرجت من دون أن تلتفت وراءها، تاركة عادل في مكانه، قلبه محطم، يحاول أن يستوعب أن كل شيء انتهى.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ف الكوافير
كانت وسام واقفة أمام المرآة، تسرح شعر الزبونة بيدين مرتجفتين. عيونها كانت تائهة في الفراغ، لا تركز فيما تفعله، كل أفكارها تذهب إلى عادل، وكل لحظة كانت تذكره بها، تعيدها إلى الوراء. كانت أصوات المجفف والمقص تتداخل مع همساتها الداخلية، ولكن الألم الذي كانت تشعر به كان أكثر حدة من أي صوت آخر.
فجأة، لمحت في عيون الزبونة نظرة استياء، وقد شعرت بأن شعرها لم يعد يظهر بشكل جيد. كانت قد ارتكبت خطأ في تسريح الشعر، ولكنه كان بسيطًا في البداية. لكن الزبونة بدأت تعترض بصوت مرتفع:
"إيه ده؟ ده مش الشكل اللي طلبته! انتي بوظتي شعري خالص بقا انتي وسام اللي الكل ببشكر فيها دا انا جاية وضامنة اني هنبهر بشكلي دا مش منظر خالص دا انا هخرب بيتك
وسام، التي كانت في حالة فقدان تام للتركيز، تجاهلت كلمات الزبونة في البداية، لكن الزبونة كررت شكواها بحدة:
"إزاي تسرحي شعري بالشكل ده؟ ده مش اللي أنا طلبته، ده فشل زريع منك وبصراحة انتي عار ع المكان دا ولازم تمشي فورا
الغضب بدأ يشتعل في قلب وسام، شعرت وكأن كل شيء حولها ينهار، وكانت الكلمات تخرج منها بشكل مفاجئ وبدون تفكير:
"في اي؟ بتزعقي ليه؟ مش عاجبك روحي، واعملي في شعرك في مكان تاني!"
الزبونة، التي كانت غاضبة بالفعل، ردّت عليها بتحدي:
"أنتِ اللي مش فاهمة شغلك، يا فاشلة. أنا مش جايه هنا علشان تبوّظي ليا شعري!" وانتي لو فضلتي قاعدة هنا ثانية واحدة هرفع قضية ع البيوتي سنتر واقفلو خالص
في لحظة فقدت فيها وسام أعصابها، أمسكت بكأس العصير الذي كان على الطاولة بجوارها، ورمته على وجه الزبونة، مما جعل السائل ينساب على وجهها. الغرفة سكتت فجأة، وعين الزبونة كانت تدمع من الغضب. كانت هذه اللحظة هي بداية تهدم كرامتها، وكل شيء بداخلها انفجر في لحظة واحدة.
داليا، التي كانت تراقب الموقف من بعيد، اقتربت ببطء. عيونها مليئة بالتركيز، لم تبدِ أي تعبير، لكنها كانت تستمع لكل كلمة، تراقب كل حركة. وقالت ببرود شديد:
"وسام، إيه اللي عملتيه ده؟ ده غير مقبول. اعتذري للزبونة فورًا."
لكن وسام، التي كانت تعيش في حالة انهيار داخلي، لم تتمكن من تقبل الفكرة. قالت بصوت حازم:
"لا! أنا مش هعتذر ليها. هي اللي استفزتني. وكله الا كرامتي وانا مش ملزمة استحمل كلام حد مش ع هوايا
داليا، بهدوء قاتل، نظرت لها وقالت:
"لو مش هتعتذري، يبقى خلاص... استقيلي."
وسام كانت متفاجئة من رد داليا، شعرت وكأن الأرض تهتز من تحت قدميها. لم تعتقد أبدًا أن الموقف سينتهي بهذه الطريقة، وقالت بصوت متقطع:
"تمام اوي حضرتك انا ماشية ومش هرجع تاني اعتبريني مستقيلة
وخرجت من الكوافير، محطمة، عيونها مليئة بالغضب والإحباط. وبينما هي تتجه نحو الباب، اصطدمت فجأة بشخص ما. رفعت رأسها لتجد عادل أمامها. وقفت للحظة وكأن الزمن توقف، كانت ملامحه تروي عن مدى الدهشة التي أصابته. هو لم يكن متوقعًا أن يراها هنا، في هذا الموقف.
نظرت له وسام بنظرة مختلطة بين الحقد والعتاب، عيونها مليئة بالآلام والذكريات التي لم تقدر أن تنساها. نظرت إليه دون أن تنطق بكلمة، وعينها كانت تغلي من الألم. لكن فجأة، تراجعت بخطوات سريعة، وبدون أن تقول أي شيء، ابتعدت عنه وخرجت من المكان.
عادل، الذي كان يقف في مكانه غير قادر على الرد، كان يشعر بثقل ما وقع في قلبه. كان يراقبها وهي تبتعد عنه، وكل خطوة كانت تزيد من حسرته على ما حدث.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ف مكتب داليا
كانت داليا تجلس وراء مكتبها، مسترخية تمامًا، ابتسامتها تحمل لمسة من السعادة. كانت تشعر بأن الأمور بدأت تتحسن بعد رحيل وسام. كانت تدرك جيدًا أنها أخذت خطوة جريئة وأنها نجحت في تحريك الأمور لصالحها، لكن وجود عادل أمامها الآن، قلقًا ومتوترًا، جعلها تشعر بشيء من التسلية. عادل كان يقف أمام المكتب، يحاول أن يتمالك نفسه، وعينيه مليئة بالهموم.
عادل قال بصوت متوتر:
"داليا، لو سمحتي، لازم نرجع وسام... هي مفيش ليها مصدر دخل غير هنا، وإنتِ عارفة الظروف."
داليا نظرت له بثقة، ابتسامة خفيفة على وجهها، ثم ردّت ببرود:
"وأنت شايف إن ده شغلي؟ ما تحاولش تخليني أرجع وسام علشان مصلحتها. إذا كان عندها مشكلة، ده مش شغلي أبدًا."
عادل تنهد، يحاول أن يجد طريقة لإقناعها، لكن قلبه كان مشغولًا بمشاعر متضاربة. قال بحذر:
"أنا مش جاي عشان أضغط عليكِ، لكن هي كانت جزء من شغلك. لو مش هترجعيها ممكن تكون فيه مشاكل تانية ويبقي ذنبها ف رقبتنا
داليا بدأت تراقب تعبيرات وجهه، وعينيها مليئة بالتحدي. فاجأتها محاولته لإقناعها بما يبدو أنه حرص على مصلحة الآخرين، وبدأت تشعر أنه يحاول إخفاء شيء آخر. فقالت بحدّة:
"مش فاهمة إيه العلاقة بيني وبين مشاكلها الشخصية. لو كانت عندها مشاكل معاك أو مع حد تاني، ده ميخصنيش . أنت المفروض تدير حياتك الشخصية بنفسك، مش جاي تحطها على اكتافي لوحدي
عادل بدأ يتوتر أكثر، وكان يلتفت يمينًا ويسارًا، يبحث عن طريقة لتغيير الموضوع، محاولًا الخروج من الموقف المحرج الذي وضع نفسه فيه.
"أنا مش أقصدي أزعجك، بس أنا مش عارف ابطل تفكير البنت دي لازم ترجع ولو محصلتش منك انا بنفسي هروح اجيبها
داليا، التي بدأت تستمتع بتوتره، قررت أن تنتهز الفرصة. اقتربت منه بسرعة، وجلست بجانبه، وأمسكت بيده بشدة، مما جعله يشعر بالارتباك. لم يمهلته، وسحبته على الكرسي، ثم، في لحظة مفاجئة، قبلته بشدة.
عادل، الذي لم يكن يتوقع هذا التصرف المفاجئ، تجمد في مكانه، شعر بخفقان قلبه يتسارع، لكنه لم يقاوم. بدا أن تأثير داليا عليه كان أكبر مما يتصور، وبدلاً من أن يبتعد، بدأ يبادلها القبلة، بطريقة غير مفهومة.
داليا نظرت إليه بابتسامة غامضة، وقالت بنبرة هادئة لكنها مليئة بالثقة:
"إنت مش لوحدك، ياحبيبي. إنت ممكن تكون معايا... هتكتشف ده قريب."
لكن، قبل أن يستطيع الرد أو أن تستمر اللحظة، فجأة فتح الباب بقوة. دخل شخص لم يكن في الحسبان، وصدم الجميع. عادل نظر إليه بصدمة، ووجهه تغير بالكامل. كان هذا الشخص هو...
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ف مكتب داليا
وقف الجميع في المكان لثانية، قبل أن يظهر رجل قوي البنية، بوجه صارم وعينين حادتين، رجلٌ كان من المفترض أن يكون غائبًا تمامًا عن المشهد. دخل الرجل بهدوء، ملامحه مليئة بالجدية، ووقف عند الباب وكأنه تمثال من الصخر. كانت هيبته تملأ المكان، وكل من في الغرفة شعر بالصدمة والدهشة في اللحظة نفسها.
كان كمال، والد عادل، يدخل في تلك اللحظة!
كان هذا ظهورًا صادمًا أكثر من أي وقت مضى.
كل شيء توقف. نظرات عادل كانت مليئة بالمفاجأة، لم يستطع تصديق أنه يراه هنا، في هذا المكان، في هذا التوقيت. لم يكن يتوقعه أبدًا، وارتباكه كان واضحًا في عينيه. أما داليا، فقد كانت تبتسم ابتسامة غامضة، وكأنها تعلم أن لحظة الحقيقة قد حانت.
كمال، الذي دخل بهدوء، نظر إلى عادل أولاً، ثم إلى داليا، وكأن نظراته كانت تقيم الموقف بشكل سريع، وحجم الاضطراب الذي حلّ في الغرفة. ثم، بصوت حاد وعميق، قال:
"إيه اللي بيحصل هنا؟"
كلمات كمال كانت كالصاعقة. كانت مليئة بالقوة والتحدي، ولا شيء في المكان يمكن أن يخفي حجم المفاجأة التي خلقها دخوله المفاجئ.
عادل، الذي كان يحاول التماسك، نهض من مكانه بسرعة، لكن قلبه كان ينبض بسرعة غير طبيعية. حاول أن يبتسم قائلاً:
"بابا..غريبة عمري م توقعت اني الاقيك هنا ف الوقت دا بالذات
كمال تجاهل حديثه تمامًا، واكتفى بنظرة جادة على داليا، وقال، بلهجة مليئة بالسلطة:
"وأنتِ، كنتِ متوقعة إننا هنسكت على كل حاجة؟ تفتكري إننا هنسيب الأمور تمشي كده؟" انتي متاكدة اني بظهر ف الوقت اللي الامور بتبوظ مش معني انك المديرة هنا تنسى انه الامر الناهي ف اي مكان هو انا
داليا لم ترد فورًا، بل حافظت على ابتسامتها، وكأنها استعدت لهذه اللحظة. كانت تراقب بعناية رد فعل كمال، ولكن في أعماقها، كانت تدرك أن الأمور الآن أصبحت خارج السيطرة.
كمال، الذي شعر أن الموقف بدأ يخرج عن نطاق السيطرة، اتخذ خطوة أخرى، وقال بحزم:
"اللي حصل ده مش مجرد حادثة بسيطة. لو كانت وسام مش جزء من هذا المكان، يبقى أنا لازم أعرف السبب حالا انها ليه مش موجودة تحت وانتي متاكدة انها اساس نجاح البيوتي سنتر. وده مش سؤال ممكن تتجاهليه واي كان السبب وسام هترجع وبكرة لازم تكون موجودة بتباشر عملها انتي فاهمة؟
اللحظة كانت على حافة الانفجار، وعادل شعر أن الأرض تكاد تبتلعه.
ف مكتب داليا
بعد أن غادرت داليا المكتب، ساد الصمت بين كمال وعادل. كانت الغرفة مشحونة بالتوتر، لكن عادل، الذي كان يعاني من صراع داخلي، شعر بشيء من التخفيف بعد خروجها. نظر إلى والده بعينين متوترتين، ولم يدرِ من أين يبدأ. كمال، الذي كان يراقب ابنه عن كثب، قرر أن يتحدث أخيرًا.
"إنت مش هتقدر تتهرب من القرارات الصعبة، يا عادل. زي ما قلت لك قبل كده، لازم تحط شغلك في الأول. مش ممكن تسيب مشاعر الناس تلهيك عن مصلحة العمل."
عادل، الذي كان يضع يديه على الطاولة ويحاول تهدئة نفسه، تنهد وقال:
"يا بابا، أنا فاهم كل حاجة. مفيش حاجة أهم من الشغل، بس أنا مش قادر أتصرف كده مع وسام. أنا عارف إنها غلطت، بس مش لازم نظلمها كده."
كمال نظر إليه بدهشة، ثم قال بحزم:
"إنت فاكر إنك بتعمل الصح؟ أنت مش جاي تشتغل عشان تشيل هموم الناس، ده شغل كبير، وفيه حاجات لازم تتعامل معها بحزم. وسام غلطت، ولازم تتحمل تبعات غلطها داليا مغلطتش معاها
عادل شعر أن والده بدأ يضغط عليه أكثر من اللازم. نظر إليه بعينين مليئتين بالشكوى، لكنه قرر أن يرد بصوت ثابت، بعد أن كبح نفسه لفترة طويلة:
"أنا مش هخلي شغلي يدمرني يا بابا. وسام كانت معانا واشتغلت بجد، ومفيش حاجة خلتني أقرر أسيبها كده. لو رجعتها، هتبقى فرصتها ونصيبها وحرام قطع اكل العيش
كمال، الذي كان يظن أنه قادر على فرض رأيه على ابنه، شعر للحظة بشيء من الغضب. لكن صوته ظل هادئًا وهو يرد:
"إنت مش قادر تفصل بين الشغل والمشاعر الشخصية. الشغل مش مكان للرحمة،
عادل رفع رأسه، عينيه مليئة بالعزم، وقال:
"أنا عارف إني مش هخلي المشاعر تسيطر عليّا، لكن مش هسمح لنفسي أظلم حد بسبب غلطته. وسام محتاجة الفرصة دي. ولو مش هترجع، هخسرها. قصدي الشغل هيخسرها"
كمال فكر للحظة، ثم قال بصوت جاف:
"إنت شايف إنك عارف الأفضل؟ بس ماشي اتحمل قرارك انا اه حكمت عليها انها ترجعها لكن مش معني كدا تكون قادر تسلم نفسك لقلبك
عادل شعر بشيء من الراحة بعد كلمات والده. كان يعلم أن عودته إلى وسام قد تكون خطوة غير متوقعة، ولكن قلبه كان يطلب ذلك. لم يكن يريد أن يخسرها، ولم يكن مستعدًا لمواجهة ما قد يحدث إذا تركها تذهب.
"أنا هارجعها يا بابا، ده قرار نهائي." قال عادل بصوت هادئ، لكنه كان مليئًا بالعزم.
كمال نظر إليه لفترة، ثم تنهد قائلاً:
"لو ده اللي أنت عايزه، يبقى اعمل اللي تحس إنه الصح. لكن لو الأمور ما مشيتش زي ما توقعت، مش هتكون ليك أعذار."
عادل، الذي شعر أنه اتخذ قراره النهائي، أومأ برأسه وقال:
"أنا مستعد لتحمل كل تبعات القرار ده.
في تلك اللحظة، كانت اللحظة الحاسمة قد مرت، وعادل شعر أنه بدأ يأخذ الأمور في يدَيْه، ولكن لا يزال هناك شعور داخلي بالقلق. كمال، الذي أدرك أن ابنه قد اختار طريقه، لم يعترض أكثر، لكنه لم يكن راضيًا تمامًا عن القرار.
بينما كان عادل يستعد للقيام بالخطوة التالية، شعر أنه على وشك تغيير شيء كبير في حياته، لكنه كان يعلم أن هذا القرار لن يكون نهاية القصة، بل بداية جديدة مليئة بالتحديات.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
كانت وسام جالسة على السطح، جسدها يهتز من البرد وغضبها يغلي كبركان على وشك الانفجار. الدموع لم تتوقف عن الانهمار، كأنها تغسل حطامًا متراكمًا بداخلها. كل شيء حولها بدا باهتًا، كما لو أن الحياة قررت الانسحاب من عالمها.
دُفع الباب بقوة، وظهر عادل، ملامحه صارمة ونظراته لا تعرف الهزيمة. اقترب منها بخطوات هادئة لكنها محسوبة، وكأنه يحكم قبضته على زمام المشهد. وقف أمامها، عيناه مسلّطة على وجهها الذي يفيض بالألم، وقال بصوت ثابت:
"وسام، قومي معايا. كفاية هروب."
التفتت إليه بعنف، ووقفت بوجهه بكل غضبها المكبوت، وقالت بحدة:
"عايز إيه تاني؟! لسه مش فاهم إن وجودك هنا أكتر حاجة بتوجعني؟ أنت خنتني، وما عندكش الشجاعة حتى تواجه العالم عشاني. مش عايزة أشوفك تاني
ظل عادل ثابتًا في مكانه، نظراته اخترقتها كالسهم. اقترب خطوة نحوها، يسيطر على الموقف، وقال بنبرة باردة لكنها تخفي تحتها نيرانًا:
"أنا ما جيتش أطلب إذنك. جيت أخدك معايا. مش هسمح لك تضيعي نفسك أو تضيعيني."
وسام صرخت بغضب، وصوتها ارتجف وهي تقول:
"مش هتتحكم فيا أكتر من كده! أنا خلاص خلصت منك. ضعيف... خاين... ما فيش حاجة تربطني بيك غير الندم!"
اقترب عادل أكثر، حتى أصبحت المسافة بينهما تكاد لا تُرى، عينيه ثابتتان على عينيها، وقال بنبرة حادة لكنها مليئة بالثقة:
"ضعيف؟! أنتِ اللي ضعيفة، وسام. بتحاولي تهربي بدل ما تواجهي. بتلوميني وأنا الوحيد اللي لسه واقف معاكي، مهما قلتِ أو عملتِ. ما تخدعينيش، أنا أعرفك أكتر من نفسك انتي من غيري ضايعة فاهمة ف تعالي بدل م اعمل حاجة تندمنا احنا الاتنين يازوجتي السرية."
رفعت يدها في لحظة تحدٍ لتصفعه، لكنه أمسك بمعصمها قبل أن تصل إليه. قبضته كانت قوية، لكنها لم تؤلمها، وعينيه أصبحتا أكثر قتامة وهو يقول:
"أنتِ فاكرة إنك تكسري عزيمتي؟ غلطانة. أنا ما أتهزمش بسهولة. وإنتِ، ياروحي بتاعتِي... مهما حصل، هترجعي معايا."
حاولت الإفلات من قبضته، لكن يده الأخرى كانت أسرع. أمسك بها وشدها لتصطدم بالحيطة خلفها، جسده قريب جدًا منها لدرجة جعلتها تشعر بأنفاسه الحارة. نظرت إليه بعينين يملؤهما الحنق والتحدي، لكنها لم تستطع الهروب من هالة قوته.
قالت بصوت مرتجف لكنه مليء بالغضب:
"أبعد عني، يا عادل! أنا مش لعبة في إيدك. فاهم؟ أنا مش هسمح لك تتحكم في حياتي تاني!"
ابتسم ابتسامة باردة لكنها مليئة بالثقة، وقال:
"أنا ما بلعبش،. ومش بحاول أتحكم فيكي. أنا بحمي اللي يخصني، حتى لو كان ضد رغبتك. إنتِ فاكرة إنك لو رفضتيني هسيبك؟ ده أكبر غلط ممكن تعمليه."
تجمعت كل شجاعتها في تلك اللحظة، رفعت يدها الأخرى لتصفعه مجددًا، لكنه أمسك بها بنفس السهولة. أصبح الآن يمسك كلتا يديها، عينيه تتوهجان بإصرار، ثم قال بصوت هادئ لكنه يقطر قوة:
"إنتِ عنيدة... لكن ده مش هيفرق معايا. هخليكِ تفهمي بالطريقة اللي أنا عايزها. وأول خطوة... إنك تيجي معايا دلوقتي."
انحنى نحوها، وقبل يدها رغم رفضها، ثم همس بجانب أذنها:
"هروح بيكِ، مش بمزاجك... بمزاجي أنا."
ترك يدها بعد أن أحكم سيطرته على الموقف، نظرت إليه بصدمة، لكنها لم تستطع الكلام. وقف منتظرًا للحظة، ثم قال بنبرة أخف لكنها حازمة:
"معندكيش خيار، وسام. قومي... وخلي العند ده لنفسك."
كانت تعلم أنه لا يتراجع، وكأن عنادها قد اصطدم بجدار لا
يمكن هدمه. ظلت صامتة للحظة، ثم أخذت نفسًا عميقًا، وبدأت تتحرك ببطء، وهي تعرف أنها، رغم كل شيء، لا تستطيع الهروب من قوة حضوره.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
بعد لحظات من وصولهم أمام الباب، وقبل أن يتمكنوا من الدخول، صُدموا بمشهد غير متوقع. كان سامي يقف في الردهة، عيناه مشدوهتان، وكأنما كان ينتظرهم. عادل ووسام توقفا في مكانهما للحظة، ولم يستطع أي منهما فهم ما يحدث. الجو كان متوترًا بشكل غير طبيعي.
سامي، الذي كان يبدو غاضبًا جدًا، نظر إليهما بحدة وقال:
"مفاجأة، صح؟ كنت مستنيكم."
عادل، الذي كان يحاول أن يتماسك، سأل باندهاش:
"إزاي عرفت؟"
سامي ابتسم ابتسامة ساخرة وقال:
"عرفت من نظراتكم لبعض، عادل. واضح إنكم مش قادرين تخبوا حاجة. البيت ده مش مكان للسرية مجرد مراقبة بسيطة جبت ارارك
عادل تنهد، وكانه شعر بوزن الكلمات يتساقط عليه، ثم قال بصوت منخفض:
"إنت متابعنا؟! من إمتى؟"
سامي رد بحزم:
"من يوم ما بدأت ألاحظ التغيرات بينكم. من يوم ما دخلت على الحياة دي كلها، وأنا عندي إحساس إن في حاجة مش تمام. وكنت في البداية مش عايز أصدق، لكن دلوقتي شايف كل شيء بعيني."
وسام، التي كانت تحاول إخفاء مشاعرها، قالت بصوت منخفض:
"إنت عايز إيه؟"
سامي رد عليها بحدة، عينيه تشع بالنار:
"عايزكم تواجهوا الحقيقة. عايزكم تدفعوا التمن اللي لازم تدفعوه. جوازكم السري، اللي كنتوا بتخبوه، مش هيعدي على خير. داليا مش هتغفر لكم، وأنا مش هسمح لكم تكملوا لو مش هتكونوا صريحين."
عادل، الذي كان يختنق من حجم الصدمة، قال بصوت متألم:
"إنت عارف إن ده مش ب ايدنا إحنا في موقف مكناش نقدر نتحكم فيه."
سامي نظر إلى عادل وكأن كل كلمة كانت تقطع بينهما، وقال بغضب:
"أنتوا مش فاهمين. كلكم بتلعبوا بالنار، وبعدين تجيوا تقولوا مش قادرين. الجواز ده كان لازم يحصل بطريقة صحيحة، لو كنتوا حاسين ببعض، كان لازم تواجهوا كل الناس وتبقوا صريحين. مش لوحدكم، مش على حساب الجميع."
وسام، التي شعرت بضيق شديد، ردت بصوت خافت:
"ما كنتش عايزة كل ده يحصل. مش دي النتيجة اللي كنت بحلم بيها."
عادل، الذي كان يحاول أن يوازن بين غضب سامي وبين المشاعر التي يخفيها، قال بهدوء:
"إحنا ما كناش بنحاول نخدع حد، بس لما حبينا، ما كانش عندنا خيار غير السرية."
لكن سامي قاطعه قائلاً:
"ما كانش عندكم خيار؟! ولا كنتوا خايفين من مواجهة الحقيقة؟! لو كنتوا صريحين من البداية، كان كل شيء هيكون مختلف. لكن دلوقتي، لو بتفكروا إنكم هتعيشوا في السرية للأبد، فإنتوا غلطانين."
عادل كانت ملامحه مشوشة، وكان يحاول إيجاد الكلمات المناسبة لشرح الموقف، لكنه شعر بأن سامي كان قد كشف لهم كل شيء. كان لديهم الآن خيار واحد فقط: مواجهة الواقع.
يتبع
٥&٦
رواية عشق تحت القيود الحلقة 5
غرفة مظلمة.
عادل يدخل أولًا بخطوات مضطربة، يمرر يده على وجهه كأنه يحاول إخفاء ثقل المواجهة التي مرت. وسام تتبعه بهدوء، تقف على مسافة، تتردد قبل أن تتحدث.
عادل:
(يتكئ على الطاولة، بصوت متعب)
"فاكرة لما كنت بقول إنّي أتحكم في كل حاجة؟ دلوقتي... مش قادر حتى أتحكم في نفسي."
وسام:
(تقف بثبات، نبرتها هادئة لكنها عميقة)
"التحكم وهم يا عادل. إحنا بس بنتظاهر إننا نقدر. بس في الآخر... اللي بيبقى هو اختياراتنا."
عادل:
(ينظر إليها، صوته يرتفع قليلًا مع شعوره بالعجز)
"اختياراتي؟! كل حاجة عملتها كانت غلط. كل خطوة خدتني لمكان أسوأ."
وسام:
(تقترب منه بخطوة، عيناها مليئة بالحزم)
"يمكن علشان كنت بتسمع كل الناس... إلا نفسك. إمتى آخر مرة سألت نفسك إنت عايز إيه؟ مش هم، مش أنا... إنت؟"
عادل:
(يهز رأسه، يضحك بسخرية)
"إنتِ مش فاهمة. في حاجات أكبر منّي. في ناس لو واجهتها... أنا اللي هضيع."
وسام:
(تنظر له بحدة، تقاطع سخريته بهدوء)
"مش يمكن تكون ضايع أصلًا؟ مش يمكن الخوف هو اللي بيحبسك؟"
عادل:
(ينظر إليها، وكأنه يحاول الرد لكن لا يجد الكلمات. يصمت لثوانٍ قبل أن يهمس)
"وأنا لو واجهت؟ إيه اللي هيبقى؟"
وسام:
(تقترب أكثر، نبرتها أكثر لطفًا)
"لو واجهت... هتبقى إنت. مش النسخة اللي عايزينها الناس، ولا اللي حاولت تصنعها لنفسك. هتبقى حقيقي."
عادل:
(يغمض عينيه، يأخذ نفسًا عميقًا)
"بس الحقيقية دي... مخيفة."
وسام:
(تبتسم ابتسامة خفيفة، مليئة بالألم)
"كلنا بنخاف منها. بس لو مشيت ورا خوفك... عمرك ما هتلاقي نفسك."
عادل:
(يفتح عينيه وينظر إليها، عينيه تحملان صراعًا داخليًا)
"وأنا لو خسرت؟ لو اللي هلاقيه مش كفاية؟"
وسام:
(تضع يدها على كتفه، نبرتها مليئة بالإصرار)
"الخسارة الحقيقية إنك ما تحاولش. بس طالما بتواجه... عمرك ما هتكون لوحدك."
يظل عادل صامتًا، يحدق في الأرض. لكنها ترى في عينيه وميضًا خافتًا كأنه أخيرًا بدأ يرى الطريق وسط الظلام.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في الكوافير
. وسام عادت بعد فترة غياب طويلة، ودخلت المكتب ببطء، وجهها مليء بالتوتر والقلق. كانت تعلم أنها ستواجه داليا التي لا تحب أن يتم مساس بجوهر عملها أو سمعتها. جالسة وراء المكتب، كانت داليا تتصفح بعض الأوراق ولم ترفع نظرها عندما دخلت وسام.
داليا (بنبرة باردة):
"أنتِ لسه هنا؟ يعني رجعتي بعد كل اللي حصل؟"
وسام خافت من كلمات داليا، وتوقفت مكانها، ثم أخيراً قالت بصوت منخفض.
وسام (بتردد):
"أنا آسفة، ما كانش قصدي... بس حصل موقف مع الزبونة... حاولت قد ما أقدر، لكن ما كنتش قادرة أسيطر على شعوري .. وحصل اللي حصل."
داليا (بنظرة حادة):
"إنتِ مش فاهمة، لما تعملي حاجة زي دي، بتضيعينا سمعة المكان أهم من كل حاجة، وأنتِ خربتيها لما بوظتي شعر الزبونة.
وسام خافت، لكن كانت تحاول أن تُبرر لنفسها، علها تجد مخرجًا.
وسام (بقلق):
"كنت عايزة أصلح كل حاجة، والله... لكن ما فيش وقت. الزبونة كانت مستعجلة، وأنا حاولت... حاولت أظبط الوضع، لكن... الوقت ضاع."
داليا (بغضب):
"إنتِ مش بتفهمي، ! في شغلنا ده ما فيش مكان للأخطاء. كل شيء لازم يكون على أكمل وجه. كنتِ غلطانة وخلّصت... وده يعني إنكِ مش مكانك هنا."
وسام شعرت بالقهر، لكن قبل أن تتمكن من الرد، دخل كامل فجأة، وأغلق الباب خلفه، ووقف أمام المكتب. كانت نظراته جادة، وهو يوجه حديثه إلى داليا.
كامل (بنبرة حاسمة):
"داليا، بلاش تأخدي الأمور لحد النهايات بسرعة. وسام غلطت، بس زي ما قلت لكِ قبل كده... الكمال مش دايما مقياس للناس. إحنا مش هنا نكون مثاليين، إحنا هنا نشتغل مع بعض. واللي حصل مع الزبونة مش نهاية العالم."
داليا رفعت رأسها بحدة، وتجاهلت كلمات كامل للحظة، ثم أجابت بصوت غاضب.
داليا (بتحدي):
"إنت بتقول كده علشان وسام؟ ده شغلنا، مش لعبة! لو مكانها لسه موجود هنا، هيبقى لازم تعرف إن الأخطاء مش هتتقبل!"
كامل (بهدوء):
"أنا مش هنا عشان أقول كدا. أنا هنا عشان أقول لكِ إنه لازم ندي فرصة للناس علشان يتعلموا. ووسام اتعلمت من غلطها
داليا كانت مشوشة لحظة، تنظر إلى كامل باستياء واضح، لكنها عرفت في النهاية أن قرار كامل كان نهائيًا.
داليا (بتنهد):
"طيب، بس المرة الجاية لو حصل أي خطأ زي ده... مش هكون متسامحة."
كامل (بابتسامة حادة):
"وأنا واثق إنكِ هتكوني. لكن دلوقتي، وسام هترجع شغلها زي ما كانت. لو فيه أي مشاكل تانية، هنتعامل معاها."
وسام التي كانت في البداية متوترة، بدأت تهدأ تدريجيًا، وكان قرار كامل بمثابة طوق نجاة لها. ابتسمت قليلًا، ثم ردت على داليا.
وسام (بتواضع):
"شكرًا لحضرتك. وأنا وعدت نفسي إني هبذل قصارى جهدي عشان ما يحصلش زي كده تاني."
داليا نظرت إلى وسام، ثم أخيرًا أومأت برأسها، لكنها لم تُظهر أي تعبير من المشاعر. كانت تعلم أن الوضع الآن قد أصبح معقدًا أكثر، ولكن كان عليها أن تواكب المتغيرات.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في مكتب كامل
في الشركة. هو جالس على مكتبه، يراجع بعض الأوراق، وهو مشغول في عمله. تتراكم الأوراق على المكتب بينما هو يستعرض تقارير عن سير الأعمال. الحجرة هادئة، والضوء ينعكس على السطح الزجاجي للمكتب. يدخل سامي، يعبر بهدوء عن الأمور اليومية ويطرح بعض الأفكار المتعلقة بالتوسع في مشاريع جديدة. كامل يوافق ويكمل حديثه باقتراحات تخص بعض الأفراد في الشركة.
كامل (بثقة):
"الناس هنا في الشركة مهمين جدًا، وكل واحد فيهم عنده دور مهم لازم يكون واضح... لازم نكون صريحين مع بعض، ونوزع المسؤوليات بشكل عادل. مش هينفع نرجع لوراء."
صوت الباب يفتح فجأة، وداليا تدخل بحذر، ولكن مع ابتسامة مشوبة بنوع من التوتر. يرفع كامل رأسه عن الأوراق وينظر إليها، مستعدًا للحديث.
كامل (بنظرة مباشرة):
"في حاجة؟"
داليا تتجه نحوه، وتستعرض الموقف بصوت واثق، لكنها تحمل نبرة فيها شيء من التلميح.
داليا (بتروٍ، وبصوت هادئ):
"حقيقة، أنا جايه علشان أتكلم في موضوع خاص... الموضوع ده بخصوص وسام."
كامل يستمع بنظرة متفحصة، ويشير لها بالجلوس، فتعبر عن استجابة واضحة وتجلس أمامه، وبينما كانت تنظم كلماتها، كانت عيونها تراقب ردود أفعاله.
داليا (بتكتيك):
"إنت عارف، وسام دي شخصية... مُعقدة شوية، فيه نوع من التهور في تصرفاتها، وده بيأثر على شغلنا هنا في الكوافير. أنا عندي فكرة، فكرت فيها، وأعتقد إنها هتكون مفيدة لك ولينا."
كامل (بتفكير):
"فكرة؟"
داليا (بابتسامة هادئة):
"أنا ممكن أستعين بيها في مكان تاني، يعني لو هي مش قادرة تتعامل مع مسئوليات شغلنا بالشكل الصح، ليه م نساعدها في شغل تاني؟ زي... في البيت، يعني. هتكون خدامة عندي، تحت إشرافي، لكن في الوقت ذاته، هتقدر تركز في حاجات تانية بعيدًا عن الشغل ممكن نخليها مشرفة الخدم يعني ليها احترامها ومرتبها كمان هيكون اعلي."
كامل يتوقف للحظة، ينظر إليها بصمت. داليا تتابع كلامها بنبرة أكثر تملقًا.
داليا (بحذر):
"أنا فاهمة إن مش كل الناس قادرين يتحملوا ضغط الشغل هنا. لازم نكون صارمين وواقعيين. لو مش قادرة تناسب المكان، يبقى ضروري نعيد التفكير في المكان الأنسب ليها
كامل يتنهد، يضع يديه على المكتب، ثم يرفع نظره إليها بحذر، ويأخذ وقتًا قبل أن يرد.
كامل (بصوت هادئ ولكنه حاسم):
"أنتِ مش فاهمة يا داليا، كل واحد هنا في المكان ده عنده قيمة. مش كل حاجة هتتحدد بالمكان أو بمنصب محدد. في حاجة أكبر من كده، الفكرة مش في إزاحة الناس، بل في وضعهم في المكان اللي يقدروا يبرزوا فيه. لو وسام غلطت، فده مش يعني إنها مش قادرة تشتغل، بس ممكن يعني إنها لسه بتتعلم."
داليا تتنفس بصعوبة، لا تظهر أي تعبير على وجهها، لكن نبرة كلماتها تصبح أكثر غموضًا.
داليا (بتحدي):
"لكن في شغلنا ده... إزاحة الأخطاء مش حاجة ممكن نتجاهلها. كل خطأ مش بس بيمس سمعتنا، بيهز الثقة اللي بينا. وأنا شايفة إنه لو مش هنقدر نصحح الأخطاء، لازم نعيد التفكير."
كامل (بثبات):
"أنا مش موافق على الحلول السريعة زي دي، . أعتقد إننا لو عاوزين نطور الناس، لازم نديهم فرص للتعلم والنمو. وإذا في حد مش قادر يناسب الدور، يبقى لازم نساعده مش نتخلى عنه."
داليا تتنهد قليلًا، ثم تغير أسلوبها لتبدو أكثر هدوءًا في محاولتها لإقناع كامل.
داليا (بتوجيه ناعم):
"أنا بس بحاول أساعدك... أساعد المكان ده في الحفاظ على كفاءته. ووسام مش شخص سهل، وفي لحظة زي دي، الكل محتاج يعرف مكانه."
كامل يبتسم بشكل خفيف، ثم يجيب بنبرة هادئة، حاسمة.
كامل (بابتسامة ذات مغزى):
"أنتِ عارفه، أهم شيء في شغلنا مش بس التقييم الفوري، لكن إزاي نعرف نوظف الناس في الأماكن اللي يقدروا يتطوروا فيها. لو كان فيها مشكلة، هنتعامل معاها بحكمة. ولكن مش هنكون عادلين لو اخترنا الحلول السهلة."
داليا كانت قد أدركت تمامًا أن كامل قد اتخذ قراره، لكنها لم تستطع إلا أن تبتسم، عرفت أن موقفها هنا لم يكن سيفيد.
داليا (بتردد):
"طيب، زي ما إنت شايف... بس لو اتكرر الموضوع ده تاني، هبقى مضطرة أتدخل."
كامل ينظر إليها بعينين ثابتتين، ثم ينهض من مكانه.
كامل (بصوت حاسم):
"أنا هنا علشان أتعامل مع الأمور زي ما لازم، مش على أساس مواقف لحظية. وسام هترجع تشتغل، ولو حصل أي حاجة تانية، هنعيد تقييم الوضع. ده اللي أنا شايفه."
داليا تنهض، تبتسم بابتسامة قسرية، ثم تخرج من المكتب، بينما يبقى كامل ينظر إليها للحظة أخرى، يفكر في قرارته.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
مكتب داليا الهادئ
، حيث الضوء يتسلل من خلال النوافذ الكبيرة. المكتب مرتب بعناية، والخلفية تحمل لمسات من الفخامة والترف. داليا جالسة خلف مكتبها، ترسل نظرات نافذة عبر نافذة الزجاج الكبيرة. وسام تدخل ببطء، وتبدو متوترة بعض الشيء، لكن هناك شعور بأنها تستعد لمواجهة تحدٍ ما. داليا ترفع رأسها وتبتسم ابتسامة ذكية، ثم تشير لوسام أن تجلس.
داليا (بصوت هادئ ولكن حاد):
"وسام... ليه إحنا دايمًا بنقف في مكان واحد؟ زي الحجارة اللي بتتراكم على بعضها، مفيش حركة، مفيش تغيير. في حاجة لازم تتحرك."
وسام تنظر إليها بصمت، تتسائل عن النية الحقيقية وراء كلماتها.
داليا (تستمر):
"أنتِ هنا، وفي الكوافير، عندك مكان، لكن مش كل مكان يناسب كل واحد. وعلشان تكوني في المكان الصح، لازم تتأقلمي... تحطي نفسك في المكان اللي يشدك للأمام، مش تفضلي تقعدي في مكانك، تتحسسي على الحافة."
وسام تجلس وتستمع بحذر، وهي تدرك أن داليا تتلاعب بالكلمات، لكنها لا تستطيع تجاهل مغزاها.
داليا (ببعض التفكير):
"أنتِ فكرتي في الحلول التي ممكن تخرجي بيها من الدور؟ أعتقد إنه مش عيب إنك تعترفي إنك محتاجة تغيير. الكوافير مش كل شيء، فيه أشياء تانية لو عرفت تسيطري عليها، هتكوني في وضع أقوى. أنا بقولك، ده مش كلام عابر، ده تفكير مدروس."
وسام تنظر إليها بحذر، بدأت تفهم ما تدور حوله داليا، لكن لم تقرر بعد ما إذا كانت ستقبل هذا الحوار أم ستتمسك بموقفها.
وسام (بصوت منخفض):
"إزاي يعني؟"
داليا تبتسم ابتسامة خفيفة، ثم تنظر إليها بعيون مليئة بالحكمة والتوجيه.
داليا (بتسلط):
"إزاي؟... ببساطة. لو أنتِ فاكرة إن كل حاجة بتتحدد بالعمل، فأنتِ غلطانة. لما تكوني في مكان زي ده، ليكي تأثير أكبر مما تتخيلي. لو فكرنا في دورك بشكل أوسع، هتلاقينا نقدر نكون أقوى. لو فكرتي في خدمة جديدة، يعني في حاجة زي... خدامة، يكون ليكي سيطرة أكبر على الوضع. هتخلي الناس يحترموك أكثر. هتقدري تديري الوضع بنفسك. كل شيء هنا يعتمد على السيطرة، ولما تكونين في مكانك الصح، هتحققي أكبر استفادة."
وسام ترفع حاجبها، تحاول أن تفهم إذا كان هذا اقتراحًا جادًا أم أنه مجرد تمهيد لشيء أكبر.
داليا (بثقة عالية):
"أنا مش بقولك تكوني في مكان أقل، أنا بقولك إنه المكان ده مش مناسب ليكي. الخدمة هتكون تحت إشرافك، بس برضه هتضمنلك وجودك تحت الضوء. كل واحد هنا عنده قيمة بس الطريقة اللي تقدر تبرز بيها هي دي الأهم. هتقدر تنظمي حياتك بطريقة مختلفة، وهي دي الفرصة الحقيقية."
وسام تفكر قليلاً، محاولة فهم الصورة بالكامل. لكن كلمات داليا تخترق تفكيرها، وعقليتها تركز في الفكرة.
وسام (بتردد):
"وازاي الصورة دي هتتغير؟
داليا تبتسم، وهذا ابتسامة لا تخلو من الحيلة، ثم تستند إلى المكتب وتنظر لوسام بعيون شديدة التركيز.
داليا (بهدوء):
"ما تظنيش إنك لو خليتي الوضع تحت سيطرتك هتخسري حاجة. ده عكس الواقع. الخدمة مش عيب... الخدمة هتخليكي تقوي علاقتك مع كل الناس، وتتعلمي منهم، تبني مكانك الخاص وتضمني تأثيرك. لو عرفتي تتحكمي في حاجة زي دي، هتقدري تديري مكانك بشكل مختلف. في البداية ممكن يكون مش مريح، لكن لما تحسسي الكل إنك متحكمة، كل شيء هيبقى ليه طعم تاني."
وسام تتنهد قليلًا، تحاول الهضم الجيد لفكرة داليا، لكن بداخله تملأها مشاعر مختلطة. على الرغم من أنها تعرف أن داليا تسعى وراء مصلحتها، إلا أن كلامها يظل يحمل منطقًا عقلانيًا يفتح أمامها أبوابًا لم تفكر فيها من قبل.
وسام (بإصرار):
"بس الناس كلها هتفتكر اني ف مكان اقل
داليا (بتحدي ناعم):
"العكس. الناس بيحترموك لما يعرفوا إنك قادرة تديري. الخادم هو اللي بيحدد قيمة ما يقدمه. أما إذا كنتِ في مكان بيسمحلك تعيشي في أجواء فيها سيطرة ووجود، هتفرق في كل شيء. أنتِ هنا عايزة تكوني قوية، وده ممكن يحصل فقط لو غيرتي المعادلة."
وسام تقف وتبدأ تتجول في المكتب، تفكر فيما قالته داليا. تطلق نظرة فاحصة على الأشياء حولها، محاولات للتمسك بموقفها.
وسام (بصوت هادئ):
"وأنتِ... مش خايفة تتعرضي للهجوم لما الناس يكتشفوا الحقيقة دي؟"
داليا تلتفت إليها بحذر، تبتسم بخفة.
داليا (بالفلسفة):
"الخوف مش في الحقيقة، الخوف في ازاي تقدر تتعامل مع الحقيقة. الحقيقة هي إنك لو نجحت في كسب المعركة الداخلية، العالم الخارجي هيتبعك. مش هتفشلي لو عرفتي تشغلي الأمور لصالحك."
وسام تبتسم ببطء، وتبدأ تفهم المغزى وراء كلمات داليا، لكن لا تظهر قرارًا بعد، فقط تشعر بأنها تقع في فخ غير مرئي، لكنها لم تقرر بعد كيف ستفعل.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
مكتب عادل
الغرفة مظلمة إلا من ضوء خافت يتسلل من النافذة. عادل يجلس خلف مكتبه، كتفه منحنيان وكأنه يحمل العالم فوقهما، أمامه أوراق مبعثرة، لكن عينيه تائهتان في مكان بعيد. فجأة، تفتح وسام الباب، تدخل بخطوات واثقة رغم اضطراب ملامحها. عادل يرفع رأسه ببطء، عيناه تشتعلان بشيء بين الغضب والقلق.
عادل
(صوته منخفض لكنه مشحون بالتحكم)
"كنت عارف إنك هتيجي. إيه القرار المجنون اللي سمعته عنك دا ياوسام؟"
وسام تتقدم نحوه، عيناها تتحديان نظراته، لكنها تخفي توترًا داخليًا. تقف أمامه، ذراعاها متشابكتان وكأنها تُحصّن نفسها.
وسام
(بهدوء حذر)
"مش قرار مجنون. ده قراري أنا. داليا عرضت عليّا الشغل... ووافقت."
عادل ينهض فجأة، يدفع الكرسي خلفه بقوة، يتقدم نحوها بخطوات واثقة لكن عينيه تفضحان عاصفة من الغضب.
عادل
(بصوت يفيض بالغليان)
"واقتي؟! وافقتي تشتغلي خدامة في بيتها؟! وسام، إنتِ فاهمة أصلاً إنتِ بتعملي إيه؟" دي اهانة كبيرة لكرامتك ولنفسك كنتي شغالة ف مكان في مليون غيرك شغالين فيه دلوقت عايزة تروحي برجليكي ليها وواثقة كويس اني هكون متكتف وانتي هناك اقنعتك ازاي اتكلمي؟
وسام تتراجع خطوة، لكن فقط لتأخذ نفسًا عميقًا. تُقابل نظراته بصلابة رغم نبض قلبها المتسارع.
وسام
(بصوت ثابت)
". أنا بقرر طريقي. إنت مش فاهم أنا مضطرة أعمل ده ليه."
عادل
(يمسك بذراعها فجأة، نبرته تصبح أكثر حدة)
"مضطرة؟! أنا مش هسمح لحد يحطك تحت سيطرته، خصوصًا داليا. لو عندك مشاكل، أنا اللي أحلها، مش هي!"
وسام تحرر ذراعها من قبضته بحركة حازمة، نظرتها تشتعل بروح التحدي.
وسام
(بحدة لكنها تُظهر حزنًا دفينًا)
"وأنا مش محتاجة حل من حد، لا منك ولا منها. حياتي أنا، وأنا اللي أقررها. لو كنت شايفني ضعيفة، يبقى محتاج تفكر فيا شوية وتدي لنفسك الفرصة انط تعرفني كويس ياعادل بيه."
عادل يحدق فيها، عيناه تمتلئان بمزيج من الغضب والعجز، يمرر يده في شعره بتوتر.
عادل
(بصوت متهدج)
"إنتِ عنيدة لدرجة بتخليني أتجنن وسام، كدا بتدمري نفسك؟ إنك بتخليني أشوفك بتبعدي عني كل يوم أكتر؟"
وسام تبتسم ابتسامة صغيرة مليئة بالألم، وتقترب منه خطوة، تصغر المسافة بينهما بشكل يُشعل التوتر.
وسام
(بهدوء يشوبه الحزم)
"أنا مببعدش. يمكن إنت اللي مش بتحاول تقرب. كل حاجة عندك لازم تكون ف حكمك، حتى أنا."
عادل يمد يده، يضعها على كتفها، صوته ينخفض لكنه يظل مشحونًا.
عادل
(بصوت أشبه بالهمس)
"وسام... أنا مش بحاول أتحكم، أنا بس خايف عليكِ. خايف تروحي في طريق نهايته هدم ليكي... ولينا."
وسام تنظر إليه بتمعن، وكأنها تحاول قراءة كل ما يخفيه خلف تلك الكلمات. ثم تبتعد خطوة، نظرتها مليئة بالألم.
وسام
(بصوت مكسور لكنه قوي)
"اللي أنا بخاف منه... هو إننا نفضل نحارب بعض بدل ما نحارب اللي بيحاولوا يفرقونا."
عادل يتراجع للخلف، وكأنه تلقى ضربة غير متوقعة. عيناه تتوه في عينيها، ثم فجأة يمسك بكتفيها بكل قوته، يقربها إليه، وكأنه يخشى أن تختفي.
عادل
(بصوت منخفض لكنه يحمل قوة امتلاك)
"وسام... إنتِ ليّا. ومهما عملتِ، مش هسيبك تاخدي الطريق ده لوحدك. لو هتحاربي، أنا اللي هكون معاكِ... قدام الكل."
وسام تحدق فيه بدهشة، لكن قلبها ينبض بقوة، لا تعرف إن كانت تلك الكلمات قيدًا جديدًا أم حماية لطالما احتاجتها.
وسام
(بصوت مرتجف لكنها تحاول أن تكون حازمة)
"عادل... لو هتكون معايا، بلاش تمنعني. خليني أقرر... وخليني أكون قوية زي ما بتشوفني."
لحظة صمت بينهما، تُثقلها المشاعر التي لا تُقال. عادل يُخفّض قبضته على كتفيها، لكن نظراته لا تفارقها.
عادل
(بهدوء يشوبه استسلام)
"بس اوعديني... لو حسيتِ بأي ألم، لو احتجتيني.. تعالي عندي ."
وسام تبتسم بخفة، ترفع يدها وتضعها على يده التي ما زالت على كتفها.
وسام
(بصوت ناعم لكن قوي)
"وعد... بس بشرط. تكون معايا، مش ضدي."
عادل يبتسم ابتسامة خفيفة لأول مرة، وكأنه أخيرًا وجد شيئًا يمسك به. وسام تُحرر نفسها بلطف، ثم تتحرك نحو الباب، لكن قبل أن تغادر، تلتفت إليه.
وسام
"الطريق صعب، . بس لو مشينا فيه سوا، يمكن نقدر نوصل."
تخرج وسام، تاركة خلفها عادل في مكتب يعمه الصمت، لكنه هذه المرة صمت يحمل أملًا جديدًا.
رواية عشق تحت القيود الحلقة 6
في منزل كمال، أضاء الليل بوهج خافت، حيث عكست أضواء الفيلا الكبرى مزيجًا من الظلال والأنوار. توقفت سيارة وسام أمام المدخل الواسع، ومع كل نبضة قلبها المليئة بالتردد، جمعت شجاعتها ونزلت من السيارة بخطوات ثابتة. بعد لحظات وقفت أمام الباب الكبير، ثم قرعت الجرس. لم يمض وقت طويل حتى فتح كمال الباب.
كمال:
(يستقبلها بابتسامة واسعة، ونبرة هادئة تحمل خبثًا مستترًا)
"أهلاً وسام... أخيرًا قررتِ تخطي الخطوة. دخلتي النهاردة لعالم مختلف تمامًا."
وسام:
(بصوت منخفض مليء بالتردد)
"شكرًا على استقبالك... مش متأكدة إذا كنت عملت الصح ولا غلط."
كمال:
(بهدوء غامض، يشير لها بالدخول)
"مفيش داعي للقلق دلوقتي. الفيلا دي هتبقى بيتك الجديد... طبعًا، بس بشروطي."
دخلت وسام بخطوات ثقيلة تتبع كمال إلى الداخل. كانت الفيلا ضخمة، بتفاصيلها الفاخرة التي تنطق بالفخامة. رغم الجمال الظاهر، إلا أن الأجواء كانت تحمل ثقلًا خفيًا وكأن المكان يخفي أسرارًا عميقة.
كمال:
(يخطو بجانبها ببطء، بنبرة حاسمة)
"دلوقتي بقى... دورك هنا مش مجرد شغل. هتكوني الخدامة ، لكن الموضوع أكبر من كده بكتير. شغلك فيه تفاصيل أكتر من مجرد تنظيف."
وسام:
(تتوقف فجأة وتنظر حولها بعيون قلقة)
"إيه المطلوب مني بالضبط؟"
كمال:
(يتقدم بخطوة، بنبرة أكثر جدية)
"هتكوني عيني في المكان. كل شيء يحصل هنا لازم يوصلني، وهتنفذي أوامري بالحرف. مفهوم؟"
وسام:
(بنبرة متمسكة بآخر خيوط قوتها)
"ولو رفضت؟"
كمال:
(يبتسم ببرود، ونبرة صوته تحمل تهديدًا غير مباشر)
"الرفض مش اختيار مطروح، ياوسام. قبولك بالشروط هو التذكرة الوحيدة عشان تكوني هنا والا مش هيكون ليكي لا ف قصري ولا ف اي مكان ف الدنيا"
أغمضت وسام عينيها للحظة، غارقة في دوامة مشاعر مختلطة بين الخوف والضياع. كانت تدرك أن الخطوة التي اتخذتها قد دفعتها إلى عالم مظلم مليء بالتحديات، حيث لا مكان للعودة إلى الوراء.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
داخل المكتب الفخم، جلس كمال على كرسيه الكبير، وجهه يحمل ملامح انزعاج واضح، بينما كانت داليا تقف أمامه بثبات. صوتها كان هادئًا ولكنه مليء بالثقة، تحاول إقناعه بفكرة لم يكن على استعداد لقبولها بسهولة.
داليا:
(بنبرة متأنية وثقة، وهي تنظر إليه مباشرة)
"كمال، أنا عارفة إن فكرة وسام مش عاجباك، بس اسمعني. إحنا نقدر نستغلها بطريقة تخدم مصلحتنا. هي مش مجرد خدامة زي ما إنت شايف."
كمال:
(بنظرة حادة ونبرة صارمة، وهو يتكئ إلى الخلف)
"داليا، أنا مش مقتنع. وسام دي ملهاش أي قيمة. بتكلمي عن شخص مش هيضيف حاجة. إزاي تشوفي فيها أكتر من مجرد خدامة؟"
داليا:
(تقترب منه، وتحاول أن تتحكم في دفة الحوار)
"كمال، وسام مش مجرد خدامة. وجودها في بيتي هيخليني دايمًا قريبة منها، وأراقب كل تحركاتها. أنت مش ملاحظ إنها بتاثر على عادل؟ قربها منه خطر، وأنا مش هسمح بده. لو جت هنا، هقدر أتحكم فيها وبعادل في نفس الوقت."
كمال:
(بصوت متحفظ، وهو يضع يديه على المكتب)
"يعني كل ده عشان عادل؟ إنتي شايفة إن الموضوع هيستاهل، وإني أخاطر بكل ده عشان أراقب شخص زيها؟"
داليا:
(بنبرة أكثر ثقة، مع ابتسامة ماكرة)
"أيوة، بالضبط. عادل بيتصرف بطريقة غريبة في الفترة الأخيرة، وأنا حاسة إن ليها علاقة بالموضوع. وسام ممكن تكون نقطة ضعف بالنسبة له. وجودها هنا هيخليني أقدر أراقبهم هما الاثنين، وأتصرف في الوقت المناسب لو لزم الأمر. بدل ما تكون بعيدة عن عيني،."
كمال:
(يغمض عينيه للحظة، كأنه يفكر بعمق)
"يعني الخطة كلها عشان تراقبي وسام وتتحكمي ف عادل؟ بس لو حاجة خرجت عن السيطرة، إنتي هتكوني المسؤولة."
داليا:
(بابتسامة واثقة، وهي تضع يدها على المكتب)
"متقلقش، أنا عارفة أنا بعمل إيه. وجودها هنا هيكون مجرد خطوة أولى في خطتي، وكل شيء هيبقى تحت السيطرة."
غادرت داليا المكتب بعدما شعرت بأنها استطاعت إقناع كمال، ولكن داخل عقلها كانت تحمل نوايا أبعد مما أوحت به كلماتها. هي لم تكن تسعى فقط للتحكم في وسام، بل أيضًا لضمان أن عادل لن يتمكن من الخروج عن سيطرتها. أما كمال، فقد ظل واقفًا بجانب نافذته، يفكر بتمعن، يعلم أن اللعبة التي بدأتها داليا قد تكون أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
مكتب كمال
المكتب مضاء بضوء خافت، وكمال يجلس خلف مكتبه، يراقب عادل بعينين تحملان شيئًا من الشك. عادل يدخل بثقة، لكن جو الغرفة مشحون بالتوتر.
عادل:
(بلهجة حازمة، نظرته ثابتة نحو كمال)
"عايز أكلمك في موضوع مش هضيع فيه وقت،."
كمال:
(ببرود، يميل إلى الوراء في كرسيه، ينظر إليه لفترة طويلة قبل أن يتحدث)
"أنت فاكر إنك تقدر ترفض كل حاجة؟ ."
عادل:
(بنبرة حادة، يقترب خطوة للأمام)
. أنا مش صغير، مش هتتحكم في حياتي بالطريقة دي."
كمال:
(بتحدٍ، يحاول الحفاظ على هدوئه، لكنه يشير بطريقة خفية إلى أن هناك ما هو أكبر يتحكم في الأمور)
مش هتقدر تواجه كل شيء بنفسك."
عادل:
(يبتسم بشكل ساخر، يضع يده على المكتب)
"لو عايز تفضل تتحكم في كل شيء من وراء الكواليس، ده موضوعك لوحدك."
كمال:
(يحاول أن يخفف حدة الموقف بتغيير لهجته، لكن صوته يظل قاسيًا)
"إنت مش فاهم الصورة الكبيرة، وفي النهاية اللي هتواجهه مش هتقدر تتعامل معاه لو مش كنت جاهز."
عادل:
(يحاول ألا يظهر تأثره، ينظر له بعينين مليئتين بالصلابة)
"كل قرار هعمله هكون أنا المسؤول عنه. مش هتدير حياتي من وراء الكواليس بعد دلوقتي."
كمال:
(بصوت منخفض، محاولًا أن يتلاعب بالواقع من خلف الستار)
"خلينا نشوف الحياة هتثبتلك لو كنت جاهز، أو لو كانت قراراتك غلط."
عادل:
(ينسحب بهدوء، يترك كلمات مشحونة في الأجواء، بينما كمال يراقب بحذر، محاولًا أن يظل في الظل)
"أنا هعيش حياتي، ومش هخاف من مواجهة تبعات قراراتي."
كمال:
(يبقى جالسًا في مكانه، يفكر في ما يحدث بين عادل وداليا، بينما يخطط لمستقبله)
"هنشوف إزاي هتتطور الأمور."
❤️❤️❤️❤️❤️❤️
غرفة داليا
الغرفة مظلمة، الجو مشحون بالتوتر. عادل واقف قدام الشباك، عيونه على الظلام بينما داليا قاعدة على السرير، عيونها مليانة تحكم، لكن قلبها مش مطمئن. الجو بينهما مشحون وكأن كل كلمة هتكون معركة.
داليا (بصوت حاد، لكن جوّاها مشاعر مختلطة من الغضب والقلق):
"إيه اللي حصل لك يا عادل؟ كنت في إيدي زي الطين، كنت تحت سيطرتي طول الوقت. دلوقتي إيه؟ خلاص؟ إنتَ مش زي ما كنت."
عادل (مكمّل نظره على الشباك، صوته ثابت لكنه مش متوازن من جوّا):
" كويس انك اعترفتي بدا وبما انك شايفاني كنت زي الطين دلوقت بقولك خلاص ياداليا العلاقة اللي ملهاش مسمى دي لازم تنتهي."
داليا (بتتقدم خطوة نحوه بسرعة، عيونها مليانة غضب، بتحاول تسيطر عليه):
"وتفكر إنك هتقدر تخرج؟ ده بينا أكتر من كده. بينا تاريخ، بينا حياة، بينا كل حاجة. لو مش معايا، هتبقى لوحدك، ومش هتلاقي حد يقف جنبك."
عادل (بتنهد بصوت عميق، ثم بجدية شديدة):
" خلصنا، انتهت اللعبة."
داليا (بتحاول تسيطر على أعصابها، بتقترب منه أكتر):
"إزاي؟ بعد كل اللي كان بينا؟ فاكر هتقدر تبني حياة جديدة؟"
عادل (بصوت أقوى وأوضح، بيواجهها بعينيه بقوة):
"اللي بينا كان أكاذيب، ما كانش فيه شيء حقيقي. دلوقتي كل واحد فينا هيمشي في طريقه."
داليا (بتتراجع خطوة للخلف، لكن صوته في عيونها يدل على إن فقدت السيطرة عليه):
"وأنا مش هقبل ده! لو مش معايا، هتكون ضدي! مش هسيبك تخرج من حياتي كده."
عادل (مرفوع الرأس، صوته صارم وأكد مع كل كلمة):
"مفيش حاجة اسمها مش هقبل. أنا قررت، والقرار ده مش هيتغير. لو كنتِ شايفة إنك ملكتي حياتي، دلوقتي أنا عندي مفاتيح حياتي. مش هسمح لحد يمشيني ع مزاجه هتحدي كل حاجة حتى لو انتي ياداليا."
داليا (بتتراجع خطوة أخرى للخلف، مش قادرة تتقبل الموقف، لكن تحاول تسيطر على الغضب):
"لو مش معايا، هتندم يا عادل. "
عادل (بصوت هادئ لكن حاسم، بيغادر المكان):
"أنا مش هخاف من الوحدة. لو كانت دي حياتي، هعيشها براحتي، مش هعيش على حسب مزاج حد تاني. أنا اختارت الطريق ده، واللي مش عاجبه... ما عنديش حاجة أشرحها له."
عادل يطلع من الغرفة ببطء، والباب يصرّ مغلق ورا ظهره، بينما داليا وقفت مكانها، عيونها مليانة صدمة،
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في الممر الضيق في الفيلا، كانت الأضواء خافتة، والجو غارق في صمت ثقيل. عادل مشى بخطوات ثقيلة، وكان قلبه ينبض بسرعة غير طبيعية، كل كلمة قالها له والده وكل لحظة قضاها مع داليا كانت تتدفق في عقله. لكنه لم يستطع التخلص من مشاعر أخرى، مشاعر لا يستطيع مقاومتها تجاه وسام.
وصل إلى باب غرفتها، قلبه لا يكاد يتحمل الضغط. فتح الباب بهدوء، وكأن الهواء من حوله يعاند جسده، وهو يحاول التسلل داخله دون أن يصدر أي صوت.
عادل (بصوت هامس لنفسه):
"لازم أكون هنا. لازم."
الغرفة كانت مظلمة إلا من بعض الضوء الذي تسلل من خلال الستائر. وسام كانت نائمة، وجهها هادئ بشكل غريب، وكأنها لا تشعر بما حولها. عادل وقف على بعد خطوة منها، لا يستطيع أن يقرر ماذا يفعل، ولا كيف يواجه نفسه.
عادل (همس، أكثر إلى نفسه منها لها):
"وحشتيني اوي ياوسام"
وسام (استفاقت فجأة، وعينيها تلتقي بعينيه، كأنها شعرت بحضور غير مألوف):
"عادل؟ إزاي؟..."
عادل (يتنهد بمرارة، يحاول أن يخفف عن نفسه):
"كنت لازم آجي. مش قادر أهرب أكتر من كده."
وسام (تقرب منه قليلاً، عيونها مليئة بالأسئلة):
"أنت مش خايف من كل اللي ممكن يحصل لو حد شافك هنا؟" امشي عشان خاطري مش عايزة مشاكل
عادل (يعرف أن هذا هو الوقت الذي عليه أن يواجه فيه نفسه، يتحدث بصدق):
"أنا مش خايف من الناس، ولا من العواقب. خايف من نفسي لو سبتك."
وسام (تقترب أكثر، ولكن بحذر، صوتها ضعيف لكن مليء بالألم):
"لكن لو قررت تفضل معايا، هتكون لازم تتخذ قرار. مش هقدر أعيش في حيرة بينك وبين حياتك."
عادل (يضع يده على صدره، يشعر بثقل الكلمات التي ستنطق بها، وعيناه مليئة بالندم):
"أنا ما كنتش عارف. ما كنتش عارف إني أقدر أحب كده. ده مش مجرد حب... دي حاجة بتسيطر على حياتي."
وسام (تنظر إليه بحذر، وفي عيونها تعبير لا يوصف):
"إزاي يعني؟ يعني دلوقتي هتختارني بجد؟ "
عادل (يقترب منها ببطء، وتدور عينيه بين عينيها وأطرافها، يريد أن يلمس كل شيء فيها):
"لو مش معاكي، ما فيش حاجة هتسوى عندي. مش هقدر أعيش وأنتِ بعيد عني. لو ده معناه الهروب من كل شيء واحارب اهلي والدنيا بحالها يبقى أنا مستعد."
وسام (تبتسم بمرارة، تتنهد، ثم تهز رأسها):
"وأنا هعيش معاك في كل ده؟ لو قررت تبقى، لازم أكون معاك في كل حاجة. مش بس هروب من الواقع.
عادل (يلمس يدها بحذر، عينيه مليئة بالندم والشوق):
"مش ههرب تاني، ياروحي. كل لحظة بعيدة عنك، بتقتلني."
وسام (عيونها تلمع بدموع غير مرئية، تقترب منه، قريبة جدًا):
"لو عايز تكون جمبي، يبقى لازم تكون صريح معايا.."
عادل (يركز في عينيها، ويهمس بحذر):
"بعشقك ياوسام بحبك اوي
ثم اقترب منها أكثر، وكأن الزمن توقف. في تلك اللحظة، أغمض عينيه وترك مشاعره تتدفق في قبلة طويلة، مليئة بالندم، والشوق، والقرار
تعليقات
إرسال تعليق