رواية وكر الافاعى الفصل الرابع والخامس بقلم امانى جلال حصريه
رواية وكر الافاعى الفصل الرابع والخامس بقلم امانى جلال حصريه
- فاتنة ومغرية كقهوة الصباح كأنها إدمان مهما ارتشفت منها يطلب جسدك بالمزيد
ختم كلامه بغمزة وقحة من طرف عينيه وإبتسامة واسعة أخذت تزين وجهه الوسيم هذا، يااالله كم هو مستفز لدرجة الإمتياز حتى كادت أن تغلق الباب بوجه إلا أن سرعان ما إبتسمت له بتصنع عندما سمعت صوت والدها الذي أتى وصافحه مرحبا به
- أهلا وسهلا ياسين باشا، واقف ع الباب ليه ده البيت بيتك، إتفضل!
- كنت مستني الآنسة تدخلني، قالها وهو ينظر إلى ميرال التي أشارت له بالدخول وهي تقول بعملية
- ضيوف بابا يتفضلوا من غير إستئذان
- ميرسيى يا أنسة، ألا الجميل إسمه إيه؟ قال الأخيرة لها وهو يدخل بهمس خافت جدا ثم تخطاها ودخل خلف والدها بثقة عالية لاتعرف من أين يأتي بها.
- مغرور، قالتها وهي تغلق باب الشقه بضيق وما إن إلتفتت لتدخل إلى غرفتها حتى قطبت جبينها عندما لفت إنتباهها نظراته النارية الحاقدة الموجهة لوالدها ولكن سرعان ما تغيرت ملامحه إلى الإبتسامة اللعوبة ما إن رأها تقف أمامه وتراقبه. كان تغيره هذا بسرعة البرق لدرجة ظنت بأنها خيل لها
وبين الشك واليقين دخلت إلى الصالة وجلست أمامه تماما و وضعت ساق على أخرى ومازال بصرها معلق به وكأنها تريد أن تستكشف مايخفيه...
فضولها هذا ما جعلها هنا فهي كانت تنوي على دخول غرفتها وعدم التواجد مع هذا اللزج من وجهة نظرها ولكن هناك شئ بداخلها يخبرها بأن عليها الحذر منه فهذا الشخص غير عادي...
أخذت تراقب المواضيع التي يتناقشون بها بتركيز تام ولكن لاتعرف كيف ومتى تحول من تركيزها بكلامه إلى تركيزها بشكله الجذاب لتشرد رغما عنها بشخصيته التي تعتبر بالنسبه لها لغز تتمنى أن تفك رموزها وتفهمها
وااا.
قطع سيل أفكارها الغير منطقية هذه هو دخول والدتها وسيلين، لتجده ينهض ليصافحهم بطريقة كلاسيكية مزين بكلام منمق يليق بمركزه الإجتماعي
قلصت ميرال عينيها وأخذت تتفحص رد فعله ما إن وصل لسيلين، إن رأته ينظر لأختها كما ينظر لها فهذا الشخص زير نساء من الدرجة الأولى، يحب أن يتذوق جميع النساء كالذئب يسيل لعابه على كل غزالة عابرة من أمامه.
حمقاء، لاتعرف أن الذي أمامها ثعبان ماكر فهم ما تفكر به وما يدور برأسها وعلى الفور تغيرت خطته ليصافح سيلين ببرود ثلجي ورسمية، وما إن خرجوا حتى
جلس بعدها بمكانه مرة أخرى وهو ينظر إلى غريمته بقوة ممزوجة بإعجاب وكأنه يود أن يقول لها ذكية أعجبني تفكيرك ولكنك لم تصلي لدهائي وسرعة بديهتي...
- ميرال،! ممكن تجي ثانية، قالتها سيلين وهي تبتسم بمجاملة لهم ولكن سرعان ما إختفت هذه الإبتسامة عندما خرجوا لتمسك أختها من ساعدها وأخذتها بعيدا قليلا لكي لا يسمعهم أحد
سيلين بإستفسار
- إنت تعرفي الشخص ده؟
- أعرفه منين، ما إن قالتها ميرال بنفي حتى ذمت الاخرى شفتيها بتفكير وقالت
- أومال مركزة معاه كده ليه!
ميرال بإنكار وتوتر خفي: أانا، أبدااا، بيتهيئلك.
نظرت لها سيلين بإستنكار: بيتهيئلي إيه ده حتى بابا لاحظ ده وعلى فكرة شكله إتدايق من نظراتكم لبعض كنتم مفضوحين اوي
أعادت خصلة من شعرها خلف أذنها وهي تقول بتهرب
- مافيش حاجة أنا بس كنت بشبه عليه. ماتكبريش الموضوع
- اااه قولتيلي بتشبهي عليه، طب يلا يا حبيبتي تعالي نكمل تجهيز السفرة قبل ما ماما تقتلنا ووقتها هنحتاج حد يتعرف على جثتنا إحنا.
أومأت لها برأسها ثم ذهبت معها لتساعدها ولكن عقلها كان بمكان أخر وما إن جهزت كل شئ معهم على الطاولة حتى أخذت هاتفها وحقيبتها وخرجت من الشقه بأكملها لتتصل على والدها الذي أجاب على مكالمتها بإستغراب
- ميرال إنت فين؟
- أسفة يابابا الشركة كلمتني وكنت لازم أنزل ضروري عشان أسلم الملفات للي هيستلم مكاني
سعد بضيق
- والموضوع ده ماكنتيش تقدري تأجليه
- لاء، ما إن قالتها بإختصار حتى رد عليها بتنهيدة.
- طيب خدي بالك من نفسك
- حاضر، سلام، أغلقت الخط وخرجت من البرج الشاهق التي تقنط فيه وأخذت تمشي دون هداوة أو حتى هدف كل ما كانت تريده هو الهروب من مكان يجمع بينهم...
هذه ثاني مرة تلتقي به ولكنه ذات تأثير قوي عليها وكأنه يسحرها بوجوده قربها، أخذت تفكر ما الشئ.
الذي يميزه عن غيره من الرجال، عند هذه النقطة أخذ عقلها وقلبها معا يسرد صفات شكله التي يناقض عن ما حولها، أسمر، ولكن سماره ليس برونزي كما ترى هنا ولاااا قاتم بطريقة مزعجة بل لون بشرته ناتجة من أشعة الشمس.
تعطيه لمحة رجولية ونظراته الجادة مع الجميع إلا معها تتحول إلى سفالة يعلوها حاجبين معقودتين بغضب، وأنف حاد نوعا ما مع شفاه مزينة بشارب وذقن مهذبة جدا مع جسد قوي معضل ولكن عضلاته هذه لم تكون ناتجة عن ممارسة الرياضة في الجيم لا بل يعود هذا إلى طبيعة حياته في الوكر فهناك يوجد رياضة من نوع خاص، يعني بإختصار صفاته لاتوجد بالرجل الغربي التي كانت تنفر منهم...
كانت كالزورق الصغير في وسط بحر هائج يأخذه هنا وهناك هذا كان حالها بين أفكارها المشتتة، يالله كيف ومتى إستطاع أن يستحوذ على تفكيرها بهذا الشكل، مر وقت طويل عليها وهي تتمشي بشوارع لوس أنجلوس المزدحمة، ومع غروب الشمس أخذت تعود أدراجها لتعود لعشها الدافئ وسط عائلتها المحبة.
فتحت الباب الرئيسي لتجد سعد يجلس على الأريكة على مايبدو كان ينتظر قدومها لتقترب منه وهي تنظر له بإستغراب لتقول بعدما رمت متعلقاتها الشخصية وذهبت لتجلس إلى جانبه
- غريبة قاعد لوحدك ليه؟
- مامتك وأختك نزلوا يجيبوا شوية حاجات
- مارحتش معاهم ليه
- كنت مستنيكي، عايز أشوف عملتي إيه في شغلك
- كله تمام، ماتشغلش بالك.
رفع سعد يده وأخذ يملس على شعرها بحنان وهو يقول: إذا كنت مشغلش باللي عليكم هشغله على مين هو أنا عندي أغلى منكم
نظرت له بحب ودون تردد رمت نفسها بأحضانه وهي تحتضنه بقوة وأخذت تريح رأسها الذي سينفجر بالتفكير على صدره الحنون، لتبتسم بحب وأخذت تمرمغ نفسها داخل أحضانه وهي تقول
- ربنا مايحرمنا منك يا بابا
ليقول سعد بإبتسامة حزينة وهو يرفع حاجبيه.
- بابا! ياااااااه ياميرال فاكرة فضلتي سنين طويلة رافضة تقوليها ليا، ده حتى كنتي بتتخانقي مع سيلين لما تناديني بيها وتقوليلها ده خالو مش بابا مع إنها كانت صغيرة مش فاهمة حاجة...
وياما إتحايلت عليكي وقولتلك إوعي تقوليلها إني مش باباها وداليا مش مامتها عشان ماتتقهرش و تزعل ومع كده أول ماكبرتى شوية وفهمتى روحتي وخليتي صورة سعاد وماهر في إيدها وقولتيلها دي مامي وبابي وهما عند ربنا.
أكملت ميرال بحزن لايقل عنه: ووقتها سيلين تعبت جامد وخصوصا لما حضرتك أكدت كلامي، طب ليه أكدت كلامي كان ممكن تكدبني وهي كانت هتصدقك
- لأنك صح بغض النظر ع الطريقة اللي قولتيها بيها بس إنت ماقولتيش غير الحقيقة اللي أنا إتمنيت إني أخفيها للأبد، أيوة إتمنيت ده متستغربيش. جت عليا فترة من حبي وتعلقي بسيلين ماكنتش عايزها تعرف إن ليها أب غيري ده أنا حتى إتمنيت إنك تنسي إنتي كمان وأبقا أنا أبوكم فعلا...
بس إنت دايما كنتي بتفكريني إنى مش أكتر من خال. صح مكانة الخال كبيرة ومش شوية بس أنا كنت طماع فيكم وعايزكم تكونوا بناتي أنا وبس
نظرت له بدموع تهدد بالنزول: لسه شايل فقلبك لأني قلت لسيلي إنكم مش باباها ومامتها الحقيقين...
- لاء، يمكن إتقهرت آه لأنك زي ماعارفة إني إتحرمت من الخلفة، بس مزعلتش لأن ده حقها إنها تعرف، وبعدين أزعل منك إزاي و ربنا عوضني فيك وفي أختك، وبعدين ماتنسيش إن تصرفاتك العدائية كانت ناتجة عن تعبك الجسدي والنفسي باللي شفتيه وقعدنا شهور طويلة تتعالجي عن دكتورة عشان تعرفي بس تنامي بشكل طبيعي من غير كوابيس
عضت شفتيها ونزلت دمعة منها هاربة من مقلتيها وما إن مسحتها حتى أخذت تقول بصوت يرجف.
- تصدق لو قلتلك إني لسة فاكرة يوم الحادثة بتفاصيله والدم في كل مكان و، وااء
- هشششششش خلاص إهدي ياقلب أبوكي، قالها وهو يشدد من إحتضانها ويقبل جبهتها ثم أخذ يكمل وهو يملس على خصلات شعرها الأسود الناعم وكأنه يطبطب على جروحها التي مازالت تنزف برغم مرور دهر عليها...
إبتلع لعابه وقال بإبتسامة باهتة، عارفة إنت قريبة من قلبي اوي بهدوئك ورزانتك وأقدر أعتمد عليك في كل حاجة واثق جدا في تفكيرك، عارفة عاملة زي إيه، زي النسمة الباردة اللي بتمر عليا في حر الصيف، مش زي أختك اللي واكله عقلي بدلعها وشاغله قلبي بشقاوتها ومرورها عامل زي الرعد والبرق لازم تعمل كارثة مع كل لمسه ليها
ضحكت على تشبيهه لتلك الشقية، ولكن تحولت ملامحها إلى التردد وهي تقول بعدها.
- بابا هو في سؤال دايما بيخطر في باللي؟
سعد بترقب
- اللي هو؟
إبتعدت عن أحضانه وجلست إلى جانبه بإعتدال ومسكت يده وهي تترجاه بنظراتها بأن لايخفي عنها شئ لتقول بعدها بحيرة وتساؤل وعلامات إستفهام كثيرة تدور في خاطرها
- مين اللي قتل بابا ماهر،؟ وليه دايما ببتهرب من سؤالي ده،؟ وليه سمتنا على اسمك،؟ وليه سبنا بلدنا وهربنا،؟ طب أنا ليه عمري ماشفت لبابا أهل أو حتى سمعت عنهم،؟
صمت لبرهة من الزمن ثم أخذ يقول بمزاح باهت لعله يكسر هذا الجمود الذي سيطر على إبنته
- إيه ماسورة الأسئلة اللي إنفجرت في وشي دي، والمفروض إني أجاوب عليها كلها، صح!
- صح، ما إن قالتها بنفس جمودها حتى إعتدل بجلسته هو الأخر وقال
- أولا، أنا قولتلك إن باباكي كان عليه تار فعشان كده قتلوه وااا
قاطعته بضيق
- بابا أنا كبرت دلوقتي الكلام اللي كنت بتضحك عليا بيه زمان مش هياكل معايا دلوقتي.
سعد بحدة نوعا ما: ميرال،! أنا لا بضحك عليكي ولا بكدب، كل اللي حصل أختي حبت واحد مقطوع من شجرة وأنا رفضت ومن كتر حبي ليها لما شفتها بتتعذب وكل يوم ببتترجاني إني أوافق...
وافقت عشان خاطر عيونها وياريتني ماوافقت، خمس سنين ماشفتش على ماهر غلطة كان معيش مامتك أحسن عيشة وكانوا طايرين بيكي عمري مالفت إنتباهي حاجة غلط غير إن ماشفتش حد من قرايب أو حتى صحاب، ودايما كان بيقول إنه مقطوع من شجرة ومالوش حد ويتيم...
والله يسامحها أختي كل أما كنت بسأله فالموضوع ده عشان أفهم تسكتني وتقولي إوعى تزعله وتفتح جروحه وتحسسه إنه ملوش أهل، ودايما كانت تقولي أنا أهله وكل عيلته...
ميرال بحزن
- حبهم لبعض كان حلو أوي. بس مع الأسف إنتهى بمأساة...
- الحمدلله على كل شئ، قالها بشرود ثم أكمل...
ويوم ماتوفى عرفت إن كان عليه تار ومامتك وباباكي وصوني عليكم لأن زي مافهمت إن اللي قتلو ماهر أكيد هيوصلو لشقته وهياخدوا بناته.
فعشان كده أخدتكم مكان بعيد عن الدوشة دي و سجلتكم بإسمي أنا عشان أقدر اسافر بيكم ونعيش بأمان، دفعت دم قلبي عشان بس أخليكي إنت يامفعوصة تبقي على إسمي، قال الأخيرة وهو يسحبها من وجنتها بقوة لتتأوة بألم إبتعدت عنه وأخذت تدلك وجنتها وهي تقول
- إشمعنى أنا بس وسيلين؟
- لا أختك شغلتها كانت سهلة وصغيرة، يعني قرشين من تحت الترابيزة لمدير المستشفى طلعلي بيان ولادة اسم الأب سعد الجندي والأم داليا الدسوقي، ودلوقتي فهمتي بقا أنا ليه عملت كل ده
- فهمت، طيب ليه هنرجع
- لأن خلاص على ما أعتقد اللي ليهم تار عندكم ضاع مع السنين اللي فاتت وإنتم كبرتم وبقا خطر هنا أقوى من هناك، عشان كده لو نزلنا هنعيش هناك عيشة حلوة.
الشقة دي تجيب أحلى فيلا في مصر والشركة الصغيرة هنا هتعملها شركة محترمة ليها وزنها هناك، عايز أتطمن عليكم و أجوزكم وأخلص من همكم بقا وأعيشلي يومين مع حبيبتي
- مين حبيبتك دي ياسعد إن شاء الله، قالتها داليا وهي تدخل من الباب وبيدها أكياس كثير لتدخل خلفها سيلين وهي تقول بضحكتها الجميلة
- أنا طبعا اللي حبيبته، صح يابابي، قالت الأخيرة وهي ترمي مافي يدها وتذهب نحوه لتقبل وجنته بقوة.
سعد بتأكيد وهو يداعب شعرها بإبتسامة محبة
- طبعا إنت
نظرت لهم داليا بزعل مصطنع ثم تركتهم وذهبت إلى المطبخ لترتيب المشتريات ليلتفت سعد إلى بناته وهو يقول بصدمة
- إيه ده! دي أمكم زعلت يابنات
سيلين بجبروت وكأنها لم تكون هي السبب بهذا
- ماهي معاها حق، قاعد تدلع فيا وسايبها، أنا لو مكانها أولع فيك
- آااه ياحقنة، قالها بغيظ وهو يقرصها من أنفها
تدخلت ميرال وهي تقول بخوف مصطنع.
- طب ماتدخل تصالحها بسرعة قبل ماتقلب علينا وتشيلنا الليلة
رفعت سيلين ساقيها وهي تجلس على الأريكة بشكل مضحك وأخذت تقول بتأييد: آه بالله عليك يابابي صالحها بسرعة وأطلب لينا بعدها عشا محترم كده بدل مانقف فالمطبخ وإحنا راجعين تعبانين. صدقني دي هتكون أحلى هدية لأي ست إنك تريحها من شغل المطبخ الخنيق ده
نظر الى إبنتيه بتخمين
- إنتو رأيكم كده؟
- أاااااااه كده. ما إن قالوها بصوت واحد حتى نهض وأخذ يفرك يده ببعضها بهمة ونظره معلق نحو المطبخ وقبل أن يدخل عليها إلتفت لهم وقال بضحك
- يعني أدخل بقلب جامد إنتم في ظهري مش كده
ميرال وسيلين معا
- ولا نعرفك...
- لاء إذا كان كده أدخل بقلب جامد بقا، قالها ودخل عليها ليجدها تعطيه ظهرها وهي تضع المشتريات في باب الثلاجة.
إقترب منها بخفه وفي غمضة عين كانت مقيدة بذراعين قويتين من خلف لتجفل من فعلته هذه ولكنها سرعان ماضحكت بخجل عندما قبلها من وجنتها وهو يقول
- زعلانه مني يادودو
داليا بدلع
- ليه بتسأل، هو إنت عملت حاجة تزعل
سعد بحب كبير
- بصراحة اه، بس قوليلي قبلها أصالحك إزاي وأنا عنيا ليك
إلتفتت له وأخذت تلاعب شعره بأطراف أناملها وهي تقول برقة.
- عايزة تحبني أوي وماتسبنيش أبدا ياخيمة بيتي وأنيس حياتي وشريك طريقي اللي عمري ماهعرف أكمله من غيره...
قبل جبهتها بقوة وقال
- ربنا مايحرمني منك ياحبيبتي
- ولا يحرمني منك، ما إن قالها حتى إنتفضوا معا مبتعدين عن بعض عندما وجدو الفتاتين يقولون من خلفهم
- ولا يحرمنا منكم يارب
إلتفت إليهم سعد وهو يضحك: آاااه ياولاد الكلب أنا مش عارف أستفرد بمراتي بسببكم
ركضت سيلين نحوه وإحتضنته وهي تقول بهمس مشاكس.
- بذمتك أنا ولا مامي. بتحبني أنا أكتر صح؟
ضربها بخفة على وجنتها عدت مرات وهو يقول بغيظ من بين أسنانه
- ده أنا لسه مصالحها ياسوسة
سيلين بعبث
- لوعايزني أسكت أطلب لينا دليفري
لينظر لها سعد بعدم رضا: إستغلالية
- بابانا ومن حقنا نستغله لأخر دولار في جيبه، قالتها ميرال وهي تحتضن ذراع والدتها التي أيدتها بسرعة
- ياريت والله ياسعد ماليش مزاج أطبخ الليلة
- آاااه إنتم شكلكم إتفقتم عليا
الثلاثة معا
- بالضبط كده.
- بس إنتم عارفين إني مش بحب أكل برا ولا بدخله البيت، أنا مش بستنضفه، إنتم بتاكلوه إزاي، ده مضر بالصحة مابلاش أحسن، قالها ونظر لهم لعلى وعسى أن يغيروا رأيهم إلا انه وجد الترجي الشديد في عينيهم ليتأفف بضيق وأخرج هاتفه الخاص من جيب البنطال وهو يقول بضجر
- خلااااص إنتو هتشحتوا، هطلب أهو.
سيلين ببراءة لا تمد لها بصلة: لااااء يابابي ماتتعبش نفسك أنا طلبت كل حاجة وعشر دقايق بالكتير وهيوصل بس اللي عليك تدفع الفاتورة. وبس
سعد بصدمة
- ااااايه!
- إجري يابت يخربيتك قبل مايغير رأيه ويطفحنا العشا قبل ما ناكله، قالتها سيلين وهي تدفع أختها إلى خارج المطبخ بسرعة وما إن إختفوا من أمامهم حتى ضحكت داليا من كل قلبها عليهم وهي تذهب نحو زوجها الذي كان مايزال في حالة الصدمة ليضحك بقلة حيلة وهي يضرب كفيه ببعضهم ويقول
- شفتي العفريتة!
إحتضنته وسندت رأسها على كتفه وهي تقول
- شفت ياحبيبي باباها وبتدلع عليك
سعد بمعنى
- طب إيه
- إيه!
- والبابا ده مش من حقوا يتدلع زي مابيدلعكم. قالها وهو ينحنى نحوها ليقبلها إلا إنه إبتعد عنها بسرعة ما إن أدخلت سيلين رأسها وقالت بصوت عالي مشجع
- أيوااااا يامامي يااااااجامد ثبتي بقا بابا كده لحد مايوصل الأوردر
- آااه يابت الجزمة
(هههههههه والله سعد ده مضطهد مع البت سيلين دي).
الوكر، في احدى السهرات، كان يجلس في صدر المكان وهو ينظر بعيدا في الفضاء المظلم لينفث الدخان سجارته بتكبره المعتاد، ولكن عقله لم يكن معهم كان في عالم أخر، خرج من شروده على صوت أحد صبيانه وهو يقول
حودة
- جبتلك كل تحركاته
سحب نفس أخر من سيجارته وتجرع كأسه كله دفعة واحدة ثم قال دون أن يلتفت له: اللي هي.!
أومئ له الآخر بتفهم ثم أخذ يسرد له ماعرفه حديثا عن حياة رامي ألد اعداءه
قطب يحيى جبينه وقال بإنتباه.
- مين البنت دي اللي هيموت ويتجوزها
الصبي بنفي
- لاااء ماخلاص بقا هي دلوقتي بقت بحكم خطيبته، قاري فتحتها
يحيى بلامبالاة
- أيوة يعني هي مين أهلها مين!
- وحده يتيمة الأب وأمها مشلولة وعايشين مع خالها بعيد عنك راجل زبالة وصاحب مزاج وطماع أوي أول ما الزفت رامي رمى قرشين قدامه باعله بت أخته من غير ما ياخد رأيها حتى.
- عرفت إزاي ياولاااا ياحودة إنه ماخدش رأيها، إيه كنت عايش معاهم وأنا معرفش ولا إيه يا هفأ، قالها بسخرية وهو يضربه بقوة على خلف عنقه (قفا) ليدلك الآخر مكان الضربة بألم وهو يقول
- ده كان تخميني يا لداغ مش أكتر، لأن ببساطة البنت قمرين مش من العقل هتبص لواحد شبه البرص رامي
- إممممممم قمرين! قالها بإبتسامة خطيرة ثم إلتفت إلى الآخر وقال بتساؤل، قولتلي إسمها إيه؟
حودة بسرعة
- غالية، اسمها غالية،!
ظهرت إبتسامة واسعة على محياه حتى بانت كل أسنانه البيضاء بخبث وهو ينهض من مكانه ويقول بشر بعدما رمى سجارته على الأرض ودعسها بحذائه بعنف
- وبكده نقدر نقول ألف مبروك ياغلا على دخولك الوكر
(ربنا يستر من دماغك انا كأماني مش متفائلة ).
في القبو الخاص بالإجتماعات كان يجلس خلف مكتبه ونظراته الحادة كالسيف مرتكزة على شاشة الحاسوب المتنقل، يدرس العقود والبنود التي بعثها له ياسين لكي يأسس الشركة التي إتفق عليها مع سعد الجندي...
بعد وقت لايستهان به ضغط على زر الإرسال ليسحب سماعة البلوتوث ووضعها بأذنه وإتصل ب...
- أيوة يا ياسين، أنا بعتلك كل الأوراق اللي طلبتها وكل شي نظامي وقانوني فيها.
- حلوووو، أهي وصلت. إستنى أما أفتحها، قالها ياسين وهو ينظر إلى حاسوبه هو الآخر وما إن حمل الملف وفتحه حتى أخذ يدقق ورقة تلو الأخرى ليبتسم بإنتصار وهو يقول
- الله ينور ياشاهين، بجد الله ينور، بس إنت كده هتوديه ورا الشمس
- صدقني أنا لسه معملتش حاجة.
- يا ابن اللعيبة نقلت خطوط النقل و شغلنا الوسخ على الشركة دي وهتخليه يشيل الليلة كلها وبتقول معملتش حاجة أومال لو عملت هيحصل فيه إيه، شاااهين ده إحنا لسه بنقول ياهادي خف اللعب شوية مش عايزك تشوط من أولها، عايز ألاعب بنته على مزاج عالي وأتمتع بجمالها مش عايزك تقفلي الليلة أوام أوام
تجاهل كلامه ولم يرد عليه وكأنه لم يقول شئ
ليسأله بجدية
- هينزل مصر إمتى أنا صبري قرب ينفذ.
وده مش من مصلحتك وإنت عارف ده كويس
- على نهاية الإسبوع هيكون نزل الملعب يابوس
شاهين بتحذير
- مش عايز تأجيل أو أي غلط
- عيب عليك إنت مع ياسين، وبعدين متقلقش أنا كملت كل الأوراق بتاعتهم وحجزتلهم كمان
- مش شاهين اللي يقلق لو غلطت! إنت اللي لازم تقلق لو حصل حاجة، لأنك ساعتها مش هتفلت من إيدي كل الشهور اللي فاتت وأنا صابرهم عليك هطلعهم من عنيك ساااامع.
قال الأخيرة وهو يرمي سماعته بضجر بعدما أنهى المكالمة ليرجع بجسده إلى الخلف ليستند على ظهر الكرسي بإسترخاء وهو يدلك عنقه المتشنج
ثم إعتدل بجلسته وأغلق الحاسوب و وضعه بإحدى الخزانات المخفية الخاصة به وما إن إنتهى حتى أغلق مكتبه وخرج ولكن قبل أن يصعد تجمد بمكانه ما إن شعر بجسد ناعم يحتضنه من خلفه ويدين أخذت تتحسس صدره برغبة وشفتيها بدأت تقبل كل إنش بظهره لعلى هذا يجعله يرغب بها كما ترغب به هي.
ولكن توقفت عن ماتفعله بخيبة وضيق لفشل خطتها ما إن رفع رأسه إلى الأعلى وقال بضجر
- وبعدين بقا فالأسطوانة المخرومة بتاعت كل يوم دى هو إحنا مش هنخلص ولا إيه
تركته وإلتفتت له لتظهر أمامه إمرأة أيقونة بالجمال
أبدع الرحمن في خلقها ولكن مع كل هذا لم تستطيع أن تحصل عليه، لتصرخ بحرقة بوجهه
- إااايه مالك؟ إنت أكيد حجر صح، قولي أعمل إيه اكتر من اللي عملته عشان أولعك زي ما إنت مولعني كده وأخليك تلف حولين نفسك.
رمقها شاهين بإشمئزاز: بذمتك مش مكسوفة من سنك وإنت قدامي كده وأنا من دور عيالك
زينة بدلع
- بس أنا معنديش عيال عشان تبقا من دورهم
- طب إتكسفي على مكانتك وإنت مرات الكبير يقولو عليك إيه الرجالة وإنت داخلة هنا والحاج سلطان مش موجود
شهقت وأخذت تحرك شفتيها بعدم رضا
- مرااات مين! والله وماليك عليا حلفان أنا بوست جزمته عشان يكتب عليا بس رفض شكله كده بيموت في الحرام وعمره ماكان ليه فالحلال، بعيد عنك بيموت فيه.
- اللي هو إيه،؟
ضحكت زينة بدلع
- الحرام ياعنيا
نظر لها شاهين بإستخفاف لما ترتديه
- ألا قوليلي إنت بقى عندك كام سنة
زينة بمراوغة
- لاااا ازعل منك، بقا ياسيد الرجالة ده سؤال تسأله لست قمر زيى
- أنا أقولك إنت عندك 50 سنة
- عرفت إزاي، ما إن صرخت بها بصدمة حتى صمتت لتكمل بعدها بتوتر، قصدي اللي وصلك الكلام ده كدب وإشاعة صدقني وبعدين بصلي وشوف مش أحلى من بنت عشرين سنة، السن ده مجرد رقم...
إقتربت منه وأكملت بدلع وعينيها مليئة بتمني، تعرف إن بجمالي ده جبت راس أكبرها كبير فيك يابلد إلا انت معاند معايا وشايف نفسك عليا ومع ده كله معشش هنا
قالت الأخيرة وهي تؤشر إلى دماغها
ليقول شاهين بإهانة فهو يكره النساء بشدة
- عايز أجاملك بجد، بس أعمل إيه كل ماأبصلك معدتي بتقلب، لحمك رخيص ومتاح للكل، بصراحة بقرف آخد حاجة حد أخدها قبلي.
قال الأخيرة وهو يكرمش لها أنفه بنفور متعمد ثم تركها وأخذ يصعد الدرج المؤدي إلى الخارج وكأنها غير موجودة مماجعل الأخرى يجن جنونها لتصرخ بإنفعال مجنون من رفضه المستمر وإستحقاره لها
- اللي يسمعك يقول ابن باشا مش تربية سلطان عااارف إيه يعني سلطان منبع الفساد والقرف وااا
أكمل طريقه ولم يعطيها أي تركيز ليذهب إلى منزله الذي ما إن دخله حتى رمى نفسه على سريره بتعب وإرهاق جسدي شديد.
في صباح اليوم التالي في منطقة شعبية بالتحديد بشقة قديمة مهددة بالسقوط أو هكذا يظهر على هيئتها من الخارج...
كانت تعد فطور بسيط لوالدتها المريضة وما إن إنتهت حتى حملته لتذهب به لها ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن ما ان قطعت طريقها زوجة خالها وهي تقول
- واخده الأكل ده على فين
- أفطر امي هكون واخداه على فين يعني
- طب خدية ومتنسيش تغسلي هدوم العيال بعد ماتخلصي عشان أنا ضهري واجعني.
- شوفي يامرات خالي إصطبحي وقولي ياصبح وبلاش تخلي جناني يطلع عليكي وبدل ماضهرك يوجعك يبقا جسمك كله
لتقول تحية بصوت عالي: طب اعملها كده ياغالية ومدي إيدك عليا تاني وأنا هخلي خالك يدغدغك زي المرة اللي فات، هوووو ااايه مافيش حد مالي عينك ولا إيه
غالية بقوة.
- أيوة مافيش حد مالي عيني، وبعدين وماله لما خالي يضربني عشان مراته العقربة، الخال والد برده، قالتها وهي تضع الفطار على أقرب طاولة لها ثم إنحنت إلى شبشبها وحملته بيدها وما إن إعتدلت حتى كملت بغل، بس لما أربي مراته الأول...
بعد مدة دخلت على والدتها المقعدة لتقترب بإبتسامة هادئة لتضع الفطار أمامها وهي تقول
- يلا ياحبيبتي إفطري عشان أديكي الدوا قبل مايفوت معاده
والدة غالية.
- إتخانقتي مع مرات خالك زي كل يوم مش كده، ليه بس كده يابنتي
- أومال عايزاني أسكت لها مش كفاية أخوكي من يوم موت بابا جا عندنا وكتم على نفسنا بحجة إننا ولايا ومش هينفع يسيبنا لوحدنا، قال راجل أوي
وشوية شوية إحتلوا شقتنا وبقينا إحنا اللي عندهم ضيوف مش العكس وبقوا بيحاسبونا ع اللقمة، ده حتى محل بابا كوش عليه، ااااخ لو تسبيني عليهم كنت ربيتهم.
- غالية عشان خاطري امك ياقلب أمك إنت، ماتقفيش في وش خالك ده شراني وممكن يأذيكي، ومن كتر مشاكلك مع مراته حالف ليجوزك
ده حتى قرى فتحتك
- فتحة إيه،! نقراها على قبره قريب قادر ياكريم قولي آمين
- غااالية
- نعم يا ام غالية
- إنت لسان بس يابنت بطني، عودك لسة طري بلاش تفتحي صدرك لريح هتكسرك لازم ساعات نطاطي عشان المركب تعدي.
- عنها ماعدت، قالتها وهي تشوح بيدها بضيق لتدمع عين والدتها بقهر وعجز لتلتفت لها غالية بسرعة وهي تقول بلهفة
- بتعيطي ليه بس ياست الكل
- خايفة عليكى من بعدي هيحصلك إيه عايزة أتطمن عليك
- ربنا يطولي في عمرك
- خالك راكب راسه المرادي وحالف ليجوزك الخميس اللي جاي، وقالي أكلمك واعقلك، وافقي يابنتي
لتقول غالية بذهول من طلب والدتها
- أوافق إيه؟
- يابنتي ياحبيبتي، أنا خايفة عليك خالك قال إنه كويس وشاريكي بالحلال وبيحبك
- مين ده اللي كويس ده جربوع الحتة ده صايع، وبعدين إذا كان هو شاري فأنا بقا بايعة وبالرخيص كمان
- ليه غاوية تتعبي قلبي معاكي، كل بنت مسيرها للجواز
- أتجوز وأسيبك لمين للعقربة اللي برة مستحيل
- متشليش هم ربنا موجود بس المهم أتطمن عليك ريحي قلبي بقا...
غالية برفض وعناد
- وأنا مش موافقة يعني مش موافقة.
في أسفل هذه الشقة يوجد ورشة ميكانيكا صغيرة كان يجلس رجل أمامها وهو يحتسي الشاي بصوت مزعج وعينيه تراقب الناس
أنزل الشاي من يده ونظر الى جهة اليمنى بإستفهام ما إن وجد شاب وسيم وأنيق يجلس إلى جانبه وقبل أن يسأل حتى وجد رجل آخر يبدو على وجهه الإجرام يجلس على الجهة اليسرى
ليقول خليل بإختناق من دخولهم المباغت هذا: متشرفناش
- ده يحيى باشا اللداغ وأنا حودة
خليل بإستغراب
- يا أهلا وسهلا، خير
يحيى بتوضح.
- كل خير، جيتلك عشان غلا واااء
قاطعة خليل
- غلا مين؟
حودة بتدخل سريع
- الباشا قصده الآنسة غالية بنت أختك
خليل بإنفعال لايطاق
- مالها مقصوفة الرقبة
يحيى بإختناق من سذاجة الآخر
- بص ومن الآخر لأن ماليش بجو المماطلةده أنا عايز أكتب على بنت أختك غلا
خليل بإستفزاز
- ااالله، ماقالك غالية
يحيى بعدم إهتمام
- مش مهم
خليل برفض
- طلبك مرفوض البنت مخطوبة وفرحها الخميس الجاي
يحيى بثقة
- تتفسخ عادي
خليل بغضب.
- إنت بتقول إيه أفسخ إيه ده جايبلها شبكه ب 10 الف جنية ده انا أروح فيها بداهية
ليقول يحيى بفحيح أفعى: إسمع مني بس، إفسخها وجوزهالي وليك عندي خمسين ألف جنية
خليل بعدم تصديق: كاااام!
حودة بتأكيد
- قالك خمسين ألف جنية
إلتفت خليل نحو يحيى وقال بطمع
- لاااا ء طبعا إنت عايزني أبيع بنت أختي اللي ماليش غيرها بمية ألف جنية.
يحيى بتلاعب لا يستهان به: مية! وماله نخليها مية، وبعدين بيع إيه هو إحنا بتوع الكلام ده كفى الله الشر، ده مهرها، حقها شرعا ولا إنت عايز تخالف الشرع
- إذا كان مهرها ماشي، إيدك عليهم بقا وحلال عليك البت، قالها بحقارة وهو يفتح يمد يده له ليصافحه الآخر وهو يقول
- مش لما نكتب الكتاب الأول
خليل بطمع
- قوموا بينا نكتبه دلوقتي خير البر عاجله
حودة بصدمة من هذا الانسان الجشع الذي أمامه.
- مش لما تاخد رأيها الأول وتسأل عن يحيى اللداغ يكون مين ابن مين
- أسأل عن مين! يحيى باشا غني عن التعريف، والبنت موافقة من غير ماسألها لأني أنا خالها وزي والدها مالهاش رأي من بعدي أنا ربيتها على كده
- إذا كان كده تمام، يومين كده وهاجي ومعايا المأذون هكتب واخدها بس أنا ماليش في جو الأفراح والزغاريط
- وماله ده حقك
- اااه كمان اللي أوله شرط أخره نور، أول ماتبقت غلا على إسمي تنساها تماما مش عايز وجع دماغ.
- ولا أعرفها أنا معنديش أخت من أساسه
نظر له حودة بإستحقار وقال: أصيل ياخليل
خليل بلهفة كلب
- يبقا كده إتفقنا مش كده
- على بركة الله، قالها يحيى وهو ينهض بغرور وغطرسته التي لاتنتهي
ستوووووووووووووب
5=رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الخامس
في صباح يوم غائم جزئي، هبطت الطائرة على الأراضي المصرية بالتحديد في مطار القاهرة الدولي، أخيرا أتى اليوم المنتظر، نظرت سيلين من شباك الطائرة بعدما نزعت الهيتفون من أذنها لتنزل دمعة حارة على وجنتها بقهر هل ماتعيشه الآن حقيقة، مسحت وجهها بسرعة قبل أن يراها والدها ويحزن لاتعلم بأن والدها كان يتمزق فؤاده عليها فهي طوال المسافة لم تجف دموعها.
كان يسمعها تبكي كل ليلة على حلم لم تهنئ بعيش تفاصيله بعدما حققته بعناء ولكن خوفه عليها طغى على كل شئ، نعم قراره كان قاسي عليها ولكن لمصلحتها، كم يتمنى أن يأتي يوم وتتفهم مايشعر به الآن من مسئولية نحوها...
تنهد بهمة ونهض بعدما بدء المسافرين بالنزول ليمد يده نحو صغيرته وهو يقول
- يلا ياحبيبتي.
نظرت إلى كف والدها ثم له لتبتسم بحزن وهي تضع يدها بيده وهي تنهض معه دون أن تنطق بحرف فهي تشعر بأن هناك غصة كبيرة تخنقها تمنعها من الكلام.
أخذت تمشي خلف عائلتها بآلية وهي تكمل الإجراءات تشعر بالغربة وعدم الإنتماء فهي عاشت وترعرعت بالخارج لايربطها ببلدها هذا سوا اللغة التي أصر والدها أن تتقنها ومنع تكلم الإنجليزية في المنزل بأي شكل كان أو حتى بكلمة واحدة وهذا بغض النظر عن العادات والتقاليد التي أصر أيضا ان تتبعها وان لا تتبع مايفعلن صديقاتها ومن ضمن هذه القوانين هو ممنوع منعا باتا مصادقة أي شاب وكان دائما تعاملها مع جنس الآخر بحدود الدراسة أو العمل، لاتنكر بإن والدها افرط بدلالها ولكن كانت هناك قوانين صارمة غير قابلة للنقاش وضعها لها هي وأختها.
خرجت من شرودها ما إن وصلوا صالة الخروج على صوت والدها الذي قال بإبتسامة
- ياسين باشا أهو!
- ده إيه اللي جابه هنا، قالتها ميرال بتفاجئ لوالدتها بعدما خفق قلبها وإنتفض ما إن سمعت بأسمه ورأته أمامها دون إنذار سابق
داليا بتوضيح
- ماهو رجع مصر قبلنا لأنه ملتزم بشغل هنا، ده اللي قاله لباباكي.
أومأت لها ميرال وهي تجمع شعرها على طرف واحد بتوتر ثم أخذت تتقدم معهم بهدوء على عكس إضطراباتها الداخلية التي لاتعرف ماسببها كلما جمعها مكان واحد مع هذا المخلوق المتعجرف
تقدم منهم ياسين بإبتسامة مشرقة ومرحبة
- حمدلله ع السلامة سعد باشا نورت مصر
- الله يسلمك، مصر منورة بأهلها، قالها سعد بفرحة كبيرة وهو يتنفس بعمق فهو لايصدق بإنه أخيرا عاد إلى وطنه
إلتفت ياسين نحو أخيه وقال بتعريف.
- أحب أعرفك، المحامي شاهين اللداغ، أخويا
جمد سعد بمكانه لااااا بل صعق بالمعنى الحرفي ما إن وقع بصره على نسخة، ماااااهر، يااالله كم يشبهه
، وكأنه هو! نعم يوجد إختلاف بينهم فهذا الذي يقبع أمامه أضخم من الآخر ولكن الشبة فظيع بينهما
لينطق لسانه رغم عنه بما يجوب بعقله
- سبحان الله يخلق من الشبه أربعين
نظر له ياسين بغل خفي وقال بترقب
- في حاجة؟
سعد بنفي.
- لاء مافيش بس المتر شاهين أخو حضرتك فكرني بصاحبي الله يرحمه، تصدق حتى اسم العيلة نفسه، اللداغ، تقول ابنه!
كلمات سعد هذه البسيطة أشعلت ألسنة نيران الإنتقام والحقد بعين شاهين الذي مد يده ليصافحة وهو يقول بحدة حاول على قدر المستطاع ان يتحكم بها
- زي ماحضرتك قلت يخلق من الشبة أربعين.
- فعلا، الله يرحمه كان غالي عليا، قالها سعد وهو يصافحه بالفعل وإبتسم بحنية لهم والحزن سكن روحه وكأنه عاد إلى الماضي ليصفعه الحاضر بواقع مر...
قطب ياسين جبينه وحاول أن يتدارك الموقف ما إن رأى بأن اخيه بدء يفقد أعصابه وأخذ ينظر للآخر بكره يكفي العالم بأسره حتى قال بإبتسامة زائفة أتقنها بإحتراف.
- إحنا هنفضل واقفين هنا كتير ولا إيه، إتفضلوا أوصلكم الفيلا بنفسي ويارب يعجبكم، ذوقي، قال الأخيرة وهو ينظر إلى ميرال بشوق كبير مماجعلها تتوتر رغما عنها ليذهب نحوها ومد يده ليأخذ منها عربة الحقائب وهو يقول لها بهمس بعدما خرج سعد وداليا برفقة شاهين
- هاتي عنك.
ظن أنها ستشكره أو حتى ستمنعه بخجل ولكن ما جعله يذهل حقا هو عندما إبتعدت عن العربة وهي تعطيه مكانها برحابة صدر لم يتوقعه منها ثم تركته وخرجت بخطواتها الأنثوية وتركته خلفها وكأنه عامل لديهم لا أكثر من هذا...
في الخارج وقفوا عند سيارة شاهين، وما إن كادو أن يصعدوا حتى نظر سعد حوله وقال بتساؤل لزوجته
- سيلين فين؟
داليا بإستغراب هي الأخرى: كانت معانا جوا معرفش مخرجتش ليه لحد دلوقتي.
- أهي جت، قالتها ميرال وهي تنظر نحو بوابة الخروج ليلتفت الآخر بشكل تلقائي ليقع بصره على تلك
المهرة الشامخة التي خرجت وهي تدفع حقائبها وخصلات شعرها الطويلة المموجة ترقص خلفها بفعل نسائم الهواء،
قلص مابين حاجبيه واخذ يركز بها من خلف نظاراته الشمسية.
كانت ترتدي بنطال أسود مطاط يظهر قوامها الممشوق بفتنة مع جاكيت رياضية مفتوح وأسفله توب صغير كان لونه أسود أيضا، أخذ يتردد سؤال في عقله. هل هذه هي سيلين الصغيرة التي رأها بالصورة
نعم هي نفسها ولكن مايراه الان بعيدا كل البعد عن كونها صغيرة بل هي أنثى جامحة متكاملة في كل شئ، لقد ظنها مراهقة ساذجة.
إقتربت منهم وأخذت تعتذر من والدها على التأخير ما إن عاتبها بمحبة ولكن صاحبنا كان مايزال غارق بها فقد لاحظ إحمرار عينيها وأنفها الصغير المنتفخة من كثرة البكاء لتزين وجهها الجميل هذا بنظرتها الحزينة التي تدل عن حرقة قلبها
إقترب ياسين من شاهين بعدما لاحظ سرحانه بتلك الأيقونة التي لاتقل جمالا عن أختها ليقول بخفوت ماكر: بص أنا هاخدهم فعربيتي وهحط الشنط في عربيتك ماشي.
نظر شاهين إلى أخيه من طرف عينيه ثم أخذ يربت على كتفه وما إن إلتفت نحوهم حتى قال بجدية
- يلا ياجماعة إركبوا معايا وياسين هو اللي هيتكفل بالشنط
فتح ياسين فمه بصدمة بل كاد أن يصاب بسكتة قلبية وهو يرى أخيه ينطلق بهم تاركه خلفه ليصرخ بغيظ مضحك وهو ينظر إلى كمية الحقائب الموجودة
- هما مفكرين إني الفلبيني اللي شغال عندهم ولا إيه
في الحارة الشعبية
- كتب كتاب مين اللي هيبقا النهاردة. هي عافية.
إنت اكيد إتجننت، ما إن صرخت بها غالية بإنفعال حتى عالجها خالها بصفعة تركت علامة واضحة على وجنتها، شهقت والدتها وهي تسحب إبنتها لتجلس إلى جوارها لتحتضنها بسرعة إلى احضانها وهي تقول بغضب
- مش كده ياخليل براحة ع البت
خليل بصوت عالي وجبروت: عايزاني أعمل إيه ماهي اللي لسانها أطول منها وناقصة رباية، وبعدين زعلانة ليه ياختي، ده انا هجوزها جوازة ماتحلمش بيها...
ده يحيى باشا اللى أي بنت تحلم يبصلها مش يتجوزها ولا هي وش فقر ولا إيه حكايتها بالضبط
فتحت عينيها على وسعهما وهي تنظر إلى خالها بصدمة وكأنه كأئن فضائي لاتفهم مايقول لتلتفت إلى والدتها التي كانت لاتقل عن حالتها لتقول وهي تضحك بعدم استيعاب
- سامعة اخوكي بيقول إيه، يحيى مين ده كمان هو مش كان الزفت رامي.
- رامي إيه بس اللي هجوزه ست البنات، ما إن قالها بقرف حتى أكمل بهدوء بعدها وهو يجلس أمامهم لعله يستطيع إقناعها، ياااابت إفهميني أنا زي والدك وبيهمني مصلحتك، إنت صغيرة و يتيمة يعني أمانه في رقبتي ولازم أأمن مستقبلك وأسلمك في يد أمينة وأنا مطمن عليكي...
وبعدين تعالي هنا مش كنتي رافضة جوازك من رامي أنا بصراحة أخدت بكلامك وشفت إنه فعلا مايستاهلكيش، وقلت أسيبك على راحتك عشان ماتقوليش خالي متاقل مني ولا حاجة لا سامح الله بس لما يجي ليك نصيب ماكنتيش تحلمي بيه لازم أفوقك لإني أنا ادرى بمصلحتك.
إستدار موجة كلامه إلى والدتها، وإنت بلاش تعومي على عومها وعقلي بنتك أحسن ليها وليك. ده يحيى اللداغ مش أي حد يعني بصريح العبارة عريس مايترفضش...
نهضت غالية وهي تكتف يديها وتهزر قدمه وهي تقول بإصرار
- حتى لو كان كويس ومافيش زيه أنا مش عايزة أتجوز
إنتفض هو الآخر مستقيم بجسده وسحبها من عضدها ليغرز أصابعه بعنف بلحمها وهو يقول بإنفعال
- إسمعي يابنت انت بمزاجك، غصب عنك، هتتجوزيه سامعة، ثم رماها على والدتها وأكمل بتحذير وهو يشهر سبابته في وجههم.
كلميها وعقليها وخليها تفوق لنفسها بلاش تجبرني أطلع جناني عليها هااا بلاش، الليلة هيتكتب كتابه عليها وهياخدها معاه
صرخت والدتها بعدم فهم و رفض
- إيه! ياخدها معاه من غير فرح ليه إن شاء الله! هي لعبه وبعدين مش لازم يبقا في فترة خطوبة يتعرفوا على بعض فيها
خليل بإجرام
- خطوبة إيه اللي عايزاها إنت كمان شكلك كده خرفتي بدري...
نظر إلى غالية وإستأنف كلامه بأمر وتهديد صريح.
شوفي يابنت إنت يا إما تتجوزي يحيى بيه الليلة بإحترامك ومن غير دوشة أو هرميكي لرامي بإيدي دي، فكري كويس وقرري مصيرك بنفسك عشان ماتقوليش عليا دكتاتوري أهو سبتلك الإختيار مابينهم
نزلت دموعها عندما خرج أخيها وأغلق الباب خلفه بعنف لتستدير بجذعها العلوي نحو إبنتها التي سرعان مارمت نفسها على صدر والدتها التي أخذت تقول بعجز وهي تطبطب عليها
- خلاص يابنتي إرضي بنصيبك وإتجوزي وإخلصي من العيشة دي.
رفعت رأسها وقالت بإستنكار لما سمعت
- عايزاني أرمي نفسي بالنار
أخذت تمسح على رأسها بحزن وهي تقول
- بعد الشر عليك ياقلب أمك، خالك قال إنه عريس لقطة وإن شاء الله يطلع إبن حلال و يراعي ربنا فيك
باست كف والدتها وقالت: وإنت يا حبيبتي أسيبك إزاي
إبتسمت بلا روح وهي تقول لإبنتها.
- دي سنة الحياة، إذا مكنش النهاردة هيبقى بكرة، ربك معايا، وخليل صح بيبان عصبي وكده، بس معايا مافيش زيه ده أنا أخته وهيخلي باله مني ماتقلقيش بس المهم إني أتطمن عليك في بيت عدلك
سحبت غالية شعرها إلى الخلف ثم أخذت تضرب فخذها بحرقة وهي تقول: والله اللي بيحصل ده مالوش لازمة انا من شهر بس تميت ال 18 سنة مستعجل على جوازي كده ليه بس أنا مش عارفة.
- نصيبك جا نقول ايه بقا، يلا قومي خدي دوش وجهزي نفسك وإنسي كل حاجة وافرحي واضحكي اوعي تحرميني من إني أفرح بيكي وإنت عروسة
غالية بنظرة إنكسار
- إنت بتتكلمي جد؟
- آه جد، وعشان خاطري بلاش تبصيلي كده وتحسسيني بالعجز أكتر من اللي أنا فيه أنا مش حمل خالك ده ممكن يرميكي فعلا للكلب التاني قصاد عيني ومش هقدر أعملك حاجة...
قطعت كلامها وأخذت تبكي بقهر وعجز على ما يحصل لبنتها الوحيدة التي سرعان ما إحتضنتها وأخذت تقبلها من وجنتها ويدها ثم رفعت رأسها لوالدتها وقالت بقبول فعلى مايبدو بأن هذا هو نصيبها
- حاضر، هعمل اللي هيريحك ويريحكم كلكم، بس وحياتي عندك بلاش تعيطي وتزعلي تاني، وبعدين أنا عايزة بدل الدموع دي زغروطة، زغرطيلي يا ماما، ده النهاردة فرحي، ولا أنا ماستاهلش إني أفرح يعني
- يا خبر وأدي أحلى زغروطة لست البنات...
لوووووووووووووليييييي
مساء في الوكر بالتحديد بالقطاع الخاص للأسلحة السوداء المستعملة والمعطلة، كان يجلس على كرسي خشب وأمامه طاولة طويلة وبيده سلاح بدء يفك أجزائه واحدة تلو الاخرى حتى أصبح معدات صغيرة لا تصلح لشئ ثم أخذ ينظفه بتركيز وما إن إنتهى حتى أعاد تركيبه بدقة وإحترافية شديدة وسرعان ما رفعه وأطلق منه رصاصة لنقطة بعيدة.
ليصفق يحيى وهو يدخل عليه المكان مع سلطان الذي كان ينظر إلى ذراعه الايمن بإعجاب ثم قال
- مش حاجة جديدة ده العادي بتاع شاهين
شاهين بتساؤل
- رجعت إمتى؟
ليقول سلطان وهو يمسح على شاربيه
- من ساعتين بس، تصدق السفرية دي رجعتلي شبابي. زينة دي سرها باتع معايا
يحيى بمشاكسة
- أوووبا سامع ياشاهين، رجعتله شبابه، عقبالنا يارب.
- ما انت هتتجوز الليلة ولا هو أكل وبحلئة، ما إن قالها سلطان حتى شحب لون يحيى عندما وجد شاهين يرفع رأسه لهم بسرعة وهو يقول
- من ده اللي هيتجوز!
يحيى بترقب
- أنا
ترك ما في يده ونهض و وقف أمامه بجسده الضخم وقال: مين؟ وليه أنا معرفش
- خطيبة رامي، ما إن نطقها حتى إنقض عليه الآخر وهو يصرخ به بغضب بارد خطير
- ليه يا دكر تدخل الحريم في شغلك، ليه ماتسمعش الكلام، ولا عاجبك تدارى فيهم.
- البت عجبتني، ما إن قالها بكذب مكشوف للآخر حتى إبتسم من طرف شفتيه بتهكم وأخذ يربت على منكبه بقوة
- إحنا مش بتوع جواز وإنت عارف ده
سلطان بتدخل
- لاء أزعل منك، إحنا بتوع كله ياشاهين، وبعدين هو حب يكسر عين غريمه بخطيبته وأخدها منه يتمتع بيها يومين تلاتة وبعدها يرميهاله لو عايز...
نظر شاهين الى أخيه الروحي وعض خده من الداخل بغيظ ثم قال
- والتاني سكت، سابك كده تاخد منه خطيبته ومعملش حاجة.
يحيى بتوتر لايظهر إلا أمام البوس
- ماهو أنا لفقتله تهمة ورميت فالسجن من أسبوع
- لاء شاطر، عفارم عليك، بس كلها يومين وهيخرج وبعدها هيجي ويشرب من دمك وهيبقا من خناقة رجالة لخناقة على ست، قال الأخيرة بقرف واضح من تدنى المستوى
يحيى بتوضيح.
- صدقني البنت دي هي اللي هكسره فيها بجد وهحرق قلبه عليها، ومش بس كده ده انا هخليه يسف التراب، يعني هحاربة نفسيا وجسديا عشان يعرف إن مش أنا اللي يتلعب معايا ومش أنا اللي انام فالحجز ليلة كاملة بسبب واحد مايسواش...
وأهو زي ما إنت شايف الليلة اللي نمتها نام هو بدالها أسبوع، ده غير إنه لما يطلع ويلاقي حبيبة القلب بقت في حضني، مش هقولك هكون علمت عليه إزاي...
صدقني يا اخويا كل شئ مباح عندنا هنا. مافيش قوانين مافيش مبادئ مافيش أخلاق. إعمل أوسخ حاجة في عدوك بكده صدقني الكل هيهابك. والبقاء للقوة، قال كلماته هذه ثم تركهم وخرج متوجها إلى تلك التي تنتظر مصيرها المجهول
- شفت أفكارك وصلتهم لفين، قالها وهو يلتفت لسلطان الذي بادله إنزعاجه هذا بلا مبالاة ما إن قال.
- ما تسيبك دلوقتي من الحكاية دي، يحيى مش صغير وعارف هو بيعمل إيه كويس بلاش تعكر مزاجي على حاجة تافة زي دي، ودلوقتي ركز معايا أنا...
- في إيه؟
جلس سلطان على أحد الكراسي وقال بمغزة مليئ بالشر
- سمعت إن حبيبك وصل
صمت وإنتظر تعليق الآخر ولكن ما إن طال هذا الصمت بينهم حتى أكمل، هتعمل إيه معاه!
- ولا حاجة، قالها ببرود وهو يعود إلى تركيب أدوات الأسلحة مما جعل سلطان يغتاظ منه وهو يقول
بغضب
- شاهين!
توقف عن ما يعمل ونظر له: نعم!
سلطان بضيق من برود الأخر
- ناوي على إيه؟
ليقول شاهين بإبتسامة سامة: على كل خير
رفع سلطان حاجبه وهو يقول: بقا كده
إستقام شاهين بطوله وهو يقول بجدية وقوة ممزوجة بغضب أسود نادر الظهور: ماتشغلش بالك معايا يا حاج لأنك كده هتتعب ومش هتوصل لحاجة، التار تاري أنا، واللي عليك عملته وبلغتني مكان سعد فين وبكده يبقا كتر ألف خيرك و الباقي سيبه عليا وعلى ياسين
نهض سلطان وقال برفض غاضب.
- لاء يا إبن اللداغ لاء يا إبن سامر، التار تاري كمان ده أبوك وعمك كانوا ليا أكتر من إخوات
- والمطلوب مني إيه دلوقتي، ما إن قالها شاهين بضيق
حتى أتاه الرد أو بمعنى أصح قالها بأسلوب أمر
- إنك ترسيني على اللي هتعمله خطوة بخطوة
نظر له من طرف عينه وقال بترقب
- وده هيفرق معاك في حاجة
- أكيد.
ليرد عليه شاهين بصياعة: تؤ، مش هتفرق، المهم بالنسبالك هي النتيجة هتكون إيه ومن الناحية دي خلي في بطنك بطيخة صيفي وماتخافش، مش اللداغ اللي يسيب حق أبوه وعمه يروحو هدر، ولو حتى مر عليه سنين
صمت و رفع كفيه إلى الأعلى بحركة إستسلام وهو يكمل قبل أن يتركه ويخرج، وأظن كده عداني العيب، سلام يا حاج.
كانت نظرات الآخر كثعبان البامبا السوداء الى باب القطاع الذي إختف من خلاله وهو يجز على أسنانه ليتشنج فكه بعنف ليرفع يده إلى أعلى مستوى وضرب عصاه على الطاولة وهو يرمي كل ماعليها ثم أخذ يتنفس من أنفه
- بقا يتخاف منك يا شاااااهين. بقا يتخاف. بس على مين إن ماخليتكم تاكلوا في بعض مبقاش كبير وكر الأفاعي.
في فيلا صغيرة وجميلة بموديل عصري راقي كان يجلسون بحديقتها بقرب حمام السباحة، ما إن إنتهى سعد من توقيع العقود الخاصة بالفيلا حتى أخذها منه ياسين وهو يقول
- وبكده نقدر نقول ألف مبروك.
سعد بإبتسامة
- الله يبارك فيك
ياسين بتوضيح
- هاخدهم معايا عشان شاهين يسجلهم في الشهر العقاري بكرة الصبح
أومئ له بنعم وهو يقول
- بإذن الله
- طب أستأذن أنا، ما إن قالها وهو ينهض حتى نهض سعد أيضا وهو يقول
- ما لسة بدري
ياسين بضحك.
- بدري إيه بس أنا فاضلى أنام عندكم
ضحك الآخر وقال
- بيتك ومطرحك
- الله يخليك، تصبح على خير
- وإنت من أهله
في الأعلى كانت ماتزال ترتب ثيابها بالدولاب وما إن إنتهت حتى رمت نفسها على السرير وهي تغمض عينيها بتعب لتغفى دون شعور ولكن جفلت بعد مرور عدت دقائق عندما إرتفع رنين هاتفها.
سحبته من على الطاولة التي بجانب السرير لتنظر إلى الشاشة بتساؤل من الذي يتصل بها الأن وهي لم يمر سوا ساعتين على تفعيلها لرقمها هذا، ضغطت على زر الإجابة وهي تقول بصوت مبحوح ناعس
- الو
- كنتي نايمة؟، ما ان قالها وهو يستلقي بإسترخاء على أريكة منزله لتنتفض الأخرى من فراشها وهي تهمس بصوت خافت
- ياسين
رفع ذراعه وسنده على جبينه وقال بعبث
- الله! ده إنت حافظة صوتي بقا ياقمر
عبس وجهها من تجاوزه معها لتقول بضيق.
- جبت رقمي ده منين ومتصل ليه
تنهد وهو يفتح أزرار قميصه و يقول
- الرقم مافيش أسهل منه. ومتصل ليه؟ برأيك إنت ليه!
ميرال بضيق أكبر من سابقه فالذي معها على الخط مراوغ من الدرجة الاولى
- ممكن أعرف حضرتك عايز مني إيه، لا إنت صغير ولا أنا فبلاش الحركات اللي ملهاش لازمة دي
رفع جذعه العلوي قليلا وما إن تخلص من قميصه ورماه بإهمال حتى إستلقى مرة أخرى وهو يقول.
- بإختصار يا أنسة إنت عجباني أوي، وبتشديني أوي، كل لما بشوفك ببقا مش عايز أبص لحاجة غيرك، مقدرش أنكر إن السبب هو إنك حلوة، وحلوة أوي كمان بس مش ده اللي بيجذبني ليك لأني أنا شفت اللي أحلى منك بكتير ومحركوش شعرة مني...
ضحك بخفة مع نفسه ما إن وجدها تنصت له وهذا يعني بأنه إستطاع أن يلمس مشاعرها وعلى مايبدو إنه أخذ يلعب على أوتارها الحسية أيضا، ليكمل كلامه بهمس مثير.
بس من لما لقيتك قاعدة ع الرصيف وبتعيطي وماقولكيش وقتها عملتي فيا إيه يابنت الناس لما بصيتيلي بعنيكي اللي مليانه دموع وقتها كان نفسي أمد يدي و أمسحهم واحدة واحدة كنتي عاملة زي البنوتة اللى عندها أربع سنين كنتي صغيرة أوي و ناعمة أوي عايزة اللي ياكلها أكل
إبتلعت لعابها الجاف بصعوبة لتقول بعدها بهروب
- تصبح على خير، و ياريت يا أستاذ ياسين إتصالك ده مايتكررش تاني وتحترم الحدود اللي مابينا.
قالت كلامها الأخير هذا ثم أنهت المكالمة دون أن تنتظر رده ومن شدة توترها اغلقت الهاتف بشكل نهائي ورمته بعيدا عنها ثم سحبت فراشها عليها لتغطي نفسها كليا وصدى كلماته كانت تتردد بذهنها ولا تعلم كم مر من الوقت عليها وهي هكذا تائهة بين السماء والأرض من مجرد حروف جميلة نطقها إستطاع بها أن يسحرها وكأنها تعويذة وألقيت عليها...
كانت تجلس إلى جانب والدتها وهي ترتدي فستان حرير أوف وايت بسيط محتشم جدا تزينه بحجابها من نفس اللون، أغمضت عينيها وهي تدعى من كل قلبها بأن لا يأتي وبهذاسوف يكون لديها سبب وجيه بأن ترفض هذا الزواج أو دعنا نقول مايسمى بالزواج فهو أبعد مايكون عن الزواج الحقيقي
تأخر ساعة من الزمن كادت أن تطير فرحا لأنها ظنت بأن دعائها إستجاب ولم ياتي ولكنه أتى مع الاسف
عقلها مشوش لاتعرف هل ماتفعله صواب أم خطأ.
تنفست بضيق وضجر ما إن وجدت زوجة خالها تحيه وتدخل عليهم الغرفة وهي تزغرط بحماس لتقول بعدها بحسد وهي ترفع فمها بعدم رضا
- يابختك يابت من يومك تقعي وإنت واقفه ده العريس مافيش زيه ده قمر، لاااااء قمر إيه ده طوله يهبل وعرض كتافه تتوهي في وسطهم وياااختي على شعره و يخرب بيت برفانه اللي يتوه ده، هو في كده!
لتقاطعها والدة غالية بتأنيب: ماتتلمي ياتحية وإتكسفي هاااا اتكسفي، عيب كلامك ده، عيب
تحية بعدم رضا.
- الله! هو في إيه عشان تهبى في وشي كده ليه حرام يعني اقول رأي في نعمة ربنا اللي بعتها لينا، بس الحق عليا إني جيت أطمنك وأفرحك إن العريس حاجة نظيفة أوي ولا بتوع التلفزيون شياكة اااايه وشخصية ااايه جتني وكسة على بختي الهباب
- واحد زي ده إيه اللي رماه عليا، يارب أسترها معايا، قالتها غالية مع نفسها لتشرد بعدها في عالم مظلم فكلام الأخرى لم يزيدها سوا قلق على قلقها.
خرجت من الحرب العالمية الثالثة التي كانت تقام في داخلها حتى كاد عقلها ينفجر عندما مسكت تحيه يدها وذهب بها إلى الصالة وهي تزغرط لتجعلها تجلس على أحد الكراسي المهترئة ما إن ناداها خليل بأن تأتي بالعروسة
تمت إجراءات كتب الكتاب دون أن ترفع عينيها بإتجاه عريسها ليس خجلا كما يظهر للحاضرين ولكن كان نفور نابع من داخلها على كل مايحدث حولها.
مسكت القلم وأخذت تخط إسمها بآلية أسفل الورقة لتصبح حلال شخص لاتعرف عنه شئ سوا إسمه فقط، كادت أن تصرخ وتبكي ولكن إن فعلت هذا أو لم تفعل فهو لم يغير من الحقيقة شئ
وما إن انتهى كل شئ وخرج المأذون مع الشهود حتى رفعت رأسها بتفاجئ عندما وجدت عريس الغفلة يخرج حقيبة سوداء تحتوى على مبلغ محترم جدا ويضعه أمام خالها وهو يقول وكأنه يتفق على شراء بضاعة
- وده المهر اللي إتفقنا عليه.
مهر! كادت أن تضحك بشدة لااا بل تبكي لاتعرف ماذا تفعل أو ماذا يجب أن يكون رد فعلها لأنها تعلم جيدا بأن هذا المال ليس مهرها بل هو سعرها!
، يالله كم الحقيقة مؤلمة، فقد باعها خالها الآن أمام عينيها لمن دفع أكثر، نعم هذا ماحصل، لقد تم الآن صفقة شرعية و قانونية، هي لم تكون سوى مجرد صفقة رخيصة لا أكثر، بعيد كل البعد عن الزواج، ولكن ما.
جعلها تفتح فمها بذهول ما إن جائتها الطعنة الأخيرة التي جعلت لسانها يعجز عن النطق
- كده عداك العيب، خدها مبروك عليك، قالها خليل وهو يضع يده على ظهرها بعدما جعلها تقف إلى جانبه كالدمية ليدفعها بخفة نحو الآخر الذي إقترب منها ومسك يدها الصغيرة بقوة ثم خرج بها من منزلها
بسرعة لتحاول أن تسايره بخطواته الواسعة دون
حتى أن تودع والدتها التي كانت تنتظر دخولها بلهفة
لاتعرف بأن إبنتها الوحيدة قد ذهبت إلى المجهول.
ومن هنا هنبدا التشويق والاثاارة🔥
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق