رواية وكر الافاعى الفصل الثامن عشر والتاسع عشر بقلم امانى جلال حصريه
رواية وكر الافاعى الفصل الثامن عشر والتاسع عشر بقلم امانى جلال حصريه
18=19
- قصدك مراتي أنا، ما إن قالها بغيرة حتى رد عليه سلطان برفض
- لاء ماينفعش كده، لازم تبقى كانت مراتي، طلقها
وارميها من مكان ماخدتها، ولاااا أقلك هاتها هنا نطري على رجالتنا فيها ولو عجبتني ممكن أدوقها أنا كمان ااااااكيد مش هتستخسرها فيا يعني ولا إيه...
قال الأخيرة بمغزى حقير وما هي سوا ثانية واحدة فقط وكان سلطان مستلقي على الأرض مخنوق.
من قبل ذلك المتوحش الذي على مايبدو فقد حرفيا كل ذرة عقل لديه وهو يصرخ به بأعلى درجات صوته ويضغط بكلتا يديه على عنقه وكأنه يصر على إزهاق روحه
- دي مراااتي، ساااامع مرااااتي هي حصلت إنك توصل للوساخة دي عايزني اجبهالك بإيدي
ليه! أنت مفكرني اااااااايه...
حاول سلطان إنقاذ نفسه من ذلك الذي يجثو فوق صدره إلا أنه فشل وبجدارة، ليس هناك مجال للمقارنة بينهما، نعم سلطان ضخم ولكن أمام يحيى
ليس أكثر من ذبابة مزعجة.
دخل الحرس الى القبو مسرعين على أثر الصوت و صراخه العالي وما إن سحبوه عنه حتى أخذ يقاومهم بشراسة وهو ينظر بغضب مهلك لذلك الذي أخذ يسعل بشدة ويمسح لعابه عن فمه ليبتسم بعدها بحقارة لا توصف وهذا ما جعل يحيى يشيط وتتفجر حمم براكينه أكثر وأكثر ليصرخ بانفعال على الحرس الذين يقيدونه وهو يقاومهم.
- اوعوا كده، سبوووووني، ثم وجه كلامه لسلطان بانفعال متوعد، ده أنا هخليك تدوق الموت قبل ما تفكر تحطها في بالك حتى...
- والله وطلعلك صوت يايحيى، بس انا صح
شكي طلع بمحله، ما إن قالها سلطان وهو ينهض عن الأرض لينظر له الآخر بترقب وهو ينهج...
أخذ يقترب منه بخطوات شيطانية مدروسة بعدما أعطى إشارة لرجاله أن يتركوه ويخرجوا وبالفعل نفذو الأمر بالحرف وانسحبوا من المكان كله.
التفت لهم يحيى ثم عاد بنظره على ذلك المسخ الذي أمامه وقبل ان ينطق هو وجده يباغته بسؤال لم يتوقعه: حبيتها مش كده، أوعى تنكر والاااا ماكنتش عملت كل ده عشانها
يحيى بجدية: هي على اسمي سواء بحبها أو لاء هي عرضي أنا واللي يحاول يمسه أدفنه بمكانه
ليقول سلطان برفض قاطع لما سمع: تؤ تؤ تؤ.
يحيى اهدى كده وبعدين أحنا دافنينه سوا، أنت أخدتها عشان تكسر رامي وأنا شجعتك على ده، وأيدتك كمان قصاد الكل، غير كده مافيش، انسى إنها على اسمك زي مابتقول و مراتي والكلام الفاضي ده وبلاش تعيش الدور ده بالذات مش لايق عليك
- عايز توصل لأيه، نطقها يحيى بحذر وترقب فهو يريد أن يعرف بما يفكر الآخر.
تغير وجه سلطان للشر وقال بنبرة اجرامية لا تبشر بالخير بتاتا: يعني ومن الآخر كده، أنت دخلتها الوكر بإيدك، واستغفلتني شهرين، وأنا عملت نفسي من بنها و مش واخد بالي باللي بيحصل حواليا
كانت جوا الوكر ومش بعيد عرفت كل صغيرة وكبيرة بتحصل فيه، ودلوقتي عايزني أسيبها كده بسهولة، ليه هو دخول الحمام زي خروجه.
اعتصر قبضته بقوة وكز على أسنانه وقال بأعصاب متشنجة: كنت حابسها بالشقة لا شافت حد ولا حد شافها ولا تعرف طبيعة شغلنا ايه...
- هاجي معاك وهعمل نفسي مصدقك وماله، بس بردو مافيش غير حلين قصادك، قالها وهو يرفع السبابة والوسطى امامه ليقول الآخر باستفهام
- اللي هما
سلطان بجبروت قذر: ياترميها مع بنات الوكر
ياااا إمااااا تطلقها طالما إنها متعرفش حقيقتك ايه زي ما قولت، اختار، غير كده ماعنديش حلول.
يحيى برفض: لاء في، وهو إني أسيب الجمل بما حمل، وأخدها وأمشي...
أخذ يربت سلطان بقوة على منكبه وهو يقول
- بلاش تعمل فيها غشيم، ما أنت عارف القوانين هنا مافيش جواز يتم من برا بنات الوكر إلا لمصلحة مؤقته، بس أنت شكلك عايز تغلط غلطة أبوك
فتح عينيه وقال باندهاش ممزوجة بلهفة
- أبويا! أنت تعرف أبويا مين
سلطان بمراوغة مستفزة: وعلى سيرة أبوك ياترى ست الحسن والجمال اللي وقف بوشي عشانها عارفة إنك ابن، حرام...
انقض يحيى على الآخر يمسكه من مقدمة ثيابه وهو يقول بأعصاب: رد عليا أبويا مين
- وأنا اش عرفني روح اسأل أمك ده لو كنت تعرف هي مين، ما إن قالها سلطان حتى ضرب يحيى يده على الطاولة الزجاجية لتنكسر على الفور محدثه خلفها جرح عميق بساعده لتمتلئ يده بالدماء.
ابعد يحيى ذراعه الى الخلف ما إن كاد سلطان أن يتفحصها ليرفع سبابة يده الأخرى أمام وجهه وقال بغضب أسود: أنا من اللحظة دي برا اللعبة، برا وكر الأفاعي، وغالية لو قربت منها بس مش هيكفيني أني أولع فيك بكاز وسخ، و أكيد ده هيكون رد فعل بسيط مني و ماخفى كان أعظم
تركه وأخذ يصعد الدرج متوجها خارج القبو تاركا خلفه ذلك الذي ينظر له بشر واضح ليقول بعدما نظر الى الفوضى التي تعم حوله.
- غبي زي أبوك، و أكيد نهايتك هتكون زيه والسبب ست، ما أنا دائما بقول عايز تنهي راجل خلي في طريقه ست تجيب أجله، صمت قليلا ثم أكمل بشرود، وهو في حاجة حرقت قلبي غير الست، سنين طويلة مرت ونارها مش راضية تنطفي جوايا
آااااخ يابنت حوا علمتي جوايا جامد
علي الجانب الثاني، في فيلا الجندي بالتحديد غرفة ميرال التي كانت تجلس أمام والدتها تمسك يدها وهي تقول بتوسل: عشان خاطري يا ماما روحي كلمي بابا وخليه يوافق.
طبطبت داليا على ظهر كفها بحنان وقالت بتفهم: سيبي باباكي ياحبيبتي يهدى يومين كده وأنا أوعدك إني هكلمه على رواق وإن شاء الله هيوافق
ميرال بنفي سريع: لاء يومين إيه بس ياماما ده ياسين كلمني وقالي أبلغكم أنه هييجي بكرة بالليل يخطبني
نظرت لها داليا بذهول: أنتي بتهزري صح
- لاء...
داليا بتنهيدة- مش دلوقتي وقت الكلام ده ياميرال.
ميرال بتوضيح: والله قولتله كده بس هو أصر وقال طالما باباكي عرف بعلاقتنا لازم يبقى كل شئ رسمي احتراما ليه
لتقول والدتها بحيرة- والله مش عارفة أقولك إيه، بس حاضر هقوم وأكلمه وأمري لله
- حبيبتي ياماما، قالتها وهي تقبل وجنتيها بفرحة لتتنهد داليا بشحوب فهي تعرف رأي زوجها بهذا الموضوع بالذات، لتقول بتمني وهي تنهض
- ربنا يسهل يارب وأشوفك احلى عروسة.
- يااااارب، قالتها الأخيرة مع نفسها بأمل ولكن سرعان ما اخذت تعض أناملها بتوتر من ماهو قادم
أستلقى بإرهاق شديد على الأرض السمند الصلبة بالمستودع الخاص به بعد ساعات طويلة من التمارين القاسية، كان يتنفس بصوت عالي
وهو مغمض العينين ولكنه يقسم بأنه يراها أمامه طول الوقت وكأنها حقيقة وليس خيال
سحب هاتفه واتصل بها وهو لا يعرف لما فعل هذا ولكن ما إن أتاه صوتها الناعم حتى قال آمرا وبشكل مباشر.
- سيلينا جهزي نفسك ع الساعة تمانية
أبعدت الهاتف عن أذنها بتفاجؤ ثم أعادته وقالت باستفسار: خير!
ليأتيها رده الواثق: عازمك ع العشا
سيلين بسخرية: بمناسبة إيه
- الهدنة
- اااه قصدك إن الأسبوعين اللي أدتهملي دول هدنة
- بالضبط كدة...
- بس أنا برفض عزومتك دي بكل بساطة
- ماهو مش بمزاجك، ما إن قالها ببرود جليدي أقرب مايكون للقطب الشمالي وهذا ما جعلها تتنرفز وهي تقول: شاهين.
- هممممم، همهم بها باسترخاء لترفع حاجبها بمكر وهي تقول: وحشتك مش كده، اعترف
رفع حاجبه بإعجاب من طريقتها
- واثقة أنتي من نفسك
أسبلت برموشها بدلع وكأنه يراها
- فوق ما تتخيل
سحب نفس عميق وأخذ يمرر باطن كفه على وجهه بتعب فهي بطريقتها هذه أشعلت النار بجسده، ليقول بنبرة مليئة بالتحذير: سيلينا
- نعم
زفر أنفاسه وقال: تمانية بالدقيقة هاااا
سيلين باستغراب من كلامه: بقولك مش هاجي.
- وأنا بقولك هتيجي، سلام، ما إن قالها حتى رمت هاتفها بانزعاج على الأريكة، و بعد مدة من التفكير والاستنتاج خرجت متوجهة الى غرفة أختها
اما عند داليا ما إن دخلت بهدوء الى غرفة نومها حتى وجدت زوجها الحبيب مستلقي على السرير ويضع ساعده على عينيه، أخذت تراقبه ومن أثر تنفسه علمت أنه مستيقظ...
استلقت الى جانبه وأسندت رأسها على عكسها وباليد الأخرى أخذت تداعب خصلاته السوداء المتغلغلة به شعيرات فضية زادت وسامته أضعاف...
- سعد، نطقتها بصوت خافت مبحوح وما إن همهم بصمت حتى أكملت بنفس نبرتها ولكن بعدما اقتربت منه أكثر لتداعبه بأنفاسها، بحبك
ابتسم بحب ولكن سرعان ما رد عليها بمشاكسة
وبلا مبالاة مصطنعة: ربنا يسهلك ياحجة.
شهقت بصوت عالي وأخذت تضربه على كتفه وصدره بقوة وهي تقول بانفعال- حجة ايه، ده أنا أصغر منك
أخذ يضحك عليها بقوة بعدما مسكها من معصميها ليمنعها من الضرب وهو يقول
- خلاص بقا اهدي صحتك
نظرت له داليا باختناق: هو أنا فعلا عجزت بنظرك
ضحك سعد عليها وقال: لا طبعا
- أوعى كده أنت بتكدب عليا، قالتها وهي تبتعد عنه لتنهض بزعل ولكنه سحبها إلى أحضانه وهو يقول: داليا، دودو، يابت أنا بكلمك عيب كده
- نعم عايز إيه.
سعد بحب: وأنا كمان بحبك
داليا بضيق- لسه بدري كنت خليها لبكرة
- أنا هقولها النهاردة وبكرة وبعده هو أنا عندي أغلى منك
- كتر خيرك. تفضلت عليا، ما إن قالتها بدلال حتى ابتسم لها وقبل صدغها بعمق ثم أخذ يشدد من احتضانها، عم السكون لدقيقة كاملة بينهما لا نسمع من خلاله سوا صوت أنفاسهما المنتظمة نوعا ما وكأنهما يأخذان طاقتهما من وجودهما معا...
همست داليا بعدما سحبت رأسه الى صدرها وأخذت تداعب خصلاته.
- لسه زعلان من ميرال
سعد بتسائل: أنتي شايفة ايه
- أنا شايفة إنك معاك حق وبنفس الوقت هي كمان معها حق، ما إن قالتها حتى رفع لها وجهه بانفعال وهو يقول
- معاها حق تقف بوشي، معاها حق تخون ثقتي...
معاها حق تكسرني، كل مشاكل شغلي بكفة و وجعي منها بكفة تانية، حبيتها وداريتها أكتر من روحي ده جزاتي ليه
داليا بتوضيح- أنا مش قصدي اللي فهمته والله، هي غلطانة صح. بس
سعد بحدة: بس إيه.
داليا بتريث- اسمعني كويس وحاول تفهمني، ميرال بنوتة مليانة أحاسيس ومشاعر و شيء طبيعي إنها تقع بالحب، هي مش حجر، زيها زي أي بنت...
تعرف لو كانت صغيرة كنت قولت إنها فترة مراهقة وهتعدي، بس هي عندها 28سنة مش صغيرة و واعية و اللي أنا شايفاه دلوقتي إن بنتنا حبت
بجد، احنا لازم نساندها مش نعاديها، هو احنا عايزين ايه غير سعادتها
سعد بغيرة شرقية: عايزاني أشوف بنتي بتحب وتعشق شريكي بالشغل واجي أقولها برافوووو.
ااااااانت تجننتي
- مش حكاية برافو، أنا قصدي لو جه و اتقدم لها وافق. ليه لاء، ما إن قالتها حتى باغتها باستفسار
- أوافق على إيه بالضبط، عايزاني أسلمها ليه بإيدي، والله لو على موتي ما هيحصل
- سعد مش كده اااالله، ده مش وقت غيرتك
البنت من حقها تختار اللي هتتجوزه
- وما اختارتش غير ياسين.
داليا باستغراب: وايه عيبه، مش ده اللي أنت دخلته بيتك ونزلتنا مصر عشان تشتغل معه، مش أنت اللي أخدتها معاك الشركة وحطتها قصاده
- أخدتها عشان تشتغل معايا وأبقى مطمن عليها مش عشان. اااء
قاطعته وهي تضرب كفيها ببعضهم وتقول.
- وأهي حبته، هنعمل ايه بقى دلوقتي، ايه الحل وهو جاي بكرة يخطبها منك رسمي وهي موافقة.
- ييجي فين هو لوي دراع ولا إيه، قالها وهو ينهض من السرير ليخرج بسرعة متوجها نحو غرفتها ليفتح الباب عليها بقوة مما جعلها تنهض بخوف وهي ترى والدها يدخل عليها وخلفه والدتها...
تأوهت بألم عندما انقض عليها وسحبها من عضدها بقوة وهو يصرخ: شوفي يابت أنتي ياسين ده بالذات لو هتموتي مش هوافق عليه...
مسكته سيلين من عضده خوفا على أختها وهي تقول: بابا بالراحة عليها
نظرت له ميرال بحزن
- ليه بس!؟ إيه السبب لموقفك ده.
نفضها من يده وقال بانفعال شديد: مش مناسب ليكي، أنتي فين وهو فين...
لوت شفتيها كالأطفال ونظرت له بذبول وهي تقول: بس أنا موافقة حتى لو في اختلاف مافيش إنسان كامل.
سحب شعره الى الخلف وجلس بنكسار على طرف فراشها وهو يقول: بالله عليك يابنتي اعقلي وبلاش توجعي قلبي عليكي أكتر من كده، ده أنتي لو بتمشي على صراط أمك مش هتعملي كده، وكإن الزمن بيعيد نفسه معايا بس أنا أكيد مش هعيد غلطتي معاكي زي ما عملت معاها و وافقت أديها ل ماهر...
جلست ميرال أمام قدميه وقالت: ليه بتاخدني بذنب الماضي ده مافيش نقطة مشتركة مابينهم.
- لاء في، ياسين معندوش أهل غير أخوه مقطوع من شجرة لا أعرف ليه لا أصل ولا فصل سألت عليه كتير، بالشغل مافيهوش غلطة سمعته بتلمع زي الجنيه الدهب بس بحياته الخاصة محدش يعرف عنه حاجة، ده غير اسم العيلة اللي بدأ يوغوشني ده
نفس الشريط بينعاد عليا بتاع ماهر اللداغ بس المرادي بأسم ياسين، الاتنين نفس الغموض عشان كده بقولك مستحيل
- بس أنا بحبه، ما إن قالتها ميرال باندفاع حتى
رفع يده للأعلى وصرخ: ميرااااااال!
انتفضت ورجعت الى الخلف بخوف وأخذت تبكي بقوة وهي تقول
- في إيه هو أنا وأنت مش صحاب من زمان و دايما بنقول أسرارنا لبعض إيه الجديد في كده...
يده المرفوعه بالهواء بدلا أن يضربها سحبها بها إلى صدره واحتضنها بقوة شديدة وأخذ يقبل شعرها ثم أبعدها عنه قليلا ونظر الى عينيها وقال بقرار قاطع: شوفي هو هييجي بكرة وهيطلبك، لو وافقتي عليه لا أنتي بنتي ولا أنا أعرفك
نظرت له بتوسل وقالت بدموع: بابا.
سعد بجمود: اللي عندي قولته، والقرار ليكي
- أكيد هتختارك أنت يابابي، ما إن قالتها سيلين بوجع حتى هز رأسه بقهر وهو يقول: هنشوف
وما إن خرجوا حتى ركضت سيلين الى أختها وهي تقول بلهفة: واقفة كده ليه، اجري روحيله وطيبي خاطره وقوليله مش تختاري غيره ده مافيش وجه مقارنة أصلا، ميرال، بصيلي أنا بكلمك...
- بابا هيسامحني مش كده، ما إن قالتها بخفوت حتى عادت سيلين بجسدها الى الخلف مذهولة من ما سمعت لتقول بعدم تصديق.
- أنتي بتتكلمي جد! كل كلامي معاكي بقالي ساعة راح كده، أنتي إيه عامية لدرجاتي، بصي لو وافقتي عليه حتى أنا مش هتلاقيني جنبك اختاري ياعيلتك يااااااا ابن اللداغ بتاعك ده
قالت الأخيرة بكره ثم تركتها وخرجت لتذهب على الفور لهاتفها وما إن سحبته حتى اتصلت عليه وهي تحرك قدمها بقلق وما إن فتح الخط حتى قالت بضيق: أنت فييين عايزة أشوفك.
ضحك بشماتة وقال بانتصار: مش قولتي مش هتيجي ايه اللي غير رأيك، وخلاكي حتى ماتستنيش لليل...
شهيق وزفير، زفير وشهيق، هذا ما كانت تفعله وهي تحاول أن تهديء أعصابها ثم قالت
- عايزة أشوفك
- ايه وحشتك، اعترفي، ما إن قالها حتى أغمضت عينيها بضيق فهو يستخدم كلماتها ضدها عند هذه النقطة لم تتحمل أكثر أغلقت الخط بوجهه بعصبية.
كادت أن ترمي الهاتف هذه المرة على الحائط ولكن قبل أن تنفذ فكرتها هذه، أتتها رسالة محتواها كان، بأنه سيكون بالمكتب بعد نصف ساعة من الآن
خرجت متوجهة له دون تردد أو تفكير حتى وبالفعل ماهي سوا مسألة وقت وكانت تفتح باب المكتب عليه بغضب دون أن تطرقه حتى لتجده يجلس خلف مكتبه بكل شموخ، شموخه هذا يرفع ضغطها حقا
ذهبت نحوه مباشرة لتمسكه من سترته بقبضتيها وهي تقول: أخوك ناوي على ايه.
نظر بكل استمتاع الى ذلك الشرار الذي يقدح بمقلتيها وهو يقول: على كل خير
حركت رأسها باستنكار وهي تقول
- مافيش خير ييجي من وراكم
ليقول بإطراء وهو يرفع يده يتحسس بشرتها
- مش بقولك ذكية...
سيلين بعدم فهم: ليه كل ده، أنتم عايزين توصلوا لأيه
- مالكيش في
سيلين بأصرار: لااااء ليا في، سامع ليا، و ابعد أخوك عن ميرال
شاهين ببرود: إيه المقابل؟
- يعني هو بجد مش بيحبها، ما إن قالتها بصدمة ممزوجة بالحزن والدموع لمعت بعينيها حتى حاوط خصرها بذراعه بسرعة وسحبها نحوه ليجبرها تجلس على فخذه وهو يقول
- كل الزعل ده عشان أختك، يابختها بحبك ليها
وبعدين مكبرة الموضوع ليه ده عايز يتقدملها رسمي
فين المشكلة طالما بيحبوا بعض، عقبالك، قال الأخيرة وهو يقرص شفتيها بخفة ثم سحب يده وقبل أناملها التي لمس طراوتها بهم
حركت رأسها بتفهم ثم ابتسمت بمكر وتوعد...
لتسند ساعدها على صدره وهي تميل علية بحركة جريئة وقالت بتأكيد: ما أنا هحب، طبعا، بس الأكيد مش هتكون أنت الطرف التاني
مط فمه بتفكير ثم قال بجدية وكأنه يخبرها بما سيحدث بالفعل: بعد أسبوعين هتكوني مراتي
- احلم بسلين ومش هطولها، واللي ياسين بيعمله هطلعه على عينك، قالتها بجدية وهي تبعد يده عنها وتنهض وما إن وصلت الباب وكادت أن تخرج حتى نظرت له وأكملت بتوعد جاد بطريقة غريبة...
و وعد مني زي ما أخوك ناوي يكسرها أنا هكسرك
ومش هكون سيلين بنت سعد إن ما عملت كده
خرجت وأغلقت الباب خلفها بقوة ولكن لم تكن سوا خطوتين فقط حتى انتفض جسدها على صوت تكسير فظيع يأتي من الداخل...
فعلى مايبدو بأن كلماتها البسيطة أثارت جنونه، طربت شعرها بدلال و ابتسمت بسعادة ثم أستأنفت طريقها باستمتاع فغضب وإنفعال الاخر هو المطلوب، ف بالتأكيد لن تجلس مكتوفة اليدين وهي ترى عائلتها حزينة وصاحب السبب سعيد.
لابد أن يتذوق من نفس الكأس ويحزن قليلا، فهي تؤمن بمقولة طباخ السم يتذوقه. وهذا ما حدث حرقت اعصابه هو أيضا لتشفي غليلها منه
حل الليل وعم الظلام، في المساء كانت تجلس أمام التلفاز تشاهد أحد الأفلام بتركيز ولكنها قطبت جبينها وكتمت صوتها ما إن وجدت أحدا ما يحاول أن يفتح الباب من الخارج ويفشل.
شحب وجهها ودب الرعب بأوصالها هل ستعاد عليها تلك الحادثة أم ماذا، نهضت بترقب واقتربت من باب الشقة ونظرت من العين السحرية لتتفاجئ بأن الذي خلف الباب ماهو سوا يحيى الذي ما إن فتحت له بسرعة حتى دخل بخطوات مترنحة وهو بالكاد يستطيع أن يسند طوله، أما رائحته كانت مقرفة لأبعد حد.
امتعض وجهها باشمئزاز لتغلق الباب خلفه بعنف ثم تخطته وذهبت الى غرفتها وأغلقتها عليها من الداخل ما إن وجدته يناديها بتمني أن تبقى معه حتى قالت بصوت عالي: والله لو تموت ما أنا فتحالك دي مابقتش عيشة دي...
ذهبت بضيق الى فراشها تحاول النوم ولكن اي نوم هذا وعقلها وكيانها وتركيزها بالكامل مع الذي بالخارج، أخذت تتقلب وهي تريد أن تتجاهل ذلك الصوت الذي بداخلها الذي يطالبها بأن تخرج له.
اعتدلت بجسدها وقالت مع نفسها
- مش هخرج مش هخرج أبدا
بعد مرور عشر دقائق فتحت الباب وأخرجت رأسها منه كالفأر وأخذت تبحث عنه بنظرها لتجده مستلقي على الأريكة مغمض العينين، استغفر الله العلي العظيم، قالتها بهمس وهي تقترب منه بضيق على حاله هذا
وما إن جلست أمامه حتى وجدته يفتح عينيه بكسل وهو يقول بكلمات مجروره وكأنه نائم
- غلااااااااتي، أنا جعان.
- طب قوم خد دوش عشان تصحصح وأبقى أعملك أي حاجة تطفحها، قالتها وهي تسحبه بكل قوتها من يده لينهض ولكن هيهات لم يتحرك حتى إنش واحد حتى...
- يحيى
- هممممم
- قوم بقى...
نهض معها وهو يسند كل ثقله عليها حتى كادت أن تقع لولا الحائط الذي انضربت به لتتأوه بألم ثم ضربته وهي تنظر له
- اااايه مش تحاسب يا طور، إيه التقل ده كله.
- انت حلوة كده ليه، قالها وهو يلتصق بها بشدة ليقبل وجنتها بقوة وما إن كادت أن تدفعه بصدمة حتى باغتها بقبلة أخرى على وجنتها الثانية ولكن ما جعلها تهدأ نوعا ما عندما همس لها بعدما وضع جبهته على خاصتها، مش هتسبيني صح
وضعت يديها على صدره ودفعته عنها قليلا وهي تقول بهدوء: أنت صاحي صح
أومأ لها وهو يبتعد عنها ويقول بخمول متوجها للحمام بخطوات متعثرة: أيوة صاااحي، صااااحي
ماشربتش كتير هي إزازة وحدة بس.
تأفأفت وذهبت نحو المطبخ لتعد له الطعام وهي تشتمه من بين أسنانها وما إن انتهت وأخذت تسكبه حتى وجدته يدخل ويجلس عند طاولة الطعام بهدوء
نظرت له كان يرتدي بنطال منزلي لونه رصاصي وعاري الصدر وعلى أكتافه منشفة سوداء، و شعره المبلل منكوش ولكن بطريقة يخطف بها قلوب العذارى.
لا تعرف لم توترت كل خليه بها من منظره هذا حاولت أن تتعامل بعدم اهتمام ولكن ماحدث هو، أخذت تضع الأطباق أمامه باهتمام فطري لم تشعر به فهي كانت كل ثانية والأخرى تضع أمامه شيء وكأن الذي أمامها طفل وهذا ما جعل الآخر يبتسم بسعادة متناهية ليبدأ بالتهام كل شيء أمامه بشراهة ولكن ما زاد سعادته اضعاف عندما رفعت قطعة من الرغيف المغمس بالصوص الدجاج وأطعمته بيدها ولكن ما جعلها تستوعب حالتها الغريبة هذه وما تفعله الان هو عندما سحب يدها وأخذ يقبل باطن كفها ببطئ.
سحبت يدها منه بتوتر وما إن كادت ان تنهض لتهرب من نظراته ليلفت نظرها ساعده المجروح...
مسكت يده وأخذت تتفحصه بلهفة لتجد جرح بشع و طويل وعميق يبدأ من رسغه حتى عكسه...
رفعت نظرها له وهي تقول بذهول
- مين اللي عمل فيك كده، وليه؟
صمت ولم يرد عليها وأخذ يمرر نظره على وجهها ومعانيها الجميلة وهذا ما جعلها تشرد بخيالها بما كان يحصل بالمكان الغريب الذي كانت فيه. لتقول بخفوت وهي تغلي بداخلها
- امتى حصل ده.
- النهاردة
غالية بانفعال: ازاي قدروا يأذوك كده، أكيد تكاتروا عليك، صح؟
رفع طرف فمه بتمسكن ظريف: ربنا يسامحهم بقى
غالية برد فعل عفوي: لاء ربنا ينتقم منهم، شوف إيدك مسلوخة ازاي
كاد أن يطير فرحا من خوفها عليه هذا، يااا الله كم هي جميلة، داخلها نقي وصافي كقطرات الندى
- تصبح على خير، قالتها بخجل وهي تنهض لتفر من أمامه هاربة ما إن لاحظت نظراته الجريئة المسلطة عليها مع ابتسامته اللعوبة المغلفة بالغرور.
دخلت غرفتها لتدفن نفسها بنعاس داخل فراشها الدافيء لتغفى عينيها بنوم عميق، بعد ساعات طويلة ومن بين طيات نومها الثقيل اخترق طبلة أذنها صوت أنينه العالي
انتفضت بخوف وأخذت تتلفت حولها ولكن ما إن سمعت صوته يصرخ باستنجاد، حتى رفعت غطائها وركضت للخارج بخوف لتجده مستلقي على الأريكة الجلد، نائم على بطنه وهو يحرك رأسه بانزعاج شديد ويغلق عينيه كان واضحا عليه جدا أنه يعيش كابوس بشع للغاية.
ركضت للثلاجة وأخرجت ماء مثلج لتفرغه بوعاء عميق ثم عادت أدراجها له لتجلس أمامه بسرعة وأخدت تبلل أناملها ثم اخذت تمررها على وجهه
وهي تقول بخوف عليه بعدما قرأت على الماء آية الكرسي والمعوذات كما تفعل والدتها لها، فهي تعلمت فعل هذا منها
- بسم الله، يحيى اصحى
كلماتها هذه واناملها الباردة جعلته يفتح عينه على وسعهما بشدة وهو ينهج بانفعال نظر لها ثم التفت حوله وكأنه يريد أن يستوعب ماذا هناك.
صك على أسنانه بعنف وأغلق عينيه و زاد صوت أنفاسه ما إن كررت فعلتها وهي بتمرير اناملها الباردة على ملامحه مرة أخرى بالماء البارد هذا غير همسها ب آيات قرآنية قصيرة
لانت تعابيره ونظراته مازالت معلقة بها وكأنه يريد ان يحفظ تفاصيلها مسك يدها وقال بنبرة قريبة للتوسل بعدما رمى غروره عرض الحائط
- ماتسبنيش.
- مش هسيبك، أنا هبقى جنبك، يالا نام، قالتها وهي تعاود الجلوس أمامه ولكن تفاجأت ما إن سحبها نحوه وجعلها تستلقي الى جانبه كادت ان ترفض إلا أن لسانها انعقد بذهول عندما وجدت رأسه يتوسد صدرها...
كانت مستلقية وهو نائم بداخل أحضانها حرفيا
كادت أن تدفعه عنها وتصرخ به بانزعاج على فعلته هذه. ولكن هناك شئ بداخلها منعها من هذا، نظرت له لتجده قد غفى بسرعة على وضعه هذا.
اخذت تتأمله بفضول لتتحول نظراتها للإعجاب من شعره و وجهه وفكه العريض وأنف مستقيم ورموش...
عند هنا لم تتحمل وجدت نفسها مررت سبابتها على رموشه الطويلة بهدوء...
دفنت أنفها بشعره وأخذت تستنشق عطره، كانت خصلاته ناعمة بشدة كا وبر القطط. ابتسمت باتساع على هذا التشبيه وهي تتخيل ماذا ستكون ردة فعله لو علم أنها تشبه شعره الذي يأخد وقت طويل بتصفيفه بشعر القطط، سيتحطم غروره وكبريائه أكيد، احممم حسنا مجرد التخيل فقط جعلها تشعر بالإنتشاء.
تنهدت ونظرت له مرة أخرى، كان متمسك بها وكأنه طفل ملتصق بوالدته ولكن ما إن تعمق بنومه رخت يديه عنها وهذا ما سهل لها انسحابها منه بالتدريج
رفعت الغطاء عليه لتدثره
- ربنا يهديك، وتبطل تشرب السم ده
قالتها بهمس ثم توجهت إلى الحمام لتؤدي فرضها وهي تدعو له بالصلاح
أشرقت شمس الصباح ليمر الوقت سريعا على أبطالنا بين التوتر والترقب والقلق، هناك قرارات مصيرية ستؤخذ اليوم والجميع ينتظر سماعها، و.
أخيرااااااا أتى الموعد المنتظر، مساء في فيلا الجندي بالتحديد بالصالة
- يعني مقطوع من شجرة أنت وأخوك، ما إن قالها سعد حتى حرك رأسه بتأكيد وهو يقول
- بالضبط كده
سعد بصدق: ياسين أنا لما شاركتك، دخلت من غير تردد الفلوس ممكن تتعوض أنا اللي بعملها مش العكس بس أنت في حياتك الشخصية ماضيك غامض ومش معروف، ودي بنتي مش هقدر إني أجازف فيها، كنوز الدنيا كلها مش هتعوضني عن دمعة وحدة منها...
- قصدك ايه...
ليقول سعد برفض قاطع
- الجواز قسمة ونصيب بس نصيبك مش عندنا
- بس أنا وميرال بنحب بعض، ما إن قالها ياسين حتى نظر له سعد بغضب وقال بحدة
- بنتي مش هتخرج عن طوعي
ياسين بإصرار: عايز أسمعها منها ولو رفضتني بنفسها أوعدك إني هانسحب بهدوء من حياتها
- ميرال، صرخ بها سعد بضيق من الآخر.
كان شاهين جالس بينهما يراقب كل مايحدث ببرود وهدوء تام ولكن سرعان ما قطب حاجبيه بترقب ما إن دخلت عليهم ميرال وقبل أن تلقي السلام وجدت والدها يقول بشكل مباشر وانزعاج واضح
- أنتي موافقة تتجوزي ياسين وتتخطيني
لمعت الدموع بعينيها وشعرت بالإختناق وهي تنظر إلى والدها الغاضب ثم نظرت إلى حب عمرها، حاولت أن تبتلع لعابها الجاف ولكنها فشلت...
هذا والدها وهذا محبوبها، أي اختيار هذا...
إن اختارت والدها ستخسر العيش مع من تحب وإن اختارت معشوقها خسرت عائلتها بالمقابل، يا الله ما هذا الامتحان، بعد صمت طويل تحركت شفتيها بصعوبة وهي تقول: ااااء.
19=رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع عشر
- أنتي موافقة تتجوزي ياسين وتتخطيني
لمعت الدموع بعينيها وشعرت بالإختناق وهي تنظر إلى والدها الغاضب ثم نظرت إلى حب عمرها، حاولت أن تبتلع لعابها الجاف ولكنها فشلت...
هذا والدها وهذا محبوبها، أي اختيار هذا...
إن اختارت والدها ستخسر العيش مع من تحب وإن اختارت معشوقها خسرت عائلتها بالمقابل، يا الله ما هذا الامتحان، بعد صمت طويل تحركت شفتيها بصعوبة وهي تقول بصوت بالكاد يسمع
- مش موافقة.
عم الصمت المفاجئ بالمكان ما إن تردد صدى صوتها على مسامعهم مما جعل ياسين يفتح عينيه على وسعهما بصدمة فهو لا يصدق تلك الحروف التي خرجت من شفاهها، هل هي الآن رفضته...
ابتسم بسخرية ممزوجة بقهر وامتلأت نظراته بالحقد وهو يحرك رأسه بنعم وكأنه يتوعدها ثم نهض وخرج بغضب دون أن ينطق بحرف أو حتى ينظر لتلك التي تقف كالتمثال أمامهم
ليليه شاهين الذي نهض هو الآخر بكل شموخ وهو يقول بعملية.
- طالما مافيش نصيب نستأذن احنا...
اعتدل سعد بوقفته وصافحه باحترام وقال
- شرفتم. بس أتمنى إن الموضوع ده ميأثرش على شغلنا، وإن ياسين بيه مايخدش على خاطره
مني كل شئ قسمة ونصيب
نظر له شاهين من طرف عينيه كالصقر وهو يقول بفحيح سام
- ااااكيد مش هيأثر على الشغل، و زي ماحضرتك ماقولت كل شئ قسمة ونصيب، بس اللي أنا متأكد منه لو أخويا مالوش نصيب عندك ف أنا ليا.
قال الأخيرة وخرج دون أن ينتظر الرد منه ليقطب سعد جبينه باستغراب من كلامه هذا ولكن قبل أن يحلل ما مغزى كلماته
وجد ميرال ماتزال تقف بمكانها والدموع تلمع بمقلتيها وشفاهها ترتجف باختناق وكأنها على وشك الانفجار، أقترب منها وهو يقول بحزن على منظرها هذا: ندمانة؟!
- عمري ماهندم على اختياري ليك يابابا، قالت الأخيرة وغصت بعبراتها ليتم إطلاق سراح دموعها رغما عنها ما إن سحبها والدها الى أحضانه وأخذ يملس على شعرها و يقول
- صدقيني اللي عملته دلوقتي هو ده الصح، أبعدها عنه قليلا ليجعلها تنظر له ثم أكمل بخوف، أوعي
ياميرال تشيلي بقلبك عليا، ربك وحده العالم أنتم بالنسبالي ايه، ده أنتي وأختك نور عيوني اللي بشوف فيها فما تلومنيش على حرصي عليكم.
أومأت له وهي تبعد يده عن وجهها ثم مسحت دموعها وهي تقول برضوخ
- اللي تشوفه يا بابا أنا معاك، و أكيد أنت صح ماتشغلش بالك بيا، تصبحوا على خير، قالت الأخيرة وهي تنظر الى والدتها التي كانت تراقب حوارهم هذا بحيرة ممزوجة بحزن لحزنها هي
تركتهم و صعدت الدرج متجهة إلى غرفتها
أما عند سيلين ما إن وجدت شاهين خرج الى الحديقة حتى لحقت به ونظرات الشماته تزين حدقتيها بوضوح تام فهي لم تحاول حتى أن تداريها عنه.
- يعيش أخوك وياخد غيرها يامتر، ما إن قالتها وهي تنظر له من الخلف حتى وجدته توقف والتفت له وقال
- اللي هي ايه
- القفا، ماهو خد حتة قفا إنما اااايه ما اقولكش عليه عنب
رفع أحد حاجبيه بحدة، فرحانة فيه
أغمضت عينيها وفتحتهم بدلال وهي تقول
- فوق ما تتخيل
- أختك جنت على نفسها، ياسين مش هسيبها، ما إن قالها بجدية تامة وصدق فهو يعلم أخيه حق المعرفة.
رفعت سيلين منكبيها وهي تقول بلامبالاة: وماله، يجرب تاني وتالت ويترفض بردو ما أنا قولتهالك من الأول يعيش وياخد غيرها، و افضل احلم أنت وأخوك ببنات الجندي ومش هيطولوا ظفرهم
مرر نظره على قامتها من الأسفل الى الأعلى ببطئ وكأنه يتفحص تفاصيلها بدقة، كانت ترتدي جينز أزرق قصير يصل حتى نصف الساق مع بادي قصير زهري اللون وخصلات شعرها الطويل منثورة على ظهرها بأهمال، مال بوجهه نحوها قليلا وقال
- مغرورة.
وضعت أطراف أناملها بجيوب البنطال وهي تقول: ومتغرش ليه وأنا بنت سعد
- هو محدش هيعلم على سعد غيرك
- شاهين، أنت عايز من بابا إيه، قالتها بهدوء وهي تنظر إلى عمق عينيه ليبادلها النظرات بعدما رفع يده وأخذ يتلمس نعومة وجنتها بظهر أنامله الخشنة ليقول بعد صمت عصف بهما الإثنين
- عايز آخدك منه و أحرق قلبه عليك، يا إما أحرق قلبك ده عليه، والخيار ليكي، مع إني ماكنتش ناوي على كده وده ضد مبادئي بس أنتي السبب...
أنتي اللي زرعتي نفسك قصادي ولفتي نظري ليكي، ودخلتي هنا، قالها وهو يؤشر على رأسه
وما كان ردها على كلامه هذا سوا أنها رفعت ذقنها أكثر بتباهي وهي تقول بعدما جمعت شفتيها كالاطفال بتفكير
- اممممم بس اللي أنا شايفه دلوقتي إن قلبك انت اللي محروق وريحة الشياط وصلتني كمان...
ده أنا حتى من مغير ما أعمل حاجة طلعت مدوخاك السبع دوخات يا ابن اللداغ وخليتك تتخلى عن مبادئك كمان، تتخيل كده معايا بقا لو حطيتك بدماغي ولاعبتك هيحصل فيك ايه؟
كنت تقدر تتجاهلني وتكمل شغلك ولا كأنك شايفني قصادك ده لو أنا فعلا زرعت نفسي قصادك زي ما حضرتك بتقول، بس شكلي كده والله أعلم إني معلمة على قلبك جامد من غير ما أعمل أيوتها حاجة، ده أنت حتى شكلك كده كل يوم بتحلم بيا، بس لو طلع كلامي ده صح، نصيحة مني كملها أحلام بقا لأن ده عمره ما هيتحقق فماتتعبش نفسك
شاهين بإعجاب بشخصيتها فهي تروقه حقا
- هاخدك سيلينا، هاخدك وهتبقي ليا لوحدي...
وهتجيني بنفسك وهتشوفي.
سيلين بانزعاج: ماهو أنا عايزة أشوف، هتجيبني لحد عندك ازاي وبصراحة كده عايزة أشوف أفعال زهقت من الكلام اللي لا بيودي ولا بيجيب
- أنتي اللي جبتيه لنفسك، قالها بتوعد ممزوج بستمتاع وهو يقرص شفتيها بخفة ويكز على أسنانه بتمنى لتضرب يده وهي تقول بانفعال
- يووووه بطل بقا حركتك دي
شاهين بمراوغة- اااالله بحبهم مش بيدي
- اللي هما ايه
- شفايفك يابطة
- ومالقتش غير البطة! ده بدل ما تقولي يا غزال حتى كلامك بيئة زيك.
- صدقيني مش هتفرق كتير الاثنين حيوان...
قالها وانفجر بالضحك عليها عندما وجدها فتحت فمها بصدمة منه فهو حقا قصف جبهتها ثم تركها وذهب نحو سيارته وما إن صعد حتى أنزل الزجاج ليبعث لها قبلة بالهوا وهو مايزال يضحك من كل قلبه
انطلق خارج سور الفيلا وهو يكاد ان يطير من سعادته بها فهي برغم طولة لسانها واستفزازها له الا أنه لا يجد الراحة إلا بقربها، لا يظهر هذا الجانب المرح من شخصيته إلا معها هي، هي فقط.
ولكن سرعان ما غابت ابتسامته ما إن وصلته رسالة نصية من أحد رجاله محتواها مختصر
(الباشا الصغير هيودي نفسه بداهية )
- يحيى، تمتم بها بخوف حقيقي وهو يتذكر أخيه الصغير الغائب منذ يومين، رفع هاتفه وأخذ يتصل عليه مرة واثنان وثلاث، حتى أتاه الرد بثقل وهو يقول
- الو
شاهين بلهفة: أنت فين
- ليه في حاجة، ما إن قالها باستغراب حتى صرخ به
الآخر: يحيى! ماتردش على سؤالي بسؤال
قولي أنت فين.
يحيى بتوتر: احممممم أنا سهران مع أصحابي
- بتطفح السم مش كده، ما إن قالها حتى صمت الآخر ولم يقل شيئا مما جعل شاهين يعتصر الدركسيون بأنامله بقوة ثم قال بأمر
- اسبقني ع الوكر
ليقول يحيى برفض
- مش هدخل الزفت ده تاني أنا سبت الشغل هناك...
رفع شاهين الهاتف ونظر الى شاشته بعدم تصديق ثم أعاده إلى أذنه وهو يقول بذهول.
- تسيب إيه يلااااا هو أنت شغال موظف حكومة وأنا معرفش، يحيى! كلمني عدل وبلاش تطلع جناني عليك، أنا عايز أوصل المستودع ألاقيك قصادي فاااااااهم، بقولك فاهم ولا لاء
- خلاص ياهجين فهمت مسافة السكة وهكون هناك
أنهى المكالمة وأكمل طريقه نحو وكر الافاعي
فيلا الجندي بالتحديد بغرفة ميرال التي كانت تتوسط فراشها الوثير، نائمة بوضعية الجنين وهي تحتضن قميصه بين ذراعيها بقوة ولكن سرعان.
ما خبأته تحت الغطاء ومسحت دموعها ما إن ارتفع صوت طرق الباب ليليه دخول سيلين و والدتها التي دخلت وهي تحمل كأس عصير بيدها لتضعه بجانب سريرها ثم جلست إلى جوارها وقالت بحنان
- أنتي كويسة يا قلبي...
دثرت نفسها بالفراش أكثر وهي تقول بجمود بعدما مسحت أنفها الأحمر
- إن شاء الله هبقى كويسة ادعيلي أنتي بس
سيلين بستغراب: كنت مفكرة إنك هتختاريه هو.
- أنا بحبه آه بس بحب بابا أكتر، ما إن قالتها ميرال بتنهيدة حتى أخذت داليا تمرر يدها على رأسها وهي تقول بقهر عليها: بس كده هتتعبي ياقلبي
- مش مشكلة المهم بابا مرتاح
- صح أهم حاجة رضا بابا، قالتها سيلين بتأكيد وهي تجلس الى جانبها من الطرف الآخر وتحتضنها بقوة ثم أخذت تتسلل الى جوارها أكثر وأكثر حتى أصبحت مستلقية معها وهي تقول
- أنا هنام جنبك الليلة
ميرال برفض: لاء مش عايزة.
لوت سيلين شفتها السفلية بزعل وهي تقول
- ليه بس
- عايزة أبقى لوحدي، ما إن قالتها باختناق حتى
ردت عليها أختها: ميرو أوعي تزعلي عليه والله مايستاهلكيش
نظرت ميرال الى والدتها بتوسل
- عشان خاطري سيبوني لوحدي شوية
داليا بمسايرة: طيب ياحبيبتي اشربي عصير الليمون ده ونامي بعدها هترتاحي إن شاء الله
أبعدت وجهها عنها وقالت: ماليش نفس.
داليا بترجي: عشان خاطري ياقلب أمك أنتي، ده أنا وصيت الشغالة تعملهولك مخصوص فريش عشان يهدي أعصابك
- هاتي عنك، قالها سيلين وهي تريد أن تأخذه منها إلا أن والدتها ضربتها على يدها بخفة وهي تقول
- بلاش طفاسة ده بتاع ميرو
- بقا كده...
- خلاص هاتيه، قالتها وهي تشربه كله دفعه واحدة لترفع سيلين حاجبيها وهي تقول بذهول مضحك
- دي خلصته بشفطة واحدة، أومال ايه اللي ماليش نفس...
- بس يا أم لسان سيبي أختك بحالها، ألف هنا على قلبها...
- ماشي هنسيبها ماتزقيش بس، ده طلع الدلع كله لست ميرال وأنا ليا رب كريم
نظرت لها داليا باستنكار: اللي يسمعك يصدقك ويقول غلبانه والقطة تاكل عشاها
سيلين بضحك: وحياتك يامامي مش بس العشا ده أنا بديها الغدا كمان أصلي بعمل دايت...
داليا بانزعاج: دايت إيه بس. ده انت قربتي تنشفي...
وقفت سيلين لتتباهى بقوامها الممشوق أمامهم وهي تقول- انشف ايه بس. دي الموضة عود فرنساوي يا دودو
- بلا فرنساوي بلا ألماني، هو في أحلى من الست المليانة شوية اللي كلها صحة كده، يجي جوزها يحضنها يلاقي حاجة طرية كده تبل ريقه، كانت تتكلم باندفاع لتضرب سيلين كفيها ببعضهم وهي تنظر الى أختها
- سمعتي اللي سمعته ياميرو وأنا أقول ليه بابا مش شايف غيرك طلعتي مش سهلة ياست مامي و عارفة
ازاي تطريها عليه كويس.
ابتسمت ميرال على وجه والدتها الذي اكتسى باللون الأحمر مما جعلها تنهض بخجل وتقول بعصبية مفتعلة قبل أن تتركهم وتخرج
- انتم قليلات الأدب، والحق عليا إني قاعدة آخد وأدي معاكم
ضحكت عليها سيلين بشقاوة ثم نظرت الى أختها الشاردة وهي تقول بتشجيعها بعدما مسكت يدها
- اللي عملتيه النهاردة هو ده الصح صدقيني أنتي تستاهلي حد أحسن منه بكتير.
ابتلعت لعابها وقالت ببكاء مليئ بالنكسار: بس ياسيلين انا بحبه هو، مش عايزة اللي أحسن منه، يا ياسين يا ما فيش
- يبقى بلاه الجواز أحسن لأنه بجد مايستاهلكيش ولا يستاهل الدمعة دي اللي بتنزل من عنيكي
مسكت ميرال رأسها الذي أخذ ينتفض بشدة بشكل مفاجئ وكأن هناك ماس كهربائي لتصرخ بها بانزعاح
- أنتي بتقولي كده عشان بتكرهيه
- ليه مش عايزة تصدقي إنهم عايزين يؤذو بابا فينا
وده مش كلامي على فكرة ده كلام شاهين.
دفعت غطائها عنها و استقامت بجسدها الذي أخذ ينتفض ويديها أخذت ترتجف بأعصاب وهي تقول بألم: لااااء ياسين مش كده هو غير أخوه
سيلين بأصرار: لاء كده بس أنتي عنيكي معمية مابتشوفيش إلا اللي هو عايزك تشوفية، ده مليان عيوب، ده إنسان قذر فوق مابتتخيلي
- سيلين اطلعي براااا مش عايز أسمع حاجة، صرخت بها ومسكت رأسها وهي تنهج بشكل فظيع وكأنها خرجت للتو من السباق.
انصدمت سيلين من ردة فعلها وانهيارها هذا لتقترب منها وهي تحاول أن تمسكها وتقول
- مالك بتعملي كده ليه، خلاص أنا آسفة اعتبريني ماقولتش حاجة، بس بلاش تزعلي نفسك بالشكل ده
جلست ميرال على الأرض وأخذت تسحب شعرها وهي تصرخ بجنون
- أنتم عايزين مني اااايه، رفض ورفضته. اللي عايزينه عملته. سيبوني بقى في حالي، أفضل أحبه أو لاء دي حاجة ترجعلي، ساااامعة...
قبل هذه الأحداث بربع ساعة على الجانب الآخر من الفيلا دخلت داليا الى غرفتها بعدما تركت ابنتيها معا ذهبت وجلست أمام زوجها الشارد بذهنه بعيدا لتنطق بغضب
- عجبك كده، يارب تكون دلوقتي مبسوط بكسرتها دي...
اعتدل بجلسته وقال باستفهام- أنتي بتقولي ايه؟
داليا بهجوم: بقول إنك أناني ومابتحبش غير نفسك، غيرتك المجنونة على بناتك عمتك لدرجة خلتك تخيرها بينك وبين اللي قلبها اختاروا، ايه الجبروت ده يا أخي، وكل ده عشان ايه، عشان بس ترضي غرورك لأنك عارف ومتأكد إنك لو خيرتهم هيختاروك انت.
تمعن بها قليلا ثم قال بهدوء: بتلوميني على إيه؟ لو خوفي وغيرتي على عرضي ولحمي أنانية ف نظرك يبقى أيوة أنا أناني، مرة ضعفت وسلمت أمهم للمجهول وندمت ندم عمري فمستحيل أعيد الغلط ده تاني مع بنتها...
ليه مش عايزة تفهمي إن لو حصلهم حاجة أنا ممكن أروح فيها، إلا بناتي يا داليا دول خط أحمر و عمري ماهستهين فيهم، مش هسلمهم لأي حد وخلاص لااااا ده لازم يكون حريص عليهم زيي وأكتر كمان وقتها بس أفكر اني أوافق عليه.
داليا بعدم رضا لما قال- بس كده هيعنسوا على يدك كل ماحد يدق بابك عليهم بتكرشو
أشاح بيده أمامها وقال: والله ده اللي عندي وبعدين ياريت يعنسوا أنا أصلا مش عايز أجوزهم هي عافية
أخذت تنظر حولها بانفعال فهو يستفزها تماما بردوده هذه لترفع سبابتها أمامه وتعضها بقوة ثم قالت بعصبية
- برافوو ياسعد برافو، خليك كده لحد ماتخسرهم بجد ماهو من كتر تمسكك فيهم هيطيروا من إيدك و زي مابيقولوا كتر الخنقة بطفش...
- رايحة فين؟ قالها بلهفة ما إن رآها التفتت نحو الباب وفتحته ليجدها تقول وهي تعطيه ظهرها
- هبات عند ميرال أكيد دلوقتي محتاجاني
وضع يده على خاصرته ورفع رأسه للسقف بعدما تنهد بصوت عالي، ثم أخذ يمشط أرضية غرفته ذهابا وأيابا وهو يفتح أزرار قميصه ولكن سرعان ما ركض نحو الخارج ما إن سمع صراخ ميرال العالي ثم يليه صوت تكسير.
دخل الى غرفتها بسرعة ليرتد جسده خطوة الى الخلف من منظرها المنهار هذا فهي كانت تكسر كل ما يقع تحت يدها، ذهب نحوها وقيدها بحذر بين ذراعيه خوفا عليها من أن تؤذي نفسها ولكن ما إن احتضنها حتى أخذت.
تتنفس بقوة وهي تنتفض بشكل مخيف، رفعت رأسها الى الأعلى وأخذت تشهق بقوة تريد أن تستنشق الأكسجين ولكن كلما شهقت لا يدخل لها سوا القليل مما أدى الى ازرقاق وجهها دلالة على اختناقها وماهي سوا ثواني حتى اصبحت كالجثة الهامدة بين يدي والدها
نزل من سيارته و دخل الى المستودع ليجد الظلام يعم بالمكان لا يضيئه سوا إنارة خافتة بالمنتصف ليلفت نظره جسد ياسين المسترخي على كرسي هزار قديم.
نزع سترته ثم أخذ يرفع أكمام قميصه الى المرفق وهو يقول بسخرية واضحة منه
- البنت استسلمت خلاص ياشاهين، مش قادرة تتنفس من غيري ياشاهين، ده أنا عملتلها غسيل دماغ ياشاهين، أديك أخذت على دماغك يا أخو شاهين وكسفتنا الله يكسفك، فين لسانك ماترد
ياسين بضيق: بتتريق عليا حضرتك...
شاهين بتشفي: أنت شايف ايه يا دنجوان زمانك
- بكرة، هتكون ليا، ما إن قالها بمغزى حتى رد عليه بلامبالاة.
- تكون إيه، بلاش أوهام البنت رفضتك رسمي يعني حلقتلك من الآخر، خلاص اعترف إنك فشلت
- مش ياسين اللي يترفض ويسكت، قالها وهو مايزال مغمض العينين مسترخي وبراحة غريبة لم يطمئن لها الآخر فهو اعتقد بأنه سيراه ثائرا من ما حدث ولكن هدوءه هذا يعني هناك كارثة ستحدث...
- هتعمل ايه يعني، هتخطفها مثلا؟
- واخطفها ليه وأتعب نفسي أنا هقعد كده زي الباشا
حاطط رجل على رجل و أبوها بنفسه هيسلمها ليا.
شاهين بترقب- أزاي ده هيحصل أنت ناوي على إيه
ابتسم من طرف شفتيه وقال بشر
- انا نويت ونفذت كمان ومستني النتيجة
- عملت إيه
- عملت كل خير
- ياسين،!
- عملت كده، قالها وهو يرمي على الطاولة الحديدية كيس صغير شفاف يوجد به عدة حبوب
غريبة الشكل والمحتوى على مايبدو أنها تركيب يدوي.
اقترب شاهين ورفع الكيس بين يديه يدقق النظر بها ليقول الآخر بتوضيح حقير: ده كوكتيل مجموعة عقارات في واحد، مكس غريب، الحباية منها بدمرلك أعصابك وتخليك تنهار وتشد شعرك، أنا بقى عشان قلبي طيب بعتلها نص وحدة بس
صعق شاهين بمكانه وهو يقول
- أوعى تقول إنك عايز تديها منها
- انا أديتها خلاص وهي شربته بالعصير وبالهنا والشفا على قلبها و أديك زي ما شايف قاعد ومستني أشوف ابن الجندي مولع قدامي عليها.
- ازاي عملت كده وامتى لحقت تفكر وتخطط ومين اللي نفذ...
- أنا ياسين والا نسيت مافيش حاجة بتصعب عليا
لو حطتها بدماغي همحيها
- أنت عايز تقتلها، ما إن قالها حتى نفي بمنتهى البرود: لاء
- أومال ده اسمه إيه
- قرصة ودن ليها و لأبوها
- والله عرفت إنك مش هتعدي اللي حصل على خير
نهض عن الكرسي و أخذ يمط ذراعيه بكسل وهو يقول: سيبك منهم يستاهلو اللي هيجرالهم وقولي إيه اللي جابك هنا بالوقت ده، ومين قالك إني هنا.
- انا مجتش عشانك...
- يبقى عشان يحيى صح، قالها وهو يذهب نحو الحمام وأخذ يغسل وجهه وما إن خرج حتى سأله باستفسار
- شكلك عارف هو مهبب ايه
سحب المنشفة وأخذ يمسح وجهه ويقول
- أيوة عارف سمعت من حرس القبو أنه متهجم
علي سلطان وكان عايز يقتله
قطب شاهين حاجبية بتفكير
- غريبة؟ وماعرفتش ليه عمل كده
- لاء ما عرفتش بس أكيد ليه أسبابه واااء، أهو جا أهو، اسأله بقى و شوف ماله، قال الأخيرة وهو يؤشر على يحيى الذي دخل عليهم.
شاهين بترحاب غاضب من مظهره هذا الذي اتى به: اهلا بالباشا، مالك قالب وشك ليه، أزعجنا مزاج حضرتك مش كدة
جلس يحيى بتعب من أثر الشرب وهو يقول بخمول: مافيش، كنت عايزني بأيه
- كنت عايز أعرف ايه اللي أنا سمعته و إيه حكاية إنك سبت الشغل هنا
ما إن نطقها شاهين حتى ضحك ياسين عليه وهو يقول: حلوة دي، قال سبت الشغل قال، هو الشرب أثر على دماغك ولا إيه يا يحيى
- سيبك منه و قولي ليه ضربت سلطان.
- عشان وسخ، ما إن قالها يحيى بصوت عالي حتى سحبه شاهين من طرف التشيرت نحو الحمام ليضع رأسه تحت صنبور الماء برغم مقاومة الآخر إلا أنه لم يستطيع الخلاص من مخالب الهجين
وما إن تأكد من أنه استفاق حتى أخرجه ورماه على الأرض بانزعاج وكتف يديه أمام صدره وأخذ ينظر له بضيق ويقول- ليه بتقول عليه وسخ...
تدخل ياسين وهو يمط شفتيه ويقول
- و إيه الجديد في كده مين اللي فينا نظيف يعني...
سحب يحيى شعره المبلل إلى الخلف وهو يقول: أيوة وسخين بس مش لدرجة عايزني أسلم ليه مراتي
- وردك كان ايه، قالها شاهين بترقب وهو ينحني إلى مستواه ولكن سرعان ما ابتسم بفخر عندما وجده يقول بانفعال
- رديت عليه بيدي وسبتله كام علامة حلوة بوشه تفكره فيا عشان يحرم يجيب سيرتها تاني
نهض شاهين وهو يقول بتأفئف: أنا من الأول قولتلك بلاش تورط بنت الناس معاك.
ياسين بجدية: طلقها يا يحيى أحسن ليك وليها، جوازك منها كان بسبب معين وأديك خلاص عملت اللي عايزه سايبها على ذمتك ليه بقا، لو مش عايز تجيبها هنا ارميها عند أهلها واخلص من وجع الدماغ ده...
يحيى برفض عاشق- والله ما أنا سايبها لو على موتي
- بتحبها؟ ما ان قالها حتى رد عليه الآخر بصدق
- أكتر من روحي
نظر ياسين الى أخويه وقال وهو يرفع حاجبه
- أنتم بتهببوا ايه ده ضد القوانين.
يحيى ببلطجة: وأنا من امتى بمشي بالقوانين طول عمري بكسرها ولا بيهمني حد
ياسين بتحذير: سلطان مش هيسيبك
- وأنا مش هسيبها، ما إن قالها يحيى بعناد حتى صرخ ياسين بقلق على أخيه فهو يعلم أن سلطان لن يمرر ما حدث مرور الكرام
- أنت ايه اللي ورطك بس ما كنت عايش طول بعرض طير حر عايش لمزاجك وبس
- والله كل اللي عشتوا هنا مش بأبدله بنظرة وحدة منها أنا معرفتش إيه معنى الحياة غير معها هي.
- عنادك ده هيوديك بداهية يا يحيى، قالها سلطان بصوت عاليا نسبيا وهو يدخل المستودع بجبروته المعتاد
وقف شاهين أمام يحيى كالدرع المتين وهو يقول بحدة: ومين اللي يقدر يمس شعره منه وأنا عايش
- قصدك و احنا عايشين، قالها ياسين بجدية وهو يقف إلى جانب أخيه أمام سلطان الذي ما إن رأى اعتراض ياسين ايضا حتى هدأت نبرته وتحولت إلى المكر وقال بتريث شديد فهو لا يريد أن يخسره.
- عاجبكم اللي بيعمله، يسيب شغل الوكر كله متعطل يومين بحالهم، دي مصالح ناس وفيها خسارة تقطم الظهر، وقال إيه أنه عايز يسيب الشغل هنا، هي وكالة من غير بواب ولا ايه...
خرج يحيى من خلفهم وقال: لو كل اللي هامك الشغل أنا مستعد أرجع وامسكه من تاني و أحسن من الأول كمان بس بشرط غلاتي محدش يقرب منها
سلطان بقبول كاذب
- وأنا موافق بس تضمن ليا سكوتها.
- أنا سبق وقولتلك إنها متعرفش حاجة عشان تقولها أصلا، بس ماشي هي على ضمانتي
سلطان بمغزى خفي: طب خلاص هاتها وارجع ع الوكر وعيش حياتك محدش هيجي جنبك
- لاء، قالها شاهين برفض قاطع ممزوج بغضب أسود فهذا الذي أمامه شيطان لااا بل هو ابليس بنفسه يريد ان يعاود ما حصل بوالدته في الماضي بزوجة اخيه.
اعتصر قبضته بقوة شديدة وأكمل من بين أسنانه المصطكة: ابعد عنه وعن مراته، وأنت يا يحيى هقطم رقبتك بيدي لو دخلتها المستنقع ده تاني
رفع سلطان يده باستسلام وقال وهو يداري ابتسامته الخبيثة عنه فهو على مايبدو قد لمس الوتر الحساس
- خلاص بسحب كلمتي أنا مش قد غضب الهجين.
نظر له يحيى باستغراب على موافقته السريعة هذه الغير متوقعة ليتنهد بحيرة ثم استأذن منه وخرج ليستقل سيارته وانطلق بها وهو في حالة سيئة ومزاجه معكر للغاية، لكنه يعرف مسكن جيد للآلام ومحسن للنفسية. عبارة عن شخص عنيد متسلط بلسان طويل لاذع اسمه غلا، غلا الروح...
وصل بعد مدة زمنية ليست بالقليلة الى شقة أخيه التي أصبح يقطن بها مؤخرا، فتح الباب ليجد السكون يعم المكان، رمى المفاتيح على الطاولة القريبة منه ثم توجه نحو الغرفة مباشرة فهو يكاد أن يموت شوقا لها
ليجدها نائمة بهدوء جسدها عليه فهو يحترق عليها وهي لا تشعر بذلك، يااااالله ما الحل مع تلك العنيدة.
جلس على الكرسي الموجودة و مدد قدمية على الطاولة التي امامه ثم سحب سجارة واشعلها ببطئ ونظره مايزال معلق بها منذ دخولها...
اخذ يراقبها وهو يدخن واحدة تلوى الأخرى حتى مرت ساعات طويلة لم يكل ولم يمل ضحك بخفه من طرف شفتيه فهي تنام بطريقة غريبة حقا وكأنها تصارع احدا ما في منامها.
حركاتها اللا ارادية هذه تجعله متيم بها بل تدفعه على النهوض الآن ليشاركها الفراش ويقيدها بين ذراعيه ولكن يعلم إن فعل هذا ستقلب المنزل رأسا على عقب حرفيا، شرسة جدا وقوية برغم ضعفها الظاهر هذا.
أما غالية بعد نوم عميق، أخذت تحرك رأسها بنزعاج وهي تكرمش ملامحها باختناق من رائحة الدخان الذي ملأت رئتيها وبالتأكيد مصدر هذا الازعاج معروف، فهو مصنع كامل لتلوث البيئة يسمى ب، يحيى، وهل يخفى القمر. ومن غيره يتفنن بإزعاجها فهو كل يوم يبتكر طريقة جديدة يفاجئها بها
فتحت عينيها ونظرت له لتجده يجلس أمامها بجسده الضخم يدخن بشراهة، وكأنه قطار بخاري
ينفث الدخان من فمه و أنفه بإحترافية شديدة.
أبعدت الغطاء عنها و نهضت بغضب من سريرها متوجهة نحو النافذة وفتحتها على مصراعيها لتقلل من هذه الكتمة ثم ذهبت و وقفت أمامه بكل ثقة فهي لم تهتم لشعرها المنكوش ولا لثيابها الغير مهندمة ولا حتى لوجهها المحمر من أثر النوم
كادت أن تنفجر به إلا اناهإ اخذت تمرر يدها على وجهها عدة مرات لتقلل غضبها ولكنها لم تنجح بهذا لتجد نفسها تقول بانزعاج واضح
- عايزة أفهم حاجة وحدة بس أنت بتعمل ايه هنا.
، عايزة تشرب سجاير وتسمم نفسك دي حاجة ترجعلك أنا ذنبي ايه عشان أصحى ألاقي نفسي نايمة بوسط المدخنة دي
رفع يحيى نظره لها باستهزاء أو هذا ما ضنته فهو كان هائما بها لدرجة اصبح عاجز على النطق امامها، أبعد نظره عنها واستقام برشاقة ما إن ضربته بقبضتها على متنه وهي تقول بنرفزة
- أنا بكلمك
- أنتي عايزة ايه بالضبط.
- تطلع تدخن برا، ما ان قالتها وهي تؤشر له نحو الباب حتى رفع حاجبه ونفث الدخان بوجهها بخبث مما جعلها تسعل ثم قال وهو يتخطاها ويرمي نفسه على السرير
- بس مش عايز أطلع عاجبني أنام هنا، لو أنتي مخنوقة اطلعي هو حد حايشك الشقة واسعة قدامك
ضربت قدمها على الأرض بغيظ ثم التفتت لتخرج
ولكن ما إن استدارت حتى سحبها بسرعة من رسغها نحوه لتسقط عليه وفي لمح البصر كانت تتوسد داخل أحضانه وهي مقيدة حرفيا من قبله.
ولكن قبل أن تتكلم وجدته يقول بجدية غريبة وهو يدقق النظر بشعرها: في حاجة اسمها فرشة شعر شايفاها صح،؟ اااكيد شيفاها ما أنا بستعملها كتير، بس السؤال مش هنا، السؤال اللي شاغل بالي فعلا هو إنك مش بتستخدميها ليه...
ضربته بقوة بمقدمة رأسها وهي تقول
- أنت بتتريق عليا
أعاد لها الضربه ولكن بخفة وهو يقول
- والله أنتي اللي جبتيه لنفسك
ذمت شفتيها بزعل وأخذت تدفعه عنها وتقول.
- اوعى كده سبني وبعدين دي طبيعة شعري إن كان عجبك وحتى لو مش عجبك، مش مهم محدش طلب رأيك فيه كفاية إني واثقة من نفسي
قرصها من وجنتها بقوة كبيرة المتها وهو يقول بعشق: يابت عجبني والله عجبني، بس بحب انرفزك واناغشك، بموت بطولة لسانك
- ناس بتحب قلة القيمة بصحيح
- اااااخ منك ااااخ، قالها وهو يرمي ثقل جسده كله عليها ليضيق تنفسها من حجمه الضخم وهي تقول
باستغراب: أنت واخد راحتك كده ليه.
أخذ يتشرب شكلها ببطئ ويقول
- مراتي ومحدش ليه عندي حاجة
- بس هطلقني، أنا مستحيل أكمل معاك، ما إن قالتها حتى جمدت تعابيره لينظر إلى سجارته بتمعن ثم أخذ يقرب رأسها المضيئ المشتعل من شفاهها
وبرغم انها بدأت تشعر بحرارتها القريبة منها إلا أنها لم تزحزح عينيها من عينيه لتسمعه يهمس بعنف
من بين أسنانه
- آخر مرة تجيبي سيرة الطلاق على لسانك...
لو كررتي كلامك ده تاني هخلي السيجارة دي تبوس
شفايفك الحلوين دول.
ختم كلامه وهو يلتفت ليطفئها بمكانها الخاص لتتنفس هي الصعداء ظنا منها بأنه سينهض ويطلق سراحها ولكن سرعان ما شهقت بتفاجؤ عندما وجدته يعود لها بقوة ليحتضن ثغرها بشفاهه الغليظة بشكل مباغت جعلها لا تعرف ماذا تفعل لم تجد أمامها سوا الاستسلام التام لهجومة هذا، أما هو كتم أنفاسها بقبلة عميقة متطلبة لدرجة كادت ان تموت بها خنقا...
حرر شفاهها الدامية وهو يعتليها أكثر ليسند جبهته على خاصتها وقال بسعادة.
- البوسة ماتتسماش بوسة لو ماقطعتش نفسك فيها
ابتلعت لعابها ونظرت له بعينين ذابلة ناعسة فهي تشعر الآن بأن الغرفة تدور بها...
كاد ان يقبل أرنبة أنفها إلا أنه خرج من ما هم به الآن وابتعد عنها ما إن ارتفع رنين هاتفه والذي لم يكون سوا حودة الذي سمعه يقول بشكل مباشر ما إن فتح الخط
- باشا أم الست غالية تعبانة جدا، قولت أبلغك عشان تجيبها تشوفها لأن ده حقها والا أنت ايه رأيك.
صمت يحيى ونظر الى غالية بحيرة تامة ماذا يقول وماذا يفعل فهو خائف، لو جعلها ترى والدتها الآن لا تعود معه ابدا ستتركه، نعم ستتركه، فهي منذ دقائق فقط طلبت الطلاق هذا يعني أنها على استعداد تام لفراقه، لاااا لا يستطيع ان يجازف بها لينطق لسانه عن رفض قلبه بالإستغناء عنها
- رأيي زي ما هو ياحودة ماتغيرش...
ليقول حودة بضيق من أفعال رئيسه الخاطئة
- يعني مش هتخليها تشوفها.
- لااااااااا، صرخ بها ثم أنهى المكالمة ثم أخذ يحمل متعلقاته الشخصية وتركها وخرج من الشقة بأكملها دون أن ينطق بحرف واحد حتى...
مما جعلها تغرق بموجة غضب وندم على استسلامها المخزي له لماااا لم تقاومه او حتى تصفعه لماااااا
هي حزينة الآن ما إن تركها وخرج، لما هي أصبحت حساسة جدااا ضد تصرفاتها، اسئلة كثيرة بداخلها
لا تعرف جواب لها سوا أن يحيى لعنة سامة تتغلغل بروحها قبل جسدها
في إحدى المستشفيات الخاصة.
كانت عائلة الجندي تقف أمام باب الغرفة والرعب مرسوم على معالمهم بدقة، ركضوا نحو الطبيب ما ان خرج من داخل غرفة العناية
سعد بلهفة أب-: ميرال مالها يا دكتور
أنزل الطبيب كمامته وقال بتنهيدة: مع الأسف حصلها أنهيار عصبي حاد أدى الى ارتفاع ضغطها بشكل غريب ولولا انها أغمى عليها كان هتصيبها ذبحة صدرية.
- يالهوووووي ذبحة، صرخت بها داليا وهي تضرب على صدرها بصدمة وتنظر الى زوجها الذي كان لا يستوعب ما يقول الاخر، ليقترب منه أكثر
وهو يقول
- ليه كل ده حصلها هي صحتها كانت زي الفل.
الطبيب بعملية: لسه الفحوصات ماطلعتش عشان نعرف السبب الرئيسي لده بس على الأغلب الضغوطات النفسية أو أنها تعرضة لصدمة كبيرة ماقدرتش تستحملها، على العموم احنا عملنا اللازم وأديناها حقنة تنيمها لبكرة بس أهم حاجة إنها تبعد عن الزعل عشان مايتكررش ده معها تاني. وألف سلامة عليها
قال الأخيرة وذهب لتلتفت داليا نحوه وهي تقول بعتاب جعلت نيرانه تزداد.
- شفت عملت فيها ايه، خليتها تكتم بقلبها عشان ترضيك، و آدي النتيجة قصادك أهي مرمية بالمستشفى، ليلة وحدة ماقدرتش تتحمل من قهرتها، اتقي ربنا فيهم ياسعد وبلاش تظلمهم وتستغل حبهم ليك، اتقي ربنا بقى
سيلين بضيق: مش وقته الكلام ده يا ماما وبعدين ماتلوميش بابا لأنه ماغلطش و فعلا الزفت التاني مش مناسب ليها و أكيد هو عارف مصلحتها فين.
- اخرسي أنتي التانية أنا أول مرة أشوفك واقفة ضدها، دي أختك يا سيلين اللي مرمية جوه دي، ااااختك، ازاي هانت عليك بالشكل ده
وقبل أن ترد عليها الأخرى تركهم سعد ودخل ببطئ إلى تلك الغرفة الباردة التي لا حياة فيها ليتقدم نحوها ما إن وقع نظره عليها، لتتركهم الممرضة وتخرج بعدما أوصته على عدم التأخير هنا...
أومأ لها برأسه وهو لا يعي ما تقول فنظره معلق بتلك الشاحبه كشحوب الثلج لا يزين لون بشرتها سوا تلك الهلات السوداء اسفل عينيها مع لون شفتيها المائلة للأزرق الغامق
جلس على إحدى ركبتيه أمامها ونزلت دمعة حارة من عينيه وهو يقول بقهر
- كسرتي ظهري يا ميرال، كسرتي ظهري ياقلب أبوكي برقدتك دي، وجعتيلي قلبي، ياريتني مت ولا كنت السبب بأذيتك بالشكل ده، اصحي أنتي بس وأنا هعملك كل اللي نفسك فيه...
زادت دموعه وهو يمرر نظره على جسدها الساكن بشكل يمزق روحه، أخذ يمرر باطن كفه على وجهها وهو يقول بوجع
- يااااه بقا كل ده يحصلك عشان خليتك ترفضيه، قد كده طلعتي بتحبيه...
نهض من مكانه واقترب منها أكثر ليقبل أعلى جبهتها بعمق ثم تركها وخرج بعدما مسح وجهه بعنف ليرفع هاتفه واتصل على رقم معين وما إن اتاه الرد حتى قال بجمود ظاهري و وجع داخلي
- أنا موافق.
للقصة بقيه
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق