القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الشيطان شاهين الجزء الثاني الفصل الرابع والخامس بقلم ياسمين عزيز

 رواية الشيطان شاهين الجزء الثاني الفصل الرابع والخامس بقلم ياسمين عزيز




رواية الشيطان شاهين الجزء الثاني الفصل الرابع والخامس بقلم ياسمين عزيز




الشيطان شاهين 

الفصل الرابع (الجزء الثاني)


أغلقت كاميليا باب الشرفة و نظرها مازال

معلقا بالاضواء البعيدة تحتها التي كانت تلمع

منيرة ظلام الليل....

تنهدت بحزن متجهة للسرير بخطوات

مترددة لتتمدد فوقه بكسل جاذبة الغطاء

لتدثر كامل جسدها....

تسللت نحو أنفها رائحة عطره التي تعشقها

لتهز رأسها ببطئ لتجده يقف أمام التسريحة

و في يده زجاجة العطر يعلقها ثم يضعها

فوق الطاولة....

عقفت حاجبيها بدهشة عندما لاحظت

أنه يرتدي بدلة أنيقة باللون الأسود

مستعدا للخروج... رفعت الغطاء

عنها ثم سارت نحوه قائلة :"إنت خارج

دلوقتي؟؟

اجابها ببرود و هو يرتب ربطة عنقه:"أيوا

في مانع؟؟؟

عضت شفتيها بغيظ فمنذ ثلاثة أيام

و هو غاضب منها بسبب ماتفوهت به

من حماقات في مكتبها مع هبة فلسوء

حظها كان شاهين يراقبها من خلال كاميرا

مزروعة داخل مكتبها ليشاهد و يسمع

ردة فعلها بالكامل عند رفض تصميمها

حاولت مصالحته بشتى الطرق و لكنها

فشلت....

و هاهو الان يعاملها ببرود و جفاء غريبين

سألته مجددا :"بس الساعة دلوقتي بقت

عشرة بالليل الوقت متأخر و مش عوايدك

يعني".

رمقها بنظرات لامبالية قبل ان يلتفت نحو الباب قائلا

:"حتأخر برا...نامي و متستنينيش".

توقف عن سيره عندما إعترضت كاميليا طريقه

موجهة نحوه نظرات لوم و عتاب :"شاهين..

هو إنت حتفضل زعلان مني لحد إمتى.... انا

إعتذرتلك مية مرة بس إنت رافض حتى

إنك تسمعني.... و الله انا مكانش قصدي....

أمسكها من كتفيها يهزها برفق مقاطعا كلامها

صارخا بنبرة غاضبة :" بقى بتقولي إنك حتطلقيني

قدام صاحبتك و كأنها كلمة عادية ملهاش اي

معنى..... للدرجة دي هاين عليكي كل اللي بينا..

هان عليكي الحب و العشرة....

حتى لو مكنتيش بتعنيها.... حتى لو كنتي بتهزري

المفروض كلمة زي متنطقيهاش على لسانك... لو

كنتي... بتحبيني بجد مكنتيش قلتي كده ".

إغرورقت عينيها بالدموع و هي تحرك رأسها

يمينا و يسارا نافية مايقوله قبل أن تهتف بصوت

مختنق :" لا و الله انا بحبك...

تركها لترتد بجسدها قليلا إلى الوراء

شاهقة بقوة لتتمسك بطرف السرير

إلتفت شاهين نحوها بسرعة يتفحصها

بقلق ظنا منه أنه قد دفعها بقوة دون

قصد منه.....

إرتدت ملامحه ثوب اللامبالاة من جديد

هاتفا باستهزاء :" لا باين... باين اوي

بأمارة الكوابيس اللي لسه بتجيلك

كل ليلة...نظرات الرعب و الخوف اللي لسه

بشوفها في عينيكي كل ما قرب منك...

بالرغم من كل حاجة عملتها على شانك لسه

مش قادرة تتجاوزي اللي حصل زمان....

أنا كل يوم بعتذرلك و بتاسفلك و بحاول

أعبرلك على ندمي و اعوضك بأي طريقة.... إتغيرت كثير على شانك... كل همي إنك تنسي و تحاولي

تحبيني.. مش طالب غير حبك.. بس للاسف

لسه الحال زي ماهو من ثلاث سنين.....

أغمض عينيه بقوة وهو يوليها ظهره...

لا يريد أن تأثر عليه بدموعها و بكائها

رغم أن اكثر شيئ يكرهه في هذه الدنيا هو

رؤية دموعها و حزنها.

تنهد بصوت مسموع قبل أن يضيف :"

كاميليا انا حسافر أمريكا الاسبوع اللي جاي عشان عندي صفقة مهمة.. ححاول ابعد الايام دي عشان

ترتاحي و تهدي أعصابك...وتفكري بهدوء

أنا عارف إني قسيت عليكي بالكلام بس غصب عني

كان لازم اقلك كل اللي جوايا....

مسحت دموعها بقوة قبل أن

تسارع بخطواتها لتعترض طريقه... وقفت

بجسدها الصغير أمامه قبل أن يصل أمام باب

الغرفة، رفعت رأسها تناظره بعينيها الدامعتين

قائلة برجاء:"متمشيش...إستنى إنت رايح فين؟؟؟

هز حاجبيه قائلا بتعجب:" و إنت من إمتى بتسأليني

السؤال داه ؟؟

رمشت عدة مرات بعينيها قبل أن تجيبه

:"عشان الوقت متأخر".

سألها مرة أخرى :"عشان السبب داه بس؟؟ ".

نفت برأسها و هي تخفض نظرها للارض

تفرك يديها بتوتر شديد...إبتسم شاهين

بخفة عليها قبل أن يرفع ذقنها باصبعه

لكنها ظلت تنظر للارضية متحاشية النظر

إليه حتى عندما سألها:"طب قوليلي ليه؟

تمتمت كاميليا بصوت منخفض:" عشان مش

عايزاك تروح".

شهقت متفاجأة عندما جذبها من خصرها

محيطا إياها بذراعيه القويتين بإحكام

عازما على عدم تركها هذه المرة حتى

يفهم ما يدور برأسها العنيد.....

:" مش عايزانى أروح ليه؟؟ ".

تحدث بصوت بطيئ صبور رغم علمه

بتهربها من أسئلته...محدقا بها بنظرات

متفرسة لكل إنش من وجهها الفاتن رغم

إحمرار عينيها ووجنتيها بسبب بكائها

قضمت شفتيها بتوتر غير عالمة بتأثير

تلك الحركة العفوية عليه....

:"مس حسيبك المرة دي غير لما تصارحيني

بكل حاجة.... إحنا بقالنا اكثر من ثلاث سنين

متجوزين.... بس دايما بحس إنك بعيدة عني

لسه نظرات الخوف بشوفها في عنيكي في كل مرة

.... حاسس إنك مش مرتاحة معايا...تصرفاتك

بتقول كده مثلا و لامرة سألتيني رايح فين

و إلا كنت مع مين؟ مش بتغيري عليا زي

بقية الستات...مفيش مرة طلبتي مني حاجة

كأنه مش من حقك حتى لما بتحبي تروحي

لبيت أهلك بتبعثيلي فادي علشان يقلي...

إحكيلي مالك...بصيلي في عينيا و تكلمي

قولي كل اللي في قلبك مين غير خوف

ولا قلق... إحنا لازم نصارح بعض عشان

نقدر نكمل حياتنا بشكل أفضل ....

مفيش قدامك حل غير داه عشان

إنت عارفة إني مستحيل أسيبك.....

إستجمعت انفاسها المسلوبة منها بسبب

محاصرته لها خاصة بعد أن تأكدت من إصراره

على جعلها تصارحه بالحقيقة...

بسطت أصابعها المرتعشة فوق صدره تحارب

بكل قوتها حتى لاتنهار أمامه فكيف ستخبره

أنه محق في كل ماقاله... و انها لازالت

تخشاه...تخشى شاهين الألفي....

نطقت أخيرا بعد صمت طويل ليخرج

صوتها خافتا مرتعشا و متذبذبا:"أنا...أصل...

أنا لسه بخاف منك... شوية يعني لما بتعصب

او تصرخ حتى على الولاد...عشان بفتكر

زمان لما كنت بتصرخ عليا و كنت يعني

بتكرهني...انا و الله مش بإيدي بس غصب

عني مقدرتش انسى إاللي حصل معايا

أنا عارفة إنك بتحاول بكل جهدك إنك

تنسيني اللي فات بس للاسف مقدرتش

مع إني مسامحاك...لكن إنت عارف إن

يعني.... اللي حصل مكانش سهل....

رفعت عينيها قليلا لتجده ينصت لها باهتمام

و هو يشير لها بعينيه ليحثها على إكمال كلامها

دون أن يقاطعها لتستأنف حديثها من جديد

:" الاغتصاب هو أسوأ حاجة ممكن تحصل

لأي بنت... و حتى لو فاتت عشرين سنة مش حقدر أنسى اللي حصل...انا كل حاجة حصلت معايا بسرعة

أنا جيت اشتغل هنا و بعدها بأقل من شهر إتجوزنا

مكنتش فاهمة حاجة... إنت كنت بتكرهني و بتعذبني

مين غير سبب...تعودت على قسوتك و على نظراتك

المشمئزة مني و بعدها قلتلي إنك عاوز تبدأ حياة

جديدة معايا و انا مكانش عندي إختيار.. عشان

إنت وقتها مخيرتنيش إنت بس قررت و انا

كالعادة لازم أنفذ....

أنا تعودت إني أعمل كل اللي إنت عاوزه

مين غير تفكير و لا حتى أقول رأيي و لامرة

خيرتني او سألتني انا عاوزة إيه...صح

إنت عملت حاجات كثير انا عاوزاها

و غيرت في نفسك كثير علشاني بس

بالرغم من داه لسه متعودتش اطلب

منك حاجة عشان حاسة إنه مش من حقي...

متنساش إنك إشترتني بعشرين مليون جنيه

وداه مبلغ كبير جدا عشان كده

لازم أرضى بكل اللي بتعمله و كل اللي بتجيبه

مين انا عشان أتشرط و إلا أعارضك...

ببقى عاوزة أسألك بس بخاف تزعل مني

و ببقى عاوزة أطلب منك حاجة بس بعدين أبطل

عشان متتضايقش مني...

ساعات بقول إن واحدة زيي لازم تحمد ربنا

صبح و ليل علشان متجوزة شاهين الألفي

بالرغم من إني على طول ببقى مرعوبة... وخايفة

لييجي يوم و تزهق مني و ترميني برا...

عشان إنت شاهين الألفي و تقدر تعمل أي

حاجة...


ضمها إيه بحنو لتجهش ببكاء مرير بعد أن

بذلت مجهودا كبيرا في قول تلك الكلمات

التي لا طالما كتمها بداخلها و لم تجرأ

او تفكر يوما في قولها له...

ظلت دقائق و هي تبكي و تشهق و شاهين

يربت على ظهرها بلطف دون أن يقاطعها

حتى بدأت تهدأ شيئا فشيئا...

دفعته قليلا ليبتعد عنها ليظهر له وجهها

المحمر و عينيها المنتفختين ووجنتيها

الغارقتين بالدموع... ليبتسم رغما عنه على

مظهرها اللطيف القابل للأكل... رغم شعوره

بالحزن من إعترافاتها التي تتضمن مدى

معاناتها و حزنها رغم مجهوداته المضنية

لإسعادها....

تنهد بصوت عال و هو يمسح بأنامله

دموعها الرطبة مقبلا جبينها و عينيها

قبل أن يحتضنها من جديد بقوة أكبر

و كأنه يريد إدخالها بين أضلعه بجانب

قلبه حتى يمنع عنها جميع أحزانها و مخاوفها

همس و هو لا يكف عن تقبيل أعلى رأسها و جبينها

قبلات حنونة :" مش قادر اقلك غير إنك

من يوم ما إبتديت أحبك و أنا بعتبرك حتة

مني...إنت رجعتيني للحياة من ثاني فعشان

كدة حياتي ملكك إنت...طمني قلبك و بلاش

تتعبي دماغك بأوهام فارغة..و مهما حصل بينا

مستحيل أسيبك تبعدي عني يوم واحد.. داه قدرك

و لازم ترضي بيه.... برضاكي أو غصب عنك...

إبتسم قليلا و هو يمسد خصلات شعرها

الناعم ليكمل:"حخليكي تحبيني و تغيري

عليا و حعلمك إزاي تعتبريني حق من حقوقك

زيي بالضبط...كل الخوف و التردد تنسيه

و اول درس حيبقى الليلة....حترجعي تطلعي

عيني زي ايام ماكنتي حامل بآسر و اسيل .... فاكرة؟؟

أنهى كلمته الأخيرة ثم إنحنى ليحملها

لتحاوط كاميليا رقبته بيديها متسائلة

: تؤ..  طب مش كنت حتخرج؟؟؟

أومأ لها بنفي و هو يجلس بها على

حافة السرير و يجيب مثلها:" تؤ... طلعلي

شغل هنا فجأة... و بصراحة الشغل هنا

أحلى.....

تخضبت وجنتيها بحمرة قانية جراء

شعورها بالخجل من تصريحاته

الجريئة التي تعودت على سماعها منه لتخفي

وجهها داخل صدره و قد إمتلأت رئتاها برائحة

عطره المميزة.. ليقهقه عليها قائلا :"إنت دايما كده

فكرك رايح لبعيد انا قصدي إننا حنتكلم و نفضفض

لبعض...كلام و بس يا قلبي....

قرص أنفها المحمر باصبعبه لينكمش وجهها

بضيق مردفة :" تمام بس حروح اغسل وشي

الأول و إنت غير هدومك....

:"اوكي و لو إن لوك الفراوالاية لايق عليكي

اوي...تتاكلي أكل.....

أنهى كلامه بغمزة وقحة جعلت وجهها يشتعل

أكثر ليفقد شاهين السيطرة عن نفسه ليميل

مقبلا شفتيها بنهم ناسيا بذلك جميع ما قاله

لها منذ قليل.....

______________________________________

قبل ساعات في منزل سعيد والد كاميليا....

إستأذن محمد ليغادر بعد أن تحدث مع والدي

نور حول رغبتها في الطلاق وأخبرهم أنه

سيقوم بجميع الاجراءات الازمة في أقرب وقت

ممكن....

فتح باب الشقة ليخرج تاركا إياهم

متسمرين مكانهم من شدة الصدمة...

لكنه توقف مكانه بعد أن سمع صراخ والدة نور و هي تقول بحرقة

:"أنا لسه مش مصدقة اللي سامعاه يا نهار إسود..

يا نهار اسود شايف يا سعيد.... شايف

بنتك عملت إيه؟؟ عاوزة تتطلق.. يا فضيحتي

يافضيحتي اودي وشي فين من الناس

و الجيران بعد كده.....

اجابتها نور بصوت مندفع:" يعني

كل اللي همك هو كلام الناس.. و مش

همك انا؟؟؟

هبت والدتها من مكانها فجأة لتصفعها بكل قوتها

حتى شعرت نور بطعم الدماء في فمها...

قبض محمد على يديه بقوة يمنع بصعوبة نفسه

من العودة إلى الداخل لحماية عنيدته من بطش

والدتها....رغم ألمه منها و عذابه إلا أنه لم يستطع

إن يراها تتعرض لأي أذى.....

سارع سعيد لإبعاد زوجته التي لم تكتفي بصفع

إبنتها بل كانت تنوي إكمال ضربها...هدر بغضب

و هو يدفعها برفق:"بتعملي يا ولية إنت إتجننتي

بتمدي إيدك على بنتك و انا واقف؟؟؟

أجابته و عيناها تكادان تقفزان من محجرهما

من شدة الغضب :" و أقطم رقبتها كمان... البجحة عديمة الرباية دي... الظاهر إن إحنا دلعناها اوي عشان كده شافت نفسها وتفرعنت علينا...

تحدث سعيد بصوت هادئ رغم إشتعاله من

الداخل :" الضرب عمره ماكان حل...هي مش

صغيرة و عارفة كويس مصلحتها فين...سيبيها

تتحمل نتيجتها قرارها...

صرخت في وجهه لأول مرة في حياتها

و هي تكاد تشد شعرها من شدة الغيظ

بسبب برود أعصابه التي أثارت إستفزازها:"

متجننيش يا راجل أحسن انا على آخرى

بقلك بنتك عاوزة تتطلق تقلي حرة و تتحمل

نتيجة قرارها...تتحمل إيه و تتنيل إيه؟داه

طلاق طلاق يا ناس...مش لعب عيال".

سقطت على الكرسي وراءها بعد أن شعرت

بارتخاء ساقيها و إرتعاش جسدها...تمتمت

بضعف و هي تسند رأسها الذي ثقل فجأة بكفيها :" طب ليه؟؟ حصل إيه عشان تطلبي الطلاق.... عملك

إيه إبن الناس؟؟

نظرت لها نور قليلا قبل أن تجيبها بصوت مرتبك

:" معمليش حاجة انا لوحدي طلبت الطلاق

عشان مقدرتش أستمر في العلاقة دي.. كان

لازم أحطلها حد من دلوقتي قبل ما تتطور....

:"سكت بنتك يا سعيد مش عاوزة اسمع

صوتها.. لحسن و الله حرتكب جناية الليلة دي...

ربنا نقذه منك جوزك عشان طيب و إبن ناس

ميستاهلش واحدة زيك... بكرة حتندمي يا بنت

بطني لما تحسي بقيمة الحاجة اللي ضيعتيها

من إيدك...

قاطعها سعيد ليسأل نور قائلا بصوت جاد :" طب

ممكن تفهمينا يا بنتي حصل إيه عشان تقرري

قرار زي دا...ماهو مش معقول بين يوم و ليلة

كده تطلبي الطلاق اكيد في أسباب مقنعة....

نفت نور براسها و هي تفرك يديها بتوتر قائلة

: يا بابا صدقني مفيش حاجة.. انا من الاول

مكنتش عاوزة الجوازة دي.. ما إنت عارف

من سنة لما وافقت على محمد انا وقتها كنت

فاكراها خطوبة بس إنتوا اللي قررتوا إنه يكون

كتب كتاب...

صفعت فخذيها بقهر قبل أن تهتف بحرقة:"بقى

زعلانة عشان الراجل شاريكي و داخل من الباب

بنات آخر زمن....منك لله يا نور منك لله كسرتي

ظهري ووطيتي عيني و عين أبوكي الخلق....


تكلم سعيد قائلا بصبر :" بطلي ولولة بقى

خلينا نفهم المشكلة فين يمكن نلاقيها حل....

-"حل إيه ياخويا ما خلاص اللي حصل حصل

بقى...والراجل خلاص زهق من عمايل بنتك

السودا و طفش...بس عنده حق انا لو منك

مكنتش صبرت عليها شهر كثر خيره بقاله

أكثر من سنة ساكت و مستحمل....

تجاهلها سعيد و هو يحدث إبنته :" تكلمي يانور

قولي اي حاجة خلينا نفهم....

نور بتوتر :" يابابا قلتلك مفيش حاجة... إنتوا ليه

بتضغطوا عليا... انا نفسي مش فاهمة حاجة.....

الام بغضب:"لااااا لحد هنا و كفاية.. يعني إيه مش عارفة و إلا هو دلع بنات وخلاص... بت إنت تعدلي

و بلاش حركاتك دي ربنا يعلم بحالي دلوقتي..فاضلي

تكة و أنفجر فينك يا كاميليا علشان تشوفي

أختك عملت فينا إيه؟؟ ....

نور بتهكم : وهي كاميليا دخلها إيه؟ دي حياتي

و أنا حرة فيها...

_:"لا مش حرة...ليكي اب و ام و أخت ليهم

رأي كمان...و قرار الطلاق داه تشيليه من دماغك

.... تنسيه خالص لحد ماشوف صرفة للمصيبة

اللي وقعتي نفسك فيها ووقعتينا معاكي

و حسك عينيك أسمعك جبتي سيرة

الموضوع داه لأي مخلوق.... يومين كده و حكلم

جوزك ييجي.....

نور مقاطعة :"لا يا ماما إنت مش حتكلمي حد....

الموضوع خلص خلاص و محمد قال أنه حيبتدي

في إجراءات الطلاق قريب....إنت ليه مش عاوزة

تقتنعي إن أنا و هو مفيش نصيب بينا...

الام بصوت عال:" ليه؟؟ عملك إيه الجدع

داه محترم و إبن ناس و عمرنا ما شفنا

منه حاجة وحشة.... قولي إيه اللي قلبك

مرة واحدة كده... و إلا في حد ثاني لعب بدماغك

إنطقي يا بت.....

ضيق محمد حاجبيه بدهشة و هو يستند بظهره على باب الشقة... دقات قلبه المتسارعة تدل على

توتره الشديد و هو ينتظر إجابتها على أحر

من الجمر... لم يضع هذا الاحتمال بباله

لشدة ثقته بها بالرغم من تصرفاتها الغريبة

و الغير مفهومة معه و خاصة في الفترة

الأخيرة....

إلا أنه لم يتوقع ابدا انها ستتركه من أجل شخص آخر.....

فتح أزرار قميصه العلوية بعد أن شعر

باختناقه توقف عن الحركة و جميع حواسه

تأهبت عندما سمع صوت نور و هي تصرخ

في وجه والدتها بغضب:"حضرتك تقصدي

إيه... تقصدي إني بخون جوزي و انا لسه

على ذمته...سامع يا بابا سامعها بتقول إيه؟؟

بجد مش قادرة أصدق إنك ممكن تقولي عليا

كلام زي داه انا تربية إيديكي و عارفة أخلاقي

كويس......

تدخل سعيد محاولا تهدئتهما:" أمك متقصدش

يا بنتي هي قصدها إن مفيش سبب

مقنع يخليكي تتطلقي.....

نور بغموض :" لا في...انا عندي أسبابي

الخاصة و انتوا لازم تحترموا قراري داه

عم إذنكم....

إتجهت سريعا نحو غرفتها لتغلق الباب وراءها

بعنف مصدرا صوتا عاليا....تاركة والديها ينظران

لبعضهما بحيرة و ألم على إبنتهما العنيدة.....

تزامن صوت إغلاق باب الغرفة مع خروج

محمد من الشقة نهائيا و رأسه يكاد ينفجر من شدة

الأفكار التي تزاحمت فجأة داخل دماغه

بعدما سمعه.....

____________________________________

تنهدت ليليان بتعب و هي تصعد

آخر درجة من السلم الرخامي لفيلا

البحيري متجهة نحو غرفتها....دلفت

إلى الداخل و هي تسير علي أطراف

أصابعها حتى لا توقظ صغيرها الذي

من المفترض أن يكون نائما كعادته

بالداخل  و بجانبه مربيته تنتظر مجيئها

حتى تغادر لكن عندما تتأخر ليليان في العمل

فهي تتركه مع جدته كاريمان او اي فرد من

أفراد العائلة ....

نزعت حذائها و رمته جانبا عند مدخل الغرفة

ثم أكملت سيرها تبحث بعينيها عن صغيرها

فوق سريرها.... جفلت و توقفت مكانها عندما

تفاجأت برؤية أيهم يتكئ على  الفراش موليا

ظهره للباب و يحدث الطفل النائم و كأنه

يسمعه.....

إستوى في جلسته عندما شعر بوجودها

ثم إلتفت نحوها و قد ظهرت على وجهه

إبتسامة سعيدة....

وقف متجها نحوها قائلا بهدوء:"إتأخرتي

و المربية روحت فقلت أقعد شوية مع

أيسم.....كنت بحكيله حكاية لحد مانام.....

أومأت له برأسها و هي تتجاوزه... وضعت

حقيبة يدها على التسريحة ثم بدأت بفك

دبابيس وشاحها قبل أن تتوقف فجأة

عندما تذكرت وجوده....

لملمت أطراف الحجاب بعشوائية قبل رواية الشيطان شاهين بقلمي ياسمين عزيز فقط على صفحتي على  الواتباد  أن تلتفت نحوه متسمرة مكانها و كأنها

تنتظر خروجه.. إبتسم أيهم دون مرح

قبل أن يعود أدراجه ليجلس مكانه على طرف

السرير.....بدأ بمداعبة الصغير متحسسا بشرته

الطرية باستمتاع هاتفا بخفوت :"على فكرة

أنا لسه جوزك يعني تقدري تشيلي حجابك

قدامي....

أجابته دون تتحرك من مكانها :" الوقت تأخر

و انا تعبانة و عاوزة أنام...أيسم معاك طول

اليوم و كمان تقدر تشوفه بكرة.....

ايهم بلطف:"أنا كنت مستنيكي عشان آخذه ينام عندي

في أوضتنا....

ليليان بجمود:" حيضايقك عشان بيصحى في الليل  إنت مش حتقدر تهتم بيه.....

أيهم برجاء:" طب تعالي معانا ننام كلنا في او.....

ليليان بمقاطعة:" لا انا تعودت أنام هنا و أيسم

كمان....

ايهم و قد فهم مايدور بخلدها لكنه ظل على

هدوءه:" طيب ممكن أنام معاكم هنا... عاوز إبني

ينام في حضني مرة واحدة بس...


ليليان برفض:" لو سمحت كفاية كده إحنا

قريب جدا حنطلق و مينفعش اللي إنت

بتعمله داه....

ايهم بهدوء رغم غضبه:"يعني مفارقش معاكي

حوارنا المرة اللي فاتت.... مفيش حاجة تغيرت؟؟؟

ليليان بحدة و قد شعرت بثقل الهواء من حولها

:"عشان اللي طلبته مستحيل...إني ابقى على

ذمتك بقية عمري حتي لو كل واحد فينا في مكان

ثاني داه شيئ مستحيل...

أيهم بتهكم:"طيب نفضل مع بعض....

ليليان بحنق:"إنت بتهزر... هو إنت فاكرني

نسيت اللي إنت عماته فيا زمان....أكثر من عشر

سنين عيشتني فيهم في حجيم... ذوقتني

فيهم كل أنواع الذل و العذاب و عاوزني

أنسى و أرجعلك.....

ايهم بهدوء مستفز:"طيب عاوزة إيه من

الاخر؟؟؟

ليليان و هي تغلق عينيها محاولة تهدأة

نفسها:" نتطلق و كل واحد منا يشوف حياته

كفاية السنين اللي ضاعت من عمري...أنا

رجعتلك شركتك والمستشفى بتاعتك...

و حتنازلك على حقوقي كلها مش عاوزة

منك حاجة و حسيب الفيلا و أجر شقة صغيرة ليا

أنا و إبني....انا قدمت في كذا مستشفى

و أكيد حلاقي شغل ثاني قريب جدا

و إستقالتي حتكون بكرة على مكتبك..

أيهم بسخرية و هو مازال منشغلا بالنظر

للصغير :"و إيه كمان؟؟؟

ليليان ببساطة :" ولا حاجة....حشوف حياتي

وإنت كمان شوف حياتك.... إحنا مش اول

كوبل يطلقوا......

أيهم بابتسامة مريرة معيدا كلامها بنبرة بطيئة :"صح مش اول كوبل يطلقوا...

رفع عينيه نحوها واضعا يديه على جانبيه

:" عاملة حساب كل حاجة يعني....بالسرعة

دي قدرتي تنظمي حياتك من ثاني؟؟؟

ليليان ببرود :"إنت سايبني بقالك أكثر

من ثلاثة سنين... فترة كافية عشان اقدر

ارتب حياتي من ثاني... أكملت باستفزاز

لو كنت طلبتني قبل ماتسافر كنت رجعت

لقيتي تجوزت...

إسترقت ليليان النظر إليه بعد أن شعرت بمدى

قسوة كلماتها لتجده يحدق في أرضية

الغرفة و قد إشتدت قبضتاه على لحاف

السرير حتى كاد يمزقه....مغمضا عليه

بقوة حتى تجعد وجهه.. لم تمض لحظات قليلة

حتى فتح عينيه من جديد مزفرا الهواء عدة

مرات قبل أن يتحدث بصوت مرتعش:" هوالدكتور

أسعد رجع المستشفى من ثاني؟؟

أجابته دون تفكير :" لا من ساعة ما طردته

من المشفى قبل ما تسافر مشفتوش ...و بعدين

هو مفيش غيره و إلا أنا ميستاهلش إني

أحب و أتحب........

إرتفعت زاوية شفتيه بابتسامة حزينة قبل

إن يهتف :" للأسف إنت مينفعش غير

تتحبي.....

رفعت رأسها بغرور مزيف و هي تكتف ذراعيها

أمام صدرها قائلة :" طيب حيث كده

إبتدي في إجراءات الطلاق عشان نخلص.....

هز الاخر حاحبيه بسخرية :" يعني مفيش

حل ثاني....

أجابته بحدة :" طبعا لا انا مصرة و اظن

إن داه من حقي.....

تحدث متنهدا:" طيب و ايسم؟؟

أجابته بحيرة :"ماله؟؟ داه إبني و مكانه الطبيعي

معايا....

قاطعها بصوت هادي:"بس داه كمان إبني

و مكانه الطبيعي معايا انا بردو......

ليليان بنفاذ صبر من هذا النقاش العقيم

حسب رأيها:" بلاش تلف و تدور عليا بالكلام

زي عوايدك.... رجوع مش حرجعلك لو إنطبقت

السماء على الأرض و لو على ايسم داه  إبني

و حعرف إزاي اهتم بيه لوحدي متقلقش نفسك....

ايهم بغموض :" طيب و إنت فاكرة إن ماما

و بابا حيسيبوكي تخرجي من البيت و تبعدي

عنهم حفيدهم الوحيد .... ثم إزاي حتقدري تعيشي

لوحدك في شقة و عيلتك موجودة....

ليليان بألم :" دي عيلتك إنت.... انا معنديش عيلة

مش داه كلامك ليا زمان انا مجرد ضيفة هنا....

انا امي ماتت و ابويا رماني و جوزي ذلني و عذبني

سنين طويلة... مفضلش ليا غير إبني هو عيلتي

الوحيدة....

أيهم بتماسك رغم تأثره بكلامها:" دي عيلتك

اللي ربتك و كبرتي وسطيها و إنت عارفة

هما قد إيه بيحبوكي و عمرهم محسسوكي

بحاجة...إنت أكيد مش حتقدري تكسري

بخاطرهم و تسيبي البيت كده فجأة....

و أيسم محتاج أنه يتربى في جو العيلة

مع ابوه و أمه إنت أكثر واحدة عارفة أهمية العيلة..

ليليان باندفاع :"قصدك إيه؟؟ دلوقتي

بقيت أنا الوحشة و عاوزة ابعد إبني

عن أهله و ابوز نفسيته.....انا مقدرش اقعد هنا

و إنت عارف كده كويس  و عمي

و طنط اكيد حيفهموا انا عملت كده ليه؟؟

أيهم بابتسامة بعد أن نجح في إستفزازها

:" أنا أكيد مش حمنعك تروحي اي مكان إنت

عاوزاه و مش حمنعك تتجو.... زي و تشوفي

حياتك من ثاني...

نطق بصعوبة قبل أن يتوقف قليلا ثم

إستانف حديثه من جديد :" بس إبني

مش حيسيب بيته و عيلته... مكانه هنا

و لو عاوزة تفضلي جنبه أهلا و سهلا بيكي

مش عاوزة إنت حرة....

صرخت ليليان بعد أن فقدت السيطرة على

نفسها :"عاوز تاخذ مني إبني هي حصلت...

طبعا مش حستغرب منك حاجة ما إنت

عملت اللي أسوأ من داه ".

فلتت منه ضحكة قصيرة غير مرحة ليقف

من مكانه متوجها نحوها ببطئ:"إهدي... إهدي....

مفيش حد يقدر ياخد منك إبنك....إهدي يا لولو.

رمقته بحنق قبل أن ترفع سبابتها في وجهه

قائلة بتهديد :"متقليش لولو.....

هز كتفيه


› الشيطان شاهين › الفصل الخامس (الجزء الثاني)

الفصل الخامس (الجزء الثاني)


صرخ عمر بنفاذ صبر في وجه الطبيب

الذي يتابع حالته منذ سنتين و هو يلقي

بحزمة الأوراق التي تتضمن تحاليله الطبية

قائلا بغضب:"بقالي سنتين.. سنتين و انا

بسمع منك نفس الكلام....أصبر و استنى،

خذ الدواء داه.. إعمل كده و متعملش كده

سنتين و مفيش حاجة تغيرت...صارحني

و قلي إذا حالتي ميؤوس منها انا حفهم

و حتصرف بس متودينيش و تجيبني زي

العيل الصغير و في الاخر مفيش حاجة....

متدينيش أمل كذاب يخليني أحلم بحاجة

مستحيلة انا خلاص زهقت و مليت و صبري

نفذ و معادش ليا طاقة.... لا انا و لا مراتي....

إرتمى جالسا على الكرسي ليفرك وجهه بتعب

غير مهتم بنظرات الطبيب المتأسفة لحاله....

مد له الاخر كوب ماء و هو يحاول تهدئته قائلا

بعملية :"إهدى يا أستاذ عمر انا فاهم و مقدر

حالتك بس صدقني النرفزة و الزعل مش

كويسين علشانك...إنت بقالك سنتين بتتعالج

عندنا و الحمد لله حالتك بقت أحسن بكثير

و إن شاء الله حنسمع اخبار كويسة قريب

بس لازم تكون صبور و هادي أكثر من كده في ناس بتقعد تتعالج بين خمس و عشر سنين و أحيانا

أكثر....

رمقه عمر بحنق و هو يضع الكوب فوق

المكتب متمتما بغيض:"لسه بيقولي اصبر

طبعا ماهو مش اللي رجليه في المية...

يلا إكتبلي لو في دوا او تعليمات عشان

عاوز أمشي من هنا انا كرهت ام المكان

داه...

إبتسم الطبيب و هو يخفض رأسه

ليدون بعض الملاحظات بسرعة في ملفه قائلا :"

إنت حتستمر على الأدوية القديمة و إن

شاء الله المرة الجاية حنسمع اخبار كويسة

موعدنا كالعادة كمان أسبوعين ".

صافحه عمر على مضض قائلا:"إن شاء الله".

تنهد بعمق و هو يغلق باب المكتب وراءه

ليسير في البهو بخطوات متثاقلة و قد بدأ

يتملكه اليأس من حالته فكلام الطبيب

لاجديد فيه... في كل مرة يلقي على مسامعه

نفس التعليمات و النصائح...

توجه نحو إحدى الكراسي الموضوعة في

إحدى الزوايا ليجلس عليه بعد أن أحس

بثقل ساقيه و عدم إستطاعته إكمال السير

دفن رأسه بين كفيه و قد تهدلت أكتافه

بعجز...شعر بغصة في حلقه عندما تذكر

هبة التي تنتظره ليهاتفها و يطمئنها

ماذا سيقول لها الآن..

من أين سيأتي بالقوة و الصبر حتى يهدئها

و يقنعها بقرب الفرج إذا كان هو نفسه قد

تعب و بدأ الياس يتسلل بداخله رويدا رويدا

كيف سيواجه والدته و عائلته الذين لا يكفون

عن طرح موضوع الأطفال أمامه دون مراعاة

مشاعره او مشاعر زوجته التي تحاول دائما

إخفاء ألمها و تجاهل إيحاءاتهم حول فشلها

في أن تصبح أما و تحريضهم له أحيانا

بالبحث عن زوجة أخرى تهب له أطفالا...

نزلت دموعه دون وعي منه و هو يناجي

ربه في سره لييسر أمره و يفرج عنه... أدار

رأسه للجهة الأخرى ليمسح دموعه عندما

شعر بيد أحدهم تربت على كتفه ثم تنحنح

لينظف حلقه قليلا لا يريد لأحد أن يرى ضعفه و إنكساره الذي يخفيه عن الجميع

رفع رأسه ليجد هبة تحدق فيه بصمت و عيونها تتفرسانه بلهفة....

ما إن رآها حتى إنهارت جميع

حصونه الواهية ليجذبها نحوه معانقا إياها

بقوة متشبثا فيها كطفل صغير يبكي

في حضن أمه...كتم صوت شهقاته

بيده لكن هبة أحست باهتزاز جسده

في أحضانها لتربت على ظهره بحنان

محاولة مواساته بعد أن فهمت فحوى

الحوار بينه و بين الطبيب في الداخل....

نجحت أخيرا في تهدئته بعد دقائق طويلة

ليبتعد عن حضنها و هو يجفف عبراته

بيديه قبل أن يردف بصوت مختنق:"انا

آسف يا بيبة مش عارف إيه اللي حصلي

فجأة إنهارت و معتش قادر أكتم جوايا...

ناولته هبة منديلا ورقيا ليأخذه منها

و هو يحاول رسم إبتسامة خفيفة

على وجهه لتقول هبة بصوت هادئ

:" متحملش نفسك أكثر من طاقتها

و بعدين انا مليش دعوة بكلام الدكاترة

الفارغ داه... أنا أملي في ربنا كثير و انا

كل يوم بدعي عشان يحقق حلمنا و انا

متأكدة إنه مش حيخيب ظننا...دي

آخر مرة تيجي فيها المكان داه..من النهاردة

مفيش لا أدوية و لا تحاليل، حنسيب كل

حاجة لربنا لو قدر لينا إننا نخلف فالحمد

لله و لو مقدرش نقول بردو الحمد لله.....

ضمت يديه بين يديها و هي تضيف

بنبرة عاشقة حنونة:"مش قلتلي إنك

حتعتبرني بنوتك الكبيرة و مش عايز

من الدنيا حاجة غيري و إلا إنت غيرت رأيك

بقى....

رفعت يده ببطئ إلى شفتيها لتطبع على

باطنها قبلة و هي تنظر في عيني عمر الذي

إرتفعت زاوية شفتيه بابتسامة فخورة

رغم وجهه المتعب إلا أنه شعر براحة نفسية

كبيرة لسماعه كلماتها الحنونة التي تخرجه

في كل مرة من ضيق أحزانه و تعوضه

عن شعوره التقصير ناحيتها

طوال سنوات زواجها به لم تحسسه

و لو مرة واحدة بالنقص تواجه كل إهانات

عائلته بصبر و لاتشتكي له ابدا...

هذه هبة التي عشقها و إختارها من بين

آلاف الفتيات يوما بعد يوم تثبت له

أنه لم يخطئ ابدا عندما وهبها روحه و حياته

و توجها ملكة على عرش قلبه....

لم يشعر بنفسه إلا و هو يحاوط وجهها

بين يديه و يقبل جبينها قبلة خفيفة

قبل أن يجذبها إلى أحضانه ليعتصرها

بقوة و كأنه يخاف أن تختفي..

أخذ نفسا عميقا يستنشق رائحتها بادمان

و هو يتمتم بصوت مسموع :"بحبك يا أحلى

حاجة في حياتي.... بحبك و مش عايز غيرك

في الدنيا....

أجابته هبة:" و انا كمان يا قلب هبة".

_________________________________

بعد اسبوع......

مساء في مستشفى البحيري :

فركت ليليان عنقها بتعب و هي تنحني

برأسها قليلا لتستند بجبينها على سطح المكتب

تنهدت و هي تغمض عينيها بارهاق من احداث

الاسبوع الماضي....عملها الذي إستمر في المستشفى

بعد أن رفض أيهم إستلام الإدارة و إكتفائه بالعمل

بالشركة بعد إنسحاب سيف و عودته للعمل

مع والده لم تذق طعم النوم منذ يومين

لكثرة العمل و الذي إضطرها للمكوث

في المشفى أغلب وقتها و من جهة أخرى

أيهم الذي لا يكف عن ملاحقتها و محاصرتها

في كل مكان بهداياه و مفاجآته الغريبة

باقات ورود و مجوهرات ثمينة و فساتين

ووو...

فتحت أحد ادراج المكتب لتخرج منها

علبة مخملية زرقاء داكنة لتفتحها فيظهر

بداخلها خاتم ألماسي رقيق يخطف

الانظار وجدته صباحا فوق مكتبها و معه

وردة حمراء نسيت حتى اين وضعتها

بسبب إكتظاط مكتبها بباقات الورد

التي تصلها منه كل يوم...


تذكرت الرسالة المرافقة لها و التي كتب فيها

ايهم لها عن رغبته في رؤية الخاتم في يدها

و سيعتبر ذلك دليلا على موافقتها على

الرجوع له و البدء معه من جديد حياة جديدة

مختلفة كليا عن الماضي الأليم الذي لم تستطع

لحد الان نسيانه...

همست بداخلها و هي تعبث بالخاتم الذي

زين إصبعها و كأنه صنع خصيصا لها

:"يا ترى هو فعلا تغير و إلا لعبة من ألاعيبه

القديمة...إزاي حد زي أيهم مغرور و قاسي

و زير نساء حيتغير... بس هو بقى بيصلي

أنا شفته كذا مرة و بسمع صوته كل ليلة و هو

بيرتل القرآن... و بيحفظ ايسم السور القصيرة

بس رغم كل داه مش قادرة أصدق إنه....

يووووه انا تعبت من التفكير تعبت من كل

حاجة.... يا ريته مارجع كان زماني مرتاحة ".

إلتفتت بجسدها للوراء لتضع العلبة

في حقيبته و هي تحاول طرد تلك الأفكار من راسها ثم عادت لتتصفح أوراقها لتغرق

في عملها من جديد رغم إحساسها الشديد

بالتعب و الإرهاق...

هزت رأسها بترقب عندما سمعت صوت

مقبض الباب و هو يدار ليدلف أحدهم دون

طرق الباب و الذي لم يكن سوى طفلها الصغير أيسم

أسرعت نحوه لتلتقط بين ذراعيها قبل أن يسقط

على الأرض بسبب ركضه بخطوات غير

متوازنة و هو يحمل في يده وردة حمراء

في غاية الروعة...فكان مظهره لطيفا

قابلا للإلتهام.... قهقه الصغير بصوته

الطفولي ووالدته لا تكف عن تقبيله و

دغدغته جلست به على الاريكة و هي

تسأله بصوت لاهث :"مين اللي جابك هنا

طنط أميرة و إلا انكل محمد.....".

إستقام أيسم ليقف على الاريكة متعلقا

برقبتها و هو يقول مشيرا باصبعه نحو الباب

:"بابي هنا....

حولت ليليان نظرها نحو مكان إشارته

لتجد أيهم مستندا بجسده على الباب و يتابع

حركاتهما منذ دلوف الصغير و على وجهه

إبتسامة سعيدة...


رفع كفه ليحييها :"اهلا...

ثم خطى للداخل ليبحث عن حقيبة يدها

حتى وجدها معلقة وراء مكتبها ليأخذها

ثم يسير نحوها مكملا كلامه :"يلا خلينا

نروح الوقت تأخر.....

تابعته ليليان بعينيها حتى وصوله أمامها

لتجيبه :"لسه عندي شغل كثير مش حقد....

قاطعها و هو يجثو أمامها ليمسك يدها التي

كانت تضعها على

ركبتيها قائلا بنبرة حنونة مشفقة:"الشغل مش

حيطير و إنت بقالك يومين منمتيش حتى

وشك تعبان و عنيكي مرهقة...محتاجة ترتاحي

عشان تقدري تكملي و انا أوعدك بكرة حاجي

بدالك المكتب و أكمل كل الشغل المتعلق و إنت خذي اجازة...أيسم مشتقالك كثير مش كده يا بابي....

حول نظره نحو الصغير الذي أومأ له بالايجاب

ليقرص أيهم وجنته المكتنزة الحمراء بخفة

قبل أن ينحني نحوه ليحمله و يقف منتظرا

ليليان التي لم تستطع معارضته فهي فعلا

متعبة جدا تشعر بأنه سيغمى عليها في أي

لحظة...

خلعت معطفها الطبي ثم وضعته على الاريكة

قبل أن تسير باتجاه الباب و تخرج بعد أن أشار

لها أيهم بأن تسبقه.... أطفأ الانوار و أحكم إغلاق

الباب بالرقم السري ثم توجها معا نحو الخارج

وافقت ليليان على مرافقته في سيارته دون

جدال بسبب عدم قدرتها على القيادة...

راقبت أيهم من مرآة السيارة و هو يضع الصغير في كرسيه المخصص له في الخلف ثم دلوفه بجانبها

على مقعد السائق..

أشار لها لتضع حزام الأمان

الذي نسيته لتومئ له بالايجاب ثم تلتف إلى

جانبها لتخرجه من وراء المقعد و تضعه حولها....

راقب أيهم ملامحها المتعبة بقلق مؤنبا نفسه

للمرة الالف ففي كل مرة يكون هو السبب في

ألمها و تعبها....سألها بصوت خافت بعد أن

لاحظ أنها تغلق عينيها من حين إلى آخر

:"إنت كويسة؟

أجابته ليليان دون أن تلتفت إليه :" دماغي

مصدعة....

وزع نظراته الخاطفة بينها و بين الطريق

و هو يهتف مطمئنا:"داه من قلة النوم...اول مانوصل

تعشي و نامي على طول ...

أومأت له قبل أن تجيبه:" لا انا حنام على طول

مش عاوزة عشاء...ممكن تنيم أيسم معاك الليلة

دي لو وسمحت؟ .....

أخفي أيهم إبتسامته المستهزءة على آخر كلماتها

ليردف :"طبعا...متقلقيش عليه داه إبني بردو".

تابع قيادته بهدوء و من حين لآخر يلقي

نظرة على المرآة التي تعكس صورة الصغير

خلفه و الذي كان يلعب بأحد الألعاب التي أحضرها

لها أيهم أثناء جولتهم في النهار..

كانت الساعة تشير إلى السابعة و النصف

مساء عندما دلفت سيارة أيهم بوابة الفيلا

نظر نحو ليليان التي أغمضت عينيها باستسلام

لسلطان النوم الذي تمكن منها بشدة...

فتح باب السيارة الخلفي لينزل أيسم و يضعه على

الأرض قائلا له : "حبيبي إنت إسبقني على جوا

و قول للدادة رحمة تخلي باب الفيلا مفتوح عشان

أجيب مامي...أصلها نامت في العربية....

اجابه الصغير ببراءة قبل أن يركض للداخل

:" حاضر يا بابي...

سار أيهم ليفتح باب السيارة الأمامي بهدوء

حتى لا يصدر صوتا مزعجا و يجعل تلك النائمة

تستيقظ... ليحملها بخفة و يدلف بها إلى الداخل

حيث وجز الباب مفتوحا كما توقع...

صعد درجات السلم و هو يشير لكل شخص

من العائلة يراه في طريقه ليصمت تاركا أيسم

يخبرهم انها نامت في طريق العودة من شدة

تعبها في العمل...

أغلق أيهم باب غرفته بعد أن أوصى والدته

بالاعتناء بالصغير و إرسال طعام العشاء نحو

غرفته.... وضع ليليان على الفراش ثم نزع

عنها حذائها و حجابها ثم تجرأ بعد تردد

طويل في فتح اول أزرار قميصها حتى تشعر

بالراحة أثناء نومها..

غادر نحو غرفتها ليحضر لها بعضا من ثيابها

البيتية المريحة بيجاما قطنية باللون الوردي

الهادئ...ثم عاد ليجلس بجانبها ليبدأ في إيقاظها

:"ليليان... قومي يا حبيبتي عشان تغيري هدومك هدوم الشغل حتضايقك و إنت نايمة".

تململت ليليان في نومها لتلتفت للجهة الأخرى

و هي تجيبه بصوت ناعس دون أن تفتح

عينيها :"سيبني انام مش.... قادرة أحرك....

إيدي حبقى اغير بعدين".

ايهم ضاحكا:"إمتى بعدين...يلا بلاش كسل قومي

غيري هدومك و تعشي و بعدين إرجعي نامي ".

همهمت ليليان دون أن تجيبه ليزفر أيهم

بيأس قائلا و هو يهزها :"طيب قومي شوية و أنا حساعدك".

تأففت قليلا قبل أن تستقيم في جلستها و تبدأ في

رفع قميصها بأعين مغمضة...امسك أيهم

بطرف القميص و يساعدها في رفعه ليخرج

رأسها من ياقته الضيقة....إبتلع ريقه

بصعوبة عندما ظهر له جسدها الناعم

الذي لطالما إفتقده ليدير عينيه بسرعة

للجهة الأخرى متحسسا جبينه المتعرق

بيديه الباردتين... تمالك نفسه بصعوبة

و هو يعود من جديد ليساعدها

في إرتداء بقية الملابس ثم يبدأ في

إطعامها رغم تذمرها و رغبتها الملحة في

العودة للنوم....

تنهد بصوت مسموع قبل أن يقف من جانبها

و في يده الصينية متوجها نحو الاسفل..

_____________________________


في فيلا الألفي.....

قبل شاهين جبين كاميليا بعد جولة

حميمية طويلة هامسا بصوت لاهث:"مش عارف... ليه كل يوم بتحلوي أكثر...حطيري عقلي من

مكانه".

إبتسمت كاميليا بشقاوة قبل أن تغمر وجهها

داخل أحضانه قائلة :"أحسن.. حتبقى

مجنون كاميليا".

قهقه شاهين و هو يحتضنها بقوة حتي

تأوهت :"بالراحة حتكسر في إيدك

مش كفاية من شوية كنت حت....

شهقت باحراج و هي تضع يدها على

فمها دلالة على صمتها لتزداد ضحكات

شاهين التي زادت من خجلها مردفا:" كملي

سكتي ليه...كنت بعمل إيه من شوية...

ضربته على كتفه قائلة بحنق:"قليل

الأدب.... انا عارفاك بتدور على حاجة عشان

تمسكهالي ذلة....

حرك شاهين رأسه نافيا :"بريئ و الله...

إنت اللي بتجيبيه لنفسك....

رفعت كاميليا جسدها قليلا إلى الأعلى

لتضع يديها على وجه شاهين هامسة

بصوت خافت :"غمض عينيك....

أطاعها دون تفكير و دقات قلبه تزداد سرعة

ليشعر بأناملها الرقيقة تتحسس وجهه... عينيه ،

وجنتيه، فكه.. و أخيرا شفتيه...

أخذت كاميليا نفسا عميقا قبل أن تبدأ

في الحديث :" عارف... اول ماتجوزنا

كنت بفكر اقتل نفسي....

فتح شاهين عينيه معترضا على كلامها

ليحاول الحديث لكنها أسرعت لتضع

إصبعها على شفتيه و يدها على

عينيه تطالبه بغلقها من جديد و عدم

مقاطعتها:" شششش خليني أكمل...

أومأ لها بالايجاب رغم رغبته في مقاطعة

حديثها لتستأنف من جديد :" كنت بقول

أنا إزاي حساحمل البني آدم داه...كنت

دايما ببقى لوحدي بفكر ياترى آخرتي

حتكون إزاي معاه حيقتلني بعد مايزهق

مني و إلا حيطلقني و يرجعني لبيت أهلي

و إلا ياترى حيعمل معايا إيه؟؟ كنت عايشة

في رعب كل ما بشوفك و كأني شايفة

وحش كبير قدامي مش بيرحم حد ... ما إنت بصراحة كنت عامل زي الوحش بس بعدين

لما بقيت بتحبني كل حاجة تغيرت و لحد

النهاردة انا مش مصدقة إزاي الوحش

تحول لأمير جميل....

قضم شاهين إصبعها الذي كان يداعب

شفتيه بخفة قبل أن يفتح عينيه ليحدق

فيها بنظرات عاشقة قائلا:"أنا كنت قبلك

الشيطان شاهين بس دلوقتي بقيت

الملاك شاهين و داه بفضلك يا ملاكي..".

............................................................

صباحا إستيقظ أيهم ليجد نفسه يحتضن

ليليان التي كانت تغط في نوم عميق..

إبتسم بسعادة غامرة ليتكئ على ذراعه

ليقابله وجهها الفاتن الذي إشتاق ان يبدأ

صباحه برؤيته....

مد يده ليزيح خصلات شعرها الذي

غطت رقبتها و جزءََ من وجهها ليبقى على

حاله يتأملها وقتا طويلا قبل أن يطبع

قبلة طويلة على وجنتها مستنشقا رائحتها

و كأنها إكسير الحياة بالنسبة له....

إستقام من مكانه مكرها ليتجه صوب

خزانته ليخرج ملابسه و يتجه نحو الحمام

ليقوم بروتينه اليومي و يرتدي بدلة رسمية

باللون الأزرق الداكن ثم يغادر نحو المستشفى....

بعدها بساعتين....مطت ليليان ذراعيها بكسل

دون أن تفتح عينيها ثم مدت يدها نحو الطاولة

بجانب السرير بحثا عن هاتفها ظنا منها انها

في غرفتها...

فتحت عينيها اخيرا بعد أن فشلت في إيجاده

لتدور بنظراتها أرجاء الغرفة...إتسعت مقلتاها

بذعر و هي تتلمس ثيابها البيتية لتشتم نفسها

بصوت عال :"يخرب بيت غبائك يا ليليان.. يانهار

إسود دي مش اوضتي و حتى هدومي متغيرة

هو إيه اللي حصل انا مش فاكرة حاجة خالص".

قفزت من الفراش بسرعة قبل أن تتمتم مستدركة

لتعود لتنظيم غطاء السرير بحركة سريعة ثم تتجه

نحو غرفتها لتغير ملابسها و تنزل للأسفل.....

في صالون الفيلا كانت كريمان تجلس مع إبنتها

أميرة تتجاذبان أطراف الحديث....

القت عليهما تحية الصباح..

ليليان :" صباح الخير...ياطنط صباح الخير يا

ميرو".

كاريمان و قد إرتسمت على وجهها إبتسامة

واسعة:"صباح الخير يا حبيبتي...انا مش قادرة

اوصفلك فرحتي قد إيه... و أخيرا ربنا إستجاب

لدعائي و رجعك إنت و أيهم لحضن بعض الحمد لله

ربنا يهنيكو و يهدي سركم....

أضافت أميرة:" احنا كده إطمنا على أيسم

على الاقل حيعيش حياة طبيعية مع أمه و ابوه.....

أشارت لهما ليليان بيديها ليتوقفا عن الحديث

و قد إرتسمت على ملامحها علامات الاستفهام

:" إنتوا تقصدوا إيه معلش أصل انا مش فاهمة

حاجة ".

قهقهت كاريمان بصخب و هي تضع فنجان

القهوة من يدها على المنضدة لتلتفت بجسدها

نحو ليليان و تمسك بكلتا يديها قائلة :"إحنا

نقصد عنك إنت و أيهم..مبسوطين عشان

رجعتوا لبعض".

رمشت ليليان بأهدابها عدة مرات قبل أن

تهتف ببلاهة:" حضرتك مين قال إن إحنا

رجعنا لبعض؟؟؟؟


أميرة بخبث:" محدش قالنا بس إحنا

عرفنا لوحدنا يعني إنت نمتي في أوضته

و أيسم نام عند ماما و بابا... و الدكتور أيهم نزل الصبح ياااه لو شفتيه يا لولو الفرحة كانت

بتنطط من عينيه و بيضحك مين غير

سبب ".

ليليان بغضب مكتوم :"يعني هو اللي قالكم

إننا رجعنا لبعض".

أميرة بتريث:" بصراحة هو مقالش كده

خالص داه حتى سيف قعد ساعة و هو مستلمه

عشان يعترف بردو مفيش فايدة ".

كاريمان بلهفة:" مش مهم... المهم إنهم رجعوا لبعض

و...

ليليان بمقاطعة:"إستنوا بس الحكاية مش كدة....

كاريمان و هي تقطع كلامها:" رجعتوا بس مش

عاوزين تقولوا لحد.... ماشي إحنا مش حنتكلم

في الموضوع داه لغاية ما إنتوا تقرروا....

ليليان برجاء :"يا طنط لو سمحتي....

وقفت كاريمان من مكانها لتستأذن بالمغادرة

قائلة :" أنا طالعة عشان أطمن على سومة

زمانه زهق من اللعب و عاوز ينام... لولو جوزك

راح المستشفى و قال إحتمال إنه يتأخر النهاردة ".

نظرت ليليان في أثر زوجة عمها و هي تصعد

درج الفيلا قبل أن تلتفت نحو أميرة التي

إنشغلت بوضع سماعات الهاتف في أذنيها

كطريقة للهرب من التحدث معها بعد

إن إتفقت مع والدتها أن يضعا خطة تجعلها تعود لأيهم....

نفخت ليليان خديها بضجر بعد أن يئست في

جعلهما تنتبهان إليها حتى تشرح لهما حقيقة

ما حدث البارحة...إستقامت من مكانها لتغادر

نحو المستشفى و في داخلها تتوعد لأيهم....

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

في المركز الرياضي الذي يملكه محمد...

ضرب محمد سطح مكتبه بقوة حتى كاد

يقسمه إلى نصفين بعد أن بلغ غضبه عنان

السماء لحديث نور المستفز و الذي ظل

يتجاهلها طوال الاسبوع الماضي...

:"مش حطلقك يانور و وريني حتعملي إيه؟؟

وقفت من كرسيها لتتراجع إلى الوراء مخفية

خوفها من هذا الوحش الذي إنقلب فجأة

لتردف بصوت مسموع :" و أنا قلتلك مش عايزاك...إفهم بقى.... انا بقالي أسبوع و انا بعيدلك نفس الكلام و إنت مش عاوز تفهم تبقى دي

مشكلتك... طلقني و خلي كل واحد مننا يروح

لحاله زي مادخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف".

حملق فيها محمد بعينين حمراوتين و هو

يشد على أسنانه بقوة قائلا بهسهسة:" و انا

قلت مش حطلقك غير لما إفهم السبب....

نور بصراخ :"و إنت مالك انا حرة... مش عايزاك

و بكرهك....

قفز محمد بحركة خفيفة من وراء مكتبه حتى

أصبح أمامها ليأسرها بينه و بين الحائط

هادرا بصوت مرعد :" إنطقي... في حد ثاني

في حياتك غيري".

صرخ بها و لأول مرة ترى هبة وجه محمد

الغاضب الذي يحاول في كل مرة مهما كان

منزعجا منها أن يتمالك نفسه مخافة أن

يأذيها لكنه لم يستطع هذه المرة فقد فاض

الكأس و إنفجر البركان و لم يعد باستطاعته

العودة إلى الوراء...يريد فقط أن يفهم

سر تغيرها قبل أن يقدم على تنفيذ

أهم قرار في حياته ألا وهو تحريرها منه....

همهت نور بصوت شبه مسموع و هي لا

تستطيع السيطرة على إرتجاف جسدها

من الخوف :"و الله مفيش حد... انا مش

عاوزة ارتبط... ارجوك خليني أمشي انا

مش عاوزة أقعد هنا...".

إبتعد عنها ليتلفت إلى الجهة الأخرى

نافثا الهواء بقوة حتى يستطيع السيطرة

على أنفاسه الغاضبة....

تحدث بصوت مقهور رغم صلابته :"دي عاشر

مرة تهيني كرامتي و رجولتي بكلامك

و انا بسامح و اعدي و أقول صغيرة بكرة

حتكبر و حتتغير بس الظاهر مفيش فايدة

أنا بقى اللى مش عايزك بعد كده على قد

ماحبيتك و عشقتك بقيت بكرهك و مش

قادر أبص في وشك....بكرة حضري نفسك

عشان المحامي حيكلمك نتمم إجراءات

الطلاق...من النهاردة إنت برا حيلتي

حياتي ... كل اللي بينا إنتهى و حاجتي اللي عندك إحتفظي بيها مش عاوز اي حاجة تفكرني بيكي حتى. الدبلة و دلوقتي إطلعي برا و متورينيش خلقتك ثاني ".

سمع صوت الباب و هو يغلق وراءها ليغمض

عينيه بأسى عن حاله مستندا على الحائط

بضع دقائق قبل أن يستقيم متجها نحو

مكتبه متمتما في داخله :" ملعون ابو الحب

اللي خلي الواحد يفرط في كرامته بالشكل

داه...كان لازم أعمل داه من زمان ".

.........................................

بعد خروجها من المركز الرياضي قادت نور

سيارتها نحو الجامعة لتبحث بعدها عن صديقتها

بسمة وجدتها أخيرا لتجذبها من ذراعها

متجهة بها نحو مكان ناء بعيد عن الجميع...

إنفجرت بسمة غاضبة في وجهها بعد أن

حكت لها نور ماجرى معها :"إرتحتي.. اهو حتبقي

مطلقة على صغر سنك....

أجابتها نور بلامبالاة :" أحسن ما ابقى مطلقة

ومعايا عيل او إثنين....

هزت بسمة رأسها بياس من عنادها الفارغ

قائلة بحنق :"يارب طول في عمري عشان

اشوفك ندمانة و دمعتك على خدك و تقولي

ياريت يرجع بيا الزمن ماكنت هببت اللي

هببته.... يا بنتي إنت إيه دماغك دي مصنوعة

من إيه ماتفهميني عمالة تدمري في حياتك

بايديكي بسبب عنادك و غرورك اللي حيوديكي

للهلاك".

نور بضجر :"بقلك إيه بطلي تزني في دماغي

اللي حصل حصل و إنتهى خلاص و انا مش حرجع لمحمد لو إنطبقت السماء على الأرض. خاصة

بعد اللي شفته النهاردة اكدلي كل شكوكي

محمد و اخوه و عمر و اصحابهم حكلهم

نسخة من شاهين الألفي اللي عذب أختي

و هانها و كسرها ايام و شهور... أختي

اللي مفرحتش بجوازها زي أي عروسة

أنا مش عاوزة أفتكر اللي حصل عشان كل

مرة بفكر إيه اللي كان بيحصل معاها زمان

أول ماتجوزت بتمنى الموت الف


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة  الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول من هناااااااااا

الرواية كامله الجزء الثاني من هناااااااا 

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا

تعليقات

التنقل السريع