رواية غفران العاصى الفصل الخامس والسادس بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية غفران العاصى الفصل الخامس والسادس بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
5/6
اشرق الصباح وتوسطت الشمس في كبد السماء ، وهي لازالت علي نفس جلستها منذ ان اخبرها بحقيقه زواجهم المزعوم…..
فقط الذي زاد عليها هي دموع عينيها التي اغرقتها واغرقت الارض القاحلة من حولها ، ولكنها فقط دموع دون صوت ، دون نحيب ، دون صراخ …
دموع …. مجرد دموع !!!!
نظرت الي ضوء الشمس الظاهر من خلف ستائر الشرفه تتمعن به ، فقد آتي النهار بعد الليل ، والنور بعد الظلام ، اذاً فلكل بدايه نهايه ، وحياتها التي انتهت قبل ان تبدأ….!!!!
تدحرجت عينيها الي الفراش المزين بالورود الذي كان من المفترض ان يشهد علي ليله من اجمل الليالي التي طالما حلمت بها وتخيلتها …
ابتلعت غصه مؤلمه تسد حلقها حزناً علي حالها ولكنها نفضت عنها هذا الحزن ، هي ابداً لن تستسلم
سوف تعيش الحياه التي تريدها وتاخذ حظها من الدنيا ، فهي تستحق ، ستقف ، ستواجه ، ستحارب من اجل حقها حتي لو اضطرت ان تحاربه هو شخصياً ستحاربه وستنتصر عليه فأن كان قد أُجبر علي الزواج منها فهي لن تُجبر علي ان تستسلم له وان كان هو ابن الجارحي فهي ايضاً ابنه الجارحي وتحمل نفس دماؤه ، التي تجري فيها دماء العصيان والقوه وعدم الاستسلام…..!!!!!
يجلس في مقعده ينظر الي البحر امامه بشرود ، هذه هي حالته بعدما اختفي خلف الستار ستواري خلفه منها ومن مواجهتها ….
لم يغمض له جفن ، عقله يعمل ويفكر كالمكوك ، غاضب من نفسه ومن الظروف ومن كل شيء حوله.
يعرف انه كان قاسي وغليظ معها ولكن لم يكن امامه حل اخر سوي الحقيقة …
ماذا عساه ان يفعل ،هذا هو وهذه طريقته ، لم يعرف انصاف الحلول او اللف والدوران ، الخط المستقيم هو اقصر الطرق بين نقتطين !!!!
تنهد بقوه ، تنهيده اخرج بها بعض مما يعتريه ، بريد الاطمئنان عليها بعد ما حدث ، فهي لم يصدر منها اي رده فعل علي حديثه ، لم تثور او تغضب او تعترض؟؟؟
سخر هازئاً من نفسه وتسأل كيف تثور وتغضب وهي مجبره مثله ولا تريده ، ويبدو ان حديثه لقي صدي مرضي لديها !!!
ولكنه لم يتركها ،حسم امره وتقدم باتجاه الجزء الاخر من النجاح ليطمئن عليها فهي ابنه عمه في الاول والاخر …
فتح الستار وبعده فتح الباب الزجاجي ،فوجدها تجلس علي الفراش تنظر امامها بشرود وعينيها منتفخه من اثر البكاء والكحل الاسود سايل علي وجنتيها البيضاء….
شعر بقبضه قويه تعتصر قلبه ، فحالتها مذريه للغايه، وشعر بقلبه يتمزق حزناً عليها فهي رقيقه للغايه ، لا تستحق ذلك ولكن ما عساه ان يفعل وهو مجبر هو الاخر ؟؟؟؟
تقدم الي الداخل بخطوات حثيثه فهو لا يعرف ماذا يقول لها وكيف ؟؟؟
وقف علي بعد خطوات منها وحمم لكي يجذب انتباها اليه منادياً باسمها بصوته الاجش : غفران !!!!!
شعرت بوجوده عندما استمعت لصوته وهو ينادي عليها …
حركت رأسها نحوه ونظرت له مطولاً، نظره تحمل في طياتها الكثير من المشاعر، الالم ، الحزن، الخزلان، والتحدي؟؟؟
عندما نظرت له هاله منظر عينيها ، ولكن اكثر ما آلمه تلك النظره التي تناظره بها ، نظره لم ولن ينساها !!!!
هذه ليست نظره صغيرته التي دائماً ما تنظرها له ، هذه نظره حزينه مجروحه !!!
نهضت من علي الفراش ببطيء ورفعت طرف فستانها وتحركت بخطوات بطيئه متجهه نحو المرحاض حتي انها تخطته وهو واقف امامها ينظر لها منتظر منها ان تصدر اي رد فعل غير ذلك ..
ما ان تخطته حتي امسكها من مرفقها يوقفها امامه يمنعها من الحركه !!!
تفاجئت من لمسته لها والتي اهتز جسدها علي اثر تلك اللمسه فهي كانت قريبه منه بشكل كبير ، ورائحته التي تعشقها تغزو رئتيها وتعبث بكيانها!!!!اغمضت عينيها تستنشق رائحته بشوق …
ماذا تفعل في قلبها الذي شب علي عشقه ويتمني وصاله ولكنه لا يريدها ومجبر عليها ؟؟؟
فاقت من نشوه قربه عند هذه النقطه ونظرت الي يده التي يده التي تمسك ذراعها ثم حركت عينها صاعده الي اعلي علي طول ذراعه وجذعه القوي ، مروراً بمقدمه صدره العريض التي تود ان تضع راسها عليه ويحتويها بحنانه، الي لحيته الكثيفه التي طالما حلمت ان تلمسها باناملها ثم شفتيه الغليظه التي اطلقت منها قذائف مدويه فتت قلبها الي اشلاء، واخيراً وصلت الي عيناه ، تلك العيون الشرسه التي طالما وجدت الأمان والاحتواء والحنان ….
ظلت تنظر له بصمت تريد معرفه ما يدور بخلده نحوها وما يخفيه بصدره تجاهها!!!!
بعدما نهضت وسارت مبتعده عنه ،امسكها من زراعها يوقفها ويمنعها من الرحيل …
لاول مره يكون قريب منها الي هذا الحد ، تفحصها بنظراته القويه من راسها الي اخمص قدميها ، لقد تغيرت !!!!
هناك شيء بها مختلف ، هل الحزن الذي يكسو ملامحها ، ام حقيقه انها اصبحت زوجته لها تأثير مختلف ؟؟
عندما رفعت عينها الي عينيه شعر بشعور غريب نحوها لم يستطع تفسيره ، شعور جعل قلبه يهتز داخل صدره!!!
ابتلع لعابه بصعوبه مما جعل تفاحه ادم تتحرك والتي لفتت نظر غفران ولكنها اعادت عينيها كما كانت …
تحدث بنبره مضطربه مهزوزه: غ غفران …..
غفران ….انا …انا ….
وقفت الكلمات في حلقه ، لم يعرف ماذا يقول ، نظره عينيها السوداء تشتت تركيزه!!!
افلتت غفران يدها من يده بهدوء وتحركت بصمت ..
وولجت الي المرحاض واغلقت الباب خلفها دون ان تنطق بحرف ….!!!
اما هو ظل يتطلع الي الباب المغلق لفتره وشعر انه تلقي منها صفعه علي وجهه !!!
اغلقت الباب ووقفت خلفه تستند عليه مغمضه العينين تحاول ان تسيطر علي دقات قلبها الهادره بحبه ، يجب ان تقوي ولا تظهر اي ضعف او استسلام امامه…
خلعت فستانها والقته باهمال تحت قدميها وعبرت من فوقه وهي تدعس عليه كما دُعس علي احلامها ، وقفت تحت المياه الساخنه وغصب عنها انهمرت دموعها بقهر …
فهي كانت تتخيل ان تحظي بحمام صباحيه زواجها وهي محموله بين ذراعي زوجها حبيبها وهي يغازلها بوقاحه ويجبرها علي اخذ الحمام معها كما كانت تقرأ في روايتها الرومانسيه وتتخيل نفسها وعاصي معاً!!
سخرت من سذاجتها ورمانسيتها التي اوصلتها لهذه الحاله واقسمت انها ستجعله يتلظي بنار عشقها كما اكتوت هي بنيران عشقه !!!
اغلقت المياه وخرجت من المرحاض وكلها عزيمه واصرار علي الثأر لنفسها ولكرامتها منه وستبدأ باستخدام اول واهم سلاح يكرهه الرجل وخصوصاً لوكان مثل عاصي الذي يشعر بنفسه انه محور الكون…!!!
اما عاصي كان يزرع الغرفه ذهاباً واياباً بغضب ، هو يكره صمتها ، يودها ان تصرخ ، تتحدث، تلومه ، تسأله ، لا ان تظل صامته هكذا….
استدار علي صوت فتح باب المرحاض ، وجدها تخرج منه بعد ان ظل حوالي نصف ساعه يدور حول نفسه…
كانت ترتدي روب الاستحمام وتحكمه بالحزام الخاص حول خصرها بقوه ، وتلف شعرها حالك السواد بمنشفه ، كانت بحق غفران صغيرته ذات الخمس سنوات عندما كانت تجري من مربيتها وتلعب معها وهي ترتدي مثل ذلك الروب بعد استحمامها…
ابتسامه شوق وحنين لتلك الايام ارتسمت علي شفتيه دون اراده منه ، واسترخت ملامحه التي كانت متجهمه قبل قليل …/
دلفت الي غرفه الملابس واغلقتها خلفها بعدما لمحته يقف وسط الغرفه ينظر لها ويبتسم تلك الابتسامه المستفزه….
ارتدت بيجاما من الستان الازرق ذات اكمام طويله ومشطت خصلاتها السوداء الرطبه وتركتها حره خلف ظهرها ….
خرجت من غرفه الملابس وتوجهت نحو ستائر الغرفه واغلقتها باحكام حتي غرقت الغرفه في الظلام الدامس الا من ضوء بسيط من لمبات الاناره الجانبيه جانب الفراش ….
توجهت الي الفراش وازاحت الغطاء من عليه ، ثم جلست علي الفراش واستعدت لكي تنام!!!!
كل هذا وهو يتابع حركاتها بنظرات محتاره مغتاظه!!
غفران ….. نداها بنبره قويه غاضبه….
لم تجيبه بل اكملت ما بدأته وكأن لم يكن له اي وجود.
اقترب من الفراش حتي اصبح واقفاً بجانبها ونداها بنبره اكثر حده وغضب : غفران انا بكلمك ، ردي عليا….
اطلع باره……!!!! هتفت بها بنبره هادئه ولكنها حاسمه!!!
قطب عاصي جبينه من كلمتها المفاجاه وتسأل بعدم فهم وكانه اخطيء السمع : انتي قولتي ايه؟؟؟؟
جاءه الرد الحاسم القاطع : باره … قلت لك اطلع باره…
نعم يا اختي !!!! انتي بتقوليلي انا اطلع باره !!!
هتف بها باستنكار وغضب شديد…
قالت بتاكيد : ايوه اطلع باره… اظن انت شايف اني ضلمت الاوضه ودخلت السرير يعني عاوزه انام ، فاتفضل من غير مطرود اطلع باره علشان مش بعرف انام وفي حد غريب معايا في الاوضه!!!!!
قالتها وهي تضع راسها علي الوساده وتغمض عينيها دليل علي استعدادها للنوم ….
كان ينظر لها بفاه مفتوح … هل طردته مت غرفته ونعتته بالغريب بل وانها لم تعرف ان تنام وهناك احد معها وهي التي كانت تتسلل اليه في غرفته تنام داخل احضانه وهي ذات الست سنوات؟؟؟؟؟!!!!
فتح فمه واغلقه اكثر من مره يحاول ان يجد الرد المناسب علي ما تفوهت به ولكنه لم ينطق بكلمه خاصه بعدما لاحظ استرخاء ملامحها وانتظام انفاسها دليلاً علي انها غرقت في النوم مجرد ما اغمضت عينيها كما كانت تفعل في صغرها ..،،،
وقف ينظر اليها قليلاً وقرر انه سوف يتحدث معها عندما تستيقظ فهي اكيد متعبه واعصابها متوتره وغاضبه مما حدث …
فلينتظر قليلاً وبعدها يحلها الحلال، ثم توجه هو الاخر الي المرحاض لينعم بحمام مثلها ويحاول ان ينام قليلاً هو الاخر فهو لم ينام منذ الامس …/
وطبعاً لن يجروء علي النوم في الفراش مثلها ، فهو لن يتحمل طردها له مره اخري ، سينام في غرفه المعيشه علي الاريكه !!!
والله عال علي اخره الزمن عاصي الجارحي يطرد من اوضه نومه وينام علي الكنبه!!!!!
اما هي فكانت ترتجف من الخوف ، فهي ادعت النوم هرباً منه حتي تتجنب بطشه فهي تعرفه عند الغضب ، لا يري امامه ويحرق الاخضر والبايس ، كما انها لم تعرف كيف واتتها الجرأه وحدثته بتلك الطريقه!!!!
كتمت ضحكه كادت ان تفلت من بين شفتيها عندما سمعته يتمتم بجملته الاخيره اعتراضاً علي نومه فوق الاريكه……
…………………………..
في المساء ……
علي طاوله السفره كان الجد يترأس الطاوله كعادته وتجلس معه دريه ونسرين التي كانت تتأكل من الغيظ والغيره!!!!
هتفتت من بين اسنانها تتحدث بغل : مش كنا بعتنا نعمات علشان تنادي للعرسان علشان يتعشوا معانا!!!!
قاطعها الجد معارضاً بحسم: محدش هيطلع لهم ، دول عرسان ، يعني المفروض يبقوا علي راحتهم من غير ازعاج ..!!!
وبعدين طلباتهم هتطلع لهم لحد جناحهم فمالوش لزوم الزن والازعاج علي الفاضي ….
اغتاظت منه نسرين بشده واخذت تضغط علي سكينه الطعام التي بيدها حتي كادت ان تقطمها من شده الضغط عليها !!!
وكزتها دريه في قدمها من تحت الطاوله وعلقت موافقه علي حديث عمها : طبعاً يا عمي ، مظبوط كلامك ،هي بس نيسو مش واخده علي الوضع الجديد للعاصي ….صمت قليلاً واضافت بامتعاض : وغفران.
نظر لها الجد وهتف بتهكم: بكره تتعود ….
قبل قليل في جناح العرائس…..
استيقظت غفران من النوم بعد عده ساعات ، وجدت الجناح يغرق في الظلام ، قطبت جبينها واضاءت مصباح الاناره بجانبها واخذت تتلفت حولها باستغراب وعدم استيعاب !!!
حتي تذكرت انها تنام في جناحهم الجديد مع زوجها!!
سخرت من تلك العباره، نفضت عنها الغطاء وقامت تسير بخفه تبحث عنه حتي وجدته نائم في غرفه المعيشه علي الاريكه وتارك الباب والستائر مفتوحه
اغتاظت من فعلته كيف له ان يفعل ذلك ،؟؟؟
ذهبت اليه كي توقظه وتنهره علي فعلته ولكنها تراجعت عندما وجدته غارق في النوم ويبدو عليه التعب !!!!
اشفقت عليه ولم يطاوعها قلبها ان تيقظه… وقفت ثواني تنظر اليه بعشق منزوج بالالم …
ثم عادت ادراجها للخلف باتجاه غرفه الملابس واخذت منها ثيابها وتوجهت للمرحاض لتغتسل وتنزل لاسفل …..
استيقظ عاصي علي صوت اغلاق باب المرحاض… نظر في ساعه معصمه الموضوعه بجانبه علي المنضده التي تتوسط الغرفه ووجد ان الساعه تشير الي التاسعه مساءاً….
ايه ده انا نمت كل ده؟؟؟؟
ثم اخذ يحرك جسده ويطقطق رقبته التي تشنجت من نومته الغير مريحه علي الاريكه؟؟؟
بعد قليل خرجت غفران من المرحاض وتوجهت الي مرأه الزينه تصفف خصلاتها السوداء ورفعت احدي جانبي شعرها واطلقت بعض الخصلات علي وجهها مما اعطاها مظهر ساحر واكتفت بوضع لمساته تجميله خفيفه ابرزت جمالها الهاديء وتتانسب مع فستانها الاحمر المحتشم ….
كل ذلك وهو ينظر اليها من خلف الباب الزجاجي بتمعن ويتفحص كل شيء تقوم به بدقه …
هب من مكانه مسرعاً عندما وجدتها تتوجه الي باب الجناح تنوي الخروج…
نداها بصوته القوي : استني عندك؟؟؟
وقفت مكانها وتحدثت وهي توليه ظهرها دون ان تلتفت له : افندم !!!
سالها بنبره غليظه: لابسه كده ونازله رايحه فين؟؟؟
اجابته باقتضاب وهي علي نفس وضعها: نازله تحت.
اغتاظ من برودها وعدم نظرها اليه وهتف بغضب مكبوت وهو يجز علي اسنانه: يعني ايه نازله تحت ولوحدك ،… وبعدين لما اكون بكلمك تبصيلي مش تكلميني وانت مدياني ظهرك ….
اخذت نفس عميق تهديء به من حنقها وهي تحدث نفسها : اهدي …اهدي …
ثم استدارت له وهي تعقد ذراعيها فوق صدرها وهتفت بملل: اتفضل قول اللي انت عاوزه…
شتم في سره من طريقتها فهي تنجح في استفزازه ببراعه…
اقترب منها خطوتين وتسأل مستفهماً : ممكن اعرف سيادتك كنت نازله تحت تعملي ايه لوحدك…
قلبت عينيها بملل واجابته بامتعاض: نازله تحت علشان اتعشي مع جدو ، وبعدين ايه لوحدك لوحدك دي اللي عمال تقولها لي هو انا عيله صغيره نازله الشارع وخايف عليها لا تتوه…
قطع الخطوات الفاصله ببنهم حتي اصبحوا متقابلين ونظر اليها بغضب هاتفاً من بين اسنانه المطبقه: غفراااان … اعدلي طريقتك معايا …
انتي عمرك ما اتكلمتي معايا بالطريقه دي ، بلاش تستفزيني وتعصبيني علشان انتي عارفه اني لما يتعصب ببقي غبي وانا مش عاوز اتغابي عليكي ،
ثم تابع يضيف بتحذير : وبعدين ما ينفعش تنزلي تحت لوحدك من غيري علشان المفروض انهارده صباحيه جوازنا يعني المفروض الاكل يطلع لنا هنا لوحدنا ، ولو عاوزين ننزل نتعشي معاهم يبقي ننزل سوا واحنا مع بعض مش كل واحد لوحده ..
فهمتي بقي قصدي بكلمه لوحدك ولا لاء…/
ردت باقتضاب : والمطلوب!!!
مسح علي وجهه بعصبيه واستغفر ربه حتي لا يتهور عليها بسبب برودها واجابها: ان سيادتك تستنيني لما اخد شاور واغير هدومي وانزل معاكي تحت….
نظرت له ثواني وكانها تفكر في الامر ثم اردفت تقول بفتور: اممممم وماله ، بس يا ريت تنجز وتخلص بسرعه علشان انا مش بحب استني كتير ..
وبعدين الوضع ده مش هيطول علشان انا مش بحب اتقيد بحد ، يعني هنزل وهطلع براحتي من غير ما استني حد او اخذ اذن من حد …
اقترب منها حد الخطر وهسهس بنبره خطره: مش انا اللي تملي شروطك عليه يا هانم ، انا جوزك وليا حكم عليكي وطول ما انتي علي زمتي الكلمه اللي هقولها هتتنفذ من غير تفكير حتي لو جوازنا ده بشكل مؤقت !!!!
وابقي فكري يا غفران تعصيني وتعصي كلامي وساعتها هتشوفي مني وش عمرك ما تتمني تشوفيه…..
كانوا يحدقون في بعضهم البعض بنظرات قويه شرسه من جانبه ونظرات مهزوزه تتعدي القوه من جانبها …
ثم اولاها ظهره دون ان ينتظر ردها علي كلامه واتجه الي المرحاض صافعاً الباب خلفه بقوه مما جعل بدنها يهتز بقوه اجفلتها …وهي تدعو الله في داخلها ان يجعلها تتحلي بالقوه لكي تجابهه فهي لن تستطيع الصمود كثيراً امام قوته وشراسته من جانب وامام عشقها له من جانب اخر….!!!!
………………..
صمتت دريه ونسرين بعد كلمه الجد ولم يتحدثوا بل ظلوا يتناولون طعامهم بصمت حتي استمعوا الي صوت عاصي القوي وهو يلقي عليهم تحيه المساء وغفران تقف بجانبه ….
مساء الخير …
كانت نسرين اول من انتبه له .. تهلل وجهها بايتسامه عريضه ونطقت اسمه بلهفه: عاااصي!!
وكزتها خالتها في ذراعها ونهرتها بنظراتها تخذرها من اي خطأ قد يصدر عنها ونهضت ترحب بولدها وانتظرت حتي ينتهي الجد من الترحيب بهم…
رحب بهم الجد بسعاده هاتفاً بفرحه: مساء الخير والهنا علي احلي عرسان في بر المحروسه كلها ..
اقترب عاصي منه وقبل كف يده ثم ومن بعده غفران التي ضمها الجد الي صدره بقوله ،واخذ يربط علي ظهرها بحنان : الف مبروك يا نور عين جدك الف مبروك….
اقتربت دريه من عاصي تضمه بحب : حبيبي ، مساء الهنا علي عيونك يا قلب امك ..مبروك يا حبيبي …
قبل عاصي جبينها واجابها باحترام : الله يبارك فيكي يا امي …
ثم القي تحيه عابره علي نسرين : اذيك يا نسرين …
ثم تحرك وجلس علي مقعده دون ان يدع لها فرصه للحديث!!!
مما جعل الفرحه التي كانت مرتسمه علي وجهها تتلاشي ويحل محلها الغيظ والغيره…
اقتربت دريه من غفران تضمها الي حضنها وتقبلها وهي تمثل الفرحه والسعاده بزواجهم …
الف مبروك يا غافي يا حبيبتي ربنا يسعدكم…
اجابتها غفران برقه وهي تقبلها من وجنتيها : الله يبارك في حضرتك .. شكراً…
ثم فعلت مثلما فعل عاصي مع نسرين وتوجهت لكي تجلس مكانها بجانبه ، فهم ابداً لم يكونوا علي وفاق!!
قبضت نسرين علي قبضتيها بغل من طريقتهم الفظه معها وجلست مكانها تناظرهم بحقد وغل حتي انها لم تشعر باظافرها التي غرست في لحمها وادمته…
هتفت دريه بسعاده: احسن حاجه عملتها يا عاصي انك نزلت تتعشي معانا ، بدل ما كنت تتعشي لوحدك..
هتف صوت الجد بنبره تحذيره: دريييه!!!
اجابته بتلعثم: ق قصدي يعني اننا مش متعودين علي العشاء من غيرهم …
نظر لها الجد نظره اخرستها ، ثم نظر الي عاصي وتحدث مازحاً: ها يا اسد طمني ، رفعت راسنا؟؟؟
ثعل عاصي بحرج واحمرت اذنيه من مغذي حديث جده …..
اما دريه ونسرين فانتبهوا بكل حواسهم في انتظار اجابه عاصي ، عدا غفران التي لم تفهم معني كلمه الجد ولكنها لم تحاول ان تسأل وانتظرت تستمع لاجابه عاصي علها تفهم….
حمم عاصي يجلي صوته ورد باقتضاب : الحمد الله يا جدي الحمد الله….
تهللت اسارير الجد بفرحه حقيقه ، بينما امتعضت ملامح دريه بغيط واشتعلت النيران بقلب نسرين والتي تود في تلك اللحظه ان تنقض علي عنق غفران تخنقها حتي تزهق روحها كلما تتخيل ما حدث بينهم في غرفه النوم !!!!!
هتف الجد بسعاده: اسد يا ولد طالع لجدك…..
المهم علشان تكون عامل حسابك من دلوقتي انا هعد تسع شهور من دلوقتي وتكون مسلمني جارحي صغير انا بقولكم اهو….
حمم عاصي بارتباك وهو يقول : ان شاء الله ….
اما غفران فقد غرقت في خجلها واحمرت وجنتيها بشده وقد فهمت علي جدها وما يقصده ولم ترفع نظرها من الصحن امامها الا عندما وجه لها الجد حديثه: قوليلي يا روح جدك ، الواد ده مريحك ومبسوطه معاه ولا زعلك في حاجه ، قوليلي بس لو عمل حاجه ضايقتك وانا املص لك ودانه …
ما يغركيش عضلاته اللي فرحان بيها دي ، انا اه رجل عجوز بس هعرف اجيب لك حقك منه ومن اللي يتشدد له ….
نظر لها عاصي ينتظر اجابتها علي حديث جده…
رفعت غفران نظراتها الي عاصي تنظر له قليلاً .. ثم نظرت الي جدها وهتفت تجيبه وهي ترسم ابتسامه مزيفه علي ثغرها : ما تقلاقش يا جدو ، انا كويسه ..
ثم عادت بنظراتها اليه مره اخري وهي تتابع بمغذي: هو في زي عاصي في حنيته وطيبه قلبه…
شعر عاصي بغصه في قلبه من مغذي حديثها وشعر بالذنب نحوها …..
اما هي اخذت تنظر الي دبله زفافها وتعبث بها وفوقها خاتم جدتها ….
لفتت هذه الحركه نظرات دريه والتي اشتعلت كرهاً وحقداً ولم تستطع السيطره علي نفسها فسألتها بشك: مش ده خاتم جوازك يا غفران اللي جابه عاصي …
نظرت غفران الي خاتم جدتها واجابتها بعفويه: ده خاتم نانا الله يرحمها جدو لبسهولي امبارح قبل الفرح وقالي مقلاعهوش من ايدي ابداً زي نانا …..
اهااااا … قالتها دريه باقتضاب وهي تموت من الغيظ والقهر ………
وجه الجد حديثه لهم يسالهم : وناوين تسافروا امتي شهر العسل يا ولاد .. علي فكره ده هديه مني ليكم شوفوا حابين تسافروا فين وانا هخالي مسؤل العلاقات العامه في المجموعه يخلص لكم كل حاجه…
فتح عاصي فمه ليرد علي جده ، الا ان غفران اجابته مسرعه: لا يا جدو مالوش لزوم ، انا وعاصي قررنا اننا مش هنعمل شهر عسل ، علشان مش هنقدر نسيب حضرتك لوحدك وكمان عاصي عنده شغل…
انهت حديثها وهي تنظر لعاصي بتحدي ان يعترض!!
نظر لها رافعاً حاجبه باستنكار لحديثها !!!
متي تحدثوا؟؟ ومن سمح لها ان تقرر شيء وتقوله عن لسانه وهي جالس مكانه وكان ليس له وجود؟؟
صبراً يا صغيره صبراً….
تحدث عاصي كابتاً غيظه منها : فعلاً يا حج انا مشغول الفتره دي …
رد الجد معترضاً: مفيش الكلام ده هتسافروا يعني هتسافروا ، انا كويس والحمد الله ومش لوحدي معايا ربنا الاحسن من الكل ودريه موجوده …
وانت الشغل مش هيطير هتسافروا يعني هتسافروا…
حاولت غفران الاعتراض : بس يا جدو …
قال الجد بحسم : مفيش بس ، اللي اقوله يتنفذ ولا عاوزني اتعب تاني ؟؟؟
ضحك عاصي بشماته وتحدث وهو ينظر لها بتشفي: خلاص يا غافي بقي ، علشان جدو ما يتعبش ، هتسافر شهر العسل ….
نظرت له غفران باحباط فقد فشلت في اول جوله وانتصر هو عليها ونفذ رأيه كعادته المتسلطه ….
ردت باستسلام : ماشي اللي تشوفه…
اجابها بزهو وانتصار : شطوره يا غافي …..
…………………
بعد العشاء……
في غرفه دريه ، كانت تزرع غرفتها ذهاباً واياباً بغل ونسرين جالسه علي احد المقاعد تتابع حركتها بفتور…
هتفت دريه بغل: شوفتي الرجل العجوز ، مش مكفيه ان كل حاجه كتبها باسمها هي وعاصي ، لا وكمان رايح يدها خاتم مراته اللي يعتبر ثروه تانيه …
وانا … انا بنت اخوه ومرات ابنه الكبير اللي المفروض ده يكون من حقي انا …
حتي مراته لما كانت عايشه ادته لجميله تلبسه وانا لا ولما ماتت جميله رجع لها الخاتم تاني ..
ولما ماتت مراته مفكرش يديهولي وجاي من تاني يديه لبنت جميله …
ااااه يا ناري هموت منهم عاوزين يقهروني ….
بس لا ما اكونش دريه الجارحي ان ما اخذت كل حاجه منهم واحرق قلبهم زي ما حرقوا قلبي العمر كله ….
نظرت لها نسرين بسخط وتحدثت بملل: هو ده بس اللي فارق معاكي ومش فارق معاكي ابنك اللي تمم جوازه من الست هانم ، لا وكمان هياخدها ويسافروا شهر عسل …
والهانم معترضه وبتقول : مش هنسافر علشان خاطرك يا جدو …قالتها وهي تقلد طريقه غفران …
هتفت دريه معقبه: مش سهله وحربايه زي امها ، تتمسكن لحد ما تتمكن …
بس ابداً مش هديها الفرصه انها تتمكن وتبقي ست البيت والكل في الكل طوال ما انا عايشه…
اشاحت نسرين بوجهها عنها وتحدثت بالامبالاه : اهو كلام بكره تشوفي هتبقي هي الآمر الناهي واحنا خدامين عندها …
وابنك اللي انتي فرحانه بيه وهيعمل وهيسوي اهو من اول ليله خالاها مراته وبكره تخلف له حته عيل يهبله وانا ابقي اخدت اكبر خازوق في حياتي علشان صدقتك ….
تحدثت دريه تبخ ثمها في اذنيها: يا هبله ، مفيش حاجه من دي هتحصل ، عاصي متجوزها علشان رغبه جده وحوار الوصيه وبس ما انا مفهماكي علي كل حاجه ، يعني شويه ويطلقها بعد ما نصيه في الورث يتسجل باسمه ..
وساعتها بقي انا اللي كلمتي هتمشي علي الكل واولهم الرجل الخرفان ده ….
نظرت لها نسرين بتحذير: طب وانا ؟؟؟
هادنتها دريه فهي وسيلتها في الانتقام من غفران : انتي هتبقي مرات ابني حبيبي…
………………..
في جناح غفران وعاصي…/
دلفت غفران بخطوات راكضه الي الداخل تسبقه قبل ان يلحق بها ويصب غضبه عليها ، فهي تعلم جيداً انها نجحت في استفزازه واثاره حنقه بما قالته في الاسفل ….
كادت ان تغلق الباب خلفها ولكنها وجدته يقف امامها بطوله المديد سادداً مدخل الباب بجسده القوي…
كان يقف واضعاً يديه في جيوب بنطاله ، ينظر اليها بنظرات متفرسه .. بينما هي تنظر الي كل شيء عدا عينه…
تقدم بخطواته يسير الي الداخل الجناح ، وكلما تقدم خطوه ، ترجع هي نفس الخطوه الي الخلف، حتي وقفوا في منتصف الجناح بعدما اغلق الباب خلفه بقدمه!!!!
ظلوا يتبادلون النظرات بينهم حتي قطعت غفران حرب النظرات الدائره بينهم .
هتفت ببنره مهزوزه: ااايه؟؟؟
حرك راسه قليلاً ورفع حاجبه ينظر لها نظره يمعني ايه ؟؟ماذا؟؟…
سالته بتوتر : مالك بتبص لي كده ليه؟؟؟
تظر اليها قليلاً ثم اجابها : بصراحه بدور علي الاسد اللي كان فارد عضلاته تحت وبيتكلم وبيقرر عن لساني وبقول هنسافر ولا لاء…/
صمت قليلاً ثم اضاف بنبره هازئه : بس للاسف مش لاقيه ، اظاهر انها كانت حلاوه روح …
هتفت بتلعثم : هي .. هي مش حلاوه روح ولا حاجه، انا .. انا قلت اللي المفروض يحصل …
ثم تابعت بغضب وتهكم : شهر العسل ده للمتجوزين بحق وحقيقي لكن انا وانتي متجوزين كده وكده فمالوش لزوم السفر من اصله….
كبت ضحكه كادت ان تفلت منه علي طريقتها الطفوليه التي لم تتغير مهما كبرت ، لازالت صغيره بريئه لم تغيرها السنوات…
تحدث بنبره حاول جعلها صارمه حتي لا تظهر الابتسامه عليه: اسمعي بقي ، جواز بجد جواز بهزار اللي حصل ده ما بتكررش تاني ، مفيش قرارات تتاخد من غير موافقتي وانا اللي اقرر هنعمل ايه…
واتفضلي يالله جهزي شنطتك علشان طيارتنا بكره الصبح …
هتفت تتحداه بعند فقد اثار حنقها بتسلطه وتحكمه : طب ايه رايك بقي انا مش هسافر ….
نظر لها ببرود فهو يعلم انها تستفزه وهتف بلامبالاه: براحتك الطياره الصبح واحنا كده كده مسافرين .، مهما تعملي مش هغير رايي هنسافر يعني هنسافر..
هتفت بعند اكبر : مش هسافر يا عاصي …
اجابها بغرور : هنشوف …!!
ثم تحرك من امامها ودلف الي حجره المعيشه واغلق الباب الزجاجي والستائر حتي لايراها ….:
اخذت تدب بقدميها في الارض وتمتم بكلمات مبهمه تعبر عن غضبها وسخطها منه ، ببنما هو علي الجانب الاخر يضحك باستمتاع علي طفولتها التي لن تتغير ……
يتبع….
رواية غفران العاصي الحلقة السادسة
في باريس عاصمه النور …..
وصلوا الي الاوتيل لقضاء شهر عسلهم المزعوم !!!
دلفوا الي جناحهم معاً ، هتفت غفران بصدمه: ايه ده هو احنا هنقعد مع بعض في اوضه واخده وكمان مفيش غير سرير واحد !!!
هو انت مش المفروض حاجز اوضتين مش اوضه!!!
اجابها باستغراب : مش انا اللي حجزت ده العلاقات العامه في الشركه هي اللي حجزت …
ثم تابع بتهكم : اكيد يعني مش هقولهم احجزوا لنا اوضتين نوم منفصلين واحنا جايين نقضي شهر العسل … ولا ايه !!!
نظرت له بحنق واردفت: والحل ؟؟؟
انا هتصرف هعمل اتصالاتي واشوف اوتيل غيره….
بعد حوالي ساعه من اجراءه عده اتصالات للبحث عن اوتيل اخر .. ولكنها جميعاً بائت بالفشل !!!
رفر بحنق وهو يرمي الهاتف علي الطاوله امامه قائلاً : مفيش خرم ابره في باريس كلها فاضي، الاوتيلات كلها full!!
اجابته باستهجان: يا سلااااام ، انت بتضحك عليا..
تحدث يغضب : وانا هكدب عليكي ليه ان شاء الله ، انت ناسيه اننا في season والاوتيلات كلها محجوزه علشان اجازات الكريسماس!!!
ده حتي الشقق الصغيره اللي بتتأجر برضه محجوزه ….
تحدثت بارتباك وتوتر بعدما ادركت حقيقه المأذق الذي هم فيه: طب والعمل ، هنتصرف ازاي؟؟
تحدث وهو يجلب حقيبه ملابسه يفتحها وياخذ منها ملابس له : عادي هنفضل هنا مفيش قدامنا الا كده ، وبعدين انا مش هاكلك يعني، احنا مش اول مره نسافر بعض ونقعد في مكان واحد لوحدنا ولا نسيتي اني ابن عمك قبل ما اكون جوزك !!!!
قالت بغضب : لا ما نسيتش ، بس الكلام ده لو كان جوازنا حقيقي ، وبعدين انت السبب في كل ده علشان انا اصلاً ما كنتش عاوزه اسافر .
استدار لها يطالعها بملامح غير مقروءه ، ثم اقترب منها حتي اصبح امامها وتحدث بمكر : لو هو ده اللي مزعلك انا ممكن اتمم جوازنا واخاليه حقيقي!!!
رمشت بعينيها بتوتر واحمرت وجنتها خجلاً من تلميحه الجريء ، اشاحت بنظراتها عن عينيه المتفحصه لها وتحدثت بتلعثم : ق قصدك ايه ب بكلامك ده!!!
قال بنبره حاسمه: اللي فهمتيه… يعني انتي مراتي واقدر اعمل معاكي اللي انا عاوزه ومش حته اوضه اوسرير اللي هتمنعني عنك بس انا مش هعمل كده …
مش عاصي الجارحي اللي هيفرض نفسه علي حد هو مش عاوزه حتي لو كان الحد ده انتي … مراتي !!!!
قالها وتحرك صوب المرحاض مغلقاً الباب خلفه بقوه وتركها خلفه تتطلع في اثره بنظرات حزينه وقلب مجروح من كلماته الجارحه ، فهو لم ولن يشعر بها او بعشقها له !!!!
بعد عده ساعات بعدما ابدلت ملابسها واغتسلت مثله ، ظلت جالسه علي الفراش تتطلع الي هاتفها وترمقه بنظراتها من حين للاخر ، فهو بعد ان خرج من المرحاض جلس علي مقعد بجانب الشرفه يعمل علي حاسوبه الخاص ولم يتحدث معها مطلقاً..!!!
اغلق الحاسوب ووضعه جانباً ، واخذ يفرد ذراعيه ويدلك عنقه الذي تشنج من جلوسه لفتره طويله علي تلك الوضعيه المؤلمه ….
نهض من مكانه وتوجه الي الطرف الاخر من الفراش وجلس عليه استعداداً للنوم …
تابعت حركاته بنظرات متوتره ولكنها هبت واقفه علي قدميها عندما وجده يعتدل في جلسته علي الفراش دليلاً علي استعداده للنوم معها علي نفس الفراش !!!!
هتفت تساله بتوتر: انت بتعمل ايه؟؟
اجابها دون ان ينظر اليها: زي ما انتي شايفه ، هنام ، ولا عندك مانع …
هتفت بحده: اه طبعاً عندي مانع ، ولما انت تنام علي السرير ، انا هنام فين ؟؟
اجابها وهو يفرد جسده علي الفراش واضعاً احدي ذراعيه فوق عينيه: السرير قدامك كبير ويساعنا احنا الاتنين …
رفضت بعند : لا طبعاً ما ينفعش …
اجابها وهو علي نفس وضعه: براحتك اعملي اللي انتي عاوزاه ، انا عن نفسي مش هتحرك من مكاني ، كفايه اوي اني في مصر بنام علي الكنبه في الليفنج..
وبعدين زي ما انتي شايفه الجناح مفيهوش غير السرير ده وكرسيين مش كنبه ..
نظرت حولها تتطلع الي محتويات الغرفه بيأس ، فهو محق لا يوجد مكان اخر يصلح للنوم ، حتي لا يوجد غطاء زياده في الدولاب يمكنها ان تنام عليه علي الارض…
ظلت بعض الوقت واقفه مكانها توزع نظراتها بينه وبين الفراش بتوتر وهو يتابعها بنظراته المتسليه من تحت ذراعه حتي استسلمت اخيراً ونامت بجانيه في اقصي طرف الفراش حتي انها سوف تسقط ارضاً اذا تحركت حركه واحده…
ضحك في سره علي توترها وحركاتها الطفوليه وما هي الاثوان وغط في نوم عميق فهو يشعر باجهاد كبير ، اما هي ظلت فتره طويله مستيقظه وعقلها لايستوعب فكره نومها معه في فراش واحد والتي طالما حلمت بتلك اللحظه وهو يشاركها فراشه تنام داخل احضانه الدافئه وعند هذه الفكره ذهبت في ثبات عميق وهي تحلم به يحتويها بذراعيه داخل احضانه….
فتح عاصي عينيه عندما تسلل اليه ضوء النهار من خلف الستار …
اغمض عينيه مره اخري يستكمل نومه ، عدل راسه ووضع يده علي صدره ولكنه قطب جبينه عندما وجد يد اسفل يده!!!
فتح عينيه وادار راسه جانباً ، فوجد غفران تنام بجانبه تماد تكون ملتصقه به وتضع يدها علي صدره غارقه في النوم ولا تشعر بشيء حولها ….
اخذ ينظر لها وهي بهذا القرب منه، كم كانت ملامحها هادئه مسترخيه ، ارتسمت ابتسامه علي شفتيه وهو يبتفحص ملامحها الرقيقه ….
بشرتها ناصعه البياض ، وجنتيها الحمراء باستمرار حتي وهي نائمه، شعرها الطويل حالك السواد الذي استطال كثيراً والذي طالما صففه لها قديماً وهي طفله…
تسأل في سره هل مازال ناعماً كالحرير كما السابق ام تغير مثل صاحبته؟؟؟
رفع يده الحره بهدوء وملس علي شعرها برفق يستشعر نعومته تحت انامله الخشنه….
كانت تقريباً داخل حضنه، لاول مره تصبح قريبه منه لهذا الحد الخطر …
شعر بشعور غريب لا يجب ان يشعر به مطلقاً….
رائحتها الممزوجه برائحه جسدها ، براءة ملامحها ، شعرها المستفز للعبث به واخيراً شفتيها الرقيقه الحمراء المضمومه اثارته بشده …!!!
انتفض جسده فزعاً لهذه الفكره ؟؟؟؟
هل غفران الصغيره اصبحت انثي تثير رجولته التي لم يسبق لها ان اهتزت من اجل اي انثي علي وجه الارض؟؟؟ ام لانها اصبحت زوجته؟؟
فهو كل علاقاته كانت عابره لم ترتقي لمرحله الحب او الفراش !!!!
بدأت غفران في الاستيقاظ ، مما جعله يغمض عينيه يدعي النوم حتي لا يضايقها ويحرجها عندما تدرك حقيقه وضعهم !!!
فتحت غفران عينيها واغلقتها اكثر من مره حتي اعتادت عينيها علي الضوء….
اتسعت عينيها علي وسعها عندما وجدت صدره الصلب امام ناظريها وذراعها موضوع فوق صدره!!!
سحبت ذراعها وابتعدت تجلس في اخر الفراش واضعه يدها علي فمها تكتم بها شهقه كادت ان تخرج منها …
هل نامت داخل احضانه كما حلمت طوال الليل ، ام انها لازالت تحلم ؟؟؟
نظرت حولها تتاكد من استيقاظها فوجدت انها بالفعل مستيقظه وكانت تنام داخل احضانه واضعه يدها حول صدره!!
ابتسمت رغماً عنها وعضت علي شفتيها خجلاً من فعلتها …
ظلت تنظر اليه بحب وكم تمنت لو تستطيع النفاذ الي داخل عقله وقلبه وتسكنهم كما يسكنها هو !!!
حاربت رغبه ملحه داخلها في لمس ملامحه التي تعشقها ، تتحسس خشونه ملامحه تحت اناملها …
ظلت سارحه في ملامحه وقربه منها حتي انها لم تشعر به عندما استيقط الا عندما القي عليها تحيه الصباح ….
عاصي بصوت متحشرج من اثر النوم : صباح الخير
اجابته بخجل وهي تشيح بنظراتها عنه : صباح النور.
نهض من علي الفراش وحدثها بنبره جامده: يا ريت تجهزي علي ما اخد شاور علشان ننزل نفطر وبعدها نلف في البلد شويه .. ده لو تحبي!!!
تلاشت فرحتها بسبب جموده معها واحساسها بانه بفعل ذلك دون ارادته …
فاجابته باحباط : متشكره لاهتمامك ، ما تشغلش دماغك بيا ، تقدر تشوف اللي وراك وانا لو حبيت اخرج هخرج لوحدي….
نظر لها بغيظ منها ومن نفسه ولا يعرف ماذا عليه ان يقول او يفعل ، فهناك حاله من التخبط تحدث داخله ؟!!
تحدثها بنبره حاسمه لا تقبل النقاش: اطلع من الحمام تكوني جهزتي علشان ننزل ….
ثم تابع بتحذير: ومش عاوز اسمع حوار انك تنزلي لوحدك ده تاني مفهوم!!!
ثم دلف الي المرحاض صافقاً الباب خلفه بعنف هارباً من نظراتها التي تلومه باستمرار….
بعدما انتهوا من الفطور، تحدث عاصي بطريقه لطيفه نوعاً ما فهو قد شعر بغلاظته معها : غافي هانم تحب تبدأ جولتها السياحيه في باريس بأيه….
اجابتها بلامبالاه : اي حاجه مش فارقه..
حدثها بعتاب: ازاي مش فارقه ، طب ايه رأيك انتي مش طول عمرك نفسي تروحي ديزني لاند ايه رأيك نروح دلوقتي ….
لمعت عينيها بسعاده وسألته لكي تتأكد من جديه حديثه: انت بتتكلم بجد ، هتوديني ديزني…
ابتسم علي فرحتها وكأنه باقتراحه البسيط اعاد البريق لعيونها الجميله …
امسك يدها يوقفها معه بعدما نهض هو الاخر من علي طاوله الطعام في مطعم الفندق وتحدث مبتسماً لسعادتها : طبعاً هنروح غافي تأمر وعاصي عليه التنفيذ وبس …
ابتسمت بفرحه حقيقيه واقتربت منه ووضعت شفتيها علي وجنته تقبله بشقاوه كما كانت تفعل في صغرها معه عندما يلبي لها احدي مطالبها وكان دائماً يسمعها تلك العباره التي قالها للتو: ربنا يخاليك ليا يا عاصي … انا بحبك اووووي….!!!! قالتها بعفويه شديده دون ان تقصد بها اي شيء سوي تعبيرها عن امتنانها له ……
تجمد عاصي مكانه من فعلتها وخفق قلبه بقوه من كلمتها …
علي الرغم من انها ليست المره الاولي التي تقبله فيها بهذا الشكل فهي كثيرًا ما فعلتها قديماً ، ولكن الان ومع قولها انها تحبه لها وقع مختلف عليه اصابه بالتخبط …/
عضت غفران علي شفتيها خجلاً من فعلتها واطرقت براسها ارضاً تتحاشي النظر اليه بعدما قبلته وقولها بانها تحبه!!!!
ماذا سيقول عنها الآن ؟؟؟
رفع يده الي فمها وحرر شفتيها من بين اسنانها وهمس بصوت متحشرج وهو ينظر الي شفتيها برغبه: اوعي تعملي كده تاني في شفافيك وخصوصاً قدامي …
هااااااااا… قالتها بتوهان بعد حركه يده الجريئه علي شفتيها وهمسه الذي خدرها ….
حمحم بارتباك وقد فاق من سحر اللحظه بقربها وجذب يدها يسحبها خلفه الي الخارج : يالا علشان ما نتاخرش …
قالها وهو يجري هرباً منها ومن مشاعره الغير مفهومه ولكن اكثر ما يؤرقه هو ملمس شفتيها الرقيقه الناعمه الذي لايزال عالقاً بانامله !!!!!
*انقضي شهر العسل وحاله التخبط تزداد داخل عاصي ، اصبح يري غفران بشكل مختلف واكتشف بشخصيتها جوانب عديده مختلفه وشعور غريب بالانجذاب بدأ يزداد داخله ولكنه دائماً ما يقتله داخله ويرجعه الي التعود علي وجودهم معاً بمفردهم …
اما غفران فحالها لا يختلف كثيراً عنه ، فهي اصبحت لا تستطيع فهمه ، احياناً هاديء حنون، واحياناً عصبي وقاسي ، احياناً تشعر بانجذابه نحوها واحياناً هروبه منها …
رغم مشاركتهم نفس الفراش لمده اسبوعين الا انه لم يتعدي حدوده معها ولكن نظراته تشعرها بالف شعور في اللحظه الواحده مابين اعجاب ، شوق ، رغبه وهروب!!!!!
…………………….
وصلوا الي قصر الجارحي وكان الجميع في استقبالهم
وعلي رأسهم الجد الذي فرح بعودتهم كثيراً…..
حمد الله علي السلامه يا ولاد القصر كان وحش ومضلم من غيركم …
قالها الجد ببشاشه وهو يضم كلاً منهم الي احضانه .
الله يسلمك يا حج القصر منور بوجودك ..
الله يسلمك يا جدو …
اقتربت دريه تعانق عاصي بحراره فقد اشتاقت له كثيراً…
اقتربت من غفران وضمتها الي احضانها تتصنع محبتها واشتياقها لها وتحدثت باصفرار: حمد الله علي سلامتكم وحشتونا ….
نزلت نسرين الدرج مسرعه وعينيها لا تبصر الا عاصي !!!
اقتربت منه وتعلقت بعنقه وقبلته من وجنتيه وهتفت بشوق: حمد الله علي السلامه يا عاصي وحشتني اووووي…
ثم مدت يدها الي غفران بتكلف وحدثتها بفتور : حمد الله علي السلامه …
ثم اضافت بخبث عندما وجدت وجه غفران قد احمر من شده الغيظ والغيره نتيجه فعلتها : سوري يا غفران ، اوعي تكوني زعلتي لما بوست عاصي…
ثم اضافت بمكر : انتي عارفه عاصي يبقي ايه بالنسبه لي !!!!
نظر لها الجد باستنكار لفعلتها الجريئه ، فهو يعلم نوياها تجاه عاصي وقد اعتقد انها سوف تنساه بعد زواجه من غفران ولكن يبدو انها لن تستسلم بسهوله وعليه ان يعيد حساباته معها من اول وجديد حتي لا تفسد حياه احفاده ….
نظرت دريه بابتسامه متشفيه لملامح غفران وقد استطاعت نسرين ان تعكر صفو مزاجها ….
كادت غفران ان ترد علي نسرين ولكن يد عاصي التي رفعها في وجهها كعلامه لكي تصمت اصابتها بالغضب الشديد وجعلت دريه ونسرين يبتسمون باستمتاع وتشفي ظناً منهم ان عاصي تقبل حركه نسرين وسيوقف غفران عند حدها حتي لا تتمادي معها ……
ولكن ذهبت احلامهم ادراج الرياح عندما تحدث عاصي بجمود موجهاً حديثه لنسرين: غفران ما اضايقتش ولا حاجه ، لان حركه زي دي متأثرش فيها ولا فيه ، وبعدين دي اخر مره يا نسرين تسمحي لنفسك انك تتعدي حدودك معايا او مع غفران سواء بالكلام او الفعل …..
واللي حصل من شويه ده ما يتكررش تاني ….
ثم نظر الي غفران التي كانت تنظر اليه وقلبها يدوي داخل صدرها بسعاده وامتنان لرده علي نسرين ، واطبق علي كف يدها بيده الكبيره ووجه حديثه اليهم قائلاً: عن اذنكم هنطلع نرتاح شويه من تعب السفر ، ونبقي نتقابل سوا علي العشاء …
قالها وسحب غفران خلفه متوجهين الي جناحهم …
وانا كمان هرتاح في اوضتي لحد العشا … قالها الجد وهو يغادر مبتسماً برضا علي حديث عاصي والذي حفظ كرامه زوجته امام الجميع ….
هتفت نسرين بغل وهي تعض علي اصابعها غيظاًً من عاصي: شوفتي ابنك عمل ايه ، بيحرجني ويكبسني قدامها بالمنظر ده ..!!!!
طبعاً ما الهانم كلت بعقله حلاوه في شهر العسل وبقت الكل في الكل …بس لااااااا ما ابقاش نسرين الحوفي اما طيرتها من طريقي واخالي عاصي بكل هيلمانه ده ملكً ايديا …
نظرت لها دريه وهتفت تسالها مستفسره: ناويه علي ايه يا نسرين ….
نظرت امامها والحقد والغل يلمعان داخل مقلتيها وحدثتها بغرور : كل خير ان شاء الله !!!
ترك كفها مجرد ما دلف الي جناحهم …!!!!
تطلعت اليه باستغراب ،وحدثته قائله: ميرسي انك رديت علي نسرين بالطريقه دي … انا كن….
قاطعها منيهياً النقاش بحسم: انا معملتش حاجه علشان تشكريني عليها ، انا عملت كده علشان انا مش بحب طريقتها دي ، وبعدين انا قلت لك اني هحترمك ومش هسمح لحد يجي علي كرامتك طول ما اسمك مرتبط باسمي مش علشان خاطر اي حاجه تانيه…
قالها وهو يدلف الي غرفه المعيشه هارباً من شيء ما بدأ يشعر به نحوها ولكنه يحاربه بقوه !!!!
مغلقاً خلفه الباب الزجاجي واضعاً الحدود بينهم من جديد…..
علي طاوله العشاء…../
تحدثت نسرين موجهه حديثها الي عاصي وكأن ما حدث قبل ساعات لم يكن !!!!
عارف مين بيسأل عليك يا عاصي ونفسه يشوفك اوووي ….
نظر اليها عاصي وهو يقطع قطعه اللحم بالسكين وسألها دون اهتمام : مين ؟؟؟
آسر الراوي رجع من السفر وعاوز يشوفك ، ده حتي ما صدقش انك اتجوزت …
وعلشان كده عازمنا كلنا عنده علي حفله رأس السنه بعد يومين في القصر عندهم ….
عقبت دريه علي حديثها تؤيد حديثها : ايوه فعلاً حتي دولت هانم الصاوي والدته كلمتني وعزمتني واكدت عليا ان كلنا نحضر الحفل واولنا انت يا عمي …
اجابها الجد برفض: انا لا ، روحوا انتوا اسهروا وانبسطوا لكن انا كبرت علي السهر ومش بستحمل الدوشه ….
سألته نسرين بترقب : ها قلت ايه يا عاصي ؟؟؟
اجابها بلامبالاه: عادي يعني مش فارقه انا وآسر الصاوي مش اصحاب اوي الموضوع كله بيزنس مش اكتر ….
لكن لو انتوا حابين تروحوا مفيش مشكله احنا مش مرتبطين مع حد ليله راس السنه مش كده يا غافي ؟؟
وجه لها الحديث فهو يكره حاله الصمت والتجاهل التي تتبعها معه من حين لاخر ….
يعرف انها رداً علي فظاظته معها ولكنه لا يعرف ماذا يصيبه حينما تصمت هكذا!!!!
اومأت برأسها دون قول شيء مما جعل الغضب يزداد داخله …
ابتسمت نسرين بخبث وهي تري خطتها تسيربنجاح نحو هدفها ……
*كانت تتحدث في الهاتف بصوت منخفض وهي تجلس علي الفراش في غرفتها ….
عرفت هتعمل ايه ، مش عاوزه غلطه وكل اللي قلت عليه تنفذه بالحرف الواحد …
انت ليك عليا ان انا ابعدها لك عنه علشان يخلي لك الجو والطريق يكون فاضي قدامك وساعتها بقي وريني هتعمل ايه ….
اتاها صوته الماكر قائلاً: هتشوفي اللعب علي اصوله دي فرصتي وجت لحد عندي وانا لا يمكن اسيبها تروح من ايدي ابداً …..
اغلقت نسرين الخط وهي تنظر امامها وعلي وجهها ترتسم ابتسامه شيطانيه وهي تقول بغل : اما نشوف بقي يا ربه الصون والعفاف عاصي باشا الجارحي هيعمل ايه لما يشوفك في حضن حبيب القلب القديم
مش بعيد يدفنك مكانك علشان ساعتها اخلص منك وللابد …..،!!!!
يتبع….
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق