رواية عصافير الغرام الجزء الثاني بينما يعشق التنين الفصل الثامن والتاسع
رواية عصافير الغرام الجزء الثاني بينما يعشق التنين الفصل الثامن والتاسع
#رواية_عصافير_الغرام
#نوفيلا_بينما_يعشق_التنين
#الجزء_2
#الفصل_الثامن
وقعت أنظاره على الورقة التي كانت تحواها يدها فرفع حاجبه باستغراب: ايه ده؟.. لا لحظة؟ إياكي يكون اللي في بالي؟
صمتت زيزي قليلا ثم هتفت: ممكن اطلب منك طلب ومتكسفنيش؟
أيهم ابتسم: اوؤمري؟
زيزي بدموع: ممكن تاخدني في حضنك؟؟
وقع كلامها عليه مثل الصاعقة .. فهز رأسه من الذهول الذي سيطر عليه..؛ صمت أحاط بكلاهما لمدة طويلة فتبسمت زيزي ابتسامة عريضة: أول مره اشوفك مش قادر تاخد قرار !
تنحنح من حالته تلك ثم نظر لها مطولا ثم أردف: ليه؟؟
زيزي: انت رافض؟؟!
أيهم: مش فكرة رافض أو لا؛ بس عايز أعرف السبب انك طلبتي طلب زي ده !
زيزي بدموع وحزن ملأ طبقات صوتها: جيت الدنيا وحيده وهعيش وحيدة؟! حتى ابني حرموني منه
أيهم بصدمة: نعم؟ انتي متجوزة اصلا؟
انفطرت دموعها تنساب بشدة: والدتي ماتت وهي بتولد أخويا اللي كان يدوب أصغر مني بسنة بعد ما والدي مات على طول فاخدوني ناس جيران عاملوني كأني بنتهم بالضبط لحد ما الدنيا اتشقلبت وانكشف المستور ورجع ابنهم اللي بيشتغل في الخليج وكان عمري ساعتها 17 سنة اتجوزنا وانا مغصوبة عليه حملت في ابني وبعد تلات شهور أخده مني وسافر وبعتلي ورقة طلاقي ... انا آسفه جدا دوشتك بمشاكلي وهمومي.. عن إذنك
أيهم حط ايده على كتفها فهي وقفت وهو انتبه لنفسه فشال ايده بسرعة: مجاوبتينيش؟؟
زيزي: رغم انك بارد وغلس وكل كلامك دبش؛ انت الوحيد اللي ما اتريقتش على شكلي انت الوحيد اللي حسستني اني بني ادمه طبيعية مش مشوهة، انت الوحيد اللي حسستني اني بحس؛ شوفتني زي ما انا؛ غير كده انا بحبك اوي.. ولما قولتلي بوشك ..!
أيهم قاطعها: معملتش غير الصح.. بالنسبة لكلمة وشك ده مكنتش اقصد ابدا اني اقولك انك كده يا زيزي؟ وبعدين انتي يدوب رقبتك هي اللي مشوهة غير كده انتي طبيعية جدا
زيزي: مردتش عليا؟!
أيهم: بغض النظر عن الشتيمة اللي جاتلي منك في أول كلامك اسمحيلي أسأل ! ارد على ايه بالضبط؟؟
زيزي: على كلمة بحبك؟
أيهم: شوفي يا زيزي انا انسان بعيد تماما عن الحب .. مش هفكر مجرد تفكير في الحب؛ فشيلي الفكرة دي من دماغك نهائي .. لأني معدش فيه رجا مني؛ صدقيني يا زيزي اللي انتي حساه ناحيتي دلوقتي مش حب
زيزي: ازاي بقى؟؟ أنا عارفه حقيقة احساسي؟
ابتسم أيهم فلم تتخطى ابتسامته شفتيه: الحب علشان يكبر لازم يكون متبادل بين الطرفين..، اللي حساه ناحيتي دلوقتي إعجاب، ذهول، انبهار اي حاجه غير مسميات الحب، احساس ملوش علاقه بالحب ميندرجش اصلا تحت مسمى الحب .. انتي لسه قايله اني أول واحد يحسسك بقيمتك مع اني محستش اني عملت كده المهم علشان كده انتي حاسه انك بتحبيني
زيزي: شكرا يا سيادة المقدم شكرا اوي على اللي عملته معايا؛ حقيقي كنت حاسه ان كلامك ده علشان تبان شخص مش كويس لكن بجد انا مديونالك بالدفعة والثقة اللي غرزتهم جوايا ...
أيهم ابتسم: على فكرة انتي جميلة يا زيزي؛ وكنتي بارعة في مجالك
زيزي بعدم اكتراث: انا خلاص قررت اني معدتش هقدر اقعد هنا انا قدمت ورق استقالتي.. هسافر اشوف وشك بخير يا سيادة المقدم
أيهم بابتسامة جذابة: اسمي أيهم
زيزي والدموع تلمع بعيونها: ممكن طلب أخف؟؟
أيهم: طبعا اتفضلي
زيزي: تاخدني في حضنك ولو هتعتبرني أخت ليك؟
أيهم ابتسم بتأكيد وضمها لحضنه وهيا كانت ماسكه فيه جامد فهتف هو بمرح: لسه محدش في معزة مليكة اختي بس دلوقتي بقت معزتك عندي من معزتها ..
بعد عنها بالراحة فهي مسحت دموعها واستعدت لانها تسيب البلد.... أيهم راح معاها بنفسه للمطار وكده انتهت قصتها معاه !
أيهم بابتسامة: اشوف وشك بخير ..
............
عاد أيهم مره أخرى للفيلا وذكرياته تأخذه غصب عنه إلى حبيبته.. بيحاول ميفكرش بيحاول يبقى هادي قبل ما يتهور ويروح بيتها يخطفها زي أول مره
عايزها؛ عايز قلبه يرجع يعيش حياته؛ عايز يشوفها ويقولها بحبك وهنبعد عن العالم القاسي ده اللي مشوفناش منه حاجه كويسه أبدا... عايز يقولها برضاكي غصب عنك انتي ليا وانا ليكي؛ وكده كده مش هواجه مشكلة كرهك ليا لأني عارف انك بتعشقيني زي ما انا بتنفس حبك؛ أنا اه مقولتش بحبك صريحة لأني مبعرفش أكون صريح؛ مفهمتيش تلميحاتي لكن انا مقدرتش أخليها أوضح من الصورة اللي وصلتك؛ لو محبتكيش بجد مكنتش ضيعت وقتي معاكي كل ده؛.. ارحمي قلبي لأنه معدش مستحمل ألم ووجع وحرقه تاني؛ انا جايلك يا غزل جاي لأني استحالة أسيبك تتجوزي واحد غيري؛ مينفعش اصلا حد يبصلك بعين لأني ممكن أرتكب جريمة واخزقله عيونه اللي اتجرأ وبصلك بيهم؛ وحشتيني يا غزالتي؛ ممكن أكون مكنتش بقولهالك كتير لأن أكتر حاجه بكرها في حياتي النفاق؛ كنت عايز لما اقولهالك أكون بجد حاسسها؛ ولما تطلع مني ما ارجعش أندم؛ حبك في قلبي بيكبر وانا لسه منستكيش؛ مفيش مره جه في بالي انك لما تكوني قريبة مني وبعد ما اخدك في حضني هقولك انتي زيك زي اللي بييجوا يترموا تحت رجليا؛ ولا كان في مره فكرت فيها اني لما احضنك واخلى رأسي مسنوده على صدرك هرجع ارميكي وأقولك انك بترمي نفسك ليا؛ انا فوقت حاليا وراجع بقولك انك مش هتكوني في يوم غير ليا؛ أكيد ما اتجوزتيش لسه وانا مجنون وف ثانيه هتكوني ملكي وبين ايديا؛ انتي ارتكبتي جريمة لما خليتي قلبي يحبك ويتعلق بيكي وانا في لحظة غضب مني قولتلك أنه مقفول بسلاسل جحيم بس سلاحك ونظرتك فيا كانت قادرة تغير كلامي اللي سيف ماشي ع الكل وجازفتي بكل ما ليكي وحاربتيني وللأسف فوزتي عليا؛ ومش أنا اللي أخسر حرب لسه شغاله وأفضل اتحرق بنارها لوحدي... طالما انتي قادرة وقوية فخليكي لنهاية المطاف نشوف مين فينا هيسند التاني لما يوقف بيبصله نظرة قوية معناها انا اللي انتصرت ! انتي لسه بتحبيني ولما قولتي بتحرقيني كان كل كلامك وقتها كذب؛ رجعتي في حلمي ندمانه وبتعتذري أنه كان مش صدق؛ مش شهر ولا شهرين ولا حتى خمسة اللي هينسوكي جنونك وحبك ليا وفجأة؟! وفجأة تكوني مع غيري، بأي حق تفتحي قلبي وتسيبيه يدخل حرب كان في يوم في غنى عنها؟!
أيهم في نفسه: لا يا غزل حتى لو كنت سيبتك شويه ومسألتش عنك فده بس علشان تهدي وتدي لنفسك وتديني فرصة أو تعلميني قصة جديده؛ توريني اني كان لازم أفوق من زمان اوي ومش لما تضيعي مني؛ يعني ايه تبعدي عني علشان خاطر عريس غفلة اتقدملك؟ مش هيحصل صدقيني
مليكة بصوت عالي آفاقه مفزوع وهو لا يشعر بزراق لون يده بسبب شدة ضغطه على درابزين السلم: ابيييه؟
أيهم لفلها ثم شقت الابتسامة ثنايا وجهه: ملوكتي؛ وحشتيني يا روحي
مليكة بتفكير: يلا وانت كمان وحشتني شويه
أيهم بصدمة: ناااعم ناااااعم ياختي وحشتك ايه؟؟؟!
مليكة بضحكه جميلة وهي تقفذ بأحضانه: وحشتيني اوي
أيهم ضمها لحضنه أكتر وابتسم بحنان: جيتي امتى؟
ابتعدت عن حضنه ثم نظرت له وهي تعد على أصابعها بطفولة: اممم خمس أيام بس
أيهم ضحك: طيب يا قلبي .. وايه اللي مصحيكي دلوقتي بقى؟ الساعة اتنين بالليل؟
مليكة: اممم مهو علشان التوقيت مختلف عن أمريكا وانا اتعودت اصحى كده
أيهم: اوك يا حببتي..، اوروفوار بقا علشان ليا اسبوعين مدوقتش طعم النوم؛ ألحق أهرب قبل ما أيهم باشا يصحى!
مليكة ببراءة: اوك؛ تصبح على خير
............
بإسبانيا
جهز إفطار لكلاهما ثم صعد لغرفتها فلم يجدها؛ قلب نظراته بالمكان فوقع نظره على باب التواليت المغلق فزفر براحة تامة
إيثان: غزل؛ حبيبي يلا الأكل جاهز
كانت قد بدلت ملابسها لدريس طويل فضفاض ووضعت حجابها وخرجت له وهي لا تستطيع النظر إليه وحتى الآن لم تتحسن حالتها الصحية ومازالت فاقدة النطق ..
إيثان باستغراب: ليه لابسة كده يا غزل؟؟
لا يوجد رد.... أسرع يحضر إليها ورقة وقلم ليجعلها تكتب له ليفهم ما أصابها فهذا اليوم الرابع على التوالي يراها بنفس المظهر ولا تود الرد عليه أو أن تجعله حتى مطمئن
إيثان: غزل مالك يا قلبي؟.. ليه لابسه ادامي كده؟ أنا جوزك ..
هزت رأسها نافيه وهي تود أن تصرخ بأعلى صوتها من جنونه؛ ما هذا الحب المجنون؟ ما حب التملك ذاك؟؟ ماذا يقصد بأنك لن تستطيعي ترك البلد؟ أسأظل أسيرته وهكذا تكون نهاية قصتي؟ كيف سأبقى مع يهودي؟ وهذا لا يعتبر زواج ولا حتى ديني يسمح لي بهذا؟ ماذا فعلت بحياتي لاوضع بمثل هذا الاختبار؟؟ ألهذه الدرجة أذنبت بحق نفسي وديني لابتلى هكذا؟. انهمرت دموعها بقهر وحزن شديد وهي تهز رأسها بقوة وتصرخ بداخلها وتستغفر الله عز وجل على ما كانت تفكر به وكيف كانت تعترض على قضاء الله وقدره؛ تطلب منه العون والتوفيق بصمت ولكنها لا تستطيع الصمود أكثر فظلت تحرك رأسها برفض وكأنها تصرخ وبيدها تكسر كل شئ حولها بعدم وعي وهو يحاول تهدئتها بكل الطرق: غزل اهدي ابوس ايدك
كتف ذراعيها من الخلف لتبدأ هي بالتوهان وفقدان وعيها شئ فشئ.... وضعها على السرير واحترم رغبتها وأعطاها الفرصة حتى تتحسن حالتها وبعد ذلك لن يمنع نفسه عنها ولن يمنع نفسه من امتلاكها وجعلها زوجته قولا وفعلا !
...........
صباح اليوم التالي
جلس بغرفته كالعادة سينفجر عقله وهو لم يستطع النوم من شدة تفكيره بها؛ وأنه عند طلوع الشمس لن يتردد لحظة في الذهاب إليها ويعوضها عن كل شيء سئ رأته منه
دقات عديدة على الباب فعلم الطارق فأذن له بالدخول
حمزة: عدي سلم يا برنس؟! بيقولوا اني أخوك برضو؟
أيهم ابتسم ومد ايده يسلم عليه بقوة: اي خدمة يا سيدي؟
حمزة: رجعت امتى؟!
أيهم: الساعة اتنين تقريبا
حمزة: اممممم وايه اللي مصحيك بدري.. الساعة يدوب 11 الصبح؟؟
أيهم بتنهيدة: فين غزل يا حمزة؟؟!
حمزة بهدوء: نعم؟
أيهم: فين غزل؟؟
حمزة: ايوا مفهمتش ايه المطلوب مني؟.. فين السؤال؟
أيهم بضيق: يا حمزة بطل استفزاز بقى؟
وقف حمزة من مكانه وأدار وجهه عنه فكان ظهره له: ولما انا شايف في عنيك هتموت عليها وكل ده حب بتكنه ليها سيبتها ومشيت ليه؟
أيهم وهو رافض يصدق ان الكلام اللي وصل عقله هو الصح فوقف ومسك ايد حمزة وبصله برجاء وقلة حيلة: مقلب؟ ألش منك صح؟!
سحب حمزة يده وحبس جواه غضبه وضيقه من أخوه الغبي اللي شغال يضيع عمره على الفاضي اللي في يوم كان بيقوله انك لازم تشوف حياتك؛ كان بينصحه ويقوله لو لقيت اللي تحبني واحبها هقضي اللي باقيلي من عمري في حضنها .. طب ليه مبيطبقش كلامه ده على نفسه؟ هو بينصحهم كلهم حتى حمزة بيقتنع بكلامه والدليل على كده أنه بياخد رأيه في أمور كتيرة بيناقشه ويعرف رأيه ووجهة نظره في أبسط الأمور؛ ومع ذلك هو مبيقدرش ينصح نفسه ويفوق نفسه قبل ما اللي بين ايديه يضيع منه؛ حارب اد ايه علشان يعرف حقيقة السكرتيره علشان بس يوضح لسامر أنه غلط؛ وتفكيره غلط... وكل ده بس علشان ميبعدش عن مراته وبيته وعياله ... حتى عدي لما نقلوه من مقر عمله في القاهرة للقصير ودبت خناقة لرب السما بينه وبين مراته اللي خايفه في يوم يسبها ويسيب أولاده علشان شغل ممكن يخسرهم حياته قاله ياخدها معاه؛ ومع الوقت بالنسباله كان أصوب قرار أنها تفضل معاه وقدام عينه؛. إنما ييجي ينصح نفسه؟ لا حاشا لله
مستحيل !
حمزة بغضب: مش ألش يا أيهم دي الحقيقة؛ غزل اتجوزت من أربع أيام.. ولو رافض تصدقني مليكة اصلا جات علشان فرحها
ظل ينظر لعيناه والصمت يرفرف حولهم .. انفجرت ضحكاته بدون توقف بدون وعي وكأنه مجنون هارب من المصحة ... وأعين حمزة تراقبه في صمت
أيهم وهو مش قادر يسيطر على نفسه من كتر الضحك: ل.. لا حلو.. حلوة اوي الخطة دي منها .. بجد ذكية عجبتني !
أسرع حمزة ليغلق الباب ثم عاد ينظر له بعدم فهم: ممكن تبطل ضحك بقى وتكلمني؟؟
أيهم بضحك هستيري: ههههههههههه ن.. نتكلم.. فى ايه هههههه
صدمة ألجمت لسانه عن الحديث وهو ينظر لأخيه مستفهما حالته تلك.. هز رأسه برفض قاطع أسيبقى على هذه الحالة كثيرا؟!: أيهم فوق... أيهم ..!
ترك المنزل كالرعد وحمزة بيحاول يلحقه إنما كان ركب عربيته زي المجنون ومشي وهو بيمسح العرق اللي غرق وشه وأفكاره بتهاجمه وماضيه بيرجعله واحده واحده .. وصورة غزل وهي بتأنبه وتلومه أنه هو اللي فرط فيها مش بتفارق خياله
..
وقف بالعربية قدام بيتها كعادته عندما يشتاق قلبه لها فبدون إذن منها ستكون بجانبه وأمام عيناه فقط ليسمع صوتها وتطلب منه أن يغني لها ويحكي لها بعض من مغامراته.. ولكنها حتى هذه اللحظة لم تشعر بوجوده؛ لم تطل من بلكونة غرفتها لتنظر إليه وتخبره عندما تنزل إليه بأن إحساسها بوجوده لا ولن يكذب عليّ أبدا !
أكلام حمزة صحيح الآن؟! هل كنت مجرد درس في حياتها أو واحد كالذين تقدموا لخطبتها مسبقا وبالأخير عرفت غايتهم فابتعدت؟؟؟!
لا يا غزل اني ليس كذلك.. لست واحد من أولئك؛ ابتعدت بسبب سوء التفاهم الذي حدث ليس إلا؛ ابتعد حتى اجعلك تشعرين بأنك لن تستطيعي العيش بدوني كما أني لا أستطيع مجرد التخيل أني سأعيش ثانية بدونك !
عودي لأن قلبي لم يعد متحملا؛ عودي لأن هذا أيهم الذي تخلى عن العالم بأكمله ليبقى معك يوماً
............
في فيلا العسيلي .. بعد مرور سبع ساعات كاملة
مليكة: ابيه أيهم فين؟!
حمزة بحنق: مش عارف
صمتت مليكة قليلا ثم هتفت بحزن: مش هسلم عليه قبل ما أمشي؟؟
حمزة بحنان: خلاص يا قلبي انتي هتخلصي امتحانات ومش هخليكي بعيده عننا لحظة واحده اوك؟
مليكة بابتسامة بريئه: اوك...
همس بمرح: الناس الندلة يا جدعان... ايييي
وضعت يدها على مؤخرة رأسها أسفل شعرها الذي أطلقت له العنان ثم نظرت له بغيظ وغضب جحيمي: انا قولت ايه؟؟
همس بغيظ وهي تجز على أسنانها: مستفز وبارد..؛ احم ماشي يا باشا انت تؤمر
مليكة: اممم وبتقلولي اني طفلة؟
حمزة ضحك: انتي طفلتي زي المجنونة دي
همس بابتسامة حنونه وهي تضمها لحضنها بحب: هتوحشيني يا لوكا
مليكة بضحكه جميلة: المره الجاية هتجيلي مع ابيه حمزة اوك؟
أيهم: عمتو انتي مسافره؟!
انحنت بجسمها للأسفل حتى أصبحت بمستواه حضنته وقبلت جبينه بطفولة: اه يا حبيب قلب عمتو.. هتوحشني اوي
أيهم: وانتي كمان
ودعت مليكة الكل واستعدت لمغادرة مصر لاستكمال دراستها بأمريكا
.............
شهد: غزل يابنتي استني اهو جهزتلك أكل يا مجنونة
غزل وهي تهرول للخارج: لالا يا شهد كلي انتي اتأخرت اوي هترفد
شهد: كده كده لسه هتنتظري تاكسي
غزل: لا طلبت أوبر؛ بس لما ارجعله ابنك الحيوان ده
شهد بتنهيدة بعد إغلاقها للباب: ربنا يهديكي
أسرعت تقفز داخل الاسانسير لتنزل للأسفل تنظر للطريق يمين ويسار بتوتر شديد وتتمتم بكلمات غير مفهومه بالمره وتسب ابن أختها بأبشع الشتائم لأنه رفض توصيلها إلى الشركة حتى يكمل نومه؛ ظلت تتوعد له بالكثير حتى رفعت رأسها للأعلى بقوة حتى ترى هذا الظل الذي انعكس عليها فغطاها بوضوح لتجد شابين ضخمين بعرض الحائط يرتدون ملابس رسمية كحلى سوداء اللون ونظارات سوداء ولا تعتلي قسمات وجههم أي تعبيرات فابتلعت ريقها بصعوبة وبدأت تتراجع للخلف ولكنهم لم يعطوها أي فرصة وحملوها لداخل السيارة وهي تصرخ بجنون: سيبوني يا حيوانات؛ عايزين مني ايه؟؟ منك لله يا حمزة باشا منك لله حد بيعمل اجتماعات الساعة سبعة الصبح؟ أنا كنت عارفه ان خروجي من البيت قلة قيمة وقلة أدب ومع ذلك ركبت دماغي؛ انا عارفه ان الوحده تطلع على حل شعرها ده هيكون أخره اغتصاب، أنا مني لله؛ منك لله يا أسر يابن أختي اشوف فيك عشر أيام
وضع الرجل اللصق على فمها ليكتم صراخها وثرثرتها التي ادوشت رؤوسهم وغمى عيونها بغطاء أسود وربط أيديها فأصبحت لا تستطيع الحركة: اخرسي بقى
بعد قليل من الوقت وقفت السيارة فأزال الرجل عنها اللاصق لتتألم هي وبعدها هتفت بتوجس: ايه وصلنا؟؟
غزل: ايه يا جدعان ما حد يرد عليا دا انا غلبانه ووليه مقصوفة الجناحين.. ردوا عليا الله لا يسيئكم !
كتم الواقف بجانب الحارس الذي فتح السيارة ضحكاته بصعوبة
بودي جارد: ما تخرسي يابت بقا صدعتينا؟؟؟
غزل: لا إله إلا الله ما انتو عرب اهو اومال في ايه بقى؟. حت..!
قاطعها الرجل عندما حملها للداخل وضعها على كرسي وربطها جيدا وتم إزالة الشارة السوداء عن عيونها فوزعت النظرات بينهم: انتو مين انتو وعايزين مني ايه؟
البودي جارد: مبتعرفيش تكتمي؟؟
غزل: لا مبعرفش يا ننوس عين مامي؛ حد بيخطف حد بالنهار يا ذكي؟!
تركها الرجل تعوي مع نفسها قبل أن ينقض عليها فزفرت هي براحة: الحمد لله غاروا في داهية !
فجأة زلزال سيطر على المكان وصوت جري زلزل المبنى المحتجزة فيه فانهمرت دموعها برعب وظلت تصرخ كالمجنونة: انتوووووووو يا بهاااااااااايم ياللي خاطفني هموووووت؟! زلزاااااال؟
انشقت الأرض فوقعت بذلك الكرسي الذي كانت مربوطه فيه: لاااااااااااااااااااااا
بعد قليل من الوقت بدأت تفتح عيناها مجددا وضعت يدها على رأسها لتتذكر أي شيء وهي تعدل من جلستها وضعت يدها خلف ظهرها كالسيدة الحامل: آآآآآآه انا موت ودخلت النار ولا ايه؟!.. اصل استحالة الجنة يكون هو ده شكلها؟!! قش رز؟. ايه الذكاء ده بس يا غزل على أساس أن جهنم الحمرا فيها قش رز؟ انتي اتهبلتي ولا ايه؟! اومال انا فين كده سعادتك؟.. اه اه أكيد أنا مت وده شكل القبر بتاعي بس هو مختلف شويه عن مقابر الناس العادية اه هو كده صح !
دخل إليها وهو يقهقه بهستيريا ومش مستوعب كلامها أو مش مستوعب أن ده يكون كلام وحده عاقله
شقت الابتسامة طريقها لوجهها عند رؤيته: أيهم؟ انت موت معايا؟!.. واحنا كده في الجنة مع بعض صح؟؟
أيهم بقهقة وضحك هستيري: ههههههههههه اه يا قلبي احنا في الجنة ههههه يارب اوعدنا
رجعت بتفكيرها للخلف ثانيا: بس ازاي وانا كنت في الزلزال لوحدي؟؟
أيهم وهو مازال بيضحك ومش قادر يتنفس من كتر الضحك: وو.. والنبي لتسكتي؛ غزل انتي لسه عايشه انتي في مخزن رز .. واللي انتي قاعده عليه ده قش عادي
استعادت وعيها سريعا لتبدأ في الانقضاض عليه وضربه بقبضتها بجنون: انت .. انت اللي عملت فيا كده؛ يا حيوااااان؟
ومازالت مستمرة في ضربه بجنون هو بيحاول يبعدها عنه بس محاولاته باتت بالفشل علشان مش قادر يمسك نفسه ويبطل ضحك وهي بتصرخ: متضحكاااااااااش متضحكاااااااااش
كتفها غصب عنها فكان يعتبر واخدها في حضنه: اهدي ماشي اهدي
غزل بصراخ: اوعى سيبني
أيهم بضحك يحاول كبته: خلاص كفايه..، لو بطلتي صراخ هسيبك
اتنهدت فهو بعد عنها وبعدها لفها ليه ورفع وشها بأطراف أصابعه فتلاقت نظراتهم المتعلقة ببعض: ليه الدموع طيب؟
غزل بدموع وصوت مبحوح: كن.. كنت هموت
رق قلبه العاشق الولهان لحال هذه الطفلة ورجفة شفتيها الكرزية تلك أثارت جنونه وهو يود لو أن يخطفها في قبلة عاشقه ولكن مازال عقله يستطيع السيطرة عليه عقله يستطيع قتل نبضات قلبه التي تطالب بشئ كهذا .. هز رأسه بيأس ثم عاد يفتح عيناه وينظر لها بحنان: بعد الشر عنك يا ملاكي !
غزل بتعب ويأس وحزن: ليه عملت كده ليه؟؟
أيهم أتراجع من نظرتها ليه؟ هي فهمت ايه من قصده: مالك يا تايمة في ايه؟ انتي كويسه ! انتي فهمتي ايه؟؟
غزل بحزن عميق: عايز تذلني يا أيهم؟ ليه؟ أنا عملتلك ايه؟؟ جايبلي بودي جارد اتنين عايزهم يغتص'بوني؟؟ عايز تكسر غروري؟!!!
قهقه أيهم بصخب وصرخت هي: بطل ضحك بطل ضحك؟
كانت أنفاسه تخرج لاهثه من شدة ضحكه: وحياتك مبحبش الدراما أبدا؛ أخليهم يغتصبو'كي ايه؟؟؟! ليه يا روحي معاكي كيس جوافة؟
غزل بغيظ بعد أن علمت أنه كشف الدور: سعادتك مجاوبتينيش؟
أيهم ابتسملها بحب: كل سنة وانتي سعيدة يا تايمة !
قفزت للخلف من الصدمة وضعت يدها على فمها وهي تنظر له بسعادة ودموعها تنساب من شدة فرحتها فهو ابتسم بحنان: اوعي تموتي مني؟!
مازالت الصدمة تعلو قسمات وجهها ذو النحت الملائكي: بجد.. بجد انت عارف يوم ميلادي؟؟
اتسعت ابتسامته الجذابة أكثر فأكثر: مكنتش عاوز اقولك دلوقتي بس ما علينا .. تسمحي النهاردا تسيبيلي نفسك؟!
غزل بشك: القصد؟!
أيهم: لا ميروحش تفكيرك لبعيد؛ اقصد ناوليني تليفونك؟
أعطته الهاتف فكسره إلى نصفين متماثلين فحدقت عيناها بصدمة أشد: عملت ايه يا مغفل؟!
أيهم: فكك هجبلك غيره يلا
مسك ايدها فهي سحبتها منه ومسكت دراعه جامد ولفته علشان تتقابل عنيهم: انت في ايه مالك؟ يعني ايه في لمح البصر تكسر التليفون وتقولي هجبلك غيره؟ ليه قاعد على بنك؟ مبتتعبش وانت بتجيب الفلوس اللي شغال تبعتر فيها دي زي الرز؟!.. ده غير انك بتحسسني اني معنديش ك....
أيهم بمقاطعة: شششش ايه؟ كفايه أكلتي دماغي لوك لوك لوك كفايه؛ والكلمة الأخيرة دي إياكي اسمعك بتنطقيها اوك؟!
غزل بتحدي: وإلا ايه؟!. سحب يدها معه للخارج وهتف وهو يرمي بها داخل السيارة: هفكر هعمل فيكي ايه بعدين !
غزل بغضب: رد عليا رايحين فين؟ وبتغمي عنيا ليه؟؟
أيهم: هششش مش عايز اسمعلك نفس
غزل بقلة حيلة: حرام عليك يا أيهم والنبي روحني؛ كان عندي اجتماع هتأخر
غصب عنه انفجر في الضحك: كح كح ااه ياني ياما؛ غزل انتي بقيتي غبية كده ليه؟! دخل عليكي حوار اجتماع والكلام اللي ما يكلش ده؟
غزل بصدمة: يعني كمان أخوك متفق معاك عليا؟!
هز أيهم رأسه نافيا: محصلش؛ حمزة مبياكلش معاه حوارات الاتفاقات والكلام ده؛ انا قولتله فكر معايا ف فكرة تخرج غزل من بيتها وهو فكر
غزل: انتو مش طبيعيين على فكرة؛ بحسكم جايين من كوكب آخر؛ ايه دماغكم دي؟؟!
أيهم بغرور مصطنع: اممم مش عايز اتكلم عن نفسي كتير يابنتي متحرجينيش؟؟
غزل: حلق حوش التواضع اللي بينقط منك يا عوووومر
أيهم بقرف: شلق يخرب بيتك يا شيخه
غزل بضيق: طب شيل البتاعه السودا دي عن عنيا واوعدك اني هقعد ساكته ممكن؟!
أيهم: لا .. انتي هتكلميني بلسانك ولا بعنيكي؟
غزل بتفكير: لساني؟؟
أيهم بنفاذ صبر: ياربي.. يبقى أكيد مش عايزك تسكتي؟ مش عايزك تعرفي احنا رايحين فين..
غزل: اووووف منك اوووف بطل رخامه بقا حاسه اني مش قادرة اتنفس
أيهم: غزل نقطيني بسكاتك لو سمحتِ؟.. نامي يا تايمة نامي
بعد مرور 11 دقيقة بالضبط كانا قد وصلا .. فنزل وفتحلها وسندها علشان تنزل .. فك الرباط من على وشها ففركت عيناها قبل أن تفتحهم: منك لله يا أيهم؟ عنيا بيو..... صمتت بعدما كفت عن فرك عيناها ليحدقا بصدمة فإذا لسانها لم يعد يتحمل لينطق بعد .. وزعت النظرات بين الطائرة وبينه وهي تراه مبتسما وقد لمعت عيونه بسعادة
غزل وهي مازالت لم تستوعب ما يحدث لها من مفاجأت منذ شروق شمس الصباح: بتهزر؟
أيهم ابتسم: أبدا مقدرش؟؟
غزل بحماس: هتسوقها؟
أيهم بتفكير: بعرف ومعنديش مانع؛ لكن في طيار
قفذت بحضنه بدون وعي وهو اتصدم وبرق ووقف مذهول من ردة الفعل اللي خلت قلبه يرفرف من الفرحه وعقله في صراع عظيم؛ بيحاول يظهرله الماضي علشان يفوق؛ علشان ميتعلقش بيها ويندم فيما بعد بس قلبه الأحمق قدر ينتصر في وقت غلط؛ عقله بيحاول يقوله انك هترجع تقول ياريت اللي جرى ما كان؛ هترجع تعيش وحيد وذكريات قصة الحب الأسطوريه دي هتكون هي ونيستك الوحيده .. وقلبه بيقوله احضنها وضمها مينفعش تفضل بعيد أكتر؛ هي بتحبك زي ما انت بتعشقها؛ هي اللي جاتلك مش انت اللي روحتلها
فجأة ايديه بتتلف حوليها يضمها ليه أكتر وبدأت تترفع عن الأرض وهي متعلقه برقبته ومغمضه عنيها؛ مستسلمه ليه، مستسلمه لجنونه وعشقه المتيم ..
عقلها بدأ يفوق ويفوقها أيهم هيلعب بيكي شويه وهيرميكي.. وهيقولك مش انا اللي قولتلك ارمي نفسك في حضني
بعدت عنه بسرعة وهي بتبصله وبتمسح دموع الفرحة اللي نزلت منها
أيهم بابتسامة عاشقة لتلك خاطفة قلبه وانفاسه: يلا؟
غزل ببراءة: من غير طيار !
أيهم ضحك: اوك
ركبا الطائرة معا لتحلق في عنان السماء الزرقاء .. ويحلق معها قلبها العاشق .. وقفت تنظر من الشباك الذي يظهر لها ما خلفه من غيوم
أيهم: يارب ما نتجننش بقى وتنزلي فيا ضرب بعد كام دقيقة
هزت رأسها نافيه بطفولة: أبدا أبدا مش هعملك حاجه .. المهم هات تليفونك
أيهم باستغراب وهو يضع يده بجيب سرواله ليخرج هاتفه: مش فاكر مشحون ولا لأ؛ مشحون .. هتعملي ايه؟
غزل: هنتصور... الباسورد يوم ميلاد مامتك صح؟
أيهم: اها .. وبعدين حد يتصور في الطيارة؟
غزل بتفكير: اممم مش انا هعمل كده؟.. إجابتك؟ ايوا؟ يبقى فيه !
خبط كفيه بنفاذ صبر: عليا النعمة مجنونة
استمر لعبهم وضحكهم وتصويرهم في وضعيات مختلفة كتير اوي وغزل مبسوطه ومش ندمانه أبدا على غباءها لما نطت في حضنه !
غزل بثرثرة: أيهم والنبي آخر صورة؛ يلا.. والنبي يا أيهم بطل برود؛ صورتني فى وضعيات حلوة كمل جميلك وحياتي عندك .. والنبي
أيهم وقد كان صبره نفذ: عليه افضل الصلاة وأتم التسليم .. اقعدي في مكان يا غزل
غزل بإلحاح وهي تمد له يدها بالهاتف: بالله انت قمر يا أيهم .. يا سلام هو انت في منك اتنين؟
أخذ نفسه بغضب وأخرجه على عدة مراحل حتى يهدأ ولا يقوم بخنقها: هاتي .. وأخر صورة
ضحكت بانتصار وأشارت بطفولة: yesss !
صورها أكتر من عشر صور وهي هتتجنن لأن كل صورة بتطلع أحسن من اللي قبلها ..
جلست في مقعدها المخصص first class وهي تقلب الصور بذهول
غزل باندماج: أيهم مين علمك التصوير؟؟
أيهم: اتلهي بس دي صور معفنه !
برقت عيناها بصدمة أشد: نعمممم؟؟ صوري معفنه؟؟
أيهم: استغفر الله العظيم؛ هو انا كنت دوستلك على طرف يابنتي؟ أنا بتكلم على الوضعيات والكاميرا بتاعة الموبايل مش حلوة
غزل: مش فاهمه؟ وازاي الكاميرا مش حلوة دي جميلة اوي اوي والصور روعة من غير فلتر سناب؟
أيهم ابتسم: يا قلبي هي حلوة اه لكن الكاميرا بتاعتي أحلى وبتطلع الصور أجمل من دي بمراحل
غزل: اممم اوك.. ايوا مين علمك التصوير؟
أيهم: وراثة
غزل بعدم فهم: ازاي؟؟
أيهم: بابا كان بيصور كويس اوي واهو الحمد لله ورثت
غزل بحماس طفلة: امممم خلاص اشطاات اتفقنا؛ علمني!؟؟
أيهم سحب نفس طويل: يا شيخه الله يخرب بيت اللي يقولك على حاجه
وبعد إلحاحها عليه بدأ يعلمها أسماء أجهزة بسيطة داخل الطيارة وكيف تقاد ويمسك يدها لتحريك شيئا ما والازرار الكثيرة داخل الطائرة وأجهزة الإنذار حتى تعبت هي ثم تذكرت شيئا ما جعلها تقفذ من مكانها ترفع سبابتها في وجه وتتحدث بشئ من الهجوم: صحيح قولي؛ لما كنت مغمي عنيا خليت الوحوش دول شالوني؟!
وزع أنظاره بين أصبعها وبينها باستغراب ثم هتف بعشق: معاكي كيس جوافة يا غزالتي علشان اخلي حد يلمسك ادامي؟
غزل بجدية: ما انت بتمسك ايدي وانا بحضنك واحنا حتى مش مخطوبين؟ هو انت حلال وهم حرام ولا ايه؟
ضحك بصوته كله ثم هدأ ليكمل حديثه وهو ينظر لعيناه بتوهان: أولا انا ما اتقارنش بأي حد؛ ثانيا اني بمسك ايدك ده انتي اللي طلبتي تتعلمي مش انا اللي أجبرتك؟.. وانك بتحضنيني ده حضن صغير أثر الانفعال مش أكتر ولا أقل علشان متنزليش من نظر نفسك؛ وبعدين لما تحضني أخوكي ده حرام؟
غزل بدموع متحجرة: انت لسه بجد شايفني أختك؟ أنا مش مليكة يا أيهم؟
أيهم بهدوء: صدقيني يا غزل أول ما أحس بحقيقة إحساسي ناحيتك هخبي عنك ليه..؟ مش عايز أكون منافق في نظرك؛ عايز لما أقولك بحبك أكون متأكد اني عمري ما هرتكب خطئ ولو اد كده ( أشار بالابهام والسبابة ) يبعدك عني
غزل بتعلق وهي تنظر لعيونه الزرقاء أكثر: يعني في إحساس جواك لسه مش متأكد منه بس هو موجود؟
أيهم بتنهيدة مريره: لسه مش عارف؛ أول مره احس اني مش عارف أفكر واخد قرار صح.. لكن كفايه يا تايمة مبلحقش أعيش معاكي لحظة حلوة إلا لما ننكد على بعض فيها؛ كفاية كلام في نفس الموضوع.. الماضي مش بيفارق خيالي وتفكيري
غزل بدموع وهي مش حاسه انها بتضغط عليه وبتوجعه بكلامها: ليه؟
أيهم: علشان بحس معاكي بالضعف، وده الشئ الوحيد اللي هدرت سنين عمري علشان يختفي من حياتي وكل مره بحس اني ضعيف اوي قدامك؛ وجودك معايا وجنبي شئ جميل عمري ما كنت اتخيله وعمري ما كنت اتخيل ان في واحده هتقدر تهد جبال مبنيه حوالين قلبي علشان ميرجعش يحس انه ضعيف وللأسف انتي ارتكبتي الجريمة دي يا تايمة.. وجودك ادامي بيحسسني بالشئ اللي ناقصني؛ بيحسسني كأني معملتش حاجه إلا تضيع وقتي وسنين عمري راحت هدر؛ لما بشوفك بحس بضعف مش طبيعي وببقى عايزك انتي وبس؛ عايزك معايا وعايز افضل في حضنك وده الشئ اللي أختك هترفضه تماما علشان كده بقولك متوجعيش قلبي وتحسسيه بضعفه وخليه وقت ما يحتاج يفضفضلك ييجي لعندك ويحكيلك انه خلاص فاض بيه الكيل ومش قادر يعيش من غيرك لحظة
غزل وهي لا تشعر بالدموع التي تنساب من جفونها: بقا بتسمي الحب ضعف يا أيهم؟!.
أيهم بحب وهو يلمس خديها الورديين بابهاميه يزيل دموعها: بالنسبالي اه
غزل: هتصون حبي ليك؟
أيهم ابتسم: سأحفظ ما كان بيني وبينك .. وأرعاكِ في مشهدي ومغيبي !
ابتسمت غزل بخجل واحمر وجهها فأصبحت كحبات الفراولة الناضجه: طيب اوعى ياعم عباس الأحنف .. المهم تلعب؟
أيهم بضحك: نلعب ايه؟
غزل: لودو.. السلم والتعبان.. بنك الحظ.. سبت حد؟ أيهم بتعجب وانكمشت ملامح وجهه: ايه سبت حد دي؟؟
غزل بضحكه جميلة: بس يا جاهل.. هات ايدك وانا أعلمك.. قعدوا يعلبوا وهو مبسوط علشان شايف الفرحة على وشها؛ ألعاب كتير لعبوها لحد ما تليفونه فصل شحن وهي تعبت فنامت
بعد مرور وقت أهدره كلاهما في الضحك واللعب والتصوير كانا قد وصلا إلى حيث وجهتهم ونزلا في المدينة الهادئة الخلابة .. غزل بعدم استيعاب: احنا فين؟
أيهم بابتسامة عاشقة متحدثا الفرنسية: Paris
شهقت غزل ووضعت يدها على فمها من شدة صدمتها بجنونه
أيهم بتفكير: أولا الجو ميسمحش بلبسك ده بتاتا
غزل: أعمل ايه طيب؟!
أيهم: تعالي معايا... اهو اللي هيحصل دلوقتي ده مكنش أبدا ضمن البروتوكول
أخدها وراحوا محلات للملابس واختارلها هدوم جميلة جدا بريندا وسنيي وهي اضايقت
غزل بضيق: ملكش دعوه انت بلبسي... وانا هستحمل البرد !
أيهم: يا قلبي برد ايه اللي هتستحمليه؟... احنا مش ف مصر ولا...
غزل بمقاطعة: آسفه يا أيهم مش هقدر أقبل منك الهدوم دي.. عن إذنك
مسك أيهم ايدها يمنعها من الخروج ثم تحدث للاسستنت بهدوء: معذرة؛ هل يمكنك مساعدتي؟
ترجلت إليه الأسستنت وقامت بأخذ الملابس من يده وغمزت وهي تنظر لعيناه وأيهم كتم ضحكاته التي كادت تنفلت من شفتيه
الأسستنت: من تكون هذه الغاضبة؟ أهي حبيبتك؟
سرعان ما التفتت إليها غزل تنظر لها بغضب حارق وتحدثت بالفرنسية قائله بهجوم: ماذا بكِ أيتها البلهاء؟ أهذه المرة الأولى التي تري بها فتى وسيم في حياتك؟
الأسستنت بخوف: آسفه.. سوف أحضر لكم الحقائب حالا
اخدوا اللي اشتروه وخرجوا من المكان وأيهم هيموت من الضحك
غزل بغضب: بطل ضحك انت كمان؛ بطل استفزاز
أيهم بمكر: غيرانه يا غزالتي؟
لم تجيبه إلا أنها سحبت الجاكيت وقامت بارتداءه وهي تنفخ بغضب: فين الجلفز؟
أيهم بخوف مصطنع: اهو يا باشا هدي أعضاءك بس
غزل: بنات آخر زمن؛ متربوش .. وانت حلوف؟
أيهم: ما انا لابس اهو؟
غزل بغيظ: براحتك يكش تتجمد يا بعيد
أيهم بهدوء: انتي مضايقه ومخنوقه كده ليه؟!
غزل: لأنك كنت بتقولي وجودي جنبك بيحسسك بالضعف مع اني شيفاك مش انسان يا أيهم انت تنين فعلا ومش مجرد لقب؛ انت فعلا قاسي يا أيهم وعنيك دي مبتعرفش الضعف أبدا؛ مبتعرفش غير الجبروت والتفكير الشيطاني؛ وكذلك وجودك انت جنبي بيحسسني بفقري وقلة حيلتي؛ انا بحسك يا أيهم وانت بتتعامل معايا بالطريقة دي انك بتقولي اني فقيرة؛ مش عيزاك معايا تكون بتتكلم عن الفلوس ومش باللسان بالأفعال فاهمني؟. أنا معاك علشان بحس بأمان بوجودك لكن مينفعش تصرف عليا فلوسك وتبعتر كده .. تمام؟ مسألتش نفسك انا ليه مضايقه من أول ما نزلنا المول لأني عارفه أسعاره جوا هتكون ايه؟ وانت هتعمل ايه ! وده أخر شئ ممكن تعمله علشاني
أيهم بهدوء: خلصتي كلامك..؟ غزل انا مبعملش كده علشان أحسسك بفقرك زي ما بتقولي أبدا؛ لأني مش بشوفك من المنظور ده؛ اتربيت عمري كله برا والمجتمع الغربي مبيفرقش بين الطبقات زي المجتمع المصري فاني أفكر بالطريقة دي أو أفكر فيكي من الجهة دي هيكون أخر همي..؛ بتعملي كده ليه؟ ليه كل ما تيجي تمر علينا لحظة حلوة تدمريها ليه؟ غزل انا مش ضامن حياتي هتكون ازاي أو هتنتهي على ايه؟ حياتي كلها محاطة بالخطر من كل ناحية وكل جنب فخليني أعيش معاكي سعيد؛ خلي المشاكل والتفكير لوقت تاني احنا مش مع بعض فيه .. عايز اللحظة اللي ابقى معاكي فيها تكون ضحك وفرح ولعب بس زي وقت الطيارة .. خلي اليوم ده يتحفر في ذكرياتنا احنا الاتنين يوم كده نقسم اننا ما اتخانقناش فيه .. تمام يا قلبي؟
غزل: اوك موافقة .. بالله عليك يا أيهم متجبش سيرة الموت أرجوك
أيهم: حاضر.. ممكن نمشي بقى؟!
يومهم كان خيالي بكل ما تحمل الكلمة من معاني ..
كان يجري وهي تمسك بيدها كورة كبيرة جدا من الثلج وتتقدم نحوه ببطء لأنها لا تستطيع الحركة داخل الجليد وترتسم على شفتاها الوردية ابتسامة شريرة..: خلاص أوقف مش هرمي عليك !
أيهم بضحك: إلا الخيانه.. مش طبعنا
غزل بخبث: ولا طبعي... رفعت يدها لتهو بالكرة الثلجية أصابت وجهه .. فشهق وصدرت منه كحة: وربي يا غزل لهفرمك
غزل: متقدرش
مسح وجهه ثم ترجل إليها وضمها من ظهرها بقوة كتف ذراعيها خلف ظهرها وهي تصرخ بضحك هستيري: خلاص والله انا آسفه؛ سيبني بقى انا آسفه
حملها بين يديه ليضعها على الأرض الممتلئة بالثلج فلم تعد تستطيع التحرك .. فقط تصرخ بإسمه وأنفاسها متقطعه من شدة الضحك: طلعني .. ياااا أيهمممممم
أيهم بصدمة وهو يلتقط يدها يساعدها على الوقوف: يخرب عقلك .. اخرسي
غزل: هي دي جزاتي؟ هي دي حفلة عيد ميلادي؟
أيهم بسخرية: لا ما سعادتك قايمة بالواجب ما شاء الله
غزل: الله.. أيهم تعال نركب البتاع ده؟
أيهم باستغراب: هو ايه؟... ضحك وبصلها: نركبه؟ وبتاع؟ اسمه ski 🎿 يا غبيه؛ ما علينا بتعرفي؟
غزل بضيق: أيهم بلاش استظراف لو سمحت انا اصلا مخرجتش برا الحارة الملعونه بتاعتنا !
كتم ضحكته بصعوبة قائلا بحنان: اشطا تعالي هعلمك
غزل: ولو وقعت هاخد رجليك؟
أيهم: وانا مالي ياختي؟
غزل: اهو كده مفيش نقاش... يلا
لعبوا كتير اوي وقعد فترة طويلة جدا بيعلمها وكل مره بتوقع على وشها وترجع تعيط لما تشوفه بيلعب بالاسكيت على التلج ببراعة.. بيتشقلب برشاقه وهي تنظر له ببلاهة وفمها يكاد يلتصق بالأرض
أيهم بنفاذ صبر: يابنتي خلاص بطلي عياط..
غزل بعياط: بس اسكت هتروح تتريق عليا بعدين
أيهم بنفي: مهيحصلش صدقيني... عندي فكرة ألطف؛ تعالي نأجر عجل
غزل بحماس طفولي: اوك..
أيهم بتوجس: على التلج برضو؟
غزل: هتسندني
أيهم بضحك: حاضر.. اي أوامر تاني؟
ركبت العجلة وبدت عليها كطفلة متمردة لا يعجبها شئ؛ انتهت من متعتها بركوب العجلة فنزلت وهو ابتسم ثم هتف: عارفه كأني ماشي مع طفلة بالضبط
غزل بضحك ومشاكسة: هههههه والله انت عثل يا أيهم !
أيهم بصدمة: ناااعم يا روحي ع.. ايه؟
غزل بلامبالاة: فكك بس متدوقش
أيهم بذهول: يابنتي مالك؟ فيكي ايه النهارده مش طبيعية أبدا
غزل: بتحب غزل البنات؟
أيهم بابتسامة: اه جدا
غزل: استنى هنا هروح اشتري من عمو اللي هناك ده؟.
أيهم: لااااا مش ممكن؛ استني هنا وانا هجبلك
غزل ضحكت على منظره ثم هتفت بجدية ( بحركة درامية ): اه اتفضل المايك معاك
خبط كف على الآخر وهو غير مستوعب لما يحدث من هذه المجنونة.. اشترى غزل البنات وأيس كريم وبياكلوا وهم ماشيين لحد ما وصلوا كوبري تملئه الأقفال الحديدية فمررت نظراتها بتعجب: احم هو ده ايه؟؟
أيهم ابتسم لها ابتسامة واسعة: ده بيسموه كوبري العشاق !
غزل بتساؤل: ولسه حاطين عليه إقفال؟
أيهم: اي اتنين بيحبوا بعض بيحفروا أسماءهم باقلام معينة على قفل حديد زي كده ويعلقوه هنا .. ليشهد التاريخ حبهم لبعض
غزل بسعادة: الله .. حلوة اوي اوي الفكرة دي؛ انا هروح اشتري قفل
هي جريت على الرجل اللي بيبيع الأقفال زي الطفلة وهو وقف بيراقب طيفها ومبسوط... ياربي كل دي براءة؟ للدرجة دي بتفرحها حاجه بسيطه اوي زي كده؟ غزل لسه روح الطفولة جواها؛ لسه صغيره يقدر يشكلها على مزاجه وزي ما يحب..
غزل بحماس وشجون: أيهم.. أيهم بص..، عمو اداني قفل شكله جميل اوي..! هكتب عليه اسمي
أيهم بزعل: وانا؟
غزل بتفكير: اممم خلاص هشتري واحد تاني
ربت على يدها وابتسم لها مطولا وهتف بجانب أذنها بهمس: تؤتؤ هيتكتب أسمائنا احنا الاتنين على واحد بس !
غزل بفرحة عارمه: بجد يا أيهم بجد؟
أيهم: اه يا قلب أيهم
طال وقوفهم أمام برج إيفيل يتحدثان سويا يحكون عن أيام طفولتهم أيام السعادة التي لا مثيل لها حتى ثرثرت كالعادة تود صعود أعلى البرج لترى باريس كلها
أيهم بابتسامة وهو يخرج الكاميرا خاصته: ايه يا مزه مش عايزه تتصوري؟
غزل: لو... قطعت حديثها عندما لمحت الكاميرا بيده فصرخت بجنون: أحلى أيهم في الدنيا كلها
اتصوروا كتير في وضعيات مجنونة وكانت صور مطبوعة بتطلعها الكاميرا وعملوا منهم ألبوم .. شكله جميل جدا وبين الصفحة والتانيه خاطرة تعبر عن الصورة وعن حبهم المتيم لبعضهم البعض؛ فلم يك ألبوم صور عادي !
أيهم بحنو: غزالتي..
غزل: نعم؟
أيهم: يلا؟
غزل ببراءة طاغية: هنرجع؟
أيهم بيطمنها: لسه يومنا طويل اووووي ومخلصش وبصراحة مش عايزه يخلص أبدا
غزل بسعادة بالغة: ولا انا
أيهم: ياريت كانت كل أيامنا ورديه يا أختي
غزل ضحكت ثم انطلقا إلى مدينة ديزني لاند وهناك انطلقت غزل كالمجنونة تتنقل بين اللعبة والأخرى حتى وقفت أمام بيت الرعب ونظرت له تستعطفه بنظراتها البريئة ألا يمانع دخولها إلى هنا ولكنه يعلم أنها لديها فوبيا الأماكن المظلمة
أيهم بجمود: لا يا تايمة
غزل برجاء: والنبي يا أيهم والنبي عايزه ادخله مره واحده
أيهم: استحالة
غزل بدموع وصوت مبحوح: وحيا...
وضع يده على فمها يكتم حديثها: غزل كفايه قولتلك ده لا
نفضت ايده بعيد عنها ومشيت حزينه بتقطع في صوابعها من الغيظ حتى وقعت أنظارها على بلالين كبيرة للغاية على شكل ميكي ماوس فأسرعت لشراء بالونات لها واحده ولأيهم واحده وهي تعلم أنه سيرفضها ولكن لن تخسر شئ ان اعطتها له.... وهو بيراقبها من بعيد وابتسم لما شافها بتشتري البالونات: حلوين؟
غزل بابتسامة: ايوا؛ حلوين اوي .. خد واحده؟؟
أيهم بضحك: احم وماله هاخد واحده ..
عاد لها وعيها سريعا لتبدأ بنهره مرة أخرى: انا كلمتك ليه اصلا؟
أيهم: يخرب بيت الفصلان ده؛ مهما يحصل برضو زي القطط تأكل وتنكر
غزل: رد عليا انا بكلمك ليه؟
أيهم بمشاكسة: علشان متقدريش على غيابي يا روح قلبي
غزل: نينينينيني يا رخامه
أيهم بضحك: خلاص هعوضك والله؛ ممكن تقبلي الوردة دي مني؟
صرخت بطفولة ومسكت الوردة تشمها بجنون: إسمها ايه؟
أيهم: مش عارف بصراحة؛ اصل انا مبحبش غير المرغريتا أو الأوركيد فلو سألتيني عن أي نوع تاني مش هعرف
غزل باستغراب: مبتحبش التوليب؟
أيهم: لأ دي عشق حمزة مش انا .. ها تركبي قطر الموت؟
غزل: بخاف؟.
أيهم: متخافيش؛ ده ممتع اوي .. ثم همس بخفوت: وانا جنبك مفيش خوف اوك؟.. احم يلا؟
فرحت غزل بشدة مما سمعته من لسانه: يلاااا
بعد القليل من الوقت
أيهم وقد كان نفسه يخرج متقطع من شدة الضحك: الله يحرقك يا شيخه
شاركته غزل الضحك الهستيري واستندت بيديها على ركبتيها تنهج من الجري وتحدثه وهي تلهث: دماغك سم الله يخرب بيتك
أيهم بيقلدها: عمو ..
غزل بصراخ وضحك بجنون: لاااااا اوعى تكمل ..
أيهم بعناد: قال عمو عمو قول فار .. أمك زارعه خيار!! وديني الملاهي .. امسك قطر الموت يا أيهم .... ليه هيركليز ياختي؟ ههههههههه هموت والله.. لا نسيت واحده ارمي حجارة على الكلاب خليهم يجروا ورانا ههههه والله انتي مسخره .. نرمي حجارة ف البحر واللي الحجر بتاعه ييجي ابعد يبقى بيحب التاني اكتر ... وحجره وصل لأبعد حد ووقفت هي تطالعه بذهول وعدم تصديق وعيناها تربش مرات عديدة وفمها يكاد يقبل الأرض
أيهم بيضحك على منظرها: هيييي ياما مالك؟
غزل بضحك هستيري: يخرب عقلك .. استنى نسينا نعمل حاجه ... جبلنا آيس كريم من عمو اللي هناك ده ونبهدل نفسنا بيه !!
أيهم بصدمة: ناااعم يا قمري؟؟
غزل بلامبالاة: غور ياد أنا هروح اجيب عشان شكلك بخيل
أيهم: خدي يابت هنا .. طلعي الفلوس اللي ف جيبك
انفجرت غزل ضاحكه ورفعت ايديها باستسلام: والله والله ما معي شئ يا بيه .. اني فكككيرة ههههه
أيهم بصلها بقرف: فكيرة؟؟.. غوري يابت جاتك القرف
غزل: خلاص ياعم أنا عزماك بما اننا احنا الاتنين مفلسين
أيهم خبط كف على كف وراح يجبلها اندومي وشيبسي وشوكولاتات كتير اوي وشويبس أناناس وكولا وفيروز
غزل بصدمة حقيقة وهي مبرقه للأكياس اللي ف ايده: ايه ده؟؟
أيهم: خدي يا ست الحسن والجمال .. كلي وارحمي أمي
غزل بعدم وعي: ايه ده؟ انت تستاهل بوسه والله
أيهم اتصدم بس غلبه الضحك وضحك: طب ما تجيبي أنا عادي يعني مش معقد؟؟!
غزل بعدم فهم ومستمره في تقليب الأكياس: اجيب ايه؟
أيهم بجدية: البوسه !
اتصدمت غزل صدمة تامة اخرست لسانها: بتقول ايه؟. مين قال كده اصلا؟
أيهم بمكر وغمزلها: انتي
غزل: ااااه يا كذاب ثقلتك أمك
أيهم بتحذير: لا كله إلا سيرة ماما تيجي ف الموضوع .. امممم كده نسيت اقولك كل سنة وانتي طيبة وبريئة يا تايمة
غزل بسعادة بالغة ودموع الفرحة تتلألأ بداخل جفونها: احضنك طيب ولا أعمل ايه؟
أيهم بغمزة: وليه لأ؟... آسف ممكن أعمل كده؟
وضع على أنفها المتورده من شدة بروده الجو منديل به مخدر فحاولت هي الصراخ أو إزالة يده عن وجهها إلا أنها لم تشعر بنفسها بعد ذلك وسقطت بين يديه !!
حملها بين يديه حتى وصل إلى فيلا ضخمة رائعة الهيئة في إحدى أحياء باريس الراقية
وضعها على الكرسي وجعل الخادمة الفلبينيه توقظها فاقت مره أخرى وهي تنظر لها وللمكان بعدم فهم وتشعر بصداع رهيب: أ.. أيهم؟
اطمئنت الخادمة ثم ابتسمت لها وغادرت المكان الذي كان ظلامه حالك.. شديد السواد فبدأت ترتعش برعب وهي تصرخ: لاااا متمشيش تعاااالي.. أرجوكي؛
جلست بزاوية الأريكة الفخمة ذات الهيئة الوثيرة وهي تضم قدميها لصدرها كجنين ببطن أمه ودموعها تنساب بخوف وتشعر بالاختناق شئ فشئ وكأن أنفاسها المتقطعة ستلفظها بعد القليل من الوقت
أيهم: هل عادت لوعيها؟؟
الخادمة: نعم سيدي أنها بالداخل .. لقد أطفأت الأن......
صرخ أيهم بغضب عمى عيونه: أيتها الغبية؛ لقد أخبرتك .. أشعلت الخادمة الأنوار سريعا ودخل أيهم مهرولا إليها قائلا بشئ من الرعب على حالتها: غزالتي؛ فوقي يا قلبي.. أنا معاكي؛ غزل
أخدها في حضنه جامد يهديها من حالة الذعر اللي بقت فيها وهي مسكت فيه أكتر: اهدي.. أنا آسف
غزل بتعب: هت.. مو.. تني؟
أيهم: وحياتك عندي مكنتش اقصد.. مقولتلهاش اصلا تنزل سكينة الكهربا بتاعة الأوضة دي بس هي مغفلة.. بقيا على هذه الحالة لمدة ليست بقصيرة حتى عاد إليه وعيه فعلم أنها ليست بخير لدرجة أن يأخذها تفكيرها بأنها في حضنه ويعلم أنها بعدما تفيق ستحزن وتفكر فيه بأنه استغل ضعفها لتبقى في حضنه فهتف مبتسما: تايمة؟ انتي كويسه؟؟
غزل بحزن: تقريبا
أيهم بخبث: طيب اعتبر ان حضني عجبك؟
غزل اتفزعت وبعدت عنه بسرعة البرق ووشها كله اتصبغ باللون الأحمر الدامي من شدة الخجل: ان.. انت؛ مم.. انت معندكش ذرة دم يا أيهم !
أيهم ضحك جامد: والله والله انا بريئ
قلبت أنظارها في هذا الصرح الذي تقبع فيه وجماله الفتاك بتصميمه العصري الفاخر وأثاثه الراقي حتى هذا الزجاج الذي يطل على مناظر طبيعية خلابة فما رأت عيونها به سوى خضار زاهي تملئه الورود النادرة: قولت اوضه؟؟
أيهم بقهقة: احم جناح ولا تزعلي؟.
غزل بضيق: وده ايه ده ان شاء الله؟ بيتكم العشرين؟
أيهم: مش العشرين اوي يعني !!
غزل: هههه يا خفيف
أيهم: ممكن انزل طيب وتحصليني؟
غزل بتفكير: ليه؟
أيهم بمشاكسة: مفاجأة .. لكن النور مطفي شغلي فلاش الفون وتنوري مكان ما رجلك هتخطي غير كده لأ.. مفهوم؟
غزل بدراما: اشطا استبينا
جلست بزاوية الأريكة الفخمة ذات الهيئة الوثيرة وهي تضم قدميها لصدرها كجنين ببطن أمه ودموعها تنساب بخوف وتشعر بالاختناق شئ فشئ وكأن أنفاسها المتقطعة ستلفظها بعد القليل من الوقت
أيهم: هل عادت لوعيها؟؟
الخادمة: نعم سيدي أنها بالداخل .. لقد أطفأت الأن......
صرخ أيهم بغضب عمى عيونه: أيتها الغبية؛ لقد أخبرتك .. أشعلت الخادمة الأنوار سريعا ودخل أيهم مهرولا إليها قائلا بشئ من الرعب على حالتها: غزالتي؛ فوقي يا قلبي.. أنا معاكي؛ غزل
أخدها في حضنه جامد يهديها من حالة الذعر اللي بقت فيها وهي مسكت فيه أكتر: اهدي.. أنا آسف
غزل بتعب: هت.. مو.. تني؟
أيهم: وحياتك عندي مكنتش اقصد.. مقولتلهاش اصلا تنزل سكينة الكهربا بتاعة الأوضة دي بس هي مغفلة.. بقيا على هذه الحالة لمدة ليست بقصيرة حتى عاد إليه وعيه فعلم أنها ليست بخير لدرجة أن يأخذها تفكيرها بأنها في حضنه ويعلم أنها بعدما تفيق ستحزن وتفكر فيه بأنه استغل ضعفها لتبقى في حضنه فهتف مبتسما: تايمة؟ انتي كويسه؟؟
غزل بحزن: تقريبا
أيهم بخبث: طيب اعتبر ان حضني عجبك؟
غزل اتفزعت وبعدت عنه بسرعة البرق ووشها كله اتصبغ باللون الأحمر الدامي من شدة الخجل: ان.. انت؛ مم.. انت معندكش ذرة دم يا أيهم !
أيهم ضحك جامد: والله والله انا بريئ
قلبت أنظارها في هذا الصرح الذي تقبع فيه وجماله الفتاك بتصميمه العصري الفاخر وأثاثه الراقي حتى هذا الزجاج الذي يطل على مناظر طبيعية خلابة فما رأت عيونها به سوى خضار زاهي تملئه الورود النادرة: قولت اوضه؟؟
أيهم بقهقة: احم جناح ولا تزعلي؟.
غزل بضيق: وده ايه ده ان شاء الله؟ بيتكم العشرين؟
أيهم: مش العشرين اوي يعني !!
غزل: هههه يا خفيف
أيهم: ممكن انزل طيب وتحصليني؟
غزل بتفكير: ليه؟
أيهم بمشاكسة: مفاجأة .. لكن النور مطفي شغلي فلاش الفون وتنوري مكان ما رجلك هتخطي غير كده لأ.. مفهوم؟
غزل بدراما: اشطا استبينا
أيهم: استبينا يا بيئة؟... سابها ونزل وبعد كام دقيقة هي نزلت وكانت بتتنفض من الخوف بس عملت زي ما قالها بالضبط وقفت في منتصف الصالون فجأة .. تسلط عليها ضوء أبيض فظلت تدور حول نفسها لتعرف مصدر الضوء.. إضاءة انبعثت من كل مكان ومن كل جهة وبقت كل لمبة تنور تبص عليها تلاقي صورة ليها موجوده على ستاند كبير؛ صور وهي طفلة وهي في المدرسة والجامعة صور مدفونة من سنين طويلة وأحلاهم صورها معاه اللي كانوا بيترسموا واحده واحده على الحيطه... فرت منها الدموع من شدة فرحتها وبعد انتهاء الفيديو المجمع فيه صورهم هو ظهر ادامها مبتسم ابتسامة حنونه: كده بجد اقولك كل سنة وانتي طيبة وبريئة يا تايمة
غزل بسعادة بالغة ودموع الفرحة تتلألأ بداخل جفونها: احضنك طيب ولا أعمل ايه؟.
أيهم بغمزة: وليه لأ؟.. اتمنالك تعيشي حياتك كلها بفرحة وسعادة وبراءتك دي متختفيش يا غزل؛ ودلوقتي 23 هدية لأجمل من يتم 23 سنة ..!
غزل بصدمة حقيقة: افندم؟؟.. انا مش عايزه هدايا؛ يكفيني من الدنيا وجودك جنبي ومعايا .. يكفيني اني لما بضايق بلاقيك
أيهم بابتسامة: وانا يكفيني انك بترسمي فرحة زي دي جوايا .. غزل انا... أنا..؟؟ مش وقته يلا نقطع التورتة وبعدين نفتح الهدايا
مسكت السكينة تلعب بها وهي تشعر أن قلبها سيخرج من قفصها الصدري من شدة السعادة والفرحة التي غرزها بداخلها فهذا أجمل يوم قضته أو ستقضيه بحياتها كلها .. جرحت يدها بالسكين فظلت تصرخ بجنون من شدة الألم
******
استيقظت من نومها مفزوعه وتتصبب عرقا وملابسها مبتله بمياه العرق كمن كان يجري أميالا: أيهمممممم
وضعت يدها على حلقها تتحسسه فإذا به صوتها رجع إليها ولكن أين ذلك الوغد الذي اخطتفني؟
أدمعت عيونها بحزن وابتلعت ريقها بصعوبة ثم نهضت من مكانها تتوضئ لترمي نفسها بين يدي الخالق تشكي له ما يضيق به صدرها
...........
في ملهى ليلي.. رجعت ريما لعادتها القديمة؛ كان يرقص مع فتاة شبه عار'ية ويشربون الخمر ويضحكون بأصوات عاليه ويدور بينهم حوار قذر كأمثالهم ع الهادي
اقتربت منه الفتاة بوقاحة مستغله جمالها ومفاتن جسمها في إغرائه: بيبي انا تعبت من الرقص
أيهم: وانا مبحبش كتر الكلام
البنت بضحكة خليعه: هيهيهيهيهيهيي ولا انا يا بيبي
ركبوا عربيته ومعاهم زجاجات شمبانيا بيشربوها
أيهم بسكر: فين شقتك؟
البنت: وليه شقتي؟ معندكش شقه يا أيهم باشا؟
أيهم بنفي: لا مش كده.. ممنوع رجل واحده قذرة زيكم تدخل شقتي نهائيا
البنت بدلع: بقى احنا اقذار يا بيبي؟! اومال بتتعامل معانا ليه؟
أيهم: علشان دي الحياة؛ انتو فيها بس علشان تقرفونا في عيشتنا
البنت بدلع وهي بتقربه منها: ولا انت اللي متقدرش تستغنى عننا؟
أيهم: هههااااييي تبقوا بتحلموا؛ الفكرة مش في أني مقدرش استغنى عنكم؛ لا انتو بس متعة شه'وة.. غلطة أي حاجه من المسميات دي
وصلوا شقته بعد حوار طويل دار بينهم هو خلاص حاسس انها مبقتش تفرق شقته من شقق العاهرات اللي بيبيعوا نفسهم بس علشان ياخدوا شويه ملاليم
رمى نفسه على الكنبة بأريحية وفرد دراعه على ضهر الكنبة وبيشرب كأس النبيذ وعنيه بتراقبها في صمت؛ وهي بدأت تخلع هدومها اللي يعتبر مش لابسه اصلا وراحت قعدت تحت رجليه وهي بتمد ايدها تأكل من المزا اللي أدامهم واحده واحده بدأت تفك أزرار قميصه حتى اندرج معها لفعل كل ما حرمه الله
.........
في صباح يوم جديد حافل بالأحداث .. وقت شروق الشمس بأشعتها الذهبية التي تتخطى كل الأزمان وكل الألوان ببهائها، ترسم الأمل على هيئة ضوء؛ تخيط من الفجر البهي سلال المحبة للعالم كله . إنها الشمس التي لا يمكن للعالم رؤية النور إلا بضيائها، ولا يشرق على الأرض شعاع إلا وقد استمد منها سره الأزلي
فكيف لا يحمد الخالق الذي صورها بهذا الشكل المتجدد كل صباح؟!
استيقظ الخامسة صباح اليوم ونظر للتي بجانبه بقرف ثم هزها بقوة حتى استفاقت من نومها فزعه: انتي صدقتي نفسك ولا ايه؟؟!
البنت بدلع: في ايه يا بيبي؟ مالك؟!
أيهم بهدوء: برا
البنت بصدمة: نعمممم؟
أيهم ببرود وهو يمسك بذراعها ويجرجرها للخارج غير عابئا بصراخها ألقى بها خارج الشقه وأغلق الباب بوجهها وهي مازالت بتبص للباب .. فتحه مره تانيه ورمى في وشها كام رزمة: يلا ما اشوفش وشك هنا تاني؛ ولا المح طيفك في اي داهية
رزع الباب فهي اتخضت ونزلت تجري بسرعة الريح
اخد شاور وغير هدومه ورجع ينام .. قلب الفرش بتاع السرير وهو بيتنفس بسرعة ومضايق ومخنوق وتفكيره كل مره بيكون عاجز عن أنه يوصل ازاي اتجوزت غيره؟ للدرجة دي فراقهم سيان بالنسبالها؟! كل مره تفكيره بيجي عند نفس النقطة ويوقف .. اتجوزت يعني خلاص حتى ميقدرش يبوصلها؟ اتجوزت يعني حياتها في ايد راجل تاني غيره؟ مش لاقي إجابة على اسألته دي كلها
خرج للصالون وجاب ازازة البي'را يشرب بشراسة؛ خلص كل الزجاجات الموجودين في بيته لحد ما بقى ماشي يتطوح وحالته اتخلبطت وشعره اتبعثر والعرق مغرق وشه وجسمه زي اللي خارج من الحرب .. وصل للاوضه وهو مش قادر يمشي وبيسند على أي حاجة تقابله علشان ميوقعش .. رمى نفسه على السرير ونام
.........
الساعة الرابعة عصرا.. في فيلا العسيلي
نزلت همس تجري وهي تسابق الريح عندما أخبرتها الخادمة بأن أخيها قد أتى منذ قليل لرؤيتها
همس بسعادة بالغة: عدددددي !
عدي ببسمة حنونه: قلب عدي... وحشتيني يا همسة
همس بفرحة عارمه وهو حضنها بحب أخوي: بجد وحشتك؟
عدي ضاحكًا: ويعلم ما تسرون وما تعلنون..
همس بابتسامة: هتقعد تتغدى معايا اوك؟
عدي: عايزه فاطمة تقتلني ولا ايه؟؟
همس: نعم نعم يا حبيبي؟ مين دي اللي تقدر تعمل كده؟ دا أنا اشوحها واعمل منها بطاطس محمرة ! إلا صحيح مجبتهمش معاك ليه؟
عدي: أبدا تعبانين من السفر أكيد.. الطريق كانت طويله ورخمة
همس: المهم انكم وصلتوا بالسلامة الحمد لله
عدي: الحمد لله
همس: لحظة حبيبي ارن على حمزة علشان اتأخر
عدي: اوك هشوف انا أيهم فين .. الندل برن عليه من امبارح مش معبرني.... صعد عدي الدرج وهو بيصفر وبينادي على أيهم لحد ما وصل الدور التاني جناح أيهم فتح الباب بعدما دقه ثلاث: ولاا أيهم؟. فينك؟
لا يوجد رد ... دارت أعينه بحركة سريعة في الغرفة ونظر من الزجاج الأبيض نحو التراس لكنه لم يكن بأي جزء من الجناح فعقد حاجبيه باستغراب .. طلب رقمه عدة مرات حتى جاءه الرد: يالا أيهم فينك؟!
أيهم بنوم وصوته كله نعاس: الوو؟
عقد عدي حواجبه بعدم فهم: يابني مالك؟ نايم ف انهي داهية؟
أيهم بنعاس: شقتي.. الزمالك
حبس عدي غضبه وضيقه ثم أطلق تنهيدة طويله: انا جاي !
أيهم بنوم: ط.. طيب سلام
نزل عدي للأسفل يقتله الضيق فنظرت له همس بعدم فهم: مالك؟ مش موجود ولا ايه؟
عدي بابتسامة: لا؛ مش موجود؛ همشي انا بقى، سلميلي على حمزة وأيهم
همس: استنى خمسة هم جايين دلوقتي وسلم عليهم بنفسك
عدي بهروب: معلش مره تانيه... باي
همس: باي
خرج عدي من الفيلا ركب سيارته حتى وصل إلى حيث شقة صديقه فنظر للتي بجانب البواب ويدور بينهم حوار غاضب
البواب: اهو الحمد لله عدي باشا
عدي بعدم فهم: في ايه؟؟
البواب: أبدا يا بيه الست هانم بتقول أنها دكتورة أيهم باشا
عدي بذهول: افندم؟ دكتورة ايه؟! أيهم.. أيهم مش تعبان؟
البواب: والله يا بيه قطعت نفسي وهي مصره تطلعله وهو مانع اي حد يدخل هنا غير سيادتك؟
عدي للبنت: تعرفي اي.... دقق النظر بملامح البنت وهو بيشبه عليها ونادر ما بينسى حد وبعد كده ابتسم باتساع: هو مش انتي برضو سوزان اللي بتشتغلي عنده في الفيلا؟؟.. لم ينتظر منها رد عندما حدقت أعينها به بقوة فأشار للبواب: خدها من هنا يا عم أحمد من فضلك
البواب أخدها وبعدها من المكان خالص وهي هتنفجر من الغيظ وبتصرخ زي المجنونة وعدي كمل طريقه لحد شقة أيهم وقعد يرن الجرس وأيده مبتنزلش من عليه ومفيش أي إجابة
طلع حاجه شبه الدبوس وفي ثانية الباب كان مفتوح دخل وقفله وراه: أيهم؛.. يالا أيهم؟ انت يالا؟
وقعت أنظاره في الصالون اللي كان شبه الذريبة .. كؤوس فاضيه وقزايز خمرة كتير اوي موجوده على الأرض وترابيزة الصالون ومزا وقشر الفاكهة والمكسرات في كل ناحية .. هز رأسه بيأس ثم هرول مسرعا لغرفة صديقه المغفل
عدي بيهزه جامد وهو نايم زي الصخرة: أيهم.. أيهم قوم؛ أيهمممممم؟؟
أيهم بنوم: اممم؟
عدي بغيظ: قوم يا زفت
أيهم: انت ايه اللي جابك؟!
عدي: يابني انا كلمتك مفيش عشر دقايق وقولت...
أيهم بمقاطعة: انت صادق يا معلم أخلع بقا وسيبني انام
عدي: لا سعادتك مش هتتخمد؛ المغرب خلاص هيأذن
أيهم بتثاؤب: يا سيدي روح توب بعيد عني وخليني اتخمد شويه؛ ممكن؟
عدي بغل وغيظ وهو يمد يده يلتقط دورق المياه المثلجة ليسكبه فوقه فنهض أيهم غاضبا: وحياة امك يالا؟!
عدي بهدوء: اتلم ولم لسانك؟
أيهم ابتسم: تعال بس انت واحشني والله
عدي بتنهيدة: أيهم؟ بطل استفزاز لو سمحت؛ قوم عايز اتكلم معاك شويه ممكن؟؟
أيهم بقهقة: وماله يا باشا نتكلم .. عندي فكرة أحسن؛ تعال نروح المزرعة واهو الجو هناك هيكون حلو
عدي بتفكير: اممم تمام.. هستناك تحت
أيهم استغرب بس قام اخد شاور سريع وغير هدومه وصفف شعره ولبس الشوذ ووضع برفانه الخاص وهو خارج ألقى نظره سريعة كده على الشقة ونزل
أيهم: عم أحمد؛ يا عم أحمد
البواب: اؤومر يا باشا تحت أمر سعادتك
أيهم وهو يعدل من أزرار قميصه: نضف الشقة عايزها بتلمع قبل الساعة 12 .. قفذ بجانب عدي بالسيارة لينظر له الآخر بحنق وضيق شديد
أيهم: عدي ع الفيلا هجيب أيهم
عدي بغيظ: سواق سعادتك انا ولا ايه؟؟
أيهم بابتسامة: ياعم لا ميروحش تفكيرك لبعيد؛ المهم الواد وحشني من ساعة ما رجعت ما شفتهوش
راحوا الفيلا وأيهم كالعادة أخده في حضنه والطفل كان هيموت من الفرحة ان عمه فعلا ما اتأخرش عنه زي ما وعده .. وصلوا المزرعة وأيهم أول حاجه فكر فيها الرجل الروسي اللي رجع معاه في آخر سفر ليه واللي كان بيعتني بالغزاله بتاعته اللي اصتادها
الصغير بسعادة: إنها جميلة حقا؟
أيهم بابتسامة حنونه: نعم جميلة للغاية
الصغير: خالو عدي ماذا أصابك؟ ألم تعجبك الغزال؟؟
أيهم بضحك: دعك من هذا؛ وهو يشبه أبو جهل هكذا
عدي بتنهيدة: نعم يا حبيبي إنها جميلة جدا
أيهم: أ كبر توين؟؟
الصغير بتأفف: لا أعلم لقد رفض أبي ان نأتي إلى هنا الفترة الماضية
عدي باستغراب: وتوين ده أسد ولا كلب؟
أيهم بضحك: تايجر يا أبو جهل
عدي بغيظ: غور انا هروح اشوف حوراء
أيهم بابتسامة: نادي على خالد يطلعهم ونتمشى .. وفعلا بعد كام دقيقة الرجل الروسي بقي مع الصغير يلعبان سويا وأيهم وعدي ركبوا الخيل
عدي اتنهد وبص في عنين صاحبه؛ شاف فيهم وجع وحزن ووحده وضيق بس بيداريهم ورا الابتسامة والضحكة المرحة اللي دايما على وشه: أيهم بطل تكابر؟
نظر له أيهم باستنكار: مش فاهم؟ مالي؟. ما انا زي الفل والياسمين اهو؟
عدي: حرام عليك يا أخي ليه بتعمل كده؟؟ للدرجة دي التضحية بكل ما تملك حلوة؟!
أيهم بغرور: أضحي ب ايه؟ أنا عايش حياتي وردية ومرتاح فيها 24 قيراط مالي بقى؟؟
عدي: سهل تخلي حتى اللي بتحبها تحط حياتها في ايد راجل تاني غيرك؟ سهل تشوف اللي بتحبها مع حد تاني؟ سهل تفرط فيها للدرجة دي؟ وكلنا عارفين انك بتحبها لا ياريتك بتحبها والسلام مكنتش هتتعب كده إنما اللي انت فيه دلوقتي مش حب يا أيهم مرحلة الحب دي انت عديتها من زمان والدليل على كده إنها أيام ما كانت موجوده جنبك كانت الفرحة فعلا طالعه من قلبك غير ابتسامتك الفيك دي علشان تحسسنا بس انك كويس؛ إنما أنت بالشكل ده مش كويس أبدا؛ بص لنفسك معاها كنت عامل ازاي حتى سهر مكنتش بتسهر وأول ما بعدت رجعت أسوأ من الأول
أيهم بهدوء مميت: خلصت؟!.. أنا مبتنيلش أحب حد؛ الحب ده كلام ملوش لازمه وملوش وجود فى حياتنا دي؛ وبيها أو من غيرها انا زي ما انا متغيرتش وحتى أيام وجودها معايا كنت بشرب وبسكر وبقابل بنات؛ مش هو ده اللي بتحاربوني كلكم علشان ابطلوا؟؟ هي خلاص اخدت قرارها واتجوزت فسيبوني بقى أعيش حياتي زي ما انا عايز.. وللمرة المليون بقولكم انا محبتش ولا هحب !
عدي: كداب؛ عارف ليه كداب؟ لأنك لو قدرت تكدب على العالم كله انا فاهمك كويس اوي علشان انا صاحبك اللي لو لفيت ودورت على العالم كله تعال عندي وفرمل يا أيهم؛ حاسس بيك وبوجعك بس ملكش غير اني اقولك تستاهل؛ فرطت فيها وادي النتيجة عجباك حياتك كده؟؟
أيهم بضيق شديد: ايوا يا عدي عجباني حياتي بالطريقة دي؟
عدي: كنت عارف ان الكلام معاك ممنوش فايده؛ خلينا نتكلم بالمنطق شويه ممكن؟
أيهم بتنهيدة: عدي ليه انتو مش حاسين كده انكم بتموتوني بدل المره ألف مره؟ عايز الحقيقة ايوا كنت بحبها لا بعشقها ولما بعدت كان لغاية في دماغي بس يظهر اني كنت غلطان
عدي: مين فينا يا أيهم هينصحك إلا أنه بيحبك وبيخاف عليك؟ مش عايزينك تكون في طريق مش صح واخرته كلنا عارفينها ! لو انت شايف يا أيهم اننا كده بنموتك بدل المره ألف قولنا ابعدوا بالذوق واحنا هنبعد مش بالتلميحات؟؟
أيهم بعدم فهم: عايز تفهمني أنه عادي عندك تبعد؟
عدي: مش هو ده اللي انت عايزه؟؟! مش ده طلبك المبطن؟
أيهم بصدمة: عدي؟
عدي بتنهيدة: اتكلم يا أيهم سامعك
أيهم بذهول وعدم تصديق قفز من على ظهر الخيل فانطلقت تهرول للداخل: اتكلم في ايه؟؟ انت اتجننت يالا؟!
عدي: طب بذمتك يا أيهم حد عايز يثبت لحد أيا كان اللي في دماغك يثبته للي بيحبه بالبعد والفراق وانت عارف إنها تحت ضغط وأكيد فقدت الأمل فيك؟ قولي ساعتها كنت بتفكر بأنه عقل وأنه منطق وانا اصدقك؟
أطلق أيهم تنهيدة مريره: هتجنن يا عدي؛ أختها جات طلبت مني أبعد عنها واسيبها في حالها وأنها موافقة على العريس اللي اتقدملها و...
عدي بمقاطعة: على أساس أن حضرتك بتسمع كلام حد وبتنفذ اللي يقولك عليه صح كده؟
أدار أيهم وجهه عنه فكان ظهره له: لا يا عدي بنفذ اللي في دماغي وبس .. لكن اقولك؟ ساعتها كنت طالع مهمه صعبة لروسيا ! وكل مره بروحلها أودعها وبشوف نظرة قهر في عنيها مكنتش عايز اشوفها؛ كنت هرجع واقولها ان بعدي عنك مكنش بأيدي مكنش ليا دخل فيه.. الإدارة كلفتني بالمهمة دي وانا استحالة أفرط فيها؛ كنت رايح بيتها متجاهل كلامها اللي قالتهولي في آخر مره اتقابلنا لأني عارف ان الكلام ده مش ممكن يخرج من لسانها لقيت أختها جايه لحد عندي بتطلب مني ابعدها عني بأي شكل وأي صورة؛ دلوقتي فهمت يا عدي انا ليه بعدت؟؟
قفذ عدي عن ظهر حوراء ونظر لصديقه بعدم استيعاب لما يتفوه به: انت مجنون صح؟
لمعت عيونه بالدمع والقهر والحزن الشديد ففرك عيونه وعدي يطالعه بغضب: رد عليا؟! علشان ما توجعهاش هي كام دقيقة تتوجع سعادتك العمر كله؟؟!
أيهم بقهر وحزن ملأ طبقات صوته: مبحبش اشوفها بتتوجع أو بتتألم من حاجه يا عدي
عدي بيأس: متخلف؛ وانت واثق دلوقتي إنها مش بتتألم وعايشه سعيدة؟؟
أيهم بإنفجار ودموعه حابسها بالعافيه: سعيدة طبعا؛ هو ده اللي اختارته يبقى هو ده اللي هيسعدها .. دق هاتفه فنظر له برهة قليلة ثم أجاب بهدوء بعد سماع صوت جاسم: يا معلم انت الندالة بتسري في دمك؟
أيهم: ايه يالا في ايه؟؟!
جاسم: فين الغدا بتاعي؟
أيهم: آآه سعادتك متصل بعد الهنا بسنة؟ ده كان عرض امبارح وخلص
جاسم بغيظ: غور يا أيهم انا جبت الأكل ومستنيك
أيهم: ومين هيحاسب بقى سيادتك؟؟
جاسم: انا لسه متجوز مفيش شهرين تلاته؛ ومروان بيسف تراب وعدي مش موجود يبقى في مين بقى؟؟
أيهم بعدم فهم وترقب لما سيسمعه منه: مين؟.
جاسم: حاتم الطائي... انت يا برنس
أيهم بصدمة: نعم يا روح أمك؟
جاسم بضحك هستيري: ايه ده هو البحر نشف ولا ايه؟؟
أيهم بغيظ: الله يخرب بيت ابوك.. لابوه لابوه
عدي: انا التالته دي؟؟
أيهم بصله وبعدها بص للموبايل: ولاا جاسم عدي رجع فجأة اهو
قهقه عدي بصخب: يخرب عقلك؛ جاسم الحساب كام؟؟
جاسم بلامبالاة: والله يابني مش كتير في حدود تلات أربعة آلاف كده يعني
عدي بصدمة: ليه عازم الأكاديمية كلها؟! ده أيهم هيفجرك؟
أيهم بهدوء: جاسم؛ رجع الأكل انا صايم بالليل
قهقهوا كلهم: برضو تحرجني يا هيما؟؟
أغلق الخط بوجهه لينظر لذلك الذي لا يستطيع التنفس من شدة الضحك ضربه بقبضة يده على ذراعه متحدثا بغيظ: مفيش أكل يا عدي
وضع عدي يده على ذراعه مكان الضربه التي كانت تؤلمه قليلا: يابني هو حد قالك اني مش متربي وسعادتك بتتعلم فيا؟! أيهم بغضب: يلاا..... أيهم تعال يا حبيبي
الصغير: هيما الغزالة دي حلوة اوي
أيهم ابتسمله بحنو: يلا ودعهم بقى علشان نمشي؟
...........
بعد وصولهم للأكاديمية
مروان صديقهم الرابع: اهم وصلوا.. ايه يا جدع هنموت من الجوع
أيهم بغيظ: ياخي اللهِ تتحرقوا كلكم
عدي: مش لاقيين غير الايحة ده وتطلبوا منه أكل؟
مروان بفرحة وهم يتبادلوا الاحضان: سيبك انت بس مننا رجعت امتى؟؟
عدي: على طول اهو... كانت سفرية غم اللهِ ما تتكرر
جاسم قاعد بياكل وبيشرب البيبسي ومش معاهم خالص: حمدا لله على السلامة يابو الصحاب
عدي ضحك: الله يسلمك
أيهم: أجروا الحقوا الأكل وإلا هنتشرد كلنا .. منور يا جاسم؟.
جاسم بلامبالاة وهو كل تركيزه في الأكل اللي ادامه: بنورك يا صاحبي؟
أكلوا ولعبوا وهزروا وبعدها شافهم كلهم بيبصوله وأول ما يبصلهم يوزعوا نظراتهم بعيد وهو مش مديهم فرصة يتكلموا حتى جاء العسكري رفع يده بحركة اعتيادية محيي الكل: المدير طالب سعادتك يا أيهم باشا
أيهم بصلهم كلهم بضيق وقام مشي واخد ابنه في ايده
عدي بسرعة: تعال يا أيهم العب معاك
جاسم ومروان في نفس اللحظة: سيبه يا أيهم ..
نظر أيهم لابن أخيه بتكشيرة: تقعد مع المعتيه دول شويه؟
الصغير بابتسامة: اوك
..........
دخل إلى مديره الذي انتظره بابتسامة: حمدا لله على سلامتك يا أيهم
أيهم: الله يسلم سعادتك
المدير شاورله يقعد: هنتكلم وانت واقف فوق راسي كده؟
أيهم بتحدي غير ملحوظ وهو يجلس أمام المدير: سعادتك مقولتليش اقعد؟؟
وقف المدير من مكانه ودار خلف أيهم حتى جلس على الكرسي المقابل لأيهم: طبعا يا أيهم انت عارف ان آخر مهمه ليك مكنتش سهلة زي ما كنا متخيلين؛ وانت معندكش معلومة واحده عن المهمة ولا حتى صور للناس اللي هتقابلهم ! ومع ذلك نجحت ببراعة لا ومش كده وبس ونجحت كمان انك تخلي زيزي تستقيل؟؟!
أيهم بغرور: والله سعادتك بالنسبة للمهمة فايه الجديد؟ مهو سعادتك دايما حاطتني في وش المدفع فأنا بالتالي اتعودت؛ القصد من كلامي ان كل المأموريات اللي بطلعهم بيكونوا بنفس الصعوبة فده شيء مش مضايقني أبدا بالعكس؛ أما اللي وقف عنده تفكيري ازاي نجحت في أني اخلي زيزي تستقيل؟؟
المدير: امممم ده الشيء نفسه اللي وقف عنده تفكيري برضو؟ وده المبهم اللي لازم انت توضحه؟!
أيهم بصله جامد ونظراته كلها تحدي وغضب من الاتهامات اللي بتتوجه ليه وده شيء استحالة يسمح بيه في حقه: أفهم ايه دلوقتي؟ اني متهم باجبارها على أنها تسيب شغلها والبلد؟؟
المدير: وايه اللي يمنع ان دي تكون هي الحقيقة؟؟
أيهم بغضب عمى عيونه: أقسم بالله كده كتير اوي عليا؛ وكتير على أن أي حد يستحمله ومش بعد كل ده أكون متهم بسخافات؟ طلبتوا مني البنت تطلع معايا اوك وافقت مع انكم عارفين ان ده آخر حاجه ممكن تلوا دراعي بيها؛ هي بقى محبتش الشغل هي حره مش هجبرها .. قالتلي هتستقيل أمسك فيها انا بقى بايديا وأسناني؟؟
المدير: اقعد يا أيهم واهدى
أيهم: لو في مهمه جديدة وعايزيني أنفذ يبقى بلاش شغل الاستفزاز علشان تعرف البنت استقالت ليه؟ ولا هو طالما الضغط على أيهم منفعش ومنجحش في أنه يطلع الكلام من لسانه نشوف خطة بديله؟؟؟
ضحك المدير: احم طيب يا أيهم انا مدين ليك بالاعتذار ممكن بقى تهدى علشان نتكلم؟؟
أيهم قعد مكانه مره تانيه وهو متغاظ وعنيه بدق شرار: اتفضل سامعك؟
اعتدل المدير في جلسته ونظر له بعمق ثم هتف: عثرنا على جاسوس إسباني إسرائيلي؟! مقيم في مصر من سبع سنين وقدر يصور مداخل خطيرة للبلد وسرقة شنطة دبلوماسية؟
أيهم بتركيز واهتمام: وامتى كان موعد خروجه من البلد؟
اتنهد المدير بحنق: من أربع أيام بالضبط .. في زي عريس ! لتتضح جميع الخطوط أمام أعين أيهم الذي سيطرت عليه الصدمة وهو غير مصدق لما فهمه عقله بهذه الأثناء فأسرع يسأل بجنون: واللي اتجوزها اسمها ايه؟ يعرفها ازاي؟؟ اسمها غزل مصطفى؟؟؟ #يتبع
#رواية_عصافير_الغرام
#نوفيلا_بينما_يعشق_التنين
#الجزء_2_ToTa
#الفصل_التاسع
اعتدل المدير في جلسته ونظر له بعمق ثم هتف: عثرنا على جاسوس إسباني إسرائيلي؟! مقيم في مصر من سبع سنين وقدر يصور مداخل خطيرة للبلد وسرقة حقيبة دبلوماسية؟
أيهم بتركيز واهتمام: وامتى كان موعد خروجه من البلد؟
اتنهد المدير بحنق: من أربع أيام بالضبط .. في زي عريس !
لتتضح جميع الخطوط أمام أعين أيهم الذي سيطرت عليه الصدمة وهو غير مصدق لما فهمه عقله بهذه الأثناء فأسرع يسأل بجنون: واللي اتجوزها اسمها ايه؟ يعرفها ازاي؟؟ اسمها غزل مصطفى؟؟؟
عم الصمت بعد قوله ذاك ونظراته المتحدية ونظرات المدير تحاول إخفاء الدهشة وذهوله من سرعة استجابته وذكاؤه وسرعة البديهة التي يتمتع بها !
اتنهد المدير: اتفضل نتمشى ونتكلم في التفاصيل
أيهم وقف وخرج هو والمدير من مكتبه ومشيوا في طرقة من البلاط على جانبيها نجيله خضراء ذاهية وأيهم برضو كل تفكيره بيروح لغزل بدون إرادة منه بس مركز جدا مع كل حرف المدير بينطقه
المدير: دي شنطة دبلوماسية يا أيهم؛ وأكيد انت مش محتاجني أوضحلك مدى خطورة الموقف.. يكون في علمك مهمتك الشنطة وبس ومش أي حاجة تانية؟!؟
بدأت الدنيا تلف وتدور بيه وهو حاسس انه معدش في وعيه من الصدمة .. عنيه مش شايفه غير الفراغ ونظرات المدير بتستفهم حالته أو بمعنى أوضح بتستفهم منين عرف اسم البنت اللي يبدو أنها انضحك عليها لكن هو دلوقتي ملوش أدنى علاقة بالبنت أهم حاجة الشنطة وبس وإلا هيشيلوه من منصبه؛ أهم حاجة الدولة متتأثرش بأي شكل من الأشكال فبالتالي مش هيفكر في البنت !
رفع أيهم رأسه مبتسما وكأن شيء لم يكن مما جعل الصدمة تحلق على ثنيات وجه المدير: انا عارف الكلام ده كويس اوي ومش منتظر توضيح .. إنما سؤال بيتردد جوايا دلوقتي؟
المدير بتنهيدة: اسأل؟؟
أيهم: قولتلي يكون في علمك؟! وقبلها قولتلي انك مش محتاج توضحلي... فأنا أفهم ايه من التنقد ده؟
المدير بضيق: افهم اللي تفهمه يا أيهم احنا مش هنهرج الشنطة أهم حاجة لازم يكون كل تركيزك عليها
أيهم بتحدي: وليه المعلومات المسروقة تكون كل هدفي؟ ليه مش البنت؟
المدير: هعمل ايه انا بالبنت؟ احنا داخل جهاز مخابرات لو سعادتك لسه فاكر؛ يعني الحاجات اللي اتسرقت دي ممكن تهد البلد فوق دماغنا؛ وبعدين من امتى يا سيادة المقدم بتهتم بواحده بالشكل ده؟؟
أيهم بقهقة: من نفس اللحظة اللي سعادتك اجبرتني ولا كنت مسميه ايه حضرتك اه اه لويت دراعي علشان سيادة الملازم تطلع معايا مهمه كانت صعوبتها انا نفسي متخيلتهاش في أبشع كوابيسي !
نظر له المدير بغضب: سعادتك بتهددني ولا ايه؟ بطل تنكش في القديم؛ انت كان لازم تحس انهم طبيعيين جدا وطبيعي في أي لحظة تتحط تحت ضغط عملهم معاك.. ولا عند سعادتك رأي تاني؟؟
أيهم ابتسم: معقوله كل ده ومتعرفنيش يا سيادة المدير؟ أنا أيهم اللي مبهددش؛ أيهم اللي اديتوله كارت أحمر انا وسعادتك أعلم عطيتهولي ليه؟!!
المدير بحنق وضيق شديد: كنت عارف ان الكلام معاك مش هيودي ولا هيجيب؛ افتكر يا أيهم اني المدير بتاعك ومش بلعب معاك
أيهم ببرود: وهو حضرتك شايفني جاي بكرة كفر وبقولك هنلعب شوت؟!
المدير بحدة: مش موضوعنا؛ الضابط اللي دخل حدود البلد وقعد فيها حوالي 7 سنين من أخطر ضباط جهاز المخابرات الإسرائيلي ..
أيهم باندماج وبطل تهريج وتحدي وانخرط في شغله وحتى لو المدير كلفه بالشنطة بس فهتكون مهمته الشنطة وبس ومش أي حاجة تانية!! حبيبته اختارت وهو طبيعي مش عايش حياته علشان يصحح أخطاء الكل: اومال إسباني الجنسية ازاي؟؟
المدير: والدته إسرائيلية كانت متجوزه إسباني وبعد وفاته انقلبت الآية وبقى الضابط عدو لجهاز المخابرات الإسباني لما ضغطوا عليه بطريقة غير مباشرة؛ لكن ذكائه اسعفه واخدها من قصيرها وبقى تابع لجهاز الاستخبارات العامة الإسرائيلية
أيهم: تمام اوي ..
المدير: أول سؤال انت وجهتهولي لما دخلت .. البنت اسمها ايه؟ يعرفها ازاي؟ صح كده؟!
أيهم بابتسامة لعوبه: استبعدت الشك في شخصية البنت ليه؟؟ مش جايز يكون ليها ايد؟؟
علم المدير لهجته التي توحي بالمكر الشديد وخبثه الغير منتهي وأنه يتحدث بهذا المنطق ليجرجر لسانه بالكلام حتى يؤكد صدق حديثه فأطلق تنهيدة طويله ثم هتف: البنت أضعف بكتير من أنها تخون؛ دي غلبانه ملهاش ف الطور ولا ف الطحين؛ كانت من سكان الأماكن الشعبية بت فقيره بتشتغل مهندسة في شركة المقاولات التابعة ليكم ! لحد ما ربنا كرمها وقدرت تخرج من الحارة لشقة في أكتوبر؛ وهناك قابلته والظاهر أنه رسم عليها دور العاشق واتجوزوا
اتنفس أيهم بقهر وأغمض عيناه حتى يستطيع الصمود والسيطرة على أعصابه التالفة... لتاني مره يتحط في نفس الاختبار ويختار البلد على حساب اللي بيحبها؛ ياترى غزل هتضيع منه هي كمان؟! هو اصلا عنده استعداد يتجوزها بعدما اتجوزت؟.. عنده استعداد يرجع يحبها زي الأول؟.. عنده نفس وطولة بال يدي نفسه فرصة يشوف غزل مجنونته معشوقته ملازه الآمن؟! هيدي نفسه فرصة يشوف تايمة البريئة بتاعته اللي هي مملكته ولا خلاص براءتها اختفت؟ طالما اتجوزت غيره؟؟
اختبار أصعب مما كان يتخيل؛ ضحى بالأولى بس إلا غزل مش هيقدر، مش هيقدر يضحي بيها؛ عقله مش بيدي فرصة لقلبه ينعش احساسه من ناحيتها مره تاني إلا أن عقله بيسيطر ويقوله انك مش هتستحمل تتجوزها متجوزه قبلك؛ يبقى دلوقتي مفيش طريق تسلكه غير انك تسمع كلام المدير وتنقذ البلد وترجع الشنطة وغزل بكرا ترجع لبيتها وحياتها !
المدير: معلوماتنا بتقول انه مش هيفضل مقيم في إسبانيا كتير؛ كلها يومين أو تلاته بالكتير ويرجع لإسرائيل
أيهم بتنهيدة مريره مصحوبه بالحنق والحزن العميق: تمام؛ امتى موعد سفري؟؟
المدير: محددتش لسه؛ طبعا يا أيهم عارف انك اتهلكت وتعبت مقدر موقفك وتعبك حقيقي، ومش أي حد يستحمل كل المهام تكون بالصعوبة دي وجايز يكون كل اللي بيدور في عقل حمزة باشا اني ضاغط عليك؛ لكن لولا انك كفء وانا وكل الأكاديمية اتعودنا منك على شجاعتك مكنتش هفكر مجرد تفكير فيك؛ غير كده قوتك دي وعدم خوفك من أي شيء بيدفعني كل مره اني اخليك تواجه أصعب المهام؛ المهمة دي رفضت اسندها لأي حد غيرك لأن مفيش حد جدير بأنه يفوز بيها غيرك.. لياقتك البدنية لباقتك في الحديث بإتقان للغتين دافع قوي انك الوحيد اللي هتقدر تنجح ببراعة زي ما اتعودت عليك
أيهم بيسمع الكلام ده كله بملل مريب وضيق شديد: ربنا يقدرنا على فعل ما بوسعنا؛ ده واجبنا وبس تجاه بلدنا
المدير بابتسامة: يلا يا بطل بكره بإذن الله ترجع لفريقك مستنيكنك بفارغ الصبر.. بكرا هترجع تدربهم وأول معلومة توصلني هبلغك
رفع أيهم يده بتحية عسكرية معتادة ثم خرج من المبنى بسرعة البرق .. أخرج هاتفه ليطلب عدي حتى جاءه رده بعد ثوان: لزقت عندك ولا ايه؟؟
عدي: انت فين اتأخرت؟
أيهم: في العربية هات أيهم وانجز .. قفل الخط ثم ظل لبرهة قليلة ينظر للاشيء وعيونه تلمع بحزن عميق
...........
في فيلا العسيلي
جلسا على طاولة بيضاء في حديقة الفيلا أمام حمام السباحة يتحدثا سويا
همس بضيق: تاني يا حمزة نفس الموضوع؟؟
حمزة باستنكار: ليه مضايقك اوي كده؟!
همس باستنكار مماثل: انت شايف انه ميضايقش؟ الموضوع عادي بالنسبالك؟
حمزة: طبيعي جدا يا همس؛ الست جالها انهيار عصبي حاد وشلل نصفي يعني أكيد مبتقدرش تخدم نفسها حتى
همس بغيظ: واحنا مالنا؟! بنتها غلطت ودلوقتي بتتعاقب؛ شيء مفروغ منه ميخصناش اصلا؛ فليه شاغل بالك للدرجة دي؟
حمزة بذهول: وانتي من امتى بتفكري في نفسك بالطريقة دي؟
همس: مبفكرش ف نفسي يا حمزة؛ وانت عارف كده كويس لكن يظهر ان انت اللي مش عايز تفهم وجهة نظري ..
حمزة: وجهة نظر ايه هااه؟ بقولك مريضه يا همس مريضه بتنازع الموت وتقوليلي بنتها بتتعاقب؟؟
همس: أعمل ايه يعني؟ اقولك روح أفرج عن بنتها مثلا؟ هو السجن ده بتاع أبويا؟؟
حمزة بغضب: انتي ازاي بتتكلمي كده؟ أنا غلطان اصلا اني فكرت ادخل في نقاش مع طفلة زيك.. عن إذنك
قام مشي وهي قعدت مكانها بتبص لطيفه بغيظ وهي نفسها تضربه هو عايز يعمل ايه؟؟ عايز الحكم يخف عن ميار؟! عايزها ترجع لوالدتها؟ بحجة أنها مريضه وبتصارع الموت؟ هو ده اللي عايز يعمله؟ في الف فكرة وفكرة ممكن يساعدها بيها غير أنها تخرج من الحبس !!
دلف أيهم وصغيره الذي مازال يحدثه كثيرا ولكن أيهم لم يكن بكامل تركيزه مع الحديث فقط يبتسم له ويحاول مداعبته حتى لا يشعر بأنه بعيد عنه تماما
الساعة دقت 12 بالليل وأيهم في شقته بيشرب الخمرة والسجاير زي المجنون... عايز ينسى حتى اسمه؛ لحد ما سكر خالص واغم عليه من كتر الشرب
تاني يوم رجع الفيلا الصبح بدري والكل كان نايم فدخل اوضته وقعد في تراس الغرفة على الكرسي الدائري الذي يتوسطها وهو بيتنفس دخان سيجارته المسمم .. بيسحب منها نفس طويل ويخرجه كله مره تانيه وهو مش شايف ادامه غير صورتها .. ضحكتها .. طفولتها .. صراخ الفرحة اللي بيطلع منها لم بيعملها مفاجأة بسيطة؛ كل شئ فيها وحشه بس دلوقتي خلاص مبقتش بتاعته؛ كل ده راح لحد تاني.. كل الحب اللي كان بيفيض من عنيها بقى ملك حد تاني؛ ملكش حتى الحق انك تمسك ايدها تعديها من على الكبري المكسور قبل حارتها؛ ملكش حق انك تاخدها في حضنك لما بتتعب وتجيلها الحالة؛ حتى مفيش صدفة هتجمعكم؛ ولو صنت عشرة التلات سنين اللي ما بينكم وانقذتها ورجعتها مصر؛ ياترى قلبي هيقبلها مره تاني؟ ياترى انا هقدر اتجوزها وأجيب منها أطفال أو حتى أن شالله كلاب لولو..؟ ولا هحس الموضوع صعب عليا؟
حمزة: تاني رجعت تشرب القرف ده؟ انت ايه مبتشبعش؟
أيهم بواقعية: انا مبتطلتش اصلا ..
حمزة بضيق مغلف بالغضب الشديد: وبعدين معاك بقى؟!؟ انت ايه؟؟ مش هتبطل القرف اللي غرقان فيه ده؟
نفخ دخان سيجارته في الهواء ثم غمس ما تبقى بالطفاية وأخرج أخرى يشعلها باندماج: يا برنس انا مرتاح كده .. متخافش عليا وانا هبقى زي الفل !
حمزة بغضب: قولي بتفهم بأي لغة وانا اكلمك بيها؛ سيب القرف ده من ايدك وكلمني؟!
أيهم بهدوء ساب السيجاره وبصله واتكلم بكل بساطة: حمزة يا حبيبي هدي نفسك؛ دي سيجارة... دخان مش أكتر..!
كان خارج فمسك حمزة ايده بغضب ولفه ناحيته: استنى هنا؛ عايز تثبت لنفسك ايه؟! انك كده كويس؟؟
أيهم بابتسامة موجوعه مقدرش يخبيها عن أخوه اللي ملاحظ تعبه بوضوح وضيقه وأنه ماسك نفسه قبل ما ينهار..: اه كويس؛ وكويس اوي كمان .. مالك يا حمزة محسسني إنها أول مره؟؟
حمزة: ولما هي مش أول مره؛ عامل في نفسك كل ده ليه؟
أيهم: معملتش حاجه؛ بس رجعت زي ما انا لأني اكتشفت اني مينفعش اتغير... أبسط شيء علشان شغلي
حمزة باستنكار: شغلك؟! ولا اكتشفت ان الحياة صعبة من غير اللي بتحبها فبتحاول تهرب؟؟
أيهم بتنهيدة: مبهربش يا حمزة ومش أنا اللي يهرب علشان واحده اختارت تعيش حياتها على حساب قلبي.. مش كنت بتنصحني أعيش حياتي وانسى أوجاعي؟ أهي هي دي حياتي؟
حمزة بيأس: غبي وهتفضل طول عمرك غبي.؛ خلاص انا معاك هي اختارت تعيش حياتها وأنتهى الموضوع؛ ليه رجعت بالسوء ده؟؟ معندكش إجابة صح؟ صدقني مبتخسرش حاجة غير دنيتك ودينك وحط مية خط تحت كلمة دينك دي؛ قولي يا أيهم دينك سمحلك تعمل اللي بتعمله؟ انت غرقان في دوامة أحزان بتأثر على كل حاجه؛ اللي جاي واللي هييجي؛ وحتى الموت.. مفكرتش مره لو مت وانت على معصية هتقابل ربنا بأي وش؟؟ قولتلك الكلام ده بدل المره ألف وكل مره بنرجع من الصفر وكأننا بننفخ في قربه مقطوعة؛ النفس بيخلص وهي مبتتأثرش؛ بالضبط ده حالك
أيهم: اوك يا حمزة انا حالي مقلوب... خلاص اشطا عارف
حمزة بغضب: هتفضل لامتى متجاهل حقيقة قرف'ك ووسا'ختك؟؟
ضحك أيهم واتجه ناحية غرفة الملابس يخرج ملابسه الرياضية بعناية مستعدا لممارسة رياضة الجري: حاضر هبطل متتعصبش بس وهدي نفسك؛ إلا صحيح قولي عملت ايه مع السكرتيره؟
ترك حمزة غرفته بعدم اكتراث لحديثه السخيف وهو يشعر وكأن القهر ينهش بأوصاله
ارتدى ملابسه وقام بوضع الهاند فري مستمعا للموسيقى الحماسية التي ظن أنها تستطيع قتل تفكيره وإلا سيجن جنونه من عدم توقف عقله عن التفكير؛ وضع قبعة السويت شيرت وخرج من غرفته ليجد أيهم ابن أخيه ينظر له بعدم رضا وهو لا يختلف عن زيه الكثير فضحك: ايه اللي عامله في نفسك ده؟
أيهم بامتعاض: ماذا؟ أ تظن اني سأتركك؟
نزل لمستواه يعدل من ملابسه بحب: حد بيلبس كده..؟
...........
بإسبانيا
كانت تجلس بالغرفة يؤنسها دمعها المقهور على حالتها وهي لا تعلم أين ذهب ذلك المدعو إيثان... فوضعت الهاند فري وأغمضت عينيها تستمع إلى آيات القرآن الكريم حتى أنها لم تسمع صوت الطرقات بخارج الغرفة
إيثان بابتسامة: صباح الخير؟
غزل: ______
إيثان باستغراب وهو يقترب منها فهزها بخفة ففتحت عيناها بفزع: غزل؛ حبيبي انتي مش سمعاني؟!
قفذت عن السرير قائله بصراخ: ابعد عني متلمسنيش
ابتعد عنها وهو يشعر بالفزع من حالتها تلك: اهدي طيب اهدي مش هلمسك
بقيت تطالعه وهي مازالت تقف على السرير بغضب واستفهام يحتاج لتبرير لما فعل هذا؛ امتعاض من تصرفاته الغير مفهومه بالمره..
إيثان بابتسامة حنونه: تمام كده؟!
غزل بغضب حارق وتحدثت كالمجنونة: انت عايز مني ايه؟
إيثان بنفس الابتسامة الهادئة: والله هقولك... انتي كل اللي عليكي اهدي وتعالي نتغدى اوك؟
غزل بغيظ: ملكش دعوه بيا ولا بأكلي
إيثان بحب: يعني ممكن نتكلم عادي؟!
غزل: انت عايز ايه؟؟! خطفتني من مصر ليه؟
إيثان بضحك: خطفتك ايه؟ احنا اتجوزنا زي اي اتنين متجوزين !
غزل بغضب: انت يهودي كافر... متجوزليش؛ مينفعش اتجوزك.. انت حتى لو مصري عربي وأخر إنسان ع الكوكب مش هتجوزك لأنك كداب ومنافق
إيثان بابتسامة بارده: تؤتؤ اليهودي مش كافر.. اليهودي من أهل الكتاب .. يجوز
غزل بغيظ وغضب جحيمي: يجوز ازاي؟؟! انت مجنون؟ ايه اللي يطمن في انكم هتتقوا الله فينا وانتو اصلا متعرفوش ربنا؟
إيثان بتعجب: القصد؟!
غزل: ربنا بيقولكم اقتلوا الناس بدون وعي؟ ربنا بيقولكم اشربوا الخمور؟ اغتصبوا البنات؟
إيثان بنفس الاستغراب والدهشة: واحنا عملنا كده امتى؟؟
غزل بنرفزة: اومال الفلسطينين دول ايه هااه؟! مش بشر؟ مين بيقتلهم ويشتت شملهم ويشردهم ويسفك دمهم ويحرق بيوتهم ويدنس عرضهم؟ ما ترد؟؟
إيثان: احنا مبنعملش كده أبدا يا غزل؛ انتو فاهمين منطقنا غلط..
غزل بسخرية: بجد والله؟؟ ممكن دليل بسيط اد كده هو ( أشارت له بسبابتها وإبهامها ). أن ليكم الحق تقتلوا نفوس بريئه ملهاش ذنب في انكم عنصريين متحكمين؟
إيثان بسرعة: لالالا اليهودي مش عنصري ولا متحكم.. اليهودي عنده مبدؤه الخاص وهو أنه استحالة يسيب حقه لأي دخيل أو معتدي.. لكن انتو كشعوب عربية اتعودتوا انكم تطمعوا
غزل باستنكار ورفعة حاجب: انت مقتنع بصدق كلامك؟
إيثان بابتسامة: طبعا يا حبيبي لأني لو مش مقتنع مكنتش هقوله
غزل: طب تمام احنا طماعين اتجوزتني ليه؟؟ عايز مني ايه؟
إيثان بحب: علشان حبيتك يا غزل؛ انا حاسس ان حبك لعنة وصابتني..، ولازم ولابد هنكمل حياتنا سوا
غزل بصراخ وبكاء هستيري: حياتنا ايه اللي نكملها انت مش ممكن تكون إنسان طبيعي؛ قولتلك حرام حراااااام أفهم بقى.. جوازنا ده ملوش اصل ولا فصل؟ رجعني مصر !
قهقه إيثان بصوته كله: واتجنن انا بحبك؟ احنا هنفضل هنا عمرنا كله .. هنقضي حياتنا سوا بكل حب
غادر الغرفة فوقعت هي على السرير مكمله رحلة عذابها وتألمها في صمت وهي تتذكر حالها منذ تركها لحبيب قلبها وكيف كانت أيامها بصحبته
.............
حالة من الحماس والشغف مشتعلة بنفوس أولئك طلاب كلية الشرطة الجدد وهم يستفسرون عن الاسطورة الذي طوال فترة دراستهم يتمنون رؤيته يستمتعون عند ذكر لقبه فقط بحديث على الألسن لأنهم وأخيرا وجدوا من يجيبهم عن أسئلتهم ليطفئ حماسهم هذا أو يقلله بعض الشيء .. الأسئلة تتردد من لسان كل شخص وكل واحد من الحضور في الصالة الضخمة التي شملت أكثر من 10000 طالب وقائد ولواءات وضباط من كل الفئات يتحدثون عنه؛ يتهامسون بإنجازاته
المدير بخفوت: فين أيهم يا جاسم؟!
جاسم: أيهم مبيتأخرش فاضل على ميعاده سبع دقايق
المدير: اوك... اتفضل القي كلمة قبل دخوله
جاسم: علم وينفذ سعادتك .. وقف جاسم على المسرح ليكن في مواجهة هذا الجمهور الحافل بنظرات الحماس المتزايد والشغف الامتناهي ليبدأ بإلقاء كلمته محيي الكل ثم بدأ يسرد حديثه عن صديق عمره ويتلقى أسئلتهم بهدوء وابتسامة الفخر تزين وجهه فهو أيضا صديق مخلص غير أناني بالمره
لف الصمت القاعة بعد سؤال سُطر ليجعل الكل منصت في اهتمام ولمعة الإعجاب بهذا السؤال التي كانت تلمع بأعينهم واحدا تلو الأخر نقلهم من جو الملل والأسئلة المعتادة إلى جو مشحون بالاثارة والجنون والتطلع إلى إجابته
" لقد سمعنا أن مهارات سيادة المقدم كانت في مثابة مستحيلة فهل دفعه هذا للتغلب على أخطر أجهزة المخابرات على مستوى العالم حقا طبقا لما سمعته آذاننا .. أم أن ما طرق الأذان والأذهان مجرد تقوية لإسمه وسمعته "
تبسم جاسم بسمة عريضة ثم هتف متسائلا: ممكن مجاوبش؟
تعالت الأصوات معلنه عن الرفض القاطع والكل يطالب بأهمية إصداره للإجابة فورا والمدير يطالعه ببسمة فهو يعلم أن طبعه المرح لن يغيره الزمن أبدا
جاسم: هنستفيد ايه لو اللي سمعته اذانكم مجرد تقوية لإسمه وسمعته؟؟
فكان كل ما سيطر على الوجوه هو معالم الصدمة عندما أخبرهم بطريقة مبطنه أن ما سمعوه صحيح لا يحتمل الخطأ أبدا
ثم ما لبث أن سلطت الأضواء على الباب عقب دخول أيهم كالوحش بثقته في نفسه الا متناهيه مما جعل جميع الأعين تراقبه في ذهول وصمت يحلق على أفواههم وهو غير عابئا بهم ولا بنظراتهم أبدا... لقد اعتاد على أمثالهم !
ولكن هناك نظرات حاقده تتمنى تفجيره وتفجير غروره ذاك ..
جاسم بفخر: أقدملكم سيادة المقدم أيهم العسيلي.. ولا اقول يا تنين؟؟
المدير مؤيدا رأي جاسم: ايوا صحيح... تحب اناديك ب ايه؟
أيهم ابتسم ابتسامة خفيفة حتى ما ظهرتش أسنانه متحدثا بخفوت: أيهم بس !
حلقت الصدمة ثنايا وجه المدير فلمس يده دون أن يرى أحدهم: جسمك مش سخن؟؟
كادت تنفلت ضحكاته المهلكة إلا أنه استطاع كبتها فحمحم قائلا بهدوء: النظرات علينا
جاسم بغتاته: متعرفش تيجي دقيقة بدري عن ميعادك؟
أيهم بامتعاض: هعرفك عليا من جديد حاضر
كفوا عن الهزار والضحك وبدأ أيهم بصعود المنصة يلقي كلمته بهذا الحفل الذي صنع خصيصا لأجله... ليتم تكريمه
حضر الحفل حمزة وهمس .. عدي وفاطمة .. سامر وشذا الذين كانت ابتسامة الفخر تزين وجههم كلهم
شذا: يخرب بيته موز
سامر بصدمة: نعم نعم يا روحي؛ ماله؟؟
شذا بعدم اكتراث: لا يا معلم لقيتك مش منتبهلي قولت ألفت نظرك ولا حاجه؟؟
سامر بغيظ: غوري يا شذا.. اتقلبي بعيد عني
شذا بغتاته: الااااا قاعدة على قلبك ومربعه
نظر لها عدي مطولا ثم أردف بحب وهو يرى معالم الضيق تعلو قسمات وجهها: حبيبي مالك؟
فاطمة: افتكرت غزل !
اتنهد عدي بضيق فشل في كبته: دلوقتي ترجع
فاطمة بصتله شويه ومسألتش سكتت وهي عارفه انه مضايق ومخنوق أكتر منها؛ هي بتحس انه علاقته بأيهم مش مجرد صداقه أو صحوبية والسلام؛ كأنهم روح وحده؛ نفس الجنون نفس التفكير الخبيث نفس المهارة كل شيء واحد كأنهم فوله واتقسمت نصفين متماثلين
عدي: سكتي ليه؟! غزل أكيد حياتها أحسن هي لقت اللي يحبها ويقدرها ودلوقتي تعيش حياتها معاه وهتنسى؛ ولما يتقابلوا صدفة هيضحكوا على أيامهم سوا
رفعت حاجبها مستنكره حديثه: انت بجد متأكد من كلامك ده؟؟
عدي بابتسامة جذابة: بصراحة مش متأكد اوي
فاطمة بصتله وبعدها بصت لأيهم اللي بيتكلم مع مديره ومجموعة من اللواءات قبل أن يقف ليلقي كلمته التي انتظرها كل واحد بالحفل: هو بيحبها؟
عدي بتنهيدة: مشكلته أنه محبهاش؛ اتجنن بحبها ودلوقتي بيتألم بسبب فراقها
فاطمة باستنكار ورفعة حاجب: افندم؟ متبررش لصاحبك موقفه يا عدي؛ مين بيحب حد يعمل فيه كده؟! والأدهى من كدا تفريطه فيها وصعبان عليكم؟
عدي: حبيبي انا .. مببررش موقفه؛ غير كده أيهم مبيحبش يشوف نظرة عطف أو أنه صعبان علينا زي ما بتقولي أبدا؛ بالنسبالة قتل قتيل ولا أنه يشوف النظرة دي في عيون حد؛ لكن انا هبررله موقفه ليه؟ دي حياته وهو حر فيها .. اه هي صاحبتك بس دلوقتي حياتها اتغيرت لما اتجوزت واحد بيحبها .. كذلك هو صاحبي لا مش صاحبي هو بالنسبالي كل حاجه زي ما انا بالنسباله كل حاجه؛ لما مكنش في حد في حياتي كان أول واحد اشاركه همي ولجأتله بدون ما أفكر.. وطبيعي ...
فاطمة باقتضاب من نفسها انها ضايقته حتى لحظة فرحه: عدي انا آسفه متزعلش مني... مقصدش اضايقك والله
عدي بحب: قلب عدي دي ولا ايه؟؟
فاطمة: اتلم احنا مش في بيتنا
انطفت جميع الأنوار ليندمج الكل وتبقى أنظارهم كلهم مسلطة على الضوء الذي أضاء المسرح فحسب على هذا الوسيم ذو الجسم الممشوق والعضلات المفتوله ليبدأ بالتحدث لبرهة قليلة حتى أنه توقف فتوقفت معه قلوبهم أجمع... ليكمل حديثه قائلا: انا هنا النهاردا مش جاي اتكلم عن نجاحي أو نجاح حد واسرد ليكم سطور انكتبتلي؛ وحفلات التكريم دي سيادة المدير أعلم بيا أنها مبتدخلش مزاجي لأني مبحبش أكون البطل في نظرات حد؛ انا بأدي عملي لأني خضت حرب علشان أكون في المكان ده دلوقتي لحبي الشديد في المجال ومش علشان أقف قدامكم احكي عن نجاحي أو اسرد قصة قصيرة كانت سبب في وجودي في المكان ده؛ إنما السبب اللي جابني هنا واني واقف وسطكم دلوقتي اني عايز أعرف سبب تعلقكم الشديد بإنسان درستوا عنه في الكتب بس..؛ شخصية جوا كتاب اتعلقتوا بيها لكونها لسه على قيد الحياة؛ منكم عايز يسمع مني شخصيا عن تجاربي في كلية الشرطة ومنكم عايز يستفسر عن حياتي الخاصة ومنكم شايف أسطورة عالمه .. إنما أنا مش جاي محفز ولا انا من تبع التنمية البشرية علشان ادي دفعة أمامية؛ ده حقيقي حصل وانا واقف معاكم لأني منكم؛ لكن الشيء المختلف اني فعلا أسطورة مجالي؛ سبق وقلت اني مش جاي علشان انعش آمالكم وأحفز روحكم المعنوية احنا في كلية قاسية مفهاش دلع وطبطبه... واللي عنده استفسار يتفضل انا بنفسي معنديش مانع أجاوبكم على أي أسئلة حابين تعرفوا اجابتها؛ لأن الوقت ده انا خصصته ليكم
الكل مذهول منه ومن لباقة حديثه حتى لو اشتمل على غرور أو كبر هم كانوا متوقعين ايه؟ لكن مش دي غايتهم؛ هم غايتهم وهدفهم الوحيد شخصيته اللي يظهر أنها شخصية صارمه جدا مبتهزرش؛ ده بخلان عليهم بالكلمة الحلوة .. بخلان عليهم بكلمة تحمسهم؟؟
بدأت الأسئلة بسؤال أحد الطلاب الذي مازال بالسنة الأولى يسأل بارتعاش وارتباك ملحوظ: كنت شايف نفسك .. احم في مجال غير المخابرات؟
أيهم ببرود واختصار قصري للإجابة: لأ !
طالب أخر: هل كلية الشرطة بتكون ضغط على الطلبه الجدد؛ بالنسبة لأنهم بينتقلوا من حياة الرفاهية إلى حياة صارمة قاسية ولا بيكون فيما بعد التعود عليها سهل؟
أيهم: تواجد الطلاب فى أكاديمية الشرطة يبدأ بفترة الـ45 يوماً الأولى التى تعتبر هى الأصعب على أى طالب، فهو ينتقل فيها من مواطن عادى إلى شخص ملتزم بقواعد " الميرى " والتى يبدأ من خلالها إكساب الطلاب المهارات وتدعيم انتمائهم لوطنهم وولائهم للمنظومة الأمنية، وبالتالى فإن فترة البداية تكون قاسية نسبياً على الطالب، ولكن يكون هدفها إخراجه من حياة الحرية المدنية دون ضغط ومواعيد والتزام إلى حياة ملتزمة وصارمة؛ لأن طبيعة عمل الضباط شاقة، ولابد أن يتم تدريب الطالب منذ اليوم الأول على تحمل الضغوط أيا كان مصدرها، ويبدأ الطالب فترته فى الكلية بالتزامه بمواعيد النوم والاستيقاظ وحضور طابور وتمرينات الصباح بهدف تنشيط الدورة الدموية للطلاب والحفاظ على أعلى لياقة ممكنة لهم، ويتم ذلك بشكل تدريجى تصاعدى بداية من الفرقة الأولى حتى الفرقة الرابعة، لكن هذا لا يعنى أن حياة الطلاب فى الأكاديمية وكأنهم فى معتقل أو سجن كما يتصور البعض، ولكنها قد تكون شاقة نسبيا على الشخص المدنى، وهذا طبيعى لتأهيل الطالب للعمل فى ظروف شاقة فى مختلف الأماكن، والطلاب لا يتعرضون للإهانات كما يشيع البعض .. فكلنا هنا نعمل من أجل الحفاظ على القانون الذى يطبق على الجميع، والطلاب كلهم سواسية ومن يخالف القانون يتعرض للعقاب، إضافة إلى أننا جميعا نعيش معا فى نفس المكان .. ونأكل الأكل نفسه .. ونقوم بنفس التمرينات الواجبة علينا، بداية من رئيس الأكاديمية حتى كل صف التدريس والإشراف، والمطلوب هنا هو تخريج ضابط ملتزم يعرف معنى الواجب ولا يقصّر فيه أبدا... بالإضافة إلى أن أكيد السبب اللي دفعه لدخوله كلية الشرطة هيحببه فيها بالرغم من صعوبة الموقف وأعمال الضباط الشاقة؛ لأنه هو اللي اختار ومش مجبر على أنه يكون في مكان بدون ارادته
صقف جاسم واتبع ذلك بصفير ليعلو من بعده صوت تصقيف القاعة بأكملها ووقوف الكل بتحية عسكرية مرموقه لهذا الوحش الثائر
حمزة بابتسامة وهو بيحضن أخوه اللي جري عليه أول واحد وكأنه مش مجرد أخ عزيز..؛ لا هو كل شيء؛ هو سندي وضهري زي ما انا بالنسبالة مقلتش قدرا عن ذلك: مبارك يا أيهم.. ألف مبروك يا سيادة المقدم
ابتسم أيهم بفرحة: مقدم ايه؟! انا أيهم ابنك اوعى تنساني؟
همس بمشاكسة: طب ايه طيب؟! ده جوزي انا على فكرة
خبط أيهم كفيه ببعضهم بنفاذ صبر: هو حضرتك شيفاني السائحة ولا حاجه؟!
.....: هل لي أن أخذ من وقتك ثوان مسيو حمزة؟!
التفت حمزة لمصدر الصوت ليرى ابنة اللواء فتبسم بهدوء: بالطبع تفضلي؟
همس بغيظ وهي تنظر لزوجها الذي اندمج مع البنت ولكنها ابتسمت عندما أحرجها حمزة وجعلها تغادر مكانها على الفور بعدما وقع على إحدى أوراقها: بس بقى اسكت متفكرنيش
حمزة بتوجس: سائحة ايه لامؤاخذه؟!
همس بضيق: السائحة ياخويا اللي كانت عيزاك تشرحلها خريطة حلاوتك أصلها كانت تايهة؟!
قهقه أيهم وحمزة بصخب: يخرب عقلك؛ انا قولت تلاقي الذاكرة عندك ضعيفه
همس بزعل: ع العموم ألف مبروك يا سيادة المقدم
أيهم: لأ ياختي سيادة مقدم ايه؟ أنا أيهم تمام؟؟
همس بضحكه جميلة: اشطا وماله .. لكن هناك لون أزرق تحول للأسود القاتم !
أيهم وهو بيوزع نظراته بينهم: ايه النظرات دي يا حمزة بيه؟
حمزة ضربه على ضهره وجز على أسنانه مما جعل أيهم سيسقط من شدة الضحك: اخرس
صغيره بسعادة عندما حمله عمه إلى صدره: ما الذي عليّ قوله الآن يا أبي؟
ضحك أيهم وقبل جبينه بحنان: congratulations
همس بضيق: هتنسوه اللغة ياعم... قول لعمو مبروك يا حبيبي
هز الصغير رأسه نافيا: لم يخبرني صاحبي بأن عليّ قول ذاك
حمزة: لغتنا أجمل يا أيهم؛ دي لغة القرآن الكريم.. ولما تتكلم بيها أكتر تسهل عليك حفظ الآيات أكتر
الصغير مستفهما: أ حقا؟!
هز حمزة رأسه مبتسما بتأكيد فنظر الطفل لعمه الذي ابتسم له مؤيدا رأي أخيه: بالطبع
عدي: سلموا دا احنا حتى قرايب؟
سامر: يابني احنا ولاد البطة السودا مش اد المقام؟
حمزة باستنكار: هو مين اللي يبارك لمين؟
أيهم: انا اللي هبارك فوق دماغهم
عدي: حقود ياباااي؟
شذا بابتسامة: أيهم؟ الف مبروك... من نجاح لنجاح بإذن الله
أيهم بابتسامة جذابة: الله يبارك فيكي يا زوزه
سامر بغيظ: ما تتلم بقى ياعم التقيل؟ ولا هو عشان مغسل وضامن جنة هتسوق فيها؟
أيهم ضحك: نيتك هي اللي سودا؛ يابني شذا دي كانت صديقة طفولة من قبل ما انت تشوفها اصلا؟
وضع سامر يده على كتف شذا بتملك متحدث بكل برود: وخلاص ياخويا قفلنا ع الموضوع وشفتها؟؟
أيهم بعدم اكتراث: اولعوا ياخويا؛ في داهية
فاطمة باقتضاب وتكشيرة: مبروك يا سيادة المقدم.. ألف مبروك
أيهم باستغراب: الله يبارك فيكي
فاطمة بدون نفس: مستغرب كدا ليه؟!؟
أيهم بنفس الاستغراب والدهشة: هو فيه بينا كلاش لامؤاخذه؟
فاطمة بغيظ: لأ العفو
أيهم استغرب تاني برضو: اومال ضاربه في وشي بوز تسعة ونص متر كده ليه؟
فاطمة وهي تضغط على أسنانها بغيظ: مودي كده؟!
عدي: خلاص كفاية نقار لحد كده
همس بهدوء وصوت هامس: كفايه يا فاطمة هو كمان مضايق مش شيفاه عامل ازاي؟؟
فاطمة بغيظ ونفس الهمس: هو اللي زي ده بيعرف يضايق؟؟
أيهم بضيق شديد من نظراتها ليه اللي مش شايف فيهم غير احتقار وبس وعنيه مركزة مع كل حرف شفايفها بتهمس بيه: هي البتاعة دي مش ناويه تخلص؟ حفلة ناشفه؟؟
كلهم في نفس واحد حتى فاطمة اللي كانت بتبصله ونفسها تخنقه أو تجيبه من شعره اللي فرحان بيه ده: نطريها ازاي سعادتك؟!
...........
الحفلة خلصت بعد تكريم أيهم اللي العنين منزلتش من عليه وده مخليه طول الوقت مضايق ومتنرفز لأنه حاسس انه متراقب بسبب نظراتهم؛ اتصورا كلهم صور جماعية مرسوم فيها البهجة والسعادة على وش كل واحد فيهم إلا هو بيبتسم بمجامله لأنه حتى مفهوش نفس يطلع ابتسامة حلوة... وكذلك حمزة اللي مراقبه طول الوقت وشايف في عنيه وجع مشافوش في عيون أخوه قبل كده أبدا حتى حوار أنه بيشرب علشان ينسى واحده قبل كده غلط وحبها مكنش صح في معظم الأحوال هو بيشرب بس علشان ينسى حادث موت والده ووالدته اللي مش بيفارق تفكيره لحظة؛ لكن اللي حبها في الأول دي كانت في فترة طيش منه؛ يعني حبها أو محبهاش كان سيان بالنسباله ومش فارق في شئ هو اتخذها مبرر لإنحرافه ناحية الغلط
حمزة باستغراب: مش هترجع معانا؟!
أيهم: مشوار صغير
رفع حمزة أنظاره نحوه ببطء فكانت تحمل التحذير ليبتسم أيهم بخفة: عارف
...........
وقف أمام منزلها ينظر للعمارة بشيء من القهر والحزن الشديد... تعلقت انظاره بالدور المقيمة به ينتظر منها رد؛ ينتظرها تخرج له من بلكونة غرفتها يتبادلن الرسائل ببسمة تفيض بالحب
كانت خارجة من العمارة وقفت تنتظر تاكسي يأخذها من هذا المكان الذي لا تجد به سوا سخرية وإهانة من ذاك المتعجرف الكبير !
وقعت أنظارها رغما عنها على السيارة الفارهة فتعجبت ثم تذكرت شيئا جعلها تضرب مقدمة رأسها تلعن غباءها: عادي يا كامي عادي عربية؛ معفنه بكرا تتوظفي ويبقى عندك ست ستها؛ اه وماله حاضر دي حتى مبتشوفيهاش في أحلامك؛ بصي استرجلي كدهون بلا عربيات بلا كلام فاضي؛ ياربي بس العربيات دي مكنتش بشوفها غير مع ابن المحظوظة اللي اللهِ ينشك في قلبه
أيهم: أكتر من كدا؟ وانا اقول مالي مريض ليه؟ اتاري من دعواتك عليا؟؟
شهقت كاميليا بفزع ففتحت عيناها بقوة من شدة الصدمة: انت هنا بتعمل ايه..؟! امشي يالا بدل ما ألم عليك امة لا إله إلا الله
أيهم بذهول: بس بس اخرسي .. انتي لسه عايشه في جو الحارة؟ لا وبتقوليلي يالا؟؟
كاميليا: امشي ياد بدل ما اعورك... ايه القرف ده ياربي ع الصبح؟
أيهم: بت لمي لسانك واقفي معوج واتكلمي عدل؛ اسمك كاميليا مش كده؟
كاميليا بغرور: غنيه عن التعريف .. اتفضل بقى يا أخينا
أيهم بقرف: اي شلق؟ أنا غلطان اني وقفت اتكلم مع واحده زيك جاتك البلى
كاميليا بصتله من فوق لتحت باحتقار: مع السلامة ياخويا؟
أيهم بتنهيدة: بصي انا عارف طولة لسانك بس عايز أسألك سؤال ممكن؟
كاميليا باهتمام: اسأل كلي آذان صاغية
أيهم: هي غزل اتجوزت بجد بجد؟
كاميليا باستغراب: بجد بجد اللي هو ازاي يعني؟؟
أيهم: كاميليا مش انتي عارفه اني بحبها؟؟
كاميليا: ميمنعش انك سيبتها تتجوز غيرك مع انك عارف اد ايه كانت متعلقه بيك ودلوقتي آسفه لازم امشي
تركته وغادرت إلى حيث منزلها وهو مازال يقف مكانه يطالع الفراغ بنظرات متحسرة حتى ابتلعها التاكسي ليغادر هو مكانه عائدا إلى الفيلا
دلف للداخل ليجد الداده تقابله ببسمة حنونه: أهلا يا أيهم يابني
أيهم بابتسامة: أهلا يا داده
الداده بحب وحنان أموي خالص: مش هتاكل يا حبيبي؟
أيهم بسرعة: أيهم أكل؟!
ضحكت الداده: محدش أكل حمزة بيه مستنيك وكذلك ابنك
أيهم بضحك: هو أكتر من ابني؛ هشوفهم بقى لحسن يدعو عليا مجوعهم
الداده: بالهنا يا حبيبي..
صعد لغرفته ثم قام بخلع جاكيته وحذائه والقاهم على الأرض بعدم اكتراث وبلا اهتمام..، وقف أمام المرآة يخلع ساعة يده ورابطة عنقه وألقى كل شيء بغير محله لتصبح الغرفة أشبه بالزريبة فهو غير مرتب في معظم الأحوال... على حسب مزاجه كيف يوجهه
جذب هاتفه يعبث بصورهما معا وهو نائم بنصف جسده فقط على السرير يقلب الصور باندماج يدندن إحدى الأغاني التي كانت تعشقها وتطلب منه أن يغنيها لها دائما
شعر بأن أحدهم على وشك دق الباب فجذب جهاز التحكم وفتح
حمزة بضيق: هتاكل؟
أيهم ومازال كل تركيزه مع الهاتف: اممممم
حمزة: طب يلا هنخرج نغير جو بدل جو الملل اللي عايشينه ده
أيهم: ع اليخت؟
حمزة: زي ما تحب
أيهم قام وقف بصله وبعدها ضحك: طالما في سمك فأنا مش ممانع أبدا .. ولا انت ايه رأيك يا زميلي؟
لكمه حمزة في صدره بغضب وقد احمرت عيونه: اقسملك انك عايز رباية من أول وجديد
بتلقائية وضع أيهم يده مكان الضربه بضحك: اه انت هتتحول ولا ايه؟!
...........
اليوم عدى على خير ما بين لعبهم وضحكهم وتصويرهم على اليخت وهمس هتموت من الغيظ لأن أيهم صورها صور جميلة وهي عايزه تنزلهم انيستا وحمزة رافض؛ وأيهم بيغيظها لما يتصور هو وحمزة وأيهم فقعدت في ركن بعيد عنهم خالص
حمزة: وبعدين معاكي بقى؟؟
همس بغضب: ابعد عني متلمسنيش
حمزة: اهدي وكلميني... ايه اللي حصل لكل ده؟؟
همس بغيظ: سلامتك؛ يلا ابعد عني وروح شوف ابنك المستفز وأخوك المستفزين !
حمزة غصب عنه ضحك: ايه المستفزين دي؟؟ لغة جديدة لسه ما اتقنتهاش؟؟
همس بحنق وهي تدير وجهها عنه: على فكرة بقى هم صوري مش صورك يعني متدخلش
حمزة بصدمة: نعمممم؟ نهارك أبيض؟ ايه متدخلش دي؟
همس: اهو كده مش زعلتني؟.. جاي تصالحني ليه بقى؟
حمزة بخبث وهو يقبل خدها الذي إحمر بحمرة الضيق: عشان مقدرش اشوفك زعلانه مني
همس زقته بعيد عنها بعشوائية: اوعى كده وبطل كلام الاسطوانات ده
قبل بطن يدها اليمني: روحي انتي .. اللي خلاني مش بخرجك من البيت إلا معايا أو بالعربية علشان محدش يبصلك بعين فتخيلي اتحط في موقف ان العالم كله يشوفك؟
همس: بتاكل بعقلي حلاوة يا حمزة؟!
قربها إليه بشدة وهمس بين شفتيها الكرزية: بيبي.. من امتى ده طبعي؟!
............
في اليوم التالي
وقفت غزل من مكانها فزعة عند رؤيته يدخل إلى الغرفة
إيثان: بيبي عامله ايه النهارده؟
غزل: _______
اقترب منها إيثان فابتعدت بخوف وهي تبلع اللعاب الذي شعرت مؤخرا وكأنه هرب من جوف فمها
إيثان بمكر: مش انتو بتقولوا عندكم ان السكوت علامة الرضا؟ أنا بقى بقول ان السكوت خير إجابة !
كان بيقرب وهي بتبعد لحد ما بقت هي والحيطة واحد فانهمرت دموعها برعب: اا.. ابع.. د؛ عني؛ ار.. أرجوك
إيثان بحب وهو يزيل خصلة من شعرها يضعها خلف اذنها فأغمضت عيناها بقوة لتتحمل ما سيحدث لها: متخافيش مني يا روح قلبي؛ انا بحبك يا غزل مجنون بيكي فأرجوكي بلاش دموعك دي بتقتلني
غزل صرخت وبعدت عنه وهي بتعيط بشهقات وبتصرخ: انت واحد كافر كافر متجوزليش؛ أفهم بقى
إيثان بهدوء: بلاش تختبري صبري أكتر من كده يا غزل وبطلي صراخ
لم تكف عن الصراخ كالمجنونة فقيد حركتها ودفعها على السرير بغضب وبدأ كالمجنون يخلع قميصه ويلقيه بالأرض وعلى وجهه ابتسامة صفراء خبيثة
#يتبع
تعليقات
إرسال تعليق