رواية جماره الجزء الثاني ( مليكة بكر) الفصل التاسع والثلاثون والاربعون والواحد والاربعون والثانى والاربعون الأخير بقلم ريناد رينووو
رواية جماره الجزء الثاني ( مليكة بكر) الفصل التاسع والثلاثون والاربعون والواحد والاربعون والثانى والاربعون الأخير بقلم ريناد رينووو
جماره
الجزء الثاني البارت 39
صباحكم ابيض بلون الجمار،، البارت دا عايزه عليه احلي تفاعل عشان على اساس التفاعل هقرر اذا كنت هعيطكم البارت الجاى ولا هبسطكم 💃💃💃
تمره بعدت عن حضن بكر وبصتله وهي مش مصدقه كمية الحنان اللي شايفاها فعنيه دي، ولا فاهمه ايه سر كلامه ليها،، لكن كل اللي فاهماه فاللحظه دي ان حضن بكر كان بالنسبالها عامل كيف الوطن اللي حضن لاجئ واستقبله واثبتله انه لما اختاره وطن ليه وباع كل الدنيا احسن الاختيار..
بكر رفع ايده لمس خدها بحنان وهمسلها : روحى على اوضتك وارتاحيلك هبابه ومتفكريش فأي حاجه ولا تشغلى بالك بأي شي،،
تمره هزتله دماغها وبصت لمليكه اللي شافتها مبتسمه ابتسامه عريضه وعلى وشها فرحه استغربتها،، لكنها مسألتش عن السبب وكل اللي عملته انها طلعت من الاوضه وسابتهم لحالهم وقفلت الباب وراها..
وبمجرد ماعيملت اكده بكر لف لمليكه وهي بمجرد مابكر لف فردتله اديها الاتنين وفتحتله حضنها وضحكت، وهو كمان ضحك ورجع لورا وجري عليها بكل سرعته خلاها تفتكر انه عيرمي روحه عليها، فصرخت وحطت يدها علي بطنها بخوف، لكنه اول ماوصل عندها هدى سرعته وقعد جارها وحضنها بكل حنان، وهي كمان شالت يدها من على بطنها وحضنته وضحكت وهمستله جار ودنه :
عحبك ياغشيم يابو قلب ابيض..
بكر : واني ععشقك عشق يامليكة قلبي،، ودقايق الاتنين فضلوا فحضن بعض وبعدها بعدوا وبكر مسك ادين مليكه وبص فعنيها جامد وهمسلها بصوت دايب قبل مايغرق فجرتين العسل وصوته يختفى :
شكراً يامليكه،، شكراً ياللي كل يوم عتعلم على يدك حاجه جديده تخلي عيوني يفتحوا على حاجات كنت عبقى حاططها فآخر اهتماماتي،، مع انها عتكون ليها الأولويه ولازمن تتحط فصدارة تفكيرى،،
شكراً عشان بسببك بكر كظم غيظ كان ممكن يخسره اخته للأبد واعيش طول العمر فنظرها ظالم،،
شكراً لكل حاجه حصلت لبكر بسببك سواء كانت خير، او شر كان برضك مدسوس فيه كل الخير،، واثبتيله ان فعلاً الخير ساعات عيكمن فالشر..
شكراً يامليكه لأنك فحياتي وشكراً لكل اللي كان سبب فأنك تدخليها،،
شكراً لعواد وشكراً لابوي، وشكراً للظروف اللي كانت كل مره تقربنا لبعض بعد ماكنا نبقى على وشك الفراق..
مليكه ردت عليه بهمس وهي غرقانه وسط موج البحر الكامن بين جفونه :
داني اللي عشكر ربنا ليل نهار عليك ياعوض قلبي وروحي ونصيبي الزين،، عشكره عشان اداني راجل زيك يعوضنى عن حنان ابوي اللي محستهوش،، وحضن امي اللي عمرى ماشبعت منه ولا خدتني فيه غير وهي عتطلب مني حاجه تصب فموصلحتها هي الاول، ومش مهم اللي فحضنها دي حاسه بأيه ولا هتحس بأيه،،
شكراً من كل قلبي ليك ياللي عوضتني بحنيتك عن قسوة كنت عايشه فيها طول عمري، لما حسيت انها اثرت على قلبي وحجرته..
وعشكر ابوى حكيم على منجم الدهب اللي دخلني فيه وقلى نقبى على الدهب فقلب الصخر وصدقيني هتلاقيه،،
ولاقيته..
لقيت سبايك الدهب الخام الخالص فقلبك يابكر، اللي لما امتلكته حاسه حالي بقيت اغنى انسانه على وش الارض..
بكر ابتسم على كلامها وشاف انه مينفعش يترد عليه بالكلام ابداً عشان مفيش كلام يوفيه،،
فقرب منها ورد عليها بالطريقه اللي شكرت فمها المعسول على كل كلمه وكل حرف طلعوا منه ،،
وبصراحه الشكر كان كافي بالنسبه لمليكه،،
وشكرته هي كمان بنفس الطريقه وقضوا وكت طويل فى الشكر والامتنان، وطلب الغفران من بعض بدون ولا كلمه،، لكن العيون والشفايف وهمس الروح للروح نابوا عن القول باللسان ، وقالوا كل اللي فالقلوب وكفوا ووفوا وزيادة..
اما تمره فدخلت اوضتها واتمددت على السرير وغمضت عنيها وهي عتفكر فمنعم ونامت بعدها،،
وبمجرد ماراحت فى النوم جالها فحلمها وفضل قاعد جارها يتحدت معاها لغاية مالروح ارتوت من قربه ومن حديته،، وباحت تمره ليه فى حلم ملهاش يد فيه بكل العشق اللى جواها، واللي في الحقيقه متقواش على نطقه حتى بينها وبين نفسها...
وصحيت بعد غفوتها وهي حاسه براحه وارتياح كنه منعم كان معاها فالحقيقه ومكانش حلم ابداً...
اما فى البلد فسراية الشيخ حكيم..
ورد دخلت الموطبخ لجماره عشان تشوفها لو محتاجه حاجه تساعدها فيها..
ورد : يعطيكي العافيه ام تميم بدك ياني ساعدك بشي؟
جماره : تسلمى وتعيشي ياام كامل،، له ممستاهلاش مساعده دانى بس ععمل شوية رز بلبن للشيخ عشان لازمن ياكله كل يوم قبل ماينام..
ورد : اي بعرف.. أاااأصدي زينه كانت حكت هيك شي أدامي من أبل،،، طيب فيني اطلب منك طلب،، فيني اعمول الرز بدالك اليوم عالطريئه الشاميه،، او على طريئتي انا الخاصه واطعميكم الرز من ايديا اليوم؟
جماره : أاا.. ايوه طبعاً يام كامل اتفضلي،، اصلآ احنا فديك الساعه لما ام كامل كلها توكلنا من تحت يدها!!...
قالتها واتحركت وتركت المجال لورد تعمل الرز موطرحها،،
قالتها محروجه منها وكان نفسها ترفض لكنها مقدرتش،،
عشان طول السنين اللي فاتت دي وحكيمها لازم كل يوم ياكل الرز من يدها هى،، وحتي زينه او تمره او اى وحده لو حبت تعمله موطرحها كانت جماره ترفض،، وعمره مااستطعم الرز غير من يدها هي،، ومليكه اللي داقه من يدها قبل سابق وعجبه عشان لقاه كيف الرز اللي عتعمله بالظبط..
رجعت جماره لورا وفضلت مراقبه ورد اللي حطت ميه علي النار واستنت لغاية ماغلت وبعدها غسلت الرز وحطته عالميه،، ورمت فالميه عودين قرفه وغطته لغاية مااستوي وكانت من وكت للتاني تقلبه..
بعد مااستوى وتقريبا شرب ميته طفت عليه وسابته يبرد وابتدت بعدها تاخد منه وتضروب فالخلاط مع اللبن وتكبه فحله تانيه لغاية ماخلصت الكميه وعملت كيلوا الرز مع تلاته كيلوا لبن وبعدها رفعته على النار مره تانيه،، ادته كام غلوه لحد مالقوام تخن بطريقه مقبوله، وقامت ضايفه عليه كباية قشطه وقلبتها فيه،، وخدتلها يادوب غلوه وطفت،،
وحطت كيلوا سكر و زرة ملح ليمون عشان تعادل الطعم،،
وحطت كمان كمية بشر جوز هند خشن لا بأس بها،،
وابتدت تصبه في اطباق وتزينه بالمكسرات المطحونه اللي كانت جماره طاحناها مخصوص عشان تكون سهلة المضغ على سنان شيخها،،
ورد خلصت وبصت للاطباق بفخر وهمست : ليكنا خلصنا،، قالتها وبصت لجماره وسألتها بإبتسامه : وين بدى حط الصحون ام تميم؟
جماره خدت نفس وردت عليها،، في التلاجه بتاعة الحلويات يام كامل،، وشاورتلها على تلاجه بابها قزاز كان فيها الحلويات وبس،،
ابتدت ورد تنقل فالاطباق للتلاجه لغاية ماخلصتهم، وبعدها ابتدت تساعد جماره فتشطيب المطبخ بعد العشا وغسل مواعينه،، وانضمتلهم مرت راغب اللي جات من المشتمل اللي بقي مسكنها هي وراغب جوزها،،
اما باقي عيال غاليه فكانوا عيناموا فالمندره مع تميم،، وورد عتنام مع بتها وبت بتها،، اما غاليه فكانت تنام فأوضة تمره..
ابتدت عليا تغسل فالصحون مكان ورد وفوسط ماهي شغاله وجماره كانت بتجلى البوتجاز وتغسله وورد كانت بتلم فالحاجه وترجع كل حاجه مكانها، بصت عليا لجماره وسألتها بفضول:
شيخه فيني اسألك سؤال بس بدون زعل،، يعني فيكي ماتجاوبي اذا مابدك تجاوبي ..
جماره بإبتسامه : له يابتي ليه مجاوبش! اسألي اللي انتي عايزه تسأليه واني اجاوبك من عيوني،،
عليا :تسلملي عيونك ياحئ،، شيخه ليش مابتوظفوا شي مره لتساعدكن بشغل البيت والطبخ والنفخ والتنضيف؟
يعني اعذريني بس انا شايفه ان البيت ماشاله كتير كبير وبده شغل كتير،، وانتي لحالك مابتلاحئي عليه،
وخصوصاً لو زينه والده متل هلا او بيها شي،، او راحت على شي مكان،، وكمان عين الله تحرسم مابتنئصكم مصاري يعني فيكن توظفوا وحده وتنتين؟
جماره بإبتسامه : بصي هو الشيخ قالى الحديت ديه كذا مره وفاتحني فيه كتير وقالي اجيب وحده تريحني وتريح مرت تميم وتشيل عننا هبابه،،،
لكن اقولك الصراحه اني اللي مراضياش،، ولا زينه كمان رضيت..
عليا : طيب لييش؟
جماره : اقولك يابتي ليه،، اولاً اللي كانت عتساعدنا قبل سابق كانت هى اللي مربيه الشيخ حكيم مع امه وكانت شايله البيت كله عشان ام الشيخ كانت مكرمه،،
عليا : شو معناتا مكرمة؟
ورد : يعني عاجزه بنتي مابتمشي،، مشلوله..
عليا : اممم،، ياألله شو صعبه.
جماره :ايوه هي صعبه وخصوصا انها كان ليها سنين وسنين بالحاله دي من صبا حكيم،،
بس كانت ونعم الام، ونعم الانسانه ونعم الرفيقه والناصحه،،مشفتش منها حاجه عفشه فيوم،، الله يرحمها ويحسن اليها نفسها طلبت الرحمه..
ورد وعليا سوا فصوت واحد : الله يرحمها
جماره كملت : بس فا دي كانت كيف ام تانيه للشيخ،، وفضلت سنين عمرها فالسرايا لغاية مالكَبر نال منها،،
ووكتها كانت تجيب بتها خديجه معاها ووخدتها على الشغل فالسرايا وعلمتها كل كبيره وصغيره،،
وخديجه دي زبيده خلفتها على كبر، فكانت من دور عيالي واتربت وسطهم وعلى يد الشيخ حكيم وتعاليمه،،
وقعدت زبيده فدارها لما صحتها خانتها ومبقتش تقدر تتحمل شغل ولا وقفه واستلمت خديجه موطرحها،، وفضلت معانا لغاية ماربنا قسملها واتجوزت اخوي..
عليا بإستغراب : ياع آمتي زوجتي بنت الخدامه لأخوكي؟!!!
جماره بإعتراض : له ياعليا احنا عمرنا ماشفناها اكده،، ولا بصينا لزبيده او لبتها على انهم خدامين،، بالعكس زبيده كانت طول الوكت من معزة عيالنا ومن مقامهم وقيمتهم،،
وعليم الله لو كانت توالم واحد من ولادي وعشقها واشتهاها مره ليه قبل سخاوي اخوي كنت جوزتهاله،،
وعايزه اقولك حاجه كمان،، اخوي ديه مش اخوي شقيق ديه اخوي من أمي بس،، وأبوه كان شغال مع الشيخ غفير،، بس غفير بدرجة اب..
وكمان حاجه تانيه،، انى امي كانت تبيع جبنه خضره فالسوق،، وأنى كنت ابيع معاها،، يعني اصلاً احنا بياعين،، والشيخ حكيم اختارني دوناً عن كل البنته وفضلني عليهم وشافني فوقهم كلهم،، يعنى من يوم يومه مافى حداه حتتة. غني وفقير ولا واطى وعالي..
عليا بإعجاب : الله محيي اصله للشيخ والله،، عنجد أد ماأولت بحئه كلام منيح ماراح اوفيه حئه او اشرح الصورة ياللي انرسمت بعيوني إله، وكل يوم عم تزيد وضوح وإكتمال لكونت لوحة فخر بشخصه الكريم..
جماره : الله يعزك يابتى،، هو ديه الشيخ حكيم وهي دي صورته فعيون وقلوب كل اللي حواليه،، ومها احكيلك او غيرى يحكيلك عنه، الكلام هيكون قليل عليه ومش هيوفيه حقه ابداً...
المهم ياستي من يوم مااخوي اتجوز خديجه واني ععمل كل حاجه بيدي،، ومرضيتش ادخل بيتي مره غريبه لا اعرف اطباعها ولا اخلاقها ولا اضمن انها تصون سر بيتي ومتطلعهوش بره،،
وكمان اني عارفه ان جوزي وعيالي عيستحرموا النظره ومش هيكونوا على راحتهم فالسرايا فوجود مره غريبه عليهم ،،
وهتتقيد حركتهم ونظرة عنيهم،، وبدال ماتكون سرايتهم موطرح راحتهم تتحول لموطرح يهربوا منه وميحبوش القعده فيه،، اذا كان لما وحده عتاجي تساعدني فحاجه عابره عيهملولها السرايا ويمشوا..
عليا بإعجاب : ياألله هو عنجد فيه هيك؟
ورد : اي بنتي فيه هيك ونص،، بسراية الشيخ حكيم راح تلائي كل شي حلو وجميل وغريب ومافى منه بكل الدني..
لسه عليا هترد عليها لكن الاتنين انتبهوا ونزلوا نقاباتهم وهما سامعين صوت نحنحة حكيم من بره باب السرايا وخبطة عكازه عالارض،، علامه على استأذانه للدخول،، ومن بعده صوت راغب ولد غاليه : يلا يلا،،
طلعتلهم جماره من الموطبخ واذنتلهم بالدخول ومن بعدها طلعت عليا وورد،، وطلعت غاليه من اوضة تمره اللي كانت دخلتها عشان تنام فيها شويه بعد مازينه وسلسبيل طلعوا اوضتهَم يرتاحوا..
جماره : ادخلوا ادخلوا،، مفيش حد غريب..
حكيم : السلام عليكم.
جماره : وعليكم السلام ياشيخ..
ورد : وعليكم السلام يعطيك الف عافيه شيخنا..
حكيم رد عليها وعيونه فالأرض : يعافى بدنك يام كامل..
عليا : وعليكم السلام حجي يعطيك الف عافيه،، يعطيك العافيه ابن عمى،، يعطيك العافيه اخي..
الكل رد عليها وحكيم بص لغاليه اللي لساها واقفه على مسافه وعتتاوب وبضحكه قالها : اييه ياتمساحه لساكي مفوقتيش من النوم؟
غاليه ابتسمت وهى عتقرب منه.. يااااه ياحكيم،، الي زمان والله ماسمعت هاد الاسم،، كتير اشتئتله واشتئت لصحبته..
حكيم وهو عيفرد دراعه ياخدها تحت جناحه ويتمشي بيها لغاية الكبه ويقعد ويقعدها جاره ويقولها بحنان :
ربنا يرحمها ويحسن خاتمتنا ويجمعنا بيها في جنات النعيم ونتلاقي كلنا مع ثُلة الاولين..
غاليه : آمين يارب العالمين،، ليك اخي بدي اطلب منك شغله ومشان الله ما تخجلني،، بدي روح زور أبرها لأمي واحاكيها واحس بأنها سامعتني وحاسه بوجودي حدها..
حكيم : ياغاليه قولتلك قبل سابق ان الكلام والفاتحه والصدقه والدعا عيوصل من أي مكان فالدنيا للميت مش شرط تكون فوق القبر؟ زيارة النساء للقبور غير مستحبه..
غاليه : اي اخي بس هاد اذا بتروح المره تندُب وتصرخ وتشؤ اواعيها وتبالغ بحزنها،،
وانا ابداً مابعمل هالشي،، اولاً حرام،، ثانياً اخاف افيئلي شي ميت روحه تتلبسني الشر بره وبعيد،، قالتها ولفت ايدها حوالين دماغها بحركة حمايه خلت حكيم ضحك عليها وقالها،، طيب روحي ياغاليه،، بس ماتطوليش هناك ومتعذبيهاش ببكاكي،، وياريت لو تمسكي حالك ومتبكيش واصل وتخلي زيارتك ليها تشرح روحها وتفرحها من غير اي نكد وعذاب ليها..
غاليه : اي اخي تكرم عينك والله ماراح ابكي ولا شي،، أااالا لو ماسيطرت علي دموع الحنين والاشتياء يعني هاي ماتلومني فيها..
حكيم هزلها دماغه بموافقه وابتسامه عذبه وضمها ليه وباس جبينها، وبعدها انتبه لورد وعليا اللي واقفين ودعاهم للقعاد،،
ماتقعدوا ياجماعه ليه واقفين،، ارتاحي يام كامل،، ارتاحي يابتي،، تعالي ياجماره جاري اهنه.. وطبطبلها بيده علي الكنبه جاره..
اتقدمت جماره عليه وقعدت جاره،، وعليا راحت قعدت جار جوزها راغب،، اما ورد فراحت على المطبخ وغابت شويه ورجعت شايله صينية عليها اطباق الرز بلبن،، وقدمتها للكل وفضل طبقين على الصينيه، طبقها وطبق زياده قالت تديه للشيخ حكيم لو عجبه ، وقعدت وعينها على الشيخ حكيم اللي ابتدا ياكل من طبقه..
حكيم خد اول معلقه وديق حواجبه بإستغراب، وبعد تاني معلقه ابتسم بإعجاب وبص لجماره وقالها : ايه ديه ياجماره الرز النهارده طعمه مختلف واحلى من كل مره!!
جماره حست بإحراج وبصة لحكيم وهو بصلها وحس ان فيه شي غلط بس مش عارف هو ايه!
ورد بفرحه : صحتين وهنا عألبك ياشيخ،، هاد عمايل ايديا ارز عالطريئه الشاميه،، كتير فرحت انو عجبك بألف هنا يارب ليك فيه صحن تاني هون فيك تاكله بالف هنا اذا بدك ..
حكيم هنا تدارك حجم غلطه المش مقصود وساب الطبق من يده وهو عيبتسم ورد، على ورد الشام : تسلم يدك ياام كامل،، ليه تعبتي حالك بس..
ورد : ولو شيخنا تعبكم راحه والله،، بس شايفتك سبت الصحن شكله ماعجبك عنجد؟!!
حكيم : له والله تسلم الايادي،، هو حلوا وكل حاجه بس يعني حسيته تقيل شويه كيف مايكون فيه قشطه واني معدتي متتحملش الحجات دي،،
اني معاكلش غير الحاجه ام دهن خفيف وام تميم عارفه اكده وعتراعي الحته دي فكل وكلي وشربي،،
وعشان اكده معاكلش حاجه غير من تحت يدها هي،،، قالها ومسك يد جماره رفعها علي خشمه وحبها على مرأي من الجميع،، وحركته دي خلت ورد وغاليه بصوا لبعض بحسره،،
وحتي عليا دكمت جوزها وشاورتله عليهم يعني معناها اتعلم،،
اما جماره فبحركة حكيم دي اتردتلها كرامتها اللي كانت علي وشك الاهانه،، وانمحى الزعل من قبل حتي مايتحس بيه..لكن دا بالنسبه للزعل اما الغيره فموضوع تاني..
فضلوا قاعدين وتميم شويه ووصل ومعاه سخاوي،، وقعدوا الرجاله فالجنينه خدوا السهره كلهم مع بعض،، وآخر السهره كل واحد عارف طريق نومته راح نامها..
حكيم دخل اوضته ولقى جمارته قاعده قدام المرايه وعتسرح شعرها،، خلع عبايته وعمته واتقدم منها وقبل مايوصلها لقاها بصاله فالمرايه بغيظ، وعتقوله :
بص اني ورد الشام دي معرتاحلهاش ومن زمان واني حاسه انها عينها منك وابداً حركاتها وكلامها وعمايلها مش خاليين..
حكيم ضحك وقرب عليها وباس خدها وهمسلها فودنها : اعراض دي ياقزينه والمره على ذمة راجل وانتي اكده عتقذفي محصنات،، وكمل بضحكة... بس يابوى عالناس الكبيره لما تغير غيرتها عتكون حلوه قوي ..
جماره بزعل :
قصدك ايه بالناس الكبيره ياحكيم؟!! يعني اني عجزت ومبقاش من حقى احس ولا اغير؟. ايوه اومال ايه ماانت شفت اهل الشام هتعجبك العجوزه اللي معاك بعد إكده،، وبتقليد كملت،، أي شيخنا،، يعطيك الف عافيه،، صحتين وهنا ع ألبك،، تؤبرني..
حكيم ضحك ضحكه صوتها جلجل الاوضه وبعدين اتحولت لإبتسامه وهو عيتطلعلها فالمرايه وهمسلها وهو عيحاول يمسك يدها.. لكنها لأول مره تسحب يدها منه وتشيح عنه بوشها الناحيه التانيه بزعل.. لكن دا برضوا مخلاهش يتراجع عن اللي عايز يقوله وهمسلها :
تكبّر.. تكبرّ
فمهما يكن من جفاك
ستبقى بعيني و قلبي ملاك
و تبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك
نسيمك عنبر
و أرضك سكر
و إني أحبك.. أكثر واكثر
و أنت الثرىَ وانت السماء
و قلبك أخضر..!
و جَزر الهوى، فيك، مدّ
فكيف، إذن، لا أحبك أكثر
فظلى معي مثل عهدي بكِ
وظلي كما شاء لي حبنا أن أراكِ
نسيمك عنبر
و أرضك سكر
و قلبك أخضر..!
وانا ساظل طفل هواكِ
على حضنك الحلو
أنمو و أكبر !
واحبك اكثر واكثر واكثر..
قالها وبالغصب مسك يدها ولما لقاها لساها مقاومه عضها،، ولما اتألمت حب موطرح العضه وهمسلها بعدها :
عحبك ياجمارة القلب والروح،، عحبك وععشقك وعاشق كل تفاصيلك شعرك وطولك الحلوا وكل تجعيده من تجاعيد يدك وجبينك ،،
وحتي لما تزعلي وتغيري وتتهمي قلبي بشح الهوى.. وعيني بإنها بصت لغيرك وغيرك عجبها،، وبرغم ان اتهام الزور عيزعل،، لكني عحبك بعد منيه اكتر واكتر،،
ولا حريم الشام ولا الهند والسند،، ولا حريم العالم يغنوا حكيم عن جمارة قلبه وانتي خابره زين،،
لكني هعذرك وقلبي هيلتمسلك الف عذر وحتي لو الالف خلص هيدورلك ويجمعلك من تحت الارض اعذار..
جماره ابتسمت برضى لكنها لساها مدوره وشها للناحيه التانيه، بس ايد حكيم لفت وشها عليه وهمسلها بصوت عاتب حنون :
لأول مره الجمار يزعل من حبيبه ويبص بعيد عنه ويدارى عنه عنيه وهو عارف ان شيخه عايش على شوفة ضيهم،،
اتطلعي لعيونى ياقلب النخيل وقلب حكيم،،
واوعاكي تحرميه من وصالك،، واتبسمي خلي الدنيا تتلون بلون الفرح فعيون شيخك المسكين..
جماره زادت ابتسامتها وهي عتطلعله وتعد بعيونها كل شعرة شيب فدقنه ومدت يدها علي خده وهمستله :
عحبك ياخليل الروح وخل القلب،،
ربنا مايحرمني منك يامداوي الجروح ومانعها قبل حتي متتكون..
وميلت عليه وطبعت بوسه حانيه علي خده خلت حكيم غمض عنيه وخد نفس وزفره، وفتح عنيه وهمسلها بصوت دايب وهو عيتجول بعنيه فكل معانيها :
اكاد من فرط الجمال اذوب يابت عيشه،، رفقك بشيخك اللي قلبه خلاص كبر وشاخ ومبقاش عيتحمل كتر السعاده،،
قالها ومسك يدها قومها وراح بيها للعالم بتاعهم اللي بنوا فيه قصور على مدار سنين وسنين وكل زياره عيسكنوا فقصر شكل وتتجدد فيه وعود القلوب بالعشق من اول وجديد..
*********************ا
عدى اسبوع والنهارده حكيم الصغير طلع من الحضانه،
وبمجرد مانزل هو وامه من العربيه اندبحت الدبايح تحت رجليهم، واتعملت ليلة قرآن وذكر،،
واتوزعت حلاوته علي بيوت البلد كلها، والناس جات من كل حدب وصوب تحضر سبوع اول حفيد للشيخ حكيم اللي كان طاير من الفرحه بأول حفيد ليه وفعادة
متوارثه من قديم الازل،،
تميم جاب ولده للصوان بتاع الرجاله وحطه فمهد صغير فنص الصوان،،
ونزل عليه النقوط بالكوم لدرجة ان السرير اتملى وفضوه، واتملى مره تانيه وكل دا رد جمايل الشيخ حكيم اللي مغرقه الناس كلها..
فهد ميل على اخوه راغب وهمسله : ليك اخي ابنه لتميم انولد مليونير هههههههه
راغب : الله يحفظه الهن ويخليلهن ياه ياحئ،، ويرزقني بصبي متله يقر عيني وألبي،، ربي لا تذرني فرداً وانت خير الوارثين..
فهد :آمين اخي آمين... بس ليك ابنك ماراح يلائي هيك مصاري ينلفلف بيها.. احنا زلم عأد حالنا عمى،، انا آخرى ليرتين وراح خليه يلبسني شحاطتي بيهن لآخر العمر هههههههه
راغب : عمي مابدنا منك شي بس حل عنا والبوس شحاطتك لحالك،، دخيل الله بدك تشغل ابني خدام مدى الحياة باتنين ليره؟ لا عمى لا والله اذا بتئرب عليه وتحطله اى مصارى لازتهالك بوجهك،، قال يلبسه شحاطته قال،، يااابااااطل عليك ياباطل؟
فهد : روء عمي وشوي شوي علينا شو أولت انا اكلتني بأشوري،، خلاص مابدي ياه يلبسني الشحاطه بس عالئليله يشيلي شنطتي ويمشي ورايا وين مااروح!!
راغب بصله ورفعله حاجبه ومتكلمش وفهد ضحك وحضنه وميل دماغه علي كتفه وهو بيقوله :
عم امزح معك والله،، انا مابيجيني ألب اعمول هيك بأبن اخي الغالي، بس هو يجي وشوف شلون راح ينعامل معاملة الملوك وينحط عالراس.. الله يرزئك عن أريب اخي ويسعد ألبك يا حئ..
راغب وهو بيضم اخوه عليه :
امين اخي امين... وبص لتميم وفرحته وللصوان وهمس لفهد.. هاللمه بينئصها بكر والله،، ياالله شو بحبه هالبكر وبحب أعدته ومزحاته..
فهد : اي والله اخي حاسس ان السفره مانها كامله بغيابه،، الله يشفيله حرمته ويأومها بالسلامه هي وبنته يارب..
راغب: يارب.
حكيم قاعد بيتكلم مع سخاوي فالصوان وفجأه التفت وبص شاف منعم داخل الصوان وهو فكامل هيئته وزينته،،
وماشي بشموخ وريحة عطره فواحه قلبت المكان كيف مايكون متحمم بالعطر،،
وريحة العطر الجميله لفتت أنظار الجميع لمنعم،،
والكل اول ماشافه رفع ايده يهلي بيه ويرحب ويسلم عليه، عشان بقاله كام يوم مش ظاهر في البلد ووسط الناس كيف عوايده..
اما منعم فأكتفى بإشاره من يده للجميع وابتسامة عريضه للمجامله،، واتقدم بعدها من سرير حكيم الصغير وطلع من جيبه رزمة فلوس وحطها جاره،، ولف لتميم وخده بالحضن وباركله ومن فوق كتف تميم بص للشيخ حكيم يشوف ايه رد فعله علي جيته،، لكن الشيخ حكيم كان موطي وشه للأرض ومنكس عنيه ومرفعهمش،، ولا بص لمنعم اللي فهم ان حركة الشيخ حكيم كنايه عن عدم رضى بوجوده وعدم ترحيب وقرر يغادر فالتو واللحظه،،
واصلاً هو مكانش ناوي يقعد من لاول كان جاى يرد جميل تميم اللي عمله معاه فالمستشفي ويعمل الواجب ويروح طوالي...
وبالفعل منعم بعد عن حضن تميم واستأذنه يروح عشان مشغول واتحرك كام خطوه للخروج لكن وقفه صوت حكيم وهو عيقوله :
منعم....
لف منعم للشيخ حكيم وسكت وفضل مستني يشوفه هيقوله ايه واتفاجأ بيه عيقوم من موطرحه ويتحرك ناحيته ويقف قدامه ويقوله :
اتجلد لغاية ماتاكل من عقيقة حكيم الصغير،، اصلاً عيبه فحقى انك تدخل حرم الشيخ حكيم وتعمل الواجب وتطلع من غير ماتاخد واجبك..
منعم : ايوه ياشيخ بسس
حكيم :مبسش اني رايح المندره ومناسيش الحكم،،
بس الأحكام عنتحايلوا عليها عشان العزاز،،،
قالها وابتسم ابتسامه جانبيه، وبص قدامه واتحرك وهمل منعم قلبه عيرقص من الفرحه بسبب كلمه من كام حرف قالها الشيخ لكنها فتحت قدام منعم سرداب للجنه ( العزاز)
قعد منعم فالصوان بين تميم اللي كانت فرحته بولده واخده عقله وعينه طول الوكت على مهده،، وبين سخاوى اللي طول الوكت يبصله من تحت لتحت ويتبسم كيف مايكون ماسك عليه ذله، او عارف عنيه حاجه كل مايتفكرها يضحك،،
منعم فضل ساكت لكنه فاض بيه من سخاوي وفآخر المطاف سأله : هو فيه ايه يابو يوسف،، ايه اللي مضحكك اكده وباسطك ماتضحكنا معاك!!
سخاوي رد عليه وهو بيضحك بصوت : له مينفعش اضحكك معاي
منعم : وايه اللي هيقل نفعه اومال؟
سخاوي : اصلى عضحك عليك،، قالها وضحك بصوت عالي خلى منعم استغرب ورفع حواجبه وفضل باصص لسخاوي اللي فضل يضحك شويه، وبعدها وقف ضحك مره وحده وبصله وبرقله خلى منعم ديق حواجبه بإستغراب اكتر من تقلب حال سخاوي اللي همسله بعد مابص للناس بطرف عينه وشاف ان محدش مركز معاه وخصوصاً تميم :
انى ضحكت على اللي حاصل معاك وهيحصول فيك،،
ودلوك بطلت ضحك عشان اقولك ان بعد حساب الشيخ حكيم هيبدأ حسابك معاي اني شخصياً،، ومن بعدي تميم، ومن بعد تميم بكر، ومن بعد بكر ولدي يوسف،، وعشان عملك شين قوى حتى ابوي هخليه ياخد فيك دور،،
بص احنا هنعملوك كيف حبة البطاطس اللي كل ماتعدى على حد يقشر منها قشره..
منعم ابتسم ورد على سخاوي بثقه وثبات :
وماله ياسخاوي،، اعمل فيا مابدالك انت وأي حد عايز ياخد فيا دور تعالوا،،
اصل لو عشان اوصل لحلمي هدوس على جمر هتحمل،، ومهما الجمر آلمني هواصل مشيي عليه ومش هيأس ولا هعاود...
سخاوي : مبقاش بخطرك تتحمل ولا تكمل ولا تقرب ولا تبعد،، وغصب عنك هتاخد اللي فيه النصيب وتسكت عشان محقوق وغلطك لو غلطته مع غير الشيخ حكيم كان بقاله فصل ومجلس وقعدة رجال عينها مكسوره فقلب ديوان،،
لكن حظك انك وقعت فعرض قاضي القضاه،، واللي نظر وبت وأمر لحاله، من غير مايفضح الدنيا ولا يدخل معاه اطراف..
منعم : الحمد لله دي دعوة ام مرافقاني وساتره طريقي وساتراني قبال الخلايق..
سخاوي ابتسم ابتسامه خفيفه وهو عيقوله :
بس لولا انك تستاهل الدعوه وامك بينها وبين ربها عمار مكنش ربنا استجابلها .. عموما اصبر هبابه وكل اللي شايفه بعيد هتبص تلاقيه فالايد..
منعم بتمني : اديني صابر ياسخاوى،، صابر وراضي بالمكتوب،، قالها واتلفت حواليه على الناس واللمه وبص لتميم وشاف فرحته بولده واتمنى لروحه فرحه كيف اللي فعيون تميم،، لكن سببها يكون شيئ تاني...
اما في السرايا
الكل هايص وعمال يجيب فالوكل ويحط ويشيل والحريم كتير وجماره وورد وحتي غاليه واقفين للناس مع الحريم اللي عيغرفوا ويلافوا وينقلوا،، اما عليا مرت راغب فكانت طول الوكت ماسكه تليفونها وتصور فيديوا فالسابع اللي عمرها ماشافت ولا سمعت عن حاجه تشبهه من كبره وكترة الناس والوكل اللي عيتقدم فيه بغباء، والكل متجمع عياكل،، كل الحريم جار بعضها سواسي..
غاليه : بيكفي تصوير ياحظي وتعى ساعدينا مابيصير هيك كنتي شو بتئول الناس علينا؟
عليا : اي مرت عمي ليكني جايه،، هلأ بنهي التصوير،، اتطلعي للكاميرا هون بدي فرجي الفيديوا لعمي اسامه فرجيه ابتسامتك الحلوه،،، غاليه بصت للتليفون وابتسمت وشاورت بأيدها وعليا هي كمان ابتسمت وهي بتقولها،،، الله عليكي يامرت عمي اي هيك الابتسام والا بلا،،
خلصت بعدها وقفلت التصوير وراحت تساعدهم فنقل الاكل ورصه قدام الناس..
اما فى المندره عند حكيم،، طلع تليفونه ورن علي سخاوي وبعصبيه قاله : سخاوي ليه لساتني سامع صوت الناس يمك لساك مروحتش ولا ايه؟
سخاوى : اديني رايح ياشيخ بس قولت اتأنى هبابه يكون صحي عشان كل مااكلم امي تقولي لساه نايم..
حكيم : اني مليش صالح بالكلام ديه تروح دلوك تجيبلي ابوك،، صاحي تجيبه نايم تصحيه وتجيبه،، انت ليه مش عايز تفهم يابني آدم وجود ابوك جارى فمناسبه كيف دي مهم ليا كيف؟
سخاوي : والله فاهم ياشيخ بس مستني عشان لما حد عيصحيه من النوم غصب عيقوم متكدر كيف العيل الصغير ومش عيبطل عراك وشتيمه..
حكيم :ولو.. برضك هاته،، ويلا هم عشان الطباخين هتغرف ويلحق ياكل من العقيقه.
سخاوي وهو قايم بانصياع لأمر شيخه : حاضر ياشيخ اديني قومت ورايح اهه عشر دقايق ويكون جارك،، قالها وقفل مع الشيخ حكيم ورن على امه وقالها تلبس قوام وتلبس ابوه وتصحيه حتى لو نايم،، وانه جايهم في الطريق ياخدهم وهي قالتله انه صحي من شويه ولبست ولبسته وكله تمام..
وغابها سخاوي بالظبط ربع ساعه فضل فيها حكيم مترقب الطريق ومستنظر رجوعه،، لغاية ماتاق من بعيد بحبيب قلبه ورفيق روحه،،
قام بفرحه وراح عليه استقبله بالحفاوه المعتاده وخده فأحضانه ودخله المندره وقعده جاره،، ولحظة مابص لتقاسيم وش بشندي الضحكانه وهو عيتملي فالموطرح كنه اول مره يشوفه،، وفي الناس والحضور كيف عيل صغير فرحان عشان خدوه معاهم فرح،، ابتسم حكيم برضى وحس ان فرحته الناقصه توها اللي اكتملت..
خدوا السهره وخلص الاحتفال والسبوع والكل ابتدا ينفض من المندره والصوان،، مفضلش بس غير الاهل والقرايب مكملين،،
اللي حوالين الشيخ حكيم فالمندره واللي حوالين الشيخ تميم فالصوان،، واستمر السمر الجميل لحدت اذان الفجر،، وقام الكل وصلوه جماعه فالمندره،،
وكل واحد من بعدها روح على بيته الا حكيم اللي نام جار بشندى فالمندره بعد ماقال لتميم يدخل لامه هو ورايح لعياله يقولها تنام عشان هو جار بشندي النهارده..
وبالفعل قال تميم لأمه اللي اتقبلت الموضوع بسكات وبرغم اعتراضها الا انها عارفه زين ان بشندي آخر ٣ حجات متقدرش تعترض على تفضيل حكيم ليهم عنها ابدا،،
ولا تقدر تجادله عالوقت اللي عيقضيه معاهم ولا ليها حق فالاعتراض،، امه تماضر،، وجمره،، وبشندي،، مثلث المحبه بتاع حكيم اللي راح منه ضلعين ومش باقي غير ضلع واحد حكيم شايله بين رموش عنيه وعيحاديه كيف المى فالصينيه وحط فيه محبة كل اللي راحوا ..
******************ا
اما فى القاهره
عدوا ٣ ايام من بعد سبوع حكيم الصغير واللي سخاوي صور منه مقطع فيديوا فالصوان وبعته لبكر،،
ومن ساعتها بكر ومليكه كل يوم يتفرجوا عليه وتمره كمان معاهم،،
وكل مره تمره تشوف فيها الفيديوا قلبها يفرفط بين ضلوعها وهي واعيه منعم فلقطه عابره قاعد جار تميم ومعيتحدت معاه وهو مبتسم،، وشكله ولبسه وهيبته كيف هيبة الملوك وقاعد مالي مركزه والجلابيه هتاكل منه حته والعمه شكل زيقزاق العبايه وبنفس اللون،،
وحاطط يده ففتحة صدر الجلابيه ورفع عنيه اتلفت عالناس بتقل،، واللي يشوفه يقول عريس قاعد وسط معازيمه ومش ناقصه غير عروسته تقعد على شماله..
تمره خدت الفيديوا من تليفون اخوها فغفله منه على تليفونها وفضلت كل شويه تشغل الفيديوا وتوقفه على صورة منعم وتفضل باصالها وتكون دي اول حاجه تفتح عليها عنيها وآخر حاجه تغمضهم عليها..
والنهارده نامت عليها كالعاده واستنته يزورها فأحلامها كيف كل ليله، لكنها صحيت على كابوس وصوت خبط ورزع جامد خلوها قامت من النوم مفزوعه وراحت جرى علي الباب تفتحه بخوف،، لكنها قبل ماتوصل سمعت بكر عيصرخ فيها من بره ويقولها :
تمره تعالي قوام مليكه جالها طلق ولو اتأخرت بيها دقايق عنق الرحم المربوط هينفجر،،
وهي سمعت اكده وفتحت الباب وطلعت لقت بكر شايل مليكه اللي عتبكي وماسكه بطنها بخوف وحالها حال ورامح بيها على تحت،،
قوام تمره خدت نقابها من على الكنبه واسدال الصلاة اللي كان عليها برضك وجريت ورا بكر لتحت بعد ماقفلت باب الشقه وراها،، وفضلت تلبس علي السلم وهي نازله وراه تجري،، لما مقدرش يستني الاسانسير..
ولغاية ماوصلوا العربيه كانت كملت لبس نقابها واسدالها وقعدت ورا جار مليكه اللي حطها بكر فالكرسي الوراني وركب العربيه وطلع بسرعه جنونيه،
وطول ماهو ماشي عينه عليها ورا والطريق قدامه مش عيلتفتله الا التفاته من وقت للتاني..
وصلوا نص المسافه تقريا في ١٠ دقايق وفجأه طلعت صرخه قويه من مليكه برجلت كيان بكر وخلته داس بنزين بكل قوته واعصابه انهارت انهيار تام وخصوصاًمن بعد جملة مليكه،، اللي رفعت عنيها الحمر عليه فالمرايه وهمستله بخوف،،
بكر اني حاسه اني هموت ممتحملاش الوجع،، شكلي مش هلحق اوصل المستشفي،،
بكر زعق فيها بصوته كله : اخرسي يامليكه اخرسي انتي مش هتجرالك اي حاجه سامعه..
مليكه بتعب : بكر لو جرتلي حاجه خليك فاكر اني عحبك قوي...
قالتها وغمضت عنيها واتسندت على كتف تمره باستسلام خلت بكر صرخ بصوت جلجل سكون الليل وهو عيقولها : مليكاااااه.. لو مقومتيش وفتحتي عنيكي حالاً اني هموتك انتي سامعه،، ساااااامعه،، مليكه قومي احنا وصلنا خلاص..
وللحكايه بقيه....
جماره
الجزء الثاني البارت 40
بكر وصل المستشفي ونزل من العربيه، فتح الباب وخطف مليكه اللي كانت بين الحيا والموت،
ودخل بيها كيف الاعصار وهو عيزعق بعلوا صوته : داااااكتور قوام حالة ولادة متحتملش التأخيير..
خلص جملته ومع دخلته وجريه اتلم عليه طاقم كامل من الدكاتره والممرضين وطبعاً لانها مستشفي خاصه الاهتمام فيها كان مضاعف، وقوام خدوا منه مليكه لما شرح للدكاتره الحاله بطريقه علميه، واكدلهم انها مش بتعاني من اي امراض مزمنة،
وقالهم علي فصيلة دمها وكل معلومه محتاجين يعرفوها عن الحاله وفوراً مليكه دخلت اوضة العمليات،،
وهو بص شافهم واخدينها منه على الترولي وبيدخلوا فيها اوضة العمليات وهي فتحت عنيها الدبلانه من الالم وبصتله بعيون باكيه،، وهو جن جنونه وبص للدكاتره وقالهم بكل حزم :
اني داخل معاها العمليات..
الدكاتره : مينفعش يااستاذ ممنوع اوضة العمليات مش اي حد يدخلها..
بكر بعصبيه : اني مش اي حد اني دكتور فكلية الطب،، وجوزها ومش هسيبها،، وشرحتلك ان الحاله خطيره وانت واقف تتحدت معاي وسايبها، واني لو جرتلها اي حاجه هحملكم المسئوليه كامله وافصلكم من النقابه،،
الدكتور : يابني احنا مبنتهددش،، واتفضل روح امضي عالاقرار بانك موافق علي العمليه واديهم بياناتك بره يأما تاخد مراتك وتتفضل من هنا..
بكر سمع الكلمتين دول وهجم على الدكتور ومسكه من هدومه وكان هيبتدى ضرب فيه، لولا ماباقي الدكاتره اتدخلوا وخلصوه من بين ايديه، ومنهم دكتور خده علي جنب وقاله :
اهدا طيب اهدا،، انت عايز ايه دلوقتي عايز تدخل معاها؟ طيب تمام،، بس فالاول امضي الاقرار، وورد فالخزنه واملا استمارة البيانات وتعالا اتعقم وادخل معاها..
بكر بصله واتلفت حواليه وشاف تمره واقفه علي جنب خايفه ومرعوبه من الموقف وعنف بكر ،،
راحلها وطمنها وطلعلها الفيزاكارد من المحفظه واداهالها،، واداها بطاقته وقالها تنزل تدفع التكاليف وتملا البيانات ورجع علي الدكاتره تاني وقالهم:
كل حاجه هتتعمل،، ودلوك حد يجيب الاقرار اللي همضي عليه ويلا عشان كتر التاخير محدش هيتحمل مسئولية اللي هينجم عنه غيركم...
قالها واتحرك ناحية الاوضه اللي شاورله عليها الدكتور وهو بيقوله يدخل يتعقم الاول،، ودخل بالفعل وواحد منهم دخل معاه واتعقموا هما الاتنين ودخلوا اوضة العمليات سوا..
بكر دخل لقي لسة دكتور التخدير هيبتدي يخدر مليكه بعد مافوقها كويس وهي قاعده مرعوبه وحاضنه الممرضه بخوف ومديه الدكتور ضهرها وبتبكي من الالم،، وبمجرد ماشافت بكر صرخت بأسمه ومدتله ايدها بإستنجاد زي ماتكون غريق ولقي القشايه اللي هيتعلق بيها..
بكر جري عليها وبعد عنها الممرضه وخدها فحضنه هو،، وابتدا يطبطب عليها ويهمسلها فودنها بانها متخافش وانه جنبها عشان يطمنها ويهديها،، وهي لفت اديها حواليه بقوه ودفنت دماغها فصدره كيف ماتكون عيله صغيره مستخبيه فحضن ابوها،،،
خدر الطبيب مكان الحقنه وطهره وشاور لبكر عشان ياخد باله منها متتحركش وبالفعل بكر ضمها ليه جامد،، وحجم حركتها بأديه ورجليه،، وحركته دي خلتها رجفت من الخوف،، وبمجرد مالدكتور غرز الحقنه بين فقرات ضهرها صرخت صرخه خلت قلب بكر اتخلع من موطرحه،،
وشويه شويه ابتدا جسمها المتشنج يرتخي فحضن بكر،، وأول مالتنميل ابتدا يسري فرجليها قالت لبكر،،
وهو نومها على السرير وغطاها بالقماش الاخضر بتاع العمليه وكشف الجزء المطلوب من بطنها،،
واتقدم وكتها الدكتور اللي كان موسعله المجال بقدر الامكان لما شافه كيف حريص علي مرته من لمسة دكتور البنج ومخلاهوش يعملها اي حاجه غير حقنة البنج واللي كان واضح انها كانت علي عينه،،
ابتدا الدكتور يفتح بطن مليكه بسرعه ودقه وبكر طول الوكت واقف معاه وماسك ايد مليكه وعينه مره عليها ومره على جرحها وحاسس ان المشرط عيمزع فقلبه مش فبطن مليكه..
دقايق وكان الدكتور واصل للرحم وفاتح،،
وساب المشرط ودخل ايده خاليه وطلع ماسك بيها دماغ صغيره،، وابتدا يطلع حته من بكر كانت فحشا مليكه،،
ومع بروز كل جزء منها وطلوعه برا بطن مليكه،، بكر كان قلبه يرفرف بقوة كيف عصفور عيتعلم الطيران جديد،،
وبعداكتمال طلوعها طلعت معاها روح بكر من جسمه وحضنتها،،
ومع سماعه لصوت بكاها انشرح صدره ،، وبص لمليكه وضحك بفرحه وميل عليها وهمسلها،، بتنا جات على الدنيا بسلام يامليكه،،
حته من روحي وروحك اتحدوا واتجسدوا في لحم وم.
مليكه رفعت دماغها وبكر سندهالها بيده وبصت لبتها اللي كان الداكتور عيقطلعها الحبل السرى وضحكت وبصت لبكر بعيون مرقرق الدمع فيها ومش مصدقه روحها من الفرحه وهمستله بعدم تصديق،، بتي يابكر،، اني بقيت ام!!
بكر وهو عيميل عليها ويبوس جبينها همسلها،، احلى ام في الدنيا،، قالها وانتبه للدكتور اللي كان عيدي اوامر للممرضه انها تطلع بالبنت للحضانه بسرعه عشان يفحصوها ويشوفوها لو عندها مشاكل ومليكه سمعت اكده وبصتله بقلق وهمستله،، اشوفها لاول قبل ماتاخدوها على اي موطرح،،
شاور الدكتور بعنيه للممرضه بالموافقه وهي اتقدمت من مليكه وحطتهالها علي صدرها ، ومليكه باستها بحنان وخدت نفس منها وبعدت عنها واتملت فوشها وبعدها مدتها للممرضه وبصت لبكر وقالتله :روح معاها يابكر متهملهاش..
بكر : واهملك انتي يعني؟
مليكه : اني زينه الدكتور هيقفل الجرح وخلاص لكن بتي معارفهاش زينه ولا له،، روح يابكر واطمن وطمني عليها وبعدين بص لحالها شوف صغيره كيف ياعمري! ..
بكر هزلها دماغه بموافقه وسابها وطلع مع بته للحضانه لكن بعد مانبه علي الدكتور انه يخيط لمليكه خياطه سحريه بحيث انه ميكونش للجرح الا اثر خفيف ميبانش واكد عليه وقاله ميقفلش الجرح بالبلاستر والشاش غير لماهو بنفسه يعاودله ويشوفه ،،
والدكتور هزله دماغه بموافقه..
طلع بكر للحضانه وراحت تمره معاه،، وبته طول الطريق شايلاها الممرضه وعيونه محادياها خطوه بخطوه وحاسس انها شايله قلبه بين اديها،،
وصلوا الحضانه وتم الكشف علي البنت وطلع حجمها حلوا بالنسبه لمولوده في الشهر السابع، وكل اجهزتها الحيويه تمام، لكن لقيوا عندها نسبة صفرا هتضطرهم انهم يحطوها في الحضانه كام يوم،،
شالوا المفرش من عليها وحطوها في الصندوق القزاز،، وبكر وتمره باصين عليها من ورا القزاز ومبتسمين وهما شايفينها قد ايه صغيره كد كف اليد،،
لكن رغم ديه صوت بكاها كان مزلزل الحضانه كلها، ومن أول ما دكتور الحضانه شال الغطى الملفوفه بيه وهي ماسكتتش كأنه ضربها او عملها حاجه تزعلها..
تمره بتعجب : يامرى علي حسك يابت اخوي،، طالع منين ياحزني الحس ديه كله؟ بتك طالعه حلبيه يابكر!!
بكر ابتسامته عرضت وهو باصص لبته ورد على تمره،، بت مليكه عايزاها تطلع ايه يعني غير حلبيه؟ قالها وضحك بفرحه وهو واعي بته عتحرك اديها ورجليها بغضب وتحرك دماغها زي ماتكون مش موافقه ولا راضيه بالقطن اللي حطوه على عنيها،، ولا راضيه بالمكان اللي هي فيه اصلاً..
تمره همست وهي عترد علي كلام بكر بصوت مسموع : وبتك انت كمان ياحظي،، وهو يعني انت بتك هتطلع سفيرة نوايا حسنه؟!!
بكر سمعها وبصلها وضربها علي دماغها من ورا بهزار وهو عيقولها :
اتلمي اني اخوكي عيب تذمي فيا،، وخصوصاً قدام بتي،، اكده هتشوهي صورتي قدامها،، من اهنه ورايح مفيش تعامل معاي غير بكل احترام ليا قدام بتي احسن نفسيتها تتعب علي ابوها وتتأثر،،
ودلوك يلا هنزلوا عشان اشوف مليكه واطمن عليها واسيبكم واروح اجيب تليفوني واكلم ابوي وامي وابشرهم واطمنهم واجيب غطا وكام حاجه اكده لزوم البيات فالمستشفي.
تمره : ماشي بس اوبقا هات تلافوني معاك وانت جاى،، والشاحن بتاعي عشان اتسلي فيه واني قاعده،، ومتنساش وانت راجع تجيب فرخه لمليكه تتقوت بيها لما يسمحولها بالوكل..
بكر : حاضر مهنساش بأذن الله،، خلصو كلامهم وهما ماشيين لغاية ماوصلوا قدام اوضة العمليات،،
وتمره استنت وبكر دخل الاوضه من غير استئذان،، وفي ثواني بقى فوق راس مليكه،، وهي اول ماشافته بصتله بتساؤل وهو همسلها:
زينه يامليكه وكيف القرده محدش عارف يسكتها عسكرت الحضانه،، طالعه لامها هههههه ،،
مليكه غمضت عنيها بتعب وهي عتحمد ربها وتشكر فضله عشان اداهم تعبهم هي وبكر،،
وحتي هو عمل زيها وحمد ربه،، وبص بعدها للدكتور يشوفه عيعمل ايه،. وكان الدكتور عيخيط في اخر حته في الجرح بتاعها،،
بص عليه بكر وشاف انه خيط الجرح بطريقه تجميليه وعمل زي مابكر وصاه وابدع في تجميل الجرح..
وبكر ابتسمله برضى وابتدا يساعده في شد البلاستر على الجرح،،
وبعدها الدكتور طلع ودكتور التخدير كمان ومفضلش فالاوضه غير بكر ومليكه وعامله كانت عتمسح الارض وممرضه كانت عتشيل فأدوات العمليه،،
بكر شال مليكه وحطها علي الترولي وغطاها وطلع بيها بعد ماراضي العامله وحتي الممرضه اداها حلاوة بت بكر الغاليه..
راح بيها على الاوضه اللي ودته ليها العامله ودخل مليكه وشالها بشويش نومها علي السرير وحب جبينها واطمن عليها وساب معاها تمره،، وروح يجيب اللي قال عليه..
وصل الشقه وطلع بسرعه وابتدا يجيب الحاجات اللي محتاجينها،،
وكان هينزل لما كمل كل حاجه لكنه وقف وهو حاسس انه نسي حاجه،،
وابتدا يسال روحه بحيره ياتري ناس ايه،، ياتري ناسي ايه،، وضرب جبينه بكف ايده عشان يفتكر وبالفعل افتكر وكان تليفون تمره..
راح على اوضتها ودخل بص يمين وشمال وشاف التليفون علي السرير دخل خده وحطه فجيبه وطلع،، وخد كل الحاجه ونزل علي المستشفي..
وهو في الطريق طلع تليفونه عشان يرن على ابوه ويبلغه بأن مليكه ولدت،،
لكنه اتراجع لما بص فالساعه ولقاها داخله على اتنين، وقال تلاقيه نايم دلوك بلاش يقلقه،،
لكن اللي ممكن هيلاقيه صاحي فوكت زي ديه تميم،،، فتح تليفونه وطلع رقمه ورن عليه لكنه اتفاجأ ان تليفونه خلص منيه الرصيد..
رجعه تاني لجيبه وطلع تليفون تمره يعمل منه المكالمه،،
فتحه وبص قدامه علي الطريق ولساه هيدخل علي المكالمات لكنه وقف وهو شايف صورة منعم متصدره الشاشه وعرف انها من فيديوا السبوع،، زفر وقفل التليفون تاني ورماه جاره علي الكرسي بديق وبقاها من اي اتصالات وكمل طريقه لغاية المستشفي..
خد الحاجه من العربيه ونزل وراح بيها علي اوضة مليكه،، وادي الحاجات لتمره وخلي تليفونها للآخر،، ولما جه يديهولها تعمد انه يديهولها مفتوح وصورة منعم على الشاشه..
تمره لما مدلها بكر التليفون وشافت صورة منعم جسمها انتفض وحست قلبها هيفط من بين ضلوعها و بصت للأرض بحرج وخجل من بكر وهي مش عارفه هتقوله ايه لكن اللي قاله بكر فاجأها وخصوصاً انه قاله بنبره هاديه تمره استغربتها..
بكر بعتب : برضك اكده بت الشيخ واخت الشيخ تفتح مجال لابليس عشان يصيبها بسهام النظره الحرام ياتمره؟
تمره بلجلجه : سسامحني ياخوى انا مكنتش اقصد ان أآاا..
بكر قاطعها وهو عيقولها :عارف ياتمره انه غصب عنك وانه حكم سلطان،،
لكن مش كل الاحكام تنفع تتطبق على كل الناس يابت الشيخ حكيم،،
انتي غير الكل ولو الغلط عرف طريقه للكل المفروض يجي لحدك انتي ويوقف،، عشان متضيعيش تعب ابوكي عليكي وعلى ربايتك اللي غير ربايه كل البنات،،
ولا سنين عمره اللي فضل يعدك ويعدنا فيها لمحاربة شياطينا ومدنا بالعده والعتاد َمن قرأءنا وسنة حبيبنا وحط حوالينا سور من مخافة الله..
تمره من كتر مالموقف كان لا تحسد عليه حست روحها مخنوقه وعايزه تبكي وتصحح الصوره اللي خدها عنها اخوها بكر بأي طريقه،،
لكنها مش لاقيه اي طريقة لغاية مادموعها نزلوا غصب عنها وبكر لما شاف دموعها قرب عليها ومسك يدها وشدها وقعد وقعدها قصاده علي الكنبه وهمسلها بمحبه :
اني يابت ابوي مش عقولك اكده عشان تبكي ولا تتحرجي مني ولا قاصد ابكتك ،، اني عقولك اكده عشان رايد بيكي كل خير،، عايزك تكوني صبوره وجلوده وتتحملي كل حاجه حتى الاشتياق،،
عايزك لو النظره سهام ابليس تكون جفونك دروع تصد عن عينك السهام لما تغمضيهم وتغضي بصرك بيهم،،
عايزك تصومي ياتمره عن كل اللي عتشتهييه روحك،، عشان ربنا لما يعرف انك صمتي عن كل ماهو مرغوب لقلبك وروحك يديكي الثواب كامل،،
ويجي عليكي من بعد الصيام عيد وتفرحي كيف اي صايم لما يفرح فرحتين،،
فرحه عشان مخالفتيش شرع الله ولا وقعتي فحدوده،، وفرحتك لما يغنيكي بحلاله عن حرامه،، لما يشوفك تركتي حرامه مبتغاة رضاه..
تمره هزتله دماغها بتأييد لكلامه واتأسفتله وخدت التليفون منه حزفت الفيديوا واستغفرت ربها بصوت هامس وندم واضح،، واول ماعيملت اكده بكر خدها فحضنه وباس جبينها وهمسلها :
هفضل طول عمري اقولك تسلمي يارفعة الراس..
مليكه بإعتراض : مش كفايه غراميات وتلاحظوا ان فيه وحده والده اهنه معاكم والمفروض كل الحنان والاحضان والهمسات دي توبقي ليها هي؟
بكر بصلها وابتسم وقاملها وراح حداها وقعد جارها علي السرير ومسك يدها وباسها وميل عليها وهمسلها..
اصبري على رزقك وكل اللي جاي هيكون حنان واحضان ليكي انتي وبس،، بس اللي ميزهقش،، قالها وغمزلها بشقاوه وضحك وهي ابتسمت علي حديته ودارت وشها بيدها من غير ماتتكلم... وبكر شاف خجلها وثارت براكينه...
****
اما تمره فإستغربت جداً مرور موضوع منعم وصورته اللي على تليفونها مرور الكرام على بكر وكل اللي عمله انه نصحها بهدوء،، والغريبه ان نصحه ليها نصح واحد عاذر ومقدر تعب قلبها؟
فضلت تسأل روحها بعجب ياترى ايه سر العقل اللي نزل عليه ديه مره وحده وسر تغييره،، ولقت الإجابه طوالي لما بصتله وشافته مميل على مليكه وعمال يهمسلها وتضحك وهو يضحك معاها بعيون عتلمع من الفرحه،،
وعرفت ان دا سر تأثير مليكه عليه وتأثير حبها على قلبه وفرحته بيها وببته ،، وانه لما داق العشق على يدها عذر غيره وبقي يشوف الدنيا والناس بعين قلبه ،،
وآمنت تمره بإن الحب عيعمل المعجزات،،
فضلت بعدها ساكته وسرحانه فى ملكوتها الخاص،، واللي فيه قادره تتحرر من كل القيود والقوانين،
وتعيش بحريه وتتجرد من كل القاب واسباب تمنعها من انها تعيش حياتها زي اى وحده مع الانسان اللي قلبها يختاره وعقلها يأيد الاختيار ده،،
لكن سرعان مارجعت تاني من عالم الخيال على صوت بكر اللي عينادي عليها،،
تمره،، ياتمره!!
تمره : هاه،، ايوه يابكر عايز حاجه؟
بكر : ايوه عايز،، بقولك رنى على تميم وقوليله ان مليكه ولدت خليه يبلغ الجماعه فى البيت..
تمره : حاضر يابكر،، بس اني عقول خليها كمان هبابه يعني مع قرآن الفجر اكده عشان تميم وكلهم عيكونوا صاحيين فى الوكت دا،، وهو خلاص يعني مش باقي وكت كتير كلها ساعه ويبداء القرآن..
بكر : معاكي حق،، طيب ناميلك هبابه انتي ياتمره ريحى جسمك،، ناميها الساعه الباقيه علي الفجر دي وانى ابقى اصحيكى، اديني قاعد جار مليكه واطمنا على جماره الصغيره..
مليكه : هتسميها جماره؟
بكر : ايوه يامليكه هسميها جماره،، ويارب تطلع كيف جماره فكل حاجه وتاخد منها كل اطباعها..
تمره : ايه يامليكه مش عاجبك اسم جماره ياك؟
مليكه : له عاجبني وكل حاجه،، بس يعني اسم قديم وغريب وهيكون موضع جدل واسئله كتيره ليها عن معناه، وسبب تسميتها بيه، وخصوصاً في المدرسه وسط اصحابها..
بكر بصلها وديق حواجبه وسألها : يعني؟
مليكه : ميعنيش ولا حاجه،، اني عارفه انه من محبتك فأمك عايز تسمي بتك على اسمها ودا حقك،،
بس يعني اني عقول اننا نسميها فالحكومه اسم تاني وننادولها فالبيت جماره،، واهو يبقي معاها الاسمين،، وديه نفس اللي هعمله لو خلفت واد،، هسميه في البيت عواد على اسم ابوى وفالحكومه نسموه اسم تاني..
بكر بإستنكار : عواد!!!
مليكه رفعتله حاجبها واكدتله الجمله : ايوه عواد فيه ايه الاسم؟
بكر :مفهوش بس يعني اسم عواد ديه مين عيسميه دلوك يامليكه؟
مليكه : يعني هو اسم جماره اللي منتشر ومالى الدنيا يابكر،، ماديه زى ديه!
بكر بصلها وديق عنيها وهمسلها : له يامليكه ديه مش زى ديه وولدي مش هسميه عواد ابداً،، كيف يعني ابقي اسمي ابو عواد والاسم يفضل مربوط بإسمى لآخر العمر!! له مهيوحصولش..
مليكه : مش بِقولك،، اني مش هقول لولدي غير عواد والنقب غلاب.
بكر :مهيوحصولش..
مليكه : هيحصل
بكر :مليكه!!
مليكه : بكر!!
لحظات سكون عدت وكل واحد فيهم باصص للتاني كيف ديك حراجي نافش ريشه ومستعد للعراك،،
وتمره باصالهم ومبتسمه على النديه اللي بينهم والمناطحه المستمره، واللي شكلها هتفضل طول العمر بينهم ومهما كانت المحبه فقلوبهم لبعض هتفضل شوكتهم واقفه...
هزت دماغها بيأس منهم واتمددت ونامت وهملتهم لنقارهم وغمضت عنيها وراحت في النوم..
اما مليكه وبكر بعد حرب ضايه بالنظرات المتحديه همس بكر لمليكه وهو عيهز دماغه بوعيد : ماشي يامليكه ساهله .
مليكه بخبث : يعني وافقت على اسم عواد صوح.. قالتها وابتسمت بفرحه كدابه لكن بكر قطع ابتسامتها الكدابه لما قالها بهمس من بين سنانه :
له يامليكه موافقتش،، وعند فيكي وفأسم ابوكي مهسميش البت جماره،، وابقي شوفي هتتلائمي وتتسبلي بأيه عشان تسمي عواد..
مليكه كانت هتبتسم لكنها كتمت الابتسامه واتصنعت الجديه وهي عتقوله :
إكده يابكر! يعني خدتها عند؟!!
بكر :له خدتها من قصيره وعميلت اللي هيريحك عشان عارف اني مهقدرش على لؤمك وفجرك اللي ممكن يوصل بيكي انك تسمي الواد عواد فعلاً عشان تكيديني.
مليكه لما سمعت اكده حررت ابتسامتها وردت عليه بدلع :
واااه يابكر اني إكده!؟
بكر : ايوه يامليكه اكده ونص كمان،، ولعلمك هقول لامي انك مرضيتيش تسمي البت على اسمها..
مليكه : هقول كداب،، واصلاً اني مااعترضتش اني قولت نسميها اسمين جماره للبيت واسم تاني للمدرسه وحياتها الخارجيه..
بكر : له خلاص لا خارجيه ولا داخليه،، اني بتي هسميها موده..
مليكه بصتله بطرف عينها وسألته بخبث : اشمعنا موده؟ الاسم ليه ذكريات عندك ولا غالي عليك ولا ايه؟
بكر بخبث : فوق ماتتخيلي
مليكه برقت عنيها ولسه هترد عليه لكنه حط صباعه علي شفايفها يمنعها من الكلام وهو بيهمسلها :
خلاص ياام موده خلص الحديت،، ولا فيه جماره ولا عواد مفيش غير مودة وبس..
مليكه ابتسمت وبصت فعنيه وهمستله بطاعه : براحتك يابو موده،، بتك وسميها كيف ماتحب،، قالتها وهمست لنفسها :
وعلي حسب مااني ارضىَ..
مرت ساعه بعدها، وابتدا قرآن الفجر وبكر صحى تمره عشان تقعد جار مليكه ربما تحتاج حاجه،
وهو راح طل على بته قبل ماينزل الجامع يتوضى ويصلي الفجر ومن بعد الصلاة سجد شكر لرب العالمين علي نعمته اللي انعم بيها عليه..
خلص صلاة وطلع شحن رصيد في تليفونه واتصل على ابوه :
حكيم بعد ماصلي الفجر كان في المندره عيسبح ويقول ورده و شاف بكر عيرن استغرب ورد عليه بلهفه :
ايوه يابكر ياولدي فيه حاجه،، انتو بخير،، مرتك واللي فبطنها بخير؟
بكر : اطمن يابوي كلنا بخير،، اني متصل بيك ابشرك ان مليكه ولدت وقامت بالسلامه وجابت موده.
حكيم بفرحه وارتياح : مبارك ياولدي مبارك،، الحمد لله حمدا كثيراً طيبا مباركاً،، ويازين الاسم والله،، سبحانه من جعل بينكم مودة ورحمة من بعد قساوة القلوب على بعضها.. ربنا يزيد الموده ياولدي بيناتكم ويديمها.
بكر : آمين يارب،، كان نفسي اسمي جماره يابوي بس بت الكل... بت الزمارتي قالتلي واني كمان هسمي عواد بس اجيب واد،، خلتني كنسلت الاسم خالص..
حكيم بضحكه : هههههههه قردة ناصحه عتعرف تلف الحبل حوالين القرداتي بتاعها وتلاعبه ..
بكر :ايه معني كلامك ديه يابوي؟
حكيم : مليهش معني ياولدي،، ربنا يهنيك بمرتك وبتك ويديم عليكم الفرح،، تحب اجيلك ولا ابعتلك اخوك طيب،، مليكه عايزاش حد من ناسها جارها نبعتوه؟
بكر : له يابوي مفيش داعي،، هي كلها اسبوع واجيبها واجيب البت ونعاودوا البلد..
حكيم :تيجوا بالف سلامه ياولدي،، وهيكون فإنتظاركم حفلة سبوع ملوكي في استقبال تاني المؤنسات الغاليات من ولد الولد ،،
بكر : ربنا يحفظك لينا يارب ياشيخ قلوبنا،، ابقي قول لامي..
حكيم : لازمن افرحها امال ايه هقفل معاك وابشرها طوالي..محتاج حاجه، عايز فلوس اخلي اخوك يحولك؟
بكر : له يابوي الخير كتير والحمد لله،، وسكت شويه قبل مايكمل حديته بنبرة امتنان :
شكراً ياشيخ،، شكراً على كل حاجه يابوي..
حكيم بإبتسامه : العفوا ياولدي ديه واجبي ناحيتك ورسالتي،،، ومحبتي ليك..
قالها وكان قاصد انه يقدم الواجب والرساله على المحبه كيف مابكر قدم الشكر للشيخ قبل الاب،،
واتوكد منها حكيم ان بكر قر واعترف بحكمته فإختيار مليكه ليه وتصميمه عليها،،
واعترف لنفسه انها انسب وحده في الدنيا ليه،، وأخْر المحبه عشان المحبه صفه من صفات الابوه اللي ذكرها بكر فآخر كلامه ..
قفلوا التنين مع بعض وكل واحد فيهم مرتاح من تلا التاني، وقلبه بارد من ناحيته،، وبمجرد ماحكيم قفل رن على جماره وقالها الخبر وفرحها..
جماره : الف حمد، الف حمد وشكر ليك يارب،، بس ياربي يعني ناقصه بت بكر ومليكه تنزل سبيعيه بخلق ديق،، هي كانت عايزه يعني مكفايه اللي هتورثه من ابوها وامها!؟
حكيم بضحكه : الخلق الديق والعصبيه عتترود ياجماره، والتطبع عيناطح الطبع وساعات عيغلبه،،
وبعدين متقلقيش العرق دساس مش يمكن تاخد طبع جدتها جماره وتطلع ست الستات وست العاقلين اللي في الدنيا،،
جماره ابتسمت من كلام حكيم الحلوا ليها،، واللي قادر انه يضفره مع اي حديت وفكل وقت، كيف مايكون عيفكرها كل دقيقه بإنها افضل نساء الكون فعيونه..
جماره. بمحبه : تسلم وتعيش ياشيخي وحكيم قلبي..
حكيم : تسلمي انتى لشيخك يالبة قلب شيخك وتاج قلبه..
ضحكت جماره بخفه وقفلت معاه الخط وهي طايره من الفرحه،
وطايره من محبه متأصله فالقلوب مهما مر عليها الزمن لا عتكبر ولا عتشيخ ولا عتقل مع الايام،،
بالعكس دي مع مرور الوكت عتصير احلي واجمل كيف ريحة عطر كل ماتمر السنين عليها عتتعتق وتفوح ريحتها الحلوه بذيادة..
**********************ا
عدت الايام قوام وعدى اسبوع فلمح البصر واليوم ميعاد خروج موده بت بكر ومليكه من الحضانه والتنين راحوا عشان يجيبوها وفاتوا تمره فالشقه تلم فيها وتقفل فكل حاجه وتحضر فالشنط عشان راجعين على البلد بكره..
وصلت مليكه وبكر للمستشفي وراحوا الحضانه عشان يستلموا بنتهم وكلهم لهفه، وقلوبهم هما الاتنين بترقص من الفرحه،،
ومن اول ما البنت خرجتلهم علي ايد الممرضه ومليكه اخدتها منها وضمتها لقلبها،، حست بإحساس لا يمكن يضاهيه اى احساس تاني في العالم،،
وبصت لبكر وضحكت وبعدت البنت عن حضنها وادتهاله عشان هو كمان يضمها لقلبه ويحس بنفس احساسها ويفرح بعد التعب بطرح روحه..
نزلوا بيها بعد اكده وركبوا عربيتهم ومروحين على بيتهم، وفجأه البنت اللي كانت نايمه دخلت فنوبة صراخ غير معروفة السبب،،
وبكل صوتها، وترفص باديها ورجليها بكل غضب، ومليكه اتبرجلت احوالها مش عارفه تسكتها كيف ولا تعمل معاها ايه، وبكر هو كمان اتوتر وخاف على البت لدرجة انه ركن العربيه علي جنب وابتدا يفتش فيها هو ومليكه ويشوفوا بتبكي من ايه وخصوصاً ان الممرضه قايلالهم انها لسه واخده رضعتها وشبعانه!!
قلق سيطر عليهم وخوف ومبقوش عارفين يعملولها ايه، ولا يتصرفوا كيف لدرجة ان مليكه بكت، وبكر كان هيبكي الا شويه وهو واعي البت عتفر وتندلي من البكا وتتقلب كيف السمكه في الزيت،، وكان هيعاود بيها للمستشفي تاني، لكنه افتكر حل اسرع وطلع الموبايل ورن علي رقم دكتور الحضانه،، وبمجرد مارد عليه الدكتور صرخ فيه بخوف..
يادكتور الحقني موده فجاه بقت تصرخ ومش راضيه تسكت ومحدش فينا عارف فيها ايه ولا مالها؟
الدكتور بهدوء : اهدي يادكتور بكر متقلقش دا العادي بتاع بنتك هي كده بتعلن انها صحيت وبتقولكم صباح الفل ههههههه
بكر استغرب من كلام الدكتور وطلع بره العربيه عشان يقدر يسمعه كويس من صوت البنت وسأله بإستغراب :
كيف يعني يادكتور؟
الدكتور : يعني بنتك طبيعتها كده من اول يوم اتولدت فيه وهي مبتسكتش غير وقت مابتاخد الرضعه بتاعتها، او وهي نايمه ،،
غير كده كانت عامله ازعاج للحضانه كلها اطفال ودكاتره وممرضين، ومكنش حد عارف يرتاح منها،،
واقولك على حاجه كمان،، الممرضين عاملين احتفال فالحضانه بمناسبة خروج بنتك منها هههههههههه
بكر بصدمه : يعني ايه ياداكتور يعني معتسكتش واصل؟ ياوقعه مربربه!!! قالها وبص لمليكه اللي عماله تهز في البنت وتهدهد فيها وتبصله بإستنجاد وهي بتبكي ورفعلها كتافه بقلة حيله وخصوصا بعد ماسمع كلام الدكتور اللي قاله :
بتسكت بس يعني مش كتير،، بس حاولوا انكم تكتشفوا اي طريقه تهدوها بيها وتسكتوها لما تبكي عشان من كتر العصبيه ممكن يجيلها فتق..
بكر بهمس : الله يطمنك بالخير يادكتور،، وقفل معاه بعد ماشكره، ولف من ناحية مليكه وفتح الباب، ومليكه بصتله بإستفسار وهو همسلها يطمنها :
متخافيش مفهاش حاجه.. وكمل،، هي اكده،الدكتور قال من يوم مااتولدت وهي مقلقله الحضانه بصوت بكاها،،
قالها وبص للبنت بشفقه ومد اديه خدها من مليكه ووقف بيها شويه يهز فيها ويسكت،، وهي مفيش فايده،،
وفالآخر ابتدا يقرالها قرآن بصوت عالي عذب خلي البنت ابتدت تهدا وصوت بكاها يخفت وشويه شويه سكتت،، وهو ابتسم ومليكه ضحكت وهي بتمسح دموعها،، ونزلت من العربيه وقفت جار بكر وبصتلها وهي بتتاوب علي دراعه، وبربشت بعنيها لغاية مافتحتهم،، وبان لونهم بوضوح فى الشمس ولمعت جراير العسل اللي ورثتهم من امها والاتنين بصوا لبعض وابتسموا،،
وبكر اداها لمليكه وهو مستمر فقراية القرآن، ودخلها العربيه وطلع هو كمان وابتدا يسوق، ومبطلش قرايه عشان كل مايبطل البنت تبكي ومليكه تبصله بترجي عشان يرجع يقرا وهو يقرا،،
ولغاية ماوصلوا وهما علي دا الحال وعاود بكر ومليكته شايلين على اديهم نتاج زواج العند من الغضب..
وصلوا شقتهم وقضوا يوم بليله مايعلم بيهم الا ربنا بسبب حتتة لحمه حمره كد كف اليد موقفه تلاته علي شعر راسهم،، كل واحد عيعمل كل جهده عشان تسكت،، وفى الآخر متسكتش غير على صوت بكر وهو عيقرا قرآن بصوت عالي، لغاية ماتعب وحسه غلق من كتر القرايه،،
وصِبَح عليهم الصبح وشدوا الرحال على البلد بعد مابلغوا اهلهم، ومليكه بلغت امها واخواتها،، ولما وصلوا كان الكل فى استقبالهم،، والدبايح كانت مستنياهم،، واندبحت تحت رجليهم كيف ماحوصول مع واد تميم بالظبط،، ونفس الليله والاحتفال اتعادوا بالملى،، ودا اكبر دليل علي ان الشيخ حكيم معيفرقش بين واد وبت،،
بالعكس دا كان فرحان ببت بكر اكتر،، وكان باين عليه ديه قوى،،
او بمعني اصح كان فرحان بالسبب اللي كملت بيه هداية بكر ولده ورجوعه لطريق المحبه واللين...
قاعدين فى الصوان وعلى نفس مهد واد تميم، كانت نايمه بت بكر، ونفس الناس حضرت ونفس النقوط اتنقط، بنفس القدر ويمكن زياده بسبب ان فيه ناس محضرتش سبواع واد الشيخ تميم لظروف حداها لكنها حضرت سبوع بت بكر عشان ترد الواجبين وتعوض غيابها قدام الشيخ حكيم ..
قاعدين كلهم ومتجمعين وبكر مع سخاوي وجار منهم تميم وعيال عمتهم غاليه واصحابهم وخِلانهم،، والفرحه ماليه المكان، وحكيم قاعد بعيد جار بشندي، وجاره من الناحيه التانيه عواد وعيد اخوه ،،
وباصص لعياله بمحبه وهو واعي فرحتهم فعنيهم، وعيدعيلهم بدوام الحال،، وفجأه وهو قاعد دخل منعم من باب الصوان، وراح عالمهد وحط فيه واجب بكر،،
ولف عشان يسلم عليه،، وبكر وقف وسلم عليه عادي كيف ماأي واحد سلم عليه،،
ولا بانش منيه اي حركه تدل على البغض ولا النفور منه ، ودا اللي خلي حكيم استغرب،، عشان بكر عمره ماكان منافق ولا كان فيوم بالشطاره اللي تخليه يعرف يدس اللي جوا قلبه عن الناس!!
منعم سلم عليهم ودار سلم علي الجميع لغاية ماوصل للشيخ حكيم سلم عليه،
ونظراً لان الكل قاعد فالصوان حواليه حكيم مكانش يقدر يهمله الصوان النوبادي عشان هو يقعد،،
لكنه شاورله ومنعم نزل لمستواه وهمسله حكيم بإنه يروح المندره يقعد فيها،،
لكن النوبادي منعم صعبت عليه نفسه ومرضاش وقال للشيخ حكيم انه النوبادي مهيقدرش يستني وطلب منيه السماح وهمل السبوع وغادر..
خلص السبوع والكل روح على بيته وبكر روح بته،، وفضلوا عيال غاليه وسخاوي وبشندي وحكيم وبكر وتميم والسهره فضلت صباحي وصوت ضحكهم مجلجل، وهزارهم مع بعض مبطلش ،،
وخصوصا فهد ولد غاليه اللي كان عايز ينام في المهد موطرح بت بكر وهو عيقولهم :
دخليكم راح نام بالمهد وغطوني واحكوا للناس اني ابن الشيخ حكيم،، خلفني بهالعمر ومرته فضلت حامل فيني عشرين سنه مشان هيك نزلت بهالحجم،، خلوني ارجع للشام زنجيل عمي..
ضحكوا عليه كلهم،، وكان الكل فرحان بوجود بكر واللي حسسهم بوجوده بينهم بان رحلتهم توها اللى اكتملت..
فضلوا قاعدين لغاية قرآن الفجر، ومع التواشيح حكيم اتلفت حواليه وشاف الكل عيستعد للصلاة،،
طلع تليفونه وجاب رقم منعم ورن عليه،، ويادوبك التليفون رن رنه وحده وجاله صوت منعم ملبى ومستغرب :
ايوه ياشيخ صباح الخير!!
حكيم : صباح النور يامنعم،، متستغربش من اتصالى ديه اني بس مكلمك اقوللك.... ان الحكم سقط، والعقوبه انتهت، وانك طلعت من سجن عزلتك حُسن سير وسلوك،،
وفيك تتواجد فى رحاب الشيخ حكيم من تاني لو حبيت،،
قالها وقفل مع منعم حتي مااستناش يرد عليه، وهمله وهو باصص لبكر اللي كان قاعد يتكلم مع تميم،،
وفجأه طلع تليفونه لما رن وفضل يتكلم فيه شويه وبعدها إبتدا يقرا قرآن بصوت عالى،، خلى الكل انتبهله وسكت وفضلوا يسمعوه لغاية مابطل قرايه مع أذان الفجر وفضل يردد مع الكل ورا المؤذن..
وبمجرد ماخلص الاذان كان الكل واقف في طابور ورا الشيخ تميم استعداداً للصلاة بعد ماشيخ الجامع يقيم الصلاة،، واتوجهت انظار الجميع لباب المندره وهما واعين منعم داخل وعلى وشه ابتسامه عريضه،
وجري خدله موطرح بين الصفوف وهو مش مصدق روحه وحاسس كأنه عاود للجنه من تاني بعد ماكان منبوذ ومطرود منها كيف ابليس..
خلصت الصلاة واللي هيمشي مشي وقعدوا اللي متعودين يقعدوا كل مره،، وحتي عيال غاليه راحوا لبيتهم يكملوا نوم فيه عشان عيحبوا يناموا الصبح وجو المندره ودوشة الناس معيساعدش على النوم ،،،
وبعد ماكل واحد قرا ورده وماتيسر عليه من القرآن،
ابتدا منعم يتحدت مع تميم من تاني بخصوص الشغل والمحلج اللي كان هاملهم اليومين اللي فاتوا ورامي الحمل كله علي تميم ومختار،، وكل اللي طالع عليه لما حد يسأله يقوله ظروف ومش فاضي...
كل دا وبكر عيستمع ليهم وهو ساند ضهره للحيط وعيونه طول الوكت علي منعم وعيحارب فإحساسين جواه،،
إحساس بإنه مش عارف هيجيب منين جلد وصبر وطولة بال كل مايفكر فيه من ناحية انه كان عيتمني مرته،،،
وإحساس ان سعادة اخته مرهونه بموافقته وفرحتها مرهونه بقوة تحمله،،
وفى الاخر غلبت عليه محبته لأخته،، ومشاعر الاخوه اتغلبت على مشاعر الغيره،، ومره وحده ابتسم وهو عيفتكر كلام تمره،،
وانها مستعده تضحي بروحها عشانه مش بس بشوية مشاعر،،
وقال لروحه انه مش اقل منها محبه،، ولا اقل منها قوة عشان مايتحملش شوية مشاعر غيره،، وهي كانت هتتحمل مشاعر فراق،، وديه اشد من الغيره واقوي،،
منعم كان مندمج مع تميم وسخاوى فى الحديت والشيخ حكيم باصصلهم وعيستمع وعيسبح على سبحته،، والكل انتبه على صوت بكر وهو عيوجه كلامه لمنعم وسأله :
مستعد تعمل ايه عشان تاخد الدكتوره تماضر بت الشيخ حكيم يامنعم؟
منعم سمع السؤال وحس ان قلبه هينفجر بين ضلوعه من الفرحه،، ومن قوة الانفجار شظاياه هتتفرق فكل انحاء العالم وهمس بصوت يادوب طالع من شدة التوتر وقاله :
اعمل اى حاجه تنطلب مني ولو حتي كانت اني اقدم روحى قربان..
بكر : تدفع فيها كام يامنعم مهر؟
منعم بعيون مرغرقه من كتر السعادة :
كل مااملك وكل اللي هملك فعمري اللي جاى،، كله هحطه تحت رجلين بت الشيوخ..
بكر : انت عارف يامنعم تمره ايه حداي وحدي ابوي وحدا اخوها تميم؟
تمره دي النفس اللي عنتنفسوه،، تمره دي قلبنا اللي عينبض بين ضلوعنا بالمحبه،،
يعني بعد ماتاخد موافقة الشبخ حكيم على جوازك منها انا بالذات دوناً عن الكل،،
لو سمعت انك فيوم زعلتها ولا دوستلها على طرف اقسم برب العباد لاكون صالبك على مدخل البلد على خشبه ومخليك جيفه للطيور الجارحه تاخد منك وتوكل عيالها.
حكيم ابتسم وبص للارض وهو حاسس بإرتياح شديد،، وفخر بولده اللي آثر سعادة اخته على راحته،،
وابتدا يحط رجله على طريق المسئوليه،، اللي اول واهم صفه من صفات الشخص اللي يمر فيها هي التضحيه،، التضحيه فى سبيل اللى حواليه، حتي وإن كانت التضحيه بسعادته وراحة قلبه...
منعم قام وقف علي حيله وحط اديه على دماغه لما حس ان شعر راسه كله وقف من الفرحه،، وزعق بعدم تصديق وهو عينقل عنيه بين الكل :
انت قولت ايه يابكر توك؟ قولت ايه بالله عليك؟ قال ايه بكر ياتميم؟ قال ايه ياسخاوي؟ بكر قال ايه ياشيخ؟
حكيم بنبرة صوت هاديه : بكر سألك يامنعم تقدر بت الشيخ بأيه ومستعد تعمل عشانها ايه،
ولما عجبه جوابك وحس انه يكفى ويوفي مقدار اخته وقدرها،، وافق بيك ورمى اي حاجه تانيه فى الدنيا ورا ضهره ومحطش قدام عنيه غير موصلحة اخته وسعادتها وبس ،،، وهو ديه المتوقع من بكر واد الشيخ حكيم،، قالها وبص لبكر بنظرة فخر خلت بكر ابتسم وهو واعي ابوه فخور بيه..
منعم صرخ بفرحه ورمح على بكر وقعد قصاده وحضنه جامد لما كان هيكسر ضلوعه،، وفضل يبوس فيه بفرحه، وبكر يزيح فيه، والكل يضحك عليه،، وفين وفين لما بكر قدر يزيحه عنه،، وبصله وابتسم وهو واعي حاله حال والفرحه هتنط من عنيه،، واتوكد وهو شايف حالته دي بأنه عيحب اخته تمره فعلاً...
وفجأه بكر كشر،، وصر ملامحه كيف مايكون افتكر حاجه،،
ومع حركته دي منعم ابتسامته هو كمان اتلاشت و بلع ريقه بخوف ليكون بكر غير رأيه، ولا شاور عقله واتراجع عن موافقته،،،
وبصله بقلق وهو واعي عيونه اتقلبت كيف عيون الغول حمره،،
ووقف وشاورله عشان يقف،، واول مامنعم وقف قباله فاجأه بكر ببوكس فوشه خلاه وقع على الارض قدام الشيخ حكيم..
منعم اتعدل وقعد ومسك فكه وابتسم وهو عيحرك فيه شمال ويمين،، وقام وقف من تاني وبص لبكر اللي قاله :
عارف دي ليه ولا اعرفك؟
منعم بإبتسامه،، عارف ومقبوله،، ولو حبيت تعيدها عيد ولا يهمك،، حقك وجزاتي ومش هقولك عتعمل ايه..
وهنا مردش عليه بكر لكن اللي رد عليه سخاوى ببوكس تاني كيف بتاع بكر واشد هبابه وهو عيقوله :
له النوبادي الدور دوري فالضرب ومهتقدش تقول عتعمل ايه برضك..
منعم النوبادي موقعش لكنه اتخبط من شدة الضربه على الحيطه جار تميم اللي كان واقف وعيتفرج عاللي عيجرا وهو متعجب ومش فاهم حاجه،،
وباصص لمنعم وهو عيتلقى الضرب ومبتسم وفرحان كأن الضرب دا طقس من طقوس الجواز المبهجه كيف ماعيوحصول فجواز قبائل سكان الغابات !!
سخاوي بص لتميم وشاورله بعنيه علي منعم وقاله : الدور عليك لافيه فوشه بلكاميه بكل عزمك ياتميم..
تميم بإستنكار : الافيه فوشه ليه؟ وانتوا اصلا عتضربوه ليه؟
سخاوي : اضروب ومتسألش.
تميم : كيف ديه؟ وامشي وراكم من غير مااتبين مش يمكن هو مظلوم وانتوا ظلمه؟
بكر : له ممظلومش ولا حاجه اضروب انت بس وتاكد انه يستاهل..
منعم بص لتميم وقاله : ايوه ياتميم اضروب اني استاهل صوح.
تميم بص لابوه وهزله دماغه بإستنكار واستفسار،، وابوه هزله دماغه بموافقه وتأييد لكلام سخاوي وبكر وهمسله :
هو يستاهل ياتميم،، بس العفوا عند المقدره من شيم الكرام ياولدي..
تميم : له عاد افهم لاول واقرر بعدها يستحق العفوا ولا له.. واصلاً ايه اللي عيمله يوصلكم انكم تضربوه؟ !!
بكر : كان عيكلم اختك من ورانا البيه وخلاها اتعلقت بيه واستغفلنا كلنا..
تميم بص لمنعم وبرق عنيه وفضل ثواني مش مستوعب اللي سمعه،، لكنه لما استوعب زين شمر كمام جلابيته وهجم مره وحده على منعم هجوم يشبه هجوم اسد على فريسه،، بالعافيه سخاوي وبكر شالوه منه،، ومنعم يضحك بفرحه ،،
وابوه حكيم يزعق ويقوله العفوا عند المقدره ياشيخ وتميم ولا سامع ولا شايف..
فين وفين لما انفاس تميم هديت وهو متكبل بأدين بكر وسخاوي وباصص لمنعم اللي اتعدل وقاعد،، وعينه المفتحه عتتنقل بينهم وابتسامته لساها على حالها متأثرتش بالضرب وهمسله من بين سنانه :
خسيس
منعم :له والله ماخسيس متظلمنيش ياشيخ واسمعني لاول..
تميم : هسمع ايه منك ياكلب،، واصلا كيف انتوا بعد ماعيمل إكده توافقوا انه يتجوز تمره كيف؟
حكيم : اقعد بس ياتميم واهدا واني هفهمك..
تميم بعصبيه :مافيهاش فهم يابوي داي؟
حكيم : له فيها فهم وتفاهم والموضوع مش كيف ماانت فاهم،،
وابتدا حكيم يحكي لتميم ويفهمه انه كان يكلمها عشان العمليه وان القلوب اتعلقت على سهوه،، واقنعه بطريقته انه يسامح منعم، وانه مينفعش ابداً يلوم حد علي مالا يمكلك عليه سلطاناً..
بكر بص لمنعم وقاله يديه تليفونه،، ومنعم من الضرب مقدرش يقف بس طلع التليفون ورماهوله رمي،، وبكر مسكه وكتب فيه حاجه ورمهوله تاني،،
منعم بص فيه ولقاه كتابه بالانجليزي ورجع بص لبكر بتساؤل وبكر قاله :
ديه مرهم عشان يصلح وشك قوام وتنفع حد يبص فوشك من تاني..
منعم : تسلم ياداكتور وتعيش..وبص للشيخ حكيم يستجدي منيه اي كلمه تفرحه بذياده،، ولما فهمه حكيم ابتسم وقاله :
يخف وشك وهات رجالتك وتعالا اطلب يدها قدام الكل فمجلس يضم كل الحبايب،،
بس اهم حاجه جروح وشك تخف عشان الناس متقولش ايه السبب وفيه ايه،، وإن الموضوع فيه إنه،، ومين ضربك وبسبب ايه مضروب، ويربطوا السبب بجوازك من بتي وتكتر الحواديت وانت خابر خيال الناس الواسع..
منعم : يعني الإنه كلها فاللي فوشي وكلام الناس عنه ياشيخ؟
حكيم : ايوه يامنعم..
منعم : بسيطه،، قالها وقام وقف علي حيله وسحب العمه من فوق دماغ تميم بعد مااستأذنه فيها،، ولفها علي دماغه ووشه، وطلع من المندره يتلفت حواليه كيف الحرامي اللي طالع بسريقه ومش عاوز حد يشوفه..
انفض الكل من المندره وكل واحد راح على مخدعه ينفرد بولفه ساعه بعد ليلة بعاد، وقبل مايطلع لمصالحه ،
وبكر نبه على الكل ماحدش يبلغ تمره غيره هو، عشان يفرحها كيف ما كسر قلبها والكل وافق وقاله امين ..
الكل بعدها في السرايا اتجمع على الفطور،، رجاله لحالهم وحريم لحالهم،، وفطروا، وطلعوا الرجاله فالجنينه وقاعدين يشربوا القهوة بعد الفطور،، واذ بتليفون حكيم يرن برقم عواد،،
وعواد عمره ماعيملها ورن عليه في الوكت ديه ابداً ،، لكنه اسند السبب لمنعم وحالته اللي روح بيها..
فتح حكيم على عواد واول ما عيمل اكده جاله صوت عواد عالى مستنجد :
الحقني ياشيخ،، منعم ومختار ولدى ماسكين فبعض فالمحلج وكاتلين بعض من الضرب،، ومختار اتجنن وشلفط واد عمه خالص وعنسألوا فيهم ليه عميلتوا فبعض اكده محدش منهم راضي يرد علينا واصل!! ..
حكيم طول ماعيسمع لعواد وهو مبتسم وكاتم ضحكته على منعم ولعبته،،
وقفل بعد ماطمن عواد وقاله انه جايله على وجه السرعه هو وتميم،، وهمس لروحه بعدها :
طلعت مش قليل يامنعم والله!!
وضحك بخفه وهو عيشاور لتميم وبكر وسخاوي عشان يقوموا وقالهم :
بينا على نسيبكم،، واد عمه مسكه ضربه وشلفطله وشه فالمحلج والناس كلها اتلمت وشهدت عليهم..
سخاوى بصدمه : واه يامنعم يشندلك دا انت طلعت مقَلب!!
حكيم اتقدمهم وضحك وهو عيدب بعكازه فالارض ورد علي سخاوي وقاله بهمس عشان ولاد غاليه اخته ميسمعوش : ومن العشق ماهوس ياسخاوى..
وركبوا العربيه كلهم وراحوا عالمحلج،،
وهناك لقوا الناس كلها ملمومه على منعم ومختار،، والكل نازل فمختار شتيمه وتوبيخ عاللي عيمله فواد عمه الكبير،،
ومنعم واخد دور الغلبان المنكسر، المغلوب على امره وقاعد ساكت،،
ومختار ابو مين اللي مايوصفه بقلة الادب،، وابوه عواد كل هبابه عايز يقوم يضربه، ومنعم يمسك فيه ويقوله اني مسامحه والله ماتضربه، ديه مهما كان واد عمي واخوي الصغير ،،
والناس تسمع اكده هما وعواد وينزلوا علي مختار بدور شتيمه تاني لما بهدلوه بهدله..
حكيم خبط بعكازه في الارض خلى كله انتبه لوجوده وسكت و قام الجميع وقفوا على حيلهم احتراماً ليه،، وتميم سألهم بصوت حازم :
ايه اللي عيوحصول اهنه بالظبط!! فيه ايه يامنعم؟
منعم اتكلم بهدوء : مفيش حاجه ياشيخ ديه خلاف بين اخوات،،
ومختار اخوي الصغير واني مسامحه،، هي بس كل الحكايه انه علم على وشي واني كنت ناوى اخطب وبكده هيخليني أاجل خطوبتي..
حكيم : وليه تأجلها يامنعم،، الرجال متعيبهاش معاركها،، اتقدم بس انت ومليكش صالح،، ودلوك تحبوا نفصلوا بينكم ونقاضوا الغلطان ولا المسامح كريم؟
منعم بص لتميم وابتسم وهو عيقوله :
له ياشيخ المسامح كريم،، واني قلبي اوبيض وعسامح من اول نصيحه مش كيف ناس اديها تقيله ،،
واللي يسامح اسرع عيكون اكرم.. قالها وغمز لتميم اللي ابتسمله شبه ابتسامه، وهزله دماغه بوعيد وزادت ابتسامته ومنعم عيغمزله بعينه السليمه مره تانيه ومنظره كان يضحك،،
تميم بأمر : طيب يلا كله على موطرحه العركه فضلت وخلاص خلصنا،، يلا ياولدي منك ليه علي موطرحكم..
وبالفعل الكل انصرف ومبقاش بس غير الشيخ حكيم وعياله وسخاوي،،
ومنعم وابوه وعمه،،
ومختاراللي بمجرد مالناس انفضت بص لمنعم وسأله بحماس : هاه هتجيبلي الموتوسيكل ميته يامنعم؟
قالها ومنعم خبط علي قورته بكف يده وحكيم واللي معاه ضحكوا، وعواد رفع عكازه وجري ورا ولده وهو عيزعق فيه ويقوله :
يابجح يابوا عين بيضه كيف ليك عين تطلب منيه حاجه وانت مشلفط خلقته اكده كيف؟
وفضل يزعق فيه ويجرى وراه ومختار يستغيث بمنعم من ابوه،،
ومنعم وحكيم وعياله اللي فاهمين الفوله يضحكوا،
وابو منعم واقف يتلفت عليهم كيف الاطرش فى الزفه.. وسأل منعم بعدم فهم،، هو فيه ايه يامنعم! وايه اللي جرا وايه اللي عيجرا؟
منعم بضحكه: ابداً يابوي بس عتحايل عالاسباب..
ابو منعم بعدم فهم : هاه!؟
حكيم بصله ورفع حاجبه ورد عليه بنبره محذره :
بس خد بالك مش كل الاسباب عتنفع فيها الحيله،، وكتر الاحتيال يكتبك عند الناس حيال يامنعم..
منعم : له ياشيخ اطمن،، منعم معيحتالش غير فاللي مفيهش ضرر لحد..
وبعدين ياشيخ الاحتيال مباح فالحرب او فالحب،،
وانت محارب قديم وخابر،،، قالها وتبعها بغمزه خلت حكيم ضحك ورفع عكازه ضرب بيه منعم ضربه خفيفه علي دراعه وهو عيقوله:
طيب لم جنودك وتعالى فالوكت اللي يناسبك يامحتال..
قالها ولف ومشى والكل تبعه وهملوا منعم قلبه عيرقص علي انغام حروف الشيخ وتقاسيمها ومش مصدق روحه انه بينه وبين تحقيق حلمه بس.. تكه ..
وللحكايه بقية...
جماره
الجزء الثاني البارت 41 ❤️
حكيم واولاده عاودوا للسرايا وسخاوي حاود على بيتهم يشوف اهل بيته، وابوه اللي مرضيش عشيه يبيت مع حكيم وصمم انه يعاود لداره وينام فيه،،
اما منعم فرجع لبيته يبشر امه بعد مااشترى مراهم من الصيدليه وهو مروح، وعلاجات لوشه عشان يطيب قوام..
وبعد مافرحها هي لاول جمع ابوه وعمه، وحكالهم انه كلم الشيخ حكيم وطلب منه ايد بته،، وبررلهم ليه مقلهمش،،
واخيراً قالهم ان الشيخ حكيم وافق على طلبه،،
والاتنين بمجرد ماسمعوا الخبر ديه فطوا من مقاعدهم يصرخوا بفرحه كيف فرحة واحد مشجع كروي متعصب منتخب بلده فاز بكاس العالم..
عواد بفرحه : انت متوكد يامنعم من الحديت ديه؟ يعني الشيخ حكيم وافق يجوزك بته الداكتوره!! طيب كيف ديه يعني،، ياولدي اوعاك تكون عتضحك علينا بالله عليك،، ولا يكون ضرب مختار البو ليك فلتت منه ضربه على نفوخك رجته ؟
عيد : رد علي عمك يامنعم ياولدي ورد عليا اني كمان صوح الحديت ديه؟
منعم : والله عتكلم جد وبكره كلنا هنروحوا المندره ونخطبوها قدام كل الخلق..
دخلت عليهم ام منعم المضيف بالشاى وقالتلهم بفرحه ممزوجه بشفقه علي منظر ولدها :
ايوه ياعواد عيتحدت صوح اكيد،، وبعدين هو ولدي شويه يعني؟ ديه منعم علي سن ورمح وأي حد يتمني نسبه،، ولو مكانش اكده مكنش الشيخ حكيم بجلالة قدره وافق يديه بته الداكتوره..
عواد : معاكي كل الحق ياام منعم،، ولدنا منعم مفيش منيه صوح،، وكفايه انه هيكون سبب فربط حبال الموده مع الشيخ حكيم حبيب قلوبنا اكتر واكتر.
ام منعم : ديه كرم ربنا لولدي وبركة دعايا وجبر من بعد كسر،، قالتها وبصت لعواد نظره فهمها ورد عليها بإبتسامه : الرك عالقسمة والنصيب يام منعم.
ام منعم : وعشان اكده ربنا خلى لولدي احلى قسمه واحلى نصيب ..
خلصت جملتها وزغرتت بصوت عالي وفرحه خلت منعم فضل يضحك عليها وهي بتلف البيت كله بالزغروته مخدتش نفسها،،
واخواته اتلموا حواليها واخواته البنات ابتدوا يزغرتوا معاها من غير ما يفهموا اى حاجه واتحول البيت لفرح صغير هيصه وزغاريت وغناوى..
اما في سرايه الشيخ حكيم بكر رجع يطمن على مرته وشاف موده بنته وهي موقفه كل اللي في السرايا على قدامهم وما حدش منهم عارف يسكتها،، راح عليها وشالها وابتدا يقرالها قرآن بصوته كيف كل مره،،، وبمجرد ماابتدا يعمل اكده موده سكتت،، وابتدت تنام والكل تعجب عليها..
بعد ما نامت موده نيمها بكر في سريرها وقعد جنب مليكه يتحدت معاها شويه،، وقال لها انه رايح مشوار هو وتمره اخته،،
ولما سالته مليكه رايحين فين مارضيش يقولها،، وقال لها دي مفاجاه هابقى اقولك عليها بعد ما نرجعوا،،
ودخل لاخته تمره وقالها تلبس عشان رايحين البندر يجيبوا شويه حاجات لماليكه وموده وهو مش هيعرف يختار،،
فعايزها معاه،،
وفعلا تمره لبست ولبت طلب اخوها وراحت معاه،،
وصلوا البندر ووقف بيها قدام مول كبير للملابس،، ونزلوا ودخلوه وتعجبت تمره علي بكر وهو عيتخطى كل محلات هدوم الاطفال،، ووقف بيها قدام محل فساتين سواريه حريمي وابتدا يبص ويختار وشافته عيفاضل مابين الفساتين بعنيه وافتكرت انه بيختار لمليكه، لكنها متفتكرش ان فيه مناسبه قريبه عشان يجيبلها سواريه!! لكنها قالت لروحها يمكن تكون فيه مناسبه خاصه مابينهم هما التنين ومحبتش تشغل بالها بالتساؤل والتدخل فحياتهم اكتر،،
وابتسمت بسعاده على التغيرات اللي كل مادا بتظهر علي اخوها، وحبه لمليكه اللي وحده وحده بيطغى على كل طبع عفش فيه وبيحليه ويغيره.
بكر اختار فستان لونه بنفسجى فاتح وشكله جميل قوي.. مطرز فالصدر والاكمام اوجانزا وسيمبل،، وعجب تمره بمجرد ماوقعت عينها عليه وخصوصاً انه لونها المفضل...
ولما سألها عن رأيها فيه ايدت اختياره بكل اقتناع واعجاب بزوقه،،
وراح اختار نقاب بنفس اللون لكن درجه افتح وطرحه ،، وكوتشي بنفس لون النقاب والطرحه،،
وتاج الماظ شكله جميل جداً بيتحط فوق الطرحه كان معروض فالمحل،، وكل دا وتمره منبهره بإختيارات بكر اللي مفيش حاجه فيهم معجبتهاش،، وكأنه بيشوف الحاجه بعنيها هي!!
وبعد ماخلص شرا كل حاجه حاسب وخرجوا هما الاتنين..
وطول الوقت تمره مستغربه عشان بكر لأول مره ميسألهاش لو كانت عايزه حاجه ويكتفي بأنه يشتري لمراته وبس!!
لكنها قالت لنفسها انها مش ناقصها حاجه ولا محتاجه، ومن حق مراته انها تحصل على شوية اهتمام زياده عن الكل من جوزها..
اخدها بكر بعد اكده وراح بيها على النيل ونزلوا وقعدوا ع الكورنيش زي زمان،، وبصراحه تمره كانت واحشاها القعده دي قوى عشان من ساعة تعب مليكه ماخرجوش..
بكر قعدها وراح جابلها ترمس ورجع قعد جارها واداهولها،، وبص للنيل وتمره ابتدت تاكل فى الترمس وباصه للنيل هي كمان،، والاتنين ساكتين،، وفجأه قطع السكوت دا بكر وهو بيبصلها ويبتسم، ولما انتبهتله هزتله دماغها بتساؤل وهو همسلها :
انتى عارفه معزتك حداي وغلاوتك جوا قلبي ولا له ياتمره؟
تمره ابتسمت وفهمت المغذي من كلامه وردت عليه :
عارفه يابكر اني غاليه عندك وعارفه معزتي حداك زين ،، وعارفه انك لو فيوم من الايام عارضتلي حاجه فديه هيكون بسبب اقوي منك،، وتحمله اكيد فوق طاقتك،،
فعشان اكده عقولك متحملش روحك لوم يابكر اني عمري مالوم عليك فاللي خارج عن ارادتك،ولا هزعل منك..
بكر : بس المحبه عتغلب الاسباب ياتمره،، وكل ماتكون المحبه كبيره عتصغر وعتتلاشى قدامها كل حاجه تانيه... وكمل بهمس وحنان فياض... ومحبتي ليكي غلبت اي حاجه تانيه يابت ابوى،،
وعشان اكده..
اني وافقت بمنعم جوز ليكي،، وبلغته بالموافقه بنفسي وجايبك النهارده اهنه عشان ابلغك انتي كمان بنفسي،،
والفستان والحاجه اللي اشتريتها دي كلها عشانك،، عشان اختي يوم خطوبتها عايزها تكون ملكه،،
تمره كانت عتسمع وكل حاجه فيها ثابته واتحجرت من المفاجأه،،
مفيش بس غير صدرها عيعلي ويهبط مع دخول النفس وطلوعه،،
وثواني فضلت علي دا الحال لغاية مادبت فيها الروح و رمشت بعنيها كذا مره ورا بعض وكيس الترمس اللي فيدها وقع منها..
ومره وحده وقفت منتوره وبصت لبكر بعيون مرغرغه، وبكر حس انها علي وشك انها التصرف تصرف اهوج،،
تصرخ مثلاً او تزعق او تطلع عن وقارها بسبب صدمتها،، ودا اللي خلاه اتعدل فقعدته ومسكها بسرعه من دراعها وقعدها وهو عيتلفت حواليه وهمسلها بضحكه : اثثثبتي يابت الشيخ واهدي..
تماضر بعدم تصديق : بكر انت قولت ايه توك؟
بكر بضحكه أعلى شويه : يااابوي نفس رد فعل التور التاني،، والله صوح ماجمع الا اما وفق..
تمره باستغراب : مين التور التاني ديه؟
بكر : منعم البو،، اول ماقولتله الخبر عمل زيك اكده.
تمره بصت لاخوها ومتكلمتش ولا عقبت وفضلت ساكته عتحاول تستوعب كل اللي بكر قالهولها،،
وخايفه على قلبها اللي عيفرفط بين ضلوعها احسن تجراله حاجه ويقف،،
لكن رغم ديه كله، ومع كل احاسيسها المخربطه دي، ورغم حالتها،
الا انها زعلت من بكر لما وصف منعم بانه تور وبو،، ولو فموقف تاني غير ديه مكنتش سمحت لبكر يوصفه بإكده واصل،،
لكنها دلوك متملكش صفة الدفاع عنه،، فدفنتها فقلبها وسكتت،،
لكنها عاهدت روحها انها مش هتسمح لاي حد يتحدت على منعم بعد اكده بطريقه عفشه ابدا،،
زي مامستحيل تسمح لمنعم انه يتحدت عن اخواتها بطريقه عفشه فيوم من الايام ،،،
بس يتم الاول المراد وهتعرف ماتخلي عدل محبتها يسود بين كل حبايبها..
فضلوا بعدها التنين ساكتين لا بكر قال حاجه، ولا تمره عقبت عاللي قاله غير بملامح مصدومه،،
فقام وخدها من يدها عشان يعاودها البيت،، وطول الطريق وهو سايق باصصلها ومبتسم، وهو واعي عنيها ضيقه من وسع ابتسامتها من تحت النقاب،، وفرحان على فرحتها،، ولام روحه عشان كان السبب فمغادرة الابتسامه لوشها ايام طويله،، لكنه حمد ربه انه فاق في الوكت المناسب وشاف اخته بعين الاخوه،، وفضل يتمنالها فقلبه انه يديم عليها السعاده ويرزقها سعادة الدنيا كلها..
وصلوا السرايا ودخلت تمره جاريه علي اوضتها وشايله فيدها الحاجات اللي اشتراهالها بكر وسط استغراب كل الموجودين فالسرايا، واللي مرمتش عليهم غير السلام بس وحتي موقفتش لحد فيهم مهما كلمها وسألها ،،
ووصلت اوضتها وقفلت الباب علي روحها،، وقلعت النقاب، وحررت فرحتها اللي طلعت فهيئة صرخه كتمتها بأديها، وتنطيط ولف فكل الاوضه، واخر المطاف رمت روحها على السرير وغمضت عيونها وهي عتهمس بإسمه بسعاده وصوت نهجان : (منعم)
****************
تاني يوم الكل متجمع فالمندره وفى انتظار منعم واللى جايين معاه لخطبة تمره،، واللي ابتدوا يهلوا من بعيد ووعيهم الشيخ حكيم اللي كان قاعد قبال باب المندره ..
وبمجرد ماشاف الناس قام وقف علي باب المندره احترام للخطابه،، وجار منيه وقف تميم، وبعدهم سخاوي، وبعد منيهم بكر،،
واستقبلوا منعم وعيلته وكل كبارات البلد والبلاد اللي حواليهم اللي كان جايبهم منعم معاه تكبير بيه وببت الشيخ حكيم احسن استقبال..
الكل دخل وكان المجلس واللي فيه عيوصف لحاله الفخامه،،
من ناس فأبهي صوره وحُله وريحة العطور ممزوجه بروايح المسك من افخم الانواع،، وناس من شدة رزانتها وهدوئها يكاد يحط على راسها الطير..
اتقدمت الضيافه والكل خد واجبه، وطول الوكت سخاوي وبكر وحتي تميم كاتمين ضحكتهم على منظر وش منعم وابتسامته العريضه اللي كنها اتطبعت على وشه ممفارقهوش من امبارح واصل،،
ومنعم كل مايبصلهم تزيد ابتسامته بفرحه ومش مهتم خالص بضحكهم عليه..
شويه وحكيم جلىَ صوته ووجه كلامه للحضور :
ابشروا يارجاله واحكوا مرادكم من تشريفنا وليكم كل الامان..
قام ابو منعم ووقف قصاد الشيخ حكيم وبصوت رزين ابتدا يتحدت :
احنا ياشيخ جاين دُخلا على شيخنا وحبيبنا ولينا حداه طلب ونتمنوا مايردنا شيخ الشيوخ خاليين الوفاض..
حكيم : ابشر يابو منعم
عيد : احنا جايين ومتعشمين كل الخير وطالبين يد كريمتك لولدي منعم،،
وخابرين اننا طماعين وطالبين منك جوهره غاليه على قلبك قوى،، لكن كمان صدقني ياشيخ الشارى جواهرجي،،
واكتر واحد هيعرف قيمتها ويقدرها...
ويشرفني ويشرفه ويشرف عيلتنا كلها نسبك ومصاهرتك،، هاه قولت ايه ياشيخ هتنولنا الشرف ديه ولا تستكتره علينا ؟
حكيم سكت دقايق ورد عليه بعدها بإبتسامه :
طلبك مجاب يابو منعم والشرف ليا اني عشان هناسب ناس اخيار زيكم،،
ابشر يابوا منعم مش الشيخ حكيم اللي يرد ناس زيكم خايبين الرجا..
الشيخ حكيم نهي جملته واتعالت الاصوات بالمباركات،، والفرحه ملت الموطرح،، بس كانت فرحه مََزوجه بإستغراب عشان الاغلبيه كانوا جايين وحاطين رفض الشيخ حكيم لطلب منعم نصب عنيهم،،
وطول ماهما جايين عيضحكوا على منعم فسرهم ويقول مين ديه اللي هيرضى بيه حكيم،، وهو اصلا منعم وين والدكتوره بت الشيخ حكيم وين؟؟
لكن رد حكيم بالقبول صدمهم وفاجأهم..
عيد بفرحه : ربنا يعزك ياشيخنا ويكرم اصلك...
اطلب ياشيخ مننا واتمني وقول طلباتك واللي يرضيك،، مع ان كنوز الملك النعمان قليله على قدر كريمتك ومقدارها..
حكيم : اني مهطلبش اكتر من الاصول ياابو منعم واللي فمقدوركم وعيتعمل فكل جوازه،،،
شوف انتوا هتفصلوا ايه واني راضى وبتي هتلبس وهى راضيه ،،
اني اشتريت لبتي راجل،، والرجوله كنوز معتفناش وصاحبها طول العمر غني..
واهنه وقف منعم واتولى هو الكلام مع الشيخ : ربنا يجبر خاطرك ياشيخ ويعلي شأنك عند رب العالمين..
واسمحلي ياشيخ فالماديات هتحدت اني عشان ابوي ميعرفش حداي ايه ومحداييش ايه،،
المهر ياشيخ هيكون نص مليون وزيهم شبكه،، وكدهم مؤخر وهمضي واني مغمض عالقايمه اللي انتوا تكتبوها،، وبيت ملك علي ٣٠٠ متر هيتكتب بإسمها بس لساه تحت التعمير ماكملش..
حكيم : مهجادلكش يامنعم فاللي قولته ولا اقولك كتير ولا قليل ولا هفاصل معاك عشان قولتلك قبل سابق ميهمنيش ،،
بس هقولك حاجه وحده ،، اوعاك تكون عتجود وتتجوز من فلوس اخواتك ليهم نصيب فيها وتاخد بتي بحق مغصوب يامنعم؟
منعم بنفى : حاشا لله ياشيخ،، ابوي وعمي اهم قدامك واسألهم،،
اني اي شغل عيتعمل بفلوس ابوي او اي ريع للارض عيتحط فحسابه هو،، وفلوسي اني من شغلي وتجارتي الخاصه،، وانت اكيد حداك خبر بأني سمسار فكل حاجه عتتباع وتشتري فالبلد وحواليها،، من بيوت واراضي وليا شغلي وفلوسي لحالي،،
ويشهد ربي معاخد قرش غير تعبي،، حتي المحلج معاخدش منيه غير مرتب كيفي كيف العامل،،
وكمان عصلح بيه الالات واعملها صيانه يعني محلل فلوسى اللي عاخدها ماانت خابر ياتميم،،
اني ايوه مش رباية شيخ ولا طالع من نسل شيوخ بس عارف امور ديني وخابر زين حدود ربي..
عواد وعيد فنفس واحد : ايوه الله ياشيخ منعم ماكدب.. كلامه صوح ياشيخ..
حكيم هز دماغه برضى وابتسم وهو باصص لمنعم،، وشاف فيه نفسه وهو صغير، من ايام ماكان عيلم لبن ويبيع،،
وكبر وحده وحده بعيد عن فلوس ابوه وربنا وفقه ووصله للي هو فيه،، ورد على منعم بفخر :
والنعم منك يامنعم..
منعم بلهفه : يعني تمام اكده ياشيخ ونقروا الفاتحه؟
حكيم : له لسه يامنعم باقي حاجه وحده من حقك وبعدها تتقري الفاتحه او متتقريش على حسب ردك انت عاد..
منعم اتلفت عاللي قاعدين وبلع ريقه بخوف وهو واعي الترقب من الكل زيه،، وخاف ان الشيخ حكيم يحطله شرط تعجيزى وهمس للشيخ بصوت مهزوز يساله :
ايه هي الحاجه دي ياشيخ؟
حكيم : الرؤيه الشرعيه يامنعم،،
وبص لسخاوي وقاله بنبره آمره : سخاوي خد منعم وروح بيه السرايا وريه بت اختك،،
واني هرن عليهم ياخدوا حذرهم وتطلعلكم هى في الجنينه..
قالها وبص لبكر يشوف رد فعله على دخول منعم السرايا،، وبكر ابتسم واتكاله على عنيه بموافقه خلت قلب حكيم ارتاح..
اما منعم فبعد كلام الشيخ حكيم حس ان الدنيا لفت بيه وهيوقع خلاص من فرحته بأنه هيشوف الجمال اللى امه عتوصفله فيه وتتغنى،،
واللي بقاله كتير عيتخيل فيه بكل الاشكال والملامح ومعارفش يرساله على شكل..
سخاوي قام طوالى وخد منعم وطلعوا،،
وحكيم رن على جماره وقالها تطلع تمره لسخاوي ومنعم عشان الرؤيه،، وسخاوي وقف بمنعم علي بوابة السرايا مدخلهوش غير وهو واعي تمره طالعه من باب السرايا للجنينه..
دخل واتقدم عن منعم بعد مادعاه للدخول،، ومنعم حاسس ان كل خطوه عيخطيها عتقربه من حلمه المستحيل اللي واقف قصاد عنيه وعيقوله اني قدامك اهه قرب مني حققني..
وقلبه مع كل خطوه دقاته تعلى كيف مايكون عيصرخ من الفرح بين ضلوعه مش مصدق اللي هو فيه ..
اما تمره فمكانتش تقل عَنْيه فرحه ولا توتر،، وكانت حاسه ان رجليها مش شايلاها،، وجسمها كله مسكته رجفه من الخجل، وماسكه اديها فبعض عتحاول تبث من كل وحده القوه للتانيه وناسيه ان التنين حاضنين بعض من الخوف وان كل القوه غادرت كل جسمها من لحظة ماشافت منعم عيتقدم عليها مع خالها سخاوي واتخيلته وهي باصاله وواعياه كيف فارس الحكايات ابو حصان ابيض...
وصلوا اخيرا منعم وسخاوي قبالها ووقفوا وتمره نكست عيونها للأرض،،
ومنعم جف حلقه،، وطلع صوته بصعوبه وهو عيقولها : كيفك ياداكتوره عساكي بخير..
تمره بصوت خجول وعيون لسه فالارض ردت عليه : بخير يامنعم الحمد لله،، كيفك انت؟
منعم : اني بقيت بخير وهكون بخير للباقي من عمري..
تمره اتبسمت وسخاوي اتنحنح ووجه حديته لتمره ينهي التسبيل اللي عيحصول فحضرته ديه وقالها:
اكشفي ياتمره عن وشك خلي منعم يشوفك نظره شرعيه على سنة الله ورسوله..
تمره رفعت يدها بهداوه ولسا عنيها فالارض ومسكت اول النقاب ورفعته بالراحه،
ومع رفعته قلب منعم كان عامل كيف طبول الحرب اللي عتزيد ضرباتها مع رفعة النقاب اكتر، وحس بان قلبه انفجر خلاص بين ضلوعه ومع كل حاجه من الملامح تبان، كان يحصل انفجار تاني، لغاية ماتكشفت كل الملامح واهنه حصل الانفجار الكبير واتفرتك قلبه على مليون حته، ومقدرش يتمالك روحه واتسند على دراع سخاوى وهو عيهمس بصوت يادوب مسموع :
سبحان من صور فأبدع!!
سخاوي ضحك بخفه على منعم وهو حاسه هيقع من طوله،،
والاحساس اتقلب لحقيقه لما تمره رفعت موج بحر عيونها الازرق، وبصت لمنعم وبمجرد ماعيملت اكده منعم انهارت كل قوته، وكان هيطيح لولا سخاوي سنده وقاله بضحكه :
اثبت يابطل وشد حيلك اومال..
منعم : خدت القلب والعقل والحيل بت اختك ياسخاوي ومعادش منعم يملك ولا يتحكم فأى شي فيهم...
ضحك عليه سخاوي اكتر وقال لتمره بأمر :
خلاص ياحزينه نزلى النقاب الراجل هيفرفط مني،، قالها وشد منعم قعده على كنبه خشب قريبه عليه وهو لساه عيضحك...
اما تمره فمسمعتش ولا كلمه من اللي قالها سخاوي عشان كان فكرها مشغول بحاجه تانيه،،
مشغول بوش منعم واللي فيه،، وسألت سخاوى بخوف وقلق واضح : هو
ايه اللي فوشه ديه يا سخاوي؟
سخاوي : له متاخديش فبالك دي طريقة اخواتك وخالك فى المباركه،، ولسه دورك فالمباركه جاي..
منعم باعتراض ووعيد : ورب العزه اللي يمد يده عليها ولا يمسها لاكون خصمه فالدنيا للممات وخصيمه يوم الدين..
سخاوي : بس اسكت وخليك فوشك وحالك انت وبطل حلفين كتير..
منعم : اني ووشي وجسمى وكلى اروحلها فدوه... قالها وهو باصصلها وعيبلع فريقه ويلوم على امه اللي موصفتهالوش زين ولا وفتها حقها واكتفت بانها تقوله احلى وحده في الدنيا وبس وهملته يتخيل حلاها على كد عقله المحدود ماصورله الجمال وكان ياخد من كل ملامح جميله شافها فعمره وكون صورة ظن ان مفيش جمال بعدها،، لكنه قر دلوك واعترف بأنه كان موهوم وغلبان..
اما تمره فبعد كلام منعم ابتسمت بخجل وبعد ما شاف منعم الغمازتين انتهى و حط يده على قلبه يجس نبضه يشوفه لساه فيه الروح ولا خلاص سلم ومات ومتحملش..
سخاوي كان واعي اللي عيحصول لمنعم واتقدم لتمره وغطى وشها خوفاً عليه،، وامرها تدخل السرايا وهي نفذت طوالي،،
ومنعم همسله وهو واعيها عتبعد من قدام عنيه:
حرام عليك ياسخاوي كنت هملتها هبابه العين مارتوتش..
سخاوي : مش من حق العين ترتوي دلوك ياقليل الحيا،، واصلا انت لو بقيت اكتر كنت فرفطت مني ياحزين،،
ودلوك هم قوم نعاودوا على المندره الا الناس تستعوقنا وتقول ايه اللي جرا واللي حوصول..
ومسك يده وقومه ومشى بيه،، ومنعم طول ماهو ماشي لافف دماغه لورا موطرح مادخلت تمره لعلها تتوق وتطل وتبل ريقه بنظره اخيره..
وصلوا المندره والكل لاحظ حال منعم المتغير ومن قبل مالشيخ حكيم يسأله عن رأيه اتكلم منعم بلهفه :
نقروا الفاتحه ياشيخ،، بس بعد اذنك اني عايز اكتب الكتاب طوالي..
حكيم : ايوه يامنعم بس بتي لسه باقيلها سنه ومهينفعش تتجوز دلوك ولا تتعطل بأى شكل من الاشكال!!
منعم :مفيش جواز ولا عطله ياشيخ،، هو بس كتب كتاب وعفه للعين واللسان والفكر من الوقوع في حدود الله وانت شيخ العارفين..
حكيم فهمه ورد عليه بابتسامه :
يصير خير يامنعم،، نقروا دلوك الفاتحه واشور اهل بيتي وابلغك باللي هيتقرر...
قالها ورفع اديه وقال بصوت عالي (الفاتحه) والكل رفع اديه واتقرت فاتحة منعم على الداكتوره تمره،،
رجعوا على السرايا حكيم وعياله بعد مالكل مشى،، وبلغوا الجميع بقراية فاتحة تمره على منعم،، والفرحه عمت القلوب على فرحة الشيخ حكيم الواضحه،،
وكمان علي فرحة تمره اللي مهما حاولت تخبي فيها عتفشل..وجماره طول الوكت باصه لبتها وقلبها عيرقص طرب عشان اخيراً هتفرح بوحيدتها وبت روحها وعزيزة قلبها..
اما ام منعم فبمجرد مارجع ولدها وبلغها هو وابوه بانهم قروا الفاتحه،، حرقت الجوا زغاريت وبقت تلف فكل البيت،، وطلعت عالسطوح وفضلت تزغرت لما صوت زغاريتها سمع البلد كلها،،
واغلب ستات البلد طلعت تجامل وترد عليها بالزغاريت من غير ماتعرف فيه ايه،، وزادت الزغاريت بتاعتها وهي شايفه حريم عواد طالين من شبابيكهم يشوفوا جرا ايه ومين اللي عتزغرت..
خلصت اعلان فرحتها على الناس وعرفتهم السبب والناس منهم اللي بارك ومنهم اللي قلبه اتكمد من الغيظ والغيره والاستكتار على منعم...
ونزلت بعدها خدت بناتها التنين وشنطه مليانه هدوم خلت الدلاله اندلت البندر النهارده الصبح ونقتهالها من احلى الهدوم والبجامات الصيفي وحجات عرايس تزغلل العين،، وزياره معتبره تليق بخطيبة ولدها بت الشيوخ،، وشيعت لمختار يجيبلها عربيه ويوصلها،، وراحت على سراية الشيخ حكيم
وصلت ونزلت من العربيه وراح عليها بكر وتميم اللي كانوا واقفين برا السرايا لما وعيولها،، وسلموا على مختار وعليها،،
ونزلوا معاها الزياره وحكيم شكرها بإمتنان على تعبها واللي جايباه،، ومع انه مش محتاج لكنه حسسها بانها جايبه الدنيا كلها باللي جايباه ديه ،،
ودخلت لتمره السرايا وخدتها فحضنها وبوشوشه اتأسفتلها على دعوة دعتها عليها فلحظة غضب وكيد على ولدها،، وكمان عشان اساءت الظن بيها،،
وتمره استقبلت اسفها بكل اعتراض وقالتها انها مش لازم تعتذر وانها التمستلها الف عذر وابداً مازعلت منها ولا لامت عليها..
خدت ام منعم ضيافتها على اكمل وجه وخلصت قعدتها وسط كل اللي استقبلوها بحفاوة كنها هى اللي مرت الشيخ صاحبة المقام العالي مش جماره،،
وقامت عاودت لبيتها وهي طول الطريق عتصلى وتسلم وتحصن ولدها فقلبها،، من شر حاسد اذا حسده على قسمته الحلوة ونصيبه الزين وعلى عوض ربنا لقلبه..
**********************
عدت ايام بلغ خلالها حكيم منعم بموافقته على كتب كتابه على تمره بعد مداولاته مع مرته واولاده وحبايبه والكل وافق،،
ومنعم بس سمع الخبر جن جنونه من الفرحه، وبقي مش عارف يروح فين ولا يجي منين،، يقعد ولا يقف،، يضحك ولا يكتم ضحكته،، يصرخ ولا يفضل على رزانته وميجرسش نفسه ،،
وبعد ساعه من التخبط مع روحه طلع وراح عشان يسحب فلوس من البنك و
بعد ما بلغ ابوه وعمه بكلام الشيخ..
اما حكيم فقال لسخاوى انه يجهز جوازات سفر ابوه وامه،،
وكل ورقهم، وورق اخته جماره، وحتي ورق السايس بتاع الاسطبل واعتبرها زي مكافائة اخر الخدمه ليه بعد مافني عمره بين خيوله يعتني بيهم ويراعيهم،،
وكل ديه سخاوي يطلعه مستعجل،، ويعمل كل اللازم عشان يطلعوا الحج بعد كتب كتاب منعم وتمره طوالي،،
وكان ديه اكبر سبب خلاه يعجل بكتب كتاب تمره ومنعم من غير مايستعدله الاستعداد اللى كان حاطه فخياله لكتب كتاب بته،،
لكنه قال لروحه انه هيعوضها فيوم جوازها...
وتم شرا الشبكه على ذوق تمره ومنعم فى حضور امه وامها واخواته، وعمتها غاليه، وخديجه مرت سخاوي وكل الحبايب.. وروحوا الحريم على السرايا وبعد العصر اتكتب الكتاب وعلى الجواب،،
و بعد مالمأذون مشي ومشى وراه منعم يستعد عشان الليل،،
اتفاجأ الشيخ حكيم بدبايح باعتها منعم،، وطباخين معاهم كل مواد الطبخ وعلب شكولاته وساقع وطقم قهوجيه،، وصوان عيتنصب وفرقه داخله عليهم معاهم الشيخ المنشد ياسين التهامي اللى وصل فى ركب كبير،،
وبمجرد ماخبر وجودة ذاع فى البلد،، الكل جه للسرايا رامح،، وكل واحد ليه حبيب فبلد بلغه ودعاه ياجي يستمع للأنشاد،،
ولفت عربيه تزيع عن ليلة انشاد فسراية الشيخ حكيم عيحييها ياسين التهامى والناس كلها جات من كل حدب وصوب عشان يسمعوه ،،
ولكن كان شرط حكيم ان الانشاد يكون بدون موسيقي والشيخ ياسين وافق،، واستهلها بقصيدة اكاد من فرط الجمال اذوب،،
وكانت بدايته مسك وبقي الشيخ حكيم يلقنه قصايد وهو يغنيها،، والكل اتسلطن وكانت ليله ولا الف ليله وليله كلفها منعم من اولها لآخرها وطلعت كيف ماكان يتمناها حكيم لبته و اكتر كمان..
اما منعم فكان قاعد وسط الناس وعيحيي الكل ويجامل،، لكن قلبه وعقله وروحه حدا تمره عيرفرفوا حواليها كيف عصفوره واقفه فوق عشها وعترفرف بجناحاتها لاولادها من فرط الاشتياق بعد يوم كامل من الغياب..
اما قبل ساعات قليله من الانشاد اتعشت الناس فالمندره والصوان،، والوكل راح منه للحريم اللي فالسريا واللي تقريباً كانوا تلتين حريم البلد ومتاخرتش عن الجى منهم لمجاملة مرت شيخ البلد غير اللى ظروفها خارجه عن ارادتها..
وبعد العشا ابتدا الشيخ الانشاد واستمر الحال ديه لقبل الفجر بقليل،،
ومنعم طول الوكت قاعد مخنوق عشان كان هيموت ويقعد جار تمره هبابه ويشبع منها بعد مابقت مرته حلاله،، والنظره ليها وشوفة وشها صاروا من ابسط حقوقه، لكن دايما عتيجي رياح الحظ العاثر بما لاتشتهي سفن العشاق...
خلصت الليله والكل انفض لصلاة الفجر، واتلمت الليله، واتشال الصوان، وعادت كل حاجه لطبيعتها الاولي،،
ماعدا قلب منعم اللى لساه على حاله عيخفق بين ضلوعه كيف الطير اللي كان مهاجر وراجع يدور على عشه ومهتداش ليه لدلوك ...
اما تمره فكانت لابسه الفستان اللي جابهولها بكر اخوها وكانت مستنيه منعم وكلها شوق وكل دقيقه عينها تبص مستنيه هلته عليها من بره،، واستنت واستنت،، لكن الانتظار طال وكان بدون جدوى،،
وكل اللي حصلته من منعم فأول يوم تكون على ذمته فيه،، هو اتصال،
قالها فيه تسامحه عشان مش هيقدر يهمل الناس ويجيلها وانه على عينه وقلبه،،
فألتمستله العذر وسامحت فحقها وشفقت عليه وهي شايفاه متحسر علي حقه هو كمان..
لكنه كان كل هبابه يصورلها فيديوا ليه من الصوان ويبعتهولها،،
وهي كمان صورت روحها فيديوا بالفستان والنقاب وبعتتهوله،،
ولما طلب منها ترفع النقاب مرضيتش وقالتله عشان الحريم متوصفهاش،، وهو فرح بيها اكتر وصبر على رزقه فالشوف لما يئون الاوان..
ومن رحمة ربه عليه،، او خلينا نقول من شفقة عاشق على قلب عاشق زيه ،،
حكيم عزمه تاني يوم عشان يتغدا معاهم فالسرايا،،
وكانت القعده للرجاله فالجنينه واتغدوا كلهم سوا،، وبعد الغدا حكيم نادى على تمره تقعد جار جوزها هبابه،،
وهما قاموا اتفرقوا اللى راح المندره راح زي تميم وعيال غاليه،،
واللي دخل السرايا دخل كيف حكيم،، وبكر اللي دخل هو كمان لمرته وبته، عشان يواجه معاها نوبة غضب جديده من موده بته وتطلع روحه وروح مليكه ويتعب حسه عشان يسكتها...
اما منعم فاول ماقعد مع تمره لحالهم اتلفتت شمال ويمين ورفعت النقاب وبمجرد ماعيملت اكده منعم غمض عنيه قوام..
تمره بصتله واتعجبت من حركته وسألته بإستغراب : ليه يامنعم غمضت عيونك ؟
منعم : خايف عليهم ياتمره،، خايف عليهم من جمال عيخطف الابصار،، خايف عليهم كيف خوف واحد عاش سنين فظلام واتعرض لنور الشمس مره وحده فمتحملتش عيونه..
قالها وابتدا يفتح بالراحه وشافها مبتسمه وعيونها عتلمع كيف الياقوت الازرق..
فهمسلها بصوت دايب :
وحياتك ولا القلب متحمل ،،، بالراحه علي القلب والعين يابت الشيوخ..
تمره : وهي بت الشيوخ كانت عيملت ايه يعني؟
منعم بتنهيده : طول عمر المجرم عيجهل حجم اجرامه.
تمره بعتب ممزوج بدلع : اني مجرمه يامنعم؟
منعم : اللي تعمل فحال حد كيف اللي عملتيه فحالي،، واللي تعذب قلب عاشق كيف ماعذبتي قلبي،، تبقي اكبر مجرمه في العالم ياتمره..
واتسند بضهره على الكرسي لورا وكمل بإبتسامه وهو عيتجول فإبداع الخالق..
اكبر واجمل وارق مجرمه في الدنيا كلها،، تمره انتي بقيتي مرتي صوح؟ يعني اني بقيت متجوز الداكتوره تمره بت الشيخ حكيم؟
تمره ردت عليه وهي عتتجول هي كمان فملامحه اللي اتلونت واتصبغت بلون المحبه،، وردت عليه بهمس :
تؤ،، انت مش متجوز تمره وبس،،
تمره من غير داكتوره ولا القاب،،
متجوز تمره اللي حبيتها وحبتك واتلاقت روحك مع روحها وهما متجردين من اي حاجه تانيه،، ومتلفلفين بس بتوب المحبه..
منعم فرك وشه وبص بعيد وهو مبتسم ودقايق قضاهم على دا الحال قبل مايعاود يبصلها من تاني بعيون لمع فيها الدمع وقالها بنبرة حنونه : تعرفي اني نفسى فأيه دلوك ياتمره
نفسي حد يقولي ايه الزين اللي عيملته فدنيتي وربنا جازاني عليه بيكي،،
نفسي اعرفه من كل قلبي عشان اداوم عليه واقضي باقي عمري اكرر واعيد وازيد فيه..
تمره ابتسمت على حديته وبصت للأرض وهو كمان ابتسم على خجلها،،
وفضلو التنينبعد اكده مده طويله يتهامسوا،، وكل واحد فيهم همس للتاني باجمل كلام العشق،، وقلوبهم كانت تاخد من لسانهم وتخط وتسجل فأول سطور السعادة من كتاب حياتهم..
ومن بعد قعدة طويله روح منعم لبيته وهو شايل سعادة فوق طاقة قلبه ومش قادر يمشى من تقلها عليه،، واول ماروح رن على تمرة قلبه وكمل معاها حديت وفضل التليفون من وكتها مابينهم يوماتي خطه مفتوح مابينهم فكل وكت تقفل هي يتصل هو، يقفل هو تتصل هي، وكله بالحلال وفى الحلال..
وعدت عليهم ايام علي دا الحال منعم زارها فيهم مرتين تانيين ،،
مره عطاها فلوس مصاريف وقالها من اليوم اللى اتسميتي فيه على اسمي وانتي ملزومه مني وكل طلباتك عليا..
والمره التانيه استأذن فيها الشيخ وخدها فسحها فى قنا، وزورها سيدي عبد الرحيم القناوي وخدوا معاهم اخته الصغيره لولا مارضي حكيم يطلع تمره معاه لحالهم برا السرايا ..
اما في الاثناء دي فسخاوي كان كمل كل حاجه لازمه للسفر وخلاص مبقاش غير ٣ ايام ويهل عليهم شهر ذو القعده ويسافروا يأدوا فريضتهم...
وعدوا التلات ايام في لمح البصر والنهارده السفر والعربيات اتحركت علي المطار بعد ماحودوا على بيت سخاوى خدوا بشندي وعيشه،،
وركبوا طيارتهم في الميعاد بعد ماودعوا كل الحبايب،، والكل ودعهم وانطلقوا الى رحاب الحبيب..
وصلوا ونزلوا في الفندق وسابوا حاجتهم هناك وطلعوا مع بعض على الكعبه،،
حكيم وجمارته، السايس،، عيشه،، وبشندي اللي كان عقله تايه في اليوم ديه وعيتلفت معارفش هو فين ولا مين اللي معاه دول؟
لكنه ماشي معاهم وخلاص..
ووصلوا الكعبه ودخلوا، وبشندي لساه عيتلفت ومستغرب من الزحمه والناس الكتيره ،،
لكنه وقف فجأه عن المشي لما رفع عينه وشاف الكعبه قدامه...
بص عليها والدموع سالت من عنيه وهو عيهمس بصوت فرحان :
اني فبيتك ياحبيبي؟ دعيتني ليك عشان تغسلني قبل مااقابل وجهك الكريم؟
دعيتني ولبيتك معرفش كيف ولا مع مين بس جيتك،،
وبعدها اتقدم بسرعه ناحية الكعبه بين الجموع وكان كل الحيل اتردله وكل القوة جاته،،
وحكيم مد الخطاوى قباله يوسعله الناس بالهداوه ويعديه لغاية ماوصله ليها،،
وبشندي فرد اديه وحضن حيطانها بلهفه كأنه مشتاق عيحضن حبيبه،،
ومبطلش هتاف.. جيتك ياحبيبي يارسول الله.. جيتك ياشفيعى،، جيتك ياحبيبي... والدموع فضلت تنهمر من عنيه خشيه وخوف،، على محبه على شكر على رهبه على كل حاجه مع بعضها..
اما حكيم فكان واقف جاره محاجي عليه وفارد اديه حواليه بحمايه وخوف،،
واول مااستهل دعاه بدأه بطلب الغفران لبشندي علي كل حاجه عملها فحياته بقصد او من غير قصد،، ودعاه انه يغفرله كل ذلاته بقصد كانت او من غير قصد، حتي قبل مايدعي لروحه او لمرته او لحد عياله،،
وابتدوا بعدها يطوفوا حوالين الكعبه وحكيم شال بشندى على كتافه وطاف بيه كيف الاب معيشيل ولده،،
او كيف مابشندى شاله فكل عمره اللي فات بالقول والفعل والمحبه،،
وطاف بيه حكيم من غير كلل ولا تعب، بجسم معافي من كل الاوجاع كيف ماتكون الاوجاع كلها اتنزعت في رحاب الحبيب كيف ماعتتنزع الشهوات وتتساقط الذنوب..
خلصوا زياره وطواف وقعدوا يرتاحوا،، ونام بشندي بعدها جارهم بمجرد ماحط دماغه على رجل حكيم، اللي مكانش عارفه هو مين لكنه كان حاسس انه مرتاحله وانه قريب منه،، وقريب منيه قوي كمان..
غفوه مش طويله خدها بشندي وفتح عنيه بعدها، واتلفت حواليه وبص للكعبه مره تانيه،
واتعدل كأنه عيشوفها لأول مره،، فضل يتلفت يشوف هو فين لغاية ماوقعت عنيه على حكيم جار منيه ،، ابتسمله والدموع فعنيه وقاله :
نفذت وعدك ياولد قلبي وجبتني؟
حكيم : ومن ميته حكيم وعد حبيبه بحاجه وموفاش ياكهل قلبي.!!
دمعت عيون بشندي وبص لعيشه وقالها : شفتي القلوب عتخَلِف ايه ياعيشه؟
شفتي المحبه عتربي عيال اصيله كيف ياام سخاوي؟ ..
قالها وقام وقف على حيله بضعف، وراح على الكعبه مره تانيه،
بس النوبادي كان رايح عليها وهو عيبكي بخشيه وخوف وندم اضعاف المره الاولي عشان النوبادي كان فاكل كل حاجه عملها فحياته ..
ومع انه فالفتره الاخيره ذاكرته كانت تغيب بالايام ومتعاودش غير دقايق معدوده ،،
الا انها النهارده عاودتله وفضلت معاه ،،
كيف مايكون ربنا ردله عقله عشان يفتكر كل خطاياه ويكفر عنها،،
وبمجرد مالمس الكعبه شدت عليه الدموع وبكى بحرقه لدرجة انه مقدرش يتكلم ولا يستغفر او يدعى ،،
لكن الدموع الندم والتوبه كانت ابلغ من أي كلام،،
بكي بصوت عالى لدرجة ان حكيم بكى معاه،، وبكى معاه كل اللي حواليه،،
وأول ماقدر بشندى ينطوق نطق حروف اسمه اول شى..
ولدى حكيم يارب،،
وكأنه عيردله دعوته ليه اللى دعاهاله قبل اي حد،،
وكأنه كان واعي للى حصل،، لكن الحقيقه ان القلوب عتعلم وعتوفي لحالها ديون المحبه...
وخلص بشندي بعد مده طويله مناجاته لربه واعلان توبته وطلب منيه الغفران،، ودعا لعيشه وسخاوى،، وحتى يوسف اللي افتكره النهارده من فضل ربه عليه،،
وعاود بعدها مع حكيم بجسد واهن ضعيف، مسنود على حبيبه، لغاية ماقعده وسطهم وسقاه من مية زمزم، ووكله بيده،
وكمل بشندي لآخر اليوم وهو فاكر كل حاجه وعارفهم كلهم ،
والغريب اكتر اللى لاحظته عيشه واستغربته ان بشندى النهارده كل مايعوز يعمل حمام يقول لحكيم يوديه الحمام،،
وولا مره عملها على روحه بدون قصد،،
وكأن ربنا نقاه من كل دنس،، ودعت عيشه بأنه يشفيه من كل مرض واهمهم الموضوع ديه اللي دايماً تاعب نفسيته ومعكر صفوا مزاجه...
اما فى البلد بعد مرور ايام
بكر عاود للسرايا بالليل بعد قعدة سمر فالمندره مع تميم وسخاوي ومنعم ومختار وشباب كتير...
وبمجرد مادخل اوضته لقى مليكه متبدله لوحده تانيه،، لابسه فستان رقيق كانه متفصل ليها هي مخصوص
وعامله ميكب هادي وجميل زايد حلاها حلا،، وفارده الشعر
وطالعه كيف حوريه من بتوع الحواديت.. وشكلها ينطق الحجر الاصم ويخليه يصرخ باستغاثه من جمالها،،
قرب منها بكر بعيون زايغه وسألها بصوت دايب :
ليه العذاب طيب وحبيبك ممتحملش لحاله؟
مليكه قربت منه وحاوطت رقابته باديها التنين ورفعت نفسها وهمست فودنه بصوت حنون :
خلاص ياحبيب القلب والروح والعين،، امبارح كانت اربعيني والنهارده معاد اللقي اللي اتأخر شهور وشهور واتحملته ياحبة القلب،،
تعالى وادخل لجنتك ودوق من حلال طرحها لغاية ماتشبع،،
قالتها ومفيش ثانيه ولقت روحها عتطير فالهوا وتتشال مره وحده،،
وتتعرض لهجوم ضاري من محب عذبه الصبر ولعب الاشتياق بحاله لعب،، وحتى مسألش على بته اللي اول مره يدخل وميجريش عليها بلهفه يطمن..
وغاص بكر العاشق في احضان مليكه وغرق فجراير العسل اللي كل مايغوص فيها اكتر ويتعمق ماجايبلهاش قرار..
****************
خلصت ايام الحج وعاودو الحجاج،
وبانت بشاير الغفران على وشوشهم اللي عاودت منوره بنور الرضى اللى عيشع منها كيف انعكاس نور الشمس على طبق بنور..
ورجعوا السرايا واتدبحتلهم الدبايح تحت رجليهم،، والكل استقبلهم بإشتياق.. وخديجه خدت عيشه بالاحضان واستقبلت بشندي بمحبة بت من صلبة واكتر،،
رغم الاذى والتعب اللي عتشوفه منه،، الا ان محبتها ليه النابعه من غلاوته على حبيب قلبها عتخليها متحسش منيه بأي تعب او اذي وتاخده بضحكه ونفس راضيه وروح رضيه مرضيه وعامله حساب ان الايام دول.
وبرغم ان جيتهم فرحت الجميع،، الا انه كان فيه واحد بس رجعتهم شيلته هم تقيل..
تميم اللي شال هم الفراق عشان سفر مرته وبته وولده، وبعدهم عن حضنه لأول مره من يوم جوازهم،، واللي كان مرهون برجوع ابوه وامه،،
وسلامهم عليهم قبل مايغادروا البلاد ويفارقوا محيط العين ويسافروا على الشام فى زياره لا يعلم عدد ايامها ومقدار عذاب تميم فيها الا الله...
*****************
وبالفعل عدى على رجوعهم من الحج اسبوع، وسافرت غاليه وعيالها، وورد الشام، وخدوا معاهم ياسمينة قلب تميم الشاميه، وسلسبيلة روحه وحكيم قلبه الصغير،،
وغادروا البلاد وهما خالعين قلب تميم من موطرحه وواخدينه معاهم،،
وحتي النوم والراحه سلبوهم منه مع أول فراق يفترقه عنهم وكان حاله يصعب على الكافر..
اما بكر فكان طول الفتره دي مرابط فى اوضته هو ومليكه معيطلعوش منها غير للوكل او للصلاه،،
ومشغولين يخلصوا من بعض تار البعاد والاشتياق كله اللي كان ليهم يد فيه او اللي ملهمش فيه يد وحصل غصب عنهم،،
وكان كل اللي يفتكر للتاني حاجه عفشه يطلب منه تعويض عنها والغلطان كان يعوض بنفس راضيه وبالفوايد كمان..
اما مليكه فبعد ماخلفت وشافت غلاوة الضنا، قلبها رق على امها وابوها، واتوكدت ان مفيش حد فالدنيا ممكن يقدر يكره ضناه بعد ماجربت معزة بتها فقلبها،،
وعرفت انه جايز طريقة التعامل واسلوب الربايه يكون قاسي ومبني على مفاهيم خاطئة،،
لكن فى النهايه المحبه عتكون موجوده،، حتي لو مدفونه تحت جبل قسوة،،،
وبناءً عليه رجعت تتعامل مع امها وابوها بمحبه ومودة، وغفرتلهم كل شين شافته منهم،،
واللي شفعلهم عندها اكتر ،،
الحسنه اللي عملوها فيها من وسط انانيتهم وتفكيرهم فنفسهم وموصلحتهم،،
وكانت اكبر حسنه واكبر تعويض لقلبها وروحها واللي كانت متمثله ف (بكر)
اللي اتولدت من جديد على اديه وبين اديه،، ومنحها حياه جديده مكنتش تحلم تعيشها حتي فاكتر احلامها استحاله..
اما حكيم وجمارته فلساهم فدنيتهم سكارىَ بخمر العشق،،
ولما يكونوا مع بعض عينسوا الدنيا ويتغيب عقل وادراك كل واحد فيهم لأي حاجه فالدنيا الا حبيبه،،
ولساه الحب على حاله عيكبر كل ايوم اكتر وميقلش ولا عيشيخ مع الايام،، ولاتخور قوته اوتضعف،،
باقي شديد وجدوره فالقلوب راسخه كجدر نخيل، شامخ فى سما الروح عيلاعب جريده الهوا،، وقلبه الجمار باقى على طيبه..
********************ا
في السرايه وفقعدة عصاري جمعت الكل في الجنينه،،
حكيم وجمارته وعياله،، ومليكه واقفه ببتها رايحه جايه تسكت فيها جار منهم ،،
وبشندي وعيشه،، وحتى سخاوي ومرته وعياله،،
والحبايب متجمعه فقعده حلوه والكل عيضحك مع بعضه،، والفرح طاغى علي كل الوشوش،،
حتي وش تميم برغم الاشتياق اللي حكيم متوكد انه عينهش فروحه،،
الا انه كان متحمله لانه اشتياق مؤقت هينتهي برجوع مرته وعياله،، مش اشتياق مرهون ببعاد وفراق غير معلوم..
وفجأه استرعى انتباه الكل صوت يوسف واد سخاوي وهو عيصرخ بغضب :
باااااااس صدعتي ابونا ياواكله ناسك..
التفتله الكل وشافوه باصص لموده اللي عتبكي على يد مليكه بدون توقف كيف خلاط حطوا فيشته وهملوه شغال ومشيوا..
بكر بطل كلام مع سخاوي بصله ورفعله حاجبه وسأله بإستنكار :
عتزعق لمين ياد انت وتشتم فمين؟
يوسف بجراءه وعدم تردد : عزعق لبتك الفاجر اللي معتسكتش واصل داي.. برضك داي خلوفه تخلفها،، ياشيخ قوم ارميها فالرياح بلاش فلقه..
بكر برق عنيه وهو سامع شتيمة يوسف لبته، وبص حواليه شاف الكل كاتم ضحكته بالعافيه،،
لكنهم انفجروا فالضحك لما بشندي مد النشوا بتاعه ليوسف وقاله :
خد ياد لبعها بالنشو الغازيه بت الغازيه داي،،
اني اصلا من الصبح مترقب ومستني تتوق لمي هي وامها والبعهم، عشان حسها المسرسع ديه اللي خرم طبلة ودني،، لكن الفواجر ممقربينش..
قالها ورمي النشوا ليوسف اللي خده منه وجري على مليكه، ومليكه جريت بالبت من خوفها منه ،، وبكر لما شاف اكده قام وجري ورا يوسف عشان يحوشه منهم،،
لكنه محصلهمش غير فالسرايا،،
ومليكه كانت دخلت اوضة تمره وقفلت عليها هي وبتها الباب،،
ويوسف عمال يخبط بالنشوا علي باب الاوضه ويتوعدلهم،، وممشيش غير لما بكر دهلس عليه ومشاه وقاله خلاص هما مطالعينش تاني هيقعدوا فالاوضه ...
خبط بكر علي مليكه وهو عيضحك وفتحتله لما قالها ان يوسف مشي وانه لحاله،،
ودخلها يضحك وهو عيفتكر خوفها وجريها من يوسف ونشوا جده بشندي،،
وهي اول ماشافته عيضحك ضحكت هي كمان على ضحكه،،
والغريبه انهم بصوا هما التنين لموده شافوها ساكته لأول مره وحاطه صباعها فبوقها باستسلام..
بكر بضحكه : واه ياقزينه طلعتي فاجر صوح وعتاجي بالعين الحمره يامري،، هي القدره اتكفت على فومها ياك ياموده يابتي؟
مليكه بزعل كداب : بقي إكده؟
بكر : وابو إكده،، وهل عندك شك يامليكه انك اكبر الفواجر اللي على سطح الكوكب؟
مليكه بصتله بطرف عينها ومردتش عليه لكنه قوام عدل كلامه وقالها :
كنتي كنتي،، لكن دلوك خلاص بقيتي اجمل مليكه على سطح الكوكب،، قالها وابتدا يناغي فموده ويقولها :
ايه يافاجر ياصغيره،، عتاجي بالخوف ياموده،، طيب ايه رأيك لهجوزك ليوسف عشان يربيكي ويكسر شوكتك،، عشان اللي زيك يابوي مينفعش معاها الغلبان اسأليني أني.
مليكه بعتب : وهتجوزها كيف ليوسف عاد يابكر؟ هتروح تعرضها عليه وتقوله ههاديك ببتي يايوسف، وتخليه يفضل يذل فيها ويعاير ويسترخصها ويسمعها حديت يسم البدن كل مايشوف وشها ؟
بكر ابتسم لعتبها المبطن وميل حبها على خدها وهمسلها جار ودنها : سامحي وانسى ميبقاش قلبك اسود يامليكه عاد..
مليكه : قلبي مش اسود وسامحت لكن مش هنسى،، ومش هسمحلك ترخص بتي كيف ماابوي رخصني ولا تعرضها علي حد مهما كانت الاسباب كيف مااني اتعرضت..
بكر بهمس :
مطلعش رخص ابدا يامليكه،، دا طلعت محبه،، محبة اب عيختار لبته الشخص المناسب اللي متأكد انه هيسعدها، وانه الوحيد اللي يعرف يتعامل معاها..
طلعت محبه وخوف يامليكه،، وحتي لو المحبه فالمقام الاول كانت للشيخ حكيم،، لكنك كنتي جزء من صفقة المحبه،، وطلع الاب عمره مايدخل عياله فصفقات خسرانه..
وصدقيني على كد سخطي على ابوكي فالاول على كد محبتي ليه دلوك عشان كان سبب فأنك تكوني مرتي وام عيالي ووليفة روحي...
مليكه لانت ملامحها وابتسمت، وقرب عليها بكر يكمل الصلح بإعتذار لثغرها المتبسم،،
لكن موده كان ليها رأي تاني لما صرخت استعداداً لدخولها فنوبة بكا جديده خلت بكر يزعق بعلوا صوته،،،
تعالى يايوسف بالنشوا بتاعك وسكت بت الجزمه الفاجر دزي واديها علقه تسكتها يومين تلاته،،
قالها وطلع من الاوضه وهو عينفخ وهمل،، مليكه تضحك عليه وتحاول تسكت فموده لحالها من بعد مابكر اعتزل مهمة تسكيتها اللي معتنتهيش معاها وقال لمليكه مع نفسك فاللي جاى..
وطلع قعد وسط اللمه من تاني،،
وبعد شويه وقام يجري من سخاوي اللي مسكله نشوا ابوه عشان يأدبه بيه،،
لما بكر رزل عليه بالحديت لحد ماغاظه،، ومسكه وابتدا يضروب فيه وبكر يفرفط،،
ومهانش على تميم اللي قام وجرىَ عشان يخلص اخوه من يد سخاوي،،
لكن اللي حوصول ان سخاوي ابتدا يضروب فيه هو كمان مع بكر،، وخلي التنين يجروا قدامه من ضرب النشوا كيف الحراميه العاملين عمله والكل يضحك عليهم..
وحكيم فضل يتفرج عليهم وافتكر لما كانوا عيال صغيره عيرمحوا ويلعبوا فالجنيه زي اكده بالظبط،،
وتمره هي كمان كانت معاهم،، وبصلها جاره لقاها عتضحك عليهم،، ضمها بأيده وباس جبينها بحنان،، ورجع بذاكرته لسنين ورا..
فنفس السرايا بس على هيئتها الاولي وحالها القديم،،
لبداية عشقه لما كان يراقب جمارته من بعيد ويستناها، ويعاود يترمي فحضن امه ويبثلها لوعت قلبه وهي تصبره وتطبطب علي قلبه بدعوه حلوه وضحكه حنونه،، كان لساه بقلب اخضر وخالى قبل العذاب والحرمان ووجع القلب مايعرفله طريق..
واتنهد وهو باصص لجمارته وطرح قلبه اللي ضلل على روحه بضل المحبه..
للبارت تكمله ونقل عنيه مابين كل الحبايب وروحه رفرفرت وهو عيفتكر التلاته اللي غابوا عن الصوره لكنهم فالقلب باقيين.. وخفق القلب بين الضلوع خفقه كيف خفقة جناح طائر رخ عملاق لما شاف طيفهم من بعيد ابتدا يتجسد قدام عنيه وكانوا واقفين جار بعض وعلى وشوشهم كل الرضى...
جمرته وامه
وابوه اللي كانو واقفين جار بعض وباصينله من بعيد،،
وابوه عيتبسمله بفخر عشان شال الامانه اللي حملهاله ومفرطش فيها،،
وحافظ على روحه من الحرام،،
وطلع نسله نضيف خالي من اى حرام يعرض جسمهم لنار جهنم...
وامه اللي كانت واقفه على رجليها وبكامل صحتها وردت صبيه من تاني، وشها عيشع نور، وعتضحكله من بعيد وحاطه يدها علي جمره، اللي هى كمان عتهزله دماغها بفرحه بنفس الحركه اللي كانت عتستقبله بيها فكل مره تشوفه فيها..
ومحسش غير على يد عتطبطب عليه وخاف تكون الدمعه اللي اتجمعت فعينه نزلت من غير مايقدر يلجمها ،
ورفع يده يتوكد لكن يد جمارته كانت اسبق وقبضت علي ضعفه بضهر يدها اللي مسحت دمعه هربت منه قبل ماحد يشوفها نازله من عيون شيخ قلبها،،
وابتسمتله بحنان وشفقه عشان عارفه ومتوكده ان الدمعه دي وراها احساس حكيم متحملهوش.. وكانت هتسأله عن اللي واجع قلبه وهتزعل لزعله لكنها ملحقتش لما شافت زعله غادر وابتسامته رجعت زينت وشه من تاني.. وعيونه رجعتلها لمعة المحبه وهو باصصلها واللي رجعت تشوف انعكاسها فيهم كنهم مرايه مسحوره اتخلقوا عشان يجاوبو
والي هنا نصل لنهاية الحكايه لا يتبقي لنا الا بارت الخاتمه والذي سنضع فيه النقط المتبقيه علي الحروف ونودع جمارتنا وحكيمها اللي الابد..
جماره🌹
الجزء الثاني البارت 42 والاخيرر
عدت ايام وأيام وحكيم وجماره كل يوم عيحمدوا ربهم على فرحة عيالهم اللي اكتملت وهما واعيين السعاده ملونه الوشوش،،
وحتي تميم عاودتله فرحته وضحكته وعفيته لما عاودت مرته وعياله من الشام، وعاود معاهم عقله وقلبه اللى غادروه وراحوا الشام وفضلوا فيه طول مدة غياب الحبايب..
واوشكت الاجازه بتاعة آخر السنه على الانتهاء وخلاص بكر ومليكه وتمره عيستعدوا عشان السفر..
اما تمره فكل مايقرب معاد سفرها روحها تفرفح وقلبها يتخلع و يصرخ ويحتج على البعد عن منعم،،
جوزها وحبيبها والهوا اللي بقي يدخل ويطلع جوا صدرها،،
وخصوصاً لما قالها انها لما تسافر اتصالاته بيها هتقل عشان ميلهيهاش عن المذاكره فآخر سنه ليها ولا يكون سبب فى أنها تتراجع عن تفوقها..
وبالفعل سافروا وابتدت الدراسه،،
وحل بكر ومليكه مشكلة موده بتهم بانهم جابولها بيبي سيتر تقعد بيها طول الفتره اللى هما فالجامعه،، وتروح وكت مايرجعوا لكنهم ركبولها كاميرات في كل ركن في البيت وكانت البرامج بتاعة الكاميرات علي تليفوناتهم هما التلاته وكل اللي كان يلاقي روحه فاضي بين المحاضرات او حتي اثنائها كان يفتح تليفونه ويبص علي موده ،،
وكانوا التلاته بعد مايرجعوا يتناوبوا عليها عشان كل واحد يعرف يذاكرله هبابه ،،
لكن الاغلب كانت عتفضل مع بكر،، وحتى احياناً كان ينزل بيها من الشقه خالص،، ويفضل قاعد بيها فالشارع تحت عشان تمره ومليكه يعرفوا يذاكروا شويه من صوتها،،
وهو كان يذاكر بالليل فالشويه اللي تكون موده نايمه فيهم او امها شايلاها،،،
لكن دا خلي موده تتعلق بيه جدا ومتبقاش عايزه تقعد مع حد غيره طول الوكت،، ودايماً تبكي عايزاه يشيلها طول ماهى واعياه قبال عينها..
مليكه اتفقت مع بكر و خدت وسيلة منع حمل عشان ميخلفوش تاني دلوك وينتبهوا لدراستهم وبكر وافق طوالي فى ظل اللي شايفه من موده ،،
وبعد موده راودهم قرار انهم ممكن ميخلفوش تاني ابداً بسبب اللي عاملاه فيهم ..
اما منعم فلساه على حاله، لكنه رجع يتواجد فى الشغل من تاني لكن برضك مش كيف لاول،، غيابه اللي كان قبل سابق وانقطاعه عن الشغل قل كتير ،،
ومستمر فبنى بيته وتعميره وانتظار الاميره بت السلطان اللى هتاجي تنور قلبه وقصره..
عدت الايام والاسابيع والشهور والكل حياته مستقره وعارف يتحكم فيها ويديرها،،
وبكر ومليكه وتمره عيعملوا كل جهدهم فالمذاكره عشان يعدوا من السنه وتهل عليهم سنه جديده جايه لكل حد فيهم ببشاير خير وفرحه..
موده كبرت وبقت تلاغي وخطفت قلب بكر واستحوذت على كل تفكيره،
وطول اليوم شايلها علي قلبه ويلف بيها فالشقه او ينزل بيها للشارع،،
وهي اتعلقت بيه اكتر لدرجة ان حتى المذاكره بقي يذاكرها وهي علي رجله..
اما حياته مع مليكه فكانت ولا اجمل،، حل تفاهم مابينهم عجيب بعد العناد والمناطحه وطغت الموده اللي من بعد عداوة ،،
وفأحيان كتير مليكه كانت تسمع كلام بكر بدون نقاش،،
لكن فبعض الاحيان كانت تجادله فحجات لغاية ماتعصبه،، ويبقى عايز يطخها طلقه بين عنيها،،
وفالآخر اللي حداه موهبة الاقناع اكتر هو اللي عيفوز،
ودي حاجه مليكه مهما حاولت معتعرفش تضاهي فيها بكر،
لانه عرف وحفظ كل مداخلها،، وطرق اقناعها بقت معاه ولا اسهل،،
وكل مايدرس شخصيتها العنيده اكتر كان يعرف يتعامل معاها اكتر واكتر..
**********************
خلاص السنه اوشكت على نهايتها وكلها ايام والامتحانات تبدأ..
تمره عتذاكر بكل جهدها عشان تحقق وعد وعدته لمنعم انها تطلع من اوائل الدفعه وتخليه يفتخر بيها..
ومنعم بكل جهده عيجهزلها البيت اللي يليق بداكتورته وبت شيخه من كل شى،، دهانات وتشاطيب وعفش من اغلي واحدث واشيك الانواع،،
وجاب مهندس ديكور مخصوص من شركة تصميمات عشان يعملهوله بذوق رفيع واستايل متعملش فوجه قبلي قبل اكده واصل..
وكان منعم فى المده دي يتصل بيها كل ٣ ايام ، ويطمن ويفتح معاها كاميرا، ويملي عنييه ببريق جوهرته المكنونه، وكل نوبه يفكر ان شوفتها هتريح قلبه وتهدي شوقه... لكن اللي كان يحصل ان شوقه ليها كان يزيد ميقلش،،
وخصوصاً وهي عامله كيف القمر باصصلها وعيتطلع فيها لكن يده ماطايلاهاش...
بس كان يصبرها وتصبره بانها هانت خلاص والبعد كلها ايام معدودات وينتهي،،
وبناءً عليه ابتدا منعم يجهز للفرح... وكان كل مايندلى البندر ويعدي علي محل ملابس ويشوف حاجه حلوه يتخيلها على تمره ويدخل يشتريهالها ويشيلهالها فبيتهم الجديد،، لدرجة انه تقريباً جابلها كل الهدوم اللي محتاجاها ومش هتحتاج لهدوم الا حاجات بسيطه تجيبها معاها وهي جايه...
وخلصت الامتحانات علي خير وخلاص هتاجي الراحه بعد التعب،،
وخصوصاً لتمره اللي طول فترة الامتحانات وقبلها باسبوعين كانت مستغربة عشان اتصال منعم اللي كان كل ٣ ايام بقي كل اسبوع،،
ويكون دقايق مختصره عشان يسيبها تشوف مذاكرتها،،
وكان يتكلم بلهوجه كيف مايكون مشغول بحاجه مهمه لو بعد عنها او اتأخر عليها الدنيا تخرب..
وفعلاً بس خلص الامتحان وفآخر يوم بالليل رن تليفونها مكالمة فيديوا من منعم،، وفضل طول الليل يكلمها وكان باين عليه الراحه قوي،،
وفالليله دي كان بايت فبيتهم الجديد وفضل يلف فأرجائه بالكاميرا ويوريهولها جزء جزء وركن ركن بعد مااتشطب خالص،،
وتمره طول ماهي عتتفرج مش مصدقه اللي عينها شايفاه من رقى وفخامه وزوق وجمال،، وفضلت مع كل حاجه تشوفها تضحك بفرحه تخلي قلب منعم يرقص علي انغام ضحكتها،،
واخر المطاف ختمتها معاه بكلمة.. (اني عحبك قوي يامنعم)
خلت قلبه اللي كان عيرقص طب ساكت من متحملش كيف كل مره كانت تقولهاله فيها...
وبرغم ان ودانه اعتادت على سماعها منها،
الا ان تأثيرها على قلبه لساه نفس تأثير المره الاولي اللي قالتهالها فيها،
وعيحس نفس الاحساس لغاية دلوك عند سماعها..
واخيراااا عاودوا بكر ومليكه وبتهم البلد،،
بس النوبادي تمره لمت كل حاجه ليها فالشقه وودعتها للابد،،
على وعد قطعته لحيطانها وكل زاويه فيها بأنها هتزورهم من تاني لما يغلبها الشوق لزكريات ٧ سنين عاشتهم فيها... لكن اللي خلى الفراق سهل عليها،، وخصوصاً انها من الناس اللي عترتبط بالاماكن قوي،، انها رايحه مكان تاني هتعيش فيه سنين اطول وهتعمل فيه زكريات اجمل..
وعدت الايام والنهارده البلد كلها واقفه على رجل وحده، والسرايا مقلوبه والمندره كمان ،،
وصوان عيتنصب ماشي مع الشارع من بيت منعم لسراية الشيخ حكيم،، والانوار والزينه على طول الصوان متعلقه،، والناس كلها مهمله بيوتها وطالعه عشان تحضر فرح بت السلطان على واحد من عامة الشعب كيف الحواديت وكيف اصحاب العقول الديقه ماكانوا شايفينها ومستغربينها..
اما الفرحه الكبيره فكانت لتمره ومنعم،، وبالذات منعم اللي من اول مااتحدد ميعاد الفرح وهو دايما متبسم وكل لحظه والتانيه يضحك بفرحه وعدم تصديق،،
والنهارده حاسس ان الفرحه هتقضي عليه من كتر مالرعشه ماسكه كل جسمه ورابكاه لدرجه ان كل حاجه يمسكها تقع منه..
طبعاً المتعارف عليه ومن العادات فالبلد ان العريس يلبس جلابيه وعبايه وعمه،، لكن منعم على غير العادة اشترى بدله عشان يكون كيف اي عريس شافته تمره على فيس ولا فأي مكان عالنت وتحس بأنه قادر يواكب اسلوب حياتها واللي عتشوفه..
لكن الغريبه ان تمره اول ماعرفت باللي عيمله صممت انه يغير البدله للجلابيه والعبايه وهدوم الفرح التقليديه فبلدهم،،
وانها عايزاه زي ماهو وحابه عادات وتقاليد البلد في الافراح بتاعتها ومش عايزه اي حاجه مختلفه،،
وكمان اقنعته بان اخوها تميم لما اتجوز اتجوز بجلابيه وكمان بكر نفس النظام وسخاوى خالها وحتي هو عايزاه يكون زيهم..
وبالفعل لبس منعم الجلابيه ولف العمه وسط اصحابه ومعارفه وطلع كيف البدر المنور،، وامه من اول ماطلع عليها من اوضته فضلت تزغرت وتصلى عالنبي وترش بِسْله وملح من العين لما غرقته هو واللي معاه وطلعوا رامحين من البيت،،
وراحوا علي الصوان بتاع الفرح ونزل منعم فمبارزة التحطيب،، وفاز عالكل، والكل هيصله، وابوه فضل يهتف بإسمه وراح عليه وحضنه وباركله واتمناله السعد والخير كله،،
ومن بعدها نزلت المباركات علي منعم،، وفضل يتنقل من حضن لحضن لغاية ماتعب وقال لمختار يقول لعربيات الزفه تجي،، وفعلاً مفيش دقايق وجات العربيات وخدتهم كلهم،، وراحت بيهم علي سراية الشيخ حكيم،،
وكانت الكوافيره اللي جايبها منعم لتمره فالبيت خلصت مكياجها، وعتلبس فيها النقاب، ومبطلتش طول الوقت تمدح فيها وفجمالها، ومستخسره ان الجمال دا كله يتداري بالنقاب لكن تمره افحمتها وسكتتها لما قالتلها ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن..
ولبست تمره نقابها وفستانها المستور الجميل وفضلت مستنيه فالسرايا وسط كل الاهل والحبايب،، لغاية ماسمعت اصوات الهيصه والعربيات وضرب النار حرق الجو بره السرايا،، وامها وعمتها غاليه جم عليها وقوموها وطلعوها على باب السرايا،،
ومن بعيد شافت ابوها جاي عليها ومعاه تميم وبكر وسخاوي،
وبمجرد ماوصلوا حداها ووقفوا قبالها وعيت الفرحه فعيونهم كلهم،، وبالخصوص ابوها،، لكن فرحة ابوها كانت غير،، ولمعة عيونه الفرحانه كانت مخلوطه بلمعة دموع خلت قلبها رقرق عليه،،
وخصوصاً لما ميل عليها وحضنها وباس جبينها بكل محبه وهمسلها بحنان الكون كله :
ربنا يفرحك ويسعد قلبك يابنيتي ويجعله اول واخر بختك..
وبعد عنها بعدها وخد تميم دوره فالحضن والوداع ومن بعد منه سخاوي،،
وفالآخر خالص بكر اللي بمجرد ماحضنها حاوطت رقابته بأديها وهمستله جار ودنه بكل امتنان :
شكراً ياخوي،، شكراً عالسعاده اللي عطيتهاني..
قالتها وبعدت عنه لما ابوها حط يده على كتفها ولما بصتله شاورلها علي بوابة السرايا المفتوحه، واللي كان واقف منعم قدامها من بعيد ومنتظر على نار وعيتطلع بلهفه كيف التلميذ اللي مستني نتيجة امتحانه..
حاوط حكيم كتافها،، وبكر من الناحيه التانيه لف يده حوالين وسطها،،
وسخاوى مشي وراها وهو رافع ديل الفستان مع مراعاة انه ميرفعهوش اكتر من اللازم،، وتميم مشي قدامها..
واتحركت تمره فى موكب صغير وهي متحاوطه برجالتها ومتلفلفه بمحبتهم لغاية ماوصلت لعند منعم،،،
منعم اللي طول ماهو واعيها جايه من بعيد شايفها جنه عتقرب عليه،، واقسم بينه وبين نفسه انه هيعيش متنعم فيها طول العمر وماهيسمح لوسوسة شيطان انه يطلعه منها واصل او يبعده عنها ...
وقرب منعم من تمره ووقف قبالها وابتدا يسمع بانصياع لبكر وتميم وسخاوي وحتي الشيخ حكيم لكم التوصيات والتهديدات بالعذاب الشديد اللي هيشوفه منعم على اديهم، لو بس فكر انه يزعل تمره او يدوسلها على طرف،،
وهو كل اللي طالع عليه يكرر علي مسامعهم الوعود بانه عمره ماهيزعلها ولا هيفكر فديه حتي،، وان لو ديه حوصول يبقا وكتها يحقلهم يعملوا فيه مابدالهم،،
واخيراً الشيخ حكيم حط يده علي ضهر تمره وزاحها لم منعم بشويش خلاها اتقدمت عليه، وبمجرد مااتحررت من وسط الشبكه العنكبوتيه اللي كانت محاوطاها من نظر منعم ،،
خطفها منعم من يدها وشدها عليه واتشاهد فسره كانه خطف روحه وردها ليه من بعد ماكان هيلفظ انفاسه الاخيره..
وركبها العربيه بحرص وخوف وتحت وابل من ضرب النار اللي مبطلش، وركب معاها وطلع رَكْب العرسان لحياتهم الجديده..
وطول الطريق منعم ماسك يد تمره بين اديه التنين وقابض عليها كيف مايكون خايف يسيبها تختفى منيه ويطلع كان عيحلم فالآخر..
ولغاية ما،وصلوا بيتهم الجديد وطلعو قدام باب شقتهم وهما التنين مش مصدقين روحهم من الفرحه وانهم اتجوزوا بحق وحقيق..
فتح منعم باب الشقه وبص لتمره وابتسم ومره وحده ميل وشالها ودخل بيها عشهم الجديد وهو عيسمي بالله..
دخل بيها ونزلها وقلع العمه والعبايه ورماهم فالارض ومد اديه ورفع النقاب عن فرحة عمره، وبلع ريقه وهو عيتطلع لأجمل مارأت عينه...
اما تمره فكانت طايره من السعادة وهي واعيه عيون منعم وهما عيبصولها بعدم تصديق وعيتملي فكل انش فيها بفخر كان محارب وهي اعظم انتصاراته..
وفاق بعد مده من شروده فملكوت جمالها على صوتها الرقيق وهي عتقوله،، ايه يامنعم مش هتفرجنى على شقتي ولا ايه،، عايزه اشوفها عالطبيعه حلوه كيف الفيديوا والصور ولا له،،
ابتسملها منعم وخدها من يدها ولففها فالشقه كلها ورالها كل ركن من اركانها،، وشافت انها اجمل مليون مره علي الطبيعه،، وان الصور ابداً ماوفتهاش حقها،،
وانبهرت بتناسق الالوان وفخامتها وجمالها وبكل قطعه من العفش واللي كان مرصوص كانه لوحه اترسمت بيد فنان..
وبعد ماخلصت الجوله ومفضلش بس غير حاجه وحده منعم كان متقصد يسيبها للآخر..
خدها عشان يفرجها عليها،، وكانت اوضة النوم،، اللي دخلها منعم ليها وفرجها عليه وعجبتها قوى كيف باقى الشقه،،
وفتحلها الدولاب بعد مافكلها خيوط الفستان، وهملها تتوضي وتغير فحمام الاوضه،،
وهو خدله غيار وراح يتحمم في الحمام التاني من عرق التحطيب والهيصه ويتوضى عشان يبتدوا حياتهم بصلاة تنزل بسببها عليهم الرحمه والسكينه..
وصلوا صلاتهم ومن بعدها منعم خد تمرته بحنان ومحبه ملهاش مثيل،،
ودخلها عالمه الخاص وافضى اليها بمكنون قلبه من عشق ومحبه اترجمت لقرب وهمسات حنونه متصدرش غير من عاشق متيم..
وتمره هي كمان كانت تناطحه بالمشاعر وقابلت الشوق بشوق واللهفه بلهفه والعشق بالعشق ومنعم صوح كان بادي بالمحبه لكن محبة تمره كانت لمقدار محبته اقرب..
وعدت عليهم ليلة حب حلوه بالف ليله وليله.. يتقايض عمرهم اللي فات كله بيها ،، وحتي منعم همس لتمره وهو حاضنها بفرحة ياكد الاحساس :
يا حبيبي..
يلا نعيش في عيون الليل
ونقول للشمس تعالي، تعالي
بعد سنة، مش قبل سنة
تعالي، تعالي، تعالي، تعالي
بعد سنة، مش قبل سنة
دي ليلة حب حلوة
بألف ليلة ولييييله،، بالف ليله وليييله..
وردت عليه تمره بهمس بعد مارفعت دماغها من حضنه وبصت فعنيه :
وهو العمر ايه غير ليه زي الليله.. وابتسمت مع ابتسامة منعم وكل واحد دفن روحه فالتاني واستودعها بين اديه ...
وطلع النهار عليهم وخلصت الليله اللي اتمنوا متخلصش،،
وفاقوا على رنة التليفون بتاع تمره فالاول واللي كان من امها عتطمن عليها وتبلغها انها جيالها فالطريق هي وحريم اخواتها بزيارة الصباحيه...
وبعد ماقفلوا اهل تمره رن تليفون منعم وكانت امه اللي قالتله هي كمان انها فالطريق جاياه عشان تطمن عليه وعلى عروسته..
وقام منعم قبل تمره ودخل خدله دش قوام قوام وصلى الفجر اللي فاته صلاته جماعه،، ونزل يستقبل هو الناس اللي جايه فمندرة البيت تحت، وهمل تمره تلبس وتجهز وتبقي تنزلهم براحتها..
وبالفعل استقبلهم منعم، وتمره بعد شويه نزلت وكانت كيف البدر المنور ووشها عيحكي لحاله ويوصف فرحتها وارتياحها،،
وابتسامتها عتقول كل اللي كان الكل جاي يسألها عليه، ولجمت السؤال من قبل مايتسأل..
ولكن كعادة جرت جماره ميلت عليها وسألتها للتأكد،، وتمره اكتفت بإنها قالتلها الحمد لله وكل الامور تمام،، وقفلت معاها الكلام فحاجه مش من حق اي حد يعرفها غيرها هي وجوزها وبس..
وخدوا قعدتهم معاهم وروحوا كل واحد علي داره وهملوا العرسان لبعضهم بعد ما ام منعم وام تمره كل وحده فيهم قاست سعادة ضناها ومجبتلهاش آخر..
ورجعت تمره لحضن منعمها ورجع منعم لحضن نعيمه مره تانيه..
وابتدت الايام تعدي وتفوت وبانت نتجة تمره وجابهالها منعم وطلعت ناجحه بامتياز مع مرتبة الشرف،
وديه خلاه يعمل ليله لله ودبح وعزم كل الحبايب،،
وجاب هدايا وورد،، وبعد الليله بتاعة الناس كان فيه احتفال خاص بينهم هما الاتنين بس،،،
واحتفل منعم بنجاح دكتورة قلبه كما يحق للاحتفال ان يكون..
وبكر كمان نجح هو ومليكه وعمت الفرحة سراية الشيخ حكيم،، ودبح ووزع لله،، وبارك لبكر، وطول الوكت بقي يحصن عياله بأنه يقرالهم كل واحد ورد من القرآن وحرز من الحسد بآيات قرآنيه بأسمه هو مخصوص..
وعدت الايام وجات سنه دراسيه جديده وبكر اخد مراته وعفريتته الصغيره وسافروا على سنه جديده يبذلوا فيها اقصي جهدهم عشان يقدروا يوفقوا بين دراستهم وقردتهم...
اما تمره فمع الوسايط جالها تعيينها فمستشفى البلد،
واتخصصت باطن، وجهزلها منعم عيادتها اللي فبيتهم،، وهي عباره عن شقه فى الدور الارضي ليها بابين باب على الشارع مختصر عن البيت،، وباب تاني بيدخل عالبيت ودا فمكتب تمره..
اما الصيدليه فاتفق مع دكتوره صيدلانيه ان الصيدليه تتفتح بإسمها وفتحها وبقي موقف فيها بنتين الصبح وولد بالليل وهو يمر عليهم من وقت للتاني..
وبما انه كان شايف ان تمره مشغوله اليومين دول فتنظيم امورها وبُني اسمها،، قرر قرار صعب على اي راجل اتخاذه، وخصوصا لو كان كيف منعم عاشق التراب اللي عتمشي عليه مرته،،
والقرار ديه كان انه يخلي تمره تاخد وسيله وتأجل الخلفه لغاية ماتستقر وتقف على رجليها..
وبرغم ان تمره خدته علي كد عقله وقالتله حاضر،، الا انها قررت انها مش هتخلي منعم يضحي بسعادته اللي عارفه انها هتكتمل لما يشوف حته منه،، وانها متوكده انه عيتمناها من كل قلبه على عكس كلامه بإن الموضوع ولا فارق معاه ،،
فاخدت الكلام منه ومعيملتش بيه،، وهو شهر والتاني وشكت انها حامل وعملت اختبار وطلعت حامل فعلاً،،
كتمت فرحتها ومقالتش لمنعم وحبت تعملهاله مفاجئه تفرحه بيها،،
وخصوصا ان شغلها في المستشفي وعيادتها واخد اغلب وكتها وهو ولا مره اشتكى ولا يوم مل،، بالعكس كان يهون عليها التعب ويخفف عنها،، واضعاف التعب كان يديها دعم من حبيب نفسه يشوف حبيبه فوق جريد النخل عالي،،
وفكل مره كانت تروح معاه بيت اهله، او تجمعهم مناسبه مع حد من قرايبه او معارفه مكانش يتكلم عنها غير بكل فخر،، ومكانش يناديها غير بياداكتورة،، كأنه اب فخور ببته اللي تعب عليها وعلمها،،
وللحق كان فيه ناس قليلة زوق من وقت للتاني تفكره بفرق تعليمه وتعليم مرته،، لكن منعم كان بيقابل اي انتقاد بصدر رحب،،
وقبل مايرد هو كانت ترد تمره بان منعم اعلي منها باخلاقه وزوقه وحتي ثقافته،، وان الشهاده عمرها ماشكلت فحياتهم اي فرق او عائق من اي نوع،، وانه اذا كانت هي دكتوره فهو فيلسوف..
وعدى شهر والتاني وتمره فآخر الشهر التالت وبطريقتها كانت توهم منعم بأنه مفيش حمل،،
لكنها جات فآخر الشهر التالت وبان عليها وابتدت تحصلها حاجات وأعراض خاصه بالحمل،،
ودا رعب منعم عليها وخدها وراح بيها علي دكتوره تكشفلها فوراً،،
واستغرب وهي عتقترح عليه انها تكشف حدا داكتورة نسا ورفضت تكشف باطنه!! ،،
وقدام اصرارها منعم وافق وقال لروحه اكيد هي الداكتوره وهي الادري علتها فين!!
ودخلوا حدا دكتورة النسا وكشفت علي تمره وشاف منعم علتها المتمثله فحتة منه مخلوقه وعايشه وعتنبض جواها وعدى عليها ٣ شهور وهو ميعلمش بوجودها،،
مشاعر كتير اختلطت جواه،، فرحه علي خوف علي عتب على عدم تصديق،،
لكن العتب كان اكبر وكان المفروض يحاسبها عشان خالفت اتفاقهم وكدبت عليه،،،لكنه التمسلها عذر المحبه،، وانها عيملت اكده محبه فيه،
واللي عيحب حد عيحب يشوفه فرحان وحتي لو الفرحه دي على حساب نفسه،،
وكيف ماهو بدى راحتها على سعادته، هي بدت سعادته على راحتها، وقابلت المحبه بمحبه..
ومن وسط فرحته بولده اللي اكتشف للتوا انه مخلوق وعيكمل تكوينه،،
خطر فباله يسأل روحه،، كيف هتتحمل المجنونه دي كل التعب ديه والمشقه اللي عتتعرضلها وهتزيد عليها مع وجود عيل؟! ،،
لكنه عاهد روحه انه مهيهملهاش لحالها واصل، وهيكون معاها ويده قبل يدها فربايته..
وبكفايه تعبها اللي هتتعبه فحمله وولادته... مع ان الحمل هيكون تقيل عليه هو كمان، لكن تهون الحمول فدا عيون تمرته وعيله اللي جاي منها...
وعدت الشهور وتمره ولدت وجابت واد كيف القمر ومنعم سماه خالد،،
ويوم ماقال لتمره الاسم ضحكت من كل قلبها وهي عتقول لروحها اه لو تعرف ان اسم خالد ديه اول مره ينبض قلب مرتك كانت ليه مكنتش خليت الاسم يزور خيالك حتى..
لكنها سكتت وسابته يسمي الاسم اللي لا هو ولا صاحبه بقوا يعنولها شَي..
وعدت الايام وتمره عايشه مع منعم في هنا كل ستات البلد عتحسدها عليه وتتمني لو ان منعم كان من نصيبها هي،،
ونسيوا ان اي حاجه زينه عتصدر من شخص لشخص عيكون اساسها المحبه،، وان محبة منعم لتمره وتقديره ليها غير،. وانها حداه غير،،
وان مفيش مره فالدنيا كان هيحبها كدها ولا بالطريقه اللي عيحبها بيها ولا بنفس القدر اللي عيكبر يوم بعد يوم فقلبه، وهو شايف طيب اصلها وتربية ابوها الشيخ اللي عتتجلي فكل تصرفاتها،،
ولا فيه وحده تانيه كانت هتعرف تهتم بيه كيف ماتمره عتعمل،،
ومهما كانت مشغولياتها لازمن كل يوم ياكل طبيخ مطبوخ بيدها عاملاه بكل محبه مخصوص عشانه وتديله من الحنان والمحبه فدادين..
وذاع صيت محبتهم وسط البلد ووصل لغاية الشيخ حكيم واهل بيته،
ومن ضمنهم مليكه اللي كانت تتعجب من اللي عتسمعه عن منعم واللي عيعمله لتمره وعشانها!! ،،
وكيف انه عدى معاها حدود العشق بمراحل،،
واكتشفت ان مش دا منعم اللي كانت امها عتحكيلها عليه واصل،،
ولا دى امه اللي كانت عتخوفها منها وتقولها هتحلبي وتزرعي وترفعي،، وطلعت مرت عمها فالاخر اغلب من الغلب وسمحت لولدها ينقل لدار وحده هو ومرته،
وولا فيوم زعلت تمره ولا شافت منها تمره غير كل خير، وعتحكي وتتحاكي بإنسانيتها فكل قعده ومجلس ،،،
مندمتش مليكه عشان مخدتهوش، لان ربنا عوضها ببكر ودا بالنسبالها بالدنيا وما فيها،،،
لكنها اتعلمت انها متشوفش حد من خلال عيون حد تاني،،
ولا تحكم على حد من خلال محبة حد او كرهه ليه لان الناس عتتغير اطباعها واخلاقها من شخص للتاني،،
وعيتعامل مع كل واحد بالطريقه اللي يشوفها مناسبه معاه،، وكمان فيه اللي عيفتري على الناس بالكدب عشان يشوه صورتهم فعيون الناس لغرض فى نفسه،، وخدت علي نفسها عهد بانها هتمشي طول عمرها بمبدأ ان اللي معاشرش حد ميعرفهوش ومش هتبني احكام علي حد من بعيد مره تانيه واصل..
****************
وعدت الايام ومرت الشهور وكونت سنين سنه تباعد سنه، والنهارده عدى على ولادة خالد ٣ سنين واليوم عيد ميلاده التالت اللي صمم ابوه يعملهوله لأول مره من يوم مااتولد،،
ودا تصرف غريب من منعم الكل استغربه!! ،،
حكيم او تميم مرضيوش يحضروا عشان اعياد الميلاد بدعه،،
وحتي حكيم زعل من منعم وعاتبه، لكن منعم قاله انه مش عيد ميلاد بالظبط، لكنه حفله ومناسبه حب يجمع فيها كل الاحباب عشان يبلغهم بخبر حلوا وملقيش عذر غير ديه يجمعهم عليه،،
واتجمعت الناس حدا منعم،، وخصوصاً بكر وسخاوي اللي اصر منعم انهم ييجوا،، والحريم كلها اتجمعت مرت تميم وعيالها ومليكه وبتها،، ومرت سخاوي وعيالها التلاته، الوادين والبت اللي جابتها فى الاخر،،
وامه واخواته، وابوه وعمه وحريم عمامه وعيالهم،، وكان معاه خالتين برضك جمعهم بعيالهم،، وقعدوا الحريم فالشقه فوق والرجاله في المندره تحت وكان جايب طباخ طبخلهم وكل العزومه، ودعا الكل لوليمه محصلتش..
وفالاخر قطعوا التورت اللي كان جايبها والجاتوهات،، واتجمع الكل في اللحظه دي،، وقدام الكل منعم قدم هديتن،، وحده لولده،، ووحده لمرته.. واصر ان تمره تفتح هديتها قدام الكل..
وفتحتها تمره مستغربه وابتدت تدور وسط الفِل اللي فيها بيدها لغاية مالقيت ورقه،،
طلعتها بإستغراب وفتحتها وابتدت تقراها ومصدقتش اللي مكتوب فيها وهي عتقراها!!
الورقه دي كانت لمنعم تفيد بحصوله على شهادة بكالوريوس الهندسة فى مجال الميكاترونيكس..!!
بصتله وهي مش فاهمه حاجه ولا مستوعبه؟
لكنه قرب منها بإبتسامه ومسك الورقه من يدها وابتدا يشرحلها اللي فيها لما افتكر ان تمره كل اندهاشها من انها مش فاهمه مجال الدراسه بتاعته..،،
فقالها ان التخصص ديه بيجمع بين هندسة الالكترونيات والهندسه الكهربائيه،
وانه تخصص ظهر مؤخراً مع ظهور الالات المعقده اللي عتشتغل بجوده عاليه واكتر كفائه،، واللي عتكون في المصانع الكبيره والشركات وعتكون معتمده كلياً في تشغيلها على الكمبيوتر... وديه هو المجال اللي اتخصص فيه وقريب من الشغل اللي عيشتغله فالمحلج ..
وكان فاكر استغرابها هيزول بعد الشرح مع زوال استغراب الكل وفرحتهم ومباركتهم ليه،،،
لكن هي استغرابها كان لساه مستمر،، عشان السؤال اللي جواها مكانتش دي إجابته،،
السؤال اللي جواها كان انه ميته كا عيذاكر! وفين كان يذاكر! وفين كتبه؟
لكنها بفطنه حالاً فهمتها لحالها،،
فهمت انه كان يذاكر فبيتهم القديم حدا اهله لما كان ياخد خالد ولدهم ويروح يقعد بيه بالساعات هناك..
بصتله وبعيون ونبره عاتبه قالتله قدام الكل :
ومين قالك يامنعم ان حاجه كيف دي تفرق معاي؟
ولا عمرها كانت تفرق معاي اصلاً؟
قولي ضافتلك ايه دراستك فمعاملتك معاى!!
ضافتلك حنان فوق حنانك عليا،، ولا زودت قلبك طيبه،، ولا فاكر انها هتكبرك فعيني اكتر؟
انت متعرفش يامنعم ان عيني مشايفاش غيرك ولا احسن منك ولا هتشوف طول عمرها؟
تعبت نفسك وضغطتها سنين مابين شغلك وبيتك وولدك وبين اهلك، وبيني اني كمان..
ليه يامنعم تعمل فحالك اكده واني قولتلك الف مره انك مش محتاج ورقه عشان تثبتلي علمك ومعرفتك ورجاحة عقلك !!
منعم بإبتسامه : صدقيني ياتمره اني خابر كل اللي قولتيه ديه وعارفه زين،،
وعارف انها مش فارقه معاكي،، لكن اني كملت تعليم عشان خاطر نفسى فالمقام الأول،،،
عشان احقق حلم الظروف منعتني اني احققه،،
اكمل اللي مقدرتش اكمله زمان،، وخابر زين ياتمره ان العلام مضافليش صفات من اللي قولتي عليها لان التعليم لا عيكون سبب فطيبة قلب ولا حنان ولا حتي يعرفع شأن صاحبه فعيون الناس لما يكون بلا اخلاق...
وإن كل اللي ضافهولى علم ومعرفه فمجال معين يخص شغلي وحياتي العمليه وبس، ومليهش علاقه بحياتي الخاصه،، لكن مهما كان برضك اسمها شهادة،،
شهاده ناس كتير عتبص للي ميمتلكهاش نظرة دونيه وانهم اقل من المستوي المطلوب،، ورقه كتير من الناس عتقيس بيها مقام الواحد،،
ومع انها ممنعتنيش انا شخصياً اني اعيش حياتي او احقق احلامي،، او اتجوز الانسانه اللي حبيتها،،
الا انها عتمنع ناس تانيه كتير من ديه،، وعشان اكده اني حرصت وقررت وصممت ان اخواتي يكملوا علامهم وديه عهد عليا بإذن الله لاني مضمنش ان حظهم يكون نفس حظي من التوفيق..
تمره همستله بمحبه قدام الكل بصوت مسموع : طيب اني هحبك ايه تاني اكتر من اكده بس قولي؟!!
قالتها وهي بصاله بكل فخر وبعدها حضنته قدام الكل وشددت على حضنه وهمستله جار ودنه،،
انت احلى هديه من ربنا ليا يامنعم،، وعمري ماشوفت ولا هشوف حد زيك فالدنيا كلها،، خليك فاكر ديه طول عمرك...
قالتها وبعدت عنيه وهملته بقلب عيرقص ولساه عيرقص مع كل مره تقولهاله ،،
ونقل عنيه منعم مابين الحضور عشان يشوف نظرة الفخر فعيون بكر وسخاوي هما كمان،،
وخدوه بالحضن وكل واحد فيهم سمعه كام كلمة شكر ومباركه شرحوا صدره..
بكر فالوكت دا كان اتخرج من الطب بقاله سنه واتخصص جراحه عامه واشتغل فمستشفي فالقاهره،، اما مليكه فبقت فى سنه خامسه طب وخلاص باقيلها سنتين وتخلص وتتخرج..
والقردة موده بقي حداها ٤ سنين وبطلت بكا،
لكن بقي حداها مخ مصفح تصمم علي رايها لومهما اعترض عليه ابوها وامها،،
ودايما عايزه تقول للشيئ كن فيكون، ويتنفذ فالحال، يأمه يومهم يتحول لجحيم علي يدها،،،
ومليكه عتوصل لحافة الانتحار منها، لكنها عتتراجع فآخر لحظه وتصبر علي ابتلاء ربنا ليها، واللي كانت طول الوكت شايفاه تخليص حق وتخليص عند وتخليص عقوق،،
ولكن مع ذلك بيها الحياة كانت حلوه وكانت روحها هي وبكر فيها،
برغم كل اطباعها العفشه،، وبالذات بكر اللي عيتنفس حب موده مع النفس اللي داخل وطالع...
واستقرت حياة الجميع والفرحه عمت بعد الحزن، والراحه عمت بعد التعب،، والكل عاش متهني مع وليف روحه..
ومن وكت للتاني كان حكيم يجمع الكل فالسرايه حداه،، عياله وعيالهم وبشندي وعيشه وسخاوي ومرته وعياله ويقضوا مع بعض اليوم كله،،
الناس الكبيره تفضل مع بعضها وكل واحد يفضفض مع التاني،،
والعيال الصغيره تلعب مع بعضها ويملوا سما الفيلا ضحك وكركره قدام عيون حكيم، اللي كل مايشوف اعز الولد متجمعين مع بعض صدرة ينشرح،،
وعينه طول الوكت شويه عليهم،، وشويه على عياله،،
وشويتين علي بشندي كهل قلبه اللي لساه على حاله وحكيم كل مايشوفه يقوله كنك من المعمرين في الارض ياقزين ويضحك عليه،،
وشويتين تلاته على جمارة قلبه وروحه، ونعمة ربنا اللى انعم عليه بيها،،
واتزاحمت بعد منها عليه النعم لما مبقاش عارف يشكر ربه على ايه ولا ايه منها...
ومع انه كان فكل دقيقه يحمده، لكنه برضك كان شايف انه مش كفاية،،
وان اللي هو فيه ديه من صحه و عز وعزة ومكانه وراحة بال يستاهل منيه سجده لرب العالمين مايقيمش راسه منها واصل غير والروح فايضه لبارئها...
تمت....
التقيكم علي خير في رواية جديده وارجوا كل من قرأ جماره ان يكتب لي رفيوا برأيه فيها وارجوا ممن سينتقد فيها شيئ ان يكون نقده بناء لا هدام،، وحاول ان تغلف كلماتك ببعض من الليونه حتي وإن كان مضمونها لازع فالكلمه الطيبه صدقه...
بقلم الباشكاتبه صاحبة السعادة / ريناد يوسف.. لكم مني اجمل واجمل واجمل باقات الزهور 🌹🌹🌹🌹🌹🌹
الرواية جميلة جدا واكثر من رائعة لااستطيع ان اوصغها بالكلمات لانهاا رائعة ...يسلمو الأنامل ...يعني الايادي...اللي كتبتهاوشكرا لكي على هذه الرواية الرائعة....من سورية الحرة الابية...قرأتهاواستمتعت بقيمتها...سكرا لكي مرة ثانية......
ردحذف