رواية بعشقك طامعه الفصل التاسع عشر والعشرين بقلم مروه محمد
رواية بعشقك طامعه الفصل التاسع عشر والعشرين بقلم مروه محمد
#بعشقك_طامعه 💓💓💓
#الفصل_التاسع_عشر🌻🌻🌻
استيقظ غيث من نومه مبكرا يتأمل ملامح قمر المستغرقه في نومها ومتشبثه بكنزته كما يتمسك الطفل بأمه...استغرب علي حركتها ...معني ذلك انها تريد التمسك به في عقلها الباطن...اما عندما تصحو ويمد يده لها مثل البارحه ترفضه وبشده...يتسائل فيما بينه لماذا رفضت ان تمسك بيديه وتنهض...هل لانها لا تحبه...اما انها محاوله زائفه منها للتعبير عن عدم حبها له والتمسك بيه...يفكر بجديه ايكمل لعبته مع خلود ام يتنحي ويترك قمر علي راحتها... تمطعت قمر في الفراش وفتحت عينها ببطء لتجده شاردا فيها وفي يدها المتمسكه بكنزته...ازاحت يدها بخجل وابعدت خصلات شعرها خلف اذنها وتنحنحت بخجل قائله
=صباح الخير...احمم...هو انا جيت السرير هنا ازاي...اخر حاجه فاكراها اني كنت بعيط وانتي يعني خدتيني في حضنك وهديتني...واعتقد اني نمت وانا واقفه.
اتسعت عينيه من السعاده اثر ذكرها انه حاول تهدئتها ثم ابتسم قائلا
=صح يا قمر...نمت وانتي واقفه زى الاحصنه...شفتي انا حضني هداكي ازاي...رغم انك رفضتيني امبارح لما مديت ليكي ايدي...بس انا دلوقتي اتأكدت انك كنتي مكسوفه تعملي كده قدامهم.
اغتاظت قمر عندما شبهها بالاحصنه فردت غاضبه
=احصنه...ما تحسن ملافظك شويه...وبعدين مالك واثق من نفسك ان حضنك هداني...مش يمكن انا كان نفسي انام ونمت علي نفسي وانا واقفه؟
تفحص غيث قمر جيدا وهي غاضبه يقسم بينه وبين نفسه ان غضبها يزيدها جمالا فرد عليها ليغيظها اكتر فقال
=ومالهم الاحصنه ...حلوين وشعرهم حلو شبه شعرك ولونه حتي كمان...انا لو كنت خيال...كنت هتمني فرستي تبقي شبهك...مهرة جمالها فتاك.
نفخت قمر في وجهه وازاحت الغطاء من عليها ودلفت الي الحمام تصفعه بقوة حتي وضعت رأسها علي باب الحمام تبتسم بسعاده من غزله الجميل...اما عنه فقد تنهد بسعاده بالغه لانه علم انها خجلت من كلماته وتشبيه الظريف...خرجت قمر من الحمام ليدلف هو الاخر بعد ما اخبرها الا تنزل من دونه...وبالفعل ارتدي ملابسه ووجدها في ابهي صورتها فامسك يدها وقبلها ثم جعلها تتبأطأ ذراعيه لينزلا سويا الي الاسفل كانه لم يحدث اي شئ بالامس...عندما رائهم غالب تنهد بسعاده ثم غمز الي خلود ليغيظها ويعلمها ان الحرب مع قمر فاشله لان قمر تملك عقل وقلب غيث بالكامل ...اتبع بعد ان غمز لها ليغيظها بكلمات ليغيظها اكثر فابتسم بسعاده قائلا
=صباح الخير والسعاده...لاحلي زوجين في الدنيا...قمر وغيث اللي ميقدروش يبعدوا عن بعض لحظه...شفتي يا قمر قد ايه غيث بيحبك ده مكانش عايز يروح المصنع امبارح بس خالتك ساميه كلمته وقالتله انك هتبقي كويسه بس خلص شغله بسرعه وما صدق يجي البيت ويطلعلك الاوضه.
نظرت قمر الي غيث وابتسمت بسعاده لمعرفتها انه لا يطيق ان يراها بحاله سيئه لتقول بحب
=شفت يا جدو...وبجد يا غيث انا اسفه امبارح لما مديت ليا ايدك وانا منهارة وانا رفضتها...بس صدقني مكنش قصدي احرجك قدامهم...
ابتسم غيث ورد عليها قائلا
=مصدقك يا قمر...ومصدق اكتر انك مش حابه اني اشوفك وانتي منهارة...وميت مرة قلتلك مفيش اسف ما بينا يا قمرى...واخر مرة امد ليكي ايدي وترفضيها.
هزت قمر راسها بطاعه ونقلت ابصارها الي خلود لتغيظها فانتفضت خلود من مكانها قائله بمكر وخبث
=وبالنسبه ليا بقا يا غيوث...علي فكرة انا زعلانه منك جدا...كده امبارح تقولي هاطلع بس اطمن علي مراتي وانزل ليكي ...واقعد بالساعات استناك وانتي نايم ونستني.
جز غيث علي اسنانه من الغيظ لان هذا خارج اتفاقهم...كان اتفاقهم ينص علي اثارة غيرة قمر في حاله ان قمر تضايقه اما الان هي ترى قمر سعيده لماذا تريد تعاستها...كاد ان يرد عليها ليوقفها ولكن همس هبطت الدرج باستعلاء قائله
=بالساعات مستنياه...ياعيني يا خوخه...تصدقي صعبتي عليا...بس يالا اهو حازم قام بالواجب ...اصل انا عارفه الواد حازم ده كويس...كنا واحنا صغيرين لما نضايق نجيبه يسلينا ولما نزهق منه نجيبله غيث وشادي يرنوه علقه يكش ويدخل جحره.
اغتاظت خلود من همس وجزت علي اسنانه وتضايقت لانها رأتها ثم نظرت الي غيث الذي نظر لها نظرة استفهام مما جعل خلود تشيح بوجهها الي الجانب الاخر ...ليرن جرس باب القصر يعلن عن مجئ ساميه وضياء ...في هذه اللحظه هبطت غصون الي الاسفل لتجد ساميه وضياء يدلفا ممسكين بايدي بعضهما فتذكرت انها عندما ذهبت لشقه ضياء بالامس واتصلت عليه لم يأتيها فعلمت ان كلام همس عنه صحيح...دلف ضياء ليقبل يد غالب مما اثار دهشه الجميع وهو يقول
=صباح الخير يا عمي غالب...ازيك وازاي صحتك...عامل ايه النهارده...يارب تكون بخير...ساميه حبت تيجي تشوفك النهارده فقلت اجي معاها اصبح عليك قبل ما اروح المصنع.
ضحك غيث وهو يحاول كتم ضحكاته ناظرا الي غصون بشماته قائلا
=ههههههه...بصراحه طول عمرك صاحب واجب يا ضياء...وكويس انك جيت...اصل بفكر النهارده مروحش المصنع وافوضك بدالي.
صفقت خلود علي يديها بسعاده قائله
=ايوووه بقا....اخيرا يا غيث...هتنفذلي طلبي...وهتاخدني تفسحني...بجد وحشني الخروج معاك...فاكر يا غيث خروجنا مع بعض...ده احنا كنا خاربينها.
اغتاظ غيث اكثر منها فنظر الي والداته لتنوب عنه بالكلام قائله
=معاكي حق يا خلود...انتو كنتوا خاربينها...بس الكلام ده زمان...ايام ما كان خطيبك...دلوقتي غيث متجوز...ومن باب اولي يخرج مع مراته.
اغتاظت خلود من ضحي فقد كانت تريد مساعداتها ...اغتاظت ايضا من كلام ساميه قائله
=صحيح يا غيث انت وقمر...ليه ما بتخرجوش سوا...انتوا لسه صغيرين والحياه قدامكم ...متعملوش زيي...جايه استمتع بالحياة مع ضياء بعد ما شبت.
ليرد ضياء قائلا
=فشر...بعد ما شبتي...ده انتي كلك شبابك يا سمسمتي...اوعي تاني مرة اسمعك تقولي الكلام ده...انتي اصبي من كل بنات العيله...وربنا انا اللي من حقي اخرج واتفسح مش هما.
وصلت غصون لاقصي نيرانها فانتفضت قائله
=وماله يا ضياء اخرج واتفسح وعيد شبابك...بس متنساش وانت بتعيد شبابك...تفتكر انت ضيعت شباب مين...ولا يمكن دي حلاوة روح
نظر لها ضياء نظرة رعب تحمل في طياتها انه عن قريب سينهي امرها ...هنا علم غيث ان الامر تفاقم للغايه فسحب قمر الي الخارج واخذها بسيارته راحلا بها لتمضيه بعض الوقت الجميل معها ...اما عن ضياء رحل هو الاخر وهو متوعدا لغصون الذي تركها تغلي من الغيظ...اما عن ساميه وضحي وغالب كانوا في قمه سعادتهم لما حدث قبل قليل...وخلود تتبعت غيث وقمر الي ان خرجوا من القصر لتختنق من الغيرة بعد خروجهم.
خرج غيث مع قمر لينعم بالسعاده معها غير عابئا بما يدور من المناورات فيما ورائه...ظن غيث ان هذا اليوم بدايه لبدء صفحه جديده مع قمر...بعد ما باءت محاولاته معها بالفشل...لكنه ظل يفكر في امر خلود لما تثير غيرتها اكثر...وجد خلود تبعث له رساله نصيه مضمونها*اسف يا غيث...مكنش قصدي اضايق قمر...بس انا حسيت انها لسه علي موقفها...ولازم انها تفوق اكتر من اللي هي فيه...ولذلك قلت نخرج سوا علشان متعترضش لما انت تعرض عليها الامر*...رأي غيث في رساله خلود انها اجادت اللعبه...
نظر اليها بعشق قائلا
=بحبك أوى يا قمر...متتصوريش ببقا سعيد ازاي وانتي كويسه ويتضحكي ...حتي لو ضحكه خفيفه...بتكفيني...سعادتك عندي بالدنيا كلها.
ابتسمت له قمر قائله
=وأنا مش ببقي سعيده الا لما بتكون انت جنبي...وصدقني مقصدتش امبارح اني أجرحك...أنا مكنتش حابه انك تعرف بالحاله اللي بتجيلي.
ضيق غيث عينيه وتنهد مطولا قائلا باستفسار
=قمر هو انتي الحاله دي جتلك لما بابا مات صح...بس ازاي ملفتتش نظرى قبل ما أسافر...اااه أنا كنت مش مركز بسبب حالتي...بس فاكر كلامك ليا قبل ما أسافر...ولا حصل ليكي حاجه بعد ما سافرت؟
أغمضت قمر عيونها بحزن وزفرت بحرقه قائله
=الحاله بدأت تحصل ليا بعد سفرك مباشرة...وأنا بحاول مع جدي يرجعك...وهو مش راضي...فكرت أسوق الجنان عليه...بس الظاهر ان العيار تقل مني أوى وبقا بجد.
قطب غيث جبينه واستغرب لما قالته وقال
=مش معقول...يكون سفرى أثر فيكي للدرجه ...وللدرجه دي جدي مرحمش دموعك...انتي فعلا مش طبيعيه...انك تتدمرى نفسك بالشكل ده علشاني.

ابتسمت قمر له وقالت
=شفت بقا...أنا بحبك قد ايه...ومستحملتش بعدك عني...وان بعدك عني جنني...عرفت قد ايه كنت بموت نفسي...لان مش عايزة أعيش في مكان انت مش فيه؟
تناول يدها برقه ولثمها قائلا
=شفت ي حبيبتي...أنا كمان بحبك أوى...وكان نفسي بعد ما خفيت ان أرجع...بس القضيه منعتني..بس خلاص بقا...عايزك تنسي الماضي بكل ما فيه...واعتبريني علاجك اللي هيدوم علي طول.
ابتسمت له قمر وهي ترفع كف يدها الرقيقه تداعب وجنتيه

انقضي اليوم بسلام وامان ورجعا الي القصر...ليطلب غيث من قمر الصعود قبله لدلوفه الي غرفه المكتب للاطمئنان علي حال المصنع ومراجعه بعض الاوراق في مكتبه...صعدت قمر الي غرفتها وهي تريد اكتمال سعادتها مع حبيبها غيث...فارتدت قميص اسود ستان بحمالات رفيعه يبرز جمال جسدها الابيض ثم فردت شعرها البرتقالي علي ظهرها وتطلعت الي منظرها في المراءة ثم ابتسمت لانها وجدت نفسها تشبه المهرة مثل ما وصفها غيث...صعد غيث بعد اتمام اعماله الي غرفتهم وفتح الباب ليجد امامه امراءة مكتمله الجمال تنظر اليه بااستحياء وتفرك يدها وهو مازال ينظر اليها متبلما وشاردا فتحدثت اليه حتي تخرجه من حاله الشرود هذه قائله
=ايه...بتبصلي كده ليه...هو انت اول مرة تشوفني...وبعدين اتأخرت ليه علي بال ما طلعت...هو انت كنت قاعد مع خلود...كل ده ...ولا كنت لوحدك؟
جذبها بقوة في احضانه يقول بنعومه
=كنت لوحدي...وبفضل طول عمرى لوحدي...الا في وجودك...لو كنت اعرف اني هشوف الجمال ده...كنت طلعت من بدرى...انتي جميله اوى يا قمرى.
تأوهت قمر وهي بين احضانه وهتفت بعذوبه
=انت اللي عيونك جميله يا غيث...وعلي فكرة انت طلعت في الوقت المناسب...لاني كنت هغير هدومي...انا بتحرج البس الحاجات دي وانت موجود.
قبض علي ذراعيها بغيظ وهي في احضانه يهمس في اذنها كفحيح الافعي قائلا
=بتتحرجي...الاحراج هو انك تقولي الكلام ده يا قمر...لو مكنتيش تلبسي اللبس ده قدامي هتلبسيه امتي بالظبط...هتلبسيه لما تكوني لوحدك؟
دفنت قمر رأسها في تجويف عنقه قائله
=انت زعلت مني...طبعا لو قلتلك اني مش قاصده اضايقك...برضه مش هتصدقني...والله يا غيث انا مش عارفه مالي...حاسه اني عايزاك وفي نفس الوقت لسه خايفه.
اخرجها من احضانه بعد ما لفحت انفاسها الساخنه بشرة عنقه لتلهبه لتوصله الي حاله قد لا يستطيع السيطرة علي نفسه...سحبها الي الاريكه وجلس لتجلس بجوارة ليحملها ويجلسها في حجره ممسكها من خصرها بيده وباليد الاخرى يرفع ذقنها قائلا باستمتاع
=مش مهم انك تبقي عايزاني...المهم عندي انك تحبيني زى ما بحبك...ولو انتي بتحبيني مش هتخافي مني...لاني هكون مميز بالنسبه ليكي.
هزت رأسها بالنفي قائله
=لا يا غيث...ليه دايما بتتهمني اني مش بحبك...وعلي فكرة انت مميز ليا واوى كمان...انت عارف انا خايفه من ايه...خايفه تندم انك اتجوزتني.
امسك من يديها قائلا بحنان
طب ايه رأيك نجرب...ليه دايما حاكمه علي علاقتنا بالفشل...ليه مصرة اني هندم...مش يمكن انتي اللي تندمي...قمر انا مش كامل...انا كمان ليا اخطاء
اشاحت بوجهها الي الجانب الاخر وذهبت مخيلتها انه له اخطاء مع خلود فنطقت بتسرع قائله
=اخطاء...وليك انت...اخطاء مع مين بالظبط...اها فهمت...انا كمان كنت بسأل نفسي هي جايبه الثقه دي كلها منين...خلود طبعا صح..يا سي غيثو..
قبض علي يده بقوة بسبب غبائها وشكها فيها ...ثم ابتسم بسماجه قائلا
=خلود...معلش سؤال بس يا قمر...هو انتي ليه حاطه خلود في دماغك...انا قلتلك ميت مرة انها كانت خطيبتي في اللحظه اللي كنتي سيادتك هتتخطبي لشادي.
زفرت قمر بحنق قائله
=عارفه انها كانت زفت خطيبتك...وانك سيبتها واتجوزتني...بس الظاهر ان الهانم مش قادرة تسيبك...وجايه وراك هنا ...علشان ترجعك ليها تاني.
قرب رأسها من رأسه ليصطدموا ببعض قاصدا ذلك مما اوجع رأسها ثم اضاف وهو يعض علي شفتيه من الغيظ قائلا
=ولما انتي شايفه انها عايزة ترجعني ليها...مش خايفه اني استسلملها...علشان سيادتك مصرة تفضلي حاطه حواجز بينا...اللي بفسر انها بسبب عدم حبك ليا.
نظرت اليه بحيرة وقالت
=تفسيرك ده غلط...انت بتحاول تصدقه علشان أستسلم اليك...وتخليني ارضخ ليك...وبعدها هيخلص شغفك بيا...بعد لما متلاقيش فيا اللي كل راجل يتمناه.
انزلها من علي قدميه واجلسها علي الاريكه لينهض من جانبها قائلا بغضب
=علي فكرة انتي زى ما انتي...محدش لمسك...بطلي بقا تعيشي في اوهام...علي فكرة انتي واحده ضعيفه...ودي الحاجه الوحيده اللي بكرهها فيكي.
نهضت قمر ووصلت اليه وارتمت في احضانه وهي تبكي من كلامه قائله من بين شهقاتها
=انا بدأت احس انك بتكرهني بالكامل...مش علشان انا ضعيفه وبس...لااا...علشان انا معنديش المقاومات اللي عند خلود...وكمان مكنتش جمبك في لحظه مرضك.
شحب وجهه وقال بحزن
=يا قمر انا عارف انه كان غصبن عنك ...بس مش كل شويه هنقعد نفتح في جروحنا القديمه...وانا لما قلتلك اني ليا اخطاء...كان قصدي لما خبيت عنك اني خفيت.
ارتفعت انظار قمر له قائله
=ده مش خطأ يا غيث...ده كمان كان غصبن عنك...وبعدين حتي لو كان جدو قالك تكشف نفسك...انت مكنتش هتقدر...علشان كنت عارف اني هتخطب لشادي.
زفر غيث بحنق قائلا
=ومع ذلك ما استسلمتش ...وحاولت معاكي كتير...حاولت اجذبك ليا...بس اكتشفت ان انجذابك ليا عطف وشفقه مش أكتر...او يمكن رجوع للشخص اللي اتعودتي عليه في الماضي.
وضعت قمر يدها علي شفتيه تمنعه ان يكمل حديثه قائله
=عمر ما كان انجذابي ليك عطف وشفقه...انا من اول ما عرفت انك راجع وانا حاسمه موقفي...انا بس كنت من ضمن لعبه غصون هانم...اللي مقدرتش اخرج منها ابدا...وانت شايف نتيجتها ايه بقيت واحده مهزوزة الشخصيه...شايف جوزها قدامها واحده ممكن في لحظه تأخده منها ومع ذلك مش قادرة تتقدم خطوة لقدام.
لعن غيث غباء قمر في سره ثم حاول تغيير الموضوع قائلا
=اطمني يا قمر من ناحيتي...انا لا يمكن واحده تأخدني منك...يوم ما واحده تأخدني منك ...اعرفي انك مش انتي السبب...هيكون غلطه عمرى انا
ابتسمت له قمر عازما امرها بعد هذا الكلام ان تذهب الي اخصائيه نفسيه للتعديل من حالتها اامله ان تكون بحاله جيدا لكي تحافظ علي زواجها منه ...مع وضع خلود في عين الاعتبار...انها لو زاد اقترابها من غيث سوف تتخذ قمر خطه الهجوم حتي لو ندم غيث علي معاشراتها مثل ما تعتقد....اما عن غيث فقد عزم أمره ان يسلم نفسه لخلود...ومواصله الخطه المحكمه لايقاع قمر في فخ حبه واعترافها انها طامعه في عشقه واستسلامها التام وخضوعها اليه.
بعد اتخاذ قمر لقرار العلاج النفسي...اتصلت يصديقاتها للسؤال عن طبيبه نفسيه ماهرة بالاضافه ان تكون مخلصه ولا تخرج اسرارها الي الخارج...مازحتها احدي صديقتها وقالت لها لماذا تبحث عن طبيب نفسي وبداخل العائله المرشده النفسيه وديعه والطبيب حمزة...فكرت قمر جيدا في مزحه صديقتها ورأت انها ستوفر علي نفسها صعوبه الخروج من القصر والرجوع اليه ...خاصه ان وضعها تغير منذ ان اصبحت سيده متزوجه...وعليها ان تخبر غيث بخروجها ورجوعها والي أين.. فكرت في حمزة في الاول...ولكن قربه الشديد من غيث اخافها...فهي تعلم جيدا انه سوف يخبره...هنا لم يكن امامها الا وديعه...خاصه ان وديعه تعرف حالتها جيدا...واخبرت بها ساميه...انها في بعض الاوقات تصاب بهستريا تفقد بها السيطرة علي حالها...حملت هاتفها واتصلت علي وديعا لتأتي اليها كزيارة عاديه ولا تخبر احد بهذا الامر...قلقت وديعه من طلب قمر خاصه عندما املت عليها ان يكون في سريه تامه...اخذتها قمر وصعدت الي غرفتها...لتسألها وديعه بقلق قائله
=مالك يا قمر...فيكي ايه...وليه مش عايزة حد يعرف عنك حاجه...بابا عمل فيكي حاجه تاني...ولا شادي...اعتقد المواضيع دي انتهت خلاص.
نظرت لها قمر باضطراب وقالت
=لا لسه ...مفيش حاجه بتنتهي...انا حكايتي بدأت بسبب ابوكي واخوكي...انا عارفه انه صعب ان اسمعك الحاجات دي...بس انا خلاص تعبت يا وديعه بقيت مريضه ولازم اتعالج.
نهضت وديعه وانتفضت قائله
=للدرجه دي يا قمر...انا عارفه الموقف اللي حطوكي فيه...بس ماما اقسمتلك انه وهم ومش صحيح...وبعدين احمم...سورى يا قمر انتي اكيد اتأكدتي بنفسك.
قمر بحنق
=متأكدتش ولا اتنيلت...انا غيث ملمسنيش...انا رافضه الموضوع تماما...عندي رهبه جوايا...ومتأكده ان شادي اخوكي عمل في حاجه.
توترت وديعه وقالت
=يبقي انتي مش محتاجه دكتور نفسي...انتي محتاجه دكتورة نسائيه ...تفحصك وتتأكدي...وان شاء الله هتبقي كويسه...وبعدين ايه اللي طلع الموضوع ده فجأة في دماغك؟
اخفضت قمر رأسها وقالت بألم
=الموضوع ده عمره ما راح عن بالي...وقلت مع الوقت هسلم للامر الواقع...وتيجي زى ما تيجي...بس للاسف بعد ما الزفته خلود شرفت وانا حاسه اني في حرب وهي اللي هتكسبها.
ضحكت وديعه وقالت
=يخربيتها ده شادي نفسه لما شافها قعد طول الليل يحيكلي عنها...يا لهوى لو همس سمعته...بس ما اعتقدش ان غيث اهبل زى اخويا...ولا زى حمزة...حمزة! نهار اسود ليكون هو كمان باصلها دول كانوا عايشين برا مع بعض.
فتحت عليهم الباب بتسرع همس قائله
=مين بيجيب في سيرتي ...وسيرة شادي حبيبي...ومعلش معلش معلش ايه اللي دخل سيرة الزفته خلود بين اسمه واسمي...افهم بقا ...يا اما هيطير فيها رقاب.
دخلت ورائها ضحي تهتف بمرح قائله
=لو عايزة تطير رقاب يا همس...يبقي هطيرى رقبه شاديك يا ماما...اما غيث ابني راجل محترم مبيبصش علي حاجه مش بتاعته...اما انتي يا وديعه حمزة لسه حر انتي مريحتيش قلبه.
دلفت ورائها بثينه تهتف بمرح قائله
=لا معلش بقا يا ضحي ...سيبي وديعه في حالها...وبعدين انا واصله ليا الاخبار ان اميرتنا الحلوة ريحت قلب حمزة وحمزة عمره ما هيبص علي خلود لانه بيعتبرها اخته.
صفقت وديعه وقالت
=هييييه....الحمد لله يا قمر رجالتنا طلعوا براءة...شفتي مش قلتلك...الله يكون في عونك يا شادي...لان همس اتحولت وهطير رقبتك فعلا.
كانت همس كجمرة نار حتي اخذتها ضحي ووضعت ذراعها علي كتفها قائله بهدوء
=وتتحولي ليه يا هموسه...لعلمك بقي خلود عمرها ما هتفكر في شادي...خلود ما حبتش في حياتها غير غيث...وبالنهايه هي هنا ضيفه مش اكتر.
ولكن حديث ضحي الي همس كان دون جدوى حيث تركتهم وخرجت من الغرفه غاضبه...اما عن قمر منذ سماعها لقول ضحي ان خلود تحب غيث وظهرت علي ملامحها معالم الاستياء والحزن...حاولت ضحي التحدث هي وبثينه لاخراجها من هذه الحاله ولكن وديعه نظرت اليهم ليخرجوا وتتحدث هي اليها حتي لا تسوء حالتها...خرجت ضحي وبثينه وجلست وديعه بجوار قمر تحتضنها تتحدث بسكينه وهدوء قائله
=شفتي يا قمر ...طنط ضحي بتقول ايه علي خلود...انها بالنهايه مجرد ضيفه مش اكتر...سيبك بقا من موضوع انها كانت بتحب غيث...المهم غيث بيحب مين.
هتفت قمر بتعب وألم
=عارفه انه بيحبني...بس انا مش قادرة اقوله اني بحبه...خايفه ان اخرة الكلمه تكون النهايه بالنسبه لحبه ليا...ولو طلعت مش عذراء.. هيجي عليه يوم ويندم.
وديعه بألم لتألمها من حاله قمر
=طب خلاص يا قمر...روحي لدكتورة نسا ...واكشفي...وانا عندي ثقه انك هتطلعي عذراء...وبعدها قوليله انك بتعشقيه زى ما هو بيعشقك.
فكرت قمر فيما قالته وديعه...ورأت انه الحل الامثل لها...وعليها اخذ موعد مع طبيبه نسائيه لمعرفه أمرها...متمنيا ان يكذب احساسها وشكوكها...ويصدق كلام الجميع حتي تنعم بقرب عشيقها ومتيمها غيث
علي الجانب الأخر هبطت همس الدرج لتذهب الي المصنع لمقابله شادي...فتفاجئت بيه وهو يدلف من القصروفي مقابلته خلود والتي وقفت معه تتعالي ضحكاتها معه وما ان وصلت اليهم همس حتي خرجت خلود من القصر...هنا كان لشادي موقف لا يحسد عليها فتوتر قائلا
=أقسم ليكي برئ...هي وربنا هي ...دي بت مولعب...وبعدين كنت بحاول أجر معاها كلام علشان أعرف هي نيتها ايه...علشان قمر وحياتها.
اخذت تهز برجلها قائله
=لا والله...شادي الغريب...مش عليا الحركات دي يا أخويا....أنا محدش قدر يضحك عليا لا دلوقتي ولاأنا صغيرة...فبلاش تعملهم عليا.
ابتسم شادي علي غيرتها قائلا بمشاكسه
=وهو أنا حد برضه يا هموستي...ده أنا شادي حبيبك...بزمتك أنا أبص للسلعوة دي...وأنا معايا حته النوتيلا...طب فيها ايه دي أحسن منك؟
زفرت همس بحنق قائله
=فيها كتير بنت التيييييت...دي مش عاتقه لا انت ولا غيث ولا حمزة ...دي مش ناقصها غير أبوك وعمو يحيي...وجدو غالب...وتبقي كوشت علي رجاله العيله...ولا حازم
ثم اقتضبت حديثها عندما زغر اليها بعينيه قائلا وهو يجذبها اليه بعنف
=ميت مرة قولتلك...متجبيش سيرة الزفت حازم علي لسانك...احمدي ربنا اني سايبك هنا في القصر في وجوده...وسليب شغلي وكل شويه أجي القصر علشان أطمن عليكي.

أغمضت همس عينيها باستمتاع لغيرته قائله وهي تلاعب أصابعها بذقنه قائله
=ياااه يا شادي....هو أنا عملت ايه حلو في حياتي...علشان تحبني بالشكل ده...لا ومش حب وبس...انت كمان طلعت بتغير عليا...معقوله هو أنا بحلم.
ابتسم شادي اليها وجذبها أكثر الي أحضانه قائلا
=عملتي الحاجه الصح...انك حبتيني...وحبك ده طمعني ...وخلاني بعشقك طامع.
عضت همس علي شفتيها السفليه بسعاده تخترقها وتشعرها بأنها أميرة متوجه علي عرش قلبه.

بعد مرور ايام...ظلت قمر متردده في الذهاب الي الطبيبه النسائيه...وكل يوم تؤجل عملها الي اليوم الذي يليه...حتي تحين لها اللحظه لتخرج بدون ان يعلم احد بأمرها...اما عن غيث فقد مل انتظارها...صبر كثيرا عليها...لا يريد جرحها بخلود...فهو يعلم جيدا انها سوف تنهار اذا رات هذا المشهد...اما عن خلود اللعينه توسوس له في اذنه باستمرار ...ان هذا هو الحل الامثل لاستماله قمر اليه...بعد ان بائت كل محاولاته معها بالفشل...اما عن ضحي والداته كانت ترفض اسلوب خلود المستفز مع قمر وتستنكر له لانها تعمل بوصيه ساميه لها عن قمر...وهاجمت خطتها الاخيرة لدرجه انها دائما تظهر في الوسط بين غيث وخلود لتمنعها.. اما عن وديعه منذ جلستها مع قمر وهي تتحدث مرارا وتكرارا مع حمزة ليحاول بشتي الطرق ابعاد خلود من المحيط حتي لا تنهار قمر...لحين معرفه وضع قمر
رجع غيث يوما الي القصر متأخر ليجد خلود تشير اليه ليدخل الي المكتب ولم تؤصد الباب ليظل مواربا لتهبط قمر وتجد غيث وخلود في وضع محرج...نظرت اليه قائله بصوت منخفض

=جاهز يا غيث...ولا ايه...المرة دي مفيش رجوع...وكويس انك جيت متأخر ...دي فرصه علشان ماما ضحي متبوظش خطتنا سوا..لازم ننجح المرة دي..
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن...حيث دلفت ضحي بالوقت المناسب تربع ذراعيها قائله
=ماما ضحي صاحيه يا خلود...ومركزة معاكي جدا...وهبوظلك كل مخططاتك...حتي لو كانت نص الليل...وغيث هيرجع عن اللي بيعمله...
اغتاظت خلود وجزت علي اسنانها ولكن ابتسمت بخبث عندما سمعت غيث ينهر والداته قائلا
=امي...لو سمحتي متدخليش في قراراتي...وانا مش هارجع عن اللي بعمله...قمر لازم تفوق من الوهم اللي عايشه فيه ومعيشاني انا كمان فيه.
نظرت له ضحي باشمئزاز وتركته وخرجت لتجد وديعه تتنصت علي كل الحديث ...متوتره ومرتبكه من هبوط قمر...سمعت وديعه خلود تهاتف غيث قائله
=انت مصدق حكايه الوهم ده...دي حجه يا غيث...هي مش بتحبك...انا بس اللي بحبك...وانا اللي هكمل معاك للاخر...هي مش تستاهلك.

شاهدت وديعه قمر تبدا هبوط درجات السلم فخشت عليها فدفعت عليهم باب المكتب تهتف بذعر قائله
=قمر جايه يا غيث...ارجوك بلاش الخطه دي...قمر هترجعلها حاله الهستيريا تاني واحنا ما صدقنا...طب والله بتحبك...دي فكرت تتعالج علشانك.
لتزفر خلود بحنق سحقا علي فشل مخططها خاصه عندما رأت غيث عينه تلمع من السعاده عندما علم بان قمر عازمه امرها علي العلاج النفسي من اجله...دلفت قمر حجرة المكتب متشوقه لرؤيته وسرعان ما تناسي امر خلود وذهب اليها محتضنا اليها بكل شوق وحب قائلا
=تعالي يا حبيبتي...انا عارف اني اتأخرت عليكي...بس والله غصبن عني...كنت بحل لخلود مشكله شقتها...وكمان وديعه هانم عندها مشكله مع حمزة مفكريني طبيب قلوب.
نظرت اليه قمر تهتف بعذوبه وهدوء قائله
=ساعدهم يا غيث...لان بصراحه وديعه بتحب حمزة...بس شغل الطب النفسي مخليه مش مصدق نفسه...ومفكر انه وهم...اقنعه انها بتحبه وخلصنا من جوز المعاتيه دول
رغم ان حديثها يستفز وديعه الا ان وديعه كانت في قمه سعادتها وهي تراها سعيده...اما عن خلود فكادت ان تنفجر خاصه عندما وجدت قمر لا تعيرها ادني اهتمام واعتبرتها غير موجوده.
اجلسها علي كرسي مكتبه الوثير ليلفها به مرارا وتكرارها امامهم قائلا
=فاكرة يا قمر ...لما كنا بندخل المكتب من ورا جدي...وتقوليلي بليز يا غيث ...اقعد علي المكتب والف وادور...وكنت اسمع كلامك لاني مقدرش أرفض ليكي طلب.
دلف حمزة بمرحه المعتاد قائلا
=انا اللي فاكر يا باشا...فاكر كمان ...اني انا اللي بدبس في موضوع مفتاح الاوضه...اصل انا اللي كنت بسرقه ليكم...علشان كنت قليل كده في نفسي وبعرف اخد اي حاجه.
ضحك الجميع علي مرح حمزة فيما عادا خلود التي رأت نفسها مكانها غير مناسب....خاصه بعد ما وجدت ان قمر محور حديثهم والكل يريد اسعادها...الذي اغاظها اكثر...عندما نهضت قمر امامهم تضع يدها علي وجنتي غيث قائله بحب
=كلكم كان شكلكم صغير...اما غيث حبيبي ...من يوم ما فتحت عيني علي الدنيا...وانا حساه اكبر منكم كلكم...رغم ان الفرق بينكم وبينه مش كبير.
لتنظر لهم وديعه باستمتاع الي هذا المنظر قائله
=والله عندك حق يا قمر...انتي الوحيده اللي اخدتي اجمل واحد في العيله...يا بختك...طول عمرك محظوظه...اوعدنا يارب...بواحد زيه.
ليلكزها حمزة في ذراعيها قائلا
=علي اساس ان ربنا واعدك بكيس جوفه...مالي ما أنا راجل ملوى هدومي أهو...لا وخريج كليه طب كمان...بمجموع ثانويه عامه كبير.
زمت وديعه شفتيها لتقول
=ما هو لما اعرف ان اللي ربنا واعدني بيه حافظ مش فاهم...يبقا لازم ادعي ان ربنا يرزقني بواحد زى غيث...بيفهمها وهي طايرة...مش طايرة منه.
جاء حمزة ليرد عليها ولكن قاطعه غيث قائلا
=لا بقولك ايه...مش طالبه جنان...خدها كده ...واقعدوا في الجنينه ...كملوا جنانكو علي بعض...اما انا هأخد قمرى ونطلع نعد النجوم....واوعي انت وهي تقروا علينا.
ابتسم حمزة وسحبها من يدها وراءه وهي تتذمر من قبضه يده ولكن كانت في قمه سعادتها.
تبقي بالغرفه خلود وغيث وقمر وكانت خلود في حاله صمت الي ان تحدثت قائله
=انا كمان راحه انام...تصبحوا علي خير.ااااه غيث...بلاش تصدق الناس اللي بيصلحوا الشقه بتاعتي كتير...لأني حاسه انهم كلهم شبكه في بعض.
نظرت قمر الي غيث نظرة مستفهمه عن حاله خلود...فوضع يده علي شفتيها قائلا
=قمر حبيبتي...ممنوع الاسأله النهارده...انا ما بصدق انا وانتي نكون كويسين مع بعض...تعالي نطلع اوضتنا ونتكلم في اي حاجه الا المواضيع السلبيه.
ابتسمت قمر وهزت راسها بسعاده وصعدت معه لتمر ليله عليهم سعيده من كل الجوانب...وحمد غيث ربه انه لم ينفذ مخطط خلود...والا فعلا كانت قمر ستنهار بالكامل...لانه اليوم استشعر مدي حبها له.
عند حمزة ووديعه أجلسها علي الأرجوحه ليهزها قائلا
=أظن أنا كده فاهم مش حافظ يا ست وديعه...هو كان بيقعدها علي كرسي هزاز ويلف ويدور...أنا بقا مقعدك علي المرجيحه وهطيرك بيها.
تعالي صريخ وديعه وهو يرفع الأرجوحه الي أعلي قائله بفزع
=لاااا...نزلني يا مجنووون...وربنا ما كنت أقصد...كده يا حمزة تعمل في وديعه حبيبتك كده...مكنش العشم...هموت بحسرتي...قلبي هيقف.
توقف عن هز الأرجوحه ختي هدأت وجلس بجوارها قائلا
=اللي سمعته من شويه ده صحيح يا ديعا...أنتي قولتي حبيبتك صح....ولا بتشتغليني...لو بتشتغليني هطيرك أقسم بالله...مش أنا مجنون؟

ابتلعت وديعه ريقها خشيه جنانها وهتفت قائله
=طبعا يا حبيبي...أنا حبيبتك...وبحبك وبحب جنانك...بس بلاش شغل الملاهي ده...أنا قلبي ضعيف...وبعدين لازم تعقل شويه...انت هتتجوز وفي يوم من الأيام هتبقي أب
تذمر حمزة قائلا
=مليش فيه...حتي لو بقيت أب...هعمل كده مع أولادي لو محدش منهم سمع كلامي...أنا محدش يتوقعني ولا يتوقع جناني...كفايه جنوني بيكي..
نظرت اليه وديعه بعشق قائله
=تعرف يا حمزة ...أنا كتير بسأل نفسي...ليه حبتني أنا ...رغم اني أقل جمالا منهم...وكمان مش من العيله...غير كده وكده...أبويا عدو العيله.
وضع حمزة يده علي رأسه بمرح قائلا
=أبو شكلك...أنا مالي ومال أبوكي...هو أنا هتجوزه...وايه مش من العيله دي...انت عبيطه يا بت...لا وكمان مش جميله...حقيقه انت مش جميله انتي وديعه الهبله.
انتفضت وديعه من جانبه تنظر اليه بغضب ثم ركضت غاضبه من حديثه وهو تتعالي ضحكاته علي غضبها...الذي بات يعشقه ومتيما ولكنه أراد بالأخير ان تركز في حاله عشقه
#بعشقك_طامعه 💏💏💏
#الفصل_العشرون📖📖📖
بعد تبرير شادي لهمس عن وقفته مع خلود الا أنها لم تقتنع بكلامه فعزمت امرها علي الذهاب الي ساميه لمواجهته ولكن تناست امر انه في المصنع...دلفت الي عمتها وبعد السلام والترحيب بها...تطلعت ساميه الي همس بقلق وكادت ان تسألها لولا انفجار همس امامها
=هو ابنك ده مش هيبطل...زمان كانت قمر وحلفلي انه مخطط...وانه مبيحبش حد غيرى...ودلوقتي لما جت الشيطانه خلود بدأ يعطف ويلطف.
انفرجت شفتي ساميه بذهول وقالت
=وهي خلود هتبصله برضه يا همس...احنا كلنا عارفين كويس خلود جايه علشان مين...تعرفي ان كان نفسي ان يبقي هدفها شادي مش غيث.
قبضت همس علي يدها بغيظ وقالت
=نععم...كان نفسك يبقا هدفها شادي...ليه بقا ان شاء الله...للدرجه دي مستقلين بيا...وبمشاعرى...وديني لو اعرف انها بتبصله لاولعها حريقه.
قهقهت ساميه من الضحك وقالت
=اهو علشان كده كان نفسي يبقا هدفها شادي...علشان شادي في نمرة متوحشه وراه متربصه لاي واحده تبصله...انما غيث يا عيني عليه.
همس بغيرة
=للدرجه دي بتحبي غيث اكتر من شادي...وبتحبي قمر اكتر مني...انتي ليه كده يا عمتي...بتستقلي بيا دايما...مع اني بحبك جدا...وشادي كمان.
حدقت ساميه بها وقالت
=ايه الهبل اللي انتي بتقوليه ده يا همس...من امتي وانا بفرق في الحب بينكم...انتو كلكم عندي زى بعض...بالذات انتي واختك ولذلك انا كان نفسي فيكي بالذات تبقي مرات شادي.
همس باستهزاء وعنف
=اااه ...كان نفسك فيا انا بالذات اكون مرات شادي...اكون مرات الصايع...اللي مش عارفه تلميه...بس هقول ايه هو هيجيبه من برا...طالع لابوه.
اشمئزت ساميه من حديث همس حيث انها ذكرتها بغصون فهبت قائله بسرعه
=انتي اللي طلعتي لامك يا همس...مش شادي اللي طلع لابوه..شادي لو كان طلع لضياء...كان عمل فيكم حاجات تخليكم تندموا طول عمركم عليها.
خفضت همس رأسها ارضا لانها علمت بوقاحتها مع ساميه فتحدثت أسفه
=انا اسفه يا عمتي...سورى...اسفه يا ماما...مش حضرتك ماما برضه...انا والله قلت كده من غيرتي عليه...وديما شايفه فيه صورة عمو ضياء.
جلست ساميه وتحدثت بهدوء قائله
=لو هتفضلي شايفه صورة عمك ضياء في شادي طول عمرك...حطي في دماغك ان كمان شادي هيفضل شايف صورة غصون فيكي...
وضعت همس وجهها بين كفيها تبكي قائله
=عارفه ...ولذلك بحس كتير انه مش بيحبني...علشاني بنتها...وخصوصا بعمايلها معاكي ومع وديعه...وعلاقتها بوالده...بس اعمل ايه محدش بيختار اهله.
اخذتها ساميه بين احضانها تربت علي كتفها قائله بحنان
=اهله...وهو مين اهلك يا همس...مش انا برضه مامتك...يا هبله...شادي هو اللي جرى علي جدك وطلبك منه...احنا مش فرضناكي عليه.
ابتسمت همس بألأم قائله
=عارفه ان محدش فرضني عليه...بس كان نفسي ميستناش للاخر ...بعد كل الخطط والالعاب دي ...وبعدين يطلبني...ساعتها حسيت اني اخر مرحله في قطر حياته.
ساميه باندهاش
=قطر حياته...نهار اسوح...بت يا همس...انتي اتهبلتي...الظاهر قعدتك مع البت وديعه جابتلك لطف...قال قطر حياته قال...الواد لسه في ريعان شبابه.
ابتسمت همس وقالت
=سورى مش قصدي...بس برضه...مش هنسي...انه اول ما شاف الشيطانه خلود...انبهر بيها...فيها ايه زياده عني...ده انا قمر...بس هو اللي عينيه زايغه.
ساميه بخبث
=واللي عينيه زايغه نعمله ايه...اوعي تفقعيها له ...اموتك...ده ابني حبيبي برضه...همس يا حبيبتي ...الراجل مش بيحب الست الغيورة اوى.
انتبهت حواس همس لحديث ساميه وقالت
=والله الراجل مش بيعجبه كل الاحوال...لا الغيرة الزايده...ولا قله الاهتمام...عارفه لو كان بيغيرني بيها زى ما غيث بيعمل...كنت قلت ماشي.
قطبت ساميه جبينها وقالت
=هو غيث بيغاير قمر بخلود...مش معقول...غيث مش بتاع الحاجات دي...ذاتا مش باين حاجات من دي...حتي انا حاسه انه مش متقبل وجودها.
لوت همس شفتيها وقالت
=هي وديعه ما قالتمش قالت ليكي اللي حصل امبارح في اوضه المكتب...او اللي كان هيحصل...والله البت وديعه دي جدعه ...دي لولاها كانت قمر انهارت.
انتبهت ساميه لما تقوله همس واستفسرت قائله
=هي وصلت الانهيار...ووديعه كمان عارفه...انتو ايامكم سودا...كله الا قمر...وضحي كانت فين من الهبل ده...حسابكم عليا نفر نفر...وانتي سيبتيها كالعاده ولولا وديعه انقذتها؟
خافت همس من ادفاع ساميه وتوترت وارتبكت وقالت
=انا كنت همنعها تنزل المكتب...بس لقيت وديعه دخلتله...فقلت اكيد مش هيحصل حاجه بينه وبين خلود في وجود وديعه...وبعدين طنط ضحي سمعتها حاولت معاه كتير وهو مفيش فايده فيه.
جزت ساميه علي اسنانها من الغيظ وقالت
=بقا كده يا غيث ...ماااشي...مش فاهمه انت عايز توصل لايه مع البنت...مش مكفيك الحاله اللي وصلتلها قبل كده...ومانع بابا يدخل...لاا انا بقا اللي مش هسكت له المرة دي.
همس بتبرير لما حدث
=لا خلاص ...ما هو وديعه قالتله حاجه ...بس مش عارفه هي ايه...خليته لما قمر دخلت ...كان عمال يدلعها اخر دلع.حتي خلود كانت خارجه من المكتب وهتولع في نفسها.
تحدثت ساميه بانفعال قائله
=اه ماشي بنظام يطلع سابع سما...ويوم ما هتضايقه هينزلها سابع ارض...والله عال يا ست وديعه...بقيتي بتخبي عليا حاجات...اما وريتك مبقاش انا ساميه.
همس بابتسامه نصر قائله
=شفتي يا سمسمه...انا بحبك ازاي...وبقيت فتانه علشانك...علشانك هتبقي حماتي هقولك علي كل صغيرة وكبيرة بتحصل في القصر...
ابتسمت ساميه بسخريه وقالت
=وطبعا يا انسه همس...حضرتك عايزة المقابل...اني اشدلك ودان ابني شادي...واخليه ميجيش القصر الفترة دي...لغايه ما الشيطانه تنصرف.
ضحكت همس ضحكتها الرنانه وقالت
=ايوه بقا يا سمسمه...هو ده اللي انا عايزاه...والحمد لله اني مجتش ولقيته...والا كنا شبطنا في بعض...ومكنتش هعرف اخد حقي منه...
ابتسمت ساميه وقالت
=ماشي يا همس...اوعدك اني هربطه في رجل السرير...بس لو طلع من المصنع وفجأه جالكم بحجه يشوفك...ولا افرضي الشيطانه راحت المصنع.
برقت همس بعينيها وقالت
=..ساعتها هكون ريا اللي هتقتل خلود بالسكينه...وهو كمان هيتحاسب حساب الملكين...هعبيه في اكياس...وهتقروا عليه الفاتحه...ان شاء الله.
قهقهت ساميه من الضحك بسبب همس حتي ادمعت عينها ...حامده ربها انها وجدت هذه المجنونه التي تعشق ابنها بجنون.
بعد كلمات وديعه لغيث عن قمر وعن مبادراتها بالعلاج النفسي حتي تصبح له زوجه قولا وفعلا...انفجرت اساريره ..عازما امره ان يريها اياما وليالي معسوله بدون الاقتراب منها حتي تطلب هي وحدها القرب...ذات ليله من الليالي طلب منها ان تتجهز للسهرة معه...ارتدت كنزة ناصعه البياض بنصف كم...تصل الي بدايه خصرها وارتدت تحتها تنورة بيضاء واسعه مزركشه بالوان ربيعيه جميله ...فردت شعرها اللبرتقالي النارى ووضعت مكياجا خفيفا لها...وهبطت الي الاسفل لتجده ينتظرها في بهو القصر...حيث تقدم منها مقبلا يدها بعشق...متبطأ ذراعيه خارجين من باب القصر يفتح لها باب السيارة لتدلف وتجلس بجانبه...لينطلقا غافلين عن الاعين الغاضبه التي تنظر لهم من خلف ستار نافذتها ...متوعده لهم بفشل هذه العلاقه وتحطيم قلوبهم...توقف غيث في بسيارته في مكان خالي من الناس...يلف نفسه اليها...اخذها يديها في يده قائله بعشق
=اعمل فيكي انا ايه دلوقتي...بصراحه مش عايز اروح بيكي اي مكان عام...وفي نفس الوقت بتخنق لما بنكون في الاوضه سوا...بحس اننا محبوسين.
وضعت يدها علي وجهه قائله بحب
=طب ويا ترى الحبسه معايا حلوة ولا وحشه...انا عن نفسي عندي استعداد افضل طول العمر محبوسه معاك...واكون سجينه حبك...بس يا ترى انت زى كمان.
تنهد غيث بحرارة وقال
=زيك واكتر كمان...انتي مش سجينه حبي...انا اللي سجين حبك...وانتي احلي سجان شفته في حياتي...لدرجه اني مش عايز حد يشوفه غيرى.
فكت قمر حزام السيارة ونزلت الي الاسفل لتستشق الهواء قائله بسرور وسعاده
=انا كمان مش عايزة اشوف حد غيرك...نفسي اعيش في دنيا...يبقي انت وانا فيها بس...من غير ناس...ومن غير هموم ولا احزان...من غير ماضي.
جذبها الي احضانه بكل قوته وقال
=قلتلك انسي الماضي...او لما تيجي تفتكرى...افتكرى الحلو اللي فيه وبس...اللي هو انا...انا اللي هبقي الحاضر والمستقبل ليكي...اللي عمرك ما هتندمي عليه.
دمعت قمر وهي بين احضانه قائله
=انا عمرى ما هندم اني ارتبطت بيك في يوم من الايام...انا كنت هندم بجد لو ارتبطت بحد غيرك...انت جيت في الوقت المناسب يا غيث.
تنهد غيث بسعاده قائلا
=عارفه يا قمر لو كان جدك مكنش أمر اننا ننزل مصر...كنت هنزل من غير اذن...وكنت هخطفك ليله كتب كتابك...واللي يحصل يحصل.
حلقت قمر من سعادتها وخرجت من احضانه قائله
=يااااه ...للدرجه دي يا غيث...طب ياريت كان ده حصل...كان هيبقا احلي خطف حصلي في حياتي...هو صحيح في اوله كنت هبقي خايفه...بس بعدها كنت هفرح جدا.
ابتسم غيث وقال
=ربنا يفرحك ديما يا حبيبتي...بصي في مطعم انا اعرفه بتعامل معاه...هو مفيش عليه اقبال...باين كده اكله من لحم الحمير...بس مش مهم...اهم حاجه انه يكون فاضي...ايه رأيك؟
قمر بضحكتها الرنانه تقول
=لحم حمير...يا الهول...للدرجه دي ...علشان محدش يشوفني...هتأكلني لحم حمير...هو انا هينه عندك للدرجه دي...مكنتش عارفه انك بخيل يا غيثوو.
نظر لها غيث ببلاهه اصر مااسمه الذي نطق من بين شفتيها وبلع ريقه لاستدراك الموقف قائلا
=انتي قلتي ايه؟
ابتسمت قمر بخبث وقالت
=مكنتش اعرف انك بخيل.
جز غيث علي اسنانه قائلا
=كملي
ابتسمت قمر بمكر وقالت ببلاهه مصطنعه
=اكمل ايه...بس خلاص...انت هتنهب؟
جذبها غيث من خصرها وقال
=قمر والله لتقولي اسمي تاني
وضعت قمر راسها علي صدره وقالت

=غيث
قام بقرصها في كتفها حتي انها تأوهت وقال لها
لو مقولتيش كنتي بتقولي ايه هسيبك وهمشي.
ارتفعت بوجهها تقف علي اطراف اصابعه تقبله في وجهه بنعومه هامسه في اذنها قائله
=غيييثو.
تأوه غيث من هذه الكلمه وقال
=بس كفايه...انا غلطان...الحمد لله اننا في الشارع...مش عارف انتي عايزة تعملي فيا ايه...الظاهر الجوع خلاكي تخطرفي في اسمي...ارحميني ارجوكي انا ابويا ميت ويتيم
قهقهت قمر من الضحك وقالت
=تعرف ...انا كده شبعت...علشان انا حاولت اقول حاجه من جوه قلبي...شفت انا اطورت ازاي...ولسه...في خطوة في حياتي اخطيها بس...وهكون ملكك وللابد.
علم غيث انها تتحدث عن الطبيبه النفسيه ولا يعلم انها ستذهب الي طبيبه نسائيه...يا ترى لو علم بهذا الامر ماذا سيفعل بها...وهل سوف يعلم ام سيمر الموقف في كتمان وسريه
عوده للموقف الحالي
تنهد غيث بسعاده وقال
=يعني كده اقدر اقول...فاضل علي الحلو دقه...ماشي يا قمرى ...وانا مستني...اقولك...احنا ملحقناش نبقي مخطوبين...ايه رأيك انتي خطيبتي وانا خطيبك.؟
قفزت قمر علي اقدامها من السعاده وقالت
=هييييه...ايوةبقا...اخيرا حلمي اتحقق...وهبقي مخطوبه...بس هو في مخطوبين بيناموا في اوضه واحده...وعلي سرير واحد...بس هقولك مش مهم مش مهم اهم حاجه واحنا بره القصر نعيش اللحطه.
اقترب منها هامسا بعذوبه في اذنها قائله
=انا هعيشك مش بس لحطات...انا هعيشك عمر بحاله...في سعاده...لغايه ما تحني عليا...وتدوبيني في عشقك...اكتر ما انا دايب...انا بحبك اوى يا قمر.
همساته دغدغدت مشاعرها فتنحنحت قائله
=وانا كمان بحبك اوى يا غيثو...وعلي فكرة انا رجعت جوعت تاني...امرى لله وديني مطعم الحمير اللي قلت عليه...انا كمان مش عايزة اشوف حد
اخذها غيث مرة اخرى الي الاسيارة ليذهبا الي المطعم ليتناواوا العشاء في عشق ورومانسيه
بعد العشاء
ضحكت قمر وقالت
=بذمتك ده اكل حمير...ده اكل ملوكي...انا في حياتي ما أكلت اكل بالطريقه الجميله دي...احنا هنيجي هنا دايما...واوعي تقول لحد عليه.
ابتسم غيث وقال
=اطمني من الناحيه دي...انا في حاجات خاصه في حياتي...مبحبش حد يعرف عنها حاجه...حتي والداتي...اما انتي مقدرش اخبي عنك حاجه...قومي اغسلي ايدك يالا علشان نروح.
نهضت قمر وغسلت يدها وخرجت لتجد المطعم مظلما فيما عدا ضوء خفيف لامع يطل منه غيث متقدما اليها راكعا علي احدي ركبتيه يفتح بيده علبه قطيفه ليخرج منها خاتما جميلا وهو يقول
=انا زعلان من نفسي اوى ...اني ملبستش ليكي الخاتم بايدي...علشان كنت بمثل عليكي اني عبيط واهبل...بس خلاص جه وقته...الخاتم ده معايا من قبل ما اجي مصر...واصريت ما اعطيه لماما...علشان انا اللي اعطيهولك...واقولك اني بحبك اوى يا قمر.
قمر بصوت مبحوح من اثر السعاده كتمت انفاسها وقالت
=انا كمان بحبك اوى...بخاتم او من غير خاتم...ان حاسه اني سعادتي اكتملت بيك...ونفسي اكملك سعادتك...واوعدك انه هيحصل وفي اقرب وقت
ارتفع غيث ليضع الخاتم في اصبعها وهو يقبل يدها بحنان قائلا
=...انا قصدت احطه في الايد اليمين...لغايه ما يجي اليوم اللي تخليني فيه انقله للايد الشمال...وانتي اللي هتطلبي ده بنفسك...وعلي فكرة أنا مش مستعجل.
احتضنته قمر بسعاده وحب وعشق متملكه اياه بذراعيها عازمه امرها ان تحل امر الطبيبه النسائيه.
بعد ليله انقضت من العشق والحب بين غيث وقمر...نعمت بالنوم في احضانه مطمئنه هادئه...متأمله في غد مشرق حاملا لها الكثير من السعاده والهناء.. حيث كانت تنام وهي علي وعد بالذهاب الي الطبيبه النسائيه لمعرفه حالتها جيده.. متأمله في حديث عمتها وحديث وديعه...اما عن غيث كان قد دخل السرور الي قلبه منذ علمه بأنها سوف تتعالج نفسيا لاجله...حتي انه تناسي أمر خلود ومهمتها وخطتها معه...منتظرا اشارة واضحه من قمر ليبعث خلود الي المكان الذي جاءت منه ...ولكن قمر بالفترة الاخيرة لم تتطرق معه بالحديث عن خلود...يبدو انها تستنكر وجودها...وهذا ما يعجبه أكثر...لانه يحب قمر في قوتها وليس في ضعفها...لان ضعفها ينيهها...في صباح اليوم التالي استيقظا سويا...ليرتدي ملابسه ذاهبا الي المصنع...وهي استدعت وديعه واخبرته انها سوف تخرج معها للتسوق سويا..فاستنبط انه ما دام الامر متعلق بوديعه...اذن انهم سيتناقشون في الامور النفسيه...تمني ان يذهبا لحمزة ...ولكنه يعلم بذكاء قمر...التي لاحظت صداقهتهم منذ البدايه...وتأكدها ان حمزة مخزن اسرار لغيث...هاتفت قمر وديعه لتأتيها علي الفورلتأخذها قمر الي الطبيبه فاعتذرت منها وديعه نظرا لذهابها الي المصنع مع همس بعد علمهم بوجود خلود في المصنع...أيضا عندما ذهبت وديعه الي العياده انتبهت بعدم وجود حمزة بها فتيقنت أنه بالمصنع حيث توجد الشيطانه خلود...فاقتنعت بحديث همس بضرورة الذهاب الي المصنع معا ...وبالفعل تم الأمر
في المصنع
كان غيث يباشر علي الالات بالأسفل في حين جاء حمزة وصعد الي مكتبه ليتفاجئ بوجود خلود فدخل بمرح قائلا
=خلود عندنا...يا مرحبا ي مرحبا...نورتي المكتب يا خوخه...والله ليكي وحشه ي حجه...أنا عرفت غيث بعتلي ليه النهارده...أكيد علشان أحميه منك.
نظرت له خلود بخبث وعضت علي شفتيها السفليه ونهضت بتغنج وتقدمت منه تمسك بياقه قميصه قائله
=اخص عليك يا حمزيكا...للدرجه دي أنا بخوف...وغيث جايبك علشان تحميه مني...طب مخافش عليك مني يا حمزيكا...ده حتي انت مش مستقر عاطفيا.
وفي هذه اللحظه دلف شادي لكي يستلم توقيع غيث علي بعض أوذنات الصرف لتتسع حدقه عينيه وهو يشاهد هذا المنظر ليرمي بالملف علي سط المكتب وهو يتفحصهم قائلا
=مش مستقر عاطفيا يا حمزيكا؟...ليه ي أخويا؟...انت مش طلبت مني ايد البت وديعه وقعدت تقولي بحبها...وهموت لو متجوزتهاش...وديني لأفضحك.
ليدلف غيث وتتعالي ضحكاته قائلا
=وماله انت تفضحه...وأنا أفضحك وأقول علي المغازله اللي غازلتها لخلود أول أمبارح وهي خارجه من القصر...لما قلت ليها طيرى انتي قبل ما همس تيجي تطيرك.
لتدلف همس في هذه اللحظه ويبتلع شادي ريقه وهي تصفق بيدها وتستدير حول شادي قائلا وهي تميل علي أذنه
=انا احساسي ميخيبش أبدا...أنا قلتلك يا وديعه ان الاتنين دول هيقعوا في شباك الهانم...شفتي بعينك محدش قالك...واحده ما راح شغله علشان الهانم...والتاني مش بيقول الحق وبيكدب عليا .
نظرت وديعه الي حمزة الذي لطم علي خديه وكأنها مسكته بالجرم المشهود وقالت وصدرها يتعالي من ضيق التنفس
=انت مش بتحبني؟وعملت عمايلك علشان بس أوافق...وفي الأخر بتطلع تخوني...ليه؟ ...أنا عملتلك ايه...وبعدين ملقتش الا دي...ليه ان شاء الله.
تقدم حمزة منها قائلا
=لا مش ممكن تكوني انتي وديعه اللي حبتها..انتي بقيتي قمر النكديه...لا يا وديعه انتي عارفاني...ما هي خلود كانت قدامي في فرنسا...ومع ذلك عمرى ما فكرت أبص ليها.
تدخلت خلود بخبث قائله
=بقي كده يا حمزيكا...مكنش العشم...بس مالك يا ديعا...انتي صحيح قلبتي علي قمر كده ليه...سبحان الله من ساعه ما دخلتي عليا المكتب أنا وغيث وأنا بتخيلك قمر الزمان...وأصلا أنا بعزها أوى.
حاول شادي استعطاف همس قائلا
=همس ...أقسم بالله أنا ما عملت حاجه...ده غيث كان بيهزر معايا...علشان قلت لحمزة هفضحك...بس أنا والله ما عملت معاها حاجه...أنا بحبك والله يا همس.
رفع غيث حاجبيه ليغيظهم ويتنهد براحه قائلا
=متصدقيش يا همس...متتصوروش قد ايه فرحان فيكم كلكم...وانتو واقعيين في بعض...اشربوا شويه من اللي كنت بشوفوه مع قمرى...
اغتاظت همس من غيث وأرادت أن تضايقه قائله

=وهي فين قمرك يا سي غيث...دلوقتي بقت قمرك...الله يؤحم كنت من كام يوم هتعمل فيها ايه...لولا البت وديعه...بت يا وديعه انتي مش كنتي خارجه مع قمر النهارده هي خرجت لوحدها ولا ايه؟
ابتلعت وديعه ريقها وارتبكت قائله
=اااه...هي سبقتني ...وأنا قلتلها اني هخرج معاكي ونروح نقابلها...بس انتي شايفه...جينا اتلقينا ايه...حاجه كده تنسي الواحد اسمه...يالا.
هنا تمسك بها حمزة من يدها قائلا

=يالا فين...مفيش مرواح من هنا الا لما تثبت برائتي...المتهم برئ حتي تثبت ادانته...وأنا والنيعمه ما عملت حاجه ده هي اللي غرغرت بيا.
تعالت ضحكات خلود قائله
=حمزيكا صادق يا ديعا...أنا كنت بهزر معاه...علشان يبطل غلاثه معايا...وميدخلش في اللي ملوش فيه...وانتي كمان احذريني يا ديعا...
تضايق شادي من الأسلوب التي تحدثت به خلود مع وديعه وتهديدها الصريح لها فقال

=أختي مبتخافش من حد يا خلود هانم...ولو شايفه الغلط قدامها هتصلحه...حتي لو هتخسر حاجات كتيرة قصاده...وهمس خطيبتي كذلك.
شرد غيث في قمر وقال
=يعني وديعه مبتخافش...ولا همس كمان...أومال مين اللي ممكن يخاف من خلود...قمر مثلا...بس لو خافت منها ...هتستسلم ولا هتنتصر في الاخر.
ابتسمت همس بخبث ونظرت الي خلود بقسوة قائله
=هتنتصر طبعا يا غيث...كفايه انها ملكه متوجه علي عرش قلبك...وده من زمان...من أيام ما كنتو صغيرين...وبعدين احنا بنات الشريف برضه.
تذكرت وديعه أمر قمر وضرورة الذهاب الي القصر للاطمئنان عليها فتحدثت بلهفه قائله
=همس كده مش هينفع...احنا اتأخرنا علي قمر...بصوا احنا مش زعلانين منكم...بس هنحاسبكم ها..ومش هنعدي الليله دي مرور الكرام.
وأخذت همس ورحلت أما عن حمزة وشادي ظلا ينظرا في أثرهم ببلاهه جعلت خلود تتعالي ضحكاتها...أما عن غيث فقد كان شاردا بقمره وخروجها بمفردها...فهو يعلم جيدا انها لا تطيق الذهاب الي أي مكان بمفردها...فعزم أمره بالاتصال للاطمئنان عليها.
ذهبت وديعه وهمس الي القصر مع اندهاش همس من تصرفات وديعه واصرارها علي الرجوع الي القصر ...صعدت وديعه درجات السلم بسرعه ووصلت الي غرفه قمر تسألها بتوجس قائله
=هااا ياقمر...روحتي لدكتورة امراض نسا ...ولا نسيتي...الوقتي بيجرى...وبصراحه انتي مبقاش عندك وقت...وخايفه لخلود تكسبك.
تحدثت اليها قمر بدهاء حتي أنه أثاروانبهار وديعه بقوة قمر قائله
=بقا أنا تكسبي خلود...بصراحه بعد اللي حصل النهارده ...ومرواحي لدكتورة النسا....واني طلعت الحمد لله عذراء..وبعد موقف المكتب...انا اكتسحتها مش كسبتها وبس...دي كانت هتفرقع من الغيظ...لدرجه انها كان نفسها الارض تنشق وتبلعها.
كالعاده همس تتصنت علي الابواب لأنها تغير من علاقه قمر بوديعه...تعتبر أختها ملكيه خاصه ولا بد ان يكون اسرار قمر معها...ايضا تود ان تكون وديعه معها مثل ما قمر فبالنهايه هي اخت خطيبها.. من تسرع همس تدخلها في اي وقت لتخبر الذي أمامها انها كاانت تتصنت عليهم ...دلفت همس لتستفسر منهم قائله

=بقا كل ده يطلع منك يا قمر...يعني انتي كنتي عارفه انه هيعمل عليكي خطه علشان تنهارى...وبعتي البت وديعه علشان تدخلي في الوقت المناسب؟
ابتسمت قمر بخبث وقالت
=اومال كنتي عايزاني أدخل عليهم وهما في الوضع ده وأخسره...لا طبعا...ده انا مكنتش هنزل ابدا...لولا ان عرفت ان وديعه دخلت المكتب عليهم.
هنا دخل عليهم شخص خاطئ في وقت خاطئ الا وهي غصون وهي تسمعت لمحادثتهم من لحظه ما تحدثت قمر عن ذهابها الي الطبيبه النسائيه وتأكدها أنها عذراءولكن عندما {ات همس تصعد الدرج اختفت لتسمع الي بنتها وهي كيف تغلبت علي خلود...دلفت خصون تربع ذراعيها فوق صدرها تتمايل في حركتها تسأل قمر بمكر قائله
=مكنتش اعرف ان وديعه دورها فعال كده...ويا ترى بقا يا وديعه...انتي اللي قولتي لصحبتك عن دكتورة نسا كويسه...علشان تطمن ان كانت عذراء ولا لا.
حدقت قمر في غصون وصمتت وابتلعت ريقها هاتفه بتوتر
=ايه اللي انتي بتقوليه ده ياماما...دكتورة ايه وكلام فارغ ايه...وبعدين مش يمكن اكون حامل...وعايزة اروحلها علشان أتأكد ...ولا هو حضرتك لازم تتهميني وخلاص.
ضحكت غصون بسخريه وقالت
=اتهمك...اتهمك انك مخلتيش غيث يقربلك لغايه دلوقتي...علشان شاكه ان شادي اغتصبك...ولا اتهمك انك بتكذبي علي جوزك وخليتي وديعه تفهمه انك راحه لدكتورة نفسيه؟
كان الباب مواربا وجاءت ساميه لتطمئن علي قمر لتدلف تهتف بحيرة قائله
=ايه اللي انتي بتقوليه ده يا غصون ...ووديعه مالها ومال الكلام ده...وبعدين انا ميت مرة قلت الموضوع ده يتقفل...وشادي ابني معملش حاجه في قمر.
ابتسمت غصون بسخريه وقالت
=والله يا ساميه يا حبيبتي انا متأكده ان ابنك لا يجرأو يعمل حاجه في بناتي...بس هنقول ايه للهبله اللي كانت متأكده من كده...ولا بنتك المصون راحت تدورلها علي دكتوة امراض نسا.
جلست ساميه تتمالك اعصابها ثم نظرت لقمر ووديعه بلوم قائله
=بنتي انا هعرف احاسبها كويس...اما انتي يا قمر...احمدي ربنا ان غيث معرفش ..لان غيث لو عرف بالكلام ده ...صدقيني مش هيسامحك لانك كده بتفضحيه.
نظرت قمر الي ساميه بأسف ثم تحدثت بحزن قائله
=انا كل الليعملته ده...علشان احافظ علي غيث...كان لازم اتأكد يا عمتي...علشان ابقي عايشه مرتاحه...مش مقصرة في حقه...مش احسن ما تأخده خلود مني.
ردت عليها ساميه بحنق قائله
=انتي لو خايفه انها تأخده منك...يبقي من الافضل تتنازلي انتي عنه...ليها او لغيرها...لان غيث مش بيحب الضعف...غيث عايز واحده قويه مبتخافش زى خلود.
هزت غصون رأسها باستمتاع قائله
=يبقي حلال عليها خلود...بصراحه ياريتها كانت واحده من بناتي...بدل ما انا مخلفه بنات عرر...كسرين نفسهم ونفسي...يالا هنقول ايه وقال ايه راحت لدكتورة امراض نسا اطمنت وعرفت انها عذراء ...ايكش يولع...هو يطول اصلا يلمسك...الحمد لله انه لسه ملمسكيش...انا لو منك اطلق منه واتجوز سيد سيده وانا لسه بورقتي السوليفان.
اتسعت حدقه عين قمر بصدمه كيف لامها ان تتفوه بهذه الجمل والعبارات ...جمل تحمل الكرة والبغض والسخط عليها وعلي عشقها لتشيح بوجهها الي الجانب الاخر لتجد غيث واقفا امام باب غرفتهم متسمعا لكل حديثهم متربص لها كالذئب...لتشهق لينتبه الجميع علي وجوده امامهم...ليأمرهم جميعا بالخروج ...ليخرجوا مخفضين رؤوسهم متوترين خوفا علي قمر...فيما عادا غصون التي خرجت وعي رافعه رأسها تنظر اليه بتشفي واستمتاع وانتظار لما هو ات...اغلق غيث الباب بكل هدوء وتوجه اليها وهي ترجع الي الخلف لتصدم بالفراش تصعد عليه بخوف منتظرة عقابها.
خارج غرفتهم كانت ساميه تموت من القلق علي قمر ...خاصه بعد سماع غيث لحديثهم...ولكلمات غصون اللاذعه...اما عن غصون ...جلست جلسه لا مباليه...وكأنها كانت تنتظر قدوم غيث ليعلم ما تنوى فعله قمر...ليزيد الجفاء بينهم...وينفصلا...بدون الحاجه الي تدخل حازم بالنصف...همس كانت بعالم أخر كله اضطراب...يدور بذهنها تصميم قمر علي الذهاب الي الطبيبه النسائيه...وتتساءل لما قمر كانت مصرة علي هذا الامر.. ...الهذا الحد شادي شخص يريد الايقاع بها...لكي يستميلها ويأخذ ثروتها...اما عن وديعه فكانت تنظر الي ساميه بتوجس متوقعه انه بين الحين والاخر سوف تنقض عليها لمحاسبتها علي اخفاء أمر قمر عليها...وبالفعل انتفضت ساميه ولكن ليس لمهاجمه وديعه انما لمهاجمه غصون قائله
=ارتاحتي يا ست غصون...عجبك الحال...مبسوطه دلوقتي...انا نفسي أعرف انتي أم انتي...استحاله...في أم تخرب حياة بنتها...وهي اساسا السبب في الشكوك اللي في قلب بنتها.
نظرت اليها غصون باستهزاء وقالت
=انا السبب...انتي بتتهميني يا ساميه...كل ده علشان تدارى علي حبيب القلب ضياء وابنك شادي...بس معلش انا اللي غلطانه...انا اللي سلمتهم رقبه بنتي.
نهضت همس تهتف بذعر قائله
=بتقولي ايه ياماما...انتي اللي سلمتيهم رقبه قمر...ليه يا ماما...ليه ...انتي كده دمرتيها...وكل ده علشان ايه علشان الثروة...ملعون ابو الثروة التي تخلي ام تبيع بنتها بالشكل ده.
ربتت وديعه علي ظهر همس قائله
=اهدي يا همس...مش كده ارجوك...كفايه قمر واللي هي فيه...مش هتبقي انتي كمان...وان كان علي شادي...احنا كنا متأكدين انه معملش حاجه..
جزت ساميه علي اسنانها عند سماعها صوت وديعه وردت بغيظ قائله
=انتي بالذات تخرصي خالص...حسابي معاكي لما نرجع البيت...عاملالي فيها مرشده نفسيه...وانتي هبله زى اللي خلفك...جيتي تكحليها عمتيها.
عوده الي غرفه قمر وغيث ظلت قرابه الساعه تنتظر بدئه بالحديث ولكن كان الصمت محور المكان ...فنهضت من علي الفراش وتوجهت اليها وهو جالس علي الاريكه لتجلس هي علي عقبيها تمسك يده برقه التي سرعان ما ازاح يده عنها لتفهم غضبه وتقول بصوت مبحوح
=غيث...انا عارفه اني غلطت...بس اللي بيغلط بيبقي له اسباب...وانا اسبابي واضحه وانت عارفها كويس...فعلشان خاطرى متزعلش مني.
غيث بجمود وبرود
=علشان خاطرك ليه...هو حضرتك عيله صغيرة وبتعملي اخطاء...ومنتظرة ان ابوكي يسامحك...اسفه يا قمر هانم انا مش ابوكي...ابوكي مات.
اغمضت قمر عينها بمرارة وتحدثت بصوت ضعيف قائله
=عندك حق...انا والدي مات...وماتت معاه كل حاجه...ماتت معاه الام...والحب...والاخوة...والصداقه...فأعتقد مفيش حاجه تانيه ابقي عليها.
غيث بصوت وبحديث حاد كالسكين قال
=انا كمان معنتش هبقي عليكي...هتصرف معاكي من هنا ورايح علي انك زوجه بالاسم وبس...بس ياريت يا زوجه يا محترمه...تبقي تحافظى علي اسرارك الزوجيه.
نظرت له قمر نظرة لوم وعتاب وقالت
=حاضر يا غيث بيه...هحافظ علي اسرارى الزوجيه...بس عايزة اقولك علي حاجه...انت السبب في الحل اللي وصلتله ده...عارف ليه؟
غيث بصوت غاضب مرتفع
=عارف...طبعا هتقولي وهتتهميني نفس الاتهام...اني جايب خلود هنا علشان اغايرك بيها...طب اسمعيني بقا يا قمر...انتي صح وشكك في محله...واعتبرى خلود أمر واقع بينا.
اتسعت حدقه عينيها من الغضب وتحدثت بعصبيه قائله
=يعني ايه خلود امر واقع ما بينا...يعني هتتجوزها...ومين اللي هيسمحلك بكده...انت لو عايز بجد تتجوزها.. يبقا ورقه طلاقي توصلني.
غيث باصرار
=طلاق مش هطلق...واعلي ما في خيلك اركبيه...ولو علي الجواز من خلود...انا كان ممكن ببساطه اتمم جوازى بيها قبل ما انزل مصر.
هتفت قمر بقوة وقالت
=ومتجوزتهاش ليه...علي الاقل كنت انا ارتاحت من العذاب اللي انا فيه دلوقتي...لكن انت قلت تضحك عليا وتتجوزني اول...ولما تزهق تجيبها تكمل بيها حياتك.
هز غيث رأسه بغضب قائلا
=ازهق منك...تعرفي يا قمر في راجل بتزهق من الست بتاعته لما يطولها.. لكن بصراحه انتي نجحتي تزهقيني فيكي من قبل ما ألمسك...
تنهدت قمر وقالت

=كل ده علشان روحت لدكتورة نسا اطمن علي نفسي...انتي ليه مضايق من موضوع مرواحي ده علي الأقل اتأكدت بنفسي بدل العذاب اللي انا كنت عايشه فيه ده.
وضع يده علي رأسه بعصبيه ليقول
=عذاب عذاب عذاب...انتي اللي مصرة تعذبي نفسك وتعذبيني معاكي...قلتلك ميت مرة مش هتفرق معايا...انا اتجوزتك وانا عارف باللي حصلك.
تنهدت قمر وقالت
=ياريتك ما عرضت عليا الجواز...وياريتني ما وافقت...انا لغايه دلوقتي بسأل نفسي ليه وافقت...بس انا معذورة كنت مفكراك اهبل...ومش هتدرك الموقف.
ابتلع غيث غصه في حلقه اصر نعتها اليه بالاهبل ونظر لها باستهزاء قائلا
=يعني انتي اتجوزتيني علشاني اهبل...مش علشان بتحبيني والكلام المعسول اللي كنتي بتقوليه من يومين...يعني مش كفايه انك بتخبي امور طلعتي كذابه كمان؟
اغمضت قمر عينيها بألم قائله
=انا مكذبتش عليك...انا فعلا بحبك من زمان...بس قدر موقفي...انا اضحك عليا واطعنت في ضهرى...ومن اقرب الناس ليا...تفتكر نفسيتي ممكن تكون عامله ازاي؟
هز رأسه لها بسخريه وقال
=نفسيتك...مفكرتيش بقا انا نفسيتي تبقا عامله ازاي لما العيله كلها تعرف انك روحتي تكشفي امراض نسا علشان تعرفي اذا كنتي عذراء ولا لا؟
قطبت جبينها وتسائلت قائله
=ايه يعني في الموضوع ده...محدش له حاجه عندي...ما اللي يفكر يفكر...طالما دي حاجه تخصني لوحدي...مش فاهمه انت نفسيتك تتعب ليه.
غيث بملل
=الفضيحه يا قمر...الفضيحه...لما تكوني متجوزاني بقالك شهور وسيادتك جايه تدورى اذا كنتي عذراء ولا لا...ده معناه اني مش طبيعي..
اتسعت حدقه عيونها بصدمه قائله
=لا...مستحيل حد يفكر في كده...لا عمتي ولا ماما ولا اختي...ولا حتي وديعه...وبعدين وديعه قالتلي علي دكتورة امراض نسا امينه ....
ربع غيث ذراعيه امام صدره قائلا بخبث
=الدكتورة ناديه حماد...استشاريه امراض النساء والتوليد والعقم...اللي أنا اتصلت بيها النهارده علي اساس اني بتصل بيكي علشانك وحشتيني ...واللي قالتلي ان حرمي المصون نسيت موبايلها علي سرير الكشف......
هزت قمر رأسها بذهول قائله باندهاش
=مش ممكن ...مستحيل...ازاي ده حصل...علشان كده انت جيت بدرى عن ميعادك النهارده...معني كده انك حتي لومسمعتش واحنا بنتكلم كنت عارف؟
تحدث بمرارة قائلا
=بالعكس من حسن حظى اني سمعتكم...انا جيت بدرى يا هانم من خوفي وقلقي عليكي...وخصوصا اني عارف انك قد ايه بتعاني كل شهر بنفس الميعاد ده.

اخفضت قمر وجهها خجلا منه تهتف بصوت ضعيف قائله
=ياريتها ما اتصلت بيا ...وياريتك ما جيت...ولا خوفت عليا...هو انا حظى كده يدوب مبلحقش افرح...لازم ما استغربش من حالي...لان انا سعادتي مبتكتملش.
لعن وسب ندبها المستمر في نفسه ثم ابتسم بسماجه قائلا
=بصي يا قمر...علشان نبقي واضحين مع بعض......خروج من القصر بدون اذن ممنوع...فاهماني...وان كان علي الموضوع اللي بتفكر فيه...انا يا ستي متنازل عن حقوقي الشرعيه منك...بس انفصال مفيش...
ابتسمت قمر ابتسامه باهته وقالت
=حاضر...انا كمان مش عايزة اروح في حته...ومش عايزة اشوف حد من برا القصر ولا من جوه...ولو انت حابب اني ارجع اوضتي معنديش مانع
حاول غيث تمالك نفسه من الغضب تاركا لها الغرفه بأكملها لتدلف عمتها للاطمئنان عليها لتتطلب من عمتها تركها بمفردها لانها لا ...تريد التحدث في اي شئ...محتارة في أمرها .
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق