القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الغدار الفصل الخامس والسادس والسابع الأخير بقلم نور الشامى

 

رواية الغدار الفصل الخامس والسادس والسابع الأخير بقلم نور الشامى





رواية الغدار الفصل الخامس والسادس والسابع الأخير بقلم نور الشامى


الغدار "قضيه شرف"

نظر الجميع اليها بصدمه ينتظرون منها اجابه علي السؤال الذي يدور في رأسهم جميعا حتي اقتربت منها ميرفت وهتفت بفضول: 


بجد والله.. اتجوزتي مين عاد 


نظرت ليل اليها بتوتر وجاءت لتتحدث ولكن قاطعها جاسر الذي اقترب منها وسحبها من خصرها لديه حتي اصتدمت في جسده مردفا ببرود قاتل: 


اتجوزتني انا... انا وليل اتجوزنا 


كانت هذه الكلمات كفيله لتقتل جميع الموجودين فورا ولكن لم تستوعب ميرفت ما سمعته للتلو واردفت بسخريه: 


هو دا وجت هزار بذمتك.. يعني احنا في حاله وفاه وعمتي تعبانه ومعرفش المصايب دي كلها بتيجي منين وانت واجف تهزر 


ابتعد جاسر قليلا عن ليل واردف بلا مبالاه: 


وهو مين جال اصلا اني بهزر يا ميرفت... انا اتجوزت ليل...مازن مش عايزها ولا هي عايزاه وسليم الله يرحمه وصاني اخلي بالي منها.. فجولت انا اولي 


اتسعت عينان ميرفت بصدمه وصرخت بغضب مردفه: 


اولي بيها اي وزفت اي عااد.. هو انت بتهزر معايا.. انت اتجوزت عليا... اتجوزت عليا دي.. ليل.. بجا علي اخر الزمن تتجوز عليا وكمان اكتر واحده بكرها في الدنيا كلها.. ليه.. انا عملتلك اي علشان تعمل فيا اكده 


القت ميرفت كلماتها بصراخ ومازن ينظر اليها بدهشه كيف لها ان تمثل بهذه الطريقه العبقريه للدرجه التي جعلته هو شخصيا يصدق حديثها بالرغم من معرفته للحقيقه كامله و 


لم ينتهي مازن من شروده حتي قاطعه صوت جاسر الذي اقترب من ميرفت مرددا بحده: 


معملتيش اي حاجه.. بس انا عايز اتجوز.. انا حر اعمل ال يعجبني انا كبير الصعيد واعرف الصوح من الغلط.. مش انتي ال هتجوليلي اعمل اي ومعملش اي.. هي دلوجتي بجت مرتي وانتي مجبوره غصب عنك تعامليها باحترام 


صرخت ميرفت بغضب وهي تدفعه بعيدا مردده؛ 


لع يا جاسر مش مجبوره اعاملها زين ولا مجبوره اوافج علي جوازك بيها ولا مجبوره افضل موجوده اهنيه و 


لم تنهي ميرفت كلماتها حتي اسكتتها صفعه قويه علي وجهها من جاسر الذي اردف بغضب': 


انتي بتكلمي جاسر الهواري مش واحد بيلعب معاكي في الشارع.. ولما تتكلمي معايا تلزمي حدودك حتي لو كنتي مرتي 


نظرت ميرفت اليه بصدمه وبدأ جسدها يرتعش من كثره الخوف فجاء مازن ليتحدث ولكن اشار له جاسر بيده وهو يردد بتحذير: 


ولا كلمه.. مش عايز اسمع منك ولا كلمه علشان انا انهارده بالتحديد مستعد اجتل اي حد مهما كان مين وانت يا استاذ مازن.. بنظامك دا ابن الشناوي هو ال هيمسك الصعيد لو انا حوصلي حاجه.. طول السنين دي بحاول اربي راجل بس في الاخر البنات بيبجوا ارجل منك...امشي من جدامي يلا 


نظر مازن اليه بتوتر وذهب فاردفت ميرفت بحده: 


انا كمان همشي.. مش جاعده اهنيه 


القت ميرفت كلماتها وجاءت لتذهب ولكن اقترب منها جاسر وسحبها من يديها وصعد الي غرفتها ودفعها بداخلها واغلق الباب بالمفتاح وهتف بغضب للخدم: 


لو ماتت جوه محدش يفتحلها الباب فاهمين 


انهي جاسر كلماته ونزل الي الاسفل وجاء ليخرج ولكن اوقفته ليل التي اردفت بصدمه مردفه: 


ليه؟!... انت ليه بتعمل اكده 


تنهد جاسر بضيق وتجاهل حديثها وذهب من البيت وبعد فتره في منزل تميم كانت تركض اسراء بسرعه وهي تمسك بيد ابنتها حتي اقترب منها هذا الخارس وسحبها الي احدي الغرف واغلق الباب جيدا وهو يردد بحده: 


بجا ينفع اكده... انا مستحيل اخليكي تهربي مني.. دي فرصتي 


اسراء ببكاء: 


بالله عليك ابعد عني.. حرام عليك تعمل اكده.. ابعد عني و 


لم تنهي اسراء حديثها حتي اقترب منها الحارس ولكن فجاه صرخ بقوه وهو يمسك يده المجروحه بعدما صوب عليها تميم الذي سحبه من ملابسه وظل يلكمه بقوه حتي صرخ علي احدي الحرس ليأخذوه الي الخارج واقترب من اسراء بهدوء مرددا: 


اهدي.. اهدي خلاص والله العظيم ما حد هيلمسك مره تانيه.. انا اسف اهدي 


جلست اسراء علي الارض واردفت ببكاء: 


انا عايزه امشي.. بالله عليك مشيني من اهنيه انتوا عايزين اي كلكم.. مشيني من اهنيه 


تنهد تميم بضيق واقترب منها ولامس وجهها بهدوء مرددا: 


انا اسف.. سامحيني... انا ال سيبتك ومشيت بس مش هسيبك تاني خلاص.. اهدي انتي اهنيه في امان والله


اسراء ببكاء: 


انا عايزه اشوف اخوي.. هو واحشني جووي... عايزه اجوله اني بريئه انا معملتش حاجه والله انا وجوزي الله يرحمه معملناش حاجه بس هو مش هيصدجني... انت مصدج 


تميم بحزن: 


ايوه انا مصدجك... انا مصدج انك معملتيش اي حاجه واكيد جوزك الله يرحمه معملش حاجه.. مفيش حد يتجوزك ويبجي مش كويس يا اسراء.. انا هروح اجيبلك كل حاجتك من شجتك في القاهره وعايزك تيجي معايا وتجوليلي عندك ديون لمين علشان ادفعها 


اسراء ببكاء: 


بس انا خايفه.. انا خايفه جووي 


اقترب تميم منها اكثر وامسك بيديها مرددا: 


طول ما انا جمبك اوعي تخافي من اي حد في الدنيا دي كلها.. انا هفضل جمبك بس انتي لازم توافجي علي عرضي 


اسراء بخوف؛ 


اي هو العرض بتاعك... انا موافجه علي اي حاجه تخلي بنتي في امان 


تميم بضيق: 


 خلينا نتجوز.. اتجوزيني يا اسراء لو سمحتي 


نظرت اسراء اليه بصدمه وفي المساء في غرفه جاسر  كانت تقف ليالي تنظر اليه بقلق وهو ينزع قميصه حتي اصبح امامها عاري الصدر وجلس علي كرسيه وهو ينفخ في سيجارته ببرود قاتل مرردا: 


هتفضلي واجفه اكده كتير.. انهارده ليله فرحنا بجا ينفع برده ليله فرحنا تبجي بالشكل دا... عايزه الناس تجول اي دا انا الكبير برده مينفعش حتي 


تراجعت ليل عدت خطوات للخلف وهي تنظر اليه بصدمه لم تتوقع رد فعله وجاءت لتخرج من الغرفه ولكنه نهض سريعا وسحبها اليه حتي ارتضمت في صدره مردردا بسخريه: 


والله يا ليل عيب.. انتي مرتي يا جلبي دلوجتي مش بنت عمي وليله فرحنا لازم تمشي بالاصول 


ليل وهي تحاول الابتعاد عنه: 


جاسر.. انت بتعمل اكده ليه.. بتخوفني ليه عاد انت بتتعامل ولا كان حوصل حاجه.. البلد كلها بجت ساحه حرب واخوي مات ومازن معرفش فين حتي ميرفت محبوسه في الاوضه وانت جاعد اهنيه وبتجول ليله فرحنا 


جاسر بجديه: 


طبعا... اهم حاجه ليله فرحنا.  كل المشاكل دي هتتحل بس ليله فرحنا لازم تخلص 


انهي جاسر كلماته والتهم شفتيها بقبله عنيفه منه وهو ينزع عنها ثيتبها ولكنها دفعته بقوه مردده بتوتر: 


جااسر.. انا بتعمل اي.. انت مش طبيعي والله العظيم سيبني انا لازم امشي 


انهت ليل كلماتها وجاءت لتخرج ولكن سحبها جاسر بعصبيه ودفعها علي الفراش مرددا بغضب: 


انتي لازم تبجي مرتي شرعا وقانونا انهارده.. حتي لو هعمل اكده بالعافيه او غصب عنك.. ليله فرحنا دي هتم بأي طريجه 


انهي جاسر كلماته وانقض عليها وليالي تصرخ بقوه حتي ابتعد جاسر  الذي اردف بضيق: 


لو كنتي عارفاني زين كنتي هتتاكدي اني مستحيل المسك غصب عنك.. بس عايزك تعرفي كويس جووي اني اجدر اخد ال انا عايزه في اي وجت..انتوا كلكم هتتحاسبوا 


ليالي بصراخ: 


علي اي.. انا عايزه اعرف علي اي بالظبط.. فهمني اي ال حوصل بعد موت سليم الله يرحمه علشان تعمل اكده... انت دمرت كل حاجه وكش فاهمه السبب... عرفني اي ال حوصل 


نظر جاسر اليها بضيق وخرج من الغرفه فجلست ليالي علي الارض وهي تبكي بشده وفي صباح اليوم التالي كان يتحدث جاسر في الهاتف حتي قاطعه الحارس مرددا: 


مازن بيه وصل البيت الفجر يا بيه ومخرجش.. يبجي اكيد اهنيه في البيت وممكن يبجي نايم 


اشار جاسر اليه ليذهب وذهب الي غرفه مازن وعندما دخل الغرفه تجمد مكانه عندما وجد اخيه جثه هامده  علي الفراش ويديه تنزف بشده و 

________

الفصل السادس 

الغدار " قضيه شرف " 


وقف ينظر اليه بصدمه يحاول ايقاظه وهو يصرخ بشده مرددا: 


ماازن جووم.. جوم بالله عليك ابوس يدك جوم انت اي ال حوصلك.. ازاي اعمل في نفسك اكده.. جووم يا مازن 


كان يصرخ جاسر بشده حتي دخلت ليل التي وقفت بصدمه تنظر اليه ثم اخرجت هاتفها واتصلت بالاسعاف وفي اليوم التالي كان يجلس جاسر في المستشفي امام مازن المسطح علي الفراش مرددا بحزن: 


جولي ليه.. انا عايز افهم انت اي ال بيوحصلك بالظبط.. لو فيه حاجه مزعلاك جولي... او لو عندك مشكله عرفني.. والله العظيم انا مستعد اجف جصاد الدنيا كلها علشانك.. انت اخوي الوحيد.. انا عايش علشانك 


مازن بتعب: 


مكنش لازم تنقذني يا اخوي... انا مستاهلش افضل عايش اكتر من اكده في الدنيا دي.. انا عايز اطلب منك طلب.. بالله عليك وافج رجع اسراء 


نظر جاسر اليه بصدمه مرددا باستغراب': 


اي ال جاب سيرتها دلوجتي...انت بتجيب سيرتها ليه مش جولنا خلاص نعتبرها ماتت... اختك ماتت يا مازن بلاش تفتكرها 


مازن بدموع: 


ابوس يدك يا اخوي... بالله عليك رجع اسراء البيت.. ورحمه امك رجعها.. دي اختنا الوحيده وعي ملهاش غيرنا.. رجعها 


تنهد جاسر بضيق ورتب علي كتفه بحزن مرددا' 


هرجعها.. لو انت عايز اكده هرجعها.. المهم تبجي كويس.  ولو فيه حاجه احكيلي ابوس يدك... بلاش تعمل اكده تاني يا مازن.. انت لو حوصلك حاجه مش هجدر اعيش من غيرك يا اخوي. انا الكبير وكل الناس بتخاف مني وبتتمني نظره واحدع مني. بس انا مش بخاف علي حد زيك.. ولا بتمني نظره من حد غيرك. انت مش بس اخوي. انت ابني 


نظر مازن اليه بدموع وهو يأنب نفسه.. كيف له ان يفعل باخيه هذا وهو الذي يتوسل اليه الا يتركه..ماذا لو علم ان اكثر شخص يعشقه هو الذي طعنه في ظهره.. وهو الذي يخونه كل يوم.. هل سيظل يحبه بهذه الطريقه.. ام سينهار ويفقد عقله 


انتهي مازن من خيالاته وفي المساء عند تميم كان يقف امام والدته التي تنظر اليه بصدمه حتي رددت بصراخ: 


يا لهوووي... الحقوني يا عالم... ابن المنشاوي اتجوز بنت الهواري.. اعمل اي.. عايزني اعمل اي دلوجتي... اجتل نفسي ولا اجتلك ولا اجتل البنت ال جات بوظت حياتنا ولا اعمل اي عاد.. اتجوزت بنت عدونا.. اتجوزت واحده كانت كل يوم مع واحد شكل و 


لم تنهي فتحيه كلماتها وصرخ تميم الذي اردف بغضب: 


كفايه يا حجه... بس بجا.. انتي اي ال انتي بتجوليه دا.. هي مش كل يوم مع راجل.  دا واحد وسخ وانا هجتله... انتي تعرفي اي علشان تتكلمي 


فتحيه بغضب: 


اعرف ان اخوها نفسه اعتبرها ماتت وعمل عزاها.   اعرف ان جوزها هو ال جتل امها.   اعرف انها عاشت لحالها في القاهره وانت عارف زين ال حوصل معاها.  اعرف انها مجنونه... مش طبيعيه... عايزني اعرف اي تاني.  انا مش عايزاها... بدل ما تروح تجتل ابن الهواري وتنهي العيله كلها تتجوز واحده منها 


تميم بعصبيه: 


مش بمزاجك يا حجه.. انا اتجوزتها وانتهينا ومحدش ليه صالح بيا.. واي حد هيعامل مرتي وحش جسما بالله ما هسكتله مهما كان مين 


القي تميم كلماته وذهب فجلست فتحيه التي رددت بغضب: 


لع يا ابن بطني.. جسما بالله ما هتكمل معاها.. كفايه اكده بجا... انا مش هسكت ولازم انهي الموضوع دا في اسرع وجت 


القت فتحيه كلماتها بغضب وفي يوم جديد عند ميرفت كانت ترتدي النقاب وهي تصعد درجات احدي البنايات حتي دلفت لاحدي الشقق واغلقت الباب ونزعت النقاب فاقترب منها شاب واحتضنها مرددا بابتسامه: 


واحشتيني جووي.. اكده اهون عليكي تسيبيني طول الفتره دي انتي مش عارفه اني مجدرش اجعد يوم واحد من غير ما اشوفك 


ميرفت: 


معلش يا حبيبي انت عارف ال حوصل.. جاسر اتجوز ليل.. انا مبجيتش فاهمه حاجه ومازن كانت  حالته خطيره جووي.. فكان لازم افضل موجوده.. ضياء.. انا عايزه اجتل ليل 


نظر ضياء اليها بضيق مرددا بحده: 


هو اي الحكايه بالظبط... ما تجوليلي اكده انتي بتحبي مين عاد.. بتحبي جاسر ولا مازن ولا بتحبيني 


اقتربت ميرفت منه قليلا مردده بابتسامه قلقه: 


بحبك انت طبعا يا جلبي.. انت عارف زين اني مش بحب حد غيرك 


ابتسم ضياء بسخريه وتراجع قليلا عنها مردفا: 


بجد؟!  ميرفت بجولك اي بلاش نضحك علي بعض.. انا عارف زين ان كل ال يهمك في الليله دي هو جاسر..  الكبير... كبير الصعيد كلها دا بس ال يهمك ودا ال انتي بتحبيه ومازن بالنسبالك مجرد لعبه بس..واحد تحت  بس يا تري بجا ال في بطنك ابن مين.. مازن صوح 


ميرفت بتوتر:


صوح... هو ابن مازن بس مش لازم جاسر يعرف.. ضياء انا بساعدك بس ابعد جاسر عن كل دا... خد انتجامك من ال كان السبب في ال حوصل لاخوك و 


لم تنهي ميرفت حديثها حتي قاطعها ضياء الذي اقترب منها ممسكا بــ معصمها بقوه وهتف:


ميرفت... اوعي تنسي اتفاجنا.. احنا ايوه مع بعض بس انتي عارفه زين ان في الاول والاخر انا عارفك علشان اخوي.. اخوي ال اتجوز اسراء واتهموه في حاجه هو معملهاش اصلا وبسببهم مات وبنت اخوي ال معرفش عنها اي حاجه... معرفش حتي اذا كانت عايشه او ميته فخليكي مركزه معايا اكده واوعي تنسي احنا مع بعض ليه 


القي ضياء كلماته وذهب فنظرت ميرفت بضيق مردده بهمس: 


ماشي يا ضياء.... للصبر الحدود انت فاكر اني انا ال بساعدك بس الحقيقه بحا ان انت ال بتساعدني في كل حاجه عايزه اوصلها 


انهت ميرفت كلماتها وذهبت وفي المساء كانت تجلس ليل بجانب صفيه المسطحه علي الفراش فهتفت: 


عمتي.. حبيبتي انا عارفه انك سامعاني.. بالله عليكي حاولي نديني اي دليل ولو بسيط مين عمل فيكي اكده 


نظرت صفيه بدموع وهي تحاول ان تتفوه باي خرف حتي تساعدها وتكشف لها حقيقه مازن وميرفت ولكن لم تستطع فسقطت دموعها بيأس واقتربت منها ليل بحزن مردده: 


خلاص.. بالله عليكي بلاش تضغطي علي نفسك.. انا متاكده انك هتبجي كويسه جريب جووي.. انا مش فاهمه بس اي ال بيوحصل معانا دا... كل حاجه انهارت فجأه اكده... بس ان شاء الله كل حاجه هتتحل جريب انا متأكده 


القت ليل كلماتها واقتربت منها واحتضنتها وفي مساء يوم جديد كان يجلس جاسر علي الفراش وهو يتحدث بالهاتف بعصبيه حتي اقتحمت ميرفت الغرفه بعصبيه مردده': 


انا عايزه اعرف انت بتعمل فيا اكده ليه عاد... اي الحكايه بالظبط.. انا مش موافجه انك تتجوز عليا طلجها يا حاسر بدل جسما بالله العظيم ما هجتلها و 


لم تنهي ميرفت كلماتها وتفاجات عندما سحبها جاسر اليه وهو يضغط علي يديها بقوه خلف ظهرها مرددا بصوت متحشرج يشبه فحيح الافاعي مرددا: 


انا محدش يجولي اعمل اي ومعملش اي.. مش عاجبك اطلجك عادي.... بس بعد ما اخد ابني 


ميرفت بالم: 


ايدي يا جاسر.... سييني بالله عليك ايدي


ابتعد جاسر عنها وجلس علي كرسيه واضعا قدم فوق الاخري مرددا ببرود: 


تفتكري يا ميرفت انا بعمل فيكي اكده ليه.. مجنون مثلا ولا دماغي تعبانه.. اصل اكيد فيه سبب علشان يخليني اعمل كل دا..ما علينا انا مش عايزك تتعبي نفسك في المشاكل دي.. ركزي مع ابني وبس 


نظرت ميرفت اليه بدموع مردده: 


انت عارف اني بحبك.. انا مجدرش اعيش من غيرك دجيجه واحده.. بلاش تعمل فيا اكده 


تنهد جاسر بضيق وجاء ليتحدث ولكن قاطعه دخول ليل التي اردفت بارتباك: 


انا هخرج لحد ما تخلصوا كلام 


جاءت ليل لتخرج ولكن اقترب منها جاسر وسحبها من خصرها بابتسامه مردفا: 


لع... خلصنا يا جلبي كلام.. ميرفت يلا اخرجي 


نظىت ميرفت اليه بدموع وخرجت من الغرفه فتحدثت ليل بعصبيه: 


انا تعبت وزهجت ومش فاهمه انت بتعمل اكده ليه.. في الاول عملنا حكايه التحاليل وانك مش بتخلف. واهي ميرفت بجت حامل.. فهمني بجا...كفايه اكده 


القت ليل كلماتها ببكاء حتي انتبهت الي نظراته القاتله لها و اردف: 


يعني اكده خلاص.. انتي اي مشكلتك مش فاهم اي المشكله لما نعلن دلوجتي او بعدين 


ليل بصراخ: 


جاااسر... فووج احنا اصلا متجوزين من سنين.. انا مش فاهمه انت بتعمل اي عاد.. هو انت بتلعب ولا اي .. انا مبجيتش فاهمه ال انت بتعمله.. انت بتلعب عليا وعلي اخوك ومرتك وعلي الكل ما تجولي الصراحه وكان اي لازمته اصلا الفرح مدام احنا متجوزين وافترض كان كل دا محوصلش.. انا خسرت اخوووي بسبب كل دا ومعرفش لحد دلوجتي مين ال عمل فيه اكده و 


لم تنهي ليل كلماتها حتي قاطعها جاسر وهو يسحبها من خصرها لترتطم في صدره العاري مرددا بهدوء: 


اهدي.. انا ميهونش عليا ان مرتي وحب عمري كله تتعصب اكده... انا عارف انا بعمل اي ولو مكنتش عملت اكده انا وانتي كنا هنموت.. انتي دلوجتي في امان يبجي خلاص انا عايزك متتعصبيش بجا علشان بنتنا هتيجي البيت انعارده ومش عايز البنت تشوف ابوها وامها وهما متعصبين من بعض اكده و


لم ينتهي جاسر من كلماته حتي سمع صوت صراخ من الاسفل فنزل بسرعه انصدم عندما وجد اسراء و



الساابع و الاخير 🖤

كان ينظر الي اسراء بصدمه وهي بجانب تميم تبكي بحرقه وتمسك في ملابسه حتي ركضت الصغيره تجاهه واردفت بابتسامه: 


عمو جاسر.. دي ماما ال انا جولتلك عليها.. شوفتها..انت فاكرني اصلا 


نظر جاسر اليها بصدمه لم يستوعب ان هذه الصغيره هي ابنه اخته التي لم يراها من قبل فتحدث تميم بضيق: 


اختك في حمايتي يا جاسر.. هي بجت مرتي وجبل ما تتكلم ولا تجول اي حاجه اسمع الاول واعرف اي ال حوصلها... هي ملهاش ذنب في اي حاجه حوصلت


نظر جاسر اليه بغضب وجاء ليتحدث ولكن قاطعه مازن الذي اردف بلهفه: 


جاسر.. بالله عليك سيبها... ابوس يدك خليهم يتكلموا دي اختنا انت  مش شايف حالتها.. هي شكلها اتغير جووي وباين عليها التعب سيبها يا اخوي بالله عليك 


اتنهد جاسر بضيق ودخل جاسر ومعه تميم الي احدي الغرف فاقترب ليل منها واحتضنتها بقوه مردده بابتسامه: 


انتي واحشتيني جووي والله العظيم... جوليلي عامله اي.. انتي بجد اتجوزتي تميم 


نظرت اسراء بخوف وجاءت لتتحدث ولكن انتبهت لميرفت التي اقتربت منها واردفت بقلق: 


احم... اسراء انتي عامله اي.. واحشتيني جووي.. تعالي اتفضلي يا حبيبتي اجعدي 


القت ميرفت كلماتها ولامست اسراء ولكن انفزعت فجاه مردده بغضب: 


اوعي تحاولي تلمسيني فاهمه  .. ملكيش صالح بيا... ابعدي عني خالص انا بكرهك.. بكرهك... البنت دي كدابه.. هي كدابه يا مازن اوعي تصدجها.. كدابه والله العظيم 


نظرت ميرفت اليها بخوف فهتف مازن بأندهاش: 


كدابه في اي عاد... هي كدبت في اي جوليلي يا اسراء 


اقتربت اسراء منه اكثر وهمست في اذنيه ببعض الكلمات فـ اتسعت عينان مازن من الصدمه وابتعد قليلا وهو ينظر الي ميرفت بغضب اما في الداخل كان يتحدث تميم بضيق مردفا؛ 


دا كل ال حوصلها.. والراجل دا انا بعت رجالتي علشان يجيبوه لحد اهنيه.. مهما حوصل ومهما عملت دي اختك يا جاسر... وانا كان لازم اعمل اكده واكتب كتابي عليها علشان احميها من الكل واولهم امي  وعلشان هي متستاهلش فعلا كل ال حوصلها دا 


كان ينظر جاسر اليه بصدمه وهو يستمع اليه وما حدث لاخته الوحيده قي غيابه حتي سمع صوت صراخها فركض بسرعه واتصدم عندما وجدها تختبأ خلف احدي الكراسي عندما شاهدت رجال تميم ومعهم هذا الحقير صاحب المنزل الذي كان يهددها دائما ويحاول اقامه علاقه معها بالغصب في منزله في القاهره فأقترب منها جاسر وامسك بيديها مرددا بحزن: 


اهدي ومتخافيش.. انا معاكي اهه... مش طول عمرك كنتي تجوليلي اني طول ما انا معاكي مش بتخافي من حاجه... تعالي 


نظرت اسراء اليه بدموع وهو يقترب من هذا الحقير حتي وقف امامه مباشره وردد بحده: 


ها.... جوليلي عايزه تعملي فيه اي عاد 


نظر الرجل اليه بخوف مرددا بلهفه: 


انا اسف.. انا اسف يا بيه بالله عليك بلاش تعمل فيا حاجه.. انا مستعد اعمل اي حاجه علشان تسامحني... بص اي طلب تطلبه هعمله والله العظيم... بس سيبوني امشي  


ابتسم جاسر بسخريه ووجه حديثه لـ ليل مرددا: 


خدي البنت وميرفت واطلعوا فوق يا ليل... مش عايز حد اهنيه يلا 


نظرت ليل بتوتر واخذت الصغيره وصعدوا جميعا الي الاعلي فاقترب اسر منه واردف بحده: 


تعرف ال لمستها دي تبجي مين.... دي اسراء الهواري... بنت اكبر عيله الصعيد كلها... وبنت اغني واحد في البلد كلها من اولها لاخرها... يجي واحد حقير زيك يعمل فيها اكده... انا هخليك عبره لاي حد يحاول يعمل ال انت عملته.. اسراء خدي بتارك 


نظرت اسراء بخوف واردفت بتوتر: 


خليه يمشي يا اخوي... خليه يمشي بالله عليك مش عايزه اشوفه تاني 


تنهد جاسر بحزن واشار لتميم واخذ سلاحه ثم صوبه تجاهه مرددا: 


جولي.. عايز الرصاصه في جلبك ولا في راسك 


الرجل بخوف: 


ابوس ايدك يا بيه.. انا اسف اسف و 


لم ينتهي الرجل من حديثه وصرخ بالم عندما اطلق جاسر رصاصه علي قدميه اليسري وهتف: 


دي علشان اتجرأت ولمست اختي 


اخذ تميم احدي الاسلحه من الحرس واطلق ايضا علي يده اليمني مرددا: 


ودي علشان خوفت البنت الصغيره وكنت بتهددها دايما انك هتطردهم من البيت 


نظر الرجل ببكاء وهو يسقط علي الارض حتي اقترب جاسر من اخته ووضع السلاح في يديها مرددا: 


خدي بتارك يلا... هو جدامك اهه... افتكري كل ال عملوا فيكي وخدي بتارك وبتار بنتك منه


امسكت اسراء السلاح بيدين مرتعشه ولكنه سقط ا من يديها فالتقطه جاسر وصوب تجاهه مرددا بحده: 


متتعبيش نفسك انتي..  انا هجتله 


القي جاسر كلماته وافرغ رصاص سلاحه جميعا في جسد هذا الرجل حتي سقط علي الارض فاقدا حياته فصرخت اسراء وهي تخبأ وجهها ببكاء وبعد فتره كانت تجلس علي الفراش بدموع حتي اقترب منها جاسر وجلس بجانبها مرددا بحزن: 


انا اسف... انا مكنتش اعرف ان كل دا بيوحصلك وعارف انك مش هتسامحيني... بس انا مستعد لاي حاجه هتعمليها... سامحيني 


ارتمت اسراء بين احضانه وهتفت ببكاء: 


انت واحشتني جووي يا اخووي... واحشني حضنك وكلامك وكل حاجه فيك... والله العظيم انا ما عملت حاجه.. ولا هو عمل حاجه.. جسما بالله ما جتل امي يا جاسر.. والله هو معملش اي حاجه 


اتنهد جاسر بضيق واردف: 


طيب بلاش نجيب السيره دي دلوجتي.. المهم انك رجعتي بيتك وبس.. اهدي بجا بالله عليكي 


اسراء ببكاء: 


والله ما جتلها يا جاسر... ميرفت.. ميرفت هي ال جتلتها.. هي ال جتلت امي يا اخوي... هي ال جتلت امي واتهمت جوزي فيها 


نظر جاسر اليها بصدمه لم يستوعب ما قالته للتلو ولكن توقع انها تتحدث هكذا بسبب حالتها العقليه الغير مستقره وفي صباح يوم جديد كان يقف مازن امام ميرفت التي اردفت بخوف: 


وانت صدجتها... دي مجنونه... اختك مجنونه والله العظيم اوعي تصدجها.. جصدها اي يعني اني انا ال عملت اكده في امك.. انت عارف زين ان انت السبب في ال حوصل لامك 


مازن بغضب: 


بس حتي بعد ال حوصل دا  امي كانت عايشه وال حوصل دا كان غصب عني اصلا... ماما ماتت بعدها بيومين.. واسراء جالت ان انتي السبب... هي ليه هتجول الكلام دا 


ميرفت بتوتر: 


علشان مجنونه... صدجني مجنونه متركزش في كلامها يا مازن.. انت عارف اني مستحيل اعمل معاك اكده... انا بحبك.. بحبك جووي كمان.. بالله عليك يا مازن بلاش تخلي حد يدخل بينا 


القت ميرفت كلماتها واقتربت منه وهي تحتضنه بقوه ولكن دفعها مازن الذي تحدث: 


يا تنزلي ال في بطنك دا... يا جسما بالله العظيم هروح اجول لجاسر كل حاجه... انا جولتلك ال عندي الطفل ال في بطنك دا مش هيعيش مهما حوصل 


القي مازن كلماته وخرج فنظرت ميرفت بغضب مردده: 


انت ال كفايه عليك اكده يا مازن... انت ال لازم تموت.. انا تعبت وزهجت منك ولازم اخلص منك في اسرع وجت 


القت ميرفت كلماتها بغضب وبعد فتره في احدي الاراضي الزراعيه كان يسير تميم بجانب جاسر الذي اردف بضيق؛ 


مكنش ينفع اعمل غير اكده.. انا عارف زين انك كاره اسراء ومستحيل كنت تسامحها علشان اكده كان لازم احميها... مكنتش اجدر اسيبها اكتر من اكده.. لا هي ولا بنتها وبعدين فيه حاجه كمان... بنتك مينفعش تظهر دلوجتي.. خليها في المكان ال موجوده فيه.. هتبجي في  امان 


اتنهد جاسر بضيق واقترب منه واحتضنه وهو يردد: 


شكرا يا تميم.. انت ساعدتني كتير جووي وكمان مثلت كويس.... مفيش حد يتخيل اننا اصحاب وبنساعد بعض.. الكل فاكر اننا لسه اعداء... انت لو مكنتش معايا كان فيه حاجات كتيره جوي مش هعرف اعملها 


تميم بابتسامه: 


انت كمان انقذت حياتي اكتر من مره يا كبير... انا ال مستحيل انسالك ال عملته علشاني.  في عز ما كنا اعداء انقذت حياتي اكتر من مره 


ابتسم جاسر بحزن واردف: 


انا الكبير علي الكل.  بس مش عليك.. فيه حاجه كمان عايز اعرفها.. انا متاكد ان ال في بطن ميرفت دا مش ابني.. بس لحد دلوجتي مش عارف هي بتخوني مع مين عاد انا عندي بنت من ليل خلفتها اول ما اتجوزنا في السر زي ما انت عارف. وبعدها حوصلي مشكله ومفيش حد يعرف الموضوع دا غير ليل... انا من بعدها مبجاش ينفع اخلف ولسه متعالج من فتره بسيطه جوي فجولت يمكن يكون فعلا ابني بس لما عملت تحاليل لـ ميرفت ك من غير ما تحس اثبتت ان ال في بطنها مش ابني.. مفيش تطابق بيني وبين الجنين دا في كل التحاليل 


تميم بحده؛ 


انت ساكت ليه عاد... انا جولتلك مليون مره ال زي دي لازم نخلص منها.. دي خاينه 


جاسر بحده: 


انا عارف انها حقيره  من زمان جووي.. بس لازم اعرف مين الخاين... علشان لما اخلص يبجي اخلص منهم هما الاتنين مع بعض.. لازم اعرف في اسرع وجت 


القي جاسر كلماته وهو ينظر بضيق وفي صباح يوم جديد كانت تجلس ليل بجانب صفيه تحاول اطعامها حتي دخلت خديجه بلهفه وهي تلهث وهتفت: 


طنط.. طنط.. انا سمعت طنط ميرفت وهي بتقول في التليفون لحد يجتل خالو مازن 


نظرت ليل اليها بصدمه واردفت بانتباه: 


اي ال انتي بتجوليه دا يا خديجه.. انتي متأكده 


خديجه: 


ايوه والله العظيم وجالت كمان علشان هو مش عايز الابن ال في بطنها علشان هو ابنه 


اتسعت عينان ليل عندما استمعت لهؤلاء الكلمات واردفت: 


لع مستحيل.. مستحيل مازن يعمل اكده... انا متأكده ان مازن ميعملش حاجه زي دي 


نظرت صفيه اليها بدموع وهي تحاول تحريك يديها فوجهت ليل نظرها اليها واردفت: 


عايزه تجولي حاجه يا عمتي.. اتكلمي جولي.. سمعتي بتجول اي.. بتجول ان مازن وميرفت بيخونوا جاسر مع بعض 


اشارت صفيه براسها بالايجاب لتأكد كلام الصغيره فنظرت ليل بصدمه واردفت: 


خديجه.. يلا بسرعه... خلينا نروح لجاسر و 


لم تنهي ليل كلماتها وفجاه تلقت ضربه قويه علي راسها وايضا تلقت الطفله نفس الضربه حتي سقطوا الاثنين علي الارض وظهرت ميرفت ومعها بعض الحراس مردده: 


خدوهم من اهنيه وابعتوهم المكان ال جولت عليه  


اقترب الحراس منهم وحملوهم وذهبوا فنظرت ميرفت الي صفيه واردفت بغضب: 


كفايه عليكي اكده يا وش النكد انتي انا زهجت منك 


القت ميرفت كلماتها وفجأه و


 🖤🖤🖤🖤🖤

الفصل الاخير 

الغدار "قضيه شرف" 


كان يقف بغضب ينظر اليهم واخته تجلس بحرقه علي ابنتها حتي صرخ هو مرددا: 


كنتوا فيين.. واجفين جدامي تجولوا مبررات فاضيه وهما الله اعلم فين دلوجتي.. فيه دم في البيت وانتوا جاين تجولوا انهم مخرجوش.. ازاي مخرجوش.. اومال راحوا فين عاد 


تميم بضيق: 


اهدي يا جاسر.... الكل هيدور واحنا جولنا للبلد كلها اي حد يعرف مكانهم ليه مكافاه كبيره والكل بيدور 


اسراء ببكاء: 


جاسر هاتلي بنتي ابوس يدك.. بالله عليك هات البنت انا مجدرش اعيش من غيرها.. بالله عليك يا جاسر 


نظر جاسر اليها لحزن وخرج ولحقه تميم وفي مكان اخر امام احدي الاماكن المنعزله كان يقف مازن ينظر اليها بغضب وهتف:


انتي مجنونه صوح.. ضيااء ميين عاد ال انتي متفجه معاه... ال انتي واخداهم دول بنت عمي وبنت اختي.. انتي مجنونه جسما بالله.. هو انتي عايزه اي بالظبط هاا 


ميرفت بعصبيه: 


بجولك عرفوا كل حاجه.. هما عرفوا كل حاجه عننا انا لو كنت سيبتهم كانوا جالوا لجاسر كل حاجه وكان هيجتلنا... تنت عايزه بجتلنا يعني ولا اي عاد


نظر مازن اليها بغضب واقترب منها وسحبها من يديها حتي وصل الي السياره ووضعها بداخلها واغلق ابباب وانطلق بسرعه وسط صراخ ميرفت المستمر وبعد فتره بسيطه عند ليل كانت تجلس علي الارض وهي مقيده تصرخ بقوه وبجانبها هذه الطفله التي تبكي بخوف حتي دخل ضياء ونظر اليهم بضيق مرددا: 


ليل؟!  انتي ليل صوح


ليل بصراخ: 


انت عايز مني اي عاد... جايبني اهنيه ليه ولا انا عملتلك اي اصلا.. انت مع ميرفت صوح... عايز اي 


نظر ضياء اليها بسخريه وجاء ليتحدث ولكنه انتبه لهذه الصغيره التي تبكي بخوف بجانبها فاردف: 


بنتك دي صوح.. دي بنتك انتي وجاسر ال كنتوا مخبينها علي الكل طيب ليه.. فيه حد يخبي برده بنونه زي الجمر اكده. 


ليل بلهفه: 


مش بنتي.. جسما بالله دي مش بنتي بالله عليكم محدش يلمسها.. لو حوصلها حاجه امها هتموت...والله هتموت مش هتستحمل.  صدجني دي مش بنتي 


ضياء باستغراب: 


بنت مين عاد... دي بنت مين اتكلمي 


نظرت ليل بخوف وجاءت لتتحدث ولكن قاطعها صوت من الخارج فركض ضياء واختبأء بجوار الباب ولكنه اكتشف انها قطه صغيره فتنهد بضيق واقترب من ليل مره اخري واردف: 


ميرفت متعرفش اني اهنيه.. انا كنت ماشي وراها وشوفتكم.. متخافيش حسابي مش معاكي انتي نهائي... جوليلي مين دي


خديجه ببكاء: 


بالله عليك يا عمر بلاش تعمل فيا حاجه.. والله احنا معملناش اي حاجه 


ليل بدموع: 


دي خديجه بنت اسراء بنت عمي واخت جوزي  ... ابوس يدك سيبها ملكش صالح بيها 


نظر ضياء الي خديجه بصدمه ولامس وجهها فصرخت ليل بغضب وهتفت: 


اوعي تلمسها.. ابعد ايدك عنها.. انت عايز منها اي عاد


تنهد ضياء بضيق واقترب منها اكثر وهو يحرر وثاقها مرددا بحزم: 


يلا... يلا علشان تمشوا من اهنيه... جووموا متخافوش انا مش هاذيكم 


القي ضياء كلماته وهو يحاول تحرريهم وفي المساء في احدي العيادات الخارجيه ظهرت ميرفت وهي ممدده علي الفراش ومقيده من يديها وقدميها وامامها مازن الذي ينظر اليها يصيق فصرخت بغضب: 


مااازن جولهم يسيبوني.  انت عايز مني اي.. دا ابننا حرام عليك هتجتل ابننا...خليهم يسيبوني يا مازن 


مازن بعصبيه: 


ال في بطنك دا هينزل.. جسما بالله ما هيكمل.  انا مش هجيب طفل جاي بالحرام منك.. مش هحليكي تجيبيه مهما حوصل 


ميرفت ببكاء: 


طيب سيبني وهجولك مكان ليل وخديجه... هعرفك مكانها والله العظيم بس خليهم يسيبوني وانا بعدها همشي.. هطلج من جاسر وهمشي خالص من الصعيد كلها... ابوس يدك يا مازن بلاش تعمل فيا اكده و 


لم تنهي ميرفت من كلماتها حتي قاطعها دخول احدي الرجال الملثمين وقاموا بأختطافهم وسط صراخهم وبعد فتره من الوقت كان يجلس تميم في منزله ينظر اليهم ببرود حتي اشار الي احدي حراسه ان يزيحوا الغطاء من علي وجههم وفصرخ مازن مرددا بغضب: 


انت ازاي تعمل اكده.. فاكر نفسك ميين عاد.. جسما بالله ما هسيبك خليهم يسيبوني 


ميرفت بخوف: 


هو انتوا عايزين مني اي... انت مالك بيا اصلا... سيبني امشي و 


لم تنهي ميرفت كلماتها وفجأه تلقت صفعه قويه علي وشجهها من اسراء التي ظهرت فجأه ورددت بغضب: 


اخررسي... اخرسي خالص فاهمه.. انا مش عايزه اسمع صوتك نهائي 


نظرت ميرفت بخوف ووجهت نظرها الي مازن الذي اردف: 


اسراء... هو اي ال بيوحصل دا.. انتي خلاص بجيتي معاه... دا عايز ينتجم مننا 


ابتسمت اسراء بسخريه واردفت بحزن: 


بجد يا اخوي؟! مين ال عايز ينتجم بالظبط.. مازن انت ازاي جدرت تعمل اكده... ازاي جدرت تجتل امي وجدرت تخون اخوك وتحاول تجتل عمتي وكمان تخطف بنتي وبنت عمك


اومأ مازن راسه بالنفي مرددا: 


لع.. جسما بالله ما عملت حاجه.. والله العظيم ما عملت انا فعلا ساعدتها بس هي ضحكت عليا.. هي خلتني اتخيل اني انا ال جتلت امي.. بس في الحقيقه هي السبب. انا مكنتش عايز المسها.. والله كنت ما عايز المسها يا اسراء مكنتش عايز اخون اخوي 


"بس خونتني يا مازن 


كانت هذه الكلمات كافيه ان تبث الرعب في قلب ميرفت التي استمعت لكلمات جاسر وهو يدلف الي البيت وبجانبه ليل ويحمل هذه الصغيره فنظرت اليه بخوف واردفت بتوتر: 


جاسر.. انت.. انت مش فاهم حاجه.. كل حاجه جالوها دي كدب.. انا مستحيل اعمل اكده انا بحبك جوي والله و 


لم تنهي ميرفت كلماتها حتي قاطع حديثها صوت ضحكات جاسر الذي جلس علي الكرسي ومازال صوت ضحكته يرتفع اكثر واكثر وهتف: 


انتي خونتيني مع اتنين يا ميرفت... اتنين منهم اخوي والتاني ضياء... اها صحيح نسيت اجولك ان ضياء هو ال انقذ ليل وخديجه وعرف كل حاجه... اكتشف السر لل انتي كنتي مخبياه عنه.. ان اخوه مات بسببك انتي... واتسجن بسببك انتي وبصراحه معرفش ممكن يعمل فيكي اي لو خرجتي من اهنيه.. هما رابطينكم اكده ليه عاد.. مينفعش حتي اكده برده يا تميم تخلي رجالتك يربطوهم.. فكوهم يا ابني يلا 


القي حاسر كلماته وهو ينظر اليهم والحرس يحرروهم من هذه القيود  وعندما انتهوا اقتربت ميرفت منه بلهفه وجلست بجانب قدميه مردده بتوسل: 


جاسر... بالله عليك بلاش تعمل فيا حاجه.. ابوس يدك.. انا اسفه.. اسفه والله خلاص... بص انا مستعده اعملك ال انت عايزه والله العظيم.. مستعده ابجي خدامه تحت رجلك بس سامحني 


نظر جاير اليها باشمئزاز وتراجع قليلا مرددا بحده:


الشغالين ال عندي انظف منك يا ميرفت.. اقل واحده فيهم ظفرها برجبتك.. تعرفي انا لو جتلتك دلوجتي مش هاخد فيكي يوم سجن علشان ضياء كان مصورك وانتي معاه بس انا مش هجتلك.. انا هحليكي منبوذه من البلد كلها.. اصلا خبر خيانتك انتشر في كل مكان.. وانتي عارفه انا الكبير وكل الناس بتحب الكبير ولو شافوكي هيخلصوا عليكي فورا


نظرت ميرفت بخوف وهي تبكي بشده حتي وجه جاسر نظره الي مازن الذي مازال يقف مكانه ينظر الي جاسر والدموع تتجمع في عيونه فاشار جاسر الي احدي الحراس الذي اقترب منه ومعه حقيبه كبيره ووضعها جاسر امام اخيه وقام بفتحها فانصدم الجميع عندما وجدوها تمتلئ بالنقود وهتف: 


دا نصيبك في ورث ابوي الله يرحمه.. خده وامشي 


لم يستوعب احد ما قاله جاسر للتلو لم يتوقعوا رد فعله البارد فالجميع يتوقع ان يفرغ رصاص مسدسه في راسه ولكن رد فعل جاسر  صدم الجميع فاقتربت منه ليل وهتفت: 


جاسر... انت بتتكلم بجد... هتسيبيه يمشي 


تنهد جاسر بضيق وتحدث بحزن: 


ايوه هسيبه يمشي... انا مش زيه... مجدرش اجتل اخوي ولا اجدر اشوفه بيتعذب.. مازن انا ال مربيه وللاسف مش هجدر اذيه 


نظر مازن اليه بدموع واقترب منه مرددا بتوسل: 


انا اسف يا اخوي... ابوس يدك سامحني... ابوس رجلم يا اخوي.. بص اجتلني.. خد سلاحك واجتلني والله انا مستعد لأي حاجه 


تراجع جاسر بحزن مرددا؛ 


امشي يا مازن... يلا... امشي مش عايز اشوف وشك اهنيه.. امشي من جدامي


وقف مازن في مكانه ينهار بالبكاء، بينما كان جاسر ينظر إليه بعينين مليئتين بالألم والغضب. كانت تلك اللحظة ثِقَلة على الجميع، لحظة تجمع بين الإخوة المتفرقين والخيانة التي لا تُغتفر فـ اقترب تميم ببطء من جاسر واردف بضيق: 


ميستاهلش السماح يا جاسر... بس ال انت عايزه هيوحصل 


نظر جاسر إلى الحقيبة المليئة بالنقود ثم وجه نظره إلى مازن. استغرق لحظات طويلة، كأن الزمن قد توقف، ثم أردف بصوت منخفض:


"مازن... فلوسك دي هتساعدك تبدأ حياتك بعيد عن اهنيه. لكن تعرف.... العذاب ال هيعيش معاك طول عمرك هيكون أكتر من أي عقاب أنا ممكن أديهولك. لما تبص لنفسك في المراية وتفتكر أمك وأبوك.. وتفتكرني أنا، ساعتها هتعرف أنا جصدي إيه وانت خسرت اي


بدأ مازن ينهار تمامًا، وركع أمام جاسر مره اخري  قائلاً:


سامحني... سامحني يا جاسر... أنا كنت ضايع، ميرفت ضحكت عليا.. انا غلطان واللع واستاهل ال يوحصلي 


تقدم جاسر نحوه ومد يده ليجعله يقف واردف بهدوء حازم:


وجت الاعتذار انتهي... امشي 


وقف مازن للحظة ونظر حوله. كل الأنظار كانت مليئة بالاحتقار، حتى عيون ليل التي كانت يومًا ترى فيه أخًا كبيرًا. أخيرًا، التقط الحقيبة وخرج دون أن يلتفت للخلف و اختفى مازن عن الأنظار فـ التفت جاسر إلى ميرفت التي كانت لا تزال تبكي وتستجدي الرحمة. نظر إليها نظرة باردة وهتف: 

"أنتي بجا متستاهليش ولا كلمه مني. مصيرك عند أهل البلد 


القي جاسر كلماته وأشار إلى رجاله ليأخذوها بعيدًا، بينما وقف الجميع في صمت فـ اقتربت ليل من جاسر واردفت بخوف:


"إنت كويس؟


تنهد جاسر وقال بصوت منخفض:

"أنا كويس... متخافيش عليا 


انهي جاسر كلماته وأمسك بيد خديجة الصغيرة واحتضنها كأنها رمز الأمل الوحيد الباقي. ثم نظر إلى الجميع قائلاً:


"من هنا ورايح، البيت ده لازم يتنضف... مفيش مكان للخيانة تاني اهنيه و 


قاطع جاسر صوت طلقات عنيفه في الخارج فركض بسرعه وانصدم عندما وجد مازن ملقاه علي الارض ينزف بشده وبجانبه ميرفت التي تلقت اكثر من رصاصه ولكنها تصارع الموت  كان الوضع بأكمله يقترب من النهايه.. الدماء تغطي الارض والهواء مشحونا بالرهبه.. فنظر جاسر الي اخيه مازن الذي يئن من الالم وجلس علي ركبتيه ثم رفع راس اخيه حتي وضعها علي قدمه مرددا بصدمه: 


ليه... ليه تعمل اكده.. ليه يا اخوي 


نظر مازن اليه بعينان متعبتين وحاول اخراج صوته الضعيف مرددا بهمس: 


كان لازم اجتلها واجتل نفسي... كان لازم اعمل اكده يا اخوي من زمان جوي.. سامحني.. انا كنت ضايع


جذب جاسر اخاه اخاه برفق نحو صدره واردف بصوت متحشرج من بين شهقاته : 


مازن ابوس يدك بلاش تعمل اكده.. ابوس يدك متسبنيش


ابتسم مازن ابتسامه مريره واردف بصوت متعب: 


سامحني يا اخوي.. سامحني 


اغمض جاسر عيونه بألم وصرخ بغضب مردا: 


اطلبوا الاسعاف بسرعه... تميم اطلب الاسعاف ابوس يدك بسرعه يا تميم 


التقط تميم هاتفه واتصل بالاسعاف كل هذا امام انظار مازن الذي ينظر اليهم بعيون تائهه وابتسامه حزينه وهم يحاولون انقاذه بكل الطرق ثم وجه نظره الي اخيه الذي جذبه اكثر الي احضانه مرددا: 


هتعيش... ان شاء الله هتعيش وهتبجي كويس جوي كمان بس بلاش تتكلم كتير علشان متتعبش 


حاول مازن ان يخرج بصوته وبعد صعوبه بالغه اردف بصوت متحشرج: 


سامحني يا اخوي


نظر جاسر اليه وعيونه تمتلئ بالدموع مرددا: 


مسامحك... مسامحك والله بس متسبنيش بالله عليك


القي جاسر كلماته ثم انتبه الي ميرفت التي مازالت تحاول المقاومه وفي تلك اللحظه دخل ضياء من الباب وهو يحمل مسدسه بيده ونظر الي ميرفت التي كانت تقاوم ثم حدق في وجهها قليلا فنظرت اليه ميرفت وحاولت ان تتحدث ولكن ضياء لم يترك لها مجال وبدون اي يتفوه بأي حرف ضغط علي الزناد واطلق رصاصه كانت كافيه لوضع حد لحياتها وانهاء قصتها للأبد فنظر جاسر الي اخاه واتسعت عيناه عندما وجده فارق الحياه بين يديه فجذبه لاحضانه اكثر وصرخ بأسمه مرددا: 


ماازن... جووم بالله عليك.. جوم يا اخوي ابوس يدك 


كان يصرخ جاسر بقوه امام انظار الجميع التي تساقطت دموعهم من قسوه المشهد وبعد مرور عدت سنوات كان الليل قد سكن المدينة... وأصبحت الرياح الباردة تهمس بين الأشجار. كان تميم جالسًا على أحد المقاعد الخشبية في فناء المنزل، ينظر إلى السماء المظلمة التي تزينها النجوم. دخل جاسر بخطوات هادئة ولكن وجوده لم يكن مفاجئًا لتميم، فقد أصبح يعرف كل حركة من تحركاته بعد كل هذه السنوات.


قال تميم بصوت منخفض وهو ينظر إلى السماء:


"مكنتش عارف إن النهاية هتكون اكده... كل حاجه اتغير بسرعة.. انا واسراء بجا عندنا ولد وخديجه بجت في المدرسه وليل حامل اهي الحمد لله بعد سنين حتي بنتكم كبرت هي كمان وبجت زي الجمر.. الوجت بيمر بسرعه جوي 


وقف جاسر  أمامه بهدوء، لم يكن بحاجة للكلمات، لأن الصمت بينهما كان يحمل معاني كثيرة. وبعظ لحظات اردف جاسر بابتسامه هادئه: 


زمان كنت شايفك عدو... كنت متأكد إنك العائق الوحيد  في طريجي. بس الحقيقة كل ما عدى الوجت، اكتشف إننا مش مختلفين زي ما كنت فاكر بالعكس احنا فينا كتير جوي من بعض 


ابتسم تميم بحزن، وأجاب:


أنا كمان كنت شايفك تهديد..كنت فاكر إنك الشخص ال هتأخذ كل حاجه مني. بس الحياة علمتني إن العدو أحيانًا  ممكن يبجي صاحب 


نظر جاسر إلى تميم بابتسامه ثم جلس بجانبه على المقعد مرددا'


مكناش نعرف إننا هنكون في نفس الجبهة في النهاية، صوح؟" 


ضحك تميم بهدوء وهتف:


أيوه، العالم مليان مفاجآت..ودي كانت المفاجأه الكبيره جاسر الهواري  وتميم الشهاوي بجوا اصحاب وانتهت العداوه ال كانت من عشران السنين بس تعرف السنين دي كلها  اتعلمنا منها حاجة واحدة يا جاسر. إن في النهاية مفيش حاجة أغلى من العيلة 


ابتسم جاسر والتقط فنجان القهوه الخاص بـ تميم وردد: 


اي رايك نسافر.. خاينا نرجع ذكريات الطفوله في اسكندريا.. مستحيل انسي وجت ما كنت صغير وكنا بنسافر مع اهالينا قبل ما يوحصل بينهم كل المشاكل دي 


 ابتسم تميم بمرح وكأنه تذكر طفولته واردف  : 


موافج..نخلص الجهوه ونسافر دلوجتي حالا ونسيبهم بجا اهنيه يدوروا علينا 


تعالت ضحكات  الاثنان، وفي عيونهم كان هناك شيء من التفاهم المشترك، شيء من الصدق الذي لم يكن موجودًا من قبل. لقد تجاوزوا كل شيء، من الخيانة إلى الانتقام، حتى وصلوا إلى نقطة جديدة في علاقتهم، حيث العداوة أصبحت شيئًا من الماضي، وأصبحوا شركاء في الحياة.


كانت تلك اللحظة بمثابة بداية جديدة لعلاقة أقوى، علاقة بنيت على الفهم، والتسامح، والماضي الذي تعلموا منه الكثير و 


تمت


تعليقات

التنقل السريع