رواية جماره( ابنة بائعة الجبن) الفصل السابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون الأخير بقلم ريناد رينووو
رواية جماره( ابنة بائعة الجبن) الفصل السابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون الأخير بقلم ريناد رينووو
جماره
ابنة بائعة الجبن
البارت السابع والثلاثون
النهار طلع وحكيم فأوضته مع جماره وقاعد على السرير منامش من امبارح وكل اللى بيعمله انه باصص للى من اول مادخلها الاوضه امبارح وحطها فالسرير وهى اتلفلفت بالغطا ومهما يكلم فيها مش راضيه ترد عليه ولا تكلمه ولأول مره من يوم جوازهم تديه ضهرها وتنام بعيد عن صدره ودا طير النوم من عنيه وخلاه فضل صاحى لأذان الفجر ...
صحاها عشان تقوم تصلى معاه زى كل يوم برضو مردتش عليه قام هو صلى ورجع لمكانه تانى ..ولما هو رجع هى قامت اتوضت وصلت .
حكيم مراقبها وهى بتصلى وبعد ماخلصت وسلمت اتكلم بهدوء :صلاتك مش مقبوله عشان يكون فمعلومك يعنى ..
جماره بصتله باستغراب وديقت حواجبها ومردتش وهو كمل ..
ايوه مستغربه ليه اكده اللى عتمنع روحها عن جوزها وتزعله منيها معتتقبلهاش عباده ..فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه رواه أحمد وابن ماجه وابن حبان عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه وحسنه الألباني.
يعنى معنات الحديث ان المرأه لا تؤدى حق ربها حتى تؤدى حق زوجها ...دا شوفى سبحان الله من تعظييم الامر وشدة وجوبه الرسول ضرب مثل بأيه ..بالمرأه التى على قتب ..عارفه القتب ديه ياجماره ..القتب ديه الحاجه اللى عتقعد عليها المرأه وهى عتولد ..يعنى شوفى الالم والرهبه والخوف والانشغال فالوكت ديه اللى عتوبقى فيه المرأه ..اهو الرسول امرها لو جوزها ناداها تلبيه ..
شفتى كيف الحديث فيه تشديد بالطاعه ..
جماره :بس انى اللى اعرفه ان اللى تبعد عن فرشة جوزها بس هى اللى الملايكه تلعنها للصبح وانى نومت جارك عشان الملايكه متلعنيش جبتلى منين الحديت التانى ديه كمانى ؟
حكيم بضحكه :ديه حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ياقزينه كيف جبته من وين ..وبعدين اخدى اهنه دانتى شقلبتى معنى الحديث خالص ..كيف يعنى نمت جارى يوبقى خلاص!..
هى المشكله فالنومه ولا ايه ..له ياحظى دا الهجر والمنع والتبويز والتكشير وادخال الهم على قلب الزوج واهماله كل ديه يخلى المره متتقبلهاش عباده ..
جماره قامت وقربت منيه وقعدت جاره واتكلمت بهدوء وعينها عليه ورافعه حاجبها :
طب والكلام ديه حتى لو كان جوز الوحده جارحها ودابحها وكاسر نفسها ..
حكيم قرب منها وخد ايدها فأيده بحنان ودخل صوابعه بين صوابعها وهمس :
لو مكانش بخُطره جارحها ولا برضاه دابحها وغصب عنيه كسر خاطرها يوبقى ايوه ياجماره عليها الكلام ديه ..
جماره خدت نفس عميق وزفرته بقهر وغمضت عنيها وردت عليه بألم :تعرف انى لحدت دلوك ياحكيم مش قادره ابلع حتت انك كان ممكن تتجواز علي وتجيبى ضره عادى اكده ..
برضاك غصب عنيك عاد الفكره من اساسها واجعانى ..
كيف حالى كان هيوبقى دلوك لو زفت الطين راغب ديه مرجعشى فكلامه وكنت اتجوزت بته ..والله ياحكيم قلبي لما سمعتها كان تكه وهيوقف ولولا ماسمعت حديت راغب وانه بقاها من الجوزه لحتينه رجعت دقاته كيف لاول ورجع يعيش من تانى ..ياحكيم انى مهما اقولك ولا اوصفلك منتاش هتفهمنى ولا هتعرف انى حاسه بأيه ..
حكيم قرب منيها واخدها فحضنه وهمس فودنها :كيف مهفهمكشى ولا هعرف احساسك وانى عيشته قبل منيكى واتكويت بيه ..
انى ياجماره اكتر واحد فالدنيا عارفك حاسه بأيه وشاهد ربى انى مافكرت فحد غيرك وقلبى كان عيفرفط من الخوف عليكى وعاللى هيجرى فيك لما تعرفى ..
طب تصدقى بأيه انى اللى كان ممكن تجرالى حاجه لو وقفت قبالى مره غيرك وطالبتنى بحقوقها علي ..بس الحمد لله ربك عالم بالحال ونجدنى قبل ماينجدك انتى ..
بعدها عن حضنه وبصلها بشوق يلا عاد حنى على حكيمك وشيخ قلبك واضحكى وورينى سنانك اللولى خلى الدنيا تضحك فوشى .. جماره ابتسمت ونزلت عنيها للارض ورجعت رفعتهم وقربت منيه وهمستله :
اسمعها منى ياحكيم ومش هقولها تانى.. انتا ليا انى لحالى وبس ..ولو هتدخل مره غيرى حياتك يوبقى بعد موتى ..
حكيم بسرعه مد ايده سد خشمها ورد عليها :بلاش كلام عفش ياجماره عالصبح بالله عليكى ..خلينا نبدو اليوم بالامل والقرب والفرحه ..قربى ياجمارة القلب على حبيبك اللى عمر ما عينه حليت فيهم مره قبلك ولا هتحلى بعدك ..طب بذمتك قلبك مشتاقش لشيخه ..
جماره ابتسمت وبسرعه دارت ابتسامتها وحكيم بمجرد ماشاف الابتسامه كأنه اخد اشارة البدء لانهاء خصام ليله عدت عليه كأنها سنه بحالها ...
*********
حكيم بعد مااستحمى واقف بيلف عمته قدام المرايه وبص لجماره اللى متكلفته بالغطا وممبيناشى غير بس عنيها وبصاله :
ايه يامرت الشيخ مناوياشى تقومى تشوفى حال ضيوفك وفطورهم النهارده ياك!
جماره :له عنهم مافطرو
حكيم وهو بيتلافى قزازة العطر ولسه هيرش منها ووقف لما سمع كلامها :
وااه ..اتنجمتى يابه ياك ..كيف تهملى ضيوفك وضيوف جوزك ياقزينه ..عايزاهم يشيلو فنفسهم ويقولو مرت حكيم زعلت منينا وياخدو بعضهم ويعاودو بلدهم زعلانين ولا اييه ..
جماره من تحت الغطا :طب مانى صوح زعلانه منيهم ..القلالات القيمه والتقدير دول ..بقا انى اصحى عشانهم من الفجور كلت يوم واجهز واحضر واطبخ وانفخ وازغط فيهم وفالأخر يقابلو معروفى انهم عاوزين ياخدو جوزى ؟!!
بذمتك داى عمله يعملوها وعاوز نفسى تجيبنى كيف لاول واطبخلهم واعاود احادى وادادى فيهم من تانى !
حكيم قرب منيها وشد الغطا من على وشها ومسك يدها وفضل يمشى صباعين على ضهر ايدها وهو عيهمسلها :طب ولو قولتلك عشان خاطر شيخك حبيبك اتحمليهم الكام يوم القاعدينهم ..
جماره :خاطرك على عينى وراسى بس انى قولت له ..حداهم زبيده وغاليه وامى عتاجى ودول يسدو موطرحى ..
حكيم وهو بيمشى صباعينه على طول دراعها : كل دول مهيسدوش موطرح مرت الشيخ ياجماره ..
جماره هزت دماغها برفض :مليش صالح .
حكيم وصل بصوابعه لآخر دراعها واتحدت وعينه فعينها:جمااااره ..
جماره :قولتلك له يعنى له ..واوعى هملنى ...وحاولت تسحب ايدها منه عشان حست بدغدغه ،وهو لماعيملت اكده ابتدا يتمادى بصوابعه لغاية ماوصل لرقبتها وابتدا يدغدغها وهى هنا مستحملتش وابتدا تبعد ايده وكل ماتحاول تبعده عنيها هو يتمادى لغاية ماجماره ضحكت بعدم سيطره و فقدت كل تحكمها فأطراف جسمها وفضلت تصرخ بأسمه وهو مستمر لحد ماحس انها تعبت من الضحك قام مره وحده شايل باقى الغطا من عنيها وشالها وطلع بيها بره الاوضه ونزلها قدام الحمام ولفها من كتافها على الحمام وفتح الباب وزقها جواه ومسك اوكرة الباب وقبل مايقفله رافعلها حاجبه وقالها :
اصبح على امى واطلع القى مرت الشيخ واقفه فالموطبخ عتشرف على كل حاجه بنفسها ..مرت الشيخ اكبر من الكره والضغينه ياجماره فاهمه.
جماره مدت بوزها بزعل وهى عيملت اكده وهو برقلها وهى قوام حطت يدها على خشمها وسدت الباب وهو ضحك عليها وابتدا يعدل خلجاته ونزل..
اثناء ما كان رايح على اوضة امه اتفاجأ بغاليه واقفه فالموطبخ ومبكره على غير عاده ومشغوله فتحضير الفاطور وعتغنى مع حالها ..
حكيم ابتسم لما عرف سبب فرحتها وانها اكيد عرفت بخطبة اسامه ليها وفرحتها داى دليل على موافقتها اللى كان ناوى يسألها عنيها النهارده ..
فاتها ملهيه ومخادتشى بالها ليه وراح على اوضة امه صبح عليها وحب يدها وراسها وقعد جارها هبابه وبعدها حطها على الكرسى وطلع بيها من الاوضه ...
حكيم ماشى بامه ووقف مره وحده وهو واعى جماره نازله على السلم ولابسه توب جديد نبيتى مطرز بدهبى ولابسه الطرحه بلونه واللون واكل وشارب مع بياضها ولون عنيها وعاكس لونه على خدودها وملامحها وهمس بصوط واطى بس وصل مسامع امه :
وبعدهالك يابت عيشه؟
تماضر بصت لجماره وابتسمت وبصت لولدها وردت عليه :شندلتلك شنديل بت عيشه ياحكيم ياولدى .
حكيم وهو باصص لجمارته ومبتسم : ايوا الله يام حكيم ..ام العيون الزورق خلت ولدك حاله حال ..ادعيلى ياتماضر ربنا يعين قلبي على بلوته ونعمته ونقمته فنفس الوكت ..
تماضر بضحكه :والله ماعارفه العشق كان مدسوسلك فين ياواد قلبي وطلع فوشك كيف جنى لبسك وخلاك مواعيشى دربك ..بس الحق يتقال جماره تستاهل العشق ياولدى
حكيم ضحك وهو لساته واقف ومتابع جمارته اللى عتتقدم عليهم ووقفت قبالهم صبحت على تماضر وحبت على يدها ودماغها وتماضر همستلها :
حقه الغيره فلفلتك وخلتك لَبَستى اللى عالحبل كلياته النهارده ..واعى ياحكيم ..اه لو كنت اتجوزت عليها كنت هتشوفها كل يوم عامله فحالها العجايب كيف النهارده اكده ..
جماره ردت عليها بضحكه وبثقه مخلوط بدلع : ميقدرشى يعميلها
اصلا مهيلقاشى كيف جمارته لو لف الدنيا بالطول والعرض ..
وهملتهم ومشت تتغندر قبال عنين حكيم خلت عيونه تلمع بالعشق لمع وهو باصصلها وممنتبهشى لامه اللى عتحدته ..
حكيم :هاه ..عتقولى حاجه يمه؟
تماضر :عقول والله وعارفه قدرها ومقدارها زين بت عيشه فقلب الشيخ ..سوق يانضرى سوق بقالى يامه اقولك اتحرك ياحكيم وانتا تايه فالملكوت ..
حكيم ضحك بخفه واتحرك بأمه وراح بيها على السفره ويادوبك لسه هيقعد سمع صوت الحجى راغب بره الباب :يالا يالا ...حكيم بسرعه رد عليه :اتفضل ياعمى خش طوالى كلنا فانتظاركم ...
راغب دخل ووراه اسامه بعد مااستأذن زى ابوه ووراهم نادره ماسكه دراع ورد اللى مكانتش عايزه تيجى السرايا النهارده خجلاً من جماره لكن ابوها وامها اصرو عليها انها تتصرف عادى عشان محدش يفتكر انها زعلانه عشان متجوزتش الشيخ وغيابها يتفهم غلط .
الكل قعد على السفره مع بعضه والحجى راغب وجماعته واضح عليهم الخجل وحتى كلام راغب مع حكيم قليل ومعيتكلمشى غير لما حكيم هو اللى يفتح معاه الكلام ..اما نادره وورد غير الصباح على تماضر وعلى الباقى منطقوش وقاعدين منكمشين على نفسهم وبياكلو من سكات ...
غاليه طول الوقت عينها على اسامه واسامه عينه فطبقه مرفعهاش من اول ماقعد وجماره واخده بالها ليها وكل شويه تدكمها فغفله من حكيم وجماره تمسد مكان الكدمه ولا هى هنا ولا حتى تبص لجماره ..
الكل خلص فطار والرجاله قامو قعدو فالصاله هما وتماضر ونادره..
اما جماره وغاليه ابتدو يشيلو السفره وانضمتلهم ورد وفضلت تشيل معاهم من سكات برغم ان غاليه رفضت انها تشيل معاهم وقالتلها ترتاح لكن هى اصرت وكملت معاهم شيل السفره ..
راغب بص لحكيم وسأله :اي ابنى بعرف بالامس ماصحلك تسألا للمستوره اختك وتاخد رأيا بزواجا من اسامه ابنى..
بس اليوم بدى ياك تسألا وتردلى جواب ابنى.. مشان اذا وافئت نكتب لكتاب وناخد عروستنا ونتوكل ع الله على الشام ..
اما اذا لا قدر الله ماوافئت بناخد بعضنا ونتوكل ع الله نعاود لمصالحنا لمعطله ابنى وكمان انِت تشوف مصالحك كتير عطلت حالك مشانا ..
حكيم :كلام ايه ديه ياعمى ..تمشو كيف ومصالحى ايه اللى متعطله داى ..انى مش على يدك كلت يوم عباشر ارضى ومصالحى وفصول البلد ومشاكلها ومش قاعد على حيلى ..يوبقى كيف معطلنى عاد ..
قول انكم انتو اللى زهقتو منينا او احنا اللى قصرنا فحقكم عاد وعشان اكده عاوزين تهملونا قوام قوام وتعاودو بلدكم ..
راغب بسرعه :حاشا لله ابنى حاشا لله ..شو قصرتو ماقصرتو ..والله والله ويشهد عليا ربى ان ملاقاتك النا وقيامك بواجبنا راح يضله جميل برئبتى لَآخر العمر ..وسواء كان النا نصيب بنسبكم او ماالنا راح نضل اهل ومابنقطع من بعضنا بنوب بنوب .
تماضر ابتسمت وهى باصه لاسامه وردت على راغب :ياحج راغب نقطعو من بعض كيف واحنا ماصدقنا لقينا الحبايب ..
وان كان على غاليه راضيه وموافقه وبأذن واحد احد هتوبقى من حد ونصيب واد اختى وهو من حدها ونصيبها بأذن الله تعالا..
راغب بفرحه :دخيل ربك حجيه اخدتى رأيها ..يعنى وافئت المخلوئه ؟
تماضر :عارفاها موافقه وراضيه من غير مااسألها ...
حكيم قام وقف على حيله :طب وليه نتكهنو من غير مانسألو مادى الجمل وادى الجمال ..
دقايق واسألها ونعرفو الجواب ..
وهملهم وراح وقف قبال الموطبخ نادم على غاليه واخدها فأوضة امه وسألها توافق بأسامه عريس ليها ولا له وهى دارت وشها بخجل وابتسمت من ورا الطرحه وطلعت جرى من قدامه وحكيم بصلها وضحك :
لكمه تاخدك ..عامله حالها عتتكسف وهى من ساعة ماشافَت الواد هتاكله بعنيها وكل ..
طلع حكيم وبلغ الكل بموافقة غاليه والكل فرح وحددو كتب الكتاب بعد ٣ ايام واخيرا قلب راغب ارتاح لما عرف انه بقاله نصيب فنسل الشيخ جاهين ..
**************
غاليه قاعده على الكنبه ولابسه فستان الفرح الابيض واسامه قاعد جمبها والحلم اتحقق واول مره تحس بسعاده حقيقيه
ومش امصدقه نفسها ولا مصدقه اللى عيوحصول وخايفه يكون حلم من احلامها اللى ياما حلمت بيها وعشان تصدق انه حقيقه كل شويه كانت تضغط بأيدها على صابع من ايدها التانيه بقوه عشان تتألم ولما تحس بالالم تعرف انه حقيقه مش حلم ...
راغب بعد ماكتب كتاب ابنه وارتاح قرر انهم يسافرو بعد يومين وهناك يعملو فرح تانى فالشام وسط اهلهم واحبابهم ...
حكيم واقف بعيد هو وجماره من بعد ماخلص ليلة اخته غاليه واسامه ودبح وعشى الناس وعمل ليله كبيره محصلتش ..
والحريم عملو هيصه كبيره فالسرايا ومن بعد ما الكل روح اخيرا سمح لاسامه يدخل يقعد جار مرته هبابه لما السرايا فضيت من الحريم ..
نادره قامت واتقدمت من غاليه وفتحت علبه قطيفه وطلعت منها ٤ غوايش دهب تقال ولبستهم لغاليه :
هادول منى انا لألك كِنتى الغاليه ..
مبارك عليكى حبيبتى ..ومبارك عليك ابنى ..
ربى يسعدكن ويهنيكن واشيل بذركن ع اديا ياحأ.
غاليه بفرحه :شاله تعيشى ياخاله ويخليكى لينا ..
اسامه وقف وباس ايد نادره ودماغها :تسلميلى يامو ..بس والله هاد كتير !
نادره :مافى شى كتير عليك وعلى مرتك ابنى ..انشاله جوازة العمر وتتهنى فيها ياحأ ..
حكيم بص لجماره وشاورلها بدمغه وهى فهمت وطلعت فوق جابت علبتين قطيفه وحده كبيره ووحده اصغر منها بشويه كان جابهم حكيم وادهملها تشيلهم وقلها ان فيهم هديه لغاليه ولما يقولها تنزلهم ..
جماره ادتله العلبتين وهو اخدهم منها واتقدم على اخته وفتح علبه قدامها وطلع منها سلسله دهب تقيله مضفوره خطفت انظار كل القاعدين ولبسها لاخته واداها العلبه اللى كان لسه فيها حلق و٤ غوايش تعبان وباركلها باس دماغها وهى حضنته بعيون مدمعه وهمستله :
شاله تعيش ويخليك ليا ياسندى وضهرى ورفعة راسى ..حكيم ضمها وطبطب عليها وهى كمان حضنته وبكت بحرقه فحضنه لما جالها احساس انها كان حالها هيبقى عامل كيف دلوك لو غازى كان موت اخوها فلحظة غباء منيها وكانت خسرت كل الحنان والحب ديه ...
حكيم بعدها عنيه وضحك بخفه وهو واعى اسامه باصص لغاليه وملامحه مشفقه عليها وعايز يطيب خاطرها بس مستحى وعمال يفرك ومعارفشى يعمل ايه ..
حكيم همس لغاليه :خلاص يابه هتقلبيها مناحه ولا ايه ..عاودى اقعدى جار جوزك اللى ملاقيش بصاره عليكى ديه ...
غاليه ضحكت وقعدت جار اسامه وورتله هدية اخوها وهى عتضحك بفرحه وهو مبتسم على فرحتها وكل شويه يرفع عينه عليها وينزلها تانى كيف مايكون مش مصدق انها بقت مرته خلاص ..
حكيم اتقدم بالعلبه التانيه ناحية ورد الشام ومدلها ايده بيها وهى بصت للعلبه وبصتله بأستغراب وهو قالها :
داى هديه من اخوكى الكبير حكيم حاجه مش من قيمتك عشان انتى قيمتك كبيره قوى ..هتقبلى هدية اخوكى ولا هترديه ؟
ورد بصت لامها اللى كانت مستغربه زيها وبعدها بصت لابوها اللى لقته مبتسم واول مابصتله هزلها دماغه بموافقه واتكالها على عنيه بيأذنلها تاخدها وهى مدت ايدها واخدتها من حكيم وقالتله :
بشكرك اخى .. الله لا يحرمنى منك ياحأ
حكيم ابتسملها وهزلها دماغه وراح على جماره اللى كانت واقفه بملامح عاديه ومش باين اى حاجه عليها لا زعل ولا فرح ولا استغراب ولا اى علامه توضح موقفها من هدية حكيم لورد ...
شويه وورد وامها فتحو هدية الشيخ حكيم لورد وشافو فيها سلسله اخت بتاعت غاليه بالظبط والاتنين بصو لبعض بتفاجؤ واستغراب ونادره ميلت على ورد همستلها بحاجه وورد ردت عليها وضحكو هما الاتنين وبعدها ورد لبست السلسله وامها فضلت تعدل فيها بأعجاب وراغب باصصلهم ومبتسم وبص لحكيم شكره بأيمائه من دماغه عشان طيب خاطر ورد وزى مايكون حس ان كلامه جرحها وكسر خاطرها ..
اول ما خفت الهيصه بشندى خد عيشه عشان يروحها وهما فالطريق عيشه حطت يدها على ضهرها بألم ..
بشندى زعق لما شافها عيملت اكده :
ايوه امال ايه تلقاكى بركتى بعمرك على الخدمه يابت المحروق انتى ..خابرك انى خابرك حداكى ضمير قوى
عيشه :له يبوى بركت ايه بس ..ديه ضهرى لحاله قافش من امبارح كنى خدت طراوه ..
بشندى :خفى لؤم عليا ياعيشه بلا طراوه انتى معدتيش تاجى السرايا اهنه تانى واصل ..
دول كل هبابه حداهم عرس وهوسه وانتى عتنزلى بحيلك عالخدمه ومعتعمليشى حساب لبطنك ولا حبلك ولا مراعيه سخاوى واصل ..
همى قدامى وهتجيبى سيرة السرايا تانى ولا بتك على لسانك لحدت ماتولدى اقطعلك لسانك و رجليكى عشان متقدريشى تمشى ولا تطلعى من الدار ...
عيشه بصت بعيد و لوت خشمها باعتراض وهى عتبرطم :يابوى هيحبسنى وانى روحى عتطُق من القعده لحالى ومعصدق اطلع اقعد جار الناس هبابه ..
بشندى :عتبرطمى تقولى ايه سمعينى ؟
عيشه :معقولش يابوى معقولش وخشمى قفلته اهه ..وحطت يدها على خشمها ..
راغب خد عياله وراحو عالمشتمل وغاليه راحت على اوضتها وحكيم فضل هو وامه وجماره وبص لجماره اللى قاعده ساكته وسرحانه من ساعة ماادى الهديه لورد ونادى عليها:
جماره ..جماره سرحانه فايه ..
جماره :هاه ..ايوه ياحكيم عاوز حاجه اجيبهالك؟
حكيم :ايوه عقولك قومى اعمليلى كاسة قهوه دماغى هتفر منى من تعب النهارده ودوشة الناس ..
جماره :حاضر ..ودخلت تعمله القهوه ..
تماضر :مرتك غيرانه ياشيخ .
حكيم :له يمه مغيرناشى .. هى زعلانه زعل بس معارفشى سببه ايه ..
على العموم هنطلعو اوضتنا ويطلع المدسوس ..المهم سيبك من مرتى وقوليلى ..مش بزياده قسوه على اللى ماشيه ورايحه آخر البلاد داى وتصالحيها وتبلى ريقها قبل ماتمشى وتهملك وهى واخده على خاطرها منيكى ..
تماضر :انى كنت هطيب خاطرها النهارده لحالى بس لو صُبر الكاتل ع المكتول ..
واخدت نفس طويل وكملت بعد مازفرته :
انى والله كل غرضى انى اخليها تفوق لحالها وتوبقى نبهه وتمشيش بعماها ورا قلبها او ورا اى حد ..انى عوعيها ياولدى مش اكتر ..لكن لو عالمحبه عليم الله انكم انتو التنين فمعزه وحده ..وانتا عين من عيونى وغاليه العين التانيه .
حكيم : انى عارف يمه انك عتحبيها ..مهى مفيش ام تكره ضناها واصل ...بس هى خلاص فهمت الدرس واتعَلَمته واظون هتفكر الف مره فالحاجه قبل ماتعملها ..
تماضر هزت دماغها لحكيم بتفهم وموافقه وبصت على جماره اللى واقفه فالموطبخ ومشغوله بعميل القهوه واخدت نفس وقالت لحكيم :
جماره قلقانى عليها ياحكيم ياولدى ..محبلاناشى وانتو ممدورينش لا انتا ولا هى ..انتا ملهى بيها وهى ملهيه بيك وضاربين الدنيا بالمركوب ...وادى غاليه هتهملنى والبيت هيفضى عليا وعايزالى انيس من صلب ولدى يفرح شيبتى وتقِر عينى بشوفته قبل مااربنا ياخد امانته ..
حكيم مسك يدها وقربها على خشمه وحبها وهو عيقولها:
العمر الطويل ليكى يالبة القلب ..
متقلقيشى انى فكرت فالموضوع ديه وعلى بالى والله ..وكنت ناوى والنيه لله انى اخدها معاى لما اندلى القاهره النوبادى واكشفلها اهناك ..
بس جيت الجماعه عطَلتنى ..لكن خلاص بعد ماالجماعه يسافرو هاخدها ونروحو طوالى ..
تماضر :ربنا يسدد خطاك ياولدى ويرَبح مسعاك ومايحرمك من زينة الحياة الدنيا قادر ياكريم ..
حكيم ابتسملها وطبطب على ايدها اللى كانت لسه فكفه بيده التانيه وسابها لما جماره وقفت قدامه بالقهوه وخد منيها القهوه وابتدا يشرب وهو عينه عليها ...
جماره قعدت هبابه جارهم ساكته واستأذنت وطلعت اوضتها وحكيم كمل قهوته قوام قوام وطلع وراها ..
واقفه على التسريحه عتقلع فحلقها بعد مافكت طرحتها وشافت حكيم فتح الباب وقرب عليها وحضنها وحبها فخدها قبل مايتوجه للدولاب ويرجع بعلبه قطيفه جماره مشافتهاش قبل اكده ...
حكيم وقف ورا جماره وهى بصاله فالمرايه وفتح العلبه وطلع منيها سلسله اكبر واحلى من السلسلتين اللى اداهم لغاليه وورد ولبسهالها وهى رفعت يدها اتلمستها ببرود ومن غير ولا كلمه ولا اى رد فعل ..حكيم استغرب لكنه متكلمش غير بعد ما طلع من العلبه اربع غوايش تعبان كيف بتوع غاليه ومسك يدها ولبسهملها وحده وحده وبرضو جماره على نفس برودها ..
حكيم بهمس وهو عيضمها وحاطط دماغه على كتفها وواعيها فالمرايه : ايه ياجمارة القلب هديتى معجبتكشى ياك! قوليلى بس مالك زعلانه ومكلضمة اكده ليه ومخليه قلبي كمان مكلضم زيك .
جماره وهى عتبعد ادين حكيم من حواليها ولفت عشان تكون فوشه وردت عليه بعيون عتلمع حزن ..
مش الهديه اللى معجبتنيشى ياحكيم ..الدس هو اللى معجبنيشى ..لما انك جايب هديه لورد عتدس عنى ليه وتقول داى هديه لاختى ...ليه مقولتليش انك جايب هديه لورد ..ولا فكرك هزعل ولا هستكترها عليها ..ولا تكونش مفكرنى كنت هطمع فيها لنفسى ..
انى ياشيخ صوح بت بياعة جبنه ومعمريش لبست دهب بس عينى مليانه ونفسى قنعانه وعمرها ماتتدنى عاللى مش ليها ..
حكيم :ليه تحسبيها اكده ياجماره ؟!
جماره :عشان الحاجه معتدسش غير من الخوف ياحكيم ..يأما خوف منيها او خوف عليها ..وان كان ديه ولا ديه التنين فحالة اللى عميلتو ديه واعرين قوى ...قوى ياحكيم ...
حكيم :له ياجماره مفيش حاجه من اللى قولتيها داى صوح ..وانتى لو فاهمه حكيمك صوح متفكريش فيه اكده ..بس الظاهر ان لعبة الزعل والبُعد عجبتك واستحليتيها ..العبى ياجماره بالبعد وامسكى فالزعل وبعدى عنى كمان وكمان ..
وهملها وبعد عنيها وراح حدا السرير وابتدا يقلع خلجاته بكل عنف ويرميهم على السرير بمنتهى الغضب وغير وطلع بره الاوضه من غير ما يتحدت مع جماره ونزل تحت وهى كانت هتنده عليه لكنها ملحقتش ووقفت فالشباك تبصله وهو طالع من الجنينه على بره وطول ماهو ماشى حاطط صوابعه الاربعه على دماغه من قدام موطرح الصداع ..
وللحكايه بقيه ......
تفتكرو جماره من حقها تزعل من تصرف حكيم ولا هى كبرت الموضوع ..
بقلم /ريناد يوسف 💝
الباشكاتبه 🌹صاحبة السعاده 🌹
لكم منى اجمل باقات الزهور 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
معليش البارت كان يتعدل وتاخيره
غصب عن رينو
جماره
ابنة بائعة الجبن
البارت الثامن والثلاثون 38
حكيم طلع من السرايا راح على المندره وفضل شويه متمدد على الكنبه وينفخ بزعل وبعدها استسلم للنوم لما الصداع زاد عليه وملقاش منيه مفر غير بالنوم ..
اما جماره ففضلت طول الليل صاحيه ورايحه جايه عالشباك تبص كل هبابه على حكيم وتقول هلاقيه داخل دلوك من بوابة السرايا لغاية ماساعات الليل انقضت وقرآن الفجر بدأ
فالوقت دا سألت حالهة كتير ياترى هى غلطت فزعلها من حكيم وكبرت الموضوع ولا هو اصلا كبير ومن حقها تزعل ..وكل مره تسأل فيها حالها الاجابه عتكون هى هى ..ايوه من حقها تزعل وتاخد على خاطرها ..واللى زعلها اكتر انه معطهاش هديتها قدامهم وفوسطيهم ..مش مهم تكون كبيره واغلى من بتوعهم بس المهم انه كان ساواها بيهم ..قعدت على السرير وحطت وشها بين اديها وابتدت تبكى لما حست بأنها اقل من الناس واللى وصلها للاحساس ديه حكيمها بزات نفسه ..الحته داى خلت نفسها تصعب عليها قوى ..
بعنف ابتدت تقلع الغوايش من ايدها وترميهم وحتى السلسله شدتها وقطعتها ورمتها من طول دراعها ودفنت وشها فالمخده وابتدت تبكى بكل قهر ...
فالاثناء دى حكيم كان صحى فالمندره بعد مااخدله غفوه وحس انه بقا احسن شويه وقام رجع على السرايا عشان يصلى الفجر ويصالح مجنونته اللى عملتلها زعله منيه من مفيش ومخها التعبان صورلها حجات استحاله تخطر على باله واصل ..
دخل السرايا وطلع السلم ووصل قدام اوضتهم واتقدم بسرعه وهو سامع صوط نحيبها المكتوم وبسرعة البرق كان قاعد جارها على السرير وواخدها فحضنه ..
جماره اول مالقت حالها فحضن حكيم زادت فالبكا وابتدت تحاول تخلص حالها من بين دراعاته لكن هو شدد قبضته عليها وحبسها ما بين اديه وضلوعه وحط دماغه على كتفها وغمض عنيه وهملها تحاول تفلت منيه ولما كل محاولاتها فشلت ابتدت تستسلم وتبطل حركه ..لكن بكاها ودموعها مبطلوش ..
همسلها لما حسها استكانت فحضنه وهو استكان لريحتها وحضنها الدافى : خولصت نوبة الجنان ولا لساتها هتهب تانى بعد هبابه ؟
جماره :عاودت ليه انتا مش هملتنى ومشيت ..فالح تقول المره لو هملت جوزها زعلان يجرالها ايه وحكمها ايه والراجل لو همل مرته زعلانه وفاتها وفاتلها الموطرح كلياته معلهوش ذنب ولا يوبقى ديه حرام عليه صوح !!
حكيم ضحك بخفه وهو عيحرك دماغه ويدفنها فرقبتها وهمسلها فودنها :انى مهملتش الموطرح ولا هملتك غير من شدة الصداع والتعب ولو كنت استنيت قبالك دقيقه وحده مكنتش هتحكم فروحى وكنت ممكن اقولك كلمه تزعلك عشان بس اخليكى تسكتى.. وكنتى ساعتها هتسكتى وانى كنت هسكت ويموت بينا الكلام ياجماره ...
انى بعدت نفسى عشان اهدى واعاودلك ببال اطول وخُلق اوسع وكمان عطيتك فرصه عشان انتى كمان تراجعى حالك فتهمتك ليا ..
قوليلى عاد جالك منين الاحساس اللى وصلك ديه !
جماره بنبره باكيه :جالى من عمايلك ياحكيم ..لما تدينى حاجه وتقولى لاختى وبعدها ابص القاك مديها لست ورد يوبقا ايه ..ومقولتليش عليها ليه ؟ معناتها ايه غير اللى وصلى والى فهمته ؟
حكيم بقهر :بزياداكى دوس على قلبي ياجماره وبكفاياكى ظلم فيا عاد متقوليش كلمه زياده ومتزعلنيش منيكى اكتر ..
جماره : انتا كمان اللى زعلت ياحكيم ! مزعلنى وهاين كرامتى ومهادى وحده كانت هتوبقى ضرتى بالدهب وتقولى انك انتا اللى زعلت ؟
حكيم :ايوه زعلت ياجماره ومن حقى ازعل ..زعلت عشان ظنيتى فيا السوء وفكرتى انى خايف تطمعى فالهديه وعشان اكده دسيت عنيكى انها لورد ..
جماره :قولتلى ليه لاختى وكدبت ليه عليا ؟
افهمى ياجماره ..انى مكدبتش لما قولتلك الهديه لاختى عشان فعلا ورد اختى ..انى لو عايز مقولكيش وادس عنيكى اجى اشيلك انتى العلب ! طيب وهو انى هيغيب عن بالى انك ممكن تفتحيهم وتلاقى فيهم سلسلتين كيف بعضهم وتستغربى وتسألينى التانيه لمين ...
لو سألتينى مكنت هقولك ان التانيه لورد واجاوبك طوالى؟ ...
وبعد ها عن حضنه ومسك اديها وهمسلها : حجتك فالزعل باطله يامرت الشيخ عشان مبنيه على سبب باطل ..وكل مابُنى على باطل فهو باطل ..
جماره :له مش باطله ياحكيم ولا اتبنت على باطل وعندى السبب والدليل عليه كمان ..
دليلى انك جبتلى دهب اكتر منيهم ياحكيم ..جبتلى اكتر منيهم عشان انى اقل منيهم صوح ..بالك انتا لو جبتلى سلسله كيف بتاعتهم بالظبط او حتى اقل منيها هبابه واديتهانى وسطهم والله كانت هتوبقا فنظرى كبيره قوى ..
حكيم :جبتلك اكتر منيهم عشان انتى اغلى منيهم ياجماره ..جبتلك السلسله اللى حسيت ان مفيش غيرها تليق عليكى وشوفت انها مش هتوبقى حلوه على مره غيرك .. واديتهالك بينى وبينك عشان اختى لما تشوف سلسلتها من سلسلتك متحسش انى مفضلك عليها وتشيل فنفسها ..
وكمان حبيت اديهالك بينى وبينك عشان اشوف فرحتك بيها ومحدش يشوف عنيكى لما تلمع بفرحه غيرى انى ديه كل مقصدى ويشهد ربى انى مافيه فنيتى حاجه غيره..
ولا قصدى حاجه من اللى وصلت لمخك التعبان ديه... ياجماره انى قولتلك قبل سابق انتى نفسى ..
والنفس معتكونش محتاجه شرح ولا توضيح من صاحبها عشان عتكون عارفه اللى عيعمله من غير مالسانه يفصح عنيه ..
وبص للأرض على الغوايش والسلسله المرميه وكمل بحسره :
جماره الحاجه الحلوه لما تتفهم غلط ويتعكس معناها عتحسس صاحبها بالكسره ..وبالزات لما يوعى على الارض حاجه جابها بكل محبه وجاى بيها فرحان طول الطريق وهو فاكر انه هيدخل بيها السرور على قلب حبيبه وفالأخر حبيبه لا يعمله ولا يعملها قيمه ..
جماره بصت موطرح ماعيبص ونكست عنيها للارض وحكيم اخد نفس وهمسلها بعد مامسك يدها وطبطب عليها بأيده التانيه :
قومى اتوضى عشان نصلو الفجر سوا ونطردو من بينا الشيطان اللى وسوسلك ترمينى بتهمه زور وعيوسوسلى دلوك انى ازعل منيكى على كد العشم اللى خاب ..قومى يابت قلبي قومى ..
وهملها وقام ووطى فالارض يلم الغوايش والسلسه وهو حاسس انه عيلم فمحبته اللى رمتها جماره على الارض وراح حطهم على التسريحه وطلع للحمام يتوضى من غير مايتحدت ولا ينطق بكلمه ..
جماره غمضت عنيها بألم لما حست انها زودتها مع حكيم وكان ممكن فعلا انها تسأله والغلطه غلطتها من لاول عشان مفتحتش العلب ولا شافت وسألت ووكتها صوح لو كان دس عنيها كان هيوبقالها الحق تزعل ..
قامت بعد مااستعاذت بالله من الشيطان الرجيم وراحت على الحمام تتوضى بعد ماحكيم طلع منيه متوضى وعلى بال ماخلصت وضوء كان هو فارش المصالى وقاعد مستنيها واول ماجات وغيرت خلجاتها ولبست احرامها ووقفت وراه كبر وقام الصلاه طوالى ..
حكيم خلص صلاه وسلم ورافع اديه بيدعى واتفاجأ بحاجه خبطت فضهره وابتسم لما لقى جماره حضنته بقوه وحاوطته بأديها من وسطه وسندت دماغها على كتفه وهو خلص دعا ومسح على وشه بكفوف اديه وقعد على المصلايه واتربع وشدها من دراعها نومها على رجله
واخد ايدها وخلل صوابعه بين صوابعها والايد التانيه حطها على دمغها وغمض عنيه وابتدا يقرا القرآن بصوته العذب وشويه شويه السكينه ابتدت تدخل قلوبهم وجماره شدت ايده اللى فأيدها وحبتها بحنان وحضنتها وهى بتهمسله :
حقك علي قلبي ياشيخ قلبي آخر نوبه هزعلك فيها او هزعل منيك ..سامحنى انى معارفاشى هى كبرت منى كيف اكده بس والله انى كل اللى زعلنى هو دسك عنى ..
حكيم صدق وهمسلها : مفيش بينا حقى وحقك ياجمارة القلب ..الزعل وارد بين اى تنين بس المهم انه ميطولش ..وخلى دايما قدام عنيكى انه كيف ماحق المسلم على المسلم انه يلتمسله سبعين عذر حقك انتى عليا انى هلتمسلك ٧٠٠٠ عذر قبل مازعل منيكى ..وديه وعدى ليكى على سجادة صلاه ولساتنا محفوفين بملايكه عتستغفرلنا ..
جماره :وانى ليك عليا وعد وعهد ياشيخ القلب انى عمرى ماهسيئ الظن فيك ولا هزعل منيك فيوم من ليام ..
وقلبت عنيها شويه بتفكير وقامت اتعدلت وكملت بحده ...الا لو بصيت لغيرى ولا اتجوزت وحده تانيه ولا حد هداك بمره وقبلتها ..
وكتها مش هزعل منيك ياحكيم ..
وكتها هدب يدى فصدرك واطلع قلبك اللى حلف مايدقش لغيرى وادق فيه الف مسمار ..وهقلع عنيك اللى حلفو مايبصو لغيرى واحطهم فدباره واعلقهم فرقبتى و......وفضلت مستمره فالحديت والتهديد اللى بسرعه اتحول لضربات متفرقه من ايدين جماره لحكيم على صدره وهو ضحك وهو عيحاول يمسك اديها لغاية مافالآخر نجح وضمها عليه وهو مكتف اديها بأديه وهمسلها بضحكه :
الوعد اتقلب لتهديد والتهديد اتقلب لضرب وياترى الضرب هيتقلب لأيه بعد اكده ...
جماره ميلت دماغها وبصتله لفوق وهمستله :هيتقلب لحب ..
ثوانى فضل حكيم يتأمل فيها وهو مبتسم وعنيه عتسبح فبحور عنيها الزورق وبعدها مره وحده قام وقومها معاه وحول كلامها لحقيقه واتحول الزعل لعتاب جميل مازاد العشاق الا عشقاً.
النهار طلع وتماضر قاعده فاوضتها وصاحيه وزبيده دخلتلها كيف عادتها وودتها الحمام ورجعتها اوضتها تانى وبعد ماحطتها ففرشتها تماضر شاورتلها على السبحه بتاعتها وزبيده لافيتهالها وتماضر ابتدت تقلب خرزاتها بين صوابعها وبصت على الباب شافت غاليه خارجه من اوضتها وعتتاوب وقربت من اوضة امها وصبحت ولساتها هتمشى عشان عارفه ان امها مهتردش عليها لكن امها فاجأتها بالرد النوبادى ..
اصباح النور والبنور ياعروستنا الحلوه ..يسعد صباحك يابنيتى ..
غاليه وقفت واتلفتت حواليها شمال ويمين ملقتش حد غيرها هى وزبيده قامت مشاوره على روحها بتعجب :
انتى عتحديتينى انى يمه؟
تماضر :وهو فيه عروسه غيرك اهنه ياغاليه ..قربى يابتى تعالى خلينى اضمك واشبع منيكى قبل ماتفارقينى واللقى يوبقى على حسب النصيب ..
غاليه قربت من امها بعيون عتلمع بالدموع وقعدت جارها ومسكت يدها حبتها :
يعنى خلاص مزاعلاناشى منى يمه؟
تماضر :ردى عليا فلاول اتعلمتى من غلطك ولا لساتك بجره كيف مانتى ؟
غاليه :له اتعلمت والله العظيم ودلوك حتى الكلمه معطلعهاشى غير لما اتوكد انها زينه وهتتحسب ليا مش عليا ..
تماضر :يوبقى خلاص سامحتك ..انى كل همى اعلمك يابنيتى واوعيكى ..
لكن يعلم الله انك حداى فمعزة الروح كيفك كيف اخوكى بالظبط ..وفردتلها اديها وهى مبتسمه وكلمتها بنبره باكيه :
ودلوك هاتى حضن من زمان محضنتكيش ولا شميت ريحتك ياتمساحه يالى هتهمَلينى وتروحى بلاد الشام ..
غاليه بسرعه دخلت فحضن امها بفرحه وفضلو الاتنين فحضن بعض بعد فراق وكل وحده عتحاول تشبع من ريحة التانيه على كد ماتقدر ..
اخيرا تماضر بعدت جماره عن حضنها ومسحت دموعها بطرف شالها وضربت غاليه على كتفها ضربه خفيفه :هتوحشك قوى ياتمساحه ..
بقولك قومى قومى ..قومى افتحى الدولاب فالضرفه الواسطانيه وهاتى الصندوق بتاعى ..
غاليه قامت وعملت اللى امها قالتلها عليه وجابتلها الصندوق وحطته على رجليها وتماضر فتحته وكان فيه دهبها وصندوق تانى صغير جوا منيه تماضر طلعته وبمفتاحه الصغير اللى كان فالصندوق الكبير فتحته واول ماتفتح غاليه ضربت على صدرها لما شافت اللى جواه ..
واللى كان اربع سبايك دهب كل سبيكه تطلع كيلو ..
غاليه مسكت سبيكه منهم ورفعتها :ايه ديه يمه؟
تماضر :ديه نصيبك من الدهب اللى جدك عطاه لابوكى ياغاليه ..قسمته كيف مالشرع قال علينا احنا التلاته انى وانتى وحكيم ..نصيبى انى وحكيم اشترينا بيه الارض ..ونصيبك عنتهولك ..حكيم عايم على عوم ابوه وعيقول ان الدهب حرام ..بس انى مصدقه جدك وشايفه انه حلال ..
نصيبك اهه تحت يدك خديه واتصرفى فيه كيف ماتحبى ..انى خلصت ضميرى وقسمت قسمة الحق والباقى فحجركم انتو عاد ..
غاليه بذهول وهى عتمسك سبيكه تانيه ورفعت التنين قبال عنيها وهى عتبلع ريقها وهمست بتوهان :
عقولك ايه يمه ..انى هاخد الدهب واصدقك واصدق جدى ولو كان كداب هو يتحمل عاد واهو اكده اكده هيروح النار يعنى مش هتفرق معاه ..بس انى الدهب ديه هيفرق معاى ويخلينى اشترى حاره بحالها فالشام واقعد فيها لحالى ...
تماضر :ياباى عليكى ..تقعدى لحالك كيف طب دا جنه من غير ناس ماتنداس ياقزينه!
غاليه بفرحه :له تنداس وتتحضن وتتباس كمان يمه ...والله يمه فرحتينى عالصبح ..تؤبرى ألبي مااحلاكى .
تماضر :وه شوفو البت حالاً قلبت شامى .
غاليه :ايوه امال ايه مش جوزى شامى عاد ..ورجعت السبايك فصندوقهم تانى وقفلته وبصت لامها وغمزتلها :بس مش ساهله انتى برضك ياتماضر ..عتراضى وتصالحى فآخر دقيقه كيف اللى رايح يموت وعرف ربه على فراش الموت ورجعله ..
تماضر مره وحده مسكت طرحة غاليه بشعرها وميلتها عالسرير وفضلت تضرب فدماغها على الفرشه وهى عتقولها من بين سنانها :
هو ديه الكلام اللى بقيتى توزنيه ومتطلعيهوش غير لما يكون كلام زين يام لسان زفر انتى ..ديه تشبيه تشبيهينى بيه عالصبح ياغاليه ..
عتفولى على امك ياقزينه!
غاليه بألم :مقصديشى والله يمه طلعت اكده وانتى اكيد فاهمه قصدى ايه منيها ..
تماضر :انى افهم لكن غيرى ميفهمشى يابجره ..وفلتت دماغها واخدت نفس وطلعته وبصتلها بغيظ وكملت حديتها وهى واعياها عتفرك فراسها بألم :
لو يدونى ميت عقل على عقلى عمرك ياغاليه ماهتتغيرى واصل ..ياخوفى عليكى من لسانك فالبلاد البعيده ياخوفى ..
غاليه وهى عتاخد الصندوق فحضنها وتقف وتضمه كيف عيل صغير :
تخافيش عليا انى معايا الامان كلياته وطبطبت على الصندوق..وطلعت بسرعه على اوضتها وتماضر هزت دماغها بيأس وهى واعيالها وابتسمت لما خشت غاليه اوضتها جرى وقفلت الباب وابتدت تسبح بسبحتها وورا كل تسبيحه تدعى دعوه لحد من عيالها..
اخيرا نزل حكيم من فوق هو وجماره ونزلتهم جات بالتزامن مع دخول راغب وجماعته السرايا
صبحو على بعض وجماره استقبلتهم بضحكه وهى بنفسها اللى خدت ورد من يدها عشان يدخلو يجهزو الفطور سوا ..
اما نادره فراحت لتماضر اوضتها تصبح عليها وتقعد جارها لغاية مالبنته يخلصو تجهيز الفاطور ..
اما حكيم وراغب واسامه فقعدو فالصاله يتحدتو مع بعض وحكيم ملاحظ نظرات اسامه على اوضة غاليه وابتسم على لهفته عليها وكان يقدر يسمحله يقعد جارها لحالهم هبابه بس فضل انه يفضل بشوقه ليها لحدت ماتروح بيته واهناك يقعد معاها على راحته وكمان عشان هو خابر زين ان النظره عتطفى الشوق هبابه وهو معاوزش شوق اسامه لاخته ينطفى غير وهما فبيتهم وفغرفتهم ...
غاليه طلعت من اوضتها لما سمعت حس الجماعه بعد ما عدلت خلجاتها واول ماطلت من باب الاوضه اسامه عنيه اتعلقت عليها وابتسم وهى ابتسمت لما وعيتله ونزلت عنيها فالارض بسرعه واتحركت من قباله على اوضة امها لما رفعت عينها على حكيم ووعيته زاغرلها ومبرق عنيه ..
دخلت عليهم وصبحت على نادره وباست ايدها بنفس طريقة ورد ونادره ضحكت وطبطبت عليها وقالتلها :الله يرضى عليكى يامو
غاليه قعدت جار امها عالسرير وبصت فالارض بكسوف وتماضر بصتلها وبصت لنادره واتحدتت :
ام اسامه عايزه اقولك على حاجه للأمانه ...بتى غاليه عامله كيف الجاموسه وراهاش غير الحش والنوم ...غاليه رفعت راسها بسرعه وبصت لامها وهى مبرقه ...وامها كملت ...
ولو فوتيها توصل النهار بالليل وهى نايمه على بطنها كيف التمساح ..ولو مقومتيهاشى عالحاجه مهتقومش ..
يعنى من الآخر اكده عتتساق سوق لولا ماتتحرك ..كيف البهايم اكده ..
غاليه مع كل كلمه من امها كانت عنيها تبرق اكتر لغاية ماكانو هيطلعو من موحجرهم وريقها نشف ونفسها امها تبصلها عشان تغمزلها ولا تعضلها على شفتها عشان توقف لكن تماضر ولا التفتتلها ...
غاليه آخر ماامها خلصت حديت مدت يدها مسكت طرف شال امها وميلت وعضته بكل قوتها من الغيظ وسابته وعاودت قعدت تانى كيف ماكانت وهى عتقول ياأرض اتشقى وابلعينى ..
نادره ضحكت وهى باصه لغاليه اللى وشها عيجيب الوان وردت على تماضر :
له ياحجيه له ..مابرضالك تحكى هيك ع كنتى ..كنتى معدله ومافى منها ..
هى بس كانت عم تدلل عليكى هون ..لكن المره ببيت زوجها غير بيت بَيها
وعم تكون ادها وادود وتخلى الكٍل يحلف بشطارتها وندارتها ..ماهيك بنتى؟
غاليه هزتلها دماغها بإيجاب ونادره ابتسمت وبصت لتماضر :
اي شفتى حجيه كيف كِنتى مافى منها وما برضى لحدا يئول فحئها كلمه مو منيحه بنوب نوب ..
غاليه وهى باصه لامها وعتهز دماغها بأسى :تُشكرى ياغاليه يام الغالى ..
يسلملى لسانك اللى عمينقط شهد ديه ..مجاش الكلام ديه من اللى منى ..عموما ماااشى ..بكره تندم ياجميل ..
نادره ضحكت وتماضر كمان ضحكت بس من وسط ضحكها ردت عليها :
انى عقول اللى يخلص ضميرى قدام ربنا وقدام ام اسامه عشان لو دعت عليا بعد اكده دعوتها متتقبلشى ..
نادره زادت فالضحك وغاليه ضربت على دماغها بقلة حيله وقامت حطت امها عالكرسى وطلعو كلهم لما سمعو حس حكيم عينادم عليها عشان تجيب امها وحماتها ويطلعو يفطرو ..
حكيم صبح على امه اول ماتاقت وحب يدها وخدها من غاليه وداها موطرحها ومن الخباثه قعد جار اسامه وقعد غاليه جاره من الناحيه التانيه عشان يقطع عليهم الشوف واصل ..
خلصو الفطور وطلع حكيم هو والجماعه على صوت بشندى عينادم عليه وعارف نبرة صوته لما يكون فيه مشاكل عتوبقى عامله كيف وعرف علطول وطلع فعلا ولقى فصل مستنيه قضى فيه النهار بطوله ..
فآخر القعده قبال الناس كلها حكيم طلع عقود جديده بعد ماجاب كل العقود اللى كانت حدا الشيخ زايد وقطعها وحط العقود قدام حج كبير كان قاعد فالمجلس ووقف وسط الناس واتحدت وهو موجه حديته للكل :
ياأهل البلد الارض اللى فالزمام الشرقى واللى هى عشر فدادين آنى متبرع بيها للبلد يتعمل عليها مستشفى ومدرسه ابتدائى ومكتب تحفيظ قرآن للبنات وحتى الحريم وفصول محو اميه ..
الحجات داى هتقوم على التبرعات يعنى اللى معاه موجود يتبرع وكله لخدمة البلد ..والكلام ديه لكل النجوع اللى حوالينا عشان المدرسه والمستشفى هتخدم الكل ..وانى أول واحد هتبرعلهم بفلوس الاساسات ..ومش بس اكده دانى هعمل موصنع فالبلد للحُصر البلاستيك يلم كل الشباب المرمى عالقهاوى ديه ويخليله دخل شهرى يقدر بيه يتجوز ويفتح بيت ..
قولتو ايه فالحديت ديه ...هو خلص كلامه من اهنه والكل قام يتسابق عليه عشان يحضنه وعبارات الشكر بقت تنزل عليه كيف المطر من الكل غير التهليل والتكبير وراغب واسامه بقو واقفين يبصو لبعض ونافخين صدرهم بفخر على نسيبهم اللى لو لفو الدنيا مهيلقوش فكرمه وجوده كرم ولا جود ..
************
طرمبيل واقف قدام بوابة السرايا وراكبه فيه ورد الشام ونادره امها بعد ماودعو الكل وراضى واقف جار الطرمبيل وغاليه لساتها فالسرايا عتودع فالكل بالدموع جماره وزبيده وامها تماضر واخوها حكيم وحتى عيشه اللى سمحلها بشندى انها تروح السرايا فاليوم ديه لما قالتله انها لازمن تودع غاليه ..
بشندى كمان كان واقف معاهم وواعى غاليه كل ماتمشى خطوتين مع جوزها تعاود تانى وتفضل تعيد على الكل بالاحضان وزعق فيها بعلو صوته لما فاض بيه ورفع نبوته فالهوا عليها بتهديد :
مبزياداكى عاد نفختى بطنى وفقعتى مرارتى بمياصتك داى ..هتفضى وتطلعى ولا انزل عليكى بالشومه اخليكى تروحى الشام زحافى ..
حكيم بسرعه واحراج مسك الشومه من بشندى ونزلها وابتسم فوش اسامه بخجل وبص لبشندى وهمسله وهو جازز على سنانه : عتعمل ايه قدام جوزها ياواكل ناسك يابشندى ..
بشندى بيحاول يفلت الشومه من حكيم وهو باصص لغاليه وزاغرلها :
اوعى ياحكيم هملنى داى لو فوتناها على هواها هتقعد لبكره تحب وتحضن بعينها البيضه داى واحنا مفاضينش عاد ..
اسامه مسك ايد غاليه بخوف وزعر وميل عليها سألها :شو بُه هاد ليش هيك عم يعمول ..
غاليه اتحركت بسرعه وخوف هى وعتشد اسامه وتهمسله : اجرى قوام الحاله جاته تعبان ياولداه الله يكون فعونه ...
وبسرعه ركبو الطرمبيل وحكيم راح وراهم وودع الكل للمره الاخيره وراغب ركب واتحركو كلهم على بلاد الشام ومعاهم غاليه على حياه جديده باينه فيها بشاير الهنا من حب الكل ليها وبالخصوص
اسامه اللى من اول ماركبو الطرمبيل ماسك ايدها مهملهاش كيف مايكون ماصدق لقاها ...
**************
همى ياجماره عاد هنتأخرو على معاد القطر اكده ..يبااااى عالحريم وعكعكتها عاد ..عسافر لحالى كيف الورد البس خلجاتى والفح شنطتى واجرى على المحطه والحق القطر وكل ديه فنص ساعه ..
جماره :خلصت والله اهه ..كنت عجيب الفطاير والبيضات المسلوقين عشان نتقوتو بيهم فالطريق ..
حكيم :يابوى قلتلك الوكل كتير فالطريق وكل حاجه بالقرش عتتجاب ياجماره وهوكلك حجات جديده ..
جماره :انى ان مكانشى الوكل من تحت يدى او يد حد اعرفه ماكلهوشى ..وبعدين مش انتا زات نفسيك عتقولى معملاشى بطنى من وكل بره ..يوبقى ايه عاد ..
حكيم بضحكه :يوبقى تهمى ياجماره الله يرضى عليكى ...
جماره خلصت وطلعت من الموطبخ وحطت الحاجه اللى جهزتها فالشنطه وسلمت على امها عيشه وتماضر وزبيده ووصتها على العصافير بتوعها واكدت عليها تاخد بالها منيهم زين وودعتهم وهما دعولها وعيشه ودعتها بعيون مدمعه وهى عتتمنالها السعاده وجماره لبست بوشيتها وراحت قبال حكيم اللى كان واقف يبص فساعته بغضب :انى جاهزه اهه خلصت ..
حكيم مسك يدها وشال الشنط وبسرعه طلع بيها وركبو الكارته اللى كان سايقها بشندى وراحو على المحطه وركبو القطر واتحرك بيهم على ام العجايب ..
***************
عدى اسبوع على حكيم وجماره وهما فالقاهره ما بين فسح وكشوفات وتحاليل ليهم هما التنين والحمد لله طلع معندهمشى حاجه واعره تمنع الخلفه غير بس مشكله بسيطه فالتبويض حدا جماره وتتحل بشريط برشام ودستة حقن يتاخدو كل شهر لحدت مايحصل الحمل وبعدها تهملهم ..
اما تماضر فعيشه قعدت معاها من اول ما جماره وحكيم سافرو بعد مااستأذنت من بشندى اللى وافق بشرط انها متمدش يدها على حاجه وكمان عشان هو مهيقدرشى يهمل السرايا فغياب حكيم ومهيآمنشى عليها تقعد لحالها فالدار ..
بشندى كان طول الليل يلف حوالين السرايا ومخلى الرجاله تلف بالدور ولما حد كان يقوله بزياده ولا مفيش حاجه كان بعصايته ويضرب الواحد يخليه يفرفط ويعيد عليهم نفس الكلام :
قعدنا نقولو مفيش حاجه ياولاد الفرطوس ونتقلبو وننامو وفالآخر طلت عتتكحت خنادق تحت السرايا ياولاد الجزم ..
سبوع تانى عدا على دا الحال وحكيم وجمارت قلبه عايشين فجنه كيف مايكونو عرسان جداد فسح وضحك ولعب وحب..
والشيخ حكيم مش متقيد معاها كيف البلد وكل يوم يروحو موطرح جديد وحكيم يورى لجماره حاجه جديده وهى مبهوره بالتمدن وحياة الحضر ..
بس حاجتين هما اللى كانو يعكننو عليها كل فسحه ..اول حاجه الحريم قليلة الحيا كيف ماكنت تقول عليهم اللى لبسهم فوق الركبه بشبر وشعرهم مطلوق وطالعين بالاوحمر والاوصفر مالى وشوشهم ..
وتانى حاجه عيون البنات الى كانت عتاكل حكيم وكل فكل موطرح يروحوه وكل خطوه يخطيها والهمس والمشاوره عليه من كل اتنين حريم يعدو من قبالهم لدرجة ان جماره طول الوكت متشعبطه فيده كيف مايكون هيهرب منيها وهو طول الوكت يضحك عليها ..
اخيرا رحلتهم الحلوه خلصت وعاودو البلد ورجعو للسرايا واول ماحكيم نزل من الكارته هو وجماره ودخل جماره السرايا، راح جرى على الاسطبل وسلم على جمره اللى استقبلته بفرحه وشوق كنها حبيبه عتشوف حبيبها بعد غياب وهو كمان فضل يحضن ويحب فيها كنها بته اللى كان مسافر ومهملها ...
ابتدت مع الايام ومن اول شهر تظهر على جماره العلامات اللى شرحت صدر تماضر مع ان لا جماره ولا حكيم واخدين بالهم ليها بس عين تماضر كانت كيف ميكرسكوب متعديش من تحتيه حاجه ميشوفهاش وياخد باله منيها ...
عدى الشهر على جماره وعدو عليه ١٠ ايام وتماضر عتحسب فيهم باليوم وقالت لجماره من تانى يوم توقف العلاج وجماره سمعت ووقفته طوالى ..
جماره لما شكت فروحها حبله حبت تتوكد وطلبت من حكيم انها تروح لامها تقعد جارها فبيتها هبابه عشان زهقانه وحكيم بعتها بالكارته لحدت باب بيت بشندى
واهناك جماره حكت لامها عن التأخير وخلتها راحت على عجل جابتلها الدايه وكشفت عليها وبشرتها بالحبل وجماره طارت من الفرحه وحتى امها عيشه اللى عطت للدايه مبلغ محترم حلاوة بتها والدايه مااكتفتشى باكده داى صممت انها تروح للشيخ حكيم وتاخد منيه حلاوة الخبر ولتماضر كمان لكن جماره قالتلها تأجل روحتها يوم ولا تنين عشان هى حابه تبشر حكيم بنفسها واكدتلها ان حلاوتها هتزيد متنقوصشى لولا ماوافقت وهملتهم ومشت ...
عيشه فضلت تحضن فجماره وتباركلها وهى عتحمد فربنا انه من على بتها وكمل فرحتهم هى والشيخ حكيم و ندرتلها رز بلبن تفرقه حلاوة الخبر الحلو ديه ..
روحت جماره فرحانه وتماضر اول ماتطلعتلها ووعيت الفرحه فعنيها عرفت ان جماره اتوكدت حدا امها من حبلها وبصت لفوق وحمدت ربها على دعاها اللى استُجيب وانه ولدها هيتخاوى من صلبه..
حكيم يومها عاود ومعاه تنين غرب دخلو السرايا وفضلو يمدو فسلوك وحطو فالسرايا على مرأى من تماضر حاجه شكلها غريب وبصت لحكيم اللى واقف جارهم وعمالين يتحدتو معاه وهو لما بص عليها ولقاها بصاله بتساؤل راح عليها وخد يدها حبها وهمسلها بصوت واطى ..
ديه تلافون يالبة القلب تقدرى منيه تكلمى غاليه وتسمعى صوطها وتطمنى عليها كلت يوم وهى فبلاد الشام ..عمى راغب حداه واحد وعطانى رقمه
تماضر رفعتله حواجبها وبرقت عنيها :ملبوس كيف اللى حدا بيت العمده؟!
حكيم بضحكه :ايوه عليكى نوور ..ملبووووس ..بس اسميه تلافون يمه مش ملبوس ..
تماضر :له ملبوس ..لابسه بسم الله الرحمن الرحيم وهو اللى عيوصل صوط الناس ببعضها ..متوبقاش غشيم ياولدى اصلو مفيش صوط عيمشى جوا سلك ..ربنا عرفوه بالعقل ياولدى ..ولو من اهنه لبكره قولتلى غيرى بدلى مهغيرشى رأيي ديه واصل ..
حكيم ضحكته زادت ورد عليها :طب والله معاكى حق اصل انى عن نفسى معارفشى كيف الصوط عيمشى فالسلك من بلد لبلد ومن دوله لدوله ..خلاص يمه اسمه ملبوس ..
تماضر :طب يلا خليهم يهمو قوام عايزه اكلم غاليه بتى ..
حكيم :يخلصو توصيل وهيمشو طوالى ..
وبالفعل خلصو وراحو الكبينه اللى قدام دوار العمده ووصلو لحكيم الحراره وحكيم اتصل بغاليه مكالمه دوليه محوله واطمنو عليها كلهم وغاليه فرحت قوى بمكالمتهم وفرحتهم بيها وطمنتهم عليها لما حسو بالسعاده فصوطها وكلمو الحجى راغب واسامه..
وتماضر وجماره كلمو نادره وورد والكل فرح بالمكالمه كنه يوم عيد ..
حكيم كان واقف وعينه على جمارته هى وعتتحدت فالتلافون وعنيها اللى عيلمعو كيف عيون البسه ويبرقو برق وديه معيوحصولش غير لما تكون فرحانه فرحه كبيره قوى ..
حكيم قدر يخمن فرحتها من ايه لكنه لجم قلبه من فرحه ممكن تطلع كدابه وامله وامل قلبه يخيبو فالآخر ..
فالليل حكيم رجع من المندره ملقيش جماره تحت واستغرب لكن امه قالتله انها خدت عشى وطلعت عشان يتعشو فوق وهى اتعشت مع زبيده وحكيم طلع وفتح باب الاوضه واتفاجأ بجماره اللى كانت عامله كيف عروس فليلة دخلتها وريحة الاوضه عتعج بريحة العنبر والمسك ودخل وهو مبتسم وقفل الباب وراه ومقدرشى يمنع قلبه من انه يرقص من الفرحه وعنيه عيأكدوله ان شكه فمحله وان ديه احتفال ببذره من صلبه استقرت فرحم حبيبة روحه واخيرا العشق هيتترجم فصورة حته منهم هما التنين عتمشى على الارض ..
جماره قربتله وهو مره وحده حضنها ورفعها فمستواه وهمس قبل منيها :
قلبي حس من غير ماتقوليها ..مبارك ياست البنات وام عيالى وحبيبة الروح وبت القلب وعشق العين ..
جماره ضحكت وهى عتحاوط رقبته وردت عليه بدلع : كيف ياحبيبى عتحس بكل اللى فيا اكده وتفهمنى من قبل مااتحدت!
حكيم :عشان انتى نفسى ياجماره ..كيف يعنى الواحد ميحسش بنفسه ولا يفهم قلبه ويحفظ كل دقاته ...
جماره اخدت نفس منه وهى دافنه وشها فحضنه وهو نزلها ومسك يدها وراح بيها حدا الوكل وابتدا يوكلها بيده وهى توكله بيدها وحديت اللسان سكت بس العيون لساتها عتبوح بالحب وتتقاسم الفرحه ..
جماره شبعت قبل حكيم وقامت غسلت يدها وعاودت للاوضه وحكيم وراها راح يغسل اديه وجماره راحت على الشباك ووقفت قباله وغمضت عنيها لنسايم الهوا البارده وابتسمت لكن قلبها نغزها لما فتحت عنيها وجم على المشتمل وابتدت تعاودلها ذكرياتها العفشه فيه وايام غازى ورفعت يدها حطتها على قلبها تهدى خوف اتسللها من ان كل السعاده اللى هى فيها داى ممكن تكون حلم وتصحى منيه تلاقى روحها لساتها عايشه فكابوسها مع غازى ...
جفلت مره وحده لما حكيم حضنها وهو لما عيملت اكده سمى عليها بخوف وهو عيحاطها بزياده ويمسد على دراعاتها بحنيه وهمسلها :
مالك ياجمارة القلب سرحانه فيه وجفلتى ليه من حطت يدى عليكى !!
جماره اخدت نفس قوى وزفرته وشاورتله بعنيها على المشتمل :
كل مااتطلعله واتفكر اللى شوفته وعيشته فيه قلبي يتقبض وروحى تشوغ ..
حكيم :بسيطه نغيرو الاوضه عشان لما تطلى متوعيهوشى قبالك ..
جماره :مش اكفايه عشان برضك هعدى عليه فالرايحه والجايه ونفس الاحساس هيفضل مقاوطنى ...
ولفت لحكيم وحاطت رقابته باديها وهمستله :
هده ياحكيمى واردم الحفره وساويه بالارض ومتبقيلهوش اثر قبال عينى ...امحيه وامحى معاه زكرياتى العفشه كلها وايام عذابى فيه .
حكيم ضمها عليه اكتر وقرب جار ودنها وهمسلها :
يجرالك يابت القلب ..جمارة الشيخ تأمر أمر ..من بكره مهتلاقيشى للمشتمل اثر ...وموطرحه هنزرعوه انى وانتى احواض ورد ونبدلو الزكريات العفشه بزكريات حلوه ونغيروها سوا ..وكل الجنينه هنعيدو زرعها وازرعلك الورد بيدى عشان طول مانتى شامه ريحته افضل على بالك ..
جماره همستله بحب :انتا علطول فبالى وقلبي وعقلى وعينى من غير ورد ولا ريحته ..انتا الورده اللى اتزعت فنص قلبي وطرحت بستان ورود محدش عيشوف جمالها ولا يشم ريحتها غيرى ...
حكيم بعد كلام جمارته ختم الكلام بطريقته وبسكوت رافض لاى كلمه تطلع بعد الكلام الحلو وتضيع صداه اللى فضل يتردد جوا روحه ..
**************
عدت الايام والشهور وحكيم وفى بوعده وهد المشتمل وحول موطرحه لاحواض ورد زرعهم هو وجماره سوا وفوسطهم عمل موطرح لجمره حاوطه بدرابزين حديد وجابها فيه جاره وقبال عنيه ..وجار منيها عمل قفص كبير للعصافير اكبر من الاولانى والعصافير كلها ابتدت تبيض وتفقس والقفص اتملى عصافير بكل شكل ولون وباقى الجنينه زرعها ورد وشجر التوت اللى زرعوه فالاول كله اللى اتكسر واللى مات مفضلتش منيهم غير شجره وحده بس ..
فضلت مقاومه وعايشه ودافعت عن حقها فالوجود بكل قوتها وتانى موسم للتوت كانت طارحه وجماره كانت كل يوم تراعيها وتسقيها بيدها وهى تكبر قبل الاوان كيف ماتكون عتقول لجماره انى عايشه عشانك انتى ..وهطرحلك التوت اللى عتحبيه ..
**************
بشندى واقف بره الاوضه فبيته وعمال ياجى ويروح ويقعد ويوقف وهو سامع حس عيشه اللى عتتوجع من الم الطلق وصوت صراخها عيهز اركان البيت وكل صرخه تطلع منيها تدخل لقلب بشندى تزلزله زلزيل ..
عيشه :همووووت يابووووى انجدووووونى ياخاااالق همووووت ياهووووووه
بشندى راح جرى عالاوضه وضرب بابها بعصايته وزعق بعصبيه :بطلى صراخ يابت المركوب سمعتى البلد كلها انك عتولدى ياقليلة الربايه ..
حكيم راح على بشندى وشده من يده وقعده تانى على الكنبه وهو عيقوله :اهدى عالوليه هبابه هى فأيه ولا فأيه مش غصب عنيها ياخى ..
بشندى هز راسه واتحدت بتوهان :ايوه ايوه صوح غضب عنيها صوح ..وقعد يدب بعصايته عالارض بتوتر ...
شويه وسمعو صوت عيشه عيصرخ تانى :
يااااابوى يشندلك يابشندى قولتلك مش حمل خلفه نشفت راسك يشندلك يابعيد يشندلك يشندلك يااابووووى ..
بشندى بص لحكيم وبرق عنيه :واعى بت المراكيب عتشندلنى وهى عتولد ودعوة اللى عتولد عتتقبل ...وقام جرى بسرعه على باب الاوضه فضل يضروب فيه بالعصايه ويشتم فعيشه وعيشه تشتم فيه وحكيم يضحك عليهم.. لكن من جواه مرعوب ومعارفشى هيعمل كيف لما جماره تاجى تولد ويشوفها متوجعه وعتصرخ من الوجع اكده وهو واقف كيف بشندى مفيش فيده حيله ولا بصاره عليها ...
بشندى رجع قعد جار حكيم وهو عينهج وبصله وشافه عيضحك وزغرله :عتضحك على ايه انتا التانى ..وصوح مرتك مجاتش تحضر ولادة امها ليه ..طب حسكم عينكم لما مرتك تاجى تولد تبعتو على مرتى ولا حد يوصلها منيكم اقرطم رجليه بالشومه ...
حكيم :يابوى متعرفشى مقولتلهاش لتروح تخاف وتولد قبل اوانها من الخوف واحنا ماصدقنا هملنا فحالنا الله يرضى عليك ..
بشندى هز دماغه بتفهم :ايوه صوح صوح لتروح تولد ..اذا كان انى راجل ومن صراخ بت المحروق داى حاسس انى هولد ..
حكيم ضحك وبشندى قام منتور وهو سامع صوت بكية ولده وهمس لحكيم ...سخاوى جه ياحكيم ..
وجرى عالباب بفرحه ولهفه وقعد يتحدت من ورا الباب ...سخاوى ياولدى ..جيت ياحبيب ابوك ياغالى جيت ياواد الشيب والشيبه ..
سمع صوت من جوه عيبشره : واد يابشندى والحلاوه من حباب عنيك ..
بشندى :عارفه واد يابت المحروق انتى التانيه امال يعنى هصبر ديه كله واخلف بت ..دا لو عيشه عيملت اكده وجابتلى بت كنت وكلتهالها تانى ...
حكيم استغفر ربه وفضل يضحك على بشندى وفرحان لفرحته وبشندى واصل حديته :
بت ياعيشه ..انتى يابه ..حسك سكت ليه ياقزينه لتكونى موتى صوح ياحزينه ..انتى يابه اتحدتى لو لساكى عايشه .
عيشه بصوت تعبان :يشندلك يابشندى ..
بشندى بص لحكيم وشاورله عالباب بفرحه : لساتها عايشه بت المركوب .
واتولد سخاوى آخرت صبر بشندى وفرحته الكبيره اللى مامرت على قلبه فرحه زييها ..
ومن اول يوم ومن بعد مالناس مشت وهو شايله على رجله ويحب ويشم فيه وكل ماعيشه تقوله نزله هيضرى عالشيله يقولها لكيش صالح انتى ولدى وهضريه وهى تسكت متقدرشى تتحدت ..
جماره راحتلها وقعدت جارها للسابع تخدمها طول النهار وتروح بالليل واحيانا كانت تبات وحكيم يوم ماتبات يتجنن ويطلع كل غلبه فبشندى اللى مبقاش يشوفه غير ساعه ولا ساعتين فاليوم وباقى اليوم لابد جار مرته وولده ..
***************
عدت الايام وجماره خلاص دخلت شهرها وجمره كمان دخلت شهرها وهما التنين حكيم متشتت مابينهم وحارسهم وعيراعى فيهم برموش عنيه
وطول الوكت كل مايبص لوحده فيهم ويشوفها كاله من حملها يحس بديق ونفسه الايام تعدى قوام وياجى يوم ولادتهم بفارغ الصبر ..
حكيم طول الوكت رايح جاى على جمره ويبص عليها خايف تولد من غير مايشوفها وخصوصى انها خلاص بانت عليها علامات الولاده وأى وكت ممكن تولد ..
وحتى بالليل كان يقوم يطل عليها من الشباك كل ساعه ولا نص ساعه وجماره تفضل تتعارك معاه وتقوله دانى مقالقانش عليا كيف جمره اكده ..
وهو يرد عليها رده المعتاد :يابوى جمره خرسه مهتعرفش تقول هولد ولا الحقونى ولا حد هيحس بيها وهى عتولد ...انما انتى هتصرخى كيف ماعيملت امك وتجرسى الدنيا وتجيبى التايه بحسك ..وبعدين بطلى غيره من جمره قولتلك عشان انتو التنين فنفس المعزه حداى ..
جماره :اهو انى معغيرش فالدنيا داى كلها غير من جمره ..
حكيم ضحك ورجع جارها عالسرير ولفلفها فحضه ونام عشان هى كمان تناملها هبابه عشان عارفها اول ماعيقوم من جارها عتصحى طوالى ..
عدو يومين جماره فيهم كانت كل يوم تحس بهبابة وجع ويروحو لكن فاليوم التالت زاد عليها الوجع وفضلت تلدلد خلت حكيم اتجن وبقا يلف حوالين روحه وهو واعيها عتتقطع من الوجع وبسرعه بعت للدايه وجات ...
ساعات قضاها حكيم فعذاب وهو واقف على باب اوضة جماره وامها وامه وزبيده والدايه كلهم معاها وكل مايسأل يقولوله لسه لسه ..
صرخه طلعت من جماره بعزم مافيها خلت حكيم قلبه كان هيقف وهى عتقوله :هممموووووووت ياحكيم الحقننننى ..
وهنا حكيم مقدرشى يصبر اكتر ودفع الباب ودخل ولف جماره بملاية سرير وخطفها على دراعاته وجرى بيها حطها فالكارته اللى جرى بشندى جابها وعيشه ركبت معاهم وهملت ولدها لزبيده وجرى بيهم عالوحده اللى كانو جابو فيها داكتوره النوبادى ...
دخلها والداكتوره كتبتله حقن جابهالها طوالى وفضل واقف يرجف قدام باب الاوضه مع ان الدكتوره طمنته انها بكريه وهتاخد وكت ياجى ساعه ولا ساعتين تانى على ماتولد ...
وفالاثناء داى غفير جه لحكيم من الغفرا بتوع السرايا وبلهفه قاله ..
ياشيخ الحق جمره عتولد وبشندى عيقولك العيل جاى مخلوف ومعارفشى يعملها ايه ...
وللحكايه بقيه .....
بقلم /ريناد يوسف رينووو
الباشكاتبه 🌹صاحبة السعاده 🌹
لكم منى اجمل باقات الزهور 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
جماره
ابنة بائعة الجبن
البارت التاسع والثلاثون 39 والاخير
ياشيخ الحق جمره عتولد وبشندى عيقولك العيل جاى مخلوف وهى خايفه ومعارفشى يعملها ايه ...
حكيم انتفض من الخوف وعينه راحت على باب اوضة جماره وبلع ريقه بتوتر وهو عيهمس لنفسه :
استغفر الله العظيم وديه وكته برضك ياجمره!!..حكمتك يارب ..
راح على الاوضه وخبط عليها وطلب الداكتوره تطلعله وبمجرد مالباب اتفتح بص لجماره اللى كانت واخده وضع الولاده على السرير المخصوص بتاع الولاده الطبيعيه وامها جارها ماسكه يدها والتعب باين عليها وبصتله باستنجاد وهمست بأسمه من غير صوت بس هو شاف حروفه على شفايفها ونار قلبه زادت عليها بزياده وغصب عنيه بعد عنيه عنها وسأل الداكتوره : قدامها كد ايه وتولد ياداكتوره .
الدكتوره : خلاص تقريبا نص ساعه وتكون والده وقايمه بالسلامه بأذن الله ..الرحم فتح والطفل معدول وكل حاجه طبيعى ..
حكيم هز دماغه وابتسم وهو عيبص لجماره مره اخيره يطمنها وهى فعز تعبها ردتله الابتسامه وبعدها الداكتوره دخلت وقفلت الباب وحكيم بسرعة الريح كان مغادر الوحده وراكب الكارته اللى جاله بيها الغفير بعد مابشندى روح بيها طوالى بعد ماوصلهم بطلب من حكيم عشان يفضل جار جمره
طلع بيها حكيم بكل سرعه وهو عيهمس لنفسه : سامحينى ياجمارتى مش بيدى وبص للسما وابتدا يدعى
يارب عدلها من حداك وسهلها عليهم هما التنين يارب ..يارب حطنى فأئ اختبار فالدنيا تمتحن بيه صبرى وايمانى بس بعيد عن جمرتى وجمارتى ..عبدك الضعيف قليل الحيله عشمان فكرمك ياأكرم الاكرمين ...
دقايق معدوده بأقصى سرعه بالكارته وكان حكيم قدام بوابة السرايا وفط من الكارته حتى من قبل ماتوقف زين ورمح دخل السرايا وشاف بشندى والسايس عيحاولو ينومو فجمره وهى رافضه وواقفه وبمجرد ماشافته صهلت عليه باستناجاد ..
حكيم قرب منيها قوام وحضن رقبتها وبص لبشندى والسايس وسألهم بقلق ..هى واقفه على حيلها ليه ..ليه مانايماشى !
السايس : بكريه وخوافه قوى ياشيخ كل ماتنام ويجيها الطلق تقوم تقف من الخوف وديه سبب خلفة العيل وانه جاى بدماغه مش برجليه ..
حكيم حب جمره وابتدا يهمسلها وهو عيمسد عليها بحنان وخوف ويميل رقبتها للأرض ويقعد معاها بالراحه عشان تنام ..
يلا ياجمرت حكيم شدى حيلك هبابه عارفك عفيه وكدها وكدود ..يلا عشان تقوميلى بالسلامه وتجيبيلى مهره حلوه شبهك اكده ..يلا ياحبيبتى متخافيشى دانتى قومتى من حضن الموت وعارفك اقوى فرسه فالدنيا ..يلا يابتى يلا ...ومع كل همسه كانت جمره تستجيب وتطمن لصوت حكيم اكتر وتنزل معاه للأرض لحدت مانامت ..
وبمجرد ماعيملت اكده بشندى بسرعه مسك رجلينها القداميه والخلفيه وضمهم قيدها وهى بصت عليه بخوف لكن حكيم بسرعه خد دماغها على حجره وطبطب عليها يهدى خوفها وبص للسايس وقاله بحزم ...ادفع الراس لجوه تانى والقُط الرجلين بسرعه ...
السايس هز دماغه بالموافقه وبسرعه ابتدا ينفذ وبمجرد ماعميلها جمره رفعت راسها وجضت بألم خلت حكيم زعق بعلو صوطه فالسايس :
مابالراحه ياخى ..
السايس :هدى حالك ياشيخ ماهى لازمن تتألم داى ولاده ..ومش اى ولاده داى بكريه وخلفت العيل وحدها عذاب ليها ..ادعيلها ربنا يسلم وتقوم بالسلامه عشان الفرس شكله اتخنق ..
حكيم رد عليه بتوتر زاد مع كلامه ..ربنا معاها ومعاى قادر يجبر بخاطرنا ..بس انتا هم برضو وبالراحه عليها هبابه ..
السايس بفرحه :اهم الرجلين اهم ..مسكت وحده ...واددى التانيه ااااهه ..
وابتدا يشد لغاية ماطلع الرجلين بعدهم الراس بالاكتاف وبعدها جمره حزقت مره وحده وطلع منيها العيل وبشندى والسايس هللو بفرحه لما الفرس الصغير نزل حى وبشندى بص للسايس وبضحكه قاله :مش قولتلك مهتولدشى غير لما تشوف حكيم الفاجر عشاقة حكيم
اصل انى عارفها يابوى روحها مربوطه بيه القزينه داى ...
حكيم ضحك بفرحه وبالذات لما جمره حطت راسها على حجره بتعب و ميل عليها وحبها وهمسلها :مبروك ياروح الشيخ ورفيقة دربه ..والله وبقيتى ام ياجمره !!
وبسرعه شال دماغها سندها على الارض وجرى لبره بعد ماوصى بشندى على جمره وولدتها وركب الكارته وطار على نص قلبه ونص عقله التانيين ..
وبشندى هز راسه هو واعيه متشندل وهمس لروحه :يعينك ياولدى عاللى انتا فيه ديه ...وانتبه وبص للسرايا على صوت بكا ولده سخاوى واطمن على جمره قوام وراحله يشيله ويسكته ..
حكيم وصل الوحده ومن على بابها صوط صراخ جماره خلى رجليه بادو وبالعافيه قدر يمشى المسافه لغاية اوضتها ووقف قدام الاوضه يرجف وهو سامع صرخات متتاليه من جماره ومسك مقبض الباب وكان هيفتحه ويخشلها لكنه وقف موطرحه لما صراخها اتبدل بصرخه تانيه صغيره شقت قلب حكيم شق من الفرحه.
غمض عنيه وابتسم لأحلى نغمه ممكن حد يسمعها فالدنيا صوت حته منيه عتعلن عن وجودها فالحياه وعتنبه الجميع انها وصلت للدنيا .
دقايق معدوده فضل فيها حكيم يحمد ربه ويشكر فضله وبعدها طلعتله عيشه شايله العيل ومدتهوله وهى عتقوله بفرحه : مبارك عليك الشيخ الصغير ياشيخ حكيم ..
حكيم قبل مايبص للعيل رفع نفسه وبص لجماره من فوق دماغ عيشه وهى اول ماشافته ابتسمتله بتعب ووكتها بس قلبه ارتاح وشال عينه من عليها ونزلها على حتتة اللحمه الحمره اللى ملفوفه بالقماش وقلبه رفرف عليه ..
وشاله وكبر فودنه وسمى ورفع حواجبه بدهشه واستغراب وهو شايف ولده عمال يودى خشمه شمال ويمين وهو فاتحه كيف الزرزور الصغير الجعان ..
حكيم بص لعيشه وضحك وهو عيقولها : ديه نازل جعان ياخاله ..كنه طالع على عمته غاليه مفجوع!
عيشه :حقُه ياولدى شوف امه بقالها كام ساعه مكلتشى ..هروح اساعدها تقوم واجيبها انى والتومارجيه على الاوضه التانيه ترتاحلها هبابه وترضعه السرسوب اللى يشبعه ويشد حيله ..
حكيم وهو بيمدلها الواد :هتساعدها كيف هتخلوها تمشى يعنى؟
له يبوى خدى الواد انى هدخل اشيل مرتى واجيبها على الأوضه
هتقدر تمشى كيف وحيلها باد من وجع الولاده ..
اداها الواد ودخل على جماره الاوضه وشالها بعد مالفلفها بالملايه اللى كان جايبها بيها كويس، وطلع وداها على الاوضه التانيه وسط استغراب الداكتوره والتمارجيه اللى معاها عشان داى اول مره يشوفو راجل عيعامل مرته بالحنيه والحب ديه كلياته ..ومش اى راجل دا الشيخ حكيم بذات نفسه ..
حكيم وصل بيها للسرير ونزلها بشويش وهمس فودنها : كبرتى وبقيتى ام يانن عين حكيم وخليتينى اب ياجمارة القلب بس
احلى ام فالدنيا كلها والله .
جماره همستله بتعب :شوفت ولدنا ياحكيم؟ طالع شبه مين فينا .
حكيم : والله ما مكنت فيه زين من قلقى عليكى وخوف قلبي ..وبعدين ياستى يطلع كيف مايطلع ..اهم حاجه تمام الخلقه ..
واثناء ما هما عيتحدتو اتدخلت عيشه فالحديت وهى عتقرب منيهم :اخدى يابتى وشوفيه وملى عينك منيه ..افرحى يابنيتى بعوضك بعد تعبك وقرى عينك ..
جماره مدت يدها لولدها لكن حكيم سبقها وهو اللى شاله من عيشه وقربه على جماره وهى ضحكت بفرحه وهى شايفاه عيملمص من الجوع وحطت صباعها جار خشمه وهو ابتدا يحاول يوصل لصباعها عشان يرضع وهى زادت فالضحك وحكيم كمان ضحك عليه معاها ..
جماره :بص ياحكيم عامل كيف الزرزور الصغير كيف!!
حكيم :والله لساتنى قايلها ..
عيشه :يتربى فعزك ياشيخ وفحنانك يابتى ..
حكيم :تعيشى يام سخاوى ..
عيشه واعيه فرحتهم وضحكهم وجماره واخده الواد فحضنها وحكيم واخد التنين فحضنه ودعتلهم من كل قلبها:
ربنا يديم الفرح عليكم والود مابينكم يارب ياعيالى ..الحمد لله القلوب الصافيه عرفت طريق بعضها وربكم جمع ووفق ..
وبعدها علت صوتها وهى عتسأل :هتسميه ايه ياشيخ ؟
حكيم ابتسم وهو باصص لابنه :تميم ..هسميه تميم
جماره ديقت حواجبها باستغراب وسألته :تميم !! ايه الاسم الغريب ديه ياحكيم؟ وبعدين معناته ايه!
حكيم :غريب كيف يابوى ..تميم معناته الرجل الكامل الخَلْق والخُلُق، الشديد ..وبنو تميم من أكبر قبائل العرب.
جماره هزت دماغها بتفهم وبصت لولدها ومسكت يده وميلت عليها حبتها بحنان وهى عتهمسله : نورت الدنيا ونورت قلوبنا ياسى تميم
عيشه :زين مااخترت وسميت يابو تميم ..
حكيم هزلها دماغه وابتسملها ورجع بص لولده ومرته واتقطعت لحظة السكينه اللى التنين فيها بسماع صوت بشندى عيلعلع فالوحده ..
هى فين بت المحروق داى ..مهمله الواد اللى عيرضع وجايه بطولها ..
عيشه جريت عشان تفتح باب الاضه واول مافتحت لقته فوشها وعلى وشه غضب الدنيا ومدلها الواد وهو جازز على سنانه :
الواد اتفلق من البكيه شاله تتفلقى نصين يابعيده ..فايتالك عيل صغير وراكى معياكلشى ومعيعرفشى غير يرضع للناس تعمل فيه ايه وتسكته كيف؟!
عيشه :وانى كنت فايه ولا فأيه يابشندى ..كنت هوعاله ولا اوعى لبتى!
بشندى :ولدى اولى من بتك ..سخاوى ديه سخااااوى واد بشندى ..يعنى تهملى الدنيا وتقفيلو زنهار سامعه ..غورى يلا رضعيه فالاوضه التانيه دوكها ...
عيشه طلعت بالواد من جاره وهو بص لحكيم وجماره :حمداله بسلامتكم انتو التنين ..وبالزات حكيم اللى كان عيوطلوق اكتر منيكى ..قوليلى جبتى ايه يابت عيشه؟
جماره :واد ياعم بشندى .
بشندى ابتسم بفرحه :جدعه يابه طالعه لامك ..يتربى فعزك ياشيخ البلد .. نقيتولو اسم ولا اسميهولكم انى ..
التنين فنفس واحد :له نقيناله.
بشندى :ومالكم فطيتو من موطرحكم اكده؟ دانى كنت هسميهولكم اسم محدش مسميه واصل ..كيف سخاوى اكده ..بس يلا انتو حرين ..عقولك صوح جمره قامت على حيلها وولدتها قامت ورضعت وبقو كيف الورد هما التنين ..
حكيم غمز لبشندى عشان ميكملش لانه ماصدق انه لحق رجع لجماره فالوكت المناسب وكان ناوى يدس عنيها انه راح لجمره وهملها
لكن بشندى كمل وهو عيقلد حكيم وهو عيغمز :
عتغموزلى لييه ..ليه عتغموزلى اكده ..وحكيم عضله على شفته وبرضو بشندى عض على شفته زييه وكمل ..عتغموزلى بعينك وخاشمك ليه هاه ..واستمر يقلده ..
حكيم ضرب مقدمة دماغة بأسى وبشندى كمان عيمل زيه واتحدت بإدراك اخيرا :
إيوه إيوه ..انتا معاوزنيشى اقول قدام جماره انك هملتها عتولد وروحت ولدت جمره وعاودتلها تااااانى ..اهو انى دلوك فهمت ..طب مش تقول ياخى !
حكيم بص لبشندى بغيظ :ياريتك مافهمت ياشيخ ..روح يابشندى روح شوف مرتك وولدك فين روح ...
بشندى وهو ماشى :انى واد مركوب اصلا انى واقف وعاخد وادى معاكم ياشوية هلس معيتمرشى فيكم ..اروح لولدى يابوى ..
حكيم رفع عنيه على جماره اللى كانت بصاله ومبتسمه وهمسلها :يلا بسرعه قولى اللى فنفسك بس ماتتعصبيشى عشان مش زين عليكى وانتى نفسه ..
قالها وغمض عنيه وعقص وشه استعداد لوابل من الشتائم وموجه من الغضب لكنه اتفاجأ بنبرة جماره الهاديه وهى عتقوله :
حمداله على سلامتها ..جابت مهر ولا مهره؟
حكيم فرد ملامحه وفتح عين وحده وبص لجماره يتأكد ان كانت ملامح وشها هاديه زى كلامها ولا الكلام الهادى دا ماهو الا سخريه ..لكنه اتفاجأ بنفس الابتسامه على وشها وفتح عنيه الاتنين وبرق بذهول وهو عيسألها :
يعنى مزعلاناشى عشان هملتك وروحتلها ؟
جماره هزت دماغها بنفى :له مزعلاناشى ياحكيم ..عشان خابره ان جماره مليهاشى غيرك وانك مكنتش سامحت حالك واصل لو كنت هملتها وقعدت جارى وهى جرتلها حاجه ..
حكيم حب على راسها واخد نفس وزفره براحه :متتصوريش انى كنت عاتل هم انى اقولك كيف ..لدرجة انى فكرت مقوليكيشى عشان متزعليشى ..
جماره :اهو انى لو كنت دسيت عنى كنت وكتها زعلت منيك صوح ياحكيم ..
انى خابره انك النوبادى كنت هتدس عنى عشان مزعلشى واخد فنفسى ..
لكن انى عقولهالك اهه ..مفيش حاجه تحصول مع حد فينا ويدسها عن التانى حتى لو كانت هتزعله ..الزعل عيروح لكن كسرة النفس عتتتخزن ..
حكيم مسك يدها حبها وهمسلها :
آخر نوبه هدس حاجه عنيكى حتى لو كان فيها زعل ..هقولها وازعلك وهعرف مااراضيكى بعدها
وغمزلها وضحك ..
جماره ابتسمت وميلت دماغها على صدره وهمستله :هاه مقولتليش برضك جابت مهر ولا مهره ..
حكيم :والله ماعرف ولا استنيت اعرف انى بمجرد مانزلته هملتها وجيتلك جرى ومكنش فدماغى اى حاجه غير انها قامت بالسلامه وانى اطمن عليكى انتى كمانى وتقوميلى زيها بالسلامه
عيشه كانت واقفه على الباب بقالها شويه مراضياشى تقطع حديتهم لكنها فالاخر اتنحنحت :احممم..يلا ياجماره عشان ترضعى تميم اديكى استرحتى هبابه يابنيتى ..
جماره اتعدلت وعيشه قربت منيها وحكيم استأذن حيائا من عيشه لما جماره ابتدت تفتح زارير جلابيتها وطلع قعد جار بشندى بره ..
جماره ابتدت ترضع ولدها واخدت نفس وزفرته بديق وبصت لولدها وهمستله :واعى ابوك هملنى آنى وانتا بين الحيا والموت وراح لفرسته كيف !
عيشه :وااااه ..يشندلك شنديل ..ماتوك كنتى عتقوليلو مزعلانشى وكنتى ناعمه فالحديت كيف قالب زبده عيدب قدامه يابت عيشه ..ايه قَلب حديتك دلوك !!
جماره :قولتها من ورا قلبي يمه ..قولتها بلسانى بس برضك صعُب عليا منيه وصعبت عليا نفسى ..
بس اديكى واعياه كان هيدس عنى عشان ميشوفشى زعلى ولا يسمع منى كلام يأنبه ..
الوحده يامه لازمن تدس غيرتها وزعلها من جوزها على حاجه عيعملها عشان لو عيملت اكده هياخدها على كد عقلها ويعملها من وراها ..
على كد غيرة الوحده من حب جوزها لغيرها زى اهله زى حاجه تخصه زى شغله وخابره زين انها حاجه غصب عنيه ومهيبطلهاشى يوبقى تكتم فقلبها ومتبينشى وتخلى كل حاجه تحصول قبال عنيها بدال متوحصول من وراها ..
واديكى شايفه الشيخ حكيم بزات نفسه كان هيبتدى يعمل الحاجه من وراى ويدس عنى ..هو ايوه لموصلحتى بس بردك انى محاباشى الدس حتى لو لموصلحتى ..
عيشه ابتسمت لبتها وهزتلها دماغها بالموافقه :طول عمرك عاقله ياجماره ومن موصغرك عقلك يوزن بلد ..ربنا يكملك بعقلك يابتى ..
حكيم قاعد جار بشندى اللى كان شايل ولده وعمال يلاعب ويهشتك فيه وفضل باصصله شويه ومبتسم وبعدها جلى صوته وكلمه بهداوه وعينه على سخاوى :
عتحبه كد ايه يابشندى ؟
بشندى وهو عيحب ولده :ياااابوى ياحكيم ..عحبه كد الدنيا بحالها ..عحبه اكتر من نفسى ..
حكيم :طب ايه احساسك لو ربنا لاقدر الله حب ينتقم منك فاللى عميلته فغاليه وفولدها اللى سقط على يدك فسخاوى ..واهى روح بريئه قبال روح بريئه ؟!
بشندى ملامحه اتغيرت وضم ولده لصدره بخوف وبلع ريقه ورد على حكيم بتوتر : ليه عتقول اكده ياحكيم ؟
حكيم : عفرض معاك فرض وعوعيك لقصاص ممكن يتاخد منيك وكما تدين تدان ..بشندى لساته هيفتح خشمه ويتحدت لكن حكيم سبقه :
خابر اللى هتقوله وخابر زين كنت تقصد ايه باللى عميلته وكتها ..بس آنى عتحدت على حق ربنا يابشندى ..قبل مالواحد يعمل اى حاجه لازمن يحط ربنا قبال عنيه حتى لو الحاجه داى كانت هتخدم وتريح ناس كتير لكن فالآخر هو وحده اللى هيتحاسب عليها مش الناس اللى ريحهم ...
خابر انى قولتلك ليه الحديت ديه ودلوك بالزات ..
عشان دلوك بس آنى جربت غلاة الضنا وعرفت انه اغلى من الروح وعشان اكده قولتلك الكلام ديه ..
قولتهولك خوف عليه يابشندى ..
قولتهولك عشان تستغفر ربك فكل ثانيه على مااقترفت يداك بجهاله ..ايوه اللى عملته ريح غاليه وريح الكل وريحنى آنى شخصيا وغاليه ربنا عوضها بجوز زين وحبله بعيل غيره ..لكن برضك هيفضل وذرُه فرقبتك لحالك ولازمن تراضى ربك بالتوبه وكثرة الاستغفار ..
وطبطب على كتفه وقام وفاته حاضن ولده وباصصله وعيبلع ريقه بخوف من كلام حكيم ليه وبرغم حسن نيته فاللى عيمله الا انه خاف ان ربنا يردهوله ففرحة عمره ويتكسر ضهره على كبر ويتحرم من ولده كيف ماحرم واد غازى من الدنيا ..
حكيم راح على الداكتوره يشوف هيقدر يعاود بجماره وولده للسرايا ميته وبشندى فضل على حاله ضامم ولده وعمال يستغفر فى سره بخوف خلاه حكيم بكلامه غزا روحه غزو ..
اخيرا حكيم رجع السرايا بولده وجمارته وجماره وقفت هى وامها اللى سانداها لما حكيم وقف غصب عنيه وهو شايل ولده يبص بفرحه على جمره وولدها اللى طالع نسخه منيها نفس الشكل ونفس الجمال وجمره واقفه عترضعه وتشم فيه ورجع بص لولده وبص لجماره وابتسم :
بذمتك فيه قلب يتحمل كل الفرحه داى فيوم واحد !! جمرتى وجمارتى سوا ! الف حمد وشكر ليك يارب ..
جماره ابتسمتله بحب وهى عتهمس :على كد القلب مايستاهل ربنا عيديله فرحه ياشيخى ..وكملت هى وامها للسرايا وحكيم وقف لما شاف السايس جاى عليه يجرى :
مبروك ماجالك ياشيخ ..الف مبروك يتربى فعزك ..
حكيم :الله يبارك فيك ..قولى جمره جابت ايه؟
السايس :مهره ياشيخ ..مهره الخالق الناطق امها ..
حكيم هز دماغه برضى :صوح اللى يشوفها يقول جمره صغيره ..
السايس :هتسميها ايه ياشيخ ؟
حكيم وهو باصص للمهره بأعجاب :بشاير ..هسميها بشاير
السايس :حلو قوى ياشيخ ..ربنا يجعلها بشرة خير عليك يارب ...
حكيم :آمين يارب العالمين ..وحط يده فجيبه طلع فلوس من غير مايعرف كد ايه ولافاهم للسايس اللى خدهم النوبادى بفرحه من غير تل ولا سحب وباسهم وبارك لحكيم تانى وتالت ومشى
حكيم بص لبشندى اللى كان قرب منيه وهو شايل ولده :
خش بالواد واقف ليه بيه اهنه فالطل.. ديه كيف الكتكوت معيحملشى ..
حكيم :كنت عطمن على جمره وبشاير ..
بشندى :التنين كيف الورد خش بالواد يابوى خش ..
حكيم اتحرك لكنه لف لبشندى تانى وكلمه بحنان :تزعلشى من حديتى يابشندى انى عوعيك عشان تفكر فالحاجه قبل ماتعملها من اهنه ورايح
بشندى :يابوى مزعلانش وقولتلك قبل سابق انى وربى نتخالصو متشغلش بالك بيا انتا بس ادخل بالواد الله يرضى عليك ..
حكيم هز دماغه واتحرك على السرايا وبشندى معاه ودخل بالواد حطه فحجر امه تماضر اللى مبطلتشى زغريت من اول ماشافته ودموعها بقت نازله عشره عشره وحتى زبيده انضمتلها فالزغريت وصوت الفرح صدح فالسرايا بتميم واد الشيخ حكيم ونسل وامتداد الشيخ جاهين حامل كتاب الله اللى عاش ومات يتحرى شبهة الحرام فكل حاجه حتى اللقمه اللى كانت تدخل جوفه ..
عدت الايام ويوم السابع اتدبحت الدبايح ..عجول حكيم اشتراها من بيوت موثوقه واتحرى عن وكلها وتربيتها ودبح ووزع لناس البلد وعيميل ليله حضرتها كل البلد والبلاد اللى حواليها بشيوخها بشبابها بشييابها وكانت ليله فضلت الناس تتحاكى بيها شهور ..
************
عدت سنه على ولادة تميم ومن يوم ولادته ودخوله للسرايا وولادة بشاير وكنهم اتولدو ونزلو جارين الخير فيدهم للشيخ حكيم اللى كل يوم عن يوم تجارته تكبر وتزيد والبركه ملازماها والفرح من يومها نزيل السرايا ..
حكيم لما هد المشتمل طلع منيه الاجهزه التلاته وحطهم فالسرايا وشغلهم ورجع الكاميرات تشتغل من تانى بس نقل الكاميرا اللى فأوضته فأوضة غاليه القديمه اللى بقا ينام فيها تميم...
عشان لما امه تنزل وتهمله نايم توبقى واعياه فالجهاز وتشوفه لما يصحى ..
والتانيه فضلت فالجنينه كيف ماهى عشان تميم وخاله سخاوى لما يلعبو فالجنينه يكونو قبال عنيهم وواعينهم ...
اما التالته فخدها ركبها على بوابة السرايا عشان وهو فالسرايا يشوف الرجاله ويشوف مين جايله ومين رايحله وديه وفر على بشندى مشاوير كتير للسرايا عشان ينادم حكيم للناس .. وبصراحه الكل اجمع ان الكاميرات دى احسن حاجه عميلها غازى قبل مايموت .
*************
بشندى فيوم خد عيشه على استعجال وخلاها هملت سخاوى مع اخته وولد اخته وركبها الكارته وطار بيها من غير مايقولها رايح بيها وين .
جماره استغربت وسألت حكيم بشندى واخد امها ورايح فين وحكيم ضحك وقالها امفاجأه لما تعاود امك هتوبقى تعرفهالك وهملها بحيرتها وطلع ..
بشندى وصل بعيشه على اطراف البلد قصاد بيت مسلح مبنى دورين بس كبير وتقريبا بحجم سراية الشيخ حكيم لكن جنينته اصغر هبابه..
بشندى نزل من الكارته وساعد عيشه تنزل ودخل بيها من بوابة البيت وهى مستغربه وعتتلفت حواليها وسألته :
بيت مين ديه يابشندى وداخل كيف من غير احم ولا دستور اكده!
بشندى وقف وبص لعيشه ومسك اديها :ديه بيتنا الجديد ياعيشه ..
بيت السخاوى واد بشندى ..
بيت يليق بولدى حطيت فيه تحويشة عمرى عشان ميوبقاش اقل من حد ولا يكبر فسراية حكيم وحد من عيال حكيم يسمعه كلمه تهينه وتحسسه بالقل ..الناس هتكون غير الناس ومتعلميش النفوس هتكون كيف ..
ولدى أدى سرايته وغير حتتة ارض اشتريتهاله باللى فضل من الفلوس اللى معاى ..
عيشه وهى عتبص حواليها ومش مصدقه حالها :يشندلك يابشندى ..بقا معاك كل الفلوس داى ومباينشى عليك! جبتها من وين ياراجل؟
بشندى ضحك وساب ادين عيشه وبص للبيت بفخر :عيشت طول عمرى احط القرش عالقرش ومصرفشى حاجه غير للضروره ..
عميلت فلوس كتيره وكنت كلت يوم بالليل قبل ماانام اسأل حالى ..ياترى هتعمل ايه بالفلوس داى يابشندى وياهل ترى الفلوس داى هتروح لمين بعد منك وانتا وحدانى مليكش حد فالدنيا ..
كتير كنت اقول اصرفهم ياد واتبغدد بيهم وعيش والعمر خلاص قرب يخلص ..لكن فيه حاجه كانت تقولى له ..هملهم عازتهم جايه ..واول ماربنا رزقنى بسخاوى عرفت ان ربنا كان شايلهمله ..
بنيتله البيت واشتريتله حتتة الارض وأمنتله مستقبله ودلوكيتى ارتحت ولو ربنا خد امانته فأى وكت هموت وانى مطمن مخايفشى عليه ولا عليكى ..
عيشه بسرعه سدت خشمه واتكلمت بخوف :اوعك تنطوقها تانى ..ربنا يديك طولة العمر لحدت ماتفرح بيه وتجوز عيال عياله ..
بشندى بضحكه وهو عيشيل يدها من على خشمه ويحبها : وااه عيال عياله ياعيشه ..اخى بس يدينى العمر وافرح بسخاوى بس ..هو يعنى العمر فيه كد ايه ..
عيشه :العمر لساته قدامك وانتا لساك فعز شبابك ..العمر معيتقاسش بالسنين يابشندى ..العمر عيتقاس بالفرح وعيطول من الراحه ..واحنا اللى جاى كلياته هنقضوه فراحه ..راحه من بعد تعب وصبر هترجعنا شباب من تانى ..
بشندى ابتسم وهو باصص لعيشه وعينه فعنيها ..كلامك عينزل القلب كيف الميه البارده متنزل فالجوف العطشان فعز الحر يابت المحروق انتى ..
عيشه ضحكت وهو شاورلها بدماغه عالبيت :همى اتفرجى على دارك عشان ندشنوه قوام قوام ونعاودو للواد بطلى سهوكه وغمزلها بعينه وخاشمه
عيشه شافته عيميل اكده وضحكت بصوت عالى ودخلت قدامه وهو دخل وراها وهو عيضحك وعيقول :
غازيه يبوى والله ..انى عقول متجوز غزيه محدش مصدقنى ..اهى حتى الضحكه ضحكت غوازى ..ودخل وقفل باب البيت وراه ..
*************
ابتدت الشهور تمر وتميم كبر وتم سنتين وبقا روح السرايا كلها ..
وطول الوكت يأما مع حكيم فالمندره يأخده يحضر قعدات الرجال يأما يفضل يحفظه قرآن هو وسخاوى ويعده للمشيخه من صغره يأمه مع سته تماضر تحكيله فقصص الانبياء وسيرة الرسول بطريقه شيقه وتخليه يحب سماعها ...
اما جماره فكانت ملهيه عنيه بحبل تانى اصعب من حبلها فيه..
ويادوبها من النوم فحضن حكيم للنوم فحضن المخده لما يطلع وحركتها بقت بطيئه وتقريبا معتقومش من موطرحها غير للضروره ..
ولو نزلت تحت لازمن حكيم يطلعها فوق شايلها ذنب عليه لو كان عايزها تنام جاره يأمه تهدده لو هملها تنام موطرحها تحت للصبح
وهويشيل ويلفح وعلى قلبه كيف العسل ..
اما بشندى فنقل للبيت الجديد واشتراله كارته تسهل عليه المشوار للسرايا وحكيم اداه فرس عفى هديه للكارته وبشندى اتحسب على الاعيان سرايا وارض وكارته..
لكن برضك لساته فخدمة ولده البكرى حكيم واول فرحة قلبه ولساته واقف فضهره وقفت اب لولده وبرغم غلاوة سخاوى ولده الا ان حكيم لساته ولد قلبه وولد القلب معيرخصشى واصل ..
************
غاليه كل كام يوم تكلمهم ويكلموها وعرفو انها جابت راغب صغير والكل اهناك طاير بيه وبيها ودايما تشكر فجوزها وتقول انه شايلها على كفوف الراحه هو واهله
وقالت لامها انها ادته الدهب باعه وابتدا بيه تجاره جديده وحالها ماشى وعتجيبله فلوس خير من الله وحالتهم من بعدها اتحسنت كتير وراغب واسامه شايلين لغاليه الجميل وفالطالعه والنازله ميندهوش عليها غير بالاصيله ...
ورد الشام اتجوزت من تاجر كبير ساكن فالشاغور واستقرو اهناك وعايشه معاه فسعاده وحامل من قريب وهو اهله طايرين بيها طير .
جماره لتانى نوبه تخلى قلب حكيم يرجف من الخوف عليها لما دخلت فالام الولاده وجالها الطلق ..
لكن النوبادى كانت اسهل من اللى قبلها وولدت فالبيت وجابت لحكيم بت اول ماشالها بين اديه ابتسم فوشها وهمسلها فودنها بعد ماكبر وشهد ..
يامرحب بالمؤنسات الغاليات يامرحب ..نورتى دار ابوكى يانوارة الدار وبت الشيخ ..واتمعن فيها وابتسم وهو واعى فيها ملامح امه كلها وراح على امه حطها فحجرها :بصى على تماضر الصغيره يام حكيم !!
تماضر سمت وضحكت وهى عتبصلها :ايوه الله ياحكيم ياولدى شبهى صوح !
حكيم :اهو الشبه اللى خدته منيكى ديه هيخلينى احبها اكتر من الكل ..وزيدى عليها لما تاخد الاسم كمان ..يعنى من اليوم ورايح بقيت تماضر الصغيره اسم وصوره من تماضر الكبيره ..
تماضر ضحكت بفرحه وبصت لحكيم :يخليك ليا يانن عينى وواد روحى ..
حكيم :ويخليكى ليا يالبة القلب ..وقرب ليها :هاتى تماضر عشان اديها لامها ترضعها وبصى للى واقف جارك مكلضم ديه على مطرحه فحجرك بس شاف غيره قاعد فيه ..
تماضر بصت لتميم وفردتله اديها بحب :له له له ..ولا يحلى ولا يغلى الا الغالى اول بلة الزور واول فرحتنا ..تعالا ياتميمت الخير ياغالى قلب ستك ...
وتميم اول ما عيملت اكده راح عليها جرى وقعد فحجرها وحضنها بتملك كيف مايكون كان متغرب عنيها سنين
او حس ان غيره استولى عليها ..
اما حكيم فدخل بالبنت لجماره وحطها فحضنها وقعد جمبها .
جماره :هتسميها ايه ياحكيمى
حكيم :سميتها تماضر ياجماره ..بعد اذنك يعنى عشان مش عاوز اسم امى يتقطع من الدنيا ابوى اسمه ملازم اسمى وعيتنطق معاه فكل وكت ..لكن اسم امى هيتنَسى بعد موتها بعد عمر طويل ..وعشان اكده سميت البت على اسمها ..
جماره ابتسمتله :يازين ماسميت ياشيخ قلبي ..يارب بس تاخد من ستها الاسم والطبع والطيبه وكل حاجه كيف ماخدت الاسم ..
حكيم :مخدتش الاسم بس له داى واخده الشكل كمان ولا مخدتيشى بالك من دقة الحنك ..
جماره :له خدت بالى ولساتنى كنت عقول لامى عليها ..وبصت للبنت واتكلمت بطفوليه وحنان :
تماضر ..ياتمره ..ياجميله ..
فتحى عينك خلينى اشوف لونهم ياقمره ..
يارب تكونى وارثه لون عنيا كيف اخوكى ..فتحى ياقلب امك ..وحطت ايدها فوق عنين البت عشان تعملها ضل وبالفعل البت فتحت عنيها وجماره ضحكت بفرحه ..زورق ياحكيم ..عنيها زورق كيف عنيا وعنين تميم ..
حكيم ميل عليها وباسها وبعدها بص لتمره وهمس: والله واتحاوطت ياحكيم بعيون البسس وعوم عاد فى بحر العيون الزورق لودانك ..
جماره بدلع :معاجباكش العيون الزورق ياشيخ ولا ايه !
حكيم :واه يابوى كيف معجبانيش عاد ..طب وهو انى ايه اللى شندل بالى غير العيون الزورق دول طيب دانى لو خرج المارد من قمقمه
وقال لي لبيك ..دقيقة واحدة لديك
تختار فيها كل ما تريده
من قطع الياقوت والزمرد
لاخترت عينَيْك الزرقاِء بلا تردد
جماره ضحكت بفرحه وسندت دماغها على صدر حكيم وهو حاوطها بدراعه وميل عليها وباس دماغها وبص لفوق واخد نفس وردد :
يارب قلبي لم يعد كافيا لان من احبها تعادل الدنيا ..فضع بصدرى واحدا غيره يكون فى مساحة الدنيا ..
(نزار قباني)
ورجع بص لجمارته اللى عتضحك بفرحه وبته بعيون فايضه محبه وشكر لرب العباد ..
****************
عدت السنين وجماره خلفت فيهم
واد تانى وحكيم سماه بكر واصبح معاه تميم وبكر صبيان وكان بعض الناس ينادوله ابو بكر وهو يستبشر بالاسم تيمنا بأبو بكر الصديق متمنيا ان ينال من الاسم بعض ماناله ابو بكر الصديق من مكانة عند ربه ..
واصبح حدا حكيم وادين وبت هما نص الدنيا عنده ونص القلب والنص التانى فيه باقى الناس ..
واستمر الشيخ حكيم على عهده يصول ويجول حاكما بالحق ناصحا بالمعروف قابضا على دينه محافظا عليه كالقابض على جمرة من نار واشتهر بين الناس بالشيخ الحكيم اسما وفعلاً..
اما جمره فمن بعد بشاير محبلتش تانى وبشاير بقت لعبة تميم المفضله هو وسخاول وطول اليوم يأمه فوق شجره التوت .يأما عيتناوبو فوق ضهر بشاير وتمره وراهم تبكى عايزه تلعب معاهم وهما يقولولها احنا رجاله معنلعبوش مع بنته..
اما بشندى فاعايش فراحة بال مع عيشه وفرحته عتكبر يوم عن يوم وهو واعى سخاوى عيكبر قدامه
وطول الوكت مقعد الواد قباله ويقوله اوعك تخلى حد يغلبك ولا يجور على حقك، واعمل حسابك ان اولاد اختك دول اخواتك وانتا كبيرهم والمسئول عنهم وعن حمايتهم ..
واوعك تفوت حد ياجى عليهم فيوم طول ماراسك عيشم الهوا ..
وفعلا سخاوى بقا واخد دور الكبير وبقا يحكم على ولاد اخته وهما يسمعو وياويله اللى ميسمعشى كلامه ولا ينفذه يوبقى يوم مشندل مطلعتلوش شمس على الكل ..
**************
فتحت جماره عينيها ببطئ وهى تشعر بأيدى تلتف حول خصرها بحنو بالغ فتبسمت وهى تشعر برأس حكيمها تتوسد كتفها وهمس بجوار اذنيها بحب :
سنين تباعد سنين والشيب غزا الشعر وكبرنا ولساتها التنهيده ملازماكى كل ماعتتطلعى للجنينه !!...
تعبت من كتر الكلام وانى اقولك انسى وامحى الذكريات العفشه من جواكى وانتى مفيش فايده فيكى ...
جماره همستله :مش بيدى ..كل مااتطلع للجنينه احس بلسعات الكورباج على جسمى ..وحتى الطلقه موطرحها عحسه آلمنى حتى بعد كل السنين داى ..
حكيم :يعنى كل الحب والهنا اللى عيشناه ديه مقدرشى ينسيكى !
جماره :الحب والهنا دول عوض ..
وبالعكس طول مانى باصه للعوض عفتكر اللى ربنا عوضنى عنيه
حكيم :قولتلك نهملو السرايا وابنيلك وحده غيرها مرضيتيشى ونشفتى مخك ..كنت عايز اريحك وابعدك عن زكرياتك العفشه خالص ..
جماره :مهى زى ماليا فيها زكريات عفشه ..ليا فيها كمان احلى زكريات عمرى ..فيها قابلتك وفيها حبيتك ..
فيها اتجوزتك وقضيت معاك اوقات لو هتتحسب يوبقى تتحسب كل دقيقه بسنه عشق ..
فيها خلفت عيالى وفيها كبرو قبال عينى ..
السرايا داى ليا فيها حياه كامله ياحكيم ..حياه حباها بمرها بزينها بشينها ..بحلوها اللى غير طعم المر وحلاه ...
وكيف ماشفت فيها القسوه شفت فيها العشق ..ومابين القسوه والعشق مرت سنين العمر ..
ماان انهت كلماتها حتى ادارها حكيم عليه و قبلها حكيم على جبينها قبلته الصباحيه المعتاده والتى يعقبها دائما بأبيات شعر اعتاد ان يرددها على مسامعها كل صباح منذ ان اخبرته كم انها تعشق تلك الابيات من فمه فعاهدها بأن يسمعها اياها فى كل صباح حتى ينتهى العمر..ويصمت اللسان عن الكلام :
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبك جداً
وكان الطريق الى المستحيل طويل أحبك جداً
وأعرف أني اسافر في بحر عينيك دون يقين،
وأترك عقلي ورائي وأركض أركض خلف جنوني
واستجديكى عطفا بألا تتركيني فماذا أكون أنا اذا لم تكوني
أحبك جداً وجداً وجداً،
وأرفض من نار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيلا،
وما همني ان خرجت من الحب حيا، وما همني ان خرجت قتيلا.
احبك جدا وجدا وجدا
(نزار قباني)
حكيم خلص الابيات وخد نفس قوى وزفره وهمس لجماره :
خابره ياجماره انى كل مااشم هوا الصبح ونسايمه تلاطف وشى عيوبقى نفسى فأيه .
جماره :ايه ياشيخ قلبي!
حكيم :نفسى اعاود لايام زمان واشوفك وانتى متلتمه وشايله طبق الجبنه وماشيه وانى امشى وراكى واراقبك بجمره وقلبي يرجع يرقص بين ضلوعى على خطوات رجليكى واشم ريحتك اللى عتنعش روحى وهى حاملها الهوا ليا هديه..
جماره ضحكت وهمستله :بس اكده؟ هو ديه اللى نفسك فيه ياضى عينى !
حكيم :متستهونيش بكده دى امنيه كبيره وفرحه لقلبي متتقدرشى .
جماره اخدت نفس ومدت يدها اتلمست دقن حكيمها اللى الشيب غزاها وزاده هيبه ووقار وجمال فوق جماله
وبعدها حاوطت رقبته بأديها التنين وابتدت تقرب منيه وهو كمان ..
لكن التنين بعدو مره وحده وهما سامعين صوت اكتر حد مزعج فالدنيا :
اصطبحو يازرازير الحب وبعدو عن الشبابيك عيب على شيبكم ..هملى قيس ياليلى وروحى صحى عيالك ورانا مدارس ياخيتى ..
حكيم جز على سنانه وهمس بقلة حيله وغلب : سخااااوى
جماره ضحكت واتحركت بسرعه قبل ماسخاوى يشن الحرب عليهم ..
دقايق معدوده وكان الكل صاحى وبيلبسو وبعدها نزلو وسخاوى فالوقت دا كان صبح على بشرى وفطرها وانضمله حكيم يفطر جمره وسأله على بشندى ابوه وسخاوى قله ان ابوه قله انه النهارده اجازه ..
سخاوى نتر اديه بقلة صبر وهو واعى عيال اخته التلاته طالعين من باب السرايا وزعق فيهم : متفضونا وتصحو بدرى كيف البنى آدمين عاد ..ينفع يعنى كل يوم اكده آجى اصحيكم من النوم !
دم يلحس عنوقكم عايشن الدور قوى ..
الولاد مردوش عليه عشان عارفين لو ردو صبحيتهم مهتعديش و تميم وبكر صبحو على ابوهم من بعيد لكن تمره راحت جرى لابوها وحضنته وباسته وهو ضحكلها بحب وهمسلها كيف كل يوم :اصباح الهنا على دلوعة ابوها وست البنته كلها ..
وطلعلهم مصروفهم هما الاربعه كلهم كد بعض..واتأكد انهم خدو السندوتشات اللى عملاهالهم خديجه بت زبيده اللى بقت تاجى مع امها تساعدها ووقف يراقبهم وهما ماشيين سخاوى فالنص وفارد دراعاته التنين محاوط عيال اخته بكر وتميم وواخد كل واحد فيهم تحت جناحه بالظبط كيف ماكان يعمل معاه بشندى وتمره ماشيه قدامهم ومشكلين وراها سد حمايه منيع مخلى حكيم مطمن عليها طول ماهى فوسطهم ..
*************
النهارده الجمعه وحكيم نايم بعد ماصلى الفجر ومره وحده حس بأيد هتهزه وسمع صوت بته تمره وهى عتصحيه وتقوله ...
ابوى ابووى ..امى عتقولك لو عايز تشوف بت بياعة الجبنه روحلها قبل ماتخلص بيع جبنه وتعاود .
حكيم فتح عنيه ورفع حواجبه باستغراب وهو واعى النور لساته ماطلع زين والدنيا مضهضبه وقام منتور لما فهم القصد ونزل يجرى خد جمره وطلع بيها يسابق الريح على طريقهم القديم والضحكه شاقه حلقه وكان الطريق فاضى مفيش غيره هو وجمره ونسايم هوا بارده عتلاطف شعره وملامح وشه ...
وزادت ابتسامته لما لمحها فوسط الطريق واقفه وحاطه اللثام على وشها وشايله الطبق فوق دماغها واول ماشافته قرب عليها ابتسمت وعرف من ضيق عنيها لما قرب منيها
بصتله بطرف عينها وبعدها اتحركت تتمشى قدامه بدلع رجعه لسنين فاتت..
وحتى قلبه رجع افتكر الدقات اللى كان يدقها زمان وهو شايفها على نفس الطريق ورجع يدق بنفس الطريقه وهى عتتمشى قباله بدلع ورهدنه وتتمايل فطريق مفهوش غيرهم هما التلاته..
بعدت عنيه كام خطوه وهو ابتدا يمشى وراها بجمره بشويش والاتنين يضحكو بصوت عالى واللى يشوفهم يحسبهم عيال صغيره قلبها اخضر وطالعه للدنيا جديد ولساتها شرارة العشق بادئه مابينهم
حكيم مره وحده قرب من جماره وبسرعه وبدراع واحد خطفها وحطها على جمره قدامه كيف ماكان يتمنى انه يعمل زمان وهى رمت الطبق الفاضى وصوت ضحكها خلى العصافير تغادر الشجر وتحلق فوقهم مستغربه وحكيم لف اديه حواليها ودفن دماغه فرقبتها يشم ريحة الصبا وسنين فاتت لكنها هملت حلاوتها فجمارته قبل ماتغادر ..
ورخى اللجام لجمره اللى انطلقت بيهم بسرعه تقطع شوارع العشق بالعشاق وجعتهم ورجعت معاهم للذى مضى
ونسمات الهوا البارده عتلفح قلوبهم الفايضه بالمحبه ..وجماره فردت اديها وغمضت عنيها بأستمتاع وفرحه بحبيب العمر اللى حافظ على عهده ليها وحافظ على حبها فقلبه سنين زاد فيها حبها فقلبه منقصشى ...
تمت بحمد الله ...
تكملة الرواية حلقات خاصه هناااااااا
احب اشكر كل حد تابع الروايه ودعمنى وشجعنى وقال كلمه حلوه فحقها وحقى وعايزه اقولكم انتو بجد حبايبى وبحبكم كتييير كتيير
ويلا بقا عايزه كل حد قرا الروايه ينزل برفيو برأيه فيها سواء بالسلب او الايجاب واللى عجبكم فيها واللى معجبكمش ..ومش مسامحه اللى قرا وهيمشى من سكات ☝
والتقيكم فى روايه جديده قريبا بأذن الله بقلمى / الباشكاتبه ريناد يوسف🌹صاحبة السعاده🌹
لكم منى اجمل باقات الزهور🌹🌹🌹🌹👇🌹👇🌹
رينوووو
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق