رواية وختامهم مسك الفصل الثانى وعشرون والثالث وعشرون بقلم نورا عبدالعزيز
رواية وختامهم مسك الفصل الثانى وعشرون والثالث وعشرون بقلم نورا عبدالعزيز
#وختامهم_مَسك
الفصــــــــــل الثاني والعشـــرون (22)
بعنــــــوان " قبـــــــــــــــول "
وقف "تيام" مكانه بدهشة من بكاءها الذي يزداد أكثر فأكثر، جفف دموعها بأنامله بخوف أكبر عليها ثم قال بحيرة من أمرها:-
-خلاص يا مسك.. خلاص متضغطيش على نفسك أكثر... متوافقيش بس متعيطيش والله دموعك بقتلتني وكمان بسببي....
قاطعته "مسك" بصوت خافت وعينيها تحدق به بضعف شديد وشهقاتها تزداد أكثر ودموعها التى جففها بللت وجنتيها مرة أخري كالفيضان الذي يسيل من جفنيها، تحدثت قائلة:-
-تيام أنا...
مسح على رأسها بلطف شديد ثم قال:-
-متضعطيش على نفسك يا مسك، أنا مستعد أستناكي العمر كله ويحرم عليا اى بنت غيرك حتى لو عشيت عمري كله مستني
صرخ قلبها بداخلها بأسمه فماذا تنتظر أكثر من هذا لتذهب إليه؟، جاء رجل إليه يخبره أن "جابر" يريده ضروريًا فقال بخفة:-
-عن أذنك
ذهب معه كأنه أنتظر أن تأتي فرصة إليه ليهرب منها بألم قلبه الذي يخفيه، ما زالت لا تريده وتخشي الأقتراب منه، ركب المصعدحزينًا حتى رن هاتفه مُعلن عن استسلام رسالة، أخرجه "تيام" من جيبه بلا مبالاة لكنه صُدم عندما وجد الرسالة منها تحمل كلمة واحدة لكنها غيرت حاله تمامًا وجعلته يضغط على أزرار المصعد بجنون حتى فتح أبوابه وهرع راكضًا كالمجنون للخارج ولا يصدق هذه الكلمة التى قرأها للتو (موافقة)، كان يركض بسعادة تغمره وقلبه يتراقص فرحًا وأوشك على التوقف من شعوره بالحُب، بحث عنها فى كل أرجاء الشاطئ ولم يجد لها أثر، أتصل بها ووضع الهاتف على أذنيه وهو يدور فى المكان وعينيهي لا تتوقف عن البحث عنها، ربما سيضمها هذه اللحظة أو سيأخذها للمأذون حالًا، أستقبلت الأتصال ليصرخ بسعادة ونبرة حماسية:-
-أنتِ فين؟
لم تجيبه "مسك" بل ظلت تستمع إلى نبرته الحماسية، تغيرت تمامًا عن السابق فكان يخبرها بأن لا تضغط أكثر على نفسها ونبرته على وشك البكاء من الحزن الذي خيم على قلبه من صمتها، تبسمت "مسك" عليه وقالت:-
-فى طريقي للبيت
أتسعت عينيه على مصراعيها وركض إلى مرأب السيارات بجنون لا يُصدق بأنها ستتركه هكذا وتعود للقاهرة دون أن يراها ويهدأ من روعته وضربات قلبه، قال بتمتمة:-
-لا، إياك يا مسك تمشي دلوقت، مش بعد ما نشفتي دمي تمشي
تبسمت "مسك" أكثر على كلمته وقالت:-
-بس أنا لازم أمشي لأن عندي شغل
توقف بتعب من ركضه ويلهث بقوة جنونية من التعب وأتكأ بيديه على ركبته ثم وقف ووضع الهاتف على أذنه من جديد وقال:-
-أشوفك للحظة وبعدها ممكن تمشي لكن أقسم بالله لو مشيتي من غير ما أشوفك لأسيب الدنيا تقلب تضرب هنا وأجي وراكي
لم تجيب عليه وظلت صامتة، تحدث بنبرة خافتة راجيًا إياها بحُب:-
-عشان خاطري يا مسك أشوفك لحظة واحدة
لم تجيب عليه فمط شفتيه للأسفل بضيق مُدركًا بأنها لن تتراجع عن قرارها وإذا كان عملها هو ما يوجد فى الكفة الأخري ستختار العمل وعلاج المرضي لطالما أختارت علاجه عن غضبها وخصامها إليه، تأفف بضيق أكثر وقال:-
-خلاص يا ....
توقف عن الحديث عندما شعر بأنامله صغيرة تربت على كتفه من الخلف، ألتف ليراها تقف أمامه وتضع الهاتف على أذنيها وتنظر فى عينيه بهدوء وبسمة خافتة تنير وجهها، تبسم بإشراق وظهرت غمازاته من شدة بسمته وعينيه العسليتين تتلألأ بالحُب بل يسكنهما العشق كضوء وميض أنار حياته كاملًا، أقترب أكثر إليها وفتح ذراعيه لكي يضمها إليه فصرخت به بغضب قائلًا:-
-إياك!!!
توقف "تيام" قربها وذراعيه مفتوحين بدهشة من تحذيرها الحادة ونبرتها القوية كأنها ستقتله الآن إذا فعل حقًا، رأت تعجبه فى ملامح وجهه لتقول بحزم:-
-أنا دلوقت مش مراتك، إياك تعملها
هز رأسه بالموافقة إليها لكنه يترجاها بقول المُتذمر بوجه عابس وشفتيه يقوسها للأسفل:-
-حاضر مش هكررها بس مرة واحدة بس عشان خاطري
قالها وأقترب أكثر لتجز على أسنانها غيظًا منه ومن تكرر طلبه فألتف غاضبًا وعانق عمود الكهرباء الموجود جواره بتذمر شديد وقال:-
-اااه أنتِ بتعاقبني ليه
أعاد إليها عاضبًا ليراها تبتسم على فعلته وعناقه لعمود الكهرباء وقال بغيظ وغضب سافر من نفسه:-
-أنا كان لازم أتسحب من لساني وأطلقك يعنى، حضن واحد يا مسك
ضربه فى خصره بغضب سافر يتملكها بعد أن ذكر طلاقه إليها وقالت بتذمر:-
-تستاهل العقاب عشان تطلقني كويس
-تعالي أكتب عليكي دلوقت
قالها بحزم وعينيها لا تقوي على البُعد عنها وقلبه لا يتحمل فراقها وبُعدها عنه أكثر، عقله سيجن جنونه بهذه اللحظة وأمنيته الوحيدة الآن هو ضمها وشم رائحتها بداخله لكنها تعاقبه بقسوة كعادتها، ضربت "مسك" يده بتذمر من كلمته وقالت:-
-تاني!! وبابا!! لا مستحيل، ما صدقت أنه سامحني ويكون فى علمك أنا مش هتجوزك من غير موافقة بابا يا تيام، مش هقول ماما لأنها ما شاء الله حابك أكثر مني أنا بنتها، لكن بابا لازم يوافق وللعلم بالشيء بابا مبيكرهش قد الراجل العاطل والكسول يعنى شوف لما تروح تقابله هتقوله أنت شغال أيه؟
تحدث بثقة وغرور شديد:-
-أنا عندك قرية سياحية مالديف مصر تساوي أكتر من 100 مليار
-بالورث يعنى مش بمجهود
قالتها ببرود شديد وتذمر على تكاسله فى العمل ليقول:-
-طيب خلاص هأخذ الرئاسة من زين وهكون الرئيس
رفعت حاجبها الأيمن إليه بحدة وقالت بتحذير شديد:-
-ولعلمك الحاجة الأهم أنا مش هتكون رجل وحيد يجي يطلبنى من بابا بطوله
عاد خطوة للخلف بجدية مُستمعًا إلى جملتها وقد فهم ما تلمح إليه وقال:-
-أنا لما بقعد معه فى المكتب بنجيب جابر ورجالته يحجزوا بينا، عايزني أجيبه معايا وأنا بطلبك
أومأت إليه بنعم بجدية وكأنها تضع شرطًا لزواجها منه وقالت بجدية:-
-يبقي تصفي اللى بينكم لأن جابر مش هيجي معاكم، لو بتحبني بجد هتعملها يا تيام.. أنت مبسوط وأنت لوحدك كدة؟ لو أنت مبسوط يبقي أنا لا مش مبسوطة
تنحنح بحرج شديد من شروطها الكثيرة وتقدم للأمام وبدأ يسير بعيدًا عنها بعد أن قيدته سعادته بكلماتها وربطت فرحته بحبال الود بين "زين" وقال مُتمتم:-
-أنتِ بتعجيزني ليه؟ كل شرط أقسي من اللى قبله؟
-عشان مصلحتك يا تيام!! عايزك تخرج من الحرب والوحدة اللى عايش فيهم وتوصل لبر الأمان
قالتها وهى تسير خلفه بخطوات هادئة ليتذكر حديث العرافة بأنها ستأخذه لبر الأمان وستكون سندًا إليه ليرتعب خوفًا من أن يحدث كل كلمة تفوهت بها هذه العرافة ويفارق "مسك" حقًا ويتألم قلبه، نظر إلى وجهها بخوف لتتعجب "مسك" من خوفه الذي ظهر فى ملامحه وقالت بقلق:-
-فى أيه؟
توقف عن السير ومسكها من ذراعيها لتتقابل أعينهما معًا بخوف وتمتم بجدية صارمة:-
-متسبنيش يا مسك
أندهشت من كلمته ولما ذكر الفراق الآن بينما تتحدث عن "زين" وعلاقته بعائلته ليتابع "تيام" بخوف أكبر ونبرة مرتجفة:-
-متسبنيش مهما حصل، حتى لو عملت حاجة غصب عني أو حصل سوء تفاهم بينا، مهما يحصل متسبنيش ولا تبعدي عني
أومأ إليه بصدمة ألجمتها من هذا الخوف، أخذ يدها بيده ووضعها فوق رأسه وقال بجدية:-
-أحلفي بحياتى أنك مش هتسيبنى مهما يحصل
لم تفهم سبب خوفًا هذا ولما ذكر الفراق فى حين أنها تقترب منه أبدًا ولم تفكر به نهائيًا، ظلت عينيها تتجول بين عينيه الأثنين بحيرة وتشعر بأن هناك شيء ما يخفيه "تيام" عنها، تطلع بها وكلمات هذه العرافة تتردد فى أذنيه سيربطها رباط قوي لكنه سيقوى بالفراق، لا يعلم اى رباط هذا ولما سيقوي بالفراق، مُرتعبًا من داخله من هذه اللحظة إذا حدثت بالفعل، أومأت "مسك" إليه بنعم بحيرة تحتلها من رؤيته خائفًا هكذا، سحبت يدا من يده وأنزلتها إلى وجنتيه تلمس لحيته بدفء وعينيها تعانقه بحُب وقالت بلطف:-
-مش هسيبك!! ومتخافيش إذا غضبت منك هضربك مش هسيبك
هز رأسه بجدية موافقة على حديثها رغم أنها قالته بداعبة ومزح لكنه يوافق علي هذا وقال بإصرار وقبول:-
-اه أضربني وكسرينى ومتعالجنيش يا مسك وقتها بس متسبنيش، إن شاء تخلينى نايم فى السرير العمر كله بس متبعديش عني
-بعد الشر عنك!!
قالتها بلطف وعينيها ترمقه وعقلها بدأ يفكر فى سبب خوفه من الفراق هكذا ربما بسبب ماضيه أو لأنها أول شخص يتحمله ويقبل بوجوده ولم يقارنه بأحد، ربما لأنها الوحيدة التى احبته لكونه "تيام" ليس الأفضل بين الجميع لكنها أحبته، تابعت بنبرة دافئة:-
-أنا مش هبعد عنك يا تيام
تشبث بيدها كطفل صغير خائفًا من أن يضيع من والدته وسط زحام وضجة العالم الخارجي، وقال بجدية:-
-أنتِ أول حد يقبلنى يا مسك، ويحبني عشان أنا تيام مش عشان وريث ولا عشان فلوس ولا عشان الأحسن، أنا عارف أني مش أحسن حد ويمكن أى راجل على أرض خلقه ربنا أحسن مني كمان بس أنا بحبك والله ومبقدرش على بُعدك، الأيام اللى فاتت ربنا العالم بحالي كنت عامل أزاى؟ أقسم بالله ما كنت عارف نفسي ولا عارف أتنفس، كنت حاسس أن الهواء اللى بيدخل رئتي بيخنقنى أكثر ما بيساعدني على الحياة، أنا عارف والله أنى مستاهلكيش وأنك كتير عليا أوى بس بحبك أعمل أيه، أنا حاسس أنى عايز ألف قلب على قلبي عشان يكفوا بس حُبي ليكي عشان قلبي صغير أوى علي حُبك يا مسك
تبسمت بعفوية وأذنيها تستمع إلى كلماته وقلبها جن تمامًا وأنتهي أمره من حديثه وكاد أن تجزم أن رغم كونها طبيبة قلب لكنها لن تري حالة قلب كحالة قلبها على مدار سنوات عملها، سحبت يدها بيده التى تمسكها ووضعتها على قلبها حتى يشعر بضربات هذا الصغير الموجود بين ضلوعها فى اليسار وقالت:-
-أقسم لك أن حتى وأنا دكتورة قلب معنديش علاج لتنظيم ضرباته اللى هتنفجر جوايا دى، معقول أسيبك وهو حاله كدة فى قربك أمال فى بُعدك عامل أزاى.... مش عايزة أعرف حتى فى بُعدك هيبقي عامل أزاى
تساقطت دموعه رغمًا عنه ويده تشعر بضربات قلبها أسفلها، صُدمت "مسك" من دموعه التى تساقطت كأوراق الشجر فى فصل الخريف ولا تعلم سبب هذا التساقط، رفعت يدها تجفف دموعه بأناملها الدافئة ثم قالت:-
-تيام!!
-أنا مُتيم بيكِ يا مسك، الله يكرمك وحياة أغلي حاجة عندك تفضلي جنبي العمر كله
قالها ببكاء وأنهيار، لتجفف هذه الدموع بذعر وعقلها تأكد بأن هناك شيء يخفيه بداخله عنها، تمتمت بحزن شديد وقلبها يتألم لأنهياره هكذا وقالت:-
-بس، بس خلاص والله ما هسيبك وحياة تيام عندي مش هسيبك، بس أهدئي وغلاوتي..
رن هاتفها يقاطعهما برقم "غزل" لتتجاهل الأتصال وذهبت معه فى الطريق يسيران معًا وأخبرته أن "غزل" ما زالت على قيد الحياة وأستعدت وعيها وأنها السبب فى مسامحة والدها لها......
__________________________
ظلت "ورد" تسير معه فى الشوارع ويديهما مُتشابكة معًا والفرحة لا تفارقهما، يتجولان و"زين" يفعل لها كل شيء تريده، تبسمت "ورد" بعفوية وقالت:-
-لا بس أيه رأيك فى الفليم، أختياري!
جذبها "زين" إليه ووضع ذراعه حول عنقها لتكون تحت جناحه بجوار هذا الضلع الذي خلقته منه إليه المجاور ليساره النابض بالداخل وقال بغزل:-
-قال يعنى أتفرجتي عليه يا ورد، أنتِ ناسية أفكرك
نكزته "ورد" بذراعها فى خصره بخجل شديد وتوردت وجنتيها بلون الدماء التى تدفقت إلى رأسها للتو من كلماته وتذكرت هذه اللحظة، تبسم "زين" بعفوية على خجلها وحمرتها ثم قال بحماس:-
-ههههه ما دام قلبتي فراولية كدة يبقي أفتكرتي، أنا بقول نروح بسرعة بقي عشان عايز أنشط الذاكرة عندي
قرصته هذه المرة بخجل أكثر من حديثه الجريء أمامها وقالت:-
-أتلم يا زين، عيب!! وبعدين أنا بتكسف
قهقه ضاحكًا عليها بسعادة وقلبه بلغ قمة العالم من السعادة التى تحتله وقال بحُب شديد:-
-هو أيه اللى عيب يا بت، أنتِ حلالي يعنى مسمعش الكلام دى تاني بدل ما ....
وضعت يدها على فمه تمنعه من الحديث وقالت:-
-خلاص يا زين يا بقي، غير الموضوع
ضحكت عليها وهو ينزل يدها عن فمه ثم قال بجدية مُصطنعة:-
-خلاص بنغير الموضوع، أنا عايز أرجع من هنا بابا أزاى معرفش
أنزلت ذراعه عنها بغيظ تحاول أخفاء خجلها فى هذا الغيظ الطفولي وذهبت وحدها أمامه ليضحك بسعادة عليها وقال:-
-طب خلاص خدي يا بت
ركضت منه بعد أن سمعت جملته ليركض خلفها بسعادة تغمره وقال:-
-والله لو مسكتك يا ورد لتندمي، خدي يا ورد
ضحك الأجانب عليه فتوقف عن الركض بحرج وقال ببسمة خافتة بالأنجليزية:-
-أنها زوجتي
ركض خلفها من جديد وهى تضحك عليه بعد أن نظر الجميع عليه بعد أن صرخ بها، تضع يديها على فمها من شدة ضحكاتها عليه.....
_________________________
كان "تيام" واقفًا مع "فادى" يتحدث معه فى العمل ويقول:-
-المهم أنك تعمل حاجة مختلفة يا فادي، بلاش نفس الرحلات البحرية والغطس المعتاد، أبتكر جديد
أومأ إليه بنعم وألتف "تيام" ليذهب من مكانه إلى الفندق لكن أوقفه ظهور "ليلة" فى طريقه ليتأفف بضيق شديد من هذه الفتاة التى لن تمل ولم تكتفي بإهانته المعتادة لها وقال:-
-يا صبر أيوب
تبسمت "ليلة" وهى تقف جواره بعفوية وقالت:-
-صباح الخير يا تيمو
أتسعت عينيه على مصراعيها من كلمته وقال بسخرية:-
-تيمو... مبقاش اللى واحدة زيك انتِ اللى تصبح عليا
وصلت "مسك" على الشاطئ وهى تركض وترتدي ملابسها الرياضية وتوقفت فجأة عندما رأته هنا مع فتاة تبتسم إليه، نزعت السماعات من إذنيها وعينيها تحدق بهما وبسمة هذه الفتاة تقتلها فلم تتحمل غضبها أكثر وهى تراه يقف هناك مع فتاة غيرها، كيف يخبرها بحبه والآن يخونها؟ أهذا حبًا؟، هرعت "مسك" إليه وعينيها تحدق بـ "ليلة" التى تقف جواره باسمة لأجله، رأها "تيام" تقترب ليبتلع لعابه الجاف فى حلقه بصعوبة وخوف من هذه الفتاة المجنونة، ذهب نحوه لتضربه فى خصره بقوة وتقول بحدة:-
-مين دى!! صحيح ديل الكلب عمره ما هيتعدل
تألم "تيام" من ضربتها لكنه وقف صامدًا أمامها وقال بهدوء:-
-هفهمك...
-تفهمني أيه يا خائن.. دا أنا شايفاك بعيني!!
قالتها بعصبية قوية ونار كادت أن تحرقه للتو، تبسمت "ليلة" بخبث شديد وقالت:-
-هو مش طلقك، بتجري وراه ليه؟!
حدقت "مسك" بها بصدمة ألجمتها و"تيام"يقف بينهما، كان عقلها يخبرها أن تقتل هذه الفتاة للتو بقضبتها لتتقدم خطوة للأمام لكن أوقفها "تيام" بذعر وهو أكثر الناس معرفة بها ويعلم أن يدها من تتحدث دومًا فى غضبها قبل لسانها، تمتم بلطف قائلًا:-
-أهدئي يا مسك
رفعت نظرها به بغضب وشر ينبعث من عينيها ليزدرد لعابه ويتركها بخوف، أقتربت من "ليلة" بقلب مُحترق وعقل بركاني، لا تستوعب ما رأته وعينيها يتطاير منها الغضب وحتى أنفاسها كانت غاضبة،كانت تشبه الثور الهائج من الغيرة التى نشبت حربها بداخل ضلوع هذه الفتاة الصغيرة، بدأت تدفعها فى كتفها للخلف بقوة وقالت:-
-لعلمك أنا عفاريت الدنيا كلها قصاد عيني دلوقت، والله لو ما مشيتي من خلقتى لخليكي تندمي عمرك كله
تبسم "ليلة" بغرور وقالت:-
-ولا تقدري تعملي حاجة
نظرت "مسك" إليه ضاحكة بسخرية على كلمات هذه الفتاة وقالت:-
-قالت مقدريش!!
رفعت يدها لتلكمها بقوة لكن أوقفها يد "تيام" الذي مسك قبضتها بيده وقال بحزم:-
-أمشي من وشها دلوقت
رحلت من أمامه بعد أن تركت له قبلة فى الهواء فأستشاطت "مسك" غضبًا أكثر والغيرة تأكل قلبها من الداخل ويحترق بينرانه، كادت أن تسرع خلف هذه الفتاة الوقحة وتهمش وجهها بيديها، ذعر "تيام" من انفعالها وعينيها التى يتطاير منهم الشر فأحاطتها بذراعيه بقوة وأحكام حتى لا تذهب خلفها، حاولت مقاومة تقييده إليها بالقوة لكنها لم تقوى على ذلك فنظرت له بغضب شديد، تمتم "تيام" بخفوت:-
-أهدئي يا مسك، والله سوء فهم
دفعته بقوة بعيدًا عنها بغضب سافر وتصرخ به قائلة:-
-سوء فهم، واقف معها والضحكة على وشها من الودن للودن وتقولي سوء فهم، أنت بس اللى واحشك القرف بتاعك... دى عارفة يا بيه أنك طلقتني
تركته وذهبت فى طريقها إلى الفندق ليهرع خلفها بجنون خوفًا من غضبها وقال بجدية:-
-يا مسك القرية كلها عارفة أنى طلقتك، أنا مش مجرد سايح هنا أنا صاحب القرية وطبيعي هتلاقي بنات بتحوم حواليا عشان فلوسي والله ما أعرفها ولا حصل حاجة من اللى فى خيالك
دلفت إلى الفندق غاضبة وعلى وشك ضربه لكنها تغلق قبضتها بأحكام حتي جرحت أظافرها الطويل باطن يدها وراحتها، لكنها تحاول جاهدة كبح غضبها، صعدت إلى غرفتها وهو خلفه يترجاها ان تستمع إليه وقال:-
-والله مظلوم يا مسكن معقول يوم ما تزعلي منى أكون مظلوم
كانت تلهث من غضبها وجولة الركض وتجمع أشياءها فى حقيبتها، وقف جوارها يخرج كل ما تضعه فى الحقيبة ويقول:-
-أسمعيني بس، والله بحبك يا مسك ومن ما عرفتك ما دخلت حياتي بنت غيرك ولا بصت لواحدة غيرك
ألتفت إليه غاضبة وألقت الملابس بوجهه من الغيظ والغضب صارخة به بقسوة:-
-واللى شوفته أيه؟ أنا شوفتك محدش قالي، كل دا وبتحبني أمال لو .....
أهزت جسدها بسبب دوران رأسها الذي أصابها فمسك يدها بقلق من اـزانها الذي فقدته للتو وقال بقلق:-
-أنتِ كويسة؟
أبعدت يده عنها بغضب ويدها الأخري تمسك جبينها ثم جلست على الفراش تستريح وقالت:-
-سيبنى لوحدي يا تيام
ركع أمامها وجلس أمام قدميها بقلق عليها ويأخذ يدها فى يده وعينيه لا تفارق، تحدث بنبرة واهنة وقلق يحتله:-
-أنا مستحيل أسيبك لوحدك، أنا أنتِ وأنتِ أنا يا مسك... أهدئي طيب، نروح لدكتور
أنزلت يدها عن جبينها وحدقت به بحزن شديد ثم قالت:-
-دا شوية أرهاق من العصبية والضغط، متخونيش يا تيام، لو عملتها قسمًا بربي وغلاوتك عندي ما هتلاقينى ولا هتشوفني فى حياتك كلها تاني
هز رأسه بنعم بأستمامة ويده تتشبث بيدها وقال بجدية ونبرة دافئة:-
-يحرم علي أى ست فى الكون كله، أنا مستحيل أضم غيرك فى حضني ، والله دا بيتك وملكك لوحدك
قالها ويده الأخري تضرب صدره بقوة، أومأت إليه بنعم وأغمضت عينيها من التعب وتتمتم بضعف:-
-أنا همشي، غزل محتاجة ليا، أنت عارف أن مفيش حد يعرف انها عايشة وأنا دكتورتها وهى لسه حالتها مستقرتش
أومأ إليها بنعم ثم قال بقلق عليها:-
-ماشي بس هبعت معاكي سواق، مستحيل تسوقي وأنتِ تعبانة كدة
أخبرته أن هذا الرجل الذي جاء معها سيقود ليشعر بالغيرة الشديدة ووجهه تحول للون الأحمر من نيران غيرته فتبسمت بلطف وقالت:-
-دا زميل غزل وقولتلك أنى معرفهوش ولا شوفته غير يوم ما جيت هنا، بس كدة كدة هيروح معايا على القاهرة
-أنا واثق فيكي علي فكرة أنا بس بغير
قالها بعبوس لتبتسم "مسك" إليه بعفوية ليتابع بجدية:-
-تردي عليا أول ما أتصل حتى لو نايمة، إياكي تتجاهلي أتصالاتي والله هتلاقيني عندك
هزت رأسها إليه بجدية ثم قالت بلطف:-
-هرد حتى لو نايمة، بس وأنا فى أوضة العمليات لا وهبقي أعرفك وقت العمليات وهتستغرق قد أيه عشان متقلقش
أومأ إليها بسعادة ليبعثر غرتها الطويل بيده وقال:-
-برافو عليكي
بدأ يجمع لها حقيبتها بنفسه وهى جالسة مكانها تراقبه عن كثبه ثم خرج من الغرفة وتركها تستعد، أخذت حمام دافيء ثم أرتدت بنطلون أسود وقميص نسائي أسود بأكمام وأسدلت شعرها على ظهرها وحذاء رياضي أبيض اللون، خرجت من الغرفة ووجدت موظف الفندق فى أنتظارها، أعطته الحقيبة وذهبت إلى حيث "تيام" لتودعه قبل رحيلها....
_________________________
كان يجلس فى مكتب الرئيس يباشر عمله مع "جابر" وعرض عليه مخطوطة لتطوير بعض الأشياء فى القرية ستزيد من جذب السيارح إليها، أندهاش "جابر" مما يراه فى هذه المخطوطة وتقدم "تيام" هكذا ثم قال:-
-أنت فعلًا عملت دا لوحدك؟
-أنت نسيت أنى مهندس، المهم خلي مدير الحسابات يشوفها ويعرف هتكلف كام
قالها "تيام" بحزم وعينيها تحدق فى الهاتف مُنتظر أن تتصل به لكى يذهب ويودعها، تبسم "جابر" وهو يختلس النظر إليه بعد أن سمع عن العرض الذي حدث على الشاطيء ليلًا، أموال تتطاير فى السماء ونجوم لامعة ظهرت فى البحر تتضيء عتمة الليل، أدرك بأنه تقدم خطوة للأمام مع محبوبته وسعد كثيرة لنجاح خطته مع "ورد" و"زين" لجمعهما معًا فى حفل الزفاف وجلب "مسك" إلى هنا لأجل هذه المواجهة التى انتهت بشيء جيد ويظهر هذا فى حماس "تيام" اليوم وسعادته التى تحتل كل ملامحه كأن دقات قلبه وعشقه يظهران فى عينيه وبسمته، لأول مرة يستقبل أى شخص يلقي الصباح عليه وأى موظف ببسمة كبيرة تظهر غمازاته، وقف "جابر" بسعادة إلى وصل إليه "تيام" وقال:-
-هوصله الملف وهبلغك برده
ألتف لكي يغادر المكتب وتمنى لو كان "عبدالعال" ينظر عليهم من الأعلي أو تأخر موته قليلًا ليرى كيف أصبح حفيده الغليظ المغرور، قبل أن يصل لباب المكتب فُتح ليجد "مسك" تدخل فأندهش من مجيئها وقال:-
-صباح الخير يا دكتورة
تبسمت "مسك" بحرج، بسمة خافتة إليه وقالت:-
-صباح النور
وقف "تيام" من مقعده مهرولًا إليها بسعادة، غادر "جابر" مُبتسمًا عليهما ووصل "تيام" إليها ليراها تبتسم إليه بإشراق غير بسمتها إلى "جابر" كليًا ليقول:-
-ليه لابسه أسود كله كدة؟
-شوف مين بيتكلم؟
قالتها بسخرية وعينيها تحدق بملابسه السوداء مثلها، بنطلون أسود وقميص أسود يفتح أول أزرار إليه وقلادته العجيبة المصتوعة من تميمة حظه ورصاصتها التى أخترقت أحشاءها تظهر فى عنقه، تتمتم بعبوس على هذه القلادة قائلة:-
-لو أعرف أنك هتعمل بيها سلسلة مكنتش أديتهالك
لمس القلادة بسعادة وقال بلطف:-
-دى أول هدية منك، وتميمة حظي فعلًا.. هتمشي؟
أومأت إليه بنعم ليخرج الخاتم من جيبه وقال بحب:-
-قبل ما ألبسهولك
تبسمت وعينيها تنظر إلى الخاتم بسعادة وقالت:-
-أبقي هاته معاك لما تيجي لبابا، لكن فى المقابل ممكن أخد دا
أشارت على خاتمه الفضي الضخم الذي يحمل حجرًا أزرق اللون، نظر إلى الخاتم الموجود فى بنصره الأيسر تارة وإليها تارة ثم نزعه وهو يقول:-
-هيبقي كبير عليكي
حاولت لبسه لكن كيف لأصابعها النحيل أن تتساوي بأصابعه الرجولية، لم يثبت فى أى أصبه لها سوى أبهامها وكان واسعًا قليلًا لكنها تبسمت عليه وقالت:-
-كدة حلو...
أومأ إليها بنعم ببسمة لا تفارقه، تبسمت "مسك" إليه بلطف وودعته ثم غادرت، أوصلها إلي سيارتها وفور رؤيته إلى هذا الرجل يجلس فى مقعد السائق تأفف بغيرة شديدة ولا يتخيل بأنها ستجلس جواره ما يقرب إلي ست ساعات معه فى سيارة واحدة وربما يكسرا الملل بالحديث والتسامر أو يضحكون معًا، تبسمت "مسك" علي غيرته بعد أن صعدت للسيارة وأغلق الباب إليها بقوة فأشارت إليه بأن يقترب، أنحنى "تيام" إلي النافذة بزمجرة وقالت بهمس إليه:-
-أسترخي يا تيام لأني بحبك أنت
نظر إلى عينيها عن قرب بعد أن تفوهت بهذه الكلمة لأجله فتبسم إليه بأرتياح وقلبه جن جنونه من هذه الكلمة فوضع قبلة على جبينها بحب وقال:-
-وأنا بحبك يا مسك
تبسمت إليه ولم تشاجره على هذه القبلة ثم أنطلق هذا الشاب بالقيادة ليلوح لها بيده حتى أختفت سيارتها عن ناظره، تبسمت "مسك" بسعادة تغمرها وفتحت الهاتف لكي تراسله لكنها صُدمت عندما وجدت رسالة من مجهولة تحتوي على كلمات مُخيفة:-
-أنتِ ليا أنا حتى لو حكم الأمر أن أقتل تيام......
#وختامهم_مَسك
الفصــــــــــل الثالث والعشـــرون (23)
بعنــــــوان " قــــدر مكتــــــــــــــــوب "
أوقفت "مسك" السيارة على الطريق وترجلت منها بخوف، فى الأمام توجد "غزل" وما زالت تصارع الموت وتحتاج إلى رعايتها وفى الخلف "تيام" ويهدد "بكر" بقتله، تعلم جيدًا أن هذه الرسالة مجهولة الهواية جاءت من "بكر" وحدها من اخبرها سابقًا بأنه يريدها وسيأخذها حتى لو قتل زوجها والآن يقرر جملته، وقفت حائرة بين أختها وحبيبها ولا تعلم إلى من تذهب، تذهب لرعاية أختها أم تذهب لحماية "تيام" لتغمض عينيها بعجز فى التفكير إيهما الصواب وفى نهاية المطاف أتصلت على "جابر" الوحيد الذي سيساعدها وقالت بجدية:-
-أنا مسك ولو جنب تيام متوضحش دا
تنحنح بحرج ثم قال:-
-أدينى نص ساعة وأكلمك
هزت رأسها بالنفي والخوف يتملكها وقالت:-
-لا الموضوع ضروري
نظر "جابر" إلى وجه "تيام" الذي ينظر إلى الأوراق وقال:-
-طب ثواني... خمسة وراجعلك يا تيام بيه
أومأ "تيام" إليه بنعم دون أن يرفع نظره إليه، خرج "جابر" من المكتب ووقف فى الرواق الطويل الهادي وقال:-
-أتفضلي
أرسلت له صورة من هاتفها تحمل الرسالة التى وصلت إليها من "بكر" ليُصدم "جابر" من هذا التهديد الصريح ووضع الهاتف على أذنيه من جديد وقال بفزع:-
-مين دا؟
-بص الموضوع طويل جدًا ومش هعرف أحكيهولك دلوقت، هوصل القاهرة وأكلمك بس بالله عليك تخلي تيام تحت عينيك دايمًا متخليش حد يأذي وأنا هخلص كام حاجة وأجيلك
قالتها بذعر وهى تجلس فى سيارتها ليومأ غليها بنعم ثم قال:-
-متقلقيش علي تيام، هو تحت عيني طول الوقت بس انا عايز أعرف مين دا عشان أحطه هو كمان تحت عيني
-بكر!! اللى جالي الأوضة وأنت شوفته
قالتها بقلق شديد ثم تابعت بقلب مُنقبض ويرتجف خوفًا:-
-الراجل دا سيء جدًا يا جابر وقتل أختي وقبلها أخويا، لو وصل لتيام هيأذيه بجد
أومأ إليها بنعم ثم قال بجدية وطمأنينة:-
-متقلقيش عليه، تيام رئيسي دلوقت وحمايته من أولوياته
أغلق الهاتف معها ثم أمر رجاله بأن يجمعوا كل المعلومات عن "بكر" وأعطاهم صورته من كاميرات المراقبة، كاد أن يدخل إلى المكتب لكن أوقفه صوت "زينة" تقول:-
-جابر!!
أستدار "جابر" إليها بجدية وقالت بحزم:-
-أنا موافقة على عرضك
تبسم "جابر" لها بحماس ثم قال بلطف:-
-يبقي أتفقنا بس هتستني لحد ما يجي زين من شهر العسل
أومأت "زينة" إليه بنعم وأدخلها إلى مكتب "تيام" الذي علم بما فعلته وما كانت تنوى أخذه منه ليقول بجدية ساخرًا منها:-
-شوف مين اللى جه الرئيسة زينة
تنحنحت "زينة" بضيق شديد فنظر "جابر" إليه بحزم وقال:-
-اللى فات خلاص، أنسة زينة جاية تمد أيدها لينا وأنت محتاج خبرتها فى إدارة المكان هنا وتتعلم حل الأزمات منها
عاد "تيام" بظهره للخلف بأشمئزاز وتطلع بها من الأعلى لأخمص القدم وقال:-
-وأنا أضمن منين بقى أنها متغدرش بيا إذا كان غدرت بأخوها اللى من لحمه ودمه
-أنا ماشية
قالتها "زينة" بتذمر من حديثه ليوقفها "جابر" بحدة وقال:-
-وبعدين بقي معاكم، أنت كل ما تقعد مع حد تطفشه منه، إيه هتدير المكان لوحدك... دا جدك نفسه معملهاش ومفيش أحسن من اللى من لحمك واللى دا كمان مالهم زيك تثق فيهم
تأفف "تيام" بضيق شديد لكنه تحل بالصبر ليس لأجل حديث "جابر" بل لأنه تذكر حديث "مسك" عن العائلة وأنها لن تقبل به وحيدة وعليه أن يصلح ما أفسده من الروابط القوية بينه وبين عائلته، هز رأسه بنعم ثم قال:-
-ماشي
-خلي بالك أن أنت اللى هتصر على وجودها فى المكان قصاد زين
قالها "جابر" بعد أن جلس على المقعد المقابل للمكتب وأشار إلى "زينة" بأن تجلس هى الأخر، أندهش "تيام" من جملته وقال بحزم:-
-أنا!! وأنا مالي بقي بالعلاقات الأخوية دى، طب الشغل وهحتاج خبرتها لكن الأخوية دى أنا مالي بيها
رفع "جابر" حاجبه بحدة إلى "تيام" لتأفف بقوة غيظًا من تحكم هذا الرجل به فقط لأنه يملك السلطة الآن عليه، دلف أحد الرجال إلى "جابر" وقال:-
-نزل عندنا من فترة ودى بياناته الموجودة فى الفندق
أعطه ورق تحمل معلومات عن "بكر"، أومأ "جابر" إليه بنعم ثم وضع الورقة على الطاولة بلا مبالاة حتى ينهي حديثه مع هذا الرجل الغليظ أولًا وقال:-
-مالك أنهم عائلتك يا تيام بيه، وأنا بقي....
قاطعته كلمة "زينة" الهادئة:-
-بكر
نظر الأثنين إليها ليراها "جابر" تمسك الورقة وتنظر بها فسألها بحيرة وأندهاش من معرفتها بهذا الرجل:-
-أنتِ تعرفيه يا أنسة زينة
اومأت إليه بلا مبالاة ولا تعرف لما يبحثون عنه، تركت الورقة على المكتب ببرود وقالت:-
-اه من أهم النزلاء هنا وكمان هو اللى عرفني على متولي ... أصلًا متولي أبن أخته
صُدم الأثنين من معرفتها القوية بهذا الرجل وزادت صدمة "جابر" عندما علم بأن "متولي" قريب هذا الرجل ليدرك شيئًا واحدًا أن كل ما حدث حتى الآن بسبب "بكر"، تمتم بصدمة:-
-يبقي متولي هو اللى هرب الرجالة من المخزن، الرجالة اللى هجموا عليك فى السقيفة !!
-اه فاكرهم، بس وقتها أنا قولتلك أنهم طرف من اللى عمل فى ورد كدة.. يعنى بكر هو اللى عمل فى ورد كدة؟
قالها "تيام" بصدمة لا يستوعب الأمر وخصيصًا أنه يعرف أن "بكر" قاتل "غزل" ويسعى خلف "مسك"، تنحنح " جابر" بحيرة أكبر ولا يعرف أيخبره بأن هذا الرجل يسعي خلف "مسك" ويريدها إليه ويهددها بقتله أم يلتزم الصمت الآن فقالت "زينة" بحرج من هذان الأثنين:-
-متولي هو اللى بعت رجالة وراء ورد ومسك وهو اللى خلاني أفكر فى حكاية المنصب دي
أتسعت عيني "تيام" و"جابر" على مصراعيها بصدمة ألجمتهما الأثنين مما يسمعوه الآن، تمتم "جابر" بضيق:-
-ومكتفش بكل دا، له عين يهدد
نظر "تيام" إليه بعدم فهم ليخرج "جابر" هاتفه من جيبه وأعطاه لـ "تيام" كي يري الرسالة التى وصلت إلى "مسك"، صُدم "تيام" أكثر وقلبه توقف عن النبض بهذه اللحظة ثم وقف من مكانه لكى يذهب إليها كي المجنون لكن أوقفه "جابر" بحزم وقال صارخًا به:-
-أهدا أنت رايح فين؟
-رايح لمسك ولا أستنى لما يأذيها
قالها بذعر وخوف شديد عليها ليُجيب عليه "جابر" بهدوء قائلًا:-
-مش هيأذيها يا سيدي، اللى بيعوز واحدة مبيأذيهاش هو بيهدد بقتلك أنت
نظر "تيام" إليه بقلق شديد ليس لأجله بل لأجل "مسك"، لن يهدأ قلبه الآن وهى بمحافظة أخري بعيدًا عنه....
____________________________
تقدمت "غزل" فى الشفاء أكثر خلال هذان الأسبوعين التى بقت فيهما "مسك" جوارها وأستطاعت أن تقف على قدميها من جديد لتبتسم "مسك" بسعادة وقالت:-
-أنا كنت عارفة أنك قوية، إذا كان أنتِ اللى علمتني القوة
تبسمت "غزل" إليها بلطف وقالت:-
-أنا علمتك القوة لكنك تفوقتي على معلمك يا مسك
ضحكت "مسك" بعفوية على جملتها وفتح باب الغرفة ليدخل والدهما "غريب"، تبسم فور رؤية "غزل" تقف أمامه وحدها دون أى مساعدة من أحد لتبسمت إليه بهدوء وقالت:-
-بابا
فتح ذراعيه إليها لتهرع إليه كطفلة صغيرة وعانقها بسعادة، رن هاتف "مسك" باسمه لتتسلل خارج الغرفة وذهبت إلى المطبخ بخجل من والدها وقالت:-
-قولتلك لما أروح هكلمك
تأفف "تيام" بزمجرة شديدة على هذا الحديث وقال:-
-بقالك ثلاثة ساعات عند غزل وأنا فين من دا كله ها، فتحتي الموضوع مع والدك
-مش قولت مش هتعرف تسيب القرية غير لما زين يرجع
قالتها بضيق شديد فهي أشتاقت إليه طيلة هذان الأسبوعان ولم تراه واكتفت بمحادثته على الهاتف، تبسم "تيام" بحماس وقال:-
-جاي النهاردة وأخيرًا
تذمرت على كلمته وقالت بتعجب:-
-وأخيرًا!! لتكون هتبطل شغل يا أستاذ
أجابها بنبرة دافئة ودقات قلبه تصل إليها مع نبرته:-
-لا يا حبيبتى بس على الأقل هعرف أجي أطلبك وتبقي مراتي بقي بدل المعاناة اللى أنا فيها دي، أسبوعين بحالهم مشوفتكيش يا مسك.. وحشتيني والله ولا أنا موحشتكيش بقي؟
تنحنحت بحرج من هذه الكلمات وألتزمت الصمت ليتحدث هو من جديد قائلًا:-
-حرام عليكي يا مسك اللى بتعملي فيه دا، حتى كلمة وحشتنى مقولتهاش مرة وحبيبي نفسي أسمعها منك، أنتِ عارفة أخر مرة سمعت كلمة بحبك منك أمتى وأنتِ ماشية من عندي وبتودعينى، أنتِ بتشفني دمى معاكي ليه يا بنتى... هو أنتِ واخدني غصب ولا تخليص حق
قهقهت ضاحكة على كلمته الأخيرة وقالت:-
-أيوة كان باقي لي مبلغ من الفندق عندكم ومكانش في باقي فخدتك أنتِ تخليص حق
-مسك!!
قالها بتهديد ونبرة قوية، غمغمت "مسك" بنبرة خافتة بخجل شديد من هذا الحديث قائلة:-
-تيام خلاص بقي..
-أمري لله، أقسم بالله أنا بس أكتب عليكي يا مسك وأبقي قوليلي تيام من هنا للصبح وورينى مين اللى هسمع لك بقي... وربنا لأطلعه عليكي
قالها بتهديد خبيث ويتوعد لها بالأنتقام مما تفعله به وخجلها الشديد من لفظ كلمة واحدة له، دلف "غريب" للمطبخ يناديها قائلًا:-
-مسك
أغلقت الهاتف سريعًا دون أن تودعه ونظرت إلي والدها بأرتباك لينظر "غريب" بأندهاش على تصرفها وقال بفضول:-
-كنتِ بتكلمي مين؟
تنحنحت "مسك" بحرج من والدها وتحاشت النظر إلى عينيه بعد أن قبض عليها كمراهقة تُحدث ابن الجيران خلسًا....
______________________________
(المدينة الزرقاء blue city )
جلس "زين" فى السقيفة حيث النجاح الملكي ومعه "جابر" و"تيام" و"زينة" وأخبره "جابر" بكل شيء وأن العدو الحقيقي لهم جميعًا هو "بكر"، تحدث "تيام" بجدية يخبرهما بأنه تسبب فى قتل أخوات "مسك" وقص لهما حكايتها دون أن يخبر أحد بنجاة "غزل"، ظل "زين" يستمع إلى هذا الحديث فى هدوء دون أن يصدر أى رد فعل فقال "جابر":-
-أسمحولي أقولكم أن واحد منكم ميقدرش عليه وأديك جربت يا تيام بيه وخرج منها رغم كل حاجة لكن لو أتحدتوا أنتوا الثلاثة يبقي مفيش قوة فى الكون ممكن تغلبكم
صمت الجميع وكلا منهم كبرياءه يمنعه على مد يده إلى الأخر فقال "جابر " مُتابعًا بجدية:-
-يا أستاذ زين، أنت عرفت اللى عمل كدة فى مراتك هتسيبوا وتسيب حقها، ولا حضرتك يا تيام بيه هتسيبه لحد ما ياخد مسك مراتك سابقًا واللى إن شاء الله هترجعلك، بلاش عشانكم لكن أنتوا كرجالة لازم تحموا حريمكم وشرفكم، ولا حضرتك يا أنسة زينة هتسيبي متولي اللى خسرك كل حاجة حتى أخوكي
مدت "زينة" يدها أولًا إلى الأمام وقالت بجدية وغضب سافر:-
-أنا أول واحدة بمد أيدي
نظر "زين" إلى "تيام" والأخر مثله ومدوا يديهما معًا لأجل الأنتقام فتبسم "جابر" بعفوية ثم قال:-
-يبقي أستعننا بالله، بس عشان نكون صفي يا لبن بقي وميبقاش فيها رجعة، أنا عرضت على أنسة زينة تكون المدير العام وتترقي من وظيفة السكرتيرة العامة
أتسعت عيني "زين" على مصراعيها وقال:-
-بس أنا فصلت من شغلها هتترقي أزاى
-وأنا رجعتها
قالها "تيام" بغرور شديد، ألتف "زين" إليه بأندهاش من حديثه وقال بسخرية:-
-ودا بصفتك أيه أن شاء الله
-الرئيس
قالها بحزم وقبل أن يبدأ شجارهما المعتاد تحدث "جابر" بجدية يمنع هذا النزاع قبل أن يبدأ:-
-دا الموضوع التاني، رسميًا باقي شهرين لتنصيب تيام فى منصب الرئيس
-ليه مر سنة على جوازه وأنا مش واخد بالي
قالها "زين" بسخرية شديدة من حاله ليتحدث "جابر" بحزم لهجة قوية:-
-فى الواقع موضوع الذكري السنوية دى كانت من أختراعي أنا، الوصية بتقول زى ما قولت قدام عبدالعال بيه، أنه يتجوز بنت وينصلح حاله بس
أنتفض "تيام" من مكانه غاضبًا على تلاعب الجميع به وقال بصراخ:-
-أنت أتجننت، أزاى تدي لنفس الحق دا وبصفتك أيه؟ بتلعب بيا
-عشان مصلحتك وشوف دلوقت بقيت أيه وفين؟ والشهرين دول لحد ما التطويرات اللى هتعملها تخلص
قالها بهدوء شديد وكاد أن ينفجر "تيام" من الغضب لكن "جابر" كان هادئًا يقابل عاصفته بالهدوء وكاد أن يغادر لكن أوقفه صوت "جابر" يقول:-
-أقعد خلينا نخلص كلامنا دا..
جز "تيام" على أسنانه بغضب سافر ولم يجلس مكانه وظل واقفًا بعيدًا ليقول "جابر" بهدوء:-
-أنا عرضت على أنسة زينة تكون المدير العام والرئيس ونائب الرئيس ليكم وبعلاقاتكم دى مش هتفلحوا ولا رئيس ولا نائب رئيس
نظر الأثنين فى صمت بهدوء، لأحدهما سينازل عن منصبه والأخر سيأخذ منصب كبير كهذا بعد أن تلاعب الجميع بيه.....
________________________
-هو عايز يجي يقابلك ويطلبنى منك
قالتها "مسك" بتوتر شديد وهى جالسة أمام والدها الذي أستمع لحكايتها فى صمت دون ان يتفوه بكلمة واحدة، سألها بحزم شديد:-
-أنتِ عايزة تتجوزيه يا مسك؟
نظرت إلي والدها بأرتباك ولم تجرأ على الحديث أمامه فأومأ برأسه بتفهم وقد علم بجوابها دون أن تتحدث نهائيًا، وقف من مكانه وذهب ليتركها حائرة فى رد والدها لم يخبرها بموافقته أو رفضه على "تيام" أستمع لكل شيء منها ثم ذهب دون أن يُجيب مما زاد من قلقها وتوترها، غادرت "مسك" المنزل وذهبت إلى منزل والدتها بقلق يحتلها من أن يرفض والدها إذا كان ما زال يحمل فى طياته غضبًا من "تيام" فرغم مسامحته لها لكنه حازمًا وصارمًا جدًا معها، دلفت إلى غرفتها وألقت بجسدها على الفراش بحزن، ولجت "بثينة" خلفها وجلست جوارها بقلق وسألت:-
-مالك يا مسك؟
-مفيش يا ماما
قالتها "مسك" بضيق قوى وخنق يكتم أنفاسها بداخلها، مسحت "بثينة" على رأسها بلطف وقالت:-
-هو انا مش عارفاكي يا مسك، أيه اللى مزعلك
-مفيش يا ماما صدقينى
قالتها "مسك" بزمجرة أكثر من إصرار والدتها على الحديثوأغمضت عينيها بحزن يحتلها...
__________________________
وصل "تيام" إلى القاهرة فى اليوم التالي وذهب إلى حيث منزل "غريب" وجلس فى الصالون ينتظره، راسلها فى الهاتف بقلق وتوتر شديد قائلًا:-
-والدك مش عايز يخرج لي يا مسك!!
خرجت "مسك" من غرفتها بعد رسالته لترى والدها يخرج من الغرفة وحدق بها بنظرة قوية أوقفتها مكانها وجعلتها تزدرد لعابها بقلق، وقفت "غزل" خلفها تربت على أكتافها وقالت:-
-متقلقيش يا مسك
خرج "غريب" إلي الصالون وكان "تيام" جالسًا مع "جابر" ووقف بسرعة مع خروجه أحترامًا له، مد يده إلى "غريب" وقال:-
-أنا تيام الضبع
لم يصافحه "غريب" وجلس على المقعد، نظر "تيام" إلى "جابر" بحيرة وهذه البداية لم تكن تسر القلب أبدًا، وقفت "مسك" تراقب كل شيء من بعيد وبعد أن رأت مقابلة والدها تجمعت الدموع فى عينيها بخوف من تجمده، تبسم "تيام" رغم كل شيء وبدأ يتحدث عن نفسه وعن عمله فى القرية كونه رئيسًا لها ومالكها، وبعد أن أنهي هذا الحديث قال بعفوية وسعادة تغمره:-
-أنا جاي لحضرتك النهار دا عشان أطلب أيد دكتورة مسك على سُنة الله ورسوله
هز "غريب" رأسه يمينًا ويسارًا بالرفض القاطع وقال:-
-أسف أنا معنديش بنات للجواز
-أمال اللى جوا دى أيه، أدخل أجبهالك بنفسي لو مش واخد بالك منها
قالها "تيام" بسخرية من كلمته ليربت "جابر" على قدمه بلطف حتى يهدأ ولا يتحدي هذا الرجل وقال بعفوية:-
-ممكن بس تأخد وقت وتفكر إحنا مش مستعجلين وأسال العروسة... أنا أسف فى الكلمة بس هم اللى هيعيشو ا مع بعض
-أنا كلمتي واضحة، أنا مش هجوز بنتى لواحد زي دا
قالها "غريب" بحدة صارمة، نظرت "مسك" إلى أختها بحزن شديد رغم علم والدها بحبها إليه وهو وحده من شهد على معاناتها فى بُعده، هو من دفع بنفسه تكاليف المرضي وسمح بفتح غرفة العلميات لها فقط حتى تتعافي من الفراق وتنشغل عن الألم الذي بداخلها والآن يحكم عليها أن تعيش فى هذا الألم مدي الحياة، ربتت "غزل" على كتفها بلطف ولا تعلم ماذا تفعل أو تقول لها؟
وقف "تيام" من مكانه غاضبًا من هذا الرجل وصرخ به وقد فاض به الأمر ولن يتحمل فكرة فراقها أو رفضه:-
-أنت فاكر أنى معرفش اتجوزها، أنا عملتها قبل كدة وأقدر أعملها تاني وثالث ومحدش هيقدر يمنعني
-متقدرش تتجوزها، أدخل انا أجبهالك وتشوف هتتجوزها ولا لا
قالها "غريب" بحدة صارمة ليصرخ "تيام" بغضب قاتل:-
-هتجوزها غصب عنك وعن اللى يتشدد لك ....
قاطعته صوتها الحاد تقول بقسوة غاضبة من طريقة حديثه مع والدها وصوته العالي فى وجه "غريب":-
-تيــــــــــــــــــام
توقف عن الحديث فى حضرتها ونظر إليها ليراها تقترب منه وترتدي فستان وردي اللون وتضع مساحيق التجميل وتزينت كعروسًا لاجله بهذه اليوم وعينيها تلوثت بدموعها بعد أن سمعت رفض والدها القاطع لهذا الأمر، لم يقوي على رؤية دموعها بهذه اللحظة وقال بهدوء ونبرة مُرتجفًا خائفًا من فقده:-
-بيقولي مش هتجوزك يا مسك
حاولت أصطنع القوة أمام الجميع وقالت:-
-وأنا قولتلك أيه؟
أبتلع لعابه بأرتباك وقال بضيق شديد من رفض والدها:-
-مش هتتجوزينى غير بموافقة باباكي.. بس هو
-لما تزعقله مش هيوافق يا تيام، أنت عايزاه ميوافقش
قالتها بهدوء شديد حتى يهدأ من روعته وتخمد نيران غضبه الذي أحتله للتو فهز رأسه بالرفض إليها، تطلع "غريب" بهما وهكذا "جابر" الذي يشفق على هذا الثنائي، وقف "غريب" من مقعده بحزم رغم رؤيته لدموع أبنته التى هزمتها وتساقطت من جفنيها أمام الجميع وترمق "تيام" بنبرة دافئة مُطمئنة رغم بكاءها وقال:-
-أنا قراري مفهوش رجوع عايزة تتجوزيه من ورايا تاني يبقي براحتك لكن بعدها تنسي أنك بنتي عمري كله وحتى جنازتك متمشيش فيها
نظرت "مسك" إلى والدها بعجز شديد يتملكها ثم تمتمت بلهجة واهنة وصوت يكاد يخرج من بين ضلوعها:-
-أمشي يا تيام
ركضت إلى غرفتها باكية بأنهيار تام، دلفت "غزل" وراها لتراها تقف باكية أمام المرآة وقالت بحزن:-
-ليه؟ ها ليه؟ أنا بحبه يا غزل، قسيت عليه كتير ووجعته ليه بابا كمان يقسي عليه ها... ليه أنا بحب تيام يا غزل....
توقفت عن الحديث عن سقطت على الأرض فاقدة للوعي تمامًا من هول الصدمة التى أحتلت قلبها وعجزها عن الذهاب إليه بسبب حديث والدها..
فى الخارج رأها "تيام" تركض للداخل باكية وضعيفة، عاجزة عن الذهاب إليه فقال بضيق:-
-ليه؟ إيه اللى مش عاجبك فيا وأنا هغيره؟ أشرط عليا أى شرط حتى لو طلبت حتة من السماء أقسم بالله لاجبهالك عشان مسك، أطلب وأمر باللي عايزه مهما كان صعب ومستحيل وهحققه لك عشان مسك..
قاطعه صراخ "غزل" التى خرجت مهرولة من الغرفة وقالت بذعر شديد:-
-بابا مسك واقعة جوا ومش بترد عليا .....
هرع الجميع للداخل بصدمة ألجمتهم جميعًا، حملها "تيام" على ذراعيه ونزل إلى السيارة مع والدها و"جابر" أخذوا للمستشفي وتركه "غزل" مُختبئة فى المنزل، ظل الطبيب بالداخل كثيرًا يفحصها و"تيام" يكاد يتوقف قلبه من الخوف مُرتعبًا من أن يحدث لها شيء ويفقدها، خرج الطبيب بوجه حزين إلى "غريب".. رمقه "غريب" بقلق من وجهه وملامحه الحزين بينما هرع "تيام" إليه وقال:-
-مسك بقيت كويسة؟
نظر الطبيب إليه بأسف ثم نظر إلى "غريب" لا يعلم كيف يخبره بحالة أبنته التى لطالما عالجت المئات والآن هى من تحتاج للعلاج، تمتم الطبيب بنبرة هادئة حزينة:-
-دكتورة مسك عندها ورم فى الدماغ
أتسعت عيني "غريب" على مصراعيها بصدمة ألجمته وقد فهم الآن سبب الإغماءات الكثيرة وحالة الضعف التى أصابت أبنته مؤخرًا، ربما كانت تحمل هذا الورم من فترة طويلة لكن لم تسوء حالتها ولم يظهر ضعفها إلا عندما فارقت "تيام"، الفراق وألمه تملك من مرضها وأخبرها جسدها بكل مرة تسقط فاقدة للوعي عن حالته المتدهورة لكنها لم تعري أهتمام إلى لقلبها العاشق الذي يبكي من الفراق بينما نظر "تيام" إلى الطبيب وتساقطت دموعه كالفضيان من جفنيه لا يستوعب ما يسمعه وما أصاب محبوبته وكأن كل شيء بالحياة اليوم أجمع على تدمير هذه اللحظة التى أنتظرتها معه، جاء اليوم من الغردقة فقط ليتزوجها ويلبسها خاتم زواجهما لكن بدأ الأمر بقسوة والدها والآن قسوة القدر عليها.......
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق