القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية غفران العاصى الفصل الثالث والرابع بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

التنقل السريع

     


    رواية غفران العاصى الفصل الثالث والرابع بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 





    رواية غفران العاصى الفصل الثالث والرابع بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 




    3/4

    كانت تجلس بجانبه علي الفراش تطعمه بيدها ، فهي لم يغمض لها جفن ولم تشعر بالراحه طوال الاسبوع الماضي منذ ان استيقظت من نومها تلك الليله علي صراخ عاصي قلبها العالي منادياً باسمه ….

    كفايه بقي يا غفران مش قادر شبعت .. هتف بها الجد بتعب…

    يا جدو يا حبيبي انت مش بتاكل كويس ومش مهتم بصحتك والدكتور مشدد علينا انك ترتاح كويس وما تعملش مجهود وتتغذي كويس وكمام تاخد ادويتك بانتظام ..

    انا الحمد الله بقيت احسن بفضلك بعد ربنا ، انتي من يوميها وانتي مش سيباني وواخده بالك مني كويس اوي…

    طبعت قبله علي جبينه وعلي كفه الموضوع فوق صدره وهتفت بحنو وحب صادق : ربنا يخاليك ليا يا حبيبي وما يحرمنيش منك ابداً …

    ملس علي شعرها الاسود الطويل : ويخاليكي ليا يا روح قلب جدك …

    ااااه يا غفران بتفكريني بجدتك الله يرحمها… فوله واتقسمت نصين ، اخدتي منها كل حاجه ..

    شكلها وطيبه قلبها وروحها الحلوه … كل ما ابص لك ببقي شايفها هي وهي بتبص لي ../

    ربنا يكرمك يا بنتي ويريح بالك ويديكي طوله العمر …

    ويخاليك لينا يا رب… ثم تابعت تضيف بشقاوه محببه الي قلبه: قول كده بقي يا سي جدو الحب ده كله مش لله في لله .. ده علشان انا شبهه ملك روحك فانت بتحبني …

    ثم تابعت حديثها تضيف بتمني ….

    اه يا جدو نفسي الاقي واحد زيك كده في كله حاجه ويحبني زي ما انت بتحب نانا الله يرحمها كده …

    ابتسم الجد بحنو قائلاً بنبره ذات مغذي ولكنها لم تفهم معناها :موجود يا روح جدو موجود.

    اجابته نافيه : زيك انت يا جدو استحاله يكون موجود،شباب اليومين دول مش بيعرفوا يحبوا ولا بيقدروا البنت اللي بتحبهم ،كلهم بيتسلوا او بيرتبطوا علشان المصلحه غير كده مفيش…

    ولو حصل وكان في حب بجد مش بيكمل يا بتحصل حاجه تخاليه ما يكملش يا اما اهاليهم بتقف قصادهم ويحاولوا بفرقوهم عن بعض زي ما حصل مع ندي صاحبتي الله يرحمها ….

    الله يرحمها … غمغم الجد مترحماً عليها بحزن..

    عقب الجد علي حديثها مضيفاً بمغزي: الحب موجود في كل وقت وكل مكان وساعات بنكون مش واخدين بالنا انه موجود اصلاً واحياناً بننكر وجوده ، بس لو الحب ده قوي هينتصر وهيظهر ويقف قدام اي عاصفه تحاول انها تهده وقبل كل ده النصيب هو اللي بيحكم في الاخر …

    بس انا واثق ومتاكد ان ربنا شايلك الخير ونصيبك هتلاقيه احسن مما كنتي تتخيلي وهتلاقي الحب اللي تستاهليه ، والقلب اللي يحبك ويخاف عليكي ..

    لانك تستاهلي ده واكتر كمان …..

    كان يقف علي باب غرفه جده يراها وهي تعتني ، فقد اكتشف منذ تعب جده الاخير ، جانب جديد في شخصيتها لم يعده من قبل !!!

    فقد كبرت صغيرته واصبحت اكثر نضجاً واكثر احساساً بالمسؤليه ولم تعد تلك الصغيره المدللة…

    كاد ان يدلف الي الداخل ولكنه توقف يستمع الي حديثها مع جده …

    شعر بالاختناق كلما استمعها تسترسل في الكلام ، هي محقه فيما تقول ، هي تستاهل ان ترتبط بشخص يعشقها لذاتها وليس شخص مجبور علي الارتباط بها وهذا ما يعزز موقفه اكثر واكثر ….

    فهو لايريد ان يظلمها معه ، فهو لايراها الا طفلته وصغيرته وليس امرأته !!!!

    علي الرغم من ان حديثها هذا يصب في مصلحته الا انه يحشره في الزاويه ويضيق عليه الخناق …

    فهو اصبح بين نارين.، فهو لا يقدر علي مواجهتها بحقيقه الوصيه ويجرح مشاعرها …

    وفي نفس الوقت لا يقدر علي عصيان جده فحالته الصحيه لا تسمح له بأن يواجه عصيانه !!!!

    شعر بالغضب يتفاقم داخله فهو اصبح مقيداً بقيود من نار ، لا هو قادر علي حلها ولا قادر علي تحمل نيرانها ….

    اخذ نفس عميق يهدء من النيران المستعره بداخله وتنحتح يجلي حنجرته وهي يدلف الي داخل العرفه وكأنه وصل للتو ولم يستمع لحديثهم معاً../

    تحدث بصوته الرخيم : صباح الخير ….

    ثم اقترب من جده وطبع قبله حانيه علي جبينه : عامل ايه انهارده ياحج منصور …

    اجابه الجد بجمود : صباح النور …الحمد الله احسن !!!

    ثم نظر الي غفران التي كانت تختلس النظرات اليه ، فهي منذ اليوم الذي صرخ عليها فيه وهي تتعمد عدم الالتقاء به او الحديث معه…

    صباح الخير يا غافي .، عامله ايه ؟؟

    رفرف قلبها فرحاً عندما خصها بالحديث… اذاً هو مهتم بها وبحالها !!!

    بللت طرف شفتيها واجابته برقتها المعتاده : صباح النور.. انا الحمد الله كويسه ..ثم صمتت لثواني وسالته بتردد عن حاله:واانت اخبارك ايه…

    انا الحمد الله تمام طول ما الحج منصور بخير …

    ثم تابع بمرح ملطفاً الاجواء من حولهم : وهكون احسن لو خاليتي نعمات تعملي قهوتي علشان لسه ما شربتهاش…

    نهضت من علي الفراش وحملت صينيه الطعام الخاصه بجدها وتحدثت بحماس: هعملهالك انا …

    ثم غادرت الغرفه مسرعه لكي تعد له اطيب فنجان قهوه …

    تابعها بنظراته حتي غادرت الغرفه ، ثم توجه بعدها وجلس علي طرف الفراش بجانب جده، الذي كان ينظر له بحزن ولوم …

    هتف عاصي بحنان: لسه برضه زعلان مني وواخد علي خاطرك مني؟؟؟

    طب ما انا اهو خلاص مسافرتش ولسه قاعد معاك اهو …

    تحدث الجد بضيق : ما انت مستني لما اخف وهتنفذ اللي في دماغك وتسافر وتسبني …

    وانا اللي قلت خلاص هرتاح وجيه اللي يشيل عني ويبقي سندي ، لكن لقيتك عاوز ترمي كل ده وراك وتسافر وتسبني لامك علشان تبهدل فيا وتفضحني قدام اللي يسوا واللي مايسواش….

    هتف عاصي بشراسه: متخلقش لسه اللي يفكر يمس شعره منك يا جدي وانا عايش علي وش الدنيا ..

    الي يفكر بس يقرب منك او من اي حد من عيله الجارحي انا امحيه من علي وش الدنيا من غير ما يرف لي جفن…

    هتف الجد بامتنان : انا عارف يا حبيبي من غير ما تقول ، بس انا مش قادر علي الفراق من تاني ، كفايه اللي فارقوني زمان ، مش هتبقي انتي كمان …

    ربط عاصي علي كف جده مطمئناً اياه: اطمن يا حج منصورانا مش مسافر انا هفضل هنا مش هقدر اتخلي عن مسؤليتي اكتر من كده …!!!!

    ……::::::::.::

    دلفت دريه الي المطبخ تشرف علي الخدم مثل كل يوم

    وجدت غفران تقف تعد القهوه وسمعتها تتحدث مع نعمات قائله: خالي بالك من القهوه لا تفور يا نعمات علي ما احضر لعاصي ساندوتش خفيف وعصير يفطر بيهم ، ما انتي بتقولي مفطرش وكمان عاوز يشرب قهوه ساده علي الريق .. كده غلط علي صحته.!!!

    قالتها وهي تتحرك هنا وهناك تحضر له وجبه افطار خفيفه ،غافله عن نظرات دريه الكريهه التي تكاد تفتك بها …

    هتفت دريه بغضب : في ايه بيحصل هنا بالظبط.؟؟؟

    اجابتها غفران بعفويه: انا بحضر فطار خفيف لعاصي علشان مفطرش …

    هتفت دريه بشراسه: مين سمح لك تعملي كده وازاي تدخلي في حاجه مش بتاعتك اصلاً….

    البيت ده له نظام اظن انك عرفاه كويس اوي ، وعاصي طالما مفطرش معانا يبقي مش هيفطر ، ومدام طلب قهوه يبقي قهوه وبس …

    ثم تابعت بغيظ وحقد وهي تقترب منها حتي اصبح لا يفصل بينهمً سوي انفاسهم : ولا انتي لاقتيها فرصه وقلتي استغلها كويس وارسم واخطط براحتي …

    لااااااا يا ينت جميله ، انا مفتحه عينيه وواخده بالي من حركاتك اللي زي حركات امك ، ومش هسمح لك تكرري تاني اللي كانت هي بتعمله زمان انتي فاهمه …

    صرخت في اخر كلمه بقوه ،ثم وجهت كلامها الي نعمات الخادمه : نعمات سيبي اللي في ايدك ده وحصليني علي اوضتي…بسرعه!!

    غادرت المطبخ بخطوات تدك الارض غضباً وحقداً ، بينما غفران وقفت تنظر الي طيفها بحزن واخيراً سمحت لدموعها التي كانت محبوسه داخل مقلتيها ان تسقط علي وجنتها البيضاء الرقيقه …

    فهي قد اعتادت علي اسلوب زوجه عمها القاسي والحاد ولكنها تريد ان تعرف سبباً واحداً لهذا الكره التي تكنه لها ولوالدتها ؟؟؟؟

    فوالدتها رحمها الله الكل يحبها ويذكزها بالخير ، وهي لم تفعل ما يجعلها تكررها وتحقد عليها هكذا…

    اقتربت منها نعمات وعلي وجهها ترتسم معالم الحزن علي تلك الجوهره الرقيقه وما تلاقيه من معامله سيئه من زوجه عمها باستمرار ولكنها اليوم كانت اشد قسوه..

    همت ان تقترب منها ولكنها استمعت الي صراخ العجوز الشمطاء دريه عليها من الخارج فاسرعت تلبي ندائها بعد ان اعتطها غفران نظره مطمئنه معناها ” لا تقلقي انا بخير”…

    سارت بخطوات ثقيله الي الموقد تغلقه بعد ان فارت القهوه وانسكبت عليه وشرعت في اعداد واحده اخري بدلاً منها ، ولكن سرعان ما قذفت ما بيدها داخل حوض المطبخ عندما لمحت طيفه من نافذه المطبخ وهو يستقل سيارته مغادراً القصر ..

    خرجت من القصر قاصده غرفتها تغلق علي نفسها حتي لا يري احداً ضعفها وانكسارها فحتي هو لم يشغل باله بها او بما طلبه منها ورحل دون ان يكلف نفسه عناء السؤال عنها او حتي الاعتذار منها علي طلبه!!!!

    ……………….

    تجلس مع صديقاتها في النادي تتناول معهم الافطار بعيداً عن جو القصر الكئيب الذي بات يخنقها …

    سألتها احدي صديقاتها : مقولتيش يا نيسو اخبار الموز ابن خالتك ايه ؟؟ مشوفناهوش يعني من ساعه ما رجع من لندن؟؟

    نهرتها بحده طفيفه: بقولك ايه مالكيش دعوه بيه ، عاصي ده بتاعي انا وبس ..

    تحدثت اخري: لا بجد يا نيسو هو مش انتي كنتي بتقولي انكم في حكم المخطوبين ، ازاي ولا مره خرجتم سوا او سهرتم مع بعض ، انتي حتي بتخرجي وتسهري معانا لوحدك من غيره…

    كتمت غيظها منهم واجابتهم وهي تزيف ابتسامه علي وجهها : اصل هو مشغول في تظبيط الbusiness بتاعه هنا وكمان تعب جده هو اللي خلانا نأجل اعلان خطوبتنا ، بس اول ما حاله جده تتحسن هنعمل big party ونعلن فيها خطوبتنا وانتوا هتكونوا اول المعزومين اكيد …

    اسيبكم بقي علشان رايحه لعاصي الشركه ، اشوفكم بعدين ، بااااااي….

    تبدلت ملامحها فور ان غادرتهم الي الغل والغيظ من عاصي ومن خالتها التي لا تعرف ما الذي يشغل بالها منذ مرض الجد والتي لا تساعدها في اخذ خطوه جاده في علاقتها مع عاصي…..

    ………………..

    وصلت نسرين الي الشركه وتوجهت الي مكتب رئيس مجلس اداره مجموعه الجارحي ” مكتب منصور الجارحي سابقاً ، وعاصي الجارحي حالياً”….

    دلفت الي مكتبه بعد ان طلبت من مديره مكتبه ان لا تبلغه فهي تريد ان تفاجأه بوجودها …

    كان منكباً علي المكتب يراجع بعض الملفات ، وقفت تتطلع اليه بملامح عاشقه بها لمحه من الهوس !!!

    نعم فهي مهووسه به ، تعشقه ولاتري غيره ، لقد اختصرت كل رجال العالم في شخصه …

    تعشقه بكل ما فيه ولكنها تعشق ايضاً النفوذ والاموال التي يمتلكها …

    فهو بالنسبه لها المصباح السحري الذي سيحقق لها كل احلامها وطموحاتها !!!!

    هو لها ولن يكون لغيرها ستفعل المستحيل لتكون زوجته !!! حرم عاصي الجارحي !!!!

    الاسم واللقب وحده يكفيها …

    تنهدت بحالميه وسارت بخطوات متمهله نحوه ، فهو يبدو انه لم يشعر بوجودها ..

    اقتربت منه حتي وقفت بجانبه ومالت عليه وطبعت قبله علي وجنته وهي تبتسم باتساع: مفاجاة مش كده؟؟ اتفضل …

    قالتها وهي تمد يدها اليه تقدم له باقه من الزهور كانت قد جلبتها معها كلفته رومانسيه منها نحوه!!!

    اجفل عاصي من حركتها المفاجأه ونهرها بحده: ايه اللي انتي بتعمليه ده ؟؟؟ودخلتي كده ازاي؟؟؟

    والهانم اللي باره دي ازاي تدخلك من غير اذني …

    انتفضت في مكانها من صراخه عليها وهتفت بخوف وهي تحاول تهدئته: اهدي يا عاصي مفيش حاجه حصلت تستاهل عصبيتك دي…

    انا اللي طلبت من البنت انها ما تقولكش اني عاوزه اقابلك علشان عاوزه اعمل لك مفاجاة…

    اكمل بغضب اكبر : وهي اي حد يقولها عاوز اعمل له زفت مفاجاة تقوم مدخلاه من غير اذن ، هي وكاله من غير بواب ، ده انا هطلع عينها علي اهمالها ده…

    تابعت تسترضيه: يا عاصي هي ملهاش ذنب ماهي عارفه اني بنت خالتك وبشتغل هنا معاك ، ثم انا مش اي حد علشان يدخل لك كده …

    رفع اصبعه في وجهها وهتف بتحذير : اول واخر مره تدخلي عليا مكتبي بالطريقه دي ، بنت خالتي دي في البيت مش في الشغل ، ده اولاً …

    والحركه اللي عملتها دي ما تتكررش تاني فهماني ، مش هعيد كلامي مرتين …

    مالت بجسدها للامام واستندت بذراعيها علي حافه المكتب فاصبحت قريبه منه للغايه ، وهتفت تساله بمكر: حركه ايه دي اللي مش عاوزني اعملها تاني ؟؟

    نظر لها بغضب ولم يجيبها ، ثم اخذ يراجع الاوراق امامه وكأن لا وجود لها !!!

    اغتاظت من لامبالاته واهماله المتعمد لها وهتفت تلومه بنبره حاولت جعلها منكسره بعض الشيء علها تستميل قلبه العاصي: انت ليه يا عاصي بتعاملني بالطريقه دي.. انت اتغيرت اوي ….

    انا كنت فاكره انك لما هترجع من السفر هنقرب من بعض اكتر ، لكن لقيتك بتبعد اوووي…

    احنا طول عمرنا واحنا مع بعض من واحنا صغيرين ، ليه بعدت عني كده …

    ثم تابعت بلؤم: ده حتي خالتو بتشتكي منك ومن طريقتك وانك مش عاوز تريحها وتسمع كلامها وتتجوز وتفرحها بيك وتجيب لها عاصي junior!!

    كان ينظر لها وهي تتحدث ، يقرأ ما بين السطور في حديثها، هو يعرفها جيداً ويعرف شخصيتها ، علي الرغم من انها تربت معه منذ صغرها الا انه لم يشعر نحوها بالمسؤليه والالتزام مثلما يشعر نحو غفران ..

    دائماً ما كانت غفران مميزه لديه بالرغم من تشابه ظروف حياه نسرين وغفران ،الا انه كان يميل الي غفران اكثر منها ، فنسربن عاشت معهم بعد انفصال والدته وكانت ذات العشر سنوات ، وغفران ولدت علي يده وفقدت والديها وهي في سن الخامسه!!!

    لكن غفران بريئه ، نقيه، عاطفيه وحساسه ،رقيقه منذ نعومه اظافرها ، عكس نسرين التي كانت عدوانيه ، لئيمه وشرسه وانانيه وكانت تتعمد ايذاء غفران باستمرار ولكنه كان يتصدي لها دائماً….

    هتفت بنبره مرتفعه بعض الشيء اخرجته من شروده: هاااي روحت فين ؟؟؟

    اجابه باقتضاب : معاكي …

    سالته مستفسره: هااا مش انا عندي حق في كل اللي قلته ؟؟؟

    لم يسمع اي شيء من حديثها ولكنه اجابها كاذباً حتي ينتهي من ثرثرتها : طبعاً عندك حق ..

    تهللت اساريرها وهتفت تساله بلهفه: بجد !!! بجد يا عاصي اقتنعت بكلامي وهتسمع كلام خالتو وتتجوز زي ما قالت لك؟؟؟

    زوي ما بين حاجبيه باستغراب وسالها باستنكار: اتجوز!!!

    هتفت مسترسله بلهفه: ايوه طبعاً تتجوز ، انت دلوقتي رجل مسؤل وسنك مناسب ، محتاج واحده تقف جانبك ، تكون واجهه ليك تشرفك وسط مجتمع رجال الاعمال؛ تكون شيك وبنت ناس ومن مستواك ، واحده تعرف تكون زوجه لواحد من اهم رجال الاعمال في البلد …/

    سألها عاصي متعجباً: بس كده ؟؟

    سالته بعدم فهم : بس ايه مش فاهمه؟؟؟

    اجابها ساخراً : ولا عمرك هتفهمي يا نسرين ….

    ثم اعتدل في جلسته وعاود النظر الي الاوراق التي امامه مره اخري وهتف بجمود …

    المهم …اتفضلي روحي دلوقتي علشان عندي شغل كتير وابقي اشوفك في القصر …

    تابعت تساله بالحاح : حاضر همشي بس انت ما قولتش اقتنعت بكلامي ولا لاء وهتسمع كلام انطي دريه ولا لاء…

    اجابها بسأم : طبعاً طبعاً اقتنعت ،بس خالي ده سر بيني وبينك ومش لازم تعرفي دريه هانم بالكلام ده وانا هبقي اتفاهم معاها بعدين علشان يبان اني اقتنعت بكلامها هي مش بعد ما انتي اقنعتيني علشان انتي عرفاها بتضايق من الحاجات دي….

    تهللت اساريرها فرحاً وشعرت بقرب ارتباطهم بعد حديثه هذا ، فابتسمت باتساع وتحدثت بفرحه: تمام

    وانا هستناك ما تتاخرش عليا .. تشااااو….

    نفخ خديه بزهق بعد رحيلها وعاود النظر في الاوراق امامه فقد اهدر الكثير من الوقت في حديث غير مُجدي!!!!

    …………………….

    وصلت نرمين الي القصر وهرولت تجري نحو خالتها تعطيها البشاره ..-

    انطي … انطي دريه … يا انطي انتي فين …

    كانت تنادي عليها بصوت عالي وهي تجري هنا وهناك حتي وجدتها تجلس في غرفه المعيشه تحتسي قهوتها بهدوء وذهنها شارد في البعيد …

    دلفت نسرين الي الداخل واوصدت الباب خلفها حتي لا يستمع احد الي حديثهم او يزعجهم …

    جلست امامها وحدثتها : انتي مختفيه هنا يا انطي وانا بدور عليكي في القصر كله …/

    اجفلت من صوتها العالي وحدثتها بزهق/ في ايه يا نسرين ، ما انا قاعده هنا اهو هروح فين ، ايه اللي حصل لكل الغاغه اللي انتي هملاها دي ….

    هتفت نسرين بعيون لامعه : حصل ، حصل يا انطي .. عاصي…

    سالتها دريه باهتمام : ماله عاصي في ايه ؟؟

    اجابتها نسرين بتحذير : هقولك بس توعديني انك ما تقوليش لعاصي انك عرفتي مني حاجه او انك عرفتي الموضوع من اساسه !!!

    تنبهت حواس دريه بالكامل واجابتها موافقه : اتفقنا مش هقوله ، بس قولي بقي في ايه ….

    هقولك .، اسمعي يا ستي …….

    ………………………….

    في المساء……

    عاد عاصي الي القصر مساءاً بعد يوم عمل طويل وشاق ، استقبلته نسرين بسعاده واضحه علي تقاسيمها ، وقد كانت متألقه علي غير عادتها كما لو كانت ذاهبه الي حضور حفل ما بفستانها الاسود القصير ذو الاكتاف العاريه !!!!

    رسمت ابتسامه عريضه علي شفتيها وهي تستقبله بحفاه وتأبطت زراعه قائله: حمد الله علي سلامتك يا عاصي ، اتاخرت كده ليه ؟؟

    انا وانطي مرضناش نتعشي من غيرك وقلنا نستناك نتعشي سوا….

    نظر لها باستغراب شديد وجذب زراعه من يدها وسار مبتعداً عنها هاتفاً بجمود : انا متاخرتش ده معادي….

    كان قد وصل الي غرفه الطعام ووجد والدته تجلس علي السفره بمفردها ..!!!،

    فسأل مستفسراً :وفين جدي وغفران مش معاكم علي العشاء ليه؟؟

    قلبت نسرين عينيها بملل ولم تعقب !!!

    اما دريه فاجابته باقتضاب : جدك قال مش عاوز ينزل وطلب العشاء في اوضته .

    وغفران؟؟؟ سالها مستفسراً بوضوح .

    توترت نظراتها من جمود ملامحه وهتفت تجيبه بعدم معرفه: معرفش هي من الصبح في اوضتها قافله علي نفسها ….

    نظر اليها مطولاً بغموض وكلما طالت مدخ نظره بها زاد من توترها مما اكد له ظنونه ان هناك شيء حدث مع غفران متعلق بوالدته ….

    هز راسه بهدوء وهتف بنبره جامده: تمام ….

    انا هطلع لجدي اشوفه وانتي يا امي حصليني علشان تعتذري لجدي عن اللي حصل منك …

    ثم نظر الي نسرين وتحدث موجهاً حديثه لوالدته: انتي بس يا امي اللي تحصليني …مفهوم؟؟؟

    حاولت دريه الاعتراض:بس يا عاصي ..اصل.

    تحدث بنبره جامده لا تسمح بالنقاش : انتهي !!!!

    وغادرهم وتحرك حيث جده ….

    تبادلت دريه ونسرين نظرات التوجس والقلق فيما بينهم …

    وهتفت دريه وهي تتحرك من مقعدها تلحق بابنها منفذه اوامره: ربنا يستر….

    تاركه نسرين وحيده خلفها تقضم اظافرها غلاً وغيظاً منهم …..

    اثناء صعوده الي اعلي ، قابل نعمات الخادمه وهي تنزل من ناحيه غرفه غفران وتحمل معها صيينيه العشاء والتي رفضت غفران ان تلمس اي شيء منها..

    سالها عاصي مستفسراً عن سبب حالتها تلك: ايوه يعني ايه اللي حصل لكل ده مخاليها قاعده طول اليوم في اوضتها ورافضه الاكل ؟؟؟

    هتفت نعمات بتلعثم : م م معرفش بصراحه يا عاصي بيه ….

    نظر لها نظره اجفلتها وهتف من بين اسنانه: نعماااات!!!

    ارتعش بدنها من نظرته وصوته الغاضب ، وتحدثت بصوت منخفض وهي تسحبه من يده الي جانب مخفي عن انظار دريه الحقوده: هقول لحضرتك كل حاجه يا بيه ، بس سايقه عليك حبيبك النبي ما تقول اني قلت لك حاجه …

    هتف بغضب مكبوت: اخلصي يا نعمات وقولي حصل ايه…

    حاضر يا بيه… اللي حصل ان الست دريه …… ثم اخذت تسرد عليه كل تفاصيل ما حدث معهم في الصباح………..

    …………………

    دلف الي جناحه اخيراً ، يسير بخطوات متمهله وجسد منهك ، فقد استطاع اخيراً تخفيف حده التوتر بين جده ووالدته بس ان اعتذرت منه عن ما بدر منها في حقه وعن كلامها الجارح …

    وبعد تدخلات منه اقتنع الجد وصالحها علي مضد ، ولكنه يعلم ان جده لم يعد قلبه صافي من جهه والدته كما السابق وهو يعطيه كل الحق في شعوره نحوها ، ولكن جده سيظل الكبير الذي يحمي الكل تحت جناحه فقبل باعتذارها فهي في الاخير ابنه اخوه وام حفيده..

    توجه الي الحمام لاخذ حمام ساخن يزيل به ارهاق اليوم وينعش جسده المتشنج من شده التوتر والعصبيه ….

    بعد قليل من الوقت كان يفرد جسده علي الفراش نائماً علي ظهره ، ناظراً الي سقف الغرفه …

    يفكر في كل شيء حدث معه من قدومه من الخارج ، جده ، الشركات ، الوصيه ، والدته ونسرين ، وغفران ….

    غفراااااااان !!!!!

    زفر مطولاً وهو يفكر فيما حدث معها اليوم من والدته، وايضاً حديثها مع جدها عن فارس احلامها، وقارن بين كلامها وكلام نسرين عن الارتباط والزواج .

    واخذ يفكر ويحلل حتي غلبه النعاس ومازال شعور التخبط والاحساس بالمسؤليه مسيطراً عليه …..

    ……………….

    في صباح اليوم التالي ….

    كان الجميع ملتف حول سفره الطعام ، وهذا اول افطار يحضره الجد معهم بعد مرضه الاخير ، فحرص الجميع علي الحضور احتراماً لعودته مره اخري …

    دخل عاصي عليهم بطلته المهيبه وحضوره القوي كعادته ملقياً عليهم تحيه الصباح وجلس في مقعده علي يمين جده وبجانب غفران وامامه نسرين ودريه!!!!

    تحدث بابتسامه صادقه: حمد الله علي سلامتك يا حج منصور ، نورت مكانك ..

    اجابه الجد بحنانه المعهود: الله يسلمك من كل شر يا غالي يا ابن الغالي …

    تنحنح عاصي وتحدث موجهاً حديثه اليهم: بالمناسبه دي بقي انا عندي خبر هيفرحكم كلكم ….

    تهللت اسارير نسرين فرحاً ونغزت قدم خالتها من تحت الطاوله ونظرت لها نظره بمغذي ” مش قلت لك انه اقتنع بكلامي “..

    وباداتها دريه نظره الفرح والانتصار …

    اما غفران فقد شعرت بانقباضه في قلبها من حديثه وشعرت ان ما يقوله سيكون سطر النهايه في قصه حبها الوهميه التي نسجتها وعاشتها في خيالها ….

    فركزت نظاراتها علي صحنها ولم تجرأ علي النظر اليه ، حابسه دموعها داخل مقلتيها ….

    كان عاصي ينظر اليهم يتفرس في ملامحهم ليرصد رد فعلهم علي حديثه ، فاستوقفه حاله غفران الغريبه وجهها الاحمر وارتعاش يدها وهي تقبض علي ملعقه الطعام !!!

    لم يستطيع ان يفهم حالها وظن انه ربما لازالت متاأثره بما حدث امس مع والدته ….

    تحدث الجد اخيراً يسأله باهتمام : خير يا ابني ايه الخبر الحلو اللي عاوز تقوله….

    صمت عاصي قليلاً ملقياً نظره سريعه عليهم ولكنه استجمع شجاعته في الاخير ملقياً قنبلته في وجههم: انا بعد اذنك يا جدي انا قررت اتجوز …

    صمت معلقاً باقي جملته يرصد رد فعلهم بعيون كعيون الصقر المتربص لفريسته…

    وجد نسرين ودريه قد انتفجت اوداجهم فرحاً وانتصاراً بذلك الخبر ….

    بينما غفران كانت تقاوم وتحارب دموعها بضراوه حتي لا تسقط منها امامهم ….

    تحدث الجد بشيء من التوجس : ومين دي اللي امها داعيه لها اللي هتكون من نصيب عاصي الجارحي…

    نفشت نسرين صدرها ورفعت كتفيها واشرآبت بعنقعا كالطاووس في انتظار سماع اسمها يخرج من بين شفتيه …

    وغفران تقود حرب ضاريه داخلها ، تحارب السقوط مغشياً عليها من شده الضغط العصبي والنفسي التي تتعرض له ، وآلم قلبها الذي ينخر عظامها وهي تجد حلمها يتسرب كالمياه من بين يديها ، ودموعها التي اغشت الرؤيه امامها ….

    وقد كان …. حدث ما جعلها تبكي وتبكي محرره دموعها اخيراً عندما سمعت صوته وهو يقول ….

    انا بطلب منك يا جدي ايد غفران علي سنه الله ورسوله……..


    يتبع….

    رواية غفران العاصي الحلقة الرابعة

    بعد مرور اسبوعين……/

    يقف في شرفه غرفته ينظر الي منظر البحر الممتد امامه والي امواجه المتلاطمه في قوتها وعنفوانها والتي تشبه الصخب الذي يدور داخل رأسه !!!

    فاليوم هو اليوم الذي من المفترض ان يكون اسعد ايام حياته مثله مثل باقي البشر، فاليوم هو يوم زفافه علي ابنه عمه!!!

    ولكن علي العكس هو لايشعر بشيء سوي بالاشمئزاز والنفور من نفسه ومن ما فُرض عليه …

    فهو منذ ذلك اليوم الذي اعلن فيه رغبته في الزواج منها امام الجميع وما حدث بعدها يكاد يصيبه بالجنون؟!!!!

    لقد اتخذ قراره بعد تفكير طويل وكان هذا هوالخيار االمناسب ، حتي ينفذ وصيه والده ورغبه جده ويحميها ويحمي اموالهم وفضل مصلحه العائله علي مصلحته الشخصيه وأجبر نفسه علي تقبل الامر !!!، وايقن ان الله كتب لهم ان يجتمعوا معاً وعلي ذلك قرر ان يتزوجها ويعاملها كما آمره الله ، ويرعي الله فيها….

    ولكن رد فعلها الغريب هو ما اصابه بالاحباط واعاده الي نقطه الصفر وايقن تمام اليقين انها لاتريده ومجبوره عليه مثلما أُجبر هو عليها في باديء الامر ….

    ويبدو ان القدر يعانده فهو في صباح اليوم التالي اضطر الي السفر للندن لحدوث بعض المشاكل في فرع شركته الثاني مما جعله يسافر علي الفور ، وكان يعتقد انه سيعود في خلال يومين ولكنه اضطر ان يمكث لاسبوعين كان يواصل فيهم الليل بالنهار للانقاذ حلم عمره من الضياع ، واستطاع بفضل الله ان ينجو من كارثه كادت ان تنهي ما وصل اليه…

    وفي خلال الاسبوعين لم يتثني له الحديث معها ، فقد قرر جده تحديد موعد زفافهم بعد اسبوعين ،وهي بدورها انشغلت في ترتيبات العرس …

    وها هو عاد في صباح يوم زفافه ومن المفترض ان يكون في خلال الساعات القادمه جالساً امام المأذون عاقداً قرانه عليها ..///

    شرد امامه وتذكر حالتها ذلك اليوم ، فهي بمجرد ان انتهي من حديثه واعلان جده لموافقته علي الزواج .

    اخذت تبكي وتضحك في نفس الوقت ثم فقدت الوعي !!!!

    حملها وصعد بها الي غرفتها وطلبوا لها الطبيب ، الذي شخص حالتها علي انها انفعال زائد أدي الي حدوث زياده في ضربات القلب اكثر من معدلها وارتفاع ضغط الدم مما سبب لها الاغماء .

    وكأن دلو من الماء البارد سقط فوق رأسه!!!

    فأدرك حقيقه انها لا تريده ولا تراه زوجاً لها ، يعلم ذلك، فهي تراه شقيقها الاكبر فقط !!!

    وهي اضعف وارق من ان ترفض وتعصي آمر جدها ، فقبلت الزواج منه رغماً عنها …..

    زفر بحرقه عندما استمع للطرق علي باب غرفته، وصوت نعمات التي تخبره بأن العروس قد انتهت من زينتها وفي انتظاره….

    تحرك بخطوات ثقيله للداخل ، ووقف امام مرآه الزينه يلقي نظره سريعه علي مظهره قبل ان يخرج لهم ….

    فهو اتخذ قرار وعليه تحمل تبعاته ، فهو لن يتراجع عنه ولكنه ايضاً لن يعيش مجبراً علي شيء ولا يقبل علي نفسه وكرامته ان تعيش معه رغماً عنها …

    لذلك عليه ان ينفذ الخطوه التاليه الفاصله في حياتهم والتي تضمن لهم العيش بكرامه دون اجبار!!!!!!!

    ………………….

    ولجت دريه الي غرفه نسرين، فوجدتها تجلس علي فراشها تضم ركبتيها الي صدرها وتستند بذقنها عليها، تنظر امامها في شرود بعيون حمراء منتفخه من اثر البكاء…

    هتفت دريه مستنكره حالتها: هتفضلي قاعده كده ، قافله علي نفسك وهاتك يا عياط لحد امتي ؟؟؟

    نظرت لها نسرين بكره وهتفت ساخره بغل: وانتي هيفرق معاكي حالي في ايه، ما انت سعيده ومبسوطه بجوازت المحروس ابنك من الهانم بنت عمه ولا علي بالك حاجه…..

    وبقالك اسبوعين بتجري ورا نفسك بتنفذي اوامر منصور باشا الجارحي وبتجهزي لهم جناح seven stars!!!

    وانا…انا بنت اختك اخر همك ولا كأنك كنتي بتحلمي اني اكون مرات ابنك في يوم من الايام ../

    تابعت ساخره: اللي يشوف فرحتك دي يصدق انك فرحانه بجد ، ده انا بنفسي صدقت انك فعلاً فرحانه لهم !!!

    بس انا بقي مش هسكت والله لخالي حياتهم جحيم هما الاتنين وابنك ده هدفعه ثمن لعبه معايا وضحكه عليا غالي اوي….

    كانت دريه تستمع اليها وهي جالسه امامها عاقده ذراعيها حول صدرها …

    تحدثت بهدوء ما ان انتهت نسرين: خلصتي اللي عندك …اول مره اعرف انك غبيه وما بتفهميش …

    صاحت نسرين صارخه : انا غبيه !!!

    فعلاً عندك حق انا غبيه علشان صدقتك وصدقت حركات ابنك في يوم من الايام ، ده مش بعيد تكونوا متفقين عليا علشان تنيموني وبعدين تضربوا ضربتكم بس يكون في علمك اللي حصل ده مش هيعدي بالساهل وعاخد حقي منكم تالت ومتلت….

    اغتاظت منها دريه ومن جناننها وهتفت تنهرها بعنف: اتهدي بقي واسمعيني، انا مكانش قدامي حل غير اني امثل اني موافقه علي الجوازه دي ، علشان حاحات كتيره اوي…

    اهمها واولها اني ما اخسرش عاصي ابني ، ولا اخسر الثروه اللي ضيعت احلي سنين عمرها علشانها وعملت حاجات عمري ما كنت اتخيل اعملها في حياتي علشان الثروه دي تبقي من حقي انا…..

    انا وبس ….

    وكمان علشان عمي يقتنع ان انا ندمت علي كلامي اللي قلته قبل كده واني خلاص اتغيرت والدليل اني مش معترضه علي جواز ابني من بنت جميله اللي عارف انا قد ايه بكرهها…

    والاهم من ده كله اني هعرف اذل غفران كويس واعمل فيها اللي مقدرتش اعمله في امها زمان ، هعمله فيها هي وهي بقت مرات ابني …

    فهمتي ولا اقول كمان !!!!!

    وعلشان كل ده يحصل لازم تكوني جانبي وتمثلي انك خلاص رضيتي بالأمر الواقع وان كل شيء قسمه ونصيب زي ما بيقولوا ، وانك مش اول ولا اخر واحده حبت ابن خالتها وهو محبهاش…

    صرخت نسرين بجنون: ما تقوليش ما حبنيش !!!!

    هو..هو مكانش عارف يشوفني علشان غفران طول الوقت كانت واقفه ما بينا …

    عارفه لو هي مش موجوده اكيد كان حبني ، لاني احلي واشيك واجمل منها ..صح مش كده يا انطي…

    تحدثت دريه بمهادنه كانها تتحدث مع طفل صغير: صح يا قلب انطي ، هو عاصي هيلاقي زيك فين ، بس الظروف هي اللي وصلتنا لكده ..،،

    بس احنا هنصبر شويه وهنعرف نغير الظروف دي لصالحنا وننتقم من اللي بعدكم عن بعض …

    بس الاول كده لازم نهدي ونخطط صح علشان احنا اللي نكسب في الاخر …

    اسمعي كلامي وحطي ايدك في ايدي وانتي تكسبي وعاصي في الاخر هيكون ليكي … بس اصبري شويه….

    ياللا قومي خدي شاور واجهزي وانزلي وانتي رافعه راسك علشان الكل يعرف انك قويه وان مفيش حاجه تقدر تهزمك والبسي اشيك واغلي حاجه عندك …

    علشان الكل يعرف مين هي نسرين الحوفي!!!

    كانت تستمع لها بانصات شديد وقد وجدت كلمات خالتها صدي داخلها ، فكانت تتسع ابتسامتها ويزداد غرورها كلما تحدثت عنها ويلمع بريق الجشع والطمع داخل مقلتيها مما جعلها تتحرك كالدميه بين يديها وتنفذ اوامرها ….

    حاضر يا انطي .. انتي صح !!

    قالتها وهي تنهض لتستعد وتتجهز وتكون نجمه الحفل تحت نظرات خالتها الشيطانيه والتي استطاعت التلاعب بها وتوجيهها كيفما تشاء…….

    ………………

    تجلس امام المرآه تنظر الي انعكاس صورتها بانبهار تكاد لا تصدق نفسها …:

    فقد تحقق حلمها المستحيل في طرفه عين ، واصبحت بين ليله وضحاها ملكه وعلي اسمه ، فقط بعض الاجراءات الشكليه وتصبح زوجته وأمراته لاخر العمر ……

    لازالت تتذكر نبره صوته الاجشه القويه وهو يطلب يدها من جدها ، تقسم انها اعذب ما سمعته في حياتها .

    سطر مكون من عده كلمات بسيطه تعني لها الدنيا وما فيها عندما حرجت من بين شفتيه !!!!!

    ابتسمت بخجل من نفسها عندما تذكرت رد فعلها الغريب يومها، ضحكت وبكت من شده فرحتها في آن واحد ومن فرط تأثرها لم تتحمل الفرحه وسقطت فاقده الوعي بين يديه ، وكانت صورته اخر ما رأته عينها قبل ان تستسلم للظلام الذي لفها في طياته..

    صورته التي عاشت عليها طوال الاسبوعين الماضيين وهو بعيداً عنها …

    تشعر بالضيق منه لانه لم يحادثها طوال هذه المده مثلهم مثل حال كل المخطوبين ، يسهرون الليل يتحدثون في امور العشق والهوي !!!!!

    يحكي لها عن مشاعره نحوها ، متي وكيف حبها ؟؟؟

    هل يعشقها منذ زمن مثلها ام من فتره قريبه؟؟؟؟

    هل كان يسهر يناجي طيفها في لياليه مثلها ام ماذا؟؟

    لكنها لم تظهر له ذلك فهي يجب عليها ان تقدر مسؤلياته فهي تتزوج رجل من اكبر رجال الاعمال في البلد وعليها يجب ان تكون علي قدر كبير من الوعي والمسؤليه ، وتشعره انه تزوج من فتاه تقدره وتقدر مشاغله وليس مجرد فتاه صغيره مدللة!!!

    لا بأس ، فالايام والعمر امامهم طويل يقضونه معاً ويعرفون كل شيء معاً، ويكتشفون مشاعرهم وحقيقه ما في قلوبهم معاً…….

    افاقت من شرودها علي صوت خبيره التجميل تخبرها بأنتهائها: احنا كده خلصنا شغلنا يا انسه غفران ، ما شاء الله طالعه زي القمر ، الف مبروك وربنا يتمم لحضرتك علي خير….

    حيتها برقه : الله يبارك فيكي ، تسلم ايديكي تعبتك معايا….

    تعبك راحه يا هانم ، والف مبروك مره تانيه…. قالتها وانصرفت خييره التجميل وتركتها بمفردها ….

    وقفت تتطلع الي هيئتها امام المرآه بسعاده بالغه وهي تتسائل في نفسها ، هل هيعجب بها ؟؟؟

    هل ستسحره بطلتها الآسره ويعبر عن عشقه لها في الحال ؟؟؟

    ام هل هيحملها ويدور بها صارخاً بسعادته وعشقه لها كما تقرأ في الروايات وتشاهد في الافلام ؟؟؟

    ابتسمت بخجل وشعرت بالحراره تغزو وجنتيها عندما تخيلته وهو يحملها ويدور بها امام الناس !!!!

    قطع تخيلاتها دخول جدها عليها … تقدم الجد منها يسير بخطوات متمهله مستنداً علي عصاه ويطالعها بنظرات تلتمع بها الدموع من شده الفرح!!!

    حمم يجلي حنجرته وتحدث بنبره متحشرجه من فرط التأثر وهو يقاوم العبرات اللامعه في مقلتيه..

    ما شاء الله ولا قوه الا بالله ، قمر يا روح جدك …

    الف حمد وشكر ليك يا رب اني عشت لحد ما شوفت اليوم ده ، وانا بسلمك لعريسك اللي هيقدرك ويصونك ويحافظ عليكي ….

    طبع قبله حانيه علي جبينها وضمها الي صدره بحنان جارف…

    لم تتحمل غفران كل ذلك الحنان الذي يغدقها به ، فسقطت الدموع من عينيها غصب عنها ….

    ابتسم الحد بحنان وهو يمد يده المجعده يمسح دموعها وهتف بحنان: لا ، انا مش عاوز اشوف دموعك الغاليه دي،انا من هنا ورايح مش عاوز اشوف غير ضحكتك الحلوه اللي بتنور لي دنيتي وبتفكرني بحبيبه قلبي ملك روحي ….

    ابتعدت عنها قليلاً واخرج من جيبه علبه من القطيفه الحمراء وقام بفتحها واخرج منها خاتم من الالماس القديم خاطف للانفاس علي هيئه قلب ، كان ملكاً لجدتها رحمها الله …

    امسك يدها وادخل الخاتم في بنصرها الايمن …

    ربط بحنان علي كف يدها وهتف بحنو: الخاتم ده بتاع جدتك الله يرحمها ، ومعنديش اغلي منك علشان اهاديها بيه ، عاوزك تحافظي عليه زي عنيكي ويوم ما ربنا يكرمك ببنت ان شاء الله تبقي تلبسيهولها يوم فرحها زي ما انا عملت كده بالظبط ….

    ارتمت في احضانه الدافئه التي طالما كانت ملاذها الآمن والتي كانت تحتويها دائماً وهتفت بنبره متحشرجه بالدموع : انا بحبك اوي يا جدو ، اوووي.

    ربط علي ظهرها بحنان قائلاً : وانا اكتر يا روح قلب جدو..

    يالا بقي علشان ننزل اتاخرنا علي الناس والعريس زمانه مستني علي نار …

    قالها وهو يثني ذراعه كي تتأبطه وتضع ذراعها فيه ليأخذها ويسلمها الي عريسها……

    ………………

    كانت حديقه قصر الجارحي مزينه بشكل خاطف للانفاس ، فقد اشرف علي تصميمها فريق من اشهر مصممي الحفلات والاعراس في الشرق الاوسط ، حضروا بناء علي رغبه منصور الجارحي لتصميم حفل زفاف يليق باسم عائله الجارحي.

    فهو حفل زفاف احفاد الجارحي اصحاب اقوي كيان اقتصادي في البلاد ……

    “عاصي وغفران الجارحي ”

    كان يقف وسط الحديقه يستقبل الحضور من الشخصيات السياسيه البارزه ورجال اعمال مصريين والعرب ….

    يستقبل هذا ، ويرحب بذلك وهو يرسم ابتسامه عريضه علي شفتيه يحاول ان يخفي بها ما يعتل داخل صدره….

    تعالت اصوات الموسيقي الصاخبه والتي تشير الي قدوم العروس….

    اتجهت الانظار الي مصدر الضوء الساطع اعلي الدرج الذي ظهر من خلفه منصور الجارحي معانقاً ذراع حفيدته في ذراعه ، ينزل معها الدرج حتي يسلمها الي عريسها….

    وقف اسفل الدرج ينتظر وصولها اليه وهو يراها تتأبط ذراع جده بفستانها الابيض ذات التصميم الرقيق مثلها ، ووجهها مخفي عنه بطبقه رقيقه من التل الابيض ../

    وصل الجد اليه ، وفتح ذراعيه يحتضنه بفرحه حقيقه

    اخذ يربط علي ظهره بقوه وهو يوصيه علي غفران قبل ان يسلمها اليه ….

    وقف امامها وقام برفع الطرحه من علي وجهها، كانت مطرقه برأسها ارضاً وترتجف من شده الفرحه والتأثر !!!!!

    رفع وجهها اليه ، فرأي البدر في تمام اكتماله !!!

    كانت فاتنه بحق ، رقيقه ، جميله ، ناعمه .

    اتسعت ابتسامته رغماً عنه انبهاراً بحسنها ..//

    وهي كانت تحلق في السماء وهي تراه امامها بهيئته المهلكه لقلبها بوسامته التي تزداد يوماً عن الاخر ..

    تعلقت عينيها بعينيه وهي تنظر له تلك النظره وكانها تقول “اخيراً اصبحت ملك لك واصبحت ملك لي”….

    رفع يديه الاثنين واحاط بوجنتيها طابعاً قلبه رقيقه فوق جبينها .، ارتجف قلبها علي اثرها!!!!

    شبك اصابعه مع اصابع يدها وسار بها نحو طاوله كتب الكتاب الموضوعه وسط الحديقه ، وسط تعالي الصحيات والتصفيق والتهليل من الحضور….

    وضع يده في يده جده وكيل العروس واخذ يردد خلف المأذون ، وهي تردد خلفه في سرها ،ويكاد يتوقف نبض قلبها من السعاده، فاخيراً بعد سنوات من العشق ، الشوق ، والفراق تحقق حلمها واصبحوا معاً…

    حلم حياتها وعشقها المستحيل اصبح زوجها ، لها وحدها ….

    انتبهت علي قول المأذن “بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير” !!!!

    آمنت علي قول المأذون وهي تبتسم باتساع ، وقلبها يدوي داخل صدرها بصخب وهي تخط امضتها علي وثيقه زواجهم !!!!

    كانت نسرين تقف بجانب دريه وحالهم لا يختلف عن بعضهم، فكلاهما تنظر اليهم بكره وحقد وغل ولكن لاختلاف الاسباب..

    فدريه تري التاريخ يعيد نفسه من جديد عندما كانت تقف في نفس الموقف منذ عشرين عاماً وهي تري مصطفي ابن عمها وشقيق زوجها وعشقها الوحيد وهو يعقد قرانه علي اكثر انسانه كرهتها وحقدت عليها في الحياة ” جميله” !!!!

    غريمتها التي سرقت منها حلم حياتها وحرمتها من عشقها الوحيد ، تري فيها غفران وهي تسرق منها ابنها الوحيد كما سرقت والدتها منها عشقها وعمرها قبل ذلك …..

    اما نسرين فكانت نيران الكره والغيره تكاد تفتك بها وتحرق كل ما حولها ، فهي علي الرغم من حديثها مع خالتها قبل قليل واصرارها علي الصمود والمواجهه، الا ان رؤيتهم معاً بتلك الصوره والسعاده الظاهره عليهم تكاد تقسم انهم يعشقون بعضهم البعض وقد تحقق حلمهم اخيراً…./

    وهو مازادها غلاً وحقداً وعزمت علي ان تفرق بينهم وتحصل علي حقها في عاصي مهما كلفها الامر !!!!!

    افتتحوا العرسان فقرات الحفل برقصتهم الاولي معاً.

    وقفوا امام بعضهم ، ينظرون الي بعضهم بتوتر !!!

    اقترب منها عاصي ووضع يديه حول خصرها النحيف يقربها منه وهو يرسم ابتسامه صافيه علي شفتيه ..

    رفعت غفران ذراعيها علي استحياء تلفهم حول عنقه والخجل والتوتر يكادان يفتكان بها …

    اخذ عاصي يتحرك معها علي انغام الموسيقي الهادئه وهو يكاد لا يصدق كل ما يحدث حوله !!!

    همس بابتسامه قرب اذنها حتي يتثني لها سماعه: مبروك يا غافي …

    اجابته برقه : الله يبارك فيك…

    تابع يضيف: طالعه زي القمر …

    رمشت بعينيها بخجل وشعرت بالحراره تغزو جسدها ، فهو يثني علي جمالها …

    لمعت دموع الفرحه داخل مقلتيها وهي تجيبه بخجل فخرج صوتها مهزوزاً من فرط التوتر والخجل : ميرسي….!!!

    صمتت ولم تعرف ماذا تقول ، كانت تريد ان تقول له وانت ايضاً سحرتني وخطفت قلبي منذ وعيت علي الدنيا ولكن خجلها وحياؤها يمنعها ….

    نظر لها ولصمتها ولدموع عينيها التي تحاول ان تخفيهم عنه واخذت الافكار تتصارع داخل راسه

    صغيرته كبرت واصبحت عروس … بل عروسه !!!

    زفر بحنق مما وصل اليه الحال بهم ؟؟؟؟

    هو وضع بين اختيارين احداهما اصعب من الاخر !!

    ولكنه فضل مصلحه الكل علي مصلحته ولكن اكثر ما يثير غضبه وحنقه انه يفعل ذلك مجبراً !!!

    وهو الذي لم يجروء احد في يوم ما فرض رأيه عليه ….

    كما انه لا يريد ان بجرحها او يخسرها ، فهي ابنه عمه وصغيرته التي تربت علي يديه !!!!

    والتي لم يتخيل في يوم من الايام ان تكون في زوجته ، هي شقيقته ، اخته ، وفوق ذلك انه لا يرغب اصلاً في الزواج منها او من غيرها ….

    كما ان سقوطها بين يديه ، اكد له رفضها للامر مثله هي الاخري !!!!

    واكبر دليل علي ذلك هو ارتجاف جسدها بين يديه الآن ولمعه الدموع في عينيها خير دليل علي رفضها ونفورها منه !!!!

    هذا ما كان ينقصه …!!!!

    سخر من نفسه والي ما وصل اليه حاله… عاصي الجارحي يجبر علي الزواج ومن تزوجها اُجبرت عليه …..

    وهو العاذب التي تتمني اكبر العائلات في البلد ان يقترن اسمها باسمه …زوجته مجبوره عليه !!!

    كبت غيظه وحنقه داخله مؤقتاً ، فل تنتهي هذه الليله علي خير ويصبح بعد ذلك لكل حادثً حديث!!!!!

    انقضي الحفل مع الساعات الاولي للفجر والذي احياه عدد كبير من مطربين الوطن العربي وحضره العديد والعديد من الصحفيين والمصورين ، ففرح عائله الجارحي ماده دسمه ستتناولها صحف المجتمع والمشاهير والاقتصاد لفتره طويله ……

    …………………….

    دلفوا معاً الي جناحجهم الجديد…….

    كان جناح كبير يضم غرفه نوم واسعه ذات سرير ضخم ملحق بغرفه ملابس كبيره وحمام خاص ، الي جانب حجره معيشه داخل الجناح ولكنها منفصله عنه بباب زجاج ضخم يسمح برؤيه من داخل الغرفه والعكس ولكن توجد له ستائر خاصه ممكن ان تفصل هذا الجزء عن الجناح ،….

    تركها وولج الي شرفه الجناح المطله علي شاطيء البحر دون ان يتفوه بحرف واحد !!!!

    فقط الصمت والجمود هما المرتسمين علي ملامحه، فهو يحتاج الي استجماع نفسه وافكاره قبل ان يتحدث معها في شكل حياتهم القادمه ….

    اما هي فقد ارتاحت الي فعلته تلك ، فهي تريد ان تستجمع شتات نفسها وتهديء من توترها !!!!

    جلست علي الفراش الضخم والذي من المفترض ان يجمعهم معاً …!!!!

    لازالت لا تستوعب ما حدث بين ليله وضحاها فقد اصبحت منذ سويعات قليله زوجته !!!!

    تزوجت من عشقها المستحيل كما كانت تصفه دائماً بينها وبين نفسها …

    شعرت بالحراره تغزو جسدها من مجرد تخيلها انها ستتشارك معه نفس الغرفه ونفس الفراش !!!

    حبست انفاسها داخل صدرها وهدرت دقات قلبها بعنف داخل صدرها عندما وجدته يدلف من الشرفه بجسده القوي وطوله المديد وهيبته التي طالما خطفت قلبها ….

    اطرقت راسها تداري توترها عن عينيه الثاقبه التي تتفرس فيها بنظرات قويه جعلت وجهها يشتعل بحمره الخجل وقشعريره غريبه تجتحاح جسدها ترقباً لما هو قادم !!!!

    وقف امامها يشرف عليها بطوله المديد واضعاً يديه في جيب بنطاله يطالعها بنظرات قويه جامده ، ضاغطاً علي اعصابه بقوه حتي لا يجرحها ويهينها فهي في الاول والاخير ابنه عمه الصغيره الرقيقه ، صغيرته !!!!

    التي تربت علي يده و

    كان يعاملها مثل شقيقته في الماضي ولكنه اصبح في وضع مفروض عليه ومجبور ان يعاملها علي انها زوجته !!

    فهو طوال سنوات عمره الثلاثون لم يفرض عليه احداً امر ما ، هو سيد نفسه وسيد قراره !!!!

    هو عاصي الجارحي اسم علي مسمي ،لا احد يجروء علي عصيانه وفرض رايه عليه ويآبي الرضوخ والخضوع لاي امر مهما كان حتي والده رحمه الله ووالدته لم يفرضوا رايهم عليه في شيء ابداً …

    عدا جده الرجل العجوز الذي استطاع بحنكته مستغلاً حبه الشديد له في اقناعه بزواجه منها رغماً عنه وهو الذي يرفض فكره الزواج من الآساس وخصوصًا هي تلك الصغيرة!!!

    زفر انفاسه بحنق واجلي حنجرته متحدثاً بجمود وبنبره قويه : احمممم، انا عاوز اقولك كلمتين مهمين علشان كل حاجه تبقي واضحه من الاول ….

    استطاع ان يجذب انتباهها فرفعت وجهها المشع بحمره الخجل اليه وهتفت بنبره رقيقه خافته من اثر التوتر: اتفضل …

    نظر الي ملامحها الرقيقه بتردد ولكنه حسم آمره واخرج ما في جعبته دفعه واحده في وجهها دون تردد: الوضع اللي اتحطينا فيه ده اتفرض علينا بس مش هيستمر كتير ده هيبقي وضع مؤقت لحد الوقت اللي اشوفه مناسب ونعلن فيه انفصالنا ….

    احنا قدامهم زوج وزوجه لكن بينا احنا ولاد عم واخوات وبس .

    ثم اضاف بنبره محذره: وطول ما انت شايله اسمي مش هسمح باي تصرف غلط منك يقلل من احترامي او مكانتي قدام الناس لازم تعرفي انك شايله اسم عاصي الجارحي وانا كمان هحترم انك مراتي ومش هسمح لحد انه يهينك او يقلل منك انتي في الاول والاخر بنت عمي واختي وهتفضلي طول عمرك في المكانه دي وما تحلميش باكثر من كده…/

    هل شعرت يوماً بألم السقوط من سابع سماء الي اسفل السافلين ؟؟؟؟

    هل شعرت بانكسار قلبك وتحطمه الي اشلاء بعدما كاد قلبك ان ينفجر من شده السعاده والفرح ؟؟؟؟

    ظللت غفران ترمش بعينها اكثر من مره دليل علي توترها وعدم فهمها لما يقول وكأن عقلها قد عجز عن فك طلاسم حديثه الجارح …!!!

    ابتلغت غصه مسننه جرحت حنجرتها وشقت قلبها الي نصفين وهتفت تسأله بصوت مجروح ، مهزوز النبره: ااا اانت .. ت تقصد ايه .. بككلامك ده؟؟

    اجابها بجمود وهو يوليها ظهره ، فهو لا يستطيع النظر الي وجهها الرقيق الذي اصبح شاحباً بشكل مخيف وكأن دماء الخجل التي كانت تكسوه منذ قليل كانها لم تكن ….

    هتف بنبره قاسيه جامده: اللي سمعتيه ، اظن الكلام واضح ومالوش لزوم انه يتعاد من تاني ….

    بس اللي عاوزك تتاكدي منه ان الوضع ده مش هيستمر كتير……

    انهي كلماته وهو يسرع في خطواته ودلف الي غرفه المعيشه يغلق بابها الزجاجي خلفه مسدلاً الستائر عليه لتحجب رؤيتهم لبعض ويختفي خلفها …

    ولا يعرف هل يختفي منها ام من نفسه …..

    ببنما هي فسقطت جالسه فوق الفراش بانهزام ، بروح مذبوحه ودموعها تجري علي وجنتيها وقد تحطمت كل احلامها علي صخره الواقع المرير الذي كُتب عليها ان تعيشه علي يده …،

    علي يد من ظنت انه يبادلها عشقها ولكنها ادركت انها لازالت تغرق في بحر من العشق المستحيل يعدما ظنت انها وجدت مرساها اخيراً…..


    يتبع….

    تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

     مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


    تعليقات