روايةغفران هزمه العشق الفصل التاسع عشر والعشرون والحادي وعشرون بقلم نورا عبد العزيز
روايةغفران هزمه العشق الفصل التاسع عشر والعشرون والحادي وعشرون بقلم نورا عبد العزيز
رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل التاسع عشـــر ( 19 )
___ بعنــــوان " جميلتي الوردية " ___
ترجل "غفران" للأسفل بعد أن تركها فى حيرة لأتخاذ القرار الأنسب لها رغم أنه يعرف قرارها، وجد "عُمر" يقف أمام الدرج وعلى اليسار فى الصالون يجلس "جميل" بصحبة "قاسم" طفله الأصغر، تنحنح بهدوء ووصل للأسفل فأقترب "عُمر" منه وقال بلطف:-
_ أنا جبتهم زى ما حضرتك طلبت
أومأ إليه بنعم ثم قال بجدية:-
_ خلى الخدم يعملوا عصير وأدخل أقعد مع المأذون عشان ميزهقش
تقدم "غفران" إلى "جميل" الجالس فى هدوء منتظر على نار بفضول ظهور "غفران" ليعرف سبب طلبه لرؤيته مُدركًا ان الشيء الوحيد الذي يجعله يفعل ذلك هو ابنته "قُسم" ، تحدث "غفران" بنبرة هادئة جدًا:-
_ مُتأسف على التأخير
صافح "قاسم" وهكذا "جميل" ثم جلس على المقعد المقابل لهما فبدأ "جميل" الحديث بتعجل وقد فاض به الأمر ونفد صبره:-
_ خير طلبتني ليه؟
_ عرفت أن حضرتك بدور على قُسم من أمبارح وفى الحقيقة هى عندي أنا راجل صريح
قالها "غفران" بوضوح شديد فهز "جميل" رأسه بفهم وقال بعبوس حاد:-
_ يعنى بنتي فعلًا هربت من بيتي وجيت تستخبي عندك
تنحنح "غفران" بهدوء وهذه الفتاة التى يتحدث عنها بالسوء هى محبوبته فقال بجدية ملتمسٍ له العُذر كونه والدها:-
_ أحب أوضح لحضرتك من البداية أنها مهربتش من بيتك، انا أتصلت بيها لأنها أتاخرت فى الدفع
_دفع!!
قالها "قاسم" بعدم فهم ليُجيب "غفران" قائلًا:-
_اه ، أستاذ جميل أنا عرضت على بنت حضرتك أتحمل تكاليف العملية كاملة فى مقابل ....
_ فى مقابل تدرس لبنتك؟
قالها "جميل" بهدوء ليتحدث "غفران" بثقة أكبر:-
_ دا حقيقي، لكن أنا راجل دوغري، وأنا بحب بنتك وشاريها ويشهد ربنا أنى ملمحتش بالحُب دا ولا بصت ناحيتها بصة راجل لبنت ألا لما كانت لوحدها وكانت فسخت خطوبتها من ابن خالها، قُسم مضيت على عقد العملية مقابل أنها تدفع مليون جنيه
_ مليون جنيه؟! منين؟
قالها "جميل" بصدمة ألجمته ليقول "غفران" بلطف:-
_ مش عايزاهم، فداها كل مالى وأملاكي وصحتي بس تكون معايا ، أنا شاريها هى بس
_ وهى الأصول بتقول أنك تجيبني لحد عندك عشان تقولي أنك بتحب بنتي
قالها "جميل" بغطرس وحدة صارمة ليتابع "غفران" قائلًا:-
_ أنا عرضت عليها أجي لحد عندك وأطلبها رسمي منكقدام العالم كله وهى رفضت
_ عشان بنتي متربية، عشان بنتي متسرقش راجل من مراته وتهدم بيت واحدة تاني وتبني سعادتها على كسرة قلب بنت زيها
قالها "جميل" بفخر برفض أبنته ليتابع "غفران" الحديث بجدية:-
_ لا، قُسم رفضت عشان خاطرك أنت، عشان بتحب أهلها وخايفة عليكِ، قُسم بتحبني وانت عارف دا ويمكن دا اللى خلاكِ تحدد ميعاد فرحها من واحد هى كارهاه وحاول يعتدي عليها، بذمتك مش حرام تكون هى بتعمل كل حاجة عشانك وعشان بتحبك لدرجة أنها تمضي على مليون جنيه عشان تنقذك من الموت وأنت ترميها كدة
دمعت عيني "جميل" بحزن على ما يفعله بأبنته التى تحملت كل شيء لأجله ولأجل مرضه فعله كل شيء يمكنها فعله، تحدث "غفران" بلطف وترجي قائلًا:-
_ أرجوك، أنا لأول مرة فى حياتي أرجو حد، أنا دايمًا كلمتي أمر بس لأجل قُسم وسعادتها أنا راضي أنى أرجوك، بعد أذنك جوزلها وأنا أوعدك أعيشها سعيدة وملكة ولو يوم دمعة منها نزلت تعالي أضربني بنار أو خدوها مني
نظر "جميل" إلى "غفران" بصمت لا يعلم ماذا يفعل؟ وهذا الرجل تنازل عن الكبرياء والغرور لأجل ابنته فقط فسأله "جميل" بهدوء:-
_ بنتي فين؟
_ فوق، أنا جبتها بالقوة غصب عنها
قالها "غفران" بهدوء ثم تابع الكلمات بحنان:-
_ أنا مش هقولك جوزهالى عشان أى حاجة، لكن قُسم تستاهل أنك ترد حزء من اللى عملته ليك فى مرضك، وحضرتك تعرفها أكثر مني وتعرف أنها تستاهل تعيش فى حياة مبسوطة عن أنها تعيش تعيسة عمرها كله بسبب قرار منك بأنك تجوزها لراجل مبتحبهوش
_ وبنتك ومراتك اللى ذنبها اللى هيبقي فى رقبتي
قالها "جميل" بأسف وخوف ليقاطعه صوت "نورهان" التى أقتحمت القصر دون أذن تقول:-
_ مراته الخاينة هى اللى دمرت حياتها مش بنتك
وقف "غفران" من مكانه مُصدومٍ من دخول والدته وهكذا "جميل" الذي صُدم من كلماتها، لهذا السبب لم يبالي "غفران" بزواجه وحياته مع زوجته لأنها قامت بخيانته، أقتربت "نورهان" منهما وقالت بجدية:-
_ غفران مش هتلاقي أحسن منه لبنتكِ، غفران مراته خانته وصاينها عشان خاطر بنته ما بالك لما تكون بنتك حبيبته هيكرمها أزاى
_ إنتِ أي اللى جابك؟
قالها "غفران" بنبرة خافتة وعينيه تشتعل من النار لترمقه "نورهان" بهدوء وقالت:-
_ جيت عشان أباركلك على جوازك ، أنا دكتورة نورهان والدة غفران أتشرفت بحضرتك
_ أهلا وسهلا يا هانم
قالها "جميل" بلطف وعقله شاردًا فى حديث "غفران" عن "قُسم" وتذكر كلمات زوجته أمس عن إجبار فتاته على الزواج ليقول :-
_ قُسم فين؟
_ مقولتليش رأى حضرتك
قالها "غفران" بقلق من خسارتها وهو لأخر لحظة يسعى للزواج منها بطريقة طبيعية لطيفة حتى يُهدم شيء بينهما ويخسرها من جبروته حين يتزوجها بالإكراه فقال "جميل":-
_ أنا عايز بنتي، يا ريت تبعت تجبهالى ....
قاطعه صوت "قُسم" تقول بتلعثم:-
_ بابا
ألتف للصوت فوجد طفلته ترتدي فستان زفاف ولا تضع مساحيق تجميل من عجلتها وهى تسارع الوقت، حدقت بـ "قاسم" بدهشة وهو يقف أمامها هنا لتُدرك أن "غفران" زيف كل شيء حتى يتزوجها فقط، أقترب "جميل" من ابنته مُندهشٍ من رؤيتها بالأبيض وكانت جميلة حقًا وفاتنة، سأل بقلق:-
_ أى اللى لابساه دا؟
أستدارت "قُسم" إلى "غفران" بغضب سافر وقالت بعصبية:-
_ أنت هددته بأي هو كمان، خطفت بابا كمان وهو تعبان
_ غفران بيه طلبلك للجواز منى؟
قالها "جميل" بنبرة جادة فألتفت "قُسم" له بدهشة وقالت:-
_ وحضرتك وافقت، متوافقش أنا هتجوز اللى أنت أخترته أنا رأي من رأيك ومستحيل أكسرك أو أكون السبب أنك تنحني لحد أبدًا
حدقت بوجه طفلته البريء وعينيها الباكيتين فتبسم رغم أوجاعه على فتاته الجميلة وقال بلطف:-
_ أنا كمان مستحيل أغصبك على جوازة إنتِ مش عايزاها يا قُسم، إنتِ فرحتي الأولي
مسح دموعها بلطف ثم قبل جبينها وأخذها إلى خلف ظهره ثم قال:-
_ أنا موافق يا غفران أجوزك بنتي بس بالأصول، تدخل البيت من بابه وتطلبها وخطوبة وشبكة وفرح زى باقي البنات أنا بنتي زينة بنات الأرض
تبسم "غفران" بلطف وقال:-
_ موافق
دُهشت "قُسم" من قرار والدها ورغم غضبها من "غفران" وأفعاله لكنها شعرت بفرحة تغمرها بإلغاء زواجها من "حازم"، أقترب "غفران" منه بهدوء وقال:-
_ بس أنا ليا طلب عند حضرتك
_ أتفضل
قالها "جميل" بهدوء ليتابع "غفران" الحديث بثقة وعينيه تحدق بـ "قُسم" الواقفة خلف ظهر والدها :-
_ نكتب الكتاب دلوقت، بصراحة بنتك عنيدة وبتغير رأيها بسرعة
تبسم "جميل" على ابنته وقال بحدة:-
_ طالعة لأمها فى العناد
ضحكت "قُسم" على حديثهما وقالت بزمجرة:-
_بابا !!
_ نكتب الكتاب دلوقت والساعة سابعة بليل أكون عندك أطلبها منك قصاد الناس كلها ونلبس دبلة وحدد الفترة اللى تعجبك للخطوبة وميعاد الفرح ونعلن الجواز فى الفرح معنديش مانع
قالها "غفران" بهدوء فظل "جميل" صامتًا قليلًا يفكر فى حديث "غفران" ، رن هاتف "قاسم" برقم "حازم" فلم يجيب ليرسل له رسالة تحتوي على صورة "غفران" مع "قُسم" فى فرنسا ورسالة محتواها
( قول لأبوك لو مجوزنيش بنت الليلة أنا هفضحكم فى المنطقة كلها)
تحدث "جميل" بهدوء قائلًا:-
_ خلي كتب الكتاب بعد أسبوع حتى أكون خلصت موضوع حازم
أومأ "غفران" بنعم رغم عدم موافقته على التأجيل فقال:-
_ مفيش مانع زى ما حضرتك تحب
_ جوزهاله يا بابا
قالها "قاسم" فنظر الجميع إليه لتقول "قُسم" بضيق من حديث أخيها:-
_ أنا عارفة أنك عايز تخلص منى بس مش لدرجتي مش مستحمل أسبوع
أقترب "قاسم" من والده وأعطاه الهاتف ليري رسالة "حازم" مما جعله يُصدم من هذا الرجل، غفر له محاولة أعتداءه على ابنته والآن يسعى لفضحها أمام الجميع فأهتز جسده بتعب ليمسك "غفران" بيده وجعله يجلس على الأريكة وجلست "قُسم" بجواره بقلق تقول:-
_ بابا أنت كويس؟
_ الندل الخسيس
قالها "جميل" فلم يفهم "غفران" الأمر فأشار إلى "عُمر" حتى يُصرف والدته بالقوة وقال بهدوء:-
_ فهمني فى أي؟
أعطاه الهاتف ليرى الرسالة مما جعل "غفران" عاجزًا عن فهم أى شيء وعينيه لا تميز سوى قُسم" حتى نفسه عاجزًا عن التعرف عليه ، وقفت "قُسم" بقلق ونظرت فى الهاتف لتتحدث بغضب سافر قائلة:-
_ هو حازم صورنا فى فرنسا
أدرك أن هذه الصور لـ "قُسم" معه، وقرأت كلماته مما جعله كالبركان الذي أشتعل من الغضب بسبب هذا الرجل وقد وصل لنهاية الأمر معه لُيغلق قبضته بأحكام و"جميل" يقول:-
_ أخرتها أتفضح على أيد كلب زيه
جلس "غفران" بجانبه وقال:-
_ جوزهالي، جوزهالى وبعدها قُسم مراتي وهو ميقدرش يقف قصادي ولا هيعرف يطلب أنه يتجوزها
نظر "جميل" إليه وهو يضع يده على قلبه ثم إلى ابنته الواقفة خلفه خائفة من القادم وقد تحملت الكثير ويكفي ما مرت به لأجلهم فقال بهدوء:-
_ خلي بالك منها، أنا معنديش أغلي منها وكل اللى عندك دا ميساوش حاجة قصادها فى نظرى
_ ولا كنوز الدنيا كلها تساوي حاجة فى نظري قصاد قُسم ويشهد على فى اللى ليها ربنا
قالها "غفران" بنبرة دافئة ليهز رأسه له موافقًا على الزواج، أشار "غفران" إلى "عُمر" ليحضر المأذون من المكتب ويضع يده فى يد والدها وبدأ المأذون فى عقد قرآنهما وعينيه لا تفارق "قُسم" التى تقف هناك قربه خائفة وعقلها يتذكر "حازم" الذي تجرأ على فعل الكثير معها والآن يسعى لدهس شرفها فقط من أجل الزواج، رفع المأذون المنديل مباركًا لهما ثم غادر فوقف "غفران" أمامها وقال بنبرة هادئة ودافئة:-
_ مبروك يا عروسة
_ أنا خايفة
قالتها "قُسم" بنبرة خافتة حتى لا يسمعها والدها ليبتسم "غفران" عليها ووضع قبلة على جبينها بلطف وقال:-
_ إنتِ دلوقت مراتي، مرات غفران الحديدي ، كلمة خايفة دى متطلعش منك تاني أبدًا، دوسي فى الدنيا وإنتِ مطمنة أني فى ضهرك
وقف "جميل" من مكانه وقال بهدوء:-
_ يلا يا قُسم
_ عُمر معاهم توصلهم للبيت وترجع
قالها "غفران" بجدية ثم ألتف إلى "جميل" وقال:-
_ أنا سابعة بالظبط هكون عند حضرتك
أومأ إليه بنعم وصعدت "قُسم تبدل ملابسها ثم غادرت مع والدها و"عُمر" ......
_________________________
[[ شقة أنس ]]
وصل "أنس" إلى الشقة لتركض إليه "ملك" بسعادة تعانقه بأشتياق وقد مر وقت طويل على رؤيتها له، ظلت مُتشبثة بعنقه بقوة وهو يضمها بأستماتة حتى بات يعتصر عظامها بين ذراعيه ويتمتم بحُب:-
_ وحشتيني، وحشتيني أوى يا ملوكة
_ أنت أكتر يا حبيبي
قالتها بحُب شديد ليتركها حتى يتأمل وجهها وعينيها الجميلتين التى أشتاق إليها وأخذ يدها فى يده وهو يقول:-
_ الشقة عجبتك؟
_اه أحسن من التانية جدًا وحيوية والعفش جميل أوي المهندسة فرشتها حلو أوى تعال افرجك عليها
قالتها بحماس ليوقف قدميه دون حرك فنظر إليه بدهشة وقالت:-
_ أي
_ أنا عايز أضمك بس يا ملك، مش عايز أعمل أى حاجة تانية ولا قادر أعمل أى حاجة تانية غير أنى أشم رائحتك بس
قالها بشغف مُشتاقًا لزوجته التى تغيب عنها كثيرًا بسبب "تيا" ، جلس على الأريكة وهى جواره يتحدثان كثيرًا فقال:-
_ شغلتي الرقم الجديد
_اه والتاني رجعته لـ محمود زى ما قالي
قالتها بلطف ليؤمأ إليها بنعم فقال بحزم:-
_ وأنا كمان شغلت التليفون التاني وعلى طول فى العربية، شوية بس لحد ما تيا تبطل تدور وتتعب
_ ماشي يا حبيبي
قالتها "ملك" بلطف ليخرج من جيبه علبة زرقاء مستطيلة وقال بحنان:-
_ شوفي جبتلكِ اى؟
فتحت العلبة لتجد بها قلادة من الألماس بها حجر أزرق ناعمة ورقيقة فقالت بأنبهار وإعجاب:-
_ الله يا أنس، جميلة أوى يا حبيبي ، تعيش وتجبلي
أخذها من العلبة ليضعها فى عنقها وهو يقول:-
_ تعيشي وتلبسي يا روحي
أستدارت إليه لكي يضع القلادة فى عنقها ورفعت شعرها جانبًا ونبضات قلبها تتسارع بحماس وفرحة من أهتمامه بها ومحاولات الدائمة فى أسعادها رغم لقاءاتهما القليلة لكنه فى كل لقاء يجعلها كالحورية فى الجنة لا تعرف سوى السعادة والحُب فقط، شعرت بشفتيه تقبل عنقها لتنتفض بسعادة وبدأت يديه تتسلل حول خصرها لتغمض عينيها بأستسلام لقشعريرتها وشعورها الدافئة معه وجنبه........
_________________________
وصلت "قسم" مع والدها إلى شقتها لتعانق والدتها بقوة التى بدأت تربت عليها بحنان فقال "قاسم" بقلق:-
_ هنعمل أي؟
نظر الجميع له فقال "جميل" بجدية صارمة ولا يبالي بشيء:-
_ هنعمل أي يعني، أختك هتدخل مع أمك يجهزوا غداء للناس اللى جاية وبعدها أختك تجهز
صرخت "صفية" بانفعال شديد معترضة على هذا الزواج:-
_ برضو يا جميل، برضو هتجوزها لحازم غصب عنها
ربتت "قُسم" علي كتفها حتى تحد من حدتها لتصرخ مُنفعلة بها:-
_ متغمزنيش سيبني اقوله الحقيقة ، ما أنا مش هستني أشوفك تعيسة طول حياتك مع جحش زيه
_ ماما قُسم أتجوزت غفران بيه
قالها "قاسم" يقاطع والدته فنظر الجميع إليه ليتابع الحديث بمرح:-
_ أي ما هى مش صابرة أننا نمهدلها الموضوع، حطه خبط لزق أحسن
_ مين اللى أتجوزت؟ اتجوزت مين؟ أنت بتقول أي
سألت "صفية" بعدم أستيعاب فجلس "جميل" يشرح لها الأمر مع أولاده ورغبة "غفران" فى الزواج من ابنته وتهديد "حازم" فنظرت "صفية" إلى ابنتها وقالت:-
_ أتجوزتي من غيري؟
تحدث "جميل" بهدوء يحسم الأمر وينهي الحديث بهذا الموضوع:-
_ أنا اللى جوزتها، خلى جوزها يقف له عشان يبقي يعمل راجل عليها ويجي يهددني دلوقت، وبعدين من غيرك أي يا أم قاسم، ما هو جاي النهار دا يطلبها مننا وأعملى الخطوبة اللى تريحك
ضربت يديها ببعضهما بحيرة وقالت:-
_ واحد عايش فى قصر وهيأخدها تعيش معاه ومش عايز مننا أى جهاز وكتب كتابه عليها ، أقعدها معايا ليا وأعمل خطوبة ليه؟ أديهاله ربنا يسعدها
_ ولو أنا برضو لازم أعمل فترة خطوبة لناس تفكر حاجة ، الناس كلامها وحش وهيفهموا الجوازة المستعجلة غلط على الأقل نخلي الخطوبة ستة شهور ولا أى رأيك يا قُسم
قالها بجدية فنظرت إلى والدها بهدوء وقالت:-
_ اللى تشوفه حضرتك يا بابا
أومأ إليها بنعم ثم وقف من مكانه يقول:-
_ يبقي على خير الله، أنا هدخل أنام شوية وأنتوا جهزوا غداء للضيوف وأنت يا زفت أدخل ذاكر وإياك تنزل تلعب كورة
أومأ إليه بنعم ليدخل إلى غرفته....
_________________________
[[ قصـــر اللؤلؤ ]]
لم يمرر "غفران" دخول والدته القصر دون أذن فأقتحم قصرها بالقوة بعد أن ضرب رجل الأمن الذي حاول منعه فوجد والدته على السفرة تتناول الغداء ليصرخ بها مُنفعلًا:-
_ أوعي تفكرى أني ممكن أمرر دخولك لقصري بالطريقة دى بالساهل كدة
مسحت "نورهان" فمها بالمنشفة الصغيرة ووقفت من مكانها ببرود شديد ثم قالت:-
_ هتعمل أي يا غفران؟ هتضربني وتكومني على الأرض زيه
أشارت بيدها على الحارس ليكز على أسنانه بغضب سافر شديد وقال:-
_ متحاوليش تختبري صبري كتير يا دكتورة، حضرتك مش قد الحرب معايا ، وموضوعي مع كندا او قُسم ميخصكيش، أنا حياتي كلها متخصكيش ولا يحق لكِ التدخل فيها، أنا بحذركِ للمرة الأخرى أبعدي عن حياتي
دمعت عيني "نورهان" بخفة من كلماته ليلتف كي يغادر القصر فصرخت بألم غاضبة تاركة العنان لوجعها:-
_ هتفضل لحد أمتى تعاملني كدة، أنا أمكِ يا غفران طلعت أو نزلت أنا أمكِ ، مكانتش غلطة عملتها من 12 سنة هتفضل تعاقبني عليها لحد امتى
توقف عن السير وهو يعطيها ظهره بألم حين تحدثت عن الماضي الذي لم يمحي من ذاكرته حتى الآن وقال بوجع يجتاحه:-
_ مش كل الماضي بيتمحي، فى ماضي بيكون حاضرنا ومُستقبلنا واللى عملتيه لسه معلم جوايا، اللى اتكسر مش قادر حتى أصلحه رغم كل ما أملكه
غادر القصر غاضبًا وهى يسير فى الحديقة نحو قصره موجوعًا فسقطت على الأرض وهو يتذكر الماضي وبدأ يلهث بقوة ويضع يده على صدره فهرع إليه "عُمر" يأخذ بيده لأقرب مقعد وقال:-
_ حضرتك بخير؟
_ أنسي !! ، عايزاني أنسي أزاى وأنا بسببها بقيت أعمي
قالها بوجع ويديه تضغط على صدره من الوجع وعينيه تؤلم رأسه بقوة من ذكريات الماضي المسجون بداخله، تنهد "عُمر" بهدوء وقد فهم الأمر ليجلس بجواره وقال:-
_ يمكن لأنها متعرفش أن الغلطة اللى بتتكلم عنها طول الوقت خلت ابنها أعمي ومش قادر حتى يشوف وش بنته ولا وشها، هى بتتطلب السماح لأنها متعرفش أن أثر الغلطة دى لسه قائم وحضرتك بتعاني منه، أعتقد كونها أم لو عرفت أنها أتسببت فى مرضك هيكون الموت أهون عليها من الحياة ، أنها اللى أذيت ابنها
ظل يتنفس بصعوبة ويشعر بضغط أنفاسه كأنها تمزق صدره، جلس صامتًا بتعب حتى بدأت أنفاسها تعود لطبيعتها فقال بجدية:-
_ جهز العربية أنا هغير هدومي عشان نروح لقُسم
اومأ إليه بنعم ودلف إلى القصر فوجد "كندا" فى أنتظاره على الدرج جالسة حافية القدمين ، تجاهلها لكنها أوقفته بكلماته:-
_ برافو عليكِ، ضحكت عليها صح بدل ما كنت خاطفها وهتتجوزها بالقوة وتكسر أهلها، روحت جبت أبوها وطلبتها منه رسمي وخليه يقولك أتجوزها أنا موافق وبقيت فى نظرها بطل بتهتم بسعادتها، كون بطل معايا بقي وطلقني
حدق بها بعد أن وقفت أمامه بجراءة تطلب الإنفصال عنه بشجاعة فقال بدهشة:-
_ أطلقكِ !! ، جبتي الشجاعة دى منين عشان تطلبي الطلاق منى ولا هو اللى أديكي حبوب الشجاعة
لم تتمالك أعصابها وهو يضغط على جرحها أكثر ويتهمها فى شرفها فرفعت يدها كي تصفعه بجنون لكنه مسك يدها على اللحظة الأخيرة وقال:-
_ إنتِ واخدة حبوب الشجاعة بجد لدرجة أن عقلك المريض صورلك أنك ترفعي أيدك فى وشي بدل ما أنا اللى أعمل كدة
صفعها بقوة حتى سقطت على الدرج من قوة صفعته وخرجت من شهقة قوية من الألم فصرخ بغضب سافر بها قائلًا:-
_ بتنكشي على موتكِ يا كندا، ورحمة أبويا لأدفعك الثمن غالي بس لما أفضالك
تركها على الدرج مُنهارة من البكاء وصعد يستعد للذهاب إلى محبوبته.....
_______________________
وقفت "قُسم" أمام المرآة تضع القليل من مساحيق التجميل بعد أن أرتدت فستان وردي اللون وصففت شعرها على ظهرها ورفعته من الجانبين بدبابيس الشعر وتركت خصلتين على الجانبين من غرتها، أقتربت "ملك" منها بفضول شديد وقالت:-
_ بتحبيه؟
نظرت "قُسم" إليها وهى تضع أحمر الشفايف وأحمرت وجنتيها خجلًا لتقول "ملك" بلطف:-
_ الحُب مبيستغباش يا قُسم
جلست على الفراش بتنهيدة هادئة وتنظر إلى صديقتها بسعادة وعقلها يتذكر أيامها معه لتتحدث بسعادة:-
_ مرتاحة معاه يا ملك، مطمنة وأنا طول الوقت كنت خايفة وقلقانة من بكرة وشايلة المسئولية لكن مع غفران أنا مطمنة ومش شايلة هم أى حاجة فى الدنيا ولا عارفة يعنى أى مسئولية تتشل وتقطم ظهرى، غفران محسسني أنى بنت زى البنات أتخلقت عشان أتحب وأدلع وأتبسط، محسسني أنى أستاهل أنى حد يعافر عشاني وحد يعمل المستحيل عشان عايزنى معاه ويحبني ويدور أنا بحب اى ويعمله، مش حد يقولى روحي لصنايعي ولا شوفي تشطيب الشقة ، غفران محسسني بالآمان يا ملك، كنت فى بلد غريبة معرفش حد وتايهة وعاملة أعيط لكن كنت مُطمنة لأن غفران موجود وعارفة أنه جاي وهيدور عليا ، إحساس الأمان حلو أوى أول مرة أحسه
جلست "ملك" بجوارها بلطف وقالت:-
_ يبقي بتحبيه يا قُسم بتكابري ليه؟ قولي بحبه دا حقكِ
تبسمت "قُسم" بلطف فدق الباب بخفة ودلف "قاسم" يقول:-
_ الناس جم، تعالي يا قُسم لو خلصتي
أومأت إليه بنعم وتركت أحمر الشفايف من يدها وخرجت مع أخاها لتراه جالسًا مع "تيا" أخته و"عُمر"، وقف من مقعد فور رؤيتها وكانت جميلة جدًا فى اللون الوردي وعينيها التى رسمتهما بمستحضرات التجميل باتت أكثر جمالًا وسحرًا، أقترب من "تيا" أولا لتصافحها فتبسمت "تيا" بعفوية وقالت:-
_ أنا أخته
_ أهلا بيكِ
ألتفت "قُسم" نحوه بخجل شديد ليبتسم عليها فأمس كانت عنيدة وتصرخ به رافضة هذا الزواج والآن هى تقف أمامه زوجته وتخجل من رفع نظرها به ليصافحها برحب فأقتربت لتصافح "عُمر" لكن أخذ "غفران" يدها بغيرة تلتهم قلبه وقال بجدية:-
_ أنا بس
أومأت إليه بنعم وجلست جوار والدها ليبدأوا بالحديث العام حتى جاءت "صفية" تقول:-
_ العشاء جاهز أتفضلوا
وقف الجميع وتقدموا نحو السفرة لكن أوقفهما فى المنتصف دقات على الباب ليذهب "قاسم" يفتح ووجد "حازم" الذي دفعه بقوة ودلف فوقفت "قُسم" تلقائيًا خلف "غفران" بخوف من جنان هذا الرجل فوضع "غفران " يده فى جيبه بغرور ولا يبالي بشيء، رمقها "حازم" بغضب سافر وقال:-
_ ممكن تفهمني يا جوز عمتي اللى بيحصل؟ أعتقد انك أديتني كلمة أمبارح
أقترب "جميل" منه بغضب سافر من تهديده الصباحي وقال:-
_حصل لأني كنت شايفك راجل هديك بنتي لكن تهددني وتطلع ندل وواطي يبقي مالكش عندي غير الجزمة
مسكه "حازم" بغضب سافر من ملابسه دون أن يهتم لسنه أو صلة القرابة بينهما وقال بانفعال:-
_ لكن أديتها للى يدفع أكتر، أنت كدة بقيت راجل دفعلك كام عشان تبيعها له .....
قاطعه يده "غفران" التى مسكت يده يبعده عن "جميل" وقال بهدوء مُرعب ونبرة خشنة حادة:-
_ حذاري تنطق كلمة تانية عنها لأنك مش هتلحق تكملها
أبتلع لعابه من الخوف أمام "غفران" وهو يتذكر أخر مرة رآه فى الفندق كان سيقتله...........
يُتبــــــــع .....
رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل العشــــــرون ( 20 )
___ بعنــــوان " عنــــــــــــاد قلبيــن" ___
نظرت " قُسم" إلى "غفران" بإنبهار وهو جالسًا على السفرة يتناول الطعام مُحدثًا والدها فى الكثير، نبضات قلبها مُتسارعة عن المعتاد والتوتر جعل أطرافها ترتجف وما زالت لا تستوعب الأمر وأنه يجلس أمامها الآن وليس لخطبتها ،بل زوجًا لها فرفع "غفران" رأسه ببسمة خافتة فى وجه والدها ليُرى نظرة "قُسم" إليه مما جعلها تتنحنح خجلًا وتطأطأ رأسها للأسفل مُتحاشية النظر به، تبسم وهو يعلم أنها عنيدة لكنها تكن الحُب إليه ومهما نكرت الأمر عينيها تكذب هذا بلمعتها وبريق العشق الكامن بنظراتها، أنهوا تناول الطعام ودلف "غفران" مع "جميل" و"قاسم" إلى الصالون مُتحدثًا:-
_ أقعد يا عُمر، أنا إن شاء الله مش هرد لك كلمة يا عم جميل والفرح نخليه على نص السنة
_ والله ما هيفرق معايا هى كدة أو كدة بقت مراتك رسمي لكن كلام الناس وحش وأديك شوفت حازم ، أن أجي أقول أنها اتجوزت فى يوم وليلة هيبقي بنتي فيها حاجة
قالها "جميل" بنبرة جادة، هز "غفران" رأسه بالموافقة وقال بجدية:-
_ أنا هعمل كدة عشان راحتك، لكن أنا مراتي محدش يجرأ أنه يتكلم عليها كلمة واحدة أو يرفع عينيه فيها، قُسم مراتي وسامحني مش غرور منى لكن أنا مش أى حد عابر فى الشارع عشان الناس ترفع رأسهم فيه
دلفت "قُسم" إلى الصالون بصينية المشروبات لتسمع إلى حديثه فتبسمت بأريحية وقدمت له العصير، رفع "غفران" نظره بها ويدها ممدودة بكأس العصير نحوه وشرد بوجهها لقد تعب ومل من النظر لهؤلاء بوجههم الضبابية ويريد أن ينظر لها وحدها ما دامت هى الوجه الوحيد الذي يراه، تنحنح "جميل" بلطف من نظرتهما الطويلة بشرود أمام الجميع وقال:-
_ العصير يا قُسم
تنحنحت بحرج من والدها وانتبهت إلى نظرتهما لتقدم العصير إلى الجميع فقال "جميل" بلطف:-
_ لو عايز تتكلم معاها أدخلوا البلكونة هى مراتك
تنحنح "غفران" بهدوء وترك كوب العصير ثم خرج معها فوقفت فى البهو تقول:-
_ ثواني هجيب تليفوني من الأوضة، ممكن تدخل البلكونة وأنا هحصلك
دلفت إلى غرفتها تبحث عن الهاتف لتسمع صوته بتجاه الباب يقول بهدوء:-
_ أوضتك؟!
ألتفت إليه وأومأت بنعم فتقدم بخطواته إلى الداخل يتفحص غرفتها بنظراته وهى تنظر بوجهه، وصل أمامها ليحدق بها بشغف مُتأملًا ملامحها ثم قال:-
_ إنتِ جميلة أوى يا قُسم
طأطأت رأسها بخجل للأسفل حتى رأت يده تقترب من وجهها ليمسك ذقنها بأنامله ويرفع رأسها للأعلى فتسارعت نبضاتها بجنون من قُربه هكذا وبدأت أنفاسها تعلو شيئًا فشيءوتنتفض أمامه، لم يكن حال قلبه أقل منها فجن جنونه حقًا بوجودها ورؤيتها فنظر إلى عينيها شاردًا بجمالها الخلاب لتقول "قُسم" بنبرة خافتة من نظراته التى تلتهمها:-
_ غفران
_ عايز أضمك يا قُسم
قالها "غفران" بنبرة دافئة وعينيه تحدق بوجهها بشغف مُشتاقٍ إليها ويطلب أن يضُمها إلى صدره قبل أن يفعل وتغضب منه صارخة بوجهه فقالت بخجلًا:-
_ غفران
تسارعت نبضاته أكثر من لفظ أسمه من فمها فأخذ يدها بلطف حتى يتلاشي فجوة غضبها السريعة ورفعها بيده إلى صدره حتى أستقرت على قلبه لكي تشعر بنبضات هذا القلب السجين داخل قفصه الصدري لكنه صارخًا بجنون إليها، أنتفض جسدها بقشعريرة كهربائية باردة من شعورها بنبضات قلبه فسألت بتوتر وعقلها الصغير لا يُصدق أن هذا الرجل الجبلي ذو الشخصية الحادة والعقل المتمرد أحبها بهذا القدر:-
_ أنت حبتني أوى كدة؟
_ وألا مكنتش أتجوزت وأصرت على وجودك جنبي حتى لو بالغصب والقوة
رفعت رأسها عن قلبه إلى وجهه تحدق بعينيه العسليتين اللاتي تلمعن بقوة ببريق العشق وقبل قلبها بهذه اللحظة أن يسارع هذا القلب فى النبضات على من يجن جنونه أكثر بنيران الحُب المُلتهبة بداخلهما وأحمرت وجنتها أكثر ثم قالت بتلعثم:-
_ أمتى وأزاى؟ عملتها أزاى؟
لم يقبل بسماع شيء أخر منها هاربة من طلبه ليجذبها من ذراعها بقوة إلى صدره وطوقها بأحكام فحاولت مقاومته بعناد وهى تقول:-
_ غفران، أنا موافقتش ... يا غفران هتفعسني
لم يجيب بكلماته، بل أجاب برأسه التى أنحنت تجاه رأسها ليضعها فوقها مُستكين بآمان وسلام فى هذا العناق، توقفت عن مقاومتها ويدها التى تدفعه فى خصره للبُعد توقفت تمامًا عندما شعرت برأسه تدفن فى رأسها وأنفاسها الدافئة تضرب عنقها فهدأت تمامًا رغم أنها لم تبادله العناق لكنها قبلت بالهدوء بين ذراعيه، ظل يخفيها بين ذراعيها لدقائق ومغمض العينين حتى تحدث بهمس قرب أذنها دون أن يحرك ساكنًا:-
_ سامحينى يا قُسم، أنا أسف لو فكرت أجبرك على الجواز منى بس أنا عاشق وشوفت العشق جواكِ لكنك عنيدة وبتحبي اللى حواليكِ أكثر من نفسك
ظل لثواني صامتًا منتظر جوابها أو قبولها للإعتذار رغم أنه لأول مرة يعتذر من أحد لكن جوابها لم يكون كلمات ، بل شعر بيدها الصغيرة تتسلل خلف ظهره تبادله العناق وتتشبث بخصره بأحكام وكأن هذه المتمردة العنيدة أعلنت عن استسلامها أمامه هذه المرة، مسح على رأسها بدلال وهمس من جديد قائلًا:-
_أسف
رفعت رأسها إليه لتتقابل عيونهم فى نظرة طويلة وما زالت أياديهم مُتشثبة بالأخر كما هما، نظر بعينيها الخضراء ووجنتها الجميلة بهذا النمش البني الذي يزيدها جمالًا، تبسمت بلطف وقالت:-
_ مسامحاك، عارف ليه؟
حرك رأسه لليمين بلطف مُستفهمٍ عن الجواب لتتابع حديثها بعد ان خرجت من بين ذراعيه لتقف أمامه بخفة:-
_ عشان الحياة مش على طول سالكة أياك فى عواقب وفى مشاكل وكلنا بنغلط، أنت قصاد غلطة واحدة عملت كتير يا غفران، لولاك كان زمان حازم زى ما بيقوله حاطط رأسي فى الطين سوا فى فرنسا أو هنا، عشان أتجوزتني بجد بموافقة بابا وحاولت تعمل دا عشاني رغم أن كان ممكن تتمسك بالورقة العرفي وهبقي مراتك بالقوة، عشان وقفت جنبي فى عز ما كنت ضعيفة وحمتني ، أنت ليكِ رصيد كبير أوى جوايا يخليني أغفر وأعدي غلطة أنت نفسك صلحتها لما أتجوزتني رسمي وبرضو عشان تحميني من كلام الناس وغل حازم
تبسم "غفران" بلطف على كلماتها وقال بدلال:-
_ إنتِ تستاهلي أكثر من كدة يا قُسم... تعالي
أخذها للخارج حين الطاولة الصغيرة الموجودة قُرب الباب التى وضع عليها الهدايا التى جلبها معه، جلب لها صندوق هدايا مربع وقال:-
_ أفتحيه
نظرت للصندوق بحيرة وفضول ثم قالت:-
_ دا عشاني
أومأ إليها بنعم فرفعت يدها إلى أذنها تضع خصلات شعرها خلفها بحيرة والفضول يقتلها ماذا جلب لها بداخل هذا الصندوق فقالت بعفوية:-
_ شيكولاتات
ضحك "غفران" وهو ينقر رأسها بأصبعه على أهتماماتها البسيطة وقال:-
_ كل اللى همك بطنك، أفتحي ومتخمنيش
تنحنحت بحرج وأخذت الصندوق إلى الشرفة معه وجلسوا سويًا على المقاعد والطاولة البلاستيكية الدائرية بالمنتصف فقالت بحماس:-
_ بسم الله
فتحت الصندوق ووجدته مُعبأة بالكثير من الكرات الصغيرة الملونة التى تخفي ما بجعبته فقالت بعفوية وضحكة لطيفة:-
_ أي كل دا
وضعت يدها أولًا لتخرج من داخله علبة قطيفة مستطيلة بحجم كتاب زرقاء اللون فرفعت رأسها إلى "غفران" وقد خمنت ما بداخل هذه العلبة ربما شبكتها وكان تخمينها صحيح لكنه مبالغ جدًا عما توقعت فوجود عقد من الألماظ على شكل ثعبان وبريقه يخطف النظر لم تراه مثله من قبل فقالت:-
_ غفران، دا شكله غالي أوى... خد رجعه أنا مش عايزاه
أعطته العلبة بخوف فدهش من رد فعلها وهى ترفض هديةمثله ليقول:-
_ أي دا؟ دا شبكتك
هزت رأسها بلا وقالت بخوف:-
_ قصدك دا موتي، أنت مُتخيل أنى هنا فى المنطقة دى هعرف ألبس شبكة زى دى، ولا صحابي بكرة لما يعرفوا أنى أتخطبت أو أتجوزت ويجوا ويسألوني عن الشبكة هعرف أوريها لحد، دا أنا أتخطف بسببها ، لا رجعها أنا شبكتي دبلة وخاتمين من عند بتاع الذهب يوم ما تحب تعلي أوى تجبلى غوشتين ثلاثة لكن ألماظ لا
ضحك عليها وعلى قلبها البريء وعينيها التى لا ترى من المال شيء ثم قال:-
_ شيليه وأبقي ألبسي لما تجي القصر، يلا طلعي الباقي
عقدت ذراعيها أمام صدرها بخوف وقالت:-
_ لا طبعًا لما أول حاجة طلع دا الباقي هيكون أي، أنت تأخد البوكس دا ترجعه وتجيبلى بوكس شيكولاتات أنا بحب بطني
ضحك بقوة على تذمر وهو لا يصدق وعقله لا يستوعب نقاء هذه الفتاة وبدأ هذا العقل يقارن تلقائيًا بينها وبين "كندا" التى تعشق الألماظ والمظاهر، نظرت لضحكته التى تراها لأول مرة بإشراق وأدخلت يدها مرة أخرى إلى البوكس وأخرجت علبة صغيرة لتفتحها وكان بداخلها مفتاح سيارة لتقول:-
_ عربية!!
_ أظن دى ضرورى عشان تيجي القصر وتعرفي تيجي لأهلك هنا
تركته جانبًا ووضعت يدها مرة أخرى لتخرج عبلة أخرى وكان بها قلادة فنظرت إليه بغضب ثم قالت:-
_ أنت فلوسك كتير مش عارف توديها فين، سلسلة وعقد هو أنا عندي رقبتين ومثلًا هلبس فيهم
وقف من مكانه ويده تأخذ القلادة منها ليجلس على ركبتيه أرضًا جوارها مما أدهش "قُسم" وهو ينحني إليها فى حين أن الجميع من ينحنوا له من الخوف، تبسم وهو يقترب منها ويضع القلادة فى عنقها وعيني "قُسم" لا تفارق وجهه من الدهشة ونبضاتها لم تهدأ أبدًا ليقول وهو يغلق القفل:-
_ السلسلة دى متتقلعش من رقبتك أبدًا يا قُسم، دا طلبي الوحيد منك
هزت رأسها بنعم ليبعد يديه عن عنقها مُتأملًا قلادتها الجميلة ثم قال:-
_ جميلة
تبسمت بخفة إليه وبدأت تخرج باقية الهداية فكان هناك علبة ساعات بها ساعتين رجالى وحريمي لهما وزجاجة عطر فرنسية مما جعلها تبتسم بفرحة وهى تتلاقي كل هذه الهدايا، غادر "غفران" مع أخته و"عُمر" وقبل أن يصعد بالسيارة رأي "حازم" يقف أمام محله فأقترب منه وهو يعرفه من ملابسه ليقول بهدوء:-
_ نصيحة مني إياك ترفع عينيك فى قُسم لأنك مش قدي، أو خلي النصيحة أنك تتعب نفسك وتدخل على النت مثلًا وتسأل مين غفران الحديدي؟ دا لو مش عايز تتعب نفسك وتسأل الناس من قلب الواقع
_ دا تهديد
قالها "حازم" ببرود شديد ثم تابع بعناد ولا مبالاة:-
_ طب أسمع بقي، قُسم دى حبيبتي وخطيبتي من وهى فى اللفة، ولا أنت ولا الكون كله تعرفه تأخدوها مني وألا....
مسك "غفران" فك فمه يمنعه من ابقية الحديث بغضب سافر حين تحدث عن زوجته وعينيه يتطاير منها الشر ثم قال بتهديد صريح بلا خوف:-
_ وألا.... لا عاش ولا كان ولا لسه أتخلق على وجه الأرض اللى يهدد غفران الحديدي أو يتحداه، فوق لنفسك يالا أنت مجرد حشرة أفعسها بأشارة منى ... بلااش يا حلو تلعب فى عداد عمرك اللى قرب يوصل للنهاية وأسم قُسم ميجيش على لسانك مرة تانية وألا مش هتلحق تكمله
دفعه من وجهه بأشمئزاز وسار نحو السيارة وعيني "عُمر" تحدق بـ "حازم" واقفًا مُمسك بالباب الخلفي من أجل "غفران" حتى صعد بالسيارة، أغلق "عُمر" الباب ونظر إلى "حازم" بتحذير وعينيه ترسل رسالة واحدة ( ألا يلعب فى الجحيم وألا سيموت) ثم ألتف ليصعد إلى السيارة وأنطلقوا، مسك "حازم" وجهه بألم من قبضة "غفران" ثم قال:-
_ والله مبقاش حازم لو ما ندمت أنت وهى على اللى عملته وكل كلمة قُلتها ...
__________________________
[[ قصـــر اللؤلـــؤ ]]
دلفت "رزان" إلى غرفة "نورهان" لتراها جالسة على مقعدها شاردة وعينيها تبكي دون أن تشعر بتساقط دموعها من ألم الماضي وذكرياته..
____ عــودة للمـــاضي ____
خرجت "نورهان" من غرفتها غاضبة ونيران تحرق صدرها من خيانة زوجها، جمعت حقيبة ملابسها لكى تغادر القصر رافضة خيانته بعد أن رأته فى أحضان امرأة أخرى فوقف "غفران" أمامها شاب عمره 19 عامًا وقال:-
_ أهدئي يا أمى وهو لما يجي أنا هتكلم معاه ، بس أرجوكِ متمشيش
دفعته بقوة بعيدًا عنها بأشمئزاز وغضب سافر يحتلها كارهة زوجها وحتى أولادها كرهتهما ما داموا يحملون دماء هذا الخائن ، لم يبالى "غفران" بشيء سوى إنهيار والدته وكسرة قلبها فأقرتب مرة أخرى منها يحاول مساندتها وقال بهدوء بعد أن مسك يدها يربت عليها:-
_ أرجوكِ يا أمى، أنا ابنك وفى ضهرك وسندك خليكي واللى عايزاه أنا هعملهوك أنا مش صغير ، بس خليكي ولو عايزني أمحي البنت دى من على وش الأرض هعمل كدة بس عشان خاطر متبكيش متستاهلش دموعك
صرخت بوجهه بانفعال وكسرة قلب فُتت لإشلاء من الخيانة:-
_ كذب، أنتِ مش ابني، أنت أبنه دمه النجس بيجري فى دمك وأنا بكرهك ، أنت زيه هتعيش زيه ، مالكوش أمان واللى يثق فيكم هتغدروا بيه، بكرة أنت كمان تكسر قلب واحدة ما أنتوا صنف خاين ..... ورحمة امي لأدفعه الثمن غالي على خيانته ليا ... غور من وشي
دفعته بقوة دون أن تبالي بشيء ليسقط على الدرج حتى وصل للأسفل وأرتطمت مؤخرة رأسه بحافة الدرجة الرخامية بقوة وسالت الدماء بغزارة من رأسه مما أفزع "نورهان" وأخذت طفلها إلى المستشفي وأجري جراحة بالرأس ونتيجة أصابته ظل بالغيبوبة داخل المستشفي لمدة سنتين فاقدًا للوعي ...
فاقت "نورهان" من شرودها حين ربتت "رزان" على كتفها بلطف لتجفف دموعها بحرج وقالت:-
_ فى حاجة يا رزان؟
_ كنت بستأذن حضرتك عشان أمشي
قالتها بلطف ثم تابعت الحديث بجدية:-
_ بس واضح أن حضرتك مش بخير تحبي أفضل هنا؟
_ لا مفيش داعي ، روحي إنتِ
قالتها "نورهان" بهدوء لتغادر "رزان" فخرجت "نورهان" إلى الشرفة ووقع نظرها على سيارة "غفران" يترجل من سيارته فقالت:-
_ يكفيني أنك بخير قصادي
لم تكن تهتم لفجوة الباردة التى بينها وبين ابنها وكونه لم يسامحها على خطأها رغم مرور السنين وتكتفي بكونه سالمًا أمامها، لكنها كانت جاهلة كل الجهل أن ابنها يعاني من دفعتها حتى الآن وبفضلها لم يتمكن من رؤية أحد طيلة هذه السنوات وبات مريضًا بالعمي بفضل والدته ...
_______________________
أستيقظت "تيا" فجرًا بسبب ألم فى بطنها من الحمل فبدأت تنادي على زوجها تستنجد به:-
_ أنس... أنس
لم يكن بالجوار فلم يسمع صوتها واستغاثتها به، تحملت على نفسها وهى تأني من الوجع وتضع يدها أسفل بطنها من شدة الألم حتى وصلت إلى الأريكة التى به هاتفها وأتصلت على والدتها لكنها لم تجيب مرة وأخرى فلم يكن أمامها خيارًا سوى الأتصال بـ "غفران" ولم تتحمل أكثر وسقطت على الأرض بصرخة قوية سمعها "غفران" عبر الهاتف حين استقبل الأتصال ففزع وهو يقول:-
_ تيا .... تيا
لم يجد جوابًا بينما هى بدأت تلهث وتصرخ من الأرض وتتلوى بالأرض مما أفزع "غفران" أكثر وخرج ركضًا من غرفته إلى قصرها، دق الباب كثيرًا ولم يجد جواب من أحد فأمر رجاله بكسر الباب وبعدها صعد إلى غرفة أختاه ووجدها على الأرض ودماء كثيرة لوثت ملابسها فهرع نحوها يناديها:-
_ تيا ... تيا
حملها على ذراعيه وغادر بها إلى أقرب مُستشفي فوقف أمام الغرفة ينتظر الطبيب مع "عُمر" الذي قال مُقاطعًا قلقه :-
_ أنس جه
رفع رأسه إلى الأعلى ليراه يأتى نحوه ركضًا وهو يقول بقلق:-
_ حصل أي
مسكه "غفران" من ملابسه بقوة وضرب ظهره بالحائط بأندفاع وهو يقول:-
_ كنت فين؟ كنت فين ومراتك بتموت ها؟ تيا لو جرالها حاجة روحك مش هتكفي يا أنس لأنها متساوش حاجة قصاد تيا واللى فى بطنها
أقترب "عُمر" يمسك قبضته بهدوء وهمس فى أذنيه:-
_ مش وقت يا مسيو غفران، المهم نطمن على مدام تيا واللى فى بطنها
أحتدت عيني "غفران" وأقترب "خطوة" نحو "أنس" أرعبه أكثر وهو يقول:-
_ اللى فى بطنها لو جراله حاجة متلومنيش يا أنس، أنا أختى أستنيت الحمل دا سنين ولو خسرته بسبب إهمالك مش هيكون خير ليك أبدًا
دفعه بقوة وأبتعد عنه من الغيظ حتى خرج الطبيب ليخبرهما بما توقعه "غفران" حين رأي الدماء ليقول:-
_ أنا أسف جدًا بس الطفل كان ميت فى بطنها لما جت ، ومحتاجة عملية تنضيف ضرورى
أغمض "غفران" عينيه بغضب ممزوج بالحزن وأومأ إليه بنعم ثم نظر إلى "أنس" نظرة مُرعبة حتى يستعد للجحيم ودفع ثمن خسارة أخته.....
__________________________
نزلت "قُسم" صباحًا مع والدتها بعد أن علمت بما حدث إلى "تيا" وقالت بهدوء:-
_ والله مش عارفة يا ماما، هم لسه فى المستشفي... الاوبر شكله مجاش ولا أي؟
أقترب "صابر" منها رجل خمسيني مُرتدي بدلة رسمية وقال:-
_ أتفضلي يا فندم
نظرت "قُسم" إليه بتعجب وقالت:-
_ أنا شوفتك قبل كدة
_ صابر يا هانم السواق الخصوصي لحضرتك
قالها بهدوء مع بسمة لطيفة فنظرت "قُسم" إلى "صفية" بحيرة فأشار بيده على السيارة وكانت سيارة ضخمة تكفي لإغلاق الشارع كاملًا رباعية الدفع باللون الأحمر من ماركة بي أم دبليو لتصعد بالسيارة وهى مُندهشة من فخامتها وظلت تتفحصها من الداخل لتقول بفضول:-
_ معلش هى العربية دى اسمها أي
أجابها "صابر" أثناء قيادته :-
_ bmw x7
فتحت هاتفها وكتبت اسم السيارة على جوجل لتصرخ بذعر من سعرها المُذكور وكانت تفوق العشر ملايين فقالت بذعر:-
_ بقولك أي ، أقف على جنب أنا عايزة مياه ابلع اللى شوفته
أوقف السيارة جانبًا وترجل يجلب لها زجاجة مياه ليرن هاتفها باسم "غفران" فأجبت عليه قائلة:-
_ اهلا الفانوس السحري
عقد حاجبيه بأستغراب من كلماتها بينما هو جالسًا جوار "تيا" فى غرفة المستشفي حتى تستيقظ ليقول:-
_ فانوس أي
_ ما هو لما تجيبلي عربية بـ 10 مليون جنيه تبقي فانوس سحري
تبسم بخفة رغم تعبه وهو لم ينام من الأمس ثم قال:-
_ تعيشي وتركبي يا قُسم
تبسمت "قُسم" على كلماته اللطيفة وقالت:-
_ طب كنت تجيب عربية أى كلام عشان لما أخبطها متزعلش على الفلوس
ضحك وهو يمطي جسده من التعب ثم قال:-
_ تعيشي وتركبي وتخبطي كمان، فداكِ
نظرت إلى والدتها بخجل ثم قالت بجدية:-
_ أنا فى الطريق أنا وماما جايين لتيا
أومأ إليها بنعم وظل يتحدث معها طويلًا حتى وصلت إلى المستشفي وأغلقت معه الخط، صعدت إلى الأعلي حيث غرفة "تيا" فدلفت والدتها أولًا وهى بالخلف ليسحبها "غفران" من يدها إلى الغرفة المجاورة فقلت بتذمر:-
_ أنت بتعمل أي؟
أغلق باب الغرفة بتسلل كاللصوص وضمها إليه بقوة فدُهشت من فعلته وقالت بغيظ:-
_ غفران حد يشوفنا
_ إنتِ مراتي يا قُسم على سُنة الله ورسوله
قالها بلطف وهو يضغط عليها بقوة وكاد أن يعتصر عظامها بين ذراعيه لتُتمتم بتذمر:-
_ دا على الورق بس وقدام الناس أنت خطيبي لسه وكمان أوعي تفتكر أن جوازك منى هيخليك تقربلي زى ما تحب أوعي تنسي أن فى زوجة أولانية فى حياتك وأنا مش هكون مراتك رسمي ألا لما أتاكد أنك مش ظالمة ولا كاسرها بسببي
أبعد عنها بصدمة ألجمته وهى تمنع القُرب منه وتضع "كندا" عقبة بينهما فقال بجدية:-
_ إنتِ واعية بتقولي أي يا قُسم؟
_ بقول أنى مش هقبل أني اظلم حد ولا أكون سعيدة على حساب واحدة تانية، هى نفسها فى حياتك من قبلي
قالتها بجدية صارمة فمسكها من ذراعها بقوة غاضبًا ليحذبها نحوه حتى أرتطمت بصدره من قوته وأبتلعت لعابها خوفًا من نظراته المُرعبة ليقول:-
_ متتحدنيش يا قُسم ، أنا لو عاوزك تكوني مراتي حالًا هعمل كدة، وعلاقتي بكندا متخصكيش لا من قريب ولا من بعيد وإياكِ تدخلي فيها وألا هتخسري كل حاجة إنتِ فاهمة
دفعته بقوة رغم خوفها من نبرته ونظرته لكنها لا تبالي بشيء وقالت بعنادً وتحدٍ أكثر:-
_ أعلى ما خيلك أركبه، أنا مبتهددش ولا أنا اللى أكسر قلب واحدة زي، أنا مراتك زى ما هى مراتك يا تعاملنا إحنا الإثنين بالعدل وزي ما بتعاملنة بحنية تعاملها بحنية يا أما تكون نجوم السماء أقربلك من أني أكون مراتك ويبقي لك حق فيا
ظل صامتًا مصدومًا من كلماتها وعرضها الغليظ وهى تساوي نفسها بـ "كندا" وتطلب العدل بينهما، تمتم بضيق شديد:-
_ على راحتك يا قُسم بس متزعليش وأستحملى
مر من جوارها لكي يغادر الغرفة مما أدهش "قُسم" ولم تتوقع أن يغادر تاركها وحدها هنا، لطالما كان عنيدًا بها وكل ما يريده يفعله أم الآن سلك طريق الهجر وكأنه قرر أن يضعها مع "كندا" فى الجحيم بدلًا أن يخرج "كندا" إلى الجنة معها .......
يُتبــــــــــــــــــع .......
رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل الواحد والعشـــــــرون ( 21 )
___ بعنــــوان " جــريمـــة " ___
فتحت "تيا" عينيها بتعب شديد لتجد "نورهان" جوارها تتحدث فى الهاتف مندمجة فى عملها كعادتها وصوت ضجة من تجاه الباب فكانت "قُسم" ووالدتها جالستين بصحبة "أنس" و"رزان" جالسة تنتظر "نورهان"، تمتمت "تيا" بتعب وخمول من المخدر:-
_ ماما
أنتبهت "نورهان" لصوتها فأغلقت الهاتف بتعجل وقلق على طفلتها تقول:-
_ هكلمك تاني، تيا حمد الله على سلامتك يا حبيبتي
أخذت "تيا" نفس عميق من التعب وبدأت تستجمع أفكارها حول الأمس وتعبها وغياب "أنس" فسأل بذعر:-
_ ابني!!
تنهدت "نورهان" بهدوء شديد تقول:-
_ المهم صحتك يا تيا وإنكِ قومتي بالسلامة
_ابني جراله حاجة يا ماما؟
قالتها بحدة والخوف قد تملك منها كليًا بعد ما عانته من ألم أمس، فصمتت "نورهان" بوجه عابس من الحزن على فقد حفيدها لتنهار "تيا" من الحزن وقد أنتظارت سنتين؛ لترزق بهذا الطفل، سمع الجميع صراخها وبكاءها من الخارج على فقد طفلها ودلفوا إلى الغرفة ليجدوا "نورهان" تمسك يديها بخوف وتقول:-
_ أهدئي يا تيا، أهدئي... الدكتور يا رزان بسرعة
بدأت تمسح على رأسها بلطف وخوف مُنقبضة القلب على فتاتها الصغيرة ، صمتت "قُسم" بهدوء مُمسكة بيد والدتها من الحزن مُشفقة على حال هذه الفتاة، أقترب "أنس" منها بذعر يضمها إليه بوجع وعينيه تبكي على فقد طفله ويقول:-
_ أهدئي يا حبيبتي ، أهدئي ربنا هيعوضنا المهم إنتِ
تشبثت به بوجع وجهشت باكية بأنهيار أكثر وترتجف حزنًا مع ألم جسدها، لم تتحمل "قُسم" هذا المشهد وصوت الصراخ فخرجت من الغرفة إلى غرفة الاستقبال وجلست على الأريكة منكمشة فى ذاتها، دلف "غفران" بعد أن أخبره "عُمر" بيقظة أخته ليجد "قُسم" فى حالتها من الحزن فتلاشي النظر إليها بحدة غاضبًا منها لكن أوقفه صوتها الخافت تقول:-
_ غفران
ألتف إليها بصمت ليخرج "عُمر" تاركهما مُنتظر أمام الغرفة، وقفت "قُسم" تسير نحوه بينما هو ساكنًا محله لم يتفوه بكلمة أو يحرك أنش واحدة من جسده ليُصدم عندما ظلت تقترب حتي لفت ذراعيها حول خصره ووضعت رأسها على صدره، أتسعت عينيه على مصراعيها وتمتم بخفوت:-
_ أعتقد أن جوازنا على ورق بس
_ أمممم بس ثواني
قالتها بهدوء، كانت توافقه الرأى فى عنادها وحديثها السابق لكنها الآن بحاجة إلى عنقه وسماع صوت نبضاته، لم تغفو له عين من الأمس فأخذها من يدها إلى سيارته وصعد بالأريكة الخلفية ووضعت رأسه على قدمها وأغمض عينيه بتعب عاقدًا ذراعيه أمام صدره، أنتفض جسدها بدهشة ولم تتفوه بكلمة واحدة وظلت تحدق بوجهه ليدق قلبها بجنون لأجله وعقلها بدأ يتسائل عن حياتها القادمة وإذا كانت علاقته مع "كندا" مشروخة فهل ستظل هى عالقة فى البُعد عنه لأجل "كندا"، حاولت أن تفهم عنادها معه لكن كبريائها يمنعها من التنازل عن كلماتها فسألت بنبرة هادئة:-
_ غفران أنت نمت؟
_ لا
قالها بنبرة خافتة دون أن يفتح عينيه لتتابع سؤالها بجدية:-
_ مجبتش كندا معاك ليه تزور تيا؟
تأفف بحدة من ذكر أسم "كندا" فى الصباح رفضته وقررت البُعد عنه بفضل "كندا" والآن تتحدث عنها لتقول بجدية:-
_ المفروض تيجي تزورها دى أخت جوزها
شعر بنيران الغضب تحرقه من الداخل حتى حولت صدره لرماد، عقله لا يستوعب أنه ما زال ساكنًا ولم يقتلها على خيانته، لمحت "قُسم" تحول ملامحه وأحمرار وجهه من الغضب لترفع يدها اليمني بلطف تضعها على رأسه وتغلغلت أصابعها بين خصلات شعره الناعمة محاولة إخماد نيرانه وإمتصاص غضبه، شعر "غفران" بدفء يدها وحنيتها التى تأسره وتهزم غروره المتغطرس ليُفتح عينيه أخيرًا وأدار رأسه للأعلي حيث وجه "قُسم" فقال بهدوء:-
_ أنا مش ظالم يا قُسم، مش ظالم عشان تحرمني منك ما دام هجرت كندا، أنا هجرت واحدة خانتني مع راجل تاني وسايبها تتنفس لحد دلوقت عشان خاطر نالا، بنتي الوحيدة واللة مانعني عن قتل كندا حالة نالا النفسية ومتابعتها مع الدكتور النفسي، ولحد ما تتحسني هتفضل تتنفس بفضل بنتي ، أنا دايس على كرامتى ورجولتي وعقلي وإنتِ هنا بتكملي عليا وبدوسي على قلبي عشان خاطر خاينة وحارمني منكِ وحاطة حواجز بينا وحلها الوحيد أنى أصلح علاقتي مع خاينة.... دا يرضي مين ؟ أنا كدة أبقي ظالم وأستاهل قسوتكِ دى
دمعت عينيها بحزن على ما يتفوه به وهذا الرجل الذي حددت علاقته بها بعلاقة زواجه مع "كندا"، سقطت دمعتها على وجنته بألم لتقول:-
_ أنا أسفة
رفع يده يجفف دموعها بحنان وعينيه تحدق بوجهها الباكي ثم قال:-
_ لو عايزاني أقبل أسفك، خليكِ معايا
هزت رأسها بنعم ليغمض عينيه بتعب ويدفن رأسه ببطنها يغوص فى نومه العميق من التعب وهى تداعب خصلاته حتى شعر بالأمان ونام من التعب كليًا، ظل محلها ساكنة ولم تتحرك تتأمله بحُب وعينيها لا تفارق ملامحه...
خرجت "صفية" من المستشفي تبحث عن ابنتها مع "عُمر" ليراها بسيارة "غفران" فألتف إلى "صفية" وقال بهدوء:-
_ ممكن حضرتك تروحي مع صابر ومدام قُسم أنا هوصلها لحد البيت، هى مع مسيو غفران متقلقيش
وقفت "صفية" بحيرة من أمرها أترفض ترك ابنتها مع زوجها أم تذهب وبنهاية الأمر أومأت "صفية" له بنعم ثم قالت:-
_ ماشي أنا همشي عشان عندي ميعاد مع دكتور القلب مع عمك جميل بس متأخرهاش
هز رأسه بنعم لتغادر "صفية" مع "صابر" ووقف "عُمر" أمام السيارة يعطيهم ظهره حتي يستيقظ "غفران" من نومه.....
_______________________
وقف "أنس" فى رواق المستشفي يتحدث فى الهاتف مع "ملك" يقول:-
_ مش هقدر أجي النهار دا، الطفل نزل ومقدرش أسيبها فى الحالة دى لوحدها وكمان مخرجتش من المستشفي
تأففت "ملك" بضيق شديد من تصرفات زوجها وهو يعطي كل الأهتمام إلى "تيا" ويفضلها دومًا على حُبه إلى "ملك"، تحدثت بغضب سافر تقول:-
_ وأنا ذنبي أي فى كل دا؟ حتى اليومين اللى بتجيهم ليا فى الشهر كله هتقعدهم جنب الهانم
كز على أسنانه بضيق شديد من رد فعل "ملك" ليتحدث بنبرة غليظة مُنخفضة خوفًا من أن يسمعه أحد:-
_ خلى عندك دم يا ملك، بقولك ابني مات فى بطن أمه وإنتِ بتقولي أي؟!!
كادت أن تفقد عقلها من رده فصرخت به بانفعال وهى لا تقبل بأي مبرر قائلة:-
_ وأنا مالى مات وعاش، متظلمنيش أكثر من كدة يا أنس لأحسن أنا مجنونة وممكن أطربقها على دماغي ودماغك عادي جدًا
سمع صوت "نورهان" تناديه من الخلف وتقول:-
_ أنس
همس إليها بخوف قائلة:-
_ طيب شوية وهكلمك بس أهدئي دلوقت
أنهي الأتصال وألتف إلى "نورهان" ببسمة خافتة فرمقته بمكر وشكوكها بدأت تستجمع حول ما يخفيه لتقول بجدية:-
_ أدخل لمراتكِ وخلى بالك لأني الديل المعوج أنا بقطعه
مرت من أمامه تاركة تهديدها إليه، خرجت من المستشفي لترى سيارة "غفران" ما زالت هنا و"عُمر" بالخارج فحدقت أكثر بالسيارة لترى "قُسم" بداخلها فصعدت بسيارتها مُدرك أن ابنها أختفي عن الجميع لأجل زوجته المُدللة الجديدة، نظرت "قُسم" وجهه النائم وقد أقترب وقت الغروب لتمسح على رأسه بلطف مُنادية إياه:-
_ غفران
فتح عينيه بتعب بعد وقت طويل من النوم ليراها أمامه أول شيء فقالت بهدوء:-
_ يلا أصحي عشان تروحني هتأخر
رفع يده إلى النافذة الموجودة جواره وطرق عليها ليفتح "عُمر" الباب الأمامي للسيارة فقال "غفران" بتعب:-
_ أركب يا عُمر عشان نوصلها
صعد "عُمر" وأنطلق بالسيارة وهو ما زال نائمًا كما هو و"قُسم" أحمرت خجلًا بقوة من نومه هكذا على قدمها أمام "عُمر" وظلت عينيها عالقة بالمرآة على "عُمر" وتهمس بحرج قائلة:-
-غفران قوم
_ عُمر عارف إنكِ مراتي
قالها بصوت عالى حتى تبسم "عُمر" فضربته "قُسم" على كتفه من الحرج وظل نائمًا حتى وصل إلى شارع سكنها ليعتدل فى جلسته جواره وقال:-
_ خلى بالك من نفسك
أومأ إليه بنعم، فرك عينيه بخفة والسيارة تتوقف أمام المنزل ليترجل "عُمر" يفتح لها الباب بينما نظرت "قُسم" إلى "غفران" ببسمة خافتة وقالت:-
_ تعبتك معايا
_ أول مرة أشوف واحدة بتتعب جوزها لما يوصلها
قالها ببسمة خافتة فتبسمت "قُسم" مع فتح "عُمر" للباب وترجلت من السيارة لتصعد إلى شقتها، بعيدًا كان "حازم" يحدق بالسيارة مُنذ دخولها إلى الشارع والغضب يمزقه أربًا من الداخل وقال:-
_ مبقاش حازم لو مأخدتش حقي
تمتم صديقه وهو يشعل سيجارته بلا مبالاة:-
_ الحق بيبقي حلوته فى وقته، أضرب على الحديد وهو سخن يا زميلي
نظر "حازم" إليه بانفعال شديد مما يدور بداخله من غضب وقهرة، يشعر بخنجر الغدر المغروس فى صدره منها حدد موعد زفافها فى الصباح ومساءًا خطبته لغيره، حدق بسيارة "غفران" أثناء مغادرتها فأغمض "غفران" عينيه من التعب حتى رن هاتف "عُمر" يقول:-
_ رد يا عُمر
تنحنح بحرج وهو يقول:-
_ ايوة يا ليلي.... أهدئي طيب وفهمني حصل أي؟
فتح "غفران" عينيه بعد أن انتبه لكلماته وأن "ليلي" تواجه شيء وتستنجد به فقال " عُمر" بجدية:-
_ طيب أديني ساعة أوصل للقصر وهحصلك
قاطعه "غُفران" بهدوء يقول :-
_ أركن على جنب يا عُمر
أوقف "عُمر" السيارة جانبًا ليترجل "غفران" من الخلف وفتح الباب الأمامي ثم قال:-
_ أنزل روح لها وأنا هروح
قلق "عُمر" من قيادة "غفران" للسيارة وحده لكنه لا يملك خيار أخرى فترك السيارة إلى "غفران" وأخذ سيارة أجرة إلى محبوبته بقلق....
_________________________
صرخت "ملك" بنبرة عالية مُحتدة:-
_ أعلي ما خيلك أركبه، ما هو أنا مش الجارية عندك يا أنس
_ يا ملك أعقلي، دا ظرف طارئ بلاش تهدي كل حاجة فى لحظة غضب
قالها "أنس" بنبرة غليظة محاولًا تهدئة زوجته، تركته "ملك" وذهبت إلى الأرض تجلس عليها بانفعال ووضعت قدم على الآخر ببرود ثم قالت :-
_ لا يا أنس، هى طلعت فى دماغي بقي وهتبات معايا الليلة يا أما ههد المعبد على دماغك
تأفف بضيق شديد وهو يمسح على رأسه بيده من الغيظ ثم أقترب منها يقول:-
_ هعوضك والله ، يا ستي أول ما هى تقف على رجلها ونعدي الظروف دى أنا مستعد أخدك ونسافر فى أى مكان تحبيه قُلتي أي؟
رفعت يدها إلى وجنته بدلال وبسمة مُشرقة تنير وجهها الجميل ثم قالت بعنادٍ وتحدٍ :-
_ برضو لا، هتبات معايا الليلة يا أنس
قضم شفته السفلية بغيظ من عنادها ثم قال بحدة:-
_ يا ملك أنا مراتي فى المستشفي وأبني مات لأني كنت سايبها لوحدها فى البيت ونايم فى حضنك، أعذرى دا
_ أسفة يا روح قلبي، أنت كمان لازم تعذر أنى مستحملة كل دا وراضية بيومين فى الشهر وهى واخداك منى الشهر كله مع أنى الأولانية وهى التانية
قالتها بجدية صارمة، رفع حاجبه بانفعال ثم وقف من مكانه وهو يصرخ غاضبًا:-
_ وإنتِ اللى قبلتي بالوضع دا من الأول متجيش تشتكي دلوقت بقي
وقفت منفعلة جدًا من حديثه لتقول بغلاظة:-
_ قبلت عشان بحبك لكن تيجي عليا لا، ولا أنت بقي خايفة من المادم هاتهالى على بلتطة وقولى أنك خايف منها
لم يتملك أعصابه أكثر ليصفعها بقوة وهجم عليها يضربها بجنون وهى تتابع أستفزازه بالحديث قائلة:-
_ بتتشطر عليا وأنت مرعوب منها، والله لأهد كل حاجة على دماغك يا أنس وأخليك تيجي لحد عندي راكع ويا أنا يا هى بقي
_ أنا متهددش ست، دا أنا أدفنك قبل ما تفكري تعملى حاجة من ورايا
قالها وهو يضربها بقوة ويسحبها من شعرها، صرخت "ملك" بقوة وتجمع الجيران أمام الشقة من الصراخ لتركها من يده مع حضور الجيران وغادر الشقة مُتمتمًا بضيق:-
_ والله لأوريكي يا بنت الكــ لـــ ــب
__________________________
خرجت "قُسم" من المرحاض بعد أن أخذت حمام دافيء لتجد "قاسم" يستعد للمغادرة فقالت بجدية:-
_ هتتأخر برا
_ ماتش فى السريع قبل ما بابا وماما يرجعوا
قالها بتعجل وهو يربط رباط حذاءه فأومأت إليه بنعم وخرج، جلست أمام المرآة تصفف شعرها المبلل وتضع مربط على ذراعيها وعنقها ليرن هاتفها باسم "غفران" فأستقبلت الأتصال تقول:-
_ أيوة
_ أنا عايز أفهم ليه مراتي تكون بعيد عني
قالها بعناد من شوقه إليها والنوم جوارها كان يحمل الأمان، ضحكت بخفة على سؤاله المفاجئ وقالت:-
_ اي يا غفران، دا لسه ست شهور خطوبة
أجابها وهو يقود سيارته غاضبًا بتذمر على هذا البُعد ليقول:-
_ خطوبة أي، إنتِ مراتي هو فى حد يخطب مراته، أنا هجيلك أخدك واللى يقدر يمنعني يوريني نفسه
ضحكت وهى تقف من أمام المرآة على جنونه بينما "غفران" أدار مقودة السيارة لكي يعود إلى منزلها رافضًا هذا الفراق بينهما، تحدثت بنبرة ناعمة وهى تلقي بجسدها على الفراش:-
_ غفران متعملش مشاكل وبعدين بابا مش هنا مش هينفع تيجي
تبسم بمكر شديد يقول:-
_ أحسن هو أنا هعوزه فى أي وإنتِ حلالي، أنا جايلك
ضحكت بخفة عليه ليدق باب الشقة فسألت بدهشة:-
_ أى دا؟ أنت جيت بجد؟
_ جيت فين؟ أنا قدمي خمس دقايق وأكون عندك
قالها بجدية لتقف من مكانها تمطي جسدها بتكاسل وقالت:-
_أستن يا غفران أفتح تقريبًا بابا جه
فتحت باب الشقة لتُصدم بـ "حازم" أمامها والهاتف فى يدها أنزلته عن أذنه لتقول بصدمة:-
_ حازم!!
_ أيوة حازم اللى غدرتي به وعملتي لعبة فى أيدكِ إنتِ وأهلك
قالها بحدة صارمة، ليسمع "غفران" كلماته ليزيد من سرعة السيارة بخوف على "قُسم" خصيصًا أنه يعلم أنها وحدها بالمنزل، رمقته "قُسم" بضيق ثم قالت:-
_ أمشي يا حازم، امشي لأن الكلام معاك بيعمل مشاكل وبس وعمرك ما شوفت نفسك غلطان وبتشوف عمايل اللى قدامك بس
أقترب أكثر ليدخل إلى الشقة وهى تقف محلها تمنعه من الدخول بضيق قال:-
_ أطلع برا
مسكها من ذراعيها بقوة ليسقط الهاتف من يدها وما زال "غفران" يسمع ما يدور بينهما، هزها بقوة صارخًا بها بغضب من شعوره بدهس كرامته أمامها:-
_ أنا بعمل مشاكل!! ، أنا اللى حددت ميعاد الفرح وبليل خطبتك لواحد تاني، لا يا قُسم على جثتي تكوني لحد غيرى، إنتِ من يوم ما أتولدتي وإنتِ بتاعتي أنا وملكي أنا وبس
صرخت بألم من قبضته المُحكمة على ذراعيها وقوة هزه لجسدها وأرتطامه بالحائط بألم وقالت بعنف:-
_ أنت مجنون وغبي ومستحيل أكون ليكِ حتى لو كان على جثتي، سيبني كدة اااه
رمقه بغضب ونظرة الأشمئزاز فى عينيها إليه تُثير غضبه أكثر وتؤلم قلبه العاشق فأقترب منها بلا وعي خائفًا من فقدها محاولًا تقيبلها لتصرخ بذعر وهى تدفع بقوة بعيدًا وصفعته على وجهه وهى تركض من بين يديه ...
سمع "غفران" صراخها وجن جنونه ولأحسن حظها أنه كان بطريقه إليه ليصل أمام المنزل كالمجنون ورأى "قاسم" سيارته تدخل الشارع بسرعة جنونية ولا يبالي إذا دهس أحد أمام عجلات سيارته ليترك أصدقائه ويسرع إلى منزله خلف سيارة "غفران"، ترجل من السيارة كالمجنون وصعد إلى الأعلى دون أن يغلق باب سيارته من الخوف على زوجته ، وصل إلى شقتها ليسمع صوت صرختها فكسر زجاج الباب بيده بقوة وفتحه من الداخل ليرى "قُسم" على الأريكة تدفعه بعيدًا عنها بكل قوتها صارخة بأقصي ما لديها لعل ينقذها أحد، هرع "غفران" نحوهما ليسحبه من ملابسه بعيدًا عنها ولكمه مرات متتالية بقوة حتى كاد أن يقتله فى يده ونزف وجه "حازم" بغزارة حتى سقط على السفرة فلم يتمالك "غفران" أعصابه ومسك المزهرية الزجاجية وكَسرها فوق رأسه ليفقد الوعي كليًا ويسقط على الأرض، هرع إلى "قُسم" التى كانت ترتجف بذعر وجسدها باردًا كالثلج وفور وصوله إليه لفت ذراعيها حول خصره تختبي بيه من هذا الوحش ليطوقها بذراعيه بقوة وأحكام ويده تربت على كتفها بلطف:-
_ متخافيش يا قُسم، متخافيش أنا هنا
دلف "قاسم" إلى الشقة ليرى أخته منهارة من البكاء بين ذراعي زوجها وملابسها ممزقة و"حازم" على الأرض غارقًا فى دمائه ، أحضر "قاسم" روبها من الداخل ليضعه على أكتافها بقلق وقال:-
_ حصل أي؟
_ هاتلها كوباية ليمون
قالها "غفران" بجدية ليفعل "قاسم" ما طلبه، اتصل "غفران" بضابط شرطة صديقه وجاء للقبض على "حازم" فى نفس اللحظة التى وصل بها "جميل" مع زوجته التى تسانده ووجد رجلين من الشرطة فى شقتهما و"حازم" وجهه غارق بالدماء مع العسكري، سأل "جميل" بقلق:-
_ حصل أي؟
لم يجيب عليه أحد وأخذ الضابط رجاله مع "حازم" ليقصي "قاسم" ما حدث إلى والديه، نظر "غفران" إلى "قُسم" وهى نائمة فى فراشها بينما هو جالسًا على حافة الفراش يمسح على رأسها بلطف ثم قال:-
_ أهدئي يا قُسم، أوعدك إنكِ مش هتشوفي خلقته مرة تانية
دلف "جميل" إلى الغرفة حزينًا على ما حدث لأبنته ليرى "غفران" جالسًا كما هو قرب ابنته فسأل بقلق:-
_ إنتِ كويسة؟
أومأت "قُسم" إليه بنعم فوقف "غفران" من مكانه وقال بجدية:-
_ أنا عايز أتكلم مع حضرتك شوية
خرج الإثنين معًا ودلفت "صفية" تطمئن على ابنتها ، أرتشف "غفران" القليل من كوب المياه ثم قال بجدية:-
_ سامحينى فى قلة ذوقي بس أنا هأخد مراتي معايا
نظر "جميل" إليه بدهشة ليتابع "غفران" الحديث بحدة صارمة:-
_ قُسم مراتي وأنا ملزم بحمايتها لكن مراتي مش هتفضل هنا، أسمح لي أخدوها بموافقتك
حاول "جميل" أن يتخيل ماذا حدث مع ابنته؟ وأن سلامتها بوجودها مع "غفران" ليؤمأ إليه بنعم، فتبسم "غفران" بلطف وأنتظر حتى تبدل ملابسها وأرتدت فستان أزرق اللون بأكمام وغادرت إلى القصر معه، دلفت بصحبته شاحبة وخائفة لترى "نالا" تركض إلى والدها بحماس من غيابه الكثير عن المنزل فضمها بلطف وقال:-
_ اميرتي الجميلة لسه صاحية لحد دلوقت ليه؟
_ عايزة أقولك أن مامي مش عارفة تخرج من أوضتها وعاملة تعيط
قالتها ببراءة وهى لا تفهم أن والدها أمر بسجن والدتها داخل هذا القصر، ربت على وجهها بحنان ثم قال:-
_ انا هشوفها يا نالا لكن دلوقت نقول good night ونطلع ننام
_ good night dad
قالتها بلطف وبسمة دافئة طفولية ثم وضعت قبلة على وجنته وذهبت إلى "قُسم" لتبتسم "قُسم" إليها لكن سرعان ما تلاشت بسمتها حين تجاهلتها "نالا" وصعدت للأعلى مع خادمتها فأخذ "غفران" قُسم" من يدها وصعد إلى الأعلي تجاه غرفته وقال:-
_ دى أوضتك مؤقتًا وأنا فى الاوضة دى لو أحتجتني أنا موجود
فتح باب الغرفة لها ولم تدخل فنظر إليها ورآها تمسك بيده بأحكام رافضة ترك يده والدخول إلى الغرفة فتبسم بلطف وأقترب منها بحُب ثم قال:-
_ متخافيش يا قُسم، إنتِ هنا فى أمان
هز راسها بالنفي ولا تصدق وجود أمان فى هذا العالم ، أعتقدت أن زوجها منه سيبقيها فى أمان لكن تجرأ "حازم" على أرتكاب فعلته مرة أخرى دون خوف من "غفران" فتنهد "غفران" بلطف وقال:-
_ طب تعالي
أخذها إلى غرفته وجعل الخادمة تحضر لها ملابس وذهب ليبدل ملابسه لكنه عاد ووجدها كما هى بفستانها، جلس قربها على حافة الفراش وقال:-
_ قُسم
جهشت فى البكاء وقد تركت أسر دموعها تشق طريقها على وجنتها، فضمها إليه فزاد بكاءها وصوت شهقاتها ملأ الغرفة وربت عليها بحنان....
_________________________
فى شقة "ملك" كانت الفوضي تعم المكان والجيران يقفوا على الباب ويضربون أياديهم ببعض من الحيرة ورجال الشرطة تملأ المكان فقال أحدهما :-
_ والله يا بيه ما نعرف حاجة أمبارح بليل فى صوت زعيق وصويت فى الشقة
وصل "محمود" وهو يحاول أن يفهم ماذا يحدث؟ فسأل أحد الرجال الواقفين بقلق:-
_ هو فى أي؟
_ الست اللى ساكنة هنا لاقيناها الصبح مقتولة
قالها الرجل بشفقة فأتسعت عيني "محمود" على مصراعيها ودلف إلى الشقة كالمجنون ليرى "ملك" جثة هامدة على الأرض وهناك سكين فى خصرها وروبها الوردي ملوث ببركة الدماء فظل حادقًا بها بصدمة ألجمته وعينيه مُتسعة على مصراعيها يحاول تمالك أعصابه من هول الصدمة حتى أقترب منه شرطي يقول:-
_ ممنوع الدخول هنا ، أتفضل؟
خرج من الشقة ليسمع البواب يقول إلى الضابط:-
_ أخر حاجة أمبارح بليل كان فى خناقة كبيرة بينها وبين جوزها وصوت زعيق عالي وخرج من الشقة بيحلف ليندمها
سأل الضابط بجدية قائلًا:-
_ اسمه أي جوزها دا ؟
_ أنس بس معرفش أنس اي، أستاذ محمود يعرفه
قالها وهو يشير على "محمود" قبل أن يغادر الشقة .......
يُتبــــــــــــــــــع .......
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق