القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وختامهم مسك الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم نورا عبدالعزيز

 



رواية وختامهم مسك  الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم نورا عبدالعزيز 




رواية وختامهم مسك  الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم نورا عبدالعزيز 


#وختامهم_مَسك  

الفصــــــــــل الســابـع عشر  ( 17 )

بعنــــــوان " عندمــا يهـــوي القلـــب "


دلفت "مسك" لتُصدم مما تراه أمامها حين رأت "غزل" أختها نائمة فى فراشها وكانت صدمتها كالتى رأت ميتًا خرج للتو من تابوت موته، كان جوارها طبيب يحاول أنعاش قلبها الصغير و"مسك" متحجرة تمامًا مكانها من الصدمة التى ألجمتها لتفوق من صدمتها عندما رأت أختها تنتفض وجسدها تشنج بألم لتسرع إليها وتبعد الطبيب عنها وفحصتها بعيني تبكي من السعادة لكونها حية وما زالت تمتلك الأمل فى عودة أختها مرة أخري وهناك احتمال أن يجتمعا معًا من جديد. تساقطت الدموع من عينيها بألم شديد فألتفت إلى والدها الذي يقف صامتًا وأختار أن يخفي بقاء أختها حية عنها، طلبت بعض الأشياء الطبية من "سراج" وعندما أحضرها أجرت جراحة إلى أختها بمساعدة الطبيب المجهول الذي فضله "غريب" عليها حتى يعتني بأختها المريضة، أنهت جراحتها فى السابعة صباحًا وخرجت من الغرفة ثم جلست على الأريكة أمام والدها الذي وقف غاضبًا من مكانه لكنها اوقفته هذه المرة بحديثها قائلة:-

-بابا


أستدار إليها بتأفف شديد وحدق بوجهها ثم قال:-

-أفندم!! 


وقفت من مكانها بهدوء تام وتقدمت نحوه خطوة ثم قالت:-

-مش عايز تقولي عملت كدة ليه؟ بلاش خبيت عنى ليه؟ مش عايز تسمع منى حاجة؟ 


جز على اسنانه بزمجرة قوية حتى سمعت "مسك" صرير أسنانه من قوته وقشعر جسدها منه ثم قال:-

-أسمع أيه؟ مسك أى كان السبب ميديكش الحق تتجوزى من ورايا حتى لو كان جواز مصلحة أو جواز غلطة كان لازم ترجعيلي لأنى ابوكي مش واحد غريب، ولا منتظرة أنى أقبل بدا بسهولة زى ما الست الوالدة قبلت بدا


تنحنحت "مسك" بهدوء وعينيها تحدق بعيني والدها ثم قالت بلطف:-

-جواز أضطراري، كنت مُضطرة ...


قاطعهة قهقهة "غريب" ضاحكًا على كلمتها وسببها لفعل هذا ثم قال:-

-أخر حاجة كان ممكن أتخيل أنى أسمعها منك الأضطرار... دا سبب كافي فى نظرك


-تيام...

قالتها بلطف وقبل أن تكمل كلمتها وضع يده أمام وجهها بحدة صارمة يمنعها من الحديث عن هذا الشيء والرجل الي دخل حياتها أضطرارًا كما تقول وقال بحزم شديد:-

-بس خلاص، مش عايز اسمع منك حاجة.. أنا كنت حالف لساني ما يخطبش لسانك العمر كله بس لولا حالة غزل وإصرار سراج أنه يجيبك مكنتش زماني واقف معاكي فى مكان واحد


أنهي حديثه وغادر المكان لتتأفف "مسك" بحزن يغمرها حتى غرقت بقاعه وجلست تنتظر لساعات أطول وحيدة حتى تطمئن على "غزل" وقلبها رغم حزنه على فراق أبيها ألا أنه يرفرف فرحًا بـ "غزل" أختها التى تراها أمامها تتنفس تحت الأجهزة، أعطتها العلاج فى الكانولا وجلست جوارها وأخبرتها بما فعلته مع "بكر" بمساعدة "تيام"، أخذت يد "غزل" فى يديها بحنان ثم قالت بلطف:-

-متسيبنيش يا غزل، أنا جربت فراقك مرة ومش هقدر أتحمله تاني، أنتِ قوية وأنا أتعلمت القوة منك فأرجوكي خليكي قوية للأخر


رن هاتفها يقاطع حديثها مع اختها فنظرت به وكانت "ورد"، خرجت من الغرفة بخفوت ثم أستقبلت الأتصال بعفوية وقالت:-

-أنتِ معندكيش حاجة تعمليها اول ما تصحي غير أنك تتصلي بيا


تبسمت "ورد" بعفوية ثم قال ببراءة:-

-صحيتك؟


-لا، أنا فى المستشفي عندى شغلي

قالتها "مسك" بعد أن دلفت إلى المطبخ لتصنع كوب من النسكافيه وتحدث "ورد"، تحدثت "ورد" بلطف وأصوات البحر والأمواج يداعب نبرتها الدافئة:-

-كويس، كنت خايفة اكون صحيتك أنا برضو قولت مفيش تنام لحد الساعة 10، دا تيام بجلالته صاحي من ساعة ونزل الشغل


تبسمت "مسك" وهى تسكب الماء المغلي فى الكوب بحماس وقالت:-

-بجد!!


-أمال أيه؟ معاه دلوقت فوج إيطالي وكله مزز مقولكيش أيه نار يا صديقتي هههههههه بس الغريب أن تيام مركز فى شغله فعلًا وسألني على أفضل رحلة تحت الأعماق 

قالتها بجدية رغم أندهاشها من حالته فقالت "مسك" بلطف وهي لا تستوعب أن من تتحدث عنه هو زوجها العاطل عن العمل، المتمرد:-

-متأكدة أنه تيام؟ غريبة أيه الى غيره كدة


ضحكت "ورد" وهى تسير على الممشي الخشبي يسعادة وعينيها تحدق بـ "تيام" الي يقف على اليخت مع السياح يتحدث معهم عن المكان، قالت بجدية:-

-معرفش يمكن إصراره أنه ينتصر على زين، مش هتصدقي أنه جاب دبلة ولبسها وبقي كل ما يشوف بنتها بتعاكسه بيقولها أنه متجوز... بقي ماشي يذيع خبر جوازه منك فى اليوم عشروميت مرة تقريبًا


جلست "مسك" على الأريكة وهى تضع الكوب الأسود على الطاولة بدهشة مما تسمعه وكيف تبدل حاله خلال شهر واحد فارقها فيه، تمتمت بخفوت وهى ترتشف القيل من الكوب:-

-أشك!!


سمعت "ورد" كلمتها لتحول الأتصال إلى مكالمة فيديو حتى تجعله تراه وهو يعمل بحزم مع الأجانب فوق اليخت فتبسمت "مسك" فور رؤيته يعمل ويتحدث معهم من بعيد، أدارت "ورد" الكاميرا إليها لتري بسمة "مسك" فقالت بحماس:-

-قفشتك! أيه دا يا هانم؟ أنتِ بتحبي من ورايا ولا أيه؟ ولا أيه سر السعادة دى ها؟ أعترفي


توارت بسمتها وتحولت لوجه حاد ثم قالت بجدية:-

-خليكي مكانك وأنا هجي أعتراف لك فيس تو فيس


-هههههه لا خلاص مش عايزاك تعترفي

قالتها "ورد" بخوف طفيف من مقابلة هذه الفتاة التى ستخبرها بيدها عوضًا عن لسانها إذا تقابلا الآن، تبسمت "مسك" من جديد بخفوت ثم أغلقت معها الأتصال وولجت إلى "غزل" تطمئن عليها ثم رحلت إلى المستشفي لتبدأ يومها فى العمل بين المرضي.....


____________________________ 


(المدينة الزرقاء blue city)


عاد "تيام" من البحر مع الغروب مع مجموعة من الأجانب ومعه "ورد" و"فادي" ومجموعة من الغوصين الأخرين، أتجه إلى غرفته وبدل ملابسه بعد حمام دافئ وأرتدي بنطلون أسود وقميص أسود، وقف أمام المرآة يصفف شعره ليرى القلادة الموجودة حول عنقه وبها تميمة حظه رصاصتها كما أسمها، مسكها بأنامله ثم أخرج هاتفه وأتصل بها من جديد ولم يصل لها الأتصال فكان يعلم أنها وضعت رقمه فى قائمة الحظر، تبسم على هذه الفتاة المتمردة وعنيدة. هجرته "مسك" وحظرته فقط لأنه غادر دون أن يودعها رغم أنها من كانت تطلب منه دومًا الرحيل وحينما لبي طلبها خاصمته، لا يفهم هذه المرأة حقًا ومثلها من النساء اللاتي يتفوهن بما لا يريدن....

ترجل للأسفل وطلب من أحد الموظفين أن يحضر له شريحة أتصال جديدة حتى يتصل بها، دلف إلى المطعم وطلب عشاءه، جلست "ليلة" على الطاولة المقابل له وعينيها تحدق به فجاءها النادل وقال:-

-تطلبي أيه؟


-زيه

قالتها بهدوء ويدها تشير على "تيام" ليرفع حاجبه إليها بغرور وكبرياء قاتل لكنها قابلت تعجرفه ببسمة دلالية، تحاشي النظر إليها بضيق ونظر بهاتف يتفحص حساب "مسك" على الأنستجرام ومعظم الصور ألتقطت لها داخل ندوات طبية أو المستشفي بزي الأطباء والجراحة ليبتسم بعفوية على جمالها رغم جديتها الصارمة فى الصور فلا تملك صورة واحدة تحمل بسمة عفوية، تطلع بعينيها الرمادتين وأناقتها بهذه الصورة وهى تستسلم شهادة الداكتورة من جامعة أمريكية بالخارج ووجهها حاد؛ أدرك سبب فخرها بنجاحها ورأسها المرفوع دومًا بسبب ما وصلت غليه فى هذا السن، أوشكت على الثلاثينات من عمرها ولم تهتم بسن الزواج كبعض الفتيات بل كان أهتمامها الوحيد والأول هو نجاحها لذا حققت هذا النجاح بإصرار وعناد يليق بها، بدأ يترك إعجاب على كل صورة حتى صورة فنجان قهوتها وضع عليه إعجاب، توقف عن فعل ذلك عندما تلقي مقابل إعجابه ومتابعتها حظرًا منها للتو، أندهاش من صرامة هذه الفتاة وقرر أن يذهب إليها غدًا ليعاقبها على ما فعلته للتو ...

قاطع غضبه منها جلوس "ليلة" على طاولته دون أذن منه فرفع نظره إليها بصدمة ألجمته وقال بأشمئزاز:-

-أيه دا؟


-ممكن أقعد معاك شوية

قالتها "ليلة" بنبرة لطيفة لتُدم من رده حين قال بغلاظة ونبرة قوية:-

-ما أنتِ أترزعتي خلاص، وهوفر عليكي وهقولهالك تاني أنا متجوز 


قالها ورفع بنصره الأيسر الذي يحمل دبلة زواج، نظرت "ليلة" إلى بنصره بهدوء ثم رفعت ذراعيها تعقدهما على الطاولة ثم قالت بسخرية:-

-وهي فين مراتك دى؟ فى واحدة عاقلة برضو تبقي متجوزة القمر دا وتسيبه كدة لوحده وتمشي


تبسم "تيام" بغرور وقال بفخر بزوجته الجميلة:-

-مش هرد عليكي عشان واحدة رخيصة زيك مش هتفهم


ترك لها الطاولة والمكان كاملًا وغادر لتستشيط "ليلة" غيظًا من هذا الرجل الذي يشبه لوح الثلج، أنطلق فى طريقه إلى سيارته وقبل أن يصعد أعطاه الموظف شريحة الاتصال التى طلبها، أخذها وصعد إلى سيارته ثم أنطلق بطريقة إلى القاهرة حيث زوجته المتمردة؛ لا يخشي القيادة ليلًا ولم ينتظر حتى الصباح.....


_____________________________ 


وصلت "ورد" على الشاطئ بعد أن وصلها رسالة من "زين" يطلب لقاءها لتصدم عندما رأت "زين" قد أعد لها مكانًا رومانسيًا، والشموع المُلتهبة تغرس فى رمال الشاطئ على الجانبين تصنع لها ممشي حتى تصل إلى أرضية خشبية مربعة بزواياها الأربعة يوجد أعمدة خشبية بها ستائر بيضاء تتطاير وترفرف مع الهواء البارد ومصنوع قلب من الورد الأحمر على الأرضية الخشبية كبير ويقف "زين" بداخله مُرتدي بدلة رمادية ويصفف شعره وكان مُتأنق على أكمل وجه، أقتربت منه بدهشة وقلبها يرفرف فرحًا مما تراه ونبضاته تتسارع وأوشكت على التوقف من وهل الفرحة التى أصابتها، شعرت كأنها طير مُحلق بين السماء والأرض من سعادتها، وصلت إليه والشموع مُستمرة مع خطواتها وتحيط بالقلب الوردي لتصنع قلب أكبر حولهما، تمتمت "ورد" بلطف وبسمة تنير وجهها أجمل من إنارة هذه الشموع:-

-أيه دا؟ كل دا عشاني


تبسم "زين" وهو يأخذ يدها فى يده ثم قال:-

-وقليل عليكي يا وردتي


ضحكت بعفوية عليه ولمست وجنته بيدها بدفء ثم قالت:-

-تعبت نفسك يا حبيبي.. وكمان بدلة


ضحك على أناقته اكثر وقال بعفوية وزمجرة وهو لا يُطيق هذه الملابس:-

-ساعة واحدة، ليكي ساعة يا وردتي


ضحكت "ورد" أكثر ثم نزعت عنه رابطة عنقه التى تقيده وتخنقه أكثر ثم قالت:-

-بس أنا بحبك وأنت كاجوال يا زين مش محتاج تلبس ليا رسميتك وتخنق نفسك، أنا بحبك وأنت على طبيعتك


نظر إلي عينيها وضربات قلبه تضرب ضلوعه الصلبة بقوة وكأن هذا القلب يرغب بأن يخرج من هذا السجن الذي يعيش به ويذهب إلى "ورد"، أبتلع لعابه بتوتر شديد ثم لمس وجنتها بيده بلطف وقال بنبرة هامسة ناعمة:-

-وأنا بحبك يا وردتي وعشان بحبك ....


توقف عن الحديث وجثو على ركبته أمامها وأخرج من جيبه علبة مربعة صغيرة وفتحها ورفع رأسه إليها وعينيها لا تقوى على تحاشي النظر إليها أو النظر لشيء أخر بحضرتها، قال بنبرة دافئة:-

-أنا بحبك يا ورد... لا بعشقك ومعشقتش حاجة ولا حد قدك ولا غيرك وكل لحظة بتمر وأنتِ بعيد عن حضني بتكون سنة حتى وأنتِ معايا وعشان كدة أنا عايز حضني يكون بيتك وحضنك يكون سكنى الوحيد فى العالم دا ... تتجوزينى؟


دمعت عينيها وهى تستمع إلى كلماته وجلوسه أمامها راكعًا يطلبها للزواج رغم كونها خطيبته وتحمل فى بنصرها خاتم خطبتهما، تساقطت دموعها فرحًا على هذا الرجل الذي كان عوضًا لها عن عائلتها التى فقدتها فى صغرها وسندها بعد أن كبرت على يديه وترعرعت أمام ناظره، تعلمت كل شيء معه وشاركته كل شيء بحياتها وكل ثانية كان "زين" بها ومعها، جلست "ورد" على ركبتيها اماه وأخذت وجهه بين يديها بحنان وعينيها تبكي فرحًا وسعادة تغمرها لم يتحملها قلبها فبكت عينيها ربما تفيض هذه السعادة للخارج وتستطيع التنفس من شدة سعادتها وعشقها الذي يفتك بقلبها الآن، شعرت بأنها تحتاج لـ "مسك" تضرب قلبها بجهاز إنعاش القلب الكهربائي وتصدمها حتى تعود للواقع من شدة حُبها لهذا الرجل، حدقت بعينيه التى تعانقها بدفء ينبعث منه الأمان والهوي الي غلبهما معًا وأسقطهما معًا فى دوامة من المشاعر الدافئة..

تحدثت "ورد" بنبرة خافتة:-

-أنت بتسألنى يا زين؟ أنت المفروض تقولي هتجوزك حتى لو غصب عنك... أنت مش أختيار فى حياتي يا حبيبي،أنت عمري كله، من يوم ما أتولدت وانا معرفش غير زين، أنا عمري يعنى زين، أنت نبضة قلبي اللى مليش خيار فيها وأكسجينى اللي بتنفسه من غير تفكير ولا أختيار


أخذ يدها التى تلمس وجنته ووضع بها خاتم الزفاف المصنوع من الألماس فوق خاتمها المصنوع من الفضي الذي ترتديه من أكثر من عشر سنة، أشتراه لها فى نجاحها فى الأعدادية ولم تخلعه من يدها نهائيًا وربما ما ساعدتها نحافتها التى ظهرت مع كبرها فعندما كانت طفلة كانت أسمن بكثير من وضعها الآن، وضع قبلة فى باطن يدها ثم رفع نظره إليها وعينيه تبتسم قبل شفتيه وقال:-

-أنا بحبك يا وردتي 


-وأنا بعشقك يا عمري، أنت عمري كله يا زين 

قالتها "ورد" بلطف ليضمها إليه بسعادة يشم رائحتها ويكاد يقسم لو كان للعشق للرائحة لأنبعثت منه رائحة "ورد" فقط ....


_____________________________ 


(مستشفي القاضي )


خرجت "مسك" من غرفة العمليات مُنهكة فى العمل، ليلًا تذهب لفحص "غزل" وصباحًا تأتي إلى المستشفي وقليلًا ما تنام، طقطق رقبتها يمينًا ويسارًا وهى تمد ذراعيها للأمام فى حركات دائرية، طلبت قهوتها من الكافتريا ثم أنطلقت فى طريقها، رأها "تيام" وهو يدخل من المستشفي بعد أن وصل إلى المنزل وأخبرته "بثينة" أن ابنتها بالمستشفي فجاء إليها، تبسم وهو يراها تسير هناك مُرتدية زى العمليات الأخضر بنطلون وتي شيرت بنصف كم فضفاض تدخله فى البنطلون وتضع البطلو الأبيض فوقهما، شعرها مُنسدل على ظهرها وترتدي حذاء رياضي أبيض، أخرج هاتفه ليتصل بها. رن هاتفها يقاطعها عن شرب قهوتها، أخذت رشفتها الأخيرة وألقطت بالكوب الورقي فى أول صندوق قمامة وتستقبل الأتصال من هذا الرقم المجهول فقالت بنبرة مُتعبة:-

-ألو


-أنتِ بتبلكينى يا مسك

قالها بجدية صارمة مُصطنعة، تبسمت بخفوت على صوته الذي ميزته جيدًا ثم قالت بحدة وغلاظة:-

-هو أنت؟ عايز أيه؟


تحدث بنبرة غليظة مُصطنعة وعينيه تراها أمامه:-

-هعوز منك أيه؟ أنتِ حليتك حاجة تتعاز يا مسك، والله لو في منك فايدة كنت عوزت 


تأففت بغيظ شديد من كلمته وقالت ببرود شديد تكبح غضبها قبل أن تقتله:-

 -دا رقمك! 


أتاها صوت "تيام" عبر الهاتف وقدميه تسير خلفها عن بُعد:-

-اه 


تحدثت "مسك" بحزم واضعة يدها الأخرى فى جيب البلطو الأبيض الذي ترتديه قائلة:-

-متغيرهوش تاني عشان خسارة وقتي اللى بيضيع فى البلوك مرة ثالثة 


أنهت الأتصال بغضب من تصرفه ووضعت رقمه الآخر فى قائمة الحظر، وقفت أمام مكتب الأستعلامات لترى موعد الجراحات التالية لها، وقف "تيام" جوارها ووضع يده على كتفها لتمسك ذراعه وألوته بقوة لكنها صُدمت عندما رأت وجهه وتركته سريعًا، تبسم على أندفاعها وقال:-

-ايه لسانك مبيعرفش يسبق أيديك


ظل تحدق به بأندهاش من ظهوره الآن من العدم أمامها وأخذت الأوراق وذهبت بعيدًا عنه فأسرع "تيام" خلفها بحماس وقال بعفوية:-

-أستنى بس 


لم تجيب عليه واخذت مسار غرفة العمليات بوجه عابس رغم أن بداخلها جزءً يرفرف فرحًا لرؤيته بعد هذه الفترة من الغياب ليقول:-

-مسك


-ايه اللى جابك؟ 

قالتها بصرامة ويدها تضغط على زر المصعد فوق أمامها مباشرة وقال بعفوية وعينيه ترمقها بسعادة وحب دافئ:-

-وحشتينى 


رفعت حاجبها إليه بأندهاش من كلمته وبدأت قشعريرتها تضرب جسدها وثورة ربكتها تحتل عينيها مركزًا لقيام هذه الثورة، تنحنحت "مسك" بحرج منه وتحاشت النظر عنه بتوتر ودلفت للمصعد، تابع "تيام" بنبرة ناعمة وهو يدخل المصعد خلفها:-

-والله وحشتيني، وحشاني خناقك وصوت العالي وعصبيتك وضربك، وحشاني عنفك وجراءتك يا مسك


ضربته بالملف على صدره من حديثه أمام ركاب المصعد فأخذ يدها فى قبضته بالإكراه وقال بعفوية:-

-فى ايه واحد بيقول لمراته وحشتيني 


-تيام

قالتها بخفوت ونبرة هامسة إليه وعينيها تنظر للجميع وتبسم بعضهم على هذا الزوج الذي يخبر العالم بأسره عن شوقه إليها دون حرج، حرجت "مسك" منهم وتوقفت عن جداله أمام الركاب وشعرت يده تقل من ضغطه على يدها وتشابك إياها بحنان،خرج بعض الركاب واحدًا تلو الأخر فى كل طابق ولم يبقي سواهما، سحبت"مسك" يدها منه بأغتياظ وقالت بزمجرة:-

-أنت بتستعبط صح؟ 


صُدمت عندما كان جوابه عناقًا منه إليها وطوقها بذراعيه بأحكام حتى لا تفر منه وقال:-

-والله وحشتيني يا مسك


أزدردت لعابها بصدمة ألجمتها وأنتفض قلبها مُربكًا من هذا العناق، رفعت يدها لتسحبه من ملابسه من الخلف بعيدًا لكنه كان أقوى من سحبتها ويقيدها بذراعيه بأحكام ويستمع لصوتها تقول بتهديد:-

-أنت ناوي على موتك يا تيام 


تبسم على تهديدها ودفن رأسه فى كتفها يشم رائحتها ويشعر بدفئها، تنهدت "مسك" بتذمر من فعلته وسكنت تمامًا بين ذراعيه مُدركة أن كل محاولاتها فى أبعاده ومقاومته فاشلة بسبب قوته الجسدية، تبسم بإشراق أكثر على هدوءها وتوقفها عن الهرب من عناقه ليغمض "تيام" عينيه مُستمتعًا بهذه اللحظة معها و"مسك" تصطنع الصمود رغم أرتعش قلبها من الداخل وهى تستمع لصوت أنفاسه ودقات قلبه من هذا القرب حتى رائحته الرجولي تغتصب أنفها وتثير ربكتها وتوترها أكثر....


____________________________ 


(المدينة الزرقاء blue city) 


صرخت "زينة" بغيظ شديد مُستشاطة غضبًا من هذا الرجل:-

-أخرس خالص كله من تحت رأسك أنت؟


-أسمعيني بس يا أنسة زينة؟

قالها "متولي" بجدية، ضربت "زينة" الملف الموجود أمامها فى وجهه بقوة غاضبة منه وبعد كل ما حدث ما زال يتحدث عن أفكاره الخبيثة لتقول:-

-أتكلم مرة تانية ولا أقترح حاجة تاني وهيكون موتك هو ردي عليك


تنحنح "متولي" بحرج خوفًا منها ثم أنحني لكي يجمع الأوراق المنثورة على الأرض وجزت "زينة" على أسنانه وعقلها لا يستوعب أنها فقدت كل شيء الآن وتفكير كيف تسترد ما سلب منها.....

غادر ""متولي" المكتب بخوف من غضبها وربما إذا ظل أمامها اكثر يطرده نهائيًا بهذه اللحظة ....


____________________________ 


خرج "بكر" من مقر النيابة بسبب محاميه الذي وضع كل شيء على عاتق "إيهاب" مساعده خصيصًا أن شركة غسيل الأموال تحت أسم "إيهاب"، لم يفرق محاميه كثيرًا عن قذرة "بكر" فتنفس "بكر" بهدوء وصعد إلى سيارته ثم قال بحزم:-

-عرفت مين اللى بلغ عني؟


أجابه السائق بنبرة قوية قائلًا:-

-تيام الضبع ...


تنهد "بكر" بهدوء وتوعد بالأنتقام من "تيام" ورد الضربة إليه بضربة قوية مُميتة تقتله هذه المرة ليحقق ما فشل "إيهاب" في فعله....... 



#وختامهم_مَسك  

الفصــــــــــل الثــامن عشر  ( 18 )

بعنــــــوان " قلب مرتجف "


وقفت "مسك" تختبيء فى الشرفة بعيدًا عنه وهى تتحدث فى الهاتف مع "ورد" بتذمر شديد من عودة "تيام" وقالت وعينيها تحدق بالداخل لتتأكد بأنه لن يستمع إليها:-

-يا الله يا ورد، كان لازم تقوليلي أنه جاي وكمان زاد عليا ماما اللى سافرت البلد دى تحضر فرح قرايبها كان ناقصني أنا 


تبسمت "ورد" بعفوية على زمجرتها ثم قالت بلطف:-

-هههههه يعنى القدر بيساعده، طب والله حرام أنتِ مفترية وبتستقوي على الراجل


رفعت "مسك" حاجبها ونظرت فى الشارع بضيق من حديث "ورد" ثم قالت:-

-والله وطلعت أنا اللى ظالمة فى الموضوع، شوف مين اللى بيدافع عن تيام، زين لو سمعك دلوقت هيرجع فى عرض جوازه


ضحكت "ورد" بعفوية أكثر ثم قالت بلطف:-

-يستاهل أدافع عنه الراجل أتغير 


أتكأت "مسك" بذراعها الأخر على درابزين الشرفة ثم قالت بجدية:-

-أنتِ ليه محسسني أنه اتغير عشاني، تيام اتغير عشان مستقبله وورثه ودي حاجة كلنا عارفينها


جلست "ورد" على المقعد الخشبي أمام البحر وقالت بلطف:-

-ماشي أتغير عشان الورث والورث برضو اللى خلاه يلبس دبلة ويمشي يقول للكل أنه متجوز، أنا عن نفسي لو سالتني هقولك أن تيام بدأ يحبك أه ممكن ميكنش الحب الكبير اللى فى خيالك لكن فى حُب لكي جواه ودا اللى خلاه مرعوب عليكي، أنتِ مبتشوفيش نظرة الخوف لما بيحصلك حاجة والله لو شوفتي خوفه عليكي يا مسك لتحبيه من نظرة خوفه بس


تأففت "مسك" بحيرة؛ مدركة أن قلبها بدأ يرتجف له لكنها لم تنسي نهائيًا كلمته الاولي لها فقال بأرتباك:-

-تيام مستحيل يحبنى يا ورد، الخوف دا مجرد تمثيل يا ورد


أقترب "تيام" من الشرفة ويحمل فى يديه الأثنين كوبايين من النسكافيه إليهما لكنه توقف خارج الشرفة عندما سمع جملته وظل يسترق السمع لها حينما تابعت بحزم:-

-لا يا ورد، تيام بيعمل كل دا وبيمثل عليا عشان أوافقه وينفذه وعده ليا أنى أكون واحدة أخرتها أوضة نومه وأنا مستحيل أكون بالرخص دا ... وعشان كدة أقفلي على الموضوع دا لأن بمجرد ما هتم السنة أنا هبعد عنه لأني مش زى أى واحدة عرفاها ومستحيل أخليه يكسب الرهان دا قصادي


ألتف "تيام" ودلف للمطبخ مسرعًا، سكب الكوبايين فى الحوض ووقف شاردًا فى كلماتها، لا يعلم ماذا يفعل حتى تصدق بأنه يكن لها المشاعر، لم يمثل خوفه عليها بل أوشك قلبه على التوقف عن النبض فور رؤيتها تصارع الموت، يشعر بوخزات قلبه وغصات قوية تمزقه من الداخل بسبب لسانه الذي جعل بكلماته حاجزًا بينهما ولن يستطيع هدمه نهائيًا بسبب قوة "مسك" فهى ليس كأى امرأة لن تخضع لمشاعرها ما دام عقلها متمردًا علي مشاعرها، أتاه صوتها وهى تقف على باب المطبخ مُتكئة كتفها الأيسر على الحائط وتقول:-

-كل دا بتعمل كوباية نسكافيه


فاق من شروده على صوت "مسك" وألتف ينظر إليها ثم قال:-

-هعمل 


تنحنحت بتذمر على كسله ثم أقتربت لتمسك براد الشاي لتتركه بسرعة وخرجت منها صرخة من سخونته، هرع "تيام" إليها بقلق وأخذ يدها فى يده مذعورًا ووضعها تحت صنوبر المياه، نظرت "مسك" إلي وجهه والقلق يحتل ملامحه وسمعته يقول بحزم:-

-مش تخلي بالك


تمتمت "مسك" بزمجرة وعينيها تتحاشي النظر إلي "تيام" بحرج قائلة:-

-معرفش أنه سخن، مقولتليش أنك ولعت عليه


أغلق صنوبر المياه ونظر إلى يدها المُلتهبة، تطلعت "مسك" به وهو ينفث بفمه فى يدها بلطف ويجففها بالمنشفة برفق، نظرت إلى عينيه التى لا تفارق جرحها مُحاولة فهم نظراته وتتذكر حديث "ورد" عن خوفه عليه وذعره من أجلها، رفع نظره إليها وقال:-

-خلي بالك، أنتِ ناسية أن أيدك بتعالجي بيها عشرات من الناس


تقابلت أعينهما معًا و"مسك" صامتة تحدق به فقط، شعرت بخفقان قلبها من الداخل لتسحب يدها بقوة بعيدًا عنه ثم قالت بحزم:-

-إن شاء الله


غادرت المطبخ بغضب وحزم، كاد قلبها أن يُهزمها بخفقانه ولا تفهم سبب ضرباته، ولجت إلى غرفتها وأغلقت الباب بسرعة وعقلها يخبرها بألا تحب هذا الرجل وأن هذا كله مجرد كذب وتمثيل منه حتى ينتصر عليها ويكسب رهانه...


_________________________


سمع "إيهاب" بخبر براءة "بكر" وألقي التهمة عليه هو ليستشيط غضبًا من هذا الرجل وقرر الذهاب إلى منزل "بكر" ليعلم سبب فعلته، أقتحم مع رجاله فيلا "بكر" ليلًا ودلف إلى الداخل لكنه صُدم عندما وجد "بكر" فى أنتظاره برجاله وقال بكبرياء:

-تعال يا إيهاب... تعالي ، جمد قلبك زى ما جمدته وأنت بتنط من فوق السور


تنهد "إيهاب" بزمجرة ثم أقترب أكثر من "بكر" وقال:-

-عملت كدة ليه؟ بعد ما خدمتك سنين طويلة وكنت مخلص ليك تعملنى أنا كبش فداء


تبسم "بكر" وهو ينفث دخان سيجارته ويجلس على الأريكة بغرور واضعًا قدم على الأخر ويضع مسدسه على الطاولة الموجودة أمام، قال ببرود شديد:-

-عشان يستاهل بتلعب من وراء ضهري، مش خطفت مسك مع أنى حذرتك تعمل كدة فيها ولا تقرب منها


-عشان أنتقم من جوزها على اللى عمله في بنتي

قالها "إيهاب" بغضب شديد بسبب نيران قلبه التى تحترق من الداخل، وقف "بكر" من مكانه بغيظ شديد ثم قال:-

-تقوم تضربها بالنار، أحمد ربنا أنها عايشة ودا عشان أنت طول عمرك غبي


صرخ "إيهاب" وهو يرفع يديه فى وجه "بكر" بأغتياظ:-

-تقوم مبلغ عني فى تهمة زى دي، أنا ممكن أقول لمسك أن أنت اللى عملت كدة فى أختها وماتت بسببك وزى ما وقعتني فى الورطة دي تطلعني منها وإلا ههد المعبد على دماغي ودماغك


ضحك"بكر" بغرور شديد وعاد إلى مجلسه على الأريكة وقال بسخرية:-

-ولا تعرف تعمل حاجة، أنتِ مش  واخد بالك ولا أيه؟ أنت من غيري ولا حاجة وأفتكر أن أخر مرة هددتني فيها بنتك دفعت الثمن 


أتسعت عيني "إيهاب" على مصراعيها بصدمة ألجمته ثم قال بتلعثم:-

-قصدك أيه؟


لم يستوعب كلمات "بكر" عن ابنته ليتابع "بكر" بغضب باردًا قائلًا:-

-ههههههه أيه؟ لتكون فاكر أن تيام هو اللى عملها، أنت فاكر كدة لأن أنا اللى عوزتك تعرف كدة..


صُدم "إيهاب" مما سمعه الآن وكل هذه السنوات كان يحمي الرجل الذي فعل هذا بأبنته وقتلها، كان يحمي قاتل أبنته بروحه وينفذ أوامره بلا نقاش ليهجم "إيهاب" على "بكر" وبدأ يضرب فيه بغضب ويصرخ بقوة حتى أقترب رجال "بكر" وأبعده عنه بالقوة، وقف "بكر" بغضب سافر ثم قال بأنفعال من ضرب "إيهاب" إليه:-

-ورب العرش ما أنت شايف نور الشمس من تانى


أشار إلي رجاله بأن يأخذوه وسلموا إلى مركز الشرطة و"إيهاب" فى صدمة قاتلة مما علم به وما زال لم يستوعب أن هذا الرجل قتل أبنته بعد فعلته الشينعة بها....


________________________ 


( المدينة الزرقاء blue city)


فتح باب المكتب ودلفت "زينة" ليراها "زين" امامه فكبح غضبه قبل أن يطلق العنان له وقال بحدة صارمة:-

-عايزة ايه؟ 


-عايزة حقي يا زين، ولا مش كفاية أنك أستولت على ورث تيام .. طمعان فى ورثي أنا... عايز تأخد اللى ليك واللى مش ليك

قالتها بصراخ قوي وهى تضرب المكتب بيديه، نظر "زين" إليها ببرود شديد ثم قال بلا ميالاة لحديثها:-

-ليه هو أنا اللى قولتلك تروحي تلعبي بديلك من ورايا وتطمعي فى منصبي، راحة تعزلني وعايزة تمسكي رئاسة المكان من ورايا وزعلانة أنى بدافع عن نفسي بعد ما طعنتي فى ضهري... أنا مشوفتش فى بجاحتك


جلست على المقعد المقابل للمكتب وحدقت بوجهه وتنهدت بلطف تهدأ من روعها قليلًا وقالت بهدوء:-

-كنت عايزني أقف أتفرج عليك أنت وتيام وأنتوا بضيعوا كل تعبنا فى منافستكم ومين اللى هيكسب التاني، أنا عملت كدة عشان خايفة على المكان دا، المكان اللى بتعب فيه ومن وأنا طالبة فى أولى كلية وأشتغلت وتعبت لحد ما وصلت للسكرتير العام وجاي دلوقت بكل سهولة تفصلني


أخذ نفس عميق ناظرًا إليها ويستمع إلى حديث أخته بضيق من المبرر التى تملكه حتى طعنته فى ظهره ثم قال:-

-تصدقي أقنعتينى، فجأة بقيتي أنتِ الوحيدة اللى خايفة على المكان، لا يا زينة أنتِ عملتي كدة عشان الطمع وعشان الكلب اللى سارح وراكي هو اللى وسوس فى دماغك بس عقابه معايا أنا بعدين


-يا زين أنا ....


صرخ فى وجهها بأنفعال ويديه تشير على الباب قائلًا:-

-خلص الكلام، أطلعي برا يا زينة


غادرت "زينة" غاضبة من تصرفه وطرده إليها فغادرت بتذمر شديد....


______________________ 


أستيقظت "مسك" من نومها صباحًا وفزعت عندما وجدت "تيام" يجلس على حافة الفراش وأمامه صينية الإفطار، أعتدلت فى جلستها بصدمة الجمتها ثم قالت:-

-فى أيه؟


تبسم "تيام" بلطف وعينيه تنظر إلى وجه "مسك" وفزعها حين رأته ليقول:-

-فى أيه شوفتي عفريت!!


-ألعن 

قالتها "مسك" بحزم شديد ليرفع حاجبه بغضب مُتذمرًا على كملتهان تنحنحت "مسك" بحرج من نظرته وقالت بأرتباك:-

-أنت هتفطر فى السرير؟


-دا فطار لواحدة بس لو كانت أتعلمت تتكلم بأدب

قالها "تيام" بحزن مُصطنع فضحكت "مسك" بعفوية ثم مسك ذراعيه قبل أن يغادر بالطعام وقالت:-

-خلاص بقي


وضع الصينية من جديد أمامها لتبتسم بلطف وبدأت تتناول طعامها بتعجل من أمرها وهو يراقبها بنظراته فى صمت حتى قال بشجن:-

-براحة محدش بيجري وراكي


-ورايا شغل وهتأخر 

قالتها "مسك" بتمتمة والطعام فى فمها وعينيها تنظر فى الأطباق بتركيز حتى شعرت بيده تمسح شفتيها من الكاتشب فرفعت نظرها إليه وأزدردت لعابها بأرتباك وتوتر من فعلته، دفعت يده بقوة غاضبة من تصرفه وقالت:-

-أنت واحشك ضربي؟


تبسم بلطف وهو يمسح أبهامه فى المنديل ثم قال:-

-اه بقالي كتير محدش ضربي


ترجلت "مسك" من الفراش وأخذت المنشفة فى يدها ثم قالت:-

-أنا هلبس وأروح أشوف شغلي، متعملش مشاكل لحد ما أرجع


ضحك "تيام" بعفوية على كلمتها ثم مدد جسده على الفراش بأسترخاء وقال بلطف:-

-حاضر


دلفت "مسك" إلى المرحاض لتأخذ حمام دافئ ثم بدلت ملابسها وأرتدت بنطلون أسود وتي شيرت أصفر اللون ثم خرجت وصففت شعرها وعينيه ترافقها فى المرآة، خجلت من نظراته ثم قالت بحزم:-

-فى أيه؟ أنت هتفضل باصص ليا كدة


-ما أنا قولتلك وحشتينى

قالها بعفوية وعينيه تحدق بها، تنهدت "مسك" بجدية ثم قالت:-

-مش هنخلص من الاسطوانة دى، أنا ماشية


غادرت "مسك" الشقة وأغلقت الباب فتبسم "تيام" بعفوية على تذمرها ونظر بهاتفه لكن قاطعه دقات على باب الشقة، خرج من الغرفة مُتعجبًا وقال:-

-نسيتي أيه؟


فتح الباب ليُصدم عندما وجد رجال أمامه وبدأوا فى الهجوم عليه بالضرب...


_________________________  


(المدينة الزرقاء blue city )


كانت "ورد" تقف أمام الكوخ الخشبي الخاص بالغواصين وتتحدث مع "فادي" قائلة:-

-لا يا فادي، أنا مش هتعمل مع الروسييين تاني خدهم أنت


تحدث "فادي" وهو يرتب أنابيب الأكسجين فى المكان قائلًا:-

-أنا مش فاضي يا ورد، وبعدين دول طالبينك بالأسم


-لا، يعنى لا

قالتها "ورد" بنبرة حادة وقوية رافضة هذا العمل، أتاها صوت "زين" بعد أن عانقها من الخلف وقال بعفوية:-

-مين اللى مزعل القمر بتاعي كدة


مطت "ورد" شفتيها بغضب شديد ثم أشارت على "فادي" بضيق وقالت:-

-دا 


أستدار "فادي" لها بصدمة ألجمته ولا يصدق أن "ورد" وشت به إلى "زين" الذي يقتل كل من يغضبها وكأنها ستعاقبه على رفضه لعرضها، أبتلع لعابه بخوف من وقوفه أمام رئيس المكان وقال:-

-والله ما حصل


رفع "زين" حاجبه بضيق شديد ثم قال بتهديد:-

-يعنى هى بتكذب


نظر "فادي" إليها بغضب مكبوح ولا يحجرأ على النطق بالجواب أمامه، تأفف بغيظ وقال:-

-هأخدهم وأمري لله، بس أفتكريها يا ورد


تركها "زين" وكاد أن يمسك "فادي" من ملابسه حتى يقتله على تهديده لها أمام "زين" دون خوف، ضحكت "ورد" على "فادي" الذي تراجع للخلف من مواجهة "زين" وأخرجت لسانها إليه تغيظه، غادر المكان بعد أن مسكت "ورد" ذراع "زين" وقالت بلطف:-

-خلاص يا زيزو خليها علينا


رمقها "فادي" من بعيد بمكر غاضبًا من هذه الفتاة صديقته التى تتحامي فى رجله القوي، تبسمت "ورد" إليه ثم ألتفت إلى "زين" وقالت:-

-وحشتني يا زيزو، كنت فين من الصبح وأنا بدور عليك


تحدث مُجيب عليها بتذمر شديد من تصرفات "تيام" هاتفًا:- 

-كان عندي شغلي، تيام به سافر القاهرة كدة فجأة من غير ما يقول كلمة لحد وصحيت لاقيته سايب الدنيا تضرب تقلب على دماغي


تبسمت "ورد" بلطف على تذمره وعبوس وجهه وقالت بعفوية:-

-معلش يا زيزو هو لسه جديد برضو، ومتنساش أنه هنا ومراته هناك


سار "زين" للأمام غاضبًا وما زال لا يشفع لتصرفه ورحيله دون أن يخبر أحد فقال:-

-والله دا مش سبب وبعدين مراته ايه!! أنتِ ليه محسسني أنه سايب مراته ومعها ثلاثة عيال منه، دا جوازة مصلحة ومجرد ورقة بينهم، أقطع دراعي لو كان يعرف عنها حاجة ولا هى تعرف عنه حاجة


قهقهت "ورد" ضاحكًا من هذا الحديث لينظر "زين" إلي بسمتها وضحكاتها مُتعجبًا محبوبته، جلست "ورد" على الرمال ببراءة ليجلس جوارها وقال:-

-بتضحكي على أيه؟


-بلاش دراعك يا زين، لأنه يعرف وكتير

قالتها بلطف مما أدهش "زين" كليًا وأصابه بدهشة كأنها سكبت دلو من الثلج على رأسه فقالت بلطف:-

-مالك مصدوم كدة ليه، هو مش من حقه يحب ولا أيه؟


تحدث "زين" بنبرة جادة وعينيه تحدق بوردته ويبدو أنها تعرف الكثير وما لا يعرفه أحد:-

-لا حقه بس مسك!! دى المفاجأة


تبسمت "ورد" وأكتفت ببسمتها ثم وضع رأسها على كتفه تنظر إلى البحر الأزرق أمامها ومياه الصافية....


______________________________


(مستشفي القاضي)


سمعت "مسك" بوصل "تيام" إلى المستشفي مصابًا فهرعت من مكتبها إلى قسم الطوارئ لتُصدم عندما رأته نائمًا بفراش المرضي ووجه مليء بالكدمات وذراعه مكسورًا ومحاط به الجبس الأبيض، دمعت عيني "مسك" بصدمة من رؤيته وأقتربت منه بقدمي مُرتجفة ثم قالت بتمتمة:-

-تيام


سمع صوتها الخافتة ليفتح عينيه رغم جروح وجهه وكدماته، تبسم فور رؤيتها وقال:-

-مسك!!


مسكت على رأسه بلطف شديد ثم سألته بقلق مما تراه وقد أصابه:-

-حصل أيه؟ مين اللى عمل كدة فيك؟


هز رأسه بالنفي يخبرها بأنه لا يعرف من الفاعل بينما أغمض عينيه بتعب، ضربته على كتفه بتذمر وقلبها يتألم لرؤيته هكذا وتقول:-

-قولتلك متعملش مشاكل.. مبتسمعش الكلام ليه؟


تألم من ضربتها القوية وقال بخفوت:-

-خفي أيدك شوية، معملتش حاجة وحياتك هم اللى جم لحد عندي؟


نظر بعينيها وهو يري بها الدموع تتلألأ فى جفنيها لأجله ليبتسم بلطف من قلقها وقال:-

-أنتِ هتعيطي عشاني؟ مستاهلش دموعك يا مسك


تنفست بصعوبة رغم أرتياحها لرؤية يتنفس لكن الغضب الكامن بداخلها كبير مما أصابه ويضرب قلبها بوخزات قوية مؤلمة، تساقطت دموعها رغمًا عنها هذه المرة ولأول مرة تفضل البكاء عن الحديث وكأن دموعها جوابًا على كلمته وأنه يستحقها حقًا ولن تبكي سوى له، رفع "تيام" يده إليها وأشار بأن تقترب، أنحنت "مسك" إليه بلطف ليجفف دموعها بأبهامه بحزن شديد على هذه الدموع التى تسبب بها وقال:-

-والله دموعك أغلي من روحي نفسي، متعيطش يا مسك


سألته بجدية وحزم وعينيها يتطاير منها الغضب ونار الأنتقام:-

-مين اللى عملها، والله لأخليهم ما يعرفوا يخيطوا فيه حتة ولا تنفعه أى عملية 


تبسم بلطف إليها ثم أخذ يدها فى راحة يده وقال بنبرة دافئة:-

-لا!! أيدك الناعمة دي تنقذ الناس يا مسك متأذيهمش، خلي الأذي ليا.. فى كل رواية في بطل طيب وشرير خلينا أنا الشرير وأنتِ الطيب


نظرت "مسك" إلي عينيه المتورمة من الضرب ثم قالت بحزم ونبرة قوية:-

-وأنا موافقة أكون الشرير عشانك يا تيام 


تبسم "تيام" إليها بلطف لتمسح على شعره بدلال وأغمض عينيه مُستمتعًا بهذه اللحظة وهى تخبره بأنها ستكون حاميته وسلاحته....


وللحكــــــايــة بقيــــة.....


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا




تعليقات

التنقل السريع