القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وختامهم مسك الفصل العاشر والحادي عشر بقلم نورا عبدالعزيز


رواية وختامهم مسك  الفصل العاشر والحادي عشر بقلم نورا عبدالعزيز 




رواية وختامهم مسك  الفصل العاشر والحادي عشر بقلم نورا عبدالعزيز 



#وختامهم_مَسك  

الفصــــــــــل العــــــاشــر  ( 10 )

بعنــــــوان "  وجع الفـــــراق "


أمر "جابر" رجاله بضرب هذان الرجلان بقوة حتى يتوقفا عن عنادهم ويتحدثان، هتف بنبرة قوية قائلًا:-

-برضو مش هتتكلموا


ظل الأثنين فى حالة من الصمت القوي رغم الألم والضرب المبرح الذي يتعرضون له لكن خوفهم من "بكر" أكبر بكثير...

خرج "جابر" من هذا المكان غاضبًا وعقله يفكر بشرود تام من هؤلاء ومن خلفهم يخشاه بهذا القدر كي يتحملوا هذا الكم من الضرب والأذي ولم يجرأ أحدهم على فعلها، أتجه إلى مكتب الأمن وسأل بغضب سافر:-

-أنا كلام كان واضح، اللى فتح الأسانسير للجناح الملكي تجيبهولي من تحت الأرض واللى حصل إياك جنس مخلوق يشم خبر عنه وألا هتكون انت المسئول قصادي


أومأ إليه قائد الأمن بنعم موافقًا على أمره ليغادر "جابر" من غرفة الأمن وقال بأختناق:-

-كان ناقصني هجوم فى الأوتيل كمان


_________________________ 


كانت "مسك" تقف على الشاطيء صامتة وتنظر إلى البحر وأمواجه العالية تفكر فى والدها وغضبه منه، حاولت الأتصال به لكنه لم يجيب عليها ويتجاهل كل أتصالاتها ورسائلها، الوحدة تقتلها وخصامه يفتك بها وجعًا..

على البار القريب من الشاطيء كان "تيام" واقفًا مُرتدي تي شيرت وردي اللون وفوقه قميص أبيض مفتوح وشورت يصل لركبته وحذاء رياضي، حولها فتيات أجانب ويضحكون معًا ويتحدثون رغم عينيه التى لا تفارق "مسك" بوحدتها هناك ولا تبالي لأفعاله تمامًا كأنه غريبًا لا تكترث لأفعاله ولا علاقاته النسائية، رأى رجل يقترب منها حتى وقف جوارها وطال حديثهما ..

قاطع شرودها ظهور "سراج" جوارها يقول:-

-أخبارك أيه يا دكتورة مسك؟


ألتفت "مسك" بأندهاش من وجوده هنا فى الغردقة وقالت مذهولة:-

-سراج، بتعمل أيه هنا؟


وجهه شاحبًا وعينيه باردة كالثلج يحدق بها بإشفاق لا تعلم سببه فربما السبب الوحيد الذي طرأ على عقلها هو خصام والدها وخبر زواجها، تحدث "سراج" بهدوء شديد قائلًا:-

-أنا عندي خبر لحضرتك مش حلو محتاج أنك تكوني قوية؟


ألتفت "مسك" إليه كليًا تحدق فى وجهه بقلق من هذا الخبر الذي نقله من القاهرة إلى الغردقة لتقول:-

-أيه؟ بابا حصله حاجة؟!!


هز رأسه بلا ليزداد قلقها أكثر فأبتلعت لعابها بخوف شديد تملكها عندما نفي حدوث مكروه إلى والدها وقالت بتلعثم:-

-غزل


تنحنح بأرتباك من لفظ هذا الخبر وهذا التوأم بروح واحدة قسمت لأثنين فى أجسادهما ثم قال بخفوت شديد رأفةً بها:-

-أطال الله فى عمرك، أتوفيت من يومين ومكنش ينفع تعرفي الخبر من التليفون .....


قاطعه سقوط "مسك" على الأرض من هول الصدمة وبدأت تلهث بصعوبة وأنفاسها تكاد تنقطع من فراق أختها، أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة قتلتها للتو من موت أختها وسالت دموعها بقوة الفيضان بل إعصارًا هجم على قلبها وروحها أغرقهما فى أوجاعه وحزنه، هرع "تيام" إليها بخوف بعد أن سقطت على الأرض تبكي وتنتفض على غير المعتاد من قسوتها وقوتها ليقول بجدية:-

-أنت مين؟


نظر "سراج" إلى "مسك" المنهارة على الأرض رغم هدوءها وصوت بكاءها المكبوح بداخلها تكتفي بدموعها المنهارة، تجاهل "تيام" عندما جثو على ركبته وقال بلطف:-

-دكتورة مسك أنا ...


لم يكمل كلمته عندما اتكأت "مسك" على ذراعها ووقفت من مكانها وبدأت تركض فأستدار "تيام" خلفها وبدأ يركض بقوة وراءها رغم أصابة خصره ومع ذلك لم يكترث لشيء سوى اللحق بها ولا يتركها وحدها بهذا الضعف، وضع يده على جرحه ولم يتوقف لحظة واحدة عن الركض خلفها، ظلت تركض بعيدًا لا تعلم إلى أين تأخذها قدميها لكنها تركض خلف ذكريات "غزل" التى همشت قوتها وصمودها وتقتل عقلها، غادرت الفندق ركضًا لتسقط على الأرض من التعب المنهك بقلبها وبدأت تضرب صدرها بقوة من الألم ونيران الفراق تحرقها بقسوة من القدر ، تبكي تاركة العنان لصوتها المبحوح أن يخرج من حنجرتها وتأني وجعًا وجزنًا، توقف "تيام" خلفها يراقبها وهى تجهش فى البكاء بضعف شديد وإنكسار وصوت شهقاتها يخترق أذنيه، لا يفهم ماذا قال هذا الرجل لها حتى وصلت لهذه المرحلة؟، وقف يراقبها من بعيد وهى جالسة على ركبتيها وتضرب صدرها بقوة وتصرخ باكية، جسدها ينتفض من الفراق لكنه لم يصمد كثيرًا فى المراقبة ، ذهب إليها وجثو على ركبتيه أمامها، تطلع بها وهى تنظر إلى الأرض وتضرب صدرها، مسك قبضتها التى تهمش صدرها من الوجع بحنان منه فسابقًا رفض رؤيتها باكية مُحافظًا على كبريائها أمامه لكن هذه المرة لم يقوي "تيام" على رؤيتها بهذا الإنكسار، وضع يده أسفل ذقنها بلطف ورفع رأسها إليه، تبكي وتنتفض بصدمة وألم يمزق صدرها من فراق "غزل" كأن جزءًا من روحها فارقها مع فراق أختها، تمتم بنبرة دافئة:-

-حصل أيه؟!، أيه اللى عيطك كدة


زادت من نفضتها وأنهيارها لم تتخيل للحظة أن تبقي وحيدة هنا بهذا العالم وأن تفارقها أختها، جفف دموعها بأنامله وقال بنبرة هادئة:-

-طب خلاص متحكيش، فداكي أى حاجة، اللى اتكسر يتصلح أمسحيها فيا طيب 


طأطأت رأسها بأنكسار ويدها تضرب صدرها بقبضتها الصغيرة بألم يفتك بها، ضم رأسها إليه بإشفاق عليها وعقله يكاد يقتله من التفكير لا يعرف ماذا حدث لها وأبكاها فى الطرقات هكذا، تشبثت "مسك" بقميصه بيديها وجهشت فى البكاء بألم، طوقها بذراعيه وبدأ يربت على ظهرها ويمسح على شعرها بحنان ثم قال:-

-خلاص، حقك عليا أنا من أى حاجة مزعلكي... أنا أسف ليكي نيابة عن العالم كله.. 


توقف عن الحديث بنبرته الدافئة عندما سقطت رأسها فاقدة للوعي من هول الصدمة التى أصابتها بخبر موت أختها فتشبث بها بقوة خوفًا عليها وراحمًا بضعفها وإنكسارها، قبل جبينها بقلق وعينيه تحدق ملامحها يتأملها وهى جسدًا باردًا بين ذراعيه لا حول ولا قوة لها، أحتضن وجهها براحة يده ويحمل نصفها العلوي على ذراعه الأخري فقال مُتمتمًا:-

-مين اللى وجعك كدة؟ وبعدين معاكي يا مسك!! 


____________________________


ذهبت "ورد" إلى مكان السباحين وهناك تقابلت مع "فادى" صديقها ليبتسم بسعادة لعودتها بعد غياب أكثر من شهر بسبب حادثتها التى سمع بها من الجميع، قال بعفوية:-

-ورد


تبسمت بخفوت إليه وهى تتكئ بذراعيها على النافذة الخشبية التى تفصلهم وقالت:-

-عامل أيه؟


-الحمد لله المهم أنتِ عاملة أيه؟

قالها برحب شديد لعودتها، أعطي أدوات الغوص إلى أجنبي للإيجار من النافذة ثم وقف محله فى الداخل ينظر إليها بسعادة، أجابته "ورد" بهدوء:-

-الحمد لله أحسن


تبسم إليها بسعادة وقال:-

-دايمًا يارب، أنتِ لازم تقوي يا ورد


أشارت إليه بنعم بتكفل وحذر شديد فأدرك أن هناك الكثير من الأشياء التى كُسرت بهذه الفتاة حقًا، رغم قتل الشاب الذي قبض عليه بجريمة ما فعله بها لكن هذا لم يصلح ما كُسر بها، بعض الأشياء عندما تُكسر لا تُصلح مرة أخرى مهما كان ثمن الإصلاح ..


________________________ 


فتحت "مسك" عينيها من التعب وكانت جالسة على الأرض قربه أمام البحر ورأسها على كتفه يحيطها بذراعه، أبتعدت عنه بضعف شديد أصابها لينظر إلى وجهها وقال:-

-أنتِ كويسة؟


لم تجيب عليه، تنحنح "تيام" بقلق ثم قال بفضول:-

-قالك ايه الراجل دا عشان توصلي للمرحلة دى؟


أخذت نفس عميقًا وعادت للبكاء من جديد ليتحدث "تيام" بتعجل وسرعة يحاول منعها من العودة للبكاء:-

-خلاص خلاص متقوليش حاجة بس متعيطش

وقف لكي يغادر تاركها وحيدة مع ضعفها فعقلها لم يتحمل هذا الضعف منها لكنه توقف عندما سمع صوتها المبحوح تقول بخفوت:-

-أنا موافقة أكمل السنة معاك


ألتف إليها بصدمة أصابته فتابعت بهدوء يحدق بها مذهولًا من قرارها:-

-بس تساعدنى


جلس من جديد جوارها بتهكم وعقله حائرًا والفضول يقتله أكثر حول ما قاله "سراج" لها حتى غير رأيها بهذه البساطة واللين، بدأت "مسك" تتحدث ودموعها تسيل على وجنتيها:-

-أنا باباي مطلق مامتي من 20 سنة وكل واحد منهم قاطع كل الصلة مع التاني وكان عندي أخ أكبر مني، ماما أخذته معها لما مشيت وأصحاب السوء عرفوه طريق المخدرات ومرة واحدة مات وعرفنا أن سبب الوفاة هو جرعة زيادة من المخدرات لكن ماما مصدقتش دا وأصرت أنه أتقتل وكان عندي أخت توأم...


جهشت فى البكاء مع ذكر "غزل" أكتر وبدأت ترتجف بقوة وطأطأت رأسها للأسفل ليربت "تيام" على كتفها بلطف وقال بجدية:-

-أهدئي طيب، متحكيش لو الكلام هيتعبك


جففت دموعها بضعف بقوة محاولة أن تتشبث بهذه القوة التى سقطت عنها أرضًا مما حدث وأكملت الحديث:-

-غزل كانت توأمي، مهندسة فى الجيش وقوية، ماما أقنعتها أن فى حد قتل أخويا وهى صدقت وسابت الجيش وبدأت تدور وراء كل الناس اللى يعرفهم لحد ما وصلت لتاجر مخدرات وعرفت أنه أجبر أخويا يشتغل ديلر، زيفت هواية ليها وقربت من الناس دى عشان تعرف الحقيقة وفى يوم لاقيتها داخلة عليا وقالتلي أنها عرفت معلومات خطيرة ومهمة هتسجن بيها الراجل دا، لكن بعدها بيومين لاقيتها فى المستشفي شبه ميتة فى حادثة عربية ودخلت غيبوبة، بابا قرار يبعتني هنا بالأجبار لانه كان خايف أنهم يأذوني أنا كمان ويبقي خسر ولاده الثلاثة لأنه عرف أن تاجر المخدرات بيدور وراها عشان المعلومات دى وهيأذيها لأن غزل كانت واثقة أن اللى معاها واللى عرفته عنه هينهي حياته بس هى ملحقتش وماتت... 


جهشت باكية ولم تقوى على التفوه بكلمة واحدة بعد ذكر نهاية أختها ، جذبها "تيام" إليها يضمها بين ذراعيه فجهشت باكية بأنهيار مُتشبثة به بكلتا يديها تنتفض بين ذراعيه ويشعر ببرود جسدها لكنه ربت عليها بلطف وهمس إليها:-

-أهدئي طيب 


أبتعدت عنه وقالت بحزم غاضبة وقد تحولت لرماد من نيران الفراق التى أحرقتها:-

-هتساعدينى؟


-الراجل دا يبقي بكر صح اللى طلبتيه مني معلومات عنه

قالها بحزم شديد من إصرارها على الأنتقام فأومأت إليه بنعم ليقول:-

-أنتِ متقدرتش تلعبي معه، دا راجل قذر 


نظرت إلى عينيه بقلق من أن يخشاه ويرفض مساعدتها فقالت بجدية:-

-الراجل دا جالي لحد عندي يعنى بيدور ورايا لو مأذتوش هو اللى هيأذينى، وبعدين أنا مبخافش وهو عارف دا كويس 


أبتلع "تيام" لعابه بحيرة من أمرها ثم قال:-

-أنتِ متعلمتيش من اللى حصل، أختك وصلت لهنا عشان فكرت تقرب منه وأنتِ هتكرري نفس اللى هي عملته


أومأت إليه بنعم بتحدي فهى ستنال من هذا الرجل مهما كلفها الأمر ليقول بضيق شديد:-

-بكر نازل فى الأوتيل هنا؟ يعنى هو ناويلك يا مسك ومش بعيد يكون هو اللى عايز يقتلك، متنسيش أن من ساعة ما رجلك أتحطت فى المكان دا وأنتِ كل يوم فى مشكلة وخطر أكبر


-عشان كدة أنا مش هرجع القاهرة، أنا كان المفروض أرجع بعد أسبوع لكن أنا مش هتحرك من هنا ، ممكن تقولي هتساعدني ولا هتخاف

قالتها بغضب يحرقها ونيران الأنتقام تقتلها وتسيطر على عقلها، رفع "تيام" حاجبه بغرور شديد من كلمتها ثم قال:-

-أنا مبخافش 


ظلت تنظر إليه مُنتظرة جوابه، عينيها تربكه وتألمه رؤية دموعها لطالما كان الأفضل له كبريائها وقوتها لكن ضعفها هكذا يثير شفقته ويجعله يرغب بهدم هذا العالم لأجل رؤيتها قوية من جديدة، أبتلع لعابه بحيرة من هذه النظرات وقال:-

-هساعدك ما دام هتساعدينى


أومأت إليه بنعم بأستماتة وقالت بثقة:-

-هساعدك والله وهفضل معاك سنة


هز رأسه بنعم إليها موافقًا على هذا، أخذها وعادوا للفندق معًا، رأهما "بكر" وهو جالسًا على طاولته ويشرب فنجان قهوته فأشتعل غضبًا من رؤيتها قرب رجلًا أخر وهو هنا قد فقد عقله تمامًا أمام قوتها وجراءتها، أستثنائها أحتل عقله وقلبه من الوهلة الأولي، ظل يتبعهم بنظره حتى رأي "تيام" يتركها أمام المصعد وأتجه إلى طريق الكازينو، تبسم "بكر" ووقف من مكانه يذهب خلفها..

ضعطت "مسك" على زر الطابق الأخر ووضعت مفتاح الجناح الإلكتروني على بصمة المصعد وقبل أن يغلق الباب وضع "بكر" يده بمنتصف البابين حتى يمنع إغلاقه، نظرت "مسك" لترى وجهه فجزت على أسنانها وأغلقت قبضتها بقوة بأحكام قبل أن تقتل هذا الرجل للتو وما زال قلبها ينزف وجعًا على فراق أختها ....


_________________________ 


سار "زين" معها فى شوارع الغردقة ويأخذ يدها فى يده بسعادة ويأكل معها المثلجات لتقول "ورد":-

-دا كمان يا زين وحياتي


نظر إلى محل الأكلات السورية ثم قال بعفوية مداعبًا إياها:-

-نفسي الأكل اللى بتأكليه دا يبان عليكي يا ورد، يا بنت دا أشيلك بأيد واحدة مش كدة 


تبسمت بعفوية على تذمره من نحافتها وقالت بحماس:-

-طب دا أحسن عشان متقلقش على غضروفك 


قهقه ضاحكًا على جملتها ووقف يشتري سندوتشات من الطعام لهما وأنطلق فى طريقهما، تحدث "زين" بخفوت:-

-لسه مقررتيش هنتجوز أمتى؟


صمتت "ورد" بخوف من أخذ هذه الخطوة الآن ليقول بغزل وعينيه تغمز لها بحب:-

-يا بت أرحمي قلبي العاشق 


تبسمت بخجل من كلماته ثم قالت:-

-حاضر يا زين.. أختار الوقت اللى يعجبك


نظر إليها بحماس شديد وقلبه يرفرف فرحًا من موافقتها ثم قال:-

-أنا لو عليا هختار أني أخذك للمأذون دلوقت حالًا 


قهقهت ضاحكة بعفوية على هذا الرجل ثم قالت:-

-لا مش لدرجة دي يا زين!! 


أخذها فى يده وأكمل طريقهما معًا كان مُتعمدًا ألا يتركها لحظة وحيدة حتى لا يقتلها الخوف والوجع مما أصابها، تبسمت "ورد" بخفة على بقائه معها وكانت مُدركة أنه يظل جوارها رغم عمله الذي يتطلب منه مجهودًا كبيرًا فى منصبه الجديد لكنه يفضلها على كل شيء، تمتمت بخفوت وقالت:-

-أنا كويسة يا زين


ألتف كي ينظر إليها فرأها تحدق به بجدية وقالت:-

-كويسة متقلقش عليه 


تنحنح بخفوت من إدراكها لتصرفاته وقال بحرج:-

-ورد أنا... 


قاطعته ببسمتها اللطيفة وقالت بدفء:-

-أنا عارفة أنك خايف عليا واللى بتعمله عشان تخفف عني، لكن صدقني أنا كويسة فعلًا..


هز رأسه بنعم إليها فتبسمت أكثر من أجله مُدركة أن ما يحركه هو الحب الذي يحتل قلبه إليها وهذا الخوف نابعًا من عشقه، كل ما يخشاه هو أن يقتلها الخوف فى وحدتها....


_______________________


أقتربت فتاة من "تيام" داخل الكازينو ووضعت يدها على ظهره بينما تجلس قربه على البار، نظر "تيام" إليها وهو يحمل فى يده كأسه تطلع بها فتاة جميلة وشعرها ذهبي اللون وتضع عدسات لاصقة فى عينيها الزرقاء وبشرتها بيضاء ترتدي فستانًا يليق بهذا المكان القذر، فضي اللون وقصير يصل لأعلي ركبتيها وبدون أكمام تحدثت قائلة:-

-هاي


أندهش من جراءتها وقال:-

-مصرية


أومأت إليه بنعم ثم وضعت سيجارة بين شفتيها وقالت بدلال:-

-ممكن تولع لي؟


رغم أنه مدخن من الدرجة الاولي لكنه رفض قائلًا ببرود شديد:-

-معيش ولاعة، وماليش مزاج 


قالها وعينيه ترمقها من الرأس لأخمص القدم يخبرها بعينيه أنه لا يريدها ، وقف من مكانه كي يغادر بأختناق من عقله وتصرفاته، يجلس هنا مُنذ ساعة ولم يرفع نظره بأى امرأة وعقله يفكر فى "مسك" وحدها وبكاءها، عندما ضمها باكية كانت باردة لدرجة نفضت قلبه من محلها، شعر بضربات قلبها بين ذراعيه لم تكن الأولي التي ضمها إليه بهذا القرب فسابقًا ضم من النساء الكثير بعدد أنفاسه لكنه لم يشعر بما شعر به حينما ضمها وتشبثت به، أسرعت الفتاة خلفه وقالت بغيظ شديد:-

-أيه اللى مش عجبك فيا؟


ألتف إليها ثم قال بسخرية من سؤالها ونبرة باردة كالثلج:-

-بالعكس أنتِ جميلة وتعجبي أتخن واحد هنا لكن أنا لا


أقتربت الفتاة منه ووضعت يدها على صدره بدلال تداعب أزرار قميصه المفتوح من الأعلي بأغراء وقالت بنبرة مُثيرة:-

-ليه؟


أبعد يدها عنه بالقوة وقال حادقًا فى وجهها بغرور وتغطرس قائلًا:-

-لأني متجوز


غادر بعد أن أخبرها بهذه الكلمة أنه لا يريد امرأة لأنه بالفعل يملك واحدة، دلف للمصعد بضيق من تصرفه كأن عقله جن فى محله وتساءل هل أصبح يرفض الفتيات لأجل "مسك" وتحجج بزواجه الصوري منها؟ لم يقبل عقله بفتاة أخر تدخل بين ذراعيه وتلوث هذا العناق الذي تركته "مسك" به، لم يقوي على ضم امرأة أخري بعدها ليُدرك "تيام" بأن نهايته ستكون بسبب "مسك"....


_______________________ 


ظلت جالسة محلها على الأريكة بغضب سافر وتتذكر صعود "بكر" معها فى المصعد، وقف جوارها فى صمت حتى قتل هذا الصمت صوت "مسك" تقول:-

-متعلمتش من اللى قولته؟


ألتف "بكر" إليها يتطلع بها من الرأس لأخمص القدم ثم قال بإعجاب:-

-بالعكس أتعلمت أنك غير الكل، لكن كمان أتعلم انك بتقدري تشلقبي حال أى راجل من النظرة الأولي


رفعت نظرها إليه بأندهاش، ألتف "بكر" إليها وعينيه تخبرها بأنه يريدها لتبتلع لعابها خوفًا من هذا الرجل الذي جاء فى اللقاء الأولي لقتلها أم الآن يريدها، تشبثت بقوتها وأستمعت إلى حديثه يقول:-

-أزاى واحدة زيك ينتهي بها الطريق مع راجل زى تيام.. أنتِ عايز راجل بجد يحطك تاج على رأسه


قهقهت ضاحكة بسخرية شديدة منه وقالت:-

-زيك مثلًا


أقترب نحوها بخطوات بطيئة وعينيه تلتهم كل أنش بها بإعجاب شديد مهوسًا بها ثم قال:-

-سيبه وتعاليلي يا مسك وأنا أخليكي فوق الكل


ضحكت بسخرية أكبر فهل جاء إليها بعد أن تسبب فى قتل أخواتها الأثنين كى يخبرها بأنه يريدها وقالت بغضب:-

-أنت عبيط وشكلك كبرت وبدأت تخرف 


حاصرها فى المصعد ويديه تقيدها وعينيه تنظر لكل أنش بها ثم قال بإعجاب:-

-بلاش تشوفي الخرف عندي بيبقي عامل أزاى


دفعته بقوة بعيدًا عنها مُستشاطة من الغضب والكره الذي بداخلها لهذا الرجل ، لا تقوي على تحمل رؤيته يتنفس أمامها حي وأختها توفت وفقدت حياتها بسببه وقالت:-

-أنت مجنون ومكانك الأمثل مستشفي المجانين


تبسم إليها بسمة شيطانية خبيثة وقال بتهديد واضح:-

-وأنتِ مسكينة مُصرة تخسري كل الناس اللى فى حياتك على أيدي.. أخوكي وغزل وبكرة يبقي تيام جوزك ووقتها هتبقي أرملة وأن مجتيش بمزاجك هجيبك غصب عنك


مسكته من سترته بقوة بغضب أشعل نيرانه هو هذه المرة رغم محاولتها فى كبح غضبها قدر الإمكان منذ رؤيته وقالت بتهديد واضح:-

-اللى أذيتهم حقهم أنا أخده من دمك لأني غير الكل زى ما قولت وتيام لو قربت له هتبقي بتستعجل موتك على أيدي... جرب بس ترفع عينيك فيه 


تركت سترته بأغتياظ شديد منه وعينيها تبث شرارة نارية، تبسم "بكر" بأندهاش من دافعها عنه وتهديدها له من أجل "تيام" وقال:-

-أنتِ حبيته ولا أيه؟ معقول دا!! 


تأففت بضيق شديد منه ثم ضغطت على زر الطابق التالي لتغادر المصعد تاركة هذا الرجل قبل أن تقتله حقًا هنا...

فتح باب المصعد لتري "تيام" يترجل منه، نظر "تيام" إليها بعد أن رأها جالسة على الأريكة وترفع قدميها فوقها مُرتدية بيجامة بنصف كم باللون الأسود  وبنطلون فضفاض وتضع فوق قدميها شال من الصوف وتحمل فى يدها كوب من الأعشاب الساخنة تحيطه بيديها الأثنين، ظل يحدق بها بحيرة من أمره ودموعها ما زالت لم تجف بعد على فراق أختها و"طاهرة" جالسة أمامها على الأرض تواسيها  ... 

تجاهلها وصعد إلى غرفته فى صمت وحيرته تقتله لا يفهم سبب تصرفاته، نظرت "طاهرة" إليه بأندهاش من عودته باكرًا عن المعتاد ثم قالت:-

-ليكون عيان دا عمره ما عملها ورجع قبل الصبح!!


أبعدت "مسك" الشال عن قدميها لتضعه على ظهرها وذراعيها، صعدت بهدوء إلى غرفته وطرقت الباب برفق ولم تدخل حتى سمعته يقول:-

-أدخلي


دلفت "مسك" للغرفة فرأته مُستلقي على الفراش بملابسه بتعب مُنهكًا من التفكير، رفع رأسه عن الفراش كي ينظر إليها فرأها تحمل فى يدها صندوق الإسعافات الأولية ليبتسم بعفوية عليها وقال:-

-مش قولتلك مبتقدريش تشوفي مريض قصادك 


عاد برأسه للخلف بحيرة من هذه الفتاة، جلست جواره وفتحت زرين من قميصه من الأسفل وبدأت تطهر جرحه الذي بدأ يلتئم ويشفي، عقلها شاردًا أتخبره بتهديد "بكر" لها بأذيته أم تلتزم الصمت فما زالت العلاقة بينهم لا تسمح لها بهذا وتذكرت ما حدث صباحًا فتنحنحت بحرج، تمتمت "مسك" بهدوء:-

-أنا أسفة


رفع رأسه وجسده مُتكئ على مرفقه بأندهاش من أعتذارها الذي يسمعه لأول مرة منها، هذه الفتاة القوية لم تعتذر لأحد من قبل لكنها فعلت اليوم بسبب حزنها وغيمة الفراق التي أحتلت عقلها وقال:-

-دا من أيه؟


تحاشت النظر إليه بحرج وأغلقت يديها على الشال الصوفي بأرتباك من عينيه وقالت:-

-عشان اللى حصل الصبح، أنا كنت مصدومة بس و...


قاطعها "تيام" عندما أعتدل فى جلسته كليًا وقرب رأسه منها يقول بهمس خبيث متعمدًا هذا بجراءة:-

-عشان حضنتيني!! 


أزدردت لعابها بحرج منه وتنحنحت بخجل وعينيها لا تقوي على النظر إليه، تبسم على خجلها الذي زاد حمرة وجهها أكثر من حمرة بكائها المتواصل ليقول بعفوية:-

-ولا يهمك أنا متعود أسلف الناس حضني... لو عايزة واحد تاني معنديش مشكلة تعالي


قالها بحماس وفتح ذراعيه إليها على مصراعيه فرفعت نظرها إليه بأندهاش وغضب من كلمته وأعترافه أنه مباح للجميع ومتاح لجميع النساء، جزت على أسنانها بأشمئزاز منه وقالت:-

-لا أنا أسفة عشان يوم ما لجئت لواحد كان واحد متاح للجميع 


توارت بسمته وتحولت لغضب سافر من كلمتها المُهينة له رغم كونها حقيقة، قال بأختناق سافر:-

-اه أنا متاح للجميع ألا أنتِ، بصراحة من الصبح وأنا قرفان من حالي بسبب اللى عملتيه


وقفت من أمامه بصدمة من كلمته هل هي بهذه القذرة التى يجعله يشمئز من جسده طيلة اليوم لأجل عناق واحد منها، قالت بأنفعال شديد:-

-والله دا المفروض مين اللى يقرف من التاني، أنا ولا أنت بس العيب مش عليك العيب عليا أنا أنى ....


توقفت عن الحديث ولم تقوي على أستكمال جملتها ليقف "تيام" بوجه خبيث أمامها، يتطلع بها ثم قال بمكر يثير غضبها أكثر:-

-أنك أيه؟ أنك أترميتي فى حضني كأنك ما صدقتي تلاقي حجة عشان تعمليها


عينيها الباكتين وما زالت دموعها بيهم مُعتقلين بين جفنها أستشاطت غيظًا منه وجزت على أسنانها  من كلماته لترفع يدها كي تصفعه لكن "تيام" مسك يدها بقوة وبالأخري مسك رأسها يحيطها وعاقبها بقبلة لتدفعه بعيدًا عنها ووضعت يدها على شفتيها بغضب سافر وهربت دمعتها من أسر عينيها بسبب غضبها منه بينما قال "تيام" ببرود:-

-أنا قولتلك دا هيكون عقابك لو قلتي أدبك معايا وأنتِ اللي بأيدك تتعاقبي أو لا


غادرت من أمامه بغضب وتغلق قبضتيها بقوة وهى على وشك قتله حقًا، دلفت إلى غرفتها وأغلقت الباب لتجهش فى البكاء بحزن من حاجتها إليه لأجل الأنتقام من قاتل أختها، بعد أن أعترف "بكر" لها بأنه فعل ذلك بأخواتها الأثنين وحاجتها إلى "تيام" التى تقيد يديها الآن عن قتله ...

وقف "تيام" أمام باب الغرفة يستمع لصوت بكاءها فى هدوء دون أن يصدر صوت حتى توقفت عن البكاء بعد نوبة طويلة أفرغت بها كل حزنها وألمها الكامن بداخلها، فتح باب الغرفة ليراها نائمة فى الفراش من التعب وكثرة البكاء، أقترب "تيام" بخطوات هادئة وجلس على ركبتيه قرب السرير يتفحصها بعينيه، رفع يده يجفف دموعها عن وجنتيها وأنفها ثم قال:-

-سامحينى على طريقتي لكنها الوحيدة اللى هتنفع معاكي يا مسك عشان تتخطي الحزن والوجع اللى فى عينيك، الوجع اللى خلاكي تعتذري لواحد زبالة زي 


مسح على شعرها بحنان ثم وقف من مكانه وقبل جبينها بلطف وغادر الغرفة ثم أغلق الباب، فتحت "مسك" عينيها بهدوء ونظرت إلى الباب حيث خرج بعد أن أستمعت لحديثه لتدرك بأنه يغضبها قصدًا ويتحداها حتى لا تغرق فى الحزن الذي رأه فى عينيها وأعتذارها، لم تفهم هذا الرجل أهو حقًا كما ينعت نفسه بالقمامة والحثالة أم هو شخص أخر لا تعرفه، لو كان قذرًا فلن يكن يحمل بداخله حنانًا أو أحترامًا لها، أحترم دموعها ولحظة ضعفها ولم يجرأ على الأقتراب ورؤيتها ضعيفة وأوجاع عارية أمامه وهذا الفعل لن يصدر نهائيًا من رجل وقح، أغمضت عينيها من جديد غارقة فى تفكيرها وماذا تفعل مع "بكر" الذي أعترف بجرائمه إليها بكل وقاحة ولم تكف وقاحته عند هذا الحد بل قتل عائلتها ويرغب بها بكل قذارة منه ...... 


للحكــــــايــة بقيــــة.....


#وختامهم_مَسك  

الفصــــــــــل الحادي عشر  ( 11 )

بعنــــــوان "  مُتــــــــرصـــد "


لم تقوي على الحركة من فراشها على مدار الأسبوع بسبب حزنها على موت "غزل" لكن هنا يوجد شخص يتشبث بها كطفلة للنجاة من الخوف والألم، جاءتها "ورد" تجبرها على الخروج معها لأنها تريد شراء قوسًا كي تتعلم الرماية وأخذتها معها بالقوة رغمًا عنها، أنطلقت "مسك" بسيارتها خارج القرية وكانت "ورد" جالسة فى المقعد المجاور لها تقول:-

-أنا مش فاهمة، ليه يكون فى حد بيحاول يوقع بين زين وتيام


أجابتها "مسك" بثقة وعينيها على الطريق:-

-معرفش، أنا معرفش كتير عن حياتهم ولا حتى عن تيام نفسه لكن دي واضحة زى الشمس يا ورد.. اللى حاول يقتل تيام وبعدها يعمل فيكي كدة عشان زين يفكر أنه أنتقام من تيام ويزيد العداوة بينهم دا حد له مصلحة...اه أنا مش عارفة أيه المصلحة اللى ممكن تعود على واحد أنه يوقع بين أتنين كارهين بعض أصلًا لكن اللي واثقة منه أنه فعلًا فى طرف ثالث مجهول والطرف الثالث دا هو نفسه اللى بيحاول يقتل تيام وفى نفس الوقت هو اللى عمل كدة فيكي

 

ألتفت "ورد" فى مقعدها إلى "مسك" وأتكأت بظهرها على الباب وقالت بتفكير عميق فى حديث "مسك":-

-ماشي أنا مصدقة أن تيام مش هو اللى عمل كدة فيا وواثقة مليون المية أن زين محاولش يقتل تيام، أنا عارفة زين وحافظه أكتر من أى حد... لكن حد ثالث دى برضو صعبة تتصدق..


رمقتها "مسك" بطرف عينيها وعادت بنظرها إلى الطريق ثم قالت بجدية:-

-طب أقولك على حاجة أنا حاسة أن الفاعل مش غريب يا ورد، دا حد قريب لأنه عارف بكراهية تيام وزين وعارف منافستهم على المنصب والورث وكمان عارف أن نقطة ضعف زين الوحيدة واللى ممكن تخليه يقتل تيام بأيده هى أنتِ عشان كدة لما قرر ينتقم قرر ينتقم فيكي أنتِ، أنتِ مش ذنبك فى اللى حصل لأنك تستاهلي اللى حصل فيكي ولا لأن فى حد بيكرهك وعايز يفرقك عن زين لأنه واثق أن زين مش هيسيبك... لا يا ورد اللى عملها كان شايف أن الذنب الوحيد ليكي أنك قلب زين ومش بس عارف بكل دا،  دا عارف بقدر الحب اللى بينك وبين زين.. الحب اللى هيخلي زين ما يسيبكي مهما حصل ويتمسك بيكي ... وأنتِ كان كل ذنبك فى الحرب دى أنك حبيبة زين 


تنهدت "ورد" بحيرة من هذا الغامض الذي يسعى وراء هذان الرجلان وقالت:-

-والحل ... هيفضل يتحكم فيهم ويفضلوا هم بيأكلوا فى بعض وينفذوا خططه  بكرههم لبعض


نظرت "مسك" فى المرآة الأمامية للسيارة بتركيز ثم قالت بشرود فى السيارة التى تتبعهم:-

-حلهم أن يحطوا أيديهم فى أيد بعض يا ورد لكن طبعًا واضح من معرفتي السطحية باللى بيحصل أنه مستحيل... معلش يا ورد تنزلي تجيبي أزازة مياه دى سخنت


أومأت "ورد" إليها بنعم وترجلت من السيارة وعيني "مسك" لا تفارق المرآة تحديدًا على السيارة التى توقفت على بُعد مع وقوف سيارتها، دلفت "ورد" إلى السوبر ماركت لترى "مسك" رجلًا يتبعها للداخل والأخرين بالسيارة يراقبون "مسك"، حاولت أن تفهم هل جاءوا إليها من وراء "بكر" أم من هذا الغامض الذي يسعى وراء "تيام" و"زين" ويلحقون بـ "ورد"، ترجلت "مسك" من السيارة ودلفت إلى مطعم الدجاج المقرمش الموجود على الجهة الأخري ووقفت تنظر فى القائمة على الحائط الزجاجي وعينيها ترى ظل هؤلاء الذين جاءوا خلفها، أدركت بأنها مراقبة تمامًا كـ "ورد" فعادت إلى السيارة وكانت "ورد" واقفًا قربها فتحت سيارتها وصعدوا الأثنين معًا، ألتفت "مسك" بسيارتها كي تعود إلى القرية ليس جُبنٍ منها لكنها لن تعرض "ورد" للخطر أثناء مواجهتها ، تعجبت "ورد" إلى عودتهما وقالت:-

-إحنا مش هنروح نشتري قوس ليا


أومأت "مسك" لها ثم قالت:-

-لا مش النهار دا، ألبسي الحزام


نظرت "ورد" إليها ووجهها متوترًا وزادت من سرعة سيارتها فقالت بقلق:-

-هو في أيه؟


تحدثت "مسك" بجدية قائلة:-

-أتصلي بزين ينزل يأخدك يا ورد


نظرت "ورد" بقلق شديد  مُعتجبة من طلبها لتتابع "مسك" بقلق على هذه الفتاة قائلة:-

-أنجزي يا ورد، واضح أن اللى جبنا فى سيرته جه


نظرت "ورد" خلفهم ورأت سيارة تسرع وراءهما وتتفادي كل سيارة تعيق طريقها للوصول لهما بعد أن زادت "مسك" سرعتها وأدركوا أنها أنتبهت إليهم ، أرتجفت "ورد" بخوف شديد قائلة:-

-هيقتلونا؟


تبسمت "مسك" بسخرية من خوف هذه الفتاة ثم قالت:-

-أنتِ طيبة اوى يا ورد، أنا راجعة بس عشانك معنديش أستعداد أعرضك للخطر لكن صدقينى لو عليا حابة أنك تتفرجي عشان تتعلمي وتأخدي درس فى القتال عملي


أخرجت "ورد" هاتفها بذعر كي تتصل بـ "زين" .....


_________________________ 


وصل "زين" إلى مكتبه صباحًا ويتحدث مع "جابر" قائلًا:-

-أنا مش ناوي أسلمهم يا جابر، لو سلمتهم اللى قتل اللى فات هيقتلهم وقبل ما ينطقوا


أومأ "جابر" إليه بنعم وأتسعت عينيه وهكذا "زين" عندما وجدوا "تيام" جالسًا على مقعد الرئيس خلف المكتب مُبتسمًا ويحمل فى يده فنجان قهوة، رمقه "زين" بهدوء شديد قبل أن يفقد أعصابه وسيطرته ثم قال:-

-أنت بتعمل أيه؟


رفع "تيام" نظره إلى "جابر" بغرور شديد وقال بتحدي قاتل:-

-جاي أشوف شغلي، مش دي كانت وصية المرحوم برضو أنى أتعلم الشغل عشان أستلم المنصب وأن الموضوع مكنش محصور فى جوازة، أدينى بنفذ وصيته


تنحنح "جابر" بهدوء ثم قال:-

-دي بداية كويسة وخطوة تحترم منك لكن اللى بيتعلم مبيقعدش على الكرسي دا


تبسم "تيام" بسخرية إليهم ووقف من مكانه ثم قال:-

-وأنا ماليش مزاج أقعد عليه دلوقت، أنا بس كنت عايز أحرق دمه 


قالها وعينيه ترمق "زين" بأزدراء وطريقة مُستفزة، ألتف "زين" كي يلكمه هذه المرة لكن أوقفه صوت هاتفه وكانت "ورد" أجابها بغضب سافر:-

-شوية وهكلمك يا ورد...


سمع صرختها عندما أصطدمت السيارة بسيارتهما من الخلف مُحاولين منع "مسك" من الوصول للقرية ويصعب عليها الأمر، صرخت "ورد" بخوف شديد لينتفض "زين " ذعرًا وقال:-

-ورد!! أنتِ فين؟ 


أخبرته ببكاء بأن هناك من يحاول مواجهتهم فقال بصدمة ألجمته:-

-هم مين اللى بيجروا وراكم... مسك معاكي ليه؟


ألتف "تيام" بفزع من ذكر أسمها وهكذا "جابر"، أخذ "تيام" الهاتف منه بالقوة وقال بصدمة:-

-مسك!!


أوشكت "مسك" على فقد سيطرتها على مواجهة هؤلاء بسيارتهم التى تصطدم بسيارتها بقوة فسقط الهاتف من "ورد" فى أرضية السيارة وسمع صوت "مسك" تقول:-

-أمسكي كويسة يا ورد....


هرع الأثنين للخارج معًا وأحدهم تسلل الخوف إلي قلبه ذعرًا على محبوبته والأخر أفتك القلق بعقله عليها بعد معرفته بأن هناك من يسعى وراءها، أخبرته بأنها تريد الأنتقام لأختها وقصت له حكايتها والآن يترصد لها أحد.....


________________________ 


دلفت "مسك" بسيارتها إلى مرأب سيارات وفتحت درج الطبلون لتأخذ منه مسدسًا ففزعت "ورد" مما تراه و"مسك" تقول:-

-أنزلي بسرعة


ترجلت "مسك" أولًا تنظر حولها بعد أن نجحت فى الهرب منهم وألتفت حول السيارة وفتحت الباب ثم أخذت "ورد" فى يدها كأمًا لها، أغلقت السيارة وتسللت بعيدًا حول السيارات المصفوفة تختبيء من هؤلاء، سمعوا صوت وصول سيارة الرجال فأختبأت "مسك" بها خلف سيارة وجلسوا على ركبتهم ووضعت يدها على فم "ورد" تمنع صوت شهقاتها وعينيها تنظر حولها بحذر حتى رأت كابينة زجاجية من أجل رجل الأمن الخاص بالمكان فأخذتها بحذر إلي هناك وأدخلت "ورد" بها ثم قالت:-

-متتحركيش من هنا وحاولي تبعتي رسالة لزين بمكانك وصوت نفسك مطلعهوش يا ورد


أرتجفت "ورد" بخوف وتشبثت بيدي "مسك" بذعر وتترجاها قائلة:-

-لا متمشيش


تبسمت "مسك" بثقة وربتت على رأسها بلطف ثم قالت:-

-متخافيش يا ورد أنا قوية 


أعطتها "مسك" المسدس كي تطمئن وتهدأ من روعتها ثم أغلقت باب الكابينة عليها وتسللت وراء السيارات بحذر وعينيها تراقب هؤلاء الرجال، فتحت "ورد" الهاتف وأرسلت موقعها إلى هاتف "زين"


_________________________ 


لم يتخيل أن هناك مكروه قد يصيبها من جديد وقلبه العاشق يخفق بوخزات قوية خوفًا عليها وتصبب جبينه عرقًا من الخوف الذي أصابه،  صرخ "زين" بغضب سافر ويديه تقود السيارة بجنون:- 

-ورد لو جرالها حاجة مش هيكفينى روحك أنت ومراتك


تحدث "جابر" بجدية قائلًا:-

-مش وقته يا زين بيه أنتوا الأثنين فى مركب واحدة، هى خطيبتك والتانية مراته المهم نلحقهم 


كان "تيام" صامتًا وعقله يفكر فى الكثير ويخبره بأن يهدأ فـ "مسك" قوية ولن يصيبها شيئًا، عينيه تحدق فى الطريق بقلق وفتح هاتفه لكي يتصل عليها لكنه تذكر بأنه لا يملك رقم هاتفها رغم كونها زوجته، وضع يده علي جبينه يحكها بأنامله بقلق واضح، تابعه "جابر" بنظره بأندهاش من قلقه السافر على زوجته التى تزوجها لأجل المال فقط، لا يصدق بأن "تيام" هو نفسه الذي يجلس أمامه هنا وتخلي عن سكونه وحل القلق محله، تلقي الهاتف رسالة من "ورد" بموقعها ليسرع فى قيادته ويده الأخري تحاول الأتصال بـ "ورد" لكنها لم تجيب عليه ......


__________________________ 


وضعت "ورد" يدها على فمها بذعر عندما سمعت صوت خطوات قربها من الخارج وأغلقت الهاتف كليًا بذعر من أتصال "زين" الوارد، ألتف الرجل بعد أن سمع صوت أهتزاز الهاتف...

رأته "مسك" يقترب من الكابينة لتركض نحو سيارتها وضغطت على مفتاح التشغيل فسمع الجميع صوت بواق السيارة وركضوا إلى هناك، لمحها أحدهما فمسك قميصها من الخلف لتلكمه فى وجهه بقوة وألتفت إليه مُمسكة بذراعه ووضعته بين باب السيارة ثم أغلقته بقوة على ذراعه فسقط الرجل أرضًا من الألم، بدأت فى العراك مع هؤلاء، رفعت "ورد" رأسها خلسًا لتُصدم مما تراه و"مسك" تواجه هؤلاء بقوة دون خوف بل تلكم وجوههم بمهارة، ركلت أحدهم فى قدمه ليسقط على ركبته وبقدمها همشت رأسه بركلة واحدة، أخرج أحدهما مسدسًا كأنه حسم أمره من مقابلتها بالسلاح عوضًا عن الأقتراب منها ومقاتلتها خاشيًا الأقتراب منها، صوب مسدسه نحو رأس "مسك"، أنتفضت "مسك" بذعر عندما سمعت صوت إطلاق نارى وألتفت لتري "ورد" تقف خلف الرجل وخرجت من مخبأها عندما رأته سيقتل "مسك" غدرًا وأطلقت النار وسقط المسدس من يديها المُرتجف لكنها لم تصيب أحد بسبب فشلها فى أستخدام هذا السلاح، فزعت "ورد" بخوف وهى تري الرجل يقترب منها بغضب شديد، ضربت "مسك" رأس الرجل الذي تعاركه فى أحد السيارات ليسقط أرضًا...

أقترب الرجل من "ورد" ومسكها من لياقتها لتصرخ بذعر لكن سرعان ما تركها عندما سحبته "مسك" من قميصه من الخلف بقوة وأوشكت على خنقه بقميصه، ترك "ورد" وأستسلم لسحب "مسك" له قبل أن تخنقه، ألتف لها بمهارة ولكم خصرها بقوة لتتألم وتتركه، تبسم وهو يقترب منها لكن لكمته بقوة أسفل ذقنه ليسقط أرضًا، ألتفت بألم وهى تمسك خصرها وأخذت "ورد" من يدها وهربوا معًا، نظرت "ورد" إلى "مسك" بصدمة وذراعها المُصاب ينزف دماءً لكنها لا تبالي بشيء سوى إعادة "ورد" إلى "زين" فلن تتحمل تأنيب الضمير إذا حدث لها شيء بسبب تقصيرها، أختبأت بها خلف أحد السيارات تلتقط أنفاسها بصعوبة، وضعت يدها على معصمها تشعر بضربات قلبها بقلق من أن تؤثر أصابتها على ضغط دمها وقلبها، نظرت إلى "ورد" وهى تشعر برعشتها ، دمعت عيني "مسك" بخوف على هذه الفتاة مما يحدث الآن، تعلم أنها تصارع عقلها فى ذكريات الماضي وما مرت به، تحدثت "مسك" تطمئنها قائلة:-

-متخافيش أكيد زين فى الطريق هو مش هيتأخر عليكي


أندهشت "ورد" من أهتمام "مسك" بها رغم أصابتها وجسدها الذي تلقي الكثير من الضرب المبرح فى عراكها وجبينها التى تنزف ويديها الأثنين التى تحمل الكثير من الدماء بسبب جروح لكماتها لهم، كل ما بها لا تكترث له لكنها تهتم بها هي، تحدثت "ورد" ببكاء شديد قائلة:-

-أنتِ بتنزفي


تبسمت "مسك" إليها بعفوية وأريحية:-

-أنا كويسة ومتعودة على دا.. أطمني يا ورد مفيش حاجة هتحصل أوعدك طول ما فيا نفس مش هيحصلك حاجة


لم تجيب عليها "ورد" بل ظلت تنتفض ذعرًا، أدارتها "مسك" إليها بقوة وقالت بثقة ونبرة قوية:-

-متخافيش يا ورد أنا هنا ومستحيل أسمح لحد أنه يأذيكي 


كانت "ورد" تنتفض فزعًا من هذا المكان وهؤلاء الرجال الذين يركضون خلفهم وتتذكر هذه الليلة ولا تعلم ماذا ستفقد اليوم؟ ربما تكن حياتها، أخذت "مسك" يدها فى قبضتها ثم قالت بحزم:-

-إياك تسيبي أيدي يا ورد، أتفقنا؟ 


أومأت "ورد" إليها بنعم مُرتجفة وتشبثت بقبضة "مسك" بيديها الأثنين فتبسمت "مسك" إليها بثقة وجراءة لم ترجف لها عين من هؤلاء ثم قالت:-

-أتفقنا وأوعدك أرجعك لزين.. لكن خليكي قوية 


هزت "ورد" رأسها بنعم وجففت دموعها، تسللت الأثنتين من مكان أختبأهم و"مسك" مُتشبثة بها بقوة حتى لا تفقد "ورد" طاقتها وعقلها مما يحدث، ساروا خلف هذه السيارات المصفوفة بحذر وخطوات خافتة حتى لا يشعر بهم هؤلاء، عيني "مسك" تراقب المكان فلم تنتبه لأسفل قدمها عندما دهست على عصا حديدي جعلتهم ينتبوا إلي مكان وجودهم، ركض الرجال إليها لتترك يد "ورد" وتبدأ معركتها مع هؤلاء و"ورد" تصرخ بهلع وخوف شديد وتضع يديها على أذنيها، ركلت "مسك" الرجل فى خصره قبل أن يقترب وهمشت فك وجه الأخر بمرفقها بقوة لكن رغم قوتها تلقت ضربة على رأسها بعصا من ثالثهم أسقطتها أرضًا على وجهها وأخر ما رأته قبل أن تفقد وعيها أحدهم يأخذ "ورد" وهى تبكي بهلع وكاد قلبها أن يتوقف من الخوف بسبب حادثتها السابقة، أغلقت "مسك" عينيها فاقدة للوعى ولسانها يتفوه باسمه قائلة:-

-تــ ــيـــ ــامــ 


وصل "زين" بسيارته إلى المكان الذي أرسلته "ورد" وترجلوا من السيارة، ركض "تيام" بذعر إلى سيارتها الموجودة هناك ووجد على الأرض الكثير من الدماء وسيارتها شبه مدمر هيكلها الخارجي من صدمات السيارة بها من أجل الحصول عليهم، أنتفض فزعًا و"زين" يصرخ بأسمها بغضب شديد قائلًا:-

-ورد


مرت سيارة بسرعة جنونية نحو باب الخروج ورأها "جابر" ليُصدم عندما رأى "ورد" بداخلها والرجل يضع يديه على فمها فصرخ بغضب:-

-أهم 


ألتف الأثنين ينظرون إلى السيارة ليركض "زين" خلفها وعينيه لا تفارق محبوبته التى تنتفض خوفًا وتنظر إليها باكية، صعد "تيام" بالسيارة وأنطلق خلفهم بغضب سافر تاركًا "جابر" خلفه لكنه توقف جوار "زين" حتى يصعد معه، ضغط على البنزين بقوة ليزيد من سرعة السيارة وحاول أن يتخطاها لكن سائقهم لم يترك له الفرصة و"ورد" تبكي بخوف وعينيها لا تفارق سيارة "زين" فحسمت أمرها أن تتشجع قليلًا وتحاول أن تنقذ نفسها وتساعد "زين" ، قضمت كتف السائق بقوة بأسنانها ليصرخ بهلع وجذبها الرجل الجالس جوارها ودفعها بقوة فى النافذة لترتطم رأسها بها فتألمت ...


أخرج "تيام" مُسدسًا من خلف ظهره ومده إلى "زين" فنظر "زين" إليه بصدمة من حمل "تيام" لسلاح معه لكنه أخذه وبدأ يطلق النار على السيارة وبنهاية المطاف نجح فى إصابة الإطار الخلفي للسيارة ليفقد السائق سيطرته على القيادة، ترجل الرجال لمواجهتهم وبدأ "زين" فى العراك معه بجانبه ضد هؤلاء ولأول مرة يقف هذان الأثنان فى صفٍ واحدٍ متحدين ضد أحد، قفز أحدهم من فوق الكوبري هاربًا منهم والأخر سقط على الأرض ضعيفًا مغمي عليه بسبب هذا القتال القوي ولكمة "تيام" كانت قوتها أضعاف مُضاعفة لقوة قبضة "مسك" ذى الأيادي الناعمة الصغيرة، هرع "زين" يفتح باب السيارة وأخرج "ورد" منها لترتمي فى حضنه بخوف وتشبث بها بقوة مُطوقًا إياها بذراعه وقال:-

-أنتِ كويسة؟


أومأت إليه بنعم ورجفتها تزداد من خوفها ، بحث "تيام" عنها فى السيارة ولم يجد لها أثر وقبل أن يسأل رأي "ورد" تهرع إلى خلف السيارة بخوف سافر وفتحتها بذعر وتتطلع بـ "مسك"، ذهب "تيام" للخلف وصُدم مما يراه لأول مرة يُهزمها أحدًا، حملها برفق شديد على ذراعيه وأخرجها من السيارة ثم جلس على الأرض بها ينظر إلى وجهها وذراعها المُصاب، ربت على وجنتها بلطف وقلبه ينقبض ذعرًا من حالتها التى يرثي لها، تفوه باسمها بلهجة واهنة:-

-مسك!!


نظر "زين" إليها ويبدو أنها خاضت شجارًا قويًا حتى وصلت لهذه الحالة التى يُرثي لها، أخذوها للمستشفي وقصت "ورد" كل شيء حدث إلى "زين" وأنها السبب فى خروجهم من القرية وخروج "مسك" من غرفتها من الأساس، أخبرته بأنها لم تترك يدها ووعدتها بأن تعيدها إليه، وقف "تيام" بغضب سافر مُستمعًا إلى حديثها بينما هى تقف هنا تتحدث وتتنفس و"مسك" هى المُصاب فقال بإقتضاب مُستشاطًا غيظًا:-

-يا ريتها كانت سيبتك، كل المصايب دى من تحت رأسك، لو هو مش قادر يحميك ليه مسك هى اللى تحميكي وأنتِ مالك تخرجيها من اوضتها ولا لا هي


نظرت "ورد" إليه بحزن شديد وهو يخبرها بأنها السبب فى حالة "مسك" الآن، مسكه "زين" من لياقته بقوة وقال:-

-كلمة تانية منك وهنسي المكان اللى إحنا فيه


أبعدتهم "ورد" عن بعض بغضب سافر وتتذكر حديث "مسك" لها ثم قالت:-

-هو أنتوا ايه مبتتعلموش، إحنا كنا هنموت بسببكم أنتوا الأثنين، كانوا عايزين يقتلوها لانها مراتك مش لأنها بتحمينى وكانوا هيقتلوني لأني خطيبتك يا زين، فى حد عايز يخلص منكم أنتوا وإحنا اللى بندفع الثمن وأنتوا كل اللى فارق معاكم مين اللى هيعلم على التاني


تركه "زين" بغضب مكبوح بداخله وألتف "تيام" يعطيهم ظهره ويتأفف بضيق، خرج الطبيب لهم وأخبره بأنها بخير ومجرد كدمات ولم يصيبها أى أصابة بالغة، دلف "تيام" إليها وجلس جوارها يتطلع بوجهها المليء بالكدمات ليرفع يده إلى وجهها يبعد خصلات شعرها عنه بلطف صامتًا ويرمق اللاصقة الطبية الموجودة بيسار جبينها، أخذ يدها فى راحة يده ليري جروحها وأصابعها المُدمرة من لكماتها القوية فربت عليها بيده الأخري برفق، فتحت "مسك" عينيها بتعب شديد فى أنحناء جسدها من القتال، رأته يجلس جوارها ويديها في يده تنهدت بأريحية مُتحاشية النظر إليه وتُتمتم بخفوت:-

-ما دام أنت هنا يبقي ورد كويسة


أندهش من قلقها على "ورد" أكثر من حالها فترك يدها وعقد ذراعيه أمام صدره وقال بغرور:-

-أقلقي على نفسك الأول بس، ازاى سبيتهم يعملوا فى وشك فرح


أعتدلت فى الجلوس بتعب يمزقها فى أطراف جسدها وقالت بسخرية من كلمته:-

-أبقي فكرني أعزمك فيه


حدق بها بغيظ شديد من سخريتها وهى لا تبالي بما حدث لها وقال:-

-مفكيش حتة سليمة أضربك فيها


نظرت إليه ببرود شديد مُستشاطة غضبًا من غلاظته وقالت:-

-ولا تقدر أصلًا جرب كدة... لحظة أبقي جرب بعدين عشان معنديش طاقة أضرب حتي صرصور 


ألتفت نحوه لكي تغادر السرير فأوقفها "تيام" بقلق شديد قائلًا:-

-أنتِ بتعملي أيه؟


-همشي أنا كويسة 

قالتها بتعب شديد وجسدها مُنهكًا كليًا، تحدث بقلق بعد وقوفه جوارها يمنعها من مغادرة السرير:-

-طب نسأل الدكتور


أشارت بسبابتها على وجهها بثقة وقالت بتهكم:-

-وأنا أيه بتاعت بطاطا


رفع حاجبه إليها بتذمر شديد من ثقتها التى تحولت لغرور قاتل وكبر ثم قال:-

-بطاطا!! أنتِ جعانة


-أكيد ما أنا بنى أدم طبعي مأكلتش من أمبارح

قالتها وهى تقف محلها وتضع يدها على ظهرها وتمطي جسدها لتتألم من هذا الجسد التى تلقي الضرب المبرح قائلة:-

-أااااه ، أنا محتاجة أنام أسبوع


-أشيلك طيب

قالها "تيام" بجدية بخوف عليها بعد أن صرخت بخفة من الألم لكنها رمقته بغضب شديد وعينيها تطلق نظرات تهديدية قاتلة ولسانها يقول بتحذير:-

-أكيد تلمسني


ضحك بسخرية عليها فمُنذ قليل حملها على ذراعيه حتى جاء بها إلى هنا ولم تمنعه بسبب فقدها للوعي وغادر أمامها فسارت خلفه بغضب ولا تقوي على السير نهائيًا لتقول بتمتمة مُتذمرة بوجه عابس:-

-أنا محتاجة عشرة يشيلوني


خرجت من الغرفة لتُصدم عندما حملها "تيام" على ذراعيه بالقوة لتصرخ به بأنفعال قائلة:-

-أنت أتجننت


سار بها للأمام ويحكم ذراعيه عليها بقوة حتى تكف عن مقاومته وعينه ترمق عينيها بجدية ممزوجة بالخوف عليها وقال بحدة صارمة:-

-أنا جوزك لكن العشرة اللى عايزهم دول أيه؟! 


أبتلعت لعابها بحرج من سماعه لكلمتها وسكنت بين ذراعيه بحرج من نظراته مُتحاشية النظر إليه بأرتباك، سار بها فى الردهة حتى وصل للخارج كان "زين" و"ورد" فى السيارة بأنتظارهم، وضعت رأسها على كتفه بحرج شديد لكنها كانت مُتعبة وعلى وشك فقد وعيها، صعد بها فى المقعد الخلفي وجلس جوارها ، تحدثت "ورد" بأسف شديد:-

-أنا أسفة والله كل دا بسببي


تبسمت "مسك" وهى تنام على الأريكة من الخلف بأستسلام لتعب جسدها المُرهق وقالت:-

-متقوليش كدة، لو كان جرالك حاجة مكنتش هسامح نفسي أبدًا


نظر "تيام" إليها بسخرية وقال بتمتمة:-

-أهو جرالك أنتِ


قرصت "مسك" خصره بغضب من كلمته ليتألم فنظر "زين" عليه فى المرآة بغضب شديد لا يتحمل وجوده معه فى سيارة واحدة، تحدث بجدية:-

-أنا مكنتش أعرف تيام بيه بيشيل مسدسات


رمقه "تيام" بأشمئزاز شديد من لهجته كأنه يسخر منه فقال بأزدراء:-

-أمال أحمي نفسي من الثعالب اللي زيك أزاى


ألتف "زين" له يحدق به غيظًا وعلى وشك ضربه الآن لكن أوقفه "ورد" التى مسكت رأسه تُديرها للأمام بسرعة غاضبة من عناد حبيبها:-

-بص قدامك يا زين إحنا مش عايزين نرجع المستشفي تاني 


نظر للأمام بغيظ شديد من هذا الرجل وألتزم الجميع الصمت حتى وصلوا للفندق، ترجل "تيام" من السيارة ثم حملها على ذراعيه بعد أن دخلت فى نوم عميق من التعب، دلف "زين" إلى الفندق ويأخذ يد "ورد" فى قبضته بخوف من تركها وحدها، رأتهم "زينة" لتفرغ من حالة "مسك" وقالت:-

-حصل أيه؟


تجاهلها "تيام" بنظرات باردة رغم أندهاشها من رؤية "تيام" و"زين" معاً لأول مرة وأتجه إلى المصعد وصعد بها إلى الجناح الملكي ووضعها بالفراش ثم وضع الغطاء عليها بلطف، مسح على رأسها بحنان وقال:-

-ورب العرش لأدفع بكر تمن عملته دى ....


________________________ 


صُدمت "زينة" مما سمعته للتو من "متولي" ومحاولة أختطاف "مسك" و "ورد" وقالت:-

-ومين اللى له مصلحة فى أذية ورد ومسك، الحمد لله أن ورد مجرالهاش حاجة


تبسم "متولي" بمكر ثعباني وقال:-

-وأن كان جرالها ، إحنا مالنا المهم نوصل لهدفنا؟


ألتفت "زينة" إليه بذهول من كلماته وبسمته ترعبها فسألت بقلق:-

-متولي!! أنت مالكش يد فى اللى حصل مش كدة


أقترب منها بخبث شديد وقال:-

-دى مجرد قرصة ودن، تيام وزين لازم واحد فيهم يخلص علي التاني أو هم الأثنين يخلصوا على بعض عشان حضرتك تكوني فوق الكل، أنتِ اللى تستاهلي المنصب دا مش هم، كل واحد فيهم مشغول بحياته والبنت بتاعته لكن أنتِ بس اللى مكرسة حياتك للمكان دا من سنين طويلة يبقي مينفعش تكوني أقل منهم


صُدمت "زينة" من فعل "متولي" الذي خطط ونفذ دون أن يسألها لكنها لم تتحدث بشيء وظلت تستمع إلى "متولي" وخططه الماكرة للحصول على هذا المنصب إليها وأقنعها بأنها الوحيدة التى تستحق هذا .... 


________________________


(مستشفي القـاضي)


دلف "سراج" إلى مكتب "غريب" بقلق شديد ثم قال:-

-غريب بيه؟


رفع "غريب" نظره إلى "سراج" بقلق من نبرته ووجهه الذي يوحي بأن هناك كارثة حلت عليهم وقال:-

-خير!!


تحدث "سراج" بخوف قائلًا:-

-بكر نزل فى نفس الأوتيل مع دكتورة مسك والنهار دا الصبح أتعرضت لمحاولة خطف لكن تيام أنقذها


أنتفض "غريب" من محله فزعًا على أبنته الوحيدة الآن وقد أوشك على فقدها اليوم، قال بصدمة:-

-أيه؟؟ تروح الغردقة دلوقت حالًا وتجيبها معاك غصب عنها 


-أزاى وجوزها؟ دكتورة مسك متجوزة دلوقت وفى حكم جوزها

قالها "سراج" بحيرة من أمره ليتابع "غريب" بغضب سافر:-

-سمعت قولت أيه؟ تجيبها غصب عنها وعن عيني جوزها حتى لو أضطرت تجيبها بالقوة.. 


أومأ "سراج" له بنعم وغادر المكتب مُستعدًا للسفر إلى الغردقة كى يجلبها إلى والدها رغمًا عنها..


للحكــــــايــة بقيــــة.....



#نورا_عبدالعزيز


 تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا




تعليقات

التنقل السريع