القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية غفران العاصى الفصل الاول والثاني بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

التنقل السريع

     


    رواية غفران العاصى الفصل الاول والثاني بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 





    رواية غفران العاصى الفصل الاول والثاني بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 




    الاول والثانى

    غفران الجارحي: فتاه رقيقه ، خجوله، طيبه .

    تبلغ من العمر عشرون عاماً يتيمه الوالدين ، جدها من قام بتربيتها ، تعشق ابن عمها عاصي وهو اسم علي مسمي ولكنه لا يراها ولا يشعر بها .

    عاصي الجارحي : الحفيد الاكبر لمنصور الجارحي، يبلغ من العمر ثلاثون عام .

    عصبي ، حاد الطباع، شرس ، لا يقبل ان يفرض رأيه عليه ، يدير املاك عائله المنصوري يقبضه من حديد.

    الجد منصور الجاريحي: يبلغ من العمر 76 عاماً يعشق احفاده بشده ويفعل كل شيء من اجلهم .

    طيب ، كريم الخلق، حاد الذكاء .

    دريه الجارحي: والده عاصي ، تبلغ من العمر خمسه وخمسون عاماً .

    امرأه حقوده ، طماعه تريد ان تظل ثروه الجارحي تحت سيطرتها وتسعي لتزويج ابنها من ابنه شقيقتها

    تكره غفران بشده….

    نسرين الحوفي: تبلغ من العمر سته وعشرون عاماً تعشق عاصي حد الهوس ، شريره ، طامعه ، مثل خالتها دريه والده عاصي.

    تكره غفران منذ طفولتها .

    الفصل الأول

    في احدي القصور العريقة المطلة علي شاطيء البحر المتوسط في ارقي احياء مدينه الاسكندرية …

    وتحديداً في قصر الجارحي ..

    احد اهم واكبر واشهر رجال الاعمال في الاسكندرية خاصةً ومصر عامةً…

    منصور الجارحي …..!!!!

    كان هناك حاله من الهرج والمرج داخل القصر والكل يعمل علي قدم وساق من اجل استقبال الحفيد الاول لمنصور الجارحي والرجل الثاني بعده في اداره امبراطورية الجارحي ” عاصي الجارحي “…..، بعد عودته اخيراً من العمل في الخارج في فرع الشركه الثاني في مدينه الضباب ” لندن” واستقراه في مصر بعد سفر دام لخمس سنوات لم يأتي خلالهم ولو لمره واحده منذ وفاه والده وشقيقه في حادث مأسوي!!!!

    تقف وسط بهو القصر تتحدث الي العاملين بالقصر تعطي لهم الاوامر بعجرفه وتعالي ، فلا احد من العاملين بالقصر يحبها بسبب غرورها ومعاملتها القاسيه لهم ….

    انها دريه الجارحي زوجه احمد الجارحي الابن الاكبر لمنصور الجارحي الذي تزوجته طمعاً في ثروة ونفوذ والده و……..؟؟؟

    هتفت بعجرفة: نعمات .. انتي يا نعمات .

    اجابتها مديره المنزل باحترام : افندم يا دريه هانم.

    دريه بعجرفه: عملتي كل اللي امرتك بيه ، مش عاوزه حاجه ناقصه ، عاوزه كل حاجه عاصي بيحبها تكون علي السفره ولو لقيت حاجه مش عجباني هطين عيشتك انتي واللي في المطبخ.. مفهوم !!

    اجابتها باحترام : مفهوم يا هانم …

    ياللا امشي من قدامي روحي شوفي شغلك وهاتيلي القهوه بتاعتي فوق في اوضتي …..

    قالتها وتحركت مغادره الي اعلي حيث غرفتها ، بينما اخذت الخادمه تتمتم بصوت منخفض : حسبي الله ونعمه الوكيل فيكي يا شيخه ربنا يريحنا منك ومن شرك ، مش كنتي انتي اللي موتي بدل احمد بيه الرجل الطيب السكره ولا حبيبي منصور اللي راح في عز شبابه …

    بقي بالزمه ده منظر واحده جوزها وابنها ماتوا ده احنا مقهورين عليهم لحد دلوقتي ومقلعناش الاسود الا من سنه مش هي اللي قلعته بعدها بكام شهر …

    يالا هقول ايه الحنيه ما بتتشحتش، اما اروح اعمل لها القهوه بدل ما تسمعني موشح كل يوم …..

    دلفت الخادمه الي غرفتها تحمل في يدها صينيه عليها قدحاً من القهوه وضعته علي المنضده الصغيره التي تتوسط كرسيين بجانب الشرفه والتفت مغادره بصمت كما تفعل دائماً بينما تقف دريه امام المرآه تتطلع الي هيئتها وهي ترتدي احد مجوهراتها الثمينه كعادتها فهي تعشق اقتناء المجوهرات ..

    ابتسمت برضا علي هيئتها ثم جلست ترتشف قهوتها باستمتاع….

    ثواني وهبت عاصفه هوجاء تقتحم غرفتها متمثله في ابنه شقيقتها نسرين ….

    النسخه المعدله والاكثر خبثاً ودهائاً منها !!!!

    والتي تعيش معها بعد انفصال والديها وزواج كل منهم وسفرهم خارج البلاد…

    انطي دريه ايه رايك في اللوك بتاعي حلو مش كده …

    وتسريحه شعري حلوه ولا ارفعه والميكب حلو ولا اخففه شويه ،ولا اقولك كده احسن انا عاجبني كده ، بس الاهم من ده كله هيعجب عاصي…

    انتي مش بتردي ليه يا انطي؟؟؟؟

    هو انتي مدياني فرصه علشان ارد ؛ عماله تتكلمي وتتحركي بسرعه …/

    اهدي شويه خاليني اشوف انتي عامله ايه في نفسك .

    قامت من جلستها ودارت حولها تقيمها بنظراتها المتفحصه من اعلاها الي اسفلها وعلقت باستحسان : قمر يا روح انطي .. تجنني .

    نسرين بسعاده ولهفه: بجد يا انطي …يعني هعجب عاصي وهلفت نظره اول ما يشوفني؟؟؟

    اجابتها دريه بثقه: طبعاً هتعجبيه هو هيلاقي ذيك فين في جمالك وفي حلاوتك وفي شياكتك …

    طالعه لخالتك … قالتها بغرور منقطع النظير وهي ترتخي في جلستها وتضع ساق فوق الاخري…

    جلست امامها نسرين وتحدثت بلهفه ووله: يا رب يا انطي يحس بيا بقي … انا بحبه اووووي اوووي وبحلم باليوم اللي هكون مراته وعلي اسمه ..

    قالتها بحالميه وهي تتخيل نفسها عروس ترتدي الثوب الابيض لفارس احلامها يخطفها علي حصانه الابيض !!!!

    اعتدلت دريه في جلستها وتحدثت بجديه: اسمعي كلامي وانتي تكسبي …عاوزاكي تلزقي لعاصي تبقي زي ضله ماتفارقيهوش لحظه ومش عاوزه شغل الجنان بتاعك ده ، تركزي وتبقي هاديه ، عاصي مش بيحب الدوشه ووجع الدماغ …

    وتعدلي طريقتك مع جده ومع غفران مش عاوزين مشاكل معاه ، انتي عارفه عاصي بيحب جده وبيحترمه قد ايه وبيخاف علي زعله ازاي ، ده غير ان الست غفران نقطه ضعف جده يعني لو ضايقتيها زي عادتك عاصي هو اللي هيقف لك وساعتها انتي الخسرانه …

    امتعضت ملامح نسرين عند ذكرها لغفران وهتفت بقرف: يا ساتر انا مش بكره في حياتي قد غفران دي رخمه وبارده دمها يلطش ….

    ازاي واحده زي دي تبقي حفيده الجارحي بجلاله قدره وتدخل المظبخ وتقف مع الشغالين تتكلم وتضحك عادي كده كانها واحده منهم لا وبتساعدهم كمان …

    ولا لبسها بلدي اوووووي ما يليقش بواحده زيها ابداً ده انا صحابي لما بيشوفوها بيفتكروها شغاله من الشغالين …

    فاكره انها كده متواضعه ….

    معرفش الكل بيحبها علي ايه !!!!

    جزت دريه علي اسنانها وهتفت بغل : طالعه زي اللي خالفتها …!!

    المهم اسمعي كلامي ونفذيه بالحرف وانا من ناحيتي هفاتح عاصي في موضوع جوازكم وانا واثقه انه مش هيرفض لي اي طلب اطلبه منه…….

    ………………….

    انتهي الجد منصور الجارحي من ارتداء ملابسه استعداداً للنزول الب غرفه مكتبه بالاسفل بنتظر قددم حفيده الغالي …

    ارتدي ساعته الانيقه التي تتناسب مع بدلته الغاليه ذات الماركه للعالميه فهو بالرغم من بلوغه الخامسه والسبعين من عمره الا ان لا يتخلي عن اناقته !!

    تناول عصاه المصنوعه من الابانوس الخالص ولها رأس علي شكل صقر مصنوعه من الذهب الهالص التي لا يتخلي عنها ابداً ….

    تحرك مغادراً غرفته ولكنه وقف ينظر الي الصور المعلقه علب حائط غرفته بنظرات حزينه مكسوره …

    ينظر الي صوره عشقه وعشره عمره وام اولاده زوجته الراحله وبجانبها صوره تجمع اولاده الراحلين ” احمد ومصطفي الجارحي”….وصوره اخري لحفيده الراحل ايضاً “عمر الجارحي ” شقيق عاصي الاصغر ….

    تنهد بحزن وهو يطالع صورهم مثل كل يوم ويلقي عليهم تحيه الصباح ويتحدث معهم كانهم يعيشون معه ولم يفارقوه ابداً…

    انهارده يوم مختلف عاصي راجع بالسلامه وهينور دنيتي من تاني …

    الحمد الله ان ربنا مد في عمري وهشوفهً وأملي عيني منه من تاني ده هو اللي فاضل لي من ريحتكم هو وغفران … غفرااااااان !!!!

    قالها ووجهه يبتسم دون ارادته عند ذكر اسمها فهي حفيدته الغاليه والاقرب الي قلبه شبيهه جدتها في كل شيء جمال وجهها وجمال روحها …

    نظر الي صوره زوجته وتحدث بعشق: غفران كل ما بتكبر بتبقي شبهك اوي يا ملك روحي …

    كان نفسي تكوني موجوده وتغرقيها في حبك وحنانك بس هي طالعه زيك طيبه وحنينيه علي الكل …

    ثم نظر الي صوره اولاده وتحدث بغصه مؤلمه : عاوزكم تطمنوا وترتاحوا ..الامانه اللي سبتوهالي هفضل صاينها طول ما انا عايش .. وهعمل كل اللي اقدر عليه علشان احافظ عليها ووصلها لبر الامان ..

    علشان لما اقابلكم في دار الحق اكون وفيت بوعدي ليكم …

    اخذ نفس عميق يهدء من روعه ومسح دمعه تساقطت علي وجنته وقرأ لهم الفاتحه داعياً الله ان يتغمدهم برحمته …استجمع نفسه وخرج من غرفته ولكن قبل ان يهبط لاسفل ، ذهب الب غرفه حفيدته كعادته يومياً….:

    طرق علي باب غرفتها وانتظر السماح له بالدخول ولكن لم يأتيه رد منها …

    فتح الباب ودلف الي الداخل يتطلع الي الغرفه يبحث عنها بعينيه فلمحها تقف في شرفه غرفتها تسقي زرعها كما تفعل دائماً..

    ابتسم بلطف ونداها بصوته الرخيم الحنون: غافي !!!

    التفت بجسدها عندما استمعت الي نداء جدها الحبيب وتركت ما بيدها .. تقدمت منه وهي تبتسم باتساع قائله: صباح الفل علي احن واطيب جدو في الدنيا ..

    ثم طبعت قبله فوق وجنته واخري فوق كف يده …

    طبع الجد قبله حنونه فوق جبينها قائلاً: صباح الورد والفل والياسمين وكل حاجه حلوه علي احلي عيون في الدنيا كلها ….

    اتسعت ابتسامتها وقالت بشقاوه: الله الله ايه الروقان ده كله يا سي جدو ..

    ثم دارت حوله تتطالعه بنظراتها المعجبه واطلقت صفيراً معجباً: وايه الشياكه دي كلها يا حج منصور انت رايح تتجوز من ورايا ولا ايه؟؟؟

    تعالت ضحكات الجد علي مزحتها وهتف موبخاً اياها: يا بت يا بكاشه انا طول عمري شيك وبعدين هو انا بعد جدتك الله يرحمها في ست في الكون تقدر تملي عينيا وقلبي … ده انا بدعي ربنا انه يعجل بأجلي علشان اقابلها في دار الحق بس بعد ما اطمن عليكي وعلي عاصي …..!!!!

    هتفت مسرعه : بعد الشر عليك يا جدو ربنا يخاليك لينا وما يحرمناش منك ابداً…

    واضافت بنبره حالمه: يا ما نفسي الاقي واحد زيك كده يا جدو يحبني ربع الحب اللي بتحبه لنانا الله يرحمها …

    قفذت صوره معذب قلبها وعشقها المستحيل الي مخيلتها وتمنت ان يشعر بعشقها له وبقلبها الذي ينبض قفط من اجله !!!

    اااااه ملتاعه كتمتها داخل صدرها وهي تدرك حقيقه بعده عنها فهي الشرق وهو الغرب … هي الارض وهو السماء ….

    هو يراها ابنه عمه الطفله ذات العشر سنوات وهي تراه رجلها وفارسها الاوحد .. سيد قلبها ….

    فاقت من شروها علي صوت جدها : ايه روحتي فين بكلمك مش بتردي عليا…

    ابداً يا جدو افتكرت نانا الله يرحمها …اجابته كاذبه..

    الله يرحمها … غمم بها الجد بعشق حزين …

    ثم اضاف : ايه ده انتي لسه مجهزتيش نفسك ..

    عاصي علي وصول خلاص ولازم كلنا نكون في استقباله لما يوصل …

    تعالت دقات قلبها تدوي بصخب داخل صدرها فور ذكر اسمه وهتفت تجيب جدها بنبره مرتبكه: لسه بدري يا جدو انا كنت بسقي الزرع وبعد كده هجهز هو قدامه حوالي ساعه وعشر دقايق ويوصل …

    قالتها وهي تنظر الي ساعه معصمها …

    ضحك الجد وهتف بخبث: ده انتي حسباها بالدقيقه !!

    احمرت وجنتيها خجلاً واطرقت برأسها ارضاً تتهرب من نظرات جدها المتفرسه في ملامحها ولا تقوي علي النظر اليه …

    طبع الجد قبله حانيه فوق جبينها وهتف داعياً : ربنا يطمني عليكم يا حبيبتي ويقدرني واقدر اسعدكم واحقق لكم كل اللي بتحلمو بيه واكون قد الامانه .

    ربنا يخاليك لينا يا حبيبي ….

    انا هتزل تحت وانتي خلصي اللي وراكي بسرعه وحصليني زمان دريه ونسرين قالبين الدنيا تحت … ربنا يسترها .. قالها بنبره ذات مغذي مبتسماً فبادلته الابتسامه وهي تشيعه بنظراتها حتي خرج واغلق الباب خلفه…

    تلاشت ابتسامتها وحل محلها القلق والتوتر واخذت تربت علي صدرها موضع قلبها تهديء من صخب دقاته محدثه نفسها: اهدي .. اهدي .. ده لسه موصلش وانت عمال تدق كده اومال لما تشوفه وتملي روحك منه هتعمل ايه ؟؟؟؟

    ثم تحركت نحو الحمام الملحق بغرفتها لتاخذ حمام سريع وتتجهز استعداً لمقابله عشقها المستحيل ..!!!

    بعد حوالي ساعه كانت انتهت اخيراً من ارتداء ملابسها بعد تردد وحيره كبيره في انتقاء شيء جميل ومناسب وفي نفس الوقت بسيط فهي لا تفضل البهرجه علي عكس نسرين التي تفضل الاشياء الملفته والجريئة!!!

    وقفت تلقي نظره رضا اخيره علي مظهرها قبل ان تنزل لاسفل.

    ولكن تعالت نبضات قلبها تقصف بقوه داخل قفصها الصدري تكاد يخرج قلبها من موضوعه عندما استمعت الي صوت بوق السياره معلناً عن وصوله!!!

    هرولت مسرعه تنظر من خلف ستائر شرفتها … رأت السياره وهي تدلف من باب القصر مسرعه تسير وسط الممر المخصص للسيارات حتي وقفت امام البوابه الداخليه للقصر ….

    ولكنها لم تعد تري شيء بعد ان اختفت السياره من امامها .. لم تلمحه ولا حتي طرف من خياله بسبب زجاج السياره المعتم اللعين!!!!!

    تهاوت علي اقرب مقعد لها … جلست بجسد ينتفض فرحاً.. شوقاً.. وتوتراً…!!

    اهدي .. اهدي حرام عليك هتقف من كتر الدق!!!

    ابتسامه عاشقه خجله ملئت وجهها عندما تيقينت من حقيقه عودته واصبح يفضل بينهم طابق واحد …

    فقط بضعه درجات من السلم الرخامي وتكون معه …

    تنظر اليه …تملي عينها منه .. تشبع شوقها اليه …

    ترجل من السياره بعهدوء ووقار لا يليق الا به بعدما فتح له السائق الباب الخلفي …مرتدياً حله سوداء واضعاً نظاره سوداء علي عينيه …

    وقف يتطلع الي قصر جده العريق .. ذلك القصر الذي ولد وعاش فيه طفولته وصباه …كل شيء كما هو لم يتغيركما تركه اخر مره منذ خمس سنوات… ولكن هو الذي تغير كثيراً …. اصبح اكثر قوه وشراسه اصبح عاصي لكل ما تحمله الكلمه من معني!!!!

    اغلق زر بدلته وتقدم الي داخل القصر بخطوات رزينه واثقه…

    دلف الي داخل القصر وكانت والدته اول من رآه ..

    تقدمت منه مسرعه فاتحه ذراعيها اليه تضمه داخل صدرها بعاطفه اموميه صادقه لطالما كان عاصي مميزاً ومفضلاً لديها في كل شيء…/

    الف حمدالله علي سلامتك يا عاصي يا حبيبي نورت بيتك والدنيا كلها ….

    الله يسلمك يا أمي ….قالها وهو يضمها الي صدره بشوق طابعاً قبله علي جبينها ….

    عاااااصي…..!!!!

    قالتها نسرين بفرحه وهي تهرول اليه … تزيح خالتها من داخل حضنه والتي افسحت لها المجال وهي تبتسم بسعاده …/

    تعلقت نسرين بعنقه تضمه في عناق مشتاق ..

    وحشتني اووووي يا عاصي اووووي … انا كنت هتجنن عليك ….

    لم يبادلها عناقها …ازاح يديها من حول عنقه وربط علي كتفها باخوه مبتسماً بلباقه : الله يسلمك يا نسرين…

    ثم التفت حوله باحثاً بنظراته عن جده والذي خرج بدوره من غرفه مكتبه عندما علم بوصوله …

    اومال فين الحج منصور مش شايفه ؟؟؟

    انا هنا اهو يا قلب جدك … قالها بابتسامه عريضه فاتحاً ذراعيه له ….

    جدي …. قالها عاصي بشوق وهو يتقدم منه قاطعاً

    الخطوات الفاصله بينه وبين جده وارتمي داخل احضانه يضمه بشوق كبير .. فهو يعشق جده بشكل كبير … فهو الذي قام بتربيته وتعليمه كل شيء في حياته …

    شدد الجد عليه داخل احضانه واخذ يربط علي ظهره بقوه : نورت بيتك يا قلب جدك وعكازه ….

    انا كده خلاص اطمنت واقدر اموت وانا مرتاح مدام انت رجعت لنا من تاني !!!

    الف بعد الشر عليك يا جدي متقولش كده .. ربنا يخاليك لينا ويديمك فوق راسنا…

    ثم انحني علي كف يده يقبلها بمحبه واحترام كبير…

    تعالوا اقعدوا واقفين ليه … صدح صوت دريه من خلفهم وهي تشير اليهم للجلوس في غرفه الصالون الرئيسيه…

    تقدمهم الجد وبعده دريه وخلفهم عاصي ونسرين التي تعلقت بذراعه كالعلكه!!!!

    سحب عاصي ذراعه منها وخلع جاكيت بدلته ووضعه علي المقعد خلفه …

    جلست نسرين بجانبه تتطلع الي جسده الرياضي المعضل وجزعه القوي بانبعار والذي ظهر بوضوح من قميصه الابيض الذي ابرز قوه جسده الرجولي الصلب…

    عاوزاك تحكيلي علي كل حاجه عملتها وحصلت لك من ساعه لما سافرت وسبتنا لحد ما رجعت بالسلامه…

    قالتها نسرين برقه ودلال اثار استغرابه …

    علي مهلك عليه يا نسرين ده لسه واصل .. الايام جايه كتير والعمر لسه قدامكم يبقي يحكيلك علي مهله هو هيروح منك فين ولا وراه ايه غيرك …

    مش كده يا عاصي .. قالتها دريه بنبره ذات مغذي !!!

    ابتسم الجد بسخريه علي حديثها ولم يعلق فهو يعرف دريه جيداً ويعرف ما تخطط له …

    اجابها عاصي ببرود: انا مش فاضي للرغي والكلام الفاضي ده انا ورايا شغل … شغل وبس !!!

    اااه طبعاً … قالتها دريه بحرج من رده الجامد بعدما لاحظت تبدل حال نسرين من كلماته .. ثم تابعت تضيف بلؤم: ربنا يعينك ويقويك ماهو مفيش غيرك هيقدر يدير امبراطوريه الجارحي غيرك انت الوريث الوحيد بعد عمر طويل لعمي ربنا يديله الصحه والعمر …..

    وغفران ؟؟؟ولا نستيها يا دريه …

    قالها الجد بنبره صارمه وهو ينظر لها بقوه…!!!

    هي فين صحيح انا ماشوفتهاش من ساعه ما وصلت .. هي مش هنا ولا ايه …

    لا طبعاً موجوده وزمانها نازله حالاً.. اجابه الجد وعلامات السعاده باديه علي وجهه…

    بصراحه وحشاني جداً .. يا تري لسه زعلانه مني علشان سافرت وسبتها …

    انا فاكر يوم سفري كانت مموته نفسها من العياط وقعدت قبلها باسبوع مقطعاني علشان هسافر لدرجه اني كنت فاكر اني همشي من غير ما تسلم عليا بس ماهونتش عليها في الاخر وجت سلمت عليا وكانت عينيها وارمه ومناخيرها حمرا من كتر العياط ….

    يا تري شكلها بقي عامل ازاي دلوقتي لسه قصيره وقليله زي ما هي ولا اتغيرت….

    امتعضت ملامح دريه عند ذكر غفران ولم تعلق !!!

    بينما احتقنت ملامح نسرين بالغل والحقد منها …

    فهي لازالت مدللته كما كانت … فقد تغيرت ملامحه وانفرجت اساريه من مجرد الحديث عنها … اما هي فيتحدث معها هي ببرود وسماجه …

    ردت عليه بغل: لسه زي ماهي drama queen.

    جدحها الجد بنظره صارمه اخرستها وجعلتها تبتلع باقي حديثها …

    ثم نظر الي عاصي وهتف مبتسماً: انت عارف غفران طول عمرها رقيقه وبريئه مش بتاعه لوع وحركات البنات بتوع اليومين دول علشان كده اقل كلمه بتأثر فيها …

    بس لما تشوفها مش هتعرفها دلوقتي بقت عروسه زي القمر انا مش ملاحق علي العرسان اللي بيتقدموا لها ….

    عرساااان !!!! هتف عاصي مستنكراً .

    هي كبرت لدرجه العرسان .. ده انا غبت كتير اوي وانا مش واخد بالي …..

    مساء الخير …. صدح صوتها الرقيق من خلفهم …

    استدار عاصي الي مصدر الصوت ….

    قام من جلسته يطالع صاحبه الصوت ذو البحه الرقيقه بعينان مدهوشه !!!

    ظل واقفاً متخشباً مكانه لا يظهر عليه اي رد فعل ….

    فقط نظراته هي التي تتحدث .. يطالع الواقفه امامه بانبهار …

    هل هذه هي غفران ؟؟؟ طفلته ومدللته … ابنه عمه الصغيره … من كان يلاعبها ويأتي لها بالحلوي ..

    كبرت ونضجت واصبحت انثي !!!!

    واي انثي … انها مزيج من البراءة والاغراء ..

    لها هاله غريبه تحيط بها تجعلك لا تستطيع ان تذيح بنظراتك عنها …..

    كانت ترتدي فستان محتشم من اللون الازرق اظهر بياض بشرتها الحليبيه ولكنه مجسم بعض الشيء فاظهراغراء جسدها البض بطريقه غير مقصوده واطلقت العنان لشعرها الاسود الطويل الذي يضاهي في سوداه سواد الليل الحالك ….

    واكتفت بوضع ملمع شفاه وردي ابرز جمال شفتيها الصغيره الرقيقه …

    فكانت كتله من البراءه الممزوجه بالاثاره!!!!؟

    اغتاظت نسرين من تخشبه امامها بتلك الطريقه ووقفت خلفه تنظر اليها بغل وكره !!!!

    كانت غفران ترتجف بشده وتفرك يديها بتوتر من نظراته المتفحصه لها …

    يا آلهي !!! انه هنا … يقف امامها …

    حبيبها وعشقها الاوحد …. لقد تغير كثيراً ….انه اكثر وسامه علي الحقيقه من الصور التي تجمعها له يومياً من علي مواقع التواصل الاجتماعي …

    اصبح اكثر جاذبيه بلحيته التي استطالت عما قبل …اعتطته سحراً فوق سحره ….

    هل عليه ان يكون وسيماً الي هذه الدرجه ؟؟!!!

    هل عليها ان تعشقه عشقاً فوق عشقها له ….

    غفرااااان !!!! قالها بصوته الرخيم ذو البحه المميزه.

    هل هذا اسمها ام انه ازداد حلاوه عندما نطقه بهذه الطريقه ؟؟؟

    ح حمدالله علي سلامتك …

    قالتها بخجل وحرج من نظراته …

    تقدم منها حتي وقف امامها ينظر لها بتلك الطريقه التي تذيب عظامها وتجعل صخب قلبها ودقاته يكاد يصل اليه …..

    ايه الحلاوه دي … انا مش مصدق !!!!

    ثم مد يده وجذب كف يدها يديرها امامه ليتاكد من حقيقه ما يراه !!!!

    اوقفها ولازال قابضاً علي كف يدها الرقيقه بين قبضته القويه … موجهاً حديثه لجده يسأله باندهاش .: مين دي ؟؟؟؟

    اجابه الجد مبتسماً بسعاده: مش قلت لك … ايه رايك؟

    قمر!!!!! قالها باعجاب شديد…

    اطرقت راسها وتوردت وجنتيها بحمره الخجل من اطاراءه عليها … ارتجفت يدها بين يديه فقلبها الصغير لم يتحمل كل هذا ….

    شعر برجفه يدها الصغيره بين يده فتركها بهدوء وهو ينظر لها مبتسماً بسعاده …

    تبادلت نسرين النظرات الحانقه مع خالتها وحثتها علي التدخل لانهاء تلك المهزله فهي لم تعد تستطيع السيطره علي اعصابها اكثر من ذلك ….

    فهمت دريه عليها وصدح صوتها منهياً ذلك المشهد السخيف بالنسبه لها : يالا يا جماعه السفره جاهزه ….

    ترأس الجد طاوله الطعام الكبيره وجلس علي يمينه عاصي وغفران والتي اصر عاصي علي ان تجلس جانبه كما السابق ….

    وعلي اليسار تجلس دريه ونسرين التي تستشيط غيظاً من غفران وعاصي الذي احرجها عندما جاءت لتجلس بجانبه هاتفاً: ده مكان غفران هتقعد جنبي زي زمان !!!!!!

    يالا يا عاصي يا حبيبي انا عاوزاك تاكل كويس .. انا آمرتهم يعملوا لك كل الاكل اللي بتحبه…

    ربنا يخاليكي يا امي بس ده اكل يأكل قبيله بحالها …

    الف هنا يا حبيبي ….

    تسأل الجد مستفسراً: ناوي علي ايه في شغلك الفتره اللي جايه يا عاصي…

    اجابه عاصي بهدوء: ان شاء الله ناوي ادمج شركتي مع مجموعه الجارحي انا خلاص عينت مدير ممتاز لفرع الشركه في لندن وهخالي الفرع الرئيسي هنا ولو الفرع هناك احتاجني هبقي اسافر يومين تلاته بالكتير ….

    تمام .. خير ما عملت يا ابني ..

    انا عاوزك كمان تتفرغ لاداره المجموعه هنا .. انا خلاص كبرت وتعبت وعاوزك تشيل عني شويه ..

    ربنا يديك الصحه يا حج ويخاليك لينا…

    ربنا يخاليك يا حبيبي .. انا قررت انك تبقي رئيس مجلس اداره المجموعه معاك كل الصلاحيات وانا رأيي هيبقي استشاري لكن انت ليك حق الاداره والتوقيع واتخاذ القرارات المهمه….

    تهللت اسارير دريه وهتفت بفرحه واضحه: عين العقل يا عمي ..عاصي هو اللي لازم يشيل كل حاجه من بعدك….

    اكيد يا دريه … اكيد …. بس كمان غفران هتنزل المجموعه وتدرب علشان هي هتبقي المدير التنفيذي للمجموعه …

    غص حلق دريه بالطعام وسعلت بقوه … ناولتها نسرين كوب المياه لتشرب منه وهي تكاد عينيها تخرج من مقلتيها بسبب كلماته…

    اهدي يا دريه بالراحه علي نفسك … قالها الحد بنبره ذات مغذي…

    هتفت غفران تتسال في استغراب : بجد يا جدو هنزل اشتغل في المجموعه!!!

    ايوه يا روح جدو بجد … انا هكتب المجموعه بالنص بينك وبين عاصي زي ما كانت بالنص بين عمك وابوكي الله يرحمهم وعاصي له حق الاداره وانا زي ما قلت مجرد رأي استشاري..!!!!!

    الله يرحمهم .. هتف بها عاصي بنبره حزينه بوفاه متأثراً برحيل والده وعمه …

    هتفت نسرين بحقد: وهي غفران تفهم حاجه في شغل المجموعه؟؟؟

    رد عليها الجد بصرامه: وما تفهمش ليه يا نسرين ..

    غفران دارسه اداره اعمال في الجامعه الامريكيه .. وبعدين دي فلوسها وورثها وهي اللي لازم تديرهم بنفسها …

    وبعدين زي ما انتي اتعلمتي واشتغلتي في المجموعه هي كمان هتتعلم وتشتغل زيك بالظبط رغم انك مش خريجه جامعه امريكيه زيها ….

    احتقنت معالم نسرين من شده الغيظ ولم تعد تستطيع ان تتفوه بحرف واحد بعد كلمات ذلك العجوز الداهيه الذي احرجها وقلل من شأنها امامهم وخصوصاً عاصي وغريمتها غفران!!!!!!

    نظر لها عاصي بعدم رضا من اسلوبها الجاف وتدخلها فيما لا يعنيها …وتابع بلامبالاه وكأن الامر لا يعنيه: اللي حضرتك شايفه صح اعمله دي فلوسك وحضرتك حر فيها …

    يبقي اتفقنا بعد الغدا المحامي هيجي علشان نمضي العقود ويوثقها في الشهر العقاري …

    نظر عاصي الي غفران وهتف يسالها : انتي مش بتاكلي ليه …

    اجابته بخجل شديد وهي تنظر داخل صحنها : ب باكل اهو …

    فين ده ؟؟؟ ثم حدثها بصوت منخفض : ولا عاوزاني آكلك بأيدي زي زمان …

    رفعت نظراتها الخجله اليه تنظر اليه بعشق وحنان يفيض من عينيها وسالته: انت لسه فاكر ؟؟؟

    طبعاً… اجابها بشكل قاطع وصريح .

    تهللت اساريرها فرحاً من كلمته البسيطه … اذن هو يحبها مثلما تحبه … لازال يذكر ما كان يفعله معها ..

    وضع بعض الطعام في صحنها وآمرها بأن تاكله واخذ يتحدث ويضحك معها وهي تتجاوب معه بسعاده تحت مراقبه ثلاث ازواج من العيون التي تطالعهم بنظرات حانيه راضيه واخري حاقده كارهه….

    بعد الانتهاء من الطعام بفتره حضر المحامي وقاموا بتوقيع العقود واصبح عاصي وغفران اصحاب امبراطوريه الجارحي رسمياً….

    بعد مغادره المحامي جلسوا ثلاثتهم في غرفه المكتب وسرعان ما ولجت دريه ومن خلفها نسرين التي كانت تجلس علي صفيح ساخن في الخارج تريد معرفه ماذا بحدث معهم….

    جلست دريه ونسرين علي الاريكه الجلديه في احد اجناب الغرفه بينما كان عاصي وغفران يجلسون امام المكتب الذي يترأسه الجد بهيبته المعتاده….

    تحدث الجد موجهاً حديثه لعاصي: انت تاخد لك يومين راحه علي ما العقود تكون اتوثقت وتبدأ بعدها الشغل .

    عقب عاصي علي حديثه: لا راحه ايه انا مش بتاع راحه انا ان شاء الله بكره هنزل المجموعه مع حضرتك …

    ثم وجهه نظراته نحو غفران واضاف: وانتي كمان يا غافي هتنزلي معانا من بكره .::

    غفران بارتباك وخجل : ان شاء الله …

    صدح صوت الجد يقول باستحسان: علي بركه الله …

    ودلوقتي اتفضلوا كلكم عاوز عاصي لوحدنا في موضوع مهم …

    ركز عاصي انتباهه بالكامل لجده وساله بنبره يشوبها القلق: خير يا حج في ايه قلقتني…

    اجابه الجد بابتسامه مطمئنه: كل خير ان شاء الله..

    تبادلت نسرين ودريه النظرات فيما بينهم متوجسين من ذلك الاجتماع المغلق بينهم….

    نهضت غفران من مقعدها واستاذنتهم بالانصراف وقبيل ان تصل الي باب الغرفه استوقفها صوته القوي: غافي !!!! يا ريت تستنيني في التراس ..انا ملحقتش اقعد معاكي …هخلص مع جدي واحصلك.

    ابتسامه حجله ظهرت علي شفتيها الرقيقه وآماءت برأسها موافقه علي حديثه …اجابته بكلمه واحده تحوي في طياتها الكثير والكثير وهي تنظر اليه بعشق خالص: هستناك !!!

    وانصرفت تجري من امامه وهي تحلق في الهواء تكاد تصل للسماء من سعادتها ….

    فحبيبها يرغب بالجلوس معها ويطلب منها انتظاره وهي انتظرته عمراً مضي وعلي استعداد للانتظار عمراً اخر ويكون معها ولها في النهايه….\

    كانت نسرين تزرع بهو القصر جيئتاً وذهاباً وهي تقضم اظافرها بتوتر وغل…/

    هتفت بحقد وغيره: شايفه … شايفه ابنك وعمايله.

    من ساعه ما وصل وهو مش شايفني وبيتعامل معايا بمنتهي البرود والسخافه ..:

    لكن الهانم هي اللي علي الحجر .. واخده الاهتمام والدلع زي زمان ولا كان حاجه اتغيرت….

    انا قلت لما بعد واتغير هيبقي كده مع الكل حتي هي !!

    لكنه اتغير وبقي بارد وسخيف مع الكل الاهي ..!!

    حتي انتي معاملته متغيره معاكي مش زي الاول…

    انتي مش بتردي عليا ليه؟؟؟؟

    استدارت بجسدها تنظر الي خالتها التي كانت تنطر الي باب غرفه المكتب المغلق بنظرات مبهمه والافكار تدور برأسها عن سر هذا الاجتماع المنفرد ؟!!

    تُري ما الذي يفكر فيه هذا العجوز الداهيه ؟؟؟؟

    انطي … انطي دريه!!!

    بس .. بس كفايه زن ودوشه..

    انتي بترغي في حواو تافهه وانا دماغي مش فاضيه للهبل بتاعك ده….

    انا عاوزه اعرف ايه اللي بيحصل عندهم جوه وانتب تقوليلي غفران وزفت!!!

    انا قلت لك اسمعي كلامي تكسبي واهدي شويه علشان نعرف نظبط الدنيا والامور تفضل تحت سيطرتنا لكن بجنانك ده ما اوعدكيش ان في حاجه هتمشي زي ما احنا عاوزين…

    يا انطي ماهو …..

    بترت عباراتها عندما وجدت باب المكتب يفتح بقوه ويخرج منه عاصي بملامح وجه محتقنه وسرعان ما كان يعدو خارج باب القصر واستقل سيارته التي اصدرت اطارتها صوتاً قوياً دليل علي قيادته المتهوره والتي تدل علي انه في شده غضبه…..

    هو في ايه؟؟؟؟ سالت نسرين بفاه مفتوح!!!

    بينما دريه زاغت نظراتها ولم تعد تعرف بعد ماذا حدث؟؟؟

    اما غفران فكانت تنتظره كما طلب منها في حديقه القصر ولمحته وهي يخرج غاضباً من القصر ..

    هرولت اليه تجري خلفه وهو يتحرك بالسياره مغادراً القصر ووقفت تناديه حتي تطمئن عليه واعرف ما به ولكنه اختفي من امامها ../

    عاااااصي … عاااااصي…

    واخر ما شاهده في مرآه السياره الداخليه وجهها الجميل ذو الملامح القلقه وهي تنادي عليه ../

    واخذ يبعد بسيارته والمسافه بينهم تتسع وتتسع حتي اختفت صورتها من مرآته ..


    يتبع….

    رواية غفران العاصي الحلقة الثانية

    يقف علي شاطيء البحر ينظر الي ثوران امواجه المتلاطمه والتي تشبه ثوران مشاعره بل ان غضبه اشد قوه واعنف من المنظر امامه !!!!

    فهو يكاد عقله ينفجر من شده الضغط العصبي جراء ما سمعه من حديث جده الذي لا يمت للمنطق بصله!!

    كيف يفكر ذلك العجوز ؟؟

    هل يفكر في ليي ذراعه ؟؟؟

    لا والف لا ….لن يكون عاصي الجارحي اذا رضخ لمطلبه …هو الذي عاش عمره كله صاحب قرارته ولم يسمح لاحد ان يتدخل بها حتي لو كان جده …

    شرد امامه يتذكر حديثه معه وكيف استطاع ان يتحكم في غضبه امامه بكل ما يمتلك من قوه …….

    *خير يا جدي … حضرتك قلقتني !!!

    كل خير يا عاصي ما تقلاقش … انا بس عاوزك تسمعني للاخر من غير ما تقاطعني وبعد كده انا هسمع رأيك في اللي هقوله … بس لازم تعرف ان اي قرار انا بخده بيكون بعد تفكير طويل ومصلحتك ومصلحه العيله وبالخصوص مصلحه احفادي هي الاهم من اي حاجه عندي في الدنيا كلها ….

    اخذ الجد نفس عميق ثم تابع حديثه بهدوء ورزانه…

    انت عارف ان ابوك وعمك الله يرحمهم هما اللي كبروا امبراطوريه الجارحي وخالوها واحده من اهم الكيانات الاقتصاديه في البلد وانا كنت مجرد ممول مش اكثر علشان كده كتبتها باسمك انت وغفران بالتساوي وخرجت نفسي وامك منها رغم ان لينا حق فيها بحكم الشرع ..//

    بس انا اتنازلت عن نصيبي في ورث ولادي ليكم لاني مش محتاج فلوس ولا محتاج حاجه من الدنيا …

    انا خلاص اللي عدي من عمري مش قد اللي جاي ..

    وامك انا قدرت نصيبها في الشركات وعملت لها وديعه باسمها في البنك …

    تحدث عاصي بهدوء : كل ده انا عارفه .. فين المشكله؟؟

    اجابه الجد : مفيش مشكله ولا حاجه …

    بس علشان تقدر تستلم نصيبك اللي انت مضيت عليه لازم تنفذ الجزء التاني من الوصيه !!!!

    وصيه!!! قالها عاصي متفاجأً…

    ايوه يا عاصي وصيه ابوك الله يرحمه ورغبتي انا كمان…

    ابوك الله يرحمه كان حاسس ان آجله قرب رغم انه كان زي الفل ومش بيشتكي من حاجه ..

    بس لقيته قبل وفاته بكام يوم جاي لي وييديني ظرف وقالي الظرف ده مفتحوش الا لو حصل له حاجه ..

    وانا احترمت رغبته ومفكرتش في كلامه لاني كنت مستبعد فكره اني ادفن ابوك بأيدي زي ما دفت عمك ومراته الله يرحمهم ….

    ابتلع الجد غصته واخرج الظرف من احد ادراج مكتبه ووضعه امامه …

    الظرف ده وصيه ابوك .. بعد وفاته باسبوع وتحديداً يوم سفرك انا فتحته وعرفت اللي فيه …

    ابوك كان كاتب كل فلوسه اللي في البنوك وحصته في المجموعه بالنص بينك وبين اخوك عمر الله يرحمه ومش كاتب لامك ولا مليم …واكد في وصيته ان امك ما تورثش ولا مليم من فلوسه !!!

    وبما ان عمر اتوفي مع ابوك في الحادثه فكده كل حاجه اتنقلت لك انتي …

    الجزء التاني من الوصيه انك مش هتقدر تستلم ولا قرش من الثروه دي الا ……

    الا ايه يا جدي… هتف عاصي بريبه.

    صمت الجد قليلاً يتفرس في ملامح وجهه يحاول قرائتها وتابع يضيف برزانته المعتاده …

    الا اذا اتجوزت غفران بنت عمك … ولو رفضت الثروه كلها تكون من نصيب غفران….!!!!

    هب عاصي من مقعده صارخاً باستنكار: نعععععم!!!

    اتجووووزززز!!!

    اتجوز غفران يا اما يحرمني من ثروتي !!! وكمان حرم امي من حقها في ورثه !!!!

    ده جنان … اكيد حصلت له حاجه في مخه خلته عمل الهبل ده !!!

    ولد!!!! انت اتجننت!!!

    انت ازاي تتكلم علي ابوك الله يرحمه كده قدامي …

    صاح عاصي معتذراً: انا اسف يا جدي مقصدش ..

    بس اللي حضرتك بتقوله ده ما يدخلش دماغ عيل صغير…

    رمي الجد المظروف في وجهه صائحاً بغضب : اتفضل يا محترم وصيه ابوك اهيه اقراها .. هتلاقيها قبل وفاته بشهر ومتسجله في الشهر العقاري وعلي ايد محامي …

    واظن انت كنت كبير وواعي لحاله ابوك قبل وفاته كلن عامل ازاي .. يعني لا كان مجنون ولا فاقد للاهليه علشان تشكك فيه….

    امسك عاصي المظروف يفتحه ويقراء ما به وملامح وجهه تزداد قتامه وعبوس….

    القي عاصي المظروف علي المكتب واخذ يدور حول نفسه بغضب وجسده ينتفض من شده العصبيه …

    مش ممكن ده تخريف … ازاي فكر في حاجه زي كده …

    انا وغفران … ازاي …

    دي عيله صغيره … دي اختي اللي مربيها … دي زيها زي عمر الله يرحمه…

    ازاي ممكن يفكر ان انا ممكن اتجوزها …

    وايه المشكله ؟؟؟ هتف الجد ببرود مستفز .

    غفران كبرت وبقت عروسه الف من يتمناها .. ثم انا موافق علي كده ومش هلاقي احسن منكم لبعض .. غفران هي اللي هتقدر تصونك وتصون اسمك وتكون ام ولادك ..

    وانت الوحيد اللي هتقدر تحميها وتحمي فلوسها …

    بدل ما تتجوز اي واحد يكون طمعان فيها وفي ثروتها ….

    هدر عاصي بعنف: انت بتقول ايه يا جدي … ده لا يمكن يحصل ابداً..

    هو انا عيل صغير هتجوزوه علي مزاجكم …

    اولاً انا مش بفكر في الجواز دلوقتي خااااالص …

    ثانياً اللي هتجوزها لازم اختارها بنفسي واكون بحبها وتكون مناسبه ليا في كل حاجه وفي بينا حاجات مشتركه…

    طب ما انت بتحب غفران ؟؟؟قالها الجد بخبث ودهاء!

    زي اختي !!! بحبها زي اختي مش مراتي !!

    مش مهم … المهم انك بتحبها وبعد كده لما يتقفل عليكم باب واحد وتبقي مراتك كل حاجه هتتغير …

    هتبقي مراتك وامك واختك وحبيبتك وكل حاجه…

    مستحييييييل !!!!

    اللي بتقوله ده مستحيل يحصل .. علي جثتي لو حصل ..

    انا عاصي الجارحي اتجوز بالطريقه دي !!! ومن مين من اخر واحده ممكن افكر فيها انها تكون مراتي..

    وبعدين انت بتتكلم بمنتهي الثقه اوي كده ليه.. افرض هي مش موافقه او بتحب حد ومرتبطه بيه وشيفاني اني اخوها زي ما انا شايفها اختي …

    لا من الناحيه دي اطمن علي الاخر ..غفران مفيش حد في حياتها …

    ثم تابع بمكر ودهاء: معني كلامك كده ان لو غفران موافقه عليك وبتحبك انت هتوافق..

    سخر مستهزئا: بتحبني زي اخوها يا جدي اخوووها.

    قال الجد بمراوغه :انا بقول لو …..

    اجابه رافضاً بشكل قاطع: حتي لو هي بتحبني انا برضه مش موافق .. مش هتجوزها !!!

    نظر اليه الجد مطولاً وتحدث منهياً النقاش الآن واعطاءه مساحه للتفكير فعاصي عنيد والعند معه والضغط عليه سيأتي بنتيجه عكسيه…

    عموماً انت عرفت كل حاجه وانا هديك فرصه تفكر في اللي قلناه وتعيد حساباتك علي راحتك وهستني منك الرد النهائي علشان لو رفضت تنفذ وصيه ابوك ورغبتي كل حاجه هتتنقل باسم غفران ..

    تقدر تتفضل الكلام انتهي ….

    خرج عاصي من المكتب مغادراً كالاعصار وكأن شياطين الارض تلاحقه ….!!!!

    فاق من شروده علي زخات المطر الذي بدأ يتساقط فوق راسه … نظر في ساعه معصمه ووجد ان الليل قد انتصف فتحرك نحو سيارته عائداً الي القصر فييدو انه لم يشعر بالوقت فهو قضي وقت طويل جالساً امام البحر يصارع افكاره ولكنه لم ولن يستسلم فهو اخذ قراره ولن يحيد عنه …

    ……………

    بعد اسبوع ……../

    كانت نسرين تجلس في بهو القصر برفقه خالتها واعصابها تكاد تنهار من فرط العصبيه والتوتر …

    فحاله عاصي اصبحت غريبه منذ حديثه الاخير مع جده ….!!!

    تحدثت نسرين بعصبيه وهي تقضم اظافر يديها من فرط التوتر: برضه لسه معرفتيش يا انطي ايه اللي مشقلب حاله كده …

    ده بينزل واحنا نايمين ويرجع برضه واحنا نايمين ولا بيكلم جده ولا بيقابله علي غدا او عشاء…

    حتي الزفته غفران برضه ولا بيكلمها ولا بيشوفها …

    اكيد في مصيبه حصلت علشان يتقلب القلبه دي…

    وافقتها خالتها في الرأي: عندك حق يا نيسو ، الموضوع في آن !!!

    انا مش عارفه اتلم عليه ولما بتصل بيه علشان اكلمه يقولي اقفلي عندي شغل مش فاضي …

    حتي عمي لما سألته قالي مفيش حاجه وعاصي عنده شغل كثير هو اللي بيخاليه يخرج بدري ويرجع متأخر ..

    بس انا واثقه ومتاكده من ان الرجل العجوز الداهيه ده بيدبر لحاجه ومش عاوز يقولي …

    سالتها نسرين بتوجس : تقصدي ايه بكلامك ده؟؟؟

    اجابتها بملامح غير مقروءه: ربنا يسترها ….

    لمحت نسرين عاصي وهو يدلف من باب القصر بخطوات سريعه وبملامح وجه متجهمه متجهاً لاعلي دون حتي ان يلقي نظره واحده نحوهم …

    هتفت نسرين باسمه تناديه بسعاده وهي تهرول ناحيته …

    عاااصي …. اخيراً… اخيراً شوفتك وهعرف اتلم عليك شويه.. انت اكيد راجع بدري علشان كده صح .. علشان تشوفني وتقعد معايا مش كده !!!!

    كانت تتحدث بسرعه ولهفه وهي تناظره بنظرات والهه…

    نظر لها عاصي باستغراب وثم تابع صعوده الي اعلي ولم ينبث بحرف واحد ….

    نظرت نسرين بحزن الي خالتها التي رأت ما حدث ..

    ربطت علي كتفها تواسيها ..نادت علي عاصي تستوقفه.: عاصي .. عاوزه اتكلم معاك …

    اجابها بجمود: بعدين ، انا هغير هدومي وراجع المكتب علي طول …

    انهي كلماته وصعد الدرجات الباقيه في خطوتين مسرعاً حتي لا يعطيها فرصه لاستكمال حديثها التي يعلم فحواه…..

    اختفي من امامهم في لمح البصر … تحدثت نسرين الي خالتها بقهر : شايفه ابنك وعمايله مش معبرني خالص…

    واستها خالتها بلطف: معلش يا روحي ولا تزعلي نفسك انا انهارده مش هسيبه غير لما اعرف ايه حكايته بالظبط….

    ……………

    ولج الي جناحه بخطوات غاضبه … خلع معطفه تبعها بسترته بدلته ورابطه عنقه التي تضغط عليه وتشعره بالاختناق …

    فتح زجاح شرفه غرفته يستنشق الهواء فهو بالفعل يكاد يختنق ويشعر بحاجته للهواء …. وقف ينظر الي حديقه القصر الواسعه امامه الممتلئه بمختلف انواع الاشجار واحجامها من كل صنف ولون …

    ولكن معظمها قد زبل وتساقطت اوراقه بسبب طقس الشتاء السيء…

    كانت السماء الرماديه ملبده بالغيوم والمطر علي وشك السقوط …

    كان المشهد امامه كئيب لطالما كره الشتاء ووكره كل ما يتعلق به …

    كاد ان يدلف الي الداخل ولكنه لمحها تقف امام احدي احواض الزهور تهتم بها بنفسها …تقوم بتنضيفها وسقيها بالمياه …

    كان مظهرها شاذاً وسطاً الجو الكئيب المحيط بها …

    كانت رقيقه ناعمه كزهره متفتحه في عز الربيع مزروعه وسط حديقه قاحله لا زرع بها ….

    كانت تشع حياه وحيويه …!!!

    نظر اليها مطولاً وعقله يكاد يجن وغير قادر علي استيعاب ما حدث !!!

    هو وغفران !!!!! يا الهي كيف هذا؟؟؟؟

    اغلق زجاج الشرفه بعنف وتوجه الي الحمام ياخذ حماماً بارداً عله يطفيء من لهيب راسه الذي يكاد ينفجر من شده الضغط والتفكير ……

    رفعت غفران رأسها الي اعلي نحو شرفته عندما سمعت صوت اغلاقها بعنف …

    لمحت ظهره وهو يدلف الي الداخل .. تهللت اساريرها فرحاً وعشقاً .. فها هي ستستطيع ان تراه وتتحدث اليه اخيراً …

    فهي منذ طلب منها ان تنتظره في تراس القصر ذلك اليوم وخرج وعاد متاخراً ولم يقابلها ، وهي كل يوم لا تنفك عن انتظاره في نفس المكان ولكنه لم يأتي !!!!

    اما اليوم فهو موجود وسوف تتحدث معه بأي طريقه مهما كانت …

    القت ما بيدها واسرعت تجري الي داخل القصر ، صاعده الي غرفتها حتي تغتسل وتغير ملابسها سريعاً حتي تلحق به ….

    بعد ربع ساعه كانت تقف امام مرآتها تصفف خصلاتها السوداء وتنثر عطرها المفضل لديها برائحه الزهور البريه…

    سمعت صوت فتح واغلاق باب غرفته فهما بتفس الطابق .. فاسرعت تلقي ما بيدها لكي تلحق به قبل ان يرحل..::

    كان يسير في اخر الرواق متوجهاً نحو الدرج وقبل ان يصل لاول الدرج سمع همستها الرقيقه باسمه تستوقفه : ع عااصي !!!

    اغمض عينيه بنفاذ صبر فهو لا ينقصه ان يتحدث معها هي الاخري والآن وهو بتلك الحاله ….

    فهي ارق من ان تتحمل نوبه من نوبات غضبه الذي يتحكم فيه بصعوبه ….

    اخذ نفس عميق واجابها باقتضاب وهو موليها ظهره : افندم !!!!

    عضت علي شفتيها خجلاً من رده الجامد عليها وسالته بنبره متوتره: هو انت زعلان مني ؟؟؟

    زفر بحنق ورد بنفس الطريقه المقتضبه: لا …

    اقتربت خطوتين منه وتحدثت بنبره خجله : اومال مالك متغير معايا ليه ..

    قالتها وهي تمد يدها بتردد تضعها علي ذراعه تديره ليصبح في مواجهتها فهي تريد ان تشبع شوقها اليه فهو لايزال بعيد عنها … معها في نفس البيت ولكنه بعيد بعد السماء عن الارض …

    اجفل عاصي من حركتها وتحدث بعصبيه وهو ينفض يدها من علي ذراعه بعنف: ايه في ايه لكل الدراما اللي انتي عملاها دي ….

    عندي شغل ومش فاضي … ايه الجديد في ده ..

    وبعدين ايه متغير معاكي دي .. اللي يسمعك كده يقول ان في بينا حاجه وانا متغير معاكي …

    اغرورقت عينيها بالدموع من هجومه العنيف الغير مبرر وهتفت بلجلجه: ااا صصل … ككننت …!!

    هدر بعنف : لا اصل ولا فصل … مفيش حاجه حصلت لكل ده بس انتي اللي حساسه زياده علي رأي نسرين drama queen!!!

    قالها وفر هارباً من امامها فهو يعلم انه اخرج عصبيته وصب جام غضبه عليها وهي ليس لها يد فيما يحدث معه …

    هي مثلها مثله في ذلك الامر !!!!!

    وقفت مكانها تنظر في اثره بذهول .. لا تعرف بماذا اخطأت كي يعنفها ويصرخ عليها هكذا ….

    وضعت كف يدها علي فمها تكتم شهقه بكاء تكاد تخرج من جوفها وهرولت مسرعه الي غرفتها تحتمي بجدرانها وتبكي فوق وسادتها كما تفعل دائماً تشكو اليها حزنها منه كما كانت تشكي شوقها اليه…..

    ليييه … لييييه يا عاصي لييييه!!!!

    ……………

    عاد عاصي الي القصر مع منتصف الليل ، فهو ظل يعمل في شركته لوقت متاخر حتي لا يدع لنفسه ولا ولعقله فرصه للتفكير …

    صعد درجات السلم ببطء وارهاق فهو يكاد يغشي عليه من التعب ..

    دلف الي حجرته واغلق الباب خلفه بهدوء واشعل النور في الغرفه ولكنه اجفل عندما وجد والدته تجلس علي احدي المقاعد امام الشرفه في انتظاره!!!!

    سالها عاصي مستغرباً وجودها في غرفته في مثل هذا التوقيت: خير يا امي .. ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي ومقعدك في اوضتي في الضلمه كده؟؟؟؟

    قالها وهي يخلع عنه معطفه وجاكيت البدله ورابطه عنقه …

    اجابته دريه بهدوء: مستنياك ..محتاجه اتكلم معاك في موضوع مهم …

    تحدث عاصي بارهاق وهي يخلع ساعه معصمه ويحلب ملابسه البيته لياخذ حمام مريح قبل خلوده للنوم: امي مش وقته .. انا راجع تعبان ومش شايف قدامي .. هاخذ شاور وانام .

    بكره نبقي نتكلم زي ما انتي عاوزه ….

    نهضت دريه من مقعدها ووقفت امامه عاقده فوق صدرها وهتفت باصرار: لا هنتكلم دلوقتي .. انا بقالي اسبوع مش عارفه اتلم عليك …

    علي طول مش موجود ولا بشوفك علي اللاكل .. بتنزل واحنا نايمين وترجع برضه واحنا نايمين ..

    انا عاوزه افهم ايه حكايتك بالظبط .؟؟ ايه اللي مشقلب حالك كده ؟؟؟

    زفر عاصي بحنق كاتماً غضبه : ولا حكايه ولا روايه الموضوع كله اني مضغوط في الشغل مش اكتر علشان فرع الشركه اللي بأسسه هنا واخد كل وقتي مش اكتر ….

    تحدثت بشك : هو ده بس اللي شاغل بالك ؟؟

    ايوه يا امي هو ده اللي شاغل بالي .. اطمني .

    اضافت وهي تجذبه من يده تجلسه علي المقعد الذي امامها : ماشي يا عاصي … تعالي بقي اقعد واسمع الكلام المهم اللي عاوزه اقولهولك …

    كاد ان يقاطعها ويرفض الحديث فهو راسه تكاد تنفجر من شده الصداع…..

    ولكنها سبقته مقاطعه اياه: قبل ما تقاطعني وتقول اي حاجه … انا عاوزاك تسمعني ووعد مش هطول ..

    اجابها مضطر : اتفضلي يا امي سامعك …

    بللت دريه شفتيها وتحدثت بلطف : شوف يا حبيبي من غير لف ودوران .. انا عاوزه افرح بيك زي اي ام ما بتفرح بابنها الوحيد وتشوفه مرتاح ومتهني في بيته مع الست اللي تقدر تصونه وتحفظ اسمه وتخلف له الولاد اللي يتمناهم .. وبما اني امك واكتر حد يخاف عليك وعلي مصلحتك فانا مش هلاقي لك عروسه تناسبك وتناسب وضعك غير نسرين بنت خالتك….. ها ايه رايك؟؟!

    نظر لها عاصي قليلاً دون ان يظهر علي ملامح وجهه اي تعبير .. وما هي الا ثواني وانفجر ضاحكاً بشده حتي ادمعت عيناه …

    ضحك كأنه لم يضحك من قبل !!!!

    ابتسمت دريه بسعاده وظنت انه يضحك سعيد باختيارها له ولكن تلاشت ضحكتها عندما سمعته يضيف بتهكم بعدما هدئت ضحكته: ويا تري اختارتي لي اسامي ولادي زي ما اختارتي لي امهم ولا لاء!!!

    هتفت باستنكار: انت بتتريق حضرتك؟؟

    عقب مستهزئا ً: اترييييق … استغفر الله !!!

    وده معقول برضه …

    عااااصي … بطل طريقتك دي وخالينا نتناقش بالعقل ..

    هب واقفاً وصرخ بها بغضب وشراسه: عققققل!!!!

    هو انتوا خاليتوا فيا عقل وانتوا عمالين ترسموا وتخططوا لحياتي علي مزاجكم ولا كأن ليا اي وجود او رأي في حياتي …

    قد كده انا صغير في نظركم لدرجه ان كل واحد فيكم عمال يرسم لي حياتي زي ما هو عايز ونسيتوا ان دي حياتي انا …. انا عاصي الجارحي اللي عمر ما في مخلوق خلقه ربنا قد يمشي رايه عليه في حاجه او يرغمه علي انه يعمل حاجه مش عاوزها حتي لو كانت الحاجه دي فبها روحه عمره ما هيعملها حتي لو اخر يوم في عمره ……

    كان يتحدث بانفعال شديد وجسده يتنفض من شده العصبيه وصوت انفاسه الثائره كانت تطغي علي اي صوت اخر ….

    سألته دريه بعدم فهم : تقصد ايه بكلامك ده … انتوا مين اللي بنخطط لحياتك …انا مش فاهمه حاجه ..

    اجابها صارخاً : انتي وابويا والوصيه وجدي …

    قالت بانتباه شديد: وصيه وجدك !!!!

    انت بتتكلم بالالغاز !!!ممكن تفهمني انت تقصد ايه بكلامك ده !!!؟

    حاضر هفهمك…….!!!!!

    في نفس الوقت ، كان منصور الجارحي مستيقظاً في غرفته بانتظار عوده حفيده الذي رفع رايه العصيان منذ محادثتهم الاخيره ولم يعد يراه او يتحدث معه …

    لذلك قرر الجد انه سوف ينتظره اليوم ليحادثه ويضع معه النقاط علي الحروف ….

    استمع الجد لهدير سيارته وهي تلج الي داخل القصر ، فعلم بعودته ولكنه فضل ان ينتظر قليلاً حتي يصعد الي غرفته ويبدل ثيابه ثم يذهب اليه …

    وبالفعل بعد حوالي عشره دقائق ، استند الجد علي عصاه وتحرك خارجاً من غرفته قاصداً غرفه حفيده..

    ولكن قبل وصوله الي غرفه حفيده ، استمع الي صوته العالي وهو يتحدث مع والدته …

    علم من صوته العالي ما يحدث وما طلبت منه ، كما استمع له وهو يخبيرها عن الوصيه وما يتعلق بها ،

    قرران يعود الي غرفته ويتحدث اليه في وقت اخر عوضاً عن اليوم خاصه وهو بتلك الحاله …

    وما ان استدار حتي يعود الي غرفته حتي وقف مبهوتاً مما سمعه وظل يستمع اليهم وشعور الغدر والخيانه من اقرب الناس اليه ينحر قلبه بسكين بارد !!!

    وقفت دريه تلهث بملامح وجه يتقد حقداً وكرهاً وهتفت تهذي بكلام لم يدرك عاصي معناه بعدما قص عليها كل شيء بالتفصيل ….

    مش ممكن … مش معقول ….!!!

    جميله … جميله … قهرتني وهي عايشه وعاوزه تقهرني تاني وهي ميته …

    مش مكفيها عمري اللي سرقته وهي عايشه .. عاوزه كمان تسرق مني ابني … علي جثتي !!!

    قطب عاصي جبينه وسالها بعدم فهم : انتي بتقولي ايه وطنط جميله الله يرحمها مالها ومال اللي قلتهولك ده ؟؟؟؟

    استدارت تنظر اليه بملامح شيطانه ومدت يديها تجذبه من ياقه قميصه تهزه وهي تصيح : علي جثتي يا عاصي ان ده يحصل ….

    مش هتتجوز غفران لو اطبقت السما علي الارض .. لو هي اخر واحده في الدنيا مش هسمح لها تاخدك مني وتعمل اللي امها عملته زمان ….

    استغرب عاصي حاله والدته واطبق علي يديها فوق صدره وهتف بهدوء محاولاً تهدئتها : اهدي يا امي … اطمني انا مش هعمل كده …

    غفران اختي الصغيره اللي مربيها علي ايديه ومش هتكون غير كده …

    وعلشان كده انا راجع تاني لندن وطيارتي بكره باليل بس المره دي مفيهاش رجوع …

    ومش عاوز حاجه انا مكتفي بشركتي وبس…

    توسعت عينيها بعدم تصديق وصرخت به بجنون: انت اتجننت!!!!

    انت ازاي تعمل حاجه زي كده … عاوز تسيب ورثك وفلوسك لبنت جميله …عاوز تضيع شقي عمري واللي عشت عمري كله اخطط له جاي تضيعه انت علي الجاهز … علي جثتي ان ده يحصل …

    انت هتاخد ورثك ومش هتتجوز غفران …. قالتها بعزم واصرار شديد …

    هتف عاصي ساخراً: وده ازاي بقي ان شاء الله ….

    اذا كان الورث مشروط بالجواز؟؟؟؟

    هتفت بغل وكره : قضيه حجر !!!!!

    جحظت عيني عاصي وهتف بذهول : اااايييييه!!!

    تابعت تضيف بجمود: اللي سمعته …

    ترفع قضيه حجر علي جدك … جدك خلاص كبر وخرف وانت الوريث الوحيد له .. حته محامي بثلاث قروش يرفع لك القضيه وهتكسبها من اول جلسه وانا هشهد معاك بكده ….

    نظر لها عاصي بعدم تصديق واضاف باستنكار شديد: انتي بتقولي ايه … انتي اكيد مش في واعيك …

    انا لا يمكن اعمل كده في جدي حتي لو هاخد مليارات الدنيا بحالها … لا يمكن ضميري يسمح لي اني اعمل كده وابهدل جدي في اخر ايامه واقف قدامه في المحاكم وعلشان ايه ….!!!!!

    علشان شويه فلوس… شويه فلوس ممكن يروحوا في غمضه عين …

    اقول علي جدي مختل او فاقد للاهليه وافضحه قدام الناس !!!!

    ده لوكان هو كده فعلاً عمري ما اعملها ….

    بقي هي دي نظرت ليا … عقلك صورلك اني ممكن اعمل كده في جدي …

    طب مفكرتيش فيه هو ممكن يحصل ايه … مفكرتيش في سمعتي وسمعه عيله الجارحي هتبقي ايه في السوق … مفكرتيش فيا اني ممكن ولادي يعملوا فيا كده في يوم من الايام …

    نظر لها بازدراء قائلاً : انا مش عارف اقولك ايه … بس اظاهر ان ابويا كان عنده حق لما حرمك من ورثك فيه اظاهر كان شايف وعارف حاجات محدش غيره يعرفها علشان كده عمل اللي عمله ….

    هتفت بنبره منخفضه تحاول بها تبرير موقفها المخزي: ع عاصي .. اانت فهمتني غلط ااانا مش قصدي اللي انت فهمته .. اناااا

    انفتح باب الغرفه علي فجأه وظهر الجد من خلفه وملامحه بادي عليها الحزن الشديد : اومال قصدك ايه يا بنت اخويا؟؟؟؟؟

    شحبت ملامح دريه وهربت الدماء من وجهها حتي اصبح في شحوب الموتي وتصنمت في وقفتها ولم تستطيع النطق بحرف واحد !!!

    بينما هتف عاصي بذهول : جدي !!!!

    نظر له الجد بنظره لم يفسرها عاصي وهتف وهو يتقدم لداخل الغرفه حتي اصبح امامهم : ايوه جدك …

    جدك اللي الهانم ولدتك وبنت اخويا عاوزاك ترفع عليا قضيه حجر وتتهمني فيها بالجنون علشان تاخد فلوسي وفلوس ولادي واحفادي ….

    بنت اخويا اللي ربتها مع اولادي وفي بيتي وعمري ما فرقت بينها وبينهم وكنت بعاملها احسن معامله …

    اللي جوزتها ابني الكبير وكنت ابوها مش عمها …

    حتي لما كان ابوك بيشتكي لي منها ومن طبعها الصعب كنت باجي عليه علشان خاطرها ….

    اللي وقفت لابوك زمان وطردته من ببتي لما كان عاوز يطلقها ….

    كل ده وبرضه لسه زي ما هي حقوده وغلاويه ومش بتحب حد غير نفسها ومش بتفكر غير في الفلوس …

    اوعي تكوني فكراني مش عارف انتي بتعملي كل ده ليه من يوم ما اتجوزتي احمد الله يرحمه …

    انا كنت فاكر ان الايام هتغيرك ومعامله احمد وحبه ليكي هيغيروكي ويشيلوا الحقد والكره من قلبك الاسود ..

    بس كنت غلطان السواد اللي معشش جوه قلبك كان بيزيد كل يوم اكتر من اللي قبله .. حتي لما ربنا عاقبك واخد منك ابنك الصغير قلت هتتغيري وتعرفي ان الدنيا منفاته وملهاش امان لكن لا الكره والحقد والغل زادوا اكتر …

    بس انا مش هسمح لك يا دريه تأذي احفادي زي ما اذيتي ولادي … مش هسمح لك تعملي مع غفران زي ما كنتي بتعملي مع امها الله يرحمها …

    زمان مصطفي واحمد هما اللي كانوا بيقفوا لك وانا كنت ساكت ، لكن من اللحظه دي ومن بعد اللي سمعته انا اللي هقف لك وانتي عارفه منصور الجارحي يقدر يعمل ايه كويس اوي !!!!

    هتفت بتلعثم : ع عمي ااانا …

    صرخ هارداً بها جعلها تنتفض مكانها من شده الفزع: اخرسي مش عاوز اسمع صوتك …

    تغضنت ملامحه بالالم ووضع يده علي صدره موضع قلبه وهتف موجهاً حديثه لعاصي : وانت ؟؟؟

    عاوز ترجع تسافر تاني ومش همك جدك ولا عيلتك وورثك وشغلك …

    عاوز تهرب تاني …!!!!

    طب المره اللي فاتت هربت علشان احساسك بالذنب انك كنت المفروض تسافر مع ابوك بدل عمر اخوك الله يرحمهم وحملت نفسك ذنب موت اخوك وانك المفروض تكون بداله ، رغم ان ده مقدر ومكتوب .

    بس انا قدرت حالتك وماوقفتش قصاد رغبتك وسبتك تسافر علشان ترتاح وتنسي …

    رغم ان ساعتها كنت في أمس الحاجه ليك انك تكون جنبي تقف في ضهري وانا رجل كبير بيدفن ولاده واحد ورا التاني واخد عزاهم بدل ما هما اللي يدفنوني وياخدوا عزايا….

    انما دلوقتي عذرك ايه ..؟؟؟؟ا

    انطق ورد عليا …. عذرك ايه؟؟؟

    اطرق عاصي راسه ارضاً ولم يرد عليه …

    اقولك انا عذرك ايه …

    عذرك اننا فرضنا عليك انك تتجوز… وان مش انت اللي اخترت…

    عاصي وعندي طول عمرك .. لو عينك علي الحاجه وتفسك فيها بس مقولتش عليها واحنا اللي قولنالك عليها … ترفضها وما تقبلهاش وتحاربنا علشانها…

    عموماً براحتك .. انا مش هفرض عليك حاجه .

    عاوز تسافر مع السلامه الباب يفوت جمل بما حمل .

    انا خلاص اتعودت ان مفيش حد يسندني غير ربنا سبحانه وتعالي …

    ثم اعطاهم ظهره متحاملاً علي الألم الذي يفتك بصدره وتحرك مغادراً الغرفه بخطوات بطيئه وهو يردد: حسبي الله ونعمه الوكيل .. حسبي الله ونعمه الوكيل …

    نظر عاصي في ظهره بحزن شديد ولم يعرف بماذا يجيبه ، فجده هو اعلم الناس به وبشخصيته العنيده .

    فتح فمه واغلفه اكثر من مره محاولاً التحدث ولكنه لا يجد ما يقوله …

    وقبل ان يصل الجد الي باب الغرفه شعر بالهواء بنسحب من رئتيه وقلبه يكاد يخرج من صدره من شده الالم وما هي الا ثواني وسقط مغشياً عليه علي عتبه الغرفه….

    صرخ عاصي برعب وهرول الي جده ينقذه بقلب لهيف فهو لا يستطيع ان يتحمل خسارته هو الاخر ..

    جدددددددي!!!!

    بينما ارتسمت معالم الفرحه علي وجه دريه وهي تدعو بداخلها ان تكون هذه نهايه ذلك العجوز….


    يتبع….

    تكملة الرواية من هناااااااا 


    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

     مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


    تعليقات