القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية شيخ في محراب قلبى الفصل العاشر والحادي عشر بقلم رحمه نبيل

التنقل السريع



    رواية شيخ في محراب قلبى الفصل العاشر والحادي عشر بقلم رحمه نبيل 






    رواية شيخ في محراب قلبى الفصل العاشر والحادي عشر بقلم رحمه نبيل 


    نظر في ساعة يده متأففا بضيق شديد لا يعلم لما تأخر ذلك المهمل عديم المسئولية ...كيف يتأخر شخص في يوم مهم كهذا ....يا الله كم هو شخص مهمل غير ملتزم .....


    _ ايه يا هادي يا حبيبي عندك ميعاد ولا حاجة ؟؟؟


    كان ذلك رشدي الذي لاحظ أن هادي كل خمس ثواني ينظر لساعته متأففا وهو يتمتم بضيق وكأنه هو العروس ...تحدث هادي بنزق يدعي الملل :


    _ لا ابدا بس مش معقول كده يا اخي ...من اولها تأخير وعدم مسئولية امال لما يتجوز هيعمل ايه مش عارف ؟؟؟


    رفع رشدي حاجبه ساخرا من صديقه :


    _ لا أصل هو ساكن بعيد فتلاقيه أتأخر ...متضايقش نفسك انت بس ..ده انا اخوها ومش مضايق كده .


    كان زكريا يجلس في منتصف الأريكة بين هادي و رشدي وهو ينظر لهاتفه بعدم اهتمام بمن حوله فهو معتاد على ما يحدث ويعلم أن هذه الحرب الباردة بين رفيقيه هي تمهيد لمجزرة ستحصل بعد قليل ....


    دفع هادي زكريا للخلف بحنق حتى يتسنى له رؤية وجه رشدي  :


    _ ضهرك كده يا زكريا .....نعم يا خويا مين ده اللي متضايق ؟؟؟ انت شايفني متضايق ؟؟؟ وهتضايق ليه يعني ؟؟؟ رد عليا هتضايق ليه ؟؟؟


    كان هادي يتحدث وكأنه على وشك الانقضاض على رشدي مقطعا اياه بأسنانه ...زفر زكريا بضيق وهو يتقدم مجددا في جلسته ليصبح بين الاثنين قبل أن يقتل أحدهما الآخر ..فتحدث لرشدي بحنق شديد :


    _ جرا ايه يا رشدي يا اخي ...ما الواد زي الفل اهو وفي اكتر حالاته انتعاشا ...


    نظر بعدها لهادي وهو يربت على صدره بمواساة :


    _ أهدى يا حبيبي انت بس ده رشدي وإنت عارفة يعني مش حد غريب ....


    كاد رشدي يتحدث وهو يخفي بسمته بصعوبة لكن قاطعتهم صوت ماسة الذي ناداه من الداخل :


    _ رشدي معلش عايزاك ...


    نظر رشدي لهادي وهو يضيق عينيه ثم تحرك صوب الداخل ليرى ما تريده ماسة منه بينما ألتفت زكريا لهادي وتحدث بنبرة متأكدة :


    _ إنت عملت حاجة في العريس صح ؟؟؟


    كان تقرير أكثر منه سؤال لكن هادي ادعى الصدمة وتشنج وجهه باستنكار شديد مشيرا لنفسه رافضا ذلك الاتهام المجحف في حقه :


    _ انا ؟؟؟ اعمل فيه ايه يعني ؟؟؟ ما انا متلقح قدامك اهو .


    نظر له زكريا متبسما بسخرية ثم اقترب منه هامسا :


    _ عايز تفهمني إنك هتكون قاعد هادي بالشكل ده وشيماء جاي ليها عريس ؟؟؟؟


    انقلب وجه هادي وهو يزفر بضيق ثم تجاهل زكريا وهو يعود بظهره الأريكة مربعا ذراعيه لصدره هامسا بحنق :


    _ اياكش بس فرج يقدر يتوهه كتير ....


    _________________


    _ فيه ايه يا ماسة بتنادي ليه ؟؟؟ 


    كان ذلك رشدي الذي تحرك للداخل استجابة لنداء ماسة ....


    زفرت ماسة بضيق وهي تسحبه سريعا للمطبخ بينما هو ابتسم بخبث ظنا منه أنها تفعل ذلك لتنفرد به :


    _ ماسة مش وقته الناس برة بصي لما يمشوا يبقى تعملي اللي أنتِ عايزاه ...


    توقفت ماسة بعدما وصلت معه للمطبخ ثم رمقته بعدم فهم لثوانٍ قبل أن تبتسم بخبث مقتربة منه هامسة :


    _ تعرف ايه اللي بيعجبني فيك يا أباظة ؟؟؟


    ابتسم رشدي وهو يجذبها لاحضانه بعشق هامسا :


    _ ايه ياقلب أباظة ؟؟؟؟


    _ قلة ادبك ...يا اخي عمي ابراهيم ما كلفش نفسه يربيك شوية ...بس متزعلش هو عامة بيكون الطفل الاول مش متربي لأن أهله بيكونوا لسه مش عندهم خبرة في التربية وبيكونوا فاكرين أنهم استعجلوا ولسه عايزين يعيشوا حياتهم فمش بيربوا الطفل الاول ..فبيطلع العيل فاسد صايع قليل الادب ومش متربي 


    انهت حديثها تشير لنفسها ببسمة فخر :


    _ ايوة زيي كده .....


    لم يتمكن رشدي من كبت ضحكاته الصاخبة على حديثها بينما هي رمقته بضيق وهي تبتعد عنه مشيرة للطاولة أمامها :


    _ انا جايباك عشان الخلاط باظ يا محترم مش عشان اللي في دماغك ...انا محترمة يا اخ .


    صمتت تراقب تعابيره الساخرة فهو أكثر من يعلم تلك الفتاة التي تقف أمامه متبجحة  :


    _ شوف وانا اللي ظلمتك ...


    _ ما علينا المهم اتصرف وصلح الخلاط عايزة اعمل عصير قبل ما حد يجي ....


    نظر رشدي قليلا للجهاز أمامه يحاول معرفة أين هو العطب لكن هو لا يعلم شيء بخصوص هذه الأجهزة لذا أشار لماسة أن تذهب لشيماء وهو يخرج من المطبخ :


    _ طب اخرجي أنتِ وشوفي شيماء لغاية ما اعمله .....


    أنهى حديثه وهو يخرج تاركا ماسة تنظر بقلة حيلة لما يحدث لتتجه بعدها صوب شيماء التي تكاد تبكي رعبا بالداخل ....


    _________________


    _ هادي تعالى عايزك ...


    كان ذلك صوت رشدي الذي خرج للتو حيث يوجد أصدقائه ليشير لهادي طالبا إياه أن يقترب منه ...نظر له هادي بشك يفكر فيما يحتاجه رشدي .


    لم يتحرك هادي من محله متحدثا بحنق شديد :


    _ عايز ايه اخلص ؟؟؟


    تشنج وجه رشدي من حديث هادي لكنه للأسف يحتاج له لذا هو مضطر لاظهار بعض اللين والاحترام معه :


    _ محتاجك يا هادي يا حبيبي شوية ...


    رفع هادي حاجبه وهو ينظر له باشمئزاز من أعلى لاسفل ثم تحدث بحنق شديد :


    _ يحنن يا عسل ...


    اغتاظ رشدي من هادي وتعنته الشديد لذا تحرك بغيظ شديد صوبه وهو ينحني عليه ساحبا إياه من ثيابه صارخا به بغضب :


    _ ولا مش عشان احترمتك هتسوق فيها ....انجر قدامي عايزك ...


    _ اولا سيب البدلة عشان انا قعدت ساعة اكويها ...ثانيا بقى يا زبالة إنت مش هعملك حاجة ومش هتحرك من مكاني سامع ؟؟؟


    كان هادي يفكر في رأسه أن رشدي يحاول أن يشغله بأي شيء أو يحاول صرفه بأي حجه منعا للمشاكل لذا كان يعاند معه ويرفض الحراك ...ابعد هادي يد رشدي وعاد للجلوس محله مجددا وهو يرمق رشدي الذي اوشك على الانفجار بكل برود .....


    حاول رشدي أن يهدأ نفسه وهو يشير لداخل منزله :


    _ الخلاط باظ وانا مش بفهم فيه ...فتعالى اتنيل صلحه لانك الوحيد فينا اللي بتفهم في الحاجات دي ...


    نظر له هادي بشك مضيقا عينه يحاول أن يتبين صدقه من عدمه ....لكن ملامح رشدي كانت تظهر جديته الشديدة ...وامام صمته الطويل صرخ رشدي بنفاذ صبر :


    _ ما تخلص يالا الناس على وصول وعايزين نعمل عصير ...


    _ مش لازم عصير كفاية كوباية ماية وخلاص 


    تحدث هادي وهو يزمّ شفتيه بضيق بينما نظر زكريا لهما بملل شديد ثم نهض مشيرا لرشدي أن يرشده للمطبخ :


    _ سيبك منه يارشدي ده دماغ دبانة في جسم طور ...وريني فين المطبخ واتأكد أن مفيش حد جوا وانا هتصرف....


    نظر له رشدي بتعجب ثم بادر بالسؤال :


    _ إنت بتفهم في الخلاطات ؟؟؟؟


    هز زكريا رأسه برفض مجيبا :


    _ لا بس بعمل عصير لمون حلو اوي ...


    عض رشدي شفتيه بعصبية كبيرة من صديقيه الأحمقان ثم دفع زكريا بخفة ليسقط على الأريكة :


    _ يا اخي بقى ارحم امي إنت التاني ...عصير لمون ايه هما جايين لزيارة مريض .....


    صدح فجأة صوت رنين جرس الباب لينظر الثلاثة لبعضهم البعض قليلا حتى تحرك رشدي بلهفة للباب وهو يعد من ثيابه ....


    وخرج والده من الداخل ليستقبل الضيوف مع ابنه ....


    فتح رشدي الباب ببسمة واسعة وهو يرمق صديقه و والدته مرحبا بهم :


    _ مصطفى باشا ......


    سمع هادي من الداخل صوت رشدي وهو يرحب بالضيوف ليغمض عينه بغضب شديد مستوعدا فرج في سره بالموت ..ذلك العجوز .. إن فشلت خطته بسببه سيتزوج هو ام اشرف ويحرق قلبه .


    دخل رشدي للصالون ومعه ضيوفه حيث يقف والده وهادي وزكريا في انتظارهم .....


    تقدم شاب طويل ورشيق خلف رشدي ومعه سيدة يبدو عليها الرقي والأناقة الشديدة وخلفهم فرج الذي دلهم على الطريق ..


    أشار هادي لفرج على رقبته بعلامة الذبح ....ليبتسم فرج برعب وهو يحرك كتفيه بقلة حيلة، تقدم هادي منه وهو يهمس من بين أسنانه بغيظ :


    _ هو انا مش قولت يلفوا أحياء القاهرة كلها ؟؟؟ ايه اللي جابهم دلوقتي دول مكملوش نص ساعة حتى  .


    ابتلع فرج ريقه وهو يقص عليه ما حدث :


    _ اصل الواد طلع ذكي وشكله حس أننا بنتوهه فبعد ما بعته مع الواد محمد لقيته رجعلي وبيقولي فين بيت رشدي لاحسن هبيتك في الحجز ...يرضيك يعني يا هادي يا بني عمك فرج على آخر العمر يبات في الحجز ؟؟؟ وام اشرف تتعاير أن جوزها سوابق ؟؟؟


    رقمه هادي بتوعد وعيونه تطلق شرار :


    _ خايف تتحبس يا فرج ؟؟ انا بقى هرمل ام اشرف .


    نظر له فرج ثم قال بمزاح ثقيل وهو يضحك ضحكته الغبية :


    _ ترملها ازاي هي بطيخة ؟؟؟؟


    ضربه هادي بخفة في كتفه وهو يدفعه بغيظ شديد :


    _ امشي من وشي بدل ما أنزل اولعلك في ام اشرف وفي اشرف وفيك ...


    رحب رشدي بالجميع ثم اجلسهم على الأريكة ببسمة واسعة :


    _ نورت والله يا مصطفى ...منورة يا هانم ...


    ابتسمت والدة مصطفى بهدوء وهي تهز رأسها :


    _ البيت منور باصحابه يابني ...


    ابتسم مصطفى وهو يضع من يده بوكيه الورد إلى جانب علبة الحلوى التي كانت تحملها والدته منذ قليل ليمتعض وجه هادي متمتما بسخرية :


    _ مش فاهم كل اللي يلاقي نفسه فاضي يجيب تورتاية و بوكيه ورد ويجي يحرق دمي .... الواحد يولع في محلات الجاتوه ولا يعمل ايه بس ؟؟؟


    ______________


    في الداخل كانت شيماء تقف أمام المرآة ترمق نفسها بحزن شديد وهي تتحرك أمام المرآة تشعر بأنها لن تقدر على الخروج بمظهرها هذا ....دخلت عليها ماسوة وهي تتحدث بسرعة :


    _ ها يا شوشو خلصتي و....


    توقفت عن الحديث لرؤيتها دموع شيماء التي تهبط ببطء على خدها ...فزعت ماسة من مظهرها واقتربت منها بعدم فهم مرددة :


    _ شيماء مالك يا قلبي !؟؟ بتعيطي ليه ؟؟ 


    نظرت لها شيماء بحزن وهي تشير لنفسها :


    _ مش عايزة أخرج كده يا ماسة .


    _ امال هتخرجي ازاي يعني ؟؟؟


    لكن شيماء أكثر وهي ترتمي في احضانها بوجع :


    _ مش عايزة أخرج اساسا ...انا خايفة اوي ..خايفة حد يبصلي بصة وحشة وانا مش ناقصة والله ..


    تألمت ماسة لحديث شيماء وشعرت بمقدار وجعها فما اسوء أن تفقد فتاة ثقتها في نفسها وجسدها بل يصل الأمر لأن تمقت النظر لنفسها في المرآة....ربتت ماسة على ظهر شيماء بحنان هامسة :


    _ شيماء يا قلبي أنتِ جميلة اوي ...ومتصدقيش حد يقولك غير كده ...لازم يكون عندك ثقة في نفسك يا شيماء مينفعش كل كلمة تسمعيها تهز ثقتك كده .


    انهت حديثها ثم قالت بمزاح وهي تحاول تلطيف الاجواء قليلا :


    _ بتفكريني يوم ما اخوكِ جه يطلبني قعدت اعيط زيك كده ؟؟؟؟


    ابتعدت شيماء بتعجب عن ماسة وهي تردف :


    _ كنتِ خايفة برضو ؟؟؟ 


    هزت ماسة رأسها بلا وتشدقت بجدية كبيرة :


    _ لا كان جايبلي الجاتوه بالفراولة وانا كنت بحبه بالشوكولاتة ....


    ضحكت شيماء من بين دموعها وهي تفكر في علاقة اخيها وماسة ....لكم تتمنى يوما أن تجد من يحبها كما يفعل أخيها مع ماسة ....


    _______________


    _ بس دي حتة مقطوعة واحنا مش هنرمي بنتنا في اخر بلاد المسلمين ..... يا اما تجيبلها شقة في المنطقة هنا يا ما خلاص .


    هكذا أبدى هادي اعتراضه الخامس عشر بعد المائة على كل ما يقوله مصطفى فكلما أخبرهم شيء ..اعترض عليه هادي سريعا يحاول اخراج العيوب به .....


    نظر زكريا لهادي بحنق شديد وقد سأم أفعاله تلك لذا اقترب منه هامسا بضيق شديد :


    _ هادي يا حبيبي أهدى شوية عشان رشدي هيقوم دلوقتي يولع فيك ...


    زفر هادي بضيق وهو يتحدث بصوت عالي ليسمعه الجميع :


    _ ما هو اللي ساكن في حتة مقطوعة بعيدة يعني نرمي البنت في أي حتة عشان تستريحوا ؟؟؟؟؟


    تحدث ابراهيم بعدم فهم لاعتراض هادي :


    _ مقطوعة ايه يابني ده بيقولك ساكن في المعادي ....


    نظر هادي للشاب بغيظ شديد ثم قال بعناد :


    _ ايوة ما المعادي حتة مقطوعة ليا واحد صاحبي هناك بيقولي أنها حتة مقطوعة ومش ساكن فيها حد .


    أطلق زكريا ضحكة ساخرة على حديث هادي الذي يظهر للاعمى أنه يبدو مغتاظ وبشدة .....


    _ ايوة فعلا ده حتى سكانها مكملوش المليون لسه ....احنا نجوزها في كوخ في الصحرا عشان تستريح .


    تنحنح مصطفى وهو ينظر لوالدته يحثها على التحدث لتهز هي رأسها بفهم :


    _ ألا هي فين عروستنا مش هنشوفها ولا ايه ؟؟؟؟؟


    اعتدل هادي في جلسته بتحفز شديد وهو يرمق السيدة بنظرات مشتعلة ولو كانت أعينه رصاص لكانت سقطت صريعة .......


    نهض رشدي ببسمة وهو يشير لهم أنه سيناديها بينما اخذت والدته تشير لهم بتناول بعض الكعك والمشروبات الباردة التي ذهبت سحر واحضرتها سريعا .....


    غاب رشدي لدقائق قليلة قبل أن يخرج وهو يصطحب معه شيماء التي كانت تستند عليه بسبب قدمها فهي تسير عليها بشكل متعرج تحاول ألا تضغط عليها ...... وخلفهم ماسة التي حيت الجميع ببسمة هادئة ثم اتجهت لتجلس جوار والدتها .....


    نهض هادي سريعا بمجرد أن لمح شيماء في شكل جذب انتباه الجميع له ...لكن وكأنه يهتم لهم ...فهو شعر بأن العالم كان خالي من حوله إلا منها هي ...ملاكه الجميل البرئ ..ابتسم لها دون شعور وكاد يتقدم جاذبا إياها من يد اخيها لولا زكريا الذي جذبه بعنف مجددا ليجلس جواره :


    _ اقعد فضحتنا .....غض بصرك يا اخي بقى واترزع ده العريس معملش زيك 


    لم يعيره هادي أي اهتمام وهو مازال يوجه بصره تجاه شيماء التي تحركت مع رشدي حتى جلست جواره مقررة عدم رفع عينها حتى لرؤية الشاب تخشى رؤية نظرات ازدراء أو رفض في أعينه......


    _ ما شاء الله قمر يابنتي ...


    هكذا تحدثت والدة مصطفى والتي اخرجت كلماتها هادي من شروده ليعيد نظراته الحارقة لها مجددا ....ابتسم مصطفى مؤيدا لحديث والدته :


    _ عندك حق يا ماما ....


    _ ياروح امك .


    نظر الجميع سريعا لهادي الذي انفلتت منه  تلك الكلمات ليبتسم هو بسماجة يحاول أن يخفي حرجه :


    _ اقصد يعني واضح أن حضرتك روح الست الوالدة ما شاء الله ربنا يخليهالك .


    تجاهله مصطفى فهو لا يطيقه منذ بداية الجلسة ويشعر تجاهه بحنق شديد منذ بدأ يعارضه على كل شيء وأي شيء .


    تنحنح مصطفى وهو ينظر للجميع ثم قال بتهذيب شديد :


    _ بعد اذنك يا عمي ينفع اقوم انا والانسة شيماء شوية في البلكونة نتكلم سوا ....


    _ تقوم ايه ...قامت قيامتك يـــــ .....اممممممم


    وضع زكريا يده سريعا على فم هادي الذي صاح بحنق شديد وهو يكاد ينهض ليقتل مصطفى ....رمق الجميع هادي بصدمة ...ليبتسم لهم زكريا يحاول إخفاء ما فعله رفيقه :


    _ معذرة ...هو لم يقصد شيء أنه يعاني من خللا في المخ ...المسكين .


    ابعد هادي يد زكريا عن فمه وهو يصرخ :


    _ اوعى ايدك دي جاك خلل في معاميك....هو ايه اللي يقوم يقعد معاها في البلكونة دي ؟؟؟ وتحب بقى نجبلك حمص ودرة مشوية عشان تظبط القعدة 


    احمرت عين رشدي بشدة وهو ينهض بعنف صارخا في وجه رفيقه :


    _ هــــــــادي ...


    قاطع ذلك الجو المشحون رنين هاتف يصدح في الأجواء.....


    _ ايوة ....دلوقتي ؟؟؟....طب تمام انا جاي .


    أنهى مصطفى حديثه وهو ينهض بحرج شديد ينظر لتلك الوجوه المتجهمة :


    _ بعتذر يا جماعة بس جالي شغل مستعجل فهضطر استأذن ويبقى احدد معاد تاني مع رشدي ....


    أنهى حديثه لتنهض والدته تتحرك خلفه سريعا بخوف من ذلك الرجل المرعب .......


    سمع الجميع صوت الباب يغلق لينطلق  رشدي سريعا صوب هادي وعيون تقدح شرار ناويا على قتله بينما هادي لم يتحرك من مكانه وهو يرمقه بشر كبير .....


    وقف زكريا سريعا أمام هادي وهو يتحدث برعب من مظهر رشدي :


    _ ما بك رشدي اهدأ قليلا يا رجل أنت تعلم أن هادي بلا عقل ....


    _ ابعد يا زكريا لاحسن اضربك إنت....


    فتح زكريا عينه بفزع ورغم ذلك لم يتحرك وهو يصرخ في رشدي :


    _ اضرب بس مش هسيبك تقرب منه وتضربه ....


    كانت نظرات زكريا تكاد تحرق رشدي كأم تدافع عن صغارها ...هو لن يترك رشدي يضرب هادي في لحظة غضب قد تصنع بينهما حواجز لكن إن ضربه هو سيتفهم الأمر ولن يعلق ...... بينما هادي يقف خلف زكريا لا يهتم لأحد سوى شيماء التي كانت تنظر للجميع بدموع غزيرة .


    لذا وللمرة الثانية ينطق دون وعي وبغباء شديد يضاهي غباءه في المرة الأولى  :


    _ جوزني شيماء يا رشدي.


    عم الصمت في المكان كله وفتح الجميع أفواههم بصدمة كبيرة وتوقفت شيماء عن البكاء وهي ترمق هادي بعدم تصديق لما يقول ....


    نظر زكريا لهادي خلفه ببلاهة ثم ابتعد من أمامه بهدوء :


    _ غيرت رأيي اديله بالجذمة ابو دماغ جذمة ده اياكش يتربى ...


    تحدث ابراهيم وهو يخرج من المكان :


    _  قولتلك صاحبك عبيط بس مسمعتش كلامي ...اشرب بقى جاتك نيلة اهبل اتلم على شوية مجانين 


    نظر رشدي بحاجب مرفوع لهادي متجاهلا حديث والده الذي خرج وخلفه والدته ظنا أن هادي جن لطلب كهذا  :


    _ نعم يا ضنايا ؟؟؟


    _ بقولك جوزني اختك ايه اتطرشت ؟؟؟


    ضحك رشدي بصخب وهو يهز رأسه بيأس مستديرا ليرحل :


    _ الظاهر فعلا جنيت وانا مش هرد عليك ...


    أوقفه حديث هادي الغاضب :


    _ انا مش فاهم بتتنك على ايه بروح اهلك ؟؟؟ 


    أنهى حديثه وهو يتقدم جاذبا رشدي من تلابيب ثيابه بعنف شديد :


    _ ولا اقسم بالله اما اتجوزت اختك لأكون متصرف تصرف مش هيعجبك ....


    نظر رشدي ليد هادي ببسمة ساخرة :


    _ يامي يامي ...اجري يا بابا هات المأذون بسرعة لاحسن يقتلني .


    أنهى حديثه وهو يبتسم بسخرية :


    _ أعلى ما في حمارك اركبه يا مهدي ....بس اختي مش هتتجوزك بالهجمية اللي فيك دي انا مش مستغني عن اختي .


    تحدث زكريا مصححا حديث رشدي :


    _ اسمها خيلك يا رشدي 


    _ لا حمارك ...الاشكال دي آخرها حمار اعرج مش وش خيول لا .


    ارتخت يد هادي تدريجيا من حول ثياب رشدي ليقول مبتلعا ريقه :


    _ طب اعمل ايه وتجوزني شيماء ؟؟؟؟


    _ ايه يا عم إنت هو إنت جاي تشتري بقرة ؟؟؟


    كان هذا صراخ شيماء التي شعرت بالغصب من حديث ذلك الهادي ....


    رفع هادي نظره لشيماء وابتسم كمجنون دون أن يجيبها بينما هي تقدمت منه كما فعلت المرة السابقة ووقفت أمامه متحدثة بجرأة لم تعرف من أين اكتسبتها ......


    _ مين قالك إني هوافق عليك يا ....أبيه هادي ؟؟؟


    ابتسم هادي وهو يجيب باستخفاف :


    _ لا ما هو بصي بقى....حتى لو نادتيني بابا دلوقتي برضو هتجوزك ....


    ثم رفع عينه لرشدي وقال بعناد شديد :


    _ اسمع إنت كمان شيماء مش هتتجوز غيري ...تتصل بالاستاذ اللي كان هنا و تبلغه ينسى شيماء خالص ...


    ابتسم رشدي وهو يربع يده ببرود :


    _ و إلا ؟؟؟؟؟


    صاح هادي بغضب وغيظ :


    _ لا ما هو انا ممكن اعملك مصيبة هنا لو متجوزتهاش .....ده انا مش متربي وصايع..حتى أسأل زكريا 


    _ نعم وأنا أشهد على ذلك ......


    هكذا أكد زكريا حديث صديقه مساندا إياه في جنونه هذا فبعد كل هذا الوقت تحدث واخيرا بما في قلبه .....


    تحدثت شيماء بغيظ شديد رغم أن هناك جزء داخلها يرقص فرحا بتمسك هادي بها وشعور لأول مرة تختبره أن هناك من يحارب لأجلها ...وهناك من يفعل المستحيل للفوز بها ....


    _ وانا يوم ما اتجوز ....اتجوز واحد اسمه هادي عبدالهادي المهدي ؟؟؟؟


    شهق هادي شهقة عالية تشبه تلك الشهقات التي تطلقها النساء تهكما مع التواء طرف شفتيه لأعلى بتشنج ...ثم أخذ يضرب كفيه ببعضهما في حركة شعبية وهو يصيح بها :


    _ حوش حوش مين اللي بيتكلم ؟؟؟؟ يابت ده إنتِ اخوكِ اسمه رشدي أباظة يابت...امال لو كان اسمه لؤي كنتِ عملتي فينا ايه ؟؟؟؟


    أنهى حديثه ثم نظر لزكريا :


    _ لا مؤاخذة يا زكريا ..


    أشار له زكريا بعينه أنه لا بأس ....


    فتحت شيماء عينها بصدمة من حديث هادي وحركاته الشعبية التي يقوم بها والتي تراها لاول مرة منه ...بينما رشدي حاول كتم ضحكته على حديثه :


    _ خلصت ؟؟؟؟


    استدار له هادي ونظر له بشر :


    _ لا مخلصتش يا أباظة واسمعني عشان مش هعيد كلامي ....


    صمت بكرى ثم تحدث بعدها بجدية كبيرة :


    _  هجيب امي ونيجي نخطب اختك وهجيب جاتوه وورد والخلاط بتاعنا عشان تعملولي عصير ونقعد نتفق على الخطوبة وخلص الكلام ...عقل اختك بقى عشان مطلعش عفاريتي عليها .....


    اشتعلت نظرات شيماء من تهديده لها :


    _ إنت بأي حق تهددني كده مش فاهمة ايه البجاحة اللي في دمك دي ؟؟؟ حد قالك إني مش هموت عليك !؟؟؟؟


    نظر لها هادي بشر مضيقا عينه مما جعلها تتراجع سريعا مختبئه في رشدي وهي تبتلع ريقها برعب تسمع حديثه المخيف :


    _ لا هو إنتِ متعرفيش ؟؟؟ مش انا مجنون اه والله حتى اسألي اخوكِ 


    أنهى حديثه وهو يرفع عينه لرشدي ثم أضاف :


    _ انا هجيب امي بكرة والخلاط زي ما اتفقنا خلي البت اللي وراك دي تنزل تجيب كيلو جوافة وكيس لبن عشان بحب الجوافة بلبن .....


    رمقته شيماء بغضب شديد ليكمل هو بعدما كاد يرحل ساخرا :


    _ اجيب المصفاة بتاعتنا معايا ؟؟؟ لاحسن تسبب البزر يقف في زوري ويخنقني ...


    أنهى حديثه ثم رحل سريعا وملامحه مكفهرة وغاضبة بشكل كبير من نظرات شيماء ....نظر زكريا لأثر هادي ثم أعاد نظره لرشدي بخيبة أمل يتحدث إليه بحزن :


    _ عارٌ عليك رشدي ... أنظر إلى ما فعلته بالفتى لقد كاد قلبي يتوقف حزنا على نبرته .... ألم ترى نظرات الوجع في عيونه ؟؟؟؟ ألم تستمع لصوته المكلوم ؟؟؟؟


    أنهى حديثه ليصل لمسامع الجميع صوت هادي الذي كان يغني على الدرج بفرحة كبيرة :


    _ وهتجوز هتجوز ....هتجوز 


    ثم أطلق زغرودة كالمجانين ....هز زكريا رأسه بشفقة وهو يهمس :


    _ المسكين سيموت كمدا ...... 


    ثم تنهد وهو يرفع رأسه لرشدي مضيفا :


    _ ابقى اعملي عصير مانجو عشان مليش في الجوافة اوي ..


    أنهى حديثه وهو يتحرك خلف هادي مستئذنا الجميع .


    _______________________


    وصلت وداد لمنزل فاطمة واخيرا وبعد حديث طويل مع إحدى جاراتها التي اوقفتها أمام البناية لأكثر من ساعة تقريبا قبل أن تسحبها معها لبيتها حتى تريها كيفية صنع أحد أصناف الحلويات بعدما تذوقته لديها ونال إعجابها ......


    طرقت وداد الباب بهدوء شديد منتظرة الرد لكن لم تسمع شيء ...طرقت مجددا ...وايضا لا رد .


    تنهدت وداد بتعب ورجحت أنها ليست في المنزل اليوم لذلك لم تحضر ...حسنا هي فعلت واجبها وأتت للسؤال عنها لذا لتعود لمنزلها و......


    توقفت وداد في منتصف الطريق للدرج وهي تستمع لاصوات خافتة وتأوهات تصدر من الداخل وكأن أحدهم يُعذب أو ما شابه ...


    ارتابت وداد ثم عادت مجددا للباب تحاول أن ترهف السمع لتتأكد أن ما سمعته صحيح وأن هناك صوت تأوهات في الداخل ....لذا طرقت مجددا بحذر :


    _ فاطمة .....يا منيرة ...حد جوا ؟؟؟؟


    بالداخل كانت فاطمة مسطحة ارضا كجثة تنظر للسقف واعينها شاخصة وكأن روحها تخرج منها تضع يدها على صدرها وكأن هناك من يحاول كتم أنفاسها  ...وجع كبير ينخر عظام صدرها وكأن مطرقة كبيرة تضرب ذلك الجزء كانت تنظر حولها بتعب شديد ودموعها تهبط لا تقدر سور على إخراج تلك التأوهات الخافتة من بين أنفاسها المسلوبة  ...تشعر أنها تودع هذه الحياة ..لكن فجأة سمعت صوت طرق على باب ...انتعش الأمل في قلب فاطمة وهي تتحرك بتعب شديد تحاول اخراج صوتها لكن كل ما كان يخرج هو تأوهاتها العاجزة....بكت بعنف شديد تحاول الصراخ أن ينجدها أحد.....فجأة ارتفع صوت من الخارج وقد تعرفت عليه ..... إنه صوت وداد لذا حاولت إخراج صوتها 

    مدت يدها وأخذت تطرق بضعف على الباب غرفتها الذي سقطت جواره تحاول أن تخبرها أنها بالداخل .....


    عجز هو كل ما شعرت به ...ترى موتها يقترب وهي حتى لا تستطيع الصراخ ....سقطت دموعها بضعف لقلة حيلتها ......


    في الخارج كانت وداد لا تتلقى أي رد ولولا ذلك الصوت الخافت في الداخل لكانت رحلت .....


    فجأة تناهى لمسامع وداد صوت يشبه الطرق وكأنه أحدهم يطرق بابا أو ما شابه ...لم تفهم ما يحدث و لوهلة ظنت أنها تتخيل أو أن هذا المنزل مسكون ..لذا تراجعت للخلف بخوف شديد واتجهت صوب منزل هادي المقابل لمنزل فاطمة وطرقت الباب برعب وهي تنظر خلفها للباب ....


    _ سناء ....يا سناء .


    فتحت سناء الباب بعدما سمعت صوت وداد لتتفاجئ بوجه وداد الشاحب وهي تقف أمام منزلها مشيرة للمنزل الذي يقابلها برعب :


    _ هو فيه حد جوا يا سناء ؟؟؟


    لم تفهم سناء السؤال لكن وجه وداد الشاحب جعلها ترتاب بشدة وهي تخرج من منزلها تحاول تهدئتها :


    _ اهدي يا وداد فيه ايه يا ختي ؟؟؟ وشك مخطوف كده ليه ؟؟؟


    ابتلعت وداد ريقها برعب واشارت لمنزل فاطمة وهي تتسائل :


    _ هو فيه حد جوا ؟؟؟


    _ معرفش والله أنتِ عارفاني مش بطلع بس ليه ؟؟؟ عايزة حاجة منهم يعني ؟؟؟


    نظرت لها وداد برعب ولم تكد تجيب حتى سمعت صوت تحطيم داخل الشقة المقابلة لتصرخ السيدتان برعب وتتحرك سناء برعب جهة الشقة وهي تردد : 


    _ يا ستار يا رب فيه ايه بيحصل جوا ؟؟؟؟


    ثم أخذت تطرق بعنف ورعب :


    _ ست أم فاطمة فيه حاجة ولا ايه ؟؟؟؟


    من الداخل كانت فاطمة تبكي دون صوت وقد بدأ الوجع يزداد، وانفاسها تتباطئ ....... فجأة انتبهت للطاولة الصغيرة التي تجاور غرفتها والتي تحتوي على فاز من الفخار لذا بدأت تحاول أن تمد يدها لتسقطها ...علها تستطيع أن تنبه من بالخارج عن وجودها .....


    حاولت وحاولت ودموعها تمنع عنها الرؤية بشكل واضح بالإضافة أنها لم تكن ترتدي نظارتها ....لكن  شعرت بيدها تصطدم بالطاولة لذا و دون تفكير 

    ضربت الطاولة بعنف شديد لتسقط الفاز من عليها محدثة صوت عالي جدا .....


    فزعت كلا من وداد وسناء لذلك الصوت لذا تحركت سناء سريعا لمنزلها بعدما لم تتلقى جوابا ممن في الداخل ....واحضرت المفاتيح الاحتياطية للشقة الخاصة بفاطمة فهي تمتلك بعض الشقق في هذه العمارة وهذه واحدة منهم .....


    تحركت جهة الباب بسرعة لتجد وداد خلفها تحثها :


    _ بسرعة يا سناء ليكون حصل حاجة ...


    _ حاضر استني لحظة بدور على المفتاح ...كويس إني نسيت ادي ام فاطمة النسخة التانية ....


    انهت حديثها وهي تدس المفتاح بالباب ثم فتحته سريعا وأخذت تنادي على أي أحد لعل أحدهم يجيبها.....


    كانت فاطمة تحاول رفع صوتها وهي تبكي لعل أحدهم يشعر بها .....


    تقدمت وداد في الشقة وهي تنادي فاطمة لكن فجأة اصطدمت قدمها في شيء نظرت ارضا بسرعة لتتسع عينها برعب شديد تضرب صدرها بخوف شديد :


    _ يا مصيبتي............


    ركضت لها سناء سريعا لترى ما حدث حتى تفاجأت بفاطمة التي تتسطح ارضا وهي تتنفس بصعوبة شديد وكأنها على وشك الغرق ....انحنت لها سريعا وهي تحاول التفكير في شيء :


    _ يا ستار يا رب البنت هتموت اتصلي بأي حد يا ام زكريا بسرعة البت هتروح من أيدينا ....


    _________________


    _ إنت هتجوزني للمجنون ده يا رشدي ؟؟؟؟


    تحدثت شيماء باستياء كبير وهي ترمق اخيها والذي يبدو عليه الرضا التام لما قاله ذلك المعتوه هادي قبل رحيله ....ابتسم رشدي وهو يقترب من أخته يردف بضحك :


    _ محدش هيقدرك ويحافظ عليكِ قد المجنون ده يا دبدوبتي


    نظرت شيماء لوجه اخيها بحنق إذا ما خمنته صحيح ....رشدي يميل لذلك المجنون ويوافق على حديثه :


    _ بس يارشدي .......


    _ اي هو اعتراضك على هادي ؟؟؟؟


    كلمات قاطع بها رشدي حديث أخته التي لم تكن حتى تعلم بما تعارض ولما تعارض لكن شعلة التمرد بداخلها قد اشتعلت بمجرد رؤيتها لاصرار هادي وثقته بالأمر ؟؟؟؟


    _ هو ...يعني ...يارشدي يعني إنت مشفتش كان بيكلمك ويعاملك ازاي ؟؟؟


    ابتسم رشدي بحنان وهو يربت على شعرها بحنان ثم شرع يحاول إقناعها فهو لن يجد من يهتم بطفلته البريئة بمقدار ذلك المجنون :


    _ وأنتِ هترفضي عشاني ؟؟؟


    هزت شيماء رأسها بالايجاب ليضحك هو بخفة :


    _ لا ملكيش دعوة بيا أو باللي بيني وبين هادي ....هادي اخويا وابني ...زي مكانتك عندي ...عمري ما ازعل منه ...و لو عايزة رأيي، مش هتلاقي في الدنيا دي كلها حد يحبك قد هادي .


    صدمت شيماء من حديث اخيها وخجلت بشدة لذا اندفعت تدفن وجهها في صدره لتزداد ضحكته عليه وهو يهمس لها بحنان :


    _ خدي وقتك وفكري كويس .....واهو نأدب الزبالة ده ونربيه شوية .


    ضحكت شيماء بخجل شديد :


    _ طب وصاحبك مينفعش ...


    قاطعها رشدي وهو يضمها بحنان :


    _ ملكيش دعوة بمصطفى سيبيه عليا 


    تحدثت ماسة التي تقف بعيدا عن هذا الثنائي المريب وهي تقضم قطعة تفاح من تلك التي تحملها بيدها هامسة بشك :


    _ اقطع دراعي أما كان مصطفى ده لعبة منك يا أباظة ....


    ____________________


    كان زكريا في طريق عودته للمنزل بعد أن ترك منزل رشدي بضيق من تصرفات رفيقه.......فجأة سمع صوت رنين هاتفه ليجد أن المتصل ليست سوى أمه التي بمجرد أن فتح المكالمة حتى سمع صرختها المفزوعة :


    _ زكريا .......الحقني يابني 


    دمتم سالمين . ❤️

    شيخ_في_محراب_قلبي

    الحادي_عشر


    تفاعل رجاءا ولايك قبل القراءة .


    _______________


    "واحدة من أكثر الجُمل التي أؤمن بها والتي تُطمئِن قلبي دائمًا هي جُملة "وعلى نيَّاتكم تُرزقون".. أنا أؤمن جدًا بهذه الجُملة، وأطمئنُّ بها، فعندما تكون نقيًا من الداخل، يمنحك الله نورًا من حيث لا تعلم، يحبك الناس دون سبب، وتأتيك مطالبك دون أن تنطق بها.. صاحب النيَّة الطيِّبة هو من يتمنى الخير للجميع دون استثناء؛ فسعادة الآخرين لن تأخذ من سعادتك، وغِناهم لن ينقص من رزقك، وصحتهم لن تسلبك عافيتك، واجتماعاتهم بأحبتهم لن تفقدك أحبابك.. دائمًا كن الشخص الذي يمتلك النية الطيبة.. اللهم إنا نسألك سلامة القلب."


    "سبحان من أوحى إليك بنورهِ

    لتظلَّ بدرًا ساطعًا عبر المدى


    صلّى عليكَ الله ما خفقَتْ بنا

    أرواحنا ترجو جوارك موعدا"


    __________________


    صوت خافت تسلل من بين اخشاب نافذتها ليثير انتباهها أثناء وقوفها في مطبخها تنتهي من غسل الأواني بعدما أطعمت ابنها وذهب للنوم قليلا .


    اتجهت جهة النافذة ترهف السمع لذلك الهمس الخافت قليلا تحاول أن تتبين أي شيء من خلاله،  لكن لم تستطع لذا مدت يدها وفتحت النافذة بهدوء شديد لتتفاجأ بوجهه يطل عليها منها بشكل اثار فزعها لتتراجع سريعا جاذبة طرف عبائتها بخفة ثم بصقت به بصقات وهمية وهي تتمتم برعب :


    _ كده يا فراريجو كنت هتوقف قلبي .


    ابتسم فرج وهو ينظر حوله بعدما تأكد من خلود ابنها للنوم وقرر النزول قليلا من على عرشه الذي يستقر في القهوة والمجئ بنفسه هذه المرة فيبدو أن هادي سيعزف عن مساعدته حتى اشعار آخر بسبب ما حدث :


    _ وحشتيني يا ام اشرف .....


    ابتسمت السيدة بخجل شديد وهو تنهره بعينها :


    _ عيب يا فرج اختشي يا راجل ....هو إنت صغير ؟؟؟

    بعدين اشرف نايم جوا ولو صحي دلوقتي هيفضحك في الحارة .


    لوى فرج فمه بضيق من هذا الأشرف الذي يقف في وجه سعادته مع والدته :


    _ انا مش فاهم ابنك ده قلبه حجر ؟؟؟ ليه مش راضي يريح قلبي ويجمع قلبين سوا ؟؟؟ 


    تنهدت ام اشرف وهي تجيبه مبررة لابنها  :


    _ اعذره يا فراريجو صعب برضو بعد العمر ده يجوز أنه لراجل تاني ....


    تشنج وجه فرج وكاد يتحدث لولا شعوره بيد تمسك بثيابه من الخلف بعنف شديد جاذبة إياه خارج هذا الشارع الفرعي الصغير والذي يحتوي منزل ام اشرف ومنزل اخر فقط ....


    أخرج فرج الخطاب سريعا وهو يشعر بنفسه يبتعد عن ام اشرف ثم ألقاه سريعا على النافذة وهو يصرخ قبل أن يخرج من الشارع :


    _ اقرأي الجواب يا أم اشرف ...تصبحي على خير يا حبة الجلب ...


    أنهى حديثه وهو يلوح لها بيده بشكل مثير للضحك بينما كان هادي يجذبه لخارج الشارع حتى وصل به أمام الشارع الصغير وتنحى به جانبا لأحد الجدران يهمس بشر كبير :


    _ انا قولتلك ايه ؟؟؟


    _ ايه ؟؟؟


    صرخ هادي في وجهه بغضب شديد :


    _ هتسوق العبط ولا ايه ؟؟؟ مش قايلك الواد ده ميوصلش لبيت رشدي ؟؟؟


    هز فرج رأسه مبتلعا ريقه بخوف من هذا المجنون ليكمل هادي بغضب وهو يقترب منه :


    _ وحضرتك عملت ايه ؟؟؟ داخلي بيه الشقة بكل سعادة ولا كأنك وليّ أمره ...


    أنهى حديثه وهو يتحدث متعجبا يتذكر بسمة فرج الغبية التي دخل عليهم بها :


    _ لا وداخل مبتسم اوي وسعيد جدا و إنت داخل وراه ....هو إنت رايح تخطب لابنك ؟؟؟


    ابتسم له فرج نفس تلك البسمة الغبية جاعلا هادي يكاد ينقض عليه يقتله :


    _ ما هو اصل إنت مشفتش وهو نازل من العربية وقعد يهددني ....


    ابتسم هادي ساخرا منه :


    _ هو مش هددك اساسا صح ؟؟؟


    هز فرج رأسه مبتسما وهو يجيب :


    _ هو قالي بيت رشدي فين وإلا هتشرف في الحبس ...قمت قولتله والله لاوصلك بنفسي كمان وركبت معاه العربية ....عربيته كان فيها تكييف حلوة اوي يا واد يا هادي .


    صرخ هادي به بغضب شديد وهو يضرب الجدار خلفه ولم يكد يتحدث حتى لمح بطرف عينه زكريا يركض برعب شديد على وجهه لأول مرة يراه صوب بنايته...كرمش هادي ملامحه بعدم فهم فماذا قد يكون حدث في البناية الخاصة به وقد تثير رعب زكريا هكذا ....فجأة شعر بقلبه يكاد يتوقف عندما تخيل أن والدته مرضت أو ما شابه ..ودون لحظة تفكير كان يركض خلف زكريا برعب شديد ليرى ما حدث تاركا فرج ينظر في أثره بتعجب قبل أن يهز كتفه بعدم اهتمام متجها صوب القهوة يفكر في كلمات لخطابه الذي سيرسله في الصباح لام أشرف .......


    ______________________


    صعد زكريا الدرج سريعا وضربات قلبه تقرع بشدة ورعب فوالدته لم تنطق سوى بكلمتين بعدما استغاثت به وأخبرته أن يحضر لمنزل هادي ....و لم يستوعب ما حدث كل ما اعتقده أن هادي حدث له شيء أو والدته ... كان يتنفس بعنف شديد يشعر بالرعب الشديد يكاد يوقف قلبه عن الخفقان ...


    وصل اخيرا للطابق المنشود وما كاد يتحرك جهة شقة هادي حتى سمع اصوات شهقات وتأوهات قادمة من الشقة المقابلة لشقة هادي لذا تحرك بأقدام مرتخية من الرعب جهة الباب وهو يحاول ألا يختلس النظر ..مد يده ليطرق الباب لكن سمع فجأة صوت بكاء والدته لذا سريعا لغى عقله وتوغل داخل المنزل بخطى سريعة جدا وعقله يحاول مساعدته لتخمين ما يحدث في الداخل ....لكن ما رآه حينما وصل حيث والدته لم يكن عقله ليصل له ولو بعد مئات السنين من التفكير ..


    توقفت اقدام زكريا بصدمة وهو يرى جسد فاطمة متيبس ارضا تحاول أن تتنفس بعنف شديد وكأنها تصارع الموت بينما كان جسدها وكأنه شُل ...وسريعا دون أن يسأل عن سبب ما حدث أو يستفسر عن شيء كان ينحني حاملا إياها بين ذراعيه وهو يركض كالمجنون لاسفل ...


    بينما فاطمة كان ذراعيها مرتخيان بجانبها ومازالت أنفاسها تصارع للخروج ...تشعر أنها على وشك الموت ...لكن فجأة وصل لها همس بجانب أذنها وكأنه شعلة في وسط ظلمتها ...لذا جاهدت لرفع يدها وتمسكت في قميصه بعنف شديد وكأنها بتركه ستفنى ...كان تتنفس بعنف شديد وهي تزداد تمسكا به ...


    بينما زكريا كان يركض بها كالمجنون في الشارع وهو يشعر بها وكأنها على وشك الموت ...وأثناء ركض اصطدم بعنف في هادي الذي نظر ليده بصدمة ولم يكد يتحدث حتى صرخ به زكريا أن يحضر سيارة سريعا ...


    ركض هادي ليحضر أي سيارة وسريعا لعاد لزكريا وفتح له الباب ليدخل ثم صعد هو جوار السائق ....


    كان زكريا يجلس في الخلف وما تزال فاطمة تستوطن أحضانه وضربات قلبه تكاد تحطم صدره من قوتها ويد فاطمة تزيد من التمسك بثيابه ....


    نظر لها زكريا برعب وهو يهتف :


    _ بسرعة لو سمحت .. دي بتموت .


    كان يتحدث وهو يكاد يبكي فلاول مرة يوضع في موقف كهذا ...ولأول مرة يرى أحد يحتضر بين يديه ...


    نظر هادي لصديقه الذي كان على حافة الانهيار يحاول أن يطمئنه لكن زكريا لم يكن في حال تسمح له الانتباه ....


    وصل الجميع واخيرا إلى أقرب مستشفى لهم ليهبط هادي سريعا يفتح الباب لزكريا الذي هبط سريعا يركض بها للمشفى وهي ما تزال تتمسك به رافضة تركه وكأنها ستموت إن تركته ....


    دخل زكريا للمشفى سريعا وهو ينادي على أحد ليساعده بسرعة قبل موتها بين ذراعيه :


    _ دكتور لو سمحتم ...هتموت ...دكتور .


    ركضت له بعض الممرضات الخاصات بحالات الطوارئ ومعهن سرير ناقل ليضع هو فاطمة عليه بعد أن نزع يدها بصعوبة من ثيابه ...وهو يقول لهم شارحا ما حدث :


    _ مش عارفة تتنفس خالص ..مش بتتنفس 


    كان يتحدث بهذيان كالمجنون وهو يرمق وجه فاطمة الذي كان شاحبا وكأنها تسلم روحها ...


    دخلت الممرضات بفاطمة لإحدى غرف الفحص سريعا وخلفهن زكريا الذي كان يشيعها بنظرات مرتعبة قلقة وكأنه يودع ابنته لبداية أول يوم دراسة لها ....


    شعر بكف هادي على كتفه بعدما دفع الأموال للسائق ولحق به ...يربت على كتفه هامسا بهدوء شديد :


    _ أهدى هتكون بخير ..


    نظر له زكريا برعب لا يعلم ما ذلك الخوف الذي سكن قلبه ليشير جهة الغرفة التي دخلت لها منذ قليل :


    _ هي ...هي كانت ...هي ....


    صمت ولم يعرف ماذا يقول ..صمت لكن ضربات قلبه الهادرة لم تصمت .


    __________________


    _ خلاص يا مرسي قولتلك كل حاجة هبلغك بيها ...


    كان ذلك صوت منيرة الحانق محدثة زوجها الذي يصر على أن تخبره تحركات ابنتها كلها ..


    سمع الأثنان صوت يقترب منهما متحدثا بهدوء لكن خبيث :


    _ مرسي يلا عشان حطوا الاكل للرجالة...


    انهت حديثها وهي تنظر لغريمتها التي تقف أمام زوجها :


    _ ازيك يا منيرة ...عاش من شافك .


    ابتسمت منيرة بسمة حانقة وبشدة مجيبة إياها بهدوء :


    _ الحمدلله يا صفية ..اهو عايشين .


    _ وبنتك عاملة ايه يا حبيبتي مجبتهاش معاكِ ليه ؟؟ على الاقل كانت جات هيصت شوية مع البنات .


    زفرت منيرة بغيظ شديد فهي تعلم إلى ما ترمي تلك الحية :


    _ بنتي مش بتحب الافراح وأنتِ عارفة بعدين هي مش فاضية اساسا  .


    لوت صفية فمها يمينا ويسارا بسخرية :


    _ ياحسرة على ايه يعني ياختي ؟؟ انا قولت تيجي تفرفش لها شوية وتشوف الافراح ...يعني لا هتعمل فرح ولا تحضر افراح يا عيال ؟؟؟


    أحمر وجه منيرة لتحدث صفية عن هذا الأمر المحظور في هذا المنزل وفي كل مكان لتصيح فيها بهياج :


    _ تتردلك يا حبيبتي في فرح بنتك ....ده لما تلاقي اللي يرضى يشيل شيلتها .


    انهت حديثها اللاذع والذي أصابت به صفية في مقتل ثم نظرت لزوجها بغضب شديد لوقوفه هكذا كعمود الإنارة دون الدفاع عن ابنته أمام زوجته البغيضة تلك ...


    _ عن اذنكم ترجع البيت لاحسن فاطمة لوحدها ...ابقى قول لأختك يا مرسي إني سبقتها لما تخلص الحنة براحتها يبقى تحصلني..ولو عايزة تبات براحتها 


    انهت حديثها ثم خرجت من المنزل قبل أن تصطدم بابنة صفية وهي تتحدث بتعجب لرحيلها الآن :


    _ مرات عمي ؟؟؟ أنتِ ماشية ولا ايه مش هتاكلي ؟؟؟


    رمقتها منيرة بشر كبير وسخط :


    _ تسلمي يا حبيبتي يبقى ناكل في فرحك .


    نظرت علياء لأثر زوجة عمها الغاضبة بتعجب لكنها رجحت الأمر لحدوث مشاداة بينها وبين والدتها كالعادة ...فمنيرة تكون زوجة عمها الذي تزوج والدتها بعد موت والدها ...ليصبح مرسي في مقام والدها بعد الزواج من والدتها ...


    __________________


    دقائق عصيبة مرت على زكريا الذي كان يقف في الخارج مع هادي و والدته وسناء بعدما أتوا خلفهم بسرعة ...


    خرج الطبيب ليتجه له زكريا برعب شديد وهو يسأله عما حدث :


    _ خير يا دكتور هي كويسة ؟؟؟


    هز الطبيب رأسه بإيجاب أنها بخير :


    _ متقلقش هي كويسة دلوقتي ...


    _ طب هو ايه اللي حصل !؟؟؟؟


    نظر الطبيب لملامح القلق على وجه زكريا مجيبا وهو يهز كتفيه بعدم معرفة :


    _ معرفش ...


    شهق زكريا بفزع مصطنع وهو يعود للخلف :


    _ يا ستير يارب ....ودي ليها علاج ولا نسفرها برة يا دكتور ؟؟؟


    رمق الطبيب زكريا بحنق لعلمه أنه يسخر منه :


    _ حضرتك بتتريق ؟؟؟


    ابتسم زكريا بسمة مغتاظة وقد بدأ يفقد هدوءه :


    _ يعني هو الكلام اللي حضرتك بتقوله منطقي ؟؟؟؟ يعني لو حضرتك معرفتش هي فيها إيه مين اللي هيعرف ؟؟؟ هادي ؟؟؟


    أنهى حديثه بسخرية مشيرا لهادي الذي يقف جواره ليتحدث هادي بحنق :


    _ الاه؟؟؟ وماله هادي ؟؟؟ مش يمكن اطلع بعرف وأنا معرفش ؟؟؟ بعدين متنساش اني كنت علمي علوم ..ده انا جبت ٩ من ١٥ في أحياء اولى ثانوي 


    رمقه زكريا بشر ليصمت ثم نظر مجددا للطبيب الذي بدأ يتحدث متغاضيا عن حديث الاثنين :


    _ الآنسة معندهاش أي شيء عضوي ابدا اقدر أشخص منه مرض ...عموما أنا طلبت تعمل أشعة على الرئة عشان نتأكد اكتر ...بس موضوع شلل الجسم اللي حصل ده نفسي مش عضوي ...ياريت تعرضوها على طبيب نفسي افضل .


    أنهى حديثه وهو يستأذنهم للرحيل تاركا الجميع يقف بتعجب من حديثه ...فما هي الحالة النفسية التي قد تؤدي لشلل جسدها ؟؟؟؟


    فجأة انتبه الجميع لصوت بكاء يأتي من نهاية الممر والذي لم يكن سوى لمنيرة التي حدثتها وداد بمجرد دخولها للمشفى واخبرتها كل ما حدث ....


    اقتربت منيرة وهي تكاد تنهار ارضا من كثرة الرعب الذي يسكن قلبها على ابنتها ...اتجهت لها وداد سريعا تحاول تهدئتها لكنها استمرت في البكاء تلوم نفسها لتركها ابنتها وحدها في المنزل رغم علمها بحالتها ....


    لم يفهم زكريا مقصدها لكنه استأذن من الطبيب لتدخل عند ابنتها وتطمئن عليها ...ثم نظر لوالدته وأخذ هادي ليدفع ثمن الفحص الذي أجراه الطبيب .......وهو يتنهد بتعب فهذا اليوم كان ملئ بالمفاجآت حقا .....


    ____________________


    _ تعالى يابني دخلها الاوضة دي 


    اردفت منيرة وهي تشير لغرفة فاطمة التي يحملها زكريا ....دخل زكريا للغرفة بحرص شديد وخوف على تلك التي تتوسط أحضانه ثم انحنى قليلا على الفراش جاعلا إياها تتمدد بحذر شديد وما كاد يبتعد عنها حتى وجد يدها ما تزال تتمسك في ثيابه بعنف كما كانت تفعل حينما اخذها للمشفى ...


    ابتلع زكريا ريقه ثم ابتعد سريعا مستغفرا ربه ....


    واخيرا استطاع الفكاك منها ثم كاد يخرج خلف والدتها لولا أنها أمسكت يدها مرسلة بشرار عبر جسده ..فهذه الفتاة هي الوحيدة التي استطاعت تحطيم حدوده ودخولها ضمن اماكن شائكة حرص دائما على إبقاء أي فتاة بعيدة عنها ....


    اغمض عينه بضيق شديد محاولا أن ينزع يده من يدها طاردا كل تلك الأفكار من رأسه لكنها فتحت عينها بتعب شديد تشدد على يده بحزن هامسة :


    _ لا لا خليك ارجوك 


    تصنم جسد زكريا وهو يبتلع ريقه ..لكنه رغم ذلك نزع يده بخفة منها وخرج سريعا مخبرا والدتها أنه وضعها مكانها متمنيا لها الشفاء العاجل ...ثم غادر سريعا تاركا والدته تجلس رفقة والدتها وقلبه يكاد يخرج من ذلك الموقف الذي يختبره لأول مرة ..


    اغمض عينه بغضب شديد من نفسه ينهر نفسه عما فكر به وهو معها....ما بك زكريا هي مريضة لا تعي شيء ....بينما أنت؟؟؟


    توقف في منتصف الطريق يتنفس بعنف ...انا ماذا ؟؟؟ ما الذي حدث لي ؟؟؟ ألأنها أول فتاة يقترب منها بهذا الشكل ؟؟؟؟ أم.......


    ____________________


    في صباح يوم جديد كان زكريا يتسطح على فراشه بتعب ...فقد عاد البارحة متأخرا بعدما ظل هائما على وجهه كالمغفل يجلد نفسه دون رحمة عما فكر به ...وقد اتخذ قرارا لا رجعة فيه .


    استيقظ زكريا من نومه وادى صلاته وخرج من الغرفة حيث وجد والده ينتظر الافطار على الطاولة ووالدته تعده بهمة كبيرة ...


    ابتسم زكريا وهو يجلس ملقيا السلام على الجميع ليسمع صوت والده الحانق :


    _ كنتم فين امبارح يا زكريا ؟؟؟ امك مش راضية تقولي ...معقولة كنت رايح تخطب من غير ما اعرف يا ابني ؟؟؟ ايه هعرك يا زبالة ولا ايه ؟؟؟


    فتح زكريا فمه بتشنج من خيالات والده ولم يكد يتحدث حتى وجد والده يتحدث بدرامية كبيرة :


    _ طبعا تلاقيك مستعر من ابوك اللي فاتح محل حلاقة ....ومين يعني هيكون فخور إن أبوه حلاق على باب الله ؟؟؟


    تألم قلب زكريا كثيرا على والده لذا سريعا نهض متجها صوبه يضمه بحب شديد مقبلا رأسه :


    _ ابي أنت فخري دائما ...لا تقل هذا مجددا عن نفسك ارجوك 


    ضم زكريا اكثر وهو يدفن وجهه في صدر والده قائلا بحزن لحديثه السابق :


    _ نحن البارحة لم نذهب لرؤية عروس اقسم لك ...


    فجأة شعر زكريا بصفعة قوية تسقط على رقبته من الخلف وصوت لؤي يخرج بحنق :


    _ ما انا عارف يا خويا هو لو كان بجد كنت سبتكم في البيت اساسا ده انا كنت نزلته على دماغكم .


    ابتعد زكريا سريعا عن مرمى يد والده بغيظ شديد وهو يصرخ بحنق :


    _ و لما الضرب إذن ؟؟؟ما بك ابي ؟؟؟


    ضحك لؤي على منظره ولده ثم انتبه لوداد التي تضع الطعام على الطاولة وقال وهو يغمز لها متجاهلا زكريا :


    _ ألا هو القمر بيطلع الصبح ولا ايه ؟؟؟


    فتح زكريا فمه بحنق مرددا :


    _ انا حاسس إني بقيت عزول في نصكم ... انا بقيت حمل تقيل على قلبكم والله انا عارف .


    وما كاد يتجه صوب المقعد الخاص به حتى سمع صوت طرق عنيف على باب شقتهم جعل والدته تشهق برعب شديد وهي تردد بعض الكلمات ....


    أشار لها زكريا أنه سيرى الطارق لذا سريعا اتجه صوب الباب بخوف أن تكون فاطمة مرضت مجددا ولم تجد والدتها من يساعدها سواه لكن بمجرد أن فتح الباب انكمشت ملامحه بتعجب وهو يجد هادي يقف أمام شقته في هذا الوقت متأنقا بشدة وكأنه على وشك الزواج لكن هادي بمجرد أن فتح الباب حتى امسك بيده في عنف وجره بسرعة خارج الشقة وهو يقول بصوت عالي ليصل لمن بالداخل :


    _ متستنوش على الفطار يا لؤي بالهنا والشفا ....


    نظر زكريا لما يرتدي بصدمة فقد كان يرتدي بجامته المنزليه وخف كل قدم تختلف عن الاخرى فاليمنى يرتدي بها خف باللون الاحمر واليسرى باللون الاسود المخطط بالابيض ...


    صدم زكريا حينما وجد صديقه يضع خلاط كهربائي أسفل ذراعه الاخر وهو يجذبه ليفتح عينه بصدمة من تصرفات هادي الذي أخذ يرغو ويزبد أثناء طريقه من منزله وحتى منزل رشدي ....فعلم زكريا فورا ما حدث لذلك الغبي منذ الصباح لذا سريعا حاول الفكاك من أسر يده :


    _ دعني فقط أبدل ثيابي ....بربك هادي أبدو كالابله هكذا ....


    كان زكريا يضرب هادي بعنف في يده التي تتمسك به وهو يُسحب لمنزل رشدي وقابل في الطريق والدة هادي والتي كانت تحمل بعض الاشياء لترمقه معتذرة من همجية ابنها الغبي ...


    توقف زكريا عن الاعتراض فهو يعلم رأس ذلك الثور الذي يسحبه ... إن أراد شيء فلن يقنعه أحد بالتراجع ... ثوانٍ ووجد زكريا نفسه يقف أمام شقة العروس وهو يرتدي بيجامة سخيفة وخف ذو اشكال مختلفه ومازالت خصلاته مهتاجة بعض الشيء لولا تمسيده عليها أثناء الوضوء ....وبجانبه يقف هادي مرتديا افضل حلاته.....ووالدته في الطرف الآخر ترتدي اسدالا للصلاة ويبدو أنها جرت بنفس الشكل الذي جُر هو به ..


    تنفس هادي ليهدأ ضربات قلبه فهو منذ البارحة ينتظر هذا اليوم الجديد ليضمن وجود شيماء جانبه باقية العمر...مجنون؟؟ نعم لكن ومنذ متى تصرف أحد بعقله في الحب ..


    رفع هادي يده لطرق الباب وانتظر الرد بفارغ الصبر في مظهر نادر لعريس يأتي صباحا مع عائلته التي ترتدي ثياب النوم .


    ________________


    ابتسمت شيماء بشدة لبثينة و شيماء اللتين اتيتا لها منذ الصباح لزيارتها فهي لم تر فاطمة منذ كُسرت قدمها بينما بثينة اختفت منذ ذلك اليوم الذي حدث فيه جدال حول هادي ....


    _  خلاص يا فاطمة سيبيها هي قفل اساسا .


    ضحكت فاطمة وهي تتجه للجلوس جوار شيماء مجددا بعدما فشلت في جعل بثينة تنضم لهم في الحديث لكنها كانت مستمرة في العبوس بشكل كبير .....

    ابتسمت فاطمة وهي تربت على يد شيماء بحنان :


    _ معلش يا شيماء مكنتش اعرف إنك تعبانة غير من بثينة ...شوفتها بالصدفة وسألتها عليكِ وقالتلي اللي حصل ...


    ردت لها شيماء البسمة بلطف تحاول ألا تحزنها :


    _ ولا يهمك يا قلبي وجودك يكفي ...


    _______________


    استيقظ رشدي بملل وغيظ كبير من ذلك الطارق على باب غرفته لكنه لم يجيب لعلمه بهوية ذلك المزعج وأنه عندما يمل سيدخل بنفسه وبكل وقاحة ...وبالفعل ثوان وكان ذلك المزعج يقتحم الغرفة بعنف صارخا في ذلك النائم بلا حول ولا قوة :


    _ هو انا مش خبطت كتير وعملت نفسي محترمة ؟؟؟ مش بترد عليا ليه ولا هو انتم مش بتيجوا غير بقلة الادب ؟؟؟


    اعتدل رشدي وهو يفتح عين واحدة بنعاس ثم قال باقتضاب :


    _ اه ...اقفلي الباب بقى زي الشاطرة عايز اتخمد ...


    لم تأبه ماسة لاعتراضه لكنها انطلقت له تقف فوق رأسه جوار الفراش وهي تلكزه في كتفه بشر :


    _ إنت متفق مع مصطفى ده صح ؟؟؟؟


    ابعد رشدي يدها بضيق شديد :


    _ ماسة انا تعبان وعندي شيفت من العصر لحد الساعة ٣ الفجر فــ ابـــوس ايدك سيبيني انام ممكن ؟؟؟


    اغتاظت ماسة بشدة منه و كادت تجيبه لولا أنها سمعت صوت يأتي من الخارج لذا تركته وخرجت سريعا وأغلقت الباب خلفها لتجد بثينة تتحرك صوب الحمام بهدوء شديد لتبتسم بخبث متجهة لها وهي تهمس خلفها :


    _ اقفش حرامي شامبو وصابون ..


    انتفضت بثينة برعب شديد وهي تستدير للخلف وما كادت تتحدث حتى وجدت باب الحمام يفتح ويخرج منه شخص ذو وجه أحضر يخرج من فمه سائل ابيض  لتنطلق صرخات من الفتاتين برعب خرج على اثرها ساكني المنزل كلهم حتى شيماء التي استندت على فاطمة لتخرج .


    تحدث ابراهيم بتعجب شديد لصراخ الفتاتين في وجهه :


    _ فيه ايه ؟؟؟ برص في الحمام ولا ايه ؟؟؟


    كان يتحدث بفزع وهو يستدير خلفه ليجد صوت ماسة يصدر بحنق شديد :


    _ ايه يا حاج ابراهيم اللي عامله في نفسك ده ؟؟؟


    نظر لها ابراهيم بعدم فهم فماذا فعل هو ؟؟؟ هو فقط وضع ذلك الماسك الذي وجده في الداخل وايضا يفرش أسنانه .....


    لم يكد ابراهيم يجيب حتى ارتفع صوت رنين الباب ...تيبست اجسام الجميع بتعجب لهوية القادم ...لتتحرك سحر سريعا جهة الباب والذي بمجرد أن فتحته وجدت أمامها مشهد عجيب لهادي ببذلة فخمة يتوسط والدته وزكريا اللذان كانا يرتديان ثياب النوم ....


    ابتسم هادي باتساع وهو يحي سحر التي تنحت داعية إياه للدخول بتعجب شديد ...تقدم هادي رفقة من معه للداخل ببسمة واسعة لكن فجأة توقف بتعجب ليرى ذلك المشهد أمامه ....شيماء تستند على جارته مرتدية بيجامة زهرية ذات رسومات كرتونية وتضع حجابها بإهمال ....رشدي يقف على باب غرفته مرتديا شورت يصل لركبته بينما ارتدى ثيابه العلوية بشكل عكسي  بسبب فزعه لصراخ ماسة ....وإبراهيم يقف أمامهم ببجامته المنزلية ذات الأشكال المضحكة يضع المنشفة على كتفه مع وجه أحضر وفرشاة في فمه وأمامه كلا من ماسة وبثينة بوجوه متعجبه بينما أسماء تقف على باب المطبخ وهي تنظر له بصدمة ....الموقف برمته كان يدعو للضحك وبشدة .


    _______________


    استقر الجميع في غرفة الضيوف في منزل رشدي في مظهر أقرب لمشفى المجانين وليس جلسة للاتفاق على خطوبة ....


    ابتسمت سناء بحرج كبير لما عرضها له ابنها الأحمق تود لو تنهض وتنقض عليه وتقتله لهذا الاحراج الذي تعيشه الآن بسببه ....


    تغاضى هادي عن كل نظرات الحنق والغضب الموجهه له ليتحدث وهو يعتدل في جلسته يهندم من حلته :


    _ بعتذر ياعمي لو جيت في وقت مش مناسب .


    ابتسم رشدي والذي كان يجلس بثيابه المعكوسة والشورت بغيظ شديد :


    _ لا يا حبيبي وتعتذر ليه بس ؟؟؟ المرة الجاية يبقى تعالى بعد الفجر على طول ...بعدين الوقت مناسب اوي زي ما انت شايف فمتقلقش


    أنهى كلامه وهو يشير بيده على جميع الجالسين في حالات مضحكة ووالده لم يغسل وجهه بعد حتى .


    تجاهل هادي حديث رشدي ثم ابتسم باتساع وهو يضع علبة جاتوه بجانب الخلاط على الطاولة أمامه :


    _ انا يشرفني يا عمي اني اطلب ايد بنت حضرتك الآنسة شيماء ...ولو حضرتك وافقت ممكن نكتب الكتاب اخر الاسبوع .


    نظر الجميع له بصدمة بينما رشدي تشنج بغيظ شديد لبرودته تلك التي تكاد تصيبه ودون لحظة تفكير كان ينهض من مقعده متجها صوب هادي بغضب الدنيا ينتوي قتله بأبشع الطرق ....


    لكن زكريا كالعادة توقف في المنتصف ليصاب بلكمة كان من المفترض أن تكون على وجه هادي الآن ....


    نظر له زكريا بشر وسرعان ما رد له لكمته بغضب شديد تملك منه منذ الصباح ...ليبدأ الاثنان بالشجار وهادي يقف في الخلف يصرخ بهم أن يتوقفوا ليس وكأنه هو من تسبب في البداية بهذا الشجار من الأصل :


    _ بس يا شوية همج.....عايزين تبوظوا خطوبتي ولا ايه ؟؟؟ يا شيخ حسبي الله ونعم الوكيل فيكم هتضيعوا فرحتي .


    أنهى حديثه ليرمي جسده عليهما سريعا بغضب شديد يحاول الفصل بينهم ليشتعل الشجار بين الثلاثة وكأنهم في الروضة ....


    ________________


    كانت بثينة تجلس مشتعلة في الداخل حينما علمت سبب حضور هادي في الخارج ....واشتعلت أكثر لرؤية لهفته التي إصابتها في مقتل ....


    _ مش مصدقة يا شيماء هتتجوزي هادي ؟؟؟


    كان ذلك صوت فاطمة التي صاحت بفرح عندما أخبرتها شيماء بسبب وجود الجميع هنا ...خجلت شيماء بشدة من وهي تبتسم ثم هزت رأسها .


    دخلت ماسة سريعا للغرفة وهي تبتسم باتساع وبعدها أشارت لفاطمة أن تساعدها :


    _ يلا يا فاطمة تعالي جهزيها معايا .


    صمتت ثم ألقت نظراتها على بثينة مرددة بخبث :


    _ اديك معانا يا بوسي ياقلبي لاحسن العريس مستعجل اوي .


    رمقتها بثينة بشر كبير بعدما أخرجتها من شرودها ...لترمي لها بنظرات غامضة مخيفة .


    ____________________


    جلس الجميع بهدوء شديد بعدما تم الفصل بين الثلاثة ...ليتحدث هادي مجددا وبنفس البسمة الغبية مكررا طلبه على مسامع الجميع :


    _ انا يشرفني يا عمي اطلب ايد الآنسة شيماء .


    صمت الجميع في انتظار رد ابراهيم الذي طال صمته بشكل مريب.....استدار رشدي لوالده يحثه على الحديث :


    _ ايه يابابا مش بتتكلم ليه ؟؟


    أشار ابراهيم لوجهه متحدثا ببطء شديد وكأن وجهه من صخرة :


    _ مش عارف اتكلم ...من البتاع اللي على وشي ده 


    كان يتحدث بحديث غير مفهوم نسبيا ...عقد رشدي حاجبيه بتعجب :


    _ ايه ده يابابا ما تقوم تغسله وخلاص .


    _ لا لسه مكملتش ساعة ...


    تحدث هادي ببسمة وهو يمد يده بالخلاط :


    _ خلاص لغاية ما عمي ابراهيم يفقس حد يقوم يعملنا عصير جوافة بلبن .


    رمقه رشدي بغضب شديد ..هو اساسا لا يطيقه منذ الصباح ....لكنه تجاهله ونظر لوالده بحنق وهو يتحسس قناع وجهه بتعجب :


    _ ايه ده يابابا  ؟؟؟ ده شكله مجبس اوي .


    _ معرفش انا لقيت برطمان اسود في الحمام فحطيت منه 


    نظر رشدي له بشك كبير ثم اقترب منه واشتم ذلك القناع الذي يضعه والده :


    _ علبة سودة ؟؟؟


    هز ابراهيم رأسه بإيجاب ليتحدث رشدي وهو يدعو ألا يكون ما يفكر به صحيح :


    _ مرسوم عليها فواكه كده ؟؟


    ومجددا هز ابراهيم رأسه ليشعر رشدي وكأنه على وشك السقوط ارضا بذبحة قلبية مرددا بقهر وحسرة :


    _ دي علبة البروتين والمغذيات اللي جايبها ب٥٠٠ جنيه يا ابراهيم حرام عليك .


    تحدث ابراهيم بتعجب شديد وكان يتحدث بصعوبة :


    _  يا راجل عشان كده طعمها مسكر وحلوة .


    نظرت له اسماء بحنق شديد لأفعاله المخجلة :


    _ وهو إنت كلته ولا ايه يا ابراهيم ؟؟؟


    _ لا بس وانا بحطه وقع شوية في بقي فلقيت طعمه مسكر كده وزي الفواكه .


    دخلت ماسة وهي تحمل صينية عصير تتبعها فاطمة التي كانت تحمل صينية كيك ...


    ابتسمت ماسة الجميع وهي تضع الصينية على الطاولة تتبعها في ذلك فاطمة التي ابتسمت للجميع لتقع عينها فجأة على زكريا الذي جعل جسدها ينتفض متذكرة ما حدث البارحة وما قصته عليها والدتها ....


    شعر زكريا بعيون موجهه إليه ليرفع عينه سريعا فوجد فاطمة تنظر له يخجل وصدمة لا يعلم لما لكنه ابتسم دون وعي لرؤيتها بخير وقد أضحت طبيعية فهو لم يسأل والدته عن حالتها خوفا من اظهار اهتمامه الغير مبرر والغريب بها ....


    انتبه زكريا أنه يطيل النظر بها لذا سرعان ما اخفض بصره مبعدا عينه عنها  متمتما ....


    _ استغفر الله العظيم ...


    انتبهت فاطمة من شرودها على صوت ماسة التي هزتها لتفيق بسرعة وهي تنظر لها ببسمة مهتزة لولا رنين المنزل الذي صدح في الأجواء كاسرا الصمت بين الجميع ....تحدثت فاطمة سريعا وهي تبعد نظرها من على زكريا بصعوبة وخجل ...تحاول تدارك نفسها :


    _ هروح اشوف مين ادخلي أنتِ لشيماء يا ماسة .


    انهت حديثها متجهة للخارج بينما ماسة استأذنت من الجميع للذهاب حيث شيماء فهي لن تتركها مع تلك الحية وحدها كثيرا لربما اقنعتها هذه المرة أن هادي كائن فضائي يأكل الفتيات وهذه الساذجة ستصدقها سريعا......


    تحدث هادي ببسمة واسعة هاتفا :


    _ ده اكيد فرج ...يارب يكون جاب اللي طلبته .


    ابتلع زكريا ريقه الذي جف جراء ما حدث منذ قليل ليشعر لهادي يقترب منه يهمس ببسمة مستفزة :


    _ بقينا نبتسم اهو ومش بنغض البصر .


    رماه زكريا بنظرات مشتعلة لم يقطعها سوى صوت تكسير عالي يتبعه صرخات من الخارج ....لينتفض زكريا برعب جلي راكضا للخارج وهو يصرخ :


    _  فــــاطـــمــــة ..........


    خرج الجميع بسرعة خلف زكريا الذي كان يبدو مرتعبا بشكل كبير أثار انتباه رشدي الذي ابتسم بخبث :


    _ دي شكلها لعبت معاك يا شيخنا ....


    توقف زكريا برعب في بهو المنزل وهو يرى ما فعلته تلك الكارثة ذات الارجل التي تأوهت بوجع تكاد تبكي كالأطفال ...اغمض زكريا عينه بغضب وهو يستدير معطيا ظهره لها هامسا بحنق :


    _ مش معقولة كمية المصايب دي في بني آدم واحد   ........ 


    أنهى حديثه ثم تمتم لنفسه بصوت لم يصل لأحد :


    _ ده انا شكلي هيطلع عيني معاكِ يا فاطمة .


    _____________


    ايه حكاية فاطمة وايه السبب في اللي حصلها ؟؟؟؟


    يا ترى الخطوبة العجيبة دي هتمشى ازاي ؟؟؟؟


    ايه اللي جاب فرج ؟؟؟


    يا ترى بثينة استسلمت بالسهولة دي ؟؟؟؟


    مصير القعدة الغريبة ايه ؟؟؟


    كل دي أسئلة وتوقعات هنشوفها ونعرف اجابتها في البارت الجاي ....


    دمتم سالمين❤️


     تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله  من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

    مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




    تعليقات