رواية غفران العاصى الفصل التاسع والعاشر بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية غفران العاصى الفصل التاسع والعاشر بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
9/10
دخل جسار الي مكتب عاصي يحمل في يده ملف
كبير.
كان عاصي يتحدث في الهاتف، انتظر حتي ينتهي من مكالمته…
اغلق الخط مع محدثه ثم رفع نظره الي جسار الواقف بثبات وسأله بايمائه من عينه لما يحمله في يده….
تقدم جسار ووضعه امامه علي سطح المكتب وتحدث هاتفاً باحترام: اتفضل يا باشا الفايل ده متسجل فيه المكالمات اللي علي الخطوط بتاعه مازن الدالي بالاسم واليوم والتاريخ …
ثم تابع يضيف : ومحمد الدالي باره في انتظار مقابله سعادتك …..
اخذ عاصي الملف يتفحصه باهتمام ، وحدث جسار بجمود : خاليه عندك لحد ما اخلص اللي في ايدي وهبقي ابعت لك تدخله….
ثم تابع مضيفاً بآمر: عاوزك تزود الحراسه علي القصر ، وخصوصاً غفران هانم ….!!!
عاوز الحرس ما يغفلش عنها ، يكونوا معاها في كل خطوه ….
ومفيش دبانه تدخل او تخرج الا ويكون عندي علم بيها، انت اللي هتكون مسؤل قدامي لو حصل اي تقصير … مفهموم…!!!
مفهوم معاليك …. قالها جسار وانصرف منفذاً اوامره ،تاركاً اياه يتطلع علي الملف باهتمام ….
جرت عينيه علي ارقام التليفونات الصادره والوارده ولكنه لم يجد رقم غفران مسجلاً ولكن ما جعل عينيه تضيق بشك هو وجود رقم نسرين ابنه خالته مسجل لاكثر من مره ولمده زمنيه طويله في المكالمات الصادره والوارده!!!!!
جز علي اسنانه وهتف بشراسه: لو اللي في بالي طلع صح مش هرحمك يا نسرين اقسم بالله…
اغلق الملف ووضعه في احد ادراج مكتبه والتي تغلق برقم سري …
ضغط علي زر الاتصال الداخلي بينه وبين جسار وآمره بادخال محمد الزيني اليه…..
دقائق وكان يجلس امامه رجل في الستين من عمره غذي الشيب شعره تشع منه مظاهر الثراء الفاحش ..
الا انه كان يقف متوتراً مهزوزاً امام نظرات عاصي الشرسه التي تتفرس فيه بغضب…
تحدث محمد الدالي بنبره مهزوزه: شرف ليا يا عاصي باشا لما بلغوني ان معاليك طالبني…
خير يا باشا اكيد انهارده عيد علشان حضرتك طلبتني..
صدح صوت عاصي بقوه يوقفه عن الثرثره: خلاااص .. خلاص يا محمد بيه …
نظر له بقوه اجفلته وهتف من بين اسنانه : شوف يا محمد بيه ، ومن غير لف ودوران كده ، ابنك مازن غلط وغلط كبير كمان ، والغلط ده كان معايا انا …
فانا علشان خاطرك وعلشان انت رجل كبير ومش هتتحمل بهدله علي اخر الزمن ….
التوكيل الالماني اللي كنت هتمضي العقد بتاعه كمان ساعتين بحححح ، والنص مليار اللي كنت لاممهم من البنوك بقروض ومقدم لها ضمانات وهميه علشان تدفعه مقدم للصفقه برضه بحححح!!!!
صمت بنظر الي ملامحه الشاحبه التي حاكت شخوب الاموات والعرق المتصبب علي جبينه …
ثم تابع يضيف باستهزاء :شوف بقي هتسدده ازاي ومنين …؟؟؟
واكمل يضيف بشراسه هو يطحن دورسه من شده الغضب :وده قرصه ودن صغيره لابنك علشان يفكر الف مره قبل ما يهوب من حاجه تخص عاصي الجارحي….
مسح الرجل العرق الذي بدأ يتصبب منه بغزاره، وهتف يسأله بخوف: هو الولد ده عمل ايه علشان يخالي معاليك تغضب منه بالشكل ده ..
قولي وانا اجيبه لحد عند يستسمحك ويعتذر لمعاليك ، بس بلاش حكايه التوكيل دي، انا حطيت فيها كل اللي حيلتي وعاوز اخالي مازن يقف علي رجله في السوف بعد ما خسر كل فلوسه في البورصه….
سخر عاصي مستهزئاً وقال: قصدك خسرها علي ترابيزه الروليت ….
شوف يا محمد بيه علشان ما نضيعش وقتنا في رغي مالوش لازمه ، ابنك لو شوفته ولو صدفه همحيه من علي وش الارض ، وزي ما قلت قبل كده انا عامل لك خاطر ومقرصتش عليه اوي …
بس …. رفع اصبعه في وجهه محذراً بشراسه: بس اقسم بالله لو حاول بس يفكر انه يظهر في طريقي تاني ساعتها ما يلومش الا نفسه …
المقابله انتهت ، مع السلامه يا محمد بيه …
قالها وهو يشير له بكف يده في اتجاه الباب معلناً انتهاء المقابله….
تحرك محمد الدالي الي خارج مكتبه بخطوات مهزوزه مرتعشه فهو يكاد يصاب بأزمه قلبيه بسبب ما حدث معه .، اخذ يسب ويلعن ابنه في سره فهو ابداً لن يكف عن العبث والتهور والذي اوقعه هذه المره في يد من لا يرحم……!!!!!!
……………………
بعد ساعه كان يقود سيارته عائداً الي القصر بقلب لهيف ، فهو يريد ان يتحدث معها كما اتفقوا ، يريدها ان تسمعه وتفهمه علها تريحه من حاله التخبط الذي يشعر بها دائماً بقربها ……
دلفت نسرين الي غرفه خالتها وجسدها كله يرتجف من الرعب والعرق يتصبب من عليها كأنها محمومه!!_
كانت دريه تجلس في غرقتها باسترخاء ، تحتسي قهوتها في هدوء بعدما اخرجت ما في صدرها في وجه غفران ، ولكنها نهضت مفزوعه عندما وجدت نسرين تدخل عليها بملامح شاحبه شحوب الاموات….
اقتربت منها وسألتها بنبره غلفها القلق : مالك يا نسرين ، وشك اصفر زي الليمونه كده ليه، في حاجه حصلت …
كانت جسد نسرين يرتجف بقوه ونظراتها معلقه علي شرفه الجناح التي تطل علي الحديقه بشكل عام والمسبح بشكل خاص!!!!!
نظراتها شاخصه للبعيد وهي تهزر راسها نفياً وكانها تنفي عن نفسها ما فعلته منذ قليل…
امسكتها دريه من ذراعيها واخذت تهذها بعنف علها تنظق وتفيق من حاله الانفصال عن الواقع التي تعيشها وسألتها بنبره غاضبه عاليه: انطقي قولي فيكي ايه ، عملتي ايه قولي ….
نظرت لها نسرين بنظرات زائغه مهزوزه وهتفت تجيبها بتأتأة: ااانااا.. اااناااا
هدرت دريه بنفاذ صبر : انتي ايه انطقي ….
ااااناااا ق قتلت غفراان …
شحب وجه دريه وصرخت بعدم تصديق: ااااايييييه!!
دلف عاصي من بوابه القصر الخارجيه بسيارته الفارهه وخلفه طاقم حراسته الخاص …
ترجل من السياره بملامح متوتره ، قلقه..!!!!!
فهو بعض دقائق قليله سيعقد اهم واصعب الاجتماعات في حياته …
اجتماعه مع غفرانه …. غفرانه التي تعشقه منذ زمن وهو كالابله يظنها مجبوره علي الزواج منه…
سخر من نفسه فهو يبدو عليه الجهل في امور العشق بجداره….
دلف الي داخل القصر وصعد الدرج مسرعاً الي جناحه لكي يفاجئها بحضوره مبكراً كما وعدها صباحاً….
وقف امام باب الجناح بقلب مرتجف ، لاول مره يشعر بكل هذا القلق والتوتر!!!
اخذ نفس عميق حبسه داخل صدره وزفره علي مهل حتي يستجمع شتات نفسه وحسم امره وتوجه اليها ..
فتح باب الجناح ودخل يبحث عنها وهو ينادي عليها: غافي …. غافي انا جيبت ….غفران !!!!؟
بحث عنها في الجناح باكمله: غرفتها ، غرفه الملابس ، المرحاض ، غرفه المعيشه …ولم يجد لها اثر …..!!!!!
نظر الي الشرفه وابتسم بمكر ، فهي دائماً ما تجلس في الشرفه مع زهورها فمؤكد انها بالداخل ولم تسمعه ..
فتحرك علي اطراف اصابعه حتي لايصدر صوتاً ويفاجئها بعودته …
دلف الي الشرفه ولكنه وجدها خاليه ايضاً..
زفر باحباط من عدم وجودها ، وقف مستنداً بيديه علي سور الشرفه ، بفكر اين يجدها …
فهو لن يدور يبحث عنها في القصر كالطفل الصغير الضائع من امه ، حتي لا يفتضح امره امام من في القصر …..
خلاص انزل تحت واسأل نعمات علي اي حاجه وبعدين اسأل عنها ،،، كده هيبان انك بتسأل عادي مش علشان حاجه معينه …
اقنع نفسه بذلك الحديث حفاظاً علي شكله ووضعه امامهم …
استدار بجسده عائداً الي الداخل ولكن لفت نظره شيئاً عائماً علي المياه في المسبح …
قطب جبيينه يدقق النظر في ذلك الشيء ولكن سرعان ما حجظت عينيه وخرجت من محجريها وكاد قلبه يتوقف من شده القلق والرعب الذي ولاول مره يشعر بهم في حياته ،عندما تأكد ان الجسد العائم علي سطح الماء هو جسده غفرانه …
صرح منادياً باسمها صرخه ايقظت من في القبور من قوتها وشده رعبه عليها: غفررررررااااااااااان!!!!!
هدرت دريه بغضب : يا نهارك اسود ، موتيها انتي اتجننتي ازاي تعملي كده ، وفين في القصر ؟!!!!
طب افرضي حد شافك ، مفكرتيش ساعتها ايه اللي هيحصلك من عاصي او من منصور؟؟؟؟
دول هيفرموكي ، هيمحوكي من علي وش الدنيا وانا معاكي …
حرام عليكي ، ضيعتي نفسك وضيعتيني معاكي ….
دارت حول نفسها تهتف بجنون: ان لازم اتصرف والحق المصيبه دي قبل ما حد يعرف …
وتحركت صوب الباب تنوي المغادره ، الا ان يد نسرين التي قبضت علي ذراعها بقوه توقفها مكانها ، وصرخت بها بملامح شيطانيه : اوقفي عندك انتي رايحه فين ….
خلاص اللي حصل حصل وانا اتأكدت ان محدش شافني وخلاص هي زمانها غرقت وهتبان انها وقعت لوحدها …
نفضت دريه ذراعها هارده بغضب : انتي اكيد اتجننتي …اوعي انا هروح الحقها ….
وقفت نسرين امامها فارده زراعيها تسد الباب بجسدها وهتفت بمكر : مالك خايفه ليه كده ، هي اول مره ولا ايه ؟؟؟
لو خرجتي من هنا ما تلوميش الا نفسك لاني مش هسكت ساعتها واقول انك انتي اللي عملتيها زي ما عملتيها زمان ولا نسيتي!!!!!
شحب وجه دريه حتي اصبح يحاكي شحوب الاموات وهتفت تسألها بتلعثم : ت تقصدي اايه بيكلامك ده !!
ابتسمت نسرين بخبث واضافت: انتي عارفه انا اقصد ايه كويس اوووي فبلاش تعمليهم عليا .. احنا فاهمين بعض كويس …
فتحت دريه فمها للتحدث ولكن صرخه عاصي باسم غفران جعلها تبتلع ما كانت تنتوي ان تقوله….
وجحظت عيناهم رعباً وفزعاً من صوته وارتجف جسدهم خوفاً وعلموا ان القادم لن يبشر بخير مطلقاً !!!!!!
……………………
يجري مهرولاً يقفظ علي الدرج بملامح مرعوبه وقبضه قويه تعتصر قلبه تنتزعه انتزاعاً من داخل ضلوعه وشعور غريب باللوحشه والخوف يسكنه ..
وبمهاره فائقه كان يقفظ داخل المياه البارده والتي لم يشعر ببرودتها من قوه فوران مشاعره!!!
وصل اليها وحملها سريعاً علي ذراعيه ينظر الي وجهها الشاحب وشفتيها الزرقاء التي تدل علي فقدانها للحياه….!!!!
خرج بها من المياه ومدد جسدها علي الارض وهو يقول بعمل اسعافات اوليه لها منادياً عليها برعب: غفران … فوقي … غفران .. لا مش هتروحي مني
مش هسمحلك تضيعي مني … فوقي يا حبيبتي علشان خاطري….
اخذ يضغط بكلتا يديه علي صدرها محاولاً انعاش قلبها….
وصلت نسرين ودريه اليه بجسد مرتجف من شده الخوف .
تجمع كل من في القصر علي صوته حتي الحرس الواقف علي باب القصر الخارجي ووقفوا يشاهدوا ما يحدث بعدم استيعاب!!!
سألته دريه بنبره قلقه: في ايه .. ايه اللي حصل ..
ولكنه لم يسمع لهم ، كل همه انقاذ روحه التي تصارع للخروج من جسده …!!!!
وضع شفتيه الغليظه علي شفتيها الزرقاء واخذ ينفخ فيها محاولاً ادخال الهواء الي رئتيها ….
صرخ فيهم بغضب : انتوا واقفين تتفرجوا عليا ، اسعاف بسرعه….
كل هذا وهو يعيد الضغط علي صدرها وشفتيها مراراً وتكراراً والدموع تغشي عينيه من شده يأسه وقله حيلته في انقاذها ..
هتف بنبره اجشه باكيه متوسلاً اياها : غافي حبيبتي علشان خاطري فوقي وارجعليلي …
كانت نسرين تتابع لهفته وخوفه عليه بقلب ممزق وادركت ان عاصي عاشق لغفران حتي ولو لم يظهر ذلك !!!!
وكأنها استجابت لتوسله ورأفت بقلبه العاشق لها ، فاخذت تسعل بقوه تخرج المياه من فمها …
اختلطت دموع عاصي مع قطرات المياه المتساقطه من رأسه وجسده وهو يرفع جسدها من علي الارض يعتصره داخل صدره مقبلاً مقدمه رأسها هاتفاً بلوعه: الحمد الله .. الحمد الله يا رب…
اخرجها من داخل صدره قليلاً مانحاً اياها فرصه للتنفس فهي لازالت تثعل بشده …
هتفت اسمه بنبره خافته مجهده: ع عااصي!!!
ضم جسدها الي جسده يعتصرها داخل احضانه : روح عاصي اللي رجعت له …
كان جسدها يرتجف بقوه واسنانها تصدر صوتاً من شده احتكاكها بيعض …
وفي لحظه كان ينهض من علي الارض وهو يحملها علي ذراعيه القويه ويضمها الي صدره بحمايه وتملك مهرولاً الي الداخل صاعداً الي جناحهم والمياه تتساقط من جسديهما …
هدر بهم بنبره افزعتهم : اطلبوا الدكتور بسرعه ، اتحركوا….
هرولوا جميعاً منفذين اوامره ولحقت به دريه وهي ترتجف من الرعب ولكنها مثلت القلق والخوف علي غفران حتي تمحي اي شبهه من عليها …، تاركه نسرين تحدق في طيفهم بملامح كريهه حاقده….!!!!
………………….
صعد الدرج قاصداً جناحهم مسرعاً وهو يحملها علي ذراعيه وهي لازالت ترتجف بين يديه ، ولج الي داخل الجناح وهمت دريه ومن خلفها نسرين التي لحقت بهم ان يدلفوا خلفهم ولكنه زجرهم هادراً بعنف: محدش يدخل!!!!
واغلق الباب بقدمه في وجههم !!!
وقفت نسرين ودريه ينظرون الي بعضهم بتوجس وقلق من رده فعله اذا علم بما فعلته نسرين !!!
دخل الي الحمام واوقفها في حوض الاستحمام وهو مازال محتفظاً بها داخل احضانه وفتح المياه الساخنه التي انهمرت عليهم بقوه ….
اخذت ترتجف بين احضانه فهي لازالت تشعر بالبروده وملابسها غارقه بالمياه البارده ….
اسندها علي الحائط وبأيدي مرتعشه اخذ يجردها من ثيابها المبتله حتي تستطيع المياه الساخنه تدفئه جسدها….
وضعت يدها علي يده تمنعه وهي تنظر له بضعف غير قادره علي النطق …
فهم ما تريد قوله دون كلام وهتف يجيبها بحنو: معلش لازم تقلعي ، هدومك غرقانه مايه والدنيا برد ، علشان جسمك يدفي لازم تقلعي الهدوم دي …
وبعدين ماتخافيش مني يا غافي .. انا جوزك !!!!!
رفعت عينها تنظر اليه بوهن ، فهو لاول مره يعترف انه زوجها بهذه السلاسه وكأنه معتاد علي ان يقولها باستمرار…
اول مره ينسبها اليه دون قيود او شروط…..!!!!
ثم تابع يضيف بسلاسه وكانه شيء عادي يحدث بينهم باستمرار: وانا كمان هعمل كده علشان هدومي مبلوله ….
كان يحاول تهدئتها وطمئنتها ولكن جملته الاخيره جعلها تترنح في وقفتها خجلاً من ما ينتوي فعله …
وفي لحظه كان يضمها داخل صدره وينزع عنها ملابسها حتي تخلص منها تماما الا من ملابسها الداخليه….
وفعل المثل له ايضاً وبقي بملابسه الداخليه فقط!!!
ابتدت تشعر بالدفيء يجتاح اوصالها ليس فقط من سخونه المياه وانما ايضاً من سخونه جسده الذي يحتويها…..
كان يعتصرها داخل صدره ، يمرر يده بحنان علي ظهرها ، فهو لاول مره يشعر بقلبه يكاد يخرج من بين ضلوعه آلماً وخوفاً من فقدانها ….
ظلوا فتره طويله تحت المياه ، هي تخفي نفسها داخل احضانه تلتمس منه الحنان والحمايه …
وهو يقربها من قلبه يريح دقاته التي آنت آلماً من شد خوفه عليها شاعراً بالراحه والامان…
اغلق المياه واحضر روب الاستحمام خاصتها والبسها اياه بعدما جفف جسدها جيداً، ووضع منشفه اخري علي شعرها ، وحملها كطفله صغيره بين يديه ، خرج بها من الحمام ووضعها علي الفراش ودثرها جيداً بالغطاء …
ثم غاب عنها لثواني معدوده جفف فيها نفسه ولف خصره بمنشفه كبيره وعاد اليها…..
فتح جهاز التكييف علي الساخن حتي يدفيء الجناح لها وعاد اليها مره اخري …..
جلس بجانبها في الفراش وجذبها الي احضانه واضعاً الغطاء الكثيف حولهم ….
همس يسألها بنبره قلقه: احسن دلوقتي ؟؟؟
اجابته بهزه خفيفه من رأسها دون ان تتحدث ، فهي لازالت تشعر بضيق في التنفس وتعاني من الاجهاد …
سألها بقلق بعدما اخرجها من احضانه ناظراً الي ملامحها الشاحبه بقلق: طب مش بتتكلمي ليه ، سمعيني صوتك عاوز اطمن عليكي …..
بللت طرف شفتيها الجافه بحركه عفويه ، جعلت جسده يتصلب بقوه يود لو يلتهم تلك الشفاه الصغيره بين شفتيه الغليظه ، فهو منذ ان كانت شبه عاريه في احضانه تحت المياه وشعوره بجسدها اللين ملتصق بجسده الصلب وهو يعاني وبشده ….!!!!
هتفت بصوت مرهق خافت: صدري بيوجعني ، ومش عارفه اتنفس و…ومش قادره اتكلم !!!!
اتنفض بفزع يضع يده علي صدرها يدلكه برفق وهو يقول بتوتر: بالراحه…. خدي نفس بالراحه ….
خدي نفس عميق وطلعيه بالراحه …
نفذت ما قاله بتعب وصدرها بدأ يؤلمها اكثر بالرغم من اخذها لنفسها بصوره افضل الا ان صدرها بدأ يؤلمها ….
رفع سماعه الهاتف يطلبهم في الاسفل ، هدر فيهم صارخاً بغضب : الدكتور فين ، كل ده ولسه موصلش ؟؟ استعجلوه بسرعه!!!!
اغلق الهاتف والتفت يحدثها بحنو وهو يملس علي شعرها بحنان: الدكتور علي وصول خلاص ، انا هقوم اجيب لك حاجه تلبسيها قبل ما يوصل ….
………………….
ولج محمد الدالي بملامح وجه غاضبه الي غرفه نوم ابنه واخذ ينادي عليه بصوت جهوري وهو يزيح الغطاء من عليه ….
قوووووم ، قوم يا بيه …
شوف اخره صياعتك ووساختك وصلتنا لحد فين ، قوووووووم ..
اعتدل مازن بجسده ونظر الي والده وهو يغمض عين ويفتح الاخري وسأله بنعاس : مالك يا بابا في ايه ، مصاحيني من النوم وعمال تزعق كده ليه ….
هدر والده بغضب: طبعاً ما انت نايم في العسل وانا عمال الم وراك من هنا لهنا ، بس خلاص ضيعنا واللي كان كان ، فلسنا وبقينا علي الحديده وكل ده ليه علشان حضرتك فارد لي عضلاتك وعاوز تلعب مع الاسد ، واهو الاسد اكلنا ورمانا للكلاب….
سأله مازن بغباء: اسد ايه وكلاب ايه ، وفلسنا ايه..
ايه اللي انت بتقوله ده ما تتكلم كلام مفهموم…
قالها وهو يتناول علبه سجائره يخرج منها واحده يشعلها عله يفيق ويفهم كلام والده الغريب ….
تحدث والده جاززاً علي اسنانه يسأله بغضب: في ايه بينك وبين عاصي الجارحي ؟؟؟
تعلقت السيجاره امام شفتيه والدخان الابيض يغشي ملامحه التي توحشت عن عيني ابيه فور ذكره لاسم غريمه….
سأل والده بنبره جامده: اشمعنا؟؟؟
هدر والده بسخط : انت هتخش لي أفيه!!
جاوبني علي سؤالي فين ايه بينك وبين عاصي الجارحي علشان يعمل معانا اللي عمله…
هب واقفاً من رقدته ووقف امام والده وسأله مضيفاً عينيه بشك ؛ عمل ايه ؟؟ ممكن تتكلم علي طول من غير الغاز….
اجابه والده بحزن وحسره : قول معملش ايه ، خلاص كل حاجه راحت ، توكيل العربيات الالماني اتلغي ومبقاش فاضل غير الديون اللي عليا للبنوك اللي مش عارف هسددها منين وازاي …
وكل ده قرصه ودن صغيره ليك علشان اللي عملته معاه واللي انا مش عارف ايه هو لحد دلوقتي …
صرخ مازن بغل وقهر : وهو مين علشان يعمل كل ده وانت ازاي تسمح له بحاجه زي كده ، اذا كان هو عاصي الجارحي فأنت محمد الدالي علي سن ورمح …
نظر له والده بغيظ من غباؤه وغروره هاتفاً بسخط: والنبي اتلهي علي خيبتك ، عاصي الجارحي ده غول حوووت كبير وبلعنا في كرشه ومحدش يقدر يقف قصاده والسوق كله معاه وفي جيبه …
وعلي فكره هو مش بيهوش والدليل اللي عمله ، وحلف لو شافك صدفه في طريقه او طريق اللي بخصه هيفرمك ….
هدر مازن بغضب وغرور: علي نفسه مش عليا ، انا بقي هعرفه مين هو مازن الدالي وازاي يلعب معاه…
نظر له والده بيأس من غرور وعجرفه ابنه التي حتماً ستؤدي بحياته وتوقعه في مشاكل هو في غني عنها ولكن عواقبها ستكون وخيمه عليه وعلي الجميع ………..
…………………………..
وقف يتابع الطبيب باهتمام وهو يضع ماسك الاوكسجين علي انفها ويعلق لها المحاليل …..
سأله بقلب لهيف : طمني يا دكتور … هتبقي كويسه.
اجابه الطبيب بتقرير: الحمد الله هي عدت مرحله الخطر، هي بس محتاجه اوكسجين علشان ننظم عمل الرئة من تاني بعد المجهود اللي عملته والميه اللي شربتها ، والمحاليل دي شويه فيتامينات ومهديء علشان تنام مرتاحه …
الحمد الله انتوا لحقتوها علي اخر لحظه ….
ثم اشار الي الممرضه التي ترافقه قائلاً: وانا هسيب الممرضه معاها تتابع المحاليل لما تخلص وتغيرها وممكن علي باليل تشيل جهاز الاوكسجين ….
سأله بقلق جلي علي ملامحه: يعني هي مش محتاجه تروح مستشفي !!!!
اجابه الطبيب نافياً: اطمن يا عاصي باشا، انا عملت لها اللازم لو كانت محتاجه مستشفي ما كنتش هتاخر …
ثم اغلق الطبيب حقيبته وهم مغادراً قائلاً بعمليه: الف حمد الله علي سلامه الهانم …:
صافحه عاصي يشكره بجمود: الله يسلمك
القي نظره عليها قبل ان يغادر الجناح وآمر الممرضه بجمود: خالي بالك منها مش عاوز عينك ترمش من عليها …..
اطمن حضرتك ده شغلي… قالتها الممرضه بعمليه.
نزل الي اسفل حيث الجميع يجلس وكأن علي رؤسهم الطير!!!!
سأله الجد بقلق : طمني يا عاصي ، الدكتور قالك ايه هتبقي كويسه ، طمني ومتخابيش عليا حاجه يا ابني..
ربط عاصي علي يد جده وهتف مطمئناً اياه: اطمن يا حج الدكتور طمني ، هي بس نايمه دلوقتي علشان لازم صدرها يرتاح بعد المجهود اللي عملته….
غمغم الجد مستغفراً: استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم … ازاي ده حصل ، ازاي وقعت في الميه ..
دي طول عمرها بتخاف من الميه ومش بتقرب ناحيتها ، انا هتجنن…
زاغت نظرات نسرين ولم تعلق بينما هتفت دريه بتوتر : تلاقيها ما اخدتش بالها واتزحلقت غصب عنها ….
هدر الجد بغضب : وانتوا كنتوا فين لما ده حصل ، ازاي قصر طويل عريض مليان خدم وناس عايشه فيه وما يخدوش بالهم منا ….
افرض لا قدر الله عاصي مكانش جيه في الوقت المناسب ولحقها ، كان زمانها دلوقتي رايحه مننا!!!!
قصف صوت عاصي الغاضب من خلفه: جدي!!!!
خلاص الحمد الله انها بخير مالوش لزوم الكلام ده..
قالها بملامح غاضبه ، ففكره ان مكروه قد يصيبها اصابت قلبه بوجع لم يشعر بمثله من قبل !!!
ثم تابع يقول بتعب : بكره لما تفوق تبقي تحكي لنا عن اللي حصل ، وانا هقوم دلوقتي اراجع كاميرات المراقبه واشوف ازاي ده حصل ….
وانت يا جدي قوم حضرتك ارتاح شويه في اوضتك الانفعال غلط عليك ، لازم تاخد ادويتك وترتاح….
شحب وجه نسرين ودريه بشده عندما سمعوا حديثه عن كاميرات المراقبه وحاولت دريه ان تلهيه عن ذلك مؤقتاً حتي تستطيع التصرف في الامر قائله بتوتر: وانت كمان يا حبيبي قوم ارتاح انت تعبت ونزلت الميه في عز البرد ، وبعدين ابقي شوف موضوع الكاميرات ده…
اجابها نافياً وهو يتوجه صوب غرفه المكتب: انا كويس الحمد الله ، عن اذنكم …
بس يا عاصي …. قالتها بتوتر وقلق ….
اجابها بحسم : أمي خلاص من فضلك….
ثم غادر وتركهم يجلسون فوق صفيح ساخن في انتظار حكم اعدامه علي نسرين…!!!!!!
زفر بغضب وهو يلقي بالحاسوب ارضاً بعدما فشل في الوصول الي اي شيء يعرفه كيف سقطت في المياه ، فكاميرات المراقبه حدودها حتي مدخل الحديقه من الداخل فقط ولا يوجد كاميرا تصور المسبح حفاظاً علي خصوصيتهم !!!!
كانت دريه تزرع غرفتها ذهاباً واياباً بتوتر فهي تشعر بالرعب من مجرد تخيلها معرفه عاصي بفعله نسرين فما بالك بالحقيقه…!!!!!
عكس نسرين التي كانت تجلس باسترخاء تتابعها بملل…
هتفت نسرين بحنق من توتر خالتها : انا مش فاهمه انتي قلقانه ليه كده؟؟؟؟
اجابتها دريه بغيظ من برودها : وانا مش عارفه انتي ازاي بارده كده ومش خايفه ولا اما تكوني عامله مصيبه.
اجابتها بلامبالاه: ما انا فعلا ما عملتش حاجه !!!
ثم تابعت تضيف بثقه بعدما ومقتها خالتها بغيظ شديد: يا انطي انتي ناسيه ان مفيش كاميرات عند البيسين وعاصي بنفسه هو اللي كان آمر بكده ، ثم انا دخلت وخرجت من مكان بعيد عن اي كاميرا ، انا عارفه اماكن الكاميرات كويس اوي….
سالتها دريه بشك: افهم من كده انك كنت قاصده ومرتبه انك تموتيها يعني محصلش بالصدفه لما اتخانقتوا وقمتي موقعاها في الميه!!!
اجابتها بلامبالاه: تقدري تقولي حاجه زي كده…!!!
نظرت لها دريه بريبه وكانها تراها لاول مره بحياتها وان كانت تظن نفسها انها تعلب مع الشيطان فنسرين الشيطان بحد ذاته …..
…………………………….
دلف الي الجناح فوجدها مستغرقه في النوم والممرضه قد ازالت ماسك الاوكسجين من علي انفها واغلقت انبوب السيروم المغذي….
سألها بقلب لهيف عليها وهو يتطلع الي وجهها الجميل الذي عادت اليه الحياه وتوردت وجنتيها مره اخري: عامله ايه دلوقتي ؟؟
اجابته وهي تتابع عملها باتقان: الحمد الله احسن نسبه الاوكسجين في الدم اتظبطت وكمان المحلول خلص وهي بتتنفس عادي دلوقتي …
الحمد الله … ثم تابع يضيف بعدما اخرج من محفظته رزمه ماليه كبيره اعطاها اياها: اتفضلي ….
وكمان السواق تحت جاهز علشان يوصلك لمكان ما انتي عاوزه ….
رفضت الممرضه بأدب واحراج: كتر خيرك يا فندم انا ما عملتش حاجه ده شغلي …
تحدث برجاء : معلش علشان خاطري اتفضلي ، دي حاجه بسيطه علشان الاولاد….
متشكره جداً جداً يا فندم … قالتها ثم غادرت الجناح باكمله……
اقترب منها وجلس ممداً جسده بجانبها علي الفراش ثم جذب رأسها ووضعها علي صدره فوق مضخته الهادره بقوه …
استنشق عبيرها الاخاذ وضم ذراعيه عليها يلصقها به بقوه يريد ان يدخلها داخل قلبه بين ضلوعه …
يريد ان يشعر بها بين يديه ، يأكد لنفسه حقيقه وجودها فهو لايزال قلبه يرتجف بزعر كلما تخيل انها من الممكن ان ترحل وتتركه !!!!
عند هذه الفكره يشعر بكيانه يهتز ، هو لن يستطيع بدونها ، لن يتخيل حياته بدونها …
هي خُلقت له ، ومن ضلعه ، هي نفسه ، هي غفرانه الذي يسعي للحصول عليه …
هي غفران قلبه العاصي !!!!!
اسند راسه علي ظهر الفراش وهي قابعه داخل حضنه وهمس بصوت منخفض: عملتي فيه ايه يا غفراني ،شقلبتي حالي وكياني للدرجه دي …
ثم طبع قبله رقيقه علي مقدمه رأسها هامساً خاليتي العاصي يلين يا غفراني ……
وصل همسه اليها وهي غافيه بين احضانه ، كانه صوت يأتي من مكان بعييييد ، ولكنه وصل اليها فظنت انها تحلم به وهو يقول لها هذا الكلام ….
فارتسمت ابتسامه رقيقه علي شفتيها وهي مغمضه العين وهمست باسمه تناجيه في احلامها قائله بخفوت: بحبك يا عاصي ……!!!!!!!!
……………………………
انتهي الفصل التاسع ……
يتبع….
رواية غفران العاصي الحلقة العاشرة
بدأت غفران تستيقظ من نومها ، فتحت عينيها واغلقتها اكثر من مره وحاولت الاعتدال ولكنها شعرت بجسدها مكبل بقوه….
حركت رأسها ونظرت بجانبها وجدت وجه عاصي مقابلاً لوجهها وهويحيطها بذراعيه واضعاً راسها علي صدره….
افترقت شفتيها بابتسامه عاشقه وهي تمعن النظر في ملامحه الوسيمه التي تعشقها ….
مررت عينيها علي كل انش في وجهه الهاديء المسترخي …
قطبت جبينها بتعجب من نومه بجانبها فهي لا تتذكر كيف ومتي غفت باحضانه ولكنها سرعان ما تذكرت ما حدث معها امس …
احمرت وجنتيها خجلاً عندما تذكرت ما فعله معها وكيف خلع عنها ملابسها وضمها باحضانه تحت قطرات المياه!!!!!
ياله من وقح !!! كيف يفعل ذلك ويري جسدها شبه عاري بل والادهي كيف لها ان تطاوعه ولكنها اقنعت نفسها انها كانت في حاله لا تسمح لها بمنعه فهي بالكاد كانت تستطيع الوقوف لولا مساعدته لها …
حاولت ازاحه يديه من عليها والتحرك بهدوء من جانبه قبل ان يشعر بها ويستيقظ ، فهي تشعر بالخجل الشديد منه ولن تستطيع النظر في وجه مره اخري!!!
شعر عاصي بحركتها ولكنه شدد من قبضته عليها اكثر واصدر همهمه معترضه علي قيامها….!!
سكنت قليلاً حتي يعود للنوم مره اخري وحاولت ان تتحرك بهدوء حذر الا انه جذبها اكثر اليه وفتح عينيه ينظر الي وجهها الرقيق هامساً بنبره متحشرجه من اثر النوم : صباح الجمال !!!!
اخفضت عينيها ارضاً فهي لا تستطيع النظر الي عينيه بعد ليله امس واجابته بنبره خجله خفيضه: صباح النور …..
مد يده يمسك طرف ذقنها يرفع وجهه اليه وسألها باهتمام وهو يتشرب حلاوه ملامحها من ذلك القرب المهلك لرجولته: عامله ايه دلوقتي ، بقتي احسن ، ولا لسه حاسه بتعب …
اجابته برقه وهي تنظر اليه بخجل : الحمد الله احسن كتير ….
طبع قبله طويله علي جبهتها هامساً بارتياح : الحمد الله ، كنت هموت من الرعب عليكي …
هتفت مسرعه بحب: بعد الشر عليك من الموت ؟ ربنا يخاليك ليا … ثم اضافت بخجل شديد عندما نظر اليها تلك النظره التي اذابتها … لينا .. يخاليك لينا….
همس بمكر وهو يمرر ابهامه علي وجنتها الحمراء الساخنه: تؤ تؤ ،قوليها تاني !!!
سألته بغباء : هي ايه دي؟؟
همس بنبره خافته مثيره : الجمله اللي صححتيها من ثواني عاوز اسمعها منك تاني …
عضت علي شفتيها خجلاً وشعرت بحراره جسدها ترتفع من همسه المثير وصمتت ولم تستطيع التفوه بحرف واحد….
اظلمت عينيه برغبه حارقه تنهش روحه وهو يراها تكاد تدمي شفتيها من كثره الضغط عليها وشعر بجسده يطالبه بضمها والتهام شفتيها بين شفتيه…
وبدون تردد كان يلبي نداء جسده والتهم شفتيها في قبله جامحه افقدته صوابه !!!
التهم كل انش في شفتيها الرقيقه يتذوق حلاوته باستمتاع ، وصوت انين خافت صدر عنها دليل علي رغبتها به ، افقده صوابه وجعله مثل المجنون يقبلها بجموح وكأن حياته متوقفه علي هذه القبله !!!!
ذابت بين يديه وتاهت في قبلته التي عصفت بكيانها فهي لاول مره تجرب شيء كهذا ….
كانت تقراء في روايتها عن احساس البطله بقبله البطل وكانت تنخيل نفسها وهو يقبلها ولكن الواقع اجمل من الخيال بكثير !!!!
استسلامها الخجول اثاره بشده واصبح غير قادر علي الابتعاد او تحجيم رغبته بها ….
نزل بقبلاته علي عنقها المرمري واخذ يقبله بجنون وكلما زاد استسلامها زاد جنونه وجموحه ….
تجرأت يديه علي جسدها واخذ يتحسسه باستمتاع فهو منذ امس وملمس جسدها اللين بين يديه ارهقه بشده وكان يطوق للمسه والشعور به كما يفعل الان!!!
لا تعرف كيف اعتلاها ولا كيف جردها من الجزء العلوي من ثوب نومها فهي كانت ذائبه بين يديه مثل قطعه الثلج…
ولكن صوت طرق علي الباب اخرجهم من غفوتهم ، باعتراض فصل عاصي قبلاته المحمومه لها ، وهتف بنبره غاضبه متحشرجه من فرط اثاره مشاعره يجيب الطارق المزعج: ايوه .. في ايه؟؟
جاؤه صوت نعمات المتوتر: اسفه يا عاصي بيه، الممرضه بتاعه الست غافي وصلت وعاوزه تطمن عليها وتديها العلاج بتاعها ….
اجابها بنفس النبره الغاضبه وهو لازال علي نفس وضعه محاصراً جسدها بجسده: طيب ، خاليها تطلع بعد عشر دقايق….
عاد بنظراته اليها فوجد وجهها يكاد ينفجر من شده الاحمرار خجلاً وتغمض عينها بقوه كالاطفال …!!
كانت شهيه ومثيره لعينيه بدرجه ارهقته ولكنه سيطر باعجوبه عاي رغبته بها وفضل مصلحتها وصحتها علي اي شيء اخر ….
قبل ارنبه انفها هامساً بمرح: انا مش عارف مين اللي باصص لي في ام الجوازه اللي مش عاوزه تكمل دي …/
ابتسمت بخجل اذابه ولم تتفوه بحرف حرجاً منه ومن وضعهم …
همس آمراً اياها: فتحي عنيكي …
نفذت امره وكأن لعينها اراده خاصه منفصله عنها فهي استجابت له بالرغم من رغبتها في عدم النظر له…
همس بنبره خافته اجشه: الممرضه هتطمن عليكي وبعدها لازم نتكلم …. احنا كان في بينا اتفاق ولا نسيتي…
هزت برأسها نفياً وهمست برقه: لا مش ناسيه…
تماااام … انا هدخل اخد شاور ، مش عاوزه تاخدي شاور انتي كمان ؟؟؟ سألها بنبره ماكره..
اجابته ببراءه: ادخل انت الاول وبعدين انا هبقي ادخل بعدك…
اقترب هامساً بحراره امام شفتيها المنتفخه من اثر هجومه الضاري : لو تحبي ممكن ناخد شاور مع بعض زي امبارح …ثم اعقب حديثه بغمزه وقحه من عينيه الجريئه جعلتها تشهق بخجل وتداري وجهه عنه هاتفه بخجل : عاصي ، بس بقي !!!
قوليها تاني كده ….قالها وقد اظلمت نظراته مره اخري….
هي ايه دي ؟؟؟؟
عاصي … قوليها تاني كده…
نظرت له بخجل وتردد وهتفت اسمه برقه وهي تتحاشي النظر الي عينيه: عاصي !!!
تأوه بخفوت ثم التهم شفتيها مره اخري يتذوق حلاوه اسمه من بين شفتيها الناعمه …..!!!!!!!
……………………………..
نزلوا الي اسفل متشابكين الايدي بعدما انتهت الممرضه من فحصها والتأكد من تمام شفاؤها …
كانوا الجميع ينتظرهم في الاسفل في جو يسوده الثلق والتوتر….
تعلقت عيني نسرين ودريه علي الدرج ما ان استمعوا لاصوات خطواتهم ، طالعتهم دريه بقلق يشوبه الحقد بينما نسرين احتدت نظراتها غلاً وكرهاً وهي تري يد عاصي تعانق يدها بحمايه وتملك ولم تخفي عليها نظراته الحنونه لها ….
نهض الجد من مقعده عندما اقتربوا منه وقتح ذراعيه لها هاتفاً بحنان: حمد الله علي سلامتك يا قلب جدك كده تخضيني عليكي ….
ضمت نفسها الي صدر جدها الواسع الذي طالما احتواها بحنانه ، وهمست برقتها المعهوده: انا كويسه الحمد الله يا جدو ، ما تخافش عليا…
قبل راسها بحنان هاتفاً بحنو: يا رب دايماً يا روح جدك….
اقتربت منها دريه وهي ترسم ابتسامه زائفه علي وجهها مدعيه القلق وهي تضمها الي صدرها: حمد الله علي سلامتك يا غافي ، قدر ولطف …
اجابتها غفران باحترام : الله يسلم حضرتك يا طنط…
اقتربت منها نسرين تدعي القلق والخوف وهي تضمها بحب زائف: حمد الله علي سلامتك يا غافي ، كده برضه تخضيني عليكي ، مش تاخدي بالك من نفسك ، ده احنا اترعبنا عليكي انا وانطي لمت شوفنا عاصي وهو بيطلعك من الميه ….
ثم قبلتها علي وجنتيها هاتفه بمكر : حمد الله علي سلامتك حبيبتي….
ارتفعت حاجبي غفران بذهول من تبدل حال نسرين معها حتي كادت حواجبها ان تلامس مقدمه شعرها من شده الاستغراب والذهول هاتفه بعدم تصديق لما يحدث امامها : نعععععم ….!!!
نظرت نسرين لها ثم لعاصي وهتفت بتوتر: ايه يا غافي مالك ، بقولك حمد الله علي السلامه..
هتفت غفران ببعض العصبيه: انتي بتقولي ايه، انتي ازاي كده…
نقل عاصي نظراته بينهم وسأل غفران بريبه: مالك يا غافي في ايه ، انتي تعبانه ….
نسرين بتحاول تطمن عليكي مش اكتر …..
هدرت فيه بغضب وقد اتلفت اعصابها من مكر ودهاء نسرين ، اشارت باصبعها نحوها وهي تنظر لعاصي بغضب : في انها كدابه !!!!
هي اللي جت اتخانفت معايا وهي اللي زقتني في الميه وهي عارفه اني مش بعرف اعوم ….
شحب وجه دريه برعب من كشف حقيقه ابنه شقيقها والتي تقف بثبات تحسد عليه امامهم …
بينما احتدت معالم وجه الجد وعاصي الذي نظر الي نسرين بغضب غير مستوعب لما تقوله غفران …
سألها بنبره غاضبه: انتي بتقولي ايه يا غفران !!!!
اكلمت بغضب : بقول الحقيقه!!!
صدح صوت الجد هاتفاً بقوه: احكيلي كل اللي حصل وخالاها تعمل معاكي كده ….
همت غفران ان تتحدث ولكن صدح صوت نسرين التي ادعت البكاء هاتفه : كده .. كده يا غفران …
اخص عليكي ، بقي بتتهميني ان انا اللي وقعتك في الميه …
بقي دي اخرتها … انا عارفه انك طول عمرك بتكرهيني لكن يوصل بيكي الكره لدرجه انك تتهميني بحاجه بشعه زي دي…
لا .. لا حرام انا مش قادره اصدق، انا عارفه اننا مش قريبين من بعض ومش بنتفق لكن مش لدرجه …
ثم اجهشت في بكاء مرير ، من يراها يتعاطف معاها ويشعر بانها مظلومه وغفران تفتري عليها….
اقتربت منها غفران تهزها بقوه من ذراعيها هاتفه بجنون: انتي كدابه ، انتي ازاي قادره تتلوني كده وتمثلي انك بريئه وانتي عارفه انتي عملتي ايه وقولتلي ايه ….
استغلت دريه حاله التخبط التي يمروا بها وهتفت تؤكد كلام ابنه شقيقها حتي تنقذها من ذلك المأزق:
ليه يا غفران يا حبيبتي تعملي كده وتقولي ان نسرين هي اللي عملت فيكي كده ، نسرين كانت قاعده معايا في اوضتي طول الوقت ومخرجناش منها الا علي صوت عاصي وهو بيجري عليكي … حرام عليكي بجد حرام ….
تلفتت غفران حولها تتطلع في نظراتهم اليها بذهول وعقلها لا يستوعب ما حدث …
وعاصي ينظر اليهم بعدم فهم غفران تتحدث بثقه ونسرين ايضاً وفي نفس الوقت عقله لايستوعب ما تقوله ، فنسرين برغم من غيرتها من غفران الواضحه الا انها غيره طبيعيه بين بنتين ولكنها لا تصل الي حد القتل ….
سألها الجد بتخبط مما يراه امامه: انتي متأكده يا بنتي من اللي بتقوليه ما يمكن بيتهيألك ؟؟؟
نظرت له بعدم تصديق هاتفه بحنق: انت كمان يا جدو مش مصدقني !!!!!
انا مش بكدب ، هي جت لي اتكلمت معايا وانا عند حوض الزرع بتاعي وقالت لي كلام سخيف واتخانقنا ولما هددتها اني هقول الكلام ده لعاصي ومشيت وسبتها زقتني في الميه ….
كلام ايه ؟؟؟؟ قالها عاصي بجمود ….
حرااااام عليكي ليه بتتبلي عليا كده ، ليييييه …!!!!
قالتها نسرين وهي تذرف دموع التماسيح من عينيها وعموماً علشان تصدقوني انا هثبت لكم مين فينا اللي بيكدب…!!!!
ثم اخرجت الهاتف من جيبها وضغطت علي بعض الازرار وقبل ان تفتح الخط ،تحدثت بنبره باكيه: انا هتصل بالspa اللي بتعامل معاه انا وانطي دريه..
امبارح انطي كان عندها جلسه مساج هنا في القصر وانا كنت موجوده معاها ساعه الجلسه …
هكلمها قدامك واثبت لكم كلامي وتقدر يا عاصي تراجع الحرس وكاميرات المراقبه وتعرف الوقت اللي البنت جت ومشيت فيه …
ثم اتصلت بفتاه المساج وفتحت مكبر الصوت واخذت تسألها وهي تجيب علي اسئلتها والتي اكدت صحه ما تقول امام نظراتهم جميعاً…
ابتسمت دريه بخبث عندما لاحظت شحوب وجه غفران وتبدل نظرات عاصي الي الغضب والشراسه ناحيتها، وبفعلتها هذه زرعت اول بذره شك في قلب عاصي نحوها !!!!!
هتفت نسرين بمكر وهي تتطلع اليهم : اظن دلوقتي انتوا عرفتوا الحقيقه كلها ، بس انا بعد اللي حصل ده لا يمكن اقعد هنا ولا ثانيه واحده بعد كده عن اذنكم …
ثم جرت مسرعه من امامهم تصعد الدرج وعلي وجهها ابتسامه انتصار واسعه….
تحدثت دريه بغضب تلومها : ارتحتي خلاص ، عملتي اللي انتي عايزاه ، وطردتي بنت اختي من بيتي ، بس يكون في علمك لو نسرين مشيت من هنا ، مش هتكون لوحدها انا همشي قبلها ….
قالتها وغادرت تلحق بأبنت اختها الشيطانه مثلها ….
وقفت غفران تنظر في اثرهم بذهول ، لا تعرف ماذا تقول فهي اصبحت الجاني بعد ان كان مجني عليها ..
نظرت الي جدها الذي جلس منكس الرأس يفكر بحزن وحيره فيما حدث …
فهو يعرف غفران مستحيل ان تكذب وتدعي شيء كهذا وفي نفس الوقت نسرين استظاعت ان تثبت برائتها يالرغم من مكرها والاعيبها ….
حولت نظراتها الي عاصي الذي نظر اليها نظره بنفور واشمئزاز مزق قلبها …وتركها ورحل خلف والدته ونسرين ولكنه هتف بتحذير قبل ان يتركها ويرحل: لو اتأكدت انك بتكدبي حسابك معايا هيكون كبير .. كبير اوي يا غفران …
ثم اولاها ظهره صاعداً الدرج ، تاركها تحدق في اثره بخذلان وقلب مجروح …….!!!!!!
نظرت الي جدها الي رفع رأسه ينظر لها بحزن وفتح لها ذراعيه في دعوه منها لاحتواءها …
لم تفكر مرتين وهي تجري تندس داخل احضانه الواسعه تبكي حزناً علي حالها وعلي قلبها الذي يتعذب بحب ذلك العاصي !!!!!!!!
………………………
تحدثت دريه الي نسرين باعجاب: يخرب عقلك عملتيها ازاي دي ، قلبتي الترابيزه عليها وطلعتيها هي اللي بتتبلي عليكي ….
هتفت نسرين بشيطنه: اومال كنتي عاوزاني اقف اتفرج عليها وهي بتخالي عاصي يطردني من القصر ، ده بُعدها ….
سألتها دريه بألحاح : اومال انتي ظبطي البنت بتاعه المساج ازاي …
قالت وهي تهز كتفيها بلامبالاه: الفلوس ، كله بالفلوس …رميت لها قرشين وحفظتها تقول ايه لما اتصل بيها مش حاجه يعيني لما تقول اني كنت حاضره معاكي جلسه المساج ….
ثم تحركت وجلبت حقيبه السفر الخاصه بها ووضعتها علي الفراش وهي تقوم بلملمه بعض من ملابسها …
تسألت دريه بدهشه : انتي بتعملي ايه ، انتي بجد هتسيبي القصر وتمشي…
نظرت لها نسرين هاتفه بمكر: طبعاً لازم اكمل التمثيليه للاخر علشان يصدقوا اني مجروحه من اللي عملته غفران فيا …..
هتفت دريه بتعجب من افعالها : ده انتي شيطانه …
سخرت نسرين قائله: تربيتك يا انطي!!!!!
دلف عاصي الي غرفه المكتب واخذ يراجع كاميرات المراقبه ، وتأكد من صحه كلام نسرين بحضور فتاه المساج الي القصر ومكوثها ما يقرب من الساعتين ورحيلها قبل وصوله بدقائق قليله….
ضرب علي سطح المكتب بيديه بقوه زافراً بغضب ، فغفران تكذب عليهم !!!!
وتسأل كيف تصل بها الامور الي حد الافتراء علي نسرين بشيء كهذا ؟؟؟؟
هل تغيرت غفران واصبحت واحده اخري تجيد الكذب والتلاعب ورقتها ما هي الا وجهه خارجيه تخفي خلفها شخصيه بشعه ؟؟؟؟؟
مستحييييييل !!!! قالها بغضب فهو ابداً لن يصدق انها هكذا…….
………………………
دلف عاصي الي غرفه نسرين بعدما طرق علي الباب واذنت له بالدخول ……
نقل نظراته بينهم وبين الحقيبه التي تضع بها ملابسها متسائلاً باستغراب: ايه اللي انت بتعمليه ده يا نسرين ؟؟؟
اجابته بنبره باكيه: زي ما انت شايف انا خلاص ماليش مكان بينكم بعد اللي حصل من غفران …
هتف بنبره حاسمه: بطلي هبل ورجعي حاجتك مكانها ثم تابع يضيف بغضب مكبوت: انا خلاص اتأكدت من صدق كلامك وهيبقي ليا كلام تاني مع غفران ….
تحدثت وهي تكمل وضع ملابسها في الحقيبه: من فضلك يا عاصي … الموضوع منتهي بالنسبه لي وبعدين انا مش عاوزه اكون السبب في مشكله بينك وبين مراتك ، انا همشي واريحكم مني خالص….
استغلت دريه الوضع وزادته اشتعالاً قائله: اسمعي كلام عاصي يا نيسو ولو فضلتي مصممه علي رأيك همشي معاكي انا كمان رجلي علي رجلك ، ما انا مش هسيب بنت اختي تعيش لوحدها….
هدر عاصي بغضب فاقداً السيطره علي اعصابه: بس مفيش حد هيمشي من هنا، وانتي يا امي من فضلك انا مش ناقص ضغط علي اعصابي اكتر من كده ….
لانت نبره دريه وهتفت تبث سمها داخل اذن ابنها: يا حبيبي انا مش بضغط عليك ولا حاجه ، بس اصل انت معزور ما انت كنت غايب بقالك خمس سنين متعرفش حاجه ، حاجات كتير اتغيرت وانت ما تعرفهاش…
قطب جبينه يسألها بشك: حاجات ايه اللي اتغيرت وانا معرفهاش؟؟؟
هتفت نسرين بمكر هي الاخري تجاري خالتها في حديثها الكاذب: خلاص يا انطي ، مالوش لزوم تفتحي في اللي فات….
هدر فيهم بعصبيه شديده: في ايه ما تتكلموا علي طول بدل الالغاز اللي عمالين تقولوها دي!!!!
تحدث دريه كاذبه: اقولك ايه بس يا عاصي …
اصل دي مش اول مره تعملها وتتبلي فيها علي حد ، ده علي طول عامله مشاكل مع نسرين ومش طايقه وجودها في القصر وياما عملت لها مشاكل مع اصحابها وتقول عليها كلام محصلش …
حتي …. حتي !!!!
كملي يا امي ارجوكي انا علي اخري….قالها بغضب شديد…
تابعت تضيف بخبث : حتي لما عرفت ان نسرين معجبه بواحد وبتحبه وهو كمان معجب بيها ، لفت عليه لحد ما اخدته منها وخالته يحبها وفي الاخر سابته علشان تتجوزك ….
ونسرين ساعتها انهارت وكانت حالتها وحشه اوي وانا لما اتكلمت معاها مهماش وزعقت معايا…
كانت تتابع تبدل ملامحه الغاضبه بنشوه انتصار ، وتابعت تبث سمها ساكبه الزيت علي النار قائله بمكر : اظن انت شوفت الولد ده ، ما هو ده الولد اللي انت اتخانقت معاه يوم رأس السنه… مازن الدالي…..
تحولت ملامحه الي ملامح شرسه مظلمه ارتعدت منها نسرين ودريه خوفاً….
برزت عروق عنقه من شده الغضب وضغط علي فبضته بقوه حتي ابيضت مفاصله هاتفاً من بين اسنانه بغضب: مازن الدالي ….!!!!
ثم غادر الغرفه كالاعصار بغضب جحيمي متوعداً لها وله ……
………………………
صعد الي جناحهم وشياطين الارض تلاحقه ، يفكر فيما حدث وفيما سمعه وعقله يكاد يجن ؟؟؟
دلف الي الداخل عازماً علي الحديث معها ولكنه تسمر مكانه عندما وجدها تقف امام الشرفه من الداخل تنظر الي حبات المياه المتساقطه علي زجاج الشرفه وهي تبكي بصمت !!!!!
قبضه قويه اعتصرت قلبه من منظرها الباكي …
نظر اليها بحزن وغضب من نفسه فهو سبب من اسباب بكاؤها ان لم يكن السبب الاساسي…
يريد ان يذهب اليها ويضمها الي صدره ويمحو تلك اللآليء المتساقطه علي وجنتيها الحمراء ولكن هناك ما يمنعه، يشعر انه مكبلاً ومقيداً غير قادراً علي الحراك!!!!
هناك صراع بين عقله وقلبه….
قلبه يآمره بالذهاب اليها ، وعقله يمنعه وبشده!!!!
اطلق سبه نابيه بخفوت لاعناً نفسه وعقله وقلبه وكل ما حوله وغادر الجناح بخطوات عاصفه بل والقصر بأكمله!!!!!!
انتفضت غفران في وقفتها علي صوت غلق الباب ، تلفتت حولها تبحث عنه بعينيها ولكنها لم تجد له اثر فقط بقايا رائحه عطره العالقه في الجو !!!
جلست علي الفراش خلفها تبكي بقهر ، فتأكدت انه لم يصدقها وصدق كذبه نسرين !!!
حدثت نفسها ببكاء: وانتي كنتي فاكره انه هيصدقك بعد اللي سمعه، ولا علشان اللي حصل بينكم افتكرتي انه بيحبك بجد …
ابتلعت غصه تسد حلقها عندما تذكرت قبلاته لها في الصباح ونظره الرغبه في عينيه ولكنها سخرت من نفسها عندما ادركت ان ما حرك شعوره نحوها هي الرغبه فقط ليس اكثر من ذلك!!!!
وعلي هذا ارتمت علي الفراش خلفها وانخرطت في بكاء مرير وهي تضرب علي قلبها بقبضتها الصغيره قائله: كفايه بقي .. بطل تحبه وانت ما شوفتش منه غير الالم والجرح وبس !!!!!!
وظلت علي نفس وضعها حتي غلبها النعاس!!!!!
قضي عاصي باقي اليوم غارقاً في عمله داخل الشركه، محاولاً الهاء نفسه عن التفكير فيما حدث..
اغلق حاسوبه الشخصي واراح ظهره الي الخلف مغمض العين ، فقر انهك نفسه في العمل بشكل كبير اليوم …
مر طيفها وهي تبكي امام عينيه وشعر بنفس شعور الغضب والعجز الذي يمقته….
اخذ يفكر ويفكر ويقلب الموضوع من كافه جوانبه …
من الصادق ومن الكاذب لا يعرف ؟؟؟
نسرين وعلاقاتها بمازن !!!!!!
هل كانت علي اتصال به لانها تحبه فعلاً ؟؟ هذا هو التفسير الوحيد لسبب وجود رقمها ضمن سجل مكالماته؟؟؟
بينما رقم غفران لم يكن من ضمن المكالمات؟؟؟
ومقابلته مع غفران؟؟؟ هل كانت صدفه امرعلم بأمرها من نسرين؟؟؟؟
وحديث غفران عنه ؟؟؟؟ هل تعشقه فعلاً ام انها تقول ذلك حتي يبتعد عن طريقها ؟؟
ولكنها كانت تقولها بصدق حتي وصل صدي صدقها مباشراً الي قلبه؟؟؟؟
هل فعلاً تغيرت واصبحت مخادعه وهذا الوجه البريء مجرد ستار يخفي خلفه انسانه مخادعه ومتلاعبه؟؟؟
ووالدته!!!! يعلم تمام العلم انها لا تحب غفران ولكن من المستحيل ان تفتري عليها وتدعي كذباً بشيء لم يحدث؟؟؟
جذب خصلات شعره بقوه يكاد يقتلعه من جذوره زائراً بغضب وهو يطيح بكل شيء امامه ،عقله يكاد يجن من كثره التفكير ؟؟؟
كل آمر يحمل الشيء ونقيضه !!!!
ولكنه حسم آمره سيتحدث معها ويعلم منها كل شيء عن حقيقه مشاعرها نحوه، عن مازن، عن نسرين كل شيء كل شيء….
لملم اشياؤه وتحرك مغادراً الي القصر وهو عازماً علي وضع الامور في نصابها !!!!!
بعد قليل وصل عاصي الي القصر الذي كان يغرق في الظلام ، نظر في ساعه معصمه وجد ان الوقت قد اعدي منتصف الليل بقليل ، فهو لم يشعر بالوقت وهو غازق في تنفكيره طوال اليوم….
صعد الدرج ودلف الي الجناح ، فوجده غارق في الظلام الا من ضوء بسيط قادم من ناحيه غرفتها ….
تقدم الي الداخل بخطوات بطيئه حاي وقف امام الباب ووجدها تجلس علي الفراش متدثرع بالغطاء وتتصفح هاتفها بصمت…..
شعرت غفران بوجوده من رائحه عطره التي تسبقه دائماً ، رفعت نظراتها اليه ملقيه عليه نظره عابره قم عادت الي ما كانت تفعله ده ان تعطي له اهميه…!!!
صدح صوته الاجش منادياً عليها:غفران !!!
ارتجف قلبها داخل صدرها عندما سمعت اسمها من بين شفتيه فهو ينطقه بطريقه خاصه غير اي احد ، ولكنها اجابته وهي علي نفس وضعها دون ان تنظر له هاتفه باقتضاب : نعم ….
عاوز اتكلم معاكي شويه !!! قالها بجمود….
زمت غفران شفتيها بغضب من طريقته ورفعت نظراتها اليه ، عاقده يديها تحت صدرها ، هاتفه بسخريه: تتكلم معايا في ايه ؟؟؟
اظن انت قلت اللي انت عاوزه قبل ما تسبني وتمشي الصبح….
ثم صمتت قليلاً وهتفت كانها تذكرت شيئاً هاماً: اااااه اكيد بقي اتأكدت من الحقيقه وعرفت ان انا بكذب وبفتري علي نسرين وظلمتها ومش بعيد كمان تكون جاي تقولي اروح اعتذر لها عن اللي عملته معاها…
احتدت نظرات عاصي واستشرست ملامحه من استهزائها به وطريقه حديثها التي لا تروق له ، وهتف بنبره خطره: اتعدلي وانتي بتتكلمي معايا …
وبعدين فعلا انا اتاكدت ان نسرين مش كدابه وعرفت ان البنت كانت موجوده ، يعني نسرين مش كدابه…
غلت الدماء في عروقها من مدافعته عن تلك الكاذبه المتلاعبه ولكنها كتمت غيظها وظلت تحادثه ببرود: والله برافو عليك انك اتأكدت من كلامها ، فعلاً فعلاً برافو…
تستتفزه، وتثير اعصابه بطريقتها البارده تلك ، ماذا حدث لها في عمرها لم تتحدث معه بتلك الطريقه ابداً، هتف بعصبيه شديده : لاخر مره بقولك اتعدلي وانتي بتكلميني ، طريقتك المستفزه دي تبطليها معايا علشان انا مش هضمن رد فعلي بعد كده….
خافت من نبرته العاليه ولكنها آبت ان تبين له خوفها وهتفت ببرود اكبر: ولا استفزك ولا تستفزني ..
انت قلت اللي عندك الصبح ودلوقتي وانا فهمت الرساله كويس اووووي…
يبقي كده تمام ، كل واحد براحته يعمل اللي يعمله …
هوي قلبه بين قدميه وسألها بريبه: قصدك ايه..
اجابته بلامبالاه: قصدي واضح ، كل واحد براحته يعمل اللي يعمله ….
تحدث من بين اسنانه مستنكراً حديثها الذي يثير جنونه: يعني ايه ان شاء الله ، انتي ناسيه يا هانم اني جوزك!!!!
مؤقتاً …. جوزي مؤقتاً… قالتها بقوه ودون تردد.
لاحظت تبدل ملامحه من الغضب الي الحزن ولكنها ارادت ايلامه اكثر فهي قد اكتفت من طريقته وتقلبه المستمر وهتفت بجمود: اظن ان انت اللي قلت ده وحددته من اول يوم جواز…
فياريت ما تنساش ده ونتعامل مع بعض علي هذا الاساس ..
ومش مسموح لك انك تتجاوز حدودك معايا زي ما عملت امبارح او الصبح …
ومن هنا لحد ما نتطلق يا ريت اللي حصل ده ما يحصلش تاني …
ومن فضلك يا ريت تقفل الباب وانت خارج علشان عاوزه انام وبعد كده وانت داخل الجناح يا ريت تخبط علشان انت مش عايش فيه لوحدك ، في واحده غريبه عنك عايشه معاك …
تصبح علي خير ….!!!!!
قالتها وهي تتدثر جيداً بالغطاء تخفي رأسها تحته ، خوفاً منه ، فهي لا تعرف من اين واتتها الجرئه للتحدث معه بتلك الطريقه …
كما ان ملامح وجهه الغاضبه بشراسه اكدت لها انه لو طالها سيفتك بها ولن يدعها الا وروحها مغادره جسدها….
اما عاصي فكانت ملامح وجهه لا تفسر!!!
يقف غاصباً ، حانقاً ، مذهولاً منها !!!!
هل هذه الصغيره التي بالكاد تصل الي منتصف صدره تتشرط عليه وتعطيه اوامر وهو الذي عاش عمره كله لا يُفرض عليه رأي ، تأتي تلك الصغيره علي اخر الزمان وتملي شروطها عليه !!!!
وماذا قالت ايضاً ، هل تريد ان تتركه وترحل بعدما تعلق قلبه بها ؟؟؟
جنت ، مؤكد لقد جنت ، فيبدو ان الماء الذي سقطت فيه قد آثر علي عقلها وجعلها تهذي بكلام غريب ..
ولكنه سوف يعيده الي مكان عليه ، فيبدو حقاً ان صغيرته تحتاج الي اعاده تربيه وهو سيكون اكتر من مرحب وهو يعيد تربيتها وترويضها علي يديه من جديد!!!!
دلف الي المرحاض لاخذ حمام دافيء يريح به جسده وعقله الذي ارهقه من كثره التفكير …
خرج بعد مده من الحمام مرتدياً بنظال للنوم عاري الصدر ، فهو بالرغم من بروده الجو الا ان حراره جسده عاليه من فرط العصبيه.، والمكيف في الجناح يعمل علي تدفئه الجو وهذا يشعره بالسخونه ايضاً.
كاد ان يتحرك الي غرفه المعيشه لكي ينام علي الاريكه مثل كل يوم ،ولكن تحديها له وكلماتها المستفزه اثارت اعصابه اكثر واكثر …
وبدون سابق انذار ، كان يرتمي بجسده علي الجانب الاخر من الفراش مستعداً للنوم….
انتفضت غفران من نومها عندما شعرت بجسده يشاركها فراشها ، فهي بالاصل لم تستطع النوم ولكنها كانت تتصنعه حتي لا تتهرب منه …
ادارت راسها ونظرت اليه وهو نائماً بجانبها مغمض العين واضعاً يده تحت رأسه وهتفت بحنق : انت ايه اللي جايبك هنا ، من فضل قوم نام مكانك….!!!
عاصي .: لا رد …
هتفت بغيظ من صمته: انا بكلمك علي فكره رد عليا..
وبعدين عيب كده علي فكره ، ما ينفعش تنام جانبي..
شهقت مزعوره عندها فاجئها بحركته المباغته، كان يعتليها مشرفاً عليها بصدره الضخم العاري محاصراً جسدها اللين تحته، قابضاً علي ذراعيها فوق رأسها بيد واحده…
هتف بشراسه وهو يتطلع الي عينيها المزعوره : اقسم بالله العظيم لو ما خرستي وحطيتي لسانك جوه بؤكك ، لا هسكتك بطريقتي …
انا علي اخري وتعبان وعاوز انام ، ويكون في علمك من هنا ورايح انا هنام علي السرير هنا ومش هنام علي الكنبه دي تاني وانتي كمان هتتخمدي هنا جنبي ….جنب جوزك اظن واضح …
كانت تنظر له بهلع فهي قطه امام ليث مفترس غاضب ، ولكنها هتفت تدعي القوه: مش هيحصل …
انا مش هنام جنبك مهما حصل …
واخذت تتحرك اسفله تقاومه حتي تفلت من قبضته القويه…
ولكنها لا تعلم ما تفعله تلك الصغيره بحركتها تلك …
شعر بتصلب جسده من اثر حركتها ، واظلمت عينه برغبه فهو لايزال طعم شفتيها عالق في شفتيه منذ الصباح ، تذكر استسلامها له وتجاوبها الخجل معه
واحساسه بلمس جسدها تحت يديه…
هتف بنبره مبحوحه من فرط الاثاره امام شفتيها وهو يوزع نظراته بين عينيها وشفتيها الورديه التي ترتجف باغواء تدعوه لالتهامها: ومالك خايفه كده ليه، خايفه اني اقرب لك ،ولا خايفه من نفسك وتجاوبك معايا !!!
ثم اضاف ساخراً : علي فكره انا اللي ماليش مزاج اقرب ،ثم اقترب منها حد الخطر ضاغطاً علي كل حرف ينطق به كتأكيد علي صدق حديثه: لكن لو عاوز اقرب لك لا انتي ولا اي مخلوق علي وش الارض يقدر يمنعني اني اقرب منك .. مفهوم!!!
عضت علي شفتيها خجلاً من حالها فهو يذكرها باستسلامها المخذي له صباحاً…
زاغت نظراتها واحمرت وجنتيها واخذت تعض علي شفتيها بقوه حتي كادت ان تدميها ….
فهو لا يلعب معها بعدل ابداً ، قربه منها بهذا الشكل يسحق قوتها التي تدعيها …
فل يرأف بحالها فهي امرآه عاشقه له وكل ما فيه يجذبها وبشده !!!!
مغريه ، ومهلكه له ولرجولته ، كل ما بها يغريه ، يريدها والآن ، يريد ان يسحق جسدها البض الذي لعب علي اوتار رجولته واثارها بشده ..
ولكنه سيقاومها ، لن يدعها تنتصر عليه وتشعره انه من فرض نفسه عليها …
سيأخذها وهي محبه ، عاشقه والاهم راغبه !!!!
نظر لها مطولاً ثم خفف من ضغط قبضته علي يدها واعتدل من عليها ، نائماً علي ظهره بجانبها بعدما تستطاع التحكم في جسده والسيطره علي رغبته بها بقوه جباره هاتفاً بغضب وهو يتنفس بقوه : نامي يا غفران ومش عاوز اسمع نفسك خالي الليله دي تعدي علي خير ….
اومأت براسها دون صوت واولته ظهرها واندست تحت الغطاء تخفي نفسه اسفله وكل انش في جسدها يرتجف رهبه واثاره من ما حدث…..
في الصباح ، خرج عاصي من غرفه الملابس بعدما انتهي من ارتداء بدلته …
وجد غفران تقف تصفف خصلاتها السوداء وهي ترتدي ملابسها استعداداً
نظرت نسرين ودريه الي بعضهم بعدم فهم ، بينما الجد يتابع الكل بنظرات مبهمه…
تحدثت غفران ببرود : لا روح انت انا هاجي مع جدو في العربيه لحد ما استلم عربيتي…
تحدث من بين اسنانه: قلت يالا هتروحي معايا وهترجعي معايا….
كادت ان تعترض الا ان صوت الجد الحاسم اخرسها: غفران اسمعي كلام جوزك وقومي معاه….!!
نهضت علي مضدد تنفذ أوامر جدها وتتجنب النظر اليه ، فهي تشعر بطاقه الغضب المشعه من جسده المشدود جانبها …..
وقبل ان تتحرك مغادره برفقته ، دلف اليهم من جعل ملامحها تنشق بابتسامه سعيده واسعه عندما رأته…
هتفت بعدم تصديق وهي تتقدم منه ترتمي داخل احضانه بسعاده غافله عن البركان الثائر الذي يقف خلفها والذي سينفجر في وجهها ووجه ذلك السمج …
هتفت غفران بفرحه حقيقيه: وحشتني … وحشتني اوي يا آدم …..!!!!
يتبع….
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااا
تعليقات
إرسال تعليق