القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مرارة العشق الفصل السابع عشر17 والأخير بقلم زمردة يوسف حصريه 

التنقل السريع

     

    رواية مرارة العشق الفصل السابع عشر17 والأخير بقلم زمردة يوسف حصريه 




    رواية مرارة العشق الفصل السابع عشر 17والاخير بقلم زمردة يوسف حصريه 



    17و الاخير 

    عادت زمرد الى المنزل ولم تذهب ابدا إلى المستشفى للإطمئنان على خلود ،لم يستطع يامن تركها وحدها وضل برفقتها في المنزل ، غيرت ملابسها الى ملابس بيتيه مريحة ونزلت الى المطبخ ،لمحت يوسف الصغير يركض في الجوار امسكت به من ملابسه الخلفية واردفة بضيق ” هارب من امك ؟!”

    نفى برأسه ببرائة و رفع يديه بإستسلام قائلا ” يوسف معملش حاجة ” رفعت زمرد حاجبها بتهكم وهي تنضر الى وجهه الملوث بالشكولاته وقالت ” امال بتجري ليه؟!”

    عبس بوجهه مرددا بتافف ” اكلت الشوكلاته من غير علم مامي”

    لم تستغرب زمرد كلامه تعلم أنه مشاكس ،اقتربت منهم سناء ونضرت إلى ابنها بغيض قائلة ” أعلقك عشان تتربى ؟!”نفى برأسه وقال بلطافة ” مش هعمل مشاكل ثاني” ابتسمت ولدته بغلب وقامت بأخده من زمرد ، التي تركته وتحركت ناحية التلاجة اخدت منها عصيرا منعشا وتحركت الى الخارج و تبعتها سناء ، جلست زمرد في البهو تنضر للامام وترتشف من عصيرها كأنها تفكر في شيئ ما جلست سناء بجانبها وتركت ابنها يلعب ، نضرت إلى صديقتها وقالت بتسائل ” مالك يا زيدان ؟!”

    ضلت زمرد ترتشف من عصيرها وقالت بشرود ” هو انا وحشه ”

    حدقت بها سناء تتاكد من جدية كلامها شعرت بحيرة صديقتها وقالت ” انت يا زيدان ايه قالب حالك ؟!”

    نضرت لها زمرد قائلة بإستغراب ” ليه الكل بقولي سامحي ؟! ” ثم استرسلت بجدية ” انا مش منافقة حتى لو قولت اني مسامحة كفاية نضرة في عيوني الكل يعرف اني عمري ما سامحت ”


    وضعت سناء كفها على كف زمرد وقالت بحنان ” انسي الكل وشوفي نفسك ،ولا واحد فيهم شاف معاناتك ”

    إستمعت صابرة إلى حديتهم بعد ان كانت عائدة من المستشفى وقالت بضيق بعد ان نضرت الى زمرد ” لمرة وحدة في حياتك اشفقي على حال خلود اللى ملهاش دنب في حاجة ”


    نضرت لها زمرد دون اهتمام و أشاحت لها بيدها قائلة” انا مش بعرف حد غير نفسي ”

    لم ينل ردها اعجاب صابرة التي كانت تحاول استيعاب برودها وانها هي الحل لعلاج اختها التي سوف تموت وقالت من حرقتها” انا عارفة انك مضلومة وعشتي حياة قاسية لكن خلود زيك هي كمان مضلومة ”

    استقامت زمرد تنضر في عيون صابرة وقالت بصوت هادئ متألم ” بتعرفي ايه عن الحياة يا صابرة ؟! أشارت إلى نفسها واسترسلت “مثلا انا عشت ايه؟!عندك فكرة انك تبقي لوحدك من غير حد؟!عارفة معنى الحياة لوحدك وانت مريضة مش لاقية حد يعملك حتى كمادات او شربة ونايمة في الشارع؟! بيت دافي يملك مش موجود ، عارف معنى تعيشي من غير ام او اب ياخدوا بالهم منك؟!تنامي في الشارع والشتاء خيط من السما وانت حرارتك مرتفعة لحد الصبح ،تتلوي من ألم المرض ؟!تدعي ان الصبح يجي؟!لانك وحدك ولا واحد ممكن يجي يساعدك؟! اضافة بصوت ضعيف تتدكر معاناتها ” تترتجفي من الخوف لوحدك” كانت صابرة تنضر لها بشفقة وكدالك ادمعة عيون سناء التي تعرف ما عانته زمرد في الشارع وكم مرة مرضة وكادت ان تموت وكم من شخص تعرض لها ، ابتسمت زمرد بألم وقالت لصابرة ” دا أقل حاجة من اللى انا عشته وعمري اثناشر سنه اتخيلي انت بقى السنين دي كلها ،بلاش تحاسبي حد وانت مش عايشه حياته” قالت كلامها وغادرت الى غرفتها بالاعلى نضرت سناء الى صابرة ثم اقتربت منها قائلة بحزن دفين ” انت كبرتي في حضن امك وابوك، احنا يتامى حتى في وجود اهلنا ” نضرت لها تتمعن كلماتها بينما جدبت سناء يد صغيرها وغادرت للخارج


    ما ان دخلت زمرد غرفتها حتى تنهدت بعمق تقوي نفسها تردد جملة واحدة في راسها ” انهضي عنادا بهم فقط ” مررت يدها على وجهها عدة مرات ثم غيرت ملابسها واتصلت براسل لتلتقي به

    وصلت الى الشركة واستقلت المصعد دخلت مكتب راسل دون إذن ،رفع عيونه عن اوراقه ونضر لها قائلا ” في باب بنستادن منه” لم تابه الى كلامه وجلست أمامه توفر بحنق ، حدق بها بهدوء وقال ” اللى اتفقنا عليه حصل وفعلا فارس بيدي شيكات من غير رصيد ”


    أزالت نضارتها الشمسيه عن عيونها ثم وضعتهم على المكتب وقالت دون تردد ” بلغ عنه”

    نضر لها لثانيتن ثم قال بتسائل ” مش هتتراجعي عن قرارك ؟! ” نفت براسها قائلة “طالما ابوه مش عارف يربيه اربيه انا ”


    لم يستوعب كلامها هل فعلا سوف تسجن أخاها الدي من لحمها ودفها وقال ” انت ليه عايزة تسجنيه مهما حصل اخوك!!”

    رفعت حاجبها بتهكم وقالت بإهتمام بعد أن استقامت ” فارس اتدلل كتير لدرجة النرجسيه والفلوس مش عارف قيمتها غير أنانيته وسهره شربه ،لازم يتربيى ويعرف قيمة القرش والهبل اللى بيعمله ” اومأ لها قائلا ” صمت راسخ بخوفني خصوصا عليك هو ضربته بتبقى زي العقرب من غير حس”

    ابتسمت قائلة بثقة” ضربوني بكل الرصاص وانا لسه عايشة،انا اللى يتخاف مني يا راسل ”

    ابتسم لها مرددا بتقة من قوتها ” تماما دا التحفيز اللى عايزه منك ” ثم استرسل بتسائل ” يحصل ايه لو ضربوكي وعشتي ؟!” أشار لها بسبابته مكملات حديثه ” تبقى اقوى يا غزال ،دايما ارفعي راسك واكتافك وأبقى شامخة زي الجبل ،دايما قوية يا زمرد ”

    اومأت له ضاحكة وغمزت له ” سوفا يغير لو سمعك ”

    ابتسم عليها وقال ” على ذكرك يوسف مبروك الحمل ”

    ابتسمت بهدوء قائلة ” يبارك فيك ” ثم استرسلت بعد أن استقامت ” لازم ارجع قبل يوسف اومأ لها فغادرت بينما هو عاد إلى أعماله

    لا تعلم زمرد لما اخدتها اقدامها الى المستشفى الذي تقطن به خلود ،كان قد حل الضلام وضل يوسف فقط امام باب غرفة العناية ينضر لها، اما عائلتها كانت رفقة الطبيب يشرح لهم وضعها ،خطت بتقل نحو الغرفة وقفت بجانب زوجها الذي انتبه لها ،كانت تنضر للصغيرة من الزجاج وقالت بتسائل ” الدكتور قال ايه عن حالتها؟!


    نضر لها يوسف وقد وضع كلا كفيه في جيب بنطاىه وقال بهدوء ” حالتها استقرت لكن لازم نلاقي متبرع في اقرب وقت؟!”

    اقتربت من الزجاج وقالت بلؤم ” الحية دي ليها سبع ارواح بلاش تخاف عليها”

    ابتسم بحنان يعلم طيبة قلبها وانها فعلا قلقة بشانها لذالك أتت الى زيارتها لكنها لن تضهر دالك، لف يده على اكتافها يحيطهم وقربها منه مردفا ” كل حاجة هتتحل” اومأت له وضلت تحدق بالصغيرة بمشاعر غريبه

    “بتعملي ايه هنا؟!” قالها راسخ بعد ان راها، التفتت رفقت زوجها ناحيته رفعت حاجبها وقالت دون اهتمام ” جاية اشوف جوزي”

    اقتربت منها مياسين قليلا وقالت بهدوء ” ممكن اكلمك؟!”

    نضرت زمرد إلى يوسف ثم اعادت نضرها الى زوجة والدها وقالت دون اهتمام ” اضن ان مافيش حد غريب لو عايزة تقولي حاجة قوليها قدام يوسف ”

    نضرت له مياسين ثم نضرت إلى زمرد وقالت بإستسلام ” انت ربحتي يا زمرد ، بس وحياة غاليتك صابرة انقدي بنتي ”

    اقتربت منها زمر الى أن وقفت امامه وجهها وابتسمت قائلة ” ان ربحت لسه الوقت عليها ، وامي صابرة حقها ربنا بياخده منكم في بنتكم وانا نتفرج بس ”

    نضرت لها والدموع تلمع في عيونها وقالت خوفا من ان تفقد ابنتها ” ارجوكي يا زمرد دي صغيرة مش عارفة حاجة في الحياة ،حني عليها ”


    إبتعدت زمرد للوراء خطوتين وعقصت حواجبها قائلة بإستنكار ” والله!! بنتك شوفتيها صغيرة ومن الملائكة وبنت ضرتك اللى أخدتي منها أمها !!غير امها اللى انت من اسباب وفاتها عمرك جيتي قولتي يا زمرد عاملة ايه؟! او عايزة ايه ؟! سألتي عني؟! رحمتيني وانا يتيمة ؟! انت مش شفقتي عليا حتى في حياة امي ،جاية دلوقتي تطلبي الرحمة لبنتك ”


    انهارت مياسين خوفا على فقدان صغيرتها اقترب منها يامن وامسك بها يسندها واردف بعد أن نضر إلى زمرد ” انت مش شبه امك انت جايبة الشر دا من مين؟! ”

    ضحكت تلك الحية بتسلية وغمزت له قائلة بمرح ” شبهك للاسف ” نضر لها بشيئ من الكره وقال بحدة ” عارفة ليه عمري اعترفت انك بنتي واني عمري ما شوفتك ”

    عقصت حاجبها غير مهتمه لكلامه وقالت بملل” كنت طول عمري بطري ورا السؤال دا ،تصدق انا اللى مش شايفاك ولا عايزة اعترف بيك انك أب ليا ” ثم اقتربت منه وهمست في أذنه بخفت” استنى ضربة فارس جاية في الطريق ”

    إبتعدت عنه قائلة بخبت وهي تضحك” انتم كلكم وانا لوحدي نشوف مين هيمشي ومين هيبقى ” كان ينضر في عيونها بحقد شديد كيف وصل به الحال لهدا الضعف ولم يستطع ايقافها بل تركها تاديه وتأخد كل ما لديه اتبعت اخر كلماتها بضحكه هادئة ثم غادرت رفقت زوجها كانت مياسين في قمة ضعفها وانهيارها تردد فقط كلمة واحدة ” بلاش تسيبي بنتي تموت” قبل يامن رأسها وقال بهدوء “وحياة كل دمعة نزلت من عينك لبنت صابرة تدفع تمنها”

    ************************************************

    مرة شهر اخر كانت لاتزال خلود في تقلع في المستشفى بينما قد تم القبض على فارس الشي الدي جعل راسخ يتلقى ضربة مهلكة خصوصا مع فضيحة ان ابنه التي انتشرت ودخل على اثرها للمستشفى ليقطن به يومين كاملين بينما زمرد كانت تتابع حملها ودراستها فهي قررت أن تكمل تعليمها باحد المدارس العليا لكي تقف على قدميها بتبات وشموخ اكتر بينما ثم عقد قيران راسل وصابرة الذي كان في جو هادء وثم تاجيل الزفاف الى ان تستعيد خلود عافيتها ، كانت سناء تجلس في الحديقة ،اغلقت هاتفها بعد كلامها مع سليم الذي اصبح نعم الصديق والسند لها ثم نضرت إلى طفلة جلال وقالت بمرح ” وحشك بابي ” ضحكت الصغيرة بمرح فإسترسلت سناء “بكره يرجع وتلعبي معاه”


    ثم استقامت بهمة مرددة ” ايه رايكم نروح نزور بابي؟” قفز ابنها من الفرح واحتضنها قائلا بحماس ” شكرا يا ماما ” ابتسمت ثم تجهزت واخدتهم معها لمقابلة والدهم

    بعدة مدة كان جلال يلعب مع أطفاله غافلا عن نضرات سناء التي كانت تتفقده بنضرات مشتاقة ،ابتسم وقال بصوت اجش بعد أن نضر لها ” عاملة ايه يا سوسو؟!”

    اندهشت من كلامه وتغزله بها وخصوبا بعد أن ناداها بإسم دلالها فقالت بعد ان عقصت حواجبها ” احترم نفسك ”


    رفع راسه بإيجاب وقال بتسلية يثير حنقها ” انا محترم نفسي انا قولت اطمن عليكي”

    رمقته بملل تخفي سعادتها بدخوله السجن شعرت انها اخدت بتأرها منه وقد صفى قلبها قليلا من ناحية لاتنكر انها تحبه كثيرا لكن حبه اللدي في قلبها لايشفع امام ما فعله بها في الماضي نضرت إلى عيونه الخضراء التي تجدبها رغما عنها فقال بعبث يكمل ما بداه ” احنا اصحاب العيون الملونة بنفهم بعض”


    رمقته بحنق وهتفت بضجر ” انا اللى عبرتك وجيت أشوفك ”

    مرر لسانه على شفتيه بلهفة من كلامها وقال بتسائل ” يعني وحشتك ؟!”

    فعلا قد اشتاقت له والى رائحته وقررت ان تاتي لزيارته ،الأولاد مجرد وسيلة تعتمدها مثل العذر للقاء به لكنها لم تضهر له دالك بل عقدت ساعديها وقالت بملل ” جيت عشان عيالك صدعوني ” رمقها بإستنكار وقال ساخرا ” ولادي بردوا؟!”

    استقامت بغيض من تلميحاته التي فضحتها امام نفسها وقالت بضيق ” انت كويس والولاده شافوك اضن كده كفاية؟! ”

    ابتسم بخفة واستقام مقتربا منها ،لاحضت خطواته فإبتعدت عنه للخلف حتى حاصرها ولم يترك لها مجال لتهرب منه وقال بصوت اجش عذب بعد أن اقترب منها وهو يمرر انفه على رقبتها” قولي اني وحشتك وجيتي تشوفيني؟!”

    ارتبكت من لمسه لها وقربه الدي جعل خفقان قلبها يعلو تدريجيا إلى أن أصبح مثل ضربات الطبل ،شعر بضعفها اتجاهه واهتز وجدانه من الفرح هو لم يخسرها ابدا هي لا تزال متيمة به مثله واكتر ،ارتجف جسدها من تلك المشاعر التي تولدت في داخل جوارحها مرة أخرى سند جبينه على جبينها وقال بصوت يملأه العشق والشغف ” بحبك يا بنت الجبل ،وقلبي مش شايف غيرك ”

    امتلا فؤادها غرورا وفرحا بعد كلماته العذبة والعاشقة ونضراته التي كلها حنان وحب وقالت بصوت مرتجف مليئ بالحب الممزوج بالخوف تعترف بما يختلجها من مشاعر ناحيته ” انا مش جاية عشان اقولك اني مش هقدر اعيش من غيرك ، لاني قادرة اعيش من غيرك ”


    فتح عيونه يتابع كلماتها التي أطاحت بقلبه وعقله خوفا من أن تتخلى عنه لكنها صدمته بإعترافها الذي قلب كيانه رأسا على عقب مرة واحدة “لكن انا مش عايزة اعيش من غيرك ”

    فرح قلبه وجدبها الى أحضانه مشددا عليها بقوة كبيرة وهي كدالك لفت يديها على ضهره تضمه بالمثل ضل كل منهم يشفي جروح الاخر وما ادراك ما معنى العناق وخاصتا عناق العشاق يداوي كل الجروح ويشفيها حتى تختفي وتتلاشى عن الوجود كلاهما يمسك بالاخر خوف من ان يهرب منه هي تمسك بملابسه تشدد عليها وهو يشدد على ضهرها في عناق حميمي يطفئ ضمأ القلوب ضل لاكتر من خمس دقائق منقطعان عن العالم او المكان و الزمان حتى قاطع وصلت حبهم صوت يوسف الصغير الذي كان يجدب والده من بنطاله يثير انتباهه ، ابتعد كلاهما عن بعض شعرت بالخجل وهو كدالك بعد أن نسي نفسه ومكانه ،عبس الصغير وقال بصوت باكي ” عايزة اعمل الحمام” ضحك كلاهما عليه وعلى طريقته وضلا معا يقضيان وقت اسري متناسين جميع همومهم وما عاشانه سابقا

    *************************************************

    في شقة راسل البسيطه التي تحتوي على بهو ومطبخ وغرفتان وحمام ،كانت صابرة تنضفها بضيق ،راسل ليس بالشخص المنضم بل فوضوي ،زفرت بغيض بينما هو حاليا يطالع غيضها ببرود واستفزاز ثم قال مستفزا اياها اكتر مخرجا اياها عن صبرها ” نضفي كويس وانت كل الوقت بترغي”

    حدقت به بعصبية وقالت بعد أن رمت الملابسه التي تقوم بطيها وقالت بغيض ” العيب مش عليا العيب عليك انت انسان فوضوي ومش منضم ،اي حاجة بتستعماها بترميها ثم انا مش خدامة عندك”


    رفع منكبيه وطالعها ببرود قائلا ” انت مراتي ومن واجبك تنضفي وتطبخي ،ايه دنبي ان اهلك دللوك لحد ما خربوا تربيتك”

    رمقته بعصبيه وانفعال من كلماته السامة التي ينعتها بها كل مرة يدكرها بما فعلته وقالت ” لو متجوزني عشان تدلني طلقني احسن ”

    استقام من مكانه واقترب منها يحدق بها بنضرات حارقة جعلتها ترتجف مكانها حتى انها تراجعت للخلف وهي تتمتم بخفت ” عاوز ايه؟!”

    لم يجبها بل اقترب اكتر حتى اختل توازنها وسقطت على الأريكة من شدة خوفها ضحك بصوت عالي وقال بتسليه” ليه الشجاعة وانت ياقلبي اول ما ابصلك تقلبي قطه ”

    نضرت له بغيض وكادت ان ترد فإنحدر يقابل وجهها يتمعن ملامحها بتركيز مما جعلها متصنمة مكانها قائلا بإستغراب ” عينك ؟!”

    ابتلعت ما بجوفها وقالت بخفت خوفا من قربه ” بحبهم” استعجبت من كلماته فإسترسل “وجهك؟! ” ضهرت علامات الاستفهام على وجهها فقال مجيبا اياها” بحبه كمان “ثم استرسل بإستغراب بعد أن ابتعد عنها ” انت كلك على بعضك عجباني ” كلماته البسيطة جعلت قلبها يخفق على ايقاع موسيقي مرتفع ، نضر إلى اندهاشها بإبتسامة واعطاها بضهره قائلا ” هنسافر عشان عمليتك كلمت دكتور عن حالتك مش هنضر نستأصل الرحم ” قال كلامه وغادر هو لا يريد تدكر فعلتها الشنعاء اما هي فضلت تنضر الى اثره بشرود هل يعقل انه كان يحبها من بعيد وهي لم تراه واتبعت الحب الدي اضحكها وجعلها تبكي مدى العمر ،ضلت منشغلة بالتفكير تقارن بين فارس وراسل الفرق بينهم كبير وشاسع فارس حملت منه وتركها اما راسل قد ستر عليها ويحاول أن يجعلها تعيش حياة هادئة طبيعية من دون دلال حتى تتحمل مسؤوليتها غير انه يحمي ضهرها والان سوف يعالجها ، ابتسمت بألم فعلا الفرق كبير احبت دكرا وتزوجت رجلا


    **************************************************

    اما زمرد فقط دهبت الى مقابلة فارس الذي سجن ، ضلت تنتضره إلى أن أتى به الحارس

    حدق بها بسخرية ثم اقترب وجلس أمامها بأريحسة مردفا بسخرية ” انت اخر شخص اتوقعت انه يجي يزورني”

    رفعت منكبيها قائلة ” انت بردوا من دمي ولازم اطمن عليك ”

    ضحكت بصوت عالي مستهزءا منها وقال ” بتضحكي على مين؟! ”

    نضرت له بجدية وقالت ” فارس انت حياتك غلط لازم تعيد النضر فيها ، يمكن انت فعلا بتحب صابرة ،لكن بتحبها بطريقة غلط بتدمر نفسك وتدمرها معاك المكان دا اللى يقدر يساعدك تتحسن”

    صفع الطاولة بقوة وقال بإنفعال” من امتى بتعرفي مصلحتي؟! ثم استرسل بإشمأزاز ” انت اصلا لا ابوكي حبك ولا أمك عاشت ليكي وكانت خاينه ولا حد في الحياة حبك لانك بنتها ،انت زي الشجرة الوحيدة الى طولها بزيد وهي بتبحث على شمس تدفيها ومهما حصل عمرها ما تنبت،ولامرة حد اهتم لوجودك”

    ضلت عيونها المتلألئة بالدموع تحدق به وقالت بعد أن ابتسمت بهدوء “صابرة عمرها ما كانت خاينه ،امي كانت اول وحدة اتجوزها ابوك ،للاسف صدمها انه بحب وحدة ثانيه يوم فرحها منه واعتدى عليها ، لما جدك مات جاب امك لبتنا وكان بيحرق قلب امي بعد ما ستك وعمتك عملوها خدامة عليهم وابوك هجرها مرة وحدة وقعد يحب في امك قدامها ،وكثير كمان امي شافته، وراسخ حبك انت وانا كرهني عشان بنت صابرة ،واكملك يوم امك كانت هتخلف خلود امي كانت بتموت اترجيت راسخ يلحقها عارف قالي ايه ، ياريت تموت وارتاح وفعلا ماتت امي بين ايديا وشرفت خلود اختك ،دا انا نمت في حضنها وهي ميته ، دي الحقيقة اللى ابوك كدب عليك فيها وانا كرهته يومها ولما طلعت من البيت لا لحقني ولا دور عليا قالي لو طلعتي عمرك ترجعي ”


    ضل فارس يحدق بها ربما ثاثر قليلا من كلامها لكنه قال بتسائل” عشان كدة حاقدة علينا؟! ”

    نفت برأسها وقالت بتقة ” انا عمري حقدت عليكم ” رفع حاجبه بتهكم واستنكار فقالت بتقة ” الحقد قليل على اللى بحسه اتجاهكم يمكن بكرهكم وعايزة موتكم اكتر حاجة توصف احساسي بدقة ”

    ضل ينضر لها لعدة ثواني قبل أن يضحك بصوت عالى على كلامها وقال بيأس ” يمكن من حقك ” ثم استرسل ” لكن خلود طفلة ملهاش دخل ”

    أجابته بتاكيد قائلة ” كلكم ليكم دخل ” تنهد بحصرة وقال بعد أن مال عليها ليقترب منها اكتر ” انت مش موجود في قلبك ذرة رحمة ”

    ابتسمت بألم قائلة دون شفقة او ان يرف لها جفن ” ابدا ، الرحمه منعدمة في حياتي ، انا اتالمت لدرجة نسيت ايه معنى الرحمة ”

    تنهد بهدوء يعلم أنها تحقد عليه بالاساس لانه المفضل عند والده ثم اعتدل في مكانه وقال بتسائل ” جيتي ليه؟!”

    رفعت منكبيها قائلة ” اسمع الكره حاجة وأنك اخويا حاجة ، صابرة اليوم فرحها انا مش جاية اقولك عشان اوجعك او انتقم او اتشفى في حالتك ”

    احمرت عيونه بعد كلامها الذي شق قلبه نصفين نعم خسرها نهائيا ولن تكون له ،فقال بسخرية ” اومال ليه معدبة نفسك تشوفيني؟!”

    قائلة بجدية تحاول ان تنصحه وتهون عليه ” احيانا لما نحب بعض بنأذي بعض اكثر بالحب دا ، يعني بدقة اكتر بنتسبب في تعاسة الشخص اللى بنحبه ، من الأفضل نتخلى عنه ”


    كلامها مثل السهم القوي الذي ضرب قلبه وعقله وافاقه من أحلامه الجميلة التي من المستحيل أن تصبح واقع ،نضر في عيونها بحزن وقد ادمعت عيونه فقط خوفا من شعور ترك حبيبته وقال بصوت متألم ممزوج بالبكاء ” و لو كان التخلي عنهم مؤلم وبيوجع جدا”

    ابتسمت قائلة بتقة ” احيانا بكون اكبر دليل على الحب أن الانسان يسيب اللى بحبه ”

    شعرت بتصلب جسده وانه فهم مغزى كلماتها خصوصا بعد أن طالعت تلك الدمعة الحارقة التي سقطت من عينه ،جعلتها تدرك أنه وصل الى نقطة الانهيار ،هي لا تريد اديته لكن حبه يأديه ويأدي حبيبته لذالك كان يجب عليها زيارته وتوضيح كل شيئ ونصحه شعرت في الاخير انه يبقى اخيها ودمها ،لكن دموعه اشعرتها بوخز في قلبها مما جعلها تتركه وحيد هو فعلا يحتاج الى الراحة

    انسابت دموعه روايدا رويدا الى ان ابتل وجهه شعر بإنكسار قلبه وصرخ من أعماق قلبه بألم وأعلى صوت ” صابرة والله بحبك ”

    شددة زمرد على يديها وسندت رأسها على الحائط بعد أن سمعت صراخه شعرت بالضعف شعرت انها مسؤولة عن المه شعرت بالحزن والألم داته الذي يشعر به سقطت دموعها رغما عنها شعور غريب جعلها تشعر بالذنب اتجاهه واردفة بحزن ” غصب عني يا فارس لانك بتاذي نفسك قبل صابرة

    *************************************************

    بعد أن إستيقضت خلود طلبت من يوسف احضار زمرد لها كي تراها فهي قد اشتاقت اليها بالفعل فعل يوسف وقدم بزوجته لها ،دخلت زمرد الى الغرفة ونضرت إلى خلود التي كانت تجلس على سريرها تشعر بالملل وقالت ببرود بعد أن همهمت ” الحية لسه عايشه ”


    ابتسمت خلود على تشبيه اختها وهتفت بمرح ” لسه حية يا غزال ”

    اومات لها فجلست زمرد على الأريكة وتمددت بسبب تعب حملها وقالت بعد أن نضرت إلى خلود بتسائل ” ايه سبب موتك المرة دي؟! ”

    مطت خلود شفتيها وقالت بملل ” ولا حد؟!”

    رفعت زمرد حاجبها بتهكم وقالت ” عليا انا ؟! قولي مين السبب في حالتك؟!”

    ضغطت خلود على شفتها السفليه ونضرت إلى زمرد بنصف عين قائلة بخفت ” وحدة صحبتي قالت اني مريضة نفسيه ومعقدة وكل الولاد ضحكوا عليا”

    إعتدلت زمرد في جلستها وحدقت بها قائلة بسخرية ” بسبب وحدة نمتي في المستشفى ؟!”حركت خلود رأسها بإيجاب فقالت زمرد بعد أن أشارت لها بيدها ” لا تقارني نفسك بأحد ثم استرسلت بتاكيد وهي تنضر في عيونها ” لانك فوق المقارنات ،انت جميلة دا انت اروع انسانه،اياكي تسمحي لحد يطفيكي بسبب كلمة قالها ”

    ابتسمت خلود وقفزت من سريرها اتجاه زمرد تحتضنها بقوة وقالت بحب ” بحبك يا غزال ” ضلت زمرد متصنمه مكانها ولم تبادلها شعرت بتلك الكلمة تتغلغل بداخلها و تيقض مشاعر مخفية بها ،ابتعدت عنها خلود وقالت بمرح ” انت معاك حق انا ملكة ”

    رفعت زمرد حاجبها وقالت بتهكم ” انا الملكة ” ضحكت خلود وقالت ” انت الملكة ماليفسنت وانا الأميرة ” كانت زمرد تتعجب من هدة الفتاة وكيف تتعامل معها رغم صدها لها ،دخل يوسف اثر حديتهم وقال بعد أن حمل خلود “عندنا فرح ايه رايك تحضري فيه ؟!” اومأت له سعيدة بالخبر فإستقامت زمرد ونضرت له قائلة ” الحية دي مش بطقها ”


    ضحكت خلود على غيض الاخرى من ثم اخد يوسف الاذن من والدها لاخدها معهم

    في المنزل كان الجميع يقف قدما وساق كي تنتهي اعمال الزفاف اما في غرفة صابرة كانت تجلس خائفة ومثوتره وربما شاردة لا تعلم كيف سوف تعيش مع راسل ان كان لايزال قلبها مع فارس ،دخلت زمرد اليها وجدتها تحدق في الفراغ فقالت بتهكم ” خايفة ليه راسل مش هياكلك”

    نضرت لها بغيض وقالت بلؤم ” محدش طلب رايك؟! ” ضربتها زمرد بخفة على دراعها وقالت بضيق” فكك من العصبية اليوم فرحك” ثم استرسلت بأسف ” انا اسفة على اللى عملته معاكي ،صدقيني بس عشان شوفت فيكي اختي قبل اخت يوسف كان لازم احمي ،يمكن انتي بتحبي فارس وهو بحبك بس انتم الاثنين مع بعض مش مناسبين”

    تمعنت في كلماتها وقالت موافقة ” يمكن معاكي حق احنا الاثنين مش مناسبين لبعض ” ثم استرسلت ” لكن راسل؟! ”

    نضرت لها زمرد فهمت حيرتها خصوصا انها لم تتعرف على راسل سوى مدة قصيرة وغالب طبعه يخيف اي شخص لا يعرفه عن قرب وقالت بتقة ” هو المناسب ليكي يمكن انت شيفاه قاسي بس جواه احن انسان واجدع راجل ممكن تشوفيه”

    ثم اقتربت منها ومسحت دموعها المناسبة قائلة بحنان” انت تستاهلي شخص يقدرك وعارف قيمتك ،فارس بحبك او يمكن بحبك بس بطريقة مرضية حتى لو فيها الأذى ليكي”

    تقبلت صابرة كلامها لانها تاكدت ان فارس ليس الزوج الصالح لها وقالت بإعتدار ” انا اسفة على الكلام اللى اتهمتك بيه ،مهما قولت انا مستحيل اعرف الى عشتيه ” ربتت زمرد على ضهرها وقالت بحنان ” اليوم فرحك جهزي نفسك عشان تنزلي لعريسك ”


    نضرت لها قائلة ” راسل بيكرهني !!”نفت زمرد برأسها وقالت بجدية ” راسل راجل بغير على شرفه لاغير لما تعيشي معاه هتفهمي طبعه” اومأت لها وغادرت زمرد تاركة صابرة تفكر في كيفية التعامل معه

    اكملت معها وخرجت التقت بيامن في طريقها فقال بهدوء وهو ينضر لها ” عايز اكلمك؟!”

    اومأت له وغادرت برفقته الى غرفة مكتبه جلس على الأريكة وجلست بالمثل أمامه تنهد وهو ينضر لها بينما تحدق في الاسفل وقال بهدوء ” مش كفاية ؟!”

    رفعت عيونها الملونة وقالت بتسائلا ” كفاية ايه؟!”

    ربت على كتفها مردفا” كفاية توجعي قلبك وقلب غيرك ؟!”

    نضرت له حائرة وقالت ” أنا مش وحشة للدرجة اللى انتم شايفينها ، انا مجرد بنت يتيمة شافة امها بتموت قدام عنيها بسبب ناس دمروها تحت مسمى حب ”

    تنهد يامن بهدوء يعلم ان جرحها لن يشفى وقال بتفهم” زمرد انا حاسس بيك لاني كمان خسرت انسانه بحبها واتمنيت تبقى ليا عشت مرارة العشق في بعدها ،انت فاهمة كلامي ايه معنى تحبي شخص وتعيشي بعيدة عنه ؟! اتجوزت ام يوسف غصب عني وبعدت عن حبيبتي، لكن ربنا قدرني اكون زوج صالح ليها ويمكن اكون ضلمتها لاني عمري حبتها زي ما حبيت امك لكن ربنا كتب ليا اتجوز ام يوسف وراسل يتجوز امك ، اللى هي كمان داقة مرارة العشق انها حبت واحد مش بحبها ،كل دا قسمة ونصيب زي ما امك رضية بيه لانها حبة راسخ لازم ترضي انت كمان”اقترب منها وربت على يدها مردفا بتاكيد ” صابرة لو كانت حية عمرها ما كانت هتأيدك انك تبقي حقودة ،لانه وصيتها ليا اني اشيل الحقد دا من قلبك وقبل ما تموت وصتك انه مهما حصل راسخ بيفضل ابوك”


    كانت تستمع إلى حديته وقلبها يرتجف ألما سقطت دموعها أبعدت يدها عن يامن وقالت بصوت ممزوج بالبكاء الدي تحتجزه في داخلها ” الوجع اللى جوايا مش بيرحمني ،مش عارفة ابقى سعيدة في حياتي ،عايشة في ضلام مش عارفة اطلع منه ،ولا حاجة حتى حملي مش حاسه بيه ،كإني اتعودت على الوجع وقررت اعيش معاه” ثم استرسلت بعد أن نضرت له ” انسى كل حاجة إلا موت أمي”

    ابتسم مردفا بحنان” مش بقولك انسي بقولك سامحي عشان ترتاحي انت يا زمرد ، تعرفي ايه اقوى الحروب ؟!”

    نضرت له بإستفهام فإسترسل ” لما الانسان يحارب نفسه ” استقام بعد كلماته وتركها ربما تفكر فيما تفعله وتتوقف عن اذية نفسها اولا قبل الاخرين

    غادر يامن الى غرفة ابنته طرق الباب ودخل نضر لها بحب وهي ترتدي فستان زفافها الابيض اقترب منها واحتضنها بقوة وحنان مربتا على ظهرها ابتعد عنها قليلا وقال بعد أن لمعت عيونه بالفرحة ” مبروك عليك يا بنتي”

    ابتسمت بهدوء وقالت” شكرا يا بابا” اخرج علبة قطيفية من جبيب بنطاله ثم فتحها وأخرج منها سلسالا رقيقا دهبيا تتوسطه فراشه وقال بحنين” دا كان لامك ربنا يرحمها كانت خير الزوجة والصديقة ليا وكان امنيتها لما تتجوزي تلبسيه عشان تحسي انها معاك”

    لمعت الدموع في عيونها فإسترسل بحنان” انت هتروحي بيت جوزك بس دايما بيت ابوك مفتوح ليكي مهما حصل انا موجود في ضهرك وسندك ” ابتسمت على كلامه واحتضنته تبكي وقالت بندم شديد ” سامحني يا بابا ”

    أبعدها قليلا ومسح دموعها ثم قبل رأسها وردد بمرح ” كده الميكاب اللى من الصبح بتحطيه يخرب ” ضحكت من وسط دموعها فالبسها سلسالها مد لها دراعه فامسكت بها ونزل معا للأسفل


    كان راسل في الخارج يقف بجانب يوسف الذي كان بيدوا باردا قبل أن ينطق بهدوء ” صابرة امانة عندك يا راسل ” اوما له وقال بجدية ” اختك فوق راسي يا يوسف ”

    تنهد يوسف قبل أن ينضر له بجدية وقال ” انا عارف علاقة صابرة بفارس ” حدقت به راسل فإسترسل يوسف” من قريب مش من بعيد ،انا عارف انها غلطانه ، لكن مهما حصل هي اختي لو شايف انك مش قد مسؤوليتها سبها من دلوقتي”

    نفى راسل براسها وهتف بجدية ” انا لو شايف انه صابرة انسانة سيئة مستحيل اتجوزها، هي في ايد أمينة ابقى مطمن” اومأ له يوسف مبتسما ” انا واثق فيك”

    بعد مدة كان الجميع يستمتع بالزفاف في وسط جو مليئ بالرقص والموسيقى كانت زمرد تقف بجانب يوسف ترتدي فستان دهبيا طويلا اقتربت منها خلود وجدبتها من يدها مردفة بحماس” تعالي نرقص يا غزال ”

    نفت زمرد براسها وقالت ” روحي انت ”

    جدبتها مره اخرى فسارت معاها زمرد وهي تضحك ورقصت رفقتها كان جو يسوده المرح والود والسعادة الا ان انتهى الحفل واخد العريس عروسه

    بعد تلك الليلة الجميلة اخد يوسف زمرد الى منطقة بحرية واستاجر يختا ليقضي الليلة برفقتها

    بعد مدة كانت تنام زمرد على صدره وهي تحدق به بعشق متيم ثم قبلت خده مردفة ” أنا عمري حبيت حد بالطريقة اللى حبيتك بيها ”

    قيل رأسها بحنان ولمعت عيونه بالشغف والحب لها وقال بصوت عدب ” انت يا زمرد بتقلبي كياني وقلبي ،في وجودك ببقى شخص ثاني غير يوسف اللى الكل بيعرفه ” ثم حدق في عيونها بعمق وقال بصدق خارج من اعماق قلبه ” الله وكيلك يا غزال لساني عاجز يوصف شعوري اتجاهك من شدة حبي ليكي ”


    التمعت عيونها ببريق خاص وقالت بتسائل بعد ان إعتدلت واقتربت منه “الكل عارضني يا يوسف وشافني انسانة شريرة ،لكن انت ولا مرة عارضت كلامي او حتى اللى بعمله”

    ابعد رأسه للخلف وحدب رأسها الى صدره مرة أخرى وقال بعد أن تنهد براحة ” لانه ولا واحد فيهم فاهمك يا غزال ،انا الوحيد اللى فاهمك” ثم قرع على راسها بأصابعة وقال بتقة ” فاهم اللى بدور في دماغك ، لان الكل فاكر انك شايفة انتقامك لاغير ،لكن انا شايف حاجة ثانيه انك اكتر وحدة بتهتم بالناس اللى بتحبها مهما حاولتي تخبي غصب عنك بتساعديهم من غير ما يعرفوا ”

    تمرمغت في صدره اكتر ومررت يدها عليه قائلة ” انا بكره راسخ وعياله يا يوسف ، اذاني كتير ،لدرجة مش قادرة انسى الشعور اللى حسيته يوم موت صابرة ”

    ثم نضرت له وقالت بحزن ” تعرف اكتر حاجة وجعاني ” مرر يديه على شعرها فقالت باسى ” كإني ارتكبت ذنب كبير لما اتخلقت ولليوم ذاته بلوموني عليه ”

    بالتاكيد لا يشعر بجرح الحبيب سوى الحبيب نفسه ،ربت على كتفها وابتسم لها قائلا بهدوء ” اسمعي يا غزال الوقت بعالج كل حاجة ،طبعا انت مستحيل تنسي اللى عشتيه ابدا ، لكن مع الوقت الاحساس دا هيبتدي يختفي،احنا بنكبر وبننضج، واي حاجة كانت بتأديكي وتوجع قلبك كل ما تفتكريها ،هتبقى صغيرة ، افتكري كلامي ” ثم وضع يده على بطنها مردفا بسعادة ” دا هينسيكي كل اللى عشتيه اول ما تشوفيه ” احتضنته بقوة وقالت بحب وامتنان ” شكرا بوجودك في حياتي”

    احتضنها اكتر وقبل كتفها مردفا بعشق ” دا انا اللى لازم اشكرك عشان موجوده في حياتي ”


    تم استرسل بعيث بعد أن بدأ بتمرير يده على ظهرها ” كفاية احضان يا بنتي انا طامع في حاجات ثانيه ”

    إبتعدت عنه قليلا وعقصت حاجبيها مردفة بغيض ” بوضت علينا اللحضة ” ثم وضعت يدها على فمها من شدة النوم وأردفت بإستسلام ” تصبح على خير يا حبيبي ” نامت على صدره فإبتسم وهو يلعب بشعرها مرددا بعشق” دايما هتلاقيني جنبك يا غزال”

    صباح بعد أن تناول يوسف وزمرد فطورهما في جو جميل وهادئ استادن منها قليلا حتى يكلم الشخص الذي استاجر منه القارب حتى ياخده اليوم ايضا ولكن هده المرة كي يتحرك به وسط البحر نضر لها وقال بحنان مربتا على يدها ” ابقي هنا انا نشوف الراجل واجيلك ،خدي بالك من نفسك ” ابتسمت له وقالت ” ماشي ” غادر هو وصعدت هي الى سطح اليخث اليخت ،ابتلعت ريقها وتوقفت مكانها بعد أن رأت اربعة رجال يحيطون المكان ،ابتعدت قليلا تحاول الهروب ،لكنهم أمسكوا بها ثم توجه احدهم وفك حبل الوصل بين اليخت والميناء ليتحرك اليخت ، كان يوسف منشغلا في حديثه مع الرجل بينما اليخث يبتعد عن الميناء ، وضع احد الرجال يده على فم زمرد يمنعها من الكلام او الصراخ ،انتبه يوسف بعد أن أدار رأسه يطمئن قلبه عليها حتى وجد اليخث يبتعد عن الميناء ركض ناحيته دون تفكير بينما غرزت زمرد اسنانها على يد الحارس وحررت نفسها منه وركضت تصرخ بإسم يوسف ،لحق بها الحراس وامسكوها مره اخرى

    صرخت بإسم زوجها مرة أخرى الذي جنى جنونه بعد أن شاهدهم يحتجزنها ودون تفكير رمى بنفسه إلى البحر يسبح نحوها ،رفع اولئك الرجال اسلحتهم ثم صوبوا نحوه يطلقون نيرانهم عليه دون رحمه ،حاول الوصول اليها وتجنب الرصاص الى ان الكترة تهزم الشجاعة لكن رصاصة واحدة كانت كافية بإيقاف يوسف الدي امتزج دمه مع الماء واغمى عليه وسط البحر ، اتسعت عيونها من رأيتها الى كل تلك الدماء المحيطة بمكانه وصرخت بإسمه لاكتر من مرة لكن لا حياة لمن تنادي وهنا شعرت زمرد انها ماتت لثاني مرة بعد فقدانها لوالدتها


    فتحت زمرد عيونها بتقل لتجد نفسها تنام فوق سرير طبي وسط اضائة وغرفة باللون الابيض ، انتفضت سريعا وجلست تتدكر ما حدث معها نضرت إلى ملابسها التي تغيرت الى ملابس طبية ودالك المقوى المرتبط بمعصم يدها اليسرى ، كانت تتسائل ماذا حدث ،حتى تذكرت اطلاق النار وبركة الدماء التي كان يوسف يطفوا وسطها ، نزلت من فوق السرير وسحبت دالك المقوي الغدائي من معص حدقتيم يديها بإنفعال حتى ان يدها نزفت كتيرا ،دهبت ناحية الباب وحاولت فتحه ،لكنه كان مقفلا جيدا ضربت الباب بيدها بقوة وانفعال تصرخ بان يرد عليها احد ” افتحوا الباب عايزة اشوف يوسف ، افتحوا ”

    فتح الباب فجأة من قبل رجل ضخم البنية كان من ضمن خاطفيها ، نضرت له بعيونها الحمراء المشتعلة ودفعته على صدره مردفة بشراسه ” فين يوسف عملت فيه ايه ؟!”


    لم يتحرك من مكانه بفضل بنيته و امسكها من مرفقها بقوة يجدبها نحو غرفة أخرى بينما هي تضرب يده التي تمسكها وتصرخ به ان يتركها ،دخل بها إلى غرفة المعيشة وتركها وخرج ،رأت دالك الدي يعقد يديه خلف ضهره ويوليها ضهره لم تصدق انه هو من فعل كل هدا ،الهذه الدرجة يكرهها ؟! التف اليها وقال بصوت هادئ ” كنت عايزك تنقدي بنتي اللى اختك من دمك لاغير ،عنادك السبب في كل دا ”

    اتسعت حدقتيها وقالت بحسرة ” حرام عليك يا راسخ ”

    اقترب منها وهدر بها ” حرام عليا واللى انت عملتيه مش حرام ؟! اخدتي الشركة والبيت ، فارس بعتيه للسجن وخلود للمستشفى ،انت دمرني عيلتي ”

    صاحت به قائلة بعد ان تذكرة ما فعله في الماضي ” انت قتلت امي ،أخدت مني صابرة ”

    نضر إلى انفعالها وقال بصياح مماثل ” صابرة هي اللى أذت نفسها المفروض تتجوز واحد بحبها مش هي بتحبه ، انا عمري حبتها افهميها استوعبي ان الحب مش عافية ،حبيت مياسين الوحيدة اللى ارتاح معاها قلبي ،انتي بتنتقمي عشان مش بحب امك؟!”

    كانت تستمع إلى كلامها والدموع تنساب على خدها وقالت بعصبيه بعد أن استفزها كلامه” المفروض تحترمها ،كم واحد متجوز اثنين بيعدل ،انت قتلت وحدة عشان تعيش سعيد مع اللى بتحبها ، لو دا مفهوم الحب عندك يا راسخ انت تبقى مريض ”


    اندفع نحوها وجز على أسنانه من لذاعة لسانها وقال ” كل اللى يهمني في الحياة مياسين وسعادتها اعتبرها انانيه مرض اي حاجة حتى لو ضلمت امك عشانها انا عمري ندمت على اي حاجة قدمتها ليها ” ثم استرسل بمغزى ” حياة بنتي خلود كمان مستعد اقتل عشانها مهما كان الشخص المهم تعيش ”


    كانت تحاول استيعاب الرسالة المشفرة من كلامه تلقائيا وضعت يدها على بطنها خائفة على ابنها ونضرت له قائلة ببكاء” انت قتلتني لما قتلت صابرة ، ودلوقتي ضربت يوسف بالنار حرام عليك” ثم استرسلت كلامها بحقد دفين ” انت دمرت حياتي وسرقت مني قدري اخدت مني امي وبعدتني عن يوسف كل دا مش كفاية عندك ؟!”

    نفى براسه مردفا ” يوسف لسه عايش ، لكن انت لازم تساعديني عشان ننقد اختك ”

    إبتعدت عنه وقالت صائحة غير مصدقة لهدا الكره وقلة الأهمية التي يكنها لها ” مستحيل!! انت عايز تضحي بحياتي انا وابني عشان تنقد بنتك ؟!”

    اومأ لها ببرود قاتل ” اعمل اي حاجة عشان سعادته عيلتي والحفاظ عليها ”

    صرخت به بإنفعال قائلة ” وانا بنتك يا راسخ ،بنتك زي زي خلود ،عايزة اعرف اي دنب عملته عشان بتكرهني كدة انا وامي ؟! نفرض بتكره امي انا ليه بتكرهني يا راسخ ”

    ضل ينضر لها وعدة تسائلات في رأسه بينما هي تقدمت نحوه ونضرت في عيونه وقالت بكسرة وحزن يهد الجبال” ليه بتكرهني للدرجة دي يا بابا؟ عملتلك ايه ؟! أشارت إلى نفسها والدموع لا تتوقف قائلة بصوت مختنق تعترف انه والدها ” أنا بنتك ؟ثم استرسلت ما تتمناه قلبها أن يكون لها اب وسند يدافع عنها وقالت بحزن ” لمرة وحدة ، مرة وحدة بس دافع عني واعتبرني بنتك ؟!لو مرة في حياتك إسال لو حد أداني وحاسبه؟! ثم قالت بصوت مترجي تطرح سؤالها الذي دائما تبحت له عن جواب مالذي ينقصها حتى يكرهها ” ليه بتكرهني يا بابا؟! عملتلك ايه؟!ايه اللى كنت ناقصة فيه ؟!او الغلط اللى عملته؟! ايه اللى عملوه ولاد مياسين انا معملتوش عشان تحبني؟!قول ايه ذنبي؟! انا أكتر حاجة اتنمتها حضن منك وأنك تعترف في يوم اني بنتك


    ضل يطالعها ببرود قاتل وهو يعقد يديه خلف ضهره وقال دون اهتمام لها او لكلامها ” الدكتور هيجي يفحصك ونشوف هنعمل ايه عشان نجهزك لعمليه خلود ” صدمها بكلامه وتركها وخرج ضلت تنضر الى مكانه حتى سقطت على ركبتيها مستسلمة تهمس بصوت ضعيف ” ليه بتكرهني يا بابا؟! فينك يا صابرة شوفي كره راسخ واصل لفين ؟!”

    *************************************************

    في المستشفى عاد وعي يوسف له بعد تلك الرصاصة التي كادت أن تقتله لكنها من لطف الله ضربت كتفه لا غير ، فور ان استيقض ترك المستشفى في الحال وتحرك الى منزل راسخ كان متاكد انه هو من خطف زوجته ،كان يوسف يعلم كل ما تفعله زمرد ويحمي ضهرها ، لن ينسى يوم ان قطع لها فرامل السيارة لكن لحسن الحض علم قبلا وجعلها تستقل سيارة أخرى دون أن يقول لها السبب ،كان يقود بيده اليسرى وهو يتوعد بداخل إلى راسخ هامسا بعصبية “الله وكيلك وتعمل اللى في بالي ادفنك يا راسخ ”

    وصل يوسف إلى المنزل خرج من سيارته ثم تحرك الى داخل المنزل صارخا بأعلى صوته ” راسخ !” لم يجبه ، خرج على اثر صوته جدته وعمته وهاجر ومياسين ، نضرت له هاجر بتسائل بعد أن رأت ضماد كتفه وحالته المنفعة وقالت بصوت ناعم “مالك يا يوسف ؟!”

    توجه ناحية مياسين وقال بصوت رجولي خشن ” فين راسخ ؟!”

    نفت براسها قائلة ” مش عارفة ؟!”

    نضر لها بإستهزاء قائلا ” بتضحكي على مين انت جوزك اتفقتوا تخطفوا مراتي عشان خلود ؟!”


    نضرت له غير مصدقة وقالت بإستنكار” انت بتقول ايه ؟!”


    اقتربت منه جدته وقالت بهدوء ” اهدا يا يوسف اكيد في غلط ؟!”

    نفى برأسه قائلا بحدة “أجر عصابة تخطف زمرد من بين ايديا وبعت حد من حراسه ياخد خلود ،يبقى اكيد ناوي يضحي بزمرد عشان خلود انا مش غبي عشان الخطة دي تمشي عليا ”

    نضرت جدته إلى مياسين التي كانت متوثرة من الكلام الدي سمعته لان راسخ متهور وقد فعلا يفعلها وقالت لها امه ” اتصلي براسخ نعرف هو فين ؟!”

    اومأت لها موافقة واخدت هاتفها ترن على راسخ الدي اجابها سريعا ،فتحت مكبر الصوت وقالت ” اهلا يا حبيبي انت فين ؟!”

    من سؤالها علم أن يوسف فهم كل شيئ واجابها بهدوء يحسد عليه ” عندي شغل برة البلد خدي بالك من نفسك ”

    أشار لها يوسف بعيونه كي تساله فقالت بإستفسار ” راسخ انت بعت حد ورا خلود عشان هي مش موجوده في بيت يامن ؟!”

    أجابها موافقا “اتصلت بيها قالت عايزة تغير جو بعتها للحديقة شوية وتجي مع الحارس ” وبالفعل في وسط كلامه دخلت خلود تركض الى والدتها تحتضنها قائلة بمرح ” وحشتني يا مامي؟!” ابتسمت مياسين بإرتباك بينما اخد يوسف الهاتف من يدها وقال بصوت حاد غير قابل للنقاش ” مراتي فين يا راسخ؟!”

    نفى براسها مردفا بنكر وهدوء ” مراتك المفروض تكون معاك وجنبك ليه بتسالني عليها ؟!”

    بالفعل تشوش تفكير يوسف بعد كلامه ورأيته خلود وقال بضيق ” زمرد اتخطفت ” ثم استرسل بحدة ” ما فيش حد غيرك يعملها ” ثم ابتعد قليلا وهمس بتهديد ” والله يا راسخ لو ما رجعتها سالمة لأكون دافنك ”


    خرجت ضحكة مستهزئة من فم راسخ وقال ساخرا ” مراتك انت اللى لازم تحميها مش تضيعها وتسالني عليها ثم اقفل الهاتف في وجهه وضع يوسف يده على جبينه يمررها عليه من الإعياء الدي يشعر به ثم قال بعد أن اعاد الهاتف إلى مياسين ” مافيش حاجة انتهت ولو اللى في بالي صح ودعي جوزك” قال كلماته وغادر مستقلا سيارته متجها إلى راسل

    مرة يومين وهو يبحث عنها رفقة راسل دون كلل او ملل استطاع التوصل إلى مكان اليخث وبعد تتبعه الى كاميرات المراقبة استطاع الوصول الى السيارة التي اختطفتها ،اتبع راسل رقم السيارة بينما سافر يوسف يبحث عنها ، اكمل بحته لكن لم يجد إيجابة لاي من اسألته ،حتى اتصل به احد رجاله ان رارسخ لم يعد لكن اتى احد رجاله واخد خلود معه ، ضرب يوسف على سيارته لانه لم يخبره من البداية ثم سأله عن المكان الذي اخد له خلود وذهب اليه


    شعرت زمرد بالخوف اول مرة خصوصا بعد أن ربط يديها بسلسلة حديدية مع حافة السرير وتركها بتلك الملابس الطبية ،لم تاكل شيئ مما قدمه لها وضلت تحاول ان تفك يديها وتفر من تحت يده هو لن يرحمها ،نضرت في عيونه مباشرة ولم تجد بهم اي رحمه اتجاهها ، فتح الباب فجأة وتفاجئة بدخول الممرضة التي كانت تحاول فحصها والأخرى تتهرب منها ،صرخت بها بعد ان ركلتها باحد اقدامها ” ابعدي عني ”

    زفرت تلك الممرضة ونضرت لها قائلة ” متخافيش انا عايزة اقيس ضغطك لا غير ”

    حدجتها زمرد بعصبيه وقالت صائحة ” اطلعي برة ” نضرت لها الممرضة بعدم اهتمام واقتربت منها تقيس ضغطها فقالت زمرد بترجي ” اديكي اكثر من اللى اداكي راسخ بس ساعديني ،انا بنته وعايز يقتلني انا وابني ارجوكي ساعديني”


    إبتعدت عنها ونضرت اللى حالتها قائلة بقلق “هو ابوك؟!”

    اومأت له مسرعة وقالت بأمل ” خطفني من جوزي وضربوا عليه النار عايز يضحي بيا عشان بنت مراته ارجوكي ساعديني”

    شعرت تلك الممرضة بالشفقة عليها وقالت بأسى ” اول مرة اسمع على اب كده ” ثم استرسلت بجدية ” هو اليوم ناوي يعمل العملية عشان بنته التانيه شوفي انا هقول اني خدرتك وهساعدك وانتي حاولي تهربي دا كل اللى اقدر عليه ” او مات لها بسرعة وشكرتها ثم خرجت الممرضة حتى لا تثيير انتباه الحراس

    كانت خلود تجلس في الخارج برفقة الاطباء يفحصونها ثم نضرت إلى والدها وقالت بتسائل ” انت لقيت متبرع ينقد حياتي ؟!”

    نزل الى مستواها واحتضن وجهها بين يديه قائلا بحنان” أخيرا لقيته وهتعيشي ”

    ابتسمت بلطف وقالت بمرح ” يعني هعيش وأبقى مع زمرد وابنها العب معاه هيبقى خالته؟!”

    لم يجبها فقط ابتسم لها وضلت تكمل فحوصاتها الى ان انتهت ،عادت الممرضة الى غرفة زمرد وقالت بهمس بعد ان دخلت ” انا هفك ايدك واطلعك على اساس نايمة لما اشغل الحراس أهربي ” اومأت لها زمرد وقالت بإمتنان ” انا مش عارفة اشكرك ازاي ” ابتسمت الممرضة بقلق وقالت ” انشاء الله يعدي كل دا على خير ” اومأت لها زمرد وهي تدعي ان تخرج من هدا المكان بأقل الأضرار ” دخل احد الحراس ونضر الى الممرضة ” خلصتي” ابتلعت ما بجوفها وقالت بإبتسامة تحاول مدارات توثرها ” قربت ” نضرت زمرد لها بقلق بعد أن وجدته لا يزال يقف يراقب الممرضة ،ابتسمت الممرضة وفهمت من نضرات زمرد ثم نضرت إلى الحارس قائلة ” ممكن دقيقة عشان لازم اشيل من عليها الهدوم ” اومأ لها وقال بصوت خشن ” بسرعة” اومأت له وخرج ، اقتربت الممرضة يدي زمرد المعلقة وفكتها ثم طلبت منها ان تتمدد على السرير وتمثل انها نائمه ،امتتلث لها فعلا واغمضت عيونها غطتها ثم خرجت حدق بها الحراس فقالت تمثل الهلع ” البنت قطعت النفس ضغطها وطى فجأة اجري نادي راسخ بيه” اوما لها الحارس وركض بينما هي نضرت للحارس الاخر وقالت ” مية بسرعة احاول افوقها ” اومأ لها وغادر ايضا لياتي بالماء ، زفرت براحة ثم ايقضت زمرد التي شكرتها واستقامت هاربة ، كانت تلتفت نحوها خوفا ان يجدها احد اختبأة خلف باب البهو بعد أن سمعت صوت الحرس كانت غافلة عن خلود التي إستمعت الى حديتهم بعد أن لفت انتباهها صوت الممرضة شعرت تلك الصغيرة بالغصة في قلبها نضرت إلى زمرد وامسكتها من ملابسها ،التفت زمرد بخوف لكنها انصدمت من نضرات خلود الباكية التي قالت بحزن” بابا عايز يقتلك عشان اعيش ”


    أغمضت زمرد عيونها هي فقط تحاول الهروب لا ينقصها ان تعترض خلود طريقها فقالت بهمس ” بعدين دلوقتي لازم اهرب قبل ما حد يمسكني”

    اومأت لها وقالت بتسائل ” انا لو موت يا زمرد هتفتكريني بدكرى جميلة”

    كادت ان تقتلها فعلا وقالت بعصبية دون تفكير من ضغط ما تعيشه ” ياريت تموتي وأخلص شوفي اللى انا فيه مش وقته”

    اومأت لها ببكاء وقالت بصوت حزين ” اتخبي انا هساعدك ” نضرت لها بغيض لكنها خافت بعد أن سمعت الحراس يبحثون يبدوا انهم علموا بإختفائها ثم حدقت من زجاج النافدة تتفقد الوضع و راسخ الذي يريد الدخول ،كادت ان تبكي الا ان الصغيرة خلود خرجت إلى الخارج وركضت تمسك قلبها وصرخت الى ان تجمع الجميع حولها مما جعل لزمرد فرصة للهروب بعد أن دهب الجميع إلى خلود ركضت زمرد للخارج بينما راسخ انشغل مع ابنته ،راى احد حراس المنزل زمرد تحاول الركض بعيد فصرخ مناديا الحرس حتى أمسكوا بها مرة أخرى ، جدبوها ناحية راسخ كل واحد يمسكها من يد ، استقامت خلود تنضر الى والدها وقالت بإنفعال ” سيب زمرد انا بكرهك عايز تقتلها هي وابنها ” نفى براسها وطلب من احد الحراس ان يمسك خلود ثم تقدم الى زمرد وصفعها بقوة قائلا بإنفعال” عاجبك اللى بتعمليه ، مرتاحة دلوقتي ”

    نضرت له بإشمأزاز تحاول افلات نفسها من بين يدي الحرس وقالت بإنفعال ” ابعد عني يا راسخ كفاية اخدت مني امي والله اعلم بحال يوسف ودلوقتي عايز تقتلني انا وابني”

    صرخ بها هادرا “خايفة على ابنك ومش خايفة على بنتي” صاحت به بقوة ” دا انا بنتك اتقي ربنا فيا مرة وحدة ”


    صاح بها بالمقابل قائلا دون اي ذرة مشاعر ” انت مش بنتي ،انا لا اعرف امك ولا اعرف ”

    نضرت له بكسرة والم لكن ما صدمها عندما رفع سلاحه في وجها مردفا ” يا تنقدي بنتي يا ودعي اللى في بطنك ” أغمضت عيونها بضعف وقالت ” أموت يا راسخ ومستحيل اعملها” نضر لها بتهكم بينما حدقت فيه بتحدي ،عضت خلود على يد الحارس فتركها مرغما وركضت نحو زمرد خوفا عليها من والدها ، حدق بها راسخ وقال بتهديد ” اخر فرصة يا زمرد ” نفت برأسها تنضر له بإستفزاز “ولو على حياتي ما اعملها ” شعر بالدماء تغلي في رأسه وانفلتت اعصابه لا يعلم كيف ضغط على الزناد حتى خرجت رصاصة شاردة منه أغمضت زمرد عيونها وشهقت فور شعورها بتلك الرصاصة ، فتحت عيونها لتفتحهما على اخرهما الرصاصة لم تصبها هي بل أصابة تلك الملاك البريئ التي وقفت أمام اختها تحميها من رصاص والدها ، صدمة شلت راسخ وزمرد ،شهقت الصغيرة بأعينها المتسعة الزرقاء امسكت بها زمرد قبل أن تسقط ونزلت على ركبتيها قبل أن تجلس ارضا وخلود في أحضانها تنضر لها وتشهق وزمرد فقط تفتح فمها لا تستوعب ماحصل وكيف ضحت بنفسها من اجلها بينما والدها سقط على ركبتيه منهار وقد رمى سلاحه ارضا بإستسلام من فعلته الشنعاء وقال بهمس ضعيف بعد أن سقطت دموعه ” بنتي ”

    نضرت لها زمرد ودموعها تسقط من عيونها مثل خيوط الشتاء وقالت بألم بينما تمسد على شعرها” ليه عملتي كده ؟!”

    شهقت الصغيرة تشعر بأن روحها تخرج من بين كلماتها وابتسمت قائلة بصعوبة “عشان بحبك ”

    سقطت دموع زمرد اكثر وهي تربت على شعر اختها وقالت ” إنت هتبقي كويسة وانا هتبرعلك وتعيشي ”


    نفت برأسها وقالت بصعوبة ” هتفتكريني بصورة جميلة لما اموت واجي على بالك ”

    اومأت لها زمرد وقالت ببكاء تشعر بان روحها انكسرت ” هفتكرك دايما انا بحبك انتي اختي” ابتسمت الصغيرة وسقطت يدها ارضا لم تشعر زمرد سوى أنها تحتضنها وتهمس بطريقة جنونيه ” انا بحبك بلاش تروحي زي صابرة ارجوكي فوقي ” احتضنتها حتى تلطخت بدمائها وصل يوسف في ثلك الاثناء وركض نحوها معتقدا انها من أصيب ، لكنه انصدم من المشهد المؤلم أمامه أغمض عيونه يتدكر تلك الحورية الصغيرة وصوتها المرح لا يزال عالق في أذنه نزل على ركبته ينضر الى زوجته وخلود التي سحب وجهه بسبب بركة الدماء التي خرجت منها ثم قال بعد أن ربت على ضهر زمرد ” سبيها يا حبيبتي” نضرت له مثل التائحة وقالت بصوت ميت خالي من الحياة ” قلبي اتكسر ” شعر بمدا المها هي التي لا تنكسر ولا احد يكسرها موت خلود كسرها فعلا نضر لها بضعف لا يعلم كيف يواسيها او يواسي نفسه تركها تمسك بأختها لعلها تهدأ ثم نضر إلى راسخ وتقدم نحوه قائلا بحسرة ” ارتحت كنت عايز تقتل بنتك عشان خلود طلعت قتلت خلود نفسها ، قتلت بناتك الاثنين يا راسخ قتلتهم بإيدك ” استقام راسخ دون كلمة وأمسك سلاحه ثم وضع فوهته على رقبته ، اتسعت حدقتي يوسف من فعلته الشنعاء واقترب منه فقال راسخ بصوت خالي من الحياة ” سبني اكلمها اخر مرة ”

    نضر له يوسف وقال بهدوء ” نزل السلاح من ايدك حرام اللى بتعمله في نفسك و ولادك” لم يهتم له وتقدم من زمرد وقف امها كانت تحتضن اختها صامته من شدة صدمتها فقال بصوت جاف” سامحيني كنت عايز اقتلك ربنا انتقم مني ” رفعت عيونها نحو وحدقت به بأعين متسعة وقالت بصوت مجروح مترجي” ارجوك بلاش تخليني اعيش حاجة زي دي ، كون اب مرة وحدة في حياتك ونزل السلاح دا من رقبتك ” نفى برأسه وقال بأسف ” سامحيني” كانت أخرة كلمة سمعتها قبل أن يطلق على نفسه ويسقط ميتا ،تناترت دمائه على وجهها حتى انها وضعت كفيها على وجهها بعد ان تلطخ بدمائه وصرخت بقوة إلى أن انقطع صوتها أغمض يوسف عيونه بقوة من عنف المشهد وكم تألم على حبيبته التي ضلت تصرخ مثل المجنونه دهب ناحيتها وجدبها الى أحضانه وتركها تصرخ تخرج المها الى أن انقطع صوتها


    مرة يومين على اخر الاحداث فقدت فيهم زمرد صوتها وكادت ان تفقد ابنها كدالك من هول ما عاشته بينما فارس كاد ان يجن عندما تلقى الخبر وقد حضر في دفنة اخته وابيه وجدته التي لم تتحمل الخبر وماتت بأزمة قلبية بينما مياسين قد دخلت في نوبة عصبيه حادة غير مصدقة انها فقدت زوجها الدي أنهى حياته وحياة ابنتهما

    تدخل يوسف بكل معارفه وأخرج فارس من السجن ما حدث لم يكن سهل عليه فقد عائلته بين ليلة وضحاها جلس يجانب قبر والده يبكي على فقدانه شعر انه وحيد لم ينطق بأي كلمة فقط نام على تربته يمرر يده عليها ويبكي من قال ان الإخوة لا يتشابهون كانت زمرد ايضا تضع رأسها نائمة على تربة قبر والدتها تمرر يديها عليها تعشر فقط كأنها تحتضنها ، لا تبكي، فقط ملامح خالية من الحياة متألمة كان يوسف يقف بعيد ينضر الى حالها بحسرة لا تأكل ولا تشرب ولا تتحدث فقط تاتي صباح الى زيارة قبر والدتها وقبر خلود التي دفنت بجانبها استقامت من على قبر والدتها وتحركت نحو قبر خلود كدالك وضعت رأسها على قبر خلود سقطت دموعها الحارة دون استأدان ،جلس فارس بجانبها وربت على شعرها وعلى قبر أخته مردفا بصوت مختنق بالبكاء ” كانت بتحبك وعايزاكي تبقي معاها اختها الكبيرة تشتري ليها هدوم وتحكيلك كل حاجة ” ثم استرسل بعد أن نضر لها ” انا وانت اخوة سيئن مش بنستاهل ملاك زي خلود وسطنا عشان كدة ربنا بعدها عن شياطين زينا ،ازداد نحيب زمرد فإسترسل فارس بكسرة ” كانت عايزة حاجة وحدة لا غير اننا نبقى أسرة وحدة ،ودلوقتي بقت تحت التربة ،كانت عايزة حبك بس يا زمرد حبك بس ” رفعت زمرد رأسها ونضرت إلى فارس بعيون ملتمعة بالبكاء رسمت قلب بيدها لانها فقدت صوتها اثر صراخها في دالك اليوم وأشارت إلى نفسها انها ايضا تحب خلود اتنحبت كتيرا فجدبها فارس إلى أحضانه يبكي رفقة أخته كم تمنت زمرد يوما واحد في حياة خلود وسوف تسامح لكن للقدر راي اخر كان بإنسحاب خلود التي ضحت بحياتها من اجل ان تتبت حبها لاختها


    مرة سنتين بجمالها وحزنها كل شخص كان يلزمه الوقت كي يشفي جراحة ويتغير الى الأحسن

    بالنسبة إلى جلال وسناء تحسن الوضع بينهم خصوصا بعد ان خرج من السجن حاول تعويضها على كل ما فعله في الماضي وبالفعل قد صفحت عنه بعد أن دللها كتيرا لم ينقطع تواصلها مع سليم الذي بالفعل اعترف لها قديما بحبه لكنه حاليا يمازحها انه كان فقط اعمى وانه وجد فتاة فرنسيه اجمل منها كانت تضحك على كلماته وتتالم ايضا على حاله يحبها ويتالم لانها ليست رفقتك لكنه اختار الرحيل لانه وجد شخصا فقط يسكن قلبها وهو جلال

    في حديقة منزل شاطئي كان جلال يركض في الخارج بحثا عن ابنه المشاغب الذي اعاد تربيته من البداية ، يقال ان الاباء يربون ابنائهم لكن في حالة جلال ابنه من قام بإعادت تربيته، خرجت سناء رفقت ابنتها بينما بطنها البارزة تضهر وهي تضحك من أعماق قلبها على حالة جلال ،جلس على الارض ينضر لها بغيض وقال ” عاجبك اعمال ابنك مسح كل شغلي من على الحاسوب”

    نفت براسها قائلة ” انت اللى بتدلعه وانا دائما بشتكي منه تقولي انه صغير ، اهو شوف الصغير عمل ايه ؟!” زفر بحنق بينما توقف يوسف وقال بعد أن اقترب من والده ” سوري يا بابي ” أغمض جلال عيونه بصبر ثم قال بغيض” شوفت النادي يا حبيبي؟! ” اومأ له الصغير فقال جلال بشر ” اعتبره اتلغى ” قال كلامه واستقام عائدا للبيت بينما حدقت سناء في طفلها الذي لم يتأثر فقالت بإستفهام ” النادي خلاص يا حبيبي شكلك مش مستوعب!! ”

    مرر يديه على شعره وقال دون اهتمام” يوسف موجود مش بالضرورة بابي ” تركها منصدمة من كلامه بينما جدبتها فرح من فستانها انتبهت لها فقالت الصغيرة ” نلوح عند غثال” ابتسمت سناء على اسم غزال ثم حملتها مردفة بسعادة نصالح بابي ونروح نشوف غزال قفزت الصغيرة بمرح من سعادتها


    في شقة راسل السنتين الفارطتين كان من اسباب تغير صابرة التي أصبحت اكتر اتزانا وعقلانيه بعد أن خضعت للعمليه اخبرها الطبيب انها ستجد صعوبة في الحمل ويلزمها علاج دائم حتى تنجب مرة أخرى بالفعل تقبل راسخ كلامه وكان نعم الرجل الذي وقف بجانبها حتى انه تقبلها زوجة متناسيا كل ماضيها ، وهي بالمقابل شعرت انه الانسان الصحيح أحبته رغما عنها يمكن أنها لم تحبه مثل حبها إلى فارس لكن حبها له مختلف لانه رجل بمعنى الكلمة لم يبخل عليها بالافعال التي تتبت انه متيم بها . بالكاد صابرة كانت تحاول الا تصرخ بعد ان انتهى من حمامه وترك الحمام مبلولا كليا وكل لاوزمه ملقات على الارض ، خرجت تمسك المنشفة وقالت بعصبية ” يا اخي ارحمني انا كل شوية الف وراك عشان الم الهدوم ”

    كان يجلس على الأريكة يشاهد التلفاز ياكل التفاح نضر لها بملل بينما يبلع ما في فمه وقال دون اهتمام” شوفي يا حبيبتي انا انسان همجي وانت انسانه منضمة وانشاء الله اتعدل على ايدك ”

    كلامه المستفز والعذر الذي يقوله كل مرة جعلها تشعر بالدماء تفور في رأسها وقالت بسخط ” امتى انشاء الله هتتعدل ،سنتين وانا بسمع نفس الجملة ؟!”

    طالعها قائلا بإهتمام ” لسه بس الوقت المناسب وانشاء الله هتعدل ” قال كلماته ورمى بقايا التفاح على الطاولة ولم يشعر بعدها سوى بالمخدة في وجهه حدقت به بشراسه وقالت ” راسل ”

    ابتسم بإرتباك وقال ” قلب راسل وحياته ” زفرت بضيق مردفة ” مش هتلعب بعقلي المرة دي،شيل اللى رميته”

    مرر يده على دقنه واخد بقايا التفاح ورماه فوق السجاد وهرب خارج المنزل مما جعلها تصرخ بإسمه بصوت عالي


    اما في منزل راسل الذي بات مضلما لا يبت بالحياة كانت مياسين تجهز الطعام لابنها تنتضر عودته من العمل، مياسين تلك العاشقة لزوجها التي حتى مهما فعل أحبته بعيوبه قبل مميزاته كل يوم تزوره وتتكلم معه حتى ترتاح وتعود للمنزل حتى إن كان حبهم خاطئ الى انها ضلت وفية له مدى الحياة وهذه هي غرابة الحب ،دخل فارس وجد والدته تضع الطعام فوق المائدة قبل يدها وجلس بجانبها على طاولة الطعام ،فارس المستهتر اصبح رجلا بمعنى الكلمة علم كل اخطائه السابقة وبدأ بإصلاحها و اول علاقة أصلحها هي بينه وبين خالقه اصبح ملتزما بدينه قبل دنيته ،حتى شكله تغير اصبحت لحيته طويلة قليلا مما جعله يزداد جادبيه ،غير انه اصبح جدي في عمله وقطع كل علاقاته السابقة بأصحاب السوء ،ابتسمت والدته وقالت بحب ” يرضى عليك ” ابتسم لها وجلس برفقتها يتناول الطعام حتى انتهى وجلس على الأريكة يقرا قرآنه جلست بجانبه فاغلق القران ونضر لها علم ما الذي سوف تقوله لكنه ليس في مزاج لسماع كلامها قبل ان تنطق قال بتبات ” ماما موضوع الجواز لسه عليه ”

    ابتسمت وربتت على كتفه قائلة ” عدى سنتين على ذكرى وفاتهم ” التمعت عيونها بالدموع وقالت ” خايفة عليك انت الوحيد اللى باقي ليا اتجوز انت كمان وملي عليا البيت بعيالك ”

    شعر بحزنها ووحدتها اقترب منها ومسح دموعها بإبهامه ثم قال بحنان” انشاء الله يكون خير ” ابتسمت له واحتضنته بينما هو ضل يفكر في تلك التي لم تخرج من قلبه قط وضل يستغفر ربه على تفكيره بها صابرة هي ساكنة فؤاده التي لم يكتب له أن يجتمع بها


    امام قبر خلود توقفت زمرد تنضر بحزن عميق دالك اليوم لم يمحى من داكرتها ابدا لم تمر تلك السنه بسهولة الشى الوحيد الذي انارها هو أولادها التوأم خالد وخلود بعد ولادتهم فقط شعرت ان روحها ردت اليها ،يوسف دالك العاشق الذي لم يتركها يوما كان ضائما السند والضهر والاخ والاب الذي تسند عليه ،غير انها اعادت الشركة إلى فارس الذي اصبح مجتهدا في عمله وسندا لاخته ،جلست بالقرب من تربتها وابتسمت قائلة ” اليوم عيد ميلادك يا قلب اختك ، وحشتيني كثير انت وصابرة ،مش عارفة اعيش من غيركم ،جرحكم عمره ما يشفى انتم تحت التربة وانا فوقها ميته ” مسحت دموعها وقالت بعد أن ابتسمت مجبرة ” بنتي سميتها خلود عشان افتكر كل ما اشوفها، وكمان ما بقتش شريرة كتير شويه بس ” التمعت الدموع في عيونها قائلة ” وحشتيني ،صدقيني انت دائما في بالي وكل لحضة ،لو كان موت صابرة قتلني ،موتك كسرني ياخلود ” قبلت تربتها ثم استقامت تضع الازهار على قبرها وقالت بحنان ” دول هيبقوا معاكي عارفة انك بتخافي لوحدك ” احتضنها يوسف من اكتافها وقال مبتسما بألم ” كفاية يا زمرد ” نفت براسها قائلة ” خلود حبتني وبسبب حبها ليا ماتت”

    ابتسم قائلا بعقلانيه ” تعرفي القضاء والقدر ” حركت رأسها بإيجاب فقال “دا قدرها يا زمرد سواء في وجودك او غير وجودك كانت هتموت في نفس اليوم ونفس الوقت ،الموت واحد بس الاسباب عدة ” ابتسمت بألم ثم ودعت والدتها وخلود وتحركت رفقت زوجها مرت بجانب قبر راسخ نضرت نحو وتوقفت للحضة قائلة ” ربنا يسامحك يا راسخ انا مسامحك دنيا واخره” ابتسم يوسف اخير صفح قلبها وبالتاكيد الان فقط تستطيع ان تعيش براحة اكبر


    مرة تلات سنوات اخرى،جلس يامن بجانب قبر صابرة يمرر يديه على تربتها وقال بحزن ” وحشتيني يا صابرة جيت اقولك ان بنتك بقت ام والشر اللى في قلبها اتشال بقت اعقل من الاول ،الامانة اللى وصيتيني عليها الحمد لله قدرت اكون قدها واصونها ، اتمنى تكوني مبسوطة وانشاء الله لو ما اجتمعنا في الدنيا نجتمع عند ربنا” ودعها وغادر تاركا قلبه محترقا مع موتها كان الجميع يجتمع في بيت يامن احتفالا بعيد ميلاد زمرد الذي سوف يقام لأول مرة احتضنها فارس وقبل رأسها مردفا بحنان ” مبروك يا قلب فارس ” ابتسمت وهي تحتضنه قائلة بسعادة ” شكرا انك اقنعت مياسين تجي “اومأ لها مردفا بعد أن نضر اتجاه صابرة التي تجلس رفقت راسل تلعب مع ابنتها وتضحك من أعماق قلبها السعادة التي لم تجدها معه وجدتها مع غيره حتى ان ضحكتها لم تعد تختفي من على وجهها شعر بألم العشق المر في قلبه ،نضرت زمرد الى المكان الذي ينضر فيه ونضرت له قائلة بعد ان ربتت على ضهره ” اكيد ربنا شايلك الاحسن ” اومأ لها مستغفرا ربه يعلم ان صابرة لن تخرج من قلبه فهي تربعت على عرش فؤاده الدي لا سلطان عليه ثم استرسل قائلا بحزن” المهم انها فرحانه ” شعرت بالم اخيها فقالت محاولة تغير الموضوع ” انت مش ناوي تتجوز ” نضر لها بغيض ثم ضربها بخفة على رقبتها قائلا ” كفاية انتي تحطي واحد تشيلي التاني ” ضربته على كتفه بغيض وهي تنضر الى بطنها البارزة وقالت ” الله اكبر عليا وعلى عيالي ” ابتسم مردفا بتسائل ” اومال فين العاشق الولهان بتاعك يا غزال” رفعت منكبيها قائلة ” تلاقيه مع خلود او خالد ،”اومأ لها فإقتربت منهم سناء تحتضنها وقالت بعد أن إبتعدت عنها قليلا ونضرت إلى فارس ” اقدم لكم مرام اخت سليم ” رفع فارس عيونه إلى تلك الفتاة المنقبة تضهر فقط عيونها السوداء ضل يحدق بها بشرود فغمزت زمرد إلى سناء كأن خطتهم نجحت ،ضربت زمرد اخيها بقدمها على قدمه الذي استعاد رشده وحدق بها بغيض ثم استغفر ربه وغادر من أمامهم ،حدقت زمرد في مرام واقتربت منها قائلة بإبتسامة ” ايه رايك في فارس ؟!” ابتسمت بخجل فقالت زمرد بإبتسامتها الخلابة ” ولا يهمك انا قدك وقده لحد ما اجوزكم الف عليك وعليه زي الحية ” ثم حدقت بها بتهديد ” الله وكيلك تزعليه اندمك على اليوم اللى اتولدتي فيه ” ارتعبت الفتاة فإبتسمت سناء بإرتباك وقالت بلطف ” روحي يا مرام هي بتحب تهزر ” ابتعد مرام عن مكانهم فقالت زمرد بملل ” اهزر ايه انا فعلا ممكن احرق دمها او اقتلها” ضربت سناء كف على كف قائلة بغيض ” امتى هتتلم يا زيدان الكلب ؟!” ابتسمت زمرد ابتسامتها الخلابة وقالت بنفي ” عمري ” ثم احتضنت صديقتها وقالت بصدق ” عايزة اشكرك على كل حاجة قدمتيها ليا كنت معايا في اصعب اوقاتي وعمرك ما اتخليتي عني ” ابتسمت سناء وقالت بحب مماثل ” ازاي اسيبك وانتي لما الدنيا تجي عليا الاقي شخص بيفهمني ويحس بيا ” ضلت تعانقها لفترم من الزمن حتى إبتعدت عنها بصعوبه ،كان يوسف ينضر لهم وهتف بحب” تعالى يا غزال ” اقتربت منه ثم نضرت إلى اولادها قبلتهم وحدقت في الجميع قائلة بإبتسامة بعد ان امسكت يد زوجها ” عايزة اشكر كل واحد فيكم من اللى موجودين واللى مش موجودين ربنا يرحمهم فرت دمعه من عينها واسترسلت انتم عيلتي وصحابي ابتسمت سناء وهي تنضر لها امسكت بيد زوجها وهي تنضر إلى اولادها التلاته ، ثم نضرت إلى صابرة قائلة ” لو ادتكم في يوم سامحوني ، احتضن راسل صابرة بحنان ثم نضرت إلى مياسين قائلة “كلنا اتجرحنا وربنا الى عالم بينا” ابتسمت وقد دمعت عيونها ثم نضرت الى


    يامن وقالت “كنت أب ليا مع ان عمري عرفت معنى اب” ثم نضرت الى زوجها وقالت” انت كمان عايزة اشكرك مستحيل كنت اعدي كل دا من غير وجودك كم مرة كنت بقولك ابعد عشان هأديك كنت بتقولي لا “ابتسم لها وقال بعشق ارهق قلبه بعد أن قبل يدها ” خوفي الوحيد في الدنيا اني اخسرك يا زمرد ” ابتسمت له بحنان فقالت بعد ان نضرت وانا بعشقك يا يوسف ” ارتفع صوت الألعاب النارية في السماء فقال ابناىها بعد أن امسك لها فستانها حتى تنتبه لهم ” عيد ميلاد سعيد يا مامي ” ابتسمت بسعادة اخيرا انتهت حربها مع نفسها ،لن تنسى من فقدتهم ولن تنسى ان تعيش مع من بجانبها هي فقط تشكر الله و نفسها التي قاومت ووقفت مهما انكسرت لتشعر فقط بالسعادة تتغلغل في داخلها احتضنت زوجها وهمست بحب تشكره على كل ما فعله لاجلها ” بحبك ” اجابها بهدوء وهو ينضر اليها ” وانا بعشقك يا غزالي الضائع ”

    تمت..



    لمتابعة الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

    مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



    تعليقات