القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية غفران العاصى الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

التنقل السريع

     

    رواية غفران العاصى الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 





    رواية غفران العاصى الفصل التاسع عشر. العشرون بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 


    19/20

    اصعب شعور يمر علي الانسان هو شعوره بالضياع والتوهان …

    ان لا يكون لك براً ترسو عليه وترتاح بعد عناء ….

    هذا هو ما كان يشعر به ذلك القلب العاصي بعد معرفته الحقيقه كامله ، وكيف اُحيكت من حولهم الشباك بطريقه قذره وهو بكل غباء سقط فيها منكفأً علي وجه دون ان يحسب حسابها جيداً ….!!!!!

    كان يقود سيارته بسرعه عاليه تنهب الارض تحت عجلاتها من شده سرعتها تشق سكون الليل من حولها…

    عروق يده بارزه بشده من قوه صغطه علي المقود ، ملامحه مظلمه ، عينيه حمراء بشده ينظر الي الطريق امامه وصورتها وهي تبكي بانهيار ترجوه ان يصدقها تذبحه بنصل سكين بارد …

    كيف كذبها ولم يصدقها وهي تصدقه قبل ان يتحدث حتي وان كان كاذب ؟؟

    كيف استطاع فعلها ونطقها بلسانه واعطاها حريتها وهي التي اسرته وقيدته بقيود عشقها وسلبت حريه قلبه منه؟؟؟

    كيف استطاع ان يطردها من حياته وهو من دونها كالمشرد الهائم علي وجهه في الطرقات الذي لا ملجأ ولا مأوي له ؟؟؟

    اوقف السياره في مكان بعيد امام الشاطيء وترجل من السياره وسار حتي وصل الي شط البحر …

    وقف ينظر الي البحر الهائج المظلم وموجه الهارد كهدير قلبه الصارخ آلماً وحزناً وجرحاً ….

    لم يعد يتحمل اكثر من ذلك ، فخر راكعاً علي ركبتيه وبكي !!!!

    اخيراً سمح لعبراته المحتجزه داخل مقلتيه ان تتحرر من محبسها وبكي ….!!!

    بكي كما لم يبكي من قبل … حتي يوم وفاه ابيه وشقيقه لم يبكي .. بل حبس آلمه وحزنه داخله وارتدي قناع الجمود وخبيء حزنه بداخله حتي لا ينهار جده ووالدته ….

    ولكن معها لم يستطع ان لا يبكيها وهو السبب والمسؤل الاول والوحيد عن ما وصولوا اليه؟؟؟

    هو الذي لم يحميها ويحمي بيتهم من غدر الحقير مازن… مازن الذي استطاع في غفله منه ان ياخذها من بين يديه وهو الذي ساعده علي ذلك عندما صدق افتراءه عليها وطلقها …

    لم يستطع حمايتها وحمايه طفله …

    اخذ يجلد نفسه بالسوط حتي ادمي قلبه …

    كلما تذكر ما حدث وما قصته عليه تلك الساقطه نادين شريكه مازن في ذلك الفخ…

    Flash back ………..

    هدر عاصي بغضب وهو يضغط علي عنقها بقبضتيه الفولاذيه بغيظ شديد بعدما حكت له كل شيء وان مازن هو من خطط ودبر لكل شيء وزوجته بريئه مجني عليها ، لم تخونه ولم يمسها رجلاً غيره…

    يا ولاد الكلب يا انجاس، والله العظيم ما هرحمكم ، هموتكم بايديه ، هخاليكم تتمنوا الموت ومش هاتطولوه …

    انا تعملوا فيه كده وفي مراتي يا ولاد الكلب .. يا ولاد الكلب …

    اقتحم جسار المخزن ودلف الي الداخل بعدما استمع الي صوت عاصي العالي وصوت صرخات نادين التي بدأت في التلاشي بسبب قوه صغظه علي عنقها حتي بدأت تصدر صوتاً كالخوار من حنجرتها واستحال وجهها الي اللون الازرق بسبب انعدام وصول الهواء الي جنحرتها ….

    حمل جسار عاصي من خصره ودفعه الي خارج المخزن رغم مقاومته الشرسه له ، بعدما استطاع فك قيده من حول عنقها فاخذت نادين تشهق بقوه تاخد اكبر قدر من الهواء تدخله الي رئتيها حتي تستطيع التنفس مره اخري …

    هدر عاصي بغضب في جسار ودفعه في صدره بقوه بعدما افلته بمجرد جروجهم من المخزن…

    سيبني يا جسار عليها ، هموتها بنت الكلب ، لازم اشفي غليلي منها …

    وقف جسار في مواجهته هاتفاً بصوت عالي : ولما تموتها هتستفيد ايه، انت هتتسجن وبضيع مستقبلك ومستقبل عيلتك ومراتك وابنك…

    صرخ بانفاس متقطعه من شده الضغط الذي يسحق قلبه وروحه هاتفاً بألم: مراتي وابني …!!!

    مراتي وابني انا ضيعتهم بغيائي لما صدقت لعبتهم الوسخه اللي لعبوها عليا …

    ثم اضاف بنبره مظلمه وعينيه تلمع بوميض شرس: بس ورحمه ابويا ما هرحمهم ، هسففهم التراب علي اللي عملوه ، وحق مراتي وابني هاخده منهم تالت ومتلت…

    عاجله جسار هاتفاً يدعمه باخوه: وانا معاك وكتفي في كتفك بس بالعقل من غير ما تضيع نفسك علشان شويه اوساخ تدوس عليهم بجزمتك …

    والبت اللي جوه مش هي اللي هتشفي غليلك ، اننا نوصل لمازن وننهيه هو ده اللي هيشفي غليلك بحق ويرجع لك حقك وكرامتك وكرامه مراتك …

    End of flashback…..

    عاد عاصي من شروده علي سقوط دمعه اخيره انسدلت علي وجنته واختفت بين شعيرات ذقنه الطويله الناعمة…

    وقف علي قدميه ومسح وجهه فارداً ظهره بقوه وشموخ وكأن تلبسه شخص اخر غير الذي كان يبكي بانهيار منذ ثواني …

    التمعت في مقلتيه بنظره مليئه بالتصميم والقوه علي الاخذ بثأره من اعداؤه واعاده زوجته الي احضانه مره اخري عاقداً العزم علي السعي الي نيل غفرانها من جديد حتي لو افني المتبقي من عمره طلباً لغفرانها ….

    …………………………………..

    بعد شهر….

    كان عاصي في مكتبه في مجموعه الجارحي يدور حول نفسه كالمجنون وجسده ينتفض من شده العصبيه والغضب !!!!!

    صرخ هادراً في جسار الماثل امامه مطأطأ الرأس شاعراً بالحرج من رب عمله الذي يوبخه بحده علي تقصيره في البحث عن زوجته المختفيه ، ولكن يشهد الله انه لم يقصر في عمله قط، فهو يواصل الليل بالنهار ويعمل تحت يده الاف من الرجال للبحث عنها ولكنهم لم يستطيعوا التوصل الي اي اثر لها وكانها تبخرت في الهواء!!!!

    صرخ عاصي بعنف وهي يضرب بقبضه يديه علي سطح المكتب : يعني ايه مش لاقيها ، ايييييييه انشقت الارض وبلعتها !!!

    مش كفايه ان الوسخ اللي اسمه مازن فلت من رجالتك وسافر باره …/

    انت شكلك مش عارف تشوف شغلك كويس يا جسار.

    هتف جسار مبرراً: يا باشا والله ما قصرت في حاجه لانا ولا الرجاله ، احنا تقريباً مش بنام مواصلين الليل بالنهار…

    هدر عاصي بجنون : مش لازم تناموا، محدش فيكم يغمض له جفن لحد ما تلاقوها ، وزود الرجاله اللي معاك ومعاك ميزانيه مفتوحه تصرف منها زي ما انت عاوز ، بس مش عاوز اشوف وشك غير لما تقولي انك عرفت مكانها ..، مفهوم!!!!

    اومأ جسار براسه هاتفاً بطاعه قبل ان يغادر ويتركه: اوامرك يا باشا …

    زمجر بجنون وهو يلقي بالمنفضه الكريستالية الموضوعه امامه علي المكتب ارضاً مخرحاً فيها غضبه ..!!!

    وقف ينظر من شرفه مكتبه الي زرقه البحر امامه هاتفاً بيأس : انتي فين يا غفران!!!!

    بعد ساعه، كان يصف سيارته امام القصر ، ودلف الي الداخل كالاعصار قاصداً جناح جده ../

    ولج الي جناح جده دون استئذان ينهب الارض بخطوات غاضبه حتي وقف امامه هاتفاً بنبره غاضبه لم يتمكن من السيطره عليها : انا عاوز اعرف انت مخبي غفران فين؟؟

    اغلق الجد المصحف بعدما انتهي من قراءه ما تيسر من القرآن الكريم ووضعه علي الكومود بجانبه ، ثم رفع نظراته الي حفيده الغاضب واخذ يتفرس في ملامح وجهه لكي يتبين حقيقه معرفته بانه يعلم بمكان غفران !!!

    هتف الجد مراوغاً : وانا لو اعرف مكانها هخبي عليك ليه….

    اجابه عاصي مسرعاً : لانك اخر واحد شوفتها قبل ما تختفي لما دخلت لك الرعايه ، انا عاوز اعرف انت قلت لها ايه …

    ثم تابع يضيف بشك: ما هو مش معقول الهدوء اللي انت فيه ده وانت مش عارف مكانها ، وكلنا عارفين غفران بالنسبه لك ايه…!!!

    اخذ الجد يسبح علي مسبحته العاجيه وهو يطالعه بنظراته الثاقبه وصمت لفتره احترقت فيها اعصاب حفيده ثم اجابه نافياً : اول حاجه انا معرفش مكانها فين ، وحتي لو اعرف ومش عاوز اقولك فانا مش هقولك لاني مش هخاف منك ….

    توحشت نظرات عاصي بجنون وهو يستمع الي حديث جده الذي يتلذذ بتعذيبه …

    اضاف الجد موضحاً : وبعدين لما جت لي المستشفي انا قلت لها تستناني في القصر لحد ما اخرج من المستشفي وماتروحش في اي حته…

    ثم تابع مضيفاً بكلمات تشعره بتانيب الضمير : شوف بقي قابلت مين او اتكلمت مع مين بعد ما مشيت من عندي وقالها ايه خالاها تصمم انها تختفي كده…

    شرد عاصي بنظراته يتذكر حديثه معها بعدما خرجت من عند جدها ونظرات عينها الحزينه تكاد تذبحه…

    اشفق الجد علي حال حفيده واراد طمئنه قلبه الملتاع عليها قائلاً: بس انا متفائل خير ان شاء الله ، انت عارف ان جدك طول عمره قلبه دليله وانا قلبي مطمن وبيقولي ان غفران بخير ، هي بس تلاقيها حبت تبعد علشان اكيد مجروحه من اللي حصل وخصوصاً منك انت علشان ما صدقتهاش….

    جلس عاصي علي طرف الفراش بجانب جده باكتاف محنيه هاتفاً بحشرجه: غصب عني يا جدي، ما استحملتش، الموقف كان اصعب من قدرتي علي اني اتحمله….

    استرسل في الكلام مخرجاً ما يجيش في صدره من آلام تجثو فوق قلبه منذ ما حدث متخلياً عن هيبته وجموده: مفيش رجل يقدر يتحمل يشوف مراته عريانه في سرير غير سريره ويسكت ، وخصوصاً لو مراته دي غفران …!!!

    غفران البريئه ،الرقيقه ، اللي اتربت علي ايديه ..

    مقدرتش استوعب ، الصدمه كانت كبيره اوي علي عقلي ….

    رد الجد معقباً يلومه علي ما تفوه به: طب ما تقول لنفسك منين بتقول عليها انك مربيها علي ايدك ومنين شكيت فيها وما صدقتهاش وقمت مطلقها من غير ما تسمعها!!!!

    صرخ عاصي بنبره متألمه: علشان بحبها مستحملتش اشوفها كده…..علشان بعشقها غيرتي عليها عمتني …

    لما لقيت رجل غيري بيناديها باسم دلعها انجننت …

    ماكنتش شايف ولا سامع حاجه غير اني اتجرحت واتخانت من اكتر انسانه بحبها ….

    صمت لثواني يبتلع غصته وادار وجهه للجهه الاخري يمسح دمعه كادت ان تفر من عينيه : ولما اتكلمت وقالت انها كانت عند الحاجه مني ، حسيت بأمل وانها اكيد مش خاينه لكن لما الست طلعت متوفيه من مده ، اتدبحت اكتر ….

    واتدبحت اكتر واكتر لما عرفت الحقيقه وعرفت اني ضحيت بيها وبحياتي معاها بسبب واحد وسخ بيجري وراها زي الكلب .. كل همه اننا نبعد عن بعض…

    ربط الجد علي كتفه حزيناً علي حاله مقدراً لموقفه :

    انا مقدر حالتك وحاسس بيك ، بس انت اتسرعت في موقفك وكان لازم تحكم عقلك وتفكر بهدوء …

    بس خلاص اللي حصل حصل وكله مقدر ومكتوب مش هنقعد نقول يا ريت….

    نظر له عاصي بضياع ومتسائلا: طب والعمل يا جدي؟؟

    ثم اضاف بقلب حزين ملتاع قلقاً عليها مشتاقاً لها:

    انا هتجنن عليها … ترجع بس وانا هعمل لها اللي هي عاوزاه ، انا خايف عليها خصوصاً وهي حامل ..

    غفران بريئه اوووي وسهل يضحك عليها ..

    ساله الجد مراوغاً بمكر : انت عايزها هي ولا عاوز اللي في بطنها؟؟

    اجابه مسرعاً دون الحاجه للتفكير: اللي في بطنها ده انا معرفوش ، لكن انا معرفش غيرها ومش عاوز غيرها ، واذا كنت عاوز اللي في بطنها فانا عاوزه علشان منها هي مش اكتر ….

    ابتسم الجد برضا بعدما تاكد من عشق حفيده لزوجته واعترافه بخطأه وتسرعه فيما حدث…

    فقرر انه لا بد وان يعيد الامور الي نصابها الصحيح في اقرب وقت…../

    ……………………………………….

    بعد مرور شهر اخر ……

    في احدي مقاطعات الريف الاوروبي الساحره وتحديداً في مدينه سويسرا الرائعه وامام احدي البيوت الكبيره التي تقع في وسط الخضره الساحره وجداول المياه الزرقاء والمحاطه بالجبال من الخلف كدرع واقً يحميها في مشهد يسلب العقول والقلوب….

    كان يترجل من سيارته يسير بخطوات حاول قد استطاعته ان يخفف من هرولتها حتي لا تظهر لهفته للقاؤها ….

    استقبلته مديره المنزل الشقراء ذات الاصول الانجليزيه بابتسامه مرحبه وهي تتناول منه معطفه الصوفي الثقيل : welcome sir

    اجابها تحيتها بتحيه مماثله: welcome Ann

    ثم تابع يساألها : where’s madam??

    اجابته وهي تشير بيدها اعلي: upstairs, in her room.

    رفع رأسه ينظر الي اعلي الدرج ، ثم سحب نفس عميق يهديء به من توتره وهتف يطلب من الخادمه ان تصعد لها وتخبرها بوجوده وانه ينتظرها في غرفه المعيشه…

    وقف امام المدفئه الكبيره يضع بها مزيد من الحطب واخذ يقلبه حتي يشتعل لينشر مزيداً من الدفء ، وشرد في حاله الذي اصبح غريب في الاونه الاخيره منذ ان التقي بها قبل شهرين…

    ظن انه اعجابه بها عندما رأها اول مره كان مجرد اعجاب لحظي من رجل لامرأه وسينتهي بمجرد رحيلها ….

    ولكن الامر تغير وتطور بداخله بشكل اسرع واصبح ليس مجرد اعجاب بل شيء لذيذ يدغدغ داخله ولكنه يحاول السيطره عليه وتحجيمه لانه لا يجوز له ان يشعر به نحوها … لا يجوز علي الاقل مؤقتاً في الوضع الحالي!!!!

    تجلس في داخل غرفتها علي كرسي هزاز امام زجاج الشرفه والتي تطل علي منظر الجبل المغطي بالثلوج امامها تتأمله بشغف …

    فهذه هي جلستها منذ ان قدمت الي هنا قبل شهرين…

    لا تفعل شيء سوي جلوسها هنا منذ شروق الشمس وحتي غروبها حين تختفي وتتواري خلف ذلك الجبل الشاهق الذي يذكرها به ….

    شاهق ،شامخ ، قوي ، صلب ، جامد ولكنه قاسي !!!

    قاسي القلب حتي ان القسوه هينه امام قسوته هو…

    تنهيده عميقه مثقله بالهموم والاوجاع خرجت من صدرها ، اخذت تضغط علي جانبي رأسها الذي يؤلمها بقوه ، تريد ان تنسي ما حدث ، تريد ان تفقد ذاكرتها وتلغي ما حدث من حياتها وتطرده خارج قلبها وتنساه ولكن كيف تستطيع ان تفعل ذلك وهو يجري في اوردتها كمجري الدم في العروق …

    كيف وهو بطل احلامها السابقه وكوابيسها الحاليه..

    كيف السبيل لطرد عاصيها من قلبها ؟؟ كيف؟؟؟

    اجفلت عندما استمعت الي صوت طرق علي باب غرفتها …

    مسحت دمعه خانتها وانحدرت علي وجنتها وهي التي اقسمت الا تبكي مره اخري ولكن دايماً ما تخونها دموعها …

    حممت تجلي حنجرتها وهتفت تجيب الطارق وهي تحكم لف الوشاح الصوفي حول جسدها: yes Ann,coming.

    فتحت الخادمه الباب وتحدثت باحترام: sorry madam,the sir is coming now and he is waiting you in the living room….

    اجابتها بهدوء: Ok Ann, I’ll be there after 10 min…

    اومأت الخادمه وانصرفت بهدوء كما دلفت بهدوء.

    وقفت غفران لثواني تتطلع في اثرها ثم ذهبت بخطوات آليه تبدل ملابسها وهي تجبرنفسها علي النزول لمقابلته فهو فعل الكثير من اجلها اكراماً لجدها ، علي الرغم من ان حدث الانثي بداخلها يخبرها ان هناك شيء يكنه لها ….

    فهي لم تراه منذ ان اخرجها من مصر وآتي بها الي ييته هنا ، الا انه لا ينفك ان يتصل بها يوماً للاطمئنان عليها وعلي احوالها!!!!

    فهو علي الرغم من عدم تجاوزه الحدود معها في كل مره يتصل بها الا ان قرون استشعار الانثي بداخلها تخبرها ان هناك شيء يحدث معه متعلق بها ….

    بعد عشر دقائق كانت تقف في غرفه المعيشه ، تنظر الي ظهره العريض الموالي لوجهها …

    هتفت بنبره رقيقه وصلت الي مسامعه كنسمه صيف بارده اثلجت روحه المشتعله في حر اغسطس الشديد عندما تنبهت حواسه لقدومها ولم يقوي علي الاستداره لها حتي لا تفضحه عيونه: حمد الله علي السلامه….

    ابتلع حلقه الذي جف فجأه واستدار اليها محاولا قدر الامكان الا يظهر اي من مشاعره المضطربه عليه هاتفاً بابتسامه محرجه: الله يسلمك…

    صمت لثواني يتشرب جمال ملامحها الرقيقه رغم من ذبولها ….

    شتم عاصي في سره ونعته بافظع الصفات ، كيف لرجل مثله ان يطلق امرأه مثلها؟؟؟؟

    امرأه جميله رقيقه تجمع بين الانوثه والبراءه معاً …

    هو لا يعرف السبب الذي جعله يطلقها ، فقط علم منها ومن جدها انهم اختلفوا وحدث الطلاق وانها تريد ان تبتعد عن البلاد دون ان يعلم احد مكانها حتي تضع مولادها ….

    وعند هذه الخاطره شعر بخنجر يطعن قلبه الذي تمرد عليه وعشقها في غفله منه …

    فهي حتي وان تطلقت من عاصي الجارحي سيظل هناك رابط يجمع بينهم الي الابد غير صله الدم والقرابه التي بينهم …

    فهي تحمل في احشاؤها قطعه منه ستربط بينهم الي اخر العمر وهو من خلال معرفته بعاصي يدرك تمام الادراك انه لن يتخلي عنها بسهوله !!!!

    نفض تلك الافكار من راسه وهتف بنبره معتذره: انا اسف اني جيت من غير معاد … بس الحج منصور يلغني انه هيوصل هنا انهارده ..

    فانا كنت في باريس بخلص شغل وقلت لازم اكون في استقباله لما يوصل ….

    اجابته غفران برقه: مفيش داعي للاسف ، ده بيتك واحنا ضيوف عندك …

    ثم تابعت تضيف بامتنان حقيقي : كفايه اللي انت عملته معايا ووقفتك جنبي ..

    انا مش عارفه من غير مساعدتك ليا انا كنت هعمل ايه…انا بجد متشكره علي كل حاجه عملتها لي يا آسر !!!!

    ارتسمت ابتسامه جذابه علي شفتيه وهي يستعذب حلاوه اسمه من بين شفتيها …

    تحدث ولازالت الابتسامه مرتسمه علي شفتيه: مفيش شكر علي واجب يا غفران …!!!

    انتي ما تعرفيش غلاوه الحج منصور عندي قد ايه ..

    ده لولا اللي عمله معايا زمان ووقوفه جنبي كان زمان كل حاجه راحت مني واسم عيله الراوي مكانش له وجود دلوقتي …

    علشان كده انا مستعد اعمل اي حاجه ارد بيها ولو جزء بسيط من افضاله عليا…

    ابتسمت بفخر علي حديثه عن جدها وهتفت تعقب بحب: جدو ده رجل مفيش منه اتنين .. انا من غيره اضيع .. قالت كلمتها الاخيره بحزن ضرب الواقف امامها في منتصف قلبه ..

    فرد عليها بمشاعر حب حقيقه: ربنا يبارك في عمره احنا كلنا معاكي ورهن اشاره منك …

    صمتت ولم ترد علي حديثه الذي فهمت مقصده….

    تنحنح آسر ونظر في ساعه يده وهتف مغايراً مجري الحوار : انا لازم اتحرك دلوقتي لان طياره الحج منصور قدامها ساعه وتوصل …

    اشوف وشك بخير …

    قالها وانصرف من امامها مجبراً قدميه علي التحرك تاركاً قلبه معها …….

    ………………………..

    بعد ساعتين كان آسر يقود سيارته عائداً الي بيته الريفي حيث توجد غفران ، ويجلس بجانبه الحج منصور وآدم في المقعد الخلفي….

    هتف آسر مرحباً به بحفاوه حقيقه : نورت سويسرا كلها ياحج منصور …

    اجابه الحج بامتنان حقيقي:الله يعزك يا آسر يا ابني ..

    ثم تابع بيعض اللوم: مكانش له لزوم تتعب نفسك وتيجي تستقبلني ، انا كنت هاخد اي ليموزين من المطار…

    رد آسر معاتباً اياه: وده معقول يا حج منصور ، ده انا اسيب اللي ورايا واللي قدامي واجي لك من اخر الدنيا انت مقامك كبير اوي عندي وحضرتك عارف ده كويس …

    ده انت لولا وقفتك جنبي وتسديدك لديون ابويا الله يرحمه اللي ضيع بيها شقي وتعب جدي اللي هو صاحب عمرك ، علي القمار والنسوان ، كان زماني عيل صايع مالوش مستقبل…

    انا لحد دلوقتي مش عارف ارد جميلك ده ازاي ياحج…

    ربط الحج منصور علي كتف آسر بمحبه هاتفاً بابوه: عيب ما تقولش كده يا آسر انت في غلاوه عاصي ..

    وجدك الله يرحمه كان صاحبي الوحيد وعشره عمري علشان كده مقدرتش اشوف شقي عمره بيضيع قدام عيني وانا عارف هو تعب فيه قد ايه واقف اتفرج …

    وبعدين انا لما احتاجت لك ما اترددتش لحظه وطلبت منك انك تساعدني ….

    لانك الوحيد اللي هقدر آتمنه علي حفيدتي وانا مطمن وكمان علشان عاصي ما يعرفش يوصل لها …

    وانت بعلقاتك قدرت تطلع لها باسبور باسم تاني غير اسمها علشان تعرف تسافر ..

    وانت اخر واحد ممكن عاصي يفكر اني ممكن الجأ له لان هو مفتح عينيه عليا كويس ومتاكد اني عارف مكان غفران !!!!

    طحن آسر دروسه بغيظ عند ذكر اسم غريمه وهتف يساله بنبره خشنه : اومال حضرتك سافرت ازاي ؟؟

    اجابه الجد بنبره مكره: انا برضه منصور الجارحي ولف عاصي وعشره زيه علي صوابع ايديه…

    وبعدين انا مسافر اعمل الcheck up بتاعي اللي بعمله كل سنه في نفس المعاد هنا في سويسرا وآدم معايا علشان مابقاش لوحدي ….

    هتف آدم بنبره مرحه وهو يصفق بيديه بقوه: الله عليك يا جارحي يا كبير، ده انت دماغك دي الماظات علي رأي حزلقوم!!!

    ضحك آسر بصخب علي حديث آدم المرح ، بينما الجد هتف يمازحه بشقاوه: اومال يا بني الشيبه دي مش من شويه مش زيكم انتوا عيال لسه عودها اخضر…

    هتف آسر وآدم معاً في نفس الوقت: ربنا يخاليك لينا ويديك الصحه ……

    اوصلهم آسر الي بيته ثم تركهم ورحل عائداً مره اخري الي باريس حتي يترك لهم مساحه من الخصوصيه…..

    بعد فتره كانت تجلس في غرفه المعيشه تتوسط جدها وآدم الذي لا يستطيع ان يكتم حزنه علي حالها داخله اكثر من ذلك ، وهتف يتحدث بنبره معاتبه: شوفتي اخره عنادك وعدم سمعانك الكلام يا غافي وصلك لفين …..

    انا حذرتك وقلت وانتي ما سمعتيش كلامي والواطي اللي اسمه مازن ده لعبها صح لولا اني كنت عارف انا وصاحبتك محدش عارف كان ممكن يحصل لك ايه!!!

    نظرت له غفران بحزن وهتفت بنبره مجروحه: دلوقتي انا بس اللي غلطانه ، كلكم جايين عليا ومغلطني !!!!

    ثم تابعت تضيف بألم وصوتها يزداد ارتفاعاً من شده غضبها : وهو ؟؟ هو مغلطش لما رفض انه يصدقني وقام راميني تحت رجلين جدي كانه ما صدق يخلص مني ؟؟؟

    محدش فيكم حاسس بيا وهو بيدوس علي قلبي وكرامتي تحت رجليه ….

    هتف ادم بنبره موجوعه وهو يقترب منها ويضم راسها داخل حضنه: مين قالك كده بس … احنا كلنا هنموت عليكي وزعلانين علشانك واولنا عاصي اللي هيتجنن عليكي من بعد ما عرف الحقيقه…

    ده بيدور عليكي زي المجنون… ده انتي لو شوفتيه مش هتعرفيه ….

    آنخرطت في البكاء داخل صدره وقد آلمها قلبها علي حاله….

    هتف الجد بصوت هاديء قوي: اسمعيني كويس يا غفران …

    خرجت من حضن آدم ونظرت الي جدها تستمع الي حديثه العام…

    هتف الجد بعاطفه جياشه: انتي عارفه انتي غاليه عندي قد ايه انتي وعاصي…

    انتوا الاتنين اللي فاضلين ليا في الدنيا بعد كل حبايبي ما راحوا …

    وعارفه كمان اني مرضاش بالظلم لا ليكي ولا له ….

    واللي حصل ده انتوا الاتنن مسؤلين عنه ..

    واذا كنت ساعدتك علشان تبعدي الفتره دي فده علشان انا كنت بحميكي من اللي عمل فيكي كده ، لاني معرفش هو مين ولا ممكن يعمل فيكي ايه…

    مش كنت بحميكي من عاصي ، علشان عاصي مهما حصل عمره ما هيأذيكي لانه بيحبك والرجل لما بيحب عمره ما بيأذي….

    انتفضت واقفه بغضب بعد حديث جدها هاتفه باستنكار: بيحبني!!!!

    انت لسه بتقول انه بيحبني بعد اللي عمله فيا….

    هتف الجد بنبره قويه قاطعه: عاصي مش غلطان لوحده، انتي كمان غلطانه زيه واكثر …..

    غلطتي لما اتصرفتي من دماغك وخبيتي علي جوزك انك بتروحي للدكتوره علشان خايفه لا تكوني مش بتخلفي ….

    غلطي لما كنتي بتنامي جنبه علي نفس المخده وانت مخبيه عليه سرك …

    غلطي في كل مره خرجتي فيها من غير اذنه ومن غير ما يعرف انتي فين …

    غلطتي لما كدبتي عليه في كل مره تقولي له انك في مكان وانتي عند الدكتوره …

    غلطتي لما خبيتي خوفك وقلقك عنه وما شاركتيهوش في مشاكلك ومخاوفك…

    الجواز مش لعبه ولا كلام حلو ورومانسيه وبس..

    الجواز حياه وشركه بين اتنين ، عقد بيمضوه علي عمرهم هما الاتنين ، ببتشاركوا فيه المر قبل الحلو، بيتشاركوا فيه كل حاجه واي حاجه حتي لو كانت تافه من وجه نظرك ، بس لازم تتشاركوها سوا علشان حياتكم تنجح وحبكم يقوي ويعيش…..

    كانت تنحب بصمت وهي تستمع لكلام جدها ولحقيقه ما فعلته عندما اخفت الحقيقه عن زوجها ، ولكنها فعلت مل فعلت بدافع عشقها له وخوفها عليه…:

    هتفت تعقب علي كلام جدها بانتحاب: انا … انا …عملت كده علشان بحبه وخوفت عليه …

    هتف الجد بهدوء: خوفتي عليه من ايه؟؟

    اجابته وهي لازالت تنتحب: خوفت … خوفت اكون مش بخلف ومقدرش اسعده واخلف له طفل يشيل اسمه …

    ما كنتش هقدر استحمل انه يعرف اني مش بخلف…

    هدر الجد بغضب من غباؤها : وانتي ليه حكمتي انك مش بتخلفي مش جايز هو اللي يكون مش بيخلف!!!

    نظرت له بغباء وهتفت بجهل خجل: از … ازاي بس يا جدو ….

    وهو ….هو كويس جداً …يعني ..اقصد …

    ابتسم الجد علي طيبتها وسذجاتها وربط بحنو علي كتفها وهو يضمها برفق الي صدره هاتفاً بحنو: يا حبيبتي موضوع الخلفه مالوش علاقه ان الرجل كويس مع مراته ولا لاء…

    يعني هو كان ممكن ما يكونش بيخلف…

    وعلشان انتي اتصرفتي لوحدك وعلشان بتحبيه وقعتي نفسك في مصيبه ، لولا ستر ربنا وانك كنتي معرفه سوار صاحبتك وقلتي لادم لما وصلك رغم ان الاتنين حذروكي من انك تخبي علي جوزك …

    الله اعلم ساعتها كنتي هتطلعي من المصيبه دي ازاي…

    هتفت بدموع حارقه وهي تتذكر ما عمله عاصي معها : ايوه يا جدو بس هو كمان طلقني علي طول كانه ما صدق وما حاولش حتي يسمعني…

    زفر الجد تنهيده حارقه مثقله بالهموم وهتف يجيبها بخبره رجل عجوز: شوفي يا حبيبتي ، الرجل غير الست خصوصاً في مساله الغيره والشرف…

    مش معني كده اني بقول ان الست لازم ترضي بخيانه جوزها ليها ، لا الرجل لما بيفكر يخون مراته يبقي عمره ما حبها …

    لكن اللي اقصده ان الست مشاعرها هي اللي بتتحكم فيها عكس الرجل ، الرجل اللي بيتحكم فيه رجولته وكرامته خصوصاً احنا الرجاله الشرقيين دمنا حامي وبنغير علي اهل بيتنا اوي…

    هو اتسرع وطلقك لانه شاف ان هو ده الحل الوحيد الذي يحفظ بيه كرامته ورجولته اللي اتهانت في الارض ….

    صمت قليلاً يلتقط انفاسه ثم تابع يضيف مقراً بحقيقه:

    في رجاله في مواقف زي دي ما بيفكروش وممكن في لحظه يقتل مراته وعشيقها والعياذ بالله ، والقانون بيبقي في صفه ومش هيتحبس فيها ساعه واحده لانها مساله شرف…!!!

    وعلي قد حبه ليكي علي قد ما الجرح جواه كبير …

    علشان كده بقولك ان انتوا الاتنين غلطوا وانتوا الاتنين لازم تدفعوا تمن غلطتكم في حق بعض علشان ما تكرروش الغلط ده تاني ….

    ردت عليه بنبره حاسمه : انا خلاص مش عاوزه عاصي !!!

    زوي الجد ما بين حاجبيه وسالها بعدم فهم: يعني ايه؟؟

    اجابته بنبره قاطعه: يعني مش عاوزاه هو طلقني وخلاص خلصت لحد كده..

    هتف الجد مستنكراً بتساؤل: وابنه؟؟

    اجابته بجمود وعناد : مالوش ابن عندي.. ده ابني انا.

    هتف الجد بنبره غاضبه: انتي اتجننتي !!!

    ده ابنه زي ما هو ابنك بالظبط ومش من حقك تحرميه منه مهما حصل بينكم ، حتي لو حياتكم انتهت مع بعض لحد هنا برضه هيفضل ابنه….

    وانا مش هسمح لك تبعديه عنه طول ما انا عايش …

    عاوزه تاخدي حقك من عاصي علي اللي عمله فيكي براحتك ومش همنعك من ده لاني زي ما قلت هو كمان غلط ، بس مش ابنه هو التمن ….

    انه يتحرم من ابنه يكون تمن انتقامك منه…

    فهماني يا غفران !!!

    هتفت غفران بكبرياء مجروح: يا جدي افهمني …

    انا اه مش هنكر اني غلط زي ما حضرتك قلت وان انا حسبتها غلط لما خبيت عليه ، وبرضه مش هنكر اني اقتنعت بوجهه نظرك عن طبيعه الرجل في مساله الخيانه والشرف دي….

    بس انا مجروحه من عاصي اوي، فكره انه طلقني ورماني بسهوله دي جرحاني ….

    هتف الجد بمهادنه: يا بنتي ما انا فهمتك هو عمل كده ليه….

    قالت بكرامه مجروحه: يا جدي انا فهمت ، بس في حاجات بيني وبين عاصي محدش يعرفها ، وكفايه اني اقولك ان لو حصل في يوم ورجعت لعاصي فانا هرجع له بعد ما يثبت لي ان هو راجع لي علشاني انا علشان عاوزني انا ، مش علشان خاطر ان انا بنت عمه ومفروضه عليه ، او ان انا ام ابنه…

    انا هرجع له لما احس فعلاً انه عاوزني لشخصي انا وبكامل ارادته….

    تحدث الجد بقله حيله ، فهو يعطيها الحق في الجزء الخاص بكرامتها وحقها في احساسها بحبه لها لشخصها وليست مفروضه عليه كما قالت: طب وده هيحصل ازاي وانتي مختفيه وبعيده عنه ومش مدياله فرصه يصلح غلطته….

    اجابته غفران بجمود: هيحصل لما الاقي نفسي عندي القدره علي مواجهته ، لكن دلوقتي انا معنديش القدره دي …

    انا محتاجه اعيد حساباتي مع نفسي مره تانيه ، محتاجه اكون غفران جديده غير غفران اللي مشيت مطروده من القصر ….

    ووقت ما يحصل ده هتلاقيني بكلمك واقولك اني هرجع…

    وما تقلاقش يا جدي انا مش ناويه اطول كتير ، ده غير ان انا مش ناويه احرم ابني من ابوه….

    قالتها وهي تقطع وعد علي نفسها ان تاخد حقها من كل من أذوها واولهم هو عاصي قلبها ستجعله يبكي ندماً علي ما فعله بها ، ستجعله يطلب غفرانها ويسعي اليه ولن يجده بسهوله……

    …………………………..


    يتبع…رواية غفران العاصي الحلقة العشرون

    بعد خمسه اشهر ……

    باعصاب تكاد تنهار من شده التوتر والانفعال، وبقلب يخفق بعنف داخل قفصه الصدري حتي ان دوي صوته يكاد يصم ادنيه من قوه صوتها الهادر….

    بانامل مرتعشه فتح باب الحجره ودخل بخطوات حثيثه ترتعد من فرط الاثاره والترقب لما هو آتً….

    لمحها نائمه تتوسط الفراش وملامحها الملائكيه الرقيقه مجعده بألم ….

    اقترب حتي وصل امام الفراش ووقف يلتهمها بعينيه المتعطشه لرؤيتها والمشتاقه لملامحها ….

    خفق قلبه بجنون وهو يراها اخيراً امامه بعد شهور من العذاب والفراق !!!!

    تحرك ببطيء يقترب اكثر ونظراته مثبته فوقها ، لم يرمش له جفن وهو يتأملها ، يخشي لو رمش بعينيه تختفي من امامه…

    جلس علي طرف الفراش بجانبها ، وقلبه يكاد يخرج من موضعه وهو غير مصدقاً انه قريب منها الي هذا الحد …

    رفع يده يتحسس وجنتها الرقيقه ويزيح بعضاً من خصلاتها الفحميه الملتصقه بجبينها….

    انحني بجسده فوقها طابعاً قبله حاره مشتاقه فوق جبينها !!!!

    زف انفاسه براحه بعدما استنشق رائحتها التي اشتاق لها حد الجنون ، وقد اكتشف انه يحبس انفاسه داخل صدره منذ رؤيتها….

    اخذ يمطر وجهها وجفنيها المغمضين ووجنتيها بوابل من القلبلات الرقيقه التي كانت تحط علي بشرتها كنسمه هواء بارده لطيفه تلفح وجهها ….

    ضم جسدها لجسده في عناق قوي مشتاق ، مشتاق وملتاع بعدد الثواني والدقائق التي قضاهم بعيداً عنها وعن حضنها ….

    صوت ناعم رقيق كمواء القطه الصغيره بجانبه ، جعلته يترك حضنها علي مضدد وينظر الي تلك القطعه الصغيره من اللحم الملفوفه في بغطاء ابيض صغير موضوعه في فراش صغير بجانبها…

    تحرك صوب ذلك الفراش الصغير ونظر بداخله الي ذلك الملاك البريء الذي اخذ يصدر اصوات رقيقه دليلاً علب استيقاظه!!!

    لمعت الدموع داخل مقلتيه وهو يمد يديه يحمله وقلبه برتجف بعنف من هول الموقف …

    خفق قلبه يهدر داخل صدره وهو يحمل بين يديه قطعه من روحه ورح غفرانه …..

    ضمه الي صدره بقوه يغمره داخل احضانه ولم يستطع في تلك اللحظه السيطره علي دموعه التي حارب منذ وصوله ان يحبسها داخل مقلتيه…

    رفع عينيه المغرقه بالدموع الي السماء شاكراً ربه يحمده علي ما منحه اياه….

    ظل دقائق يضم صغيره داخل احضانه حتي هدأ وعاد الي النوم مره اخري وكأن الصغير قد شعر به وعرفه.

    وضع الصغير في فراشه بعدما غفي بين يديه طابعاً قبله عميقه علي جبينه ، ثم استدار عائداً الي معذبته سبب سعادته وشقاؤه…

    اقترب بوجهه منها سانداً جبينه علي جبينها مستنشقاً انفاسها العطره التي اشتاقها حد الجنون ، هامساً امام شفتيها حبيبتاه: وحشتيني… وحشتيني يا غفراني…

    ابتعد عنها عندما شعر بها تأن بوجع ويبدو ان تأثير المخدر بدأ في الانسحاب من جسدها دلاله علي استعادها لوعيها !!!!

    تململت في نومتها وابتسامه سعيده مرتاحه زينت محياها وهي تنطق بأحب اسم الي روحها : عاصي!!!!

    رمشت بعينها عده مرات قبل ان تفتحها علي وسعها وتنظر الي سقف الغرفه الابيض لثواني لتستجمع عقلها…

    حركت رأسها الي الجانبين تبحث بعينيها عنه ولكنها لم تجد الا الفراغ يحيط بها ، والغرفه خاليه لا يوجد بها شيئاً سوي مهد الصغير !!!!

    خرج صوتها ضعيفاً متحشرجاً من ألم الجرح وهي تناديه: ع عاصي … عاصي!!

    زمت شفتيها بخيبه امل واحباط عندما اجابها الفراغ حولها ووجدت ان ما شعرت به من ثواني ما هو الا حلم جميل كانت تحلم به وتتمني ان يكون حقيقه…

    تتمني ان يكون عاصيها بجانيها وبجانب طفلهم الذي وصل منذ بضعه ساعات الي الدنيا…

    ولكن كيف يكون حلم وهي شعرت به يقبلها ويضمها الي صدره ؟؟؟

    كيف يكون حلم ورائحته التي تعشقها وتدمنها تمليء الغرفه حولها ؟؟

    الهذه الدرجه اشتاقت اليه حتي انها وصلت لحد الهلوسه وتعتقد ان حلمها حقيقه ؟؟؟

    رفعت يدها تمسح بها دمعه حزينه انسدلت علي وجنتها ، قطبت جبينها وهي تقرب يدها من انفها تشتمها بتدقيق مما جعل عينها تجحظ حتي كادت ان تخرج من محجريها، فقد كانت رائحته عالقه في يدها بقوه!!!!

    في مكان منزوي خلف المشفي التي ترقد بها غفران وصغيرها في سويسرا….

    يقف متخصراً وشعوره بالغضب والعجز يكاد يقتله…

    غضب منه ومنها وعجز بسبب القيود المفروضه عليه وتكبله وتمنعه عن الوجود بجانبها ….

    يد وضعت علي كتفه تربط علي بمواساه جعلته تستدير ينظر لصاحب تلك اليد بامتنان : انا مش عارف اشكرك ازاي يا آدم بجد ، جملك ده في رقبتي لحد ما اموت…

    هتف آدم بمرحه العتاد كاسراً حده الحزن والالم الذي يشعر بها عاصي : عد الجمايل يا عم ،علشان تعرف بس قيمتي ، وترحمني من ايدك اللي زي المرزبه اللي كل ما تشوفني تلعب البخت في وشي…/

    ابتسم عاصي ابتسامه حزينه وهتف مؤكداً: طول ما انت ما بتقربش منها ايدي مش هتلعب البخت في وشك …

    ثم رفع قبضته وكانه هيلكمه هاتفاً بنبره محذره: انما لو قربت منها هاااا….

    تصنع آدم الخوف وابتعد عنه خطوتين للخلف: يا عم ولا هقرب ولا نيله انا بعيد اهو ….

    ثم تابع يضيف بجديه: المهم دلوقتي ، انت لازم ترجع مصر دلوقتي ، زمان غفران فاقت وانا لازم اطلع لها علشان ما تحسش باي حاجه …

    وانت مهما حصل اوعي حد يعرف اني كلمتك وخاليتك تيجي علشان تشوفها وتشوف ابنك …

    ثم تابع مؤكداً : وخصوصاً جدي انا معرفتوش ان اني اعرف مكان غفران …

    انا قلت له اني مسافر في شغل …انا عارف ان غفران بتكلمه وبطمنه عليها بس مش عارف هي قايله له علي مكانها ولا لاء…

    اومأ عاصي موافقاً علي كلامه : من الناحيه دي ما تقلاقش ، بس انا عاوز اعرف هي قاعده هنا عند مين وايه اللي خلاها تيجي سويسرا بالذات…

    اجابه آدم كما اتفق مع جده: هي قالت لي انها ليها واحده صاحبتها من ايام الجامعه عايشه هنا مع اهلها وهي الوحيده اللي فكرت فيها لما قررت تبعد واختارت هنا علشان محدش فينا يعرف مكانها …

    وهي لما كلمتني بعد سفرها بثلاث شهور قالت لي علي مكانها وقالت لي ان انا الوحيد اللي عارف وآتمنتني علي سرها وانا حافظت علي سرها …

    ولما اتحدد معاد ولادتها كلمتني علشان اكون معاها …

    بس لما جيت ولقيتها تعبانه والدكتور بتاعها قال انها حالتها صعبه وهيضطر يدخلها العمليات لو الجنين فضل علي وضعه وماتحركش علشان تولد طبيعي …

    ساعتها حسيت انه لازم اكلمك وتكون جنبها هنا حتي لو هي معرفتش ….

    وكأن ربنا كان رايد لك انك تحضر الولاده وخالاك تسافر لندن امبارح مخصوص علشان تكون قريب منها وتلحق تيجي لها …

    اومأ له عاصي بشرود وهو يتذكر ما حدث في خلال السويعات السابقه منذ ان هاتفه آدم واخبره ان غفران تلد وهي موجوده في سويسرا وحالتها صعبه…

    لا يعرف كيف تحرك من منزله وذهب الي المطار وقام بالعديد من الاتصالات ببعض معارفه من ذوي السلطه بحكم انه رجل اعمال وله استثمارات في لندن والتي سهلت عليه الحصول علي طائرة خاصه ونقلته الي سويسرا في الحال …

    وكيف كان يعد الساعات وقلبه يكاد يتوقف في الثانيه الف مره من خوفه عليها وفي نفس الوقت من فرحته بانه اخيراً استطاع معرفه مكانها والوقوف بجانبها لحظه ولادتها لابنهم …

    لكنه وصل وقد كانت وضعت مولودهم بالسلامه وترقد نائمه في غرفتها ….

    فاق من شروده هاتفاً بتصميم وهو ينظر الي آدم : بس انا مش هقدر امشي واسيبها يا آدم ، انا لازم اقابلها واتكلم معاها علشان نصلح اللي حصل وترجع معايا ../

    انا مش بعد ما لقيتها هقدر ابعد واسيبها هي وابني..

    مش هقدر…

    تحدث آدم محاولاً اقناعه: انا عارف ومقدر كل اللي انت بتقوله ، بس مش دلوقتي ..

    اديها فرصه تفوق من الولاده وحالتها تتحسن وانا اوعدك اني هكلمها واقنعها انها لازم ترجع وان مكانش علشان اللي بينكم ، هيبقس علشان خاطر ابنكم اللي مالوش ذنب في اللي بيحصل ده …

    بس دلوقتي هيبقي صعب وعلشان كمان ماتطلعنيش عيل قدامها واني مقدرتش احافظ علي سرها …

    احسن ما تاخد ابنها وتروح في مكان احنا منعرفوش وساعتها هنكون خسرنا كل حاجه…

    انا عارف اني بطلب منك حاجه صعبه بس معلش انت الرجل ولازم تستحمل شويه علشان تكونوا مع بعض في الاخر ….

    وما تقلاقش عليهم انا هكون معاها الفتره اللي جايه علي طول وهطمنك عليهم باستمرار….

    علي مضدد وافق عاصي علي حديثه خاصه عندما تطرق الي موضوع اختفاؤها مره اخري …

    تحرك عاصي مغادراً بعد ان اجبر خطواته علي التحرك بعد ان آصر علي دفع تكاليف المشفي بالكامل واعطي لآدم مبلغ مالي كبير واوصاه باعطاؤه لها حتي تصرف منه كيفا تشاء فهو لن يسمح لاحد مهما كان حتي هو ان يصرف علي زوجته وابنه ….

    كما اوصي آدم عليها وعلي رضيعه وان يقوم بالاتفاق مع شركه آمن خاصه تكون ملازمه لها وللبيت الذي تعيش فيه فهو لا يشعر بالاطمئنان عليها وهي ليست بجانبه …

    التفت عاصي الي صوت آدم الذي صدح من خلفه ينادي عليه قبل ان يستقل السياره التي ستقله الي المطار ، ناظراً اليه بعدم فهم…

    هتف آدم بابتسامه شقيه وهو يقف واضعاً يديه داخب بنطاله: علي فكره غفران هتسمي البيبي عمر زي ما اتفقتوا …” عمر عاصي الجارحي “!!!!

    ابتسامه سعيده ارتسمت علي محياه اثلجت روحه وانعشت قلبه وقد تاكد ان غفرانه لازالت تعشقه وتريده كما هو يعشقها ومدلهاً في حبها …

    ولكن صغيرته تريد ان تاخد بحقها منه وتعذبه كما عذبها وهو اكثر من مرحب بعذابه مدام سيكون علي يدها هي غفرانه …

    رفع يده يشاور لآدم يحيه قبل ان يستقل السياره ويرحل تاركاً خلفه قلبه وقطعه من روحه هنا ….

    بادله آدم التحيه وانتظر حتي توارت سياره عاصي عن عينيه واخرج هاتفه واتصل علي جده يبلغه باخر التطورات كما اتفق معه: ايوه ياجدي ، اطمن كل اللي حضرتك قلت عليه حصل وعاصي جيه وحضر ولاده ابنه وان شاء الله قريب كل حاجه هتم زي ما انت خطط لها بالظبط…

    والحمد الله ان ده حصل في الوقت اللي آسر مش موجود فيه هنا …

    اجابه الجد ضاحكاً بمكر : وانت فاكر ان حاجه زي دي هتفوتني برضه….

    ضحك آدم بصخب علي ذلك العجوز الماكر : عليا النعمه انت مدرسه يا جدي واحنا بنتعلم منك…

    قالها وهو يستدير عائداً الي داخل المشفي قاصداً حيث غفران ….

    خرجت سياره عاصي من بوابه المشفي الكبيره في طريقها الي المطار ومرت من جانبها في نفس الوقت سياره اخري قادمه من المطار يجلس بداخلها آسر بعدما علم من مديره منزله ان غفران في المشفي وقد جاءتها آلام الولاده فجأه فقام بالغاء كل ارتباطاطه واستقل اول طائره قادمه الي هنا ……

    طرق آدم علي غرفتها قبل ان يدلف اليها بعدما علم باستيقاطها من الممرضه …

    هتف ببشاشه وهو يقترب منها طابعاً قبله اخويه علي جبينها: حمد الله علي سلامتك يا ام سحلول…

    ابتسمت غفران بألم وهي تعتدل في جلستها هاتفه بنزق: الله يبارك فيك يا بايخ …

    تحدث آدم بمزاح وهو ينظر الي الصغير النائم في مهده: انا اللي بايخ ولا سحلول ابنك اللي مكانش عاوز ينزل ، هقول ايه طالع دماغه ناشفه زي ابوه..

    قالها وهو يرمقها بنظره جانبيه من عينه …

    ابتسمت غفران بحزن وكم تمنت لو كان ما حلمت به حقيقه …

    نظرت الي آدم تساله باهتمام : بقولك يا آدم هو في حد غيرك دخل هنا وانا نايمه…

    ابتلع آدم ريقه الذي جف فجأه وشعر بالتوتر من انها قد تكون علمت بوجود عاصي !!!!

    قطب آدم جبينه وسألها مدعي عدم الفهم: حد ؟؟ حد زي مين ….

    اجابته غفران بمراوغه : معرفش انا بسأل .. اصل انا اتهيأ لي ان حد دخل عليا الاوضه وانا نايمه ، فكنت عاوزه اتاكد مش اكتر …

    اجابها آدم بنفي محافظاً علي ثباته الانفعالي امامها حتي لا يفتضح آمره: مفيش حد دخل هنا غير الدكتور والتمريض وبس وانا كنت واقف بره مستني لما تفوقي ….

    اومأت له غفران باحباط وقد ايقنت انها كانت تعيش حلم جميل وان عقلها الباطن هو الذي خيل اليها انه كان هنا …

    رفعت يدها الي انفها تشتمها للمره التي لا تعرف عددها علها تاكد لها ظنونها ، وهتفت تحدث نفسها شكلك اتجننتي يا غفران من كتر ما هو واحشك ، ولا ده يمكن علشان انا كنت حاضنه قميصه ومغرقاه بريحته قبل ما يجيلي آلم الولاده…..

    طرقات خافته علي باب الغرفه مصحوبه بصوت آدم الذي آذن للطارق بالدخول جعلها تفوق من شرودها وتطلعت تنظر الي الباب الذي دلف منه آسر حاملاً معه باقه كبيره من الورد الاحمر الجوري وعلي وجهه ابتسامه سعيده بسلامتها رغم نظره الخوف والقلق اللامعه داخل مقلتيه والتي التقطتها عيون آدم علي الفور….

    هتف آسر بنبره حاول جعلها طبيعيه حتي لا تظهر عليه مشاعره خصوصاً في وجود آدم ولكن غصب عنه خرجت منه قلقه مغلفه بالاشتياق: الف حمد الله علي سلامتك يا غفران …يا رب تكوني بخير دايماً..

    قالها وهو يمد له يدها بباقه الزهور ، فتناولتها منه هاتفه بنبره متعبه: الله يبارك فيك يا آسر ، تعبت نفسك …

    قالتها وهي تمد يدها بالورد لآدم الذي اخده منها ووضعه في احد اركان الغرفه كاظماً غيظه من آسر فهو من ساعدهم في اختفاءها ، رغم ان قرون الاستشعار لديه تلتقط اشارات اعجابه بغفران !!!

    تحدث آسر بحب: تعبك راحه يا غفران … اومال فين البيبي عاوز اشوفه…

    جاء صوت آدم من خلفه هاتفاً بمرح وبنبره ذات مغذي وهو يشير الي مهد الصغير: نايم اهو نوم الظالم عباده ، انا مش عارف كان عندنا نسخه واحده من عاصي الجارحي دلوقتي بقوا اتنين عاصي الكبير وعاصي jonuir!!!

    ابتسم آسر نص ابتسامه ولم يعلق ..!!!

    بينما اتسعت ابتسامه غفران هاتفه بعيون تلتمع بسعاده: بجد .. بجد يا آدم طالع شبه عاصي …

    اجابها آدم وهو يمد يديه يحمل الصغير بحرص من مهده ويقترب منها ويضعه داخل احضانها : شوفي بعينك يا ستي وانتي تحكمي ….

    تناولت صغيرها بحرص ولفت ذراعيها حوله تضمه الي صدرها ….

    شعرت بأروع شعور ممكن ان تحسه الانثي في حياتها عندما تحتضن قطعه منها كانت تعيش داخلها ورأتها بقلبها قبل عينيها…

    طبعت قبله رقيقه فوق جبينه الطري وانهمرت الدموع من عينيها ولكنها دموع فرحه وسعاده برؤيه وليدها النسخه المصغره من والده…

    نفس ملامحه ، شعره الناعم الكثيف ، انفه الدقيق ، جبهته العريضه ، حتي تقطيبه حاجبيه ورثها منه …

    نظرت الي صغيرها هاتفه بسعاده حقيقه : فعلاً يا آدم نسخه من عاصي ….

    قطب الصغير جبينه وتحرك بانزعاج بين يديها مما جعله صوره طبق الاصل من والده ، مما جعل ضحكات آدم تتعالي وهو يهتف مؤكداً علي حديثه: شوفتي مش قلت لك ؟ حتي تكشيرته نفس التكشيره..

    حتي دي اخدتها كمان من هولاكو !!!

    نظرت له غفران بتوبيخ ولم تتحدث وظلت تتفرس في ملامح صغيرها علها تشبع شوقها لوالده….

    شعرآسر بالغيره من سيره عاصي ، وهتف يسألهم باهتمام : هتسموه ايه بقي ؟؟

    اجابه غفران دون ان تنظر له: عمر …

    هتف آسر باستحسان : الله اسم حلو اوي …

    تحدث آدم قاطعاً عليه اي أمل: هو فعلاً اسم حلو ، عاصي وغفران كانوا متفقين عليه من زمان ….

    اومأ له آسر بصمت دون ان ينطق بحرف وقد ادرك ان آدم يريد توصيل رساله معينه له بأن الدخول بين عاصي وغفران ممنوع …

    ولكنه لن ييأس وسيحاول معها مدام الطريق امامه مفتوح ومدامت هي بعيده عن عاصي حتي بعد وجود ذلك الطفل بينهم ……

    ……………………………………

    يتبع….

    تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

     مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااا

    تعليقات