رواية رحيل العاصي الفصل الخامس والثلاثون والسادس والثلاثون للكاتبة ميار خالد حصريه
رواية رحيل العاصي الفصل الخامس والثلاثون والسادس والثلاثون للكاتبة ميار خالد حصريه
#رواية_رحيل_العاصي
#الكاتبة_ميار_خالد
#الفصل_الخامس_والثلاثون
ولكنها عندما التفتت ورأتها أمامها نظرت لها بصدمة وعيون قد اتسعوا على أخرهم، تسمرت داليا أمامها وطالعتها بنفس النظرات ولكن زاد على نظرات داليا الخوف من ردة فعلها، قالت نسرين بصياح:
- أنتِ!!
وقعت صينية العصير من يد داليا بتوتر ونظرت إلى والدتها بسرعه، لتجد بعيونها نفس نظرة الصدمة، خرجت رحيل على صوت التكسير بسرعه وركضت نحو داليا وقالت:
- في إيه!!
نهض بدر من مكانه بإحراج واتجه إلى ابنته ولكنها ظلت تطالعهم بعيون متسعه، قال فارس بقلق:
- أنتِ كويسة في إيه ؟!
قالت نسرين بحنق:
- هي دي اللي أنت عايز تتجوزها؟! ملقتش غير دي يا فارس
نظر لها فارس بانفعال وقال:
- ومالها دي في إيه، أنتم تعرفوا بعض؟!
- ويارتني ما عرفتها
قالتها نسرين بغضب فرد عليها بدر بقسوة:
- ياريت تاخدي بالك من كلامك اللي بتتكلمي عنها دي بنتي
قالت نسرين بغضب:
- قبل ما تدافع عنها كده أعرف الأول بتعمل إيه من وراك، أنا مستحيل أقبل بالجوازه دي
وقبل أن تتحرك من مكانها أمسكها زوجها من يدها بعنف وقال:
- ممكن تهدي شوية وتسبينا نتكلم! إيه اللي أنتِ بتعمليه ده
نظر فارس إلى داليا بخذلان وقال:
- داليا إيه اللي حصل؟
طالعته بدموع وقالت:
- والله ما حصل حاجه ده سوء تفاهم صدقني
طالعها فارس للحظات ثم نظر إلى بدر وقال:
- عمي بعد أذنك ممكن أتكلم مع داليا على انفراد لو مش هيضايق حضرتك
نظر له بدر بضيق وطالع والدته بنفس الضيق ثم تحرك من مكانه وتركهم، نظرت أمينه إلى فارس وأومأت له برأسها فذهب إلى الشرفة هو وداليا وكانت نسرين تجلس بتوتر وتهز أرجلها..
وعندما دلف الاثنان قال فارس :
- ممكن تفهميني إيه اللي بيحصل ؟
كانت داليا تبكي بشدة فتردد قليلاً ثم أمسك يدها وقال:
- ممكن تهدي وتفهميني! سوء تفاهم إيه
مسحت داليا دموعها وقالت:
- أنا مكنتش أعرف أن مامتك عندها اتيلية أنا روحت لها امبارح عشان اجيب فستان وماما كانت معايا، وبعدها الحيوان ده كان ماشي ورانا وطلع قدامي وفضل يقول كلام ملهوش لازمه عشان كده مامتك أخدت فكرة وحشه عني
أردف فارس بقلق:
- قال إيه بالظبط؟
- أنه كان بيجيلي البيت من ورا أهلي
قالتها بعدم تركيز وعندما أدركت نظرت له لتجده يطالعها بخذلان وكسرة، وقال بصوتٍ مهتز:
- والكلام ده صح ولا لا؟
نظرت له داليا بصمت ثم قالت:
- هو إحنا مش أتفقنا نقفل أي حاجه قديمة
- أيوة بس عايز أعرف، أو مش محتاجه تجاوبي هي واضحه، عشان كده قال قدامي أنكم كنتم زي المتجوزين، طبيعي كان بيجيلك البيت من ورا أهلك، بس يا ترا هيبقى نفس الشيء معايا؟
نظرت له بذهول وقالت:
- يعني إيه!
- يعني لما أخرج هتجيبي واحد البيت من ورايا، هسيب بيتي وعيالي وشرفي أمانه عندك إزاي
بكت داليا بقهرة وقالت:
- والله العظيم ما حصل حاجه إحنا كُنا بنتقابل في البيت بس عشان كُنا بنخاف حد يشوفنا برا سوا، عشان في مشكله بين أهل حازم وأهلي
- مش عارف أصدقك، مش عارف ابص في وشك حتى
بكت داليا ونظرت له بصمت وذكّرت نفسها أنها قالتها من قبل، أنها لا تستحق شخص مثله، لا تستحق كل هذا الحب..
وقبل أن يتحرك فارس من مكانه، وقفت رحيل أمامه والتي قد استمعت لكلماتهم تلك، نظر لها فارس بعيون قد ترقرقت الدموع بها، قالت:
- أنا عارفه أن داليا غلطت، بس حقيقي متستاهلش كل ده، مينفعش تعاقبها على حاجه قديمة، حقك تزعل لو عملت كده وهي معاك لكن كده أنت بتظلمها
مسح عينيه وقال:
- مش هعرف أثق فيها بعد كده
- هتعرف، مع الأيام هتنسى والثقة دي هتتبني، بلاش تكسرها قدام أهلك دي أهم حاجه، أنا مش بجبرك تعمل حاجه لكن أنت وداليا تحبواا بعض حرام تنتهي بسبب واحد حيوان ميستاهلش
طالعها فارس بصمت وظل يفكر بكلماتها ..
***
الكاتبة ميار خالد
في غرفة ليلى..
ظلت مريم بجوارها وكانت تتطلع لها بعيون قد كساها الاشتياق، حتى جاءت سلمى ببعض الطعام لليلى وأخذته منها مريم ثم أيقظت ابنتها برفق، فتحت ليلى عيونها بتعب وحملتها مريم بين يديها واجلستها في حضنها وامسكت الملعقة ثم اطعمتها بيدها، كانت ليلى تنظر إلى والدتها مريم بعيون متسعه وبراءة كبيرة، طالعتها بعيون صادقة تُرسل لها الآلاف الكلمات التي تعني جميعاً " أشتاق إليكِ "..
ورغماً عن الطفلة ترقرقت الدموع في عيونها وهي تتناول الطعام فقالت مريم بقلق وتوتر:
- بتعيطي ليه في حاجه وجعاكي؟!
قالت ليلى بدموع تتساقط مثل اللؤلؤ:
- صحابي لما كانوا بيقولولي أن مامتهم بتأكلهم بأيديها كنت بزعل أوي عشان معنديش ماما تأكلني بنفسها زيهم، وفضلت أكلم ربنا كتير ومش مصدقة أن ربنا جابلي مامتي زيهم ومحرمنيش من حاجه، أنا بحب ربنا أوي، وهفضل ادعيه على طول وأنا مش خايفه هفضل متأكدة أنه ربنا مش هيزعل ليلى أبدًا، وبحبك أنتِ كمان
ضحكت مريم بفرحه ثم عانقتها بقوة وقالت:
- أنا عملت إيه حلو في الدنيا عشان ربنا يرزقني ببنت جميلة زيك كده، أنا محظوظة أوي وتأكدت أن ربنا بيحبني عشان كده بعتك ليا
ثم أكملت إطعامها لتقول ليلى:
- لما أخف عايزه أرجع الحضانة وأنتِ اللي توديني كل مره وتيجي تاخديني عشان صحابي يعرفوا أن ليا ماما زيهم، عشان محدش فيهم يضايقني تاني
- إيه رأيك أنا وأنتِ نروح نتخانق معاهم ؟
- بس دول عيال صغيرة هتتخانقي معاهم إزاي يا ماما
- أنا أعيل منهم عادي
ضحكت ليلى بقوة وعانقت مريم مرة أخرى ثم قالت:
- ماما، أنا بحبك اوي عارفه إني قولتلك من شوية كده بس حاسة إني عايزه أقولك كل شوية إني بحبك
ترقرقت الدموع في عيون مريم وازدادت نبضات قلبها حين سمعت كلمة " ماما " من أفواه ليلى، وظلت تقبلها في رأسها برفق، وظلت تحمد ربنا ألف مره أنه لم يحرمها من تلك النعمة التي على هيئة بنت صغيرة..
***
في المديرية..
تم احتجاز أحمد بسبب اتهامه بخطف ليلى، جلس مكانه على الأرض بدموع، يقسم بالله أنه كان ينوي للخير، كان ينوي أن يصلح كل الأمور، ندم بشدة لأنه وثق بهذا الخائن، وتذكر كلماته في المقابر ولولا ما حدث هذا لكان أخبر عاصي بكل شيء..
وفجأة دلف إليه إحدى العساكر واخذوه الى إحدى الغرفة وعندما دلف وجد شريف يقف أمامه ويناظره بشماته، ولولا القضبان التي يقف خلفها لكان قد فتك به من شدة غضبه، قال شريف ببرود:
- متعصب ليه متروق كده
صاح به أحمد:
- أنت واحد جبان! أنت عملت كل ده عشان خوفت أروح اكشفك قدام عاصي، بس لو فاكر إنك خلصت مني تبقى غلطان
قال شريف باستفزاز:
- مش هيصدقك، أنا كسبت ثقة عاصي وأنت لوحدك اللي خسرت
- ليه عملت كده أنا كنت في صفك ويساعدك!
أبتسم شريف بخبث وقال:
- تقدر تقول إن الفكرة دي جاتلي متأخر أوي، دلوقتي أنا كسبت ثقة عاصي وبكره هكسب صداقته بعدين هكسب شركته وحياته وهو هيخسر! هو كده الغدر مش هيجيلك غير من أقرب حد ليك، وأنا عايز أكون أقرب حد لعاصي
- ليه كل الشر ده لعاصي!
- عشان بسببه خسرت أغلى ناس في حياتي، خسرت أمي بسببه ودلوقتي خسرت أبويا اللي مد أيده ليا !
نظر له أحمد بدهشه وقد تذكر الكلمات التي سمعها منه في المقابر وقد فهم لماذا يحقد شريف على عاصي إلى تلك الدرجة، ولكن ماذا فعل عاصي؟ وكيف تسبب في موت والدة شريف؟ كيف وقد قال شريف أنه ترعرع في ملجأ، وفي النهاية تحرك شريف وترك للآخر آلاف الأسئلة..
ولكنه عندما سار بضع خطوات عاد إليه مره اخرى وقال:
- أنا عارف إنك كنت ماشي ورايا وأنا في الترب، وعارف إنك سمعت كلامي
طالعه أحمد بذهول فأكمل الآخر بابتسامة ماكره:
- لو فكرت تتكلم وتقول أي حاجه عني، مش محتاج أعرفك إيه اللي هيحصل في بنتك، متفتكرش أنها هتكون بعيدة عني بالعكس دلوقتي بقت أقرب مني جدًّا، ممكن تتأذي في أي وقت ولسانك هو اللي هيحدد ده، لو متكلمتش في حاجه هتفضل بنتك بخير، لكن لو اتكلمت وقولت حاجه عني، أنت عارف الباقي
- أنت بتهددني؟!
- شايف إيه؟ أنا قولت اللي عندي وأنت حر
ثم طالعه ببرود وتحرك من مكانه، وعندما ذهب وصل لعز خبر أنه قد أتى شخصاً ما لزيارة أحمد فاتجه إلى المديرية بسرعه حتى يلحق هذا الشخص ولكنه لم يلحق به..
الكاتبة ميار خالد
في منزل بدر..
جلست نسرين بتوتر وقالت إلى زوجها بعد أن قصت عليه ما حدث في الاتيلية الخاص بها، ولكن زوجها ظل مقتنع أن هذا سوء تفاهم، قال لها:
- البنت شكلها محترمه وأهلها ناس ذوق يا نسرين حرام عليكِ، أكيد سوء تفاهم
- لا مش سوء تفاهم
تدخل في الحوار ضياء أخو فارس وقال:
- بابا عنده حق أدي فرصه للبنت تتكلم، غير كده فارس بيحبها أوي بلاش تعقديها بقى
وقبل أن تتكلم خرج فارس إليهم وخلفه داليا ورحيل وفي تلك الأثناء ذهبت أمينه وخرجت مع بدر هي أيضاً، قال فارس:
- أنا اتكلمت أنا وداليا وفهمت كل حاجه
نظرت له داليا بخوف وكذلك رحيل فقال الآخر:
- الموضوع كله سوء تفاهم، حازم ده كان زميلنا في الكلية وعمل كل ده عشان يوقع بيني وبين داليا من أكتر
قالت نسرين بإصرار:
- مش مصدقة
وهُنا تقدمت رحيل وتكلمت:
- أنا مع حضرتك بصراحه، حقك تضايقي وتاخدي موقف زي ده
نظرت لها داليا بذهول وكذلك أهلها بسبب كلماتها تلك، ونظرت لها نسرين بابتسامة لأنها أكدت على كلامها، ولكن رحيل أكملت:
- حقك طبعاً تتكلمي وتقولي كده لأنك شايفه جانب واحد بس من الصورة، لكن في جوانب تانيه بتقول أن اللي شايفاه ده غلط، ودي طبيعتنا كبشر عشان كده في حاجه أسمها نقاش، عشان نفهم وندرك ونشوف الصورة صح، فارس بيحب داليا معقول هتكسري قلب إبنك عشان سوء تفاهم وحاجه مش حقيقية؟! غير كده ده مش عدل أنتِ حتى مدتيش فرصة لنفسك إنك تعرفي داليا
نظرت لها نسرين بتردد ولكن تغيرت نظراتها إلى القسوة وقبل أن تتكلم ذهبت رحيل إلى جوارها وقالت بضحكة مرحه:
- اتصدقي بالله أنتِ شكلك لطيف اوي، يعني أنا مش متخيلة هتكوني حماه إزاي ده أنتِ اللي يشوفك يقول أصغر من داليا
ضحكت نسرين رغماً عنها بسبب كلمات رحيل، وقد نظر ضياء أخو فارس إليها بأعجاب شديد، وقد انبهر الجميع من ذكائها في تدارك الأمور، بكلمات بسيطة منها وبتصرفاتها العفوية حلّت وضع معقد جدًّا..
وعندما وجدت نسرين تضحك قالت رحيل:
- وضحكتك جميلة كمان لا براحه على قلبي مش كده
ضحكت نسرين أكثر ثم قالت من بين ضحكاتها:
- ممكن تديني فرصة أتكلم طيب
صمتت رحيل بتأدب وتركت الفرصة لنسرين حتى تتكلم، صمتت الأخرى قليلاً ثم أردفت:
- أولاً أنا آسفة على رد فعلي العنيف ده، بس مخي اتشوش ، لولا البنت دي أنا مكنتش هعرف أفكر صح، أنا موافقة معنديش مشكله بس برضو فترة الخطوبة دي هتكون بنسبالي إختبار ليكِ
وقد وجهت كلامها في النهاية إلى داليا، ضحكت داليا بفرحه وأومأت برأيها وجلسوا سوياً ثم قرئوا الفاتحة وسط فرحة وضحكات رحيل التي قد سلبت عقل ضياء..
ولكنه لم يحتمل حتى يعود إلى بيته فقرر أن يعرض على رحيل أن يخطبها هو أيضًا حتى يعرفوا بعض أكثر ولعل يكون هناك نصيب بينهم، ولكنه قبل أن يتكلم رن أحدهم جرس الباب فذهبت رحيل وفتحت الباب لتجد عاصي أمامها! نظر لها بتوتر وقال:
- أنتِ كويسة مش محتاجه حاجه؟
ضحكت رحيل وأشارت برأسها بالنفي، قالت:
- اتفضل
قال عاصي بسرعه:
- لالا أنا جيت اطمن عليكِ بس
قالت رحيل بمزاح ومكر:
- ياااه أد إيه أنت أخ عظيم
أبتسم عاصي ابتسامة صفراء وقال بغيظ:
- والله!
وفي تلك اللحظة أتى بدر بحثاً عن رحيل حتى وجدها تتحدث مع عاصي عند باب الشقة، اتجه بدر إليهم وقال بسرعه:
- أنت واقف على الباب ليه اتفضل
وقبل أن يتكلم عاصي وجد من يسحبه من يده حتى يدخل، دلف عاصي وبدر وكذلك رحيل إلى الصالون حيث يوجد فارس مع أهله، وما أن دخلوا قال ضياء بسرعه:
- عمي بصراحه أنا كنت عايز أكلم حضرتك في موضوع تاني
طالعه فارس وعائلته بدهشه ثم نظر له بدر بتساؤل وانتظر سؤاله حتى قال:
- لو مفيش مانع ممكن أطلب أيد آنسة رحيل، يعني بدل الفرحة تبقى اتنين
وقبل أن يرد بدر قال عاصي بغضب وغيظ:
- تطلب أيد مين؟؟
رأيكم على فصل النهاردة 😂😂 عاصي هيولع في نفسه وفي رحيل 😂😂
توقعاتكم؟؟ آراءكم ؟؟
#رواية_رحيل_العاصي
#الكاتبة_ميار_خالد
#الفصل_السادس_والثلاثون
قال ضياء بسرعه:
- عمي بصراحه أنا كنت عايز أكلم حضرتك في موضوع تاني
طالعه فارس وعائلته بدهشه ثم نظر له بدر بتساؤل وانتظر سؤاله حتى قال:
- لو مفيش مانع ممكن أطلب أيد آنسة رحيل، يعني بدل الفرحة تبقى اتنين
وقبل أن يرد بدر قال عاصي بغضب وغيظ:
- تطلب أيد مين؟؟
قال فارس بسرعه ومن الواضح أنه قد تفاجئ من طلب ضياء هذا، وقال بسرعه:
- مش تسألني الأول طيب، معلش يا عاصي هو ميعرفش إن رحيل مخطوبة أصلاً
قالت رحيل بذهول:
- قول والله كده
قال ضياء بدهشه:
- بس هي مش لابسه دبلة!
نظرت رحيل إلى يدها بسرعه ثم خبأتها وراء ظهرها فأكمل فارس وهو يشير إلى عاصي:
- هي وعاصي مخطوبين، معلش يا جماعة أنا آسف على الإحراج ده
فقال ضياء بضحكة غيظ:
- بس هو كمان مش لابس دبله غريبة يعني
قالت نسرين بتهكم:
- ما شاء الله خطوبة من غير دبل حتى، ولا مفيش خطوبة أصلاً وأنتم بتقولوا كده
نظر إليها بدر بتوتر وللحظة هرب كل الكلام عن لسانه، وساد الصمت حتى قال عاصي بضحك:
- معقول نسيتي دبلتك تاني هفضل افكرك بيها لحد أمتى
نظرت له بعدم فهم وظلت ترفع حاجبيها بدهشه ولكنها في نهاية الأمر استوعبت ما يحاول أن يفعله فقالت بابتسامة بلهاء:
- ااااه دبلتي
أبتسم عاصي وقال:
- من يوم الخطوبة وهي بتنسي دبلتها في كل حته افتكري بقى شلتيها فين
نظر له أهل فارس بشك نوعاً ما، واصطنعت رحيل التفكير حتى قالت بكذب:
- أيوة افتكرت شكلي نسيتها في العربية عندك
قال عاصي بسرعه:
- استأذنكم شوية بس نروح نجيب الدبلة ونيجي عشان تقتنعوا مع إني مش شايفها مشكله يعني
ثم تحرك مع رحيل بسرعه وخرجوا من المنزل، وما أن وصلوا إلى سيارة عاصي تنفست رحيل الصعداء وقالت بتوتر:
- هنعمل إيه دلوقتي
قال بطريقة عادية وهادئة:
- عادي هتلبسي الدبلة ؟
نظرت له رحيل بذهول وقالت:
- عاصي أنت بهزر!! دبلة إيه اللي بتتكلم عليها ما أنت عارف إن كل دي لعبه، غير كده هنجيب الدبلة منين
قال بنفس الهدوء:
- نشتريها، محل دهب ده تقريباً صح؟
ثم أشار بيده على احدى المحلات الراقية الموجودة قريبة من منزلهم، وقبل أن تتكلم رحيل قال:
- مفيش وقت، ولا أنتِ عايزه تبوظي خطوبة اختك؟
تأففت بضيق ثم تحركت معه بسرعه، كان يشعر بسعادة غامرة مختبئة بقلبه، دلف مع رحيل إلى محل الذهب ورحب بهم صاحب المكان وقال بابتسامه مجاملة:
- الف مبروك ليكم
قال عاصي بجمود وعبوس:
- عايزين نشتري دبلتين لو سمحت
نظر له الرجل بذهول وقال:
- يا ستار في إيه ده وش عريس برضو، الله يكون في عونك يا بنتي
قطب عاصي حاجبيه وتجاهل كلامه حتى قالت رحيل ببكاء مصطنع:
- شوفت يا عمو أهو على طول كده كاسر فرحتي حتى يوم ما هنجيب الدبل بص وشه عامل إزاي
أبتسم صاحب المكان وقال:
- بقى حد يكون معاه بنت زي القمر كده ويكشر بوشه
قال عاصي بغضب:
- زي القمر أه كانت بتتخطب مني من شوية
- بسببك حالي وقف بقولك إيه طلقني
- أنتِ هبله يا بنتي أنا اتجوزتك أصلاً!!
- اتجوزني وطلقني
وقد تركهم صاحب المحل في شجارهم هذا واستغل هذا الوقت وبحث لهم عن دبل عصرية كثنائي مميز، وفي النهاية جاء لهم بزوج من الدبل وكان النقش الداخلي لدبلة الرجل مطرزة بنفس الشكل الموجود على دبلة الفتاة وكأنهم مكملين لبعضهم تماماً..
عاد إليهم ليجدهم مازالوا في شجارهم هذا فقال:
- طيب ممكن تسببوا الخناق شوية وتشوفوا الدبل دي
وعندما وقع نظر رحيل عليهم قُيد قلبها من جمالهم، نظرت لهم بأعجاب شديد وبدون أن ينتبه لزوج الدبل قال بسرعه:
- تمام هاخدهم
نظر له الرجل بتهكم وقال:
- نعم؟ أنت مكسوف تلبسها الدبلة ولا إيه، يلا يا عريس ربنا يسعدكم
نظرت له رحيل بتوتر وقالت :
- مش لازم أنا هلبسها لوحدي
وقد صمم الرجل أن عاصي هو من سيضع الخاتم في إصبعها، نظر لها عاصي بابتسامة هادئة ثم انحني وأمسك يدها وأخذ الخاتم، ثم وضعه في إصبعها برفق وظل يحتفظ بيدها بين كف يده، نظرت له رحيل بقلب مهتز يكاد يخرج من مكانه من فرط التوتر والفرحة، ثورة من المشاعر قامت بداخلها وقد تشوش عقلها فلم تشعر بها إلا وهي تحدق له لفتره طويلة، حتى أفاقت على صوت صاحب المكان وهو يشجعها أن تضع دبلته في إصبعه ايضًا، فأمسكت رحيل الدبلة ووضعها في إصبعه بخجل..
وهُنا جاءت إحدى السيدات التي تحافظ على نظافة المكان والتي تتميز ببساطتها واطلقت ما يسمونه بال " زغروطه " بصوتٍ عالٍ جعلهم يضحكون بفرحه، ثم خرجوا من المكان بسرعه بعدما أخذ عاصي فاتورة الخواتم ووضعها في جيبه بعدم تركيز، صعدوا إلى البيت بسرعه وقد حُلت الأمور وأخيراً وخصوصاً عندما وجدوا الخواتم في إصبعهم واعتذر ضياء من عاصي وبدر، وبعدها قرروا أن يقرأوا الفاتحة مرة أخرى ووافقت نسرين على هذا الزواج ولكن على مضض..
الكاتبة ميار خالد
وبعد ذهابهم طلب بدر أن يجلس مع عاصي قليلاً، فخرجوا جميعاً وبقى في الغرفة بدر وعاصي فقط، أقبل بدر:
- طبعا شكراً أنك لحقت الدنيا النهاردة بس أنا عايز أعرف اللعبة دي هتكون مستمرة لحد امتى
قال الآخر بعدم فهم:
- لعبة إيه ؟
- لعبة الخطوبة، يعني حاسس أنها طولت شوية
نظرت له عاصي للحظات وشعر ببعض التوتر فأكمل بدر:
- يعني أنت شوفت النهاردة لولا الخبر الكذاب ده كان زماني فرحت ببناتي الاتنين مع شباب كويسين
تكوّن بعض الغضب في قلب عاصي بسبب كلمات بدر تلك، وشعر ببعض الغيظ ولم يمنع نفسه فقال بغيظ:
- نعلن أننا فركشنا على طول يعني عشان رحيل تلحق العريس اللقطة ده
ضحك بدر وقال:
- هو عريس لقطة فعلاً واضح أنه بني آدم محترم باين من كلامه أنه أخلاق وعارف أنه هيحافظ على رحيل و..
وهُنا صاح به عاصي:
- لا!
- هو إيه اللي لا ؟
تنهد عاصي بإحراج وقال:
- يعني أنا شايف أنه لسه بدري على الموضوع ده لرحيل، خصوصاً عشان تعبها أنت نسيت هي مش هينفع لا تتجوز ولا تبدأ حياة جديدة غير بعد شهور، تكون عملت العملية وخفت ورجعت أحسن من الأول ولا أنت شايف إيه؟
نظر له بدر بإدراك وأومأ برأسه بالإيجاب وكأنه قد نسى تلك النقطة تماماً، فأكمل عاصي:
- أول ما رحيل تخف وتعمل العملية وتكون كويسة أنا هعلن أن محصلش نصيب وكل واحد راح في طريقه وخلاص، وساعتها هي تقدر تكمل حياتها
وقال أخر جملة بحزن واضح في صوته، فربّت بدر على كتفه ثم نهض الآخر وجاء ليخرج من الغرفة ولكنه وجد رحيل أمامه تطالعه بعيون دامعة ووجه كساه الحزن، ففهم عاصي أنها قد سمعت كلامه مع والدها، في تلك اللحظة صمتت افوهتهم عن الكلام وبدأت عيونهم في سرد ما يجول بخاطرهم، كانت عيونها تتحدث وتقول له هل ستذهب بعد كل هذا، هل عمليتي هي تذكرة رحيلك عني؟! لترد عيون الآخر وتقول أنكِ قد افقدتيني نفسي، عقلي وغضبي فلم أخضع تحت سيطرتك أكثر..
وبعدها ابتسم لها وخرج من البيت..
في اليوم التالي..
ولأول مره منذ وقت طويل يستيقظ عاصي على صوت مريم أخته حتى يتناولون جميعاً فطورهم معاً، وبعد دقائق كانوا كلهم على المائدة وعاصي كان على رأس المائدة وأمامه مريم وسلمى ووالدته وكانت ليلى في غرفتها نائمة بتعب، ظل ينظر لهم بدون تصديق ولو كان أخبره شخص قبل فترة أنه سوف يرى هذا المشهد أمامه مرة أخرى لكان قال عنه أنه مختل ليس عاقل..
أنهى فطورة وذهب إلى شركته حتى يهتم بعمله مجدداً بعد فترة الانقطاع تلك، وعادت مريم بجوار ابنتها التي لم تتخلى عنها لحظة منذ أن عادت إليها، حتى أنها كانت تتناول فطورها بسرعه حتى تعود لها، وبالفعل ما أن أنهت طعامها عادت إليها وبعد فترة دلفت سلمى إليها واخبرتها أن شادي قد أتى لزيارتها، فابتسمت بفرحه وجهزت نفسها بسرعه وخرجت إليه في الجنينة حيث كان يجلس، اتجهت إليه بابتسامة جميلة وقالت:
- حلوة المفاجأة دي
نظر لها الآخر بعيون لامعه وقال:
- طاقتك جميلة اوي شايفك اتحسنتي كتير
قالت بابتسامة وتلونت وجنتيها باللون الوردي، أقبلت:
- جدًّا الحمدلله، أنا قررت أفتح صفحة جديدة في حياتي وهنسى كل حاجه قديمة
أبتسم هو ومد يده لها بعُلبة مغلفة ويبدو عليها هدية فنظرت لها بتساؤل، قال:
- دي بمناسبة خروجك من المصحه وبصراحه هي هديه هتفديني جدًا
ضحكت مريم وأخذت منه العُلبة وفتحتها لتجدها هاتف جديد فنظرت له بتفاجئ فتابع الآخر:
- فيه خط جديد ومتسجل عليه رقمي عشان أعرف أكلمك في أي وقت
قالت هي بشكر:
- أنا مش عارفه أقولك إيه بجد شكراً جداً
- مفيش شكر ولا حاجه أنا عملت كده عشاني مش عشانك، أنا اتعودت أشوفك كل يوم حاسس إن فيه حاجه ناقصة، على الأقل كل ما توحشيني أكلمك
- اوحشك؟
أبتسم وقال:
- توحشيني أه، طبيعي جداً
- ليه طبيعي، عشان اتعودت تشوفني
- لا عشان بحبك..
حدقت به بصدمة ولم يستوعب عقلها ما قاله قبل لحظات حتى تجرأ هو وأمسك يدها ثم قال:
- أنا بحبك وعايز اتجوزك، ومش هضغط عليكِ خالص خدي وقتك أنا مش عايز رد منك دلوقتي، ووقت ما تحسي أنك تمام وجاهزة للخطوة هتلاقيني موجود
ثم ابتسم وذهب من أمامها وظلت هي تطالعه بصدمه وعيون جاحظة، هل ما قاله قبل لحظات حقيقي أم أنها مجرد مزحه ثقيلة منه، لم تتخيل في يوم أن يحدث كل هذا وأن يقول لها مثل تلك الكلمات، ولكن الكارثة الأكبر كان في قلبها الذي كان ينبض بقوة، تلك المشاعر والتوتر اللطيف الذي قد هجروها قبل سنين، تشعر وكأنها مراهقة في الثانوية وأنها لم تمر بكل تلك الاحداث، جانب منها قد شعر بسعادة ولكن جانب آخر شعر بخوف كبير، وللأسف خوفها كان أكبر من سعادتها فنفضت كلماته من رأسها ووعدت نفسها أن تعيش إلى ابنتها فقط..
***
الكاتبة ميار خالد
وصل إلى الشركة ودلف إلى مكتبه ليتفاجأ بوجود شريف! نظر له بتساؤل وابتسم له ثم قال:
- مستني من بدري؟ مبلغتنيش ليه أنك جاي؟
أبتسم له شريف ثم استدار وقال:
- كنت معدي من قدام شركتك قولت أسلم عليك يا سيدي واطمن على ليلى
- كويس أنك جيت كنت عايز أفهم منك كذا حاجه
طالعه شريف باهتمام فسأله الآخر من أين تعرف على أحمد ولماذا قرر أن يساعده في الوصول إلى ليلى وما هو دافعه لكل هذا، رد شريف:
- أنا عرفته من شغل، أنا كان عندي شركة استثمارات، مش عارف الظروف اللي جمعتني بيه كانت إيه بالظبط بس ده اللي فاكره، وبعدها فضل كل شوية يطلب مساعدتي في حاجه مره في فلوس ومره في واسطه لحاجه كذا مره يعني، لحد ما في النهاية أحتاج مساعدتي أنه كان عايز بيت يستخبي فيه هو وبنته مع إني عارف حكاية بنته كلها وعارف المعاناة اللي مريم مرت بيها، هو اللي حكالي كل ده، ده غير أنه مره طلب مني أعرف أختك مريم فين وأنا وقتها مرضيتش اساعده عشان مليش دعوة
كان عاصي ينظر له في نصف عينيه ليعرف هل هو صادق أم لا وكان الآخر على قدر كبير من الاقناع لدرجه أنه لم يترك شك لو بنسبة صغيرة داخل قلب عاصي، فأكمل شريف بمغزى:
- بس أنا حاسس أنه في حد تاني معاه
انتبه له عاصي وقال:
- ليه؟؟
رد الآخر:
- مش هيتحرك بالثقة دي غير وفي حد بيساعده، وبصراحه أنا عارف من الأخبار أد إيه بنت أختك غالية عليك عشان كده قررت اساعدك، وأهو أكون اتعرفت عليك واتشرفت بيك
أبتسم له عاصي وقال براحه:
- مش عارف أقولك إيه بس شكرًا، أنت جيتلي من السما حقيقي، وجميلك ده أنا عمري ما هنساه لو احتاجت أي حاجه في أي وقت أعرف أن بابي مفتوح ليك دايمًا
أبتسم شريف بسخرية وحاول أن يسيطر على ملامحه وخصوصاً أمام عاصي حتى لا ينتبه، ثم وقف مكانه وقال:
- أكيد هحتاجك الفترة اللي جايه، حاجه أول مره تعرفها عني إني كاتب، وموضوع كتابي اللي جاي الأمراض النفسية وإيه هي العقدة اللي بتتكون جوه المريض، حسب ما عرفت من الأخبار أن أختك أنا آسف يعني بس كانت موجودة في مصحه، هي أكتر واحده ممكن تفيدني في كتابي وهتقدر توصلي المريض عموماً بيفكر إزاي وليه اختارت تفضل هناك بإرادتها
نظر له عاصي بتفاجئ وتغيرت نظراته إلى الآخر ثم قال بغموض:
- واضح إنك متابع الأخبار جداً
قال شريف:
- صدقني دي هتكون مساعده صغيرة ليا بس هتفرق معايا جداً، خصوصاً أني مش هذكر في الكتاب أي حاجه عن أختك هكتب بس تجربتها دي، أرجوك بلاش ترفض
صمت عاصي وظل يطالعه بغموض ثم رد:
- تمام معنديش مشكله، بس أنا هكون موجود في المقابلة دي
قال شريف بابتسامه:
- أكيد، حدد الوقت المناسب معاك وابقى كلمني
أبتسم له عاصي بمجامله ثم خرج الآخر من المكان..
***
الكاتبة ميار خالد
في المديرية..
كان أحمد يجلس في تلك الغرفة الصغيرة نوعاً ما، وكان يطالع هذا الباب الحديدي الذي يمنعه عن الحياة في الخارج، كان ينتظر أن يتم تحويله إلى النيابة ولكنه بداخله قد نشأت ناراً بسبب هذا الذي يدعى شريف، وفجأة شعر وكان الباب يُفتح فوقف مكانه فجأة وعندما وجده أحد العساكر عاد إلى مكانه مرة اخرى، ولكن ما لم يحسب حسابه هو تقدم هذا العسكري إليه وقبل أن يفتح أحمد فمه طعنه العسكري في صدره بقوة! ثم أخرج السكين وطعنه مرة أخرى فسقط الآخر غارق في دماءه وفر العسكري هرباً!!
آراءكم ؟؟ توقعاتكم؟؟
أحمد هيموت ولا لا؟
ايه عرض شريف من كل ده؟
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق