القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية انتقام عبر الزمن الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم إلهام عبد الرحمن كامله

التنقل السريع

     

    رواية انتقام عبر الزمن الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم إلهام عبد الرحمن كامله 





    رواية انتقام عبر الزمن الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم إلهام عبد الرحمن كامله 


    الاول

    كانت تجلس كعادتها بين صفحات كتبها تقرأ كل هذه السطور في فرحة وسعادة، فهي تملك مكتبة أسطورية بها الكثير من الكتب الأثرية التي ورثتها عن أبيها، فتلك المكتبة هي ملازها الوحيد بعد وفاة والدها كانت كلما شعرت بالحنين لوالدها هرولت إلى تلك المكتبة وتجلس بها لتقرأ مقتنياتها الثمينة، وتشعر وكأن طيف والدها يحتويها بذلك المكان كانت تشعر بالدفء والأمان الذي حرمت منه بوفاة والدها فمنذ وفاته استغل عمها صغر سنها وانتقل هو وزوجته للعيش معها بحجة مراعاتها حيث أنها كانت طفلة ذات 10 سنوات توفت والدتها وهي تلدها ورفض والدها الزواج من أخرى حتى لا تعاني مع زوجة أب كان عمها قاسى القلب يعاملها كما لو كانت خادمة وليست ابنة أخيه، ولكن وضع الله الرحمة في قلب زوجته، فكانت تعاملها كإبنة لها فاستطاعت بتلك المعاملة إن تعوض نفسها إحساس الأمومة الذي فقدته. 


    انتهت من قراءة تلك الصفحات وجلست شاردة حزينة إلى أن أخرجها من شرودها ذلك الصوت الغليظ الذي كلما سمعته شعرت بانقباض قلبها وما كان هذا الصوت سُوى صوت عمها قاسم.


    قاسم:«انتى يا زفتة يا اللي اسمك جنة انتى يا بت انتى فين؟»


    هرولت جنة مسرعة من تلك المكتبة وذهبت إلى عمها ووقفت أمامه وهي تشعر بالخوف الشديد. 


    جنة بخوف:« خير يا عمي أنا أهو تحت أمرك.»


    قاسم:«كنتى فين يا مقصوفة الرقبة وأنا بنادي عليكي من الصبح؟»


    جنة بصوت متقطع:«أنا.... كنت.... ما هو....»


    رفع قاسم يده وصفعها صفعة شديدة أوقعتها أرضاً، ثم تحدث بغضب شديد وهو يجذبها من يدها ويضغط عليها بشدة.


    قاسم بغضب:«طبعاً كنتى فى المخروبة بتاعتك أنا مش قولت 100 مرة الأوضة دي ما تدخلهاش طول ما أنا موجود هنا عاوز أعرف انتى ليه مش بتسمعي الكلام؟!»


    جنة بخوف وبكاء:«والله يا عمو أنا بعمل كل اللي بتقولي عليه وما بدخلهاش طول ما انت موجود ولما دخلتها دلوقتي ما كنتش أعرف إن حضرتك رجعت من بره.» 


    نظر لها قاسم باشمئزاز ثم ترك معصمها فتراجعت للخلف وهي تمسك معصمها بألم.


    قاسم:« اتجرى يلا جهزيلي الغدا جاتك البلا في سحنتك مش عارف أبوىك مسميكي جنة على إيه دا انتى جهنم مش جنة، هي مرات عمك فين مش سامعلها حس يعني؟!»


    جنة ببكاء:« طنط علا راحت السوق تجيب طلبات للبيت.» 


    قاسم بحدة:«وانتى ما روحتيش ليه يا حيلتها ولا على رجليكي نقش الحنة ولا تكوني مفكرة نفسك هانم، لا فوقي انتى هنا مجرد خدامة تخدمينا بلقمتك مش كفاية إنى ربيتك وصرفت عليكى دم قلبي لحد ما خلصتي تعليمك»


    جنة بصوت يغلب عليه القهر:« تعليمي!  لا والله كتر خيرك يا عمي.»


    قاسم بحدة:« بقولك إيه هو انتى ناوية تبدأي وصلة النكد يلا اتجرى جهزيلي أي طفح مش هنفضل لوكلك طول اليوم.»


    ذهبت جنة لتحضر الطعام من المطبخ ودموعها تتساقط كحبات اللؤلؤ المتناثر على وجهها. 


    بعد مدة وصلت علا إلى المنزل ودخلت إلى المطبخ لتضع الأشياء التي تسوقتها فوجدت جنة تبكي بشدة وهي تضع الطعام على الصينية، فوضعت ما بيدها أرضا وتوجهت إليها مسرعة.


    علا بفزع:«مالك يا حبيبتي بتعيطي كدا ليه؟  فيكي إيه يا جنة طمنيني يا بنتي؟!»


    جنة ببكاء:« مفيش حاجة يا طنط ما تشغليش بالك انتى حمد لله على سلامتك ثواني هودي الأكل لعمو وآجي أساعدك.» 


    علا:« اااه هو عمك قاسم وصل كدا يبقى عرفت انتى بتعيطي ليه يا ترى قالك إيه المرة دي خلاكى تعيطي بالشكل ده؟»


    جنة:« عادي يا طنط هو نفس الكلام خلاص اتعودت بس نفسي بتصعب عليا.»


    علا بحنان:«معلش يا جنة ما تزعليش يا حبيبتي عمك قاسم طيب والله بس الظروف هي اللي خلته بالقسوة دي ومسيره يفوق ويرجع زي زمان قادر ربنا على كل شيء يا حبيبتي.»


    جنة بطيبة:«والله يا طنط علا أنا بحبه مش بكرهه ونفسي هو كمان يحبني ويعتبرني بنته ويعاملني كويس أنا مش عاوزة حاجة غير إنى أحس إن ليا أب زي بقية البنات اللي في سنى، يخاف عليا ويحميني مش يعايرني كل شوية إن هو اللي رباني.»


    علا بإبتسامة:« بس بقا يا بت انتى بطلي نكد وروحي ودي الأكل ده وتعالي بسرعة عشان عملالك مفاجأة حلوة.»


    جنة بفرحة:« مفاجأة!  مفاجأة إيه؟  قوليلي والنبي.»


    علا:«وهي تبقى كدا مفاجأة ودي الأكل لعمك قاسم خليه ياكل عشان ينزل تاني لشغله وأنا هقولك على المفاجأة.»


    ذهبت جنة مسرعة ووضعت الطعام في صالة المنزل ونادت لعمها قاسم لكي يتناول الغداء، ثم حضرت علا وجلست بجواره.


    قاسم:«إيه يا ست علا كنتى فين كل دا؟!»


    علا:«يوه يا قاسم هي مش جنة قالتلك إن أنا في السوق كنت بجيب طلبات البيت.» 


    قاسم:«ايوا يعني إيه اللي أخرك كل ده؟  إيه كنتى بتشتري السوق كله ولا إيه؟!»


    علا بضحك:« في إيه يا راجل هو تحقيق مش يا دوبك لما وقفت ونقيت الخضار والست بتاعت السمك نضفتلي السمك ولا خلاص مش قادر على بعادي؟!» 


    قاسم بابتسامة:« هو في حد يقدر يستغنى عن القمر بردو، ثم همس بجوار أذنها بس الجميل ماله محلو زيادة النهاردة كدا ليه هو احنا ليلتنا أُنس ولا حاجة؟»


    علا بخجل:« بس يا راجل البت تسمعنا وبعدين يا أخويا أنا طول عمري حلوة مش النهاردة بس ولا إيه ياسي قاسم؟!»


    قاسم:« طبعا يا قلب قاسم هو في حد في طعامتك ولا في جمالك دا انتى حتى كل لما بتكبري بتحلوي وتتصبي بقولك إيه ما تلبسي الحتة الشفتشى النهاردة دا حتى النهاردة ليلة مفترجة واحنا بقالنا زمان ما تونسناش يا جميل.» 


    علا بدلع:«طيب نادى  للبت الغلبانة دي وخليها تيجي تاكل لقمة معانا وخف عليها شوية دي يتيمة وما لهاش غيرنا.»


    قاسم بزهق:« يوووه يا علا حاضر يا ستي عشان خاطر عيونك انتى بس، يا جنة انتى يا بت تعالي يلا عشان تتغدي.» 


    علا بهمس:« ربنا يجبر بخاطرك يا سيد الرجالة.»


    جنة:« ايوا يا عمي أجيبلك حاجة تاني؟!» 


    قاسم:«لا تعالي يلا كلي لقمة معانا وبعدين ابقي قومي اكويلي طقم تاني علشان رايح مشوار مهم بعد الشغل.»


    جنة:« من عينيا يا عمى تحب أعملك أنهي طقم؟» 


    علا:«تعالي بس يا حبيبتي عشان تاكلي الأول وبعدين نبقى نشوف موضوع الهدوم ده.» 


    بعد مدة انتهي الجميع من تناول الطعام وقامت علا بانتقاء ملابس لقاسم وقامت جنة بكيها جيداً، ثم ارتدى قاسم ملابسه وتوجه إلى محل الملابس خاصته لكي يباشر عمله. 


    علا من حجرة نومها:«جنة... يا جنة تعالي يا حبيبتي يلا.»


    جنة:« ثواني يا طنط بغسل آخر طبق أهو وجيالك.»


    علا:« طيب يلا ة مش قادرة أصبر يا بت.» 


    انتهت جنة من غسل الأواني ثم ذهبت مسرعة والابتسامة تملأ وجهها، وتشعر بالحماسة لمعرفة تلك المفاجأة.


    جنة بحماس:« أنا جيت أهو ها بقا قوليلي إيه هي المفاجأة؟!»


    أمسكتها علا من يدها وأجلستها فوق الفراش وطلبت منها أن تغمض عينيها ولا تختلس النظر، ثم ذهبت وأحضرت من حقيبتها علبة صغيرة مغلفة وطلبت منها أن تفتح عيناها.


    نظرت جنة بدهشة إلى تلك العلبة، ثم رفعت نظرها لعلا بتساؤل.


    جنة:«بتساؤل إيه دا يا طنط علا؟!»


    علا بابتسامة حب:«كل سنة وانتى طيبة يا روح قلبي النهاردة عيد ميلادك ودي هدية مني ليكى يا روح قلبي يارب تعجبك .» 


    جنة بدموع:« تصدقى يا طنط إني كنت ناسية إن النهاردة عيد ميلادي يمكن عشان مش فارق معايا وعارفة إنه ما يهمش حد.» 


    علا بحزن:«اخص عليكي يا جنة ليه بتقولي كدا يا بنتي هو أنا عمري نسيته صحيح مش بعرف أعملك حفلة كبيرة بس على الأقل بحتفل بيه أنا وانتى وبنفرح سوا والنهاردة حبيت إنه يبقى مميز لأن النهاردة انتى تميتي 21 سنة يعني بقيتي عروسة وكبيرة  إن محدش يتحكم فيكي ولا حد يبقا واصى عليكي فهماني يا جنة؟!»


    جنة وقد فهمت مغزى حديث زوجة عمها:« بس أنا عمري ما هقف قصاده ولا هقوله إنه خلاص ما بقاش واصي عليا لأن بكل بساطة مفيش بنت متربية تطلع من تحت طوع أبوها وهو أبويا برضاه أو غصب عنه أبويا لأن الأب اللي بيربي مش اللي بيخلف صحيح أبويا ما سابنيش بإرادته لكن كنت صغيرة وعمي هو اللي رباني حتى لو كان قاسي عليا بس رباني والدم اللي في عروقنا واحد، وأنا بحبه رغم قسوته وهفضل تحت طوعه ربنا حرمني من أبويا وحرمه إن يكون له ذرية عشان نكمل بعضنا ونعوض حرماننا وأنا هفضل عايشة على أمل إنه يحبني زي بنته مش بنت أخوه اللي  مفروضة عليه.»


    علا ببكاء:«ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتي طول عمرك عقلك سابق سنك وقلبك مليان حنان وطيبة زي أمك الله يرحمها كانت دايما متسامحة واحدة غيرك كانت استغلت الموقف وطردتنا من بيتها وأخدت المحل والفلوس وعاشت حياتها.»


    جنة:«أنا تربيتك يا طنط علا وانتى علمتيني الأصول والفلوس بالنسبالي شوية ورق ملون ما بتسعدش حد لكن الحب بالعشرة والناس اللي حواليكى وبيحبوكي.»


    علا وهي تمسح دموعها وتبتسم:« بس بقا يا بت انتى هو احنا مالنا كدا قلبناها دراما ونكد كدا ليه تعالي يلا افتحي هديتك وشوفي أنا جبتلك إيه؟»


    أمسكت جنة الهدية وقامت بفك غلافها، ثم شهقت بفرحة وظلت تنظر لها وتقفز بفرحة غير مصدقة نفسها في حين كانت تنظر لها علا بسعادة لتلك الفرحة التي تراها بعيونها. 


    جنة بفرحة عارمة:« أنا مش مصدقة هو دا بجد ولا أنا بتهيألي والنبي اقرصيني يا طنط علا حاسة إني بحلم.»


    علا بإبتسامة:« بطلي هبل يا بت انتى المفروض كنتى أجيبهولك من زمان بس يا دوبك عقبال ما عرفت أحوش تمنه يلا يا حبيبتي مبروك عليكي وربنا يستر بقا لما عمك قاسم يعرف.»


    جنة بخوف:« إيه دا صحيح وانتى ازاي نسيتي حاجة زي دي دا لو عرف إنك جبتيلي موبايل دا ممكن يعملك مشكلة لا لا لا بقولك إيه خديه رجعيه أنا مش عاوزة حاجة مالوش لازمة أصلاً وهو أنا يعني هكلم مين انتى مش ناقصة مشاكل تحصلك بسببي.» 


    علا:«بس يا بت يا خايبة انتى أنا مش هرجع حاجة وعمك قاسم أنا هعرف أقنعه حتى لو زعق شوية أهو هيبقى زي كل مرة يطلع يطلع وينزل على مفيش هو بس بيحب يجرب صوته يلا بقى يا بت بطلي فرهدة فيا وتعالي كدا عشان نشغل المخروب ده.» 


    جنة بفرحة:« والنبي يا طنط عاوزة أنزل اللي اسمه الفيسبوك والواتس بيقولوا الفيس ده عالم تاني وعليه ناس ياما وكلهم بيتكلموا مع بعض وكأنهم يعرفوا بعض من سنين.»


    علا:«من عيني يا قلبي هعملك كل اللي نفسك فيه بس الفيس ده أنا سمعت عنه كلام زي الزفت فبلاش البتاع ده.»


    جنة باستغراب:« كلام إيه دا يا طنط؟»


    علا:« بيقولوا إن الرجالة بتدخل عليه عشان تكلم البنات والستات ومش فارق معاهم إن كانت متجوزة ولا لا ربنا يعافينا هو عمك قاسم خلاني ما نزلوش من قليل ما هو من كتر البلاوي اللي بتحصل بسببه.»


    جنة:«وأنا مالي ومال الرجالة يا طنط وأنا هكلم حد أنا بس عاوزة أنزله عشان عارفة إن عليه جروبات للروايات وانتى عارفة أنا قد إيه بحب القراءة أهو حاجة أتسلى فيها ولولا إن عمو قاسم بيمنعني من المكتبة وكمان مفيش امكانيات أشترى روايات  ماكنتش اتحوجت أنزله.»


    علا:«خلاص يا حبيبتي تعالي يلا نزلي كل اللي انتي عاوزاه المهم تخلي بالك كويس اوعي تآمني لحد ولا تسمحي لحد يكلمك انتى فاهمة؟»


    جنة بطاعة:« حاضر والله هخلي بالى كويس.»


    حل المساء سريعا وعاد قاسم من عمله ليدخل حجرته فيجد زوجته تتزين أمام المرآة وتتمايل بخفة وهي تردد كلمات أغنية تسمعها من على هاتفها، ظل قاسم ينظر لها بشوق وعلى وجهه ابتسامة حب، ثم اقترب منها وحاوط خصرها بيده ودفن وجهه في حنايا رقبتها يقبلها برقة ونعومة جعلتها تذوب بين يديه فالتفتت له وحاوطت رقبته بيديها وتكلمت بدلال. 


    علا بدلال:«حمد لله على السلامة يا سيد الرجالة ثواني والعشا هيكون جاهز زمانك واقع من الجوع.»


    قاسم بهمس:«أنا فعلاً جعان يا ست الستات بس عاوز آكل حاجة تانية، ثم غمز بعينه وهو يبتسم بخبث.»


    علا بخجل:«وبعدين معاك بقا الله هو انت علطول كدا بتحب تكسفني، ثم ضغطت على شفتها السفلى بدلال.» 


    قاسم بضحك:« حلاوتك انت يا فراولة.»


    علا:« بقولك يا قاسم كنت عاوزة أقولك على حاجة.»


    قاسم:«خير يا ست الستات قولي.»


    علا:« النهاردة عيد ميلاد جنة وأنا يعني كنت محوشة قرشين كدا وجبتلها هدية يعني كنت حابة أفرحها.» 


    قاسم بزهق:«عيد ميلاد إيه وهباب إيه ما هي آكلة شاربة نايمة ببلاش هتحتاج إيه تاني يعني؟»


    علا بمحايلة:« ياقاسم البنت كبرت ولا بتخرج ولا بتروح ولا بتيجي ولا عمرها طلبت حاجة وراضية بقليلها دا بدل ما انت تجبر بخاطرها وتجيبلها حاجة تفرح قلبها دي بنت أخوك يا راجل.»


    قاسم:« الخلاصة يا علا انتى مش جبتيلها خلاص خلصنا ويا ترى جبتيلها إيه بقا طرحة ولا جزمة ولا تكوني جبتيلها شنطة؟!»


    علا بتوتر:«لا هو أنا جبتلها حاجة أغلى من كدا شوية.»


    قاسم وهو ينظر لها بتمعن:« قصدك إيه يا علا اوعي تكوني جبتيلها طقم كامل؟!» 


    علا وهي تحرك شفتيها يمينا ويسارا:« ها... لا طقم إيه يعني هي مقطعة الخروج أوي أنا يا دوبك جبتلها موبايل.» 


    قاسم:« ااه.... إيه!  بتقولي إيه؟ موبايل، ثم جذبها من ذراعها انتى اتجننتي هي كانت مين عشان تشيل موبايل وبعدين تعالي هنا انتي جبتي فلوسه منين يا ست هانم انتى بتخنصري من ورايا يا علا؟!»


    علا:« اااه ايدي يا قاسم حرام عليك انت بتوجعني سيب ايدي وبعدين أخنصر إيه انت ناسي إنك بتديني مبلغ كل شهر عشان أجيب اللي محتاجاه لنفسي أنا بقالي مدة بحوشه عشان أعرف اجيبلها الموبايل يعني دي فلوسي مش فلوسك طالما اديتهالي تبقى بتاعتي.»


    قاسم:«وانتى يعني كنتي شقيانة بيهم يا عينيا آااه ياني ضاعت فلوسك يا صابر لا أنا هقوم آخد الموبايل منها هي فين البت دي.» 


    وهب ليذهب إلى جنة.


    علا:« استنى بس يا قاسم انت هتعمل إيه والنبي بلاش تكسر بخاطر البت دا أنا ما صدقت أشوف الفرحة في عينيها.» 


    قاسم وهو يقوم بفتح الباب ليذهب:«والله أبداً لازم آخده منها انتى عاوزة تفتحي عينيها عشان بعد كده ألاقيها بتقف قصادي.»


    علا بحزم:« لو خرجت وروحت تاخده منها وحياتك عندي ما أنا قاعدالك في البيت لحظة واحدة.»


    نظر لها قاسم بصدمة، ثم أغلق الباب واتجه إليها وهو يضغط على أسنانه بشدة وجذبها من ذراعها بقوة ثم تحدث بحدة...... يتبع



    الفصل الثاني 


    في حجرة جنة: 


    كانت جنة تتسطح على فراشها ممسكة هاتفها الجديد بسعادة تقوم بإنزال بعض البرامج عليه كما كانت تشاهد صديقتها وجارتها الوحيدة بسمة وهى تفعل بهاتفها، ثم سجلت هاتف بسمة وقامت بالاتصال عليها.


    بسمة:« الو السلام عليكم مين معايا؟!» 


    جنة:« أنا واحدة معجبة بيكى يا أختي وعاوزة أتعرف عليكي.»


    بسمة:« انتى مين يا حلوة هو إيه أصله ده ماعدش ناقص كمان إلا البنات تتصل وتعاكس.»


    جنة:«في إيه يا مدب هو أنا ما أعرفش أعاكسك وأعمل فيكى مقلب؟!»


    بسمة باستغراب:« هو انتى مين يا بنتي الصوت ده مش غريب عليا ما تقولي بقا وخلصينا.» 


    جنة بضحك:« أنا جنة يا ست هانم.»


    بسمة بدهشة:« جنة! هو انتى بتتكلمي من تليفون مين يا بت دي مش نمرة مرات عمك قري واعترفى دي نمرة مين؟!»


    جنة بتفاخر:« دي وبلا فخر نمرتى الجديدة اللي موجودة جوا تليفونى الجديد اللي جابتهولي طنط علا علشان عيد ميلادي النهاردة اللي انتي نسيتي يا جزمة تقوليلي حتى كل سنة وانتى طيبة.»


    بسمة بلهفة:« اه صحيح دا النهاردة كان عيد ميلادك أنا آسفة يا جنة والنبي ما تزعليش مني أصل النهاردة اتخانقت مع أخويا وكنت متضايقة طول اليوم عشان كدا نسيت بالله عليكى ما تزعلي مني بس والله بكرا هجيبلك أحلى هدية.»


    جنة:«بطلي خيابة يا بت انتى هدية إيه اللي بتتكلمي عنها انتى عارفة إن الحاجات دي مش بتفرق معايا بس تعالي هنا قوليلي اتخانقتي انتى وكرم ليه بقا؟!» 


    بسمة بحزن:« مفيش يا ستي كان راجع  من الشغل وقال يعدي عليا في المحل فحظي الأسود يخليه ييجي وأنا كنت واقفة قدام المراية بجرب روج لونه أحمر وبعيد عنك ساعة ما شافه بقا عامل زي الطور الهايج وراسه وألف سيف لأسيب الشغل وأقعد في البيت وأنا من الصبح بحاول أقنعه إني كنت بجربه بس وإن أنا مش بحط الحاجات دي بس هو خلاص مخه قفل على كدا وما عندوش تفاهم.»


    جنة:« طيب خلاص ما تقلقيش يا ستي أنا هبقى أكلمهولك  وانتى عارفة كرم مفيش أطيب منه وهو بيتعامل معاكي كأنه باباكي مش أخوكى يا بت دا هو اللي مربيكى من ساعة ما مامتك ماتت الله يرحمها وباباكي اتجوز وسابكم وهو اللي شايل المسؤولية فحاولي تهدي الموقف معاه وبلاش تزعليه وصدقيني هو مش هيخليكى تعملي حاجة غصب عنك هو بس هتلاقيه بيهددك عشان تخافي وتعملي حساب ليه دايما كرم شال المسئولية بدرى يابسبوسة وكل تصرفاته خوف عليكى احنا فى زمن صعب ياحبيبتي.» 


    بسمة:« يا بنتي ما انتى عارفة إني ماشية على الصراط المستقيم وما بعملش حاجة تزعله بس أنا ما أقدرش أقعد في البيت أنا بحب الشغل أووي ربنا يستر وتعرفي تأثري عليه زي كل مرة ويخليني أفضل في الشغل.»


    جنة: «إن شاء الله يا حبيبتي يلا بقى روحي نامي وسيبيني أنا كمان عشان أنام ورايا شغل كتير بكرا وعندى كوم  غسيل يا أختي.»


    بسمة:« خلاص يا أختي روحي نامي ربنا يعينك وعقبال ما تغسلي في بيت العدل يا أوختشي.» 


    أغلقت جنة هاتفها ثم أطفأت أنوار الحجرة وغطت في نوم عميق. 


    في حجرة قاسم أغلق قاسم الباب واتجه إلى علا وهو ينظر لها بصدمة ويضغط على أسنانه بشدة، ثم جذبها بقوة من ذراعها وتحدث من بين أسنانه. 


    قاسم بحدة:« انتى ازاي تتجرأي وتقولي حاجة زي دي بقا انتي عاوزة تسيبيني يا علا عشان جنة عاوزة تبعدي عني.» 


    ثم ترك ذراعها بقوة فاقتربت منه علا بدلال وأحاطت رقبته بذراعيها وهمست أمام وجهه. 


    علا بهمس:« ولا عمرى أقدر أبعد عنك للحظة دا انت نور عيوني والهوا اللي بتنفسه.» 


    قاسم بهمس هو الآخر:« أومال هان عليكى ازاي تقوليها؟!» 


    علا وهي تلتصق به أكثر وأكثر:« كنت عاوزاك ما تروحش لجنة ولا تاخذ منها التليفون كنت عايزاها تفضل فرحانة البت ما تستاهلش منك القسوة دي، ثم اقتربت منه وقبلته بجوار شفتيه وأكملت بدلال: عشان خاطري يا قاسم بلاش تزعلها وتكسر بخاطرها.»


    قاسم وهو مغيب كليا:«حاضر مش هزعلها خلاص.»


    ثم اقترب منها وقبلها بشغف واعتصرها بذراعيه وكأنه يريد أن يحتجزها بين ضلوعه خوفا من أن تبتعد عنه.


    علا وهي تلهث:«اهدا يا قاسم البنت لسة صاحية اصبر شوية.» 


    قاسم وهو يحملها بين ذراعيه:«بلا بت بلا بتاع تعالى تعالى دا انتى وحشانى اوى.» 


    وقضيا معا ليلة مليئة بالشغف والحب وكأنها ليلة من ليالى الف ليلة وليلة وهنا سكتت شهرذاد عن الكلام الغير مباح. 


    فى صباح اليوم التالى استيقظت جنة مبكراً وقامت بالأعمال المنزلية من تنظيف وغسل الأواني وإعداد وجبه الإفطار لعمها قاسم وزوجته علا ثم ذهبت ووقفت أمام حجرتهم وطرقت الباب.


    جنة:« عمو قاسم... طنط علا... يلا الفطار جاهز.»


    فتح قاسم عينيه ببطء وبصوت متحشرج قام بالرد على جنة، ثم استدار ناحية زوجته وأخذ يخلل أصابعه في شعرها وبصوت هامس تحدث.


    قاسم بهمس:«لولو... حبيبتي قومي يلا يا روحي عشان تفطري.» 


    تململت علا  في الفراش ثم فتحت عيناها ببطء وابتسمت له وقالت.


    علا بابتسامة:« صباح الخير يا حبيبي هي الساعة كام دلوقتي؟!»


    قاسم:«الساعه 9:00 يا روحي يلا خلينا نفطر سوا عشان ألحق أروح المحل.»


    علا بدلع:« هو لازم يعني تروحي النهارده ما تخليك قاعد معايا من زمان ما قضيناش يوم مع بعض.»


    قاسم بحنان:«إن كان عليا أنا عاوز أفضل قاعد جنبك العمر كله لكن انتى عارفة لو قعدت هستحلى القاعدة وكدا مش هنلاقي حتى العيش الحاف يلا يا قلب قاسم خليني أشوف أكل عيشي وبعدين دا أنا عاملك مفاجأة حلوة.»


    هبت علا جالسة وقالت بلهفة:«مفاجأة! مفاجأة إيه قول؟!»


    قاسم بضحك:« لا طبعا مش هقول اتحايلى عليا شوية.»


    علا بدلع:« وحياتي عشان خاطري والنبي يا سمسم قولي إيه هي المفاجأة تكونش هتوديني اسكندرية نقضي فيها كام يوم؟!»


    قاسم بخبث:« تؤ تؤ، حاجة تانية كان نفسك فيها أوي.» 


    صمتت علا للحظة، ثم صرخت بفرحة:« لا ما تقولش انت بتتكلم جد هتعملهولي؟!»


    قاسم بابتسامة حب:« هو ينفع حبيبة قلبي تبقى نفسها في حاجة وما أعملهاش انتى بس تؤمري.» 


    علا بفرحة:« ربنا يخليك ليا يا حبيب قلبي وحياتي بس دا انت طلعت خبيث سايبني أتحايل عليك ومحسسني إنك رافض لما  كنت هفقد الأمل خلاص مع إني كنت مسهلة عليك الموضوع وقولتلك نعمله قسط.» 


    قاسم بحب:«معلش يا روحي عقبال ما ظبطت نفسي وعرفت أجهز فلوسه انتى عارفه اني ما بحبش القسط مابحبش يبقى عليا فلوس لحد.»


    علا بحب:« ربنا يوسع عليك ويجعل عندك الخير دايما يا رب يلا بقا الكلام خدنا  وجنة مستنية برا.»


    ارتدى قاسم وعلا ثيابهما وذهبا إلى جنة وتناولوا طعام الإفطار، ثم ذهب قاسم إلى عمله وقامت جنة بتنظيف المكان بمساعدة علا.


    علا:«بت يا جنة تعالي عاوزة أقولك على خبر حلو.» 


    جنة بفرحة:« هى إيه حكايتك يا طنط علا مالك اليومين دول بقيتي تخصص أخبار حلوة يلا اشجيني وقولي.»


    علا بحماس:«عمك قاسم أخيراً هيغيرلي المطبخ ويعملي واحد جديد.»


    جنة بفرحة:« بتتكلمي بجد الله... فرحتيني أوي طيب ناوية بقا تجيبيه جاهز ولا هتعمليه عمولة؟!» 


    علا:«لا طبعا هعمله  عمولة عشان عاوزاه مطبخ كامل مش قطعتين وخلاص أنا بقا عاوزاكي تجيبيلي أشكال مطابخ من على النت بس تشوفيلي ألوان فرايحي عاوزة حاجة كدا لما نبقى واقفين في المطبخ نحس بالبهجة اه طبعا مش دا أكتر مكان بنبقى موجودين فيه وبنقضى فيه أغلب يومنا.» 


    جنة بفرحة:«تعرفي يا طنط علا انا بحب الألوان أوي بحس بفرحة لما أشوف أي حاجة فيها ألوان وكأن الربيع هلّ عليا.»


    علا بحب:« خلاص يا قلبي شوفي الألوان اللي تحبيها والتصميم اللي يعجبك واحنا هنعمله هو أنا ليا كام جنة عشان افرحها، إلا قوليلي هنعمل غدا إيه النهاردة؟!»


    جنة:« أنا طلعت لحمة وهعمل صينية بطاطس في الفرن ونقطع سلطة.»


    علا:«طيب يلا قومي خلينا نلحق نخلص بدري عشان عاوزة أروح أزور أمي أصلها بعافية شوية.»


    جنة بلهفة:« ألف سلامة عليها مالها فيها إيه؟!» 


    علا:«مفيش يا حبيبتي السكر عِلا عليها شوية بس الحمد لله أخويا لحقها وعدت على خير.» 


    جنة:« خلاص قومي روحي انتى لمامتك وأنا هطبخ الغدا، قوليلى انتى هتباتي هناك ولا هتيجي؟!»


    علا:«لا يا حبيبتي أنا هروح أطمن عليها وأقعد معاها شوية وأرجع علطول انتى عارفة عمك قاسم ما بيحبنيش أبات بعيد عنه ليلة واحدة وكمان مرات أخويا الله يباركلها مش مقصرة معاها في حاجة بتعاملها كأنها أمها.» 


    جنة:« طيب انتى لسة قاعدة ليه قومي عشان تلحقي تقعدي معاها شوية طالما مش هتباتي وكدا كدا ة الاتنين وعمو قاسم ما بيرجعش غير بالليل فخليكى براحتك وتعالي قبل ما عمو قاسم ما يرجع.»


    علا:«يعني انتي شايفة كدا خايفة أكون بتقل عليكى يا حبيبتي.» 


    جنة بحنان:«ولا تتقيل ولا حاجة يعني هو أنا هعمل إيه يعني دا شوية أكل وبعدين هو انتى مش واثقة في قدراتي ولا إيه؟! دا أنا طباخة درجة أولى تقدري تنكري؟!» 


    علا بضحك:«لا طبعا يا روحي انتى فعلا أكلك ملوش حل.» 


    جنة بفخر:«لا ولسة لما أجيبلكم وصفات من على النت وأجربهالكم هخليكم بعد كدا تفتحولي مطعم وأبقى الشيف جنة.»


    علا:«طيب اعمليها انتى وبس وأنا أفتحلك أكبر مطعم على الأقل هاكل عندك ببلاش.»


    بعد قليل استعدت علا وذهبت لزيارة والدتها وقامت جنة بإعداد طعام الغداء، ثم جلست في شرفة المنزل وأمسكت هاتفها وأخذت تبحث عن أشكال وتصميمات للمطابخ شاهدت الكثير والكثير من الصور والفيديوهات وأخيراً جذب انتباهها فيديو لمطبخ ذات تصميم رائع وألوان مبهجة فكتبت تعليق يعبر عن مدى انبهارها بهذا المطبخ الرائع ورد عليها صانع هذا  المطبخ حيث شكرها على اطرائها، فكتبت تعليق آخر تسأل فيه عن التكلفة لمطبخ كهذا فجاءها الرد أنه سوف يتواصل معها على الخاص. 


    جنة باستغراب:« هو إيه حكاية على الخاص.. على الخاص ما يكتبوا الأسعار في الكومنتات وخلاص ولازم يقولوا على الخاص قال يعني سر حربي ما هي مش محتاجة كل السرية دي هو المتر معروف سعره لكن التكلفة كلها بيحددها حجم المطبخ، بس بصراحة الواد ده شغله حلو أوي والألوان عنده تحفة.»


    بعد لحظات أتتها رسالة على الخاص فقامت بفتحها ووجدت بها أسعار مختلفة لأنواع عديدة فشعرت بالحيرة ولم تفهم لماذا يوجد أنواع مختلفة فكيف لها أن تختار الآن فأرسلت له رسالة تستفسر بها عن تلك الأنواع فقام هو بالرد عليها وبدأ يتحدث معها ويشرح لها الفرق بين كل تلك الأنواع وبعد ذلك أرسل لها العديد والعديد من الصور التي التقطها للمطابخ التي صنعها والتي أبهرت جنة بالفعل فسألته عن العنوان ولكن كانت هنا  المفاجأة وهى أنه من محافظه الجيزة وهي تقيم في إحدى مدن محافظة الدقهلية وذلك سيصبح عائقا كبيراً بالنسبة لها فسوف يزيد من التكلفة بسبب بُعد المسافة وعمها قاسم لن يوافق بذلك لأنه أعطى زوجته مبلغ محدد ولابد أن لا تزيد التكلفة عن هذا المبلغ فاعتذرت منه بطريقة لبقة وأنهت المحادثة وقامت بالبحث مرة أخرى وفي تلك المرة حددت في بحثها عن العمال في محافظة الدقهلية حتى لا تزيد التكلفة وبعد مدة وجدت أحد الأشخاص بالقرب من مدينتها وعمله أيضاً مبهرة، فتواصلت معه ولكنه كان يزيد في الأسعار قليلا واستغل عدم معرفتها بالأنواع ولكنها تحدثت معه وكأنها تعرف كل شيء عن تلك الصناعة مستغلة ما عرفته من الشخص الآخر فشعر هذا الشخص بالإحراج وقلل الأسعار ولكن حفظا لماء وجهه أعلمها أنه أخفض لها الأسعار من أجل خاطرها وذلك لأن ذوقها أعجبه كثيراً، فتصنعت جنة بأنها تصدقه فكل ما يهمها أن تجد عامل جيد يقوم بصنع ما تريده بتكلفة قليلة وأخبرته أن أعماله أعجبتها وستجعل عمها يتواصل معه للاتفاق على موعد التنفيذ، ثم أغلقت الهاتف وذهبت إلى حجرتها ولم تلاحظ ذلك الشاب الذي كان يجلس في شرفته يراقبها بكل اهتمام ترتسم على شفتيه ابتسامه حب.


    «وآخرة اللي بتعمله دا إيه يا كرم هتفضل تعذب نفسك كدا وهي مش حاسة بوجودك؟!» 


    التفت كرم إلى مصدر الصوت والذي لم يكن سوى صوت شقيقته بسمة ثم تحدث بهدوء. 


    كرم:«والمفروض أعمل إيه يا بسمة ما هو الحب مش بالعافية.»


    بسمة:« بس انت أي واحدة تتمناك ياكرم كفاية طيبتك وحنية قلبك وقناعتك صدقنى اللى هتكون من نصيبك أمها هتبقى داعيالها.»


    كرم بحزن:«بس قلبي ما بيتمناش غيرها هي واحنا ما لناش سلطة على قلوبنا يا بسمة كان نفسي تحبني هي كمان لكن يظهر إن الشقا والعذاب مكتوبين على جبيني.» 


    بسمة بشفقة على حالة اخيها:«بس انت اللي غلطان يا كرم انت حتى ما حاولتش تعترفلها بحبك دي حتى جنة ما تعرفش إن في مشاعر ليها في قلبك.»


    كرم:«عاوزاني أعترفلها ازاي وهي مش شايفاني غير أخ ليها من يوم ما سمعتك وانتى بتهزري معاها وبتقوليلها تعالي أجوزك أخويا كرم، فاكرة هي ردت عليكي بإيه، يومها قالتلك هو في واحدة بتتجوز أخوها، كرم دا أخويا زي ما هو أخوكي، قالتها وهي ما تعرفش إني بعشقها مش بحبها بس، قالتها وماحستش بالنار اللي قادت في قلبي لما اتأكدت إن عمرها ما هتكون من نصيبي فضَّلت إني أبعد وأفضل ليها أخ أحسن ما أخسرها نهائي لو عرفت إن ليها مشاعر في قلبي وخوفت كمان إنك تخسري صاحبتك الوحيدة وساعتها هتكرهيني وأنا ما أقدرش أخسرك لأي سبب ولا عاوزك تبقي زعلانة مني.»


    بسمة بحدة قليلا « بس كدا يبقى جبن وأخويا اللي أعرفه مش جبان المفروض إنك تحارب عشان حبك حسسها إنك موجود حسسها بإهتمامك خليها هي اللي تحبك بتصرفاتك معاها بلاش تبقى سلبي وطول الوقت بتحبها من بعيد لبعيد، يا سيدي جازف شوية ولمحلها بحبك خلي أفعالك هي اللي تبينلها قد إيه بتحبها عشان أفعالك دي اللي هتجبرها إنها تحبك.»


    كرم بحيرة:« يعني أعمل إيه يا بسمة أنا خايف بجد ترفضني صدقيني مش هستحمل إنها تبعد عني.»


    بسمة:« يا كرم يا حبيبي ما هو مش معقول إنها هتحبك  وكل الكلام اللي بينكم عبارة عن عملتى إيه في المذاكرة وذاكري واجتهدي وبعدها بتختفي في أوضتك وبعد ما خلصنا دراسة بقا كلامك معاها ازيك يا جنة عاملة إيه وعمو قاسم وطنط علا أخبارهم إيه ولا بتقعد معاها ولا بتبين أي مشاعر ليها دا حتى فى عيد ميلادها بتشتري الهدية وتتكسف تقدمهالها وتفضل محتفظ بيها هي بردو معذورة المفروض هتعرف منين إنك بتحبها هتشم على ضهر إيديها يعني؟!»


    كرم بنفاذ صبر:« طيب يا أم العريف قوليلي أعمل إيه عشان أخليها تحس بيا وتحبني؟!» 


    بسمة بابتسامة:«أنا هقولك بس لازم تنفذ كل الكلام اللي هقولهولك بدون نقاش اتفقنا؟» 


    كرم:«اتفقنا وربنا يستر.»


    الفصل الثالث 


    حل المساء وحضرت علا إلى المنزل وذهبت إلى حجرة جنة فوجدتها متسطحة فوق الفراش ممسكة هاتفها وتشاهد أحد الأفلام عليه.


    علا:«الله... الله ياجنة هانم شكلي كده جبت ليا ضرة في البيت من غير ما أحس.»


    جنة بضحك:« ضرة! ضرة إيه يا طنط علا؟!»


    علا:«الموبايل يا أختي اللي في إيدك أديكى أهو قاعدالي عليه مش دارية بالدنيا اللي حواليكى دا حتى ما حسيتيش بيا وأنا داخلة، اه لو كان عمك قاسم هو اللي جه وشافك كان هيسود عيشتك وياخد منك المخروب ده وساعتها انتى اللي هتزعلي.»


    جنة بلهفة:« لا خلاص مش هقعد عليه مدة طويلة تاني والحمد لله إنك انتى اللي جيتي مش هو، بس تعالي هنا قوليلي هو الموبايل ضرتك ازاي هوأنا كنت جوزك ولا إيه؟!»


    علا بضحك:«الله هو انتى مش بنتي وهو كدا هياخدك مني وهتحبيه أكتر مني وتفضلي قاعدة عليه وتنسيني يبقى كدا زي ة ولا لا؟!»


    جنة:« انا عمري ما أقدر أستغنى عنك دا انتي الوحيدة اللي حسستيني بالحب والحنان بعد وفاة بابا الله يرحمه وعمرك ما زعلتيني ولا كنتى قاسية عليا ربنا ما يحرمنيش منك أبداً ثم قامت واحتضنتها وقبلتها وأكملت كلامها: تعالي تعالي أما أحكيلك.» 


    علا بتساؤل:« خير هتحكيلي إيه؟!»


    جنه بفرحه:«لاقيت واحد قريب مننا بيعمل مطابخ حلوة أوي اتكلمت معاه وهو مستني عمو قاسم يتصل بيه ويتفق معاه عشان ييجي يبدا الشغل.»


    علا:«خلاص أول ماعمك قاسم يوصل هقوله وأخليه يكلمه.»


    جنة بقلق:« بس هتقوليله عرفتيه منين دا لو عرف إن أنا اللي كلمته هياخذ مني التليفون وهيزعقلي وأنا مش عاوزة أعمل معاه مشاكل.»


    علا بتفكير:« اممممم تصدقي ما فكرتش في الموضوع ده استني أنا جاتلي فكرة حلوة هقوله إن أنا كنت بحكي لمرات أخويا فقالتلي إن واحدة صاحبتها لسة عاملة مطبخها والصنايعي اللي عمله شغل حلو وجابتلي نمرته وكدا تبقى هي بعيد حتى عن مرات أخويا لأن عمك مش هيبقى عارفها وبكدا مش هيشك في حاجة ولا هيعرف إنك انتى اللي جبتيه إيه رأيك؟!» 


    جنة:«والله فكرة حلوة تسلم أفكارك يا طنط علا»


    بعد قليل وصل قاسم  من عمله وقد شارفت الساعة 10:00 فجلس على أقرب مقعد وعلامات الإجهاد ظاهرة على ملامحه وقام بخلع حذائه فتقدمت منه علا بوجه مبتسم. 


    علا:« حمد لله على السلامة يا حبيبي مالك شكلك مجهد أوي كدا ليه؟!»


    قاسم بإرهاق:«والله يا لولو كان عندنا شغل كتير أوي النهاردة ما قعدتش لحظة واحدة لما خلاص حاسس إني هلكان وعاوز أنام بس كمان هموت من الجوع ما أكلتش من الصبح.»


    علا:« ليه كدا يا حبيبي وما أكلتش ليه أي حاجة تصبر نفسك بيها لحد ما تيجي؟!» 


    قاسم:«ما أنا قولتلك الشغل النهاردة كان كتير عشان كدا ما كانش عندي وقت أجيب أكل.» 


    علا:«حصل خير يا قلبي ثواني عقبال ما تغير هدومك أكون جهزتلك الأكل.»


    بعد لحظات أحضرت علا صينية الطعام وأخذت تطعم قاسم بيدها وتطرب أذنيه بالكلام المعسول وتغدق عليه بحبها وحنانها. 


    قاسم بابتسامة:«إيه يا لولو شكلك عاوزة تقولي حاجة.»


    علا:«ليه بتقول كدا يا أخويا؟!» 


    قاسم بضحك:« أصلك قاعدة بتزغطيني زي دكر البط وبتدلعيني يبقى أكيد عندك حاجة مهمة عاوزة تقوليها أو عاوزة حاجة.»


    ابتعدت عنه علا وهي تتذمر وترسم على ملامحها الغضب فقام قاسم واقترب منها وأحاط خصرها بيديه وتحدث بحب. 


    قاسم:« الجميل زعلان دلوقتي ليه؟!»


    علا بحزن:«يعني أنا مش بدلعك ولا أحسسك بحبي غير لما أكون عاوزة حاجة طب اوعى كدا أنا مخصماك  وزعلانة منك كمان.» 


    قاسم وهو يحتضنها اكثر:«لا طبعاً يا نن عيني وروح قلبي أنا عارف إنك بتعملي كل ده من قلبك وعشان بتحبينى وبعدين أنا مقدرش على خصامك ياجميل.»ثم قبلها بجوار شفتها.


    علا بدلع وهي تحتضنه بيدها:«أنا فعلاً بحبك لا دا أنا بعشقك دا انت اللي ملكت القلب والروح يا راجل.»


    قاسم بخبث:«شكلي كدا مش هكمل الأكل وهحلى الأول.»


    علا بخجل:«يوه بقا يا راجل هو انت لازم تكسفني كدا علطول وبعدين أنا كنت عاوزة أقولك على حاجة.»


    ضحك قاسم بشدة ولم يستطع تمالك نفسه فجلس على المقعد وظل يضحك، ثم هدأ قليلا وتحدث قائلا.


    قاسم بضحك:«طيب كان لازمتها إيه القصة الطويلة العريضة اللي انتي عملتيها من شوية دي ما إحنا قولنا إن الدلع دا وراه إن ها قوليلي يا ست الستات عاوزة إيه؟!» 


    علا بخجل:«أعملك إيه يعني ما هو انت جاي تعبان ولو كنت اتكلمت علطول كنت هتتعصب عليا قولت أدلعك شوية عشان يبقى مزاجك رايق  وتسمعني غلطت أنا كدا يعني؟!»


    قاسم بضحك:» لا يا لولو دي أحسن حاجة عملتيها على الأقل نابني شوية دلع وأكلة حلوة من إيد ست الحسن والجمال ها بقى ة تقوليلي ولا نقوم نحلى أحسن؟»


    علا:«عاوزاك تكلم الصنايعى اللي هيعملنا المطبخ عشان ييجي ويشوف المقاسات ويبدأ الشغل على طول.»


    قاسم:«طيب اصبري لما أشوف صنايعي كويس الأول.» 


    علا:« لا يا أخويا ما أنا جبتلك نمرة صنايعي إنما إيه شغله عظمة أوي.»


    قاسم بانتباه لما قالته:«جبت نمرة صنايعي! ودي جبتيها منين إن شاء الله.»


    قصت عليه علا ما اتفقت عليه مع جنة، فصمت قليلا ثم تحدث قائلا.


    قاسم:«خلاص هاتي رقمه وأنا هكلمه بكرا إن شاء الله واتفق معاه مش يلا بقى عشان نحلي.» 


    علا بدلع:«طيب مش لما تكمل أكلك الأول؟» 


    قاسم وهو يحملها بين ذراعيه:«لا أنا بحب أحلي وبعدين آكل.» ثم ذهب بها إلى الفراش ليعيشا معاً لحظات من السعادة.


    في الصباح استيقظ الجميع وتناولوا طعام الإفطار وذهب قاسم إلى محل الملابس الخاص به ليباشر عمله وقامت علا وجنة بالأعمال المنزلية، ثم جلسوا سويا يتجذبان أطراف  الحديث.


    جنة:« عملتي إيه مع عمي قاسم يا طنط علا؟» 


    علا:« اطمني يا حبيبتي عدت على خير وهيكلم الراجل النهاردة ويتفق معاه يلا بقا اختاري الألوان اللي تعجبك انتى يا روحي.»


    جنة بحب:«لا يا حبيبتي انتى اللي تختاري دا مطبخك انتى وعمو قاسم اللي عاملهولك بفلوسه يبقا دا حقك وانتى اللي لازم تختاري حاجتك وكتر خيرك أنا عارفة إنك حابة تجبري بخاطري ربنا يخليكي ليا يا رب.» 


    علا:«بطلي هبل يا بت انتى بلا مطبخي بلا مطبخك أولاً دا بيتك وبيت أمك وأبوكى ودا حقك انتى وكفاية إنك سايبانا نعيش معاكي والمحل كمان بتاعك يعني الخير والرزق ملكك  انتى يا حبيبتي وعمك قاسم في مقام أبوكى يعني انتي أحق واحدة بكل حاجة ربنا يجازيكى خير يا حبيبتي على طيبة قلبك ورضا نفسك اللي بقا نادر وجودهم دلوقتي.»


    جنة ببكاء:«إيه يا طنط علا هو إحنا كل مرة كدا نقلبها دراما ما صدق اللي قال على الستات إنهم بيعشقوا النكد قد عينيهم نفرح نعيط نزعل نعيط.»


    علا وهي تحتضنها:« ولا نكد ولا حاجة يا خايبة يلا خلينا نختار الالوان عشان أنا ناوية أعمل حاجة كدا مطرقعة.»


    جنة بابتسامة وهي تمسح دموعها:«خير يا رب يا خوفي يا بدران ناوية على إيه؟!»


    علا:« ولا حاجه ناوية أجدد كمان حاجات في المطبخ عشان أحس كدا إن أنا  عروسة جديدة يلا بقا يا بت هاتى التليفون وخلينا نقعد ننقي مع بعض.»


    فى ميعاد وجبة الغداء حضر قاسم كعادته وجلس مع زوجته وأخبرها أنه اتصل على الرجل ليأتي كي يأخذ مقاسات المطبخ في يوم الجمعة حتى يكون حاضراً ثم دخل وأخذ قيلولة وبعد ما استيقظ ذهب إلى محله ليواصل عمله.



    الفصل الرابع


    في حجرة جنة، كانت تتصفح هاتفها واشتركت بالعديد من الجروبات وظهر أمامها بوست لسيدة تطلب أحد صانعى مطابخ جيد في منطقة الجيزة فقامت جنة بعمل منشن باسم الصانع الأول الذي أعجبها عمله فشكرتها تلك السيدة ومر يومان وأتى يوم الجمعة وحضر الرجل ليأخذ مقاسات المطبخ وكانت علا تشعر بالسعادة هي وجنة ولكن سعادة جنة لم تدم طويلا فحينما حاولت أن تختار شكل معين من الموديلات التي يعرضها عليهم صانع المطابخ قام عمها قاسم بمنعها وتحدث بحدة معها.


    قاسم بحدة:« انتى بتعملي إيه يا بني آدمة انتى هو انتى مين عطاكى الحق إنك تنقي شكل المطبخ؟!» 


    علا بصدمة:« انت بتقول إيه يا قاسم انت بتكلم جنة كدا ليه ما يصحش كدا مش قدام الراجل الغريب.»


    قاسم بحدة:« بقولك إيه يا علا بلاش تتدخلي وانتى يا بت انتى يلا اخفي من قدامي اتلقحي في أي مكان دلوقتي.»


    جنة ببكاء:«أنا آسفة يا عمو نسيت إنه مش من حقي أفرح وإن دي مش حاجتي عشان أنقي فيها براحتي.»

    ثم تركته وجرت على مكتبة والدها وأغلقت الباب وظلت تبكي بشدة.


    علا بغضب:«حرام عليك يا قاسم ليه كسرت بخاطرها كدا إيه المشكلة لو كنت سيبتها تنقي معايا موديل المطبخ وتسيبها تعيش الفرحة البسيطة دي انت ناسي إن دا بيتها وإن إحنا اللي عايشين معاها.»


    قاسم:«خلاص يا علا محصلش حاجة لكل دا يعني هي بتحس أوي دي جبلة يا ريت تحس وتبعد عني بقا.»


    تنحنح الرجل وتحدث بخجل:«طيب أستأذن أنا دلوقتي وأبقى آجي في وقت تاني إن شاء الله.» 


    قاسم بحدة :«وتمشي ليه وانت مالك باللي بيحصل خد مقاساتك وبعدين مش تعرف الشكل اللي اخترناه الأول كمان ولا هتشتغل ازاي إن شاء الله.» 


    الرجل:«ما تهدي علينا يا أستاذ شوية وروق كدا أومال أنا أقصد يوم كدا ولا حاجة وأرجع تكون الأمور هدت وتكونوا اتفقتم على الموديل اللي إنتم عاوزينه.» 


    قاسم بحدة:« يا عمنا صاحبة ة قدامك أهي وهي اللي هتختار ما لكش دعوة بالتانية دي ما لهاش لازمة أصلاً.»


    علا بحدة:« قاسم كفاية كدا والله أنا مش هختار حاجة من غير ة دي حاجتها وبيتها قبل ما تكون حاجتي وبيتي.» 


    ثم تركته وذهبت هي الأخرى وهي تشعر بالغضب، استأذن الرجل وذهب وثار قاسم بشدة وظل يسب جنة وكأنها هي السبب في افتعال تلك المشكلة فذهب ناحية المكتبة وأغلقها عليها بالمفتاح حتى لا تستطيع الخروج وتظل حبيسة وكأنه يعاقبها على ذنب لم تقترفه تلك المسكينة، ثم ذهب إلى حجرته حتى يراضي زوجته الحبيبة والتي لم تعلم بما حدث لتلك المسكينة.


    في المكتبة كانت تجلس جنة أرضا وتبكي بشدة وتشعر بقهر في قلبها وظلت تحدث نفسها.


    جنة بقهر ووجع:« هو أنا ليه مش من حقي أفرح حتى الحاجة البسيطة مستكترها عليا يا عمي للدرجة دي أنا  حمل تقيل عليك ليه مش قادر تحبني والله أنا بحبك أوي كفاية إنك الوحيد اللي فاضل من ريحة بابا يا ريت تحبني زي ما بحبك يا عمي.»


    وظلت تبكي إلى أن غطت في نوم عميق فوق أرضيه المكتبة، ظلت طوال الليل على هذا الوضع إلى أن حلت نسمات الفجر فشعرت وكأن شيء يحتضنها ويربت عليها بحنان وكأنه يواسيها فارتسمت على وجهها بسمة خفيفة وفتحت عينيها قليلا فرأت بصورة مشوشة وكأن ملاكا يجلس بجوارها فقد رأت طيفاً أبيض لفتاة لا تظهر ملامحها ولكن لها أجنحة من نور وكأنها حورية من الجنة، لم تشعر بالخوف بل العكس فكل ما شعرت به هو الأمان والطمأنينة ظلت تنظر لها وهي مبتسمة فقد اعتقدت أنها روح والدتها والتى  تجسدت في شكل ة وأتت لمواساتها فأغمضت عينها مرة أخرى ونامت مطمئنة.


    في صباح اليوم التالي استيقظت علا من نومها ووجدت قاسم ينام بجوارها محاوطاً إياها بذراعيه بتملك حاولت جاهدة أن تفك ذراعيه عنها ولكنه استيقظ هو الآخر إثر حركتها، ثم تحدث بهمس وصوت متحشرج. 


    قاسم:«رايحة على فين يا ست الستات عاوزة تسيبى حضني وتروحي فين؟!»


    علا بضيق:« اوعى يا قاسم خليني أقوم أطمن على جنة كفاية إني سايباها طول الليل لوحدها من غير ما أراضيها.» 


    قاسم بضيق هو الآخر:« في إيه يا علا هي يعني كانت من بقية أهلك دي بنت اخويا أنا وأنا حر فيها إن شاء الله أدفنها بالحياة حتى محدش له عندي حاجة سيبك منها وخليكي معايا.»


    علا بحدة:« تصدق إن انت على قد ما قلبك طيب لكن أوقات بتحدف كلام زي الدبش جنة دي بنتي أنا، الأم اللي بتربي مش اللي بتخلف يا سي قاسم وأنا اللي ربيتها وتعبت في تربيتها من وهى بنت عشر سنين  وسواء رضيت أو لا جنة دي حتة مني وربنا يزيح القسوة من قلبك لأن الغلبانة دي ما تستحقش القسوة اللي شايفاها منك هي ما لهاش ذنب في اللي حصلك زمان اتقي الله فيها يا قاسم واحمد ربنا إنه عوضنا بيها من حرمان الخلفة اللي عشناه سنين اوعى بقا خليني أقوم أشوفها.»


    ذهبت علا إلى حجرة جنة ولكنها وجدت فراشها مرتب كما هو ولم تجد جنة فذهبت إلى المطبخ ولكنها لم تجدها أيضاً فعادت إلى حجرتها وهي فزعة وتنادي قاسم.


    علا بفزع:« قاسم.... قاسم إلحق جنة مش موجودة ما نامتش في أوضتها من امبارح لتكون هربت من البيت يا مصيبتى يا مصيبتي عاجبك كدا انت السبب ما راعتش إن في حد غريب في البيت وكسرت بخاطرها قدامه رغم إنها ما عملتش حاجة والله لو جرالها حاجة أنا مش هسامحك العمر كله وكمان مش هقعدلك في البيت، ااااه يا بنتي أنا ما ليش دعوة أنا عاوزة بنتي.»


    قاسم بحدة:« هي قصة كل شوية تقوليلى هتسيبي البيت عشان مقصوفة الرقبة اطمني يا أختي هي لا هربت ولا حاجة هي أصلاً ما تقدرش تعمل حاجة زي كدا لأن ما لهاش حد غيرنا مش هتروح تعيش في الشارع يعني.» 


    علا بتساؤل وبكاء:« أومال هي فين انشقت الأرض وبلعتها يعني.» 


    قاسم:« لا يا أختي هي في المكتبة وأنا قفلت عليها عشان تتعلم الأدب وتتربى.» 


    لم تنتظر علا أن يكمل قاسم كلامه وذهبت مسرعة إلى المكتبة وقامت بفتحها ودخلت بلهفة باحثة بعينيها عن تلك المسكينة فوجدتها ملقاة أرضاً تضم نفسها بيديها ولا تشعر بأي شيء حولها، فاقتربت منها وحاولت إيقاظها ولكنها لم تستجب فجذبتها وسندت رأسها على قدمها وظلت تنادي قاسم بفزع. 


    علا بفزع:« قاسم.... الحقني يا قاسم بسرعة، جنة ما بتردش عليا.»


    أتى قاسم مسرعاً وصدم من منظر جنة التي كانت تحاكي الموتى، فوجهها شاحب وكأنه بلا روح فحملها بين ذراعيه مسرعاً وهو يشعر بالخوف عليها، ووضعها في حجرتها على الفراش، ثم أحضر زجاجة عطر ووضع منها بالقرب من أنفها فبدأت بتحريك عينيها وتململت قليلاً وهي تهمهم بكلمات غير مفهومة فاقتربت منها علا لتنصت لما تقوله جنة.


    جنة بهمهمة:« ما تمشيش استني.... روسيل ما تسيبنيش خديني معاكي ما تقفليش البوابة يا روماف أنا عاوزة آجي معاكم الدنيا هنا وحشة أوي خدوني أرجوكم.»


    علا بخوف:« جنة.... جنة يا حبيبتي... فوقي يا روحي بتقولي إيه؟  إيه الكلام الغريب اللي انتي بتقوليه دا؟  مين دول اللي بتكلميهم؟  فوقي يا حبيبتي.»


    فتحت جنة عيونها ونظرت باستغراب حولها، ثم ألقت الصباح على علا وقاسم وكأن شيئا لم يحدث فنظر لها قاسم بدهشة وشعر بقلق شديد عليها خوفا من أن يفقدها فمهما كانت قسوته عليها ولكنه بالأخير عمها الذي قام بتربيتها ولم يعد لديه أحد من عائلته سواها.



    الفصل الخامس والسادس هديه للقمرات اللي بيتابعوها 


    في المساء كان يجلس قاسم في شرفة المنزل شارداً حينما دخلت عليه زوجته علا فجلست بجواره وربتت على يده وتحدثت بحنان.


    علا:« مالك يا قاسم فيك إيه أول مرة أحس إنك شايل الهم كده فضفض يا أخويا وخرج اللي في قلبك.»


    قاسم بقلق:«أنا خايف على جنة أوي البت قطعت قلبي بالحالة اللي كانت فيها النهاردة.»


    علا بعدم تصديق:«انت بتتكلم بجد يا قاسم جنة صعبانة عليك فعلاً؟!»


    قاسم بضيق:« إيه يا علا هو انتى شايفاني وحش أوي للدرجة دي؟!»


    علا بلهفة:«لا والله يا قاسم انت سيد الناس كلها ومفيش أطيب من قلبك بس قسوتك على جنة من صغرها تخلي أي حد يقول عليك كدا لكن أنا الوحيدة اللي عارفة إن قلبك أبيض وفيك حنية مش موجودة عند حد.» 


    قاسم بحزن:« انتى عارفة كويس سبب قسوتي دي إيه.» 


    علا:« بس جنة ما لهاش ذنب يا قاسم وأديك شايف قسوتك وصلتها لفين أنا كنت مرعوبة عليها أوي دي البت لحد دلوقتي ما حسيتش باللي حصل لها ولا فاكرة أي حاجة من اللي كانت فيه ولا الأسامي الغريبة اللي كانت بتقولها، لتكون يا أخويا اللهم احفظنا يا لهوي... يا لهوي تكونش البنت اتلبست؟!»


    قاسم:« انتى هتهلفطي في الكلام ولا إيه يا ست علا قال العفاريت قال ما عفريت اللي بني آدم يا أختي.» 


    علا بخوف وتردد:« قاسم أقولك حاجة بس تديني الأمان؟!»


    قاسم بتساؤل:« قولي يا ستي و عليكي الأمان.»


    علا بتأكيد:«انت إديت الأمان يا قاسم خليك فاكر.»


    قاسم بنفاذ صبر:« اللهم طولك يا روح ما تخلصي يا علا وانطقي بقا.»


    علا بهمس وخوف:« أنا زمان سمعت أمك الله يرحمها أيام ميتم أم جنة لما كنا قاعدين هنا بجنة وهي صغيرة، كانت جوا المكتبة دي وكانت بتتكلم مع حد وبتقول كلام زي اللي جنة قالته.»


    قاسم بحدة:« لا دا هبت منك على الآخر انتى هتعيبي في أمي الله يرحمها هي كمان فوقي كدا يا بنت الناس واعقلي كلامك عشان ما أزعلكيش مني.»


    علا بجدية:« والله يا أخويا ما بكدب عليك أومال أنا ما برضاش أدخل المخروبة دي ليه ما هو من خوفي لحاجة تلبسني وأنا أصلاً مش ناقصة يجعل كلامنا خفيف عليهم طب والله لولا إني سمعت أمك بوداني عمري ما كنت هقولك على حاجة زي دي أنا أصلاً كنت نسيت والله بس افتكرت اللي حصل زمان بعد ما شوفت جنة.»


    قاسم باهتمام:« وهو في حاجه حصلت غير اللي قولتيه؟!» 


    علا وهي تتلفت حولها وتهمس:« أمك الله يرحمها لما خرجت ولاقتني متسمرة قدام الباب فعرفت إني سمعتها ففضلت تأكد عليا إني ما أحكيش حاجة لحد وخوفتني وقالت إن لو اتكلمت وحكيت لحد هيلبسوني وأنا بصراحة  اترعبت وخوفت أحكيلك ومع الوقت نسيت بس أنا دلوقتي مرعوبة وخايفة على البت  دى لسة صغيرة بصراحة أنا خايفة ليكون في جن عاشق ويعمل فيها حاجة كدا ولا كدا والبت لسة ما دخلتش دنيا اقولك  إيه رأيك نشوف شيخ نوديهاله يرقيها؟!»


    قاسم:«شيخ إيه وبتاع إيه يا علا هو انتى مش عارفة البلاوي اللي بتحصل من ورا الدجالين دول؟!»


    علا:«وأنا قولت هروح لدجالين أنا بقولك شيخ يرقي البت يعني هيقول عليها كلام ربنا لا هنعمل حجاب ولا يحزنون.»


    قاسم:« اصبري شوية يا علا لما نشوف الأول هيظهر حاجة عليها ولا لا وبعد كدا اعملي اللي انتي عاوزاه مش يمكن كانت بتخرف عشان شافت كابوس.»


    علا:« ماشي يا قاسم هعمل اللي انت عاوزه واتمنى إنها تكون تخاريف.»


    في حجرة جنة كانت تجلس هي وبسمة تتحدثان سويا.


    جنة أنا عاوزة أعرف انتى تاعبة نفسك ليه يا بسبوسة كان لازمتها إيه الهدية دي كلفتى نفسك على الفاضي والله ما كانش له لزوم وبعدين أنا عيد ميلادي عدى خلاص وكفاية عليا إنك افتكرتيني وقولتيلي كل سنة وانتي طيبة.»


    بسمة:« بطلي خيابة يا بت انتى إحنا اخوات وأصلاً أنا اللي أخرني إني كنت مستنية البضاعة الجديدة تيجي المحل لأن الحاجات اللي كانت موجودة هناك ذوقها ما كانش هيعجبك.»


    جنة:« بس أنا هحط الحاجات دي فين يا بسبوسة هو أنا بخرج غير عندك يا بت؟!»


    بسمة وماله يا أختي حطي وانتى جاية عادي إيه المشكلة يعني مش يمكن أجيبلك عريس حلو وقمر وصغير وموظف وبيقبض مرتب حلو.» 


    جنة باستغراب:« ودا مين يا أختي العريس ده، داكامل من مجاميعه لا عيني عليه باردة.»


    بسمة بفخر:« طبعا أومال دا مفيش منه اتنين كرومه حبيب قلب اخته.» 


    جنة بضحك:« كرم! انتى هبلة يا بنتي دا أخويا هو في واحدة تتجوز أخوها يا أذكى اخواتك؟!»


    بسمة:« أخوكى! أخوكي إيه هي يا ادلعدي انا أمي وأبويا ما خلفوش غيرنا بقيتى أخته منين إن شاء الله؟!» 


    جنة :«بت يا بسمة بطلي هزار انتى عارفة إني عمري ما بصيت لكرم غير إنه أخويا حتى هو كمان عمره ما شافني غير أخته.»


    بسمة بخبث:« والله بقا انتى مش شايفاه غير أخ؟! أومال زمان ما كانش أخ ليه؟!» 


    جنة بابتسامة:« يا بسبوسة هو أنا عشان كنت متعلقة بيه وانا صغيرة يبقا كدا حب أنا وقتها كان عندي 10 سنين يعني كنت لسة في رابعة ابتدائي وكرم كان عنده 16 سنه وكنت معتبراه مثلى الأعلى كان حنين أوي وأخ بمعنى الكلمة.»


    بسمة:« يا بنتى دا انتى كنتى بتغيري عليه مني وكنتى بتقوليله إنك انتى بس اللي تكلميه وتلعبي معاه وما كنتيش بتخليه يلعب مع أي حد تاني يامفترية دا كان مخلص مصروفه عليكي عشان يشتريلك الشيكولاتة اللي انتي بتحبيها.»


    جنة بذهول:« ياااه دا انتى قلبك أسود أوي يا بسمة بقا انتى كنت مستخسرة فيها الشيكولاتة اااه يا واطية.»


    بسمه بنفاذ صبر:«شيكولاتة يا معفنة أنا هبصلك في الشيكولاتة بردو  وبعدين أنا بكلمك في إيه وانتى بتكلميني في إيه صبرنى يارب.»


    جنة بجدية:« انتى عاوزة توصلي لإيه يا بسمة من كلامك دا اوعي تقولي إن كرم عاوز يتجوزني؟!»


    بسمة بقلق:«وإيه يعني يا جنة هي فيها مشكلة لو اتجوزتي كرم يعني؟!»


    جنه بتردد:« بصي يا بسمة أنا مش حابة اخسرك ولا أخسر كرم وموضوع الجواز دا ممكن يفرقنا عن بعض كرم بالنسبالي اخ وأب وصديق رغم فرق السن القليل اللي بينا بس دايما كان بيحتويني زي الأب مع بنته وينصحني زي الأخ مع أخته ويغير عليا زي الصديق المتملك وأنا معنديش استعداد أخسر كل ده عشان مش عاوزة أغامر بالعشرة اللي بينا ولا بصداقتك.»


    بسمة بضحك مصطنع:«هو انتي يا بنتي مالك عيشتى الدور كدا ليه انتى يعني شايفة كرم داخل عليكي بالمأذون خليتى الواد كدا يا عيني من غير ما يحس اتقدملك وحصلت مشاكل وخسرنا بعض وهو ولا هو داري أعوذ بالله منك بقيتي نكدية ولا بتعرفي تفرقي بين الهزار و لا الجد.»


    جنة بشك:« بجد يا ة يعني كنتي بتهزري الحمد لله ضربة في قلبك خضتيني منك لله يلا يا بت قومي روحي على بيتكم عشان ما تسيبيش كرم قاعد لوحده انتى عارفة إن هو لا بيخرج ولا بيروح ولا بييجي فمش عشان سماحلك تقعدي معايا تقومي تلزقي وتسيبيه يكلم نفسه.» 


    بسمة بخبث:«وانتى مالك يا ست جنة ما تكونيش فاكرة نفسك مراته ولا حاجة؟!»


    جنة بصراخ:«قومي يا بسمة امشي من هنا.» 


    نظرت لها بسمة بابتسامة مستفزة وأخرجت لها لسانها ثم تركتها وخرجت وهي تضحك بشدة.


    جلست جنة على الفراش وتحدثت مع نفسها بغيظ


    جنه بغيظ:«والله البت دي برج منه نافوخها طق وشكلي كدا هبلغ عنها الخانكة قال أتجوز كرم قال هو في واحدة بتتجوز أخوها يا ناس!»


    ثم امسكت هاتفها وكأنها تخرج غيظها فيه وأخذت تتنقل بين الجروبات وتشاهد المنشورات فتضحك أحياناً وتبكي أحياناً إلى أن أتاها إشعاراً وحينما قامت بفتحه وجدت إحدى السيدات تطلب منها اسم الشخص الذي  يصنع المطابخ أو رقم هاتفه فأرسلت اشارة إليه بعد قليل أتاها اشعار آخر من تلك السيدة تشكرها شعرت جنة بالملل فتركت الهاتف وأغلقت الأضواء وغطت في نوم عميق وفي منتصف الليل استيقظت جنة على صوت وصول رسالة على هاتفها فالتقطته ونظرت له بعين ناعسة وفتحتها لتقرأ محتواها والذي كان ينص على.


    « متشكر ليكي جداً بسبب حضرتك جالي شغل كتير وبجد نفسي أعملك أي حاجة أعبر بيها عن شكري وامتنانى ليكى.»


    قرات جنة  الرسالة ولكنها لم ترد عليها فكان النوم ما زال يسيطر عليها فأغلقت الهاتف مرة أخرى واستسلمت لسلطان النوم وحينما حل الصباح قامت كعادتها وانتهت من الأعمال المنزلية هى  وزوجة عمها وبعدما انتهت من كل شيء استأذنت زوجة عمها بأن تذهب إلى المكتبة قليلا حتى تشبع رغبتها بالقراءة قبل حضور عمها من العمل، فوافقت علا على مضض حتى لا تلفت نظر جنة لخوفها من تلك المكتبة الملعونة ولكن قبل أن تبدء في القراءة تذكرت تلك الرسالة التي قرأتها ليلاً فأخذت هاتفها مسرعة وفتحت تلك الرسالة مرة أخرى وقرأت محتواها لتتأكد منه وتستطيع الرد عليه.


    جنة:«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخبار حضرتك بجد فرحتني إني كنت سبب في إن شغلك يزيد ربنا يوسع عليك ويزيدك من فضله.» ثم أغلقت الهاتف ولكن أتاها الرد سريعا. 


    صانع المطابخ:«الله على جمال دعوتك دي أنا متشكر جداً من زمان محدش دعالي دعوة حلوة زي دي كانت والدتي الله يرحمها هي بس اللي بتدعيلي.»


    جنة:«ربنا يرحمها ويغفر لها بصراحة انت شغلك حلو جداً ودا سبب رئيسي إني أرشحك لكل واحدة سألتني عنك أنا عن نفسي كان نفسي انت اللي تعملي المطبخ بتاعنا بس ظروف بُعد المكان اللي خلاني أتعامل مع واحد تاني.»


    صانع المطابخ:«دي مجاملة حلوة أوي من حضرتك.»


    جنة:« أبداً والله مش مجاملة ولا حاجة خليك واثق في نفسك وفي شغلك لأن هو اللي هيجيبلك زباين وربنا يوفقك.»


    صانع المطابخ:«متشكر يا آنسة معلش هو اسم حضرتك إيه؟!»


    جنة:« اسمى جنة مع إنه ما لوش لزوم يعني إنك تسأل عنه.» 


    صانع المطابخ:« عاشت الأسامي يا آنسة جنة ماشاء الله حتى اسمك حلو أوى  أنا اسمي خالد.»


    جنة بضحك:« أيوا ما أنا عارفة انت ناسي إن الأكونت بتاعك مكتوب باسمك.»


    شعر خالد بالحرج وكأن عقله توقف عن التفكير. 


    خالد بحرج:« أحرجتيني على فكرة أنا حاسس إن مخي واقف عن التفكير معلش أصل دي أول مرة أتكلم مع بنت.» 


    جنة باستغراب:« أول مرة تتكلم مع بنت ازاي هو مش المفروض إن طبيعة شغلك بيبقى أغلب تعاملك مع الستات؟!»


    خالد:« فعلاً انتى عندك حق بس كلامى معاهم بيبقى فى نطاق الشغل وبس لكن  ما أعرفش إيه اللي حصلي وأنا بكلمك كأنى بتعامل مع صنف الستات لأول مرة.»


    جنة في نفسها:« هو ناوي يشتغل في النحنحة ولا إيه لا دا أنا لازم أفرمله أنا ما ليش في الكلام ده، معلش يا أستاذ خالد مضطرة أستأذن حضرتك.»


    خالد:« اه طبعا اتفضلي آسف إني عطلت حضرتك مع السلامة.»


    تمددت جنة على الأريكة وأمسكت بيدها إحدى الكتب والذي تميز بشكله الغريب فكان أقرب ما يكون إلى كتب السحر فكان غلافه عباره عن جلد سميك وتوجد عليه بعض النقوش البارزة لشيء خيالي وكأنه مفتاح لعالم سحري كما يوجد أجزاء أخرى لها ألوان كأشعة سحرية ولكنها ثابتة كانت جنة تمسك هذا الكتاب والذي أرادت منذ سنوات أن تفتحه وتقرأ محتواه ولكن دائما ما حذرتها جدتها من قراءته قبل أن تتم عامها 21 وبالفعل التزمت جنة بوعدها واليوم أرادت أن تستغل وجودها بالمكتبة وتحاول اشباع رغبتها في معرفة تلك السطور الهامة التي يحتويها ذلك الكتاب والتي مُنعت من قراءته لسنوات عديدة مما جعلها تظن أن هذا الكتاب به طلاسم عن الجن ولذلك كانت تخاف عليها جدتها وتمنعها من قراءته ولكن فضولها غلبها ونظرت له برغبة شديدة وحينما قررت فتحه أنارت تلك الأشعة السحرية على غلاف الكتاب وخرجت منها ألوان قرمزية وزرقاء مما جعلها تشعر بالخوف قليلا ولكن فضولها غلب خوفها وأصرت على فتحه وبالفعل فتحت جزء بسيط منه فكان الغلاف ثقيلا وكأنه من الحديد ولكن قبل أن تفتحه كاملاً سمعت صوت صراخ علا فأغلقت الكتاب وألقته على الأريكة وذهبت مسرعة لترى ما حدث لها فوجدتها ملقاة على الأرض في المطبخ غائبة عن الوعي وتنزف بشدة فصرخت باسمها وجلست بجوارها مذهولة لاتعرف ماذا تفعل؟! 



    الفصل السادس 


    بسمة بابتسامة:«يا عيني يا عيني على الناس الرايقة إيه يا عم المزاج العالي ده قاعدلي في البلكونة وحواليك ورد وبتسمع أم كلثوم كمان لا وبتشرب قهوة والجو النهاردة روعة ومش ناقص غير الوجه الحسن والحمد لله أنا جيت أهو عشان أكملك الرومانسية اللي انت فيها يا سي كرم.»


    ظل كرم مغلقاً عيناه وأشار بيده إلى بسمة لتصمت حتى يظل مستمتعا بصوت كوكب الشرق والهدوء والرومانسية التي يعيشها في تلك اللحظة ولكن بسمة لم تتح له الفرصة لذلك.


    بسمة بسخرية:« لا بقا دا انت حالتك بقت صعبة أوي هي البت جنة عاملالك عمل ولا إيه يا كرومة؟!»


    كرم بهدوء:«عمل!  عمل إيه يا جاهلة يا عديمة الرومانسية هي جنة برقتها وطيبتها دي ما تتحبش؟ هي مش محتاجة تعمل عمل لحد لأن اول ما حد بيتعامل معاها بتدخل قلبه علطول انتى نفسك من يوم ما جينا وعشنا هنا وانتى بتحبيها وما بتقدريش تستغني عنها ولا حتى بتتخاصمي معاها.»


    بسمة:«الله اكبر في عينيك يا أخويا أهو النق بتاعكم ده اللي هيجيبنا الورق قول ما شاء الله وبصراحة جنة فعلاً تتحب وأنا من كل قلبي نفسي إنها تحبك وتكون من نصيبك بس شكل كدا مهمتك هتبقى صعبة يا كرم.»


    كرم باستغراب:«ليه بتقولي كدا يا بسمة هي جنة في حد في قلبها؟!» 


    بسمة بتأكيد:«لا طبعاً جنة عمرها ما عاشت قصة حب ولا كلمت مخلوق ولا ليها فى الكلام دا خالص ما انت عارف هى عايشة ازاى كل الحكاية إنها.....» 


    قطع كلام بسمة صوت صراخ جنة فهب كرم مسرعاً للذهاب إليها لمعرفة ما حدث، وفي خلال لحظات كان كرم وبسمة أمام باب جنة وكرم يطرقه بشدة وعندما فتحت جنة الباب وجدها كرم في حالة بكاء هستيري ولا تستطيع الكلام وتشاور بإصبعها تجاه المطبخ، فذهب كرم مسرعاً وخلفه جنة وبسمة فصدم من منظر عا الملقاة على  الأرض وهي غارقة في دمائها فاقترب منها مسرعا ووضع يده أمام أنفها وفمها.


    بسمة بلهفة:« لسة عايشة؟! طمنا يا كرم.»


    كرم:«الحمد لله تنفسها طبيعي روحي يا جنة بسرعة هاتيلى قماشة أكتم بيها الدم اللي بينزل ده وانتى يا بسمة اتصلي بسرعة على أستاذ قاسم خليه ييجي بسرعة مفيش وقت.»


    بدأ كرم في تثبيت جسد علا وجعل رأسها ورقبتها وعمودها الفقري في وضع مستقيم ثم بدأ يتحسس الجرح فتنهد بارتياح حامداً رب العزة.


    بسمة:« انت حركتها ليه يا كرم بالشكل دا كدا خطر عليها.»


    كرم:« اطمني يا حبيبتي هي كويسة الجرح مفيش حواليه ورم يعني كده باذن الله ممكن يبقا مفيش نزيف في المخ.»


    في تلك اللحظة أحضرت جنة القماشة وأعطتها لكرم الذي وضعها بدوره على الجرح حتى يتوقف النزيف.


    جنة ببكاء:« هي هتبقى كويسة صح؟! طمني يا كرم بالله عليك هي كويسة؟»


    كرم بحنان:« ما تخافيش يا جنة هي هتبقى كويسة والله الحمد لله الجرح مش عميق ومفيش تورمات هي بس نزفت شوية ودلوقتي هناخدها للمستشفى ونطمن عليها.» 


    بسمه:«أنا خايفة عمو قاسم يتأخر ما تيجي نوقف أي تاكسي وناخدها نوديها إحنا المستشفى بسرعة.»


    كرم:«يا بنتي اهدي بقا انتى كدا هتوتري جنة أكتر ما هي متوترة روحي يا جنة هاتي أي برفان من عندك وما تقلقوش والله هي كويسة هو أستاذ قاسم قالك إيه لما كلمتيه؟!»


    بسمة:« الحمد لله هو كان راجع من الشغل وجاي في الطريق بس أنا خايفة يتأخر أو يجراله حاجة لأنه زمانه سايق بجنون انت عارف قد إيه هو بيحب طنط علا وبيخاف عليها.»


    كرم:« إن شاء الله خير ربنا يستر ويوصل بالسلامة»


    بعد دقائق قليلة وصل قاسم إلى المنزل ودخل مسرعاً وحينما اقترب من علا استوقفه كرم منبهاً إياه.» 


    كرم بتنبيه:« حاسب يا أستاذ قاسم اوعى تحركها لوحدك استنى أنا هسندها معاك لأنها لازم تتشال بطريقة معينة عشان ممكن يكون عندها نزيف أنا عملتلها شوية اسعافات أولية بس دا مش كفاية.»


    أسند كرم علا مع قاسم وذهبوا جميعاً إلى المشفى فقام الطبيب بعمل اللازم في حجرة الكشف بينما كان ينتظر الجميع في الاستقبال، بعد قليل خرج عليهم الطبيب وطمأنهم على حالتها وطلب منهم أن تظل علا فى المشفى ليوم حتى تكون تحت ملاحظة الأطباء للإطمئنان على وضعها الصحي، استأذنت جنة من الطبيب بأن تمكث مع علا تلك الليلة حتى لا تظل بمفردها ولكن الطبيب أخبرها بأنه ممنوع بقاء مرافقين لأنها ستمكث بالعناية المركزة فذهب الجميع إلى منازلهم بعد الاطمئنان على علا.


    في منزل جنة كان قاسم يجلس في حجرته ممسكاً صورة علا بين يديه يحدثها بأسى وحزن وكأنها تسمعه.


    قاسم بحزن:«كدا يا علا أهون عليكي تباتي بعيد عني، كدا يا حبيبتي تسيبيني لوحدي مين دلوقتي هياخدني فى حضنه ويملس على شعري لحد ما أنام البيت وحش من غيرك أوي يا حبيبتي ما كنتش عارف إن غيابك عني هيوجعني أوي كدا يااااه يا علا قد كدا كنتي مالية عليا حياتي عمري ما حسيت بالوحدة في وجودك وحشتيني أوي رغم إن فراقنا ماعداش عليه غير ساعات بسيطة لكن بالنسبالي حاسس إنهم عمر تاني ربنا ما يحرمنيش منك أبداً يا نور العين.»


    بعد لحظات خرج قاسم من حجرته ليتوضأ فقد أراد بشدة أن يكون بين يدي الله يناجيه ويدعوه بأن يمن على محبوبته بالشفاء ولكنه توقف أمام حجرة جنة حينما استمع لشهقاتها وإلحاحها على الله في الدعاء فطرق الباب ودخل بعدما سمحت له جنة، فوجدها تجلس على سجادة الصلاة ودموعها تغرق وجهها فجلس بجوارها ونظر لها بشفقة، ثم تحدث بصوت متحشرج.


    قاسم:« قد كدا بتحبيها يا جنة قد كدا حزينة عليها؟!»


    جنه ببكاء:«وما أحبهاش ليه وهي أمي وأختي وصاحبتي عمرها ما بخلت عليا بحبها ولا بحنانها وإن شاء الله ربنا هيشفيها أنا واثقة في ربنا إنه مش هيدوقني مرارة اليتم تاني.» 


    قاسم بحزن:«وأنا يا جنة لو كنت مكانها كنتي هتزعلي علشاني كدا؟!»


    جنة بلهفة:« ألف بعد الشر عليك يا عمو ربنا يبارك في عمرك ويخليك لينا.» 


    قاسم بدهشة:« قد كدا بتحبيني وخايفة عليا رغم إني طول عمري قاسي معاكي وعمري ما عاملتك حلو بالعكس دا أنا كنت بسمعك كلام يحرق الدم.»


    جنة ببكاء:« انت أبويا اللي ربتني وصرفت عليا لحد ما خلصت تعليمي هو صحيح أنا كان نفسي أكمل وأدخل جامعة بس معلش ربنا مش رايدلي غير كدا وأنا راضية ولولاك بعد ربنا يا عمو كان زماني مشردة وما كنتش اتعلمت ولا اتربيت وبقيت بالأخلاق دي انت ليك فضل كبير عليا أوي ربنا يخليك ليا وما يحرمنيش منك أبداً انت وطنط علا وما ينكرش الفضل إلا ابن الحرام وأنا مش كدا لأني خارجة من بيت أصول.»


    نظر  لها قاسم بانكسار وشعر بنغزة في قلبه، ثم تركها دون أن يقول شيئا وخرج من الحجرة ناكساً رأسه يشعر بالخجل من حاله فذهب وتوضأ وصلى ركعتان مناجياً ربه بأن ينقذ محبوبته ويغفر له معاملته السيئة لتلك المسكينة التي لا تكن له سوى كل حب وتقدير رغم قسوته عليها ظل يدعو الله أن يزرع محبة تلك اليتيمة في قلبه وينسى كل ما فات وانتهى.


    تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله  من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

    مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




    تعليقات