رواية جماره الجزء الثاني ( مليكة بكر) الفصل الحادي والثلاثون والثانى والثلاثون بقلم ريناد رينووو
رواية جماره الجزء الثاني ( مليكة بكر) الفصل الحادي والثلاثون والثانى والثلاثون بقلم ريناد رينووو
جماره
الجزء الثاني بارت 31
بكر رجع البيت واول مادخل وشاف تمره قاعده فالصالة، قرب عليها وقعد جارها وبهدوء طلع التقرير من جيبه واداهولها،،
وتمره فتحته بسرعه واول ماقرت اللي فيه ضحكت بفرحه ووقفت ولسه كانت هتعمل هليله لكن بكر شدها قعدها تاني؛
بكر : متهمدي ياتمره انتي ماعتصدقي عايزه تظيطي وخلاص..
تمره باعتراض : ايه يابكر ماتسيبني ياخي فرحانه باخوي هيوبقي اب عتكتم فرحتي ليه؟ وبعدين تعالا اهنه انت مفرحانش ليه وشكلك مهموم وشايل الهم؟!!
بكر : يعني بذمتك فالظروف اللي احنا فيها دي وفظل اللي حاصل بيني وبين مليكه ينفع افرح!!
تمره بهدوء :ماهو اللي حصل ديه لطف بيكم من ربنا عشان يغير الظروف ويبدل الاحوال يابكر..
عايز ايه اكتر من اكده تاني إشاره من ربنا يقولك بيها انك مينفعش تبعد عن مليكه ولا مليكه تبعد عنك،، واهو ربط بينكم بخيط متين محدش فيكم هيقدر يقطعه مهما اتتلح فيه وحاول..
بكر :تفتكري بعد كل اللي عملناه فبعض واللي قولناه لبعض هينفع الرجوع تاني؟
تمره : حاول،، حاول عشان ديه يستحق المحاوله..
قالتها ولفت عليه التقرير وحطت صباعها علي نتيجة التقرير اللي عتقول ان مليكه حامل..
بص بكر لتمره وبص للمكان اللي عتشاور عليه بصباعه واتنهد بغلب، وهي طبقت التقرير ومدتهوله وهي عتقوله :
خد وادخل لمرتك وام ولدك ياخوي وبشرها وفرحها،، خليها تعرف انها خلاص كبرت وهتوبقي ام يمكن ديه يخليها تخف شويه من كِبر الجدود اللي واخدها ديه..
وقامت بعد مابكر خد منها التقرير وهمستله :
ادخلها واني هقوم اعملها حاجه خفيفه تاكلها عشان خاطر ولد اخوي يتقوي.. قالتها ودخلت الموطبخ، وبكر استدعى كل شجاعته، ودخل علي مليكه الاوضه بعد ماخبط خبطتين وكانت مسنوده علي تاج السرير بتعب وحاطه ايدها علي خدها،،
مليكه بصتله وهي ساكته لغاية ماقرب منها وقف جنب السرير حتنها نطقت بس من غير ماتبصله : ايه جاي تصفي بقية دمي ولا ايه..
تجاهل بكر كلامها وقرب اكتر وقعد جمبها علي السرير وبهدوء مدلها يده بالتقرير اللي فأيده...
مليكه بصت للتقرير ورفعت عنيها بصت لبكر بتساؤل، وبكر حرك ايده بالتقرير باصرار عشان تاخده من غير ولا حرف،، ومليكه لما شافت تصميمه اخدت منه التقرير وفتحته بمنهي العنف عشان تشوف السبب اللي فيه مخلي بكر مصمم انها تقراه،،
عملت اكده تحت انظار بكر اللي كان مستني بلهفه يشوف رد فعلها ايه علي اللي هتقراه،،
واللي هيحسم جداله بينه وبين نفسه بأنها عارفه بالحمل او مش عارفه.. لكن للأسف رد فعلها نفي حاجه واكد حاجه تانيه، وفي النهايه بعض من شكوكه طلعت حقيقه..
مليكه قرت التقرير بملامح ثابته ومن غير اي رد فعل خالص، عكس البراكين اللي اتفجرت جواها ،وقلبها اللي سقط من فوق جبل عالي ،
وبعدها رفعت عنيها من التقرير وبصت قدامها علي نقطه فالفراغ ومتكلمتش ولا نطقت،
ولا طلع منها غير بس دمعه سالت من عينها، نزلت تجري كنها سجين فتحوله باب السجن بعد اسر سنين وقالوله لو مسكناك هنعيدوك للسجن تاني،،
بكر : ياتري دي دموع ايه بالظبط يامليكه،، دموع فرح ولا دموع حزن،، ولا دموع اعتراض علي حكمة ربنا..
مليكه بكل قهر : له يابكر دي دموع وجع وعتب،، دموع عتب علي حظي اللي كل مااقول خلاص هطلع من اللي انا فيه واخلص،، يخلي حاجه تحصل تخليني ارجع لنفس النقطه تاني واقف فنفس موطرحي الاولاني..
حظي اللي طول عمره واقف لكرامتي بالمرصاد وكل مااحاول الملمها واخدها وامشي من الموطرح المتهانه فيه يمنعني اني اقربلها ولا اتلايم عليها،، عامل عليها كيف كلب الحراسه.
بكر : وهي كرامتك دي مينفعش تفضل فمكان غير وهي منتصره علي اي كرامه غيرها وقاضيه عليها؟ مينفعش كرامتك تراعي كرامة غيرها عشان غيرها يراعيها،، هي ليه كرامتك انانيه قوي اكده؟!!
مليكه بصتله ومتكلمتش لان ساعات الدفاع عن النفس عيكون هو فحد زاته اهدار للكرامه،، ففضلت السكوت عن الرد وبصت بعيد ومسحت الدمعه اللي خانتها وهربت منها غصب عنها..
بكر اتنحنح وكلمها بجديه ممزوجه بحنان وترجي : مليكه تعالي ننسوا كل اللي فات ونفتحوا صفحه جديده،،
مليكه بتعب : انا مفياش جهد افتح صفحات جديده كل يوم وابتديها بسطرين حلوين وباقي الصفحه املاها شخبطه علي اخطاء يابكر..
وبعد مايبقاش فيها مكان وتتملي اوجاع تاني يوم اقلبها وابدأ من اول وجديد.. ويوم ورا يوم الصفحات مسيرها هتخلص ويخلص معاها العمر، ونبصوا فالاخر نلاقوا دفترنا صفحاته مليانه ولما تيجي تقلب فيها، متلقاش غير سطور صحيحه وتتقري والباقي شخابيط و طلاسم وجع متتقريش ولا يفهما الا اللي خطها بيده..
وتبص للدفتر تلاقيه بعد اكده مفيش منه اي نفع،، لأأنك عرفت تتعامل معاه.. ولا انك سبته نضيف وصفحاته بيضه ممكن حد غيرك يكون عيجيد الكتابه كان خده واتعامل معاه المعامله اللي يستحقها وكتب في صفحاته السطور اللي تخليله قيمه حداه ..
بكر : طيب ايه رأيك تساعديني انتي فالكتابه وتعلميني وحده وحده وتمسكي ايدي وتحركيها علي الصفحه كيف ماتحبي عشان تطلع الكلام اللي يرضيكي؟
مليكه هزت دماغها بالراحه برفض وهمستله : الكلام اللي عيتخط فصفحات الحياة يابكر لازمن يكون طالع من قلب الكاتب عشان يكون صادق،، مينفعش حد يلقنك اسلوب حياتك ولا يعلمك معاملتك مع حبايبك،، ومتنساش ان أي صفحه جديده عتتفتح بين اتنين لازمن هما الاتنين يكتبوا فيها،، ولو اني مكتبنش فصفحتي معاك وفضلت طول الوقت ماسكه ايدك وعوجهها تكتب ايه وكيف،، هنسى نفسي،،
ومش هينفع اكتب حاجه لاني طول الوكت هكون مشغوله امشي ورا اخطائك واحاول امسحها،، او اغمض عيني واعديها واعمل مش شايفاها،، وابص فالاخر الاقي الصفحه مليانه بكلامك وافعالك انت بس واني مليش اي وجود فيها..
بكر : طيب هحاول اتعلم لحالي بس تصبري عليا.
مليكه : معدش حداي صبر ولا هقدر اتحمل.
بكر : بس فيه حاجه دلوك يامليكه تجبرك وتجبرني اننا نتحملوا.. نتحملوا ونحاولوا كمان مره..
مليكه : اني مش هقضي عمري فتجارب،، وصراحةً يابكر اني سمعت وشوفت منك اللي خلي قلبي اتقفل من تلاك وقفله صدا ومعدش هيتفتحلك تاني مهما حصل،، اني مش هكمل حياتي مع واحد شايف اني مااستحقهوش واستغني عني قدام الكل وقال بالحرف الواحد،، بت عواد مبقتش تلزمني..
مش هقولك حط نفسك مكاني عشان مينفعش.. لكن هقولك حط تمره اختك مكاني وشوف هترضاها عليها وهي هترضاها علي نفسها ولا له،
بكر سكت لثواني مردش وبعدها سألها بنبره يائسه : يعني ايه يامليكه،، يعني خلاص علي اكده هتنهيها وولدنا يتشتت مابيني وبينك؟
مليكه بثبات : ومين قالك انه هيتولد اصلا عشان يتشتت..
جمله خلت بكر سكت عاجز عن استيعابها،، او مش عايز يصدق المعني اللي وصله وعيكدبه لآخر لحظه،، وسألها وهو مديق عنيه وضامم حواجبه :
معناه ايه كلامك دا يامليكه؟
مليكه : المعني اللي وصلك يابكر،، اللي فبطني ديه غلطه والغلط عيتصلح،، والغلطه دي تصليحها بنزوله،، العيل دا اني هنزله..
وهنا بكر برق عنيه لما المعني وصله واضح وضوح الشمس و بتصريح مباشر،، ومره وحده مليكه لقت فكها فقبضة ايده وباصصلها بعيون عتطق شرار وقرب من ودنها وبصوت يحمل كل معاني التهديد والوعيد قالها :
خليكي بس تفكري فيها تاني.. تفكري مجرد تفكير،، مش تنطوقيها وكمان تعمليها،، مجرد تفكير يامليكه انك تعملي حاجه فرلدي اقسم بالله لاكون عامل فيكي مالا اذن سمعت ولا عين رأت..
قالها وبعد عن ودنها وفضل دقايق باصص لعنيها بتحدي واصرار يوازي اصرار متباري علي الفوز فمعركة حياه او موت..
وبعدها ساب وش مليكه بنتره من ايده وهي صبرت كام ثانيه ظن فيهم بكر انها استسلمت لتهديدة لكن هيهات،،فنطقت بثبات : بس اني مش عايزه حاجه تربطني بيك يابكر..
بكر : حتي لو مش عايزه دي حاجه حصلت و مش بأرادتك او بقولك انك ترفضيها او متقبليهاش،،
ولدي هيكمل فبطنك وهيقعد لغاية مايتولد حتي لو اضطريت اني اربطك ادين ورجلين فالسرير ديه لغاية ماتولدي ووقتها ليكي مطلق الحريه فأختيار انك تكوني معايا ومعاه او تبعدي عننا وتسيبيني اني واللي مني..
مليكه : هتفضل طول عمرك اكده يابكر مهتتغيرش..
بكر : له اني اتغيرت يامليكه،، واتغيرت قوي كمان، بس الظاهر ان التغير اللي اتغيرته مش كافي لجنابك..
لانك ببساطه عايزه بكر يكون تحت رجلك ويفضل طول الوقت يلف حواليكي ويراضي فيكي علي كل حاجه،، يراضيكي حتي علي نسمة الهوا اللي هتمر عليكي بعد منه عشان هتقولي اني آني اللي راميها عليكي عشان اكده النسمه نعكشت شعرك،،
انتي حد متصيد للغلط يامليكه ومعيفوتش واللي زيك صعب ان حد يعيش معاه،، عشان اللي هيعيش معاكي هيفضل فدفاع دايم عن النفس والتبرير ودا شيء مرهق ومتعب..
نهاية الكلام يابت الحلال،، انتي علي ذمتي لغاية ماتتمي شهورك وتولدي.. ومن اهنه لوكتها معاكي الوقت الكافي لمراجعة نفسك فمسألة انك تكملي معاي او متكمليش،، ولكن فالحالتين ولدي هيكون معاي عشان متحاوليش فيوم تخليه وسيلة ضغط عليا من اي نوع..
مليكه كل دا باصاله ومتابعه زوبعة غضبه ومنتظره انها تنتهي لكن بكر لساه مكمل :
وبصي.. تحطي طول الوقت فبالك انك فلحظه فكرتي وقررتي انك تتخلصي منه،، وبمجرد مادا ورد فدماغك واقتنعتي بالفكره ونطقتيها وكنتي عازمه علي تنفيذها اذن حقك فالعيل ديه سقط،، حتي امومتك ليه سقطت..
قالها وفضل باصص لمليكه بتحدي ومستنيها تنطوق اي كلمه، او حتي تعترض علي كلامه، عشان بكده هتكون اشعلت فتيل الحرب اللي هتواجهها من بكر لغاية مايرديها قتيلة عنادها.. لكنها فاجئته للمره اللي ميعرفش عددها وهي عترد عليه ببرود..
خلاص يابكر.
بكر : خلاص ايه يامليكه؟
مليكه : خلاص اتفقنا،، انت كل اللي ليك حداي ولدك وبس،، ومن اهنه لغاية مااولده مليكش اي حاجه عندي،، عشان انت لا عدت تلزمني ولا تلزمني حاجه من ريحتك اصلا،،
قالتها وكان غرضها الوحيد منها انه تردله القلم اللي اداهولها على مرأي ومسمع الجميع،، وتحسسه بنفس اللي حست بيه وكتها من احساس بالدونيه والاستغناء،،
ومتعرفش بأنها بكده عملت كيف اللي عيعمل اتفاقيه مع الشيطان لما يحققله رغبه، وفالمقابل يقوله تمنها ابنك اللي هتخلفه،، ويوافق الانسان انه يتخلي عن حته منه لسه لا شافها ولا شاف غلاها مقابل متعه زايله او احساس بالتشفي،، ودا بالظبط اللي عيملته مليكه..
بكر فضل باصصلها ومش مصدق اللي سمعه ولا مستوعبه وهمسلها بغرابه: انتي لا يمكن تكوني بشر وليكي قلب ابداً
مليكه ردت عليه بهمس يشبه همسه : البركه فيك وفغيرك،، موتوني بالحيا وقلبي اللي عتتكلم عنيه ديه كل واحد منكم كان يمسكه بدوره ويرميه عالارض يعفص عليه ويعدي رايح جاي من غير مايرفله جفن..
بكر بصلها بصه اخيره وهز دماغه بيأس وراح علي الباب لكنه وقف عالباب وقالها : عموما انتي اللي اخترتي وانتي اللي قررتي وافتكري انك انتي اللي استغنيتي عني وعن ولدي .
مليكه : استغنيت زي ماانت استغنيت.. ومن عنا استغني فنحن عنه اغني.. قالتها ونزلت علي السرير تنام لكن منعها صوت تمره اللي دخلتلها وهي شايله كباية حليب وفواكه مشكله وقعدت جارها وقومتها تاكل عشان تباركلها وتوكلها ..
اما بكر فطلع قعد فالصاله وهو لساه مش مصدق اللي مليكه قالته، ولا كان يتوقع انها بايعه للدرجادي،، ومش جديد عليه الخذلان والندم اللي حاسس بيه وهو عيمدلها ايده بالمحبه ويرجع بيها خاليه،،
عدي يوم وبعده يوم، وبكر اتصل بابوه وامه وقالهم عالخبر، بس معاه قالهم علي قرار مليكه اللي صدم الكل،،
واللي خلي جماره بالذات تستنكر اللي عملته مليكه،، وكيف انها مستعده تستغني عن حته منها في سبيل انها تخلص من بكر ولدها...
قرار مليكه دا خلي جماره اتأكدت مليون فالميه انها صح وان وحده زي مليكه بياعه ومعندهاش عزيز ولا غالي ومستعده تضحي بحته منها بكل سهوله مينفعش تكون مره لولدها، ولا تحافظ عليه وعلي بيته ودا اللي قالته لحكيم واللي اعترض عليه وقالها ان مفيش وحده توصل بيها المواصيل لأكده الا ويكون ليها اسباب قويه،، وكالعادة جماره افتكرته عياخد صف مليكه ضد بكر ولامت وعارضت،، لكنها متعرفش ان الشيخ حكيم عارف اللي هي متعرفهوش وعيتكلم على هذا الاساس..
عدت الايام وابتدت الدراسه والوضع بين الاتنين كما هو عليه فالخصام،، لكن اللي اتغير ان بكر بقي بيهتم بمليكه اكتر، وطول الوقت عينه عليها ومراعيها ومراعي وكلها وشربها،، واول ماتيجي تعترض او تقوله معاوزاش منك حاجه يقولها اني ععمل لولدي مش ليكي..
طبعا التحاليل بتاعتها ظهرت واطمن بكر انها معندهاش اي حاجه بس كشفلها سونار بمجرد ماكملت ٤٠ يوم،، ويافرحة قلبه وهو واقف معاها وشايف نطفته جوا حشاها مستقره وعتعلن عن وجودها ليهم..
فضل باصص لشاشة التلفزيون وهو مش مصدق حاله، وابتسامته منوره وشه ومش واخد باله للي بصاله ومركزه مع ملامح وشه وتفاصيله ومستغربه من فرحته بحاجه هتجيله من وحده كارهها، ومش عايزها، ومستني الفرصه عشان يستبدلها بوحده تانيه احسن منها،، واتمنت لو انها تقدر تفرح بحملها كيف فرحة بكر بيه،، لكنها للأسف معندهاش القدره انها تخادع نفسها زيه وتفرح بحاجه من انسان كارهها،،
اما عن تمره..
فمنعم استمر يكلمها بحجة امه وتعبها بصفه مستمره وهي متابعه الحاله وفوسط حديتهم عن امه تتخلق المواضيع ويتوه الكلام الاصلي ويتبدل بكلام فحجات تانيه، وكل مره تمره متعرفش كيف دا عيحصل ومتاخدش بالها غير بعد ماتخلص المكالمه،، لغاية مابقي منعم وتليفونه ادمان عندها،،
ولما اكتشفت دا عملت وقفه مع نفسها وراجعت روحها، وقررت ان دا غلط وحرام ولازم يتوقف،، حتي لو كلامهم عادي وفي المرض والمواضيع العامه، لكن لا دا عمره كان طبعها ولا اللي اتربت عليه،، وخصوصاً انها ابتدت تحس ان منعم عيستني مكالمته معاها بفارغ الصبر ويفرح لما تكون فاضيه وترد عليه،، وخدت قرار انها مع اول اتصال من منعم هتطلب منه انه ميتصلش بيها تاني،، وقد كان..
تليفون تمره بيرن وبصت فيه لقته منعم..
فتحت التليفون وردت عليه بنبره جديه وكلام منتهي الرسميه علي غير العاده،، ولا حتي سالت علي صحة الوالده ودا السؤال اللي بتستهل بيه دايما كلامها معاه :
تمره : ايوه يامنعم.. قالتها وسكتت
منعم باستغراب : ايوه ياداكتوره،، كيفك وكيف صحتك..
تمره : بخير
منعم : مالك ياداكتوره فيه حاجه مدايقاكي ولا ايه؟
تمره : ليه بتقول كده؟
منعم : له ولا حاجه بس كلامك يعني متغير شويتين
تمره : متغير يعني ايه والمفروض كلامي يبقي عامل ازاي؟
منعم : واه، دا الموضوع باينه واعر عاد؟!
تمره : منعم لو سمحت قول انت متصل ليه عشان انا مش فاضيه..
منعم بزعل : اباي،، اسف ياداكتوره لو كنت عطلتك،، وهقفل اهه ومش هتصل عليكي مره تانيه عشان الظاهر اتصالي بقي تقيل علي قلبك،، بس قبل مااقفل عايز منك خدمه اخيره وبجملت الجمايل.
تمره بتأفف : قول يامنعم عايز ايه؟
منعم : تقوليلي ايه اللي مزعلك اكده،، وبالله عليكي ماتقولي مفيش،، صارحي ياداكتوره عشان النفوس تفارق مرتاحه..
تمره : طيب بص يامنعم انا هقولك الصراحه،، انا الحقيقه شايفه ان كلامنا واتصالاتنا دي بقت حاجه غير منطقيه واوفر،، وخصوصاً لما غاب السبب الحقيقي اللي كنا بتكلم عشانه، واللي كان عمليتك ومرض الست والدتك،، فادلوقتي اظن مفيش داعي لدا ولا له اسباب ولا لزوم..
منعم بحزن :اللي تشوفيه ياداكتوره،، بس طالما انتي صارحتي اني كمان هصارح وتبقي صراحه بصراحه عاد،،
ايوه اني عتلكك عشان اكلمك كل يوم واطمن عليكي،، عارفه ليه؟ ،،
عشان قلبي هواكي يابت الشيخ،، هويتك من غير مااشوفك،، وهويتك اكتر بعد ماكلمتك،، وزاد الهوى لما امي وصفتك ليا وقلقلت قلبي بوصفك وهي عتقولي انك اجمل ماخلق ربي،،
اني عشقتك يابت الشيوخ،، كيف وميته معارفش،،
تمره كانت عتسمعه ودقات قلبها عتتعالى واديها ارتعشت ودي تاني مره تحس الاحساس دا،، وفضلت ملتزمه الصمت،، مردتش عليه بولا كلمه وهو مع سكوتها كمل :
ترضي بيا ياداكتوره لو اتقدمتلك؟
تمره سكتت ومردتش ومنعم كمل،، طيب بلاش السؤال دا هسألك سؤال تاني بطريقه تانيه وعلى اساسه رده هتتحل باقي الاسئله لحالها ... ترضي انك ترتبطي بواحد شهادته اقل من شهادتك، وتعليمه اقل من تعليمك،، بس قلبه اكبر من اي قلب ممكن تقابليه فحياتك وشايلك محبه تكفي الكون كله..
استمرت مليكه علي سكوتها وفهم منعم ان دا رفض منها،، ولكن زوقها واخلاقها منعوها انها تجرحه..
اتنهد بصوت خلي قلب تمره رفرف عليه وقالها بيأس : طيب ياداكتوره ردك وصل،،وخدي مني وعد يحاسبني عليه ربنا قبل منك،، اني هبعد عنك ومهكلمكش تاني،، وخصوصاً بعد ماكشفتلك المدسوس فقلبي،، بس ليا عندك طلب اخير ،،امانه عليكي تخليني فبالك ومتنسينيش،، خليني اخطر علي بالك كل فين وفين وافتكريني بالخير،،
وان كان عليا اني مهتروحيش من بالي واصل،، وكل ماهبص علي الجرح بتاع العمليه هفتكرك،،
وهقول كان حلم متحققش، وكانت نجمه فالسما شبيت واني فاكر اني هطولها كيف العيل الصغير اللي عيشب عشان يطول نجمه لامعه فالسما زغللت عنيه،، او يمشي لاحق القمر مفكر انه هيحصله،، وفالاخر كله محصلش،، سلام ياداكتورة القلب والروح ..
قالها وقفل السكه وساب تمره ثابته كيف الصنم معتتحركش ومش مصدقه الكلام اللي قالهولها منعم دا ولا كانت عارفه ايه اللي بيجرا لحال قلبها،،، دقايق فضلت مش مستوعبه اللي اتقالها دلوك لكنها لما ابتدت تستوعب وترجع الكلام فدماغها تاني ادايقت من نفسها قوي،،
ادايقت عشان سابته يفهم انها رفضته عشان مستوي تعليمه،، ادايقت عشان زعل لانه ظن انها ممكن تكون مستقليه بيه ودي مش الحقيقه ابدا،، وادايقت عشان زعله وكسرته اللي اكيد حاسس بيها دلوك،، واللي ميستاهلهاش ابدا،،
ايوه هي كانت ناويه تقفل عليه كل الطرق وتمنعه انه يكلمها،، لكن ليه لما وعدها بالبعاد ادايقت بالشكل ديه،،
قامت ومعرفتش تذاكر ليلتها ولا كلمه،، وفضلت لنص الليل تفكر فمنعم وكلامه وكل حاجه قالهالها،، وفوسط دا كله جربت تتخيله زوج ليها وسألت نفسها هل ياتري هينفع؟
والغريبه ان عقلها مااعترضش ابداً علي الفكره بالعكس،،
دا صورلها منعم انه بطل احلامها اللي مش ممكن تلاقي زيه لو لفت الدنيا،، لا فعقله ولا تفكيره ولا رزانته،، وشافت ان مستوي تعليمه دا مشكلش اي عائق قدام تخيلها .. ولكن فالنهاية اقنعت نفسها ان دي مجرد تخيلات..
ونامت وكلام منعم لساه عيرن فودانها..
وعدت الايام وبقت اسبوع والاسبوع بقي اسابيع وفعلا منعم نفذ وعده ليها ومتصلش بيها مره تانيه ولا حاول يتواصل معاها بأي شكل من الاشكال..
اهل مليكه لما عرفوا بخبر حملها طاروا من السعاده وخصوصا امها اللي اتأكدت ان خلاص بنتها اتثبتت اقدامها فبيت الشيخ حكيم، ومش هتفارقه،،
بعد ماقلتلها آخر مره لما كانت فالبلد انها زعلانه مع بكر واحتمال كبير يسيبوا بعض،، ولما قامت قيامة امها قالتلها دا احتمال لسه مش اكيد.
وفضلت تدعيلها ليل نهار ربنا يهدي سرها واعتقدت ان الحمل بتاع مليكه دا بركة دعاها،، وكانت عايزه تتحجج بتعب مليكه وحملها وتسافرلها لكن لما قالت لمليكه مليكه رفضت وقالتلها مفيش داعي وانها زينه ومش تعبانه.. وقطعت على احسان فسحه تانيه كانت هتتبسط فيها هي وعواد لحالهم بعيد عن ضرتها..
**************
وعدت الشهور ومليكه دخلت فشهرها الخامس،،
وفيوم زي اي يوم عادي،، اذن الفجر ومليكه اتململت فنومتها وفتحت عنيها وكالعاده لقته سايب الكنبه اللي عينام عليها من اول حملها وجاي نايم جمبها علي السرير وحاطط ايده علي بطنها..
سكتت ومتكلمتش، عشان اعترضت كتير علي نومته جارها بعد مايخليها تنام،، وقربه منها،، وملقتش لاعتراضها اي نتايج وفضل بكر مقتحم حياتها بشكل غير طبيعي والحجه الدائمه والمستمره ولده اللي فبطنها واللي مش هيسيبها معاه لحالها عشان عيحميه منها..
اول ما ماليكه نزلت من السرير ووقفت علي الارض جاتها الدوخه اللي عتاجيها والغثيان الصباحي،، وجريت علي الحمام عشان ترجع وبمجرد ما وصلت الحوض وسندت اديها عليه حست بأديه عتحاوطها كالعاده وأيد علي وسطها وايده التانيه علي صدرها سانداه يأمه عترفع فشعرها عشان خصلاته متنزلش فالحوض ..
خلصت ترجيع وبعدها بكر عن الحوض، وفتح الميه مشي اللي فيه، وبصلها واطمن انها خلاص مش هترجع تاني وسابها وطلع،،
طلعت من الحمام بعد مااتوضت وراحت علي الصاله وكانت تمره صحيت وقاعده مع بكر، واول ماطلعت هي دخل بكر اتوضي،، اما تمره فقعدت بعيد عنهم ومصلتش لاسباب فسيولوجيه وبكر بعد الخبره اللي اخدها فالموضوع دا من مليكه مكانش محتاج يسألها مهتصليش ليه،،
واقام الصلاة وصلي بمليكه، وسلم ونزل علي الجامع قوام عشان يلحق صلاة الجماعه،،
وكعاده اكتسبها من يوم مامليكه طلعت حامل، رجع وهو جايب معاه فول وفلافل، ودي بقت اكلة مليكه الرسميه والمعتاده واللي لو بكر نسي ومجابهمش فيوم ومفطرتش بيهم تقعد مكشره طول اليوم..
قعدوا يفطروا واثناء الوكل مليكه ابتسمت وبصت لبطنها وبكر اللي عينه طول الوكت عليها ابتسم معاها لما عرف ان اكيد بته اتحركت فبطنها،، عشان معتعملش اكده غير لما تحس بحركتها،، قرب الكرسي بتاعه منها وحط يده علي بطنها وهي بدون كلام شاورتله علي مكان غير المكان اللي حاطط ايده عليه، ونقل ايده قوام مكان ماشاورت، وضحك بخفه لما حس بضربتها تحت يده..
ايوه طلعت اللي فبطنى بت،، اكتشفنا دا لما خدني بكر فآخر الرابع وراح يكشفلي الكشف الدوري بتاعي وكشفنا عن نوع الجنين... ولحظة نطق الدكتوره بنوع الجنين وقالتلنا بنت لحظتها شفت فرحه فعيون بكر مشفتهاش قبل اكده،،..
وخصوصاً وهو بيقرب من التلفزيون ويمشي اديه علي الشاشه بحنان كأنه بيلمسها حقيقي ودا خلي حتي الدكتوره استغربت عليه، وبعد ماقفلت الجهاز المفروض تمشي لكنها فضلت واقفه تتفرج عليه وهو بيساعدني عشان اقوم،، ونزلي هدومي وظبطلي نقابي ومشي جمبي ساندني لحد ماقعدني علي الكرسي قدام مكتبها، وهي جات بعد اكده وقعدت وهي بتبص لبكر ومبتسمه،،
وبعدها كتبت الروشته ومدتهالي بعد ما قالتلي عالتعليمات وقمنا عشان نمشي لكن صوتها وقفنا وهي بتقولي : مدام مليكه جوزك بيحبك اوي يابختك بيه،، قالتها وبصت لبكر مره تانيه بأعجاب وهو ابتسملها وخرجنا بعدها وانا مدايقه من بصتها ليه وحلفت الدكتوره دي منا معتبه عيادتها تاني،، وبالفعل غيرتها..
خلصنا الفطار وقمنا عشان نلبس وننزل الجامعه ولأن الايام دي هي الايام الاخيره فالترم التاني، وبعدها اجازه وخصوصاً ان رمضان خلاص باقي عليه ايام،، فالحضور ضروري جدا عشان نشوف ايه آخر قرارات الدكاتره بخصوص الامتحانات والمنهج هيحزفوا ايه ويخلوا ايه..
ونزلنا علي الجامعه وكالعاده وعلي حسب تنبيهات البيه مبخرجش من القاعه غير للقاعه التانيه وبين كل محاضره ومحاضره اتصل عليه واقوله خلصت وهو يجيني هو وتمره او هو لوحده،، ولازم تكون معاه حاجه يديهاني عشان آكلها،،
بصراحه اهتمامه دا بيا خلي عيون كل البنات عليه، ودايما مخليني اسمع تعليقات اني يابختي بيه،، والهم واحد زي جوزك،، وياريتني بدالك،، وجوزك كامل من مجاميعه جمال واخلاق وحنان،، وكتير من الكلام اللي كان بيخليني احس انهم لو يلاقوا فرصه يخطفوه مني خطف، ودا كان بيدايقني جدا،، وكتير قولتله بطل اللي بتعمله دا ومتجينيش القاعه تاني لكني بكلم فمين؟ فاديني بستحمل وخلاص.
اما في البلد
المحلج كمل من كل حاجه وافتتاحه كان من شهر،،
وخلال المده دي منعم كان طول الوقت مع تميم فالمحلج، يأمه فالمندره معاه هو والشيخ حكيم وسخاوي اللي اتعودوا عليه وحسوا انه بقي واحد منهم،، وخصوصا لما اكتشفوا انه قد ايه انسان مكافح وجدع وشهم ورزين وعاقل ومتطلعش منه العيبه،، لدرجة انهم احيانا كانوا بياخدوا رأيه ففصول كانوا بيتناقشوا فيها قدامه،
اما حكيم فكان اعجابه بمنعم اعجاب خاص، لقدرته علي خطف اللي قدامه بكلامه واستيلائه علي كامل انتباهه بطريقته الفريده فالكلام وفتح مواضيع تناسب عقلية وتفكير الانسان اللي قدامه،، وبيتكلم مع كل شخص بطريقه مختلفه كأنه بيملك كذا شخصيه وكل شخصيه عارفه هي هتطلع لمين.. وكان اليوم اللي ميجيش فيه منعم للمندره وميشفهوش فيه حكيم يكلمه آخر النهار يطمن عليه ولو فاضي يقوله تعالا..
واشتغل المحلج وطلع اول انتاجه والخير اللي جه منه زي ماكانوا متوقعين واكتر كمان،، ودا اللي كلل تعب منعم وتميم بالنجاح وخلي فرحتهم تكمل ويحمدوا ربنا ليل نهار
وبسبب القرب اللي بقي بين منعم وبينهم،، واستنادا علي محبته اللي متأكد انها بقت فقلوبهم ليه،، قرر انه يجرب حظه فحاجه ياصابت ياخابت،، وعارف انها لو خابت هتخسره كتير،، والخساره هتكون متمثله فخسارته لمحبته فقلوب الشيخ حكيم وولده ونسيبه سخاوي والبعد عنهم ،،
وغلط الغلطه اللي بألف غلطه وعمل اللي محدش منهم كان يتوقعه،، وطلب ايد الدكتوره تمره من ابوها الشيخ حكيم..
وللحكايه بقيه...
الجزء الثاني البارت 32
منعم قاعد وسط حكيم وتميم وسخاوي وعيتكلموا عالارض والمحصول وفوسط الحديت عتاجي دقايق سكوت عتكون فاصل بين كل موضوع وموضوع استغلهم منعم ووجه حديته للشيخ حكيم :
منعم : شيخي وشيخ البلد،، طالبك فمعروف وهشيلهولك على راسى لآخر العمر..
حكيم لما شاف منعم عيتكلم بجديه رد عليه بنفس الجديه : ابشر ياولدي،، خير ايه هو المعروف ديه؟
منعم : عايز اتجوز ياشيخ واكمل نص ديني
حكيم : بالمبارك ياولدي،، شاور عاللي عليها العين واني وسيطك لو بت مين فالبلد..
منعم : بت احسن واحد فالبلد ياشيخ وهي زينة بنات البلد ادب واخلاق..
حكيم : يبقي يازين مااخترت،، بس هو مين ديه ؟
منعم : وهو فيه مين فالبلد احسن منيك ياشيخ،، اني طالب القرب منك في كريمتك ويكونلي كل الشرف، وكيف ماقولتلك ديه معروف هشيلهولك لآخر العمر..
حكيم بص لتميم وسخاوي اللي سكتوا خالص وباصينله مستنين يشفوه هيقول ايه،، ومنعم نقل عنيه بينهم هما التلاته، وفهم من نظرة عنيهم انه غلط بطلبه ديه وانه حطهم فإحراج وكان هينطوق ويعفي الشيخ حكيم من الرد ويسحب طلبه، ويعفيه من اي إحراج لكن حكيم سبقه لما اتكلم بصوت هادي..
حكيم : بص يامنعم ياولدي .. انت الف وحده زي بتي واحسن تتمناك، عشان انت راجل متتعيبش،، راجل ونعم الرجال والمسنود بيك قوي،، لكن فحالة بتي ففيه حاجات كتير تخلي جوازكم ديه مستحيل،، بس شهادة حق،، من ضمن الحاجات الكتير داي مفيش اي حاجه منهم تعيب شخصك ولا اخلاقك ولا عيلتك.. كلها عباره عن ظروف يامنعم،، ظروف جايز تكون مليكش يد فيها،، لكنها فالاول وفالاخر هتفضل ظروفك..
اولا وقبل كل شيئ بكر ولدي.. بكر عمره ماهيرضي انك تدخُله بيت واظن انت فاهم واني فاهم..
منعم كان هيفتح خشمه ويتكلم لكن حكيم قاطعه : عارف يامنعم،، عارف انه معادش فيه حاجه فقلبك والا مكنتش صفيت لحد فينا،، لان من واقع خبرتي ونظرتي للبني آدم، انت من النوع اللي لو مصفيش ميقربش َولا يتعامل..
ولولا متأكد منك مكنتش دخلتك مضيفي ولا حطيت يدي فيدك،، واشهد الله انك ونعم الاخلاق، لكنك هتفضل غصه فقلب بكر لآخر العمر ومهتتبلعش ابدا من تلاك اني متوكد..
منعم هيتكلم لكن حكيم قاطعه مره تانيه،، قولتلك عارفك هتقول ايه وجواك ايه متبررش واسمعني للآخر ،
تاني سبب موضوع التعليم ياولدي،، مع ان عقلك مش قاصر ولا محتاج شهاده ربنا يحفظك،، ولا الشهادة هتعلي من مقاَمك عندي ولا هتنقصه،، لكن اني فدي عشانك انت مش عشان حد تاني،، مهتتحملش يامنعم يتقال عليك جوز الداكتوره، ولا هتتحمل انك لو قاعد فموطرح انت ومرتك الناس تبجلها عليك وتاخد هي كل الاضواء عنك وانت تقعد مطفي جارها،،
تالت سبب ان تمره بحكم شهادتها وشغلها بعد اكده مش هتقدر تكون مرت الابن اللي ينفع تعيش فبيتك وتساعد الست الوالده فأمور البيت من خبيز لحلب لشيل من تحت المواشي وشغل بيوت البلد الواعر التقيل ديه، وخصوصا بيتكم كبير ماشاء الله وخدمته تقيله، واني بتي وحده قلبها ميجيبهاش تشوف وحده كبيره عتخدم ومتساعدهاش لو ميته من التعب وديه هيكون تقل عليها مهتتحملهوش..
منعم : ولو زالت الاسباب ياشيخ واتغيرت كل الظروف ترضى تديهاني؟
حكيم : كيف يعني؟
منعم : يعني لو اقنعت بكر بأن مرته مش اكتر من اخت ليا دلوك وعمر عيني ماشافتها غير اخت من ساعة ماتجوزها،، ولو مسألة ان يتقالي جوز الداكتوره دي مهتفرقش معاي باي شكل من الاشكال، بالعكس افرح لما حد يشكر فمرتي وعلامها ويقولوا منعم واخد احسن وحده فالدنيا، وعشان يستاهلها ربنا اداهاله،،
ولو بنيتلها بيت لحالها بعيد عن بيتنا الكبير وشغله وتعبه، وفتحتلها فيه عياده كمان عشان تكون فيها ليل نهار،،
ولو مش فارقه معاك شهادتي وعتقول عشانك واني اديني بينتلك انه اللي هيتقالي بسببها ولا يفرق معاي، يبقي اني علي اكده انفع اناسبك ياشيخ وتديهاني؟
حكيم سكت شويه معرفش يرد عليه بأيه لكن منعم قطع السكوت وقاله : اديني كلمه ياشيخ بأن ليا امل واني هحارب كل الظروف من بعدها وازيلها قدام عنيك وحده وحده ..
حكيم اتنهد ورد علي منعم بهدوء : قبل مااديك كلمه ولا امل هسأل صاحبة الشأن الاول يامنعم يمكن ليها رأي يوفر عليك كل التعب اللي هتتعبه،، ومن بعد رأيها هنشوفوا ايه يتقال ولكل مقام مقال..
منعم ابتسم بأمل اتولد جواه وقام استأذن منهم وروح على بيتهم وهو عازم انه يزيل اكبر سبب للرفض فالأول،، وعيدعي طول الطريق من ربنا يساعده ويوفقه..
اما حكيم وتميم وسخاوي بعد مامشي منعم بصوا لبعض، وسخاوي اول واحد نطق فيهم وقال : مهينفعش ياشيخ ومش هترهم من أي ناحيه من النواحي..
حكيم هز دماغه بالموافقه وبص لتميم اللي رد عليه بهدوء :
هو منعم زين يابوي،، واني متوكد ان كل الحاجات اللي قالك عليها هيقدر يعملها، ويعمل اكتر منها كمان، مادام اداك كلمه ووعدك،، لكن الحاجه الوحيده اللي هتمنع وتوقف كل حاجه هو بكر،، غير اكده كلها حاجات ليها حلول كتيره..
سخاوي : مسألة فرق التعليم مش من ضمن الحاجات اللي ليها حلول ياتميم،، واوعك تفكر ان اللي قاله منعم بأنه هيتحمل اي حاجه وكل حاجه هو اللي هيوحصول ويقدر عليه،،
اللي قاله منعم كلام واحد واقف علي البر شايف سمكه فالميه وعيقول اني بمجرد ماانزل الميه هقدر امسكها وعيتخيل طريقة صيده ليها وعقله عيخيله انها ولا اسهل،، لكن ارض الواقع غير الخيال خالص..
حكيم : معاك حق ياسخاوي،، بس والله هزعل لو منعم بِعد عننا بعد الرفض عشان اني اتعودت عليه وحبيته ويعلم ربنا بقى يعز عليا كد ايه..
تميم : له يابوي هملني اني ابلغه الرفض بطريقتي اللي مهتخليهوش يزعل..
حكيم : كيف تبلغه بالرفض من غير مااوفي بوعودي من تلاه واسأل تمره واديله الفرصه اللي قال عليها؟!!
سخاوي : فرصة ايه ياشيخ هو منعم ليه فرصه مع تمره من اساسه؟
حكيم : والله اني همشي على الكتاب والسنه وهسأل تمره واشوف رأيها أيه ومن بعد رأيها ربك يعدلها..
خلصوا كلامهم وسخاوي روح وهما الاتنين راحوا علي السرايا واتغدوا وبعدها تميم راح علي اوضتة وخد سلسبيل عشان يلعب معاها شويه وحصلته زينه وحكيم فضل مع جمارته..
حكالها حكيم على عرض منعم وطلبه،، وفي ظل اللي كان حكيم يحكيهولها عنه طول الفتره اللي فاتت،، وإعجابه بيه وبشخصيته ومحبته ليه،، ولانها واثقه ان حكيمها مش بيحب عيحد من فراغ،،
دا خلاها هي كمان تقف محتاره قدام طلبه،، لكن اسباب اعتراضها كانت هي نفسها اسباب اعتراض حكيم اللي قالها لمنعم،،
وفضلوا يتناقشوا فيها كتير وبرضوا موصلوش لنتيجه غير ان حكيم يسأل تمره فالاول واكيد هي هتقول لأ وبرفضها ينتهي الجدال...
اما عند منعم فاروح البيت وبمجرد مادخل فضل ينادي علي امه وطلعتله من جوا المضيف الصغير..
منعم بلهفه : تعالى معايا يمه عايزك،، فين ابوي الاول..
ام منعم : ابوك حدا عمك فالدار ياولدي،، خير قول عايز ايه؟
منعم : تعالي معايا جوا هقولك حاجه وعايزك تعمليلي حاجه..
ام منعم : طيب استني بس عشان معايا نسوان جوا يمشوا واجيلك، عيب مني اهملهم لحالهم..
منعم : طيب بس متعوقيش،، ودخل اوضته وفضل مستني امه علي جمر من نار..
ساعه عدت عليه سنين وهو عيفرك فالاوضه شويه، ويروح يجيبله كتاب ويفتحه يحاول يقرا فيه شويه يضيع الوقت لكنه ميقدرش يركز ويقفله تاني،، ويرجع يروح ويجي فالاوضه من تاني،،
واخيرا بلع ريقه وارتاح لما امه فتحت عليه باب الاوضه ودخلت،، وهو اول مادخلت جري عليها ومسك ايدها وشدها عشان يحثها على السرعه،، ووصل بيها للسرير وقعدها عليه وقعد قبالها، ومسك اديها الاتنين واتكلم بحماس عينط من عنيه :
يمه اني كلمت الشيخ حكيم النهارده وطلبت ايد بته الداكتوره تماضر..
ام منعم بعدم تصديق : عتتكلم صوح ياولدي؟ وهو وافق؟!!
منعم : له يمه لسه بس حطلي شروط واسباب لو قدرت اغيرها هيوافق،،
ام منعم : كيف ديه؟
منعم : مش وكت كيف دلوك هقولك بعدين،، المهم دلوك امسكي ديه،، قالها ومدلها التليفون بتاعه بعد مافتحه وجاب علي رقم،،
ام منعم مدت يدها مسكت المحمول ومنعم شاورلها علي الرقم بصباعه،، دوسي عليه يمه..
ام منعم : رقم مين ديه يامنعم؟
منعم : ديه رقم تماضر يمه دوسي عليه عشان عايز اقولها كلمتين عن طريقك عشان واعدها ماأكلمهاش.
وداست ام منعم علي الرقم ورن التليفون برقم تمره..
اما في الاثناء دى فتمره كانت فالكليه ولسه هتدخل آخر محاضره بعد ١٠ دقايق فاواقفه مع صحباتها وبتتكلم معاهم وفجأه تليفونها رن،، طلعته واتفاجأت برقم منعم،، الرقم اللي له كتير مرنش عليها، ومع ذلك صاحبه مش بيروح من بالها ولا كلامه انقطع عن مسامعها،،
ومع انها اخدت قرار قبل كده انها مش هتكلمه تاني،، وهو عاهدها ان هو كمان مش هيكلمها،،لكنها اتراجعت عن قرارها وردت عليه عشان تشوف ايه اللي خلاه خلف وعده..
ردت عليه بعد مابعدت المسافه الكافيه عن صحباتها وبمجرد مافتحت الخط اتفاجأت بصوت حريمي هو اللي عيكلمها..
ام منعم : اهي فتحت..
منعم بحنين : سلمي عليها يمه واطمني على احوالها،،، قوليلها انها واحشاكي قوي وإن الاشتياق مبهدل احوالك...
قوليلها يمه اني طلبت يدها النهارده من ابوها الشيخ وقالي انه هيسألها ويردلي خبر..... لحظات سكوت من منعم
اما تمره فكانت حاسه ان قلبها عيفرفط بين ضلوعها من كلامه اللي عيلقنه لأمه وقاصد ان هو اللي يقولهولها،،
وعرفت انه عمل اكده عشان مينقضش عهده معاها ويحافظ على وعده ليها..
وكمل منعم بنبرة صوت حنونه مترجيه،، قوليلها يمه انها لو لفت الدنيا مهتلقاش حد يحبها ويقدرها ويفهمها كدي مهما كانت شهادته عاليه،،،،
قوليلها ان قلب ولدك عاشقها وأن قلبه مدينه هتسكنها لحالها وتلاقي فيها كل راحتها..
قوليلها يمه ان ولدك راحته وسعادته وحياته كلها مرهونه بكلمه منها، لو قالتها اقسم برب العباد لأفتحلها بيها ابواب جنتي واسقيها من قلبي شربة محبه لا تظمأ بعدها ابداً..
تمره كانت تسمع وساكته وام منعم كمان ساكته وباصه لولدها اللي عيترجي المحبه وقلبها رفرف عليه ورفعت يدها طبطبت علي كتفه،، وهي اللي اتكلمت النوبادي :
ياداكتوره،، يابت الشيخ،، ولدي قليبه هايم بعشقك ولو ريحتي قلب ولدي ورضيتي تكونيله وليفه،، اوعدك ووعد الحر دين عليه هحطك فوق راسي العمر كله،، وحياة الغاليين عندك حني علي ولدي وبصيله بعين قلبك،، دا منعم ديه دهب صافي والله العظيم..
منعم : ايوه يمه قوليلها،، قوليلها الله يرضي عليكي..
ام منعم : عقول اهه ياولدي وهي سامعاني وسامعاك وربك قبل منيها سامع وشاهد ان كلامي وكلامك مفيهش ذرة كدب ولا غش،، واللي هيريده هيكون وقادر يلطف بقلبك.. قالتها وسكتت وتمره مبقتش عارفه تقول ايه،، لكنها نطقت اخيراً بصوت يادوب طالع من التوتر :
طيب بعد اذنك ياخاله هقفل عشان معاد المحاضره جه،،
ام منعم : روحي يابتي،، بس ابقي شاوري روحك زين ياتماضر،، شاوري واسألي على منعم واستخيري ربنا قبل الناس وشوفي هيهديكي لأيه.. مع السلامه يابتي،،
خلصت وقفلت بعدها الخط معاها وبصت لمنعم اللي كان عيفرك وشه بتعب،،
ام منعم : خير يامنعم ياولدي خير،، قول يارب وربك هيعدلها،، قولت لابوك او لعمك انك كلمت الشيخ على بته؟
منعم : له يمه ماقولتش ومش هقول دلوك، عشان الشيخ مردش، وشكله هيرد باللي مش هيرضيني،، ولا يرضي ابوي وعمي لو عرفوا، وهما عيحبوه وعيقدروه،، وممكن يشفوها إهانه ليهم وخصوصاً ان عمي من محبته فالشيخ حكيم هداله بته هديه، وياجي الشيخ يرفض يناسبهم!! اكده النفوس هتشيل وديه اني معاوزهوش،، خليها اكده..
وافق، نقولوا ونفرحوهم،، موافقش ولا كأنه حاجه حصلت ولا حديت اتقال من اصله،، اصل هما مهيقدروش كل اللي قاله الشيخ حكيم من اسباب وفنظرهم هتكون كلها اسباب هايفه واتقالت بس للتعجيز والرفض..
ام منعم : عين العقل ياولديد،، اقوم طيب اجيبلك لقمه تاكلها؟
منعم : له كلت حدا الشيخ معاه هو وتميم وسخاوي،، حان ميعاد الغدا علينا ومرضوش يخلوني اروح وتميم جاب وكل من السرايا واتغدينا،، وربنا يسترها وميكونش آخر زادي معاهم..
اما في القاهرة
تمره رجعت البيت مع بكر ومليكه وطول الطريق دماغها مشغول بكلام منعم وفدنيا تانيه،، وكل شويه تبتسم من تحت النقاب وتبص فالتليفون كنها عتشوف حاجه فيه مضحكاها.. ولكن الابتسامه راحت لما فكرت بعيدا عن الكلام الحلو اللي سمعته منه وسألت نفسها النوبادي سؤال بجد،، ياتري هينفع؟
وصلوا الشقه ودخلوا ومليكه قعدت علي الكنبه بتعب وقالت لتمره بترجي : بوق ميه ساقع اللي يرضي عليكي ياتمره،، تمره كانت رايحه على اوضتها بس وقف لما سمعت مليكه، ولسه هتروح لقت بكر سبقها للموطبخ وراح يجيب هو كالعادة زي مابيعمل كل ماتطلب مليكه منها حاجه ويكون هو اسرع منها ليها ويجيبهالها،، والحجه وكل الحجج بته..
غيرت تمره وحضرت الوكل وقعدوا يتغدوا وجه ذكر الامتحانات ومواعيدها،، وفوسط الكلام اتذكر رمضان اللي باقي عليه ايام..
تمره : اني بصراحه معحسش برمضان اهنه ولا عحس بفرحته،، الحق يتقال رمضان فبلدنا احلى،، وفسراية حكيم حاجه تانيه خالص،، رمضان اصلا فسرايتنا..
بكر سرح ورد عليها بأبتسامه : ايواالله ياتمره،، رمضان صوح فالبلد والسرايا..
مليكه بصت لتمره وقالتلها بزعل كداب : طيب عتجيبوا سيرة رمضان وحلاوته فسرايتكم ليه دلوك،، اديني اشتهيت اشوفه ولو مشفتهوش هيطلع فعين البت،، قالتها وحطت يدها علي بطنها وبرطمت، وتمره ضحكت وهي عتقولها : رمضااان بحاله هيطلع فعين بتك؟ دي بتك دي هتطلع فيها كل حاجه عجيبه غريبه.
مليكه بدفاع : ليه ان شاء الله،، طب دي بتي دي هتطلع قومر،، اصلا هتطلع عفشه لمين قوليلي؟
بكر كان باصصلها وهي عتتكلم عن بتها ومبتسم وماسك كباية الميه فيده عشان يشرب وبمجرد ماحطها علي بوقه تمره ردت علي مليكه :
تطلع لأبوكي عواد مثلا..
واهنه بكر بخ كل الميه اللي فخشمه فوشها من الخضه وبرق عنيه وتمره اول ماعيمل اكده فطست من الضحك، ومليكه شافت اللي عملوه الاتنين وردت علي تمره بزعل :
ليه اكده ياتمره ترضي حد يتمقلت على ابوكي؟ قالتها وقامت من علي السفره زعلانه وراحت علي اوضتها ودخلت ورزعت الباب، وبكر كل دا مراقبها وبص لتمره بعد مالباب اتقفل وبص لكباية الميه اللي فأيده، وتمره عرفت هيعمل ايه وجات تقوم عشان تهروب لكنها ملحقتش ولقت كباية الميه كلها فوشها وعلي هدومها وبكر عيقولها:
مش قولنا الزعل عفش عالبت هيخليها تطلع عصبيه!
تمره وهي عتنفض هدومها من الميه وتضحك : لا ياراجل،، وهل عندك شك ان بتك ممكن متطلعش عصبيه!!! طب دا بتك انت ومليكه من كتر العصبيه اللي هتبقي فيها اللي هيقولها ازيك تطوخه عيارين..
بكر : اخرسي،، اني بتي هتطلع كيوته،، هتطلع حلوه وعاقله ورزينه كيف جماره ستها،، اتمنيت مرتي تكون زيها بس محصلش نصيب،، نتأملوا خير ان البت تطلع زيها وشبهها،، وعشان اكده متقاطعيش يابومه وتفولي،، قالها ورماها بآخر قطرات ميه فالكوبايه وسابها وقام خد طبق مليكه اللي كانت عتاكل منه والشوكه بتاعتها وراح وراها الاوضه وكلهولها غصب وطلع..
خلص باقي النهار عليهم وجن الليل وكل واحد فيهم لزم موطرحه المعتاد..
مليكه علي سريرها عتذاكر،، وبكر قبالها علي الكنبه اللي فالأوضه عيزاكر هو كمان، وكيف كل يوم يستناها تنام ويتسحب ويروح جارها ويحضنها هي وبته وينام..
اما تمره فقاعدة فأوضتها حاولت تذاكرلها هبابه مقدرتش بسبب الحيره اللي حطها فيها منعم هو وامه بطلبه ورجائه، ووعده ليها بالسعادة اللي خايفه لو رفضته عشان فرق التعليم تضيع من اديها،،
وحظها يوقعها فواحد متعلم لكنه ميقدرهاش ولا يصونها وتكون شهادته ماهي الا وسيله ليه عشان يحقق اهداف ماديه بحته او حتي وسيلة ارتقاء يتملص بيها من أصله بالظبط زي خالد..
وقضت طول الليل فتفكير وتدبير وحيره لغاية مانامت..
وعدي يوم والتاني والتالت وخلاص بعد بكره اول يوم فرمضان وبكر ومليكه قايمه مابينهم خناقه،، هو مش عايزها تصوم زي مالدكتوره بتاعتها قالتلها عشان عندها انيميا وتعبانه وهي والبنت مع الصيام وساعات الجوع هتتأثر صحتهم،، ومليكه رافضه تماماً انها تفطر اي يوم في رمضان.
وبكر آخر ماغلب قالها انه هيدفع عنها الكفاره مع ان ليها عذر لعدم الصيام ومفيش عليها غير قضاء لكنه هيعمل اكده عشان تطمن انها هتاخد الاجر كامل، لولا ماهديت وقالتله انها هتسأل وتبحث وتشوف وبعدين تقرر هتصوم ولا تفطر..
وفي الوقت دا تمره دخلت اوضتها عشان ترتاح من خناقهم وقفلت عليها الباب ومسكت تليفونها فتحته وفتحت الفيس بتاعها وقلبت فالاشعارات،، واتفاجأت بايميل لمنعم وعاملها منه لايك على بوست،، راحت من الاعجاب علي الصفحه بتاعته وشافت آخر بوست ناشره واللي كان دعوه بيقول فيها :
اللهمّ إنّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب والقادر، اللهم حقق لي رجائي منك وانظر في امري وطلبي ومطلبي وقربه مني واقدره لي، ورقق على حالي قلوب عبادك وازرع محبتي في قلوبهم بساتينً..
قرت تمره البوست وفضلت تنزل علي باقي البوستات وتقراها وكانت اغلبها عن الفراق والحنين والشوق ودعوات ورجاء بالرحمه،، وكأن الكلام كله ليها هي وكأنه كان مفترض انها بتشوف الكلام دا!
فضلت تقلب لغاية ماجابت آخر بوست علي الصفحه وبعدها جات تخرج منها لقته منزل بوست جديد.. وكأنه باللايك اللي عملهولها دعاها لصفحته عشان تقراه..
احياناً نحتاج الي محادثة احبائنا والبوح بما في نفوسنا ولكن تمنعنا عن البعض إما المسافات او العهود،، فيامن نرجوا وصالكم حادثونا انتم وإطمئنوا فلسنا بخير..
قرت تمره البوست وفهمت اللي بين السطور وانه عايز يكلمها لكن وعده مانعه،، اترددت كتير ولكن فضولها وشيئ قوي جواها خلاها اخدت القرار وفتحت الواتس وبعتتله :
السلام عليكم..
ومفيش ثواني من الارسال وكانت الرساله متشافه كيف مايكون منعم كان مستني فالشات بتاعها،، وفوراً رد عليها..
وعليكم السلام والرحمه والراحه والسكينه ورضوان من الله..
تمره شافتها ومردتش لكن هو تبعها برساله تانيه قوام..
كنت متأكد انك هتفهميني وتعرفي اني محتاج اتحدت معاكي..
ممكن ترني بعد اذنك..
تمره اترددت لكنه فالآخر رنت عليه وهو رد طوالي
ايوه يامنعم ايه اللي كنت محتاج تتحدت فيه؟
منعم : له ياتمره له متعمليش حالك مفهماشي دلوك،، كنت عايز اسألك ابوكي سألك ولا لسه،، ولو سألك وقولتيله له وديه الواضح مردش عليا ليه وفايتني على ناري لحد دلوك؟
تمره : اني ابوي لا سألني علي حاجه ولا جابلي سيره!
منعم : غريبه بس دا قالي انه هيسألك وياخد رأيك؟!
تمره : اصلا هو اي مواضيع تخص اي حاجه عارف انها ممكن تشغلنا عيأجلها فوقت الامتحانات ومعيقولناش عنها حاجه واصل..
منعم اتنفس براحه ورد عليها : يعني لسه الامل موجود ياتمره؟
تمره سكتت ومردتش وهو كمل : سكوتك دا عيقتلني يابت الشيخ،، عتسكتي فلحظات فارقه،، وعن اجابات اسئله مينفعش يتسكت عليها،، طب ايه رأيك انتي ريحيني عشان ابتر الامل اللي نبت جوايا ديه قبل مايكبر ويتعبني،، قوليلي ردك ورأيك عشان منتظرش كتير،، وصدقيني زي ماكلمة ايوه عتريح كلمة له عتريح برضك.
تمره : هتصدقني لو قولتلك مش عارفه يامنعم ومحتاره،، وتعرف ان حتي لو ابوي سألني عن رأيي هقوله نفس الكلام عشان فعلاً معارفاش..
منعم بفرحه ظهرت فنبرة صوته : ياابوي على الكلام اللي يريح القلب..
تمره بإستغراب : كلام ايه اللي يريح القلب يامنعم دنا بقولك محتاره ومش عارفه؟
منعم : ماهي الحيره دي هي فرحتي فحد ذاتها ياداكتوره،، محتاره يعني مش قادره تقرري،، يعني عقلك متأرجح بين ايوه وله،،
ومادام فيه نسبة قبول حتي لو ضئيله يبقي فيه امل،، وعرفت اني بكده مترفضتش منك بدون تفكير،، ومن بعد الحيره دي اتأكدت ان ليا حداكي اللي يخلي حاجه جواكي تقولك ولو بصوت ضعيف اقبليه..
تمره سكتت تاني ومردتش عليه وهو كمل،، سكتي تاني ياتمره برضك!
تمره : عايزني اقول ايه يامنعم؟
منعم :مش عايزك تقولي اي حاجه ياتماضر غير حاجه وحده بس،، هو سؤال واحد هسألهولك ولو جاوبتيني عليه هتلقي اي حاجه بعد اكده بنفس راضيه مطمئنه..
تمره : اسأل يامنعم..
منعم : يفرق معاكي موضوع شهادتي وتعليمي ياتمره؟ يفرق معاكي اني اقل منك فالعلام؟ قوليهالي صريحه ياتمره يفرق؟
تمره :انت ليه محسسني انك جاهل يامنعم؟ وبعدين له يامنعم اني ميفرقش معاي،، بس غيري هيفرق معاه،، اهلي هيفرق معاهم،، الناس هتفرق معاها..
منعم بفرحه اكبر :عتقولي ايه ياتمره عيديها،، يعني انتي مش هتفرق معاكي ياداكتوره؟
تمره : ايوه يامنعم مش هتفرق معايا لو عليا،، بس قولتلك اللي ممكن يفرق معاهم هما اهلي،، عشان ابوي رفض ناس كتير جاتلي من البلد قبل اكده والسبب انهم مكانوش مناسبين،، مقاليش مكانوش مناسبين من ناحية ايه،، بس اني ابوي عيحب التعليم والمتعلمين، واكيد عدم وصولهم لدرجة التعليم المناسبه كان من ضمن و اهم اسباب الرفض.
منعم : وادي قلبي ارتاح بذيادة كنك نومتيه علي فراش من ريش نعام وقولتيله ارتاحلك هبابه بعد التعب بكلامك ديه كمان.
تمره : دا انت قلبك دا غريب على فكره!
منعم : قلبي عاشق يابت الشيوخ،، واقولك اني قلبي ارتاح ليه للمره التانيه،، عشان ابوكي قالي انه مش همه الشهادة،، وانه لو هيتكلم عليها يبقي عشاني مش عشان حاجه تانيه..
يبقي اكده مش باقي قدامي غير حاجز اخير،، بكر.،، آخر واكبر حاجز ويارب يكون عقله كبير ويتفهم ويرضى.
تمره خدت نفس وزفرته وقالتله : طب واني مفكرتش اني ممكن ارفض لنفس السبب اللي ممكن يرفضك بكر عشانه يامنعم؟
منعم : له مفكرتش ياتمره،، مفكرتش وانتي اللي خليتيني ماأفكرش فيها من تلاكي، عشان ولا مره سألتي عن الموضوع ديه مهما اتكلمنا مع بعض ولا جيبتي سيرته،، فأفترضت انه مش فارق معاكي،، ولا هو فارق ياتمره؟
بصي لو فارق وحابه تعرفي اللي فيها،، قسما بالله مافيه فقلبي لبت عمي غير محبة اخوة،، ولا عادلها فقلبي موطرح.. واصلا ياتمره مش منعم اللي يفضل عاشق اللي اترفعت عنه ،، ولا منعم كمان اللي يبص لعرض غيره.
تمره : واني مصدقاك يامنعم،، مصدقاك عشان فعلا مهما القلب حب لو شاف الشين من حبيبه عتضيع المحبه وممكن تتحول لكره كمان، على حسب اللي الواحد يشوفه،،،
حب حد للتاني مش ختم ازلي عيتختم عالقلب،، المحبه عتتغير مع الوقت والمواقف، ومنها اللي عيقل لغاية مايختفي ومنها اللي عيزيد..
منعم براحه اكبر واكبر : واديكي بعد ماحطيتي قلبي علي فراش الراحه طبطبتي عليه بكلامك ديه اللي كنه يد ام حنونه عتنوم ولدها وتطبطب عليه مع تهويده...
خلاص ياتمره اقفلي اني اكده ارتحت وهنام الليله قرير القلب،، وهدعي ربنا انه زي مازال من طريقي كل العقبات دي يزيل آخر عقبه،،
واللي هي رفض بكر.. يلا تصبحي على كل الخير يامنية القلب.. قالها وقفل وفات تمره تتقلب على فراش الحيره مره تانيه،، بعد ماصرحتله بطريقه غير مباشره انها ممكن توافق عليه ،، وخلقت جواه حلم جايز مايتحققش..
قررت تحسم جدالها مع نفسها وقامت اتوضت وصلت صلاة استخاره،، ودعت ربها انه يهدي قلبها للي فيه الصالح ليها وبعدها نامت..
وانقضت ساعات الليل على الكل، وقامت تمره مع قرآن الفجر قلبها منشرح وحاسه براحه كبيره عكس الحيره اللي كانت حاسه بيها امبارح،، وعرفت ان دي إشارة ربنا ليها وجدالها اتحسم بأن منعم هو الاصلحلها..
وقررت انها هتاخد بإشارتها ولو سألها ابوها هتبلغه بالموافقه...
*********ا
ودخل رمضان وعدت فيه كتير ايام والتلاته عيستعدوا للأمتحان بالمزاكره ومشغولين ليل نهار،، لغاية مافاجأهم بكر فيوم انه هياخدهم ويسافر البلد يقضوا هناك يوم من رمضان ويعاودوا تاني يوم عشان امتحاناتهم،، ودي كانت مفاجأه للبنات فرحتهم، وخصوصاً مليكه اللي هتتحقق امنيتها بأنها تقضي يوم فسراية حكيم وتشوف رمضانهم اللي يختلف عن رمضان الناس..
واتصل بكر بأبوه عشان يبلغه انهم جايين،، وابوه فرح وبلغ جماره اللي طارت من الفرحه طير بعيالها اللي متوحشاهم وقلبه مرقرق عليهم..
حكيم قرر انه يقول لبكر على موضوع منعم ويشوف رأيه وقراره، ومن بعده يسأل تمره عشان يرد علي منعم اللي مستني الرد من ساعتها،،
ومع انه مسألش الا انه كل ماياجي المندره ولا يتقابل معاه عيونه تحكي الف سؤال وسؤال.. وحكيم مكنش عاوز يشتت فكر عياله وهما داخلين علي امتحانات،، لكن الانتظار لما عيطول صاحبه عيحس بالاهانه،، والشيخ حكيم مش من طبعه الاهانه..
وبالفعل قال لبكر علي طلب منعم، واللي بكر استغربه جدا،، لكن اللي استغربه اكتر كلام ابوه عن منعم وشكره فيه وفأخلاقه كيف مايكون موافق عليه!!
واخر كلام حكيم نهاه بسؤال لبكر : هاه يابكر ايه رأيك؟
بكر : رأيي فأيه يابوي؟
حكيم : رأيك فاللي قولتهولك،، رأيك فمنعم عريس لأختك.
بكر : وكيف ديه ينفع؟،، سيبك من تعليمه وفرق الشهادات وان تمره داكتوره وهو دبلوم،، بس كيف اللي كان عايز مرتي يتجوز اختي؟
حكيم : واني عشان السبب ديه حطيت رأيك انت اهم رأي فالموضوع ديه،، حطيته بعد موافقة تمره على طول عشان عارف ان الرفض ممكن ياجي منك..
بكر : ممكن!! لهو انت يابوي حاطط احتمال لأني ممكن اوافق؟
حكيم : والله ياولدي هو لو واحد غيرك بعقل كبير ويحط مصلحة اخته فوق كل حاجه تانيه هيوافق،، وخصوصا ان الراجل عمره ماهتلطع منيه العيبه وديه اني اضمنه برقابتي،، وكمان كل واحد فحاله وفبيته، ومش هتسكنوا مع بعض فبيت واحد، واللقى هيكون صدف او فالمناسبات، زي ماكان هيحصل حتي لو مخدش تمره اختك..
اذا كان سخاوي خالك اللي متربي معانا قطع من السرايا من بعد جواز تميم ومعيدخلهاش غير صدف،، يبقي منعم هيعيش فيها جار مرتك ياك!!
بكر: يابوي استني بس داني واعيك عتحاول تقنعني اوافق بمنعم!!
حكيم : له اني عبسطلك الامور واقولهالك من وجهة نظري اني،، ومن بعدها انت حر،، تعالى بس البلد بالسلامه لاول واهنه نتحدتوا وتشوف منعم وتتحدت معاه جايز تغير رأيك .. وكمان عشان اسأل تمره بالمره كيف ماوعدت منعم..
بكر بغيظ : يابوي وعدت مين ومنعم ايه،، وبعدين ايه الطريقه اللي عتتكلم بيها عنه داي؟ دانت محسسني انك مربيه علي يدك وواثق فيه ثقه عميا!!!
حكيم : مش مربيه بس عرفته َعرفت طبعه وحبيته وعكنله كل احترام...عموما ديه مش وكت كلام تعالى بس انت والكلام يكون وش لوش افضل..
بكر اتنهد بديق وقاله : حاضر يابوي،، يلا مع السلامه تصبح على خير..
حكيم : وانت من اهل الخير واهل للخير ياولدي.. قالها وقفل معاه، وبكر بص قدامه بديق وكانت مليكه سامعه كل المكالمه ومقدرتش تمنع فضولها من انها تساله؛؛
مليكه : هو فيه ايه،، وماله منعم؟
بكر بصلها قبل مايسألها بعصبيه : وانتي عتسألي ليه وعايزه تعرفي ايه عنه سي زففت!؟
مليكه : لا ابدا عادي،، اسفه لو سؤالي زعلك،، قالتها ورجعت بصت فكتابها تاني وبعد دقايق جالها صوت بكر عيجاوبها : منعم طالب ايد تمره..
مليكه بهدوء ومن غير ماترفع عنيها من الكتاب : وايه يعني متعطوهاله..
بكر بنبرة سخريه : وليه يعني نعطوهاله ياست مليكه،، نعطوها للي انتي مرضيتيش بيه وشفتي نفسك احسن منيه وسيبتيه عشان تاخدي الاحسن منه!!
مليكه رفعت عنيها من الكتاب وبصتله بإستغراب وقالتله:
انت كيف حداك القدره علي قلب الحقايق اكده!؟
ميته اني سبت منعم؟ وميته استكبرت عليه؟ وحصل ديه اصلا في اي وكت! واني من واني عيله اتسميت علي اسمك حتي مكنتش اعرف كوعي من بوعي، ولا اعرف اسيب ولا استغني!! وميته اصلا منعم طلبني؟ ديه كل الحكايه كان كلام صبا مع ابوي وامي زي اي اتنين عيال عم معيقول الواد هاخد بت عمي..
بكر : له كان عاشقك يامليكه مش كلام.
مليكه :طيب وايه يعني ماأي حد ممكن يعشق اي حد،، المهم ان اني معشقتش ولا عمري شفت منعم غير بعين الاخوه،، واصلا ان جيت للحق مكنتش شايفاه بأي عين عشان كان دمه تقيل علي قلبي،، كنت طول الوكت اشوفه مع ابوي واحس انه نسخه منه وديه اللي كرهني فيه اكتر..
وبرغم اني كنت كارهاك انت كمان،، لكن كرهي ليك ابدا مكانش سبب اني اشوف منعم زين فيوم من الايام، ولا اتخيله جوزي، ولا اسمي مقرون بأسمه.. وهو شهادة حق اتحاسب عليها برغم انه كان ساكن فبيتنا واغلب وكته حدانا لكن يشهد الله انه عمره ماحاول يحكي معاي ولا يتقربلي وكل كلامه ليا كان قبال الكل وحتي محبته كانت متتخطاش عيونه ودي حاجه اشهدله فيها بالاحترام والاخلاق..
بكر زفر بديق وقالها : طيب نامي يامليكه انتي والادب والاخلاق نامي.. قالها وطلع بره الاوضه ورزع الباب وراه وهمل الشقه كلها ونزل من ديقه..
وللحكاية بقيه....
بقلم صاحبة السعادة / ريناد يوسف.
تكملة الرواية من هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق