رواية مليكة الوحش الفصل الاول والثاني والثالث والرابع للكاتبة ياسمين عادل
رواية مليكة الوحش الفصل الاول والثاني والثالث والرابع للكاتبة ياسمين عادل
شخصيات الرواية
-1 البطل / جاسر، طويل القامه عريض المنكبين. يتميز بالبشرة البرونزيه والممح الحادة والجديه. ذات حاجبين كثيفين شيئا ما وعيونه بني غامق متسعه، وشعره أسود غزير، عندما يقطب جبينه ويضيق عينيه تشعر بالشر يقفذ من عينيه، يتميز بفتول العضت الواضح.
-2 البطلة / آسيل، يدل أسمها علي شخصيتها. حيث تعني كلمة آسيل الناعمة أو الملساء. تتميز بطول متوسط وبشره خمرية تأسر من يراها وعيونها عسلية اللون، تتميز بشعرها الطويل اسود الذي يتعدي أسفل ظهرها، تشعر بالنظر في عينيها بنقاء الروح وبراءة النفس، عنيدة تعرف ما تريد وتسعي للوصول لمبتغاها دائما.
-3 لميا / والدة آسيل، سيدة يشع الوقار من عدسات عينيها الخضراء. تتميز بالشعر البني المحمر وبشرتها خمرية اللون
-4 رؤؤف الشناوي / يتميز بطول القامه ونحيف الجسم، تدل خصت شعره البيضاء علي طول العمر الذي عاشه ذلك الرجل وكم لقنته الدنيا من دروس ومواعظ. حيث أن مهنة المحاماه التي أحترفها كانت لها الفضل في التعرف علي والدة آسيل
5 - سهيلة / اخت الصغري سيل، ولكن ممحهم مختلفه تماااما، فأن سهيله تتميز بالبشرة القمحيه والعيون الخضراء كوالدتها، وشعرها كيرلي قصير ذات لون بني فاتح. تدرس بكلية التربية قسم رياض أطفال
6 - أمجد / ضابط شرطة برتبة ( رائد )، خطيب آسيل
ورغم خطوبتهم التقليديه والتي لم تكن عن طريق حب ا انه أحبها بصدق.
7 - مودة / اخت الصغري لجاسر، ذات سن 17 عام طفله بمعني الكلمة، ورغم أن سنها يزيد ا ان تصرفاتها طفوليه وبريئة للغايه.
8 - عيسي / الذراع اليمني لجاسر، يشبهه في ممحه الحادة، سوي بشرته البيضاء وشاربه الذي يغطي أسفل وأعلي فمه ( حول الفم )
- الشخصيات الرئيسيه تم عرضها ولكن هناك بعض الشخصيات لم يتم التعريف بها أما لدورها اولي في الروايه او لعنصر المفاجأة.
رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثاني
-تملكة الغيظ والغضب فأنهال عليه باللكمات حتى شعر أنه سيفقد حياته في يده فدفعه بقوة قائلا
جاسر بحده: بعد كده ياتدي العلاج المظبوط ياتعتزل الطب كله، كتك داهيه
- هوي جسر بيده على المكتب وأزاح كل ما عليه على الارض الرخاميه ثم وضح سلاحه خلف ظهرة وانطلق للخارج.
حمدي ممسكه بوجهه وقائلا بهدوء: الله يخرب بيتك وبيت اليوم اللي دخلت فيه عيادتي.
- أمسك حمدي بوجهه الذي تشوه بفعل قبضته القويه ويديه الصلبتين التي تركت أثارها بوضوح عليه، وبمجرد خروج جاسر من غرفة حمدي حتى دلفت الممرضه الخاصه به بسرعه لتري ما الذي حدث بالداخل وما سبب تلك الضوضاء التي حدثت، حتى حدقت بعينيها على الهييئه المزريه التي أصبحت عليها الغرفه والاشياء الملقاه أرضا وبعضها الذي تهشم، ثم أنتقلت ببصرها لرب عملها لتعتريها الصدمه الشديده مما حدث له، فأقتربت منه هاتفه.
الممرضه بتزمجر: أيه ده يافندم؟! أزاي حضرتك مبلغتش البوليص ولا عملت أي حاجه في الهمجي ده؟
حمدي بتأوه من الالم: ااااااه، دي غلطتي ولازم أصلحها. كان المفروض أرفض حالته من الاول طالما عرفت أنه عنيف ف تصرفاته، ااااه
الممرضه بضيق: طب أجيب لحضرتك الاسعافات عشان وشك ده؟!
حمدي بنظرات ناريه ونبرة مرتفعه: ماله وشي ياغبيه أنتي، غوري من وشي
الممرضه بذعر: حاضر حاضر
حمدي في نفسه: منك لله ياشيخ.
- كان يسير بسيارته بسرعه بالغه، واضعا سيجاه في فمه ومنفثا فيها دون أمساكها حتى أعلن هاتفه عن أتصال ما، فنظر لشاشة هاتفه ثم ضغط عليه للرفض وألقاه جواره، ثم أمسك ب( عقب ) سيجارته ووضعه بالطافيه الجرانيتيه الخاصه به في السيارة حتى أعلن هاتفه عن الاتصال مرة أخري فذفر في ضيق وأضطر للايجاب.
جاسر بحده: في أيه ياعيسي، رن رن رن عايز أيه
عيسي بجديه: في شغل متعطل ياسيادة المشغول ولما روحتلك الشركه لقيتك مشيت.
جاسر بضيق: أنت مقولتليش أنك عايز حاجه تاني
عيسي بعدم اهتمام: مش مهم، المهم عايزك أنت فين؟
جاسر: أنا في الطريق للبيت
عيسي قابضا على شفتيه: خلاص هجيلك على هناك
جاسر ناظرا للطريق من حوله أثناء دورانه بسيارته حول ذلك الميدان: طيب هستناك. يلا سلام
عيسي لاويا شفتيه: سلام.
- تنهد جاسر بضيق ثم القي هاتفه على ( تابلو ) السيارة وحدث نفسه قائلا: عارف أني مقصر في حقك وبقالي كتير مجيتلكيش، بس غصب عني يامودة. وأكيد هاجيلك قريب ياحبيبتي
- على الجانب الجنوبي الشرقي لأوروبا، تحديدا في أثينا عاصمه اليونان وأكبر مدنها. يجلس رجل ذو مكانه وهيبه في أحدي المطاعم الفاخرة التي يمتلكها على شاطئ البحر، يرتدي حلته السوداء ونظارته الشمسية القاتمه وفي يده سيجار فاخر ينفث فيه...
ترك عقب سيجارته وأمسك هاتفه للرد عليه بعد أن أصدر عدة أهتزازات ليعلن عن متصل.
ثروت بصوت خشن: أيووه، طمني عملت أيه؟
يعني كله تمام، طب والعملية الجديدة أمتي؟
كويس أووي، خلي بالك العيون حواليك، سلام.
- تأتي فتاة ذات ملابس شبه عاريه تتميز بجمالها، شعرها من الكيرلي الكستنائي، ويثير أحمر شفاها الصارخ الانظار إليها، فحاوطته بذراعيها على كتفيه وقبلته بأغراء من وجنتيه ثم جلست قبالته.
جوان: Good morning يابيبي.
ثروت باأبتسامه خبيثة ناظرا لمفاتنها الظاهرة للغايه: صباح الخير ياحبيبتي، نمتي كويس
جوان رافعه نظارتها أعلي رأسها: أكيد، مش أنت معايا يبقي لازم أكون كويسه
ثروت بضحكه عاليه: ههههههههه بحبك وأنتي عارفه تضحكي عليا بمزاجي
جوان: هههههه وانا بحبك لما بتعديها، قولي ليث أتصل بيك؟
ثروت واضعا قدم أعلي قدم: لسه قافل معايا دلوقتي
جوان: والعمليه الجديدة أمتي؟
ثروت: قريب أوي؟ أنا عارف أنك بتسألي عشان عايزة تنزلي مصر.
جوان: ده أكيد، مصر وحشتني اوي
ثروت بمكر: مصر بس اللي وحشتك؟
جوان بأبتسامه خبيثة: مصر والناس اللي عايشه ف مصر
ثروت مضيقا عينيه: واضح أن ليث ليه تأثير كبير عليكي، أنا مش هنسي أنه كان سبب في تعرفنا على بعض
جوان واضعه قدم أعلي قدم بدلال: ياريت يابيبي متنساش، أوعي تكون بتغير عليا من ليث.
ثروت بعدم أهتمام: أغير؟ ليث ده دراعي اليمين وهو كل شغلي يعتبر، ده أبني اللي مخلفتوش وعمري ما هخسره عشان واحده مزاجي معاها، حطي ده ف بالك ياجوان
جوان بثبات: مين قالك أني عايزاك تخسره بالعكس، أنت عارف أن ليث بالنسبالي وقت لطيف وممتع وهو كمان بيلاقي اللي ناقصه معايا
ثروث بمكر: مأانا عارف كل ده، أوعي تكوني فاكراني معرفش العلاقه اللي بينكوا.
جوان بنظرات خبيثه من زاويه عينيها: أنا كمان عارفه أنك عارف ومش مهتم، ولا حتى حاططني في بالك. أنا مجرد نزوه وجسم جميل بالنسبالك
- أقترب ثروت رويدا رويدا، ثم لمس شفاها بأصابعه الصلبه مبتسما بمكر وهتف قائلا
ثروت بمكر ونظرات جائعه: وشفايفك أجمل ياجوي
جوان مبتعدة قليلا: ماأنا عارفه
ثروت ناهضا من مكانه: جهزي نفسك عشان السفر الاسبوع الجاي وأبقي سلميلي عليه لحد ما أقابله قريب
جوان متمايله بجسدها: sure يابيبي.
جوان في نفسها: ليث! أنت ياثروت عايز تقارن نفسك بليث. ده انا محدش يملا عنيا غيره، ده الراجل الوحيد اللي على وش الارض اللي قعدته على عرش قلبي ومحدش هياخد مكانه، أبدا.
- داخل أدارة مكافحة المخدرات، يجلس أحدي الرتب العاليه بالداخليه على رأس طاوله خشبيه كبيره ويحاوطه عدد من الضباط والرتب المختلفه.
العقيد بحده: أنتوا عارفين ان الموضوع زاد عن حدة الفترة الاخيرة والداخليه كلها هتقلب علينا لو معرفناش نمسك العمليه الجايه
مجدي بضيق: يافندم بقالنا سنه ماسكين قضيه مش عارفين نعمل فيها حاجه، ده غير الضباط اللي قبلنا اللي برده فشلوا
أمجد: ليث ده ولا الليث دماغه مش سهله أبدا، احنا حتى معرفناش نزرع حد جوه الشبكه بتاعته.
العقيد ضاربا ع الطاوله: عشان أغبيا، واحد زي ده محدش عارف حتى شكله أيه؟! ده احنا بقينا ملطشه لكل الادارات
مجدي بتهكم: اللي بيتريق ده المفروض نمسكه القضيه شهر واحد ونشوف هيعمل أيه فيها
أمجد قابضا على شفتيه: أن شاء الله العمليه دي أكيد هنعرف ناخد فيها خطوه للامام
العقيد: أما نشوف، أتفضلوا على مكاتبكوا.
- أنصرف فريق الضباط الذي دار الاجتماع بينهم الكل إلى مكانه، وأتجه أمجد لمكتبه وعلامات الانزعاج جاليه على وجهه، فوجد أكثر من 7 مكالمات فائته من حبيبته آسيل فضغط على هاتفه للاتصال عليها.
أمجد باأقتضاب: أيوة ياسولي
آسيل بلهفه: أيه ياميجو أنت فين من الصبح ياحضرت الضابط
أمجد: كان عندي أجتماع مهم، في حاجه حصلت؟
آسيل بترقب: لا مفيش أنا بس بطمن عليك، مال صوتك؟
أمجد: مفيش ياحبيبتي.
آسيل بنعومه: لا في، ماأنا مش هسيبك النهارده الا لما تقولي مالك؟
أمجد: نفس القضيه الملعونه دي اللي مش عايزة تخلص، أنا قرفت. وكذا مرة جوازنا يتأجل بسببها عشان مش عارف أخد اجازات كأن الزفت ده مصتقصدني
آسيل بمرح: قصدك على عم الأسد ده
أمجد بضحك: هههههه أنتي كمان بتهزري
آسيل: أيوة كده أضحك، دي الحياة بقي لونها بمبي وانا جمبك وأنت جمبي هههههههه.
أمجد باأبتسامه: يامزاجك العالي يالولي، ياريتني كنت طلعت محامي زيك كده ولا البهدله اللي انا فيها دي
آسيل: أجمد ياحضرت الضابط، أنا عايزك زي الوحش ف ساحة المعركه، وبعدين لو بتعمل كل ده عشان تلغي عزومة العشا النهارده أحب أقولك وفر مجهودك الغالي ده عشان أنت خلاص أتدبست يعني أتدبست
أمجد: ههههه وأنا أقدر أعترض برده، أجهزي الساعه 8 هعدي عليكي وأخدك
آسيل: وأنا موافقه جدا
أمجد باأبتسامه: وانا موافق أوي.
- في أحد الاماكن النائيه الهادئة، والتي تشبه المكان المهجور. يقف رجلان تتقارب أعمارهم ما بين الاربعينات
صابر بحدة: أنت أتجننت ولا أيه يأابو الفتوح، مين ده اللي عايز تقابله
أبو الفتوح: عايز أقابل الليث، فيها أيه دي
صابر مربتا ع ظهرة: أهدا ياعمنا، أنت عارف وأنا عارف. محدش شاف الباشا الكبير ولا يعرف يشوفه
أبو الفتوح بقلق: عمري ما طلعت عمليه لوحدي من ساعه ما عم أبو حمادة تعيش أنت، كان هو اللي بيطمني.
صابر مدخنا سيجارته بشراهه: ياعم جمد قلبك، الراجل الكبير بيخلي باله من رجالته
أبو الفتوح: بس اللي بيقع خلاص
صابر حاككا رأسه: بصراحه مش عارف، عمر ما حد من رجالته وقع، عشان كده معنديش علم بيتعامل أزاي
أبو الفتوح بذعر: ياخبر أسود ومنيل، طب لو حصلي حاجه عيالي ومراتي هيروحوا فين، دول يتشردو من بعدي
صابر بتأفف: أنت بتشيلني همك ليه يافتوح، ما كل واحد فيه اللي مكفيه ياعم.
أبو الفتوح: كله ع الله بقي واللي عايزة هيكون
صابر: المهم خلي بالك العمليه أخر الاسبوع ده يعني تفتح كده وخليك مفنجل
أبو الفتوح محركا رأسه في موافقه: ماشي
- على كورنيش نهر النيل، جلس أمجد بصحبة حبيبته الرقيقه آسيل. يتناولون حبات الذرة المشويه.
أمجد بمرح: مش حارمك من حاجه أهو، عشا واتعشينا درة وكلنا. مش عارف أنا هفضل أدلعك لحد أمتي
آسيل رافعه أحدي حاجبيها: غصب عنك هتفضل تدلعني وتجيبلي درة مشوي ع طول.
أمجد واضعا يده ع قلبه: وانا أقدر أتكلم برده ياقلبي
آسيل بخجل: ميرسي
أمجد قاطبا جبينه: هانت ياسولي، ربنا يخلصني من القضيه المهببه دي عشان أفوقلك وأدلعك براحتي
آسيل ضاربه ع صدرة: لم لسانك ياحضرت الضابط بدل ما أحبسك
أمجد ببراءة: هو أنا عملت حاجه طيب، ده انا بقول هدلعك ومرضيتش أقول حاجه تانيه خارجه عن القانون هههههه
آسيل: هههههه أيوة خليك مؤدب على طول
أمجد: ده أنا مؤدب جداااااا.
آسيل ناظرة لساعتها: الساعه 10 وربع، يلا بقي روحني عشان بابا ميضايقش
أمجد بأبتسامه حانيه: طيب يلا ياسولي
- في القصر الخاص بجاسر، جلس في مكتبه الفخم بصحبة عيسي يراجعون بعض الملفات الخاصه بوصول شحنات الادوات المدرسيه.
عيسي عابثا بأحدي الاوراق: أنت كده خلصت التصاريح والتراخيص كلها
جاسر تاركا قلمه الذهبي: الطلبيه دي لما توصل توزعها بنفسك على الشركات اللي طالباها.
عيسي بتنهيده: تمام، أروح أنا بقي عشان هموت نوم
جاسر بحده: ياريت كفايه نوم، أنت مبتشبعش!
عيسي محدقا: أتقي الله، ده انت مصحيني أمبارح الساعه 6 الصبح
جاسر موليه ظهره: المهم تكون بكره عندي بدري
عيسي لاويا شفتيه: ماشي، سلام.
- أنصرف عيسي وترك جاسر واقفا في مكتبه أمامه لوح زجاجي كبير يطل على حديقه قصره الفخم، شرد قليلا بذكرياته القديمه التي مر عليها سنوات من الزمن وترك الغبار أثره عليها ثم وضع يده في جيب بنطاله وأخرج هاتفه الباهظ الثمن وتأكد من أغلاقه كليا، ثم نظر لساعته ومرر أصابعه داخل خصلات شعره الاسود الغزير وأنطلق للخارج صاعدا لغرفته.
كاثرين مناديه: سيدي جاسر، لقد أعددت لك وجبة شهيه للعشاء.
جاسر بدون أهتمام: لا مش عايز، تقدري تروحي تنامي أنا مش هحتاج حاجه تاني
كاثرين قاطبه جبينها ف ضيق: كما تريد.
- صعد غرفته وبدل ملابسه، ثم دلف للمرحاض ليغتسل ودلف للخارج مرة أخري مرتديا شورت قصير يصل لأعلي ركبتيه، وترك صدره عاريا مكشوفا لنسمات الهواء تتخبط به، ثم وقف أمام المرآه يستعرض عضلات ذراعيه القويه البارزة، ثم نفض شعره من قطرات المياه البارده واستلقي على فراشه بأسترخاء شديد وأغمض عينيه ليستكين للغايه.
- وصل عيسي منزله وهو لا يكاد يري أمامه من قلة ساعات النوم التي أستغرقها بنومه، فوجد أخاه الاصغر بأنتظارة وعلى وجهه أبتسامه خبيثه فعلم أن وراءه مطلب يريد تحقيقه.
عيسي لاويا شفتيه في تهكم: أهلا وسهلا بالباشا اللي مش بشوف خلقته غير لو عايز حاجه
سامر مضيقا عينيه: أيه ياعيسوي الاسلوب ده عيب ده أحنا أخوات أجدع
عيسي بحده ونظرات ثابته: قولتلك مليون مرة متقوليش الاسم المهبب ده ولا تناديني بيه.
سامر: أوك اوك، المهم أخوك حبيبك مشطب على الاخرررررر شوفلي شويه فكة معاك وحيات أبوك الله يرحمه
عيسي بغضب: أنت أتجننت، أنت واخد 5000 جنيه من عشر أيام راحوا فين
سامر رافعا حاجبيه: طلعت رحلة أنا وأصحابي واتفسحنا، أيه متفسحش!
عيسي موليه ظهره: هو أنت فالح غير ف الرحلات والسقوط، ورحمة أمك لو ما نجحتش السنه دي ماانا دافع مليم أحمر تاني
سامر مداعبا وجنتيه: حاضر يأخويا ياحبيبي ياجميل أنت.
عيسي دافعا أياه برفق: أبعد أيدك دي، لما أصحي الصبح هسيبلك فلوس ع التربيزة
سامر وقد أنفرجت أساريرة: ماشي ياعيسي ربنا يخليك ليا ياحبيبي
عيسي ف نفسه: يارب خلصني بقي من همه.
- تحادث أمجد ومجدي صديقه المقرب كثيرا بشأن تلك العمليه المنتظره، والتي لا يريد أمجد أن يمررها مرور الكرام.
أمجد: مستقبلي هيقف على العمليه دي، ربنا يوفقنا بقي أنا زهقت بجد.
مجدي بتأفف: مين سمعك، أنا طهقت بجد ولو معدتش المرة دي على خير وقدرنا نعمل حاجه هسيب القضيه
أمجد بجديه: أنا صعبان عليا بعد كل ده أسيب القضيه لحد تاني ويبدأ فيها من الاول، أصلا محدش هيوافق أننا نسيب القضيه دي عشان محدش في الادارة كلها هيرضي يمسكها
مجدي: ياعم ده أحنا بقينا عبره ليهم، ومحدش هيرضي أبدا أنه يمسكها بعدنا
أمجد مضيقا عينيه: ده غير الترقيه بتاعتي اللي أتاخرت بسبب الحيوان ده.
مجدي محدقا: آآااااااااه متفكرنيش بيه، هل يعقل أننا شغالين في قضيه ومش عارفين الراجل اللي عايزين نقبض عليه ده شكله أيه
أمجد بحده: دي كارثه يامجدي، مشوفتش دماغ زي دماغه، مفيش غلطه مفيش تكه تتمسك عليه
مجدي حاككا رأسه بتفكير: طب أفرض ضاعت كل حاجه على فشوش زي كل مره
أمجد محدقا بفزع: ده أنا أموت بالقلب يامجدي، عايز أتجوز ياناس، البت خللت من القعده
مجدي بضحكه عاليه: هههههه هو ده اللي همك، الجواز يا، ياميجو.
أمجد بضيق: أمال هيهمني أيه يعني، 3 مرات جوازي يتأجل بسبب العمليات اللي بنطلعها
مجدي غامزا: معلش ياعم بكره تتجوز وتنسااانا هنياله ياعم
أمجد لاويا شفتيه: أهو القر والحقد بتاعك ده اللي جايبني ورا
مجدي محدقا: أناا، لا ياعم أنا عيني مليانه وفيها بدل الواحده خمسه ههههههه
أمجد: أصل عينك لامؤاخذه فارغه، أنما انا عيني شبعانه الحمد لله
مجدي مبتسما: ربنا يديم عليك نعمة وجودها ياحبيبي.
أمجد بلهفه: ياارب، أنا هاروح أنام بقي عشان فاصل خاااالص
مجدي: طيب تصبح على خير
- كانت الساعه الرابعه فجرا، حيث كان جاسر يغوص في نوم عميق وسبات قوي. دلفت إليه خادمته كاثرين بسرعه توقظه لاخبارة أمرا هام.
كاثرين ضاربه ذراعه برفق: سيدي، أرجو أن تستيقظ فهناك أمر هام، سيدي جاسر
جاسر بصوت متقطع: في أيه ياكاثرين.
كاثرين: أنه روكس ياسيدي، غاضب بشدة ويصيح وينبح منذ وقت طويل ولا يستطيع أحد السيطرة عليه، يبدو أنه يبحث عنك
جاسر بتنهيدة: طيب أنا هنزل دلوقتي، روحي انتي.
رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثالث
- نهض جاسر بخطوات ثابته ناحية خزانة ملابسه وألتقط أحدي تيشرتاته القطنيه ذات الماركات العالميه باللون الكحلي والمنقوش على ظهرها كلمات أنجليزيه باللون الابيض، فأارتداه وهبط للاسفل. وتوجه لحجرة صغيرة بحديقه منزله، بناها خصيصا له للجلوس بها وقت ما يشاء و يوجد بها ( روكس ) وهو الكلب الخاص بجاسر.
، وبمجرد أن فتح جاسر باب الغرفه نهض الكلب من مكانه سريعا وحاول الاتجاه إليه لكن ألجمته تلك السلسلة الفضيه المربوط بها بأحدي العواميد بالحجرة، فجثي جاسر على ركبتيه مقتربا منه ومسد على فروته السوداء، ومازال روكس في حالة من الثورة والهياج لعدم أهتمام جاسر به عدة أيام.
جاسر بنبره هادئه ممسدا عليه: ششششش، أهدا ياروكس أهدا
روكس بثورة: هووو هووو هو هووووو.
جاسر مبتسما: خلاص بقي ياروكي، انا عارف أني قصرت معاك جامد اليومين اللي فاتوا بس ميحوشنيش عنك الا الشديد القووي
روكس: هوو هوو هووووو
جاسر: ياااااه للدرجه دي زعلان مني، طب روق كده وليك عندي رحله انما اييييه عجب
روكس بهدوء: هوهو هو
جاسر ممسدا عليا: كاثرين هاتيله أكل، عايزة ياكل كويس
كاثرين: أوامرك سيدي.
- نظر جاسر حوله فوجد المشهد مزريا للغايه بسبب ثورة روكس وهياجه الشديد في الغرفه فعقد حاجبيه في ضيق ونظر لروكس مرة أخري هاتفا بنبرات ثابته
جاسر ناظرا حوله: روكس، أنا مش عايز المنظر اللي ف الاوضه ده يتكرر تاني، لما ياكل ياكاثرين خلي الجنايني يجي يضبظ البهدله دي
كاثرين مومأة رأسها بالموافقه: أوامرك، استأذنك بالانصراف
جاسر: روحي.
- في أحدي فيلال أشهر رجال التجارة بالمخدرات في مصر، جلس السعيدي مع أحدي رجاله للمشاورة.
السعيدي: أنا مبهزرش ف الشغل ياصابر
صابر: الليث لو سمع بس اللي أنت بتقوله ده هيقطع رقبتك وعليها رقبتي
السعيدي بغضب: ليه عاملين ألف حساب لليث ده، متنساش أنو مش شغال من نفسه وفي ناس من فوق هما اللي ليهم الكلام
صابر بقلق: أيوه بس. بس هو البوص الكبير ف مصر والوحيد اللي بيوزع.
السعيدي ضاربا على كرسيه بشده: أنا هسحقه، هشيل أسمه من على وش الدنيا. أنا ميدينيش النسبه بتاعتي ويعدي عليا الارباح كلها عشان بس أختلفنا ع السعر
صابر بتأفف: أنت عارف ان السعر واحد وهو اللي بيقرر ويختار ومحدش بيراجع كلمته، عندك 100 تاجر تحت أمره محدش فيهم عارضه
السعيدي عاقدا حاجبيه بنظرات ناريه: وأنا مش هعديهاله وحيات أمه.
صابر بخوف: الليث لو عرف أني قاعد معاك ولا بنقلك أخباره مش هيسكت ولا هيسيبني ف حالي
السعيدي بحده: جمد قلبك ياض، أنا برده مش شويه
صابر بتوجس: هو أنت شوفت ليث قبل كده؟
السعيدي بعدم أهتمام: شوفته مرة واحده
صابر بلهفه: طب شكله أيه، أصلي عمري ما شوفته ولا أنا ولا حد من رجالته
السعيدي لاويا شفتيه: راجل زي أي راجل، لولاش بس ربنا كرمه ومبارك ف طوله شويه
صابر محركا رأسه بتوتر: ربنا يسترها عليا
( صباح يوم جديد ).
- جلست سهيله مع رفيقاتها في كافيتريا الجامعه، على أحدي الطاولات البلاستيكيه البيضاء يتناولون بعض الاطعمه الجاهزة ويرتشفون معها المياه الغازيه. فقضمت نورهان قضمه كبيرة بلهفه من الشطيرة الخاصه بها قائله.
نورهان: ربنا يرحمنا بقي من الدكاترة وذلهم فينا
سهيله قاطبه جبينها: يابت خلصي الاكل اللي في بوقك ده الاول وبعدين أكلمي، أحسن تزوري هههههه
نورهان رافعه أحدي حاجبيها: أنتي بقي بتقري عليا صح.
سهيله مرتشفه شرابها: يعني مش قوي، هو الانسانه أيه غير شويه قر وحسد ونق فوق بعض هههههه
سلمي: ااااااه. مش قادرة أكل أكتر من كده، الدايت ممكن يبوظ
سهيله بتهكم: دايت! هو أنتي خليتي فيها دايت هههههههههههه
نورهان بسخريه: بقيتي شبه الدب الابيض الجنوبي هههههههههههه وكل شويه تقوليلي دايت دايت هههه
سلمي مضيقه عينيها: أنا دبه يانورهان، تصدقي أنك بايخه.
سهيله: خلاص خلاص يابنات، أنتوا هتتخانقوا وانا قاعده خلاص مبقاش في حيا ولا خشا
سلمي لاويا شفتيها: لا في الشرشوبه أنما الخيشه دي جوها قديم أوي
نورهان: ههههههه، طب يلا نقوم ونحاسب بقي عشان ورانا محاضره بعد أقل من تلت ساعه
سهيله ممسكه بحافظة نقودها: خدي يانور حاسبيلي معاكي
سلمي ممده يدها ببعض النقود: وانا كمان حاسبيلي
نورهان: أوك. خليكوا هنا ثواني.
( بعد عدة لحظات، عادت أليهم نورهان وعلى وجهها علامات الدهشه )
سهيله رافعه حاجبيها: في أيه مالك؟ ومحاسبتيش ليه!
نورهان قابضه على شفتيها: الحساب أدفع
سلمي بأابتسامه واسعه: الله بقي
سهيله عاقدا حاجبيها: وده مين اللي دفع الحساب
نورهان مشيرة برأسها أليه: سامر
سهيله محدقه: أييييييه، طب هاتي الفلوس دي بقي.
- ألتقطت سهيله النقود من رفيقتها وتوجهت لسامر الذي كان يقف على مقربه من تلك الكافيتريا الخاصه بالجامعه هو وأصدقائه، ثم مدت يدها بالنقود أليه دون أن تتحدث.
سامر باأبتسامه بارده: أيه ده ياقطه
سهيله بحده: ده تمن الاكل اللي دفعته، لما يكون معناش فلوس وعد هابقي أخليك تتدفعلي الحساب.
سامر ناظرا لأصدقائه: وانا معايا فلوس بزياده مش عارف أصرفها فين، قولت ياتري تعمل بيهم ايه ياواد ياسامر تعمل أيه تعمل أيه، قولت أدفعلكوا الحساب وأهو كله بثوابه
سهيله بحده ونظرات جامده: أحنا مش محتاجين أحسانك، ولو مش عارف تودي فلوسك فين عندك أطفال الشوراع الجعانين كتير، روح وأدفعلهم تمن أكل زي اللي بتاكله
سامر مقتربا: طب ما تيجي معايا، قصدي توريني طريقهم يعني.
- استشاطت سهيله غضبا من نظراته الخبيثه والماكره لها وتلميحاته معها وكأنها فتاه من أحدي الشوارع الليليه. فقررت رد أفعاله بتصرف مهين له، فقامت بدفع النقود التي بيدها في وجهه وأنطلقت للذهاب من أمامه.
سامر ممسكا ذراعها بقوة: أنتي أتجننتي، أناا سامر الهواري بت مفعوصه زيك تحدف ف وشي الفلوس كده
سهيله غارزة أظافرها بيده: شيل أيدك لأقطعهالك.
سامر محاولا التحكم بالالم الذي أعتراه: أنتي كمان ضوافرك كبرت و بتخربشي ياحلوة
سهيله دافعه أياه من صدره: وزي ما ضوافري كبرت، سناني أكبر وبتجيب العضه بالدم
سامر غامزا: أموت فيك ياشرس
سهيله مبتعده بأاشمئزاز: كتك القرف البعيد جبله.
- أستيقظ مبكرا في صباح يوم جديد، دلف للمرحاض للخاص به للاغستال، فوقف داخل حوض المياه الكبير وأسفل صنبور المياة الكبيرة ذات الفتحات الصغيرة ( الدش ) وأغمض عينيه حتى تنسال المياه البارده على وجهه. ولم يمر كثيرا حتى أفاق من شروده ودلف خارج المرحاض بعد أن أحاط خصره بمنشفه قطنيه باللون الاخضر القاتم. وقف أمام خزانة ملابسه ينتقي منها مايرتديه حتى أنتقي قميصا من اللون الرصاصي وبنطال من اللون الاسود الكاحل وحول خصره وضع ( حزام أسود ) عريض من أحدي المركات العالميه. وأمسك بجاكت أسود من خامة الشمواه ووضعه أعلي كتفه دون أرتدائه، وبعد أن تأكد من تنظيم ياقته وهيئته بالمرآه. دلف للخارج وهبط للاسفل هاتفا لصوته الاجش.
جاسر: كاثرين. كاثرررين
كاثرين أتيه بسرعه: نعم ياسيدي!
جاسر موليها ظهره: جيبتي الحاجه اللي قولتلك عليها؟
كاثرين محركه رأسها بالايجاب: نعم ياسيدي، لقد أحضرت كل شئ تحتاجه من أجل سيدتي الصغيرة مودة
جاسر ملتفتا إليها: طيب كويس. حطي كل حاجه ف العربيه وأنا خارج
كاثرين: أوامرك سيدي، أستأذنك بالانصراف
جاسر مشيرا بأصبعه: أتفضلي.
- أنطلق جاسر بسيارته بعد أن وضعت بها كاثرين كل ما طلبه منها نحو أحدي المدراس الداخليه التي وضع بها أخته الصغيره ذات السبعة عشر عاما والتي كانت بالمرحله الثانويه. رحبت به المسؤوله كثيرا. حيث أنه كان يضع الكثير من المال بحوزتهم للاعتناء الزائد بصغيرته العزيزة، ثم أرسلت في طلبها للحضور اليه. وما أن علمت مودة بوجود أخيها الأكبر حتى هرولت إليه سريعا لاشتياقها الزائد. وما أن رأته حتى أرتمت بأحضانه باكيه لغيابه أكثر من شهر ونصف عنها فمسد على شعرها برفق وحنو بالغ واردف قائلا.
جاسر بنبرة هادئه: وحشتيني يامودة
مودة بدموع: أنت كمان واحشني أوي ياجاسر
المسؤوله باابتسامه وهي تظبط من وضعية نظارتها: أسيبكوا شويه مع بعض وأمر على المدرسه
جاسر بتفهم: اتفضلي
- جلس جاسر على الاريكه الجلديه المريحه وجذب أخته الصغيره لتجلس جواره. فحاوطها بذراعه وأردف قائلا
جاسر بثبات وهدوء: طمنيني على أحوالك يامودي
مودة مداعبه أصابع يده المحاوطه أياها: أنا كويسه الحمد لله، وانت عامل أيه؟
جاسر: كويس، جيبتلك كل اللي ممكن تحتاجيه لبس جديد. وكل الاكل اللي بتحبيه خليت كاثرين تعملهولك
ومنسيتش الشيكولاته الفرنساوي اللي بتحبيها طبعا
مودة بأابتسامه واسعه: وووااااوووو جيبتلي الشيكولاته اللي انا بحبها بجد
جاسر مربتا على ذراعها بحنو: طبعا، هو أنا أقدر أنسي حاجه مودي عايزاها برده، وكمان سيبتلك فلوس زياده في الخزنه بتاعتك عشان لو احتاجتي حاجه.
- تبدلت ملامح مودة للضيق والحزن ونظرت للاسفل، فأمسك بطرف ذقنها ورفع رأسها عاليا عاقدا حاجبيه في تساؤل
جاسر: مالك يامودة؟! في حد مزعلك هنا. في حاجه مضيقاكي
مودة محركه رأسها بالسلب: لا. بس كنت عايزة أعرف ناوي تعمل أيه معايا بعد السنه دي، أنت عارف أن دي أخر سنه ليا
جاسر بثبات: القمر الصغير نفسه في أيه وأنا أنفذ.
مودة بأبتسامه واسعه: نفسي أدرس في جامعة كامبردج، او جامعة كاليفورنيا. وده طبعا بعد ما أقضي معاك أجازة حلوة كده
جاسر ممسدا على وجنتيها: بس كده؟ أنتي تؤمري يامودي، أكبر جامعه تدرسي فيها وهسفرك مكان ما أنتي عايزة
مودة واضعه رأسها على صدره: ربنا يخليك ليا
جاسر مربتا على رأسها بهدوء: ويخليكي ليا.
- تبادلا الكثير من ألوان الحديث، حتى مر الكثير من الوقت عليهم كلحظات قليله مرت كمرور الطيف سريعا. وذهب تاركا أياها بعد الكثير من الوعود بعودته مرة أخري.
( بعد مرور أيام عديدة ).
- في تمام الساعه الثالثه والنصف فجرا بمنزل أمجد. كان يقف أمام مرآته يرتدي سترته الواقيه من الرصاص، ثم أرتدي قميصه الرصاصي القاتم وبعد أن أدي فريضة صلاة الفجر. أمسك بهاتفه وقام بالاتصال بآسيل. حيث كانت تؤدي فريضتها هي الاخري وفزعت عندما وجدته يتصل بهذا الوقت فلم تتردد وضغطت على هاتفها للايجاب.
آسيل بلهفه: أمجد أنت كويس، في حاجه حصلت
أمجد بنبرة دافئه: أهدي بس، تقبل الله منك الاول.
آسيل: منا ومنك ياحبيبي. بس غريبه تتصل ف وقت زي ده
أمجد بتنهيدة: عندي طالعه دلوقتي، مأموريه مهمه وحبيت أسلم عليكي قبل ما أمشي.
آسيل بقلق: ترجع بألف سلامه ياحبيبي متقلقش، وأوعي تكون شايل المصحف من جيبك
أمجد براحه: لا مش شايله، من ساعه ما هديتيني بيه وهو مبيفارقنيش
آسيل: ان شاء الله ترجع سالم
أمجد بأبتسامه: يارب ياسولي، يلا لا أله إلا الله
آسيل: محمدا رسول الله ياميجو.
- أغلقت آسيل هاتفها وتركته جانبا، فرفعت يدها للسماء ودعت ربها أن يحفظه ويحميه لها، وخلعت لباس الصلاة عنها وحاولت النوم. لكنه فارق عينيها قلقا عليه فظلت جليسة فراشها مستكينه عليه، وبعد العديد من الساعات المتتاليه...
رؤؤف بقلق: مالك ياآسيل، أيه اللي مصحيكي بدري كده
آسيل بتوتر: أمجد عنده مأموريه، مش عارفه أنام لحد ما أطمن عليه
رؤؤف مربتا على كتفها: طيب متقلقيش، خير أن شااء الله.
آسيل رافعه رأسها للسماء: ياااارب
- في أثينا عاصمة اليونان، كان ثروث يجري محادثه تليفونه مع ليث والغضب يعتري أثناتاهم
ثروت بفارغ صبر: يوووووة، ليث أهدي أنا خسارتي أقوي من خسارتك ومع ذلك مش عامل زيك. أهدا بقولك ومش عايزين تصرفات طايشه مش محسوبه، أنا عارف ومقدر بس مش كله بالعنف، ياليث أسمع كلامي مرة وبلاش تتصرف من دماغك، ألووو الوووو
جوان بترقب: في أيه اللي حصل.
ثروث بضيق: كان في كمين معمول ومتهيألي واحد من رجالة ليث وقع
جوان بقلق: طب وليث كويس؟
ثروت: أه كويس، أنتي عارفه أنه مبيحضرش كل الكلام ده، رجالته هما اللي بيخلصوا كل حاجه
جوان بتوجس: طب أنا هأجل سفري مصر ولا أيه يابيبي
ثروت منفثا في سيجارة: لا مش هتأجلي أنتي هتلغي خالص حكايه السفر دي
جوان عاقده حاجبيها في ضيق: whhhhhhy
ثروت: ليث جاي أول الاسبوع هتسافري أنتي ليه
جوان وقد أنفرجت أساريرها: خلاص أوك.
ثروت مقتربا: فرحانه أوي ياجوي
جوان محاوطه عنقه بذراعيها: عادي يابيبي
ثروت بمكر: طب مااا ماتيجي اا ا...
جوان بدلع: هههههه أنت مش بتشبع أبدا
ثروت مقتربا من شفتيها بمكر: لا مش بشبع
- بعد مرور العديد من الساعات الغير قليلة، كور جاسر قبضته بقوة وضرب بها سطح مكتبه ليهتز وتسقط عنه بعض الاشياء الموضوعه أعلاه.
جاسر والشر يتطاير من عينيه والغضب يقفذ من نبراته: أناااااا، أنا جاسر الليث يتعمل معايا كده، ده أنا مش هخلي الدبان الازرق يعطر فيه
عيسي محاولا تهدئته: طب أهدي طيب، وبعدين الحمد لله أنك كنت عارف بخيانته
جاسر مضيقا عينيه كالصقر: آه كنت عارف، عجبتني لعبة اللف والدوران ورا بعض. بس والله لأندمهم هما الاتنين
عيسي بتوجس وخيفه: ياجاسر. مش ثروت قالك متتصرفش من دماغك.
جاسر بنبرة عاليه: أنت أتخبطت ف عقلك يابني أدم، أنا مش بمشي بكلام حد وانت عارف كويس ده
عيسي: عارف ياليث، المصيبه أني عارفك كويس وعارف أنك مش هتسكت، بس كل اللي عايزينه تصبر حبتين الحكايه تنام شويه
جاسر بصوت جهوري خشن: أنا اللي هقرر أمتي وفين وأزاي
جاسر في نفسه بصوت الانتقام: هخليك عبره لكل واحد عايز بس يقف قصاد جاسر الليث.
- بعد أن ظل أمجد مغلقا هاتفه لعديد من الوقت، قام بتشغيله مرة أخري وهاتف آسيل بسرعه لكي يطمئنها على أحواله وما ألت أليه الامور
آسيل بلهفه: حبيبي طمني عليك
أمجد: أنا كويس ياسولي وراجع البيت أهو، بس طمنيني عنك أنتي
آسيل براحه: طب حمدالله ع سلامتك ياحبيبي
أمجد بتردد: الله يسلمك، لما أغير هدومي وأفوق كده عايزك ف موضوع
آسيل واضعه يدها ع فمها وهي تتثائب: طب قول ياحبيبي.
أمجد بضحك: هههههه لا أقول أيه، أنتي تجري ع السرير وتنامي قبل ما تنامي ع نفسك. شكلك منمتيش
من أمبارح
آسيل بأرهاق: مش مشكله أنا معاك أهوو، سمعاك
أمجد بأصرار: لا لا أنتي هتروحي تنامي وانا كمان هنام، وبكرة نتقابل واحكيلك اللي حصل وأقولك عايزك في أيه
آسيل بأستسلام: حااضر، كده كده مش ورايا حاجه ف المكتب النهارده هاخد ريست شويه
أمجد: طيب ياسولي، يلا روحي تصبحي على كل خير.
- تركت آسيل الهاتف من يدها جوارها على الفراش وغاصت بنوم عميق بعد ساعات من القلق والتوتر وقلة النوم، بينما لم يقل أمجد عنها أرهاقا وقرر أن يستريح هو الآخر.
- في فيلا السعيدي، ظل غاضبا بشدة يثور على كل من أمامه ويتوعدهم بالتهديدات أذ لم يأتوا له بخبر الليث عاجلا وليس أجلا، فلقد بات الخوف في قلبه، بعدما شعر أنه قد علم بتورطه في التبليغ عن هذه الشحنه المذيفه.
السعيدي بغضب وصوت ثائر: شحنة أدوات مدرسيه؟! طب أزاااااااي، ازاي ده حصل؟
صابر بقلق: وفتوح أتقبض عليه كمان. دي الحكايه طينت ع الاخر. والله أعلم عرف أنك ورا الكمين اللي اتعمل ولا لأ
السعيدي ضاربا كف بكف: مش ممكن، حتت واد زي ده والشرطه متعرفش توقعه ولا حته عندهم علم بشكله، دي داخليه بنت #
صابر بتوتر: أنا لازم أمشي من هنا، قلبي مش مطمن
السعيدي ماسكا بياقته: ياعيل يا # أنت أصلا مش راجل أنت واحد جبان و...
- لم يكمل السعيدي كلمته حتى جاءه أجد رجاله لاهثا ملتقطا أنغاسه بصعوبه.
أحدي رجال السعيدي: ألحقنا ياباشا، رجالة بره هجموا علينا خلصوا على أتنين من الرجاله وبيقتلوا ف الباقي بره
السعيدي بذعر: أنت بتقول أيه؟!
الرجل: زي ما سمعت ياباشا لازم ننفد بجلدنا دول مش سايبين حد.
- ألتفت السعيدي لصابر ولكنه لم يجده ولم يجد باقي رجاله الذين كانوا حوله، فحاول الفرار هو الاخر بأتجاه الشرفه المؤديه لأكتر من مدخل من مداخل الفيلا ولكن أستوقفه أحاطة رجال كثيرين أشداء البنيه لكافة مداخل فيلته، فدلف للداخل مرة أخري لمحاولة أيجاد منفذ آخر ولكن الوقت قد نفذ، فلقد أقتحم رجال الليث قصره وحاصروه لكي لا يستطيع الهرب فوقف وسطهم مذعورا، وقد بلل العرق كل جزء بجسده، حتى لمح طيف الليث يدخل من بوابة فيلته بعد القضاء على كل الحرس الذين بها فأرتعش جسده خوفا مما سيحدث به.
دلف للداخل وهو ينفث في سيجاره الفاخر بشراهه وينظر إليه بعيون فارغه من الرحمه مضيقا عينيه في غضب، ثم أشار لأحدي رجاله الذي لبي رغبته وأحضر له كرسي ليجلس عليه قبالته. فجلس ووضع قدما فوق قدم، وأخذ ينفث في سيجاره وهو يري الرعب في عينيه، ثم ألقي ( عقب ) سيجارته أرضا وأردف قائلا.
جاسر بصوت أجش قوي: أنا جاسر الليث، لسه متخلقش اللي يقف قدامي ويعاندني. ولا أتخلق اللي يرفض تنفيذ أوامري.
السعيدي بتعلثم: اا آآ ا انا كنت...
جاسر مشيرا له بيده بحده: مسمحتلكش تتكلم وتقاطعني، أنت أختارت متتعاملش معايا، غور ف داهيه، أنما تقرفني وتعملي وجع ف دماغي لأ. يبقي محدش قالك الليث لما بيزعل يبقي عامل أزاي، وأنا ميزعلنيش قد الخيانه.
- نظر له عدة نظرات ناريه قاتله أرعبته في مكانه، ثم نهض عن كرسيه وقذفه بقدمه بقوه، وأولاه ظهره لثوان معدوده ثم ألتفت له مره واحدة وسحب سلاحه من خلف ظهره وصوبه نحوه. وقبل أطلاق النار عليه أردف قائلا
جاسر بنظرات تحمل الشر: باي باي يا سعيدي
السعيدي برجاء وتوسل: لا ياليث أرجوك لا. لاااااااااا
بوووووووووووووووووووم.
- أطلق جاسر رصاصته على رأسه بدون رحمه، فسقط أرضا جثه هامده خاليه من الروح. فنظر له بعدم أشفاق ومد سلاحه لأحد رجاله ليحمله عنه. ثم أنطلق للخارج وهو يشعل سيجاره.
جاسر بنبرة قويه عميقه: مش عايز أثر للبيت ده، يتفحم حالا
أحدي رجاله: حاضر ياباشا
جاسر بتوعد ونظرات مرعبه: ولسه الكلب اللي هرب، هندمه أشد الندم.
رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الرابع
- يمتلك جاسر جيشا من الرجال ذات البنيه القويه والعضلات المفتوله، تم أختيارهم بعنايه فائقه لتنفيذ أوامره كما ينبغي أن يكون.
وبعد أن أمرهم بحرق منزل السعيدي، أنصرف تاركا أياهم للتصرف وفقا لأوامره، فقام رجاله بأغراق المنزل بالمواد شديدة الأشتعال وأشعلوا به النار. حتى تعالي لهيبها وصعدت أدخنتها للسماء. وبعد أن تأكدو من أحتراق المنزل بالكامل بما يحويه أنصرفوا جميعا على وجه السرعه.
- أمسك جاسر هاتفه وضغط عليه عدة ضغطات ثم ألقاه جانبا بعد أن تأكد من وضع ( سماعة البلوتوث ) على أذنيه وأنتظر رد المتصل به.
جاسر بصوت أجش عميق: أسمعني كويس، تقب وتغطس والاقيك جايبلي صابر ده النهارده. قبل نص الليل يكون عندي
- ثم أغلق المكالمه دون أنتظار أي رد محدثا نفسه: قررت أحققلك أخر حلم ليك ياصابر، وهخليك تشوفني.
- لم يكن صابر قد أبتعد كثيرا عن منزل السعيدي، حيث أنه كان بمنطقه نائيه خاليه من وسائل الموصلات ونادرا ما تمر أي وسيله هناك، فأستطاع رجال الليث ( جاسر ) الوصول أليه بسهوله وأحضروه عنوه عنه. فقادوه لأحدي الفيلال المحاطه بأرض زراعيه ( مزرعه )، كان الظلام دامس وأسدل الليل خيوطه على أجواء المكان مما يجعل المشهد الخارجي للمزرعه مخيفا شيئا ما. وما أن رأي صابر ذلك المكان المخيف والمظلم حتى أرتعدت أوصاله أكثر وأكثر. فكانت حواسه ترتعش وعرقه يتصبب منه بغزاره، حتى وصلوا به لداخل ذلك الصرح الكبير والفخم ( الفيلا ) الخاصه بالليث. وداخل غرفه ضوئها خافت كان يجلس جاسر على أحدي الكراسي التي تتميز بخاصيه التأرجح غكان يميل به أماما وخلفا بهدوء حتى شعر بوجوده فتوقف عن تحريك مقعده وهتف بنبره قويه عميقه.
جاسر بصوت قوي أجش: سيبوه
- دفعه الرجال ليسقط أرضا يأخذ أنفاسه بصعوبه فأردف جاسر قائلا
جاسر بصوت خشن للغايه: سمعت أنك عايز تشوفني، فقررت محرمكش من أخر أمنيه ليك قبل ما يفتكرك عزرائيل
صابر بذعر ونبرات متقطعه: هه ه هو أنا أطول شرف شوفتك ياباشا
جاسر بحده: كويس أنك عارف أنه شرف. وشرف كبير عليك قووي.
- نهض جاسر من مكانه وأتجه أليه بخطوات بطيئه حتى أتضحت لصابر الرؤيه. فرأي في عينيه الشبيهه بالصقر الشر الدفين والنيه الغير صالحه له فأرتعد أكثر وأكثر وحاول الوقوف على قدميه المرتعشه أمامه حتى أصبح في قبالته فأكتشف فارق الطول والجسم بينهما فنظر للاسفل هاتفا
صابر بخوف: اا ا انا انا كنت هقولك يا باشا و...
جاسر بنبره عاليه: أخرس، أنا مكرهش في حياتي قد الخيانه. رجالتي مش محرومين من حاجه عشان يروحوا يدورا على الفلوس بره. أيه اللي ناقصك عشان تتصرف من ورايا
صابر مبتلعا ريقه بصعوبه: اا انا غصب عني و و...
جاسر بغيظ وصوت مرتفع: ليه ياروح أمك، كان مخدرك ولا ضاربك على دماغك
صابر بخطوات مذعورة للوراء: لل لا مش قصدي ياا باشا بس اانا...
- قبض جاسر قبضته بحده وضرب بها وجهه بقوة حتى كاد يسقط للوراء ولكن أمسكه من رقبته بقوة قبل أن يسقط وجذبه أليه. هتف في أذنيه بنبره عميقه قائلا.
جاسر بصوت قوي متسائلا: نفسك في حاجه قبل ما تقابل وجه كريم؟
صابر بذعر مختنقا: اا ااه اا ساامحني يي ياباشا وو و اااه
جاسر يجز على أسنانه بقوة قائلا: أنا مش ربنا، والليث مبيسامحش في الخيانه ياصابر. باي باي ياصابر.
- قبص على قصبته الهوائيه بقوة شديده للغايه بينما لم يستطيع مقاومته أطلاقا. حتى تم كسر قصبته الهوائيه وسالت الدماء من فمه، فدفعه بقوه للوراء ليسقط أرضا جثه هامده تركتها الروح صاعده للسماء
جاسر عاقدا حاجبيه وقابضا على شفتيه: خدوه من قدامي
أحد رجاله: أوامرك ياباشا
جاسر موليهم ظهره: مش عايز ليه أثر على وش الارض، وخلي اي حد ينظف دمه القذر والنجس ده من على الارض
أحدي رجاله: أوامر معاليك ياباشا.
- ألتقط الستره الخاصه به ومر بجواره ناظرا أليه بحده: الله يرحمه، كان أزبل رجالتي.
- ثم أنطلق للخارج مرة أخري تاركا رجاله لهم كل التصريف، وأستقل سيارته منطلقا بها سريعا لقصره. وبعد أن عبر من بوابه ذلك القصر الكبير ترك سيارته بالممر المزدان من جوانبه بالجرانيت الفاخر، ودلف خارجها متجها لغرفة كلبه الخاص ( روكس ) ونظر أليه من الخارج بهدوء حتى وجده مستكينا للغايه فتنفس الصعداء وتوجه لداخل قصره، وعندما رأته خادمته الوفيه كاثرين هتفت قائله.
كاثرين: سيدي! هل أعد لك وجبه غذائيه شهيه بعد يوم طويل من العمل؟
جاسر بتفكير: لا، مش لازم أعمليلي قهوة ودخليهالي المكتب
كاثرين محركه رأسها: أوامرك سيدي، السيد عيسي ينتظرك بالداخل
جاسر قاطبا جبينه: عارف، روحي أنتي وهاتيلي القهوة بتاعتي
كاثرين: اوامرك
- دلف جاسر لداخل مكتبه فوجد عيسي يجلس على الاريكه بأريحيه ومستندا برأسه على مرفقه فنظر له شذرا وتوجهه لمقعد المكتب الخشبي الخاص به هاتفا.
جاسر بتهكم: صباح الخير، لا لا خليك نايم ياراجل ملهوش لزوم تتعب نفسك وتقوم
عيسي بضيق: بطل تريقه بس وحيات أبوك
جاسر بعصبيه مفرطه: أيه وحيات أبوك دي، قولتلك مليون مرة ملكش دعوة بأبويا
عيسي بثبات: خلاص خلاص ياعم، أهدي شويه مكنتش كلمه
جاسر جالسا بغضب: اتفضل أقعد
عيسي جالسا: عايز أعرف أيه الادوات المدرسيه اللي أنت جايبها دي، أنت ناوي تفتح مدرسه ولا حاجه.
جاسر مستندا على ظهر كرسيه: أنت ناسي ان فعلا عندنا طلبية شحن أدوات مدرسيه
عيسي بتهكم: لا مش ناسي، بس الكميه اللي أنت جايبها أكتر بكتيرررر من اللي مطلوبه مننا
جاسر بعدم أهتمام: ماانا عارف
عيسي رافعا حاجبيه: أمال فين الشغل الاصلي بتاعنا!
- دلفت كاثرين في هذه اللحظه حاملة بيدها فنجان من القهوة المصنوعه خصيصا له، ثم وضعتها على سطح المكتب وأنصرفت سريعا.
عيسي ناظرا لكاثرين بعد خروجها: أنت بتثق في البت دي قوي ليه؟
جاسر ممسكا بقلمه الذهبي: دي أوفي منك أنت شخصيا، هديه من ثروت اللي أنت روحت قولتله على اللي ناوي أعمله في السعيدي
عيسي محدقا: أنت عرفت دي كمان!؟ عموما هو سألني وأنا مقدرتش أخبي عليه. ده برده البوص
جاسر بحده: عليك مش عليا، أديك قولتله عرف يمنعني؟
عيسي قابضا على شفتيه: لا، بس أنت عملت أيه معاه
جاسر مضيقا عينيه: فحمته.
عيسي محملقا عينيه: فف ف فحمته!
جاسر لاويا شفتيه: أقل حاجه تتعمل معاه، قوم معايا.
- نهض جاسر من مكانه وتوجه لخارج المكتب وتبعه عيسي وسط تساؤلات كثيره منه عما يحدث ولكنه لم يوليه أهتمام وصار في طريقه حتى وصل لمكان لم يراه من قبل. يشبه القبو تحت الارض، هبطا للاسفل عبر سلم رخامي ضيق حتى وصلا لغرفه بابها من الحديد، فأمسك جاسر بمفتاح القفل الكبير وقام بفتح الباب والضغط على زر الاضاءة لتشغيله. ثم دلف للداخل وتبعه عيسي وسط ذهوله من ذلك المكان الذي لا يعرفه رغم عمله لسنوات طويله معه.
عيسي بذهول: أيه المكان ده عملته أمتي!
جاسر بعدم أهتمام: بقاله كتير
عيسي مضيقا عينيه بضيق: وازاي متقوليش عليه!
جاسر رافعا عينيه: مين قالك أنك تعرف عني كل حاجه؟
عيسي محدقا: يعني كمان في حجات تانيه معرفهاش
جاسر موليه ظهره وعلى وجهه ابتسامه خبيثه: هتشوف بعينك دلوقتي.
- أقترب جاسر من أحدي الصناديق الكرتونيه وسحبه واضعا أياه على الطاوله وبدء في نزع الورق الملصق عنه ( سلوتب ) حتى كشف عن كثير من العلب الصغيرة التي تحمل أقلاما خشبيه ( أقلام رصاص )وأمسك بأحدهم وقام بالضغط عليه من المنتصف حتى كسره، فتناثرت منه بعض السموم البيضاء ( هيروين ) فحملق عيسي عينيه وضرب على رأسه عدة ضربات لتلك الافكار الخبيثه والماكره التي لن تخطر على عقل بشر.
عيسي بذهول: يخرب بيتك أنت أزاي دماغك كده
جاسر مبتسما بمكر: انا جاسر الليث، عيب أوي لما تشك في دماغي
عيسي محدقا: مش قادر أصدق بجد، بس أزاي ده ثروت كان هيتجنن وميعرفش فين البضاعه
جاسر تاركا الاقلام من يده: ومين قالك أن ثروت يعرف، ثروت اللي ليه عندي شغله يخلص وفلوسه توصله اي تفاصيل تانيه ميعرفهاش
عيسي بنبره حاقده: عشان كده محدش عارف ولا هيعرف ياخد مكانك.
جاسر بقهقهه عاليه: ههههههاهاااهاااا أسم الليث متحطش جمب أسمي من فراغ، المهم ان العمليه تمت والطلبات هتتوزع والداخليه هتولع للمره المليون
عيسي غامزا: أيوة ياحارقهم.
- صباح يوم جديده أشرقت شمسه الذهبيه على غرفتها، حتى تداعب تلك الخيوط الصفراء وجهها الاملس الناعم لتوقظها بحيويه ونشاط، ودلفت للخارج بعد أن بللت وجهها بقطرات المياه البارده وأرتدت ملابسها المكونه من تنورة كلاسيكيه من اللون الاسود تصل لبعد ركبتها. ومن الاعلي كنزة قصيرة تصل أكمامها لمنتصف عضضها، من اللون البرتقالي الزاهي.
أسيل باابتسامه: صباح الخير ياأستاذي.
رؤؤف ممسكا بحقيبته الجلديه: صباح الخير ياحبيبتي، عامله أيه؟
أسيل: الحمد لله يابابا
رؤؤف مضيقا عينيه: خلاص قررتي تسيبي المكتب؟
آسيل بفرحه: معلش بقي يابابا، أنا نقلت كل ملفات القضايا اللي شغاله فيها أمبارح لمكتبي، وبلغت العملاء بده. وباقي القضايا طبعا تبع حضرتك
رؤؤف مبتسما: ربنا يوفقك يالولو، ولو أحتاجتي أي حاجه قوليلي ومتتردديش
آسيل: حاضر ياأستاذي العزيز
رؤؤف مربتا على كتفها: عرفتي تجيبي سكرتيرة بقي.
آسيل محركه رأسها: أه، أتفقت مع بنت هاتيجي تستلم الشغل من بكره
لميا آتيه من الداخل: يلا يالولي ياحبيبتي، حضرتلك الفطار عشان تروحي شغلك وأنتي نشيطه كده ومصحصحه
آسيل باابتسامه واسعه: حبيبتي ياماما أنا فعلا هموت من الجوع
لميا عاقده حاجبيها: بعد الشر ياحبيبتي متقوليش كده، يلا اقعدي افطري عشان بابا سبقك
آسيل بشهيه مفتوحه: اه ماانا هفطر أكييييييد.
- أستيقظ أمجد من نومه بتثاقل وبعد أن أغتسل وأرتدي ملابسه، توجه حيث المكتب الجديد الذي لحبيبته آسيل لكي يشاركها فرحتها ببدء عملها المستقل بها.
آسيل بفرحه ناظرة لكل أركان المكتب: أنا مش مصدقه نفسي بجد أخيررررا فتحت المكتب بتاعي اوووو
أمجد باأبتسامه: الف مبروك ياسولي عايزك تشدي حيلك بقي وأنا هعملك دعايه أييييه هضبطك
آسيل بأابتسامه: أيوة بقي، حبيبي ياميجو.
أمجد مشيرا بيده: بس أيه التابلوه ( الصورة )الغريبه دي
أسيل ناظره للصورة: مش عارفه ليه لفتت نظري وشدتني، روحت جايباها
( كانت الصورة عبارة عن حيوان الذئب واقفا بشموخ وعزة، متربصا لأحدي فرائسه )
أمجد بتفكير: تحسيها غامضه شويه
آسيل مضيقه عينيها: سيبك من الصورة، المهم أيه اللي حصل في المأموريه وأيه اللي عايزني فيه.
أمجد جالسا على أحدي المقاعد المقابله للمكتب الخشبي الماهوجني: طب تعالي أقعدي على مكتبك، عايز أكلمك وأنتي قدامي
- أقتربت آسيل بخطوات واثقه نحو مقعدها الجلدي وجلست عليه وأرتدت نظارتها الخاصه بالقراءة ونظرت له بمرح من أسفل نظارتها.
آسيل بمزاح: أتفضل أتكلم وكلي آذان صاغيه
أمجد بأبتسامه خفيفه: بصي ياستي. العمليه من الاخر طلعت على فشوش
آسيل محدقه: أييييه!؟ تااني
أمجد بخيبة أمل: أه.
آسيل نازعه نظارتها: طب ايه اللي حصل!
أمجد بسخريه: عم الاسد ملهوش أثر، لما روحنا نشوف أيه الحكايه بناء على البلاغ اللي متقدم لقينا أدوات مدرسيه واقلام ومساطر واساتيك، موسم الدراسه بقي كل سنه وأنتي طيبه
آسيل محدقه: موسم دراسة أيه؟ دي السنه الدراسيه قربت تخلص
أمجد: دي مش قضيتي، المهم أن مكانش في أي مخالفات ولا في البضايع اللي جايه ولا في التصاريح ولا أي حاجه، كله في السليم.
- أصدر هاتف أمجد عدة رنات معلنا عن أتصال ما فضغط عليه للرد
أمجد بتأفف: أيوة يا مجدي، موجوده أهو أيه اللي حصل، بتقول أيه، ههههههههه هههههههههه، بضحك على خيبتنا، طبعا خيبه ووكسه كمان الحكايه عماله تتعقد ومش عارفين نوصل لخيط واحد حتي، طيب ياعم أقفل وأنا هجيلك على الادارة
أسيل بتساؤل: في أيه؟
أمجد بسخريه: ههههههههههههههه فيلا السعيدي رجل الاعمال اللي على أول الطريق الصحراوي هههههه أتحرقت هههههههه بيه هو ورجالته ههههههه
آسيل محدقه: ايه! طب ليه كده
أمجد: قدرنا نوصل مؤخرا للبلاغ اللي جالنا بخصوص عملية الليث وعرفنا أن مصدرها هو الموقع اللي فيه فيلا السعيدي، لما راحت قوة تستكشف المكان لقيته أتحرق، وده معناه أن الليث عارف حتى تحركاتنا. الموضوع بقي خطر ياسولي.
آسيل بتفكير: طب و، والراجل اللي أتقبض عليه ده، ازاي أتقبض عليه طالما مفيش حاجه غلط
أمجد محدقا وكأنه تذكر شيئا: أبو الفتوح! تصدقي كنت ناسي خالص حكاية الراجل ده. ده بقي حكايته حكاااايه وهو ده الموضوع اللي عايزك فيه
أسيل مضيقه عينيها: موضوع أيه؟ وأيه علاقتي بحاجه زي دي
أمجد باأبتسامه واسعه: أنا هقولك...
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق