رواية وكر الافاعى الفصل الحادي والثلاثون والثانى والثلاثون بقلم امانى جلال حصريه
رواية وكر الافاعى الفصل الحادي والثلاثون والثانى والثلاثون بقلم امانى جلال حصريه
31×32
ما إن اختفى صوت غلاته من الخارج حتى تأكد من خروجها الفعلي ليدفع عنه بنفس اللحظة تلك التي تلتصق به كالغراء بكل قوته مما جعلها ترتد للخلف بخطوات متعثرة ، كادت أن تقترب منه مرة أخرى لتتلمسه وترى ما به إلا أنه منعها من هذا الفعل ما إن رفع يده أمامها ثم أشار الى الباب وهو يصرخ بها بثمالة
براااا
أما الأخرى لم تتحرك من مكانها وأخذت تنظر له بذهول من تغيره المفاجئ هذا ولكنها سرعان ما فتحت عينيها بفزع وذهبت نحو باب الغرفة وفتحته لتفر هاربة ما إن وجدته قد تحول الى وحش و بدأ يكسر كل ما تصل إليه يده وهو يصرخ بها لكي تخرج ...
لم تتوقف بل ما إن وجدت باب الشقة مفتوح على مصراعيه حتى خرجت منه دون أن تلتفت لما يحدث ورائها فصوت التكسير مع صراخه رج المكان وجعل الرعب يدب أوصالها
أخذت تنزل بسرعة على السلم لتصطدم بنهايته بحائط معضل والذي لم يكن سوا ياسين الذي أبعدها عنه باستغراب لتتخطاه وتكمل طريقها بخوف أكبر من ذي قبل فهي تعرفه حق المعرفة ... دائما ما كانت تراه مع يحيى بسهراته
نظر شاهين الى أخيه الذي كان ملتفت ينظر لها كيف تخرج من البوابة مفزوعة... ليقول بتأفأف بتعرفها صح ... أكيد هي دي اللي قالوا عليها الرجالة أنه جايبها معه
رد عليه ياسين بتأكيد وهو يلتفت له - هي
شاهين بقصف جبهة طبعاً هتعرفها ماهو أنت واخد على القرف ده زیه
اااااالله يا هجين أنت هتقلب عليا ولا إيه
لا أقلب عليك ولا تقلب عليا تعالى معايا نشوف الدنجوان اللي فوق هبب ايه المرادي .... قالها وهو يصعد ليلحق به الآخر وهو يقول بقلة حيلة
هاجي معاك هروح فين يعني مع إني مش متفائل
دخلوا الى الشقة وعلامات الاستغراب تزين وجوههم ما إن وجدوا بابها مفتوح بشكل يثير الشك نظروا حولهم للصالة كانت مزينة بطريقة جميلة
وهذا ما زاد شكهم أضعاف ليتوجه الهجين نحو الغرفة المفتوحة أيضاً ليتوقف ما إن دخلها هو والآخر عندما وجدو أخاهم الروحي الذي كان شارد بعالم آخر يجلس على الأرض وهو يسند ظهره على قاعدة السرير و أزرار قميصه كلها مفتوحه وثيابه غير مهندمة هذا غير أن الأثاث كله محطم
رفع يحيى يده ليمتص من سيجارته التي كانت مستقرة بين أنامله لياخذ جرعة كبيرة من النيكوتين ثم ما إن زفر دخانها بضجر حتى أخذ يمرر باطن كفه على وجهه ثم أخذ يدعك عينيه بقوة يرفض البكاء لفقدان جزء من روحه بتمام إرادته
يحيى .... همس بها شاهين وهو يجلس أمامه نصف جلسة ليتجاهله الآخر وهو ينظر لياسين ويقول بأخلاقه المعدومة وغطرسته المعروفة
احسب بوظتلك في شقتك ايه وكسرتلك ايه فيها وابقى صلحها على حسابي ومتدوشناش بعتابك
ابتسم ياسين بخفة عليه وقال ياعم مش مهم
أهم حاجة إن السقف لسه موجود و الباقي يتعوض وبعدين جيبي وجيبك واحد
أشاح بيده وهو يقول بلسان ثقيل وهو يجر حروف الكلمات جر من شدة ثمالته
وفرررر كرمك ده مع غيري لأن ماااافيش حاجةةةة تتعوض .... ابداً ..... ولاااااا حتى تتنسي .. وخصوصا ... هااا وخصوصا لما تعرف إنك كنت مخدوع من اخواتك اللي هماااااا كانوا عزوتك .. عشان تلاقي نفسك ؛ في الآخر تطلع مضحوك عليك ومن مييييين ..... ردو عليااا ساكتين ليه
شاهين بجدية - يحيى أنت متعرفش حاجة عشان تحكم علينا من اللي سمعته بس
رفع يحيى سبابته وأخذ يحركها بتأكيد وهو يقول بقهر لا يوصف
صح أنا معرفش ... أناااا غلطان ... فهمني أنت يا كبير ولا أقولك يابن عمي ... ماتفهمني وقولي إنك فاهم غلط و إنك مش ابن حرام ولاااا يكونش أنا فعلاً ابن حرام وأنت سكت وخبيت عشان سمعت عمك حبيب قلبك اللي كنت دائماً تشكر فيه وبحنانه عليك
أخذ يطرق بأصابعه بتفكير ويكمل ... هوووو كان اسمه ااايه ... قولوا معايا ....ااااه كان اسمه ماهر.... يعني أنا دلوقتي اسمي يحيى ماهر اللداغ صح..... ما تنطقوا اسمي كدة ولا في غلط كمان وأنا لسه معرفوش
مش وقت الكلام ده قوم معايا عشان أفوقك وبعدها يبقى نقعد نتكلم .... قالها الهجين وهو يمسكه من مرفقه ليجعله ينهض إلا أنه سحب ذراعه منه وهو يقول برفض
اجي فين ... ما أنا فايق أهو
ياسين بتهكم لاء ما هو واضح إنك فايق ... إلا قولي بصحيحمراتك فين من كل الدوشة دي وازاي سيباك تجيب ست ع البيت وهي موجودة
راحت .... ما إن نطقها بحزن حتى قطب شاهين حاجبيه باستغراب وهو يقول بشك
راحت فين ده احنا قبل ما نجي على هنا الحرس قالوا إن الشقة ما فيهاش غير غالية وأنا متأكد من المعلومة دي
يحيى بكلمات متقطعه - أيوه بس هي...
سحبه من قميصه المفتوح وهو يقول بترقب هي اااايه ما تتكلم ... فين غالية يالااااا
نظر له كالطفل المذنب وقال باختناق دون حتى أن يبعده عنه سابتني وراحت لأهلها لأني جبت وحدة معايا هنا فزعلت مني ، أنا كنت عايزها تمشي أصلا أنا ما نفعش أكون ليها لااااا حبيب ولاااا جوز ولاااا حتى أكون في يوم أب لولادها... أنا منفعش لكل ده هي اللي قالتلي كدة
عارف قالتلي كدة ليه لأني ابن حرام ..... وجودها جنبي من الأول غلط ... أنا فين وهي فييين ... سلطان معاه حق احنا ما ننفعش نفتح بيت ونبني عيلة .... الكار ده مش كارنا
قوم معايا ..... قالها شاهين وهو يسحبه معه هذه المرة بقوة جعلته ينهض معه رغما عنه وسحبه إلى الحمام وما إن أدخله حتى دفعه تحت الدوش وفتح الماء عليه ... توقع عندما يتبلل سيفوق وهكذا سيستطيع التكلم معه بهدوء إلا أنه وجدة انهار أكثر
جلس على الأرض وهو يبكي بحرقة وهو يقول بحسرة قلب والله بحبها ... وعايزها بسسسس هي مش عايزاااااني ... مش بطيقني .... دايما بشوف الرفض والحقد بعنيها ليا بس..... حقها أنا أذتها كتير عشان كدة قولت لازم تمشي من هنا قبل ما تتوسخ فينا أكثر من كدة ... أنا ما بقتش عايزها معايا خلااااص ، كان لازم أعتقها مني كان لازم تمشي.. هي تستاهل إنسان أحسن مني
و أهو مشيت.. ارتحت دلوقتي .... قالها ياسين وهو يقف عند باب الحمام وينظر له بحزن على حالته هذه ليرفع الآخر نظره له وهو يقول بغصة
- مافيش راحة في بعدها
نظر له شاهين بعتاب حميتك من الناس كلها بس مقدرتش أحميك من تهورك ..... واللي حصلك دلوقتي درس لازم تتعلم منه عشان مرة تانية ما تاخدش قرار مصيري بوقت غضب
ليقول ياسين بتكملة عن الآخر وبعدين لو عايزها تمشيها كان لاقيت طريقة أحسن من كدة ، أنت دلوقتي قطعت كل خيوط الرجوع ما بينكم
رفع طرف شفتيه وقال بضجر شوف مين بيتكلم ... ما كنت عملت بنصيحتك دي مع ميرال
صرخ به ياسين بانفعال ما عملتش بيها لأني كنت زيك غبي .... لاااا مش زيك .... انا كنت بكرهها وماكتشفتش إني بحبها إلا بعد فوات الأوان بس أنت بقى عذرك ايه
رفع وجهه للماء وكأنه يريد أن يطفئ نار قلبه ثم قال بانكسار ما إن نظر له مرة أخرى
عذري إنها بتكرهني مش بتحبني ف أنا أديتها سبب قوي بكرهها ده ليا ... دلوقتي بقى ليها سبب قهري
سحب الهجين شعره للخلف باختناق ثم نهض وأغلق تدفق الماء من الدوش ليخرج بعدها من الحمام بعدما رمى منشفة كبير لذلك الذي يجثوا على الأرض وهو يقول بأمر
غير هدومك و احنا مستنينك برا
أغلق الباب عليه وخرج للصالة ليلتفت الى ياسين الذي قال هنعمل ايه
تنهد بحيرة ورد عليه بعدما جلس على الأريكة بتعب - معرفش
أما في الداخل خرج يحيى من الحمام وهو يضع المنشفه حول خصره وتوجه نحو الدولاب بحذر لكي لا بنجرح بشظايا البلول على الأرض ، أخرج ثيابه ليرتديها وبدأ يرتديها وما إن انتهى حتى خرج و نظر لاخوته وهو يقول بجدية بعدما ذهب وجلس أمام الآخر محاولا أن يتجاهل كل التجهيزات الموجودة بالأرجاء وخاصة طاولة الطعام
و دلوقتي أقدر أعرف أنا ابن مين يا هجين... ده لو حابب تتكلم يعني وتعطف عليا بعد السنين دي كلها
نظر له شاهين دون أن يرفع رأسه وقال بحدة يحيى بلاش أسلوبك ده معايا
فين الغلط في اللي قولته تقدر تنكر إنك كنت عارف أبويا مين وخبيت عليا
خبيت لمصلحتك
رفع حاجبيه بذهول مصطنع وهو يقول - مصلحتي ؟! إني أفضل معمي على عيوني .
شاهين بتوضيح كنت عايزني أقولك ايه وأنا نفسي ماكنتش متأكد ولما تأكدت ما قدرتش أتكلم لأني كنت زيك دلوقتي مصدوم
أخذ يضرب يحيى صدره بقبضته وهو يقول بخيبة مين اللي سمحلك تخبي عليا ..... وأنت أكثر واحد كنت عارف إن الموضوع ده بياكل فيا زي المرض الخبيث ... هنت عليك !!!!!أزاي؟
- اسمعني بالأول واحكم
مش عايز أسمعكم ..... وبالذات أنت .... من اللحظة دي
قاطعه الهجين وهو ينهض من مكانه بشراسة غصب عنك هتسمعني ... وبعدين بغض النظر عن الدم اللي ما بينا احنا اخوات
مش عايزكم تبقوا اخواتي
ما إن قالها يحيى حتى رد عليه الآخر بانفعال وهو يدفعه أمامه
ماهو مش بكيفك يا ابن اللداغ ... و دلوقتي امشي قدامي
وقف ياسين بينهم وهو يقول بمحاولة أن يهديء الوضع...... على فين بس ...؟! الموضوع ما يتحلش كدة
لاااا كدة ونص ... ويالا بينا ع الوكر عشان سلطان أول واحد هيتحاسب ماهو اللي كشف الأوراق... يبقى يتحمل النتيجة واللي هيحصله مني...
قالها شاهين بتوعد غاضب ثم تركهم وخرج برا الشقة ليتنهد ياسين وهو يقترب من الآخر ويحتضنه تحت ذراعه ويقول بعتاب محب
بقى كدة يا يحيى تزعل شاهين منك وأنت عارف غلاوتك عنده
أبعده عنه وقال بضيق مش وقتك يا ياسين أنا مش طايقك أنت التاني
طب يالا يا أخويا جتك ضربة بدماغك الناشفة دي قالها وهو يخرج معه وما إن نزلوا حتى نظروا لبعضهم بستغراب ما إن وجدوا الهجين يقف مع بعض رجال الوكر أمام مدخل العمارة ومن ضمنهم حودة
في ايه ؟؟؟؟ .. قالها ياسين باستفسار وهو يقترب منهم ليلتفت له شاهين وهو يقول - تلفونك فين ؟
بالعربية ... ليه ...؟؟؟
شاهين بحيرة... - بقالهم ساعة بيكلمونا عشان يقولولنا إن غالية
اقترب منهم يحيى وهو يقاطعه بخوف - مالها
شاهین باندفاع أنت بالذات مش عايز أسمع صوتك ساااااامع ... ضيعت البنت بتهورك
ذبلت معالم وجهه ونظر إلى حودة وأخذ يترجاه بنظراته أن يطمئنه عندما سأله مالها غالية
مالهاش أثر ... ما إن نطقها حتى قال بعدم فهم يعني ايه ؟؟؟
حودة بتوضيح الرجاله قالوا أول ما نزلت جريت بالطريق ده فلما لحقوها مالقوش ليها أي أثر .
يحيى بتردد - هتروح فين يعني أكيد رجعت عند أمها
حودة بنفي - ما حصلش ..... أنا لسه كنت هناك ماهما لما اتصلوا ب ياسين كتير وماردش كلموني وبلغوني بحكم إني قريب لیکم
رد عليه يحيى بانفعال أيوه يعني هتروح فين بالليل كدة
ولسه واخد بالك إن الدنيا ليل ولما خلتها تنزل عقلك كان فين آااااه نسيت كنت شارب السم الهاري وقتها... ما إن قالها شاهين حتى ربت ياسين على كتفه بمعنى اهدأ قليلا ولا تنفعل... فهذا ليس وقته الآن
>تقدم نحوهم احد رجالهم الذي ما يزال تحت السن القانوني وقال بتردد وخوف من ردة فعلهم
أنا لحقتها و اااء ووو
يحيى بعدم صبر - ما تتكلم
نظر إلى شاهين وقال أديني الأمان يا هجين
انقض عليه يحيى وخنقه وهو يقول بانفعال امان ايه ؟؟؟؟ نهارك أسود غلاتي فيين حصلها إيه
سيبه .... قالها شاهين وهو يسحب منه هذا الصبي الذي انضم الرجال الوكر حديثاً ثم سأله بترقب بعدما وضع يده على أحد منكبيه
ليك الأمان من الهجين ... بس قولي هي فين
معرفش إذا كانت هي والا لاء
أنت هتهزر
هششششششش مش وقتك .... قالها وهو ينظر إلى يحيى بنظرة حادة مرعبة ثم التفت الآخر وأكمل أنت شفت إيه بالضبط
لما نزلت تجري أنا أول واحد خدت بالي منها وجريت ورحت وراها من باب الفضول مش أكثر كنت عايز أعرف مين دي ونزلت بالشكل ده ليه
- أيوه بعدين
كانت بتعيط بصوت عالي ولما بعدت شوية عن هنا لاقيت رجالة حوليها كتموا صوتها بمنديل واخدوها بالعربية وجريوا بيها
رقم العربية ونوعها كان ايه
ما شفتش كويس كانت ظلمه.... ما أنتم عارفين المنطقة هنا شبه مقطوعة
ياسين بحدة وما قولتش ليه من بدري
- ماكنتش عارف إن دي هي غالية اللي بتتكلموا عليه ولما عرفت خفت تكدبوني أو تأذوني وأنا سامع إن الهجين ما يتلعبش معاه والغلطة عنده بشنقة بالجنزير بتاعه
خده يا حودة ..... ما إن أمره بها حتى سحبه حودة من أمامهم ليصرخ الآخر بفزع وهو يقول بترجي
والله يا هجين قولت كل اللي شفته ماتخليهمش يأذوني أنا معملتش حاجة
ماتخافش الهجين أداك الأمان .... ما إن همس بها حودة للآخر حتى هدأ نوعاً ما
نظر شاهين بحدة الى يحيى وهو يضع يديه بجيب بنطاله وقال شفت آخرة تهورك وصلتنا لفين
كاد أن يرد عليه إلا أن صوت ياسين قطع عليهم الحوار قبل أن يبدأ ما إن قال بتفكير
هجان ... أكيد هو اللي عملها
نظر له شاهين بعدم اقتناع تفتكر ؟!!!
ياسين بتأكيد مافيش غيره هو اللي كان متوعد ليحيى من زمان فاكر لما دبروا الحادثة ليه هو وغالب منصور ... كان لازم من وقتها أعمل زيك وأخلص عليه
ومستني إيه يالا بينا .... قالها يحيى وهو يذهب نحو سيارته ليلحق به الآخر ولكن قبل أن يصعد استدار الى شاهين الذي كان مايزال يقف بمكانه بشرود حتى قال
مش هتيجي معانا
مش من الحكمة نسيب الساحة فاضية ونجري كلنا على نقطة وحدة
سند ياسين ذراعه على باب السيارة المفتوحليه أنت شاكك بحد تاني ؟!
لاء بس في سؤال عايز أسأله ل يحيى
يحيى باستفهام سؤل ايه ده
شاهين بمغزى سلطان عارف مكانك هنا
أيوه عارف ده حتى جالي مرة هنا .... ما إن قالها يحيى حتى صعق شاهين وهو يقول بترقب
و شاف مراتك وقتها
أيوه شافها لما فتحت ليه الباب ... بتسأل ليه
شاهين بتدارك الموقف لاء ابدا ... انا بس عايز اعرف كم شخص عارفين مكانك هنا مش أكثر
ياسين باستفسار - شاكك بحاجة
أومأ له وقال - بحاجات مش حاجة وحدة بس ، روحوا يالا.... وبلغوني باللي هيحصل معاكم هناك
ياسين بتحذير - ماشي .... ولو وصلت لحاجة بلاش تتحرك لوحدك استنانا
وهو ده اللي هيحصل
سلام ...... قالها وصعد مع الآخر لينطلقوا نحو الواحات المقر الرئيسي لهجان وجماعته
صرخ شاهين بها بصوت يرعد ما إن اختفت سيارتهم من أمامه حتى اقترب منه الآخر وقال بعملية تحت أمرك يا هجين
شاهين بمغزی - سلطان فين..؟؟؟
سافر من كم ساعة بس
شاهين بترقب يعني هو مش بالوكر دلوقتي
لاء
-هيرجع امتى ؟!
- يومين ثلاثة بالكتير
يومين ثلاثة بالكتير
عايزك تروح الوكر وتنزرع فيه وماتخليش حد يشوفك لأنهم عارفينك وعارفين وفائك لينا وأول ما يظهر تبلغني فورا
شاكك بحاجة
شاهين بشك غالية عنده
- مستحيل
المستنقع اللي احنا عايشين فيه خلاني أشك بنفسي و أكيد غالية زمانها بالوكر ولو اتدخلت أنا هيخفوها فعشان كدة عايز أديهم الأمان وأخليك تكون عنيا اللي هناك لغاية ما لازم نلاقيها قبل ما يرجع سلطان أعرف مكانها فين بالضبط ما هو أكيد مازرش يحيى محبة أو الله كدة
اعتبره حصل يا هجين .... بس السؤال هنا ليه سبتهم يروحوا لهجان
ما يمكن أطلع غلطان ... مع إن عمرها ما حصلت بس أهو الحذر واجب
لو شكك طلع بمحله هتعمل ايه
- همحي الوكر باللي فيه.. ... عرض اللداغ مش متاح للعب فيه واللي حصل لأمي زمان مش هيتكرر تاني ... أنا الهجين مش سامر اللداغ عشان أبلعها واسكت... قال ايه خايف علينا ماكنا متنا ولا العيشة اللي عايشينها دي والهانم اللي في المزرعة - مالها
هي أول وحدة هتتأذي لو قلبت الطاولة عامل حسابي ع النقطة دي . صمت قليلا وهو يكز على أسنانه ثم أكمل بغيرة ... وبعدين أنت بتجيب سيرتها ليه أنت مش هتخاف عليها أكثر مني
نطق الآخر بتوتر - مش قصدي يا هجين
روح شوف شغلك وبلغني بكل جديد ومش عايز لوك كتير سااااامع
أومأ له حودة بنعم بتوتر وانسحب من جانبه دون أن ينطق بحرف ف الآن ليس وقت النقاش لا بل وقت التنفيذ دون اي مجادلة
على الجانب الآخر بالتحديد بالواحات الغربية توقفت سيارة يحيى وخلفهم الحرس بسياراتهم ذوات الدفع الرباعي
نزل أولاد اللداغ وتوجهوا نحو أحد الغرز وما إن دخلوها حتى ذهب يحيى بسرعة البرق نحو هدفه الذي كان يجلس بينهم وهو يشرب سيجارة ملغمة (حشيش)
ولكن قبل أن تصل فمه ليستنشق منها السم حتى وجد من يقبض على يده بعنف ليسحبها منه وأطفئها بوجهه بالتحديد بالنصف المشوة من قبل ياسين مما جعل الآخر يصرخ بصوت عالي كاد أن يتدخل الموجودين إلا أن رجال الوكر رفعوا أسلحتهم عليهم باستعداد تام لقتلهم مما جعل الجميع يرفعو أيديهم باستسلام وفرت الغانيات منهم
مسكه من مقدمة شعره وسحبه خلفه لمنتصف المكان بعدما ضرب رأسه على الطاولة التي أمامهم وما إن وقف ونظر له بغل حتى قال بصوت يفح بغضب ثعبان لا يستهان به بعدما ضربه مرة أخرى على أنفه
غالية فين
هجان باستنكار - مين غالية دي
انطق وديتها فين لحسن أكمل على نص وشك الثاني .
نظر هجان من طرف عينيه بصعوبه ل ياسين الذي كان يراقب كل هذا بهدوء ليقول بترجي
والله يا ياسين معرفش أنتم بتتكلموا عن إيه
عته يحيى من تلابيبه وهو يصرخ به سيبك منه وكلمني أناااااا
ما أنت مش راضي تتفاهم إيدك بتشتغل قبل لسانك
تلاشت كلماته منه وأخذ يسعل باختناق ما إن ضغط يحيى على حنجرته بقوة ليتدفع الدماء أثر من فمه ما إن عالجة بركلة بركبته على أسفل معدته ليسقط على الأرض الحجرية عندما دفعه عنه وكأنه حشرة
ثم انحنى بجذعه نحوه وهو بقول بتهديد
لو عرفت أنها عندك أو إنك عارف مكانها وخبيت لهعلقك ع بوابة الوكر زي الدبيحة ... لا تقولي هجين ولا ياسين أنت لسه ما شفتش جنان يحيى بيكون ازاي وخصوصا لما يتعلق الموضوع بغلا الروح
تأوه هجان بعنف وأخذ يتلوى وجعا ما إن تلقى ضربة من قدمه على وجهه أدت الى كسر أسنانه داخل فمه واحتمال سبب له كسر ايضاً برباعيتها
ولكن الآخر لم يكترث حتى وإن مات تركه وخرج من المكان كله بعدما دخل رجالهم وقالوا
- مالاقيناش حاجة
صعد بسيارته بسرعة وقبل أن ينطلق بها وجد أخيه يصعد إلى جانبه .... وبالطبع خلفهم سيارات الحرس
أخذ يشق الطريق الصحراوي بسرعة خيالية ليبعد إحدى يده عن الدركسيون و أخذ يفتح الأزرار الأولى من قميصه باختناق
لم يشعر متى غزت دموعه وجنتيه ما إن داهمه طيف ابتسامتها التي نادراً ما كان يراها.. ليليه نظراتها الغاضبة التي كانت دائماً ماترمقه بها
أخذ يمسح وجهه ليخفى دموعه عن أخيه ولكن عن أي اخفاء نتحدث فشهقاته ارتفعت دون وعي منه ..... ليأخذ بضرب الموقد بانهيار مما جعل ياسين يطلب منه التوقف
وقف على جنب
ولكن الآخر وكأنه سمع عكس ذلك ف أخذ يزيد السرعة
اضعاف ... صرخ به ياسين بعصبية وهو يعتدل بجلسته
الله يخربيتك هتقلبنا ... يحيى !!!!!!!!!
يحيى بدموع قهرية ضاعت غالية مني ضاعت
وحنضيع احنا وراها لو ما وقفتش ياغبي
أنا معرفش ازاي خدت القرار الغلط ده .... أنا مقدرش أعيش من غيرها
تعيش من غيرها ايه بس ده احنا هنموت قبل حتى ما نعرف هي فين .... يحيى .... وحياتها عندك وقف الزفت بقى لو كنت بتحبها بصحيح
ما إن ختم كلامه حتى وجده بالفعل يخفف من السرعة ليتوقف على طرف الطريق وما إن وجده يلتفت له حتى عالجه بلكمة على فكه الأيسر ثم نزل من السيارة والتف للجانب الآخر ليفتحله الباب وسحبه من ثيابه لينزل معه وما إن وقف أمامه حتى ضربه بمقدمة رأسه ليجعله طريحاً ثم أخذ يصرخ به
تهورك ده كان هيودينا بحتة مالهاش رجوع
إيدك تقيلة يا بغل ...... قالها يحيى بألم وهو يحاول النهوض ليرد عليه الآخر بعدما رفع سبابته بوجهه وقال
هو أنت لسه شفت حاجة ..... اسمعني لم جنانك ده دلوقتي وخلينا نفكر صح ونلاقيها.. وبعدين طالما بتحبها كدة ليه بعدتها عنك بالشكل المقرف ده
كان لازم تبعد احنا طريقنا مسدود
اشرب بقى من نفس الكاس اللي أنا شربت منه
يعني إيه
يعني هتعض صوابعك ندم ومش هتبص بوشك تاني
يحيى بمكابرة كدة أحسن ليا وليها
ياسين بذهول مضحك - لاااا بجد ... أومال مين اللي كان بيعيط عليها من شوية ... أنت عايز تجنني
- بحبها بس مش هينفع نكمل مع بعض
يعني لو لقيتها هتسيبها تمشي
رد عليه بعناد أيوه
يحيى .... بلاش تغلط.. غلطي على الأقل كنتم افترقتم بطريقة أشيك من كدة
- أهو ده اللي حصل
قصدك أهو ده اللي بيحصل لما بناخد قرارات بتهور يالا قوم نرجع دي الشمس قربت تطلع واحنا لسه هنا
أومأ له ونهض ليصعدوا مرة أخرى بسيارته ليستأنفوا طريق العودة
في وقت الضحى على الجهة الأخرى بشقة سعد الجندي
بالتحديد عند ميرال التي كانت تراقب الطبيب الذي يقوم بتمارين رياضية الساقي والدها كعلاج فيزيائي ليستطيع المشي بحرية ودون عائق مثلما كان من قبل ... وما إن انتهى من عمله حتى وجدت والدها يقول بخمول وإرهاق
تعبتك معايا يا دكتور
تعبكم راحة .... قالها وهو ينظر خلسة بين الحين والآخر لتلك الفاتنة التي خطفت أنفاسه ما إن رآها بالمستشفى لأول مرة ...
ولكنه لا يعرف بأن نظراته هذه أزعجتها حقا لتنهض من مكانها وهي تقول بفظاظة ولكن بصوت خفيض فوالدها دائما ما يغفى بعد التمارين بشكل تلقائي من شدة تعبه
- دكتور عمر لو خلصت اتفضل عشان أوصلك
- میرال !!!!!! همست بها داليا وهي تنظر لها بصدمة من ما قالت ابنتها ليبتسم الآخر بخفة وهو ينهض من مكانه وأخذ ينزع قفازاته ويقول
- أستأذن أنا...
داليا بمحاولة تدارك الموقف
على فين بس ... ده أنت لسه ما شربتش قهوتك يا دكتور
- هشربها بكرة ... ما إن قالها ببساطة حتى ردت عليه الأخرى بنزعاج
ليه هو أنت هتشرفنا بكرة كمان
نادتها داليا من بين أسنانها المصطكة - ميرال !!!
ميرال بلا مبالاة في إيه يا ماما .... انا قصدي مالوش لازمة يتعب نفسه أنا هعرف أعمل التمارين لبابا مش حكاية يعني هما تمرينين تلاته ... و أديني شفتهم بيتعملوا ازاي وحفظت الطريقة فملهاش لازمة يعني أنه ياخد المشوار ده كله
وصلي الدكتور و حسابنا بعدين ... قالتها داليا بخفوت لم تسمعها سواها
ذهبت وفتحت باب الغرفة ليخرج أمامها للصالة وما إن وجدها خرجت خلفه وأغلقت الباب حتى نظرت له وقالت بضيق واضح
هو أنت مش دكتور قلب
ايوه
أومال عاملي فيها طبيب فيزيائي ليه
سعد بيه مش محتاج مركز علاج طبيعي ولا ناس مختصة هما كم تمرين بس يتعمله ليه صح عشان ترجع شرايين رجليه وإيديه تشتغل زي قبل و أحسن
وأنا هعمل التمارين دي زي ماقولت جوا .. مش عايزين نتعبك
بس أنا عايز أتعب ليكم
ليه و ايه المقابل
مافيش مقابل
لاء فيه .... واللي في بالك مش هيحصل
ايه هو اللي في بالي بقى
أنا ..... ما إن قالتها بثقة حتى رفع حاجبيه باستغراب من ردها ليقول بابتسامة واسعة وإعجاب
أهنيكي على شجاعتك دي
أنا مش محتاجة اطرائك عليا ... لاء أنا محتاجة إنك تبعد عن طريقي
نظر لها بتركيز وقال ليه
بادلته النظرات بتركيز أكبر وهي تقول ايه هو اللي ليه
ليه رافضة قربي بالشكل ده
أنا حرة
وأنا حر كمان
میرال باستنكار نعم ... أفهم ايه بقى من كلامك ده
افهمي منه إن بكرة بالوقت ده هكون هنا ونفس الشيء كل يوم .... سلام
قالها وهو يتركها ويخرج دون أن يعطيها مجال للرد أخذت تحرك قدمها بقهر ثم قالت مع نفسها بحزن أنثى على حب حياتها الذي مات وهو حديث الولادة
ازاي هنت عليك تسبني لغيرك ازاي هنت عليك تكسرني
بالشكل ده ازاي ... ده أنا كل ذنبي إني حبيتك
أغمضت عينيها بقوة وأخذت تضغط عليهم بأناملها ترفض البكاء لتسحب بعدها هاتفها من جيب بنطالها وأخذت تتصل بمعذبها ولم يرد... أعادت محاولتها للمرة الثالثة لتجده اخيراً رد عليها بصوت خمول ناعس
ايوه يا حبيبتي
- ياسين
ياروح فداء لعيون ياسين يا روحه أنتي
عايزة اشوفك
وحشتك صح ... قولي أيوه وريحيني
ربنا مايوريني الراحة لو خلتك تدوقها بعد اللي عملته فيا
ميرال ... ما إن همس باسمها بعتاب خافت حتى جعلها تتوتر لتقول بجدية مصطنعة وقوة خاوية
مش وقت الكلام ده ..... أنا مسبقك ع المقطم
نهض عن سريرة بهمة وهو يقول وأنا ساعة زمن وهكون عندك
اتفقنا ... قالتها وهي تغلق الخط لتتفاجئ بوالدتها تكتف يدها أمام صدرها وهي تنظر لها بعدم رضا
- مافيش مرواح لأي حتة
- بس أنا لازم أشوفه
ليه لازم يعني
عشان لازم نحط النقاط على الحروف وننهي كل حاجة ..... أنا ما ينفعش أفضل متعلقه كدة لازم يبعتلي ورقتي بقى .
داليا بترقب أم اشمعنى دلوقتي بالذات مصرة ع الورقة أوعي يكون عشان الدكتور اللي باين زي الشمس أنه عينه منك
صفقت بيدها وقالت لا الدكتور ولا غيره ... أنا مستحيل أدخل حياتي أي راجل تاني
لتقول بعدم رضا لما سمعته منها ليه إن شاء الله هتترهبني وأنا معرفش
میرال بمسايرة ترفع الضغط تصدقي دي فكرة حلوة ماكنتش في بالي قبل كدة
اااااخ من بنات سعد هيجننوني ... ما إن قالتها حتى جلست على الكرسي وأخذت تبكي باشتياق لصغيرتها المشاكسة ثم نظرت لميرال وأكملت ببكاء..... سيلين وحشتني دي أول مرة تغيب عننا كدة
أومأت لها ميرال برأسها وهي تبتلع لعابها ثم تحركت نحو الباب بسرعة قبل ان تشاركها نوبة البكاء هذه وهي تقول أنا همشي دلوقتي ومش هتأخر ادعيلي
ربنا يوفقك بحياتك ويبرد نار قلبك ويستر عليكي
ثم ما إن انتهت حتى قالت بإصرار مع نفسها
أنا لازم أتصرف واخلي شاهين يرجع سيلين بقى بس ازاي معرفش .... بس أكيد في طريقة أدخله منها... معقولة ؟!!!! يكون الطريق اللي بدور عليه ده هو إني أبلغه بكل وساخة سلطان ..
ولو فعلاً هي دي الطريقة.. ياترى أنا أقدر أتكلم وانطق بحرف وأجازف بجوازي من سعد... اووووف إيه القلق اللي أنا فيه ده ... يارب فكها من عندك
وصلت الى المكان المتفق عليه لتنزل من سيارتها وتذهب إلى حافة المقطم وأخذت تنظر على ما يطل بنظرات شاردة لا روحفيها ولكن الجميل هنا هو أن الهواء عليل وبارد نوعاً ما أخذ يداعب خصلاتها بحرية ، لم تبعده عن وجهها بل تركت نفسها للأجواء وهي تغمض عينيها باستسلام .... للحظة وسوس الشيطان لها فكرة أن تفرد ذراعيها بشكل أفقي و ترخي جسدها بكل ثقله لتهوي به للأسفل لعلى هذا يجعلها تحظى بالسلام الداخلي الذي فقدته منذ شهور
خرجت من أفكارها السوداء هذه ما إن وجدت هناك من يحاوط خصرها من الخلف ويسحبها عن ما كانت تنوي فعله بلحظة ضعف سيطر عليها الشيطان
فتحت عينيها بدوار لتجد نفسها مدفونه بأحضان قاتلها ..... نعم قاتلها فهي عرفته من عطره المميز ودفئ أحضانه وأنفاسه الحارة التي أحرقت عنقها بها
بلهاثه ... لتجده يقول بخوف وهو يقبل شعرها بلهفة
أوعي تعملي كدة تاني .
أبعدته عنها قليلا وهي تقول دون أن تنظر له بس أنا معملتش حاجة ... كنت بتفرج بس
ياسين بخوف ممزوج بتملك مهووس تتفرجي إيه بس... حرام عليكي وقفتي قلبي روحك دي ملكي أنا مش ملكك عشان تفكري تأذيها
ختم كلامه وهو يسند جبهته على خاصته ليسحب أنفاسها منها ليتنفسها هو بعدما امتزجت من قربهم هذا ..... يا الله كم اشتاق لها ... فاق من هيام قربها هذا عندما وجدها تضع يديها على منكبيه وأبعدته عنها بانزعاج ما إن استوعبت الأمر ف الآخر استغل تشتتها
ابعد أنت ما صدقت ولا إيه
رفض البعد وهو يتمسك بها بكل ما لديه من طاقة ليقبل ما بين عينيها التي يذوب بهما عشقاً وهو يقول - تعرفي إنك وحشاني كل حاجة فيكي وحشاني....
حركت وجهها برفض لتبعدها عنها وما إن نجحت من التحرر منه حتى وهي تقول بضيق
وحش أما يلهفك أوعي كدة
عاد للوراء ووضع يده على خاصرته وقال وهو يتمعن بعنادها مش كفاية بعد
میرال برد قاطع
لاء مش كفاية ولا عمره هيبقى كفاية
كرمش ياسين وجهه بوجع قلب وقال بترجي بأن تحن عليه ولو قليلا - مرمر
ما تقوليش يا مرمر ... قالتها وهي ترفع يدها أمامه بتحذير ليسحبها من يدها هذه نحوه وهو يقول
وما قولكيش ليه وأنا شربت المر منك
ضربته على صدره بانفعال وهي تقول.. - أنااااا اللي سقيتك المر... فعلاً اللي اختشوا ماتوو
ميرال ارجعيلي والله تعبت لا ليلي بقى ليل ولا نهاري بقى نهار ..... والله أنا موجوع أكثر منك
رفعت فمها باستخفاف ثم قالت أرجع ليك أنت .. ليه ... هو حد مفهمك إني مهزقة وإني ممكن أرضى بالقليل وأقول اللي فات مات وحصل خير بعد ما أنداس عليا ... عادي مش كدة .... لو أنت قابلت بنات في حياتك من غير كرامة خلوك تفكر إني منهم دي تبقى مشكلتك مش مشكلتي .... مش ميرال اللي تنسى الأذية
أيوه بس اللي بيحب بيسامح
ومين قال إني بحبك بعد كل اللي شفته منك
أمال اتصلتي فيا ليه وطلبتي تشوفيني لو ماكنش ده شوقك اللي دفعك لده ... صرخ بكلماته هذه بحرقة حتى جعلت نيرانه تتضاعف عندما ردت عليه ببرود
كلمتك عشان أقولك عايزة ورقة طلاقي توصلني
حرك رأسه بنفي وقال - مش هيحصل
ميرال بقوة لا هيحصل بلاش تخلينا نقف قصاد بعض بالمحاكم
ميرال أنتي بتحديني فرصة
واديك ليه وأنت ما تستاهلش
لمعت عينيه بالدموع وقال بخفوت اللي مايستاهلش ده أنتي كنتي بتموتي فيه
كنت !!!!! يعني ده كان زمان
اعترفي إنك لسه بتحبيني لا مش بحبك ..... ما إن قالتها بعناد وهي تنظر للجهة المعاكسة حتى شهقت عندما وجدته يسحبها من خصرها بقوة ليلصقها به تماماً حاولت أن تبعده عنها بانفعال إلا أنه كان كالغراء لا يقبل يبعدها عنه ليرجف كيانها رغماً عنها ما إن أخذ يتحسس وجنتها الناعمة بذقنه النابتة ليقبل بعدها أرنبة أنفها برقة وهو يقول - بتحبيني
لاء ... همست بها وهي تغمض عينيها بوجع ليبتعد عنها وحاوط وجهها بكفيه وأجبرها أن تنظر الى عينيه ليقول بعدها بغضب وكأنه يرفض التصديق لما سمع بصي في عينيا وقوليلي مش بحبك ... يلااا قوليها
مش بحبك ... قالتها وأبعدت بصرها عنه بسرعة
ضحك بقهر ممزوج بوجع ليه مش قادرة تقوليها وأنت بتبصيلي ليه .. عارفة ليه لأنك لسه بتحبيني زي الأول وأكثر
بكتير مع إن حكايتنا خلصت بس قلبك ماقدرش ينساني
لأن ياسين مهما عمل فيكي ومهما كان قذر بأفعاله مع إللي حواليكي ومهما كانت حقيقته مرة ... بس أنتي بتعشقيه وبتموتي فيه ... قوليهاااا يلاااا ... قوليهاااا أنتي ماتقدريش تعيشي من غيري لأن قلبك ملكي مش كده؟
يا الله قد سئمت منه حقاً ... سحبت نفس عميق من عطره الخاص الذي أسكرها ولكنها لم تسمح لنفسها بالضعف مرة أخرى أمامه أبداً ، رفعت يديها لتمسك وجهه وأخذت تنظر له بقوة جبارة وقالت بجدية نابعة عن قرار من العقل بعدما أغلقت أبواب قلبها
مش بحبك .... سامع يا ياسين ... مش بحبك .... أنت كنت تجربة في حياتي وخلصت وانتهينا . اااا انتهينا ..... صدقت أو لاء دي الحقيقة ولازم تتقبلها .. و يارب أكون بجوابي ده كسرت غرورك اللي مصدعني بي
أبعد يديها عنه وأخذ يحرك رأسه بنفي وعينيه بدأت تلمع بالدموع مرة أخرى ليقول بصوت مخنوق بعدما عجز عن ابتلاع لعابه الجاف
مهما قولتي .... ومهما عملتي ... مش مصدقك ... لأن عنيكي قالت غير اللي سمعته ... بس ماشي .... ماشي زي ما أنتي عايزة لأن مع الأسف أنتي صح احنا انتهينا فعلاً واللي كسرته أاااانا .... فيك ... لو قضيت عمري كله أصلح فيه ما هيتصلح ولا هيتنسي وكلامي ده مش هينفع بحاجة خلاص مع الأسف دي نهاية حكايتنا
فعلاً هي دي النهاية وياريت تتقبلها بجد زي ما أنا تقبلتها... عايزة ورقة طلاقي توصلني بأسرع وقت وخلينا نكتب نهايتنا
المرادي بشياكة
قالتها بثبات واهي وهي تقف أمامه و تنظر الى عينيه بعذاب لتعود خطوة الى الخلف ثم التفتت وأعطته ظهرها وأخذت تمشي ودموعها بدأت تخنقها لتصعد سيارتها بهدوء لايمت لها بصلة ثم انطلقت بها لتنفجر بالبكاء بصوت عالي لعل هذا يقلل من حريق فؤادها
قرارها صائب ولكنه مؤلم حتى النخاع ... إمرأة مجروحة خيروها ما بين الحب والكبرياء اختارت كرامتها وكبريائها ففعلته حقاً لا تغتفر ، ولا حتى هو يستحق الغفران
أما الآخر نزلت دمعة حارة منه وهو ينظر الى أثر غبارها..... ليرفع هاتفه ويرد عليه دون أن ينظر من المتصل ما إن ارتفع رنینه
الو
- صوتك ماله .... ما إن قالها شاهين حتى رد عليه باختناق حقيقي وهو يمسح وجهه مخنوق
شاهين بقلق في ايه مالك يحيى حصله حاجة
يحيى نايم بشقتي
غريبة ... نايم وهو ما يعرفش مراته فين
طلب مني برشام للصداع وأنا أديته منوم من غير ما يعرف كان لازم يرتاح ..... أنت ما شفتش حالته بقت ازاي بعد ما طلعنا من عند هجان ... ده اتجنن رسمي عليها
وانت مالك
صرخ ياسين بانهيار وكأنه كان ينتظر سؤال أخيه هذا ليخرج ما في داخله موجوع .... قلبي بيوجعني
شاهين بوجع لا يقل عن الآخر ولكنه حاول أن يحافظ على ثبات نبرته - حصل ايه معاك
اللي حصل إننا وصلنا لخط مالوش رجوع بطلبها لورقة طلاقها
تقدر تردها على ذمتك من تاني
افهمني أنا ماقدرش أأذيها أكثر من كدة ... أنا بحبها عايزها بس زي قبل عايز حبها لهفتها روحها الحلوة عايز أشوف نظرة الحب منها مش الكره والله تعبت وتعلمت الدرس... ليه مش راضية تسامح وتنسى ليه
قطع كلامه وأخذ يبكي بصمت ليقول بعد دقايق ... روح يا شاهين بالله عليك روح وسبني باللي أنا فيه.... ختم كلامه وهو يغلق الخط دون أن ينتظر الرد منه
في المزرعة عند الهجين كان يقف بالجنينه الأمامية وهو يقبض بكل قوته على هاتفه و يقطب جبينه بوجع على أخيه ... حياتهم انقلبت رأساً على عقب واللعبة نتيجتها كانت سيف ذو حدين.. كلا الطرفين انجرحوا ... وعلى ذلك كله حتى الآن لم يأتيه أي خبر من حودة بالمستجدات التي تحصل بالوكر
خرج من دوامته و نسی همه للحظة وابتسم ببهوت ما إن سمع صوت شقيته يأتي من خلفه وهي تقول
ما لسه بدري ما كنت غيبلك يومين كمان.. جاي على نفسك كدة ليه
استدار لها ليهيم بها وبوقفتها الغاضبة التي تزينها بنظراتها الحاقدة التي يقسم بأن النظر لهما لمرة واحدة فقط في اليوم يكفي أن تكمله بمزاج رايق
تعالي .... قالها وهو يفتح لها ذراعيه ليجدها تحرك رأسه برفض مغرور وبرغم انها تنظر له بتمني
اقترب منها هو ومسكها من عضدها ليسحبها نحوه وهو يحاوطها بقوة بذراعيه ليجدها ذابت داخل أحضانه دون أي مقاومة تذكر
زادت ابتسامته اتساعاً ما إن وجدها تمرمغ وجهها بثنايا صدره وهي تستنشقه بإدمان
قبل شاهين صدغها وقال بصدق وحشتيني
كداب ... ما إن قالتها وهي ترفع عينيها الغاضبة لتتأوة بألم عندما وجدته قرص شفتيها بقوة متعمدا أن يؤذيها وهو يقول بحدة طفيفة
أنتي قولتي ايه
نظرت له سيلين ببراءة لا تمت لها بصلة ايه ؟؟؟؟
بلاش طولة لسان
سيلين بدلال أيوه بس أنت لو بصحيح كنت أنا وحشاك
ماكنتش نمت برا البيت
شاهين بتبرير - والله مانمت
ليه في حاجة
في مصايب بتخر على دماغي
سيلين بتشفي أحسن ... ماهو كل قوي في اللي أقوى منه.... اللي عملته في بابا هيطلع من عينيك وهتشوف
قرص وجنتها بقوة وقال ما أنا بشوف ياغلاباوية.... ما أنا بشوف أهو
ربنا يمهل ولا يهمل ... ما إن قالتها حتى ضربها بخفة وهو يقول بضجر مضحك
ما خلاص بقى كفاية شماتة أنتي ما صدقتي
أيوه كدة اتعصب بحب استفزك أوي .... وبحب شكلك كدة وخصوصا لما تعقد دي ... قالتها وهي تتلمس ما بين حاجبيه لترتخي ملامحه بسرعة من أثر لمساتها الناعمة
ليقول بخمول وهو يدخل معها للداخل وأخذ يصعد للطابق العلوي - سيلينا حبيبتي جهزيلي الحمام عایز آخد دوش و أنااااام .... مهدود حيلي
أومأت له وأخذت تجهز ما طلب منها بهدوء فهو فعلاً يظهر عليه التعب الشديد
بعد مرور ساعتين
كان نائماً بعمق وهو يحبسها داخل ذراعيه وكلما حاولت الخلاص منه يشدد أكثر عليها لدرجة شعرت بأضلاعها تداخلت ببعضها ... وبرغم ألمها هذا إلا أنها كانت أسعد إنسانة في العالم
رفعت يدها وأخذت تمرر أناملها داخل شعره الغزير وهي تنظر الى تفاصيل وجهه بدقه وكأنها تريد رسمه لتقترب منه دون وعي منها أو حتى تخطيط لذلك لتطبع شفتيها على فمه دون تقبيل ليقشعر جسدها ما إن غزتها حرارة ثغره
ابتعدت ببطئ وهدوء وهي تريد ألا يكتشف فعلتها الحمقاء هذه فهي أصبحت هذه الأيام تتصرف دون تفكير ..... ولكن ما إن ابتعدت حقاً عنه حتى وجدته ينظر لها بعينين ذابلة.. لتقول بسرعة
مش قصدي والله..... بس أنا قصدي .... قالها وهو يهم ليعتليها إلا أنه توقف ما إن رنین هاتفه ارتفع ... سحبه ليرى من المتصل بكل لهفة ظنا منه بأنه حودة إلا أنه رأى آخر رقم توقع بأنها ستتصل به الآن
ابتعد عن سيلين وخرج من الغرفة بأكملها ليرد ع المتصل والذي لم يكن سوا داليا التي قالت دون مقدمات
عايزة أشوفك يا بن اللداغ
رد عليها شاهين بحذر - خير !!!!
اللي عايزة اقولهولك ما فيهوش خير
اللي عايزة اقولهولك مافيهوش خير
يخص سيلين ؟!
لاء يخص سلطان وااااااء
آراءكم تهمني جداً
شاهين و داليا و ايه اللي هيحصل ما بينهم
سيلينااااااا ؟؟؟؟؟
32
لاء، يخص سلطان، ما إن قالتها داليا حتى استطاعت بها ان
تستحوذ على جميع انتباهه ليقول بسرعة حاسمة
- أنتي فين عشان أجيلك
هستناك بعد ساعة بالكافيه ع النيل اسمه
- مسافة السكة وهكون عندك، قالها وهو ينهي المكالمة ثم عاد الى غرفته وما إن فتح بابها حتى تخطى سيلين التي أنت نحوه لتسأله من المتصل ولكن بفعلته هذه جعلها تقف مذهولة لتبتعد عنه قليلا وأخذت تراقبه كيف أخذ يبدل ثيابه باستعجال.
حاولت أن تتجاهله ولكن فضولها طغى على كبريائها الذي انخدش لتجاهله لها رايح فين
ذهب أمام المرآة ليرتدي السترة وهو يقول بانزعاج من سؤالها هذا مش شغلك....
اقتربت منه وسحبته من ذراعه ليستدير لها وهي تقول بانفعال طفيف لاااااا الكلام ده تقوله لرجالتك اللي تحت مش ليا ومافيش خروج غير لما أعرف في الايه هااا، ختمت كلامها وهي تعقد ساعديها أمامه بجدية تامة مما جعله يرفع حاجبيه بندهاش من جرائتها وهو يقول.
- إيه الجنان ده مالك؟!
- شاهين بلاش تجبني وتوديني ع الفاضي قولي رايح فين وأنت متشيك كدة، قالتها وهي تنظر الى ثيابه فهو كان يرتدي بدلة سوداء مع قميص من نفس اللون دون ربطة عنق بل ترك أول ثلاث أزرار مفتوحة
- متشيك ؟! ليه هو أنتي امتى شفتيني غير كدة....
قالها باستغراب من كلامها هذا وهو يرفع زجاجة عطره ليرش منه إلا أنه قبل أن يفعل ذلك وجدها تسحبها منه وهو تقول بجبروت أنثى شعرت بالغيرة
- مش هتحط منه.
نظر لها بحدة وهو يعقد حاجبيه بغضب دلالة على عدم قبوله
لتصرفاتها الغريبة الأطوار هذا إلا أنه التفت ليذهب دون أن ينطق بحرف فهو لا يملك وقت للمجادلة الآن ولكن توقف ما إن سمعها تقول بحسم
- وديني الأهلي أنا مش عايزة أبقى هنا، انا مش فاهمة ليه حابسني عندك وأنت مش فاضيلي....
ذهب نحوها مرة أخرى وقال بهمس موجوع
- عايزة تسبيني
رفعت ذقنها للأعلى بمكابرة ثم قالت: أيوه
مال بوجهه لها وقال باستفسار وهو ينظر الى بؤبؤ عينيها: هتقدري من غيري
توترت نظراتها علامة على كذبها ما إن قالت بغرور : أكيد هقدر
- يا بختك ياريتي كنت أقدر أعمل زيك....
قالها بابتسامة بسيطة تحمل في طياتها حزن فظيع بدأ يسيطر على روحه برغم أنه يعلم بأنها غير صادقة وتكابر لتحفظ ماء وجهها أمامه إلا أن مصدر حزنه هذا صادر عن شعوره بأن فراقهم هذا حقا أصبح قريبا خاصة بعد اتصال والدتها هذا فبالتأكيد ما تخبئه سيقلب الموازين.....
- طب هات حضن قبل ما تمشي طيب، قالتها بشكل عفوي أظهر شوقها الكبير له ما إن وجدته يهم بالذهاب بتهرب من ما يشعر به
ترك أوكرة الباب والتفت لها وهو مصدوم بشكل مضحك أما عجايب بصحيح مش كنتي عايزة تسبيني من شوية
سيلين بتلعثم هااا صح كنت بس غيرت رأيي أصلك صعبت عليا، يالاااا هفضل معاك و أهو هكسب فيك أجر بسسس لازم توديني أشوف بابا أصله وحشني أوي....
- وحشك أوي يعني
لوت فمها بزعل لذيذ وقالت بصدق
- أووووي، ده حتى قلبي بيعيط عليه.
- سلامة قلبك يا روح قلبي أنتي ما إن قالها حتى باغتته
بسؤال قد سئلته إياه ألف مرة سابقا ولكنها تحب سماعها منه
- بتحبني ؟!
- أنتي شايفة إيه ذهبت نحوه وأخذت تمرر يديها على سترته وكأنها تهندم مظهره وهي تقول بثقة ودلع خطير الاخر
- إنك بتحبني وبتموت فيا، وبتعشقني عشق مالوش حل ماهو أصله عشق الهجين ده ما بيلقش غير لسيلين بسسسس ما ينفعش ابدا يبقى لغيرها مش ده كلامك صح ولا أنا غلطانة.!
- صح ياعشقي أنتي.
وسحبته نحوها من تلابيبه بحركة تحدى ممزوجة بانتصار وهي تقول: شفت يا مسكين أنا موقعاك ازاي، انتقامك انقلب عليك أهو زي ما وعدتك.... و زي ما أخوك وجع أختي وجعتك
- لو وجعي وعذابي وانكساري على إيدك أنتي!
أنا راضي فيه و أبصملك عليه بالعشرة و أرفعلك رايتي كمان بس اللي واخد بالي منه و واضح زي الشمس هو إنك كمان بتحبيني
سيلين بإنكار قاطع ما حصلش
- متأكدة، قالها وهو يقترب بجسده منها بشدة لتقول بتوتر و شكل ملحوظ ما إن التصق بها
روح لشغلك مش كنت مستعجل بس متتأخرش
ابتسم بخبث وأخذ يتحسس وجنتها الناعم ما إن لاحظ شدة تأثيره عليها: أمشي يعني
- هااااا، آاااه تمشي يالااا، قالتها وهي تشيح له بيده ليبتعد عنها وما إن استجاب لرغبتها وابتعد حتى قال بمراوغة
- طب والحضن ؟!
- ماله.
- مش كنتي عايزة، قالها وهو يسحبها الى صدره لتحاوطه بذراعيها وهي تدفن وجهها بعنقه وأخذت تستنشقه لتقول
>بغمغمة وكأنها ستفقد وعيها
- ريحتك حلوة وبحبها.
احتضنها بقوة ألمتها ثم قبل صدغها وأبعدها عنه بصعوبة بعد دقائق، فقد كانت تتمسك به وكأنه اكسير حياتها كله، حاوط وجهها ذو الملامح الناعسة بكفيه الكبيرين و أخذ ينفخ عليها أنفاسه بهدوء لتغمض عينيها باستمتاع هائم ليقترب أكثر منها و أكثر حتى ابتسمت بخفة ظنا بأنه سيقبلها أو دعنا نقول هذا ما تمنته هي، إلا أنها كرمشت وجهها عندما أخذ يهمس لها داخل أذنها بعبث لا يستهان به
واضح أوي إنك مش بتحبيني.
فتحت فمها بذهول كادت أن تدفعه عنها وتضربه على صدره من شدة غيظها إلا أنه لم يسمح لها بالتعبير عن ما بداخلها فهو قال ما يريده ثم ابتعد من فوره وخرج دون أن يعطيها المجال بالرد حتى.
أخذ ينزل الدرج وهو يضحك باستمتاع ما إن وصله صراخها
عليه وهي تقول: بكرهكككككككك
خرج من داخل المزرعة وتوجه نحو سيارته التي سرعان ما فتحوا له بابها الحرس، صعد بها وأخذ يتصل على اخيه الذي ما إن رد عليه حتى قال
- أنت فين؟
- هروح أشوف بس يحيى من ساعة ما اديته المنوم ما أعرفش أخباره ايه صحي ولا لاء
- سيبك منه وتعالالي ع المكان اللي هبعتهولك
- في حاجة ؟!
- تعالى وهتعرف
- ماشي، ما إن قالها الآخر حتى أغلق الخط وشغل سيارته ليتحرك بها متوجها لهدفه الذي سيغير مجرى حياته كلها
بعد فترة طويلة من الزمن توقف أمام أحد الكافيهات المطلة ع النيل، كان المكان مكون من طابقين
الطابق الأول مغلق بشكل كامل أما الثاني مكشوف.
دخل بخطوات مترددة، أول مرة تحصل معه، الآن كيف سيقوى على سماع ما هو مخبئ بين السطور وهو يعلم بأن ما إن سينكشف كل شئ بعدها لا مجال هناك لتراجع....
صعد الى الطابق الثاني وذهب نحو الطاولة الذي دله عليها النادل ليرى أخيه وحماته يجلسان ينتظران قدومه، وما إن اقترب منهما وجلس أمامهما ، حتى قال ياسين بضجر فقد انتظروه كثيرا
- ما لسه بدري...
رمقه شاهين بنظرة حادة من طرف عينيه الشبيهة بنظرات الصقر حتى صمت الآخر وابتلع باقي كلامه....
وجه كلامه لتلك التي تملأها الحيرة و الخوف وقال بعملية مباشرة سمعيني اللي عندك إيه
- بسهولة كدة....
ياسين بتدخل عايزة مقابل يعني داليا بتوضيح شرطين
- يبقى اللي عندك ما يلزمنيش لا عاش ولا كان اللي يتشرط على
ولاد اللداغ، ما إن قالها شاهين وهو يهم بالنهوض إلا أنها
سرعان ما قالت بتعديل.
اعتبره مقابل اللي هقوله زي ما ياسين قال
- اللي هما ايه
أول حاجة وأهمها ترجع سيلين.....
خنجر سام انغرس بثنايا قلبه من طلبها هذا، كان يعرف بأن هذا ما سيحصل، خرج من دوامة ألمه ما إن أكملت وقالت، وسعد شاهين بستفسار
- ماله سعد أرجعهولك هو كمان ولا إيه
مش عايز يعرف اللي هقوله دلوقتي تحت أي ظروف
- التاني سهل بس الأول ما وعدكيش غير لما أسمع منك، اتفضلي قولي اللي عندك
- عايز تعرف إيه اسأل وأنا أجاوب.
شاهين بجدية كل حاجة حصلت عايز أعرفها، أدق التفاصيل
عايز أسمعها مهما كان تافهة
رطبت شفتيها بلسانها وقالت: تمام شوف أنا وسعاد كنا صحاب من زمان أوي تقدر تقول من أيام المدرسة ده غير إننا كنا جيران الباب بالباب يعني
بس الحكاية بدأت بجد لما أول ما دخلت ثانوي لفت انتباهي أخوها اللي كان دايما بيوصلنا بنفسه بغض النظر عن وسامته إلا إنه خطفني بشخصيته وحبه لأخته كان حنين عليها وبيعاملها كأنها بنته....
فكرت وقتها أنه المشاعر اللي تولدت جوايا ليه إنها مجرد أحاسيس مراهقة واعجاب مش أكثر وهيروح مع الوقت بس اللي حصل مع الأسف أنه تحول لحب من طرف واحد حاولت أطلعه من قلبي كتير إلا إني لاقيت نفسي بغرق فيه أكثر وده اللي لاحظته سعاد وكشفتني من عيوني اللي كانت تلاحقه من غير ماحس
وفضل حبي من طرف واحد لحد ما دخلنا الجامعة يعني سنين مرت وأنا مش شايفة غير سعد....
وقتها لاحظت تغير سعاد وسرحانها اللي مالوش آخر.
عرفت من تصرفاتها إن في حد دخل بحياتها و فعلا شكي طلع بمحله لما جت واعترفتلي بأن في واحد مش سايبها بحالها بيلاحقها بكل مكان لحد ما عرف يسرقها من نفسها و ورطها بحبه، وهي دلوقتي حبته بجد و عايز يتقدم لها بس سعد رافض لأنه مقطوع من شجرة
برغم رفض أخوها اللي معذبني إلا إني فرحت لفرحتها أصلها كانت بتتكلم ولمعة عنيها فاضحاها، زيي بالضبط لما بشوف سعد اللي كان مش.
حاسس فيا خالص ولا كأنه شايفني بس كلام سعاد ليا ساعتها فوقني لما لاحظت حالتي دي
قالتلي احنا بنحب مرة واحدة، لو حبك لأخويا حقيقي وأنتي متأكدة من مشاعرك ليه وعايزاه بجد ما تضيعهوش منك
الحاجة اللي مش بتجيلك روحيلها أنتي وخديها ليكي....و فعلا عملت بنصيحتها دي وروحتله وقلتله بحبك خبط لزق كدة من غير مقدمات لدرجة أنه فكر إني بهزر وسابني ومشي بعد ما قالي بانزعاج، أنتم هتبطلوا مقالبكم دي امتى اكبروا بقى أنتي والمجنونة الثانية....
ما قلكمش وقتها حالتي بقت ازاي كرهت نفسي لأن مع إني نطقتها ليه ماحسش فيها. أسبوع فضلت بسريري عيانة عيوني ما نشفتش من الدموع من خيبتي....
وما خرجتش من اللي أنا فيه غير لما جت سعاد وخدتني على بيتهم بالعافية قال إيه في حاجة مهما لازم تقولهالي وتاخد رأيي فيها. وأول ما وصلنا قالت لي روحي على أوضتي أنا هجيب حاجة نشربها سوا
عملت اللي هي عايزة بس أول ما دخلت انصدمت بأنه واقف قصادي، كنت ناوية أخرج تاني بسرعة إلا أنه وقفني لما قال....
وانا كمان بحبك....
طلع الأستاذ غرقان زيي وأكثر كمان بس كان بيمثل أنه تقيل لأني صاحبة أخته وصغيرة ومش وقت الكلام ده، فكان
مستنيني أكبر شوية ويتقدملي.
مستحيل أقدر أوصفلكم وقتها فرحتي كانت قد إيه بعد
اعترافه ليا بس الفرحة دي ما دمتش كتير، كلها كم يوم وجتني سعاد بالجامعة وقالت أنها معزومة ع الغدا ولازم أروح
معاها عشان ما تبقاش لوحدها وسعد يشك لأنها عمرها ما طلعت لوحدها دايما احنا مع بعض، هو ماهر كان بوقتها خطيبها. بس سعد ودماغه متركبه كدة بيرفض الخروجات دي و روحت معاها وياريتني ما روحت هناك كان أول مرة أشوفه مع ماهر، سلطان.
ما إن نطقت اسمه حتى زاد تركيز الأخوة اللداغ
بما قالت وبما ستقول فبالتأكيد المغزى يكمن هنا، وخاصة عندما أكملت بتنهيدة
عرفتني عليه سعاد على إنه صاحبه بس لاحظت انزعاجها هي کمان من اللي اسمه سلطان زيي لأن نظراته كانت جريئة ليا وواضح للكل، حاولت أعتذر وأقوم بس الموقف كان هيبقى مش لطيف فاستحملت عشان خاطر صاحبة عمري أهو غدا وهيعدي أو ده اللي أنا فكرته.
بس اللي حصل بعدها هو إن سلطان ده بقى بيظهر لي بكل مکان خنقني بملاحقته ليه شهور وأنا بحاول أتجنب مضايقاته ليه وقولت لوتجاهلته هيزهق ويمل، بس العكس حصل، وخصوصا بعد جواز سعاد وماهر اللي تم بسرعة، كنت بلاقي كل لما أصده بيزيد إصرار عليا حتى لما خطبني - اااايه خطبك ؟! قالها ياسين بمقاطعة وهو مصدوم من ما سمع ليجدها تحرك رأسها بنعم وهي تكمل بشرود وكأنها تنظر من نافذة وهمية تطل بها للماضي.
أيوة خطبني فوق الألف مرة كل لما يشوفني يقولي عايز أتجوزك بس لما كنت برفض كان بيبان وشه الحقيقي وخصوصا لما قالت لي سعاد أنه مش كويس وحكتلي أنه بلطجي زي جوزها مع الأسف بس الفرق هنا إن ماهر تاب وهي حبته خلاص بس حذرتني أنا قبل ما أقع بالمحظور مع إنها عارفة جنوني بأخوها إلا إنها حبت تنبهني من باب الحذر. بس أنا لما واجهته بحقيقته ورفضته بشكل قاطع فضل يهدد بأنه هيقلب حياتي جحيم....
وقتها جريت على سعد وطلبت منه يتجوزني.... ما إن قالت كلامها هذا حتى ابتسمت وقالت للذان يجلسان أمامها عندما وجدت علامات الدهشة واضحة عليهم من تصرفاتها
ما تستغربوش، أيوة أنا اللي اعترفت بحبي في الأول ليه وأنا بردو اللي عرضت عليه الجواز
ياسين بتعجب طب ليه كل ده أنت قمر و ألف من يتمناكي داليا بصدق وأعمل بالألف إيه وأنا مش بتمنى غير حبيبي.
یا بخته، میرال مش طالعة ليكي ليه.
لو كنت بقبت ليها زي سعد كانت هتبقى ليك زي داليا، قبل ما تسأل ليه شوف أنت أديتها ايه اللي زرعته حصدته يا ياسين
باشا
- احمممم ياريتني ما اتكلمت كملي كملي ماتركزيش معايا..... نظرت الى الهجين الذي كان صامت ويراقب تعابيرها بدقة وينصت لكلامها بإصغاء، لوهلة شعرت بأنها تجلس الآن أمام جهاز كشف الكذب....
تنهدت للمرة التي لا تحصى وأكملت بوجع....
قلت له اتجوزني بس هو رفض وقالي كملي جامعة الأول دي آخر سنة ليكي مش عايزك تشغلي نفسك بالكلام ده، و كان عايزني أطلع تقدير امتياز أو أقل حاجة جيد جدا....
ومع اصراري إلا أنه مشى كلامه عليا وقعد يذاكرلي بنفسه لحد ما نجحت ب تقدير جيد، مع أنه عاتبني عليه بس اللي هو ميعرفوش صح أنا كنت بدرس بس بالي مشغول باللي كل يوم يجيني الجامعة....
تخيلوا أربع سنين ملاحقني مثل ظلي لا أنا حنيت ليه وحبيته لأني كنت وما زلت ما بشوفش غير ابن الجندي. ولااااا حتى هو رحمني وعتقني منه، وبرغم كل اللي عشته من خوف وتوتر من ناحية سلطان إلا إني كنت حذره جدا إني ماخليش سعد يحس بحاجة واللي كان بمصلحتي إننا جيران كنت بشوفه من غير ما أطلع من العمارة وده اللي خلا سلطان ما يعرفش بعلاقتنا.
ومن الناحية الثانية سعد كمان كان مشغول بشغله ماهو هو اللي ماسك الشغل كله بعد موت باباه.....
المهم تخرجت وعملت حفلة صغيرة ولاقيت بنهايتها سعد بيحدد موعد كتب الكتاب وبعدها بأسبوعين جوازنا، رفض حكاية الخطوبة قالي أنتي كبرتي قصاد عيني وبقالنا سنين بنحب بعض وقاري فتحتك من زمان مالهاش لازمة الشكليات دي
وأنا وافقت من غير مناقشة قولت لما سلطان يشوفني أتجوزت أكيد خلاص يعني هيقطع الأمل وهيروح بطريقه....
بس بعد يوم واحد من كتب الكتاب اتعرض سعد لحادثة قوية
خلته عقيم، الكل انهار من الخبر ده و أهلي وقتها طلبوا مني إني أرجع أفكر بالارتباط فيه لأن الوضع تغير وكانوا قلقانين عليا لأني بنتهم الوحيدة، بس هما ما يعرفوش إني ماقدرش أشوف غيره، بحبه الحب ساعات بيكون لعنة.....
مرت علينا أيام سودة نفسيتي تعبت وفي يوم رحت لسعاد شقتها وقتها كنت لسه عارفة أنها حامل بسيلين وعندها ميرال بس قبل ما أدخلها لاقيته قصادي بشكل يخوف....
كان يومها أول مرة أشوف وشه الحقيقي اللي بجد، قالي اطلقي منه لو خايفة عليه، لا حسن أقلب الطربيزة على اللي فيها وعليا وعلى اعدائي
بس أنا تمسكت بسعد أكثر و بيوم وليلة اتجوزته من غير لا
فرح ولا هيصة و طبعا ده بطلب مني برغم اعتراض الكل وأولهم هو.
بس قراري كان نهائي ومن يومها اختفى سلطان وما بقتش
أشوفه زي زمان بس وراء كل هدوء عينك ما تشوف إلا النور ماهر وسعاد حياتهم اتدمرت بالتدريج سعد شغله بقى بيلاقي فيه صعوبة
ده غير أنه كانت أعصابه تعبانة 24 ساعة بسبب موضوع الخلفة ....
بعد جوازنا بشهر، أمي وأبويا اتقلبت فيهم العربية وخسرتهم في يوم واحد، اختفوا من حياتي بلحظة، الوضع بقى لا يطاق من جميع النواحي....
مهما أقولكم على اللي عشناه وقتها مش هتصدقوا ولا هتفهموا لحد ما قررنا نسافر....
بس فجأة جت رسالة لسعد بالليل من ماهر بيوصيه على مراته و أولاده بطريقة خلت سعد يضرب أخماس بأسداس و وقتها خرج بسرعة من البيت ومرجعش لغاية تاني يوم منهار جسديا ونفسيا وهو شايل بين إيديه طفلة لسه مولودة وعند رجليه كانت واقفة ميرال وهي مرعوبة، والباقي أنتم عارفينه وبس كدة.
انتفض شاهين وقال: نعمممممم بس إيه انتي جيبانا هنا عشان ده بس
داليا بمقايضة شوف يا شاهين أنا مش هكمل إلا لما تديني وعد راجل بجد إنك هترجع سيلين....
- دي مراتي على سنة الله ورسوله أرجعها فين
- بس دي بنتي انا اللي ربتها من أول ساعة اتولدت فيها....
- كملي
- أنت لازم ترجعها، سيلين معاك بخطر ما ينفعش أنها تفضل قريبة من سلطان وخصوصا هو مطلع نابه الأزرق على بناته....
- بقولك كملي.
اضطرت لفعل ما يريد وهي تقول: شوف أنا هكمل مش عشان أنت قولت لاااا بس عشان أنا متاكدة لما تعرف الباقي أنت بنفسك هترجعها لنا.
- اخلصي وسمعيني
- المهم زي ما أنتم عارفين أخدنا البنات وسافرنا واستقرينا هناك، و أكيد عارفين ازاي رجعنا هنا تاني بفضل ياسين باشا طبعا ....
فكرت إن بعد السنين دي كلها إن خلاص مستحيل الماضي يرجع تاني ده فات عليه أكثر من 25 سنة.....
بس طلعت غلطانة لما شفته بين الحضور بخطوبة ميرال.... ده كان أول وآخر لقاء ما بينا بعد السنين كلها ولحد دلوقتي ماشوفتوش تاني....
شاهين بتساؤل: اللي فهمته إنه بخطوبة ياسين وميرال تقابلتم وتكلمتم صح
- صح
- الحوار كان ايه....
في الأول ما عرفتوش، ملامحه متغيرة أوي، بس لما اتكلمنا قالي بصريح العبارة أنه أي حد كان سبب في بعدي عنه أداله تذكرة ذهاب بلا عودة إلا سعد قال ايه عشان يحرق قلبه على بناته اللي متعلق فيهم ويدمر عيلتي اللي تعبت فيها عشان
يديني درس لأني فضلت عليه واحد عقيم.
ولما جاب سيرة ماهر سألته هو اللي قتله، وقتها اعترف على نفسه بأنه هو اللي قتله لأنه هو السبب إني اتجوز غيره، لأن بنظره إني رفضته عشان سعاد قالتلي على طريقة شغلهم، ما يعرفش إني أول ما فتحت عينيا ع الدنيا كانت على ابن الجندي
بس اللي لفت نظري أنه قال في أخ للبنات أكبر من ميرال بسنتين بيكون ابن ماهر من الحرام وأنه أخفى وجوده عشان سعاد متعرفش وتسيبه...
أخذ شاهين يكلم نفسه بتفكيره بطريقة شبه هستيرية يحيى مستحيل يكون ابن حرام سنين وأنا مخبي الحقيقة عن يحيى عشان شاكك فيها مش ماهر اللي يخلف بالحرام مش ماهر
- شاهين اسمعني، برغم كل اللي حصل واللي سمعته مني دلوقتي، سلطان بيكره ماهر بطريقة غبية، لدرجة أنه دمر عيلة اللداغ كلها و أولهم أنتم
في حلقة مفقودة أنت اللي لازم تعرفها مش معقول
عمل كل ده عشاني أنا بس.....
شاهين بغموض: ماشي أنا هتصرف ارجعي لبيتك أنتي. وسيلين
- ساعتين تلاتة كدة وهجبهالكم بإيدي، ما إن قالها حتى التفت له ياسين بصدمة كبيرة وكأن هناك دلو من الماء البارد سكب عليه
نهضت داليا بلهفة وهي لا تصدق ما سمعت هل ستعود ابنتها أخيرا إلى أحضانها لتتركهم وتذهب بسرعة خوفا منه أن يغير رأيه
أما عند شاهين كان لا يزال جالسا بسكون، ولكن يقسم بأن المراجل الملتهبة بداخله متأججة بشكل يصل لعنان السماء.....
ابتسم بسخرية مؤلمة ما إن سمع أخيه يقول
هنعمل ايه.
- بعد اللي سمعته همحي سلطان بالوكر اللي دمر حياتناااا
مستحيل أسيب شمس بكرة تطلع عليه
ياسين بحقد ماشي بس نهاية سلطان على إيدي أناااا غير كدة مش لاعب
نهض عن كرسيه وحمل متعلقاته وهو يقول بهدوء مخيف وهو
كذلك مش هنختلف ع النقطة دي....
روح ليحيى واجمعوا الرجالة وأنا هوصل سيلين لأهلها
وهجيلكم
هترجعها ؟!
- لازم
- مش هتندم
- أكيد هندم، بس هندم أكثر لو تأذت بسببي ده عارف مكانها ومافيش وقت أدور ع مكان غير ده مش هقدر أجازف فيها.
على العموم أنا رايح وأنت اعمل اللي قولتلك عليه. قالها وهو يتركه ويخرج خارج الكافيه كلها ليستقل سيارته وعاد بأدراجه الى المزرعة.
في الوكر، كان يجلس بمخزن الخطايا الموجود تحت الأرض هذا المخزن ليس لخزن الأسلحة كما يظن البقية، لا هذا يختلف فهنا بالذات يتم زهق الأرواح لكل من يعادي سلطان لا بل هو شيطان متنكر بزي إنسان....
كان يجلس على الكرسي كالكوبرا القاتلة ينظر الى بقعة معينه في الأرض، هنا وبهذا المكان بالتحديد قتل ماهر اللداغ وهنا توعد له أمام جثته بأنه سيجعل أولاده يعيشون كما عاش بعذاب طيلة حياته وها هو نفذ كلامه....
ابتسم بانتصار وهو ينظر إلى الجهة اليسرى ليجد غالية جثة هامدة على سرير حديدي و فاقدة الوعي تتأفأف بضجر فهي بهذا الحال من ليلة أمس، ولكن ما أثار استغرابه هو ثيابها الغريبة فهي ترتدي شيئا واسعا يغطيها من رأسها حتى قدميها لا يظهر منها سوا وجهها.....
شعر بضيق من سترها الغير معتاد هذا....
نهض من مكانه وذهب نحوها. وما إن وصلها حتى أخذ يسحب عنها ذلك الذي يغطيها وكانه خيمة.
وعندما فشل كاد أن يمزقه عليها إلا أنه ابتعد ما إن دخل رجاله وهم يرمون أمامه ما أراد منهم
رفع حاجبيه باستمتاع وهو لا يصدق بأنه أخيرا حصل على انتقامه، ثم نظر الى رئيس الحرس وهو يقول
فين التحليل اللي عمله شاهين
اتفضل، قالها وهو يقدم له أوراق تحاليل ال DNA وما إن فتحها وقرا النتيجة حتى قال
- صلة القرابة من الدرجة الأولى ههههههههههه....
صمت وأخذ يدفع بقدمه جسد ذلك النائم الذي لا حول له ولا قوة وهو يقول: شفت ولاد عمك عملوا إيه باخواتك يا يحيى يا للداغ يا ابن ماهر اللداغ....
بقى شاهين مستغفلني وطلع كاشفني وعايز يتأكد
بس على مين ده أنا سلطان خليت الكل يفهم إني سافرت عشان أرتب أموري على رواق وأخطط بمزاج عالي، ازاي اتغدا فيكم كلكم قبل ما هو يفكر بس يتعشا فيا....
نظر الى رجاله وقال باستغراب قدرتوا عليه ازاي ده معجون بمية عفاريت....
والله يا حاج احنا دخلنا وشفناه نايم زي ما أنت شايف كدة. شكله واخد منوم قوي شوية
- طب اربطوه بالعمود ده لغاية ما يصحى وفتحوا عنيكم بالمكان شاهين وياسين مستحيل يسيبوه
أكيد هييجوا هنا عشانه....
لو ده حصل. أوامرك ايه
أول ما يحطوا رجلهم بالوكر تكتفوهم وتجيبوهم هنا
ترموهم عند جزمتي، وادي قعدة، قال الأخيرة وهو يعود لمقعده مرة أخرى، ليجلس عليه باسترخاء ونظراته السامة تملأ عينيه.
نكتف مين ده الهجين بنفسه وده غير كمان ياسين اللي ما يتلعبش معه همس بها الرجل بقلق وهو ينظر إلى البقية
>برعب...
أمام و أعلى المخزن الأرضي كان هناك نافذة صغيرة تطل ع أحد الشوارع الخلفية المجهورة للوكر، كانت النافذة مغلقة بشريط لاصق أسود ولكن هناك كانت عين مترقبه لهم تنظر لهم بصدمة.
ابتعد عن النافذة وسند ظهره على الحائط المجاور له وهو لا يصدق ما رأى وما سمع، وهذا الشخص لم يكون سوا حودة الذي سرعان ما سحب هاتفه ليتصل بالهجين إلا أنه ضربه على ركبته بعصبية ما إن وجده قد انطفئ بسبب أنخفاض بطارية الشحن يااا الله هل هذا وقته الآن، كيف سيوصل ما يحدث هنا للهجين دون أن يخرج من الوكر.
علي الطرف الآخر كان طول الطريق تتردد كلمات داليا في أذنه
هو واخوته كانوا بيد سلطان كحجارة الشطرنج يحركهم كيفما يشاء...
جعلهم ينتقموا من أنفسهم، نعم أنفسهم، فقد أكلت عائلة اللداغ بعضها البعض بسبب انتقام لا وجود له....
أطفأ محرك السيارة ما إن توقف أمام مدخل منزل المزرعة، نزل بخطوات متثاقلة ودخل بتعب وكأن هناك هموم كالجبال تجثو على عاتقه.
ابتسم بتلقائية ما إن وجدها تغفو على الأريكة وبيدها كيس من رقائق البطاطس....
اقترب منها وجلس على الأرض ليرفع يده ينضف فمها الذي يعشقه من بقايا الطعام طفلته الجميلة....
همس بها وانحنى وقبل ثغرها بقبلة سطحية طويلة يودعها
أخذت تتحرك أسفله لتبعده عنها بانزعاج وهي تقول بنعاس.....
كدة كتمت نفسي، أنت جيت امتى - مش
بحبك
أخذت تمط ذراعيها بكسل بعدها قالت
- طيب.
عايزة تشوفي سعد، ما إن قالها حتى اعتدلت بجسدها بسرعة
وقالت
- بابا، ااااااكيد
موافق بس بشرط
أمسكت يديه وقالت بصدق هعملك كل اللي أنت عايزه بس خدني ليه
شاهين بحزن ياترى هوحشك زي ماهو وحشك كدة سيلين باستفهام وهتوحشني ليه وأنت معايا ليل نهار
- روحي غيري هدومك وأنا مستنيكي.
هتاخدني دلوقتي، قالتها بذهول، لتصرخ بحماس وسعادة ما إن أومأ لها برأسه لتنقض عليه وأخذت تقبل وجنته بقوة عدة مرات متتالية ثم تركته وأخذت تركض للأعلى وهي تصفق بيديها بعدما قالت بترجي
بس وحياتي عندك ما تغير رأيك، أوعى تغيره لحد ما هنزل هاااا أوعى
جلس شاهين على الأريكة وهو يضع رأسه بين يديه بضياع لا يعرف ماذا يفعل عقله مشغول يخطط ويدبر، وقلبه ينازع على أخذ روحه منه، كيف سيستطيع الاستغناء عنها، كيف. رفع وجهه للسقف وأخذ يسحب أنفاسه بصعوبة وكأن الهواء اختفى من المكان يرغب بالبكاء، صعق من رغبته هذه
واستنكرها. هل يريد البكاء وهو لم يبكي قط منذ وفاة عمه لااااا مستحيل أن يسمح لنفسه أن يضعف الآن.....
مسح وجهه ونهض من مكانه عندما وجدها تنزل وهي تقول بلهفة يالا بينا أنا جاهزة
- أنتي لسه معرفتيش شرطي
- قولتلك إني موافقة عليه مقدما
- عايزك ماتحبيش غيري تحت أي ظروف حتى لو مت.....
ما إن كاد أن يتكلم حتى وضعت كفها على فمه لتقاطعه وهي تقول بعتاب
- بعد الشر عليك ايه الكلام ده هو ده وقته....يالا بينا
غصة خنقت حنجرته وهو يقول: مستعجلة تسبيني ابتسمت بحب وقالت وهي تمسك يده و أخذت تشدد عليها بقوة: مش هسيبك أبدا هنروح نزورهم وأشوفهم ونتعشا كلنا مع بعض، وحشتني اللمة.
وفي آخر الليل هرجع معاك....
شاهين بتهكم مجروح وسعد هيسيبك ترجعي معايا كدة عادي.
- أنا مراتك، مافيش بالدنيا دي قوة تقدر تاخذني منك إلا لو.... ....
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق