رواية غفران العاصى الفصل السابع والثامن بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية غفران العاصى الفصل السابع والثامن بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية غفران العاصي الحلقة السابعة
الفصل السابع
كانت تقف امام المرآة تضع اللمسات النهائية لكي تستعد للذهاب الي حفله آسر الراوي ….
كانت ترتدي فستان احمر ناري اللون ذو اكتاف عاريه نسبياً اظهر عنقها الابيض الطويل وعضه الترقوه خاصتها بسخاء ، قصير يصل الي ركبتيها وله ذيل طويل من الخلف يصل الي كاحلها ، واطلقت خصلاتها السوداء منسدلاً علي ظهرها في تمويجات كثيفه اعطاها مظهر ساحر ….
انتهت من وضع احمر شفاه ناري بنفس لون الفستان وقامت برش عطرها المميز علي عنقها وخلف اذنها ،وابتسمت برضا علي شكلها فهي كانت مزيج رائع من البراءة والانوثه!!!
خرج عاصي من غرفه الملابس وهو يلبس جاكيت بدلته السوداء التوكسيدو ولكن يده تعلقت في الهواء عندما ابصرها بتلك الهيئه المهلكه لاعصابه!!!
شعر بسخونه تجتاح جسده فقد اثاره مظهرها بشده، جسدها البض الملفوف باغواء داخل هذا الثوب المثير بلونه الساخن الناري الذي عكس بياض بشرتها الحليبه !!!!
ابتلع رمقه بصعوبه فقد جف حلقه من شده جمالها الاخاذ.!!!!
لمحته غفران في المرآه فقد انعكست صورته امامها حبست انفاسها داخل صدرها من شده وسامته وقفت تتطلع اليه مبهوره به ، اتسعت ابتسامتها بسعاده فهذا الوسيم زوجها اخذت تتلذذ بنطقها وشعور بالفرح يغمرها ….
نظرت اليه وهو يتطلع اليها بتلك الطريقه ولكنها لم تستطع تفسير نظراته وتسألت هل اعجبته طلتها ام لا؟؟
تحدثت تسأله عن رأيه فيها وهي تدور حول نفسها حتي يتثني له رؤيتها بوضوح: هاااا ايه رأيك عجبتك؟؟؟
هذا ما كان ينقصه ان تلف امامه بجسدها المهلك لاعصابه …
تحدث بهمس بالكاد وصل اليها : جداااًً ..تجنني .
اقتربت منه حتي وقفت امامه وقالت: بتقول ايه مش سمعاك عالي صوتك …
انتبه علي حاله وحمحم يجلي حنجرته وهتف بنبره متحشرجه من التوتر والاثاره: كويسه .
قالت باحباط من رده: كويسه …طيب…!!
ثم تابعت تضيف بجمود : عموماً انا جاهزه لو انت خلصت يالا علشان ما نتاخرش عليهم …
قطب جبينه بغضب وشعر بنار تحرق صدره لتخيله انها سوف تخرج ويراها الكثير والكثير من الرجال بتلك الطله المهلكه !!!!
سألها بعدم فهم : جاهزه ازاي يعني ، مش انتي لسه هتلبسي؟؟
نظرت له وكأنه نمي له رأس أخر فوق رأسه وهتفت تجيبه بتعجب: لسه هلبس ايه بس ، بقولك جاهزه ولابسه قدامك اهو ….’قالتها وهي تدور مره اخري حول نفسها امامه ..
نطق بغضب من بين اسنانه : ادخلي غيري اللي انتي مش لبساه ده والبسي حاجه تانيه …
نعععععععم!!! قالتها باستنكار شديد لما تفوه به ..
قال دون ان ينظر لها وهو بتابع ارتداء جاكيت بدلته : اللي سمعته مش هكرر كلامي .
اغتاظت من غطرسته وغروره وهتفت بعند: وانا مش هغير حاجه وهروح الحفله كده ….
ثم تحركت متجهه قاصده باب الجناح لتنزل الي اسفل وتتركه وحده ….
وقبل ان تصل الي باب الجناح كان يقبض علي معصمها بقبضته الفولاذيه ، جذبها بقوه وادارها اليه مما جعل جسدها يرتطم بقوه في صدره وهو يقول : استني هنا مفيش نزول …،
انحبست انفاسهم معاً ونفذ الهواء من حولهم في الغرفه ، اصبحوا يتنفسوا انفاس بعضهم سوياً …
فقد كانوا قريبين من بعضهم بشده لدرجه تلامست انوفهم معاً!!!
اغمضت غفران عينيها تستمتع بسحر لحظه قربه منها واستنشاق اكبر قدر من رائحته داخل صدرها ، لطالما حلمت كثيراً ان تكون بمثل هذا القرب منه ..
اما هو فقد تاه في قربها وجسدها البض الذي يلتصق بجسده الصلب بتناغم فطري وكانهم خلقوا لذلك …
ورائحتها المسكره التي خدرت والهبت حواسه ، رفع ذراعه لا ارادياً واحاط خصرها به يقربها منه اكثر .
فتحت غفران عينيها ببطيء عندما شعرت بيده تحيط بخصرها، هالها النظره الغريبه التي يناظرها بها …
كانت عينيه تحوي الكثير من المشاعر والمعاني التي لم تستطع قراءتها ولكن نظرته في تلك اللحظه مختلفه كلياً عن غيرها …
عندما رفعت نظراتها اليه ، سرح في بحر عينيها السوداء واخذ يسبح فيهم عله يجد شط يرسي عليه ،
ظلوا مده علي تلك الحاله واصبحت غفران ترتجف بين يديه كورقه شجر امام ريح عاتيه تعصف بها ، اما هو فكاد جسده ان ينفجر من شده ضخ الدماء وهدرها داخل عروقه …
اقترب اكثر واكثر حتي كادت ان تتلامس شفاههم ، اغمضت غفران عينيها مره اخري وهي في انتظار استقبال شفتيه لتحلق معه في سماء عشقه الذي لطالما حلمت به….
ولكن تعالي صوت الطرق علي باب الجناح وصوت دريه من خلفه ينادي عليه يستعجلهم .، اخرجهم من لچة مشاعرهم المحمومه !!!!
انتفض جسدهم معاً علي صوت الطرق علي الباب ، واول من فاق كان عاصي الذي نفض ذراعيه من عليها واعطاها ظهره وهو يتنفس بصعوبه وغضب ….
صمت لثواني يستجمع نفسه وهتف بجمود يداري به تأثره بها : قدامك عشر دقايق تغيري اللي انتي لبساه ده وتحصليني علي تحت ده لو انتي حابه تروحي الحفله …
ثم اختفي سريعاً من امامها يخرج من الجناح بخطوات سريعه غاضبه تاركها خلفه تجاهد لاستجماع نفسها بجسد مرتحف وقلب تحطم الي اشلاء تحت قدميه بفعل هروبه منها ورفضه لها وكانها وباء معدي يخاف علي نفسه منه ….!!!
…………………
في قصر الرواي ……
يقف آسر الراوي في وسط حديقه قصره الكبير المزينه علي احدث الطرز يستقبل المدعويين لحفلته …
كانت الحفله تجمع مجموعه كبيره من رجال المال والاعمال والسياسين وكريمه المجتمع المخملي …
*آسر الراوي: 32 سنه ،رجل اعمال ، وسيم ، مطلق ،و زيرنساء من الدرجه الاولي ، يغير ويبدل بين النساء كما يغير بدلاته !!!
دلف الي داخل الحفله بسير بخطوات ثابته قويه وطلته ذات الهيبه التي لا تليق الا به ،وهو يحيط بخصرها بحمايه وتملك …
التفت انظار الحضور نحوهم فهما دائماً محط انظار الاخرين ، فالنساء تحسدها عليه فهي الوحيده التي استطاعت ان تحظي به ، والرجال يحسدونه علي جمالها وسحرها الذي يزداد يوماً عن يوم …
اقترب منهم آسر الراوي وهتف مرحباً بهم : اهلاً اهلاً عاصم باشا نورت القصر واسكندريه كلها …
صافحه بجديه ووقار هو الاخر : اهلا بيك يا آسر اسكندريه منوره بأهلها …
مد يده لمصافحتها ولكنه وجد يد من فولاذ تقبض علي كف يده : المدام ما بتسلمش !!!
ابتسم آسر بحرج واشار اليه ليتقدم للداخل : اااه طبعاً مفهوم .. اتفضل يا باشا ترابيزتكم من هنا ….
سار بخطوات هادئه نحو مكان جلوسهم ، حدثته بهمس بالقرب من اذنه: مش ممكن ابداً اللي انت بتعمله ده ، احرجت الراجل …
ايدي مكانتش هتنقص منها حته لوكنت سلمت عليه علي فكره ، عيب كده ، انت احرجته واحرجتني…
سحب لها مقعدها واجلسها عليه ، ثم جلس علي المقعد بجانبها بعدما قربه منها حد الالتصاق ، وهتف من بين اسنانه المطبقه بتحذير: سوااااار…!!!
اظن الموضوع ده احنا انتهينا منه من زمان ، مفيش رجل خلقه ربنا يلمس شعره منك وانا موجود مش بس يسلم عليكي …
ثم نظر لها بغيظ وهو يمد يده الي حجابها فوق رأسها يعيد ادخال خصلاتها الحريريه تحت الحجاب قائلاً بغيظ : انا مش قلت لك مليون مره شعرك ما يبانش من تحت الطرحه …
اجابته بنزق: اعمله ايه هو اللي بيتزحلق كل شويه ..
رمقها بغيظ وغيره وهو يتلفت حوله يري اذا كان احد رأي خصلاتها من تحت حجابها …
ابتسمت بعشق علي غيرته وتملكه الذي يزداد كل يوم اكثر عن الذي قبله ، لفت ذراعيها حول ذراعه وهمست بغنج وهي تنظر لسوداويته تلك النظره التي تسلب عقله وقلبه: مش هتبطل غيرتك الزياده دي عليا ، احنا كبرنا وولادنا بقي عندهم تلات سنين …
نظر لها بعشق جارف فاض من نظراته قائلاً: اولاً ، عمري ما هيطل احبك واغير عليكي وهفضل كده حتي لما تكبري وتبقي جده وشعرك يبيض ../
ثانياً بقي ولادك اللي بتقولي عليهم دول مش عاوز اسمع سيرتهم ، كفايه انك من يوم ما خلفتيهم وانا مش بعرف اتلم عليكي ساعتين علي بعض وكله كوم وابن الكلب اللي اسمه مراد ده كوم تاني لوحده ..
ضحكت برقه علي غيرته التي تجعله يغار عليها حتي من اولاده وهتفت بدلال اشعل ناره: حرام عليك يا عاصومي ده مراد ده سكر …
زغر لها بعينيه يحذرها ولكنها تابعت : سكر علشان حته منك يا روحي في كل حاجه علشان كده انا بحبه ، بس بحبك انت اكتر…
تهللت اساريره بعد كلماتها التي انعشت روحه العاشقه لها وهمس لها بشغف: يعني الكلام الحلو ده لازم تقوليه واحنا وسط الناس …عموماً ملحوقه احنا ساعه بالكتير وهنمشي علشان اخدك احتفل معاكي بسنه جديده علينا واحنا مع بعض بس بطريقتي .. بطريقه عاصم ابوهيبه …
قالها وهو يغمز لها بعبث وعشق لم ولن ينضب فهو خلق لها ومن اجلها ……
…………………
وصلت عائله الجارحي الي قصر الراوي …
تقدمتهم دريه ونسرين وتبعهم عاصي وغفران بعد ان قامت بتغيير فستانها الي فستان اخر وغيرت تسريحه شعرها فهي قد اصيبت بالاحباط واليأس من افعاله معها …
كانت ترتدي فستان من اللون الوردي الفاتح وجمعت شعرها في تسريحه بسيطه للخلف واطقت بعض الخصل منسدله علي وجهها فاعطاها طله بسيطه ساحره ،جعلتها تزداد حلاوه واغراء في نظره…
ساروا معاً للداخل ولكن قبل ان يصلوا الي مكان آسر الرواي قاطعه رنين هاتفه فاعتذر منهم قائلاً : اسبقوني انتوا هرد علي مكالمه مهمه وهحصلكمً…
اقترب منهم آسر الرواي ورحب بهم بحفاوه ولباقه شديده: اهلاً اهلاً دريه هانم شرف ليا تشريفك لحفلتي المتواضعة.. ثم انحني مقبلاً يدها في حركه نبيله .
وفعل المثل مع نسرين واخذ يتفحصها بعينبه من راسها حتي اخمص قدميها فقد كانت ترتدي فستان من اللون الذهبي قصير بدون اكتاف ملتصق علي جسدها بشكل فج ولكنها ليست من النوع التي يستهويه …
بادلته نسرين تحيته وهي تمد يدها اليه بغرور وتعالي …
ظهرت غفران من خلف نسرين بطلتها الرقيقه والتي جعلت آسر الرواي يتجمد مكانه من شده حسنها ، فهو لاول مره يراها ولم يعرف حتي من تكون…
تحدث الي دريه بينما عينيه لا تتزحزح من فوق غفران قائلاً: مش تعرفيني يا دريه هانم ؟؟؟
ابتسمت دريه بمكر وقد ادركت ان آسر الراوي معجب بغفران من نظراته التي تكاد تلتهمها ، فوجدتها فرصه لتوقع غفران في مشكله مع عاصي عن طريق استغلال آسر الراوي ….
ابتسمت بخبث وهتفت تقول : غفران الجارحي حفيده منصور باشا الجارحي …
غفراااان … همس اسمها بين شفتيه باستغراب فهو لاول مره يسمع اسم هكذا ولكنه اعجبه بشده فهو غريب وفريد مثل صاحبته…
تقدم منها ومد يده اليها وحياها باحترام وهو يكاد يلتهمها بعينيه: آسر الراوي …اتشرفت بمعرفتك يا أنسه غفران …!!!ثم رفه كف يدها الي يده يلثمها برقه …
تلعثمت غفران وتوترت من فعلته ولم تعرف كيف تشرح لها انها حرم عاصي الجارحي خصوصاً بعدما وجدت دريه لم تقدمها بصفتها الصحيحه كونها زوجه ابنها …
وقبل ان يحدث شيء يعوق مخططها ، هتفت دريه تتحدث مع آسر في اي شيء حتي لا تدع الفرصه لغفران بقول اي شيء ….
وصلوا الي الطاوله الجالس عليها عاصم وزوجته وجلسوا برفقتهم ….
كانت نسرين تتلفت حولها بتوتر ، لتري هل وصل شريكها كما اتفقوا ام لا ….
اما غفران فكانت تنظر الي مدخل الحديقه كل دقيقه حيث اختفي عاصي ، فقد تأخر كثيراً …..
دقائق وتعالت اصوات الموسيقي تعلن عن رقصه افتتاح فقرات الحفل للثنائيات …
كان عاصم وسوار اول من افتتحوا الرقصه وتبعهم الكثير من الثنائيات …
وقف آسر امام غفران ومد يده اليها قائلاً: تسمح لي غفران هانم اني انول شرف الرقص معاها …
رفعت غفران اليه نظراتها ونقلتها بين يده الممدوده وبين وجهه ونظرت له بتوتر واستنكار في نفس الوقت ، فهي لم ترقص مع احد ابداً الا عاصي سواء قبل زواجهم او بعد ….
قلبت نسرين عينيها بملل ولم تعلق فهي لا يعنيها آسر في اي شيء هناك ما يشغل عقلها اكثر منه …
اما دريه فابتسمت بخبث وهتفت تقول بمكر : الشرف ليها يا آسر بيه… ثم نظرت الي غفران وتابعت: قومي يا غفران معاه ما يصحش تكسفي آسر بيه ويفضل واقف مستني كده ….
بس .. اصل .. عاصي .!!
كانت تتحدث بتلعثم وتنظر لها باستهجان من موقفها …
تابعت دريه وهي تبتسم بطيبه مزيفه: ما تقلاقيش يا حبيبتي عاصي مش هيضايق ولما يجي انا هفهمه …
هو فين صحيح انا ما شوفتوش؟؟ سال آسر بفضول.
اجابته دريه وهي بنفس الابتسامه السمجه: معاه تليفون شغل مهم تلاقيه واقف هنا ولا هنا …
يالا علشان تلحقوا الرقصه قبل ما تخلص …
سحب آسر المقعد بلباقه لغفران حتي تستطيع النهوض ، سار بجانبها وهي ترتجف من الرعب خوفاً من عاصي ، فهي لا تعرف كيف تتصرف فقد احرجتها زوجه عمها وجعلتها في وضع تحسد عليه ، ولكنها حسمت امرها وقررت انها ستقول له انها زوجه عاصي وتعتذز منه ….
وقفت واستدارت له ونادته برقه اذابت قلبه : آسر بيه ، كنت عاوزه اقول لحضرتك علي حاجه ….
نظرت نسرين في اثرهم بفاه مفتوح ولم تستوعب فعله خالتها للتو ، تحدثت تسألها : ايه اللي انتي عملتيه ده ، ده لو انا فهمته صح يبقي كده دقينا اول مسمار في نعش غفران …
اضجعت دريه علي مقعدها وهتفت بشماته وهي تنظر الي آسر وغفران وهما يبتعدون عنها : بالظبط كده ، قلت لك اقعدي واتفرجي علي اللي هيحصل ، انا مش هسيب بنت جميله تاخد مني كل حاجه ابداً….
في نفس الوقت ، انهي عاصم تليفونه وتوجه الي الداخل ، اخذ يبحث عنهم بعينيه حتي لمح مكان جلوس والدته ونسرين …/
وصل اليهم ولكنه لم يجد غفران معهم ، تسأل بعدم فهم وهو يهم بالجلوس علي احد المقاعد المجاوره لوالدته: اومال فين غفران ؟؟؟
اجابته والدته بمكر بعد ان غمزت بطرف عينيها الي نسرين : لسه قايمه حالاً ترقص مع آسر الراوي!!!
لم بتثني له الجلوس فقد تخشب في مكانه وهدر فيها بعنف جعلها تنتفض مكانها هي ونسرين من شده الفزع: ت تأييييييه… ترقص مع مين ؟؟!!!!!!
ردت نسرين تستفزه وتسكب البنزين فوق النار لتشعل الاجواء خاصه بعدما وجدت ملامحه تحولت الي الشراسه : آسر الراوي طلبها للرقص وهي ماصدقت قامت علي طول ، حتي ما سمعتش لانطي دريه وهي بتقولها مش هينفع علشان عاصي ، ردت وقالت لها مش مهم عاصي مش هيضايق ومشيت وراحت معاه !!!!
ثم نظرت الي خالتها وتابعت تسألها لتؤكد علي حديثها : مش كده يا آنطي…
اكدت دريه علي حديثها : ايوه صح كده ، زي ما نسرين بتقول …
احتدت معالم عاصي بغضب مخيف وهو بستمع الي حديثهم ، الهذه الدرجه تستهين به وبكرامته ؟؟؟
وهو الذي يحافظ علي كرامتها دائماً ، تهينه وتسمح لرجل مثل آسر الراوي ان يرقص معها ويلمس جسدها؟؟؟؟
عند هذه الفكره اشتعلت النار بصدره وتراقصت الشياطين امام عينيه وهو يسير بخطوات غاضبه يبحث عنهم حتي وجدهم يقفون قبل المكان المخصص للرقص يتحدثون معاً….
هدر صوته من خلفهم بنبره شرسه منادياً باسمها مما جعل قلبها يهوي ارضاً خوفاً منه: غفرااااان!!!!
لمحه آسر عندما سمع صوته ، وتقدم منه يرحب به باحترام شديد: عاصي باشا منور يا راجل ، فينك سألت عليك قالولي معاك تليفون …
نورت يا باشا والف مبروك علي الجواز اومال فين المدام مجاتش معاكم ليه …
انا ما شوفتش غير دريه هانم وبنت اختها …
ثم نظر الي غفران بنظرات اعجاب لم تخفي علي البركان الذي يقف بجانبه علي وشك الانفجار واضاف : والانسه غفران ….
الانسه غفرااااان …اممممم …
قالها بنبره خطره ، جعلت غفران ترتجف بشده …
ثم اقترب منها ولف يده حول خصرها يعتصره بتملك وغيره ونظر الي آسر وهتف بنبره بارده يخفي خلفها غضب شرس : واضح ان في سوء تفاهم ، احب اقدم لك مدام غفران .. مدام عاصي الجارحي !!!!
قالها وهو يضغظ علي كل حرف من حروف كلماته حاي يصل مغذاها اليه …
عن اذنك علشان عاوز ارقص مع المدام …
قالها وتحرك بها مغادراً نحو مكان الرقص وكل خليه من جسده تنتفض من شده الغضب ….
اما آسر فوق ينظر الي طيفهم بفاه مفتوح وهتف باحباط وتفاجيء: مراااااته!!!!!
…………………
احاط خصرها بقوه واخذ يتحرك معها علي انغام الموسيقي الهادئة وملامح وجهه لا تبشر بالخير …
كانت ترتجف بين يديه ، هل لم تخطيء ولم تتعدي حدودها وكانت سوف تعلم ذلك الآسر بحقيقه كونها زوجته ولكن لم يحالفها الحظ !!!
همست بنبره خفيضه مرتجفه وهي تتطلع الي وجهه المظلم : ع عاصي …ااانااا … انا كنت …
قاطعها هاتفاً بشراسه من بين اسنانه المطبقه: انتي ايه يا انسه غفران ؟؟؟
اطرقت برأسها ارضاً وهتفت تتحدث بارتجاف : والله كنت هقوله اني مراتك ، بس هو مدانيش فرصه ، حتي مامتك لما جيه يطلبني من الرقص وافقت علي طول ومقالتش ان انا مراتك …..
ضيق عينيه وسألها مستفهماً بشك: ماما ؟؟؟
ايوه …ولما قلت لها انك هتضايق قالت لي لا مش هيضايق واحرجتني قدامه واصرت عليا اقوم ارقص معاه …
والله العظيم هو ده اللي حصل انا مش بكذب عليك ورحمه بابا وماما هو ده اللي حصل ….
نظر لها دون ان يبدو علي ملامحه اي شيء تآثراً بحديثها ، فهو يعرفها جيداً لا تعرف الكذب ولا تجيد اللف والدوران ، صادقه الي ابعد حد …
كما ان نظره عينيها البريئة تلك ، لا تكذب ابداً …
هتف بنبره حاول جعلها تبدو هادئه رغم غضبه من والدته التي بدأت حرب الحماوات معها …
خلاص يا غفران …
نظرت له بتوتر وسألته : خلاص يعني مش زعلان .
اجابها بسأم : قلت لك خلاص مش عاوز رغي كتير..
نظرت له تلك النظره البريئه التي تجعله يتخبط في داخله ، وقالت: طب اضحك علشان خاطري لومش زعلان ….
ابتسم رغماً عنه قائلاً: خلاص يا ستي مش زعلان..
اهدته اجمل ابتسامه رآها في حياته واخذت تتمايل معه برقه وهو من دون شعور اقترب منها جدااااً واسند جبينه علي جبينها واحكم يديه حول خصرها بقوه مقرباً اياها منه مستمتعاً بحلاوه قربها منه، يريد ان يثبت للجميع انها تخصه ،ملكه وحده!!!!
اما هي فكادت ان تذوب بين يديه خجلاً من قربه الذي اصبح يثير بداخلها مشاعر كثيره….
احاط خصرها بتملك شديد وهو يسير بها نحو طاولتهم بعد انتهاء الرقصه ….
اشتعلت نظرات نسرين حقداً وكرهاً لغفران عندما وجدت عاصم يحتضن خصرها بتلك الطريقه وهو يسير بها وسط الجموع ويقدمها الي الناس بصفتها زوجته!!!
اما دريه فقد كانت تبتسم بسعاده وهي تتحدث مع احدي النساء ولكن تلاشت ابتسامتها وحل محلها الغيظ عندما وجدت ملامح عاصي هادئه مسترخيه وهو يضم غفران اليه بحمايه !!!!
التفت عاصي للخلف عندما وجد يد تضع علي كتفه وصوت صديقه يصدح ينادي عليه بمرح : عاش من شافك يا ابن الجارحي واحشني والله ….
ابتسم عاصي باتساع وهو بفتح ذراعيه يضم صديقه بحب : ابن ابوهيبه واحشني يا دنجوان !!!!
هتف عاصم بحب وهو يمسك يد سوار يرفعها الي فمه يقبلها بعشق : ولا دنجوان ولا بتاع ده كان زمان ، انا توبت الحمد الله والبركه في سوار….
هز عاصي رأسه بايمائة بسيطه يحيي بها سوار باحترام : اهلاً وسهلاً مدام سوار …
ثم نظر الي غفران وقدمها لهم : غفران الجارحي ..مراتي ..
تبادلت غفران وسوار اطراف الحديث وتركوا الصديقين يتحدثون معاً تحت انظار دريه ونسرين الحاقده!!!!
نظر عاصم في ساعه يده وهتف مسرعاً: اسيبك بقي واخلع انا دلوقتي ، بس لازم نتقابل ونتكلم في حاجات كتير عاوز اعرفها ، بقي انا اسافر شهر ارجع الاقيك اتجوزت ، لازم اعرف الحكايه من اولها …
اجابه عاصي بتاكيد : هكلمك وهجيلك لاني محتاج اتكلم معاك … بس انت ماشي بدري كده ليه ؟؟؟
اجابه عاصم بعبث : لا كده حلو اوي ، انا بحب احتفل بالسنه الجديده انا وسوار لوحدنا وبس ..سلام يا ابن الجارحي ….
هز عاصي رأسه بيأس من افعال صديقه المجنونه، والذي تحول الي انسان اخر منذ ان عشق زوجته …
صمت لبرهه يسأل نفسه هل العشق فعلا بغير البني ادم ويحوله الي شخص اخر ويجعله يقدم علي افعال كان من المستحيل ان يفعلها سابقاً ؟؟؟
كان بفكر هكذا وهو يري الابتسامه العاشقه المرتسمه علي وجه عاصم وهو يتحدث مع زوجته اثناء رحيلهم فمن يراهم يري العشق الواضح المتبادل ببنهم ….
دعا لهم ان يديم الله عليهم نعمه الحب والسعاده وان يرزقه مثل ذلك العشق !!!!!
دخل من بوابه القصر يمشي بغرور وعجزفه وخلفه يسير الحرس الخاص به من ذوي الاجساد الضخمه ،
يرتدي بنطال من الچينز وتيشيرت ابيض ومن فوقهم جاكيت بدله اسود مفتوح ، ويزين عنقه ببعض السلاسل الفضيه التي لا يتخلي عنها ابداً ، ويجمع شعره الطويل خلف رأسه في ذيل فرس صغير ..
فكان يعطي له مظهر عابث وخطير !!!
هو مازن الدالي .. ابن رجل الاعمال محمد الدالي صاحب اكبر توكيل سيارات في البلد …
شاب عابث ، مستهتر بكل ما تحمله الكلمه من معني،
النساء ترتمي تحت اقدامه ويبدلهم كما يبدل جواربه !!!!
يحصل علي اي شيء يريده مهما كان وباي ثمن …
عداها هي الوحيده التي وقفت امامه ورفضته ، منذ اول يوم رآها فيه في الجامعه وهو يريدها ظل اربع سنوات يلهث خلفها وهي ترفضه وتصده ، وفجأه ابتعد عنها دون سبب واختفي ….
ولكنه عاد للظهور مره اخري خاصه بعدما قابلته نسرين في احدي الحفلات وعرفته علي الفور فهي علمت بقصته مع غفران من احدي صديقاتها بعد زواج غفران وعاصي ….
فعملت نسرين علي التقرب منه ومصادقته وقامت بفتح موضوع غفران مره اخري واسباب زواجها من عاصي وطلبت منه مساعدتها في انهاء هذا الزواج مقابل حصوله علي غفران وبذلك تحصل هي علي عاصي!!!!!
فوافق علي الفور وبدا اولي خطواته اليوم بحضوره الحفل وظهوره امامها من جديد!!!!!
آمر الحرس الخاص به بالانصراف وتقدم الي داخل الحفل ، لمحها من بعيد تجلس بجانب عاصي وهو يحاوط عليها وكأنه يحميها من شيء ما ..!!!!
كانت جميله رقيقه كعادتها دائماً ، مختلفه عن اي فتاه عرفها في حياته ، الوحيده التي صمدت امام سحره ورفضته ولم تسعي اليه مثل غيرها من النساء…
لمحته نسرين من بعيد يقف في احد الزوايا المتواريه عن الاعين يختلس النظر الي غفران …
ابتسمت بخبث علي نجاح مخططها ، واخرجت هاتفها وارسلت له رساله تنص علي تنفيذ خطتهم حسب اتفاقهم ….
فتح هاتفه يقرأ الرساله ثم ابتسم بمكر وأماء برأسه بهزه بسيطه موافقاً في انتظارها …..
استغلت نسرين انشغال عاصي بالحديث مع احدي رجال الاعمال وتحدثت بعفويه قائله: انا هقوم اروح التواليت اظبط مكياجي ، ثم نظرت الي غفران وهتفت : ما تيجي معايا يا غافي بدل ما اروح لوحدي ، وانتي كمان تظبطي مكياجك….
نظرت لها غفران بحيره لا تعرف كيف تجيبها ، فمنذ متي تهتم بها نسرين ؟؟؟؟
ولكن نسرين لم تدعها تفكر فجذبتها من يدها تسحبها معها وهي تقول : انتي لسه هتفكري ، يالا قومي معايا علشان نرجع بسرعه .!!!!
ثم وجهت حديثها الي خالتها : انطي احنا في التواليت علشان لو عاصي سأل علينا ….
ثم تحركت صوب وجهتها وترتسم علي وجهها ابتسامه ماكره خبيثه….
بعدما انتهوا من تعديل زينتهم وتوجهوا الي الخارج ، هتفت نسرين بخبث : بقولك ايه تعالي نتمشي شويه بعيد عن الدوشه علشان صدعت …
نظرت لها غفران بتردد فهي تخشي ان تتصادف مع آسر مره اخري وهي في غني عن غضب عاصي منها ….
اجابتها بتردد: ما بلاش علشان عاصي ما يقلقش علينا …
علقت نسرين بمكر: ايه اللي هيخاليه يقلق احنا موجودين في نفس المكان ولو قلق هيكلمنا علي الموبايل او هيجي يشوفنا .. تعالي بس ….
سارت معها حتي وصلوا الي مكان منعزل نسبياً عن الناس ، وكان مازن يتابعهم من بعيد ويقف خلف احد الاشجار يتواري خلفها…
لمحت نسرين مازن يقف بعيداً ، فنظرت الي غفران وهتفت تتحدث بسرعه: خاليكي هنا ، هروح اجيب حاجه نشربها واجي لك علي طول …..
لم تدع لها فرصه للرد فقد اختفت من امامها في لمح البصر….!!!!!
وقفت غفران تنتظرها وهي تراقب مكان انصرافها بقلق ، سمعت صوت ينادي اسمها بهمس: غفران .!!
التفتت تتطلع الي مصدر الصوت ، ولكنها شهقت بفزع عندما وجدت اخر شخص يمكن ان تتوقع وجوده …هتفت بنبره مرتجفه : ااانت..!! انت ايه اللي جابك هنا ؟؟؟
اجابها بوضوح وهو يتطلع اليها بنظرات جريئه: جيت علشانك ..!!
علشاني !!! قالتها باستنكار شديد وهي تتطلع اليه بغضب …
ثم هتفت محذره اياه وهي ترفع اصبعها في وجهه: ابعد عني احسن لك ، انا ست متجوزه وبحب جوزي والمره دي هو اللي هيقف لك مش انا ،…
وانت ما تعرفش عاصي الجارحي ممكن يعمل فيك ايه لما يعرف انك اتعرضت لمراته .. فاهم .
ثم اولته ظهرها وتحركت مغادره المكان باكمله ، ولكن صوته الذي صدح من خلفها جمدها مكانها..
هتف بتهكم يخفي خلفه غضبه المشتعل من رفضها المستمر له ، هذا من جانب ومن الجانب الاخر احتمائها في المدعو زوجها …
تحدث بتهكم قائلاً: جوزك اللي اتجوزك علشان ينفذ وصيه ابوه وجده!!!!!
قبل قليل …
لاحظ عاصي عدم وجود غفران ، فاعتذر من الرجل الواقف معه وذهب الي والدته يسألها عنها : هي غفران فين ؟؟؟
اجابته بعدم اكثراث : راحت الحمام مع نسرين ..
نظر لها باستغراب ولكنه سرعان ما تحول الي قلق عندما وجد نسرين عائده بمفردها !!!
سألها عاصي بقلق: فين غفران ؟؟
ماما قالت لي انها راحت معاكي الحمام .!!!
اجابته وهي تدعي البراءه: ايوه كانت معايا وخرجنا قلنا نقف في حته هدوء بعيد عن الدوشه ، وبعدين روحت اجيب حاجه اشربها ورجعت لها ملقتهاش ،
فقلت اكيد رجعت هنا فقمت جيت انا كمان …
ثم تلفتت حولها تبحث عنها وتسألت : اومال هي فين؟؟
مارجعتش … قالها عاصي وهو يتحرك يبحث عنها وسار بالاتجاه الذي جاءت منه نسرين…!!!
بينما نسرين نظرت في اثره وهي تبتسم باتساع لنجاح خطتها …
اقتربت منها دريه وسألتها : انتي عملتي ايه ؟؟ وفين غفران ؟؟
تعالت ضحكت نسرين وهي تنظر لمكان اختفاء عاصي بشماته ، وهتفت يجيب خالتها : لو الامور مشيت زي ما انا مخططه يبقي احب اقولك ان غفران خلاص بحححح..!!
قالت دريه بسعاده: لاااا تعالي اقعدي كده واحكي لي الحكايه بالتفصيل …
ظل يبحث عنها في كل شبر في حديقه القصر،وصل الي مكان وقوفهم معاً ولكنه لم يراهم !!!
هم ان يتحرك ولكنه استمع الي صوتها عالياً ، تحرك مسرعاً نحوها ظناً منه ان هناك من يضايقها او ربما آسر تعرض لها فهو يعلم الاعيبه جيداً…..
اقترب منهم ولكنه تسمر مكانه عندما استمع الي حديثهم معاً …
هدرت الدماء داخل عروقه وانتفخت اوداجه غضباً واظلمت ملامحه بشكل مخيف …
ظهر امامهم فجأه وهتف بنبره خطره وهو ينظر لها بنظره جمدت الدماء في عروقها : مين ده ؟؟؟
نظرت له برعب وهتفت اسمه بزعر : ع عاااصي!!!
…………………………….
انتهي الفصل السابع ….
رواية غفران العاصي الحلقة الثامنة
سمعت صوت ينادي اسمها بهمس: غفران .!!
التفتت تتطلع الي مصدر الصوت ، ولكنها شهقت بفزع عندما وجدت اخر شخص يمكن ان تتوقع وجوده …هتفت بنبره مرتجفه : ااانت..!! انت ايه اللي جابك هنا ؟؟؟
اجابها بوضوح وهو يتطلع اليها بنظرات جريئه: جيت علشانك ..!!
علشاني !!! قالتها باستنكار شديد وهي تتطلع اليه بغضب …
ثم هتفت محذره اياه وهي ترفع اصبعها في وجهه: ابعد عني احسن لك ، انا ست متجوزه وبحب جوزي والمره دي هو اللي هيقف لك مش انا ،…
وانت ما تعرفش عاصي الجارحي ممكن يعمل فيك ايه لما يعرف انك اتعرضت لمراته .. فاهم .
ثم اولته ظهرها وتحركت مغادره المكان باكمله ، ولكن صوته الذي صدح من خلفها جمدها مكانها..
هتف بتهكم يخفي خلفه غضبه المشتعل من رفضها المستمر له ، هذا من جانب ومن الجانب الاخر احتمائها في المدعو زوجها …
تحدث بتهكم قائلاً: جوزك اللي اتجوزك علشان ينفذ وصيه ابوه وجده!!!!!
في نفس الوقت كان يبحث عنها في كل شبر في حديقه القصر،وصل الي مكان وقوفهم معاً ولكنه لم يراهم !!!
هم ان يتحرك ولكنه استمع الي صوتها عالياً ، تحرك مسرعاً نحوها ظناً منه ان هناك من يضايقها او ربما آسر تعرض لها فهو يعلم الاعيبه جيداً…..
اقترب منهم ولكنه تسمر مكانه عندما استمع الي حديثهم معاً …
ظل مختفياً مكانه يستمع الي ما يتفوه به هذا الحقير لكن ما صدمه وجمد الدماء داخل عروقه هو ردها عليه!!!!!!
استدارت غفران اليه تنظر اليه بجبين مقطب وسألته بعدم فهم : وصيه اللي بتتكلم عنها دي ؟؟
ثم صاحت هادره بغضب : انا فهماك كويس وفاهمه الاعيبك وعارفه انك ممكن تعمل اي حاجه علشان توصل لي ، بس احب اقولك حاجه مهمه حطها حلقه في ودنك ….
ثم اقتربت منه حتي وقفت امامه يفصل بينهم بضع خطوات ، ورفعت رأسها اليه عالياً حتي يتثني لها النظر داخل عينيه وهتفت بقوه وصلابه: لو انت اخر رجل في العالم عمري ما هقبل اني ارتبط بيك او ان اسمي يكون مكتوب باسمك ….
لان انا ببساطه مكتوبه لعاصي من يوم ما اتولدت ، وانا مش بحب ولا هحب ولا عيني بتشوف رجل في الدنيا دي كلها الا عاصي …
وقلبي ….قالتها وهي تضع يدها علي قلبها توصف ما تشعربه ، وهذه الحركه البسيطه ضربت قلب الذي يتابعها من بعيد و كانها صاعقه وضربته في منتصف قلبه زلزلت داخله !!!
قلبي ده بيدق وعايش علشان عاصي وبس ..
عاصي عايش جوايا ومش هيطلع من قلبي الا بطلوع روحي ….
ومع انطلاق الالعاب الناريه الكثيفه التي اضاءت السماء من حولهم احتفالاً بميلاد عام جديد ….
كانت هناك اخري مثلها تدوي داخل ذلك القلب العاصي مثل صاحبه معلنه عن بدايه عشق ، عشق سرمدي متملك لابعد حد لصاحبه الغفران …!!!
اضافت بنفس النبره الغاضبه بعد ان هدأت اصوات الاحتفال من حولهم :بقولها للمره المليون انا مش ليك ولا هكون ،نفسك وابعد عني وعن طريقي …..
كان ينظر اليها بملامح يكسوها الغضب والقهر والغيره وداخله يغلي كالمراجل ….
فح من بين اسنانه قاصداً ايلامها وجعلها تشعر ولو بذره من شعوره الذي يسحق قلبه ورجولته بسبب صدها ونفورها منه: وهو يا تري بيحبك زي ما انتي بتحبيه كده ودايبه في هواه ولا هيفضل طول عمره مصدر لك الطرشه ومش سائل فيكي وهو مقاضيها …
زاغت نظراتها رعباً من مغذي كلماته وهتفت تسأله بتوبتر : تقصد ايه بمقاضيها دي ؟؟؟
ابتسم بخبث فقد اصاب هدفه ولكن يكون غبي حتي لا يستغل الفرصه ويبث سمومه المريضه في عقلها ناحيته: والله معرفش ، انتي ادري بقي مش هو جوزك والست بتبقي اكثر واحده بتحس بجوزها اذا كان بيحبها ولا لاء او بيخونها مثلا ويعرف عليها ستات او اي حاجه من دي يعني!!!!
ابتسمت بسخريه عندما فهمت ما يرمي اليه، علي الرغم من الالم الذي ضرب قلبها من كونه لا يشعر بها ولكنها تحاملت علي نفسها وهتفت باستفزاز: حتي لو اللي بتقوله صح ، عاصي عمره ما يغدر بيا وحتي لو محابنيش زي ما بحبه كفايه عليا اني بحبه…
هدر بها بغيظ وهو يتمني لو يمكسها من ذراعها يهزها بعنف لكي يخرجه من قلبها وعقلها :اييييييييه هو ساحر لك في ايه زياده عني علشان تحبيه الحب ده !!!!!
الي هنا ولم يتحمل اكثر من ذلك ، يكفي ما سمعه ،
تحرك من مكانه والدماء تغلي داخل اوردته ، واوداجه المنتفخه غضباً وملامحه المظلمه بشكل مخيف بسبب تعدي ذلك الحقير علي ما هو ملكه!!
ظهر امامهم فجأه وهتف بنبره خطره وهو ينظر لها بنظره جمدت الدماء في عروقها : مين ده ؟؟؟
نظرت له برعب وهتفت اسمه بزعر : ع عاااصي!!
وقف مازن ينظر الي عاصي بكره استطاع ببراعه اخفاءه خلف قناع الغرور والبرود وهو يقف واضعاً يديه في جيب بنظاله فارداً ظهره بشموخ وغرور..
اما عاصي فبادله نظراته باخري شرسه قاتمه وشعور غريب عليه يضرب صدره بقوه
” الغيره”!!
تحدثت غفران بتلعثم : ده..دده …ددده ده مازن .. اه مازن الدالي … زميلي في الجامعه !!!
عاصي الجارحي : جوزي !!!!
نظر له عاصي بحاجب مرفوع ولم يعلق ، بينما مازن رد باستفزاز: مش بالظبط ، بعني تقدر تقول اكتر من زمايل بكتيييييير .. غفران دي غاليه عندي اووووي
اكتر مما تتصور ، بس هنقول ايه بقي …
ثم تابع باستفزاز اكبر : بكره كل حاجه ترجع لاصلها واللي في ايدك انهارده ياعالم بكره هيكون ملك مين..
الي هنا ولم يتحمل عاصي تلميحاته السخيفه وكان الرد المناسب له لكمه قويه من قبضه عاصي في وجه مازن جعلته يرتد الي الخلف بعنف….
وقبل ان يستعيد مازن توازنه كان عاصي يعالجه بلكمه اخري وضربه في ساقه من الخلف اسقتطه ارضاً ….
جثي عاصي فوقه يسدد له اللكمات والتي بادله اياها مازن بنفس القوه فمازن رياضي ويفوق عاصي طولاً ….
ودارت بينهم معركه طاحنه وكأنهم زوجان من الثيران يتعاركون في معركه طاحنه الغلبه فيها للاقوي ، كل منهم يحمل في صدره كره وحقد تجاه الاخر !!!!!
كانت غفران تصرخ علي عاصي ان يتركه وهي ترتجف وتنحب بشده حتي وصل صوت صراخها الي الحرس المخولين بتأمين الحفل واللذين اسرعوا للفصل بينهم …
نجح الحرس في الفصل بين عاصي ومازن الذي كان يحتاج الي رعايه مشدده فالبرغم من مقاومته لعاصي وتصديه له الا ان الغلبه كانت لعاصي فقد كان يضربه بوحشيه شديده ….
وقف عاصي يلهث بعنف والدماء تتساقط من قبضته ووجهه الذي نال العديد من لكمات مازن القويه….
هدر بعنف وهو يشير باصبعه محذراً مازن بسبابته: دي قرصه ودن صغيره علشان بصيت لحاجه مش بتاعتك ، لكن التقيل جاي ورا علشان تعرف كويس ترفع عينك علي اللي يخص عاصي الجارحي !!!!
ثم استدار الي غفران وجذبها من يدها يسحبها خلفه وهو يسرع في خطواته خارجاً من وسط الحشود من الناس التي تجمعت علي اصواتهم وكان من بينهم نسرين التي رأت ما حدث في مازن ورد عاصي الذي شطر قلبهل نصفين …
وآسر الراوي الذي وقف يشاهد ما حدث يذهول غير مدرك لاسبابه…….
قاد سيارته بسرعه رهيبه محاولاً التنفيس عن غضبه الذي مازال بتفاقم داخله وكلام ذلك الحقير يتردد في اذنيه ….
زآر بغضب وهو يضرب الموقد بيديه مرات متتاليه يتمني لو يسددها له وكانه بالفعل لم يقوم بتغيير خريطه وجهه منذ دقائق….
كتمت غفران شهقتها من غضبه واخذت تنحب في صمت ، فهي لا تعرف ماذا تفعل معه ، هل تتحدث ؟؟
ام تظل علي صمتها ؟؟
ولكن الشيء الوحيد المؤكد لديها انها خائفه منه ، خائفة وبشده …
ظلت تدعي في سرها وتبتهل لله ان يمر ما حدث علي خير وان يكون جدها مازال مستيقظاً حتي ينجدها منه !!!!
اصدرت السياره صريراً عالياً نتيجه احتكاك اطارتها في الارض وهو يوقفها داخل القصر …..
ترجل من السياره ودار حولها حتي وصل الي الباب بجانبها وفتحه ، ومد يده يجذب يدها يجره خلفه ومتجهاً الي داخل القصر ومنه الي جناحهم مباشراً
وكل خليه في جسده تنتفض من شده الغضب …!!
دلف الي جناحهم واغلق الباب خلفه بعنف ، خلع سترته وتخلص من بواقي رابطه عنقه التي انشطرت لنصفين اثناء المعركه …..
اخذ يزرع الغرفه ذهاباً واياباً بغضب ، يفكر فيما سمعه منه ومنها !!!!
كانت تتابعه بصمت وهي ترتجف من شده الخوف ، انتفض جسدها فزعاً عندما هدر بغضب : انا عاوز اعرف ايه حكايه الواد ده بالظبط من طقطق لسلامه عليكوا وحذاري تخبي عني حاجه لاني كده كده هعرف ، فاعرف منك احسن ما اعرف من باره!!!
اومأت تهز رأسها موافقه وهتفت بنبره مرتعشه : حاضر هقولك علي كل حاجه ….
اخدت تفرك يديها بتوتر وهي تقص عليه كل شيء حدث معها منذ ان تعرض لها مازن في اول يوم في الجامعه وصدها ورفضها له وسعيه الدؤب خلفها واختفاؤه المفاجيء وظهوره لها اليوم من جديد…
هو ده كل اللي حصل والله العظيم ….
انهت حديثها وهي تنظر له تتفرس في ملامح وجهه تري اثر وقع كلماتها عليه!!!!!
حمقااااء!!!!!ان ظنت بحديثها ذلك قد هدأت من غضبه وثورته ، بل علي العكس زادت اضعاف مضاعفه !!
هدر من بين اسنانه المطبقه : وانتي ازاي يحصل معاكي كل ده من غير ما يكون عندي خبر .. ازاي ما تقوليليش ؟؟؟
نظرت له بحزن وهتفت بشجن: انت ما كنتش موجود علشان اقولك ، انت كنت مسافر وبعيد ومش عاوز تكلم اي حد مننا ، هقولك ازاي ؟؟
تغضن جبينه بآلم ، فهي محقه .. هو الذي ابتعد عن الكل واولهم هي ، رحل وترك الكل خلفه دون ان يهتم لامرهم ….
ابتلع غصه في حلقه وهتف بنفس الغضب: حتي لو..
كنتي ابعتيلي ، بلاش انا ..قولي لجدي وهو كان هيتصرف معاه بدل ما كان يتمادي اكتر معاكي او يتصوف تصرف يضيعك ويضيعنا معاه ، واضح من كلامك انه مجنون وسايق فيها ومحدش مالي عينه..
ثم اعتدل في وقفته ونظر امامه للبعيد وهو يضيف متوعداً اياه: بس ملحوقه هو كده وقع ومحدش سما عليه ، انا بقي هعرفه ازاي يتجرأ علي حد من عيله الجارحي ..ما ابقاش عاصي الجارحي ان ما خليته يبوس جزمتي علشان ارحمه من اللي هعمله فيه…
ثم اخرج هاتفه واتصل علي مساعده وزراعه الايمن جسار: ايوه جسار عاوزك تجيبلي كل حاجه عن اللي اسمه مازن الدالي ده هو عيلته من يوم ما اتولد لحد انهارده ويكون علي مكتبي بكره الصبح …
ثم اغلق الهاتف معه دون ان يضيف حرفاً اخر …
ثم نظر لها مطولاً نظره لم تستطيع تفسيرها واضاف: احنا كلامنا لسه مخلصش في كلام كتير عاوز اعرفه وافهمه منك كويس اوي ، بس بعد ما اخلص من اللي اسمه مازن ده ….
ثم اختفي من امامها وخرج من الجناح بأكمله ، تاركها خلفه تعيد كلماته داخل عقلها وهي لا تعرف اي حديث يريد معرفته منها ؟؟؟؟؟
شهقت بتوتر عندما نمي لعلمها انه من الممكن ان يكون قد استمع لحديثها مع مازن عن عشقها له!!!!
………………………
دلف عاصي الي حجره مكتبه بعد ان انتهي من تضميد الجراح في يده ووجهه ،جلس علي الاريكه الجليديه يتنفس بغضب وصوره ذلك الحقير لا تفارق خياله ….
اخذ يسترجع ما سمعه من حديثهم معاً ، حتي توقف عند اعترافها بعشقها له !!!!!
لايزال لا يستوعب كيف ومتي حدث؟؟
ابتسم بسعاده ، اذاً فهي لم تكن مجبره علي الزواج منه ، بل علي العكس هي موافقه وراغبه…!!!
شعر براحه تسكن روحه بعد اعترافها ذلك وكأنه كان بحاجه لسماعه منها ….
اذاً فأحساسه الذي يشعر به في وجودها ، مختلف عن اي شعور اخر …
شعور بالتملك والحمايه نحوها كما لو كانت جزء منه ، يخصه ، ملكه !!!!
وشعوره بالنار التي احرقت احشاؤه عندما كانت تتحدث مع آسر او ذلك الحقير ، احساس صعب حارق لم يشعر به في حياته من قبل !!!
تسأل في سره هل هذه هي الغيره؟؟؟
مؤكد هي فهو كان سيذهق روح مازن وكان يود حرق آسر حياً لمجرد حديثه معها …
وبعد تفكير طويل اعترف لنفسه انه بالفعل يهتم بها ولامرها ، يغير عليها ، يحبها ….
يحبها !!!! عند هذه الفكره هب واقفاً من جلسته وهو غير مستوعب لما نطق به قلبه قبل لسانه …
يحبها .. يحب غفران … غفرانه … زوجته ..ملكه ….
انكر باصرار مقنعاً نفسه بانه بالفعل يحبها لانها ابنه عمه ، صغيرته ليس الا!!!!
مدد جسده علي الاريكه ولسان حاله يردد هذه الكلمات حتي غرق في النوم وكانت غفرانه هي بطله احلامه هذه الليله….
……………………………..
دلفت دريه الي حجره نومها وهي تدفع نسرين امامها بغيظ حتي انها كادت ان تسقط علي وجهها من شده الدفعه…
هتفت نسرين بعصبيه شديده في خالتها : ايه يا انطي حاسبي هتوقعيني …
وقفت تدلك مرفقها الذي تألم من قوه ضغطها عليه …
هدرت دريه فيها بغضب : ده مش بس هوقعك علي وشك ده هموت بايديه دول علشان غباءك اللي هيكشفنا ويودينا في داهيه…
اجابتها نسرين بعصبيه: في ايه لكل ده انا عملت ايه؟
اجابتها بغضب اكبر: عملتي ايه … اقولك يا فالحه عملتي ايه…
روحتي اتفقتي مع عيل خايب زيك علشان يوقع غفران وتخالي عاصي يطلقها ونخلص منها ، لكن اللي حصل ان الخايب الي اتفقتي معاه وقف قصاد عاصي واتحداه وفاكر نفسه هيقدر يقف قصاد عاصي اللي انا واثقه ومتأكده انه مش هيشيل مازن ده من دماغه الا لما يعرف كل حاجه عنه ومين اللي وراه …
تقدري تقوليلي بقي هتعملي ايه لو عاصي بس شم خبر عن علاقتك بالواد ده وعرف انك انتي اللي وراه…ساكته ليه ما تنطقي…؟؟؟؟
زاغت نظرات نسرين وبدا عليها التوتر وهتفت بنفي: وهو عاصي هيعرف منين وبعدين انا واثقه في مازن مش هيقدر يجيب سيرتي في الموضوع ، لان احنا الاتنين هدفنا واحد ….
هدرت دريه بغيظ: غبيه ومتسرعه طول عمرك …
انتي ما تعرافيش عاصي ده ابني وانا اللي مربياه ، طالع نسخه من جده نابه ازرق وقرصته والقبر …
ربنا يسترها ومايعرفش ان ليكي علاقه بمازن ، لان ساعتها مش هعرف ادافع عنك واقف قصاده….
سألتها نسرين بحنق: يعني ايه؟؟
يعني مش هقدر اقف في وشه وادافع عنك لان ساعتها هبقي طرف في الموضوع وانا مش ممكن احط نفسي في مواجهه مع عاصي في حاجه زي دي.
مش لازم يعرف ان ليا دخل في اي حاجه تخص غفران علشان لو عرف انا هخسره وانا لو خسرت عاصي هبقي خسرت كل حاجه … انتي فاهمه يعني كل حاجه .. كل حاجه…….
نظرت لها نسرين بحقد وهي تتوعدها في سرها فهي سوف تتخلص من غفران وبعدها تتفرغ لها ، فخالتها ليس لها امان مطلقاً …….
………………………
استيقظ عاصي من نومه عندما اخترق ضوء النهار القادم من نافذه المكتب عينيه….
نهض جالساً علي الاريكه يفرد زراعيه ويحرك عنقه يميناً ويساراً حتي يتخلص من التشنج الذي اصابه من نومه في هذه الوضعيه الغير مريحه ….
نظر في ساعه معصمه فوجد ان الوقت مازال مبكراً،
فليأخذ حمامه اولاً وبعدها يذهب الي الشركه….
انتهت غفران من حمامها الصباحي ، فهي لم تنام بشكل جيد بسبب ما حدث بالامس ….
ارتدت مآزر الحمام واحكمت غلقه جيداً حتي لا يظهر جسدها من تحته ، ولفت شعرها بمنشفه صغيره
واسرعت تخرج من الحمام لكي ترتدي ملابسها قبل ان يأتي عاصي الي الجناح ….
خرجت من المرحاض وسارت خطوتين وتصنمت مكانها عندما وجدته يدلف من باب الجناح مرتدياً نفس ملابسه من الامس ….
ارتبكت وتلون وجهها بالوان قوس قزح من قوه الصدمه فهي اسرعت بكل طاقتها لكي تنتهي قبل قدومه ولكن كلها مجرد احلام وطموحات…
اما عاصي فقد تخشب جسده وتصلبت اعصابه عندما وجدها امامه بتلك الهيئة الفاتنه لعنينيه ….
اخذ يمشط جسدها بعينيه وخياله يسرح لبعيييييد لما يوجد تحت هذا المآزر فهو لايزال يتلظي بنيران فستانها الاحمر المثير الذي آرق مضجعه وحمد الله انه لم يفقد السيطره علي نفسه امامها وقتذاك!!!!!
ارتسمت ابتسامه كسوله علي شفتيه وهو يتطلع الي تورد خدودها خجلاً بافتنان …
قطبت غفران حاجبيها وزمت شفتيها خجلاً من نظراته ، فنظراته لها اليوم بها شيء غريب وغامض لم تفهمه ….وهتفت تدعي الحنق حتي تنهي حرب النظرات بينهم: في ايه مالك بتبص لي كده ليه…
عجباني !!!! جاء رده صريحاً سريعاً مفاجأً صادماً لها !!!!!
هااااا…. قالتها ببلاهه وعدم تصديق …
عجباااااني …. اعادها مره اخري ضاغطاً علي كل حرف من حروف الكلمه حتي تثبت داخل رأسها …
نظرت له بعدم تصديق وقد تلجم لسانها من كلمته ونظراته لها …
تحرك خطوتين حتي وقف امامها وفتح فمه ليتحدث ، الا انها عاجلته بدفعه صغيره من يدها علي صدره وفرت هاربه من امامه واختفت داخل حجره الملابس مغلقه الباب خلفها ، ووقفت تستند بظهرها عليه واضعه يدها علي صدره علها تخفف من شده خفقاته وهي تردد كلمته بهمس : عجباني !!!
انااااا ….. اناااا عجباه …. ابتسامه خجله ارتسمت علي شفتيها وهي تشعر بلذه غريبه دغدغت حواسها بفعل كلمته البسيطه …
لما انا كده علشان قالي عجباني اومال لو قالي بحبك هيحصل لي ايه؟؟؟؟!!!!!!
بعد قليل ، كان عاصي يقف امام المرآه يمشط شعره ولحيته ونظره معلق بها وهي تعدل الفراش خلفه بعدما انتهت من ارتداء ملابسها ….:
جميله وناعمه دائماً ، لها سحر مختلف يميزها عن غيرها من النساء ، ربما بساطتها هي سر انجذابه الشديد لها ….
انتهت مما تفعله بأيد مرتجفه ، فهي لاحظت نظراته لها من خلال المرآه، فقررت الهروب والنزول لاسفل لان حالته ونظراته لها اليوم تربكها …
تحركت صوب الباب دون ان توجه له كلمه واحده ، وقبل ان تصل الي باب الجناح نداها بصوته الاجش يوقفها : غافي !!!!
اجابته دون ان تلتفت له : نعم …
استني عاوزك ….قالها وهو يتحرك باتجاهها حتي وقف خلفها مباشرة مما جعل عطرها الخلاب ينفذ الي رئتيه مثيرًا فيه ذوبعه من المشاعر …
اغمضت عينيها تستدعي قوتها وهي تشعر بانفاسه الحاره تضرب مؤخره عنقها ورائحه عطره الرجولي التي تعشقها تسكرها …
هذا كثيراً عليها …نظراته .. اقترابه منها .. رائحته المسكره.. نطقه لاسم الدلال خاصتها بصوته الاجش كل هذا يفعل بها اشياء يصعب علي قلبها الصغير تحملها ….!!!
همس بصوت اجش مثير في اذنها : بصيلي !!!
استدارت اليه ببطيء وهي مطرقه رأسها ارضاً ضاغطه علي شفتيها الورديه باسمانها الصغيره وكل خليه في جسدها تنتفض تأثراً بحضوره الطاغي عليها…
رفع يده يسندها علي الباب من خلفها ويده الاخري رفع بها وجهها الجميل اليه …
كانت محاصره بين الباب خلفها وصدره العريض امامها ….
كان حضوره قوي وطاغي ، كان يآثرها بنظراته القويه التي كانت تتطلع الي كل انش في وجهها الجميل بافتنان !!!!
ظلت يده ممكسه بطرف ذقنها يحرك ابهامه عليه بخفه اذابتها….
ضغط علي ذقنها تحت شفتها السفليه حتي جعلها تحررها من اثر اسنانها وهمس بخفوت مثير وعينيه معلقه علي شفتيها: حرام الشفايف الحلوه دي يتعمل فيها كده …
ثم قرب وجهه منها وهمس بجانب اذنها بطريقه حسيه مثيره: ما تعمليش الحركه دي تاني علشان بتتعبني ، ثم تابع يضيف بخفوت وهو يقرب انه من عنقها يستنشقه بوله ….ولو شوفتك بتعمليها مره تانيه سواء لوحدنا او قدام حد ، انا مش هكون مسؤل ساعتها عن اللي هيحصل مني !!!!!
كانت ترتجف بقوه كورقه شجر رقيقه امام ريح اعصار قوي اقتلعها من جذورها …
كانت مغمضه العين وصدرها يعلو ويهبط من فرط الانفعال وساقيها اصبحوا يرتجفوا حتي انها ستسقط في اي لحظه …
رفع وجهه قليلاً ينظر الي وجهها واثر حديثه عليها ، فوجدتها تكاد تذوب بين يديه مثل قطعه الشوكولاه …
طرق قوي علي الباب خلفها جعلها تفتح عينيها علي وسعها وتشهق بخضه من قوه الصوت الذي اخرجهم من غيمتهم الورديه …
لعن عاصي الواقف خلف الباب الذي افاقه من سحر اللحظه ….
ارتمت داخل صدره العريض من قوه الخضه واضعه يدها فوق صدره، وهو كان اكثر من مرحب بذلك القرب ، لف يديه باحكام حول خصرها يقربها منه ونظراته مثبته فوق نظراتها ….
عاصي بيه … الفطور جاهز والحج مستنيك تحت ..
هتفت بها نعمان تحثه علي الاسراع في النزول لاسفل …
اتاها صوته القوي وهو لازال محتفظ بها داخل احضانه: حاضر يا نعمات انزلي انتي واحنا جايين وراكي …..
نظر بعينيه الثاقبه الواثقه الي عينيها المضطربه المهزوزه وتحدث بنبره هادئه: احنا في كلام كتير لازم نتكلم فيه ، كلام مهم وحاجات كتير لازم نحددها مع بعض ، علشان كده انا مش هتأخر انهارده في الشغل ، عندي حاجه مهمه هخلصها وهرجع لك علي طول علشان نتكلم سوا .. اتفقنا …!!!
انحبس صوتها داخل حلقها ولم تتمكن من اخراج حرف واحد ولكنها هزت رأسها موافقه علي حديثه..
تمام يالا بينا ننزل علشان جدي مستنينا تحت …
قالها وهو يحرر خصرها من قبضتيه ببطيء حتي تسللت يده الكبيره الي كف يدها الصغير واحكم قبضته عليها وسحبها خلفه الي اسفل سائراً بخطوات واثقه ورأس مرفوع بقوه وشموخ …
وهي كان عقلها لا يستوعب كل ما يفعله معها اليوم ، فهو لاول مره منذ زواجهم يمسك كف يدها بمثل هذه القوه والتملك !!!!
……………
غص الطعام في حلق نسرين واخذت تسعل بقوه عندما وجدت عاصي يدلف الي حجره الطعام وهو ممسك بيد غفران بين يديه ….
اشتعلت نظراتها غلاً وكرهاً وغيره من غفران ، وشعرت لاول مره بالخطر الشديد من قرب غفران من عاصي لذلك يجب عليها التصرف وباقصي سرعه…
اما دريه فحالها مثل حال نسرين واكنها استطاعت ببراعه افعي رقطاء ان تخفي ما تشعر به وترسم ابتسامه عريضه متلهفه علي وجهها وهي تقوم من مكانها وتقترب من عاصي لكي تطمئن عليه بعد ما حدث البارحه ….
هتفت تتحدث بقلق: قلب امك يا حبيبي ، طمني عليك عامل ايه دلوقتي ..
في حاجع تعباك ، اطلب لك الدكتور…
ربط عاصي علي ذراع والدته باحترام وحدثها بهدوء وهو لايزال محتفظ بكف غفران بين يده: متقلاقيش يا امي مفيش حاجه انا كويس .. اطمني ..
صدح صوت الجد من خلفهم يتسأل بعدم فهم : في ايه مالك يا عاصي ، وايه اللي تحت عينك ده انت اتخانقت مع حد …
جلس عاصي علي مقعده بعدما اجلس غفران الاول علي مقعدها بجانبه ، وهاف يجيب جده: مفيش حاجه يا حج موضوع صغير وانا حليته خلاص ، ما تشغلش نفسك…
سأله الجد بقلق: ازاي بس يا ابتي مقلقش عليك ،ثم وجه حديثه الي غفران : طب قوليلي انتي يا غفران طالما جوزك مش عاوز يتكلم ويطمني عليه…
جدي !!!! قالها عاصي بنبره قويه حاسمه …
انا تمام مفيش حاجه ، ده موضوع وانا خلاص خلصته وعلشان حضرتك تطمن هبقي احكي لك عليه لما اشوفك في الشركه ….
ثم نهض واقفاً معتذراً منه: عن اذنكم انا علشان اتاخرت علي الشركه ..سلام …
ثم نظر الي غفران وآمرها : غافي تعالي معايا…
سألته دريه من بين اسنانها : هي خلاص هتنزل معاك الشركه ولا ايه؟؟؟
اجابها عاصي بنبره ذات مغذي: هتنزل طبعاً بس مش قبل ما مكتبها الجديد يخلص ، انا آمرت انهم يعملوا لها مكتب في نفس الدور بتاعي جنب مكتبي.
ثم تابع يضيف بمرح …:
الا لو كانت هي مستعجله وعاوزه تنزل الشغل بس ساعتها بقي هضطر اسيب لها مكتبي ، ما هو مش معقول غفران الجارحي هتفعد في مكتب عادي ومكتب رئيس المجموعه موجود!!!!
يالا عن اذنكم … قالها وهو يغادر ساحباً غفران خلفه وعقلها لا يستوعب ما سمعه منه للتو….
زيفت دريه ابتسامه صفراء علي وجهها ولم تعقب بينما داخلها يغلي كالمرجل بعد حديث ولدها ….
ابتسم الجد بسعاده علي تبدل حال حفيده وايقن ان مشاعره بدأت تسير في مسارها الصحيح نحو غفران…!!!!
دعا لهم بصلاح الحال والذريه الصالحه وهو ينهض من مقعده مغادراً لاحقاً بعاصي الي الشركه …..
وقف عاصي وغفران علي الباب الداخلي للقصر ويده لازالت تشتبك في كف يدها …
ازاح بانامله خصله من خصلاتها السوداء المتمرده خلف اذنها وحدثها برقه: زي ما قلت لك مش هتأخر عليكي هخلص شغلي بسرعه وارجع لك علي طول علشان لازم نتكلم يا غافي لازم ….
ثم اقترب منها خطوه ونظر داخل عينيها وهتف يحدثها برجاء: اوعديني يا غفران انك هتستنيني مهما اتاخرت عليكي استنيني …
مش عاوزك تزهقي من انتظاري ، وانا هحارب علشان ما اتاخرش عليكي بس انتي استنيني…
انقبض قلبها من حديثه ولم تفهم المغذي من كلامه وهتفت تسأله بقلق: عاصي انتي مخبي عليا حاجه ، ارجوك قولي ما تقلقنيش عليك …
القلق والصدق في نبرتها والملتمع داخل مقلتيها اصابه في مقتل ، ابتسم باتساع ووضع يديه علي ذراعيها يقربها منه هاتفاً بسعاده: اوعي في يوم تقلقي او تخافي وانا جانبك يا غفران …
كل اللي بطلبه منك انك تستنيني وبس …
نظرت له بتيه وهتفت برقه : اوعدك يا عاصي هستناك مهما اتاخرت .. هستناك عمري كله …!!!وكان رده قبله عميقه طبعها بجانب شفتيها التي يود ان يسحقها بين شفتيه ولكنه سيطر علي رغبته بقوه يحسد عليها ، وهمس امام شفتيها بصوت ملؤه الرغبه: وانا مش هتأخر عليكي يا غافي ….
قالها وتحرك مغادراً من امامها قاطعاً الدرج الرخامي امام بوابه القصر بسرعه وقلبه يببض بقوه داخل صدره ورائحه انفاسها لازالت عالقه به ….
تاركها تقف بجسد متخشب لا يقوي علي الحركه وعقل يقف عاجز امام استيعاب ما يحدث معه .،
وقلب ينبض بجنون محلقاً بسعاده في سماء عشقه الذي ارهق روحها …
غافلين عن نظرات نسرين الحقوه التي انهارت واخذت تحطم كل ما تطوله يدها وهي تتوعدهم بداخلها بعدما شاهدت قبله عاصي لها …….
………………………
وصل عاصي الي مكتبه داخل مجموعه الجارحي ولحق به جسار ذراعه الايمن ومساعده الشخصي
وضع جسار امامه ملف يحوي معلومات عن مازن الدالي وعائلته….
تحدث جسار باحترام : ده الملف اللي حضرتك آمرتني بيه امبارح .، في كل حاجه عن مازن الدالي وعيلته من يوم ما اتولد لحد اللحظه دي يا باشا…
هتف عاصي بجمود وهو يتصفح الملف : تمام يا جسار ، روح انتي وانا لما اخلص هبعت لك …
انصرف جسار باحترام تاركاً رب عمله يقرأ ملف عائله الدالي بتركيز شديد !!!!!!
بعد ساعه قد كان انتهي من قراءه ملف مازن الدالي وعائلته ، رفع سماعه هاتفه الداخلي وطلب جسار آمراً اياه بان يأتي اليه….
دلف جسار بعد ثواني ووقف امام عاصي منظراً تنفيذ اوامره…
اوامرك يا عاصي باشا….
تحدث عاصي بقوه: عاوزك تتصل بصاحب توكيل العربيات الالماني اللي هيتعاقد عليها محمد الدالي ، عاوز في خلال عشر دقايق يكون معايا علي الخط .
تآمر سعادتك بحاجه تانيه؟؟؟ سال جسار مستوضحاً.
عاوز مازن الدالب تحت عينيك 24ساعه حتي وهو نايم يكون تحت عينيك، تليفوناته تكون متراقبه، الاماكن اللي بتردد عليها كل حاجه بيعملها او هيفكر يعملها يكون عندي خبر بيها قبل ما تحصل ..مفهوم.
مفهوم معاليك … عن اذنك …..
نظر عاصي امام بملامح شرسه متوعداً مازن الدالي بأسوء عقاب : علشان تبقي تقف قصادي تاني يا ابن الدالي ……!!!!
…………………………..
بعد عده ساعات …
خرجت غفران من جناحها متوجهه للحديقه لمتابعه احواض الازهار خاصتها….
شهقت بفزع عندما قطعت عليها دريه طريقها ووقفت تنظر لها بشر…..
هتفت غفران تسألها بتوجس من ملامحها : خير يا طنط حضرتك عاوزه حاجه….
دفعتها دريه بعنف الي داخل الغرفه واغلقت الباب خلفها بعنف ، ثم استدارت لها وهدرت بغضب : ارتاحتي يا بنت جميله وكوشتي علي كل حاجه ، بلفتي عاصي ولفتيه تحت جناحك ، صحيح وانا هسغرب ليه ، اكفي القدره علي فمها تطلع الفاجره لامها…
اوعي تكوني فاكره اني هسيبك تتهني وتاخدي الجملش بما حمل وفوقيهم ابني ….ح
لااااااا فوقي واعرفي انتي بتلعبي مع مين يا شاطره انا مش هسمح لك تتهني وتاخدي مني اللي حاربت جعمري كله علشانه واعرفي انك من انهارده هخاليكي تشوفي نار جهنم علي الارض علشان تعرفي تتحديني وتقفي قصادي وتاخدي حقي ….
نظرت لها غفران بهلع من كم الحقد والكره التي تكنه لها ولامها وهتفت تسألها بعدم فهم : في ايه حصل لكل ده ، انا عملت لك ايه …
ومالك ومال امي الله يرحمها ليه طول عمرك بتكرهيها وتكرهيني عملنا لك ايه….
هدرت دريه بغل: عملتوا عملتوا كتير اوووووي ، هي سرقت عمري اللي فات وانتي جايه تسرقي عمري اللي جاي وفوق منهم ابني ….
بس ده بعدك مش هسمح لك فاهمه مش هسمح لك تبقي جميله تانيه ….
قالتها وهي ترمقها بغل وكره شديد وتركتها ورحلت تنظر في اثرها بروح مجروحه متألمه وقلب ينبض بخوف من القادم ……
بعد ساعه كانت تقف غفران امام حوض الزهور الخاص بها في حديقه القصر امام المسبح .، تعتني بازهارها وتقوم بتنسيقها ورشها بالمياه …
جاءت نسرين من خلفها وهتفت بغل : يا تري الهانم اخبارها ايه بعد الخناقه اللي حصلت علي شرفها امبارح … يا تري مبسوطه وانتي شيفاهم بيتخانقوا مع بعض عليكي …
بصراحه انا لو منك اتكسف من نفسي وادور علي حته اداري فيها بعد الفضيحه اللي حصلت …
واقفه بين جوزك وعشيقك وهما بيتخانقوا عليكي ،
بصراحه حاجه قذره بس هقول ايه ما انتي اللي ذيك يطلع منها اكتر من كده ، عامله فيها شريفه وانتي مدوراها .
النوع السهتان ده هو بيبقي مخبي الخبث والوساخه ورا وش البراءه اللي انت مصدراه طول الوقت….
رمت غفران ما في يدها والتفتت اليها وهدرت بها بعضب : انتي ازاي تكلميني بالطريقه دي انتي فاكره نفسك مين ،ومين سمح لك تدخلي في حياتي …
انتي بني ادمه قليله الادب ومستفذه واللي قلتيه ده مش هيعدي علي خير وعاصي هيعرف بقله ادبك وسفالتك دي وهفضحك قدامهم كلهم…
قالتها وتحركت من امامها تنوي المغادره …
تحولت ملامح نسرين الي ملامح شيطانيه وكأن مارد تلبسها وهتفت من بين اسنانها بغل وحقد دفين : ده لو لحقتي تقولي له …
وبحركه سريعه كانت تدفع غفران بكلتا يديها بعنف اسقطتها في المسبح ….
ارتسمت علي شفتيها ابتسامه متشفيه وهي تتطلع اليها وهي تسقط وترتفع داخل المياه البارده تحاول النجاه فهي لا تجيد السباحه …..!!!!!!
…………………..
يتبع….
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق