القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بعشقك طامعه الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم مروه محمد


رواية بعشقك طامعه الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم مروه محمد





رواية بعشقك طامعه الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم مروه محمد



#بعشقك_طامعه 😍😍😍

#الفصل_السادس_عشر💑💑💑

استيقظت قمر تتقلب بصعوبه في الفراش نظرا للوجع الذي حل بها في ظهرها واسفل بطنها...تدثر نفسها جيدا باحثه بأعينها عن غيث لتشتم رائحه عطرة حيث كان واقفا امام مراءة الزينه يمشط شعره..وجدته يرتدي قميصا بلون المسطرده الداكن وبنطالا اسودا...نظرت لانعاكس صورته في المراءة لتجده يزداد وسامه.



..تذكرت حديث همس لها وعن حضوره الطاغي في المصنع الذي يذيب قلوب الفتيات...ازاحت الغطاء بعصبيه وغضب غافله عن حرصها الشديد لعدم اظهار نفسها له وهي بهذه الحاله المرذيه ...ثم هبطت من علي الفراش مربعه ذراعيها فوق صدرها تهز رجلها بغضب قائله


=انت بتصحي بدرى ليه.هااا..هو المصنع ده مفيش حد غيرك يديره...ولا هو هيقف عليك انت بالذات...وبعدين كل يوم تروح علي سنجه عشرة اقدر افهم ليه؟


قطب جبينه عندما رأي انعكاس صورتها الغاضبه في المراءة واحمرار وجهها الزائد من جراء غضبها ليضع الفرشاه علي طاوله التسريحه بكل هدوء ملتفتا اليه قائلا باستغراب


=تفهمي ايه بالظبط...هو غلط اني اهتم بنفسي...وبعدين انتي عارفه كويس اني لازم افتح عيني لكل اللي في المصنع خاصه بعد ما جدي سابلي الامر كله.


جزت علي اسنانها من الغيظ قائله


=طب وهو سابلك الامر لوحدك...ما سابه ليا انا كمان...بس انت اناني...عمرك ما قلتيلي تعالي معايا باشرى امورك...وطبعا علشان تبقي علي راحتك.


نظر اليها من شعرها الي اسفل قدميها ليشيج بوجهه الي الجانب الاخر ويذهب الي الفراش يجلس عليه بكل هدوء مخفضا وجهه الي الارض قائلا بهدوء


=انا راحتي معاك وانتي عارفه كده كويس...وبحب راحتك...فياريت تدخلي تأخدي شاور تريحي فيه اعصابك...وانا اوعدك هفضل منتظرك لغايه ما تخرجي ونكمل كلامنا.


نظرت له قمر بغيظ ثم توجهت الي الحمام لتتفاجئ بوضعها وتلعن نفسها لانها تناست حالتها ودارت حول امر لا تعرف سبب الا وهو الغيرة...اخذت قمر حماما هادئا وتناست امر ملابسها ثم خرجت علي استحياء منه حيث كانت تلف جسدها بمنشفه طويله...تحاشت النظر اليه حتي لا تراه يرمقها بنظرات من المؤكد انها سوف تنهار منها ...فتحت دولابها وخطفت فستانا علي عجاله منه ودلفت الي الحمام مرة اخرى لترتديه ...اثناء تفحصها للفستان وجدته بنفس لون قميص غيث فلمعت بعينها فكرة خبيثه...وعزمت امرها علي تنفيذها...ارتدت الفستان الربيعي الاصفر وخرجت من الحمام ليتفاجئ بفتاته البرتقاليه امامه كان الفستان نصف كم وطويل نوعا ما الي بعد الركبه..



.تجاهلت قمر نظراته...ولكنه لفت انتباها عندما اطلق صافرته عليها ليجدها تتذمر قائله


=ايه بتصفر علي ايه...محسسني اني ماشيه في الشارع ...وانت واحد بيعاكس...تكونش اول مرة تشوفني ولا اول مرة مش فاهمه...انت بقيت غريب الاطوار .


تحرك نحوها وامتدت يده الي خصلات شعرها المبلوله قائلا بشغف


=انتي اللي بتخليني غريب الاطوار...خلتيني عاشق لكل حالاتك...بصراحه اول مرة اشوف شعرك مبلول...وريحته وهو مبلول بتلهبني.


توترت قمر وظل صدرها يعلو ويهبط كثيرا قائله بخجل


=ريحه ايه وبتاع ايه...ايه اللي انت بتقوله ده...ما هو شعر زى شعر بقيه الناس...انت بس اللي مصمم تحسسني اني مختلفه عن الناس...


جذبها نحو وجلس علي الفراش ليجلسها علي فخذيه رغم دهشتها قائلا بشغف


=اوعي تقولي انك زيك زى بقيه الناس...قمر الزمان اللي هي قمرى مختلفه عن بقيه الناس...مختلفه لدرجه اني لا يمكن اشوف حد تاني غيرها.


قامت من علي فخذيه تنظر اليه بخبث وهي تذهب الي المراءة لتجفف شعرها وتصففه قائله


=متأكد انك لا يمكن تشوف واحده غيرى...طب لما هو كده ليه كل يوم بلاقيك رايح المصنع كأنك عريس رايح تخطب...طب بلاش دي ليه خطبت غيرى؟


ارتبك من نظراتها الخبيثه ومن سؤالها فتدارك موقفها انها بدأت تغير عليه هنا شعر بالسعاده تغمر قلبه رغم انتظاره لخلود التي ستحرقها بنار الغيرة اكثر فابتسم اليها قائلا بمكر


=خطبت لما عرفت انك هتبقي لغيرى...وانا ممنوع عنك...ممنوع حتي اشوفك ولا اكلمك ولا ابعتلك جواب...بس انا اللي غلطان اللي سمعت كلام جدي كان لازم اجاذف وتبقي ليا.


سألته لتستوضح منه امرا جعلها كانت تكرهه بالماضي


=هو انت خفيت امتي...اقصد يعني فترة علاجك قعدت قد ايه...وبعدين لما كنت مريض كنت بتفهم زينا كده...يعني لو كان كلام مكتوب قدامك كنت هتقراه وتفهمه.


نهض من الفراش وتنحنح قائلا


=انا خفيت علي ايد معالج نفسي هناك...وهو اللي اقترح علي حمزة يدرس الطب النفسي...لما شافه قد ايه انه الوحيد اللي بيتبع التعليمات الصح في علاجي.


قطبت قمر جبينها وقالت


=وطبعا حمزة هو اللي كان بيقرا اي حاجه تخصك...يعني مثلا تقارير طبيه ...اوراق...مستندات...جوابات...هو انت محدش كان بيبعتلك جوابات؟


قطب غيث جبينه من سؤالها وفرغ فاه قائلا


=جوابات...ودي مين اللي هيبعتلي جوابات...قصدك يعني من جدي...التواصل بيني وبينه كان عن طريق عمي يحيي وده كان كل فين وفين.


استغربت قمر من رده ...ترى اين الجوابات التي كانت تبعثها له...كان جدها يعطيها عنوانا خاطئا...ام حمزة يمنعها عنه وفقا لرغبه ضحي فركت جبينها وسألته قائله


=حمزة كان دايما جمبك...واكيد لو حد من عندنا بعتلك جواب...كانت اكيد طنط ضحي هتمنع انك تشوفه...لان حمزة بينفذ اوامرها وبيحترم قراراتها.


هز غيث رأسه بالنفي ليصدمها بكلام تفوه به وهو


=لا حمزة ملوش دعوة بحاجه...اصل خلود كانت متوليه امرى لانها كانت بتدرب عند بابها...وهي اللي كانت بتقرالي جوابات اصحابي .


جحظت قمر عينها وقالت في نفسها الملعونه منعت جواباتي عنه كان لازم اعرف السر ده من اول ما جه مصر بس خلاص انا من هنا ورايح مش هفوت فرصه ولازم افرض وجودي في حياته علشان ميبقاش يقول اني مبحبوش ولا بهتم لامره


هنا كرهت قمر أمر خلود بالكامل وهذا معناه ان مواجهتهم حتما ستكون معضله من بدايتها وليست أمر بسيط للغيرة...من المؤكد أن قمر ستحاول الانتقام من خلود الشيطانه.


هبط كلا من قمر وغيث الي الاسفل ليتفاجئوا بهمس تنظر اليهم بخبث...لانها نجحت في اثارة غيرة قمر نحو غيث...وستذهب معه الي المصنع...لتذهب هي الاخرى الي معذبها وشاديها الذي دوما يتهرب منه...تود ان تمسكه من عنقه وتسحقه علي بروده...فهو من يوم مشاجرة والديها وهو يتهرب منها ...تظن انه هو الاخر يتذمر علي العقد بينهم...تود ان تمزق كل العقود وتعطيه كل شئ ولكن بالاخر تخاف منه



قطبت قمر جبينها منذ رؤيه همس وهي ترتدي ملابس للخروج فاستغربت قائله


=ايه اللي مصحيكي بدرى كده...مش عوايدك يعني...وبعدين لابسه وراحه علي فين...اخيرا البيه حن عليكي وهيخرجك...بس بدرى كده؟


ضحكت همس ضحكه رنانه وقالت


=بدرى من عمرك يا قمر...وبعدين انا اللي هروح للبيه...تقريبا كده هعمل عليه هجوم علشان اعرف بيعمل ايه في المصنع من ورايا...


ارتبكت قمر وذغرت بعينها لهمس حتي لا يفهم غيث سبب اصرارها في الحضور معه الي المصنع وقالت


=هجوم ايه انتي هابله...ما تخليكي كده واثقه من نفسك...وبعدين مش ده شادي اللي بتثقي فيه ...وان لا يمكن يغلط...ايه اللي جد بقا....ولا فرصه علشان يفسحك وخلاص.


قاطع حوارهم صوت غيث ونظرته لهم الخبيثه قائلا


=اللي جد ان غيث بقا بيلبس ويتشيك وهو رايح المصنع...فقام حد ودود في ودان قمر وقالها الحقي يا قمر غيث بيلعب بديله...روحيله معاه المصنع روقيه.


ارتبكت قمر مما قاله وتوترت قائله


=انا قلتلك الكلام ده الصبح علشان فعلا بجد انت بقا شكلك ملفت وانت نازل المصنع...مش كلام همس اللي يأثر فيا علي فكرة...وبعدين انت حر.


ضحك غيث ضحك رنانه لدرجه انها اغاظت قمر ثم قطب ضحكته ليهدئها قائلا


=انا مش حر علي فكرة...انا ملكك اعملي فيا ما بدالك...عايزة تحبيني حبيني...عايزة تكرهيني اكرهيني...عايزة تغيرى عليا حقك يا قمرى.


دخل عليهم حمزة مازحا


=اموت انا واعيد السنه...عقبال اللي في بالي لما تغير عليا...انا بيجيلي بنات في العياده يتعالجوا نفسيا وايه قمرات وحياتك...انها تحس ابداااا.


ابتسم غيث وهز برأسه يمينا ويسارا وقال


=طول ما انت مستني الغيرة مش هتلاقيها...عارف علي فكرة هي بتحبك وبتغير عليك ...بس بعيد عنك بنات العيله هنا بيعرفوا يداروا نفسهم قوى.


زفر حمزة وقال


=ااه هما يداروا وانا اتفضح ...فيها ايه لما تحسسني انها بس بتبصلي...دي علي طول قالبه بوزها...زى ما يكون ابوها اخد عليها تعهد متبصليش.


قهقه غيث من الضحك وقال


=مش ممكن يا حمزة...والله يابني ان حاسس ان جدك غالب هو اللي اخد تعهد علي بنات العيله كلهم ...ممنوع الاقتراب والتصويت لحين انتهاء المده.


ابتسمت قمر بسخريه وقالت


=مده ...مده ايه...احنا مدي الحياة...وفي ايدكم انتو تخلونا حلوين كده...لاما والله احنا قلبتنا استرليني...وعلي فكرة انا عارفه الكلام علي مين.


ضمها غيث اليه يلمثها من خديها امامهم غير عابئا بنظراتهم قائلا


=طب استرى علي الواد ...ربنا يستر علي ولايانا...وبعدين كله الا قلبتك يا قمورتي الحلوة...وبعدين يا ستي انا كاتبلك تعهد من زمان ان اكون حلو للاخر.


ضرب حمزة كفيه ببعض قائلا


=بعت القضيه يا اخويا.. جبتك يا عبد المعين تعيني...وانا مين بقا اللي هيساعدني اخلي البت تحس بيا...دي علي بال ما تحس اكون اتحالت علي المعاش.


ابتسم غيث له وقال


=لا تقلق يا زومي...البنات القمرات دول هيساعدوك في حل ازمتك...هيقعدوا معاها ويفهموها ويحسسوها بيكي...ولو اني متأكد انها حاسه بيك.


ردت قمر قائله


=اكيد ان شاء الله هتحس...المهم يا غيث واضح ان همس مصممه تروح المصنع معانا...يالا نروح كلنا علشان نلحق اليوم من أوله...والله أنا حاسه اني راحه رحله.


هز غيث رأسه بالموافقه مبتسما لها هيا ايضا بادلته ابتسامتها المتسعه وذهبوا الي المصنع...دلفوا الي غرفه غيث لتتنحنح همس قائله


=انا هروح انا اوضه شادي...واضح انكم عايزين تبقوا لوحدكم...وانا اسفه اني ضيقت عليكم وصممت اني اجي معاكم...بس مكنش قدامي غيركم.


هزت قمر راسها لها بالموافقه وقالت


=روحي يا همس...بس حسك عينك تعلي صوتك هناك مهما استفزك...ومتقوليش انك جيتي رغبه منك...قولي اننا ضغطنا عليكي...بدل ما تقعدي في القصر لوحدك. 


خرجت همس لتدلف السكرتيرة الخاصه لغيث وهي تتهادل في مشيتها رغم لبسها الغير ملفت متعمده عدم الترحيب بقمر موجهه حديثها الي غيث قائله


=حضرتك اتأخرت قوى النهارده...انا قلت ان حضرتك جيت ونزلت عند الالات تحت قبل ما انا اجيبلك العقود دي علشان تمضيها...العقود دي مهمه جدا.


لم ينظر اليها وثبت نظره في الاوراق المقدمه اليه قائلا بصوت صارم


=انا اللي اقول العقود دي مهمه ولا لا مش حضرتك...وشكرا علي اهتمامك...وبالنسبه للتأخير ملكيش فيه...وعيب قوى لما تدخلي مكتبي ومتسلميش علي المدام بتاعتي.


اخفضت ولاء وجهها ارض بحرج ثم قالت بارتباك


=انا اسفه جدا يا فندم...لهفتي علي امضه الاوراق ....خلتيني مش شايفه قدامي...انا اسفه يا مدام قمر ...نورتي المكتب...عن اذنكم...الحق اروح اوثق الورق.


خرجت ولاء وغيث متوجسا من نظرات قمر له بعد خروجها فابتلع ريقه وقال


=ولاء مش بس سكرتيرة...دي محاميه تحت التمرين...اوعي فكرك يروح لبعيد...هي اللي شايله شغل العقود كله...وهي اللي بتروح الشهر العقارى بدالي.


ثم استظرد قائلا بخبث


= يا ترى نظراتك دي غيرة يا قمر...اتمني تكون غيرة...مش كبرياء منك...صدقيني هكون سعيد جدا لو بس حسيت انك بتغيرى عليا...ياريت تقولي انها غيرة


اخفضت قمر رأسها خجلا منه فامتدت يده ترفع ذقنها ليقبلها قبله هادئه علي شفتيها.غير عابئا لردها...يكفيه منها نظراتها المخجله والمعبرة.



علي الجانب الاخر دلفت همس عند شادي تنظر له بلوم وعتب فنهض من مقعده ينظر اليها بحزن قائلا



=همس انا اسف والله...انا كنت مشغول قوى الفترة اللي فاتت...وكمان كنت محروج جدا من اللي عمله ابويا عندكم في القصر...متزعليش مني.


لم تجيبه وظلت تحدق في وجهه


فأغمض عينيه بألم قائلا


=طب اعملك ايه بس علشان تصدقيني...والله ما في حاجه من اللي دماغك بتفكر فيها...انا لو انا كده مكنتش طلبت ايديكي من جدي...انا بس كنت تعبان الفترة اللي فاتت


توعدت له همس وقالت


=ماشي يا سي شادي...هصدقك...بس اقسم بالله لو عرفت انك بتلعب بديلك...هموتك ....انا همس الشريف...مش اي حد...واعرف ازاي اخليك تندم.


استغرب شادي تحولها من الحزن الي كل هذه القوة ليعلم جيدا انه لم يختار اي امراه بل اختار امراه تعلم جيدا ما تفعله.


في عياده حمزة دخل حمزة عليها وهي تتحدث مع شخص تهتم بمعالجته فزفر حانقا واستدعاها الي غرفته ليجدها تدخل عليه متوجسه من غضبه المفاجي فوجدته يزفر بحنق قائلا


=وديعه ...هو انا كل لما اجي العياده الاقيكي قاعده مع المريض ده...هو مفيش غيره ولا ايه...بصراحه كده كتير...وانا بدأت اطق وازهق


نظرت اليه نظرات استغراب وفرجت شفتيها مما يقوله وقالت


=انا اسفه يا دكتور...هبقي اشوف مريض تاني غيره...ولا تحب تختارلي انت مريض علي كيفك...انا تحت امرك...انا بالنهايه شغاله عندك.


لطم حمزة علي وجهه قائلا


=هنبدأ وصله النكد اهو...هو انتي حد وصاكي عليا...ابوس ايدك...طب بصي بالعربي كده اعتبريني مريض نفسي وعايز يتعالج...ينوبك ثواب عالجيني


ضحكت وديعه ضحكه خافته وقالت


=الله بقا يا حمزة...انت ليه مصر تكسفني.. وبعدين انا مش عبيطه قوى للدرجه دي...بالعكس انا فاهماك كويس قوى...من اول مرة شفتك فيها.


هز حمزة رأسه كالمجنون ليحاول استيعاب ما قالته واخيرا استوعب فابتسم ببلاهه وصفق علي يديه قائلا


=اخيرااا...وبعد طول انتظار...انا امي دعوتها استجابت...يا ناس...واخيرا وديعه الغريب حست بحمزة الشريف...والله لاطلعه عليكي بس استني عليا.


وما ان رأته وديعه ينهض من علي كرسي مكتبه حتي ركضت ضاحكه وهي تخرج من العياده حتي لا يلحق بها ويقوم بافعاله مجنونه مثله.



.بعد قبله غيث لقمر التي اسكتتها بالكامل...نظرت له مطولا تحمد ربها انها رزقت بهذا الغيث...هو ايضا كان يتمني ان هذه اللحظات تدوم وتطول...وتمني ايضا الا يكونوا بالمكتب...يستعجب علي حالتها ...كيف تكون خارج غرفتهم شخصيه هادئه وحنونه ومعطائه ...من الممكن ان توهبه نفسها في اي لحظه...اما بداخل الغرفه متوجسه دائما لاي فعل منه...خائفه باستمرار من بدايه علاقتهم معا...حاول مرارا وتكرارها مواجهتها بحالتها ولكن دون جدوى...دائما مصرة علي موقفها...لكن لمتي ستظل بهذه الحاله...يخشي ان يصيبه الملل...افاق من شروده علي صوت هاتفه ...واذا به جده جاء الي المصنع فجأة يستدعيه في غرفه ضياء...استغرب غالب قدوم جده...ولكنه ظن انه جاء لان ضياء وشي به عند جده...هب ليخرج من الغرفه ليذهب عندهم...ولكن قمر كانت تود ان تذهب معه ولكنه منعها وامرها بالمكوث في الغرفه لحين انتهائه من هذا الاجتماع...زفرت قمر بحنق واستشاطت غضبا لانها ظنت ان هناك امور لا يريد ان تعلمها...خرج غيث وتقدم الي غرفه ضياء وفتحها بدون طرق الباب وربع ذراعيه قائلا بحنق


=خير يا حج غالب...انت مش قولت هتأخد اجازة تريح فيها اعصابك...وهتسيبني انا اباشر الامور بنفسي...ولا ضياء قالك اني عملت حاجه غلط وراجع تحاسبني.


ضياء بغضب قائلا


=لا انت زودتها قوى...انا مسميش ضياء...اسمي عمي ضياء...وبعدين جدك مش جاي علشان انا قلتله انك عملت حاجه غلط...جدك زعلان علشان عمتك رجعتلي.


غيث بسخريه


=طب وانا مالي...واحده وعايزة ترجع لجوزها...انا اللي عليا عملتله...قلتلها لو عايزة تطلقي اطلقك فورا...علي الأقل كنت اعمل اللي الحاج غالب مقدرش يعمله السنين اللي فاتت.


اغتاظ ضياء منه وقال


=ما تخليك محضر خير...عمال كل اما يجيلك فرصه في كلام عن السنين اللي فاتت تتكلم وتأخد راحتك...وبعدين جدك لما حاسبني قلتله كله كان في وجودك حفيدك.


غيث بغضب


=وطبعا الحاج غالب بدل ما يروح يسأل بنته رجعتي ليه لجوزك الخاين...جاي يسألني انا...انا بقا معنديش اجابه لاسألتك يا حج...تقدر تسأل عمتي.


غالب بحزن


=وتفتكر ما سألتهاش...سألتها طبعا...قالتلي انها معندهاش استعداد تخسر جوزها بعد عشرة العمر دي...حتي لو هتخسره علشانا...يالا عليه العوض ومنه العوض.


ابتسم ضياء ابتسامه نصر وقال


=شفتوا بقا انا مليش ذنب يا جماعه...ياريتك مش كل مرة تحطوني كمشكله ما بينكم...عن اذنكم انا مروح لان ساميه وحشتني قوى....واعتبروني عريس جديد وفي شهر عسله.


خرج ضياء وتركهم في المكتب وما ان جاء غيث يتحدث حتي اشار له غالب بالصمت وخرجوا من حجرة ضياء ليستكملا كلامهم في حجرة غالب ...بعث شادي همس الي غرفه غيث حتي تبقي مع قمر بعد استدعاء جده له في غرفته...دلف شادي عند جده وقال


=انتوا عملتوا ايه...ده عدي عليا في اوضتي وكانت همس بتشاكلني...اما باصص لها باشمئزاز وقالي متروحش البيت بدرى انت واختك النهارده.


ابتسم غيث بسخريه وقال


=ابوك شرب الطعم...وعرف ان امك بتحبه قوى...وباعتنا علشانه...لا وايه هتخليه يبيع غصون...يالا خليهم يبيعوا بعض...يمكن اقدر اشفي غليل السنين منهم.


ذغر غالب الي غيث بعينيه لانه مهما ان كان فهو يتحدث عن والد شادي ثم قال بقوة


=غيث ...ما تخليش غل السنين يعميك...احنا قلنا هنأخد حقنا بالقانون وبس...وانت يا شادي انا عارف ان الموقف بالنسبه لك صعب...بس انت عرفت ابوك عمل ايه فينا زمان.


ارتسمت علي شادي ملامح الاستياء وقال بصوت مبحوح


=عندك حق يا جدي...هو لو كان اب بصحيح...كان خاف ان عمايله دي تنقلب علينا في الاخر...بس زى ما امي قالت لولا ساتر ربنا...كان زمانا الوقتي وراه وضايعين.


غيث بسخريه


=ده علي اساس انك ما مشتش وراه...واخدت قمر عندك...واوهمتها انك غلطت معاها...وانا اللي شايل هم الليله السوده دي لحد دلوقتي.


غالب بعنف


=غيث...شادي ملوش ذنب...انا اللي خليته ينفذ كلام ضياء...علشان ضياء ميشكش فيه...وبعدين احمد ربنا ان شادي اللي عمل كده...تخيل لو واحد تاني كان نفذ وبحرفيه.


شادي برعب


=اقسملك يا غيث...انا ما لمستها...انا بس ورتها حاجات خليتها تكون متأكده...بس تاني يوم امي كشفتلها السر...وعلشان كده رضت تتجوزك.


زفر غيث بحنق وقال


=رضت تتجوزني علشاني اهبل...ومش هأخد بالي...والبيه المحترم جدك كان عايزني اكمل في لعبه الهبل...ولما رفضت وظهرت نفسي...الهانم سخرت مني وغضبت وأظهرت ليا انها مبتحبنيش.


تنهد غالب بحزن وقال


=قمر بتحبك يا غيث...البت بعد ما سافرت فضلت تفكر فيك ليل نهار ...وتسألني هترجع امتي...بس حقك عليا كنت مفكر ان ده تعود منها مش اكتر.


نهض غيث وقال


=ياريت متبقاش تحكم بعقلك...فكر فينا ولو لمرة واحده...او كنت سيبنا نفكر لنفسنا...ادي اخرة تفكيرك شوف وصلتنا لفين...عن اذنك...اروح اصلح اللي انت غلط فيه زمان.


رجع غيث الي غرفته ليجد همس وقمر يبدو عليهم انهم يخططان لامر هاما ...افاق من حديثهم علي دلوف شادي وراءه والتي اول ما رأته قمر حتي اشاحت بوجهها الي الجانب الاخر ...ايضا الامر سبب له احراجا شديدا...والتي اخرجته من هذا الموقف المحرج هي همس حينما هبت واقفه تأخذه من يديه موجهه حديثها الي قمر انها سوف تتناول الغذاء مع شادي وستتأخر وستعود ليلا...ما ان رأي غيث حاله شادي وهمس وهما مترابطين ببعضهم حتي نشبت نيران الغيرة في جسده منهم...عرض علي قمر ان يعزمها علي الغذاء مثلهم...ولكن اتاه ردها باردا وثقيلا علي قلبه انها لا تريد...وليست بمزاج جيد لذلك...والحجه واضحه انها تشعر بالتعب وعليها تناول غذاء من البيت افضل...زفر حانقا وخرج من المصنع وركبا السيارة في صمت رهيب....أثناء قيادته للسيارة بجانبهاأسندت قمر رأسها علي باب السيارة تتذكر نظراته لشادي وهمس وهما يخرجان معا من المكتب وهم في سعاده علي النقيض بعلاقتها بغيث...لامت نفسها علي أسلوبها معه...ورفضها للعشاء معه...فقررت أن تعوضه في المساء بسهرة خاصه بغرفتهم سويا..... دلفا الي القصر...اول ما دلفوا...جاء لغيث اتصالا من رقم غريب اجاب واذا هو الصوت المثير للسعاده بالنسبه له ...خلود تتحدث بدلع قائله



=ايه يا باشا...مش ناوى تديني الاذن اجيلك ولا ايه...تكونش بقيت سمنه علي عسل مع المزة بتاعتك...بس انا كده هزعل...انت عارفني اموت انا في شعلله نار الغيرة.


قهقه غيث علي كلامها المرح وقال


=والله يا خلود من ساعه ما قلتلك رتبي امورك وانزلي مصر وانا بحاول معاها...بس مفيش فايده...دماغها حجر صوان...فحيث كده بقا دقت ساعه العمل.


ضحكت خلود ضحكه رنانه وقالت وهي تتراقص


=اموت انا واعيد السنه...يعني خلاص اذنتلي بالمجئ والظهور يا مولاي...اوعدك يا شهريار...ان هخلي شهرزاد متسكتش عن الكلام المباح.


ابتسم غيث بسعاده وقال


=يارب يا خلود...يسمع منك ربنا...المهم في حاجات كده برتبها في القصر قبل ما اخليكي تيجي...هرتبها وهتصل عليكي علي طول...فاتك زهقتي وانتي قاعده لوحده


في هذه الاثناء ظهر امامها حازم في مطعم الفندق التي تجلس فيه ...حيث عدلت عن مكوثها بشقه والداها حتي نضع حازم نصب أعينها...فابتلعت ريقها وتوترت قائله


=هااا...اه بصراحه زهقت...انت عارف اني هنا لوحدي بقالي يومين...ومفيش حاجه اعملها...فكرت اروح لحمزة عيادته بس خفت لانت تضايق.


ابتسم غيث وقال


=لا بلاش حمزة...سيبيه باللي هو فيه...الواد اموره العاطفيه متلخبطه...وعايزة دكتور نفسي يحلها له...وحلك للاسف مش عنده...حلك يوديه في داهيه


قهقهت خلود وقالت


=طب كويس انك عرفتني...وبعدين يا اخويا انا مليش في السناجل ...مبعرفش اثير الغيرة بينهم...لان ممكن جوازهم ميتمش...اما المرتبطين اللي زيكم مهما عملت فيهم هيغيروا علي بعض ...لكن طلاق لااا مليش فيه يا اخويا...يالا اسيبك بقا مع قمرك ومنتظرة منك تليفون...سلام يا صاحبي


ابتسم غيث ونظر الي هاتفه واغمض عينيه ثم فتحهم ليجد قمر امامه ويبدو انها سمعته يحادث فتاه لان عينيها كانت تحمر من الغضب


علي الجانب الاخر ما ان انهت خلود مكالمتها حتي وجدت حازم عليه اعلامات استفهام فسألها قائلا


=قالك هتروحي امتي...انا خالتي عماله ترن عليا من ساعه ما عرفت اني في مصر...حتي امي مش عارف اروحلها من ساعه ما جيبت.


قطبت جبينها وقالت


=ما تروح حد حايشك...وبعدين مبتردش علي خالتك ليه...مش فيه اتفاق ما بينكم...وانسي انك هتروح معايا ...استحاله نظهر احنا الاتنين في وقت واحد.


توتر حازم وقال


=عارف انه استحاله...بس علي الاقل اظهرى انتي الاول...انا لو ظهرت قبلك مممكن افشل...لكن انتي اكيد هتروقيلي الجو قبل ما اظهر.


ابتسمت بسخريه ووضعت يدها علي خديها تتأمله بازدراء قائله


=اروقلك الجو ...ليه ان شاء الله ...خايف مثلا...مكنتش اعرف انك جبان وبتتحامي في الستات يا حازم...وانا اللي قلت هتحميني من غيث وشره.


انحرج حازم وقال


=انا اقدر احميكي ونص...بس انتي متعرفيش ان غيث اساسا مبيطقنيش...ده كان لسه صغير...وطردتني انا وامي من الفيله...وكان قدام ابوه ما قالوش عيب.


عضت خلود علي شفتيها وقالت باستمتاع


=علشان كده انا بحبه وبموت فيه...راجل بصحيح...بس للاسف قمر متستاهلوش...لازم واحده زيي تقدره وتصونه...وبعدين كفايه علي قمر نصيبها هتأخد نصيبها ونصيب غيث كمان؟


قطب حازم جبينه وقال


=طب ما اساسا كله في ايدي غيث...انا خالتي عايزاني اوقع بينهم ويطلقها...وبم انها الحفيده المدلله لغالب...هيحلهم من الاتفاق ويرجع نصيب قمر ليها.


ابتسمت خلود بغموض وقالت


=وخالتك مقالتلكش ان غيث محامي...ويقدر ما يعملش اللي جده امره بيه...ويطلعه من المولد بلا حمص...ولا هي ناويه تقتله زى ما قتلت ابوه وعمه؟


نهض حازم يرتجف من الرعب قائلا


=قتل....لاا لاا مستحيل...لو فيها اقتل انا ههرب...طب المرة اللي فاتت لفقوها ها لغيث...المرة دي هيلفقوها لمين...اكيد ليا...طب والعمل مع الناس دي ايه؟


امسكته خلود من يديه واجلسته قائله


=انا هساعدك...ومتستغربش...عارف ليه...علشان الشيك اللي ماضيه علي نفسك...هاخد حقي منك ازاي وانت في السجن...لازم تكون معاك ثروة...بس بشرط...اي حاجه يطلبوها منك تيجي تقوليهالي...وانا بعون الله هطلعك منها زى الشعرة من العجينه.



في القصر بعد اغلاق غيث لهاتفه ..تسمر ليجدها أمامه تنظر اليه باستفهام وتضع يدها في خصرها...فحاول أن يغير مسار الموضوع حتي لا تسأله مع من يتحدث فتنهد قائلا


=قمر..وحياتك خليهم يحضروا لينا الأكل...أنا جعان وعلي أخرى...لأني مفظرتش الصبح...وفي علاج لازم أخده...ولازم أنام بدرى.


هزت قمر رأسها برفض وتحدي قائله


=لا...مفيش أكل قبل ما أعرف...كنت يتكلم مين في التليفون...ومتكذبش ونقولي من المصنع...وولاء...لأننا لسه راجعيين من المصنع...وولاء مش معاها رقمك.


التمعت عينيه بخبث حيث أنه بدأ يوصل الي مبتغاه...فتقدم اليها بهدوء حتي سحبها وجذبها بشده ليدسها بين احضانه يرتفع بشفتيه ليلامس وجنتيها ممررا أنفه وأنفاسه الساخنه بجانب أذنها هامسا بعذوبه


=طب مش هتجاوبي علي السؤال اللي سألته ليكي في المكتب...اذا كنت بتغيرى عليا ولا لا...عارفه لو قلتي اااه...هقولك كنت بكلم مين...ولا موقلتيش اااه انتي حرة...بس متزعليش ...علشان تبقولي لا...هاااا يا قمر الزمان هتقولي اااه ولا لاااا.


انصهرت قمر بين يديه وذابت من كلماته وهمساته ولمساته وتمايلت بين ضلوعه هاتفه بلوعه


=اااه...بغير عليك...وكتير كمان...أكتر مما تخيل...وانت بتستغل الظروف...عمال تضغط عليا.. لغايه ما هنفجر...الرحمه يا غيث...أرجوك.


رفعها غيث لتصل الي مستواه ليدور بها وهي تشعر بالسعاده البالغه ثم أنزلها الي الارض واضعا يده خلفه رأسها ليجذبها اليه لتقابل شفتيه ليقبلها بنهم شديد بعدها يضع جبهته فوق جبهتها يتنهد براحه قائلا


=مش مصدق وداني يا قمر...أخيرا بدأنا مشوار حبنا...قمر الزمان بتغير عليا يا جماعه...اااه...من حبي ليكي...مدوخني...اااه لو تحبيني زى ما بحبك كده.


اغمضت قمر عينيها هاتفه بحرارة


=انت ليه مش مصدق اني بحبك...ليه رابط موضوع جوازنا بالحب...الحب حاجه والجواز حاجه تانيه...يا ما ناس حبت واتحرقت بنار الحب والصعوبات وقفت ما بينهم ومتجوزوش...وبعدين هو مش احنا يرضه متجوزين؟


لوى غيث شفتيه بسخريه قائلا


=مع ايقاف التنفيذ يا قمرى


كادت أن ترد عليه لولا أنها سمعت صوت وديعه بالخارجت فتوترت وخرجت اليها لتجدها متوترة وتريد التحدث معها هي وهمس فأخبرتها بأن همس مع شادي فاتصلت عليه ليأتي بها ليتجالسوا سويا...تضايق شادي لطلب وديعه ولكن في حيال اصرار همس فوافق وأرجعها القصر مرة أخرى...اجتمعت البنات في غرفه وديعه والتي هي بعيده كل البعد عن غرفت الشباب.. ليبدو عليهم أنهم يخططون لأمرا للاتفاق علي الشباب


بدأت قمر حديثها معهم قائله


=كويس أوى يا بنات...اننا اتجمعنا هنا...أنا غيث قلقني أوى...شويه البت ولاء في المصنع دخلت تتدلع عليه ومعبرتنيش...والنهارده بعد ما رجعنا دخلت عليه المكتب لقيته بيخلص مكالمه وأكيد مع واحده لان سمعته بيقول انتظرى مني تليفون.


هزت همس رأسها بالرفض قائله


=مستحيل...كله الا غيث...انتي عبيطه يا قمر...ده بيعشقك...ي بنتي قولي الكلام ده مثلا علي شادي...نسبه لتربيته الغلطه..انما غيث لااااا.


تضايقت وديعه ونهضت لتضع يدها في خصرها قائله


=جرى ايه يا همس هانم...لو هنتكلم علي التربيه الغلط...انتوا نسيتوا...انكم كمان تربيتكم غلط...ولولا مامي...مكنتوش كويسين كده...ولا هو مفيش الا احنا علشان احنا اولاد الغريب.


ربتت قمر علي كتفي وديعه لتهدئها قائله


=لا منسناش يا وديعه...وانتوا اخواتنا مش اولاد الغريب...ولحنا كلنا اتربينا علي ايدين عمتي ساميه...اللي بتعتبرها أمنا وأكتر كمان...وأكيد همس مش قصدها.


هزت همس رأسها قائله


=انتي زعلتي يا ديعا...والله ما أقصد...انتي عارفه اني بندفع بالكلام...وبعدين تعالي هنا...انتي كنتي عايزانا في ايه...خير...يكونش اللي في بالي حصل


ابتسمت وديعه قائله وهي تتنهد من السعاده


=اااه حصل...ومن زمان...من ساعه ما رجع هنا...وأنا حاسه بيه وبمشاعره...بس كنت بحاول أشيله من دماغي لان عارفه انه صعب يتحقق.



قطبت قمر جبينها قائله


=صعب ليه ياديعا؟


زفرت همس بحنق قائله


=بسبب الحاج ضياء...أكيد هيرفض...يجوز بنته لابن غريمه عمه يحيي.


وضعت وديعه يدها علي خديها قائله


=وبصراحه بقا...أنا نفسي تعملوا ايه حاجه ...تخلي بابا ميرفضش.


لمعت برأس قمر فكرة خبيثه فقالت


=لقيتها...همس توقف جوازها بشادي...لغايه ما شادي يلاقي طريقه ويقنع عم ضياء.


هتفت همس بحنق قائله


=لا طبعا...افرضي معرفش...جوازتي تبوظ... ده أنا بعد الأيام والليالي علشان أتجوز ...ده أنا ما صدقت طلبني.


وديعه بحنق


=انتي ليه أنانيه يا همس؟


نظرت قمر الي همس بلوم وعتاب وقالت


=متخافيش يا وديعه...همس زى الشطور هتعمل اللي قلنا عليه...والا هي عارفه...أنا ممكن أوقف جوازتها هي كمان.


نفخت همس بشده قائله


=طيب ماشي هحاول...قوليلي بقا يا قمر...طالما شاكه في غيث...هتعملي ايه معاه؟


ضحكت وديعه وبشده قائله


=هقولها انا...انتي يا قمر ي أوختي...زودي جرعه الحنان شويه...هتلاقيه ذاب في هواكي...انما قناع البرود ده ي ختاااي..ممكن يكلم أم ولاء المحاميه شخصيا.


لوت قمر شفتيها بسخريه قائله


=لا والله...علي أساس انتي قاعده معانا...وعارفه اني مصدرة الوش الخشب...بت يا وديعه ...انتي عرفتي الكلام ده منين.


قهقهت همس من الضحك وقالت


=أكيد من رويتر...قصدي حمزة...الواد ده خفيف خالص...مش تقيل كده زى شادي وغيث.


أشارت وديعه بأصبعها في وجه همس تحذرها بمرح قائله


=ما أسمحش لحد أنه يتكلم عن حمزيكا...لااا حمزيكا ايه...ده حمزتي لوحدي.


وضعت قمر يدها علي جبهه وديعه تهتف بالسحريه


=أنا قلت من الأول انك سخنه...الحب ولع في الدرة يا بنتي...وانتي مش كوز دره ...انتي كوز بطاطا مشوى.


هتفت همس باستمتاع قائله


=لا يا قمرى...انتي اللي كوز بطاطا...وبرتقاني كمان...حلاوتك يا برتقان.


تذكرت وديعه أمرا فسألت قمر وقالت


=اللي قوليله يا قمر...غيث لسه فاكر انك شبه البرتقانه.


شردت قمر في غيث ومعاملته لها وقالت


=غيثو عمره ما ينسي حاجه بينا أبدا.


وضعت همس يدها علي وجهها بسخريه قائله


=أومال شادي مش فاكر الواد حازم لما عاكسني ليه؟


رقصت وديعه حاجبيها لهمس قائله


=وربنا فاكر...ولوولا ان غيث هو اللي عطاله العلقه...كان فات شادي مكسحه.


ضحكت قمر وبشده قائله


=ايه رأيك يا بت يا همس تقوم ترقصيلنا شويه؟


نهضت همس بلهفت وقالت


=أوامرك مطاعه يا قمر الزمان




وانقضت الليله بين الثلاث فتيات ما بين ضحك ومرح كأن من أنجبتهم الثلاثه هي امرأه واحده وليسوا اثنتان متناقضتان في الطباع والأخلاق والتصرفات...ومن شده مرحهم معا وتعالي ضحكاتهم...ناموا سويا في غرفه واحده وعلي فراش واحد محتضنين بعضهم...ولما تأخرت قمر ذهبا غيث ليرجعها الي غرفتها...ولكن سمعتهم بثينه...وأخبرته انهم ناموا سويا...وطلبت منه أن يتركها معهم هذه الليله. 


#بعشقك_طامعه 💗💗💗

#الفصل_السابع_عشر🆕🆕🆕


بعد سهرتهم الطويله ...ضحكهم ومرحهم وخناقهم ورقص همس الذي أعجبهم كثيرا وتصفيقهم الحار لها ورقصهم معا...كل هذا أدي الي تعبهم الشديد وعدم تفكير أحد منهم أن يذهب الي غرفته...هبطا كلا من همس وقمر ووديعه علي فراش واحد واحتضنهم بعضهم البعض كأخوة وانقضت ليلتهم...استيقظت قمر أولهم وانتبهت أنها بغرفه وديعه وتذكرت أمر ترك غيث بمفرده...فتسللت من بينهم وخرجت مسرعه من الغرفه لتذهب اليه...قبل أن يصحو...ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن...فوجدت مستيقظا كأن لم ينم ليله أمس ويبدو علي وجهه الوجوم بسبب فعلتها...وتركه بمفرده ليله أمس وكأنها امراءة غير متزوجه...نظر اليها بسخريه قائلا


=حمد الله علي السلامه...أخيرا افتكرتي ان ليكي أوضه يا هانم...وجايه علي نفسك ليه وجايه من بدرى...ما كنتي تستني لما أنزل...وتدخلي الأوضه براحتك.


أخفضت قمر وجهها أمامه كالأطفال وانحنت اليها وهو جالسا علي الفراش وتنحنحت بصعوبه قائله


=متزعلش مني يا غيثو...والله ما كنت أقصد...احنا بس سهرنا كتير...وكنت قاعده وسطهم بنام علي نفسي من التعب...فجأه صحيت لقيت نفسي في وسطهم.


لوى غيث شفتيه قائلا


=ليه هو حضرتك طفله ...بتنامي علي نفسك...ولا احساسك انك ست مش متجوزة هو اللي خلاكي تعملي كده...اه ما هو غيث مش هيزعل...مش كده يا قمر هانم؟


ارتفعت قمر أمامها نظرا لوقوفها أمامها بمنتهي البرود والجمود فهتفت بأسف قائله


=أنا أسفه يا غيث...حقك عليا...صدقني كان غصبن عني...انت عندك حق.. مهما ان كان..زكان لازم أجي هنا وأنام في أوضتنا...بس خلاص بقا عديها.


أعطاها غيث ظهره قائلا ببرود


=لا مش خلاص...واللي انتي بتعمليه ده...هتفضلي تعمليه ديما...بسبب انك معندكيش شعور بالمسئوليه تجاهيي...محدش بيهمل حاجه .غصبن عنه


تقدمت قمر من خلفه واضعه يدها علي كتفيه تحاوله هدهدته كالصغار قائله بنعومه


=يعني هتفضل زعلان مني يا غيثو...كل ده علشان سيبتك تنام هنا لوحدك...وعلشان وساوس في دماغك وبس...هو أنا لما أنام مع اخواتي يبقا كده مش مهتمه بيك؟


تفاجئت من رده فعله حيث استدار بعنف ينزع يدها من علي كتفيه قائلا بجمود وهويتحرك ليفتح الباب قائلا


=اه يا قمر ...انتي مش بتهتمي بيا.



ليصفع الباب خلفه ويتركها في حاله ذهول شديده...جلست بعدها قمر علي الفراش تلعن حظها وسوء تصرفها معه...لأنها كادت علي وشك الانجراف مع مشاعره مستسلمه لتياره...أخذت تبكي بكاءا شديدا ...لأنها لا تقدر علي خصامه ولا ابتعاده عنها...ورأت نفسها بهذا المشهد كله مرة...فمسحت دموعها بحزم شديد...ونوت علي الشئ الذي يذيب غيث في حبها...والتغاضي عن أي خطأ تفعله..ألا وهو الاقتراب منه والتلاحم معه.



استيقظت همس بعد نوم طويل ولم تجد أحدا في الغرفه...فنهضت وغسلت وجهها وذهبت الي غرفتها لارتداء ملابسها لتهبط الي الاسفل...لأنه من المؤكد انها سوف تجدهم...


...لتجد من ينتظرها...للاستفسار منها عن نظرات ضياء المستهزئه لها...دلفت همس الي حجرة الاستقبال وهي في قمه سعادتها تبتسم وتضحك بصوت عالي من اثر سهرتها الجميله مع وديعه وقمر واذا بجدها يتربص لها كالأسد الذي لا يغفل ولا ينام...حتي انها ارتعدت اوصالها من جلسته في الظلام وهو يتحدث بصوت مرتعد قائلا


=والله وسمعت صوت ضحكتك تاني يا همس...كان بقالك فترة مكتئبه وحزينه...اكيد طبعا سبب ضحكتك هو شادي...بس مزعلتيش النهارده لما ضياء بصلك بصه وحشه؟


من كثرة مرح همس مع وديعه وقمر أمس ... تناست أمر ضياء ونظراته اللعينه...أما عن شادي أمرته والداتها بايصالها اليوم الي القصر للاطمئنان علي وديعه ...لأنها باتت بالأمس في القصر...وجدها شادي حجه ليرى همس.....لأنه اشتاق اليها واشتناق أن يتنفس عطرها ...ثم وجدها حجه أيضا لعله ينعم بقربها مرة اخرى...دلف الي القصر واستمع الي كلام جده...فرد بالنيابه عن همس قائلا ببرود


=لا ما انا اتفقت مع همس من هنا ورايح معدتش تأخد بالها من نظرات اي حد...وخصوصا والدي...لان خلاص والدي معدش بيطيق حد في العيله دي.


نظر غالب لحفيده نظرة خبيثه ثم نظر الي همس ومط شفتيه بلامبالاه وتنهد قائلا


=مش مهم يطيق حد في العيله...اهم حاجه يطيق بنتي ويصونها...مش كل شويه ينكد عليها...لصالح الهانم...ما هي الهانم مش احسن من بنتي.


اخذ شادي همس وحاوطها بذراعه قائلا بلهجه مرحه


=انا مليش دعوة بالهانم ولا بغيرها...انا ليا دعوة بهموستي قلبي...اللي ياريت يا جدو تخرج برا حساباتك مع بابا...لان لو خيروني بينها وبين حاجه تانيه هختارها هي.


تملكت السعاده في قلب همس اثر تلك الكلمات النابعه من قلب شادي لها ونظرت له بحب قائله


=انا بقا محدش يقدر يخيرني يا شادي...انا حاسمه موقفي من زمان...وحطيت عيني علي الهدف...واخدته...لاني استحقه وبجدارة...شفتي انا اجدع منكم كلكم ازاي.


شعر غالب بالسعاده لانه شاهد الحب في عيون شادي وهمس وتمني ان يكون لغيث وقمر نصيب من ذلك الحب ...اشار اليهم ليجلسوا بجواره وينصتوا اليه بتركيز وانتباه ثم قال


=بصوا بقا...علشان انتوا بتحبوا بعض قوى انا اختارتكم لمهمه حب...اولا انتي يا همس لازم تقعدي مع اختك وتفهميها انها زى ما هي وان شادي مأذهاش


اغتاظ شادي من تدخل جده في الامر ومخالفه اوامر غيث حيال هذا الموضوع ونظر له نظرة غيظ وابتعد عنه واضعا رجل علي رجل قائلا ببرود


=همش مش هتقعد مع قمر يا جدي...ودي اوامر غيث...وبلاش يا جدو تخلينا نتدخل في حياتهم اكتر من كده...مسيرهم يحسوا ببعض زينا.


نظر له غالب نظرة غيظ لانه ذكره بتعليمات غيث الذي يريد ان ينقضها كلها فزفر حانقا وقال


=ولا عمرهم هيحسوا ببعض...هي هتفضل طول عمرها خايفه من الموضوع ده...وهو مصمم ما يصارحها بالحقيقه...وبيكذب وبيقول انه ياما صارحها وهي مش مصدقه.


هنا لمعت فكرة خبيثه في رأس شادي واضاف بلهجه ماكرة وقال


=تاهت ولقيناها...انا عرفت من بابا ان الواد حازم ابن خالتهم نازل مصر قريب...والهدف هو قمر...اكيد ده اللي هيخلي غيث ينطق...ويتحرك.


انتفضت همس بذعر وقالت


=يتحرك...مين ده اللي يتحرك...حازم عمره ما حب قمر...واي حركه منه هتبان انها مصطنعه...ازاي ابوك طلع غبي للدرجه دي...ومقدرش يفهم هدف حازم هو ايه.


ابتسم الحاج غالب بانتصار علي ذكاء حفيدته وهتفت بخبث قائلا


=تسلملي حفيدتي الذكيه...بس للاسف يا همس ...ده مش غباء من ضياء...ده غباء من الست والدتك...نست ان غيث زمان ضرب حازم علقه موت علشانك.


تتطاير الشرار من عين شادي وهتف بقسوة وغضب قائلا


=علشان مين...علشان الست هانم...يعني المفروض لما يجي السمج ده...انا اخدك من هنا فورا...طب والله يا همس لو اعرف بس انه كلمك هطيرك انتي وهو.


نظر له غالب بخبث وتنهد قائلا


=اااه يا شادي...ياما نفسي اشوف غيث زيك كده...وهو مش طايق حد بس يبص علي قمر..انما كل اللي شايفه منه كميه برود لا تطاق....


رد عليه شادي بلهجه مرحه قائلا


=صوابعك مش زى بعضها يا حج ...انا طالع لخالي غازى...انما هو طالع لعمي يحيي...تحسهم باردين كده...ولا الواد حمزة غتت...وعمالين فيها حبيبه وهما ولا يفهموه اصلا.


ضحكت همس ضحكه رنانه حتي ادمعت عيونها واضافت قائله


=مبيفهموش في الحب...كنت تعالي شوف حمزة امبارح الصبح...لما غيث كان بيغازل قمر...كان هيتجنن...وقعد يشتم في بنات العيله...اصل البت اللي بيحبها مجنناه.


نظر غالب الي شادي وغمز له ليستمع اليه جيدا وقال بتمعن


=طبعا لازم تجننه ...مش حفيدتي...انا حفيداتي كلهم لازم يجننوا...وخصوصا انها اتربت علي ايدي...واتعلمت ازاي يبقا عندها كرامه.


برقت عين شادي ومط شفتيه قائلا ببلاهه


=حفيدتك...حفيدتك مين...قمر وخلاص بقت تبع غيث...وهمس دي بتاعتي...انت ليك حفيده تانيه واحنا منعرفش يا جدي...انت تقصد البت وديعه؟


ابتسم غالب ونظر له بسعاده وهو يكاد يختنق عندما علم ان المقصوده وديعه تنهد الجد وقال


=اخيرا فهمت...اااه اقصد وديعه...عندك مانع...حتي لو عندك مانع...هجوزها ليه برضه...حمزة انسان رائع وبيحبها...وميترفضش...ومهمتك بقا انك تقنع ابوك.


ضحك شادي ببلاهه وتحدث بلهجه مضحكه ومميته وقال


=مهمتي!هو انت علي طول من يوم ما اتفقت معاك...تقول مهمات...يا عم انا تعبت مهمات...وكمان دي مهمه مستحيله...ابويا لا بيطيق يحيي ولا حمزة.


غمزت همس لجدها واعلمته بغمزتها انها سوف تحل هذا الامر فنهضت من مكانها وذهبت الي شادي قائله بنعومه


=شادو حبيبي...اعتبر المهمه دي امتحان اخير ليك مني...لو نجحت هتسكن جوه القلب وجوه الروح...ولو فشلت هنزعك من قلبي ياروح قلبي


القت بكلماتها هذه وركضت ضاحكه عندما فتح شادي فمه وبرقت عيناه لما يسمعه وتصلب جسده عندما اراد اللحاق بها...نظر الي جده الذي رفع كتفيه وانزلهم بمعني انه لا يتدخل في هذا الامر وعليه حله بنفسه.. ثم تركها الجد وصعد الي غرفته لينام...هنا تأكد شادي انها كانت خطه بين همس وغالب...وعليه تنفيذها بأسرع وقت.



أصبحت همس تشعر بسعاده عارمه حيث انها تأكدت من حب شادي لها...ولكنها كان ينقبض قلبها عندما تذكرت نظرات ضياء لها......علمت بمجئ عمتها ساميه فتناولت فطورها وركضت لتجلس معها حيث كانت تجلس مع بثينه...دلفت اليهم لتحتضنها ساميه ...لتجد ساميه يبدو عليها انها غيرت من شكلها تماما فانبهرت قائله


=ايه الجمال ده يا عمتو...حضرتك كده هتغطي عليا...انا مقدرش علي كده...هو صحيح احنا طالعين قمرات زيك...بس حضرتك اليومين دول تفوقتي علينا.


ابتسمت ساميه بسعاده وقالت


=تغيير ايه بس يا همس...كل ما في الامر اني اهتميت بنفسي شويه...روحت للكوافير غيرت لون شعرى...واشتريت لبس جديد...دي كل الحكايه.


وجدت بثينه في حديث ساميه وهمس ورقه رابحه وهي الافشاء عن سر خطير لواخبرت همس غصون به سوف تطير رقبه ضياء فقالت باستمتاع


=عمتك بتضحك علينا يا همس...اصلها بتستعيد حبها من اول وجديد مع عمك ضياء...وهو سبب التغيير اللي هي فيه...ما هو مش معقول تسيب جوزها يبص لواحده غيرها.


تقدمت همس الي بثينه وجلست بجانبها لتستخبر منها عن الاخرى التي تتحدث عنها فقالت 


=هي مين الواحده التانيه دي يا طنط بثينه...اصل جدي قالي نفس الكلامالنهارده ...ان عمو ضياء بدأ يهتم بطنط ساميه ومعدش بيسمع لكلام واحده تانيه.


دلفت وديعه لتأكد كلام بثينه وجدها فقالت 


=الواحده التانيه دي مامتك يا همس...مامتك اللي ديما كانت بتقوم بابا علي ماما وعليا...مامتك اللي حاولت مرة تضربني...مامتك اللي اخر مرة قالتلي ان غيث مرضاش بيا لانه كان كويس وميليقش بيا لاني هبله.


نظرت ساميه الي وديعه نظرة لوم وعتاب وهتفت قائله


=انتي فعلا هبله يا وديعه...انتي لو عاقله مكنتيش حاولتي تقولي كده لهمس...انا مربتكيش علي كده...ليه كده يا وديعه...همس مش بس بنت خالك دي هتبقي مراة اخوكي وليها احترامها.


بثينه في محاوله منها للدفاع عن وديعه فقالت


=وديعه مغلطتش يا ساميه...وديعه قالت الحقيقه اللي احنا مش قادرين كلنا نقولها...وبعدين ان كانت فعلا بنت خالها فتعالي نفتكر خالها ده اللي مات بسبب مراته.


نهضت همس وشحب وجهها وتحدثت بصوت مبحوح قائله


=انا فاكرة كويس يا طنط بثينه...وعمرى ما هنسي ان امي كانت السبب في موت ابويا وعمي...ودي حقيقه محدش يقدر ينكرها...وحقك عليا يا وديعه.


زفرت ساميه بحنق ووجهت حديثها الي بثينه ووديعه قائله


=عجبكم كده...وصلتوا للي انتو عايزينه...سيبك منهم يا همس...انتي بنتي...مش بنت غصون...غصون خلفت ورمت ومربتش...وهي متهمنيش في حاجه.


وضعت بثينه رجل علي رجل قائله


=ازاي متهمكيش...ياما نفسي تعرف ان ضياء باعها واشتراكي انتي...يمكن ساعتها تعرف قيمتها...وتصلح اخطاء الماضي...وتبقي كويسه علشان بناتها.


ساميه بلوم وعتاب لبثينه


=بناتها يا بثينه...تاني بتقولي بناتها...دول بناتي انا...وما اعتقدش لو عرفت اني بقيت كويسه مع ضياء...هترجع لعقلها وتصلح اللي غلطت فيه زمان.


ذهبت همس والقت بنفسها في احضان ساميه قائله


=انتي فعلا امي...يا ما اتمنيت انك تكوني ماما بجد...من حنيه قلبك عليا انا وقمر...تقريبا احنا لو طلعنا كويسين...علشان انتي اللي ربتينا.


ربعت وديعه ذراعيها واخذت تهز برجلها بطفوله مصطنعه وزفرت حانقه وقالت


=انتو ديما كده اخدين حقي في كل حاجه...اخدتو حقي في ماما وخلتوها مامتكم...والست والدتكم استحوذت علي ابويا...وخلتوها خاتم في صباعها.


ذغرت ساميه لوديعه بحنق وقالت


=ما خلاص بقا يا وديعه...ما ابوكي بقا كويس معانا...ومسير مرات خالك تعقل وتعرف انه بقا كويس معانا...فتبعد عنه وتبقا كويسه مع الكل.


هنا ابتسمت بثينه بخبث لان مثل هذا الحديث سيدفع همس للبوح به لوالداتها في سبيل ان تدفع والداتها ان تكون جيده غافله انها ستدفع والداتها الي الانتقام من ضياء...وبالفعل استاذنت منهم همس لتذهب الي والداتها للتحدث معها ...وما ان خرجت حتي شعرت ساميه بانقباضه في صدرها...هي ليست خائفه علي ضياء وانما حزينه علي حاله همس...دلفت همس الي غرفه والداتها فلم تجدها فعلمت انها ذهبت عند قمر لتنغص عليها حياتها فذهبت اليهم سريعا ...تدلي الي سمعها ان غصون تستهزأ بحاله قمر وبزواجها فدخلت كالعاصفه تهتف بحنق قائله


=يوووه...انتي ايه مبتزهقيش...ما تسيبينا في حالنا بقا...وتروح تشوفي حالك...وحال الراجل اللي باعك...واشترى مراته في الاخر...هي دي اخرتك.


قطبت غصون جبينها وقالت


=حالي!...وحال الراجل اللي باعني...راجل مين اللي باعني يا همس هانم...انا غصون محدش يقدر يبيعني...ومين مراته دي...بقيتي بتقولي فوازير.


فهمت قمر ما ترنو اليه همس فانتفضت قائله لتنفي ما قالته همس


=لا يا ماما دي مش فوازير...بس همس بقت بتقول كلام مش مفهوم...صعب عليها انك كل شويه بتضايقيني...فخافت لا الدور يجي عليها.


ازاحت همس قمر من امامها وهتفت بحنق قائله


=لا مش خايفه...لان انا مش زيك يا قمر...انتي جبانه...وخايفه لماما تعرف اني قاصده ضياء...ولا تحبي اقوله يا بابا ضياء...ما هو جوز امي برضه.


كانت ضحي تدلف عند قمر لتخبرها ان غيث سوف يتأخر اليوم وهاتفها كثيراولكن هاتفاها مغلق فسمعت ما قالته همس وشاهدت غصون وهي ترفع يدها لتصفع همس فامسكتها من معصمها وانزلت يدها الي الاسفل تجز علي اسنانها قائله


=هي صحيح بنتك...بس في الاول بنت الشريف...,ممنوع منعا باتا حتي لو كنتي امها انك تمدي ايدك عليها...وبعدين البت ما غلطتش...


نظرت اليها غصون بغيظ قائله


=لا غلطت...اتهمتني زور...انتو السبب ...انتو اللي عايزين تفرقوا بيني وبين بناتي...وانتي بالذات يا ضحي...علشان غازى كان بيحبني.


قمر باستغراب علي حاله الغل التي وصلت لها غصون هتفت باشمئزاز قائله


=كان بيحبك...ولما هو بيحبك يا ماما...ليه ما اتجوز حضرتك ...ولما انتي كنتي عارفه انه بيحبك...ليه قبلتي تتجوزى بابا...وانتي عارفه انه كان خاطب طنط بثينه.


استكملت همس الحديث بدلا عن قمر بحنق قائله


=اكيد كله ده علشان تنتقمي...وبعد ما مات بابا...روحت اتجوزتي جوز عمتي...اللي خلاص حاليا مفضل عمتي عليكي...يارب تكوني الوقت ارتاحتي.


زفرت غصون بحنق وقالت


=انا مرتاحه لاني ما عملتش اي حاجه من اللي انتو بتقولوا عليها دي...انا مفيش بيني وبين ضياء اي شئ...لو مش مصدقني...اسألوه...وهو اكيد هيقول الحقيقه.


نهضت قمر وهي تجز علي اسنانها من الغيظ قائله


=هيقول الحقيقه...انهي حقيقه يا ماما...انتي وهو زيفتوا الحقايق زمان...ومستعدين تعملوا اكتر من كده...في سبيل ايه الفلوس...خدوها بس سيبونا نعيش ولو يوم واحد في سعاده.


غصون بحنق


=نسيبكوا...احنا مين يا قمر...انا امك...وان كان عليا من زمان وانا بدورلك علي سعادتك...بس انتي جريت ورا قلبك الخايب...اللي هيضيعك.


ضربت همس كفا علي كف وقالت باستهزاء


=هيضيعها...ما هي ضاعت خلاص وانتي السبب...انا اختي مش عارفه تعيش في سعاده مع اللي قلبها حبه...هيفضل ذنبها في رقبتك...


ربتت ضحي علي ظهر همس قائله


=اهدي يا همس...ومتخافيش علي قمر...طول ما غيث بيحبها...هتفضل سعيده...اما انتي يا غصون هانم...حلال عليكي نظرة الكرة اللي في عيون بناتك.


ابتسمت غصون بسخريه وقالت لضحي


=ما اتشمتيش قوى يا ضحي...انا غصون برضه...وزى ما بناتي فرطوا من بين ايديا...هلمهم في ايديا تاني...روحي انتي بس اهتمي بابنك وهنشوف مين اللي هيضحك في الاخر.


القت غصون بكلامها في وجههم وخرجت وهي تتوعد للكل وعلي رأسهم ضياء...ثم سرعان ما اتصلت بحازم تسبه وتلعنه علي تأخيره وتملي عليه ان يحضر الي هنا الليله واما سترمي بوالداته في الشارع...ايعقل ان تفتعل هذا بأختها تخرجها من دار الرعايه وتزج بها في الشارع...تبا لهذه المرأه الحقوده.


علي الجانب الأخر ... دلفت وديعه الي غرفتها...فوجدت الفراش مبعثر ...فتذكرت نومها أمس بين أحضان قمر وهمس...أيضا تذكرت ما فعلته بهمس منذ الصباح...ورد همس عليها بكل ذوق واحترام ...يتنافي كثيرا مع شخصيتها اللعوب المرحه...حيث كانت تبدو كالملاك وليست همس الشقيه اللعوب...تيقنت كثيرا أن بداخل همس شخصيه جميله وهي التي استطاعت اماله شادي اليها...تذكرت لحظات التعصب معها...ولعنها دائما...ونعتها بأنها بنت غصون...تسائلت فيما بينها ...لما همس بالذات..التي تحاول تعصبيها...تيقنت أنها ظلمتها باتهاماتها كثيرا...تأكلها الندم ...فهي كانت تتمني أن تكون لها أخت من نفس سنها...ولكن هما دائما في نزاع حتي علي اللا شئ...عزمت أمرها أن تتجه اليها للاعتذار وطلب العفو فنهضت من الفراش متوجهه اليها...حتي تصالحها...فهي لاذنب لها.


في الاسفل جاء غيث الي القصر وجد القصر ساكنا ومظلما...ارتاحت نفسيته كثيرا...لان هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفه...لانه هاتف خلود وامرها ان تأتي الي القصر هذه الليله...احس بالندم بعد مهاتفتها...هو لا يعلم كيف سيكون حضورها وتأثيره علي قمر...هل بالايجاب...ام بالسلب والرجوع الي نقطه الصفر...تمني في نفسه ان لا يلجأ الي هذه الطريقه...فهو لا يريد عذابها او غيرتها...هو فقط يطمع في عشقها...ويتمني ان تكون لعشقه طامعه...لا يريد منها جسدا اكثر ما يريد العشق المكنون في قلبها...هو يعلم انها تحبه لكنه يعتقد انه حبا فاترا وباردا حب حكمت عليه الظروف ...تزوجته لتحتمي فيه فقط ...بعكسه تماما تزوجها ليكتمل بها...علمت قمر اني غيث جاء الي القصر من زامور سيارته...انتظرته طويلا ولكن لم يصعد...فاضطرت هي الهبوط اليه...دلفت الي غرفه الاستقبال وجدته يجلس بمفرده في الظلام يدفن وجهه في يديه فقلقت عليه واتجهت الي قائله


=غيث حبيبي...مالك يا قلبي...مطلعتش ليه...وايه اللي مقعده لوحدك في الضلمه هنا...هي طنط حكتلك علي اللي حصل ...والله يا غيث انا ما عملت حاجه.


مسح غيث علي وجهه ثم نظر لها باستغراب قائلا


=حصل ...حصل ايه يا قمر...ماما ما قالتليش حاجه...انا بس جيت ومقدرتش اطلع علي طول...فقلت ارتاح هنا شويه ...وبعدين اطلع...


رجع حمزة من عمله الي القصر وكاد ان يدلف اليه فوجد خلود تهبط من التاكسي ترتدي تايير موف يبرز لون بشرتها البرونزيه وما ان راءه حتي شهق من وجودها...فاستقبلها بحرارة وعلم منها انها جاءت لتقضي بعض الايام في القصر لان شقتها بها تصليحات فطلب منها ان يدخل بالاول ليخبر غيث ثم تدخل من بعده...ابتسمت بسخريه علي بلاهته فهو لا يعلم انها جاءت بأمر من غيث...سردت قمر لغيث ما حدث في هذا اليوم فجز علي اسنانه من الغيظ وكاد ان يرد عليها لولا دخول حمزة المفاجئ قائلا


=الحق يا غيث...مفاجاة السنين...حاجه كده انا نفسي مش مصدق انها حصلت لغايه دلوقتي....بس هنقول ايه لكل مجتهد نصيب...وانت نصيبك ايه حييلو يا ابن خالتي.


علم غيث عمن يتحدث حمزة فتصنع عدم الفهم وقال


=وهو طول ما انت ابن خالتي هتسلك...انا عرفت القر جاي منين...منك طبعا...المصيبه انك مفكر اني حظى حلو...وهو ملطش زى خلقتك.


حاول حمزة ان ينظر الي نفسه ولكن دون جدوى فنظر في المراءة وقال بمرح


=مالها خلقتي...ما انا حلو وزى القمر اهو...غير بس البنات اللي بيشوفوني عمي...مش مقدرين اني نعمه وواد قمور لا وطيب كمان...



خبطت خلود الباب بكعب حذائها البنفسجي المثير ودلفت وهي ترقع بكعب حذائها علي ارضيه قاعه الاستقبال ترمي شنطتها بالارض وتفتح ذراعيها متجهه الي غيث تحتضنه بشده امام قمر التي كادت ان تموت من هول ما حدث...ظلت محتضنه له وهو متسمر في مكانها يسمعها تقول وهي تنظر الي قمر بمنتهي الخبث قائله



=غيثو...كده يا غيثو متسألش عليا...قلت اجي اسأل انا...وحشتيني كتير...هو انا ما وحشتكش...مش كفايه سيبتني من غير حتي ما تقولي السبب.



ظل حمزة نظرة متعلقا بقمر التي كادت ان تموت ارضا فتوتر قائلا


=دي خلود خطيبه غيث السابقه...اللي انا حكتلك عنها قبل كده يا قمر...شقتها هنا في مصر فيها تصليحات وكان معاها عنوان قصرنا فجت تقعدلها يومين.


خرجت خلود من بين احضان غيث تنظر الي قمر بخبث قائله


=يومين ...شهرين...سنتين...لما ازهق...وانا بصراحه مع غيثو عمرى ما ازهق...ويارب الشقه ما يخلص فيها تصليح علشان افضل جمبك يا غيثو.


ردت عليها قمر ببرود قائله


=لو علي الشقه انا ممكن اديلك مفتاح شقتي انا وغيث تروح تقعدي فيها علي بال ما شقتك تتصلح...ولا اقولك خليكي انتي هنا واحنا هنرجع شقتنا.


نظر غيث الي خلود وتجاهل حديث قمر قائلا لخلود بترحيب


=حمد الله علي سلامتك يا خلود...نورتي مصر ونورتي القصر...كنتي عرفيني ابعت حد يجيبك...بدل ما تتعبي نفسك...انتي عارفه ان جمايل والدك علي رأسي.


نظرت خلود الي قمر نظرة شماته ورفعت لها حاجبها مبتسمه ابتسامه نصر قائله


=جمايل ايه يا غيثو...احنا معملناش حاجه غير اننا خرجناك من حاله الاكتئاب اللي انت كنت فيها...بس انا زعلت يا غيث ...ليه رجعتلهم تاني ليه؟


تألمت قمر من حديثها لانها ذكرته بانهم سبب شقاؤه فتحدثت بصوت مبحوح وقالت


=غيث رجع علشان بيحبني...ومقدرش يتخيل فكرة اني اكون لحد غيره...وشكرا علي وقفتكو جمبه...وغيث من النوع اللي ما بينساش اي حاجه اتعملت علشانه.


رد غيث وهو يتمعن النظر في وجه قمر بتركيز


=فعلا انا مبنساش...علي فكرة يا خلود ...انا لسه معرفتكيش انا سيبتك ليه...انا سيبتك علشان جدي اصدر فرمان برجوعي مصر...وجوازى من قمر.


ربتت خلود علي يده بحنان قائله


=وهو الجواز محتاج فرمان يا غيث...ده يبقا جواز فاشل...ومش هيدوم كتير...اتمني لو ده حصل...ترجع تعيش معانا تاني...انت كنت مبسوط اوى.


ابتسم غيث بسخريه وقال


=كنت ...الانبساط والسعاده يا خلود...بيجوا للبني ادم كفرصه...يا بيغتنمها...يا بيرفصها برجليه...انا عن نفسي عمرى ما هرفص السعاده برجليا بس هي تيجي بس.


حاولت خلود اشعال نار الغيرة في قلب قمر قائله


=بس رفصتني ودوست عليا ومشيت...وانت عارف قد ايه اني بحبك...وبموت فيك...بس هقول ايه...انتو كده يا رجاله بدوروا علي العذاب.


ابتسم غيث بخبث وقال


=وبعدين معاكي بقا يا خلود...انا قلتلك زمان احلي ما في الحب عذابه...وبعدين خلاص انتهي ...انا حاليا بقيت راجل متجوز ويفيد بايه يا ندم؟


قهقهت خلود علي كلام غيث وقالت


=-هههه ...مش قادرة اصدق...تعرف واحنا مخطوبين...بقيت متخيله اننا مش هنتجوز...عارف ليه...لان فكرة انك راجل متجوز انت اساسا عمرك ما اقتنعت بيها.


نظر حمزة الي قمر وجدها تغلي وتنهار من الغيظ فاضاف بنبرته المرحه قائلا


=يا اخت خلود...انتي صح...غيث عمره ما اقتنع بفكرة الجواز...بس كان هيتجوزك...في نفس الوقت لما جدو امرنا ننزل مصر...اول واحد جهز شنطته فينا.


جز غيث علي اسنانه من افصاح حمزة بالامر وقال


=انا فعلا اول واحد حهزت شنطتي فيكم...وده لاني عندي رغبه كبيرة في الانتقام...مش علشان حاجه تانيه...فبلاش مرواغه يا حمزة...


تضايق حمزة من برود غيث وردوده فقال


=انا مش برواغ...كلنا عارفين قد ايه انت بتحب قمر...وكنت مخنوق لما عرفت انها هتتخطب لشادي...الانتقام بتاعك ده حجه...انت لو عايز تنتقم بجد مكنتش اتجوزتها.


وكما يقال ابن الحلال عند ذكره بيبان فقد جاء شادي واستمع لكلمات حمزة وكاد ان يفتك به لولا ان رأي خلود الساحرة ففتح عينيه علي مصرعيهم قائلا


=يا جمالو يا ولاد...دي انس ولا جن...ولا دي مضيفه الطيران ...ولا حوريه البحر...لا لا لا...لولا اني سمعت كلام النيله حمزة كنت شكيت اني دخلت قصر تاني.


نهضت خلود وتقدمت منه متغنجه في مشيتها ومدت يده وصافحتها قائله بنعومه


=طالما قلت النيله حمزة...يبقي انت اكيد من العيله...اتشرفت بمعرفتك...انا خلود خطيبه غيث السابقه زى ما بيقولوا...ولو اني مبحبش السابقه...انت مين بقا.


لتهبط همس ووديعه فجأه ...بعد جلسوهم سويا في محاوله من وديعه لاسترضاء همس...شاهدت كل منهم الموقف ...ونظرت كل واحده منهم الي الاخرى كأنهم يبعثوا رسالات فيما بينهم بأعينهم بضرورة انقاذ الموقف فتركض كل منهم الي جانب الشخص الخاص بها فهرعت همس لتقف حائلا بين شادي وخلود قائلا بغيظ


=ده شادي الغريب...ابن عمة غيث...يعني كمان يبقي ابن عمة قمر وعمتي انا كمان...خدي عندك بقا ...يبقي خطيبي انا وهيبقي جوزى انا.


ضحكت خلود ضحكتها الرنانه وهي تنظر الي غيث وتغمزله بمعني انها كانت تريد غيرة قمر ولكن لم تستكفي فاضافت لها غيرة همس علي شادي لانها لعبتها بالاول والاخير


لفت انتباهها وجوده فتاه بجانب حمزة فعلمت أنها خاصته فتقدمت منها بنعومه تضع يدها علي ذقنها تهدهدها كالأطفال قائله



=وانتي بقا مين ياصغنن؟


لتزيح وديعه يد خلود من علي ذقنها بعنف قائله


=أنا ديعا ي حبيبتي.. أخت شادي...ها...ومش صغنن.


عضت خلود علي شفتيها بخبث قائله


=طب مش عيب يا كبيرة...تقفي جمب حمزة وانتي مفيش رابط بينكم؟



قبضت وديعه علي يدها بغيظ ونظرت لحمزة بأعين حمراء غاضبه...فرفع يده الي أعلي دلاله علي الاستسلام قائلا


=والله مالي دعوة...ولا أعرفها يا ديعا...وبعدين انتي مالك يا خوخه...ماتسيبي البت تاخد فرصتها وأنا أخد فرصتي..ونقف جمب بعضينا.


وضعت وديعه يدها في خصرها قائاه بغضب


=خوخه...خوخه يا حمزة...طيب ماشي.


ضحكت خلود ضحكه رنانه قائله بصوت منخفض وهي تقترب من وجه وديعه قائله


=اااه ...أنا خوخه...وكلهم بيحبوني...وبيحبوا يدلعوني.


لتستمع خلود الي نبرة قمر الغاضبه وهي تقول


=-انتي مش محتاجه حد منهم يدلعك...انتي مدلعه نفسك بنفسك...


نهض غيث لينهي هذه الحوارات قائلا


=خلود...انا اوضتي القديمه فاضيه...انتي ممكن تستعمليها...اعتقد انك هترتاحي فيها اوى...يالا يا جماعه كل واحد يطلع اوضته...وانت يا شادي ياريت تروح الوقت اتأخر


نظرت اليه قمر متمنيا ان يبقيها اويصعد معها ولكن وجدت خلود تنظر اليها بشماته صاعده الدرج وهي تتمايل امامها...فسرعان ما ملكت قمر اعصابها وصعدت هي الاخرى تود ان تذهب الي غرفتها القديمه حتي لا يراها وهي تبكي وتتحسر علي حالها...اما عنه فقد ظل شاردا في قمر وحزينا عليها وعلي ما افتعله معها...وعلي طريقه خلود في اغاظتها...فزفر بحنق وقرر ان يبقي طول الليله في مكتبه حتي الصباح...ليعطيها مجالا واسعا لتجلس بمفردها فهو يعلم انها تبكي وبشده ويخشي ان يضعف امام بكائها...


*


لم تنم قمر طوال الليل ...تارة تبكي...وتارة شارده بما حدث...عقلها يفرض عليها تصديق ما حدث...وقلبها يرفض وبشده ان يكون غيث ملكا لاخرى...ظلت علي هذ الحال حتي الساعه السابعه صباحا...الي ان غفوت وهي جالسه علي الاريكه...اما عنه ففضل ان يكون في غرفه المكتب الي الصباح ...ثم يصعد وهو متأكد انها نائمه ليبدل ملابسه ويذهب الي المصنع...دون ان تشعر به...دخل الي غرفتهم وجدها نائمه علي الاريكه عيناها منتفخه من كثرة البكاء...تنهد علي هيئتها المحزنه وزفر حانقا وحملها ليودعها في الفراش...اثناء حمله لها استيقظت ونظرت اليه بأعين ناعسه تحمل الكثير من اللوم والعتاب...فاشاح بوجهه الي الجانب الاخر واودعها في الفراش ودلف الي الحمام ليأخذ حمام يفيقه من افكاره التي تخضعه لها...اثناء ذلك دق عليهم الباب الخادمه تستدعيها لتهبط الي والداتها والضيف الذي معها...قطبت قمر جبينها وتسائلت من هو الضيف...ولكن سرعان ما نهضت وبدلت ملابسها علي عجاله من امرها حتي لا يشعر بها غيث...هبطت قمر الي الاسفل واذا بها تتفاجئ بحازم يفتح لها ذراعيه قائلا


=انا جيت...واكيد نورت البيت...وحشتيني يا قمورة...من زمان ماشوفتكيش...خالتي قالتلي انك دايما بتجيبي في سيرتي...قلت لازم انزل مصر اشوفك.


نظرت اليه قمر باستغراب لانه لا يتعامل معها بهذا الاسلوب فقالت


=انت ايه اللي جابك يا حازم...اقصد يعني انت طول عمرك برا...ومبتحبش تنزل مصر...ده حتي لما خالتي احتاجتلك وكانت في اشد مرضها رفضت تنزل.


ابتسم حازم بسخريه وقال


=لما امي تحتاجني حاجه...ولما خالتي تحتاجني حاجه تانيه...وخصوصا لما اعرف اني وحشتك...ونفسك تشوفيني...ولا انا ما وحشتكيش؟


صدمت قمر مما يقوله من اين اتي بهذا الكلام...تخشي ان يسمعه غيث فتنقلب الايه عليها فهتفت بحده قائله


=وحش لما يلهفك...قال اوحشك قال...ده من العقيم اللي سمملك دماغك وقالك كده...انت اكيد اتجننت...قال وحشتيني قال...هي ناقصاك؟


احاطتها غصون من الخلف وهمست في اذنها كفحيح الافعي قائله


=الحق عليا اني فكرت فيكي...قلت اجيبه هنا علشان غيث يعرف قيمتك...لما يلاقي غيره بيحبك...زى ما هو استقبل حبيبه القلب القديمه.


نظر لها حازم وابتسم بخبث قائلا


=شفتي بقا انا يهمني مصلحتك ازاي يا قمر...ده انا هروقهولك ترويقه ما بعدها ترويقه...انتي بس خليكي معايا علي الخط...وانا هخليه يقول حقي برقبتي.


نفضت قمر ذراع امها وتذمرت قائله


=انت تخليه يقول حقي برقبتي...ده انت عبيط اوى...الظاهر نسيت العلقه بتاعت زمان...لما بس حاولت تتحرش بهمس...انا هقول لغيث انت جاي هنا ليه


وما ان التفت خلفها حتي امسكها حازم من خصرها ليحتضنها ليطل عليهم وجه غيث من فوق الدرج قائلا


=ايه اللي بيحصل ده؟




لتتبتسم غصون ابتسامه خبيثه وتغمز لحازم وتنظر له بامتنان علي نجاح اول سطر في خطتها

 تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا




تعليقات

التنقل السريع