رواية جماره الجزء الثاني ( مليكة بكر) الفصل الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون بقلم ريناد
رواية جماره الجزء الثاني ( مليكة بكر) الفصل الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون بقلم ريناد
جماره
الجزء الثاني بارت 33جمارة
بكر طلع يتمشي بعربيته شويه بعد كلام ابوه ليه عن منعم وطلبه لأيد تمره اخته،
وفضل ماشي بيها لغاية ماوصل للكورنيش ونزل من العربيه وراح قعد علي السور، وطلع تليفونه واتصل عاللي هيفهمه ويقدر حجم النار اللي شبت فقلبه بسبب كلام ابوه ويريحه..
رن على تميم اللى رد عليه من تاني رنه وبعد السلامات والطيبات قاله :
شفت ياتميم ابوك مكلمني يقولي منعم طالب يد تمره اختك ومتصل اشوف رأيك ايه؟ طب بذمتك فيها رأي دي ياتميم ولا شور؟ منعم ياناس! منعم؟
تميم بهدوء :اهدي بس يابكر واسمعني،، ومتتكلمش بالطريقه دي علي الناس من غير ماتعرفهم، ماله منعم يعني؟ راجل وسيد الرجاله ومفيش منيه اتنين فالبلد،، صاحب نخوه لو لفيت بلاد علي كعوب رجليك تدور عليها فى الناس متلاقاش غيره واحد وسط كل ميه،
بكر : لا ياشيخ! بقا كل ديه منعم؟
تميم : ايوالله منعم يابكر،، منعم واد زين وكل اللي يعيبه حاجتين، مع ان الراجل فغير اخلاقه معيكونش معيوب ابداً، بس دول لو هنعتبروهم عيوب يعني، او ظروف واسباب زي ما ابوك الشيخ حكيم عيقول ،، اولا انت يابكر،، انت اكبر سبب يخلي منعم مينفعش يتجوز تمره اختك وتكون مرت راجل صوح ادب واخلاق ورجوله واصل وفصل وخير،،
وتاني سبب هو تمره اللي ممكن ترفضه عشان تعليمه ودي خلاها ابوك بعد منك. عشان حط خاطرك فوق الكل..
بكر : كني سامع حكيم هو اللي عيتحدت؟
تميم : ديه صوت العقل ياولد ابوي هو اللي عيتحدت، وصوت العقل هو هواه جوا كل الناس وكلامه واحد، بس العاقل عاد اللي يسمعله..
بكر : يعني اني مش عاقل علي اكده ياتميم ديه قصدك؟
تميم : له مين قال اكده؟ كل واحد عاقل وكل واحد جواه صوت العقل بس فيه اللي عيسمعله وفيه اللي له،،
بكر : ياتميم متجننيش ترضاها علي نفسك؟
تميم : هي ايه يابكر؟ ماهو الراجل معانا اهو وطول الوكت فمضيفنا وبينا وابداً ماشفناش منه الشينه،، وبعدين انت محسسني انه لما ياخد اختك هيشاركك حتي فمرتك؟
مع انه ممكن يمر العَمر ميشوفهاش نهائي غير شوفة عابر سبيل عاديه،، وانت خابر ان رجالنا معيجتمعوش بحريمنا.. ومرتك الحمد لله منتقبه،،
وكمان فوق دول ودول تمره اختك تقدر تنسي منعم ١٠٠ وحده كيف مليكه مرتك دا لو لسه ليها حاجه فقلبه مع ان الراجل حلف مية يمين مافيه من تلاه اي حاجه ليها..
بكر :يعني افهم من اكده انك موافق عليه ياتميم لاختك؟
تميم : بص يابكر اشهدلك شهادة يحاسبني عليها ربنا،، انا لو معاي بت ومنعم طلبها مني هديهاله واني مغمض.
بكر : طب وتعليمه؟
تميم : وايه عازته بالتعليم مااديني متعلم ععمل ايه بعلامي اكتر من اللي عيعمله منعم؟
بكر: طيب ياتميم روح.
تميم : اروح فين؟
بكر : روح موطرح ماتروح اقفل وروح،، ولو معرفش تقفل القفله اكده.. آهه قالها وقفل السكه فوش تميم اللي قعد يضحك عليه وبعدها طلع من الجنينه اللي كان واقف فيها للمندره اللي كان رايحها.
بعد ماقفل بكر مع تميم اتصل بسخاوي ومن غير سلام ولا كلام اول مارد عليه سخاوي قاله :
انت راضي ياسخاوي باللي عيحصل ويتقال ديه يعني؟
سخاوي ايه اللي عيتقال جاك قلقيله تفتح نافوخك، داخل فيا كيف القطر إكده ليه مين قال ايه وايه هو اللي عيحصل؟
بكر بغيظ : منعم
سخاوي : اممممم منعيييم
بكر : ايوه هو زفت اللي ضاقت عليه الدنيا ملقيش غير اختي ويجي يخطبها!
سخاوي : طب وفيها ايه يعني الراجل حبكم وحب يناسبكم عيمل ايه غلط؟ وبين الخاطب والمخطوب يفتح الله،، وبعدين تقولش عليه زفت ياواد الشيخ عشان اكده عيب وغلط وحرام وغيبه..
بكر : ها وايه كمان؟
سخاوي بجديه : بكر انت متصل بيا ليه دلوك؟ ولا اقولك استني آني اقولك انت مكلمني ليه.. انت ابوك كلمك ومقالكش علي منعم غير كل خير، وقمت متصل بتميم وايد كلام ابوه،، وانت لا كلام ديه ولا ديه جه على مرامك،، فقولت اكلم خالي سخاوي هو اللي هيقف فصفي ويقولي عن منعم من المنقي ياخيار،،
بس احب اخلف ظنك واقولك ان منعم كيف ماابوك واخوك قالولك عنه واكتر،، وراجل وميتعيبش،، وانت لولا غيرتك على مرتك منه كنت اول واحد بصمت ليه بالعشره انه يتجوز اختك لو قعدت معاه وعرفته...هاه اقول كمان؟
بكر : انت عتقول ايه ياسخاوي انت كمان،، هو منعم بقي نازل من فوق ولا نزلت عليه رساله واني معارفش،، مالكم عتمجدوا فيه إكده ليه كنه آخر راجل على وش الارض وان مخدتهوش تمره هتبور ومتتجوزش؟
سخاوي : ولا حاجه من اللي قولتها دي بس دي شهادة حق واللي يكتمها يبقي شيطان اخرس.. الواد بعيداً عن شهادته، وموقفك منه شاش عالراس وميتعايبش.
بكر : سلام ياسخاوي
سخاوي : سلامين وحته يابوا اخته،، بس خلي بالك متتكلمش فالموضوع ديه ولا تدى لابوك رد غير بعد ماتيجي ونتلموا كلنا ونتحدتوا والحكم بعد المداوله،، سامعني.. وانتظر يسمع رد بكر لكنه مسمعش غير انهاء المكالمه.
اما بكر فقفل مع سخاوي وفضل متنح علي كم الاطراء والمدح اللي سمعه عن منعم ومتعجب عشان كنهم عيوصفوا فواحد تاني غير منعم اللي شافه قبل اكده وكون عنه فكره زي الزفت!!
عاود بكر للشقه وكان الوقت متاخر ودخل على اوضة مليكه وكانت نايمه وكالعادة الكتاب علي بطنها واقع،، شاله من فوق بطنها وميل بشويش حب بته وحط ايده علي بطن مليكه مسد عليها وبعدها سند ضهره علي تاج السرير وربع اديه ورا دماغه وسرح بعيد يقلب فكلام ابوه وتميم وسخاوي لكنه مش قادر يبلعه ولا يستوعبه واصل،، وبص لمليكه اللي نايمه جاره واتنهد وبعدها نزل حضنها واستسلم للنوم.. بعد ماقرر انه خلاص هيرفض ويفضه من وجع الراس ديه خالص مادام الموضوع فيده.
************ا
في القاهرة بعد ٣ ايام من مكالمة بكر مع ابوه..
خلاص بكر ومليكه وتمره كل واحد فيهم عيستعد عشان نازلين البلد يقضوا اليوم اللي وعدهم بيه بكر.. وبعد ماجهزوا حالهم بكر اتصل على ابوه حكيم وقاله انهم خلاص جهزوا وهينزلو يركبوا العربيه وجاينلهم،، وحكيم استقبل الخبر بفرحه ودعالهم ربنا يستر طريقهم ويجيبهم بالسلامه..
نزلوا بعد ماخلصوا وركبوا العربيه وبكر كل شويه يبص لمليكه وحاسه انه محملها ذنب خطبة منعم لتمره وبصته كنه عيلومها معارفاشي ليه، ولا هي مالها اصلا بموضوع زي ديه..
لكنها متعرفش ان بصة بكر ليها غيرة عليها كل مايفكر ان ممكن مكان واحد يجمعها بمنعم اللى كان يحبها،، ومجرد الفكره تاعباه..
اما في البلد
حكيم ماشي هو وتميم وفالاثناء دي تليفون حكيم رن طلعه وابتسم وهو بيقرا الاسم ورد بلهفة :
ابشر ياداكتور لوين وصلتوا
بكر : خلاص داخلين على البلد يابوي كلها نص ساعه ونكونوا قدام السرايا..
حكيم : حمداله على سلامتكم ياولدي.. الحمد لله الذي نجاكم من شرور الطرقات وحفظكم بحفظه..
بكر : الف حمد يابوي.. انت فالسرايا ولا فالمندرة؟
حكيم : بص فساعتك وانت تعرف اني وين بالظبط..
بكر بص لساعته وابتسم ورد عليه.. فالجامع صوح.
حكيم : حاجه اكيده طبعا بس لسه موصلتهوش فطريقي ليه..
بكر : والله اتوحشت رمضان فالبلد واتوحشت لمتنا فالجامع ودروسك..وكنت اتمني اقضيه كله معاكم مش بس يوم واحد.. اقولك اني هنزل مليكه وتمره عند السرايا وجايلك.. تميم معاك مش اكده؟
حكيم :اكيد معاي طبعا امال هيكون فين فوكت زي ديه.. هنصلوا العصر ونقعدوا فالجامع لقبل المغرب بحاجه بسيطه كالعادة..
عقولك ايه.. وانت جاي شوف سلسبيل بت اخوك صحيت ولا لساها نايمه ولو كانت صحيت هاتها معاك للجامع خليها تقعد مع العيال وتسمع الدرس وتحفظ مع العيال ..
بكر : حاضر يابوي.. يلا سلام عشان دخلت البلد خلاص... وشايفك انت وتميم اهه..
حكيم اتلفت حواليه وابتسم وهو واعي عربية بكر داخله البلد، وتميم بص مكان ماابوه عيبص وشاف عربية اخوه وابتسم وهو عيرفع يده يشاورله وبكر ردهاله تلكسات..
ووقفوا الاتنين وهما واعين بكر عيقرب منهم ووقف قصادهم بس بعيد هبابه وراحو عليه وهو نزل قزاز العربيه ونزل منها وبشوق اخد ابوه واخوه بالاحضان وسلم عليهم..
حكيم بعد ماسلم على بكر راح على العربيه ووطي علي الشباك وبص لتمره اللي قاهده فالكرسي القدام وبابتسامة حب همسلها... حمداله عالسلامة ياحبيبة ابوكي نورتي البلد ونورتي قلبي بشوفتك
تمره وهي عترفع النقاب وتمسك يد ابوها تحبها.. البلد منوره بيك يااحن واحسن اب فالدنيا..رمضانك كريم ومبارك يابوي تقبل الله منك صالح الاعمال..
حكيم : الله اكرم يابنيتي تقبل الله منا جميعا..
وبص فالكرسي الوراني وابتسم لمليكه وهو عيقولها : حمداله عالسلامه يام راس يابس..
مليكه مدت يدها عشان تفتح الباب وتحاول تنزل لكن حكيم منعها بحركة من ايده وشاورلها على بطنها.. خليكي يابتي عشان بطنك متتعبيش والقلوب سلمت.. مش كنتي قعدتي انتي هناك وكنتي وفرتي على روحك التعب وهو يوم واحد وكان بكر هياخد تمره ويعاودلك؟
مليكه بابتسامه ردت عليه : ماهو انا كان نفسي اقضي اليوم ديه معاكم واشوف رمضان اللي بتحكي عليه تمره وتتحاكى، ان اللي ميحضرهوش فسراية الشيخ حكيم ميحسش بحلاوة رمضان.. واني حبيت احس بحلاوته معاكم ووسطكم يابوي
حكيم هز دماغه بتفهم ورد عليها بنبره حنونه... ربنا يتقبله منا ومنك قبول حسن يابنيتي... وبص لبطنها وكمل.. ويتملك وَهنِك على خير ويقومك بالسلامه..
ونصب هامته ووقف وهي امنت وراه فسرها وحطت يدها على بطنها وابتسمت،
لكن ابتسامتها اختفت بركوب بكر للعربيه وبصت قدامها بملامح جامده
اما بكر فبصلها فالمرايه واتنهد وبص قدامه وطلع بالعربيه،، ووقف قصاد السرايا وكالعادة شاف الصوان منصوب قدام المندره والناس كيف النمل ومطبخ رمضان شغال وروايح الطبيخ وريحة العرقسوس والتمر معبيه الجو ...
مرضيش ينزل مليكه وتمره عالبوابه قدام الرجاله وطلب من واحد من الغفر يفتحله البوابه ودخل بالعربية جوا السرايا، ونزلهم بالقرب من باب السرايا وطلع هو تاني بالعربيه وركنها بره..
ورجع تاني السرايا سلم على امه ومرات اخوه وحماته اللي كانوا على باب السرايه واقفين يستقبلوا تمره ومليكه ويسلموا عليهم وكل ام منهم واخده بتها فحضنها ونازله فيها بوس .. بص حواليه ولسه هيسأل علي سلسبيل شافها طالعه من الباب بتتاوب وبمجرد ماشافته جريت عليه بفرحة وهو اخدها فحضنه وسلم وباس وكل وشرب فيها عضعضه فالخدود وتمره كمان سلمت وخدت نصيبها ومليكه سلمت عليها من بعيد وبعدها بكر شالها وطلع بيها علي الجامع..
هو مشي ودول دخلوا السرايا وبصوا مليكه وتمره لقوا كم هائل من صواني الكنافه وبلح الشام ولقمة القاضي مرصوصين عالارض وجارهم ورق فويل وورق سلوفان وزبيده قاعده على الكنبه وقدامها نصيبها اللي عتسلفن فيه وتقسمه عالاطباق
وحريم ولادها التنين وحدة قاعده قدام الفرن تسوي الكنافه والتانيه تلافيها اللي ماستواش وتاخد منها اللي استوي وتسقيه شربات..
اتقدمت تمره تسلم عالكل بيدها ووراها مليكه لحد ماوصلت لزبيده ودخلت فحضنها وبحب قالتلها : الله ياخاله نفس ريحة الحلو ونفسك فالوكل اللي اتربيت عليه وعمري مااتوه عنه ريحته مفحفحه فالسرايا كيف زمان...
زبيده : ايوه ماني النهاردة ماسكالهم العصايه واقولهم اعملوا اكده وسووا اكده.
تمره : تسلم يدك وعصايتك ونفسك وتسلميلي كلك يارب ياخاله...
زبيده :يسلم عمرك يابت الغوالي ويحرسك من كل شر يارب..
احسان طول الوكت متابعه تمره بابتسامه وميلت على مليكه وهمستلها : شوفي البنته اللي عامله كيف الملبن مسكره وكلامها حلو كيف الهريسه مش زيك لسانك ليه قرون الكلمه تطلع منه تنطح اللي قدامك..
مليكه بصتلها وهزت دماغها ومردتش واحسان كملت وهي باصه لتمره باعجاب شديد.. يابوي لو معاي واد والله ماكنت سبتها واصل اللي عامله كيف قمع الجلاب داي..
اما مليكه فبعد ماخلصت تمره سلام على زبيده اتقدمت هي كمان وسلمت عليها..
دخلت بعدها تمره اوضتها خدت غيار واستحمت عالسريع وغيرت ومليكه زيها طلعت فوق خدت دش عالسريع وغيرت ونزلوا الاتنين قعدوا مع الحريم فالارض يوزعوا الحلويات عالاطباق ويسلفنوها..
اما بكر فطلع من السرايا وفضل ماشي يسلم علي كل اللي يشوفه فطريقه، وبمجرد ما قرب علي الجامع ضحك لما بص شاف سخاوي جاي من بعيد شايل ولده الصغير علي كتافه وماسك يوسف فأيده ...
والتاني بمجرد ماشافه ضحك وشاورله واتقابلوا التنين على باب الجامع وبكر نزل سلسبيل وسخاوي نزل ولده وسلموا علي بعض واخدوا بعض بالحضن وبكر سلم على يوسف واخوه الصغير وفضل شايله ودخلو الجامع ووراهم دخل يوسف وسلسبيل ماسكين ايد بعض وجريوا على جدهم حكيم،،
وسلسبيل قعدت علي رجل جدها اللي باسها فرحان بيها وهي بصت ليوسف بتعالي متباهيه بان ليها عند جدها المكانه اللي محدش غيرها واصلها و شايفه العيال ملفوفين حواليه وباصينلها بحسد عشان قريبه من حبيب قلوبهم اللي دايما جيبه مايخلاش من الملبس والارواح وطول الوقت يدي اي عيل يقابله ويفرحه،، وابتدا يقرا قرآن بصوته العذب وهما يردوا وراه..
اما سخاوي فراح علي تميم اللي كان قاعد فالزاوية وسلم عليه وقعد جاره وحط ولده فحجره،،
وبكر راح اتوضي وعاود قعد جارهم وكل واحد مسك مصحف وقعد يقرا فيه...
وبعد شوية بكر صدق وبص لتميم وبفخر قاله :
ختمت كام مره ياشيخ لحد دلوك.. اني ولله الحمد ختمته ٨ مرات.
تميم صدق وبصله بطرف عينه ورد عليه باقتضاب وبكلمة وحدة( ٢٢)ورجع بص لكتابه من تاني وكمل قرايه
بكر رفع حواجبه باستغراب وبص لسخاوي لقاه مبتسم وهو عيقرا فكتابه ودا طبعا عشان بكر كل مره يحاول يتحدى تميم فعدد الختمات تميم يتفوق عليه ويطلع فالاخر اللي ختمه هو ميجيش التلت فاللي ختمه تميم..
سخاوي صدق وبص لبكر اللي رجع بص فكتابه ورجع للقرايه وهمسله : متتعبش روحك ياواد اختي عمرك ماهتحصل ابوك واخوك فقراية القرآن ابدا، دول طول ماهما قاعدين الايات على لسانهم بيتغنوا بيها غناوي.. هنيالهم والله..
تميم صدق ورفع دماغه ونقل عينه بينهم ورد على خاله : وانتوا ايه عذركم متعملوش زينا.. القرآن وحافظينه ليه ميكونش دايما على لسانكم وانتوا قاعدين وانتو واقفين وانتوا ماشيين وانتوا مضجعين وتخلوه يرافق انفاسكم.. ايه اللي يمنعكم قولولي..
سخاوي : والله هي تقادير يابو اخته وكل واحد ومقدرته عاد..
تميم : القدره كلها فايدنا ياخال واظن اللسان عمره ماعيتعب من حديت،، ولو الواحد قاعد فقعدة اونس لسانه يفضل يلغي للصبح بدون توقف،، لكن كلام الله معيتقلش غير على لسان المنافق..
بكر بص لسخاوي وكتم ضحكته عشان شاف وشه جاب الوان وهو باصص لتميم وعايز يرد عليه لكنه مش لاقي كلام عشان فعلا كلامه صوح لكن القصفه واعره برضك..
رفع تميم دماغه مره تانيه وبصلهم وبنبرة امره قالهم... عاودوا للقراية وفضكم من الرط احنا فشهر الدقيقه فيه لازمن نستغلوها فذكر الله...
سبحانك ياربي الواحد من الناس لو حد قاله هنعطوك على كل حرف فالقرآن جنيه ميبطلش قراية ليل ولا نهار لكن عشان المقابل حسنه مؤجله عيستهون بيها!! ميعرفش انه بيها هيكون من اعيان الجنه واكثرهم غنى بمنذلته وقدرة عند ربه!!!
عارفين انتوا لو مش حافظين كان هيبقالكم عذر ولو بسيط انكم ممكن تكونوا مشغولين عن حمل الكتاب والقراءه منه او حتي مسك التليفون لكن انتوا العذر عنكم ساقط عشان القرآن فعقولكم... بص لكتابك انت وهو واجنوا حسنات..
خلص كلامه ورجع للقرآن من تاني يرتله بصوته المنخفض العذب ورجع بكر وسخاوي يكملوا قرايه من سكات وهما حاسين بتقصير فعبادتهم قصاد تميم وحرصه علي دينه وقرأته للقرآن واستغلاله لكل ثانيه فحصاد الحسنات..
فضلوا يتسابقوا فالقراءه لحد ماسمعوا صوت حكيم :
هاه ياشباب جايين معاي ولا هتستنوا فالجامع للأذان؟
التلاته بصوله وشافوا العيال وهما بينصرفوا من حواليه ويرجعوا المصاحف على الرفوف بتاعتها ويطلعوا من الجامع وسخاوي اول واحد جاوبه بعد ماصدق : اني جاي معاك ياشيخ واوزع بيدي الوكل واشارك فالثواب..
بكر هو كمان صدق وقفل المصحف وقاله : واني كمان جاي معاك يابوي عايز اعيش اليوم بكل تفاصيله... وبص لتميم وسأله : وانت ياتميم مش جاي معانا؟
تميم صدق وبصلهم : لا اني هقعد لغاية ماأذن للمغرب واصلي بالناس وبعدها اجي اني وهما عشان فيه ناس عتستحي تروح لحالها..
حكيم : هملوا تميم فالجامع وهموا بينا انتو الوقت ازف خلاص.. وانت ياسخاوي تروح تجيبلي بشندي يفطور معاي كيف كل يوم..
سخاوي : ماتسيبه ابوي ياشيخ وخليه قاعد فالبيت النهارده وهو اصلا مصايمشي
حكيم : ياسخاوي متجادلنيش في حلق المغرب وروح هات ابوك،، قولتلك مية مره اني رمضاني عحسه ناقص من غير طقوسي المعتاده وابوك وفطوره معايا واني اوكله بيدي من اهم واحب طقوسي..
روح يلا هاتهم كلهم خلي الحريم والعيال يفطروا فالسرايا واحنا نفطروا فالصوان اخلص..
وبالفعل سخاوي راح يجيبهم زي مالشيخ قاله،
وحكيم بكر روح معاه وسلسبيل صممت ان جدها هو اللي يشيلها علي كتافه، ومهما بكر حاول ان هو اللي يشيلها كانت ترفض باصرار،،
وشالها حكيم فالاخر رغم وجع ضهره رفعهاله بكر علي كتافه ورجع بيها وطول الطريق يعيد عليها الايات يحفظهالها وهي ترد عليه هي ويوسف اللي خدوه معاهم ...
وصلوا الصوان وحكيم نزل سلسبيل وراح طوالي عالموطبخ اللي ورا المندره وشاف ان كل حاجه تمام والرجاله منهم اللي عيسلفنوا فالوجبات، ومنهم اللي عيعملوا العصير فبراميل كبيره بحنفيات، ومنهم اللي عيكسر فالواح التلج عشان يحطه فبراميل العصير، وكمان يسقع براميل الميه..
واللي عيصب الحليب بالتمر فالكبايات عشان يحطه عالمائده فالصوان،.. واللي عيغسل التمر ويحطه فالاطباق واللي عيسلفن منه يحطه مع الوجبات، والناس عامله كيف خلية النحل واحلي حاجه ان كلهم من اهل البلد مفيش طباخين بفلوس والكل عيساعد فالثواب غني وفقير..
حكيم طلع من الموطبخ وبكر دخل سلم عالناس وراح علي الناس اللي عتنقل فالبراميل عشان ينقل معاهم لبره لكن ابوه وقفه ونده عليه وكلفه بمهمه تانيه :
تعالا انت يابكر وهمل الرجاله لشغل الصوان وانت روح عالسرايا شوف الحريم خلصوا اللي عيعملوه ولا له، ولو خلصوا هاته منهم انت وحد من الغفره عشان تطلعوا توزعوا الوجبات عالبيوت قبل اذان المغرب..
بكر هزله دماغه بموافقه واتحرك فورا علي السرايا ودخل وشاف امه واخته وحتي مليكه فالوش قاعدين فالارض يقطهوا ويلفوا فصواني كنافه وحلويات وجارهم كوم كبير مسلفن دخل عشان ياخده منهم ويسألهم خلصتوا ولا لسه لكنه رجع علي قفاه تاني لما شاف حريم غريبه قاعده معاهم تسلفن وتساعد...
طلع بره الفيلا ووقف فالجنينه وامه قامت وراه اول ماعمل اكده وهي عتمسح يدها ففوطه من شربات الحلويات وقالتله :
عاودت ليه ديه محدش غريب دي حماتك وبتها وحريم اخوات خديجه وخالتك ذبيده بياجوا يساعدوا كل يوم وياخدوا الثواب معانا..
بكر بص لامه ورد عليها بتعجب.. ايوه يعني محارمي دول ولا ايه عشان اخش عليهم وهما قاعدين فالارض وواخدين راحتهم نفسي افهم؟!!!
خشي يمه الله يرضي عليكي انقليلي فاللي خلصتوه عشان الوكت هيروح خلاص..
جماره وهي عتعاود للسرايا من تاني.. حاضر ياولدي حالا اهه... وابتدت ترص اللي اتسلفن فكراتين هي والبنات..
وفي الاثناء دي عينه جات فعين مليكه من ورا النقاب والحنين لعب بحاله والندم حرق قلوع مراكبه واتنهد وهو واعيها عتنكس عنيها للارض وتبص للي عتعمله، لكنه كله امل ان اللي ربنا ربط مابينهم بيه وحطه فبطنها هيرجعها ليه من تاني ويخليها تغفرله وتعود المياه لمجاريها ويرجع يدخل لقلب مليكته من تاني..
وفاق من سرحانه على امه وهي عتحطله الكراتين علي عتبة السرايا، وهو ابتدا ينقل فيها ويدي الغفير اللي خده معاه وكان واقف بعيد عن باب السرايا بمسافه وهو ياخد منه الكراتين ويطلع علي بره ويحطها فشنطة العربيه بتاعة بكر لحد اخر كرتونتين بكر قال للغفير روح انت ومتعاودش تاني واني جاي ورتك بدول.. وشالهم وماشي بيهم وعيون مليكه متعلقين بيه وقلبها فرحان من خجله واخلاقه العاليه اللي عتحببها فيه كل مادا اكتر لكنها رجعت افتكرت ان بكر بخجله واخلاقه وكل حاجه حلوه فيه عيفارقها وتفارقه بعد كام شهر..
بكر وصل باخر كارتونتين حطهم فالعربيه عالكرسي القدماني لما شاف الشنطه والكراسي الورانيه اتملوا كراتين..
وفالاثناء دي كانوا الرجاله حطوا الوجبات فالعربيه بتاعة البيت وخلصوا،،
وبص شاف عربية سخاوي جايه من بعيد وقربت ووقفت جار الصوان ونزل سخاوي وفتح الباب اللي قاعد وراه بشندي،،
اللي جري عليه حكيم وحلف انه يشيله علي اديه بعد ماسند عكازه عالعربيه برغم وجع ضهره الا انه معيحسش بأي وجع مع حبيب روحه،،
ودخل بيه للصوان وقعده وكل ديه وبشندي ساكت وعيبصله ويتملي فيه وبعد ماقعده حكيم ولساه موطي عليه يعدل وراه المسند، ابتسمله بشندي ومد يده طبطب على كتفه وهمسله بكل محبه... انت طيب قوي ياولدي وهتدخل الجنه،،
حكيم بصله وديق حواجبه بابتسامه وبشندي كمل.. ايوه تبعني انت هتدخل الجنه عشان وشك البشوش ديه وقلبك اللي حاسس ان فيه طيبة الدنيا مع اني مش عارفك ولا عارف اسمك ولا فاكر شفتك فين قبل اكده،، لكني حاسس اني شوفتك قبل سابق!!
حكيم اتعدل وميل عليه وحب علي دماغه ومسك يده المليانه تجاعيد وخطوط ومسد عليها بيده التانيه وهو عيقوله..
اني خليل روحك ورفيق كل تجعيدة من دول، وكل خط من الخطوط دي شاهد علي مسكة يدك ليدي ودفاعك بيها عني ياكهل قلبي ...
سيبك انت من الاسامي وخلينا فالقلوب ومحبتها وهي دي الاهم يارفيق العمر... قالها ورفع يده حبها وهمله بعدها وراح يتحدت مع بكر وسخاوي، وبشندي فضل مراقبه وهو عيمسد على يده موطرح حبة حكيم وهمسله : حبتك العافيه والصحه ورافقتك لاخر العمر ياطيب...
اما حكيم فوصل عند بكر وسخاوي اللي دخل مع امه ومرته السرايا هو شايل ولده الصغير وخديجه مرته سانده امه وعتساعدها تمشي بشويش على كد سنها وتعب صيامها..
ووصل بيهم سخاوي لباب السرايا وجماره اول ماوعيت امها جات جري عليها وخدتها من يد خديجه ودخلت بيها بعد السلامات، وخديجه خدت ولدها، وسخاوي خد اخر كرتونة حلويات قالتله جماره ياخدها فيده وطلع جري لبره وحطها فالعربيه وراح علي حكيم وبكر..
حكيم : سخاوي مش هوصيك كل البيوت تديها والغني قبل الفقير والمستغني قبل المحتاج عشان محدش يحس بالقل ولا انه عياخد صدقه والفقير لما يشوف الغني واخد يتقبلها بصدر رحب وراس مرفوع..
سخاوي : خابر ياشيخ وععمل اكده والله مش كل يوم توصي نفس الوصيه معنساش والله..
حكيم : معلهش زيادة تأكيد... ودلوك يلا ياولاد يادوبك تلحقوا المغرب خلاص نص ساعه ويأذن.. الكراتين يابكر فيه اللي مكتوب عليها الوجبه لشخصين وفيه كراتين مكتوب عليها الوجبه لاربعه... والبيوت اللي عددها سكانها كتار زيدلهم،، الخير كتير ياولاد ولو حاجه نقصت عاودوا خدوا تاني...
واني البيوت اللي حوالينا دول هخلي الغفر يوزعولهم وانتوا هاتوا البلد من اخرها واعملوا حسابكم لغاية بيت فتيحه اخري فالتوزيع واخركم مفهوم؟
بكر : حاضر يابوي.. قالها واتحرك ركب العربيه وسخاوي زيه وراحوا يأدوا احلي طقس فرمضان واحب الاعمال على قلوبهم وهو المساعده في افطار صائم..
وزعوا الوجبات وزي وصية حكيم الغني قبل الفقير والغني كان ياخدها محبه وتقدير للشيخ، والفقير كان ياخدها بفرحة وهو شايف الكل عياخد مش بس هو، والبلد مفيهاش بيت من اول رمضان عال هم فطوره ولا سحوره بفضل الله ثم الشيخ حكيم...
خلصوا توزيع ورجعوا، وهما فالطريق بكر بص للعيال اللي عتلعب تحت النبقه فالوسعاية اللي قدام الجامع
عيلفوا ويغنوا وحوي ياوحوي، واللي يولع صاروخ والتاني من فوق فرع الشجره يزعق بعلو صوته قبل مالصاروخ يفرقع بثواني .. مدفع الافطااااار اضرااااب...
ومنهم اللي عيقلد صوت المؤذن ومفكر انها هتخيل علي الناس ويفطروا علي صوته..
واللي بيلعبوا الحجله واللي عامل روحه داكتور وكوقف كذا عيل قدامه وبيكشف عالعيال ويشوف مين الصايم منهم ومين الفاطر من لون لسانه وشد جلدة عقلة ايده لو وقفت يكون صايم ولو لا يكون فاطر
وافتكر بكر طفولته وشافها عتتعاد قدامه فالعيال دول ورجع بذاكرته لما كان هو وتميم وسخاوي وحتي تمره يلعبوا فنفس المكان بعد مايطلعوا من الجامع هما وباقي العيال من الدرس واللي مسميينه الطقليله ..،
وضحك وهو باصص للي عامل روحه داكتور والعيال اللي واقفه قدامه خايفه وافتكر خوفه من الكشف دا كيف كان وكتها وبرغم من انه كان يكون صايم،
الا انه كان يخاف من الاختبار دا احسن يطلعه فاطر والعيال تزفه وكأن اللي عيكشف عليهم دا داكتور بحق وحقيق ومعاه جهاز كشف الكدب.. لكنه ولا مره طلع من الفاطرين وكان اجتيازه الاختبار له سعادة تعادل فرحة العيد بالنسباله..
ولا لما كان يضروب البنات لما ميرضوش يلعبوة معاهم سيجه ويخرب لعبتهم ولما يصعبوا عليه يطلع يهزلهم النبقه وينقوا النبق ويشيلوه لبعد المفطر ويصالحوه بعدها والزعل يروح..
وخده الحنين لشقاوة زمان ووقف العربيه ونزل منها وراح علي العيال وهو مبتسم وشاور لعيل معاه علبة صواريخ واول مالواد جاله طلعله من جيبه عشرين جنيه وشاورله بيها وقاله... تبيعلي العلبه داي وتشتري غيرها.. الواد بص للعشرين بفرحة عشان ضعف تمن العلبه وخدها منه بسرعه ومدله العلبه وهو عيقوله:
موافق بس العلبه غايب منها صاروخ فرقعته لكني هديك علبة الكبريت موطرحه.. وخد منيه الفلوس واداله الصواريخ والكبريت وجري فرحان بصفقته الربحانه...
اما بكر فولع اول صاروخ ورماه وضحك وهو سامعه بيفرقع والعيال كلها بتضحك عليه عشان اول مره يشوفوا حد كبير بيفرقع صواريخ وفرحان بيها مش يعاركهم ويطير وراهم عشان صوت الصواريخ،
وولع التاني والتالت ويرميه ويجري مع العيال ويسد ودنه ويضحك بعد مايفرقع، وكل ديه شايفه سخاوي وعمال يضحك علي واد اخته الداكتور الشحط اللي عيلعب مع العيال بالصواريخ..
لكنه افتكر ايام زمان هو كمان ورجع بدماغه لورا عالكرسي وسرح فطفولته ودندن وهو واعي بكر عيجري ويتنطط...
ساعات باشتاق ليوم عشته وانا صغير.. لشكلي قبل مااتغير.. لايام فيها راحة البال عشان كنا ساعتها عياااال..
وابتسم بعد مااتنهد وفجأة الكل سمع صوت المدفع مع طقة الميكروفون بتاع الجامع وبمجرد مالعيال سمعوا المدفع ضرب، جريوا كل واحد على بيته وهما بيضحكوا بفرحه وبكر مراقبهم و بيضحك عليهم
وزعق سخاوي فبكر عشان يجيله وهو شايفه نسي الدنيا واللي فيها ورجع عيل صغير وسط العيال مش ناقص غير انه يجري معاهم وهو بيصرخ...
بكر جاله يضحك ونزل سخاوي من العربيه وراح فتح الشنطه وطلع بلح كان باقي من التوزيع وشال علب علي كد مااديه كفت،، وبكر شال زيه ودخلوا بيه الجامع، وادوه للناس تفطر عليه،
وهما جرحوا صيامهم ب٣ تمرا وراحوا اتوضوا هما الاتنين ورجعوا وقفوا فالصف وتميم قام الصلاة وصلوا المغرب جماعة..
وبعد ماخلصوا طلعوا سخاوي وبكر ركبوا العربيات وروحوا بيها..
اما تميم فرجع على رجليه للسرايا مع كل اللي كانوا بيصلوا،
وهما فالطريق قدام كل بيت تقريبا كانت فيه طرابيزه صغيره عليها نوع عصير وكبايات وطبق تمر او زلابيه وكل اللي مارر فالطريق صايم ومروح بجاموسته او بغنماته يحود يجرح صيامه بتمره وكباية عصير..
اما الحريم فاطول الشهر متعرفش مين طابخه ايه فبيتها وكل اللي تطبخ تودى لجيرانها من طبختها حتي لو كانت ايه والجيران يردولها الطبق مليان من اللي حداهم وتبص متلاقيش غير العيال رايحين رادين فالشارع بالصحون مليانه خير ..
وصل بكر وسخاوي وكان ابوهم لساه مخلص صلاة فالمندرة مع الرجاله اللي كانوا معاه بعد ماجرح صيامه بتلات تمرات وشربة ميه، والكل عمل زيه..
بصوا وشافو المائده مرصوصه بما شاء الله وحكيم اول حاجه عملها بعد مادعي الناس للقعاد والفطور، انه راح على بشندي وقعد جاره وابتدا يوكله بيده قبل ماهو ياكل...
وبعدها وصل تميم والناس اللي معاه والكل قعد علي المائده سواسيه الغني جار الفقير والكل عياكل من خير الشيخ حكيم اللي فعهدة لا حد اتظلم ولا حد جاع فيوم وكان خير الراعي المسئول عن رعيته وعمره ماقصر فيوم فحاجة كانت فمقدرته ابدا...
بكر مد يده ومسك كباية عصير ولسه هيقدمها على بوقه سمع صوت من وراه عيقوله : صوم مقبول ياداكتور..
بص وراه وشاف حماه عواد وقف علي حيله وسلم عليه وبعدها شدله الكرسي قعده وقربله الوكل وابتدوا يفطروا وسخاوي شايف المنظر وغمز لتميم وهو عيشاورله علي بكر وتميم ابتسم وبص لطبقه ولفطاره..
خلصت الناس وكل وابتدت تقوم وكبار السن منهم طلعوا قعدوا عالدكك بره الصوان بعد ماغسلو اديهم، والشباب منهم اللي راح يعمل شاي، ومنهم اللي ابتدا يلم فالمواعين، والوكل ويرجعوه للموطبخ عشان اللي ينفع يتاكل منه تاني عتاخده الناس المحتاجه معاها وهي مروحه للسحور بعد مايصلوا التراويح ويعاودوا لبيوتهم
حكيم بعد ماوكل بشندي بيده لحد ما شبع، وهو كمان شبع، سلت نفسه من وسط الناس ودخل السرايا وراح على مكان معلوم فالجنينه جار شجرة ياسمين موطرح المشتمل القديم، وابتسم وهو واعي جمارته قاعده فيه كيف عادتها مع كبايتين الشاى قدامها ومستنياه،
وبمجرد ماسمعت صوت خطاوي رجليه التفتتله بلهفه وشوق وابتسمت وهو بادلها الابتسام وقعد جارها واول حاجه عملها انه مسك يدها وقربها على خشمه حبها وهي همستله : عتوحشك قوي فشهر رمضان ياشيخي وبرغم اني عحبه لكني ععتب عليه عشان عيبعدك عني ويبعدني عنك، واشوفك تخاطيف..
حكيم بنبرة حنونه وهو عيغمر ايدها بين اديه : معلهش ياجمارة القلب ديه شهر عياجي زاير من السنه للسنه كيف الضيف ولازمن الضيف ياخد واجبه على اكمل وجه والا هيمشي ويبلغ رب العباد باننا بخلاء عبادة وطاعه.. يرضيكي شيخك يتوصف بالبخل ويتوصم بعار التقصير فحق ربه ياجمارة القلب؟
جماره : لا طبعا ياشيخ الكرم ميرضينيش ولا يليق عليك اصلا تكون غير صاحب كرم وجود في كل شي .. بس اعذرني على اشتياق قلبي اللي مليش عليه سلطان
حكيم وهو عيسيب يدها ويمشي يده على خدها بمحبه وبعدهت مسك كباية الشاي وابتدا يشرب منها وهو باصصلها ومبتسم وعيردد فى سرة... الهم لك الحمد الي ان يبلغ الحمد عنان السماء على نعمك التي انعمت علي من زينة الحياة الدنيا وخير متاع الدنيا...
وبعدها الاتنين شافوا بكر وهو داخل السرايا وجاي عليهم وجماره اتنهدت بغلب وهي مراقباه عيقربلهم وهمست :
معرفش مال حظك مع الفرح ياولدي مراضيش يتعدل ليه؟
حكيم : الظاهر انه ورث حظ ابوه فمرمطة العشق والحرمان ياجمارة.. بس ادعيله يكون اخر التعب جبر كيف ماحصل مع ابوه ويرتاح فؤادة ويهديه للي فيه الخير لقلبه وصلاح احواله..
جماره :دعياله فكل وكت وبين كل اذان واقامه براحة القلب والبال بس معارفاش ليه دعوتي ممستجاباش..
حكيم : كل حاجه وليها وكت وتدبير من ربك حتى الدعوة ياجماره...
قرب منهم بكر وميل على ابوه حب على راسه وميل حب على راس امه وقعد جارهم وجماره مسكت كبايه شايها مدتهاله، وهو خدها منها وخدله شفطه وهي مسدت على دراعه بمحبه وابتسمتله ابتسامه دافيه خلت بكر ميل دماغه وسندها على كتفها،
وهي اتنهدت وبيدها التانيه ابتدت تمسد على شعره وهو غمض عنيه براحه قطعها عليه ابوه وهو عيقوله : قوم يابارد من حضن مرتي معاك مره روحلها واتكي على كتافها براحتك..
بكر اتنهد ورد عليه وهو مغمض.. وهي فين مرتي دي ولا فين الراحه اللي عتاجي من تلاها.. مرتي من يوم ماشوفتها وحتى من قبل مااشوفها واني حالي متعوب بسببها ونسيت طعم الراحة. ...
حكيم : انت اللي تاعب حالك بحالك يابكر... انت عتجرح ومتعرفش تداوي..
مع انك داكتور واللي علمك الطب اكيد قالك ان الجرح لازمله تضميد وخياطه عشان يلم ويبرا...
وقالك كمان ان كام جرح فنفس المكان اخر جرح عيعقر وميرضاش فالاخر يلم لو مهما داويت فيه.. وانت جروحك فمليكه عقرت يابكر..
جماره بغيظ : بسك من الحديت ديه ياحكيم عاد بلا جروح بلا خياط.. منتاش شايف الواد وسامعه عيقولك متعوب!!!
ولا انت حابب تأنب فيه وخلاص؟
بصت لبكر واتكلمت بنبره حنونه:
روق بالك ياولدي وان كان على تعبك هيزول بعد ماتولد وتديك اللي ليك وتروح هي لحال سبيلها كيف مااتفقتوا.. والايام ووحده غيرها هينسوك مليكه وتعبها وايامها كمان..
خلصت جملتها ومع اخر حرف بكر فتح عنيه وبص بعيد وديق حواجبه ورفع راسه من فوق كتفها وبشفطتين شرب كباية الشاى ونزلها علي الطربيزه وقام مشي على السرايا من غير ولا كلمه..
حكيم فضل متابعه بعنيه واول مادخل السرايا بص لجماره وقالها بعتب : عتضريه بحديتك ديه ياجماره وتزيدي تعبه وخصوصا وانتي واعيه كد ايه روحه بقت متعلقه بمرته وفرحته وهو عيحكي على بته اللي جايه منها...
ليه عتخليه يحس كل شوية ان فيه حزن جايله فالطريق وتخلي قلبه يتخبط بين ضلوعه من الخوف... حسي بيه ياجماره دا العاشق المحروم عيتشوى على نار القهر شوي ...
واني عشان دايق اللي فيه ولدي حاسس بيه وشفقان عليه... بس الفرق ان اللي اني شوفته كان غصب عني لكن اللي فيه بكر كله من تحت ايده وبسبب كبره.. لكن تعددت الاسباب والعذاب واحد...
ولف بجسمه وبص لشباك اوضته القديمه وقالها... تعرفي لو الجماد عيتحدت ويشهد كان الشباك ديه شهد معاي وصدق علي حديتي دلوك وقالك كد ايه اتعذبت ايام وليالي واني باصصلك ومحروم منك كيف العطشان والميه قدام عنيه ومطايلهاش ..
جماره بصت للشباك وابتسمت وهي عتهمسله.. تعرف ان الشباك ديه شهد هو والاوضه اللي هو فيها علي احلي وامر لحظات عمري..
حكيم بنفس الهمس : وعمري اني كمان..
قالها ورجع بص لجماره وركز فعنيها اللي لمعوا وهي عتتطلعله وهب قام بسرعه وهملها بخطوات سريعه وهو عيقولها... التراويح يابوي والناس اللي لساها قاعده، وبشندي عوقت عليه، هروح اشوف اللي وراي بره واعاودلك قبل السحور بساعه كيف كل يوم...
علي معادنا ياجمارة القلب.. ومع اخر كلمه كان مبعد عنها المسافه الكافيه اللي تخليها تسكت مرغمه من بعد المسافه متردش عليه...
اما بكر فدخل السرايا بعد مااتنحنح وزينه مرت تميم سمحتله بالدخول، واول مادخل سلم على سته عيشه اللي كانت قاعده فالصاله وخدته بالحضن وسلم على خديجه مرت خاله اللي كانت مع مرت تميم جار السفره عيشيلوا لساهم فالوكل وسلم على خالته زبيده ..
وطلع بعدها علي اوضته فوق طلعله جلابيه وراح خدله دش وغير ونزل عشان صلاة العشا والتراويح..
وهو نازل عنيه دوروا عليها كيف مادوروا عليها وهو طالع لكنه برضو ملقهاش ولا لقي حتي تمره يسألها عليها...
كان هيطلع لكن شوقه ليها فالساعات القليله دول منعه وعاود وراح على اوضة تمره خبط عليها
مفيش ثواني وردت عليه تمره وقامت فتحتله وبص شاف مليكه متكيه على السرير وماسكه تليفونها...
دخل الاوضه وعينه عليها واول ما وصل قبالها سأل تمره... فطرت ياتمره زين ولا ملقتش اللي يغصبها عالوكل النهارده وجوعت ولدي؟
مليكه بصتله بطرف عينها ورجعت بصت لتليفونها وتمره ردت عليه قوام... له ياخوي امك قامت بالواجب وزياده وكبستها وكل كبس لما من ساعتها عتقول مقدراش اتنفس..
بكر هز دماغه برضى ورد عليها ... زين زين... طيب اني طالع، بتي عاوزاش حاجه اجيبهالها واني جاى؟
مليكه مردتش عليه وفضلت باصه لتليفونها وبكر قرب وقعد على السرير وخطف منها التليفون وقالها : لما اسأل تجاوبي....وطول ماعكلم بتي وبتي معتقدرش تتواصل معاي غير من خلالك واعرف احتيجاتها منك يبقي انتي مرغمه تردي غصب عنك.. ودلوك اخلصي بتي نفسها فأيه اجيلهولها واني جاي..
مليكه بصتله بغيظ وردت عليه بعصبيه مكتومه... برتقان يابكر.. بتك نفسها فالبرتقان دلوك..
بكر باستغراب : برتقان فالصيف!!! واني اجيبه من وين ديه دلوكيت وهو مش اوانه؟
مليكه : وهي الصغيره دي تعرف منين اوانه ومش اوانه هي طلبت وانت عليك تنفذ... او متنفذش براحتك انت اللي سألت وجبته لحالك عاد...
بكر رمالها التليفون وقام طلع وهو عيهمس لنفسه بصوت مسموع.. برتقان!!! برتقان كيف ومن وين؟
وبمجرد ماطلع تمره بصت لمليكه بعد ماردت الباب وقالتلها : هو راجل وهتهوسيه عليه العوض ومنه العوض فولد ابوي..
طلع بكر ولقي امه داخله السرايا رتح عليها بالخطوه السريعه وقالها :
امه مليكه عتتوحم عالبرتقان ومش اوانه دلوك اعمل ايه؟
جماره بابتسامه : متقلقش البرتقان مالي الفريزر مقشراه ومخزناه هطلعلها وتاكل برتقان هي وبت ولدي لما تشبع...
بكر ضحك بفرحه ومسك يد امه حبها وحب علي راسها وهو عيقولها : زبنا مايحرمني منك ياست الكل... تنسيش طيب تطلعي وتوديلها خليها تاكل قبل مانسافروا بكره
جماره : تقلقش هطلع واوديلها واديها اللي تاخده معاها كمان وهي مسافره..
بكر : ربنا مايحرمنا منك يارب ياغاليه. وهملها وطلع عشان يروح الجامع..
وبمجرد ما طلع فالجنينه لقي سخاوي داخل السرايا، عشان ياخد امه ومرته وعياله يعاودهم البيت وقاله بكر خليهم لبعد الصلاة سخاوي قاله عشان العيال عيناموا بدري وابوه بشندي كمان عينام بدري هيروحهم ويحصله عالجامع..
طلع بكر وراح علي الجامع هو وتميم واثناء ماهما ماشيين فالطريق تميم شاف شروده وقاله بابتسامه..
ياعيني عالحب لما يبهدل الابطال..
بكر بصله ومتكلمش واكتفي بتنهيده وتميم كمل بضحكه : ياااه كل ديه كاتمه فقلبك وساكت!!
اراك عصي الدمع شيمتك الصبرُ
اما للهوى نهي عليك ولا امرُ؟
بكر سكت شوية وتميم كان فاكر انه مهيردش عليه وكان هيتابع كلامه، لكن بكر فاجئه وهو عيقوله :
بلى والله اني مشتاقُ وعندي لوعةُ
ولكن مثلي لا يذاع له سرُ
واذا الليل اضواني بسطت يد الهوىَ
واذللت دمعا من خلائقه الكبرُ
تكاد تضيئ النار بين جوانحى
اذا هي اذكتها الصبابة والفكرُ
معللتي بالوصل والموت دونه
اذا مت ظمآنا فلا نزل القَطَرُ
تميم بضحكه : يابووووي تعالا ياسخاوي شوف واد اختك وهو عيعترف بالعشق واللوعه والعطش وبت عواد مانعه عنيه المطر والميه..
بكر بحركه لا اراديه رفع اديه عشان يحطهم فجيوب بنطلونه كيف ما معتاد ونسي انه لابس جلابيه ولما انتبه مسك اديه فبعض ورا ضهره ورد على تميم :
مياجي سخاوي وغير سخاوي ويسمع مااصلا اني حبي لبت عواد مفضوح وعشقي ليها فايض من عيوني ومجرسني .. بس ايه الفايده وهي البعد منهاجها والعند راعيها ومشندله بيهم حال اخوك ياتميم لغاية ماحل بيه التعب ..
تميم : اخيرا يابكر آمنت بان العند شندله وتعب وان العنيد متعب!!! ، سبحانك ياربي يامن جعلت الترياق من ذات المرض... واخيرا بكر اتعلم بالعند ان العند تعب للقلوب...
بكر : بدال ماتشمت فيا دلني على طريق الراحه ولو مفيش دلني على طريق الصبر وين القاه؟
تميم : وليه تصبر وليه تدور على طرق مش معلومه وقدامك طريق معلوم واخره حدايق راحه طراحه وغنائه..
اتنازلها عن شويه من كبرك وانزل لمستوي قلبها وانت هتلاقي السعاده..
ياخوي قلوب الصبايا رقيقه كما الفراش بكلمة حلوة يطير ويعلي ولمسه قاسيه تتكسر جناحاته ويقع طريح الارض عاجز ومهزوم.. واني من واقع خبرتي ونظرتي للامور عقولك انك لو ضيعت مليكه هتخسر كتير..اتمسك بيها قبل فوات الاوان يابكر..
بكر : مش اخوك ياتميم اللي يطاطي لوحده ويتمسك بيها بعد ماقالتله مش عاوزاك ونهت كل حاجه بكلمه لو روحه فأيدها .. دا حتي اللي فبطنها استغنت عنه فسبيل انها تبعد عني..
ومن عنا استغني فنحن عنه اغني..
تميم هز دماغه بقلة حيله وهمسله بصوت مسموع... وهيستمر الصراع الاذلي بينكم بان مين يتنازل عن كرامته للتاني الاول، وانتوا الاتنين متلتحين فحبال عزة نفس كدابه هتخسركم كتير،، والطامه انكم مش لحالكم اللي دخلتوا فدايرة الخسارة..
له دانتو واخدين معاكم طفل صغير كل ذنبة انه هيتولد من اب وام عقلهم غير مكتمل النضوج...
يلا لكم الله هو اللي بيده الهداية وقادر يهديكم..
بكر أمن ورا تميم وكملوا الاتنين للجامع وأذن بكر المرادي العشا وهو اللي ام الناس وصلى بيهم بدال تميم وبعد ماخلصوا رجعوا للمندره فسهره شبابيه وهما قاعدين بص بكر على باب المندره وشاف منعم داخل عليهم وسلم وقعد معاهم وعينه طول الوقت مترفعتش علي بكر بالعكس كان قاعد يحكي مع الشباب اللي جاره ومتجاهله، وبالرغم ان المندره كانت مليانه شباب الا ان بكر مكنش سامع غير صوت منعم ومركز مع كلامه وعايز يشوف منعم اللي الكل عيشكر فيه وفعقله وتفكيره.. وكيف انه كان هيبقي انسب واحد لأخته لو وافق عليه وهو لا شهاده ولا تعليم،، وايه اللي الناس شايفاه فيه بالظبط
خلصت السهره وجات الساعه ٢ وكل واحد روح على بيته وبكر وتميم راحوا مع بعض عالسرايا وسخاوي روح بيتهم وابوهم اتوضي عشان يصلي التهجد وقالهم انه هيحصلهم بعد مايخلص..
دخلوا السرايا ولقوا تمره وزينه عيحضروا فالسحور كيف مامتعودين يتسحروا فالوكت ديه وكل واحد بعدها يروح لاوضته يقعد هبابه مع مرته قبل اذان الفجر..
خلصوا رص السحور وبصوا لقوا حكيم داخل من باب السرايا وراح طوالي قعد علي السفره وقوام قوام كله لقمتين وشبع وحمد ربه وقام راح علي اوضته وحصلته جماره بالشاى وبشوب ميه..
ووراهم قام تميم ومرته راحوا علي موطرحهم وتمره راحت على اوضتها مفضلش بس غير اللي نفسهم فقرب بعض لكن مابينهم سور مانع التلاقى اطول من سور الصين العظيم
وللحكاية بقية.....
الجزء الثاني بارت 34
بكر اتنهد وهو واعي كل واحد خد ولفه ودخل بيه عشهم، وهو قاعد هو والبومه بتاعته كل واحد فوادي بعيد عن التاني،، بصلها وبهمس قالها وهو سرحان : بومه..ولكنه انتبه وعدل الجمله قوام أااا قصدي مليكه..
مليكه بصتله ومردتش وهو كمل : قوليلي فيه حاجه واقفه معاكي فالمذاكره،، درس يكون معصلج ولا حاجه اشرحهولك بدال مااحنا قاعدين فاضين اكده كيف جوز الغربان.
مليكه : له مفيش حاجه الحمد لله كله تمام.
بكر بقلة حيله : طيب... وصبر شويه وقام دخل المطبخ وطلع من الفريزر كيس عصير برتقان وحطه فالخلاط مع سكر وميه وضربه وطلعلها بكباية عصير كبيره ومدهالها... البرتقان اللي طلبتيه اهه.
مليكه رفعت حواجبها وبصتله وخدت منه الكبايه وفضلت تشرب فيها من سكات..
اما بكر فرجع قعد جمبها وبيتأملها بشوق وحنين ونفسه ياخدها فحضنه هي وبنته وتدوب كل الخلافات اللي بينهم، ومتبقاش مبينهم غير المحبه وبنتهم،، بنتهم اللي بكر نفسه يشوفها وبيتمني بفارغ الصبر اليوم اللي هياخدها فيه بين اديه، ويشوف ثمار اجمل ليله فحياته قضاها مع مليكته،، او خلينا نقول اجمل ساعات،، لان حتي الفرح استكتر عليه انه يدوم عنده ليله..
مليكه اثناء ماكانت بتشرب العصير كانت عارفه ان بكر مراقبها وعينه عليها وعلي كل حركه بتعملها وبيعد كل نفس بتتنفسه.. الحقيقه قربه دا واهتمامه عاجبها ومرتحاله،، وحاسه فى ظله بأنها اهم حاجه فحياة بكر ومحور يومه كله، لكن فكل مره بتقول لنفسها اكده، عقلها يقولها متصدقيش،، دا عشان بنته اللي فبطنك وبس،،
بكر عمره ماعمل معاكي حاجه حلوه الا وكان عشان غرض في نفسه،، عمره ماقالك كلمه حلوه غير عشان يوصل لغايته منك ويكسرك وبعدها يسيبك،، اوعي تصدقي كل كلامه الحلو،، ولا وعوده،، ولا أهتمامه،، كل دا مش ليكي ولا عشانك،، دا عشان نفسه اولا وعشان بنته ثانياً اما انتي،، انتي ولا حاجه عند بكر.
عقلها خلص كلامه ليها لكن قلبها امرها ترفع عنيها وتبص لبكر فاللحظه دي،، وفعلا بصت لبكر وبمجرد ماجات عنيها فعنيه واتقابل الموج الازرق بجراير العسل
وغرق بكر في بحر العسل واتكسرت مقاديفه واتمزعت قلوع قلبه بسهام الرموش،، بلع ريقه وهو عيتطلعلها بعيون دايبه..
مليكه هي كمان شافت فعيون بكر اللي خلى قلبها دخل صراع مع عقلها، والقلب يحلف ويقول والله حب، والعقل يقول متصدقيش ديه ضحك عالقلوب.
اما بكر فعنيه كانت عتترجي عيون مليكه وتطلب منهم الرحمه والسماح، وعماله تبوح بكلام وأمنيات عاجز اللسان عن البوح بيها،،
قرب منها بإعتبار ان بصتها ليه دعوه انه يثبتلها محبته وهو ماصدق لقيها،، قرب كمان ومد يده مسك يد مليكه اللي جفلت من حركته ومقدرتش تقاوم وحست انها متلجمه وهي باصاله وقلبها دقاته بقت كيف طبول الحرب.. وبكر ابتسم لما حس برضاها ولساه هيقرب يدها من خشمه ويبوسها، لكنه سابها لما شاف تميم نازل من فوق عيلف فعمته ،،
وقف تميم على السلم محروج لما شاف قرب بكر من مليكه وحس انه نزل فوقت غلط وقطع علي الاتنين لحظة تصافي ومبقاش عارف يطلع تاني ولا ينزل،،
لكنه كمل نزول لما شاف ابوه طلع من اوضته هو كمان وراح علي الحمام،،
وتمره بعده طلعت من اوضتها ووراها جماره، والكل عيستعد لصلاة الفجر اللي تواشيحه بدأت ومش باقي عليه غير دقايق معدوده..
نفخ بكر بديق وهو شايف السرايا كلها فاقت وطلعت على بخته المنيل، بعد ماكان هيجرب حظه معاها واستغل انه لقى منها شوية قبول فلحظه ممكن متتكررش مره تانيه..
قام بكر هو كمان بعد مابص لمليكه بصة حسره وهي ابتسمت ودارت ابتسامتها قوام، وفضلت مراقباه وهو ماشي قدامها وغمضت عنيها بعد مابصت ليدها، يدها اللي لمسته ليها بحنان رجعتها لنفس الذكريات اللي افتكرها بكر، ولنفس الوقت الجميل اللي قضوه مع بعض واللي الاتنين عيتمنوا لو رجع بيهم الزمن وفضلوا محبوسين فاللحظات دي للأبد..
أذن الفجر وراح بكر مع ابوه وتميم يصلوا فالمندره جماعه هما والغفر واللي حواليهم وحتي سخاوي، ومنعم اللي اتعود يصلي الفجر كل يوم معاهم ورا الشيخ تميم كان قاعد ومستني وصلي معاهم وسط استغراب بكر من وجوده..
صلوا وخلصوا صلاة وكل واحد قرا الورد بتاعه، ومن بعدها كل اللي وراه حاجه من اللي كانوا عيصلوا راحلها ومفضلش فالمندره غير بس بكر وتميم وسخاوي وحكيم ومنعم،، اللي ابتدوا يتحدتوا فأمور المحلج والشغل والارض ومحصول القطن ومنعم منطلق وسطهم فالحديت وضحك وهزار كنه متربي معاهم، ولا حكيم اللي عيضحكله ويحاوره كيف ماعيحاور حد من عياله !
بكر كان الوحيد الساكت وسطهم وعيستمعلهم وبس، وعينه علي منعم اللي بين الحين والحين يرفع عنيه عليه ولما يشوفه لساه باصصله يهروب بعنيه فأي مكان تاني كيف مايكون عامل عمله وخايف منها..
خلص الحديت وكانت الشمس طالعه، ومنعم خد تميم وراحوا المحلج يبصوا علي العمال والشغل، وحكيم راح الاسطبل يطمن علي خيوله حبايب قلبه،، اما بكر وسخاوي فدخلوا السرايا يكملوا قعدتهم فالجنينه لانهم لو فضلوا فالمندره الناس مش هتبطل هل عليهم وبكر عايز يتكلم مع سخاوي فموضوع منعم ديه ويقوله هو قرر ايه..
دخلوا الجنينه وقعدوا وبكر همل سخاوي ودخل السرايا لقي امه جماره صاحيه اداها خبر ان سخاوي معاه فالجنينه بره عشان مرت اخوه ومرته لو وحده فيهم جت تطلع من غير نقاب تنبهها،، وامه قالتله يطمن زينه معتصحاش دلوك ومرته كمان نايمه مفيش غير تمره بس اللي صاحيه.
وطلع بكر وامه دخلت الموطبخ تشوف ايه وراها فيه،، دقايق وجاتلها تمره اللي سمعت كركبتها فالموطبخ قالت تطلع تشوفها بتعمل ايه وتساعدها،، ولما راحتلها وعرفت ان سخاوي خالها مع بكر بره طلعت بفرحه تقعد معاهم،،
لكنها وقفت على مسافه منهم لما سمعت اسم منعم عيتذكر وسط الحديت واستنت تشوف ايه اللي هيتقال.
سخاوي : اخاف عليك تتكتب عند ربك ظالم يابكر.
بكر : غصب عني ياسخاوي ممتحملش انه يكون جوز اختي ياخي واضطر اتعامل معاه دايماً!
سخاوي : ياداكتور وانت هتتعامل معاه دايما فين بس ديه هيكون فوادي وانت فوادي تاني خالص وعلي حسب كلامك السابق انك بعد ماتتخرج هتفتح مركز في القاهره، اما تمره فهتعيش فالبلد اهنه مع جوزها والشوف هيكون من السنه للسنه.
بكر : له برضك مظابطاش،، بص اني قررت خلاص هرفض ونقولوا انه عشان فرق التعليم واكده الرفض يبقي حجته قويه ومحدش يقدر ينطوق.
سخاوي : سبق وابوك قاله ان التعليم مش مشكله معاه ابدا، ولو اتغير الكلام هيكون عيبه فحق الشيخ وكلمته يابكر،
بكر : خلاص اني هخلي تمره ترفضه، هو ابوي مش قال ان رأي تمره بعد رأيي،، خلاص هقولها تقول معاوزاهوش عشان فرق التعليم واهنه عاد لا ابوي ولا صنف مخلوق هيقدر يتحدت.
تمره سمعت الكلام دا واللي بكر عايز يعمله، ودخلت السرايا وهي مقهورة عشان متأكده ان لو بكر قالها تعمل اكده وتقول اكده، هتكسر منعم كسره ملهاش تجبير، من بعد ماقالتله ان شهادته ملهاش لزمه معاها،، وكمان متقدرش قصاد بكر وقصادهم تتمسك بيه ومترفضهوش يقولوا ايه الحكايه وفيه ايه مابينهم يخليها تتمسك بيه اكده!
ووقعت تمره فحيره مكانتش تتمنى انها تتحط فيها ابداً..
دخلت اوضتها وقفلت بابها بزعل ومخدتش بالها لمليكه اللي كانت طالعه من الحمام وشافت عصبيتها وزعلها وخبطتها للباب واستغربت جداً،،
طلعت مليكه تشوف تمره ايه زعلها، بصت فالسرايا ملقتش حد غير جماره فالموطبخ عتكركب وواضح جدا انها مش هي لانها كانت فعالم لحالها وسط الحلل والمواعين،،
اتمشت لبره وسمعت صوت بكر وكانت هتطلع لكنها اتراجعت لما سمعت صوت سخاوي معاه..
سخاوي : كل ديه عشان متقولش ان الرفض منك وانه بسبب غيرتك يابكر صوح؟ هتفضل لميته تخشي تبوح بمشاعرك قدام الناس يابكر لميته، وبعدين تعالا اهنه،، هو مش انت وبت عواد متفقين تتطلقوا بعد ماتولد وكل واحد يروح لحاله؟ يبقي ليه تقف فطريق بخت اختك وحظها واصلا سبب الرفض والنفور هيزول؟!
بكر بعصبيه : ياسخاوي بسك منيه الحديت ديه عاد،، اني مرتي مهطلقهاش ومفيهاش تفريط.
سخاوي وهو واعي طرف توب حريمي ازرق عيرفرف مع هبات الهوا علي باب السرايا وصاحبته واقفه واخده جنب وعتتسمع،، ابتسم بمكر وهو عيتمنى انها تكون مليكه وقرر انه يخلي البو يبوح ويقع بلسانه فقاله..
سخاوي : يابكر متغالطش روحك ياواد اختي، وحده لا عتحبك ولا عتحبها هتعيشوا مع بعض علي اساس ايه؟ دانتوا كل اللي مابينكم من بداية جوازكم حروب ومعارك،، هتستنوا لميته تاني لما واحد فيكم يسقط قتيل؟
بكر وقف على حيله ورد عليه بكل اعتراض:
له ياخال مش كل اللي بينا حروب ومعارك وبس، فيه مابينا كمان بت جايه للدنيا،، وفيه لحظات حلوه متتنسيش،، وبعدين مين اللي قالك اني مش حاببها،، اني ياخال واقع لشوشتي فحب البومه اللي ربنا اداهاني ،،
اني ياسخاوي عتمني قربها وهي اللي متمنعه عني ومانعه الوصال،، اديني اعترفتلك اهه بكل اللي جواي عشان متقولش اني عخجل من مشاعري مره تانيه،، اني عاشق بت عواد ياسخاوي عاشقهااااا ياناس..
مليكه واقفه وسامعه كل كلمه وكل حرف قاله بكر واصوات كتير اتعالت جواها عملت دوشه ومبقتش قادره تركز فأي حاجه بسببها،،
صوت قلبها المنتصر واللي عيحتفل بفوزه على عقلها ويرقص رقصة النصر قدامه عشان احساسه مكدبش،
وصوت عقلها اللي عيصرخ معترف بالهزيمه وفرحان بيها ولأول مره مهزوم يكون فرحان بهزيمته ،،
وصوت روحها اللي فرحانه عشان اخيراً الروح اهتدت لحبيب الروح واتوكدت ان بكر هو وليف الروح اللي كانت الروح دايما عليه عتدور،، وحتي حركة بتها الغير طبيعيه كنها عتحتفل هي كمان باللي سمعته من ابوها وان برأءة قلبه ظهرت قدام امها..
وحصل اللي يعادل جرح قلبها السابق جبر، وسمعت بودنها اللي يثبتلها حبه كيف ماسمعت بودنها قبل سابق اللي خلاها تتوكد من خداعه..
رجعت مليكه دخلت السرايا وطبول الفرح عتدق جواها، راحت علي اوضة تمره اللي كانت قاعده فيها من اول ما جات وهي مش مصدقه حالها،،
يعني بكر اعترف بعشقه ليها وقدام الناس كمان! ومش اي ناس قدام سخاوي خاله اكتر واحد عيخجل منه!؟
راحت مليكه علي المرايه ووقفت قدامها وبصت لروحها، ولكل حاجه فيها وحبت تكون احلي عشان بكر يستاهل بعد كلامه ده ان عيونه تشوف حلا مليكه ويتمتع بجمالها، ويشوف منها كل زين من النهارده وطالع...
قعدت مليكه قدام المرايه وفردت شعرها وابتدت تسرحه، وراحت علي الدولاب بتاع تمره اللي كانت نايمه فالوكت دا ومدياها ضهرها، وفتحته ودورت فيه لغاية ماطلعتلها بجامه جديده وحلوه من بيجامات تمره اللي شايلاهم لجهازها، ولبستها وقالت لروحها ان تمره مش هتمانع وهتبقي تجيبلها غيرها بعدين،،
ووقفت وخطت عيونها بالكحل وحددت جرار العسل،، ومن بعدها وقفت قدام المرايه تتطلع لحالها وهي عازمه علي انها دلوك تديله اشارة الامان، عشان هما في نهار رمضان، اما الليل فهيكون فيه وصال يعادل شوق كل اللي فات..
خلصت ولبست فوق هدومها اسدالها ونقابها وطلعت عشان تروح اوضتها هي وبكر وتستناه هناك وتقوله انها مسامحاه، وانه ساعات ويرجع الطير المهاجر لعشه..
اما في الاثناء دي حدا بكر وسخاوي..
سخاوي : طيب اني حداي فكره تتأكد بيها ان كان منعم لساها مليكه فباله ولا له، مع اني متوكد انه له،، انت تقول،، او مش انت اي حد غيرك يوصله ان مليكه هتتطلق منك،، ونشوفوا وكتها تصرف منعم ايه وقوله ورده علي الخبر وعلي اساسه احكم عليه ياخي.
بكر هب واقف وبرق لخاله بغضب وهو عيقوله : عتتحدت كيف انت ياسخاوي،، وافرض كان ضميره سَو ولساه نفسه فيها، عايزني اني اللي اديه الفرصه انه يفكر فمرتي ويتخيلها مره تانيه وتزور خياله!!
قوم ياسخاوي روح قوم انت اصلاً عقلك فوت ومبقتش تنفع خلاص،، قالها وهمل سخاوي يضروب كف بكف ودخل السرايا واتلفت شمال ويمين وشاف اللي طالعه علي السلم لفوق،، ابتسم وكان هيطلع وراها لولا وقفه صوت امه اللي ندهت عليه وهي طالعه من الموطبخ وقالتله :
بكر،، استني ياولدي عايزه اقولك علي حاجه وآخد رأيك فيها..
بكر وقف واستني امه يشوفها هتقوله ايه، ومليكه كمان وقفت تشوف ايه اللي جماره عايزاه من بكر..
جماره قربت منه وبحنان حطت يدها علي خده وقالتله :
عارفه انه مش وكته يابكر ولا اوانه وانك داخل علي امتحانات بس الفرصه عتاجي مره وحده ياولدي ومينفعش تتفوت..
امبارح حريم اخوات خديجه سألتهم علي عروسه زينه ليك ودلوني على بنيه وقالولي متتخيرش عن خديجه ادب وذوق واخلاق وانت ادري بخديجه وكمال وعقل خديجه يابكر،،
فأيه رأيك تروح معايا النهارده نبصوا عليها بصه ولو عجبتك شاورلي بس وليك عليا اني اتمملك كل حاجه ومتاجيش غير يوم فرحك عليها، قولت ايه؟
بكر بص لفوق علي مليكه ولسه هيتكلم لكن امه هي اللي سبقت وقالتله :
متعملش حساب للي مش عاملك حساب ياولدي،، اني شايفه بعيني قديشك محروم ومتلاع وعتستجدي المحنه جدايا،،
في حين انك تقدر تعوم فبحر محبه ومَحَنه واهتمام، وتغرف وتشرب منه علي كيف كيفك،، ومادام اكده اكده الفراق محتوم فاللي نقدروا نعملوه دلوك ويكون فموصلحتك ليه نأجلوه؟
هي خلصت كلامها من اهنه والاتنين سمعوا صرخه من مليكه وبص بكر لقاها ماسكه بطنها ومتحمله علي درابزين السلم،، ومنظرها خلى قلبه رجف عليها وفثواني خد السلم على خطوتين وكان واخدها بين اديه وشايلها ومكمل بيها علي اوضتهم..
اما جماره فطلعت وراه على كد حيلها وهي عتقول بهمس مسموع : استر يارب،، استر ياستار..
دخل بكر ونومها علي السرير بالراحه وقلعها النقاب وهو عيسألها بلهفه : ايه اللي حصل يامليكه قوليلي حاسه بأيه؟
مليكه بألم : مغص يابكر وألم تحت سوتي،، الحقني يابكر كني هسقط،،
هي قالت الكلمه دي وبكر حطوله عقله فيده ومبقاش عارف يعمل ايه، ولا يروح فين، وقوام رن علي سخاوي اللي كان لساه واقف علي بوابة السرايا ممشيش وقاله :
سخاوي شغل اي عربيه وادخل بيها السرايا قوام مليكه تعبانه هنطلعوا بيها علي المستشفي،، هو قال اكده وسخاوي قوام جرى شغل العربيه وبكر راح علي مليكه يلبسها نقابها من تاني لكن المهمه دي اتولتها موطرحه امه اللي كانت وصلت حداهم وقعدت جار مليكه وبصتلها بخوف وقالتلها :
معلهش يامليكه يقطعني مكنتش اقصد،، سامحيني ،، آني افترضت انك كارهه يابتي وميهمكش الكلام ولا يأثر فيكي كيف ماقولتي قدامنا كلنا قبل سابق انك معاوزاش بكر وعايزه تطلقي منيه!!
واهنه مليكه رغم الالم والوجع اللي هي فيه شافت انها لحظة رد حقوق،
وإنها كيف مابكر ردلها كرامتها قبال خاله لازمن هي كمان تردله كرامته قدام اللي هانتها قدامهم،، وبصوت متألم قالت لجماره وعينها علي بكر اللي واقف يرجف قبالها :
اني عمري مااكره بكر يمه،، اني اصلا عمري ماحبيت ولا عرفت الحب غير علي يده،، اني جوزي وابو بتي مفيهوش تفريط ولا هسيبه لوحده تانيه لو علي موتي،، اني عاشقه ولدك ياجماره..
قالتها وغمضت عنيها بألم وموعيتش للي ملامحه كلها اتلونت بذهول بخوف مع استغراب على فرحه على عدم تصديق ومبقاش عارف يحس بأيه ولا بأيه وخصوصاً لما بص لجماره لقي ايدها واقفه بالنقاب ومبتسمه ومستغربه هي كمان من كلام مليكه زيه بالظبط،،
ولكن مع صرخه جديده من مليكه بكر اتقدم وخطف النقاب من يد امه وربطه لمليكه قوام، وشالها ونزل بيها جري وهو عينادي على تمره بعلوا حسه عشان تقوم تروح معاهم،
حسه رج السرايا رج خلي تمره اللي لسه عينها كانت هتاخد نوم قامت مخضوضه وطلعت جري عشان تشوف فيه ايه،،وحتي زينه وسلسبيل صحيوا علي صوت بكر ونزلوا جري يشوفوا ايه العباره..
تمره بمجرد ماطلعت من باب الاوضه صرخ فيها بكر : نقابك وغطا لمليكه قوام ياتمره،،
وهي شافته شايل مليكه بالمنظر دا ولفت اتخبطت فالباب، وفتحته ودخلت جابت نقابها وعبايه سوده ليها وملاية سرير، جريت رمت الملايه عليها وطلعت قباله وهي عتلبس العباية والنقاب في الجنينه،، ووصلوا نص الجنينه وكان سخاوي داخل من البوابه بضهر العربيه،
جريت تمره وفتحت الباب الوراني لبكر ومليكه وهي لفت قوام وركبت قدام جار سخاوي وطلعوا بالعربيه فوراً
في الاثناء دي تميم ومنعم كانوا معاودين من المحلج وشافوا العربيه ماشيه وفيها بكر وسخاوى وحتي تمره من قدام راكبه وعدت جارهم بسرعه،،
وتميم شافهم وطلع تليفونه قوام ورن علي بكر بخوف،، رنه واتنين بكر مردش،، مد الخطاوي هو ومنعم اللي كان عيساله هو كمان فيه ايه لكنه لما وعي تميم ملخوم ومش عارف فيه ايه سكت وتبعه من سكات..
قفل تميم من بكر ورن وهو ماشى على سخاوي اللي رد عليه من اول رنه وجاوبه من غير مايسأل، عشان شافه علي الطريق هو ومنعم وعرف انه اكيد شافهم وعيسأل عشان يشوف فيه ايه ويطمن..
سخاوي : ايوه ياتميم مرت اخوك تعبت شويه ورايحين بيها علي المستشفي نشوف ايه العباره..
تميم بقلق : خير بأذن الله خير.. طيب اني جاي وراكم، هوصل السرايا اجيب العربيه واجي،،
سخاوي : طيب ماشي واعمل حسابك ففلوس عشان اني مش فجيبي وبكر اكيد نسي يجيب.
تميم : ساهله ساهله..
اتحرك تميم قوام علي السرايا،، اما منعم فرجع من وراه فراح علي بيتهم خد فلوس، وحود علي بيت عمه وبلغ عمه ومرته ان مليكه بتهم تعبانه وخدهم وراح بيهم على المستشفي ومختار معاهم كمان ،،
وهناك اتلاقي مع تميم اللي كان واقف قدام باب المستشفي وعينزل فأمه من العربيه، وحتى الشيخ حكيم كمان كان عينزل منها،
واتلاقوا كلهم وطلعوا مع بعض لأستقبال قسم الولاده وهناك كان واقف بكر من بره ومسنود على الحيطه ومربع اديه ومستني حد يطلع يطمنه من اللي خدوا مرته منه ورفضوا انه يدخل معاها ومخلوش غير تمره بس هي اللي تدخل.
وصلوا حداه واحسان سألته بلهفه : مالها بتي يابكر ايه جرالها مكانت امبارح كيف الورده المفتحه!
بكر بصلها ومردش وشال عنيه تاني وراح بيهم علي باب الاوضه منتظرها تتفتح،، وفالاثناء دي قربت منه جماره وطبطبت على كتفه بحنيه وهمستله تطمنه :
خير يابكر،، متقلقش ياولدي ومتخافش بسيطه باذن الله..
بكر بص حواليه وكان فاللحظه دي بالذات نفسه ينهار علي كتف امه بكا ويشكيلها،، يشكيلها عن ظلم الدنيا ليه، وكيف انها لما فكرت تضحكله ويسمع من مليكه اللي بقاله شهور نفسه يسمعه وفرحت قلبه بيه، خدت منيه اللي يقطم ضهره،، بته اللي من اول يوم عرف بوجودها وهو حبها واتعلق بيها كيف ماتكون عوض ربنا ليه من بت عواد عن كل حاجه عفشه شافها معاها،،
كيف ماتكون وجودها كان لسبب انها تقرب بينهم وتمنع البعد وتديهم فرصه يقربوا من بعض وقلوبهم تتآلف ولما حصل المراد شافت ان خلاص مهمتها انتهت وهتفارقهم وكأنه مكانش وكتها انها تيجي وكان وجودها لسبب وغايه مش اكتر..
فضلت الافكار دي تاخد وتجيب فعقله لغاية مالباب اتفتح وطلع من الدكتور وسأل عن جوز المريضه واول مانطقها بكر
بقي قدامه فثانيه وقاله :
اني جوزها يادكتور خير؟
الدكتور : الحقيقه هو مش خير ومش شر ،، المدام تقريباً فآخر الخامس وللأسف عندها طلق مبكر وابتدت الميه اللي حوالين الجنين تنزل..
بكر بألم ظهر على نبرة صوته : يعني ايه يادكتور البت خلاص هتموت؟
الدكتور : بص هو كله بيد الله اولا وأخيراً واحنا كل اللي علينا هنعمله ونسيبها بعد كده على الله..
اول حاجه هنعلقلها محلول بطيئ عشان يقضي على الم الطلق اللي بيفتح الرحم، وبعدها نعملها مسح لعنق الرحم ونشوف لو فيه بكتيريا معينه هي السبب فدا،، وبعد مانشخص السبب نشوف علاجه،، اهم حاجه دلوقتي تشرب سوايل كتير وترتاح راحه تامه في السرير، وتجيبلولها العلاج دا،، ومد ورقه لبكر لكن هنا منعم ايده كانت الاسرع واخد الورقه من الدكتور ونزل عشان يجيب العلاج اللي فيها..
اما بكر فسمع كلام الدكتور ودماغه لفت،، ازاي طيب وامتحاناتها؟ طيب ولو ارتاحت وراحت عليها السنه وبرضوا الحمل مكملش ومكنلهمش نصيب فيه يبقي كده خلاص خساره من الناحيتين؟
مشي الدكتور وبكر فتح الباب ودخل وساب الكل بيخبط كف بكف ويقول،، لاحول ولا قوة الا بالله،
دخلها بخطوات بطيئة وكانت تمره والممرضه بيحاولوا ينقلوها علي الترولي عشان يودوها اوضه تانيه لغاية ماتخلص المحلول اللي علقهولها الدكتور لكن شكلها كان باين عليه انها منتهيه من الالم ،،
بعدهم عنها وشالها هو وحطها علي الترولي وطلع بيها ومعاه الممرضه عشان توريه الاوضه اللي هتقعد فيها،، وطول الطريق عينه فعيونها اللي الدموع مش مبطله نزول منهم وبصاله كأنها بتشكيله حالها..
وصل بكر بيها للأوضه وهو وهي متجاهلين كل اللي حواليهم، ومش سامعين عبارات المواساه اللي بتتقال من الكل ليهم ولا حتي الدعوات اللي بتندعي لمليكه بالستر والسلامه من جماره واحسان والكل..
دخلها الاوضه وحطها علي السرير بشويش وقعد جمبها ومسك ايدها ورفعها علي بوقه وباسها بحنان، والغريبه انه عمل كدا قدام الكل، ومهمهوش مين القاعد وشايفه، ودا خلي حكيم بص للارض وابتسم وسخاوي وتميم بصوا لبعض وابتسمواهما كمان ،
ولو فموقف تاني غير دا كانوا ضحكوا عليه وعلى عدم سيطرته على حاله، اما عواد فاتنحنح عشان بكر يسيب يد مليكه ويبعد عنها، عشان عيب الراجل يكون ني قوي إكده مع حريمه قدام الناس،،
لكن لما ملقاش بكر لا سايب يد مليكه ولا معبره قال لمليكه الف سلامه عليكي وطلع بره فالطرقه عشان متحملش المحن بتاع بكر اكتر من إكده..
ومن بعده حكيم اتمنالها السلامه ودعي ربنا انه يجيب العواقب سليمه وطلع..
وسخاوي كمان طلع وراه هو وتميم، ومفضلتش معاهم غير تمره وجماره وإحسان..
شويه وخبط منعم استأذن ودخل بالعلاج وكيس كبير مليان عصاير من كل الانواع، ولافاه لبكر وهيلف يمشي،
لكنه وقف لما عنيه خبطوا فالموج الازرق اللي خده الجذر بتاعهم ودخل بيه لبحرهم وخلاه اتسمر بلهفه وشوق كيف مايكون حد كبل رجليه وخلاه مش قادر يخطي خطوه وحده.
اما تمره فمن اول مامنعم دخل الاوضه وهي قلبها رفرف بين ضلوعها وخفق كيف جناح الطير اللي عيتعلم الطيران لأول مره وخايف يقع علي الارض،،
ولما وقف منعم قصادها حست هنا انها انتهت، اولا من الخوف من بكر، ثانياً من الخجل من بصته ليها،
واللي شافتها امها جماره وحتي احسان خدت بالها ليها،، وشافت ان احسن طريقه ترجعه لرشده انها تبعد عيونها عنه جايز يتحرك ويمشي قبل مابكر اللي عيفتح فالكيس ويطلع العلاج لمليكه ياخد باله ليه،، وبالفعل لما تمره خفضت عنيها للارض منعم تدارك نفسه واتلفت حواليه وفمحاولة هروب من الموقف بص لمرت عمه عواد وسألها : عايزين حاجه من تحت يامرت عمي اجيبهالكم؟
احسان : تشكر يامنعم معاوزينش حاجه،،واهنه جماره انتبهت للأسم وركزت زين فمنعم اللي ياما سمعت عنه من حكيم وتميم لكنها اول نوبه تشوفه،، وقصته بعيونها قص من فوق لتحت، وشافته واد معدل مفيش فشكله ولا جسمه غلطه ولا قاصر جمال، مع ان الراجل ميعيبهوش الشكل واصل لكن اي ام عتتمني لبتها اللي يكون كامل من مجاميعه شكل ومال وادب واخلاق،، ومنعم علي حسب القول اهي اكتملت اركانه.
منعم بص لجماره وعاد عليها نفس السؤال : وانتي يام تميم معاوزاشي حاجه اجيبهالك من بره؟
جماره : تسلم وتعيش ياولدي يكرم اصلك.
منعم بابتسامه : اني في الخدمه يام الشيخ واي حاجه تعوزوها اني بره قاعد،، قالها واتحرك لبره بعد مابص بصه اخيره للي قاعده ومنكسه عيونها للأرض واستكترت على المحروم بصه يرتوي بيها القلب والروح سوا، مع ان بحر العيون مايته مالحه واللي يشرب منيه كل مادا يعطش ميرتويش..
وطلع منعم وقفل الباب وراه وسابهم قاعدين،،
وتمره بعد منه رفعت عنيها علي الباب مطرح ماطلع منه،، وجماره عينها راقبت بتها من بعد ماطلع منعم وشافت في بصة عيونها عليه انها مش خاليه من تلاه ابداً،، واستغربت بتها وسألت نفسها كيف وميته عيون تمره اتعلقوا باللي متعرفهوش!!
اما بكر فكان فدنيا تانيه وآخر حاجه يفكر فيها او يلتفتلها هو منعم،،
سند مليكه علي صدره واداها برشامها بعد ماقراه وفتحلها علبة عصير عشان تشرب منها،، وشربت مليكه من يد بكر لما ملقتش بد مع انها كان صعبان عليها تفطر اليوم لكن ماباليد حيله..
شربها بكر علبة العصير كلها وحده وحده لغاية ماخلصتها وبصلها لما رفعت عنيها عليه وهمستله بعتب : هتتجوز عليا يابكر؟
بكر رد عليها بنفس الهمس وهو دايب فجراير العسل : وحياة عيونك الحلوين دول يامليكه ماتهنالي مره غيرك ولا قلب بكر تسكنه غير مليكته،، ولا حضن بكر هيكون لغيرك طول ماديه عينبض بمحبتك،، قالها ومسك يدها ورفعها ليه مره تانيه وحبها وحطها علي صدره وهو عيسألها :
قوليلي يامليكه ان اللي قولتيه لأمي مكانش كدب ولا تخاريف وجع، وان اللي سمعته ديه صوح..
مليكه : له يابكر مش تخاريف ولا كدب،، اني مقولتش غير الصدق،، اني يابكر برغم انك كنت بعيد عني، لكن كل حاجه اتعلمتها فحياتي كنت انت السبب فيها وانت اللي علمتهاني،، علمتني الكره بنفورك، وعلمتني القسوة بقسوتك وعلمتني العند بعنادك، وعلمتني بعدها المحبه بحنيتك،، خليتني انسي شينك بزينك،، اني طول الوكت كنت المرايه اللي عتعكس اطباعك،
وفكل مره كان البعاد مابينا محتوم كان لربنا تدبير يرجعنا لبعض من تاني،، واكبر تدبير لما خلق مني ومنك حته تربطنا وتزود المحبه،، وحتي لو الحته دي مقعدتش هتسيب المحبه وراها،، اني عحبك يابكر اوعاك تهملني،، همستله بيها تنهي الكلام ورفعت معاها عيونها لعنيه مره تانيه
وفاللحظة دي بكر خدها فحضنه وضمها ونسي كل الناس اللي حواليه وكأن مفيش غيره هو وهي بس فالدنيا وهمسلها،،
لو بكر هيهمل كان همل من زمان يامليكه،
اطمني وقرى عيناً وقلبا.. بكر ملكك انتي وبس.. قالها واتبسم لمليكه اللي شددت اديها حواليه وهو رد عليهم بأنه دخلها فحضنه اكتر،
اما جماره فكانت باصه لبكر ومبتسمه عشان ولدها اخيراً قلبه هيرتاح واتوكدت ان تعب مليكه ماهو الا محبه لبكر ..
اما إحسان فكانت باصه لبكر ومستغربه اللي عيعمله مع مليكه ومش مصدقه عنيها ان بكر اللي كانت تقول عليه ان فيه كل العبر يطلع بالحنيه دي كلها!! واصلا كانت مستغربه ان فيه راجل اصلا يعمل اكده مع مرته وقدام الناس!
اما تمره فكانت باصه لبكر ومليكه وسرحانه فحالهم وان بكر كيف حاضن مليكه ومش مصدق انها فحضنه وبرغم خوفهم علي بتهم الا ان الخوف وحده هو اللي خلي كل واحد يظهر محبته للتاني،،
واتمنت هي كمان تعيش المحبه دي مع منعم وربنا يهدي بكر عليه ويوافق،، مع ان دا بقي شيئ شبه مستحيل بالنسبالها عشان عارفه بكر ودماغه اللي لما تقفل علي حاجه خلاص صعب انه يغير قراره..
شويه وبكر طلع يتحدت مع الدكتور لما شاف ان المحلول قرب يخلص ويشوف الاشعه والتحاليل هيعملهالها فالمستشفي ولا بره،،
مر بالجماعه اللي لساهم قاعدين كلهم فالطرقه بره وقالهم انه رايح للدكتور وطلب من الكل انه يروح واصر عليهم وقالهم انه مفيش داعي لوجودهم وان هو موجود معاها واي جديد هيبلغهم بيه بالتليفون،، بس اصراره ديه مجابش نتيجه غير مع ابوه حكيم وعواد واخوه ابو منعم بس اللي الكل اجمع علي انهم يروحوا،،
واتحرك حكيم مع عواد واخوه لكنه وقف وبص لبكر وهمسله وهو مبتسم :
متخافش يابكر وطمن قلبك،، لعل الخير يكمن في الشر ياولدي..
قالها وفات بكر عيفتكر الكلمه دي وكيف كان معترض عليها قبل سابق لكن النهارده مأيدها من كل قلبه ومصدق بيها..
اما تميم وسخاوي ومنعم ومختار الاربعه دول رفضوا رفض قاطع انهم يروحوا او يتنقلوا من المستشفي الا لما يطمنوا علي مليكه ويقفوا مع بكر..
بكر كمل طريقه للدكتور وتميم بعد عشان يرد علي زينه مرته اللي اتصلت بيه تطمن، وكذلك سخاوي راح يكلم خديجه ويطمن عليها وعلي ابوه وامه والعيال ويطمنها علي غيابه ويقولها انه قاعد فالمندره مع عيال اخته ويوصيها تاخد بالها من العيال..
اما منعم فكان واقف وساند على الحيطه ومربع اديه وباصص لكل واحد منهم وهو عيكلم اللي منه واللي خايف عليه وعيتمني فسره انه يكونله ولف زيهم ويلاقي اللي تخاف عليه ويخاف عليها،، ومش اي وحده،، عايزها تكون تمره بالذات..
رجع بكر من عند الدكتور ونقل مليكه وداها لأوضة الاشعه والتحاليل وعملها اللازم ورجعها تاني للأوضه وهو شايلها علي اديه ولما جه ينزلها علي السرير فضلت متعلقه برقبته وهمستله بعيون اترقرق فيها الدمع :
بكر اني مش عايزه بتي تموت اعمل حاجه انت مش داكتور وتعرف تعالج الناس!!؟ عالج بتك يابكر عشان متموتش،، اني عايزه بتي يابكر اللي مجاوره قلبي ليها ٥ شهور عايزاها وعايزه اشوفها بعيني واضمها بأديا علي صدري واتنفس ريحتها.
وهنا بكر بدال ماكان هيطلع ويروح يشوف نتيجة التحاليل والاشاعات نزل بشويش لغاية ماقعد جارها وفضل يهدي فيها ويمتص خوفها وحزنها وتوترها ويخفف عنها بكلامه ويأكدلها ان ربنا اكيد هيلطف بيهم ومش هيضرهم فحته من روحهم ابداً.. لكنه كان يهدي فيها بس جوا منه اضعاف خوفها وحزنها ونفسه هو كمان فحد يواسيه ويخفف عنه ويطمنه علي بته اللي ليه ٥ شهور عيحلم بيها ليل نهار.
هديت مليكه ورجعت نامت وهي متعلقه بهدومه كيف عيله صغيره متعلقه بتوب ابوها عشان تأمن من حاجه مخوفاها..
وبكر لما انتبه للوقت، وانتبه للي قاعدين جاره، وان خلاص العصر على اذان بص لامه وشاورلها على ام مليكه اللي كانت غافيه وهس قاعده وهمسلها :
خدي ام مليكه وروحوا يمه قعدتكم اهنه ممنهاش فايده،، واهي تمره معاي تسد عنكم،، وكمان ام مليكه شكلها تعبانه خليها ترتاح فبيتهم واهي القعده لا عتقدم ولا تأخر..
واهنه ام مليكه فتحت عنيها لما سمعت كلامهم وردت هي علي بكر :
له ياولدي اني مههملش بتي واروح،، اهملها كيف يعني وقلبي يفضل ياكل فيا عليها واقول ياتري حصل فيها ايه وجرالها ايه؟
جماره : معاها حق ياولدي الام متقدرش تسيب ضناها وهو مكروب ابداً..
بكر : طيب روحي انتي يمه وخدي تمره وهملوها هي جار مليكه.
جماره : وهو انت ياولدي مش مكروب زيك زي ماليكه واني ام زيي زي احسان وقلبي ميطاوعنيش اهملك وامشي!
بكر : طيب خلاص خلينا كلنا اكده مقابلين بعضنا وقاعدين..
تمره : اني هروح يابكر، هروح اعمل حاجه مع زينه واحضر معاها مهتقدرش تعمل حاجه لحالها وهي بالحاله دي .
بكر : طيب ياتمره روحي وخلي تميم او سخاوي يوصلك،، وابقي اللي هيروح معاكي ابعتي معاه غيار لمليكه بدال اللي عليها ديه والشاحن بتاعي ،
تمره : حاضر يابكر،، وقامت فتحت باب الأوضه وطلعت وبمجرد ماطلعت وشافها منعم اتعدل فوقفته وبصلها، وهي نكست عنيها وقالت لتميم : حد منكم يروحني ياخوي هروح اشوف حال السرايا واشوف زينه هتعمل ايه،،
سخاوي بص لتميم وقاله : اني هروح اوديها ياتميم وكمان عشان ابعت معاها خديجه تساعدهم وتاخد حريم اخواتها كمان معاها.
تميم : طيب تمام واني هنزل استعد لصلاة العصر واصليه واطمن علي اشاعات مرت بكر لو طلعوا، واعاود للسرايا اشوف احوال الطباخين عملوا ايه فالمائده احسن ميلاقوش حد مننا علي راسهم ويقصروا او يتوانوا.
سخاوي : طيب تمام
منعم : خدني معاك ياشيخ تميم هصلي واعاود اهنه لبكر ربما يعوز حاجه..
ونزلوا كلهم ومختار كمان معاهم وراحوا علي مصلي المستشفي وسخاوي خد تمره وروحها السرايا،
دخلت تمره السرايا ولقت زينه مشيعه لحريم من اللي عياجولهم دايما وشغالين فاللي عيعملوه كل يوم،،
وبرغم قلقها علي مليكه لكنها مرضتش تقطع عادة سراية الشيخ حكيم ولا الحلوا اللي متعوده عليه الناس منهم من بداية رمضان..
دخلت تمره وجابت غيار لمليكه وشاحن تليفون بكر، وادتهم لسخاوي يوديهملهم وغيرت قوام قوام، وصلت الضهر والعصر اللي اذن وطلعت تساعد الحريم وعلي قبل المغرب بساعه كانوا مخلصين كل حاجه وقاعدين يسلفنوا فالوكل
وكانت خديجه كمان معاهم هي وحريم اخواتها والكل مجتمع علي دعوة وحده بأن ربنا يسترها مع مرت بكر ويجيب العواقب سليمه..
اما منعم ففي الوكت دا كان متصل بأمه عشان تجهز فطور زين للي فالمستشفي وروح هو ومختار جابوه ورجعوا
المستشفي
راح سخاوي للمستشفي بالغيار والشاحن ومع دخلته دخل منعم ومختار بالوكل واتقابلوا هما الاتنين مع بعض
وسخاوي فضل يشكر فيه علي وقفته معاهم وتعبه، ومنعم زعل منه وقاله كنت حاسب حالي واحد منكم ياسخاوي، مش واحد غريب لما يقف معاكم تشكروه،، وبعدين انت ناسي ان اللي واقف معاها دي بت عمي ولحمي ولا ايه!
طيب خاطره سخاوي ودخلوا هما الاتنين حدا بكر فالاوضه بعد مابكر اذنلهم واطمنوا علي احوال مليكه وفاتوا الوكل فالاوضه جار احسان وجماره، ونزلوا كلهم يصلوا المغرب هو وسخاوي ومختار وبكر معاهم، اللي صلي وفضل يدعي ربنا هو وساجد انه يتم عليه فرحته بهداية مليكه ويجيبله بته بالسلامه وتزيد عليهم الفرحه متقلش،،
اما تميم فكان عيصلي فالجامع بالناس بعد ماوزع بنفسه الثواب النهارده علي الناس ومعاه كام غفير وكل اللي يديه يقوله الدعا امانه فحلق المغرب قبل الفطور لبكر واد شيخكم ربنا يجبر بخاطره..
وخلص صلاته ودعا لاخوه ربنا يقر عينه ببته تتولد سليمه معافاه ودعا بعد منه لمرته زيها،، وختم دعاه لابوه وامه وكل حبايبه..
اما منعم ففضل ساجد هو كمان فمصلاية المستشفي ودعا من كل قلبه ان ربنا ينوله مراده ويجعله فبت الشيوخ نصيب..
خلصوا صلاة ورجعوا للمستشفي وقعدوا كلهم فالاوضه يفطروا مع بعض ومنعم طول القعده مرفعش عينه ولا اتطلع غير للوكل اللي قدامه لحد ماشبع اولهم وطلع عشان يجيبلهم شاي من كافتريا المستشفي.
اما بكر فاشبع وراح عشان يجيب نتيجة التحاليل والاشاعات وبالفعل جابهم وراح بيهم للدكتور عشان يشوفهم ،
ومع ان بكر عارف اللي فيهم الا انه برضو اتاكد من الدكتور اللي قاله ان مليكه صحيح خسرت نسبه كبيره من الميه اللي حوالين الجنين،
لكن الكميه اللي قاعده كافيه ان الطفله تعيش فيها لو مقلتش عن كده،، وعشان دا يحصل لازملها راحه تامه ورعايه وعدم حركه مع محاليل دايماً عشان تمنع الطلق المبكر حتي لغاية ماتدخل الطفله في السابع عشان تعيش ،، وغير دا ودا لازملها راحه نفسيه تاااامه لان واضح ان اللي حصلها دا ناتج عن ضغط نفسي ..
ورجع بكر علي اوضة مليكه عشان يبلغها بكلام الدكتور وان عشان بتها تعيش لا زم تضحي بسنه من عمرها ومش عارف،، ياتري مليكه هتختار السنه اللي تعبت فيها وخلاص علي ايام تخلصها،، ولا هتختار بتها وتضحي بسنه من دراستها؟
وللحكاية بقيه...
تكملة الرواية من هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق