القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وكر الافاعى الفصل الخامس والثلاثون والسادس والثلاثون بقلم امانى جلال حصريه

التنقل السريع


    رواية وكر الافاعى الفصل الخامس والثلاثون والسادس والثلاثون بقلم امانى جلال حصريه












     


    رواية وكر الافاعى الفصل الخامس والثلاثون والسادس والثلاثون بقلم امانى جلال حصريه


    35/36

    بالمخزن كان يجلس على الأرض وهو يحتضنها بين ذراعيه ويهز نفسه.... تارة يمنى وتارة يسرى و يأن بصوت يحرق القلوب بعدما دفن وجهه بشعرها ليقول من بين أسنانه بغصة بكاء


    غلاااااتتتتيييييي


    شدد من احتضانها ولم ينظر حتى نحو أخوته الذي دخلوا عليه بسرعة وخلفهم حودة لينصدموا بمنظرهما هذا فهما ملطخين بالدماء ، ثانية واحدة تجمدوا بمكانهم إلا أن شاهين تحرك نحوه بلهفه وهو يقول


    - يحيى ... خليني أشوفها .... يحيى !!!! قال الأخيرة بحدة ما إن وجد الآخر لا يرضى أن يتركها أبداً بل حدث العكس معه وجده يتمسك بها أكثر


    نظر شاهين الى ياسين الذي كان ينظر لهم بوجع ليصرخ به بنفعال أنت واقف عندك بتهبب ايه تعال امسكه خلينا نشوف البنت مالها


    اقترب ياسين منه وقبل أن يلمسه صرخ به ما تقربش مش هديها لكم ... دي غلاتي أنا


    شاهين بحدة أقوى من ذي قبل - يحيى !!!!!!!! بلاش جنانك ده خلينا نسعفها


    بس هي ماتت


    خليني أتأكد .... قالها وهو يمد يده على طرف عنقها اي خلف الأذن بقليل وما إن أستشعره حتى قال بلهفه بعدما لانت ملامحه قليلا واستبشر.....لا ماماتتش لسه فيها نبض .... هاتهااا


    احتضنها باحتواء وسحبها لنفسه أكثر بتمنع وهو يقول برفض قاطع لااااا .... محدش هيلمسها


    تنهد ياسين وقال طب شيلها أنت لما مش راضي نيجي جنبها


    رفع رأسه له ثم عاد بنظره عليها واخذ يبعد شعرها عن وجهها الشاحب كالأموات حرفياً وهو يقول بهذيان واضح


    أشيلها ليه هي بحضني مرتاحة خليني أدفنها عندي أنا.... بلاش تخلوها تحت التراب دي لسه صغيرة ع القبر أكيد هتخاف لوحدها هناك ظلمة.... ولا اقولكم ادفنونا مع بعض أنام معاها هناك واخدها بحضني كدة


    أمتلأت عيني شاهين بدموع القهر على حالة أخيه الروحي هذا ... إلا أنه قطب حاجبه وقال بحدة ما إن أنهى كلامه هذا


    تدفن ااااايه بس هي لسه عايشة


    أعاد رأسها ودفنها بعنقه وهو يقول بخفوت وعيون ضائعه من الدموع لا ماتت دي دبحت نفسها قصادي


    أنت الكلام ما فيش فايدة معاك أوعى كدة مافيش وقت....... قالها ياسين وهو يكتفه ليحمل شاهين غالية بلمح البصر وركض بها للخارج بعدما صرخ ب حودة ليأتي لهم بإحدى السيارات


    أما يحيى ما إن وقف حتى التفت وأخذ ينظر للمكان الذي خرج من شاهين...... كان كالتمثال جامد مما جعل ياسين يحركه مرة واثنان وهو ينادي عليه وما إن وجده ليس هناك أي رد


    >حتى رفع كف يده للأعلى ونزل بها بكل قوته على فكه ثم مسکه من تلابيبه وأخذ يهزه بعصبية وهو يقول


    فووووق يا يحيى فووووق ... غالية عايشة .... غلاتك عايشة .... يالا بينا نلحق الهجين عشان ما نتأخرش


    ختم كلامه وهو يدفعه لدرج الصعود للأعلى للخروج من هذا المخزن الأرضي الذي أشبه ما يكون للسرداب


    وما إن خرج حتى وجد شاهين يريد ان يدخلها بالمقعد الخلفي للسيارة إلا أنه ركض نحوه وجلس هو وأخذها منه ليعيدها مرة أخرى لصدره لعل هذا يطفئ نيران فؤاده التي اندلعت على حالة معشوقته هذه


    أغلق شاهين عليهم الباب ثم أشار ل ياسين برأسه لكي يصعد هو الآخر وما إن نفذ بسرعة حتى انطلقوا الى أقرب مستشفى ومن خلفهم إحدي سيارات الحرس الذي يقودها حودة


    كان شاهين كلما نظر للمرآة ويرى حالة أخيه على زوجته وهو يهمس لها بأذنها ويبكي بصمت حتى كان يزيد السرعة اضعاف وهو يعتصر الدركسيون بأنامله بقوة


    بعد مدة زمنية وحرب أعصاب مشدودة مرت على الأخوة اللداغ .... وصلوا أخيراً الى قسم الطوارئ بإحدى المستشفيات الاستثمارية


    كانوا يعتقدون بأن يحيى سيبقى ساكنا بمكانه إلا أنهم تفاجئو به ينزل بسرعة وهو يحملها وركض للداخل وهو يقول بشبه جنون وكأنه استوعب الآن حالتها


    ااااانتم فين ساعدوني ... روحي هتروح مني


    >أتى طاقم طبي كامل من الممرضين مع طبيبة واحدة صغيرة بالعمر ... ركضوا نحوهم ولبوا ندائهم بسرعة وأخذوها منه على سرير متحرك خاص للاسعاف وتوجهو بها نحو غرفة الكشف الحالات السريعة


    ولما لا يفعلون هذا كله وهم وجدوا كل هذا الحرس معهم فهم بالتأكيد من الناس الراقية وهذا المستشفى معدة من أحسن الأجهزة والأدوات فهي مخصصه للطبقة المخملية


    جلس يحيى بملابسه الملطخة بدماء محبوبته على أحد المقاعد و وضع رأسه بين يده وأخذ يفرك فروة شعره كالمجنون ، لااااا يعرف ماذا يفعل أو بمعنى أصح يريد أن يستوعب كل ما جرى يقسم بأن عقله ينهار ليرفع رأسه نحو حودة الذي كان يقف على طرف وقال بأعصاب ترجف


    عايز سجاير


    بس يا باشا ممنوع تشرب هنا


    بقولك عايز سجاير


    اديلوا زفت .... ما إن قالها شاهين حتى تنهد حودة بقلة حيلة وذهب وأحضر له من الحرس علبة مع ولاعة ليسحبها منه الآخر وأخرج منها واحدة بيد ترجف وما إن أشعلها حتى أتت ممرضة لتمنعه من ذلك فهذا ممنوع


    إلا أن نظرة من ياسين جعلتها تعود أدراجها بخوف فهم يشبهون عصابة الرداء الأسود التي كانت تتابعها وهي طفلة


    ياسين ل شاهين - احنا لازم نديله حاجة تنيمه عشان يرتاح


    >بالله عليك بلاش تخليني أطلع جناني عليك هو ايه اللي ودانه بداهيه غير أفكارك العبقرية


    ايوة بس كدة هيتجنن مننا


    لا .... طول ماهي عايشه تمام لو ماتت... فعلاً هتطير الحبة الصغيرة اللي باقية من عقله وقتها أبقى أديله اللي أنت عاوزه


    نظر ياسين لأخيه الآخر وقال ده طلع بيحبها فوق ما تخيلت


    سحب شاهين نفس بروح مجروحه ثم قال وهو إيه اللي وجعنا وكسر ظهرنا بجد غير الحب


    ياسين بفضول أنت طلقت سيلين ليه كنت تقدر توديها لأهلها وبس


    مش وقت كلامك ده خالص خلينا بالمصيبه اللي احنا فيها ... ما إن قالها شاهين بقهر حتى نطق الآخر بفزع عندما لمح ذلك المجنون يوجه رأس السجارة المشتعله نحو كفه ويطفئها بقوة


    - يحيى أنت بتعمل ايه


    اقترب منه وجلس أمامه هو وشاهين وما إن سحب كف يده حتى رأى اثار ثلاث سيجارات منطفئة براحته على شكل مثلث ..... لينظر لهم يحيى بهدوء غريب وهو يأشر على أول واحدة منهم ويقول بخفوت


    الحرق ده لأني دخلتها حياتي ... ثم انتقل للأثر الثاني مأكمل


    >وأكمل ... دي بقى عشان كل اللي حصلها ده بسببي أنا ... ودي لانها دبحت روحها من قرفها مني


    يحيى .... ما إن قالها شاهين حتى التفت يحيى نحو باب الطوارئ الذي اختفت خلفه غلا روحه ليقول بصوت منخفض جدا وكأنه يهمس لنفسه


    ليه تأخروا جوا .... هي ماتت صح ... لو ماتت أنا اللي عايز أغسلها بيدي والا....


    قطع كلامه ما إن مسك شاهين وجهه بين يديه وأجبره للنظر له داخل حدقتيه وقال بحدة لعل الآخر يستوعب ما يقول


    يحيى ..... اسمعني .... مراتك عايشة


    كاد أن يرد عليه إلا أنه نهض بلهفة ما إن وجد أحد الدكاترة تخرج من الغرفة التي احتجزت بها غلاته ليسئلها بسرعة وبنبرة عالية فهو وشك الانهيار


    ماااااتت صح ... أنا قولت أنها ماتت محدش صدقني دي دبحت نفسهااااا


    لتقول الطبيبة بهدوء هدي أعصابك يا أستاذ و وطي صوتك مش كدة أنت بمستشفى وفي عيانين.... نراعي حالتهم


    على العموم اطمن مراتك هي لسه عايشة ما ماتتش الجرح آااه عميق شوية بس ما وصلش للأوردة


    احنا نقلنالها دم و عالجنا الجرح والكدمات اللي بجسمها والحمد لله قدرنا نسعفها هي والبيبي يعني تقدروا تطمنوا


    >هدووووووء عم المكان حتى يحيى فاق لنفسه ولتصرفاته وكأنه أخذ نسبة كبيرة من الكافيين ليقترب بخطوة نحو تلك الطبيبة الصغيرة المتفاجئة من ردة فعلهم هذا وما زاد اندهاشها هو عندما قال لها


    قولتي ايه


    الطبيبة بستغراب - اسعفناها الحمد لله


    ليقول يحيى بعدم استيعاب - سمعت كلمة بيبي


    الطبيبة بابتسامة واسعة ايه ده... أنت متعرفش أنها حامل بالشهر الأول ودي أصلا يعتبر معجزة أنه فضل بعد حالتها دي


    نظر لها لبرهة دون كلام ثم قال عايز اشوفها


    ردت عليه بعملية واستعلاء بعض الشئ في الوقت الحالي ممنوع لسه تعبانة وأنا لازم أروح أقدم تقريري عن حالتها فورا للمدير عشان يتقدم بلاغ


    ياسين باستفسار - بلاغ ليه ؟


    استدارت له وأخذت تشرح له بجدية الوضع غير منتبها لتلك النظرات التي أخذت تأكلها من حودة


    لازم أعمل تقرير طبي وأثبت بأن المريضة تم الاعتداء عليها بالضرب ومدبوحه وبكده هيتم التبليغ دي القوانين عن إذنكم


    انهت كلامها وذهبت بثقة إلى غرفتها لينظر شاهين نحو حودة بغموض ليحرك له الآخر رأسه فهو فهم ما يريد أن يفعل .... ذهب


    <يمشي خلف تلك الطبيبة بهدوء


    ليجدها تسلك ممر هادئ وهي تتئفئف بين الحينه والأخرى من تعبها وما إن وصلت الى غرفة مكتبها وفتحتها ودخلت حتى شهقت عندما وجدت من يسحبها من عضدها ويدفعها على الباب بعدما دخل خلفها و أغلقه


    فتحت الطبيبة عينيها بصدمة وعدم فهم فهذا كله حدث بلمحالبصر


    أخذت تنظر لذلك الذي تجرأ وفعل بها هذا لتجده شاب على ما يبدو بأنه بنهاية العشرينات ضخم فهو جسده ضعف حجمها مرتين ، لفت نظرها اسمرار بشرته وملامحه الحاده المخيفة التي جعلتها ترمش بجفونها خوفاً منه ... فهو حقا مخيف وبشع ... إلا أنها نظرت له بقوة كاذبة و تحلت بالشجاعة المزيفة للحفاظ على كبريائها


    وما إن كادت ان تفتح فمها لتصرخ به على تصرفه الجرئ هذا ولكنها فتحت مقلتيها على وسعهما برعب ما إن شعرت بفوهة المسدس ينزرع بخاصرتها ليأتيها صوته الخشن بعدما رفع ذقنها بيده الأخرى وأغلق فمها بنفسه وهو يقول


    لو حابه تعيشي لازم تسكتي .... التقرير ما يتكتبش في غير أنه وقعت من السلم وخلصنا ... أااامين


    لا طبعا خلصنا ايه وأسكت ايه دي حالة مريضة كانت بين الحياة والموت


    احنا هنعرف ناخد حقها كويس ماتشليش همها


    >نست خوفها واشاحت بيدها وهي تقول ايه الكلام ده يا استاذ ... هي مش غابة ... في قانون لازم يأخد مجراه


    رفع مسدسه وأخذ يضرب فوهته بخفه على صدغها وهو يقول بمغزى شكلك لسه خام و متخرجه جدید و وخداكي الوطنية أوي


    أخذت تتابع سير المسدس الذي أخذ يرسم معالم وجهه لتقول بشكل تلقائي من خوفها انا لسه طالبة مرحلة ثانية طب.... بشتغل هنا تدريب والدكتورة المقيمة ماكنتش موجودة ف أنا اخدت مكانها ... ف دي امانة عندي دلوقتي يرضيك يعني إني اخونها وما طلعش قدها


    آه يرضيني ... قالها حودة وهو هائم بقربها هذا وجمالها الطبيعي الخالي من مستحضرات التجميل ليغمض عينيه بقوة يحاول أن يسيطر على نيرانه التي انفجرت بداخله فتلك الحمقاء نفخت بضجر بوجهه أنفاسها وأخذت تقول بتذمر


    - يرضيك ايه بس بقولك انا لسه طالبة


    فتح عينيه و أومأ لها وهو يقول بشرود بها تمام يعني قدامك مستقبل حلو .... ليه عايزة تظلميه بوقوفك قدامنا بغبائك ده


    رفعت سبابتها الصغيرة بوجهه وقالت بصوت مهزوز فهي مرعوبه من نظراته التي قتم لونها ايه غبائك دي لو سمحت حسن ملافظك وبعدين حتى لو هتفصلوني من هنا أنا مستحيل أبيع ضميري


    ليقول حودة بمراوغه لا تقل كثير عن هؤلاء الذين يعمل معهم

    ومين قال احنا عايزين نقطع رزقك من هنا احنا بنخاف ربنا مستحيل نعمل كدة هو أنتي مش سامعة قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق


    سألته بفضول - اومال هتعملوا ايه


    حودة بتوضيح لم تفهمه الأخرى والله أي بنت تقف قصادنا يكون مسيرها تحليه للرجاله


    - مش فاهمة !!!


    حودة بوقاحة وبعدين بقى أنت عايزة تتعبيني ليه..... اسمعي الكلام لأحسن وعزة جلالة الله أهحولك بنفسي من آنسة المدام


    شهقت برعب من ما سمعته الآن وهي لا تصدق هل ما سمعته منه الآن حقيقة أم ماذا


    أخذ يمرر سلاحه على عنقها صعوداً وهبوطاً وهو يقول بإعجاب ظهر من نبرته اسمك ايه


    رفع حاجبيه وقال اسمك !!! اسمك ايه يادكتورة


    - هدى


    كرمش حودة وجهه بقرف وقال بكذب متعمد اسم قديم ومش حلو


    هدى بفضول - وأنت اسمك ايه


    >ليه هتصاحبيني


    أهو من باب المعرفة لو بلغت عنك اديهم اسمك ... ما إن قالتها حتى لمحت شبه ابتسامة الرسمت على شفتيه إلا أنه عاد الى جموده بسرعه وقال


    هقولك اسمي عارفة ليه لأني مش خايف منك يا صغيرة


    رفعت سبابتها بوجهه مرة أخرى ولكنها أنزلته بسرعة عندما وجدته زاد غضبه وهي تقول


    ايه صغيرة دي أنا دكتورة لازم تحترمني


    عض شفته السفليه وحك طرف حاجبه وقال انا مفهومي عن الاحترام مختلفه عن اي حد شفتيه قبل كدة فبلاش تطلبي مني لأنه مش بمصلحتك


    لتقول هدى بتساؤل وراحة بالكلام وكان الذي امامها صديقها منذ سنين


    ليه ... هو في موديل جديد نزل السوق غير اللي عندنا وانا معرفش


    أنتي رغاية وبتسئلي كدة ليه


    اااي ده أنت طلعت من النوع اللي بياخد وبيدي معانا وفي الآخر يعمل نفسه عايش الدور واااء


    قاطعها حودة بذهول من تلك المخلوقه التي امامه - أنتي ليه مش بتسكتي


    >لأن سلاح البت لسانها


    وضع يده خلف ظهرها ودفعها نحوه وقال بحرارة لسانك طويل وهتتعبيني معاكي


    وإيدي أطول .... قالتها وهي تبعده عنها وما إن كادت أن تضربه على وجهه إلا أنه قبض على رسغها بقوة وانزل ذراعها للاسفل وهو ثابت امامها ينظر لها ببرود كاذب


    ثم بثانية واحدة وجدته يدفعها بجسده لزاوية الباب واقترب منها بطريقة مخيفه لكل أنثى فهو ألصق جسده بجسدها الذي أخذ ينتفض بخوف مفرط ما إن شعرت بأنفاسه تضرب شفتيها المرتعشه عندما قال


    ليه تخليني أعمل حاجة نفسي فيها


    عيب اللي أنت بتعمله ده يا حضرتك


    أومأ لها برأسه وهو يهمهم بتأكيد هممممم ما أنا واخد بالي من العيب ده


    لتقول هدى بتهديد مضحك فهي امامه كالبحيرة والمحيط لا وجه للمقارنه بينهم - هشتكيك للأمن


    هتقوليلهم ايه ... الشخص ده زنقني باوضتي ورا الباب وحسس عليا وباسني .... ما إن قالها حتى توقع بأنها ستغضب منه إلا أنه ذهل عندما وجدها تعدل على ما سمعته منه


    ايوه بس أنت ما بستنيش


    حودة بصدمة بجد ..... ما بستكيش .... أنت غبية


    <حرك وجهه بنفي لاء مش غبية ... بس أنت ما عملتش كدة


    عيبة بحقي صح .. غلطة و لازم اصلحها حالاً .


    ختم كلامه وهو ينهي تلك الفواصل القصيره بينه وبين ثغرها المنفرج


    أخذت تقاومه وتضرب على صدره ليتركها ولكنه حسم الأمر لصالحه أكثر ما إن حملها من خصرها وثبتها على الحائط دون ان يفصل قبلته لها ولم يستجيب لضربها له الا عندما تيقن بأن الاوكسجين عندها انتهى لينزلها بهدوء على الأرض وابتعد عنها ببطئ ليجدها كالتي نزلت من الارجوحة ... فهي كانت تترنحوهي بمكانها


    سندها على صدره ليمد يده لشفتيها المفتوحه قليلا واخذ يمسح عليهم بأبهامه بانتشاء ولكن هذا لم يدم فهي ما إن رفعت نظرها له حتى أغلقت جفنيها بذبول وسقطت بين يديه فاقدة للوعي


    حاوط خصرها بإحدى ذراعيه واخذ ينظر لها ببرود ظاهري ... نظر حوله بحيرة ماذا يفعل بها ... ليحملها بخفه ما إن وجد اريكه جلدية ذهب نحوها ليرميها عليها بأهمال ثم ذهب نحو زهرية تحتوي على الورد الطبيعي أخرجهم منها ورماهم على سطح المكتب وأخذ الزهرية معه وأفرغ الماء الذي فيها بوجه تلك المسكينة التي سرعان ما إن جفلت حتى بكت وهي تقول بفزع فهي اعتقدت أنه سيكمل ما بدئه


    أوعى تقرب مني الله يخليك بلاش تأذيني


    أنتي كويسه ... قالها بجمود وهو ينظر الى وجهها الأحمر المخنوق بالشهقات ليجدها تقول بزعل جميل

    روح من هنا مالكش دعوة بيا مش عايزة اشوفك تاني


    والتقرير


    أخذت تدعك عينيها وهي تقول ببكاء


    - هعمل زي ما أنتم عايزين


    ماكان من الأول يا شاطرة ... ما إن قالها حتى انحنى بجذعه لها واكمل كلامه بنصيحة ... اسمعيني لو عايزة تعيشي بالزمن ده .... لازم تكون عميا وخرسة وطرشة اوعى تقفي ضد حد هتتكسري .... أمشي جنب الحيط ولو قدرتي تدخلي جوا الحيط نفسه ماتترددیش


    اعتدل بجسده ثم تركها وذهب نحو الباب وما إن فتحه حتى التفت لها وقال اسمي حودة


    سحبت ساقيها لصدرها واحتضنتهم بذراعيها واخذت تبكي ما إن أغلق الباب خلفه واختفى من امامها


    على الطرف الآخر من المستشفى بالتحديد في غرفة الأفاقة فتحت عينيها بخمول .... حاولت تحرك وجهها بنزعاج إلا أن هناك وجع رهيب احتل عنقها جعلها تتوقف عن أي حراك


    بقت على وضعها هذا دقيقة كاملة ثم رفعت يدها نحو عنقه واخذت تتحسس ذلك الشاش الطبي الملفوف حوله


    أغمضت عينيها ما إن داهمتها الذكريات واحدة تلوى الاخرى حتى وصلت لذلك الوقت الذي نحرت نفسها


    نزلت دمعة من عينيها وهي تقول أستغفر الله العظيم أستغفر الله العلى العظيم


    >أخذت تكرر الاستغفار وهي لا تصدق ما جنت بيدها كيف استطاعت أن تغضب ربها وتكون من النافرين بقضاءه .... ماذا لو كانت ماتت فعلاً كيف كانت ستقابل ربها وهي كافرة


    ولكن لا تعرف ماذا حدث لها ذاك الوقت ... عقلها غاب منها و اعصابها انهارت ... لم تتحمل ماحدث لها


    رفعت كفيها لوجهها ومسحت دموعها بسرعة ما إن سمعت صوت الباب يفتح عليها


    قبل هذه الأحداث عند يحيى ما إن اختفت الطبيبة من امامه ولحق بها حودة حتى نظر لأخوته وهو يبتسم بعدم تصديق ويقول


    سمعتم قالت ايه ... غلاتي حامل


    اقترب منه ياسين واحتضنه من كتفه وقال بفرحة له - مبروك يا بطل هتسميه ياسين صح


    لاء طبعا ..... قالها بصراحة مطلقه وهو يبعده عنه بنزعاج ليرفض الآخر الابتعاد عنه واخذ يشاكسه ليضحك


    أبتسم شاهين بخفة على منظرهم هذا ليقترب منه هو الآخر ودون اي مقدمات احتضنه بقوة وأخذ يربت على ظهره ثم أبعده عنه ونظر له ليقبل جبهته بقوة ثم قال


    ألف مبروك يتربى بعزك


    الله يبارك فيك ..... أنا عايز اشوفها


    >روح الحمام وغير الأول أنا خليت الرجاله تجيبلك هدوم نضيفه


    ماشي ... قالها بتوتر ممزوج بفرحة.. ذهب نحو الحمامات واغتسل ورمى عنه تلك الثياب المتسخه وارتدى النظيفة ليغسل يده بالماء ثم اخذ يمشط خصلات شعره بأنامله


    نظر لنفسه بالمرأة وهو يحاول أن يرتب دقات قلبه المجنونه ... يشعر وكأن توتر الكون بأكمله جمع فيه الآن


    خرج وذهب نحوا تلك الحجرة التي تقطن بها عنيدته وهناك ألف سؤال يداهمه.... ولكن سؤاله الرئيسي كان ماهي ردة فعلها


    وصل أمام الباب حتى دخل دون أن يسمح لنفسه ان يتردد فهي روحه كيف يتردد من رؤيتها


    وقع بصره عليها وتذبذبت أنفاسه عندما وجدها طريحة الفراش بحالة يرثى لها بالنسبة للجميع إلا له فهو لم يرها الآن إلا كفاتنه ترقص على اوتار قلبه الحسية


    فهي جميلة بكل حالاتها يريد أن يتذكر لها موقف كانت قبيحه به لم يجد بذاكرته لها سوا جمال في جمال


    سحب نفسه قوي وارتفع صدره للاعلى ما ان وجدها ترفع نظرها له توقع بأن تكون نظرتها كره و حقد وغل الا أنه تفاجئ من ما رأى فيهما


    لم يرى بنظراتها سوا العتاب والألم الذي لا حد له لأول مرة يراها ساكنه هكذا فقد كانت دائما متمردة حتى في أثناء نومها


    >اثناء نومها


    أما عند غاليه نظرت لذلك المتطفل الذي دخل عليها لتجده أسوأ كوابيسها يتجسد امامها لوهله كرهته حقاً ... كان يتقدم نحوها بخطوات متريثه ... أرادته أن يتوقف ما إن زاد حد اقترابه منها


    ولكن لم يصغي لها ولا لطلبها الذي طلبته منه بمعانيها وليس بلفظها ما ان ابعدت نظرها عنه و وجهتها نحو النافذه عندما وجدته شبه يعتليها بجذعه العلوي وهو يضع ذراعيه حولها لتكون كالمحتبسه بقفصه


    أخذ يحيى يمرر نظره عليها بشوق فهي حقاً مصنع خاص للأنوثة .... نزل بنظره لعنقها الملفوف لينزل رأسه نحو نحرها وقبلها ..... برغم شعوره بيدها تستكين على منكبيه واخذت تدفعه عنها إلا أنه لم يبتعد أو يكترث لمقاومتها الضعيفة بل كان يقبل مكان الجرح ببطئ وتريث وكأنه يعتذر منه لأنه السبب به


    رفع وجهه بهدوء نحو اذنها وهمس بوجع بلاش تموتيني بنفورك مني بالشكل ده


    شوف مين اللي بيتكلم عن الموت .... أنت وصلتني لمرحله خلتني ادبح نفسي عشان بس أخلص منك


    رفع رأسه قليلا لينظر الى تلك الشوكولا الذابه بمقلتيها وهو يقول بعشق خالص لا بل نبرته كانت كالشخص المهوس


    غبية لو مفكرة إن موتك هيخلصك مني .... تعرفي كنت ناوي على ايه قولت انها ماتت خلاص ... كنت ناوي اغسلك بيدي وانزل معاكي القبر وانام جنبك ويرموا علينا التراب وقتها .... يا


    >نعيش سوا یا نندفن سوا


    غالية بغضب وصوت متألم بالكاد يخرج منها تقتل القتيل وتمشي بجنازته ... اللي يشوفك بتتكلم كدة يقول يا بختها ... مش أنت اللي وصلتنا لده كله .... اعتقني ياشيخ .... كرهتني بنفسي


    لو كنت قبل متمسك فيكي قيراط دلوقتي متمسك فيكي ٢٤ قيراط .... خصوصا لما عرفت إنك هتبقى أم ابني


    ما إن قال كلماته هذه حتى كرمشت وجهها بقهر لا يوصف جعلته يبتعد عنها بفعلتها هذا واخذ يقول بعدما رمقها بنظر تمعن


    مستغربتيش بالخبر ده يعني .... أنتي !!!! أنتب كنتي عارفه صح .........ااانطقي كنتي عارفة ولا لاء


    لتقول غالية وهي تحاول أن تتجاهل ذلك بوجع بحنجرته لااااا مش عارفة بس اللي خفت منه حصل كنت شاكه بنفسي بس كدبت احساسي


    مش فرحانه ليه


    ابتسمت بسخرية بعدما نرسم معاني الألم الروحي قبل الجسدي على وجهها أفرح على خيبتي ولا على بختي الأسود اللي خلاني أحمل من مرة وحده بس


    مسك يدها وقبلها ثم قال طب ليه ما تقوليش يا حبيبتي أنا ان ربنا رزقنا بالطفل ده حتى يدينا فرصة جديده عشان نبدأ صح المرادي


    >نسامح بعض


    نترت يدها منه وقال بكره انا مش عايزاك ولا عايزة ابنك ولا عايزة أكون معاك


    يحيى بحزن وابني ذنبه ايه ؟!


    ردت عليها بغل ذنبه إنك ابوه ... عايزني أخلف من واحد زيك عايز تاريخك ينعاد


    بس أنا هتغير غلاتي . صدقيني


    امتى بكرة بعد الظهر ... صمتت قليلا ثم قالت بكذب ولكنها ارادت ان تضغط عليه بأبنه


    اسمعني يا يحيى لو أنت عايزني اخلف ابنك واربيه بجد لازم تطلقني و ماتورنيش وشك ..... يا كدة يا اما أقسم برب العزة هنزله ولو منزلش هرمي نفسي من السطوح .... نار الآخرة ولا نارك


    يحيى بصدمة وانكسار رجل ليه عايزاة تحرميني منكم


    غالية بنهيار نفسي فهي فقدت كل طاقة لها معه


    ده الصح انا أبقى مجنونه رسمي لو وافقت اخلف و أربيه معاك بنفس البيت ... أكيد هيطلع زيك بالضبط نسخة يحيى المصغرة النسوانجي الخمرجي لا صلاة.... لاعبادة .. . عندك الكون كله أنت وبس


    .... دمرتني ... كان يوم أسود يوم ما بقيت على


    اسمك .... ودلوقتي بقولك أنا تعبت وجبت اخري ومش مستعده اني ابقى معاك يوم كمان


    >ليقول يحيى بختناق من ما سمع ده آخر كلامك عندك


    ايوه ده اخره وماعنديش غيره


    صرخ بها من عنادها أنتي ليه كدة ... ليه مش بتحسي بوجعي


    تعلمت منك الانانية وبقيت مفكرش غير بنفسي من عاشر القوم يا استاذ يحيى


    ردت عليه بقوة - عايزة تطلقي عشان تاخدي ابني يربيه راجل غيري


    غالية بذهول ايه الكلام ده راجل ايه


    يحيى بغيرة قاتلة - اومال عايزة تطلقي ليه ... تعرفي لو طلقتك ده يبقى معنا ايه ... معنى اني لديك فرصة انك تعيشي حياتي مع راجل غيري ... بعد ما تمحيني منها وانا لو شفتك تموت قصادي فعلا مش هطلقك ... هتموتي وأنتي على ذمتي سامعة


    غالية بحتجاج - بس ده ظلم


    ومش ظلم لما عايزاني استغنى عنك عشان تروحي لحضن غيري ... وتنامي بسريرة


    أنت ليه تفكر بالطريقة الوسخة دي


    لأن مالهاش تفكير تاني ... اسمعيني طلاق مش هطلق حتى لو وقفتي على شعر راسك


    لتقول بعدما ابعدت نظرها عنه واخذت تنهج بتعب اطلع من


    >هنا مش عايزة اشوفك


    غلا ... ما إن نطق اسمها المدلل حتى التفتت له برأسه بقوة ألمتها وهي تقول بنفعال


    اسمي غالية مش غلااااا ... مش غلااا


    يحيى بأصرار لاء أنتي غلا بتاعتي غلاتي و روحي ودنيتي كلها ... والله بحبك


    ومن الحب ماقتل يحيى ، المقولة دي تنطبق عليك


    ليقول يحيى بتفكير ليكي يقنعها طب شوفي ممكن اخدلك شقة تقعدي فيها أنتي وأمك ومصروف شهري يوصلك وكل طلباتك قبل ما تقوليها هتكون مجابه بس ماتموتيش ابني حرام هو مالوش ذنب ... مش كفايه أنه ابني زي ما بتقولي عايزة تظلميه اكثر من كدة ليه


    أنت تقدر تاخده مني ببساطة


    ايوه أقدر أعمل كدة بس مش هاقدر ألاقي ليه أم زيك تربيه ع الصح والغلط ... هااا اتفقنا


    غالية برفض لا ما ينفعش لأن كلامك ده كله اسبوع ولا تنين وهيروح والاتفاق هيتلغي


    وعد رجاله مش هخليكي تشوفي وشي ربي لي ابني و بس


    طب طلقني وأنا أوعدك كمان مش هتجوز


     انتفض من جانبها واستقام بطوله وهو يقول


    لا طلاق لااااا افهميها بقى .... وبعدين انتي مش بتقولي إنك مش هتتجوزي خلاص اعتبري نفسك مطلقه ياستي ما تبصيش للبطاقة الشخصية عشان ماتشوفيش اسمي فيها ... هااا قولتي ايه


    غالية بتردد فهي لا تثق به مش عارف مش قادرة أثق فيك رابط جوازي منك بيخنقني


    يحيى بتهديد حقيقي يا اما كدة يا اما هاخدك غصب ع الشقة بتاعتنا اختاري .... طيب جهزي اااء


    ما إن استشعرت بصدق تهديده حتى قاطعته بسرعة وهي تقول أنا موافقة إنك تاخدلي شقة نعيش فيها أنا وماما وهربي ابننا على الصح بس بشرط وشك ده مش عايزه اشوفه


    يحيى بنبرة عذاب راضية إنك تعيشي متعلقه على إنك تعاشريني


    ايوه


    طيب ..... هعملك اللي أنتي عايزاه بس والله ثم والله لو ابني نزل من بطنك حتى لو كان مالكيش دخل بكده هقلب حياتك جحيم


    أكثر من كدة تقلبها جحيم


    يحيى بتهديد كل اللي شفتيه مني لحد دلوقتي وأنا بحبك تخيلي بقى لما اكرهك هعمل فيكي ايه .... ابني قصاد عيلتك كلهم .... اتفقنا


    >اتفقنا .... ما إن قالتها حتى ابتعد عنها وخرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه بغضب ليقابل ياسين يجلس على مقاعد الانتظار ذهب نحوه وجلس الى جانبه بغضب أسود


    ماله


    - عنييييييدةةةةةة مش راضية تسامحني


    ربت على كتفه وقال اهلا وسهلا برفيقي الجديد بالحزن


    أبعد يحيى يد الآخر عنه وقال بنفعال - ياسين أنا مش بهزر


    ولا أنا بهزر


    أنا عايزها ليااااا ليه مستكترة نفسها عليا ليه !!


    - هطلقها ؟!


    لاء


    اومال هتجبرها عليك زي كل مرة


    لاء


    اومال ااااايه


    هوفر سكن ومعيشة كريمة ليها ولأمها قصاد انها تربيلي ابني


    هتقدر تشوف ابنك يتربا بعيد عنك


    يمكن يم أحسن ليه في الوقت الحال باسن أنا شفت


    <يمكن ده أحسن ليه في الوقت الحالي ... ياسين أنا شفت باليومين اللي فاته حاجات دمرتني ... انا تعبان


    .... تعبان بطريقة غبية ... تعرف نفسي اعيط بصوت


    ياسين بسخرية ده أنت هرينا عياط من الصبح


    عياط عن عياط بيفرق صدقني


    تنهد بصوت مسموع ثم قال ولاد اللداغ مكتوبلهم الوجع


    يحيى بهمس و وجعي أنا ربي رزقني بحب وحدة حجر


    ياسين بقصف جبهة قال يعني أنت اللي حنين اوي ده أنت جبتلها وحدة من بنات الليل وحطيتها قصادها


    يحيى بختناق يااااسين اسكت انا معرفش عملت كدة ازاي قال كنت عايزها تسبني قال ده كل ما افتكر يبقى عايز ادي نفسي بالجزمة القديمه


    تهورك هو اللي وداك في داهية مية مرة شاهين قالك ما تخدش قرارات بوقت غضبك بس يحيى المغرور اللي شايف نفسه يسمع الكلام ازاي مش عيب


    كفاية تقطيم بقى وقولي فين شاهين


    راح الوكر عشان اااء


    قاطعة يحيى - اوعى حد يجي جنب سلطان أنا عايز اصلي دمه بنفسي


    >ابتسم بتساع وقال سلطان ايه .... ده أنا عملت منه كفته مشوية ع الفحم


    يعني ايه


    %٦٨


    ياسين بلا مبالاة يعني كلب وفطس يحيى بستغراب بالسرعة دي ؟! طب شاهين راح الوكر ليه عايز يهد الوكر كله ويساويه مع الأرض


    واحنا من امتى بنسيب حقنا عند حد لتاني يوم


    أنت عارف معنى كلامك ده ايه


    عارف


    وطالما عارف سايبه وقاعد قصادي ليه ماتروحله


    واسيبك ازاي ... أنت ما شفتش نفسك الصبح ده أنا كنت هحجزلك بمصحه .... قولت الواد راح مننا


    واد بعينك احترمني


    أكثر من كدة احترام غلط ع الصحة ... قالها وهو يضربه على خلف عنقه بقوة جعل الآخر ينهض بسرعه من مكانه واخذ يدلك مكان الوجع وهو يقول


    يخربيتك يدك تقيله اوي .... قوم روح الشاهين يالا


    >أنا غلاتي معايا هعوز ايه يعني وحتى لو عوزت الحرس


    موجود لو احتجت لحاجة .... بس شاهين فتح أبواب النار عليه لما قرر أنه يهد الوكر


    أنا مع شاهين لااازم يتهد ده دمرنا ودمر عيلتنا كلنا


    - محتاج اننا نتحد ونشتغل ع النقطة دي ما ينفع شاهين لوحده


    -ماشي هر وحله وربنا يستر باللي جاي ... بس لو حصلك حاجة ابقى بلغني


    تمام ..... ما إن قالها يحيى حتى أومأ له ياسين وذهب الى خارج المستشفى ليستقل إحدى سيارات الحرس بعدما اعطاهم التوجيهات لحماية يحيى من اي غدر فهم هذه الأيام لا يعرفوا من این سوف يتلقوا الغدر فعليهم الحذر


    في أحد المناطق الراقية جدا والهادئة بالتحديد بشقة شاهين


    في الصباح الباكر خرجت داليا من الغرفة لتجد زوجها الحنون يجلس على الاريكة


    لتعود بذاكرتها لليلة أمس عندما زوجها بوقت متأخر امرهم بحملو امتعتهم كلها وجاء بهم الى هنا وليس هذا فقط بل كانت المفاجأة عندما سمعت البواب يقول بأن هذه شقة شاهين اللداغ


    وما إن سمعت سيلين بأن هذا المكان خاص به حتى صعدت بسرعة على أمل ان تراه ولكن خاب املها عندما لم تجده ...


    >أخذت تبحث بالمكان حتى وجدت غرفته لتتوجه نحو الدولاب واستخرجت ملابسه بلهفه وما إن استنشقتهم حتى حبطتت معنوياتها لأنها لم تجد الرائحة المطلوب منها


    ثم توجهت الى مرأة الزينة بلهفة ما إن وجدت مجموعة عطور واخذت تستنشق واحد تلوا الاخرى تريد رائحة التي يستخدمها دوما


    لتسحب نفس عميق جدا عندما وجدت هدفها أخذت ترش بالهواء وتستنشقه بهيام ثم نثرت منه على ثيابها و على الوسادة ثم رمت نفسها على الفراش واحتضنت الوسادة وكأنها مخدرة او مدمنة حقاً


    لتنزل دموعها بشكل مفاجئ منها واخذت تبكي بحرقة وهي ماتزال مغمضة لتدفن وجهها بالوسادة أكثر فهي


    لم تجد تلك الرئحة التي بحق تريدها ... رائحة جسده الممزوجه بهذا العطر ... تريد دفئ احضانه التي حرمها منه .... تريد شااااهين الذي تغلغل بروحها قبل جسدها وامتلكها حرفيا بعقلها وقلبها وبكل خلية لها


    لم تشعر بنفسها عندما ارتفعت نبرة صوتها بالبكاء المرير الا عندما سحبها والدها نحوه بعدما رمى تلك الوسادة بعيدا واحتضنها داخل اضلاعه بقوة يريد ان يبعد عنها حزنها


    فؤاده يتمزق عليها وما باليد حيلة ... نظر لزوجته وابنته الأخرى الذين كانوا ينظروا له بوجع على حالتها هذه


    سيلين التي عادت ليست نفسها سيلين التي يعرفوها وكأن الاخر برمجها عليه فقط


    >أشار لهم سعد بالخروج فنفذو مطلبه بهدوء واغلقوا الباب


    عليهم ليشدد هو من احتضانها وهو يقول


    سيلين كفايا توجعيني عليكي ده .... بنوتي الحلوة راحت فين


    أنا عايزها ... ارجعيلي ياقلب ابوكي بلاش تموتيني


    بالحيا ..... سااااااااامحيييييني لأني مقدرتش احميكي سامحيني


    با بااااا انننننننننننن ..... نطقت اسم والدها بختناق شديد ثم اخذت تأن وهي تخبئ وجهها بحنايا صدره الحنون


    رجف فم سعد وهو يقول بغصة ودموع انهمرت عليها هششششششش ياروح ابوكي هششش يا عذابه


    قضت الليلة السابقة بهذا الشكل حتى غفت بدموعها


    مر بعض الوقت عليهم وهذا بهذا وضع حتى غفت وهي تشهق ودمعتها على وجنتها اما سعد لم ينام كان يفكر وهو يملس على شعرها بحنان وما ان اشرقت الشمس حتى قبل رأسها بقبلة طويلة ثم ابتعد عنها بهدوء وخرج


    وما إن جلس بالصالة حتى وجد زوجته ايضا تخرج من إحدى الغرف لتقترب منه وهي تقول


    سيلين عاملة ايه


    سيلين ما بقاش منها غير اسمها ... أنا بناتي ادمروا


    والحل ياسعد


    الحل هو زي ما قولتي لازم نسيب هنا


    هنروح فين


    >أرض الله واسعة


    ايوه بس ميرال لسه الزفت التاني معند ومش راضي يبعتلها ورقتها .... سايبها متعلقه وهي مطلقة


    أنا هاخدهم دلوقتي ولما ترجع لنفسها هي والتاني يبقوا يعملوا اللي عايزينه


    حتى لو قرروا انهم يرجعوا ليهم


    يرجعوا لمين ؟! دي نجوم السما اقربلهم من الكلام ده .... ده أنا ما صدقت انهم رجعوا لحضني .... قومي جهزي فطار وصحيهم عايز نطلع من هنا ع الساعة عشرة كدة


    ايوه بس ما قولتليش هنروح فين


    بقي فيا


    حاضر يا حبيبي قالتها وهي تنحنى وتقبل يده ثم نهضت وذهبت لتفعل ما يريد وبالفعل لم يمر سوا ساعتين فقط وهم يخرجون من مدخل العمارة ليتوجه نحوهم البواب بسرعة وهو يقول بترقب


    في ايه يابيه محتاجين حاجة


    ايوه


    أأمر يابيه


    خد المفاتيح دول ورجعهم للباشا بتاعك وقوله بيقولك سعد الجندي ده اخرنا معاك .... قالها وهو يرمي له المفتاح كاد ان


    >يتكلم البواب إلا أن سعد منعه من ذلك عندما تخطاه مع عائلته التي كانوا يلتزمون الصمت


    عنك يابابا انا هسوق أنت تعبان ..... قالتها ميرال وهي تأخذ منه مفاتيح السيارة وذهبت نحو مقعد السائق بعدما وضعوا حقائبهم بالصندوق


    جلس سعد الى جانب ميرال وداليا بالخلف اما سيلين كانت تقف ممسكه الباب بيده وهي تنظر للعمارة بنظرات خاليه من الروح


    التفتت نحو والدتها التي قالت يالا ياسيلين اركبي


    تنهدت ثم عادت تنظر العمارة وكأنها تودع كل شئ من اثره .... وما إن كررت داليا ندائها عليها حتى ابتلعت لعابها الجاف وصعدت معهم بجسدها فقط لتسند رأسها على النافذة بخمول واخذت للخارج بخواء ما إن تحركت السيارة لا بعد نقطة عن هنا


    بالوكر بالتحديد بالقبوا الخاص بتجمعاتهم كان يقف أمام الخزانة الرئيسية وهو يخرج الأوراق منها ويضعها بالحقيبة السوداء الخاصة به


    ايه اللي جابك .... قالها الهجين بعدما رفع رأسه نحو الدرج ما ان وجد ياسين يدخل عليه وهو يقول - يحيى أصر إني اجي واقف معاك قال أنه كويس ... إلا قولي أنتشر خبر موت سلطان ولا لسه


    >أكيد دلوقتي في بداية انتشاره ... صح كل اللي حولينا من


    رجالتنا بس أكيد في منهم مدسوسين


    أنت بتشك في كل حاجة


    الحذر واجب


    طلقت سيلين ليه


    أنت مش شايف اللي احنا في كان لازم أبعدها من النار اللي هتولع فينا


    ايوه كنت تقدر تحميها بنفسك


    هبقى بين ناري وممكن تتأذى ما ينفعش يكون عندي نقطة ضعف لانها هتستهدف أكيد


    كنت تقدر ترجعها لسعد من غير طلاق


    اااااانت عايز مني


    طلقتها ليه


    لاني مقدرش أحط عيني بعينها بالوقت الحالي أنا دمرتها ودمرت عيلتها كلها وبالاخر طلعت بنت عمي بنت ماهر ... وأنت عارف ماهر بالنسبالي ايه


    مقدرتش أخليها قصادي واضحك معاها واتكلم عادي بعد كل اللي عرفته ... كان لازم ارجعها زي ما اخدتها


    هتقدر تعيش من غيرها


    >مش يمكن أموت ما الأيام الجاية نار وشرار ... الكل هيطلع نابه لينا خايف على نفسه لنتخلص منه زي سلطان


    بعد الشر عليك ... فعلا بموت سلطان بقى اللعب ع المكشوف والكل بقى يغدر بكره من الخوف دي حتى زينة راحت لعدونا وتحامت فيه خايفة مننا


    قالها ثم نهض و وقف أمام أخيه لينظر الى عمق الجرح الواضحبعينيه ليقول


    تعرف لما شفت حالتك دي يا هجين وحرقة قلبك على سيلين يبقى عايز أروح أطلع سلطان وأرجع أولع فيه من تاني ... قلبي لسه ما بردش ... أول مرة أكون رحيم مع اللي قصادي زي كدة ... حاسس إن موته دي مالاقش بعمايله ... كان لازم أعلقه ع بوابه الوكر واقعد اقطع بلحمه زي الدبيحة بسكينه تكون تلمه واستمتع بصريخه


    رد عليه شاهين بتهكم قلبك طيب اوي يا ياسين


    ياسين بحزن هو الآخر انا قلبي اللي بتقول عليه ده عمري ما حسيت فيه غير معها هي بس


    شاهين بستفسار - ناوي على ايه معاها


    ياسين بتمنى طفل عاجز عن الوصول لما يريد - عايزها


    وهي مش طايقاني ... بس هتروح مني فين وراها وراها ...... اووووف... يا بقى ياسين يحصل فيه كدة الحب بهدلة .... اما اقوم اشوف الرجاله برا بيعملوا ايه صحيح


    >كاد أن يعود على عمله بجمع الأوراق إلا أن هاتفه رن وما كان المتصل سوا البواب الذي ما إن أجابه حتى شعر روحه تنتزع منه عندما اخبره الآخر بذهاب نصفه الآخر لنقطة غير معلومه


    أنزل الهاتف عن أذنه ببطئ ثم مسح وجهه بسرعة ما إن خانته دمعة ليقول مع نفسه


    كدة أحسن ليها وليا


    بعد مرور خمس سنوات


    36=رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل السادس والثلاثون

    ((، بعد خمس سنين، ))

    المكان، أسكندرية...

    الوقت في إحدى ليالي ديسمبر الباردة لا بل شديدة البرودة، الأجواء كانت مخيفة صوت الرعد يرج الأرجاء مع أمواج البحر الهائجة غضبا

    يليه كثرة الناس على الأرصفة وأصواتهم وهم يركضون باتجاهات مختلفة يريدون  الأختباء من حبات المطر التي تجعل جسدهم يقشعر مع مزامير السيارات في  الشوارع المزدحمة...

    كان الوضع عبارة عن فوضى في فوضى حرفيا كما في داخل تلك التي تقف أمام النافذة وتشاهد كل هذا بصمت قاتل...

    رفعت كوبها الكبير وارتشفت منه القهوة بهدوء مميت ثم أنزلته لتحتضنه  براحتيها وأخذت تستشعر حرارته وهي ما زالت شاردة بالأجواء الخارجية

    وكأنها متعجبة فهي لأول مرة ترى شيئا يعبر عنها

    ولو لدرجة بسيطة ولكنها تقسم كل هذا الضجيج لا يأتي بمقارنة مما في داخلها، على مايبدو هذا الشتاء قارسي المناخ ومزاجي.

    خرجت من شرودها و رفعت حاجبيها والتفتت للخلف ما إن سمعت صوت قفل الباب  الرئيسي للشقة يفتح، وضعت كوبها على الطاولة وهي تبتسم بحب عندما وجدت  عائلتها تدخل ليليه صوت تلك الشقية التي تذوب عشقا بها وهي تركض نحوها  وتقول

    - مااااامي، وحشتيني

    انحنت نحوها واستقبلتها بذراعين مفتوحتين لتحملها باحتواء و اخذت تقبل  وجنتيها الناعمة بقوة ثم نظرت لوالديها الذين جلسا على الأريكة بتعب.

    انتقلت بنظرها لأختها وقالت باستفسار بعدما جلست هي ايضا

    - اتأخرتم كدة ليه...

    لتقول سيلين بتعب هي الأخرى

    - بسبب العفريتة اللي بحضنك دي...

    - يوووووه أنا مش عفريته أنا إنسانة، قالتها بتذمر لذيذ وهي تزم شفتيها

    سيلين بعصبية من شقاوتها التي لا تنتهي

    - قصدك حيوانة

    نظرت سيلا الى ميرال وقالت بطريقة جميلة

    - شفتي يا مامي سيلين بتقولي ايه.

    سيلين بغيظ: بقى ميرال مامي وأنا اللي شلتك في بطني تسع شهور تقوليلي يا سيلين هي دي آخرة تربيتي يامقصوفة الرقبة

    ردت عليها بتذمر

    - ماشلتنيش لوحدي في بطنك كان سعد معايا

    ضحك الجميع عليها وعلى طريقتها بالكلام ثم

    قالت ميرال وهي تنظر لذلك الصغير

    - حبيب خالتوا ده شكله تعب خالص

    سيلين بتأكيد: طبعا هيتعب طول ما طلبات الست سيلا اللي ماكنتش تخلص بالمول، عايزة من ده وده لا ده وحش وده مش عارفة ايه...

    - إيه ده! هو مش عيد ميلادي بكرة ومن حقي أدلع

    - وعيد ميلاد أخوكي كمان بس أنتي خدتي كل حاجة على ذوقك أنتي

    - ما أنا سألته وقولتله ترضى إني أشتري كل الحاجات على ذوقي وهو وافق، احنا توأم يعني واحد

    - طبعا هيوافق هو ييجي ايه جنبك ده لو اعترض تاكليه باسنانك المبرد ده

    - لاء هو وافق عشان بيحبني، ما إن قالتها حتى ابتسم سعد الكبير بحب لذلك الذي يغفو على صدره وأخذ يملس على شعره الناعم وهو يقول.

    - هو في زي حنية سعد...

    - هو يعني أنا اللي وحشة يا جدو ولا عشان اسمه زي اسمك

    سيلين بتنهيدة: سيلاااااا احنا مصدعين فبلاش اسطوانة كل يوم وتدوشينا برغيك

    قالت داليا بحنان: سيبيها دي أحلى حاجة فيها

    نظرت سيلا بزعل لوالدتها وقالت بدلال وهي تؤشر على نفسها بسبابتها الصغيرة بمنتهى البراءة

    - أنا رغاية يامامي، أنااااااا روحي خلاص أنا مخصماك، ربنا يسامحك.

    أشاحت سيلين بيدها وقالت بلامبالاة: أحسن وياريت تفضلي زعلانة كدة كتير هااا طولي شوية بزعلك

    زادت بلوية شفتيها وفتحت عينيها باندهاش وهي تقول باختناق طفيف- وتهون عليكي سيلا حبيبتك

    - جدا، خاصميني بقا أوعي تصالحيني، ما إن قالتها سيلين حتى نزلت سيلا من  حضن خالتها بسرعة وذهبت نحو والدتها واحتضنتها وهي تقول بلهفة

    - لااااا أنا بحبك

    ابعدت سيلين وجهها للجهة الأخرى بزعل مصطنع وهي تحاول ألا تضحك أمامها لتقول.

    - وأنا مش بحبك

    رفعت سيلا جسدها للأعلى قليلا و وضعت كف يدها الصغير على وجه والدتها وأدارته لها وما إن نظرت الى عينيها حتى قالت بجمال لا يوصف

    - حبيني، ده أنا سيلا

    - اااااخ منك اااااخ، قالتها وهي تعض أصابعها بقوة من شدة جمال تلك  العفريته ثم احتضنتها بحنان أم وأخذت تقبلها كثيرا تزامنا مع ارتفاع  ضحكاتها الطفولية...

    ثم نهضت و وضعتها على الأرض وضربتها على أسفل ظهرها وهي تقول.

    - يالا قدامي ع الأوضة عشان نغير هدومنا ونغسل سناننا وننام

    - حاضر، ما إن قالتها وركضت لغرفتهم حتى تقدمت سيلين من والدها وحملت ابنها  منه لتسند جسده الصغير على صدرها ثم دفنت أنفها بعنقه واستنشقت عطر طفولته  بقوة وهي تتوجه للداخل

    دخلت الى غرفتهم الطفولية لترى تلك العفريتة اخذت تغير ثيابها لتذهب هي نحو  سرير ابنها وما إن وضعته وبدأت بنزع حذائه حتى وجدته فتح عينيه بنعاس شديد  وهو يقول

    - ماما.

    ابتسمت له وأخذت تلعب بشعره الحريري وهي تقول: ياقلبها أنت

    سعد وهو يغمض عينيه ويفتحهما وكأنه يقاوم نعاسه وهو يقول: بكرة عيد ميلادي

    - أيوه يا حبيبي العمر كله يارب، قالتها وهي تنهض وتأتي بثيابه وأخذت تساعده بتغيير ما عليه لتتجمد يدها عنه ما إن قال

    - عايز تديني صورة بابي أشوفها

    ركضت نحوهم سيلا وقالت بحماس

    - أيوه يامامي عايزين نشوف صورة بابي

    سيلين بتهرب: ماعنديش صورة ليه يا حبايبي...

    سعد بضيق طفولي: أزاي ماعندكيش

    سيلين بتوتر: ضاعو مني

    سعد بإصرار: طب هييجي امتى من السفر

    - معرفش و يا لا ناموا مش وقت الكلام ده وبعدين أنت إيه اللي صحاك مش كنت نايم

    - هو ليه لما نسألك على بابا ماترديش، أنا كبرت بكرة هبقى أربع سنين، عايز أشوف بابا أنا ولا مرة شفته

    قولتيلي لما تكبرو هتعرفو وهييجي وماجاش

    - سعد حبيبي اااء

    قاطعته تلك الشقية وهي تقول.

    - طب كلميه واعرفي هيرجع امتى وقوليله سيلا بتحبك وبتقولك تعالى بسرعة

    نظرت سيلين لأبنها الذي أنزل رأسه بحزن وصمت لتقول وهي تقرصه من وجنته بخفة

    - وأنت ياحبيبي مش هتقول قوليله بحبه

    - أحبه ليه وهو سابنا...

    - كم مرة قولت أنه ماسبناش هو سافر شغل و دايما بيتصل يسأل عليكم بس أنتم بتكونو نايمين وكل شهر بيبعت ليكم هدايا.

    - كان يقدر يشتغل هنا وكان يقدر يتصل واحنا صاحيين بس هو مش بيحبنا يبقى أنا كمان مش بحبه ومش عايز حاجة منه لا هدية ولا غيره

    ما إن قالها ذلك الطفل بحزن ممزوج بعناد حتى تنهدت سيلين بصبر طويل ثم قالت

    - وطالما مش بتحبه وزعلان منه أوي كدة عايز تشوفه ليه

    - نفسي أشوفه كل صحابي بالنادي عندهم أب إلا أنا.

    انعصر قلبها ما إن سمعت ما يقوله بهذه الطريقة لترد عليه بسرعة: ليه بتقول كدة ياحبيبي هو بابا سعد مش معاك دايما، ده كمان أبوك

    تدخلت سيلا برفض: لا جدو سعد ده باباكي أنتي احنا عايزين بابانا احنا

    سيلين بعصبية: وبعدين بقى أسكت واحد يتكلم التاني...

    كادت أن تتكلم سيلا إلا أن سيلين قالت لها بحدة

    - ماسمعش صوتك يالا على سريرك، وأنت التاني نام يالاااا

    نهضت من مكانها وأخذت تدثرهم بالغطاء ثم أطفأت.

    النور عليهم وخرجت متوجهة الى غرفتهم هي وميرال...

    وما إن دخلتها حتى أغلقت الباب بقوة ثم أسندت ظهرها عليه وأخذت تنزل ببطئ  للأسفل حتى جلست على الأرض وهي تبكي بحرقة وما إن زاد بكائها وارتفع صوتها

    حتى قالت ميرال بسخرية مريرة

    - عياط ماقبل النوم

    رفعت سيلين رأسها بفزع ومسحت دموعها وهي تقول: أنتي هنا

    ذهبت نحوها وجلست أمامها على الأرض وهي تقول: لا هناك، وبعدهالك كل يوم عياط هتنسي امتى.

    أوعي تكوني مفكرة إني مش بسمع عياطك كل ليلة

    انسي، لازم تنسي

    سيلين بانفعال وآثار الدموع واضحة على وجنتيها أما عينيها فكانت شديدة الاحمرار

    - انسى ااايه، أنا لو نسيت ولادي هيفكروني...

    أنتي مفكرة إني ببكي عليه، أنا ببكي على نفسي

    عارفة يعني إيه أخلف وأنا حاسه إني عاملة حاجة غلط، مين يصدق إني أتجوزته فعلا.

    أنتي متعرفيش حصلي إيه لما عرفت إني حامل وخصوصا قبلها كان بابا راح  المحكمة عشان يرفع قضية طلاق، طلع مافيش جواز أصلااااا، تعرفي ده معنى إيه،  تعرفي احساسي كان إيه

    نظرت لها ميرال بحزن على حزن الأخرى

    - حبيبتي ليه بتعيدي اللي راح...

    - لأنه ما راحش، سابلي ذكرى بدل الوحدة تنين.

    كبروا وعايزين باباهم، بيسألو عنه كتير وخصوصا سعد متأثر بالموضوع ده  أوي وعقله أكبر من سنه بكتير، ليل نهار بيفكر أبوه ليه مش موجود معاهم ليه  مش شايفينه. كل العيال همهم الأكل والشرب إلا عيالي همهم أبوهم هيرجع امتى  ومهما أحاول أضحك عليهم ماينفعش

    - قولتلك روحيله من أول يوم عملنا فيه فحص الحمل

    خليه يعرف أنه هيبقى أب بس أنتي عندتي.

    - كنت هجري عليه وهكون أسعد وحدة لأني شايلة أطفال منه بس كل حاجة حلوة  ليه عندي أتكسرت لما عرفت إنه مافيش أي إثبات لجوازنا حتى عقد عرفي مافيش

    سابني كدة قدام الريح وراح، بأكتر وقت احتاجته فيه مالقتهوش، غدرني، وخلاني أحس بإحساس الرخص...

    قطبت ميرال حاجبيها بضيق من الأخرى فهي تعذب نفسها بهذا الشكل: سيلييييييين وبعدين بقى...

    كفاية تعيدي اللي فات لأن كل ما تعيديه هتتوجعي نفس الوجع اللي توجعتيه زمان.

    ابتسمت بانكسار وهي تقول: فاكرة زمان لما كنت بتريق ع اللي بيحب وكنت شايفة نفسي ازاي، وكنت بقول مستحيل أسمح لحدا يأذيني بكلمة...

    شفتي حصلي ايه دلوقتي

    نهضت ميرال من مكانها وذهبت لسريرها وهي تقول: قومي اغسلي وشك ونامي بكرة  عندك شغل اللي فات مات ومهما تكلمنا عنه مش هيجينا منه غير الوجع

    - أنتي ردك هيكون ايه على الدكتور عمر هتوافقي

    عليه، ما إن سألتها سيلين حتى التفتت لها وقالت

    بانزعاج من هذا الموضوع.

    - أوافق إيه بس، انا صح اطلقت من سنين بس لسه بنظر القانون مراته مافيش ورقة طلاق تثبت إني أتحررت منه

    - وساكته ليه لحد دلوقتي، مستنية ايه، ماتطلقي رسمي منه وشوفي حياتك أنتي كبرتي دخلتي ب33 سنة

    - ما أنتي عارفة أنا كنت ناوية أعمل كدة بس لما جينا هنا ولحد ما استقرينا  ولقينا شغل كان وقتها أنتي حامل ورافضة تقولي لشاهين ولو أنا رفعت قضية كان  هيعرف مكانا وقتها

    - والحل إيه هتفضلي كدة.

    - أكيد لاء، أصلا أنا كنت ناوية أكلم بابا بالموضوع ده، وأهو جا الوقت  إننا ننهيه، مش عشان لا عمر ولا غيره، أنا رافضة إني أدخل راجل بحياتي تاني

    - ليه، ماتقولي لأنك لسه بتحبيه

    ميرال بنفي وجمود: لاء، بس كل الحكاية إني عايزة أعيش لنفسي كفاية أوي اللي عملته فيها...

    - مش عايزة تبني عيلة...

    - عيلتي أنتم، و ولادك ولادي، صمتت ثم ابتسمت بخفه ثم أكملت بمرح باهت. دي حتى بنتك بتقولي يامامي أكتر منك...

    - عشان واطية زي خالتها قامت وسابتني قاعدة بالأرض، تعالي قوميني،  قالتها وهي ترفع لها ذراعها لتسحبها الأخرى وما إن استقامت أمامها حتى

    دفعتها عنها بهزار وهي تقول بعدما ذهبت تغير ثيابها هي الأخرى

    - اوعي كدة مقدرتش أعيطلي شوية بسببك دايما كاتمة على نفسي بفلسفتك دي...

    - تصبحي على خير، قالتها ميرال وهي تبتسم لها ثم استلقت ودثرت نفسها  جيدا بالغطاء و أخذت تهسهس فورا بالآيات القرآنية القصيرة وكلما انتهت منهم  تعيدهم مرة أخرى وبقت على وضعها هذا حتى نامت

    فهذه هي حيلتها مع نفسها تفعل هذا دائما لتمنع نفسها بالتفكير القاتل الذي ممكن أن يصيبك ما قبل النوم

    في القاهرة

    في إحدى الفلل الراقية تحديدا بالصالة.

    كانت تقف بكامل أناقتها أمام إحدى الزوايا المخصصة للمشروبات الخمرية بكل أنواعها...

    أخذت تسكب نوعها المفضل بداخل كأسين ثم بدأت تضيف مكعبات الثلج عليهم وما  إن انتهت حتى التفتت وذهبت نحو ذلك الذي كان جالسا على الأريكة وهو فاردا  ذراعيه باسترخاء على ظهر الاريكة

    ولكن اعتدل وأخذ منها كأسه عندما وجدها جلست إلى جانبه لالا بل كانت ملتصقه به حرفيا لدرجة كل من يرى يقسم بأنها تجلس بأحضانه

    همست لها بعذوبه: تفضل.

    أخذ يتفحص جسدها بجراءة وهو يقول بتنهيدة: عليا النعمة اللي يشوفك يقول بنهاية التلاتينات

    مين بس يصدق إنك أنتي دخلتي ال 55 سنة

    كرمشت معالم وجهها وهي تقول

    - طب ليه السيرة دي ما كنت ماشي كويس

    سحبها نحوه أكثر وقال: زعلتي يا فرسة

    - طبعا هزعل أنت كل لما نقعد مع بعض تقولي أنتي عندك كام سنة

    - ياااا زيزي ده إن دل على شيء بيدل على إني مش مصدق سنك، دي ولا أجدعها بت تلحقك بجمالك.

    أبعدته عنها بضجر ثم قالت: وحياتك ولا بذكائي هتلاقي زيي، أنت شكلك نسيت  إن أصلا القوبها دي كلها اللي احنا فيها دي وحتى البدل الحلوة اللي  بتلبسها كل يوم أنا السبب فيها، لولايا زمانك اتفرمت من الهجين زي ما فرم  الكل بعد موت سلطان...

    - الهجين، قالها بغل وهو يرفع الكأس لفمه وأخذ يحتسي شرابه ببطئ ونظراته شاردة في اللاشيء لترد عليه الأخرى

    - أيوة الهجين...

    رفع حاجبه وهو يدير وجهها له وقال.

    - لسه بتحني ليه، وبتفكري فيه؟!

    - طبعا مش أنا اللي ربيته

    ضحك دون صوت ثم قال بسخرية: قلب الأم ياعيني عليكي، والأم اللي جواكي ازاي قدرت تتحرش بضناها وتغريه

    - اغري ايه أنت كمان، ده أنا رحتله من كل السكك اللي ممكن تدخلها الست  لراجل وبردو مانفعش لدرجة شكيت أنه فيه حاجة، ده لو كان حجر صوان كان لان  معايا إلا هو معند ورافض حتى يبصلي.

    - قصدك بيفهم مالوش بالرمرمة، ما إن قالها بهمس وهو يشرب شرابه حتى ضربته على كتفه بقوة وهي تقول

    - طب ليه الغلط يا ولا، بلاش تزعلني يافتحي أحسلك أنت مش قد زعلي...

    - خلاص أسحب كلامي بلاش تقلبيها نكد الليلة وتنهيها بخناقة

    نظرت له بعدم رضا ثم تنهدت وقالت: سيبك من كل ده وقولي أخبار البضاعة ايه وصلت ولا لسه...

    - على وصول

    - ااايوه وطالما على وصول خلي الكل يفتح عنيه أكتر.

    أنا مش ناقصة خسارة تانية كفاية أوي البضاعة اللي غرقت بالبحر، ده زمانه السمك تكيف على حسابنا

    فتحي بضجر: نعمل إيه والهجين حاطتنا بدماغه

    ده قلب علينا الطربيزة المرة اللي فاتت وخلانا نلف حوالين نفسنا ومعرفناش  راسنا من رجلينا، وكل ده حصلنا بسببك، قولتلك بلاش نتحداه بس أنتي أصريتي  تضربيه بشغله واحنا مش قده

    زينة بعناد- ومش هسيبه بحاله أبدا، أنا عايزاه يجيلي راكع...

    - هو صحيح ترك الكار بعد مصفاه ابن اللذينا...

    تخيلي واحد محى وكر الأفاعي وفروعه الرئيسية لوحده، فيه اللي ضربه بشغله  لحد ما خلاه ع الحديدة، و في اللي سجنه وفي اللي قتله وأنتي الوحيدة اللي  كبر عقله منك وإلا كان محاكي من أول ماهربتي من الوكر بفلوس سلطان وأسراره

    - ماهو كان لازم أهرب أنت ماشفتش هما عملوا ايه بسلطان، في يومها الكل أعلن ولائهم لشاهين

    ابن سامر اللداغ لعبها صح وخلى رجالة الوكر كلهم.

    بجيبه الصغير...

    رد عليها بعدما ابتسم بسخرية من ماسمعه منها

    - و بعد ده كله عايزاه يجيلك راكع، ده أنتي أحلامك عايزلها أحلام عشان تتحقق...

    - لازم يجيلي مش هسيبه لغيري

    - ياستي حلي عنه احنا ماصدقنا أنه أتشغل دلوقتي بشركته اللي فتحها هو  واخواته كفاية لما آخر مرة رحتيله وساومتيه على نفسك يا إما يتجوزك يا إما  هتبلغي أعدائه إن طليقته هي نقطة ضعفه، ده أنتي لو ناوية تنتحري ماكنتيش  قولتي كدة...

    زينة بغيرة: ماتجبليش سيرتها، قضيت عمري كله أتمنى نظرة منه وفي الآخر ألاقيه مجنون بواحدة تانية وقال إيه

    مايقولش عليها غير ياعشق الهجين، اللقب ده أنا اللي أستحقه مش هي، أنا اللي  بعشقه وبموت فيه مش هي، أنا زينة اللي محدش قدر يهزني هو من أول يوم شفته  فيه وكان لسه مراهق دخل عقلي

    ليقول فتحي بضجر: بتحبي فيه إيه ده، ده قفل ميعرفش يتعامل مع الستات، إيه اللي شدك ليه.

    - راجل، ما إن قالتها بابتسامة حالمة لا تليق بسنها حتى رد عليها الآخر باستنكار

    - نعم ياختي، راجل! واللي قاعد قصادك ده إيه رجل كنبه ولا إيه

    - يافتحي أنا قلبي مالهوش بالصغيرين اللي زيكم

    احنا نستمتع مع بعض آه، بس تملى عيني لاء

    رمى فتحي كأسه بغضب على الأرض ليصدح صوت الكسر بالمكان ثم سحب زينة من مقدمة فستانها نحوه وهو يقول

    - بقى أنا مش مالي عينك.

    نظرت له برغبة وقالت ببرود متعمد: لاء مش مالي عيني هتعملي إيه يعني

    - هعمل كدة، قالها وبحركة سريعه مزق مقدمة فستانها إلى نصفين ثم انقض عليها بغضب شديد

    في صباح فجر اليوم التالي، كانت الساعة مازالت مبكرة جدا، اي مايقارب الخامسة ونصف...

    كان يقف بسيارته أمام إحدى المستشفيات الحكومية، ينتظر خروجها بفارغ الصبر

    يريد أن يراها، يرى طلتها التي تأسره...

    بقي على وضعه هذا ما يقارب النصف ساعة ليعتدل.

    بجلسته بلهفة ما إن رآها تخرج مع زميلتها من داخل المستشفى

    شغل محرك سيارته وذهب وتوقف أمامها قبل أن تتخطى الشارع للجهة الأخرى وما إن أنزل النافذة حتى أمرها: اصعدي

    نظرت هدى الى صديقتها التي استأذنت منها وذهبت لمنزلها لتبقى هي وحيدة أمام مصيرها المكروه هذا

    ليكرر حودة أمره بحدة أكبر: بقولك اصعدي

    - هو أنت مش هتبطل مني بقى وتسبني بحالي.

    - لاء، واركبي يالا والا حابة أنزلك بنفسي أفتحلك الباب، صمت ينتظر منها  التنفيذ وما إن رمقته برفض حتى صرخ بها بصوت عالي نسبيا هاعد من واحد  لتلاتة لو ما ركبتيش هنزل أجيبك من شعرك

    تأفأفت وهي تضرب الأرض بقدمها ثم فتحت الباب وما إن استقرت الى جانبه حتى انطلق بها نحو منزلها بصمت

    ولكنه أخذ يتنفس بغضب كبير ما إن سمع صوت بكائها الصامت. ليقول: بتعيطي ليه أنا عملتلك إيه عشان تعيطي...

    - مش بطيقك يا أخي.

    - أناااا مش أخوكي، ومش بتطقيني ليه. كل ده عشان خليت حبيب القلب يسيبك. لو كان بيحبك بجد ماكنش سابك

    هدى بهجوم: حسين كان بيحبني وأنا بحبه، وجه خطبني، بس منك لله عملت في ايه  عشان يسيب مصر كلها ويهاجر أكيد هددته أتوقع ايه من واحد زيك، أصلا أنا  ماشفتش خير من يوم ماشفتك

    كان يوم أسود، سنين وأنت بتلاحقني وبتأذيني، حل عني بقا

    - خطيبك اللي فرحانه فيه ده أنا مهددتوش يا حلوة.

    أنا بس عرضت عليه عرض مغري شوية وهو أنه يروح يكمل ماجستير برا وشغل  يقبض منه باليورو قصاد أنه يسيبك ليا، عارفة عمل إيه لما قولتله كدة...

    - مش عايزة أسمع، أنت كداب، قالتها وهي تضع يدها على أذنيها برفض لسماعه  حركتها هذه استفزته كثيرا ليسحب يدها للأسفل بقوة وهو يقول بغضب

    - أنا مش كداب بس أنتي اللي مش عايزة تصدقي.

    هو وافق بلحظتها حتى مافكرش ولا تردد وبنفس اليوم فسخ خطوبته منك، و  دلوقتي ممكن تقوليلي فين حبه ليكي، ده لو كان راجل تاني عنده غيرة على عرضه  كان ضربني بالبونية قبل حتى ما كمل عرضي بس ده ماصدق نفسه من الفرحة و

    وافق بساعتها

    غصت بالبكاء بحرقة و وجع على حبها الذي ضاع بلمحة عين بعدما سرق منها أكثر من أربع سنين من عمرها، كانت مخدوعة فيه.

    توقف حودة عن القيادة على جانب الطريق ثم سحب منديل ورقي ومده لها وهو ينظر للطريق و يقول بجمود: ماتعيطيش على واحد مايعرفش قيمتك

    سحبت منه المنديل بضيق وهي تقول

    - ماكنتش عارفة العياط ايه غير لما دخلت حياتي

    نفسي أعرف أنت جايب طولة البال دي منين ده لو غيرك كان زهق مني وراح وخصوصا  إني انخطبت رسمي لغيرك، وقتها قولت خلاص هينسحب بهدوء بس العكس حصل

    - اللي بيعوز حاجة بجد مستحيل يجي يوم ويسيبها غير وهي في حضنه.

    - ايوه بس أنا مش بحبك أغنيهالك يعني عشان تفهمها

    ليقول حودة بضيق داخلي ولكنه حافظ على لا مبالاته المصطنعة: عادي يادكتورة  مش مهم تحبيني، أنا أصلا ماتعودتش على أنه في حد بيحبني كفاية إني عايزك

    مسحت دموعها وقالت: وصلني البيت أكيد زمان أهلي انشغل بالهم عليا

    أومأ لها برأسه ثم أعاد تشغيل المحرك وهو يقول

    - أنا ملاحظ إن أهلك مدلعينك بزيادة وخصوصا أخوكي الكبير.

    نظرت له باستغراب وقال: طبعا هيدلعوني مش بنتهم الوحيدة وآخر العنقود

    - ايوة بس ده بيدايقني

    - وأنت مالك يدايقك ليه

    - بغير عليكي منهم...

    - نعم

    - اللي سمعتيه، و خفي هزار مع ولاد خالاتك لاحسن

    يوحشوكي

    - أنت بتقول إيه، أنت مش طبيعي وبعدين بطل كلامك اللي كله أمر في أمر

    انتظرته يرد عليها إلا أن ردة فعله كانت فعل وليس كلام عندما وجدته يسحب يدها اليسرى وقبلها واحتضنها داخل كفه...

    حاولت هدى أن تسحب يدها منه وهي تقول بانفعال

    - سيب ايدي

    رفعها لثغره وقبلها للمرة الثانية ثم حررها بهدوء

    ليكمل طريقه نحو منزلها والصمت أصبح سيد الموقف بينهم، وماهي سوا دقائق حتى وصل لمنطقة بسيطة ليست بالشعبية ولا بالراقية

    وما إن توقف أمام العمارة القاطنة بها حتى عضت هدى شفتها السفلية بقوة ثم  قالت: نفسي أعرف أنت ازاي قدرت تصاحب اخواني وتخليهم يثقوا فيك لدرجة أنهم  يخلوك تجيبني وتوديني الشغل عادي كدة.

    - هو أنتي متعرفيش إني فهمتهم إني شغال سواق عشان كدة أنتي جزء من شغلي دلوقتي

    - والله هاين عليا إني أروحلهم وأقولهم على حقيقتك

    - اللي هي ايه

    - إنك صايع ومخادع وبتاع تلات ورقات واااء وااا

    أخذت تتلعثم بكلامها ما إن وجدته التفت لها برأسه ورمقها بحدة جعلها تبتلع  ما تبقى من حروف أعاد نظره للأمام وهو يقول بصيغة الأمر المعروفة

    - انزلي يالا، ونامي وارتاحي، ولما أكلمك ردي عليا

    - مش هرد هي مش عافية.

    - لاء عافية، ما إن قالها بصوت غاضب وهو يضرب الدركسيون براحته حتى نفخت  وجنتيها بضجر ثم نزلت وفتحت الباب وأغلقته بكل قوتها وركضت لداخل  العمارة...

    أخذ حودة ينظر لأثرها وما إن اختفت حتى ابتسم بخفه وأخذ يرجع للخلف بهيام  نادر، لا يظهر إلا مع تلك الفاتنة التي فتنته ولوعته بها لسنين

    حرك سيارته وانطلق متوجها لمنزل غالية كما أخبره يحيى ليلة أمس

    في شركة اللداغ في المكتب الخاص برئيس الشئون القانونية...

    كان يجلس خلف مكتبه يدقق بنود العقود بدقة متناهية وما إن ينتهي من ورقة حتى يسحب ورقة أخرى وما إن ينتهي من ملف حتى يأخذ ملف آخر

    لينطق بعد صمت طويل: بتبص عليا كدة ليه ماتقوم تشوف شغلك

    ياسين بانزعاج: أنت ازاي عايش كدة، حياتك شغل في شغل ارحم نفسك

    ترك شاهين مابيده ونظر له وقال: والشغل ده كله مين اللي يعمله

    - الموظفين طبعا، أنت بتعمل شغلك وترجع تدقق حرف حرف من ملفات شغلهم.

    أعاد نظره للملف وقال: العقود والأوراق دي ماينفعش نعتمد فيها عليهم لازم تدقق صح

    - خلي مدير المكتب هو اللي يعمل كدة

    - أراجعهم أنا للتأكيد، ما أنت عارف إني مش بثق بحد

    وخصوصا في حكاية الشغل

    - أنت كدة بتموت نفسك، لو بتحبها بالشكل ده ليه مش بتدور عليها. ليه؟

    أغلق الملف و وضعه فوق الآخر وقال- ما أنت بتدور على مراتك بقالك سنين عرفت تلاقيها.

    ضرب فخذه بحرقة وهو يقول: ااااخ فص ملح وداب، يا ما نفسي أمسك سعد من  رقبته وماسبهاش إلا لما أدفنه جنب سلطان، بقى يحرمني منها ويلوعني عليها  بالشكل ده، ده أنا ماسبتش مكان ما دورتش فيه في لوس انجلوس...

    رجع شاهين بجسده للخلف ليسنده بتعب وهو يقول: متأكد انهم سافروا هناك

    - ايوه متأكد، ده أنا شفت كشف أسماء المسافرين بعنيا...

    رفع طرف فمه بستنكار وقال: ازاي تقدر تسافر من غير موافقتك هي لسه مراتك بنظر القانون...

    ياسين بحيرة: ماهو ده اللي هيجنني

    - لأنك غبي عشان كدة ماقدرتش توصلها

    - ليه بتقول كدة

    - لأنه ببساطة هي مش برا مصر...

    - بقولك شفت أسمائهم بنفسي من ضمن اللي سافروا

    - مش يمكن يكون خدعة

    - أنت كنت شاكك كدة من الأول صح

    - ايوه، ما إن قالها ببروده المصطنع حتى انفجر به الآخر بغيظ.

    - وماقولتش ليه وأنت شايفني كل شهر والا شهرين بسافر هناك وأدور بنفسي ده غير رجالتي اللي طلعت عينيهم على أنهم يلاقولي خبر منهم

    رفع منكبيه وقال- ماقولتلكش لأنك ماسئلتنيش

    - شاهين بلاش استفزازك ده هي الحاجات دي محتاجة سؤال...

    - أنت اللي خدعك غرورك بنفسك لدرجة إن غباءك طغى عليك

    - مقبولة منك، بس ايه

    - ايه

    - مش هتدور عليهم جوا مصر

    تنهد بحزن وقال بنفي: لاء.

    - لاء ليه، معقولة نسيت سيلينتك، ولا خايف تلاقيها بعد الوقت ده كله تكون نسياك واحتمال تكون اتجوزت كمان وخلفت من جوزها وااااااه

    تأوه بألم عندما ضربه الآخر بالتحفة الموجودة على سطح المكتب، أخذ ياسين يمسح على صدره بوجع وهو يقول

    - يخربيتك، ما براحة ياعم، وبعدين لو بتغير عليها كدة ازاي هتتحمل لو طلع كلامي صح، سيلين عنيدة وقوية وممكن تتجوز بس عشان تأذيك.

    - ماتقدرش تتجوز غيري، هي بنظر الناس لسه ما تجوزتش، وبنفس الوقت هي متجوزه بس مافيش ورقة تأكد كلامها...

    نهض من كرسيه وهو يقول بصدمة: نهاااااارك اسودددددد أنت لسه ماثبتش الجواز...

    - لا

    ياسين بذهول: اااايه الجبروت ده، أنت ازاي تعمل فيها كدة وقال بيحبها قال أومال لو كنت حالف تأذيها كنت عملت ايه...

    - كان لازم أضمن إنها ماتكونش لغيري حتى لو سبتها.

    - أاااناني، أنا صح مش بطيقها بس أنت جيت عليها أوي بالنقطة دي، أنت كدة  ماخلتش أي خط رجوع مابينكم، أنت مافكرتش بحالتها لما تعرف بده حيحصلها ايه

    - لاء مافكرتش بده كله، غير إنها ماتبقاش لغيري

    - تبقى تستاهل اللي هيجرالك منها ياهجين...

    مشكلتكم أنت ويحيى إنكم ماتعلمتوش من غلطي واللي حصلي و آدي النتيجة واحد عايش زي المكنة للشغل بس والتاني هيموت وتبصله بنظرة رضا...

    صمت وأخذ ينهج بضيق من أفعال اخوته فهو قد تعلم من درسه إلا أن الآخرين لم يتعظوا منه، ليقول بعد ما مرت ثواني من الصمت

    عارف مشكلة ولاد اللداغ إيه، هو إنهم اعداء نفسهم

    محدش يقدر يأذينا احنا اللي بنأذي نفسنا بنفسنا

    أنا رايح لمكتبي وأنت خليك كدة أوعى تلين، وقال ايه بيحب ماهر عشان كدة  مايقدرش يبص بعين سيلينا بعد اللي حصل، ده بدل ماتحتويها أكتر لأنها طلعت  من لحمك ودمك...

    اااسمع غلطة الشاطر بألف ياشاهين وأنت غلطتك هتدفعها أضعاف الشاطر ده

    قال كلامه هذا ثم تركه وخرج مخنوق شوقا لتلك القاسية التي هجرته جسد دون روح...

    أما شاهين أخذ يبتلع لعابه باختناق حقيقي والدموع ملأت عينيه حزنا لا أحد  يفهمه لا أحد، لو بقت معه لتأذت، منه قبل أن تتأذى من غيره، هذا غير عذاب  ضميره تجاهها من كل ما افتعله بحقها كان يجب أن يحررها من سجنه لتعيش وتعود  لحياتها السابقة.

    أغمض عينيه بسكون وما إن تخيل طيفها يحوم حوله لتقبله من فكه حتى نزلت دمعه منه بهدوء ليهمس لها وكأنها موجودة فعلا

    - وحشتيني ياعشقي

    رفع يده ودعك وجهه بقوة ثم نهض وهو يحمل متعلقاته الشخصية وخرج من مكتبه لا بل من الشركة بأكملها متوجها للمزرعة الخاصة به

    يريد أن يذهب ويرمي نفسه بذكرياتها التي تحاوط ذلك المكان بكل زاوية منه

    مساء بشقة صغيرة ولكنها جميلة ودافئة ذات تصميم راقي جدا ولكنه بسيط...

    - وبعدين بقى خيلتيني، قالتها والدة غالية وهي ترى ابنتها تأخذ الصالة ذهابا و إيابا لترد عليها الأخرى

    - هما تأخروا كدة ليه، يكونش وعي بحته كدة ولا كدة ويحيى مخبي عليا عشان كدة لسه ماجابهوش

    - بلاش وسواس اتعوذي من الشيطان الرجيم يابنتي

    دي مش اول مرة يعني يروح مع أبوه وبعدين ده بيموت فيه أنتي مش شايفة أنه متعلق فيه قد إيه

    - وده اللي مخوفني و..... 

     تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

     مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا

    تعليقات